ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > شكر وتهنئة
---
شكر وتهنئة
---
ناصر الصائغ
06-19-2003, 05:55 PM
السلام عليكم ....
أولا: أشكر الأخوة المشرفين على الاستجابة السريعة لاقتراح إضافة شريط إخباري ، والذي يدل على حرصهم المتواصل على رفع مستوى الأداء لهذا الملتقى ، وحرصهم على كل ما ينفع إخوانهم فلهم منا جزيل الشكر والتقدير
ومزيدا من الإبداع والتجديد أعانكم الله وسددكم .
ثانيا : أهنأ نفسي وزملائي أعضاء الملتقى والضيوف الكرام بهذه الإضافة الجديدة ( الشريط الإخباري ) سائلا المولى الكريم أن ينفع به .
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 08:58 PM
حياك الله يا أخي الكريم ناصر الصائغ
قد أضفنا الشريط بناء على اقتراحك وفقك الله وتأييد البعض لكم . وأرجو إن كان هناك ملاحظات موافاتي بها .
وأرجو أن يتنبه الإخوة الكرام إلى أنه ينبغي لمن يريد متابعة الجديد تصفح المتلقيات جميعاً إن أمكنه ذلك حيث ذهب الشريط الذي ربما كان بعضنا يعتمد عليه في المتابعة.
وفقكم الله جميعاً ، ونحن نتقبل جميع الآراء وسنحرص على التطوير حسب الاستطاعة بإذن الله ، ونسأل الله العون والتوفيق والسداد.
محبكم
عبدالرحمن الشهري
---(1/1)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > مرة أخرى : الإعلان عن شبكة التفسير والدراسات القرآنية !
---
مرة أخرى : الإعلان عن شبكة التفسير والدراسات القرآنية !
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2004, 11:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى : الإعلان عن شبكة التفسير والدراسات القرآنية !
كثيراً ما يطالب الحريصون على نشر هذا الموقع العلمي بالسعي إلى نشره على نطاق واسع ، والإعلان عنه بالطرق الممكنة ، لتعم الفائدة المرجوة أكبر عدد ممكن من طلاب العلم والراغبين من المهتمين بمثل هذه الدراسات التي تهم كل مسلم ينشد معرفة معاني القرآن الكريم ، والاهتداء بهداه. والقائمون على هذا المشروع العلمي أشد حرصاً على ذلك ، وقد بدأنا في العمل على نشر هذا الموقع بطرق متعددة ، كان لاقتراحات أعضاء الملتقى الكرام التي أفادونا بها أكبر الأثر في فتح آفاق كثيرة للرؤية ، فلهم منا أصدق الدعوات بالتوفيق والسداد. وقد تعودنا منكم على النصح ، والحرص على الموقع حرص المالك ، لا حرص المستخدم فحسب ، وهذا هو الظن بكم ، فنحن - كغيرنا من البشر - تدفعنا الكلمة الطيبة ، والنصيحة الصادقة لبذل المزيد ، والحرص على الإتقان والإجادة ، في زمن لم يعد النجاح فيه كافياً للمنافسة ، بل لا بد من التفوق في كل الخدمات المقدمة ، وإلا فسيعرض الناس عنك ، ويلتفتوا إلى غيرك.
المواقع التي تم الإعلان فيها حتى اليوم الأربعاء 3/2/1425هـ
- تم إضافة الموقع إلى محرك البحث www.google.com (http://www.google.com) ويمكنك البحث باسم الشبكة مباشرة وسترى نتائج مرضية إن شاء الله ، ولو جرب الإخوة وأفادونا لكان في ذلك خير.
- تم الإعلان عنه في دليل المواقع العربية (الردادي) ، وقد أدرجه في مواقع إسلامية - القرآن الكريم والحديث الشريف تجده على هذا الرابط .(1/2)
(http://www.raddadi.com/quran.html)
- تم الإعلان عنه في موقع صيد الفوائد. (http://www.saaid.net) في البنر الأيسر بالتناوب مع غيره.
- تم الإعلان عنه في موقع المسلم (http://www.almoslim.net)في القائمة اليمنى للصفحة الرئيسية.
- تم الإعلان عنه في موقع الإسلام اليوم .في القائمة اليسرى للصفحة الرئيسية. (http://www.islamtoday.net)
- تم الإعلان عنه في دليل سلطان للمواقع الإسلامية (http://www.sultan.org/a).
- تم الإعلان عنه في شبكة الفرسان الإسلامية. (http://www.forsan.net/index.htm)
- كتب الأخ الكريم محمد بن يوسف المليفي عن ملتقى أهل التفسير وشبكة التفسير في زاويته في جريدة السياسة الكويتية بعنوان :ملتقى أهل النور والتفسير (http://www.alseyassah.com/alseyassah/opinion/view.asp?msgID=2908) .
وقد نشر المقالة في الساحة السياسية في موقع الساحات ، ونشرها في بوابة العرب على هذا الرابط (http://www.arabgate.ws/authors/article.php?sdd=81) فجزاه الله خيراً أبا عمر ، وبارك فيه وفي قلمه.
- تم عرض شبكة التفسير في برنامج المستكشف في قناة المجد الفضائية يوم الخميس 13/1/1425هـ ، ولعلنا نقوم بعرض الجزء التعريفي بشبكة التفسير لاحقاً في المكتبة الوصتية الخاصة بشبكة التفسير. ولست أدري في أي جزء في موقعهم أضافوا شبكة التفسير . فقد بحثت في موقعهم هذا (http://www.mostv.com/default.asp) فلم أظفر بالموقع ، غير أني قمت بالبحث في الموقع فوجدته ! وأنا أشكر الأخ الكريم علي العزازي الذي قام بعرض الشبكة وفقه الله.
- لا زلنا نسعى للإعلان عن الموقع في مواقع أخرى سبق أن اقترحها عدد من الأعضاء في بعض المشاركات السابقة ، نرجو أن نوفق في ذلك.
وفي الختام ..(1/3)
أحب أن أشير إلى أننا لا زلنا في حاجة ماسة للدعم العلمي في المقام الأول ، ثم بقية أنواع الدعم الأخرى ممن يستطيع ذلك ، ونحن مع حرصنا الشديد على انتشار الموقع ، وتعميم الفائدة منه ، لا نبالغ في الطموح كما قد يتصور بعض المحبين ، فإن المواقع العلمية المتخصصة في مسائل العلم لا تستهوي كل أحد في الغالب ، ولا يقبل عليها إلا صفوة العقول ، وإلا فإنك تجد في بعض المنتديات الخاصة بالنكات والفكاهات عدداً لا يصدق ، حتى ربما وصل عدد المتصفحين في بعض الأوقات إلى السبعمائة وربما أكثر من ذلك ، ومثلها المواقع الإخبارية التي يقصدها كل أحد.
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لخدمة كتابه ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
---
خالد الباتلي
03-26-2004, 02:44 PM
جزاك الله خيرا - أباعبدالله - على ماتبذله من جهد ووقت في هذا الموقع ، فآثار ذلك وثماره واضحة ، فالحمد لله ثم الشكر لكم .
---
عبد الله الخضيري
04-12-2004, 09:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تحيةً طيبة ...
جهدٌ جبار ذلك الذي تبذل .
و أقول :
نعم الموقع و نعم المشرف مسعر إعلامٍ لو كان له أحد .....
دمت في رعاية الله
---
مسك
01-29-2005, 06:45 PM
وفقكم الله يا شيخ عبدالرحمن على هذه الجهود ..
وسيكون هناك إعلان لشبكة التفسير في شبكة مشكاة الإسلامية قريباً إن شاء الله بعد تحديث التصميم والموقع كاملاً إن شاء الله .
---
عبدالرحمن الشهري
01-29-2005, 09:33 PM
بشرك الله بالخير يا أبا مبارك ، وجعل ذلك في ميزان حسناتك ، وقديماً شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجليسَ الصالح بحامل المسك ، فكيف بالمسك ! وأسأل الله لكم العون في شبكة مشكاة ونفع بكم وقد فعل .
---
عبدالله حسن
03-10-2005, 11:37 PM(1/4)
بارك الله فيكم .. ما علمت بهذا المنتدى الا صدفة قبل اكثر من سنة .. و لكنه بدون شك أفضل المنتديات العلمية على الانترنت .. استفدت منه الكثير و الكثير جزا الله القائمين عليه خير الجزاء .. و أسأله تبارك تعالى ان يزيد من أمثالهم و ان يبارك فيهم
---
المجدد الوسطي
04-23-2005, 11:15 AM
اسال الله لكم التوفيق اخي عبد الرحمن واساله ان ينفع بكم انه جواد كريم
---
أبو المعتز القرشي
09-01-2005, 03:53 AM
كلمة حق أن بمجهودكم المبارك يا شيخ عبد الرحمن يفرح المسلم
أسأل الله أن يجعلكم ممن يخدم كتاب الله فيرفعه كتاب الله يوم القيامة
---
محتسب لله
02-11-2006, 08:11 AM
شكرالله لكم شيخنا الحبيب عبدالرحمن ونفع بكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
واذن لي شيخنا الحبيب بهذا الإقتراح
لو تعملون بنر إعلاني يُعمل كتوقيع بحيث من يُشارك من الأعضاء في منتديات
أُخرى يَجعله توقيع له فكل مايُشارك في موضوع يَظهر هذا التوقيع في مشاركاته
فإني أُشاهد في كثير من المنتديات أعضاء يَضعون تواقيع لهم دعاية لمنتديات
ووالله أني ما عرفت بعض المنتديات إلا عن طريق تواقيع وجدتها في مشاركات
فلعل هذا الإقتراح يَجد صدىً لديكم شيخنا وهذا أقل شيء نقدمه لكم ونسأل الله
الدعاء لنا بظهر الغيب والله يحفظكم ويُبارك فيكم وفي علمكم
---
عبدالرحمن الشهري
02-11-2006, 12:24 PM
أكرمكم الله جميعاً ، وجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، ولا بد من تعوننا جميعاً لننجح.
أخي الكريم محتسب لله .
شكر الله لكم هذه الفكرة ، وهي فكرة رائعة ، ويمكن الاستفادة من هذه البنرات .
http://www.tafsir.net/images/multafsir.gif
ورابطها هو : http://www.tafsir.net/images/multafsir.gif
[line]
http://www.tafsir.net/images/c-t-tafsir.jpg
ورابطها هو : http://www.tafsir.net/images/c-t-tafsir.jpg
[line]
كما وضعنا مقاسات أخرى في هذه الصفحة يمكن الاستفادة منها في هذه الفكرة :(1/5)
ساهم معنا في نشر شبكة التفسير والدراسات القرآنية (http://www.tafsir.net/link.php) .
كما نرحب بأي تصميم مناسب في هذه الفكرة ، وفقكم الله ورعاكم .
---
ضياء الإسلام
02-11-2006, 07:52 PM
لا يسعني أن أقول لشيخنا الفاضل إلا ..جعل الله جهودكم في ميزان حسناتكم ونفع بكم الأمة ورزقنا علمكم وزادكم علما على علمكم .
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 03:32 PM
عرضت مجلة الإسلام اليوم - التي تصدر عن مؤسسة الإسلام اليوم ، ويرأس تحريرها الدكتور عبدالوهاب الطريري وفقه الله . موقعنا في عددها الأخير (15) (http://www.islamtoday.net/islamtoday-M/index.cfm)محرم 1427هـ - موقع شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، وأشارت إلى التطورات التي يخطط القائمون للموقع لبلوغها هذا العام إن شاء الله.
وقد جاء عرض الموقع ضمن زاوية (علوم وتقنية) ، وأشكر أخي الكريم خالد الخليفة محرر هذه الزاوية في المحلة على هذا العرض.
http://www.tafsir.net/images/tafsirrrr.jpg
ملحوظتان :
- ورد الاسم خطأ في عنوان العرض ، فكتب (للسيرة) والصواب (للتفسير).
- تظهر عبارة (شبكات التفسير والدراسات القرآنية) مكررة في الصورة ، والسبب أن هناك خطأ برمجي ، بحيث إذا تصفحت الصفحة الرئيسية وطريقة بالحرف الكبير تظهر هذه المشكلة ، ولو تصفحت بالمتوسط تختفي .
---
د.أبو بكر خليل
02-14-2006, 03:34 PM
أحبذ وضع اسم " شبكة التفسير و الدراسات القرآنية " في الصفحة الرئيسية ( الأولى ) لملتقى أهل التفسير ،
مع قسميّ الملتقى : القسم العام بفروعه ، و القسم الإداري ،
و هنا قد تدعو الحاجة إلى بعض التغيير في الأسماء ، فيظل اسم الموقع : " ملتقى أهل التفسير " كما هو ،
و يقسَم الموقع إلى :
1 - منتدى أهل التفسير ( بأقسامه الموجودة الآن ، و ما يستجد من منتديات أخرى إن ظهرت حاجة حقيقية لها ) ،
2 - شبكة التفسير و الدراسات القرآنية و فروعها .(1/6)
و بذلك نجعل الشبكة ظاهرة أمام ناظري و زائري الملتقى ، و نضيف للملتقى الموجود نظيره المهجور و المكمّل له ،
و هذا أمر يسير إن شاء الله ، و لا يتكلف جهدا و لا وقتا
و لعل هذا الاقتراح يلقى قبولا و اهتماما من الإخوة المشرفين الأفاضل
* * *
و إذا تغير اسم الموقع إلى : " مركز البرامج و الدراسات القرآنية " ، كما هو منقول على لسان الشيخ د عبد الرحمن الشهري ، مما هو مذكور في الإعلان أعلاه :
فيكون تقسيم الموقع إلى :
1 - ملتقى أهل التفسير ، بأقسامه ،
2 - شبكة التفسير و الدراسات القرآنية و فروعها
و الله وليّ التوفيق
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2006, 09:25 PM
شكر الله لكم أخي الدكتور أبا بكر على حرصك ورأيك الموفق ، وأبشرك أن هذا قد أخذ في الحسبان ، وتم تطبيقه في التصميم الجديد للموقع ، الذي ستراه بإذن الله قريباً.
---
د.أبو بكر خليل
02-14-2006, 09:47 PM
وفقكم الله لكل ما فيه الخير في كل أمر،
و أعانكم و إخوانكم على الارتقاء بالملتقى على الدوام
و جزاكم خير الجزاء
---
مرهف
02-19-2006, 09:02 PM
هناك محرك بحث للدراسات القرآنية (_ للقرآن وعلومه )اسمه الأوفى وهو محرك بحث إسلامي جديد وقد وجدت ملتقى أهل التفسير فيه ولكن لم أجد شبكة أهل التفسير ربما لأن بحثي كان قاصراً فهلا أضفتموه وهو على الرابط الآتي :
http://www.alawfa.com/index.php
وفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم
---
مجدي ابو عيشة
03-08-2006, 10:47 AM
أقترح عليكم ان تضاف الشبكة لمن يبحث عن كلمة "القران" لان ما يظهر عند البحث عندنا في الاردن مواقع تنصيرية !!!(اقصد الجاب الايسر الدعائي)
---
عبدالرحمن الشهري
03-08-2006, 11:12 AM
جزاكم الله خيراً .
أخي العزيز الأستاذ مجدي : سنحاول عمل ذلك إن شاء الله .
---
عبدالرحيم
03-08-2006, 05:24 PM
الأخ المشرف..
الأمر يسير،،
فقط أضف كلمة: " القرآن " أو " القرآن الكريم " إلى الشريط الأزرق أعلى الشاشة (الإطار)(1/7)
وهذا جربناه في موقعنا " موسوعة الإعجاز العلمي (http://55a.net/firas/arabic/index.php) "
ستجد أنك إذا بحثت في جوجل عن الكلمات التالية سيكون أول موقع هو موقعنا، والسبب هو ما تراه على الشريط الأزرق، لأننا كتبنا:
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
الاعجاز العلمي في القرآن
إعجاز القرآن
اعجاز القرآن
معجزة القرآن
معجزات القرآن
الشيخ عبد المجيد الزنداني
الدكتور زغلول النجار
الاعجاز العددي الإعجاز العددي
المعجزة الرقمية
هل لاحظت أخي، حتى الهمزات في كلمة (الاعجاز) بأي طريقة يكتبها الباحث عن طريق جوجل سيجد موقعنا الاول..
وهذا سبب نجاح موقعنا وحصوله على أعلى درجات التصنيف للمواقع العربية والعالمية، بحسب موقع الكسا (http://www.alexa.com/) لتقييم المواقع وشعبيتها.
وفقكم الله إخوتي الأحبة.
---
(1/8)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نبادل أسف بأسف أعظم منه
---
نبادل أسف بأسف أعظم منه
---
محمد حامد سليم
02-09-2006, 10:56 PM
نبادل أسف راسموسن بأسف أعظم منه
حقيقة هذا شعوري تجاه فوغ راسموسن رئيس وزراء الدنمارك.. حقيقة نبادل أسفه بأسف مثله.. بل بأسف أعظم منه، وكيف لا نفعل، وهو قد اختار الحديث للأمة الإسلامية عبر قناة عربية، فعل ذلك وهو الذي لم يتمكن منذ أسابيع معدودة من تخصيص دقيقات يقابل فيها سفراء لدول إسلامية جاءوه طالبين الجلوس إليه والحديث معه، ففي حين قابل طلبهم بالرفض جاءنا يطلب ودنا! فيا مرحبا ويا مرحبا.
علينا كأمة إسلامية أن نعترف أننا ملزمون أدبيا أن نبادل أسفه بأسف مثله، بل بأعظم منه ألم يبين بشكل واضح لا مراء فيه أسفه الشديد لعدم قدرتنا على استيعاب القيمة الأخلاقية لحرية الرأي داخل مجتمعه،؟ ألم يبين أنه عاجز عن تقنين هذه الحرية أو تحديدها، فلحرية الرأي الدنماركية قداسة لا يمكن له ولا لغيره زحزحتها قيد أنملة.. أو تحديد أبعادها!
وأمام هذا الكرم الأخلاقي علينا أن نبين لفوغ راسموسن رئيس وزراء الدنمارك، ولمنتخبيه أننا بدورنا نأسف جدا لأننا لم نعد نتذوق أجبانهم ولا ألبانهم، نأسف لأننا مازلنا نصر على إفراغ متاجرنا من منتجاتهم، نأسف جدا لأننا لم نعد قادرين على شراء أو بلع أو حتى التواجد بالقرب من بضائعهم، علينا أيضا ألا ننسى توجيه الأسف الشديد لمفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي الذي أصابته حمى فسمعناه يهذي بما لا يعي، علينا أن نبين لكل هؤلاء (أننا نحزن لأن الموضوع وصل لهذا الحد) وأننا( لم نقصد الإساءة لأحد)، لكن ما حيلتنا فلديننا قداسة تفوق بمراحل قداسة حرياتهم.(1/9)
علينا أن نبين لهم أننا نأسف لأنهم مزارعون وأن حياتهم تتوقف على بيع منتجاتهم الزراعية، وأننا نأسف كون نصف إنتاجهم الحيواني يصدر للمملكة العربية السعودية، وأنهم قد لا يجدون ثمن الحطب في شتائهم القارس،وأن الآلاف من موظفيهم قد يشردون، وأن البطالة ستكون شغل حكوماتهم الشاغل لعقود متتالية،وأن شركاتهم ومصانعهم ستقلص نشاطها إلى النصف، هذا إذا لم تقفل أبوابها وتنهي نشاطها..نعلم كل هذا ونأسف له.
كما نأسف لأن الحكومة الدنماركية والإعلام الدنماركي والشعب الدنماركي لم يفهمنا بعد،كما نحن وعلى حسب زعمهم لم نفهمهم بعد!
نأسف لأن مقاطعة بضائعهم أصابتهم في مقتل، فلم نقصد ذلك، ولا ندري لماذا فسروا موقفنا هذا التفسير. يا إلهي كدت أنسى أن أبين لكم أسفنا الشديد فنحن لم ولن نكتفي بأسفكم ذاك، فلم يعد يجدي معنا أسف ولا اعتذار.(1/10)
ولكننا ولأننا أمة قدرت وتقدر تواضعكم أشد التقدير، وتقدر أسفكم الذي لم ولن نقبله، ننصحكم أن تحاولوا تفعيل أسفكم، لا باعتذار مموه ينتهي أثره مع آخر ألفاظه، بل باعتمادكم وسعيكم لاعتماد قوانين صارمة محليا وأوروبيا ودوليا، قوانين تجرم من يتجرأ أو يحاول المساس بديننا الإسلامي وبرسولنا الكريم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام..وياليتكم عندما تفعلون ذلك تعرضونها علينا من باب الحوار الذي تسعون إليه! ثم تنشرون بنوده كافة بلغتكم الرسمية وبلغات أخرى كالعربية والفرنسية والألمانية والإنجليزية، وعلى صفحات كبرى الصحف العالمية، ويا ليتكم عندها تجرمون المذنبين بمن فيهم رئيس وزرائكم المتعجرف فوغ راسموسن، والقائمون على تلك الصحيفة السوداء، وكل من شارك برسم أو بفكرة انتهت للمساس بخير البرية محمد بن عبدالله عليه الصلاة والإسلام، ومن الطبيعي أن ينال رئيس تحرير صحيفة اليولاند بوسطن من تجريمكم حظ الأسد، وياليتكم توجهون لنا الدعوة لحضور محاكمة ذاك الأفاق الذي تطاول على ديننا وعلى خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم وآل بيته بقصة يفترض أنها مخصصة للأطفال، ولا نخفيكم أننا طامعون في كرم وفي مضاعفة دعمكم المادي والمعنوي للجمعيات والمؤسسات الإسلامية في الدنمارك.. وبإفساح المجال لحديثنا لشعبكم في مدارسكم وجامعاتكم، بإعلامكم مدفوع الثمن سواء أكان مسموعا أم مرئيا أم مقروءا ما دمتم طامعين في دوام صداقتنا و خيرات أسواقنا.
وياليتكم عندما تفعلون ذلك تتذكرون أن الفرد منا يعد مرتدا خارجا عن الإسلام لو لامس لسانه موسى وعيسى عليهما السلام بما يشين، وأننا كأمة مسلمة لا نقبل منكم أو من غيركم أي إساءة تمس رسل الله وأنبياءه - كافة - عليهم الصلاة والسلام.
وأخيرا آمل أن تستوعبوا أننا حقا نبادل أسفكم بأسف أعظم منه.
الكاتب: أميمة أحمد الجلاهمة
السبت 5 محرم 1427هـ الموافق 4 فبراير 2006م العدد (1954
وهذا هو ردي(1/11)
بيان ياليت الأمة تستوعبه وتجعله في مقدمة أولوياتها
أما أسفهم فهو مرفوض لعدة أسباب
الأول عجرفتهم في بداية الأمر
الثاني استهزائهم بالأمة
الثالث أنهم ما تأسفوا الا من باب درأ الخطر وليس اعترافا بالخطأ
الرابع أنهم ما تأسفوا الا لوضع خطة بديلة مستقبلية للمواجهة
الخامس وهو قبل كل شيء أن الإستهانة بأي نبي لا أسف الا بتوبة عما حدث وهم لا توبة لهم لأنهم كفار فلا يجوز معهم الا قتل من أساء ليكون عبرة لغيره
---
روضة
02-09-2006, 11:20 PM
http://www.f3f3.com/dnemark/rasool%20(12).gif
"قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون"
---
محمد حامد سليم
02-10-2006, 04:58 AM
حقا أختنا باحثة
شاكرا لك مرورك وردك الذي كفى كل رد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3768
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=1448
---
(1/12)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماأحسن طريقة منهجية لدراسة التفسير؟؟؟؟؟؟
---
ماأحسن طريقة منهجية لدراسة التفسير؟؟؟؟؟؟
---
أبو محمد التميمي
03-27-2004, 01:12 PM
أيها الإخوة هناك مسألة مهمة وهي أنه لاتوجد منهجية واضحة عندنا لدراسة التفسير ويشمل هذا الكلام أيضا علوم القرآن وأصول التفسير
فما هي آراء الإخوة ومقترحاتهم حول هذا الموضوع المهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لأن هذه المسألة مشكلة علي منذ زمن
وجزاكم الله خيرا,,,,,,,,
---
أحمد البريدي
03-27-2004, 11:46 PM
سبق وأن طرح هذا الموضوع بعنوان :كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم]
تجده على هذا الرابط : اضغط هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%CC%E1%C7%E1%ED%E4 )
---
أبو محمد التميمي
02-06-2005, 10:25 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/13)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > عندما تريد كتابة ( السلام عليكم ) في الإنترنت إكسبلورر تكون النتيجة ( 'd3d'e 9djce )
---
عندما تريد كتابة ( السلام عليكم ) في الإنترنت إكسبلورر تكون النتيجة ( 'd3d'e 9djce )
---
سامي عبدالعزيز
06-21-2006, 08:01 PM
مثل هذه المشكلة تحدث عادة بسبب اضافة شريط ادوات على المتصفح
وغالبا ما يكون شريط جوجل
لذا جرب التخلص منه
من لوحة التحكم
اضافة وازالة البرامج
http://www.cnc.ucr.edu/upgrade/images/prepare10.jpg
حدد شريط جوجل
اضغط ازالة
http://www.java.com/en/img/download/5000012601.jpg
بامكانك بعد ذلك تحميل النسخة العربية من الشريط
ان رغبت في ذلك
http://toolbar.google.com/intl/ar/install
---
أبو ذر الفاضلي
06-22-2006, 02:23 AM
جزاك لله خيرا أينما وجدتك كنت نافعا
---
(1/14)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > لجعل لغة الكيبورد الإفتراضية هي اللغة العربية
---
لجعل لغة الكيبورد الإفتراضية هي اللغة العربية
---
سامي عبدالعزيز
05-26-2006, 12:16 PM
http://absba5.absba.org/teamwork4/z/a14.jpg
---
(1/15)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل البرهان في علوم القرآن للزركشي لأول مرة 1/4
---
حمّل البرهان في علوم القرآن للزركشي لأول مرة 1/4
---
مسك
01-29-2005, 06:15 PM
اسم الكتاب : البرهان في علوم القرآن
اسم المؤلف : الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي
نبذة عن الكتاب :
جمع فيه المؤلف علوم القرآن التي كانت مفرقة في مصنفات مستقلة ، كأسباب النزول ، ومعرفة المناسبات بين الآيات ،
وعلم القراءات ، وإعجاز القرآن ، والناسخ والمنسوخ ، وإعراب القرآن ، والوجوه والنظائر ، وعلم المتشابه ،
وعلم المبهمات ، وأسرار فواتح السور وخواتمها ، ومعرفة المكي والمدني .
حاول المصنف في هذا الكتاب أن يستوفي كل علم بمفرده باختصار ، فكان يؤرخ له ، ويحصي الكتب التي ألفت فيه ،
ويشير إلى العلماء الذين تدارسوه ، ثم يذكر مسائله ، ويبين أقوال العلماء فيه ، وينقل آراء علماء التفسير والمحدثين والفقهاء والأصوليين
وعلماء العربية وأصحاب الجدل .
وقسم كتابه إلى سبعة وأربعين نوعا ، ويذكر في النوع الواحد فصولا وفوائد وتنبيهات ، فجاء الكتاب من أجمع الكتب التي
صنفت في علوم القرآن وأكثرها فائدة ، واعتمد عليه كل من جاء بعده ، وخاصة السيوطي .
وكان أسلوب الكتاب سهلا ، واضحا ، أدبيا ، ويكثر فيه الإستشهاد بالآيات الكريمة ، وأبيات الشعر ،
وينسب الأقوال إلى أصحابها .
نسخ وترتيب وتنسيق مكتبة شبكة مشكاة الإسلامية
http://www.almeshkat.net/books/index.php
واي ملاحظة الرجاء مراسلتنا من خلال بريد مكتبة مشكاة الإسلامية
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32790)
---
(1/16)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البنون في القرآن وهل هي تشمل البنين والبنات وإن سفلوا وأقوال العلماء في ذلك
---
البنون في القرآن وهل هي تشمل البنين والبنات وإن سفلوا وأقوال العلماء في ذلك
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-03-2006, 10:08 AM
البنون في القرآن وهل هي تشمل البنين والبنات وإن سفلوا وأقوال العلماء في ذلك
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:51 AM
جزاكم الله خيراً
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-23-2006, 12:38 AM
جزاك الله خيراً .
---
الميموني
06-23-2006, 06:43 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/17)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صدر حديثاً ( جمهرة مقالات أحمد شاكر )
---
صدر حديثاً ( جمهرة مقالات أحمد شاكر )
---
أبو المعتز القرشي
11-08-2005, 02:58 PM
لقد صدر حديثاً هذا الكتاب بعنوان جمهرة مقالات العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر مع أهم تعقبات الشيخ على دائرة المعارف الإسلامية .
وقد قام بجمعها وإعدادها واعتنى بها عبد الرحمن بن عبد العزيز بن حماد العقل
وقد خرجت في مجلدين ، بطباعة أنيقة .
الطبعة الأولى 1426 هـ / 2005 م
التوزيع بجمهورية مصر العربية
دار الرياض 40 ش محمد كمال - غرب أرض اللواء
خلف مدينة المهندسين - جيزة
ت 7158100
ويطلب من
المملكة العربية السعودية جوال 0505470260 الرياض
جمهورية مصر العربية محمول 0107704346 القاهرة
بريد إلكتروني roq@hotmail.vom
---
القعقاع محمد
08-03-2006, 12:18 PM
أخي الحبيب حفظك الله....
أظن أنها لمحمود شاكر وليس لأحمد شاكر
أرجو التثبت وبارك الله فيك
---
السائح
08-03-2006, 12:41 PM
وفيك بارك الله فيه.
بل هما جمهرتان:
جمهرة مقالات الشيخ أحمد، جمعها عبد الرحمان العقل، وقد أصاب أخونا أبو المعتز في كل ما ذكره.
وجمهرة مقالات أخيه الأستاذ محمود، جمعها عادل سليمان، نشرتها مكتبة الخانجي.
---
(1/18)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءات المفسرة : الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني
---
القراءات المفسرة : الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني
---
أحمد بزوي الضاوي
02-17-2007, 11:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
أما بعد فهذا تقرير عن أطروحة دكتوراه دولة أعدها الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني ، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محد ديباجي العميد الأسبق ، وترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ، و قد أجيزت الأطروحة بميزة حسن جدا سنة 2002 م . وذلك برحاب كلية الأداب ، جامعة شعيب الدكالي ، الجديدة المغرب .
وتجدون رفقته تقريرا مفصلا عن الأطروحة أعده الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني ، أستاذ القراءات و علوم القرآن و التواصل بشعبة الدراسات الإسلامية .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
---
نشر الخزامى
02-17-2007, 03:42 PM
استاذنا احمد الصاوي -حفظه الله-
هل رسالة الدكتور عبد الهادي دحاني منشورة ؟
وكيف يمكننا الحصول على نسخة منها ؟
---
د. أنمار
02-17-2007, 11:35 PM
قرأت المقال الملحق ولا بأس به، لكن عجبت جدا من خطأ الدكتور في قوله:
ولهذا رأينا أبا بكر بن مجاهد يهتم كثيرا ببيان أثر القراءات في التفسير، وهو الذي ورد عنه قوله : "عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت وكيف كانت". وقال :" لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير مما سألت" .
اهـ
لا أدري كيف وهم مثله في هذا؟
فأين ابن مجاهد من ابن عباس. بينهما 200 سنة على الأقل.
إنما هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم المكي التابعي الثقة الإمام في التفسير، وفاته سنة 101 وله 83 سنة.(1/19)
أما أبو بكر بن مجاهد فهو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي مسبع السبعة ولادته 245 ووفاته 324 .
والأثر رواه الطبري في تفسيره بسنده عن مجاهد قال : (( عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها )) .
(ط : الحلبي ج 1 ص 65 و ج2 ص 404 )
وابن أبي شيبة برقم 30287 - حدثنا الفضل بن دكين عن شبل عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال عرضت القرآن على بن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات أفقه عند كل آية
المصنف (6/154)
والدارمي قال أنا الحكم بن المبارك أخبرنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت وفيم كانت فقلت يا ابن عباس أرأيت قول الله تعالى فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله قال من حيث أمركم أن تعتزلوهن
برقم 1120
ج1/273
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ :هذا حديث حسن الإسناد 2/705
---
محمد سعيد الأبرش
02-17-2007, 11:55 PM
حبذا أستاذنا الكريم أن تدلنا على طريقة لتحصيل نسخة من هذه الرسالة فهي من الأهمية بمكان، وجزاك الله خيراً
---
د. أنمار
02-18-2007, 12:13 AM
فائدة:
الأثر الثاني عزاه المؤلف للحلية ووجدته كذلك مسندا عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (57/27) قال أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي أنا محمود بن القاسم بن محمد وابو نصر عبد العزيز بن محمد وابو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا أنا عبد الجبار بن محمد الجراحي أنا محمد بن أحمد بن محبوب أنا محمد بن عيسى الترمذي نا ابن أبي عمر نا سفيان بن عيينة عن الأعمش قال قال مجاهد لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت
وذكره معلقا الذهبي في سير الأعلام وابن حجر في التهذيب وغيرهم
---
أحمد بزوي الضاوي
02-18-2007, 03:44 AM(1/20)
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخوان الفاضلان : نشر الخزامي و محمد سعيد الأبرش ـ حفظهما الله ـ
السلام عليكما و رحمة الله و بركاته .
أما بعد فإني أشكر لكما تواصلكما و تقديركما ، مع الإشارة إلى أن الرسالة للأسف الشديد لم تنشر ، و توجد مرقونة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ، بالجديدة ، المغرب .
أما بالنسبة للأخ أنمار ـ حفظه الله ـ أحب أن أبين أن أستاذا للقراءات و معدا لأطروحة دولة نالت أعلى الدرجات لا يمكن أن يقع في ماذهب إليه من خطأ ، تلاميذنا لا يقعون فيه ، و إنما هو من باب السهو ، والعجلة في إعداد التقرير ، حيث استعجلت الأستاذ الكريم نزولا عند رغبة بعض الإخوة الأفاضل رواض هذا الموقع ..
و من باب اللياقة لا يجوز لنا إصدار أحكام القيمة من قبيل : لا بأس به . فالرجل أستاذ مشهود بكفاءته العلمية. وأنا نقلت التقرير دون أن أقرأه على خلاف عادتي ، ثقة مني في كفاءته العلمية. كما أن لجنة يرأسها شيخ القراءات بالمغرب الأستاذ الدكتور التهامي الراجي قيمت الرسالة بأعلى ميزة : جيد جدا ، فكيف نسمح لأنفسنا بإصدار حكم قيمة عار من كل ما يبرره ، خاصة و نحن نتعامل مع من يفترض فيهم أنهم يرعون للعلماء حرمتهم . و للزمالة مكانتها ، و أن يكونوا إيجابيين لا من يرون من الكأس إلا الجزء الفارغ . فضلا على أن ما يقال في هذه المنتديات العامة غير ما يفصح عنه الأقران في منتدياتهم الخاصة . لذا فإنني آمل أن نرفع من مستويات النقاش ، مع احترام أدبياته .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د. أنمار
02-18-2007, 04:49 PM
سعادة الدكتور الضاوي حفظه الله من كل مكروه.(1/21)
لا شك أن صدور مثل هذا الوهم لا يكون إلى على سبيل السهو غير المقصود نظرا لتردد اسم ابن مجاهد بين القراء بكثرة، ولست متهما أحدا بالتقصير لا أنتم ولا من ناقش الرسالة.لكني نقلت تعجبي واستدراكي لئلا ينقل بعض الطلبة هذه المقولة أو غيرها دون تحقق أو رجوع للأصول . وهي إن دلت فإنما تدل على عظمة الخالق وكماله، وأن الطبيعة البشرية قد تغلب في بعض الحالات عند الخاصة كما هي عند العامة.
وتأمل هذه القصة: روى في المنتظم في التاريخ في أحداث سنة تسع وثمانين ومائة
قال أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الأصفهاني حدثنا جعفر الخالدي حدَّثنا ابن مسروق حدَّثنا سلمة بن عاصم قال : قال الكسائي : صليت بهارون الرشيد فاعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما غلط فيها صبي قط أردت أن أقول : لعلهم يرجعون فقلت : لعلهم يرجعين فواللّه ما اجترأ هارون أن يقول لي أخطأت ولكنه لما سلمت قال لي : يا كسائي أي لغة هذه قلت : يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد .
فقال : أما هذا فنعم
===========
ولا أدري إن كانت (لا بأس) لديكم في المغرب العربي تعني شيئا آخر.
وهي عند علماء الأصول من ألفاظ التعديل لا الجرح. وانظر مقدمة التقريب، وتدريب الراوي وغيرهما.
ثم ماذا صار في الكون إن لم تبهرني المقالة أمام من ذكرت أسماءهم، علما بأن الحكم إنما كان على 12 صفحة أما الحكم على الرسالة فمتعذر لعدم اطلاعنا إلا على ما يشبه العناوين منها.
والله أعلم.
---
(1/22)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ألا لا يبخلنْ أحدٌ برأيه ...
---
ألا لا يبخلنْ أحدٌ برأيه ...
---
حرف
09-12-2004, 11:42 PM
التحصيل العلمي بين : التخصص في الجزء و الغرق في الكل
أرجو من الأشياخ الكرام في هذا المنتدى المبارك , والإخوة الذين سبق لهم أن قرأو أو سمعوا عن هذا الموضوع أن يدلوا بما لديهم والقضية باختصار هي التالي .
انقسم الناس حول العلم , وهل أنَّ التخصص في جزء منه هو الطريق الأكمل , والسبيل إلى الانتفاع والنفع على الوجه الأمثل , وذلك مع أخذ صُبابةً من العلم لابد منها, أم أن ذلك هو الحرمان , وأنه من عداد المصائب التي بلينا بها في آخر الزمان , حتى أصبحنا في زمنٍ بائس أعجبني ما قاله عن حاله العلمية العلامة محمود الطناحي حين قال : أنك لا تكاد تجد اليوم العالِم الحاضِر كما كنت تجده حتى زمنٍ قريب .)
(والعالم الحاضر : يُقصد به العالم الذي يتكلم بنفس واحد في علوم اللغة والقرآن والحديث و التاريخ ... وغيرها , من قال في مثله الشاعر القديم وأحسن : وكان من العلوم بحيث يُقضى *** له من كل علم بالجميعِ .)
بل غالب من تراه - حتى ممن يُسمى زوراً بالعالم - رجلٌ يتكلم في فنٍّ من العلم لا يحسن غيره , و لا يتقن سواه , حتى إذا أراد السباحة يمنةً أو يسرةً غرِق في شبر ماء !
وإنك لتجد – وحالنا هذه - من إذا سألته في القرآن أو أحد علومه وجدت له في الكلام صولة وجولة , فيأخذ ويدع ويرجح ويفاضل , و تسأله عن خبر حديث من أحاديث البخاري مبتغياً جواباً حاضراً , وعلماً في الحال .
فتراه و لسان حاله : يا أخي إذا أردت جوابي فإليَّ بكتابي , وهل تظنني عالماً في كل مسألة ؟ وهل العلم إلا بحرٌ لا ساحل له , وهل تظنُّ الطبري مازال في الأحياء و ... و... قلتُ : وحسرةٌ تشلُّ لساني ...!(1/23)
(هذا وإنَّ حديثي لمنصبٌّ على البخاري - وما أدراك ما البخاري ؟- أصح كتاب بعد كتاب الله , وأولاه باهتمامٍ ورعاية , فكيف إذا كان السؤال عما هو دون ذلك في المنزلة ؟ ) .
ألا ترى أنَّ أبياتا ساقها قدماء العلماء قد أمست غير ذات معنىً يفهم في زمن الفساد العلميِّ الذي نحياه ؟ و إذا شئتم أن أن تسمعوا فاسمعوا :
نحوٌ وصرفٌ عروضٌ ثمَّ قافيةٌ *** وبعدها لغةٌ قرضٌ وإنشاءُ.
خطٌّ بيانٌ معانٍ مع محاضرةٍ *** والاشتقاقُ لها الآدابُ أسماءُ .
ما معنى هذه الأبيات ؟ وهل تعرفون بربكم من يتقن هذه العلوم , وهي اثنا عشر علماً كلُّها فروع علمٍ واحد هو علم اللغة ؟ هل تعرفون من علماء الشرع ممن لم يصب بلوثة التخصص من يتقن أصول هذه العلوم دون كل مافيها ؟
ثم أقول : وهل هذا الحال العلمي مقبول في هذا الزمان ؟ ألسنا بحاجة إلى ثورة علمية قبل حاجتنا إلى أي أمر آخر والحال العلمي هذه ؟ أليس هذا من دلائل رفع العلم التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفشوِّها في آخر الأيام وهذا ما يراه بعض المشفقين ومنهم الشيخ محمد الحسن الددو – حماه الله - فهو يرى أن التخصص من البلاء ومن أمارات رفع العلم الذي توعَّد به عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان ؟ .
فهل من همةٍ ترفع هذه الأغلال المُثقِلَة لسير الموتى على الطريق الطويل ؟ ومالنا لا ننادي بأعلى صوت كما رفع شوقي عقيرته ولسنا عنه ببعيد :
وما استعصى على قومٍ منالٌ *** إذا الإقدامُ كانَ لهم ركابا
وما نيلُ المطالبِ بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وإذا رأيت أحدا من القائلين بالتخصص فعليك بالكُرسف فاملأ به أذنيك , فإنه دواء ما استعصى من الكلم , وأنشد ما أنشده أسلافك :
أتانا أن سهلاً ذمَّ جهلاً *** عُلُوماً ليسَ يدريهنَّ سهلُ
علوماً لو دراها ما قلاها *** ولكنَّ الرضا بالجهلِ سهلُوقل له ما قاله ابن الوردي – رحمه الله - :
مات أهل العلم لم يبق سوى *** مقرف أو من على الأصل اتكل(1/24)
اطلب العلم و لا تكسل فما *** أبعد الخير على أهل الكسل
لا تقل ذهبت أيامه *** كل من سار على الدرب وصل
في إزدياد العلم إرغام العدى *** وجمال العلم إصلاح العمل
أما الرأي الآخر وهو الرأي المناصرُ لطريق التخصص فإنني اقتبس فيه شيئاً من كلام الشيخ حاتم الشريف – حرس الله مهجته – وهو من الفريق الذي يرى أن التخصص هو السبيل الأقوم , والطرق الأمثل .
يقول حفظه الله كما في رسالته الموسومة " نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية " : " نبه العلماء قديماً على أهمية التخصص في العلوم، فقال الخليل ابن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ): (إذا أردت أن تكون عالماً فاقصد لفن من العلم، وإذا أردت أن تكون أديباً فخذ من كل شيء أحسنه).
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224هـ ): (ما ناظرني رجل قط وكان مفنناً في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجل ذو فن واحد إلا غلبني في علمه ذلك).
إن هذه العبارات وأمثالها من الأئمة الدالة على فضل المتخصص في علم واحد على الجامع لأطراف العلوم (أو على رأي الخليل بن أحمد: الدالة على فضل العالم على الأديب المتفنن)، جاءت لتؤكد أن كل علم من العلوم بحر من البحور، لا يعرفه ويصل إلى كنوزه وخفاياه إلا من غاص أعماقه، وقصر حياته على الغوص فيه. أما من اكتفى بالسباحة على ظهر كل بحر من بحور العلم، فإنه إنما عرف ظواهر تلك البحور، وما عرف من كنوزها شيئاً.(1/25)
وأخص بالذكر أهل عصرنا، فإن العلوم قد ازدادت تشعباً، وعظم كل علم عما كان، بمؤلفات أهله فيه على امتداد العصور السابقة، وبزيادة اختلافهم وأدلة كل صاحب قول منهم ؛ ومع ذلك فقد ضعفت الهمم، ونقصت القدرات عما علمناه من أئمتنا السالفين ؛ وذلك بين واضح لمن عرف سيرهم وأخبارهم ووازن بينهما وبين حالنا؛ أولئك كانوا بما تعلموا وعلموا وألفوا وجاهدوا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كأن أعمارهم ليست بين الستين والسبعين وإنما بين مائة وستين ومائة وسبعين!! بل والله أكثر!!! أولئك كانت حياتهم كرامة، و وجهدهم معجزة خارقة للعادات!!! فأين نحن من أن نحوي علومهم ؟! وأنى لنا أن نستوعب علم ما خلفوه لنا ؟! ومع ذلك فقد تكلم هؤلاء أنفسهم عن فضل التخصص في العلم، فما أجهلنا إن حسبنا أننا بغير التخصص سنفهم علماً من العلوم!!!
ولقد سبرت بعض أحوال المتعلمين، فوجدت أكثرهم علماً وإنصافاً وتواضعاً، وأدقهم نظراً وفهماً، وأحسنهم تأليفاً وإبداعاً: هم أصحاب التخصصات. في حين وجدت أقلهم علماً وإنصافاً، وأكثرهم كبراً وتعالياً وتعالماً، وأبعدهم عن الفهم والتدقيق وعن الإبداع والإحسان في التأليف: المتفننين أصحاب العلوم، أو سمهم بالمثقفين ؛ إلا من رحم ربك.
ومن فضل صاحب التخصص الفضل الظاهر، الذي يقرني عليه المنصف، أن صاحب التخصص لا يثرب على المتفنن، بل يراه أكثر أهلية منه في أمور كإلقاء المحاضرات والدعوة ومواجهة العامة، ويعتبره بذلك على ثغرة من ثغرات الإسلام، ويرى أن الأمة في حاجة إلى أمثاله. وأما أصحاب الفنون، فعلى الضد من ذلك، فهم أكثر الناس تثريباً وعيباً على المتخصصين، ولا يرون لهم فضلاً عليهم ولا في العلم الذي تخصصوا فيه، وينازعونهم مسائلة (وهم بها جهلاء)، ويشنعون عليهم لعدم معرفتهم ببعض ما لم يتخصصوا فيه.
ولك بعد هذا أن تحكم، أي الفريقين أدخل الله في قوله تعالى (إن الله يحب المقسطين).(1/26)
ولله ما يلاقيه أصحاب التخصصات من إخوانهم المتفننين!! من عدم فهم الأخيرين لتخصصاتهم، مع كلامهم فيها ومنازعتهم أهلها، بل قد يصل الأمر إلى استغلال أصحاب الفنون علاقتهم بالعامة والغوغاء، وانبهار هؤلاء بهم، فيتطاولون على أصحاب التخصصات وعلى علومهم، بما لا يؤلم العالم شيء مثله، وهو الكلام بجهل، وتشويه العلوم.
ومن فضل صاحب التخصص إذا وفقه الله تعالى، أنه من أكثر الناس لقالة (لا أدري)، إذا سئل عن غير تخصصه. ولهذه القالة بركة لا يعرفها إلا قليل، فهي باب التواضع الكبير، وباب للعلم أكبر. وأما صاحب الفنون، فهو عن (لا أدري) أبعد ؛ لأنه يضرب في كل علم بسهم، وبكثير جوابه على أسئلة العامة وأنصاف المتعلمين، التي هي – في الغالب – سؤالات عن الواضحات وعن ظواهر العلوم ؛ فينسى مع طول المدة (لا أدري)، ولا يعتاد لسانه عليها، ولا تنقهر نفسه لها ؛ لذلك فهو عن بركاتها ليس بقريب!!
ثم إن للعلم دقائق لا يعرف المتفننون عنها شيئاً، أما المتخصصون فقد خبروها، وقادتهم إلى دقائق الدقائق. فهم فقهاء العلوم حقاً، وأطباء الفنون صدقاً.
يقول الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني تلميذ الشافعي (ت 260هـ): (سمعت الشافعي يقول: من تعلم علماً فليدقق، لكيلا يضيع دقيق العلم).
كذا نصائح الأئمة، نور على نور!!
وأما الشافعي فقد كان آمناً من ضياع جليل العلم وعظمه، خائفاً من ضياع دقيقة. أما نحن الآن فنقول: (من تعلم علماً فليدقق، لكيلا يضيع جليل العلم ) ؛ فدققوا يا بني إخوتي ما شئتم من التدقيق، فنحن مع تدقيقكم هذا لعلى جليل العلم وجلون.(1/27)
وهنا أنبه على أن مطالبتنا بالتخصص لا يعني أن نطالب بذلك على حساب فروض الأعيان من العلوم، كتصحيح العقيدة وعلم التوحيد الجملي، وما يحتاج إليه من فقه العبادات، وما شابهها من الفروض العينية من العلوم ؛ فهذا ما لا يجوز على مسلم جهله، فضلاً عن طالب العلم ؛ بل نحن نطالب طالب العلم بما فوق ذلك، وهو أن لا يكون جاهلاً بنفع كل علم نافع (ولا أقول أن يكون عالماً بكل علم نافع، فهذا ضد ما أحث عليه ) ؛ لأن الجهل بنفع علم ذي علم فائدة دنيوية أو أخروية يدعو إلى معاداة ذلك العلم، على قاعدة: من جهل شيئاً عاداه ؛ ويقبح بطالب العلم أن يعادي علماً نافعاً، مهما قل نفعه في رأيه، فإنه لا ينقص على أن يكون فرضاً كفائياً.
وما أجمل وصية خالد بن يحيى بن برمك (ت 165هـ) لابنه، عندما قال له: (يا بني، خذ من كل علم بحظ، فإنك إن لم تفعل جهلت، وإن جهلت شيئاً من العلم عاديته، وعزيز علي أن تعادي شيئاً من العلم).
وأخص من العلوم مما يقبح بطالب العلم جهله العلوم الإسلامية جميعاً، كعلم الفقه وأصوله والتفسير وأصوله والعقيدة وعلوم الآلة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، مما ينبغي على طالب علم الحديث المتخصص أن يحصل شيئاً منها. وضابط تحصيله لهذه العلوم (حتى لا يناقض ذلك مطالبتي له بالتخصص) أن يجعل مقصوده من طلبه لهذه العلوم تكميل استفادته لتخصصه وعميق فهمه له ؛ حيث إن العلوم الإسلامية بينها ترابط كبير، لا يمكن من أراد التخصص في علم منها أن يكون جاهلاً تمام الجهل بما سواه. بل ربما قادته مسألة دقيقة في علم الحديث (مثلاً) إلى التدقيق في مسألة من مسائل أصول الفقه أو غيره، حتى يخرج بنتيجة في مسألته الحديثية. وليس ذلك بغريب على من عرف العلوم الإسلامية، وقوة ما بينها من أواصر القربى العلمية.(1/28)
ولأزيد الأمر إيضاحاً أقول: كيف يتسنى لطالب الحديث أن يعرف الصواب في إحدى مشاهير مسائله ؟ وهي مسألة الرواية عن أهل البدع وحكمها، إذا لم يكن عارفاً بالسنة والبدعة، وبصنوف البدع وأقسام المبتدعة، وبالغالي منهم ومن بدعته غليظة ومن يكفر ببدعته ممن هو بخلاف ذلك ؛ وهذا كله باب من أبواب العقيدة عظيم.
وكيف يمكن لطالب الحديث أن يميز بين الروايات المختلفة، مثل زيادات الثقات: مقبولها ومردودها، والشاذة منها والمنكرة، والناسخة والمنسوخة، والراجحة والمرجوحة، إذا لم يكن عنده أصول الفقه والقدرة على الاستنباط والفهم للنصوص ما يتيح له الحكم في ذلك كله ؟!
المهم أن يأخذ من العلوم التي لم يتخصص فيها، بقدر ما يخدم العلم الذي تخصص فيه، ولا يزيد على ذلك، و إلا لم يصبح متخصصاً، وإنما يكون متفنناً.
وطريقة تحصيله لتلك العلوم التي لا ينوي التخصص في واحد منها، مما لا يخرجه عن حد التخصص إلى حد التفنن، هي أن يدرس مختصراً من مختصرات تلك العلوم، تمكنه من مراجعة مطولات تلك الفنون، فيما إذ أحوجه علمه الذي تخصص فيه إلى ذلك، كما سبق التمثيل له. وعليه أيضاً أن لا يقطع صلته بعلماء تلك العلوم المتخصصين فيها، وأن يصوب فهمه من علومهم عليهم، وأن لا يستبد بشيء من علمهم دون الرجوع إليهم. " انتهى كلامه.
بقي أن نسمع رأيكم في هذه المسألة وأرجو ألا يبخل أي منكم برأيه .
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-13-2004, 06:59 PM
الأخ حرف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أرى برأي الضعيف العاجز أن عدم التخصص أفضل إقتداء بالسلف .(1/29)
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: كان ابن عباس قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم، ونسب، ونائل، وما رأيت أحداً كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن، ولا بحساب ولا بفريضة منه، ولا أثقب رأياً فيما احتيج إليه منه، ولقد كان يجلس يوماً ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويوماً التأويل، ويوماً المغازي، ويوماً الشعر، ويوماً أيام العرب، ولا رأيت عالماً قط جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلاً "قط" سأله غلا وجد عنده علماً.
ولكن الناس يختلفون في تواجهاتهم فقد يرى البعض التخصص أفضل له والبعض يرى الشمول أفضل مثل ما أوردت بان ألناس فريقين في ذلك وكل على ثغر وفي كل خير .
فكل يسلك ما يراه أصلح
والمهم العمل بالعلم
والدعوة إليه
والصبر على الأذى فيه الدليل صورة العصر
حيث أن من الناس من حاز علما وافر سواء في تخصصه أو في فنون أخرى ولكن قد لا يعمل به وقد لا يدعو إليه بل بروز الشهادات وقعد
من لا يعلم بعلمه ولا يدعوالناس إليه كان علمه حجه عليه كان أول من تسعر به النار يوم القيامه .
إذا كان الإنسان يحفظ فقط ولا يعمل ويعلم فما الفرق بينه وبين كتاب في رف بل الكتاب أحفظ منه لأنه لاينسى ولكن الكتاب لا يمكن أن يدافع ويناظر عن الشريعة وإنما يقوم بذلك العلماء وطلاب العلم
ولاشك أن الإنسان مها أوتي من العلم فلم يؤتى من العلم إلا قليل وفوق كل ذي علم عليم .
وبعض من أتي علما تفرغ لنقد إخوانه من أهل العلم العاملين ولا حرج من النقد البناء المثمر ولكن البعض ينقد بغير حق ويشنع على أهل العلم بالباطل وسلم منه أعداء الاسلام وأهل البدع والانحراف .
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بما يلي:
أرجو من فضيلتكم – حفظكم الله تعالى – توضيح المنهج الصحيح(1/30)
في طلب العلم في مختلف العلوم الشرعية جزاكم الله غيراً وغفر لكم؟
فأجاب بقوله: العلوم الشرعية على أصناف منها:
1- علم التفسير: فينبغي لطالب العلم أن يقرن التفسير بحفظ كتاب الله– عز وجل – اقتداء بالصحابة – رضي الله عنهم– حيث لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، ولأجل أن يرتبط معنى القرآن الكريم بحفظ ألفاظه فيكون الإنسان ممن تلاه حق تلاوته لا سيما إذا طبقه.
2- علم السنة: فيبدأ بما هو أصح، وأصح ما في السنة ما اتفق عليه البخاري ومسلم.
لكن طلب السنة ينقسم إلى قسمين:
قسم يريد الإنسان معرفة الأحكام الشرعية سواء في علم العقائد والتوحيد أو في علم الأحكام العملية، وهذا ينبغي أن يُركز على الكتب المؤلفة في هذا فيحفظها كبلوغ المرام، وعمدة الأحكام ، وكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب التوحيد ، وما أشبه ذلك
وتبقى الأمهات للمراجعة والقراءة، فهناك حفظ وهناك قراءة يقرأ الأمهات ويكثر من النظر فيها لأن في ذلك فائدتين:
الأولى: الرجوع إلى الأصول.
الثانية: تكرار أسماء الرجال على ذهنه، فإنه إذا تكررت أسماء الرجاء لا يكاد يمر به رجل مثلا من رجال البخاري في أي سند كان إلا عرف أنه من رجال البخاري فيستفيد هذه الفائدة الحديثية.
3- علم العقائد: كتبه كثيرة وأرى أن قراءتها في هذا الوقت تستغرق وقتاً كثيراً والفائدة موجودة في الزبد التي كتبها مثل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله والعلامة ابن القيم، وعلماء نجد مثل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ومن بعده من العلماء.(1/31)
4- علم الفقه: ولا شك أن الإنسان ينبغي له أن يُركز على مذهب معين يحفظه ويحفظ أصوله وقواعده، لكن لا يعني ذلك أن نلتزم التزاماً بما قاله الإمام في هذا المذهب كما يلتزم بما قاله النبي e ، لكنه يبني الفقه على هذا ويأخذ من المذاهب الأخري ما قام الدليل على صحته، كما هي طريقة الأئمة من أتباع المذاهب كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والنووي وغيرهما حتى يكون قد بنى على أصل، لأني أرى أن الذين أخذوا بالحديث دون أن يرجعوا إلى ما كتبه العلماء في الأحكام الشرعية، أرى عندهم شطحات كثيرة ، وإن كانوا أقوياء في الحديث وفي فهمه لكن يكون عندهم شطحات كثيرة؛ لأنهم بعيدون عما يتكلم به الفقهاء.
فتجد عندهم من المسائل الغريبة ما تكاد تجزم بأنها مخالفة لإجماع أو يغلب على ظنك أنها مخالفة للإجماع، لهذا ينبغي للإنسان أن يربط فقهه بما كتبه الفقهاء- رحمهم الله – ولا يعني ذلك أن يجعل الإمام، إمام هذا المذهب كالرسول – عليه الصلاة والسلام – يأخذ بأقواله وأفعاله على وجه الالتزام، بل يستدل بها ويجعل هذا قاعدة ولا حرج بل يجب إذا رأى القول الصحيح في مذهب آخر أن يرجع إليه ، والغالب في مذهب الإمام أحمد أنه لا تكاد ترى مذهباً من المذاهب إلا وهو قول للإمام أحمد، راجع كتب الروايتين في المذهب تجد أن الإمام أحمد – رحمه الله – لا يكاد يكون مذهب من المذاهب إلا وله قول يوافقه، وذلك لأنه – رحمه الله – واسع الإطلاع ورجّاع للحق أينما كان، فلذلك أرى أن الإنسان يركز على مذهب من المذاهب التي يختارها، وأحسن المذاهب فيما نعلم من حيث اتباع السنة مذهب الإمام أحمد رحمه الله – وإن كان غيره قد يكون أقرب إلى السنة من غيره، على إنه كما أشرت قبل قليل؛ لا تكاد تجد مذهباً من المذاهب إلا والإمام أحمد يوافقه – رحمه الله(1/32)
وأهم شيء أيضاً في منهج طالب العلم بعد النظر والقراءة، أن يكون فقيهاً، بمعنى أنه يعرف حكم الشريعة وآثارها ومغزاها وأن يطبق ما علمه منها تطبيقاً حقيقياً بقدر ما يستطيع ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [ (البقرة الآية: 286) لكن يحرص على التطبيق بقدر ما يستطيع، وأنا أكرر عليكم دائماً هذه النقطة (( التطبيق)) سواء في العبادات أو الأخلاق أو في المعاملات. طبق حتى يُعرف أنك طالب علم عامل بما علمت.
ونضرب مثلاً إذا مَر أحدكم بأخيه هل يشرع له أن يسلم عليه؟
الجواب: نعم يشرع ولكن أرى الكثير يمر بإخوانه وكأنما مر بعمود لا يسلم عليه، وهذا خطأ عظيم حيث يمكن أن ننقد العامة إذا فعلوا مثل هذا الفعل، فكيف لا يُنتقد الطالب ؟ وما الذي يضرك إذا قلت السلام عليكم ؟ وكم يأتيك ؟ عشر حسنات – تساوي الدنيا كلها عشر حسنات لو قيل للناس: كل من مر بأخيه وسلم عليه سيدفع له ريال، لوجدت الناس في الأسواق يدورون لكي يسلموا عليه؛ لأن سيحصل على ريال لكن عشر حسنات نفرط فيها. والله المستعان.
وفائدة أخرى: المحبة والألفة بين الناس، فالمحبة والألفة جاءت نصوص كثيرة بإثباتها وتمكينها وترسيخا، والنهي عما يضادها والمسائل التي تضاد كثيرة، كبيع المسلم على بيع أخيه، والخطبة على خطبة المسلم، وما أشبه ذلك، كل هذا دفعاُ للعداوة والبغضاء وجلباً للألفة والمحبة، وفيها أيضاً تحقيق الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم (( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا)) (1) ومعلوم أن كل واحد منا يحب أن يصل إلى درجة يتحقق فيها الإيمان له؛ لأن أعمالنا البدنية قليلة وضعيفة.
الصلاة يمضي أكثرها ونحن ندبر شئوناً أخرى، الصيام كذلك، الصدقة الله أعلم بها، فأعمالنا وإن فعلناها فهي هزيلة نحتاج إلى تقوية الإيمان، السلام مما يقوي الإيمان؛ لأن الرسول e قال: (( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذ(1/33)
فعلتموه تحاببتم – يعني حصل لكم الإيمان – أفشوا السلام بينكم)) (1) هذه نقطة واحدة مما علمناه ولكننا أخللنا به كثيراً لذلك أقول: أسأل الله أن يعينني وإياكم على تطبيق ما علمنا ؛ لأننا نعلم كثيرا ولكن لا نعمل إلا قليلاً، فعليكم يا إخواني بالعلم وعليكم بالعمل وعليكم بالتطبيق، فالعلم حجة عليكم، العلم إذا غذيتموه بالعمل أزداد ] وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ[ (محمد الآية:17) . إذا غذيتموه بالعمل أزددتم نوراً وبرهاناً ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [ (لأنفال: الآية29) ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم [ (الحديد الآية:28) والآيات في هذا المعنى كثيرة، فعليكم بالتطبيق في العبادات وفي الأخلاق وفي المعاملات حتى تكونوا طلاب علم حقيقة، أسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين. انتهى كلامه رحمه الله
---
حرف
09-13-2004, 11:29 PM
لافظ فوك يا أبا عبدالرحمن , وشكر الله لك مشاركتك , وأود من الإخوة الكرام أن يثرو الموضوع بآرائهم النيرة , التي بودنا أن نراها ...
---
حرف
09-14-2004, 07:40 PM
العجيب أنَّ عدد القراء للموضوع 50 والمشارك واحد , هذا برغم الإلحاح في طلب المشاركة .... ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
09-15-2004, 11:14 PM
سبق طرح الموضوع هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1316&highlight=%CE%E3%D3%ED%E4+%D3%E4%C9
---
(1/34)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الإفادة للضرورة .. ضوابط الاستشهاد بآيات كتاب الله تعالى ..
---
أرجو الإفادة للضرورة .. ضوابط الاستشهاد بآيات كتاب الله تعالى ..
---
** متفكرة فى خلق الله **
07-22-2006, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعاملين ... حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ إلى يومِ الدين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة الأفاضل - حفظكم الله جميعا -
هناك أمرٌ شديد الأهمية لاحظت مدى التباسه فى الأفهام .. خاصة مع ممن يٌطلِق الكثير من الناس عليهم فى زماننا هذا(( المُثقفون )) ممن ليس لديهم دراية كافية بالعلم الشرعىّ ،، فضلا عن علوم القرآن العظيم ..وتفسيره ومعانيه .. ألا وهى : ضوابط الاستشهاد بأيات القرآن العظيم ..
فى كثيرٍ من القضايا عندما مثلا يستشهد شخص بقوله تعالى " ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلُكة " يستخدمونها مثلا فى الاستشهاد على التقاعس عن العمل لنصرة دين الله جل وعلا مخافة أن يصيبهم ضرر ..انما الطبع كما جاء فى التفسير أن التهلُكة المقصودة ليست تهلكة الدنيا .. ولكن تهلكة الآخرة ..بالإمساك عن النفقة فى الجِهاد كما ورد فى تفسير الآية ..
وهذا مثالٌ بسيط ..ربما ينتشر هذا الخطأ بين عامة الناس نتيجة لعدم معرفتهم تفسير الآية ..
انما ما يُحزِننى حقا أن ينتقل هذا الأمر إلى ما هو أكبر من ذلك ..
كما حدث حينما تحدث أحدهم على المنتديات الخاصة بالجامِعة - وهى عندنا جامعة مختلطة - عن ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة ..(1/35)
فدخل بعض الأخوة والأخوات ممن نحسبهم على خير - والله حسيبهم - واستشهدوا بقوله تعالى : ولا مُتخذات أخدان .. مستدلين بذلك على عدم إمكانية وجود صداقة أو ماشبه ذلك بين الرجل والمرأة ..
وإذا بأحدِهم يدخل ويُدرِج تفسير تلك الآية الكريمة - بأكثر من تفسير معتمد - أن المقصود هنا ب " الخدن " هو صديق الزنا واليعاذ بالله .. أى يصادقها ويزنى بها .. ثم يدعون بعد ذلك أن ما يتحدثون عنه بالطبع علاقة بريئة ولا تنطبق عليها تلك الآية !!
أيضا فى قوله تعالى " من الذين فرقوا دينهم وكانوا شِيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرِحون " ...
حيث كان هناك أحد الموضوعات التى حدث فيها نزاع بين أعضاء من جماعات اسلامية مختلفة - وليست فِرَق ضالة واليعاذ بالله - فدخل أيضا من يريد تهدئة الأمر واستشهد بالآية الكريمة السابقة ..
فرُدَّ عليه بأن الآية لا تنطبق عليهم ولا يصح الاستشهاد بها أيضا فى تلك الحالة ..
وغير ذلك الكثير ..
وحقيقة إخوتى الأفاضل - حفظكم الله جميعا ورفع قدركم فى كل خير - أننى ما زلت طالبة علم فى بداية الطريق .. وعلى منتدياتنا الجامعية للأسف يحدث العديد من الأمور التى حقا تُلبِّس على الناس أفهامهم ودينهم ..ولانها أيضا مشهورة فيدخل عليها الكثير .. ويتأثر بما يُنشر عليها الكثير أيضا ..هذا بالإضافة إلى عدم وجود طلبة علم تقريبا على المنتدى بأكمله إلا نادرا جدا ..
ولكن أغلبهم كما أسلفت .. من المُثقفين ..
وعملا بقوله سبحانه " فاسئلوا أهل الذِّّكر إن كنتم لا تعلمون " ..
فأسئلكم أساتذنا الأفاضل أن تفيدونى فى ذلك الأمر ..
ما هى ضوابط الاستشهاد بآيات كتاب الله تعالى على أحداثنا المُعاصِرة الآن ؟؟
ماذا نفعل كى يكون الاستشهاد بالآيات صحيحا ؟؟
وهل فى بعض الآيات التى نزلت بأسبابٍ خاصة ..هل يُمكِن الاستشهاد بها فى موضوعٍ عام ؟؟ يخرج عن السبب الخاص الذى نزلت فيه الآيات ؟؟
أفدونى أفادكم الله ..
وجزاكم الله خيرا ..(1/36)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....
---
أبومجاهدالعبيدي
07-23-2006, 06:22 AM
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه للدكتور مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=46)
---
(1/37)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي ( 2 )
---
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي ( 2 )
---
فهد الوهبي
02-19-2007, 02:13 AM
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد ..
فهذا إتمام للموضوع السابق في الرابط التالي :
وقفات .. مع شبهات المستشرقين في التفسير بالرأي ( 1 ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=220)
الشبهة الثانية :
أن التفسير بالرأي إنما هو انشقاق عن التفسير بالمأثور وحرب عليه والدافع لهذا التفسير إنما هو الورع والتقوى وتنزيه الله تعالى عن التصورات السائدة عن طريق النقل .
• يقول جولد زيهر : "حدث انشقاق على التفسير بالمأثور ، دون أن يحس أو يقصد ممثلو هذا الانشقاق من القدماء أن يكون تفسيرهم حرباً على الرواية والنقل ، وصدر ذلك لأول مرة عن مذهب أهل الرأي الإسلاميين ، عن أولئك الذين يذهبون مذهباً دينياً أراد أن ينفي عن الصورة التي يحملها المؤمن في قرارة نفسه للألوهية وحقيقتها وتدبيرها كل ما يتجافى عن العقل ، ويتنزل بها على نحو لا يليق إلى دائرة الماديات "(1).
وأصحاب هذا المذهب هم المعتزلة والذي يصفهم بصفات المدح في أكثر من موطن حيث يقول : " الناس الأتقياء " وَ " الأتقياء المدققين "(2) .
ويصف تفسيرهم بقوله : " التفسير السوي "(3) .
ويقول : " ومن النادر أن يتخلف حذق المعتزلة في التفسير ولا توجد وسيلة للتفسير تراها هذه المدرسة شديدة الجرأة ، في سبيل الاحتجاج بآيات القرآن لمبدأ من مبادئهم الأساسية ، جنوا به أكثر ثمرات النصر في دائرة علم الكلام الإسلامي ذلك هو مبدأ أولية العقل في معرفة الحقائق الدينية "(4).(1/38)
ويقول : " وأشرف انتفاع يستفيده المعتزلة من اشتراطهم فيما يتصل بتفسير الكتاب مطابقة العقل في الحقائق الدينية ، هو محاربتهم للتصورات الخرافية المناقضة للطبيعة ، التي رسخت قَدَمُها في الدين "(5).
الجواب على هذه الشبهة :
1- أن الواقع لا يصدق أن التفسير بالرأي انشقاق عن التفسير بالمأثور بل هو يدل على أنه كان مصاحباً للمأثور منذ عصر مبكر حيث نجد اجتهادات الصحابة رضي الله عنهم في التفسير وعلى رأسهم أبو بكر رضي الله عنه كما في تفسير آية الكلالة .
2- أن أصحاب الرأي المحمود لم يحاربوا التفسير بالمأثور ـ كما سبق ـ بل هم يحثون على الاعتناء به ، وإنما حصلت المحاربة لبعض الآثار من قبل المعتزلة حيث حكموا العقل ونفوا كل ما لم يتوافق معه ، والمعتزلة لا يمثلون المنهج الصحيح في تفسير القرآن لذا فمن الخطأ أن يعمم ما فعلوه على جميع المفسرين بالرأي ، كما أن من الخطأ أن يعتبروا هم أوائل من فسر القرآن بالرأي عموماً .
3- أما كون الدافع لفعلهم هذا هو الورع والتقوى : فيقول الدكتور عمر رضوان : " وليس غريباً أن يكيل جولد تسيهر خاصة والمستشرقين عامة الكثير من الثناء لتفسير المعتزلة لما فيه من خدمة لأغراضهم وهي محاربة أهل السنة والجماعة وتفاسيرهم المعتبرة وعلى رأسها ( التفسير بالمأثور ) كما أن هناك دافعاً آخر لهؤلاء المستشرقين وهو أن هذا المذهب يلائم ما عليه الغرب اليوم من تقديس للعقل وإعطائه حرية أكثر مما يستحق " ثم يقول : "فلا أدري أين هذه التقوى وأين الورع ، وقد خرجوا في تفسيرهم عن جادة الصواب ولم يلتزموا به الشرع ولا ظاهر النصوص ولا روح الشريعة السمحاء زيادة على تأويلهم كل نص يخالف مذهبهم وقسرهم الآيات على نصرته بشكل غير مقبول إطلاقاً ، والمعتزلة لم ينفكوا في مهاجمة أهل السنة والتشنيع عليهم والتنفير من طريقتهم "(6) .(1/39)
والدافع الذي حملهم على تأويل القرآن والآثار المعارضة لهم أنهم "اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم"(7) .
وأخيراً أنقل كلاماً للشيخ بكر أبو زيد حفظه الله حيث يقول :
( الإسرائيليات الجديدة:
احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين؛ من يهود ونصارى؛ فهي أشد نكاية وأعظم خطراً من الإسرائيليات القديمة؛ فإن هذه قد وضح أمرها ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الموقف منها، ونشر العلماء القول فيها، أما الجديدة المتسربة إلى الفكر الإسلامي في أعقاب الثورة الحضارية واتصال العالم بعضه ببعض، وكبح المد الإسلامي؛ فهي شر محض، وبلاء متدفق، وقد أخذت بعض المسلمين عنها سنة، وخفض الجناح لها آخرون، فاحذر أن تقع فيها. وقى الله المسلمين شرها )(8).
والحمد لله رب العالمين ..
ـــــــــــــــــــــــ
حواشي :
1 - مذاهب التفسير الإسلامي : 121 .
2 - السابق : 121 .
3 - السابق : 187 .
4 - السابق : 193 .
5 - السابق : 160 .
6 - آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره : 2 / 526 .
7 - مقدمة التفسير لشيخ الإسلام : 110 .
8 - حلية طالب العلم : 43 .
---
(1/40)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير
---
ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير
---
المنذر
11-11-2003, 11:53 PM
أخواني في ملتقى أهل التفسير من مشرفين وأعضاء ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أسعدني الليلة أن انضم إليكم في هذا الموقع المفيد والنافع ... والذي كنت أبحث عن مثل هذه المواقع المتخصصة خاصة في مجال تخصصي وهو التفسير ..
ومن خلال تصفحي للإنترنت للبحث عن مراجع في أصول التفسير ...
أرشدني الله عزو جل إلى هذا الموقع والذي رأيت فيه بغيتي .. وما كنت أبحث عنه في الإجابة على تساؤلاتي فيما يخص التفسير وعلوم القرآن ...
وأما ما يخص سؤالي فهو : ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير؟ مع أنه كما ذكر في تعريف علوم القرآن بإنه ( مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وجمعه .... ويسمى بأصول التفسير .. لأنه يتناول العلوم التي يشترط على المفسر معرفتها والعلم بها ..
لكن ما لاحظته في المؤلفات التي تناولت علوم القرآن .. والمؤلفات أيضاً التي عنت بأصول التفسير أن في مواضيعها تداخل وتشابه .. فكيف أفرق بين هذين العلمين .. ثم هل هناك مواضيع خاصة بأصول التفسير ومواضيع خاصة بعلوم القرآن ...
ارجو الإجابة على تساؤلاتي وإفادتي في ذلك ... لا عدمت تواصلكم ...
ولكم خالص الدعوات ....
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2003, 02:15 AM
مرحباً بكم أخي المنذر بين إخوانك في ملتقى التفسير.
وأما الفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير ، فعلم (أصول التفسير) أحد (علوم القرآن). وبعض العلماء أدخله ضمن كتب علوم القرآن كالزركشي والسيوطي . ومناع القطان والرومي من المتأخرين يريان أنه يجوز إطلاق أصول التفسير على علوم القرآن وأنهما يكادان يكونان مترادفين في الدلالة على علم واحد.(1/41)
وقد عرف الدكتور مساعد الطيار علم أصول التفسير بأنه (الأسس والقواعد التي يعرف بها تفسير كلام الله ، ويرجع إليها عند الاختلاف فيه). وأنصحك أخي الكريم بالعودة إلى كتاب الشيخ مساعد الطيار بعنوان (فصول في أصول التفسير) فهو نفيس في هذا الباب . وكذلكم كتاب (تفسير القرآن الكريم - أصوله وضوابطه) للدكتور على بن سليمان العبيد. فقد فصلا في كتابيهما كثيراً من المسائل المتعلقة بعلم أصول التفسير والتفريق بينه وبين علوم القرآن.
---
أحمد البريدي
11-12-2003, 02:22 AM
وعليكم السلام وحياك الله بين إخوانك مفيداً ومستفيداً .
أما بخصوص استفسارك فالعلاقة بين أصول التفسير وعلوم القرآن هي علا قة جزء من كل فأصول التفسير هو علم من علوم القرآن المتعددة . ولذا تجد بعض المؤلفات معنونه بعلوم القرآن وفي ثناياها بعض مباحث أصول التفسير ، وهذا لا إشكال فيه ، أما من سمى كتابه ب أصول التفسير وأورد مباحث من علوم القرآن فهذا إما ان المؤلف اطلق الجزء وأراد الكل ، أو ان هذه المباحث يراها من أصول التفسير خاصة إذا علمت أنه لم يتفق على كل المواضيع الخاصة بأصول التفسير ، ولذا تجد اختلاف في المواضيع المذكورة في كتب أصول التفسير.
---
مساعد الطيار
11-12-2003, 04:46 PM
الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن .
أصول التفسير هي المبادئ العلمية الأولى التي يحتاجها من يريد تعلم علم التفسير والتبحُّرَ فيه ، وهي جزء من علم التفسير .
وعلم التفسير جزء من علوم القرآن .
فكل معلومة من أصول التفسير هي من علوم القرآن ، وليس كل معلومة من علوم القرآن هي من أصول التفسير .
وقد تجد كتبًا مُعَنْونةً بأصول التفسير ، وفيها جملة من علوم القرآن التي لا علاقة لها بالتفسير .
والنظر في تحديد المعلومة من علوم القرآن وجعلِها من أصول التفسير مرتبط بإفادتها في التفسير من عدمها ، وعلوم القرآن من هذه الجهة على قسمين :(1/42)
علمٌ لا تفيد المفسرَّ معرفتُه ولا علاقة له بالتفسير ؛ كعدِّ الآي .
وعلمٌ له علاقة بالتفسير ، ويستفيد المفسر منه ، وتختلف استفادة المفسر منه بحسب نوع العلم ، فعلم الناسخ والمنسوخ مما يحتاج المفسر معرفته بتفاصيله في الآيات ، لكنه ليس بحاجة إلى معرفة توجيه جميع وجوه القراءات من الآداء وغيرها ، إنما هو بحاجة إلى توجيه ما يختلف به المعنى .
والدارس لأصول التفسير يصوغ تأصيلاته وتقعيداته العلمية من هذه العلوم التي لها مساس بالتفسير ؛ كعلم المكي والمدني الذي تفيد معرفته في توجيه بعض الأقوال ، أوبيان ضعف بعضها وترجيح غيرها عليها .
ومن الأمثلة على ذلك :
قال ابن عطية (ت : 542 ) في قوله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) ( فصلت : 33 ) : (( ابتداء توصية لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وهو لفظ يعمُّ كلَّ من دعا قديمًا وحديثًا إلى الله تبارك وتعالى وإلى طاعته من الأنبياء عليهم السلام ومن المؤمنين .
والمعنى : لا أحد أحسن ممن هذه حاله ، وإلى العموم ذهب الحسن ، ومقاتل ، وجماعة ، وبَيِّنٌ أن حالة محمد صلى الله عليه وسلم كانت كذلك مبرِّزة .
وإلى تخصيصه في الآية ذهب السدي ، وابن زيد ، وابن سيرين ، وقال قيس بن أبي حازم ، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وعكرمة : نزلت هذه الآية في المؤذِّنين ، قال قيس : ( وعمل صالحا ) : هو الصلاة بين الأذان والاقامة ، وذكر النقاش ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله :
ومعنى القول بأنها في المؤذنين : أنهم داخلون فيها ، وأما نزولها فمكية بلا خلاف ، ولم يكن بمكة أذان ، وإنما ترتَّب بالمدينة ، وإنَّ الأذان لمن الدعاء إلى الله تعالى ؛ لكنه جزء منه .(1/43)
والدعاءُ إلى الله تعالى بقوة ؛ كجهاد الكفار ، وردع الطغاة ، وكفِّ الظلمة ، وغيره = أعظمُ عناءً من تولِّي الأذان ؛ إذ لا مشقة فيه ، والأصوب أن يعتقد أن الآية نزلت عامة ) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 13 : 112 ـ 113 )
وهذا يمكن أن يشكِّل قاعدة ترجيحية بين أقوال المفسرين ، وهي العلم بتاريخ النُّزول ، فالعلم بتاريخ النُّزول يدل على القول الصحيح في معنى الآية .
وقال ابن عطية ( ت : 542 ) في قوله تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار ) ( إبراهيم : 28 ) : ( وقال ابن عباس : هذه الآية في جبلة بن الأيهم .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله :
ولم يرد ابن عباس أنها فيه نزلت ؛ لأن نزول الآية قبل قصته ، وإنما أراد أنها تخصُّ من فعل فِعْلَ جَبَلة إلى يوم القيامة ) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 10 : 241 ـ 242 ) .
وهذا المثال يتعلق بعلمي أسباب النُّزول والمكي والمدني ، وقد بين ابن عطية أن عبارة ابن عباس لا يراد بها أن جَبَلَة هو سبب نزول الآية المكية ؛ لأن خبره في عهد عمر - رضي الله عنه - .
ومن هنا يقال : إن معرفة طريقة السلف في عباراتهم في التفسير والإفادة من هذه الطريقة من أصول التفسير .
والمقصود من هذا أنَّ أصول التفسير ليست هي علوم القرآن ، وقد يشكل في ذلك تسمية بعض العلماء لكتبهم بمسمى أصول التفسير ، وهي في جملتها في علوم القرآن ، ككتاب الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله ، وهذا من باب التسامح في الإطلاق في المصطلحات ، وإلا فأغلب كتابه في علوم القرآن لا أصول التفسير.
ويمكن تقسيم أصول التفسير إلى أقسام ثلاثة :
الأول : المقدمات النظرية لهذا العلم ، وتشمل جملة من المسائل كالتعريف والنشأة والكتب المدونة فيه ، وطريقة التأليف فيه ... الخ مما يُكتب في المقدمات التي تناسب هذا العلم .
الثاني : طرق التفسير ومصادره .
الثالث : الاختلاف في التفسير ، ويشمل :(1/44)
دراسة عبارات السلف في التفسير .
أسباب الاختلاف .
أنواع الاختلاف .
كيفية التعامل مع الاختلاف ( قواعد الترجيح ) .
وغيرها من المسائل العلمية المتعلقة بأصول التفسير ، هذه أهم مسائله ، وهناك غيرها مما لا تسعه هذه العجالة .
---
المنذر
11-13-2003, 04:42 PM
إلى المشرفين العزيزين عبدالرحمن الشهري وأحمد البريدي .. أشكركما كثيراً على ترحيبكما بانضمامي إلى الملتقى المبارك ...
وعلى ما أفدتموني فيما يخص استفساري عن أصول التفسير من علم ومراجع .. فجزاكما الله خيراً وزادكما من العلم والفقه .
وأما أستاذي الفاضل الدكتور مساعد الطيار .. فقد أعطيت الموضوع حقه .. وأوضحت لي ما غمض علي فهمه .. فجزاك الله خيراً وبارك في علمك ونفعنا به .
---
(1/45)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين نصيب وكفل في آية سورة النساء؟
---
ما الفرق بين نصيب وكفل في آية سورة النساء؟
---
شاهد
10-18-2005, 03:01 PM
*من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا*النساء85
ما الفرق بين النصيب والكفل ؟
---
جمال حسني الشرباتي
10-18-2005, 06:00 PM
السلام عليكم
ربما تجد فائدة في هذه النقول
قال الرازي في تفسيره
(فان قيل: لم قال في الشفاعة الحسنة: { يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مّنْهَا } وقال في الشفاعة السيئة: { يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا } وهل لاختلاف هذين اللفظين فائدة؟
قلنا: الكفل اسم للنصيب الذي عليه يكون اعتماد الناس، وإنما يقال كفل البعير لأنك حميت ظهر البعير بذلك الكساء عن الآفة، وحمي الراكب بدنه بذلك الكساء عن ارتماس ظهر البعير فيتأذى به، ويقال للضامن: كفيل.
(وقال عليه الصلاة والسلام: " أنا وكافل اليتيم كهاتين " فثبت أن الكفل هو النصيب الذي عليه يعتمد الانسان في تحصيل المصالح لنفسه ودفع المفاسد عن نفسه، إذا ثبت هذا فنقول: { وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا } أي يحصل له منها نصيب يكون ذلك النصيب ذخيرة له في معاشه ومعاده، والمقصود حصول ضد ذلك
{ فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }
[آل عمران: 21] والغرض منه التنبيه على أن الشفاعة المؤدية إلى سقوط الحق وقوة الباطل تكون عظيمة العقاب عند الله تعالى.
قال الخليل في العين
(والكِفْلُ من الأجر، ومن الإثم: الضعف، قال الله عز وجل: "يؤتكم كِفلَينِ من رحمته". و"يكن له كفل منها"، ولا يقال: هذا كِفْلُ فلان حتى تكون قد هيأت مثله لغيره كالنصيب، فإذا أفردت فلا تقل: كِفْل ولا نصيب.)(1/46)
--ذكر ابن الجوزي في المنتظم(أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرة، عن مسروق، عن عبد اللّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها"، لأنه كان أول من سن القتل.
أخرجاه في الصحيحين.)
وإن رغبت تحاورنا
---
عبد القادر يثرب
10-19-2005, 01:33 AM
قال تعالى في سورة النساء:" مَن يَشفَعْ شفاعَةً حَسَنةً يكن له نصيبٌ منها ومَن يَشفَعْ شفاعَة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وكان الله على كلِّ شيء مقيتًا "
لم قال عن الشفاعة الحسنة ( يكن له نصيب منها ) وعن الشفاعة السيئة ( يكن له كفل منها )؟
أولاً- جواب الدكتور فاضل السامرائي:
من معاني( الكِفل ) في اللغة : النصيب المساوي، المثل . والكفيل يضمن بقدر ما كفل ليس أكثر00 أما (النصيب) فمطلق غير محدد بشيء معين0
لذلك قال الله عز وجل عن السيئة ( يكن له كفل منها ) ؛ لأن السيئة تجازى بقدرها " من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها " غافر:40
أما الحَسَنة فتضاعف كما قال تعالى:" مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " الأنعام: 160. وقال عز وجل:" مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا " القصص: 84
فقال عن حامل السيئة أن له الكفل. أي: المثل، أما صاحب الشفاعة الحسنة فله نصيب منها0 والنصيب لا تشترط فيه المماثلة0 وهذا من عظيم فضل الله عز وجل.
وورد في الحديث الشريف أنه عليه الصلاة والسلام قال فيما يرويه عن ربه: إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هَمّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة".(1/47)
ثانيًا- جواب الأستاذ محمد إسماعيل عتوك:
النصيب في اللغة هو الحظ الجيد المعيَّن من الشيء. تقول: هذا نصيبي. أي: حظي. واشتقاقه من النصْب، بإسكان الصاد. والنصْب: هو إقامة الشيء في استواء، وإهداف، ووضعه موضعًا ناتئًا؛ كنصب الرمح، والحجر في الأرض. والنصْب، والنصيب حجر كان ينصَب، فيعبَد، فهو منصوب. قال الراغب في مفرداته: " النصيب: الحظ المنصوب. أي: المعيَّن ". وهو المراد من قوله تعالى:{ يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين }[ النساء:11]، لقوله تعالى قبله:{ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا }[ النساء:7 ]0
أما الكفل فيستعمل في اللغة لمعان كثيرة؛ أشهرها: النصيب والحظ0 وهذا قول الجمهور. ونقل عن المؤَرِّج قوله:" الكفل: النصيب بلغة هذيل ". وقال غيره:" بل بلغة الحبشة ". وذكر أبو حيَّان صاحب تفسير( البحر المحيط ) أن أكثر استعماله في الشر.. ولهذا استعمل في الشفاعة السيئة. وقد يستعمل في الخير؛ كقوله تعالى: { يؤتكم كفلين من رحمته }[الحديد:28].. وكان أبو حيَّان قد نقل عن إبَّان بن تغلب أن الكفل بمعنى: المِثل، ونقل عن الحسن وقتادة أنه بمعنى: الوزر والإثم.. وذكر الفيروز آبادي من معاني الكفل: الضِّعف. واشتقاق ذلك كله من كفل البعير. قال الكسائيُّ:" أصل الكفل مركَب يهيَّأ على ظهر البعير ". وقال ابن فارس:" الكاف والفاء واللام أصل صحيح يدل على تضمن الشيء للشيء. من ذلك الكفل: وهو كساء يدار حول سنام البعير"
وأضاف ابن فارس قائلاً:" والكفل في بعض اللغات: الضعف من الأجر، وأصله ما ذكرنا أولاً؛ كأنه شيء يحمله حامله على الكفل الذي يحمله البعير، ويقال ذلك في الإثم " 0
وعلى هذا المعنى يحمل قول الله تعالى:{ يكن له كفل منها }0 بمعنى: أنه يناله من شفاعته السيئة ضعف من الأجر الرديء؛ لأنه آثم بهذه الشفاعة0(1/48)
والخلاصة: أن الشفاعة إما أن تكون حسنة، أو تكون سيئة. والشفاعة الحسنة هي التي يراعى بها حق المسلم، فيدفع بها عنه شر، أو يجلب بها إليه خير، ولا يبتغى بها إلا وجه الله تعالى.. والشفاعة السيئة ما كانت بخلاف ذلك. فإذا كانت الشفاعة في حق، كان لصاحبها من أجرها الذي يستحقه المُشفَّع أجرٌ حسن. وهذا ما عبَّر عنه بالنصيب. وإذا كانت الشفاعة في باطل، كان لصاحبها من أجرها الذي يستحقه المُشفَّع ضعفٌ من الأجر الرديء. وهذا ما عبِّر عنه بالكفل، تنبيهًا على أن الشفاعة المؤدية إلى إحقاق الحق تكون عظيمة الثواب عند الله تعالى، وأن الشفاعة المؤدية إلى إسقاط الحق تكون عظيمة العقاب عند الله تعالى.
ثالثًا- جواب الدكتور عماد:
أولاً- ذهب الألوسي إلى أن النصيب بمعنى الحظ الوافر، وأن الكفل بمعنى النصيب من الوزر، فقال:" من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها- أي: حظ وافر من ثوابها00 ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها- أي: نصيب من وزرها0 وبذلك فسره السدي، والربيع، وابن الزبير، وكثير من أهل اللغة "0
ثم علل الألوسي للمغايرة بين اللفظين، فقال:" فالتعبير بالنصيب في الشفاعة الحسنة، وبالكفل في الشفاعة السيئة للتفنُّن "0
وأضاف الألوسي قائلاً:" وفرَّق بينهما بعض المحققين بأن النصيب يشمل الزيادة، والكفل هو المثل المساوي، فاختار النصيب أولاً؛ لأن جزاء الحسنة يضاعف، والكفل ثانيًا؛ لأن من جاء بالسيئة، لا يجزى إلا مثلها0 ففي الآية إشارة إلى لطف الله تعالى بعباده "0 ( روح المعاني للألوسي:5/97 )
هذا ما حكاه الألو سي عن بعض المحققين0 و هذا القول لا يصح إلا على اعتبار(من) للسبب0 فيكون المعنى: من يشفع شفاعة حسنة، يكن له نصيب من الأجر بسببها، ومن يشفع شفاعة سيئة، يكن له كفل من العقاب بسببها0(1/49)
وهذا خلاف ما نصَّت عليه الآية الكريمة من المعنى؛ لأن المراد بـ( منها ) الأولى: من ثوابها، وبـ( منها ) الثانية: من عقابها، كما قال الألوسي0 ويؤكد ذلك أن( من ) في الموضعين للتبعيض00 وهذا مذهب الجمهور0
ثانيًا- مذهب الجمهور أن النصيب، والكفل بمعنى واحد، إلا أن الثاني أكثر ما يستعمل في الشر0 وبهذا قال أبو حيان، ثم علل للمغايرة بينهما بقوله:" وغاير في النصيب، فذكره بلفظ الكفل في الشفاعة السيئة؛ لأنه أكثر ما يستعمل في الشر "0 ( البحر المحيط:3/733 )
وذكر الرازي- أيضًا- أن النصيب والكفل بمعنى واحد، وحكى عن أهل اللغة قولهم: إن الكفل هو الحظ، ثم قال:" والغرض منه التنبيه على أن الشفاعة المؤدية إلى سقوط الحق، وقوة الباطل، تكون عظيمة العقاب عند الله تعالى"0( تفسير الرازي:10/158 )0
ثالثًا- قول الألوسي الذي ابتدأنا به، وهو قوله: النصيب بمعنى الحظ الوافر. والكفل هو النصيب من الوزر، يعني أن كلا من النصيب، والكفل بمعنى: الحظ الوافر0 وهذا الحظ الوافر هو حظ معين، ومعلوم0 وقد فسر الراغب في مفرداته النصيب بأنه:" الحظ المنصوب. أي: المعيَّن ".
والدليل على كونه وافرًا قوله تعالى:( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )0 والدليل على كونه معينًا قوله تعالى:( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبًا مفروضًا )0 وقوله تعالى على لسان إبليس:( لأتخذن من عبادك نصيبًا مفروضًا)0
ثالثًا- ذكر الفيروز آبادي من معاني الكفل: الضعف، والنصيب، والحظ00 وذكر ابن منظور من معاني الكفل: الحظ، والضعف من الأجر والإثم، ثم قال: والكفل أيضًا: المثل0 ونقل عن الفرَّاء قوله: إن الكفل هو الحظ0
وقال ابن فارس:" والكفل في بعض اللغات: الضعف من الأجر"0
وذكر الخليل من معاني الكفل: النصيب، ثم قال: والكفل من الأجر والإثم: الضعف0(1/50)
وأقرب الأقوال إلى الصواب في تفسير الكفل هو: الضعف من الوزر، أو الإثم0
رابعًا- اختلف المفسرون في المراد من الشفاعة الحسنة، والشفاعة السيئة على أقوال، ولكنهم اتفقوا على أن الحسنة منها ما كانت في البر والطاعة ابتغاء مرضاة الله0 وأن السيئة منها ما كانت في معصية الله ابتغاء لجاه أو غيره0 ومنها الشفاعة في حد من حدود الله تعالى0 قال الألوسي:" وفي الخبر: من حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى فقد ضادَّ الله تعالى في ملكه، ومن أعان على خصومة بغير علم، كان في سخط الله تعالى حتى ينزع، واستثني من الحدود القصاص0 فالشفاعة في إسقاطه إلى الديَّة غير محرمة "0 ( روح المعاني للألوسي:5/97 (
وقال الثعالبي:" روى أبو داود عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من يشفع لأحد شفاعة، فأهدى له هدية عليها فقبلها، فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الربا " ( تفسير الثعالبي:1/371 (
ولهذا كانت عقوبة الشفاعة السيئة عظيمة عند الله تعالى تتناسب مع المعنى الذي يؤديه لفظ الكفل، وليس كذلك السيئة، التي تجزى بمثلها0
---
شاهد
10-22-2005, 09:19 PM
بارك الله فيك أخي عبدالقادر يثرب
أشكركم على المساعدة
---
(1/51)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سرقة علمية من العيار الثقيل !!!
---
سرقة علمية من العيار الثقيل !!!
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2005, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بينما كنت أتجول بين رفوف الكتب في مكتبة دار طيبة - الفرع الجديد - بين مخرجي 11-10 الدائري الشرقي بالرياض وقفت على كتاب كبير الحجم في مجلدين كبار بعنوان :
فتح من الرحيم الرحمن
في بيان كيفية تدبر كلام المنان
تأليف أ.د أحمد بن منصور آل سبالك
عضو جمعية علماء الأزهر - ومدير مركز البحث العلمي للدراسات وإحياء التراث - وعميد معهد علوم القرآن والحديث للدراسات الإسلامية والعربية .
ففرحت بالكتاب ، خاصة وهو لرجل يحمل مثل هذه الألقاب الطويلة العريضة ، وتصفحته سريعاً ، فكانت المفاجأة التي آلمتني كثيراً
المجلد الثاني الكبير منه خصصه لوسائل التدبر ، وذكر أربعين وسيلة بالتفصيل والتمثيل ..... فما المفاجأة ؟
هذه الوسائل هي بكل تفاصيلها : قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل للأستاذ الكبير عبدالرحمن حبنكه الميداني - وهي من أنفس ما قرأت في باب التدبر وقواعده -
سرقها آل سبالك كلها ، من غير خجل ولا استحياء ، ولم يذكر ما يدل على أنه فعل ذلك لا من قريب ولا من بعيد ، فلم يذكر في المقدمة ولا في الخاتمة ولا في مراجع الكتاب أنه نقلها أو اقتبسها من كتاب الميداني .
ولم يذكر كتاب الميداني إلا عندما أشار في مقدمته إلى بعض الكتب التي ألفت في هذا الموضوع .
وهذه السرقة تعتبر من أسوأ ما رأيت من السرقات ؛ لأنه كتابه هذا ما هو إلا صورة من كتاب الميداني ، صورها ثم نسبها إلى نفسه بكل جرأة .
فأين الأمانة العلمية ؟
---
إبراهيم الجوريشي
09-15-2005, 04:57 AM
لا حول ولا قوة الا بالله
---
محمد حامد سليم
09-15-2005, 09:48 AM
أخي ابو مجاهد
بارك الله فيك(1/52)
هل من طريقة لإبلاغ المسؤلين عن هذه الواقعة الخطيرة
وخصوصا أن هناك من الأزهر من يزورونك في الجامعة (جامعة الملك خالد)[u]
---
سوسن
09-26-2005, 10:31 PM
فعلا لا حول ولا قوة الا بالله
ولكن با أخي أبو مجاهد
بالنسبه للكتاب الأول ماهي مواضيعه ؟
وهل يستفاد منه في التدبر ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
09-26-2005, 11:46 PM
كتاب الميداني : قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل من أفضل الكتب التي قرأتها في هذا الموضوع ، وقد أورد فيه أربعين قاعدة تعين على تدبر كلام الله عز وجل .
وهو من منشورات دار القلم ، ويقع في مجلد كبير .
---
سوسن
09-27-2005, 05:25 AM
شكرا لك
كتاب قواعد التدبر في كتاب الله عز وجل
الحمدلله عندي ,
ولكني ا قصد المجلد الأول من كتاب أ .د. احمد بن منصور آل سبالك
لإنك كما بينت إن المجلد الثاني نسخه طبق الأصل من كتاب الأستاذ عبدالرحمن حبنكه الميداني
فحبيت أن استفسر عن المجلد الأول
---
خالد بن عمر
10-02-2005, 07:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أبا مجاهد على ما ذكرت
ولكن أحد محبي الشيخ ( آل سبالك ) اعترض على وصفك لشيخه بالسارق على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38510
وهذا كلامه في المشاركة رقم ( 18 )
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد ألمني كثيرا ما قرأت في هذا الموضوع مع العلم أن الكثير ممن كتبوا بلا شك لم يقرأوا كتب الشيخ التي تحدثوا عنها
لن أطيل في ذكر محاسن الشيخ و فضله وسعة علمه وحافظته القوية الرائعة
لكن الاتهام لابد أن يرد لأن هذا الموضوع يعبر عن أفة حقيقية لطلاب العلم والملتزمين في هذا الزمن ، إذ أنهم ينقدون الكتاب ويجرحون مؤلفه من غير أن يطلعوا عليه ، ولقد ذكر العلماء قديما أن مقدمة الكتاب هي من أهم ما يوجد في الكتاب لأنها تعرف القارئ بمنهج صاحب الكتاب فيه والغاية من تأليفه(1/53)
وفي مقدمة كتاب (فتح من الرحيم الرحمن في بيان تدبر كلام المنان)لفضيلة الشيخ أحمد سبالك قال في ص(12) من المقدمة :
(وجمعت وسائل من كتب أهل العلم سلفاً، فقد تيسر في مكتبتي الخاصة جمع كل ورقة تقريباً طبعت لخدمة كتاب الله تعالى ولله الحمد والمنة، وزاد هذا العزم عندي عندما أردت أن أطبع كتابي (سبيل الجنان في علوم القرآن) طبعة أخرى في أثناء مراجعتي له ، وجمعت كل ما كتب من دراسات سابقة ضمن هذا الكتاب ، ليتسنى للقارئ الكريم جمعٌ يفيد في كيفية تدبر كتاب الله تعالى ( وجمعت كل ما كتب من دراسات سابقة ضمن هذا الكتاب ، ليتسنى للقارئ الكريم جمعٌ يفيد في كيفية تدبر كتاب الله تعالىثم ذكر في ص(13) أمثلة للكتب التي جمع منها هذه الوسائل ومنها كتاب ( التدبر الأمثل للميداني)
فعجبا لسارق يذكر ممن سرق منه ، لكن أين من يقرأ ومن يفهم بعد أن يقرأ
فما قولك بارك الله فيك خاصَّة أني لم أر الكتاب
---
أبومجاهدالعبيدي
10-06-2005, 01:52 AM
ولم يذكر كتاب الميداني إلا عندما أشار في مقدمته إلى بعض الكتب التي ألفت في هذا الموضوع .
كتاب الميداني ذكره في سياق ذكر لبعض الكتب التي ألفت في الموضوع فقط ، ولم أره ذكره في مراجع كتابه ، ولا ذكر أنه نقل قريباً من ستمائة صفحة منه بلا عزو
---
عبدالرحمن الشهري
10-21-2005, 04:05 PM
أخي الكريم أبا مجاهد وفقه الله وجميع الإخوة والأخوات
الأمر في زماننا هذا أشبه بقول أبي الطيب المتنبي :
إنا لفي زمن ترك القبيح به * من أكثر الناسِ إجمالٌ وإفضالُ(1/54)
وذلك أنك تجد من بعضهم جرأة غريبة على التصنيف ، والجمع ، والاختصار ، وكل ذلك على غير بينة ولا بصيرة . ويستجيز أصحابها نسبة جهود الآخرين ومشروعاتهم إلى أنفسهم ، دون إشارة تذكر ، أو إشارة سريعة لا يتنبه لها إلا القليل في مقدمة مقتضبة للكتاب ، أو حاشية صغيرة لا يراها إلا القارئ المدقق ، حتى تكون هذه الإشارة مخرجاً عند المحاسبة بقولهم : قد ذكرنا هذا في الموضع الفلاني.
والدكتور أحمد آل سبالك وفقه الله يغلب على الكتب التي تطبع باسمه ، الجمع غير الموفق ، والأسلوب غير المرتب لمؤلفات كاملة سابقة ، وعندما يقول في مقدمة كتابه : وقد رجعت إلى الكتاب الفلاني ، فمعنى ذلك أنه قد أودعه بكامله في كتابه بحواشيه ، وتعليقاته.
وقد أشار في تقديمه للكتاب إلى أنه قد استفاد من عدد من الكتب ، وهذه العبارة لا تدل على أنه نقل الكتاب بكامله مع طوله ، لكن هذا الذي حدث مع كتاب الميداني وغيره.
وما استغربته أنت من نقله لكتاب الشيخ الميداني رحمه الله في الجزء الثاني من الكتاب ، ليس بغريب ، فهو في الجزء الأول قد صنع هذا بكتاب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي (خصائص القرآن الكريم) حيث توكل على الله ونقله كاملاً ، إلا بعض المقاطع القليلة في المقدمة ، والتي أشار فيها الدكتور فهد الرومي إلى أن أصل الكتاب حلقات إذاعية قدمها لإذاعة القرآن الكريم. فبدأ في النقل من بدء الحديث عن خصائص القرآن الكريم ، ووازن بين كتاب الدكتور فهد الرومي (خصائص القرآن الكريم) من ص 18 فما بعدها من طبعة مكتبة العبيكان (الطبعة التاسعة 1417هـ) وكتاب (فتح من الرحيم الرحمن) للدكتور أحمد آل سبالك 1/163 وما بعدها.(1/55)
وقِفْ معي عند قول الدكتور فهد الرومي وهو يتحدث عن خصائص أسلوب القرآن ص 20:(ولستُ بالقاصد هنا حصراً لصور خصائص أسلوبه ، ووجوه إعجازه ، ولكني ذاكرٌ منها شيئاً بلاَّ للشِّفاهِ ، وتَغمُّراً(1) للقلوب ، ونَضْحاً(2) للأكباد). وشرح الدكتور فهد الرومي العبارتين فقال :
(1) التغمر : أقل درجات الشرب ، فقه اللغة للثعالبي ص 168
(2) النضح : أول الري ، فقه اللغة للثعالبي ص 168
أما الأستاذ الدكتور أحمد آل سبالك فنقلها كما يلي :
(ولست بالقاصد هنا حصراً لصور خصائص أسلوبه ، ووجوه إعجازه ، ولكننا سنذكر منها شيئاً بلاً للشفاه ، وتغمراً للقلوب ، ونطحاً للأكباد) 1/165
وشرح النطح في الحاشية فقال :(النطح : أول الرَّي).
وقد نطح أكبادنا حقاً بهذا الفعل سامحه الله.
ولعله يعتذر بقوله : إن العلماء المتقدمين كانوا ينقلون من الكتب دون عزو ، ولم يثرب عليهم أحد . فيقال له : هذا كان يقبل منهم فيما مضى رحمهم الله ، وأما الآن فما العذر ، والمناهج قد اتضحت ، والكتب المنقول منها مطبوعة منشورة ؟
وأظنه قد صنع مع بقية المراجع مثل هذا ، ولذلك تجد كل جزء من الكتاب مختلفاً عن الآخر ، ولو تُرِكَ الخيار لأجزاء الكتاب أن تعود من حيث أتت ، لما بقي إلا غلاف العنوان ، والله المستعان على هذا الزمان ، على حد قول الشاعر :
وشِعْري نِصْفُه مِنْ شِعْرِ غيري
---
أبو أسامة الغالبي
05-26-2006, 01:20 AM
الموضوع يتداول هنااا
http://alsaha.fares.net/sahat?128@171.4RAFdD9azsx.8@.2cc0fd97
---
فهد الرومي
05-28-2006, 12:04 AM
أما أنا فأقول اللهم اغفر لنا وله وتجاوز عن زلاتنا وقد فعل غيره مثله أو قريبا منه في بعض كتبي كالأتجاهات ومنهج المدرسة العقلية والدراسات والخصائص وهو أكثرها عرضة للنقل بلا عزو غفر الله لهم أجمعين
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2006, 06:23 AM(1/56)
جزاك الله خيراً يا دكتور فهد على هذه الروح المتسامحة ، ورزقنا جميعاً سلامة الصدر والقلب .
---(1/57)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن للشيخ السعدي رحمه الله
---
للتحميل تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن للشيخ السعدي رحمه الله
---
مسك
01-26-2006, 09:43 AM
اسم الكتاب : تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن
اسم المؤلف : الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
نبذة عن الكتاب :
هذا الكتاب خلاصة وانتقاء لبعض مواضع من تفسيره "تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن" اقتصر فيه على اختيار بعض الآيات ، ليكون ميسَّراً على القارئين .
انتهى المؤلف من كتابه سنة 1368هـ وهو على إيجازه واختصاره فيه معونة على تدبر كلام رب العالمين - وهو قريب من منهج التفسير الموضوعي ، وقد أراد المؤلف بجمع كل موضوع على حدته التقريب والسهولة وجمع المعاني التي من فنٍّ واحد في موضع واحد .
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=6&book=2283)
---
عبدالرحمن الشهري
01-26-2006, 02:03 PM
وفقكم الله أخي الكريم . والكتاب ثمين حقاً.
---
مسك
01-27-2006, 06:25 AM
ولكم بمثل يا شيخ عبدالرحمن ...
---(1/58)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أصول الشعر العربي..لديفيد صمويل مارجليوث ...ترجمة وتعليق ودراسة د.إبراهيم عوض
---
أصول الشعر العربي..لديفيد صمويل مارجليوث ...ترجمة وتعليق ودراسة د.إبراهيم عوض
---
كرم
09-30-2006, 12:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب يتضمن ترجمة لمقال كتبه مارجليوث المستشرق البريطاني عام 1925 وقد قام الدكتور إبراهيم عوض بترجمته ودراسته والتعليق عليه
مقدمة المؤلف
في الصفحات التالية يطالع القارئ ترجمة بحث المستشرق البريطاني مرجليوث "The Origins Of The arabic poetry" ،الذي نشره عام 1925 م في" مجلة الجمعية الآسيوية الملكية "الإنجليزيةحين كان يرأس تحريرها ،والذي ينكر فيه وجود أي شعر عربي قبل العصر الأموي ،وكذلك الرد المفصل علي هذه النظرية الغريبة،مع تعليقات متناثرة في الهوامش خاصة ببعض الملاحظات الجزئية .
.................................................. ........................................
غلاف الكتاب
http://img150.imageshack.us/img150/3103/gholaf001ww1.jpg
فهرست الكتاب
http://img291.imageshack.us/img291/9369/000187uq9.jpg
رابط الكتاب
www.karam.al-maktabeh.com/ibrawa/osool_she3r.rar
---
عبدالرحمن الشهري
09-30-2006, 12:39 PM
جزاك الله خيراً أخي كرم .
علماً أن هذه المقالة قد ترجمت عدة مرات :
- ترجمها الدكتور يحيى الجبوري في كتاب مطبوع .
- ترجمها الدكتور عبدالرحمن بدوي في دراسات المستشرقين حول الشعر الجاهلي .
- ترجمة للدكتور عبدالله المهنا .
وهناك ترجمة رابعة نسيت من قام بها .
وهذه الترجمة الأخيرة للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض وفقه الله
---
كرم
09-30-2006, 01:52 PM
وجزاك شيخنا الفاضل(1/59)
بالنسبة لمن ترجموا هذه المقال فقد ذكر الدكتور إبراهيم بالفعل أن هناك من ترجمها قبله وذكر بعض أخطائهم في الترجمة في الهوامش بطول الكتاب و هو قد ذكر هذا في المقدمة ولكني استسهالا قمت بكتابة نصف المقدمة تقريبا لظني أنها تتناول الجزء الأهم وهو الكلام علي مضمون الكتاب لكن للأسف كان يجب أن أكتب المقدمة كاملة .
---
(1/60)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل للشيخ علي الحذيفي و الشيخ إبراهيم الأخضر وقت يجلسون فيه للإقراء ؟
---
هل للشيخ علي الحذيفي و الشيخ إبراهيم الأخضر وقت يجلسون فيه للإقراء ؟
---
أبوطالب
03-18-2006, 03:17 PM
هل للشيخ علي الحذيفي و الشيخ إبراهيم الأخضر وقت يجلسون فيه للإقراء يقرأ عليهم من يشاء و هل يجيزون من يقرأ عليهم إذا كان ضابطاً
أرجو أن أجد الإجابة
---(1/61)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (1)
---
جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (1)
---
عقيل الشمري
03-14-2007, 01:08 AM
استجابة لطلب شيخنا عبد الرحمن الشهري في نشر بحوث دراسة الماجستير وغيرها (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=337) ... أنشر بحثا عن جمال البنا ومنهجه في التفسير ، وهو بحث يقع في (60) صفحة أنقل لكم القسم الأول منه طلبا للنقد والتصحيح ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد ،،،
فلقد كان متناولا عند المسلمين منذ القدم ، مقولتهم المشهورة " إن من نعمة الله أن جعلنا مسلمين " وهي مقولة صحيحة يقينية ، لكن يضاف لها اليوم في رأيي " وأن جعلنا من أهل السنة والجماعة " لأنها الطائفة التي صحت الآثار في نصرتها وبقائها ، ومخالفة المخالفين لها ، بل زادت النعمة بقوله صلى الله عليه وسلم " لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم " وهي رواية تبعث الأمل في روح المؤمن من هذه الفرقة الناجية أن دين الله لن يتضرر بتحريف المحرفين ، وفي نفس الوقت يوجد معنى ضمني للحديث يحث أصحاب هذه الطائفة على الرد على كل من خالف ، وأن الراد بإذن الله منصور ، مؤيد بالحجة ، وأيضا لا يهيبنّه حجة الخصم فهي كبيت العنكبوت ، " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت " أو " كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا " .
وقد تعددت مشارب تلك الفرق المخالفة ومصادرها ، فمن ذلك تأخير الاحتجاج بكتاب الله ، أو هجر السنة النبوية ، وعدم الاعتداد بإجماع العلماء ، وتحريف القياس عن موطنه الصحيح ، وتقديم العقل على ذلك كله ، وأدهى من ذلك وأمرّ تحكيم النص إلى العقل ليتولى العقل البشري الناقص النظر في الخصومة ، والبت في القضية .(1/62)
ومن رجالات هذه المدرسة في زماننا الدكتور / جمال البنّا ، وحيث أن مادة اتجاهات التفسير من المواد المقررة في دراستي للماجستير ، وطلب منا مدرس المادة ـ وفقه الله ـ بحثاً حول المناهج العصرية المخالفة في التفسير ، حثاً لنا على التدرب ، وتربية لنا على حماية المنهج السلفي ، وتوسيعاً لمداركنا على ما يدور من حولنا من توجهات لا يحسن بطالب العلم الجهل بها ؛ فاخترت أن يكون بحثي في " جمال البنّا ومنهجه في التفسير " لا ، لأنه قدم منهجا يستحق الدراسة والنظر ، وطريقة علمية في علم التفسير يحتذى حذوها ، بل لأنه رمز لمدرسة مخالفة للمنهج الصحيح ، وقسمت البحث إلى ما يلي :
المبحث الأول :
التعريف بالدكتور / جمال البنّا .
المبحث الثاني :
دراسة مختصرة لمواضيع كتبه ورسائله فيما يخص التفسير منها .
المبحث الثالث :
أمثلة من تفسيره للآيات .
المبحث الرابع :
الركائز التي قام عليها منهجه في التفسير .
وقد جعلت الردود على مخالفاته تعقيبا بعد نقلي لقوله ، ولم استطرد في الردود ؛ بل أكتفي بالإشارة الموجزة لبيان تناقضه ، واضطراب منهجه ، لأن القصد الأول من البحث بيان منهجه ، ومناقضته لمنهج أهل السنة ولطريق أهل العلم .
ولنعلم في خاتمة المقدمة أن الرد على الأقوال المخالفة منهج لسلفنا منذ القدم ، ويزداد التأكيد على الرد إن عظمت المخالفة ، فما بالك إذا كان منهجا جديداً على الأمة ، يستغل باب التجديد في الفقه ، ويمتطي التيسير على الناس ، وهي كلمات " التجديد ـ التيسير " يستعملها من يستعملها لأنها أكثر فوضوية ، وأوسع دلالة من غيرها من الكلمات .
كما لا يفوتني أن أشكر شيخنا الدكتور / أحمد عقيل على تكليفه لنا بهذه البحوث التي جنيت من ورائها شخصياً كل خير ؛ من سعة الإطلاع ، ومعرفة المناهج ، إضافة إلى الفائدة الكبرى في ظني وهي زيادة يقيني بمنهج أهل السنة والجماعة وتكامله ، وأنه المنهج الذي يتوافق مع صحيح العقل .(1/63)
أسأل الله التوفيق والسداد في أقوالنا ، وأعمالنا ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه ، وأن يجنبنا النفاق والرياء ، وأن يرينا الحق حقا ، ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ، ويرزقنا اجتنابه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
المبحث الأول
التعريف بالدكتور / جمال البنّا
هو جمال البنا الساعاتي ، الأخ الأصغر لحسن البنا رحمه الله وعفا عنه ، يصنف على أنه كاتب ومفكر إسلامي ، من دعاة التجديد ، ألف العديد من الكتب ، والمقالات ، التي تبنى فيها منهجه في التجديد على حسب زعمه ، يصل عددها إلى "108" ما بين كتاب ومقال ومنها :
1ـ التعددية في المجتمع إسلامي .
2ـ الجهاد .
3ـ تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين .
4ـ تثوير القرآن .
5ـ الإسلام دين وأمة وليس دينا ودولة .
6ـ موقف الإسلام من العلمانية . القومية . الاشتراكية .
7 ـ رسالة الإسلام .
8 ـ أخت الصلاة المهجورة .
9 ـ الحجاب .
10 ـ نحن ودعوتنا .
11 ـ لست عليهم بمسيطر قضية الحرية في الإسلام .
12 ـ العودة إلى القرآن .
13 ـ الدعوات الإسلامية المعاصرة مالها وما عليها .
14 ـ إستراتيجية الدعوة الإسلامية في القرن 21 .
15 ـ لا حرج قضية التيسير في الإسلام .
16 ـ إخواني الأقباط .
17 ـ تجديد الإسلام وإعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية .
18 ـ الإسلام وحرية الفكر .
19 ـ ختان البنات .
20 ـ نحو فقه جديد .
21 ـ المرأة المسلمة .
وغير ذلك من الكتب الكثيرة .
المبحث الثاني
دراسة مختصرة لمواضيع كتبه ورسائله
يتقرر في منهج أهل السنة والجماعة أنه لا يخلو الإنسان من هفوات ، وزلات تربطه بأصله البشري والذي كتب الله عليه عدم الكمال ، ولهذا من الفوائد التربوية مالا يخفى ، ولعل من أهمها في وجهة نظري حتى يبقى العبد مرتبطا بالله ، لا يتطرق إليه عجب ، ويعرف قدر نفسه ، وأنه فقير محتاج إلى إعانة ربه وسداده .(1/64)
لكن من كمال منهج أهل السنة والجماعة أنهم يَزنون التعامل مع هذه الأخطاء ، ويفرقون بين الزّلة ، والزلات ، والداعية إلى زلته وبدعته ، وغير الداعي ، إضافة إلى أن درجة الخطأ تختلف من باب إلى آخر في تفصيلات تطول .
وحتى لا يُظن أنني في هذا البحث أبحث عن زلات مسلم من المسلمين ، وتفخيمها ، فإني سأذكر بعضاً من مواضيع الدكتور التي ذكرها في كتبه ، حتى أصل بالقارئ إلى أنني أمام فكر جديد ، مختلف تماما عن منهج أهل السنة ، ولا يَعترف بالسابقين ، بل تعدى إلى مرحلة أخطر وهي الطعن بهم ، فلا تعجب إذا سمعته يقول عن كتب التفاسير عموما ويطالب : " بصرف النظر عن الاحتجاج بالتفاسير ونرى أنها جنت جناية عظمى على القرآن لأنها صرفت الناس عن مطالعة النص أو الاستماع إليه وما يجديه ذلك من هداية " ا.هـ .
وقال عن الجهاد في رسالته الجهاد : " وهي ترى أن الجهاد كان في الماضي والحاضر من أكبر الموضوعات التي أسيء فهمها " ا.هـ .
فأنا في بحثي أمام إنسان لم يبق لنا من معالم ديننا شيء ، فمعاني القرآن يصرفها إلى ما يريد من غير تقيد بتفسير من أحد كائنا ما كان ، والسنة في نظره كلام عادي ليس كلها لها اعتبار التشريعية ، والإجماع ليس له وجود في قاموسه ، والعلماء استخدمهم الحكام في تسيير دولهم ، وظلموا أنفسهم ، والأمة بقيت في مراتع الجهل ، وضياع الدين استمر قرونا طويلة ، وسأذكر الآن بعض مواضيع رسائله وسأتناول ما يخص بحثي فيما يتعلق حول القرآن والتفسير ، فمن ذلك :
الرسالة الأولى : تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين .تتلخص الرسالة فيما يلي :
1ـ قسم التفاسير إلى ثلاثة :
أ ـ المفسرون اللغويون .
ب ـ المفسرون المذهبيون .
ج ـ المفسرون الإخباريون ورواة الأخبار .(1/65)
ثم أخذ من كل فئة شواذَها ، وأكثر من الكلام على الإخباريين ورواة الأخبار والآثار ، حيث دخلت عليهم الإسرائليات ، ولم يميزوها ، وهذا دليل عنده على أنهم اعتمدوا في تفاسيرهم على أهل الكتاب !! ولذلك ينبغي ترك تفاسيرهم وعدم الاعتماد عليها .
2ـ تكلم على بعض التفاسير الحديثة مثل " المنار ، والتحرير والتنوير ، وتفسير الشعراوي " وغيرها وجعل محاولة المنار والتحرير من المحاولات التي فيها شيء من التجديد .
ثم ختم بقوله : " والمطلوب لآن .. المطلوب إعادته إلى طبيعته الثورية التحريرية الأولى ، والخطوة الأولى هي إزالة هذه الغشاوات كل الغشاوات التي أضيفت عليه ، بالتفسير والمفاهيم اللاهوتية بحيث يعود القرآن كما أنزل على محمد " ا.هـ
الرسالة الثانية : تفنيد دعوى النسخ في القرآن الكريم
تتلخص الرسالة فيما يلي :
1 ـ جمع الآيات التي ذكرت في كتب التفسير على أنها من قبيل النسخ .
2ـ ذكر أدلة من يقول بالنسخ .
3ـ ذكر بعض الآيات التي فيها نسخ ثم رد عليها ، ووجهها ، ومن بين توجيهاته ما يكون حسنا ، ومنه ما يكون تكلفا .
4 ـ بيّن سبب رواج النسخ في عهد السلف فقال : " وراجت تلك الأحاديث لسذاجة الأفهام خاصة وأن المحدثين ما كانوا يسألون عن السند قبل فتنة عثمان " ا.هـ
ولأن من بين تلك الروايات روايات عن الصحابة ، وهي صحيحة السند ، فقال عنها : " فلا قيمة لها لأن الصحابة والتابعين ليسوا ملائكة معصومين " ا.هـ
الرسالة الثالثة : تثوير القرآن
وتتلخص الرسالة بما يلي :
1 ـ تحدث بشكل موجز عن الثورات ، وعوامل نجاحها .
2ـ تحدث عن ثورة القرآن على أوضاع الجاهلية .
3 ـ تحدث عن خمود هذه الثورة القرآنية عما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأرجع السب إلى ثلاثة عوامل :
أ ـ تفسير القرآن تفسيرا يجعله كتاب قصص .
ب ـ إيثار المنهج التقليدي النقلي على المنهج التحريري القرآني ، وتسخير السنة لتبرير ذلك .(1/66)
ج ـ إفحام مضامين لا هوتية أفسدت عقيدة الله وشقت وحدة الأمة ، وهو يشير إلى آيات الصفات .
4 ـ تكلم عن كل واحدة من هذه الأسباب ، وذكر في كل واحدة ما سبق ذكره في كتبه حتى يكاد يكون أحيانا منقولا بكامله من كتابه الآخر .
5 ـ ثم تحدث عن كيفية تثوير القرآن ، فقال : " ولكي نحقق تثوير القرآن لا بد من القيام بعمليتين :
أ ـ إزالة الغشاوات التي أهالها الأسلاف أكداسا على القرآن الكريم .
ب ـ تقديم تصور لما يكون عليه الفهم السليم للقرآن .
ثم قال : " وهذه التفاسير التي تحمل أسماء مقدسة ، إن لم تكن موثنة ، مثل ابن جرير الطبري ، وابن كثير ، والقرطبي ، والزمخشري ، تعد قدس الأقداس ، وهناك عشرات الألوف من الشباب السذج المتحمس الذي يفضل الموت الزؤام على المساس بها ، ووراءهم الأئمة الأعلام الذين لا يترددون في الإفتاء بتكفير من يريد الخلاص من هذه التفاسير أو يرون في هذا مؤامرة على الإسلام " ا.هـ
هذه بعض مواضيعه في بعض رسائله ، أما سائر أفكار التجديد المزعوم ، والقضاء على ثوابت الأمة ، وأركان الدين ، وأساس المنهج السلفي فتقوم عليها سائر كتبه .
المبحث الثالث
أمثلة من تفسيره للآيات .من يطالع كتبه يجد فيها بعض التفسيرات ، التي لم يسبق إليها ، وشيء بدهي على أصحاب توجه التجديد أنهم لا يعتمدون على السابقين فضلا عن أصحاب التوجه السلفي ، وسأنقل بعضا من تفسيراته ، غير أني سأقسمها إلى مطلبين :
المطلب الأول : أمثلة من تفسيره لآيات من القرآن .
المطلب الثاني : أمثلة من تفسيره لبعض قضايا القرآن .
المطلب الأول
أمثلة من تفسيره لآيات من القرآن
حشد الدكتور في كتبه كثيرا من الآيات التي قام بتفسيرها ، خاصة تلك الآيات التي تتوافق مع هواه في تمرير الفكر التجديدي ، والاستعانة بعمومات القرآن ، ومن ذلك :
المثال الأول :(1/67)
قال : " بل إن الله تعالى نفى الإكراه من عالم الدين كله ، (..لا إكراه في الدين ..قد تبين الرشد من الغي ...) البقرة 256 " ا.هـ
قال الباحث : ففسر الآية الكريمة بأن الله نفى الإكراه على الدين ، ولذلك يجوز التعددية الدينية في المجتمع المسلم ، فيجوز على رأي الدكتور أن يكون في المجتمع المسلم الحرية في اتخاذ الدين الذي يريد الإنسان ، وأن يكون لأي دين غير الإسلام تواجد بين المسلمين ويفتح المجال لحرية تعدد الديانات ، ويرى ذلك الدكتور ديانة بناء على فهمه للآية حيث نفت الإكراه على الدين ، ويؤيد كلامه في كتابه " التعددية في المجتمع الإسلامي " فقد بناه على أساس نصرة هذه القضية .
وقاده ذلك التفسير للآية الكريمة إلى القول بنفي حد الردة ، وألف في ذلك كتابه " نفي حد الردة " .
المثال الثاني :
قال : " ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل لسبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ) .
قال : فمن الواضح أن الآية هي عن صنوف الطعام المحرمة والاستسقام بالأزلام ، وبدون ذلك لا يكون هناك محل " فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم ، فإن الله غفور رحيم " وإن توجيه الحديث بداءا من " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم " الخ .. هو إلى أمة المسلمين وقتئذ ، وفي ذلك الوقت بدليل كلمة " اليوم " فالاستشهاد بالآية في استبعاد التدرج عند دعوة غير المسلمين أو من في حكمهم ممن اجتذبتهم الجاهلية الحديثة عن دينهم ، ويراد إعادتهم إليه هو استشهاد لا يستقيم ، ويكون في غير محله " ا.هـ
قال الباحث : فالدكتور يرى أن هذه اللفظة من الآية " اليوم أكملت لكم دينكم " خاصة من وجهين :(1/68)
1ـ تخصيصها بذلك الوقت ، والزمن .
2ـ تخصيصها بتلك الأنواع المحرمة من المطاعم .
وقد فات الدكتور أنها أنزلت في حجة الوداع ، في يوم عرفة كما صح بذلك الحديث الصحيح من طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومعلوم عند علماء المسلمين ، وعوامهم أن حجة الوداع عاش بعدها النبي صلى الله عليه وسلم بضعة أشهر ثم توفي ، فتكون كلمة اليوم تدل دلالة واضحة على اكتمال الشريعة بالدليل الذي ذكره الدكتور لكن بغير فهمه عفا الله عنه .
والغريب أن الدكتور أتى للآية التي اعتبرها رجل يهودي مفخرة من مفاخر الأمة التي تنزل عليها مثل تلك الآية حتى قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه " يا أمير المؤمنين آية تقرؤنها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت ونعلم ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيدا " ومع ذلك خصصها الدكتور مع أن يهوديا فهم عمومها من خلال لفظها ، وأيضا جعل أهل العلم هذه اللفظة من الآية أصلا في رد جميع البدع في جميع الأزمان .
لكن الدكتور حمله على ذلك الفهم ما يريد أن يقرره من أن حكم التدرج في التشريع الإسلامي باق على تدرجه ولم ينسخ ، وأنه يحق للدعاة أن يتدرجوا في دعوتهم لغير المسلمين على ما كان عليه الأمر في بداية الإسلام ثم هكذا إلى أن يقرروا جميع الأحكام ولذلك قال " فإذا كان المسلمون الأول حديثي عهد بشرك وتطلب ذلك التدرج في دعوتهم إلى الإسلام وإلزامهم فروضه ، فإن الناس في أمريكا وأوربا غارقون في الشرك حتى الأذقان فضلا عن غربتهم التامة عن الملابسات والعادات والتقاليد الإسلامية ... فإذا أريد دعوتهم إلى الإسلام أفلا يكون من الحكمة أخذهم بالتدرج ..؟ " ا.هـ
فيقوم الدعاة على حسب كلام الدكتور عفا الله عنه بالتشريع بالتدرج ، فيتدرجوا في الخمر ، والشرك ، وغير ذلك .(1/69)
ولا أعرف إلى لحظتي هذه أن الدعاة السابقين من هذه الأمة المباركة ، والمجاهدين من الصحابة ومن بعدهم أنهم فعلوا ما دعا إليه الدكتور مع أنهم يدعون الروم ، أو ما يسمى أوربا ، ولماذا لم يرض به أبو بكر رضي الله عنه في حربه المرتدين ؟ فلا أدري لماذا غاب هذا الفهم عن السابقين ، مع أنه أيسر في الدعوة ؟!!!
وكفى بترك الأمة له ـ على امتداد قرونها ، وتتابع دعوتها ـ دليلا على بطلانه .
المثال الثالث : قال : " والحديث يخالف عشرات الآيات التي تنص صراحة على حرية الفكر والاعتقاد دون قيد أو شرط " فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر " " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " أ.هـ
قال الباحث : فالدكتور يرى أن الآيات تدل على أن المجال مفتوح للإنسان أن يختار ما يشاء من الديانات، وأن هذا مسوغ لوجود ديانات في المجتمع المسلم ، وعلى ذلك بنى كتابه التعددية في مجتمع إسلامي ، وقال لأجله بنفي حد الردة .
المثال الرابع :
قال : " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير "وقد شرحنا معنى " حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله " ولا مانع من الإشارة إليها فالجملة واضحة فهي تستبعد الفتنة أي إجبار الناس على تغيير المعتقد كما جاء في سورة البروج " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق " البروج 10(1/70)
قال : فإذا استبعدت الفتنة أصبح الدين لله ، بحيث لا يكون قضية يتقاتل ويتجادل عليها البشر ، وبهذا يكون المعنى الحقيقي بعيدا عما قد يتبادر إلى ذهن بعض المتعصبين من أن المقصود أن يكون الدين هو الإسلام في حين أن نص الآية ويكون الدين كله لله : يشمل كل ملل الدين ، وأن قصره على الإسلام يناقض الآيات التي تركت الأديان الأخرى ( المسيحية ، واليهودية ، والصابئة والذين هادوا الخ ..) على ما هي عليه ووكلت إلى الله وحده الفصل بينهم يوم القيامة " ا.هـ
قال الباحث : فالدكتور يخالف ما أجمع عليه المفسرون من وجهين :
1ـ عدم تفسير الفتنة هنا بالشرك ، لكن بالتأكيد الإجماع غير معتبر عنده كما سأذكره في منهجه في التفسير ، ولا شك أن تفسيره الفتنة بالإجبار ليصل به إلى نفي جهاد الطلب الذي دلت عليه الآية بل أَمَرت به .
2ـ عدم تفسيره الدين هنا " بالإسلام " بل هو عام ودليله هنا أنه لو فسرنا الدين بالإسلام وكان معنى الآية " أن الدين لا يكون إلا الإسلام " لأصبح أول الآية مناقضا لآخرها حيث دل أولها على عدم الإجبار ، وآخرها يجبر على الإسلام ، وهذا تناقض على حد زعمه .
والغريب حقا أن الدكتور خالف ما دعا إليه في كتبه من أن الآية ينبغي ( ملاحظة فهم الآيات في السياق أي ملاحظة ما قبلها وما بعدها وعدم بترها بحيث يتغير معناها ويصبح ويل للمصلين ) .
ولو طبق ما ذكره على هذه الآية لوجد أن سياق الآيات يتحدث عن الذين كفروا عن عبادتهم عند البيت ، ونفقتهم ليصدوا عن سبيل الله ، وتهديد الله لهم بالحشر إلى جهنم ، فإن لم ينتهوا فإن سنة الله التي مضت على الأولين ستأتي عليهم ، ثم ذكر الله الأمر بقتالهم حتى لا يكون هناك كفر بالله ، ويكون الدين فقط دينا إسلاميا خالصا من أي شائبة .
المثال الخامس :(1/71)
قال : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " قال : نحن هنا أمام آية جاءت بوصف انفردت به ، ولم يرد في المصحف بهذا الصدد إلا هذه المرة فضلا عن أنه إذا فهم أنه ممارسة أو مبدأ ، فإنه يخالف ما تضمنته آيات عديدة عما يتبع في مثل هذا الموقف كما أنه يخالف الوقائع المادية لما حدث أيام الرسول والخلفاء الراشدين ، والنص الذي جاء به هذا التعبير ، نص نعجز عن التوصل إلى مفهومه الحق ، وليس لدينا في الصحيح الثابت تفسيرا له من الرسول .. فالآية تتحدث عن فئة من أهل الكتاب لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا تحرم ما حرمه الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ، ونحن نعرف أن أهل الكتاب سواء كانوا من اليهود أو النصارى يؤمنون بالله ويؤمنون باليوم الآخر ، كما أنهم يحرمون ما حرم الله من قتل أو زنا أو سرقة ، ومن ثم فيبدو أن هناك فئة شاذة ينطبق عليها وصف القرآن ، ويفترض أن تكون هذه الفئة قد نصبت نفسها لعداوة الإسلام ، وأبدت استكبارا تطلب مقاتلتها ودفعها الجزية بشيء من الصغار " ا.هـ
قال الباحث : من تناقض الدكتور أنه انتقد على علماء السلف أنهم لم يعاملوا القرآن على أنه كتاب هداية عام ، لا يتكلم عن التفاصيل ، بل يكتفي بالعمومات لأنها مقصودة لذاتها ، ومع ذلك وقع فيما لام السلف فيه ، إذ كيف يتكلم القرآن ـ وهو كتاب هداية عام ، يذكر الكليات ـ عن فئة شاذة ليس لها وجود ، ولا تعرف ، ولم تأت إلى وقتنا هذا !!!! فأي تخبط هذا .
لكن حمله على ذلك ما يريد أن يصل إليه من نفي جهاد الطلب ، وأن جميع الآيات التي أمرت بالجهاد ، أو ذكرته ؛ إنما تفسر على أن ذلك القتال هو لدرء الشر عن الدولة الإسلامية فقط ، وليس لتبليغ دين الله .
وسأتبعه بإذن الله في القسم الثاني .
وعذرا على الإطالة ، لكنها فرصتي لاطلاع مشايخي وتقويمي .(1/72)
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2007, 05:52 AM
بارك الله فيكم يا أبا عمر على هذا الموضوع الطريف الذي يعرفنا ببعض الشخصيات العلمية المعاصرة .
وهذه أول مرة أتعرف فيها على سيرة الدكتور جمال البنا الساعاتي شقيق حسن البنا رحمه الله ، وما كتبه من كتب حول القرآن وتفسيره ، وهذه من فوائد طرح هذا البحث .
وأشكرك على استجابتك الكريمة لنشر البحث على صفحات الملتقى ، وأرجو أن يحذو بقية الزملاء الفضلاء حذوك جزاك الله خيراً.
الحلقة الثانية من البحث : جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (2) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7650)
---
(1/73)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نبذة وتقويم تحقيق كتاب (الوسيلة إلى كشف العقيلة) .
---
نبذة وتقويم تحقيق كتاب (الوسيلة إلى كشف العقيلة) .
---
المحرر
05-31-2003, 12:46 AM
تأليف : علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي ( ت 643هـ )
دراسة وتحقيق : مولاي محمد الإدريسي الطاهري
النسخ المعتمدة في التحقيق : اعتمد المحقق في تحقيق هذا الكتاب على خمس نسخ الخطية التالية : النسخة الأولى : اسم الناسخ : عبدالله بن مالك بن مهب الأندلسي ، بمدينة دمشق . تاريخ النسخ : التاسع من شهر شعبان سنة اثنين وثلاثين وستمائة . نوع الخط وصفته : أندلسي . مقاس الورقة : 13/18 عدد الأوراق : 148 معدل عدد الأسطر في الصفحة : 15 معدل عدد الكلمات في السطر : 10 مصدره : صورة من مكتبة الملك فهد الوطنية وأصلها مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس رقمه : 1/610 النسخة الثانية : تاريخ النسخ : التاسع عشر من شوال سبع وأربعين وثمانمائة للهجرة نوع الخط وصفته : نسخ مقاس الورقة : 14/19 عدد الأوراق : 144 معدل عدد الأسطر في الصفحة : 15 معدل عدد الكلمات في السطر : 10 ملاحظات : استظهر المحقق أنها منقولة من أصل كتب في حياة المؤلف مصدره : صورة من المخطوطة المخطوط بدار الكتب المصرية رقمه : 66 النسخة الثالثة تاريخ النسخ : لم يذكر نوع الخط وصفته : نسخ مقاس الورقة : 14/19 عدد الأوراق : 171 معدل عدد الأسطر في الصفحة : 13 معدل عدد الكلمات في السطر : 10 ملاحظات : النسخة مقابلة ومصححة ، غير أنها لا تخلو من تصحيفات وأخطاء مصدره : صورة من المخطوطة بمكتبة الأحقاف (مجموعة الرباط) ، حضرموت ، اليمن وأخذ مصورتها من معهد المخطوطات العربية بالكويت التابع لجامعة الدول العربية . النسخة الرابعة تاريخ النسخ : استظهر معد فهرس مخطوطات ومصورات جامعة الإمام ، أن يعود تاريخ نسخها إلى القرن(1/74)
السابع تقديراً ؛ أي عصر المؤلف . مقاس الورقة : 14/18 عدد الأوراق : 211 معدل الأسطر في الصفحة : 11 معدل عدد الكلمات في السطر : 10 ملاحظات : وهي مصححة وإن كانت لا تخلو من أخطاء . مصدره : صورة من المخطوط بمكتبة شستربيتي بدبلن وأخذ مصورتها من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض . رقمه : 4848 النسخة الخامسة اسم الناسخ : لم يذكر تاريخ النسخ : فاتح محرم ، سنة تسع وأربعين وألف نوع الخط وصفته : مغربي ، دقيق مقاس الورقة : 22/30 عدد الأوراق : 25 معدل عدد الأسطر في الصفحة : 37 معدل عدد الكلمات في السطر : 30 ملاحظات : وهي نسخة تامة على قلة أوراقها . مصدره : الخزانة الحسنية بالرباط بالمملكة المغربية رقمه : 8008
الناشر : مكتبة الرشد للنشر والتوزيع - الرياض - السعودية
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 28/04/2003
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 553
حجم الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 35.0 ريال سعودي ($9.33)
التصنيف : / علوم القرآن / تاريخ القرآن / رسم المصحف
الجامعة : جامعة محمد الخامس بالرباط - شعبة الدراسات الإسلامية
تاريخ الحصول على الدرجة : 18/06/1991
نوع الدرجة : ماجستير
نبذة عن الكتاب : لقد تضافرت جهود علماء الأمة لخدمة كتاب الله تعالى ، وتكاتفت أقلامهم في سبيل استكناه أسراره وحكمه واستجلاء معارفه وإحياء علومه .
وإنّ من ضمن ما اعتنوا به وصرفوا هممهم إليه علم رسم مصاحف الأمصار ، حيث نقلوا لنا كيفية كتابة ألفاظ القرآن الكريم في المصاحف العثمانية ، وجمعوا ذلك في مصنفات بديعة ، ومؤلفات جليلة ؛ حضاً على الاقتداء والاتباع ، وتحذيراً من الاختراع والابتداع .(1/75)
ومن بين العلماء الأفذاذ الذين لهم الباع الطويل في هذا العلم وغيره ، الحافظ الحجة أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ) ، الذي ألف كتاب "المقنع في رسم مصاحف الأمصار" وضمنه ما سمعه من شيوخه من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار : المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق المصطلح عليه قديماً ، مختلفاً فيه ومتفقاً عليه ، وما انتهى إليه من ذلك وصح لديه عن المصحف الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن سائر النسخ التي انتسخت منه الموجه بها إلى الكوفة والبصرة والشام ، جاعلاً جميع ذلك أبواباً وفصولاً ، خالياً من بسط العلل وشرح المعاني لكي يقرب حفظه ويخف متناوله على من التمس معرفته من طالبي القراءة وكاتبي المصاحف .
ومن سعادة هذا الكتاب أن سخر الله له الإمام أبا محمد القاسم بن فيره الشاطبي الرعيني الضرير (ت:590هـ) ، حيث نظمه في قصيدة رائية رائقة ، سماها : "عقلية أتراب القصائد في أسنى المقاصد" ، ذكر فيها جميع مسائل المقنع ، وزاد عليه أحرفاً ، كما قال :
وَهَاكَ نَظْمَ الذِي في مُقنعٍ عن أبي **** عمروٍ وفيه زيادات فطَِب عُمُرا
وقد وصفها السخاوي في معرض شرحه لأحد أبياتها : " وله رحمه الله قصائد وجعل هذه عقيلتهن ... ولعمري ... فإنه أبدع فيها ، ولا يعلم ذلك حقيقة إلا من أحاط بكتاب المقنع ، فإنه حينئذ يعلم كيف نظم ما تفرق فيه ، فرب كلمة اجتمعت مع أخرى وكان بينهما في المقنع مسافة بعيدة ثم ما زاد فيها من الفوائد وغرائب الإعراب وغير ذلك .
ولقد قيض الله لهذه القصيدة الإمام المقرىء ، علم الدين علي بن محمد السخاوي الدمشقي (ت:643هـ)وهو أحد كبار أصحاب الناظم ،فشرحها وبين معانيها وأظهر غامضها وأوضح مشكلها ووجوه إعرابها ، في كتابه هذا فأضفى عليه من روحه العلمية الفياضة ، ما جعله يتبوأ الدرجة الرفيعة بين مصنفات علم الرسم العثماني .(1/76)
أما عن منهج المؤلف في شرحه فيمكن أن يجمل في أنه يعتني بألفاظ البيت اشتقاقاً ولغة وتصريفاً وإعرابا ،مع اعتناء بمعاني الأبيات وإبراز ما تضمنته من مسائل علم الرسم ، وكذا اهتمامه بتوجيه ظواهر الرسم وإبراز عللها ، مع تحقيقٍ لأقوال الأئمة وسبرها ومناقشتها ، وأخيراً فإن الكتاب مع أنه مؤلف في هذا العلم الدقيق فإنه لم تكن عباراته بالغامضة ، بل امتاز بالشرح بسهولة في الأسلوب مع الميل إلى الاختصار .
وأما عن عمل المحقق : فقد قام بضبط نص الكتاب وتوثيق نقوله معتمداً على خمس نسخ خطية وذيل النص بجملة من الفهارس العلمية ، كما قدم بين يدي الكتاب دراسة موجزة عن المؤلف والتعريف بكتابه وقيمته العلمية وأثره فيمن جاء بعده ، وختمه بالحديث عن وصف النسخ الخطية المعتمدة ومنهجه في تحقيقها .
التقويم : تتجلى قيمة الكتاب العلمية في عدة جوانب منها :
- جلالة موضوعه ، فهو بحث قرآني أصيل نشأ في أحضان القرآن الكريم ، ومن حياضه استقى وورد .
- علو منزلة مؤلفه في العلم والثقة والفهم .
- جلالة القصيدة المشروحة .
- كونه أول شرح على العقيلة فله فضل السبق على غيره ؛ .
- كونه جمع بين ما في المقنع محققاً موثقاً ، وبين الزيادات التي تفردت بها العقيلة ، فجمع بذلك بين الحسنين .
- أثره في من جاء بعده : فقد كان مورداً عذباً لجل الذين شرحوا العقيلة بعده .
الملاحظات : · حُقّق هذا الكتاب في الجامعة الإسلامية : كلية القرآن الكريم / قسم القراءات ، من الباحث : طلال أحمد علي دين ، للحصول على درجة الماجستير ، وكانت المناقشة بتاريخ 17/1/1415هـ ، وقد حصل الباحث على تقدير ممتاز .
المصدر : دليل الرسائل العلمية بالجامعة الإسلامية المناقشة والمسجلة (1396 – 1420هـ) "ص278".
المصدر : ثمرات المطابع : http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5296
---
(1/77)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السر في اطلاق القرآن على الأزواج (محصنين) اسم الفاعل ، و الزوجات (محصنات) اسم المفعول
---
السر في اطلاق القرآن على الأزواج (محصنين) اسم الفاعل ، و الزوجات (محصنات) اسم المفعول
---
أبو سليمان البدراني
02-06-2005, 10:31 PM
هذه فائدة من ابن عاشور - رحمه الله - ذكرها ضمن كلام له في مقاصد الشريعة ، و مجمله فيما يلي :
السر هو أن زواج المرأة و شهرته يبعث الناس على احترامها ، و عدم الطمع فيها ، قال عنترة :
ياشاةَ ما قَنَص لمن حلت له *حرمت علي و ليتها لم تحرم
أراد أنها صارت ذات زوج فمنعه من التطرق إليها مرؤة ، و لأجل هذا أطلق على الزوج من هذه الكلمة اسم الفاعل ، و على الزوجة اسم المفعول ص 431-432 طبعة الحبيب ابن خوجة
أقول و تأمل قول الله ( محصنات غير مسافحات ) حيث لما كان الإحصان لهن من غيرهن ذكر اسم المفعول ، و لم كان السفاح منهن ذكر اسم الفاعل
و الله أعلم
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 10:59 PM
حسنا
ما رأيك بالآية ((أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ))النساء 24
فالرجال هنا(مُّحْصِنِينَ) إسم فاعل ولا إشكال---وهم أيضا (مُسَافِحِينَ ) إسم فاعل---فإذا كان قصدك في قولك ((أقول و تأمل قول الله ( محصنات غير مسافحات ) حيث لما كان الإحصان لهن من غيرهن ذكر اسم المفعول ، و لم كان السفاح منهن ذكر اسم الفاعل )) الحصر فهو من الرجال أيضا
---
أبو سليمان البدراني
02-06-2005, 11:09 PM
ليس هذا مرادي طبعا بل المراد أنه يصح إسناد السفاح لهن كالرجال ، لهن بخلاف الإحصان ، و هذا فيه دلالة على المعنى المذكور حيث أنه غاير بين الصيغتين ، و فيه الدقة المتناهية في آيات القرآن الدالة على إعجازه البلاغي .
و شكر الله لك دخولك
---(1/78)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير قول الله تعالى ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته)
---
تفسير قول الله تعالى ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته)
---
طلال العولقي
11-16-2004, 10:42 PM
السلام عليكم ..
بارك الله فيكم هل يصح في تفسير هذه الآية حملها على غير الكفر؟ أنه أشكل علي كلام ابن سعدي رحمه الله في تفسيره بأن لا يُتصور الاحاطة إلا في ذنب كالكفر وبين ما انتشر بين بعض الوعاظ وفقهم الله في تحذيرهم من كبائر الذنوب بهذه الآية..
أرجو أن يكون جوابك أخي الكريم مدعما ً بنقول ومراجع .
---
جمال حسني الشرباتي
11-17-2004, 06:59 AM
السلام عليكم
أنقل لك ما يلي
((قال الإمام السيوطي في تفسيره الدر المنثور (1/209):
"أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله (بلى من كسب) قال: الشرك.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وقتادة:مثله.
وأخرج ابن ابي حاتم عن أبي هريرة في قوله (وأحاطت به خطيئته) قال: أحاط به شركه.
وأخرج ابن اسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بلى من كسب سيئة أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات أي من آمن بما كفرتم به وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له أبدا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: (وأحاطت به خطيئته) قال: هي الكبيرة الموجبة لأهلها النار.
وأخرج وكيع وابن جرير عن الحسن أنه سئل عن قوله: وأحاطت به خطيئته ما الخطيئة قال اقرؤوا القرآن فكل آية وعد الله عليها النار فهي الخطيئة.(1/79)
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وأحاطت به خطيئته قال: الذنوب تحيط بالقلوب فكلما عمل ذنبا ارتفعت حتى تغشى القلب حتى يكون هكذا وقبض كفه ثم قال والخطيئة كل ذنب وعد الله عليه النار.
وأخرج ابن ابي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الربيع بن خيثم في قوله وأحاطت به خطيئته قال هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.
وأخرج وكيع وابن جرير عن الأعمش في قوله (وأحاطت به خطيئته) قال: مات بذنبه."اهـ
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره(1/384) في المراد من السيئة:
"عن ابن عباس قال وأما السيئة التي ذكر الله في هذا المكان فإنها الشرك بالله.
كما حدثنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني عاصم عن أبي وائل بلى من كسب سيئة قال الشرك بالله.
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلى من كسب سيئة شركا.
حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله.
حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد عن قتادة قوله بلى من كسب سيئة قال أما السيئة فالشرك.
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة مثله.
حدثني موسى قال ثنا عمرو قال ثنا أسباط عن السدي بلى من كسب سيئة أما السيئة فهي الذنوب التي وعد عليها النار.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال قلت لعطاء بلى من كسب سيئة قال الشرك.
قال ابن جريج قال قال مجاهد سيئة شركا.
حدثت عن عمار بن الحسن قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قوله بلى من كسب سيئة يعني الشرك."اهـ
=========================================
ثم أورد الطبري الأقوال التي وردت في قوله تعالى(وأحاطت به خطيئته) فقال(1/286-287):
حدثنا أبو كريب قال ثنا ابن يمان عن سفيان عن الأعمش عن أبي روق عن الضحاك: وأحاطت به خطيئته قال مات بذنبه.(1/80)
حدثنا أبو كريب قال ثنا جرير بن نوح قال ثنا الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم وأحاطت به خطيئته قال مات عليها.
حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال أخبرني ابن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس وأحاطت به خطيئته قال يحيط كفره بما له من حسنة.
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال حدثني عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأحاطت به خطيئته قال ما أوجب الله فيه النار.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة وأحاطت به خطيئته قال أما الخطيئة فالكبيرة الموجبة.
حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق عن قتادة وأحاطت به خطيئته قال الخطيئة الكبائر.
حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا وكيع ويحيى بن آدم عن سلام بن مسكين قال سأل رجل الحسن عن قوله وأحاطت به خطيئته فقال ما تدري ما الخطيئة يا بني اتل القرآن فكل آية وعد الله عليها النار فهي الخطيئة.
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال كل ذنب محيط فهو ما وعد الله عليه النار.
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي رزين وأحاطت به خطيئته قال مات بخطيئته.
حدثني المثنى قال ثنا أبو نعيم قال ثنا الأعمش قال ثنا مسعود أبو رزين عن الربيع بن خثيم في قوله وأحاطت به خطيئته قال هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال قال وكيع سمعت الأعمش يقول في قوله وأحاطت به خطيئته مات بذنوبه.
حدثت عن عمار قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وأحاطت به خطيئته الكبيرة الموجبة.
حدثني موسى قال ثنا عمرو بن حماد قال ثنا أسباط عن السدي أحاطت به خطيئته فمات ولم يتب.(1/81)
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال حدثني حسان عن ابن جريج قال قلت لعطاء وأحاطت به خطيئته قال الشرك ثم تلا ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار))
لاحظ أخي الكريم أنهم يجمعون على تفسير السيئة بالشرك--ما عدا السدي الذي قال قولا يحتمل الشرك ويحتمل الكبيرة
بعد تعقيبك نتناقش
---
طلال العولقي
11-17-2004, 06:48 PM
بارك الله فيك.
من خلال القراءة وجدت أكثر من عالم لا يصرح بأنها للشرك فقط غير السدي رحمه الله فمثلاً
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال كل ذنب محيط فهو ما وعد الله عليه النار.
حدثت عن عمار قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وأحاطت به خطيئته الكبيرة الموجبة.
فهناك كبائر توجب النار لكنها ليست مكفرة مثل الربا وغيرها بمعنى يُهذب صاحبها في النار ثم يُخرج منها إلى الجنة إن كان مات على التوحيد.
بارك الله فيكم .
---
جمال حسني الشرباتي
11-17-2004, 07:15 PM
طلال لاحظ دقة كلامهم
السيئة هي الشرك (( "أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله (بلى من كسب) قال: الشرك)) ما عدا السدي الذي قال بالإحتمالين
أما الخطيئة فقد فسرها البعض بالكبيرة من الذنب
وإذا سألتني رأيي فأنا راض بقول إبن عباس رضي الله عنهما((وأخرج ابن اسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بلى من كسب سيئة أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
---
طلال العولقي
11-17-2004, 07:47 PM
بارك الله فيك
---
(1/82)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو إفادتي بإسناد هذا الأثر في التفسير، مقابل جائزة (...)
---
أرجو إفادتي بإسناد هذا الأثر في التفسير، مقابل جائزة (...)
---
التركماني
05-07-2004, 08:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن لديه تفسير ابن أبي حاتم أو غيره من التفاسير المسندة أو يتفضل بقل إسناد الأثر الآتي.
وأتعهد له بجائزة (الدعاء بظهر الغيب) والله على ما أقول شهيد.
وجزاكم الله خيرا
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ:(فمن ثقلت موازينه) الآيتين ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، فوقفوا على الأعراف
---
أحمد القصير
05-07-2004, 10:29 PM
ذكره السيوطي في الدر المنثور (3/418) ، وعزاه لابن أبي حاتم ، ولم أجده مسندا لا في تفسير ابن أبي حاتم ، ولا في غيره.
ووقفت عليه مسنداً عن ابن مسعود ، وهذا إسناده :
أخرج عبد الله بن المبارك في كتاب « الزهد » (1/123) قال : أنا أبو بكر الهذلي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن مسعود قال : يحاسب الناس يوم القيامة ، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار .
=================(1/83)
وقال البغوي في تفسيره (2/162) : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، انا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، نا محمد بن يعقوب الكسائي ، ثنا عبد الله بن محمود ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن أبي بكر الهذلي ، قال قال سعيد بن جبير يحدث عن ابن مسعود قال : يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ قوله فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ثم قال إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح قال من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطي كل يومئذ نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا أتمم لنا نورنا فأما أصحاب الأعراف فإن النور من بين أيديهم فهنالك يقول الله لم يدخلوها وهم يطمعون وكان الطمع للنور الذي بين أيديهم ثم أدخلوا الجنة وكانوا آخر أهل الجنة دخولا وقال شرحبيل بن سعد أصحاب الأعراف قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم ورواه مقاتل في تفسيره مرفوعا هم رجال غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم فقتلوا فأعتقوا من النار بقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم فهم آخر من يدخل الجنة
=================(1/84)
وقال ابن كثير في تفسيره (2/218) : وقال عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي قال قال سعيد بن جبير وهو يحدث ذلك عن بن مسعود قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ قول الله فمن ثقلت موازينه الآيتين ثم قال الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح قال ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أهل النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين تعوذوا بالله من منازلهم قال فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطى كل عبد يومئذ نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة مالقي المنافقون قالوا ربنا اتمم لنا نورنا وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان بأيديهم فلم ينزع فهنالك يقول الله تعالى لم يدخلوها وهم يطمعون فكان الطمع دخولا قال فقال بن مسعود إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة ثم يقول هلك من غلبت آحاده عشراته .
قال : رواه بن جرير .
============
لا تنسني من دعائك كما وعدت ، رحمنا الله وإياك .
---
العبادي
05-07-2004, 11:30 PM
جزاكم الله خيراً أيها الأحبة الفضلاء على ما أفدتمونا ......
ووالله إن الصدر ليثلج بمثل هذا العطاء..وهذا التعاون البنّاء..
فإن من أعظم ما يسر الخاطر ويقر العين أن يرى الإنسان إخوة له شغلهم أشرف العلوم وأجلّها عن كثير من الترّهات التي اشتغل بها فئام من الناس...
سدد الله خطاكم إخوتي..وبارك جهودكم وأدامها...
وليهنكم العلم، ، ، ،
---
التركماني
05-08-2004, 01:02 AM
الأستاذ أحمد القصير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على إهتمامكم(1/85)
وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في عمرك ووقتك ويستعملك في طاعته ويجعلك من أهل القرآن أهل الله وخاصته..
وأحب إفادة الإخوة بأن الإسناد إلى عبد الله بن مسعود ضعيف جدًّا
فأبو بكر الهذلي قال الذهبي في الكاشف: واه.
وقال ابن حجر في التقريب: أخباري متروك الحديث.
---
(1/86)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المقولات التي أقرها القرآن العظيم
---
المقولات التي أقرها القرآن العظيم
---
أبو خالد، وليد العُمري
07-01-2003, 12:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقولات التي ذكرها الله تعالى عن أحد خلقه، وأقرها*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ولى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن القرآن العظيم لا تفنى عجائبه، ولا تُحَدّ دلائله؛ والمتأمل في كتابات العلماء الذين كتبوا في علوم القرآن العظيم يجد أن باب المقولات لم يُعن به العناية اللائقة؛ فهو من علوم القرآن الكريم المهضومة.
وقد تضمنت المقولات التي ذُكرت في القرآن العظيم على جهة الإقرار لها، والسكوت عنها أحكامًا جمة، وفوائد عدة.
منها: كثرة الأحكام العلمية، والعملية المترتبة على المقولات المُقَرَّة، والمسكوت عنها، والتي تُعد مسلكًا صحيحًا للاحتجاج.
ومنها: التنبيه على بعض المقولات المسكوت عنها، والتي ورد شرعنا بخلافها، وأنها خارجة عن الأصل في باب المقولات المسكوت عنها، وحملها على المنسوخ من الشرائع السابقة، أو توجيهها بما لا يخالف شرعنا.
وما زال العلماء، والفقهاء يستنبطون أحكامًا من مقولة، أو حكاية مسكوت عنها؛ لأن القرآن حق؛ والحق لا يقر الباطل، ولا يرضى به.
فكل قضية ذُكرت في القرآن، ولم يُنبه اللهُ تعالى على بطلانها؛ فهي حق، وكل فعل، أو أمر، أو نهي صدر عن أحدٍ في القرآن؛ فهو حق إلا إذا نُبِّه على بطلانه.
وهذا يظهر من أمرين(1):(1/87)
أولهما: الاستقراء؛ فالمتتبع لآيات القرآن العظيم يجد أنه إذا حكى أمراً لا يرضاه، أو ذكر شيئًا يوهم غير المراد؛ فإنه يُشير إلى بطلانه، أو يأتي بما يدفع الوهم، وينفي الاحتمال؛ كقوله:{وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه. قل فلم يُعَذِّبُكم بذنوبكم}، فأبطل مقولتهم رأسًا، وقال: { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (المنافقون:1). فدفع ما قد يُتوهم من إتيانهم بشهادة الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- فوصفهم بالكذب فيها، وأنها لو كانت صادقة؛ لما ذُمّوا.
ثانيهما: أن الله أنزل كتابه هدًى للناس، وبينات من الهدى، والفرقان، وسماه قرقانًا، وهدًى، وبرهانًا، وبيانًا، وتبيانًا لكل شيء؛ فلا يناسبه أن يذكر عن أحد من الناس ما هو باطل، ثم يسكت عن التنبيه على بطلانه، فإن ذلك يُفهم منه رضاه به.
والمقولات التي أقرها القرآن العظيم لا تخلو من حالين:
إما أن تكون صادرة عن نبي من أنبياء الله تعالى.
أو عن غير الأنبياء، سواء كانوا بشرًا - مؤمنين أم لا - أم من غير البشر؛ كالنمل، والهدهد ...
والمقولات من النوع الأول الأصل فيها أنها وحي من الله تعالى، وقد لا تكون وحيًا، وإنما اجتهاد من النبي قد يصيب فيه، وقد لا يصيب.
وذلك نحو: قضاء سليمان عليه السلام في الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم، قال تعالى : {ففهمناها سليمان}.
قضاء داوود عليه السلام في نفس القضية.
وهي وإن كانت اجتهادًا فهي أقوى في الدلالة؛ باعتبارها مقولة صاحب شريعة؛ إلا أنه في كلا النوعين يُعد إقرارُ القرآن، وسكُوتُه عن المقولة المذكورة حُجَّةٌ يُحْتَجُ بها ما لم يعارضها دليل أصرح منها.
فمتى ما عارض المقولة دليل أصرح منها؛ حُملت على النسخ.
ولذلك أمثلة كثيرة:(1/88)
المقولات التي قالها الأنبياء في تبليغ رسالة الله تعالى؛ كقوله تعالى: {اعبدوا الله ما لكم من آله غيره}، ومقولاتهم في محاجة، ومجادلة المبطلين؛ كموقف إبراهيم عليه السلام مع النمرود، ومع قومه، ومع أبيه، وموقف موسى عليه السلام مع فرعون، وملائه، والسحرة، وبني إسرائيل..
مقولة عن نبيٍّ أقرها القرآن، وليس لها معارض (مقولة محكمة): قوله تعالى عن يوسف عليه السلام- : {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف/55].
ففيها دلالة على تولي العمل لدى الكفار.
وعلى جواز طلب الرئاسة.
وعلى جواز إدلاء الطالب بما عنده من الصفات، والخصائص، والخبرات..
مقولة عن نبيٍّ أقرها القرآن، ولها في شريعتنا معارض: قوله تعالى عن شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم}(هود: من الآية78)؛ ففيها جواز تزويج الكافر من مسلمة، وفي شرعنا لها معارض؛ كقوله تعالى: { وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا }(البقرة: من الآية221).
مقولة عن غير نبي أقرها القرآن، وليس لها مخالف: قوله تعالى عن شاهد يوسف عليه السلام-: { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (يوسف:26-27).
أفادت: القضاء بالقرائن.
مقولة عن غير نبي أقرها القرآن، ولها في الشرع معارض: قوله تعالى عن قوم الفتية أصحاب الكهف:{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} (الكهف: من الآية21).
أفادت: جواز اتخاذ قبور الصالحين مساجد!
وقد جاء في حق من فعل ذلك: قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الصحيحين :"أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله".(1/89)
ومن أمثلة استدلالات الأئمة على هذا النوع قول الإمام البخاري في صحيحه:
باب ما يجوز من اللو، وقوله تعالى: { لو أن لي بكم قوة }، وقوله: باب رؤيا إبراهيم عليه السلام، وقوله تعالى:{ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى...}.
ومنه استدلال الجصاص بقوله تعالى حكاية عن إبراهيم – عليه السلام-: المجادلة في إثبات العقائد: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:83) وذلك بعد مناظرته لقومه" وهذه الآية تدل على :
صحة المحاجة في الدين ، واستعمال حجج العقول والاستدلال بدلائل الله تعالى على توحيده وصفاته الحسنى .
وتدل على أن المحجوج المنقطع يلزمه اتباع الحجة وترك ما هو عليه من المذهب الذي لا حجة له فيه.
وتدل على بطلان قول من لا يرى الحجاج في إثبات الدين؛ لأنه لو كان كذلك لما حاجه إبراهيم عليه السلام .
وتدل على أن المحجوج عليه أن ينظر فيما ألزم من الحجاج فإذا لم يجد منه مخرجا صار إلى ما يلزمه .
الوتدل على أن الحق سبيله أن لا يقبل بحجته إذ لا فرق بين الحق والباطل إلا بظهور حجة الحق ودحض حجة الباطل وإلا فلولا الحجة التي بان بها الحق من الباطل لكانت الدعوى موجودة في الجميع فكان لا فرق بينه وبين الباطل . " (2).
دلالة قوله تعالى:{فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْه}(الكهف: من الآية19)
على الشركة في الطعام المُشترى بمال الجماعة ، وهو ما يُسمى بالمناهدة في النفقات.
ومنه: جواز الإجارة المطلقة: قال تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ } (القصص:26). ذكره القرطبي عن المالكية(4).(1/90)
جواز الإجارة بالطعمة، والكسوة: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} (القصص: من الآية27) (5).
والأمثلة في هذا الباب أكثر من أن تُحصر، ولو ضمت الحكايات التي أقرها القرآن للمقولات؛ أثمرت مادةً علمية نافعة.
أسأل الله لي ولإخواني التوفيق، والرشاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وأله، وأصحابه أجمعين.
ــــــــــــــ
* المراد المقولات التي حكاها القرآن نصًا. والتعبير عما ذٌكر في القرآن بالمحكي جادة مطروقة لأهل العلم لا يُشكل عليها تعريف الأشاعرة للقرآن.
يُنظر الموافقات للشاطبي (3/354 و 4/64).
(2) قاله الجصاص في أحكام القرآن له (2/172).
(3) وقد أشار لها الجصاص ( 5/40).
(4) تفسيرالقرطبي ( 13/275).
(5) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/386).
---
عبدالله الحسني
07-02-2003, 02:49 PM
أحسنت يا أخي جهد طيب
جزاك الله خيرا
---
(1/91)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نكته مستوحاة من قوله تعالى((واليه تحشرون))من آخر آيات الحج
---
نكته مستوحاة من قوله تعالى((واليه تحشرون))من آخر آيات الحج
---
سليمان العجلان
05-17-2004, 11:02 PM
قال تعالى((واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلااثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم اليه تحشرون)).
المتأمل لآخر هذه الآيه بالنظر الى كونها أتت في آخر آيات الحج مع أوجه الشبه بين مافي مشاعر الحج وموقف الحشر يجد لفتات بارزة في هذا المشهد العظيم يتذكر المسلم فيها عرصات القيامه جعلنا الله وجميع المسلمين من الناجين فيه،وهاك أخي القاريء تلك اللفتات:
الاولى:أن بين لباس المحرم ولباس الميت تقارب كبير،وهذا يذكر المسلم بنهاية الآجال.
الثانيه:وجه الشبه الكبير بين اجتماع الناس في مشاعرالحج واجتماعهم في عرصات القيامه مما يكون فيه كبير الاثر في نفوس المسلمين فيدفعهم للأعمال الصالحة والاستعداد لهذا الموقف المهيب.
الثالثه:الأمر بتقوى الله بعد هذه المشاهد الحيه مما يكون بعد نهاية هذه الدنيا والتي لاتكون السلامة فيها الا لمن اتقى.
هذه اللفتات كانت تجول في خاطري منذ زمن وقبل اأن أدونها في هذا الملتقى المبارك رجعت لعدت تفاسير فلم أجد من تحدث عنها ومن يتطرق لتفسير آخر هذه الآيه يتكلم عن مسأة الحشر فحسب هذا ماشجعني على كتابتها.
هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
(1/92)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يحلق هذا الحاج أولا أفتوني مأجورين
---
هل يحلق هذا الحاج أولا أفتوني مأجورين
---
ابن آدم
01-27-2004, 02:53 AM
رجل حج مفرداً
ووكل أحد أبنائه بأضحيته
ما الحكم إذا أخر الابن الأضحية إلى اليوم الحادي عشر او ما بعده
هل يجوز لهذا الحاج أن يحلق في يوم النحر؟ أو لا يحلق حتى يتم ذبح الأضحية؟
وإذا لم يحلق فكيف يتحلل التحلل الأول إذا رمى جمرة العقبة؟
---
أبومجاهدالعبيدي
01-27-2004, 09:23 AM
بسم الله
يا أخي الكريم :
الجواب - والله الوفق للصواب - : هناك قول قوي رجحه جماعة من المحققين ، وذكر الإمام ابن باز رحمه الله أنه قول قوي ؛ وهو أن التحلل الأول يكون برمي جمرة العقبة ، أي لا يحتاج معها إلى فعل آخر حتى يتحلل التحلل الأول .قال الشيخ سليمان العلوان : ( القول بجواز التحلل برمي جمرة العقبة ، وهذا قول أكابر أهل العلم وهو أحد القولين عن عمر بن الخطاب ودعوى الإجماع على التحلل باثنين من ثلاثة غلط اتفاقاً .
فقد قال مالك وأبو ثور وعطاء إذا رمى جمرة العقبة حل له كل شيء إلا النساء ، قال الإمام ابن خزيمة وهو الصحيح ، ورجحه ابن قدامة في المغني .) .
وعلى هذا القول لا إشكال .
وإن أخذ هذا الحاج بالأحوط ، وأراد أن يتحلل بعد الحلق فله مخرجان :
أكملهما أن يذبح ابنه الأضحية في يوم النحر .
والمخرج الثاني : أن يطوف طواف الإفاضة بعد الرمي ثم يتحلل ، وهذا على قول من رأى أن التحلل الأول يحصل بفعل اثنين من ثلاثة ، وهي : الرمي والحلق والطواف .
وإذا لم يتمكن فله أن يحلق لأن الحلق نسك واجب ، فيقدم على النهي عن الأخذ من الشعر لمن أراد أن يضحي .
والله أعلم .
---
ابن آدم
01-27-2004, 01:48 PM
أثابك الله أخي أبو مجاهد العبيدي
---
(1/93)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب التفسير و المفسرون - د. محمد حسين الذهبى pdf
---
حمل كتاب التفسير و المفسرون - د. محمد حسين الذهبى pdf
---
طويلب علم صغير
10-14-2004, 09:15 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23486
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الاول
348 صفحه - 26 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon1.rar
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الثانى
465 صفحه - 36 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon2.rar
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الثالث
240 صفحه - 21 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon3.rar
-------------------------------------------------------------
المشروع الجديد فى عالم نشر كتب العلم الشرعى على الانترنت :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23249
---
(1/94)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو رأي مشايخنا في كتاب التسهيل لتأويل التنزيل لفضيلة الشيخ مصطفى العدوي ؟
---
ما هو رأي مشايخنا في كتاب التسهيل لتأويل التنزيل لفضيلة الشيخ مصطفى العدوي ؟
---
أبو صفوت
01-28-2004, 01:18 AM
السلام عليكم
ما هو رأي مشايخنا في كتاب التسهيل لتأويل التنزيل لفضيلة الشيخ مصطفى العدوي ؟ وهو كتاب وضعه مؤلفه - حفظه الله - في تفسير القرآن على طريقة السؤال والجواب
---
أبومجاهدالعبيدي
01-28-2004, 10:29 AM
بسم الله
الكتاب الذي سألت عنه جيد ، وأسلوبه سهل ، وطريقته في التفسير تناسب الجميع من طلبة العلم ومن العامة .
وقد استفاد من أمات كتب التفسير ، ويطيل النقل أحياناً عن ابن القيم .
ومما يميز كتابه اهتمامه بتخريج الأحاديث وبيان صحتها .ويمتاز كذلك بكونه من تفاسير أهل السنة التي سلمت من البدع والتأويلات المخالفة للصواب .
وهذا التفسير فيه تفاوت بين أجزائه ، فبعضها قوي فيه جهد ظاهر ، وبعضها لا يعدو أن يكون تنسيقاً وترتيباً لما ذكره المفسرون .
ويظهر لي أن مؤلفه وفقه الله من أهل السرعة في التأليف .
والخلاصة أن الكتاب مما ينصح باقتنائه والإفادة منه ، وهو تفسير لم يكتمل بعد .
---
(1/95)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحاجة إلى علم أصول التفسير
---
الحاجة إلى علم أصول التفسير
---
moulay omar
09-20-2004, 04:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاجة إلى علم أصول التفسير
الدكتور مولاي عمر بن حماد
إن الحمد لله نحمده تعالى و نستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيآت أعمالنا. من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا . والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد:
فقد امتازت العلوم الإسلامية بكونها تتركب في الغالب من شق نظري وشق تطبيقي . و أبرز مثال على ذلك الفقه الإسلامي الذي يمثل الجانب التطبيقي ،حيث واكبه علم أصول الفقه الذي يمثل الجانب النظري. وقل نفس الشيء بالنسبة لعلم الحديث ،فمنه الجانب التطبيقي الذي يهتم بالرواية وهو المتعلق بالنصوص الحديثية تحملا وأداء ،ومنه الجانب النظري وهو علم الدراية أو أصول الحديث . وكما للفقه أصوله،وللحديث أصوله فللغة أصولها. لكن علم التفسير بقي خاليا مما هو أجدر أن يتحصن به، وهو هذا الجانب النظري الذي نصطلح عليه:" علم أصول التفسير"… وهذه الثغرة من بين الأسباب التي جعلت التفسير مجالا للطعن والتحريف قديما وحديثا، بقصد وبغير قصد . وفي هذا المعنى يقول ابن تيمية :" إن الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث والسمين والباطل الواضح والحق المبين " . ولئن كان الإمام أحمد رحمه الله، قد عد علم التفسير من العلوم التي لا أصل لها، قاصدا بذلك جانب الرواية والسند، حين قال:" ثلاث كتب لا أصل لها : المغازي والملاحم والتفسير" وقد قال محققو أصحابه : يعني أنها في الغالب ليس لها أسانيد صحيحة متصلة ، فيجوز أن نقول أيضا إن التفسير علم بلا أصول بالمعنى الذي يفهم من أصول الفقه في علاقته بالفقه...(1/96)
إن الحديث عن الفراغ الذي تشكوه المكتبة القرآنية في علم أصول التفسير، يتطلب منا الوقوف على ما أنجز من الدراسات القرآنية للوقوف على هذه الجوانب النظرية وتتبعها .
لا ينكر أحد كثافة الدراسات التي أنجزت عن القرآن الكريم وما يتعلق به،كما لا ينكر أحد تعددها واتساعها. حتى ليمكن القول إنه لا يوجد كتاب على وجه الأرض درس كما درس النص القرآني ،بل عدت دراسات كثيرة من أوجه الترف العلمي . بل إن علوما كثيرة إنما قامت من أجل فهم كتاب الله تعالى وخدمته حتى اصطلح على قسم منها علوم الآلة.فتراث الأمة العلمي إنما قام حول القرآن وهذا ما جعل مصطفى الصاوي الجويني يقول: " ويهول الدارس أن يجد تراثا ضخما يتجه كله إلى خدمة النص القرآني " .
وفي محاولة عرض اهتمامات المفسرين وتخصصاتهم العلمية يمكن تسجيل ذلك التنوع الذي يغطي أو يكاد كل التخصصات المعرفية التي عرفها الفكر الإسلامي بمفهومه الواسع. فلقد أقام كل عالم صلة له بكتاب الله، وأسهم في تفسيره، سواء بتفسير القرآن كاملا وهو المقصود، أو أجزاء منه وهو ما لم يتركه أحد إلا قليلا .
إن حضور النص القرآني في تراث الأمة حضور واضح وجلي ، تتنوع مساحات هذا الحضور اتساعا وضيقا . وتختلف درجات التأثر قربا أو بعدا ، وتتعدد مظاهر الاستدلال وتختلف أشكال التناول ، لكن لا تكاد تفتح كتابا إلا وجدت النص القرآني حاضرا فيه نصا أو مضمونا ،آية أو آيات…(1/97)
إن حرص كل عالم، ومن ثم كل فرقة أو مذهب على التأصيل لمفاهيمه من القرآن الكريم، والعمل على إقامة الحجة منه على اختياراته العلمية أدى بلا شك، وكما هو معلوم إلى كثير من الانحراف في التفسير فضلا عن الكثرة والاتساع في الإنتاج .وهذا من أهم مبررات قيام علم أصول التفسير ، وإلى نفس المعنى يشير الدكتور محمد بن لطفي الصباغ حين يقول :" لقد ألف أحد العلماء رسالة يبين فيها أن كل أصحاب المذاهب الهدامة كانوا يستدلون على باطلهم وعقائدهم الزائفة بآيات من القرآن…ويرى الناظر فيها التمحل،ولي عنق الآية،والاعتماد على المغالطة، وإغفال سياق الآيات وأسباب النزول. إن هذا كله ليبين لنا أهمية قيام علم أصول التفسير بمهمته الجليلة وهي صيانة كتاب الله عن هذا العبث" .
إن واقعا كهذا قد نتج عنه كثافة على المستوى التطبيقي في التفسير، لم ترافقها في نفس المستوى إنتاجات نظرية تضبط التفسير وتؤصل له. وبالعودة إلى المعاجم التي أحصت مجمل الدراسات القرآنية المطبوعة منها والمخطوطة يتأكد هذا الذي قيل ،فمعجم مصنفات القرآن الكريم لإسحاق شواخ ،أو معجم الدراسات القرآنية لابتسام مرهون الصفار خير شاهد على ذلك .
من أجل ذلك ينطلق هذا البحث من فرضية مفادها أن أصول التفسير علم مستقل بكل ما تعنيه كلمة علم من معان وأبعاد . كما ينطلق البحث من فرضية أخرى مفادها أن هذا العلم إن لم نقل أنه لم يقم بعد ، فهو بدون أدنى تردد لا يزال في حاجة ماسة إلى جهود كثيرة لإبراز مباحثه والتعريف به وبلورته، وإخراجه في صورة علمية مرضية تليق بشرف مادته التي هي القرآن . فالمحاولات التي كتبت في هذا الباب يوجد بينها تضارب في الاصطلاح والمضمون وهو ما سنفصله لاحقا .(1/98)
ومن الغريب فعلا أن يوجد من يقول إن التفسير في حد ذاته ليس علما ويرتب على ذلك أن لا حاجة لوضع تعريف له وهو ما يشير إليه الذهبي حين يقول :" يرى بعض العلماء أن التفسير ليس من قبيل العلوم التي يتكلف لها الحد؛ لأنه ليس قواعد أو ملكات ناشئة من مزاولة القواعد كغيره من العلوم التي أمكن أن تشبه العلوم العقلية …" وهنا يظهر أثر غياب علم أصول التفسير . لأنه برر عدم الحاجة إلى وضع حد بأنه " ليس له قواعد أو ملكات ناشئة عن مزاولة القواعد". وبغض النظر عن حدود كلمة " قواعد "، ففي النص إشارة واضحة أنه بسبب غياب هذه القواعد لا يرقى التفسير إلى مقام العلم .
والفراغ الذي نتحدث عنه تشهد له نصوص عديدة : فإلى حدود القرن الثامن الهجري يطالعنا نص لسليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري البغدادي المتوفى سنة 716هـ يقول فيه : " إنه لم يزل يتلجلج في صدري إشكال علم التفسير وما أطبق عليه أصحاب التفاسير، ولم أجد أحدا منهم كشفه في ما ألفه ولا نحاه في ما نحاه ، فتقاضتني النفس الطالبة للتحقيق الناكبة عن جمر الطريق لوضع قانون يعول عليه ويصار في هذا الفن إليه "
وقبل أن نتجاوز القرن الثامن الهجري نقف مع نص آخر لابن تيمية وهو يتحدث عن الباعث له على تأليف المقدمة المعروفة بين الناس ب ‘ مقدمة في أصول التفسير’ يقول فيه:"أما بعد فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز في منقول ذلك و معقوله بين الحق وأنواع الأباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الأقاويل"(1/99)
أما النص الأول فصريح في سبق المؤلف إلى الكتابة في الموضوع حين يقول:" ولم أجد أحدا منهم كشفه في ما ألفه ولا نحاه في ما نحاه "، أما النص الثاني فيدل بكيفية غير مباشرة على الحاجة التي دعت إلى طلب "مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره" . وهو أشبه ما يكون برسالة الإمام الشافعي حين كتب إليه عبد الرحمن بن مهدي :" أن يضع له كتابا في معاني القرآن ، ويجمع قبول الأخبار فيه ، وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة. فوضع له كتاب الرسالة" .وإذا كانت رسالة الشافعي من آصل ما كتب في أصول الفقه فإن رسالة ابن تيمية يعدها العلماء من آصل ما كتب في أصول التفسير .
وهكذا ،فمن خلال النصين يتبين إذن أنه إلى حدود القرن الثامن الهجري لم يحظ علم أصول التفسير بالعناية اللائقة به . أما الطوفي فمع وعيه بالموضوع إلا أن الحجم الذي تناوله به أقل من القليل إذ لم يتجاوز صدر كتابه الإكسير قال:" إنه لم يزل يتلجلج في صدري إشكال علم التفسير وما أطبق عليه أصحاب التفاسير، ولم أجد أحدا منهم كشفه في ما ألفه ولا نحاه في ما نحاه ، فتقاضتني النفس الطالبة للتحقيق الناكبة عن جمر الطريق لوضع قانون يعول عليه ويصار في هذا الفن إليه فجعلت له صدر هذا الكتاب " والذي يقع في أقل من ثلاثين صفحة.أما باقي الكتاب فهو في البلاغة .وهذا ما جعل محققه يقول عنه :" وكل ما أرجوه أن أكون قد أسهمت بتقديم هذا الكتاب القيم المجهول إلى أيدي القراء والدارسين في إثراء المكتبة البلاغية ،و إضافة علم جديد إلى أعلام البلاغة وهم قلة."
أما رسالة ابن تيمية ،بفصولها السبعة فلا تتجاوز إثارة بعض قضايا هذا الموضوع ،وهي بذلك لا تعدو كونها مباحث في التفسير،وفي بض قضاياه .(1/100)
وهكذا استمر الوضع على ما هو عليه في ما يبدو إلى القرن الرابع عشرالهجري، فهذا عبد الحميد الفراهي المتوفى سنة 1349هـ يقول في رسالته التكميل في أصول التأويل : "ولم نحتج إلى تأسيس هذا الفن لترك العلماء إياه بالكلية ، فإنك تجد طرفا منه في أصول الفقه ولكنه غير تمام " ويفهم من كلامه أن أصول التفسير ، أو أصول التأويل بعبارته ، يوجد طرف منه في أصول الفقه . ولعله يشير إلى ما يتناوله علماء الأصول عادة عند حديثهم عن الأصل الأول وهو الكتاب وعند مباحث الدلالة . ومعلوم أن علماء أصول الفقه إنما يركزون على ما تعلق بالأحكام خاصة ، والتفسير أوسع من ذلك وهذا ما جعل الفراهي يقول :"فلو جعل هذا الفن من علم التفسير لعظم محله في الدين " وهو نص صريح في كون هذا العلم لم يكن من علم التفسير بل كان من الفقه أو بعبارة المؤلف من فروع المسائل .
من أجل ذلك وجدنا باحثين معاصرين يرددون مع الطوفي مقالته :" فإنه لم يزل يتلجلج في صدري إشكال علم التفسير …" فيثيرون الإشكال مرة أخرى ،وينبهون إلى خطورته ،ويدعون إلى ضرورة تظافر الجهود من أجل حله.
ومن الذين اهتموا بالموضوع وأكدوا ما قلناه من حاجة هذا العلم إلى جهود متظافرة لإبرازه الدكتور محمد بن لطفي الصباغ . والإشارة الأولى منه لهذا الموضوع كانت في كتابه لمحات في علوم القرآن الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1973 م، وفيه يقول : "أصول التفسير مبحث مهم تفرقت موضوعاته في مقدمات بعض المفسرين وفي كتب أصول الفقه …" ثم يقول : "والبحث في أصول التفسير ما زال متسعا لمزيد من الدراسة والتأليف ." ويلاحظ أنه في هذه المرحلة لا يتحدث عن علم أصول التفسير وإنما عن مبحث أصول التفسير .ثم هو في هذا الكتاب لم يزد على لمسه لمسا خفيفا و في ذلك يقول:" وسنلمس هذا المبحث لمسات تتناول النقاط الثلاث التالية:
1. سنذكر العلوم التي لابد من تحصيلها ليتسنى لنا أن نفسر القرآن(1/101)
2. كما نذكر ما يشترطه العلماء عادة في المفسر
3. ونشير إلى أهم قواعد أصول التفسير."
وهذه اللمسات الخفيفة ناسبت عنوان كتابه :"لمحات في علوم القرآن " لكنه في كتابه "بحوث في أصول التفسير " والذي صدرت طبعته الأولى سنة 1988م يدعو إلى جمع مباحث علم أصول التفسير ويعتبره علما مستقلا ، يقول:"ونود أن نقرر الآن أن هناك ضرورة علمية ملحة لإفراد مباحث هذا العلم أي علم أصول التفسير وإبرازها تحت عنوان قرآني متميز وفي حيز خاص لخدمة كتاب الله تبارك وتعالى .ذلك لأن بقاء تلك المباحث العميقة ،والقواعد الرائعة حيث ذكرنا ولاسيما في علم أصول الفقه لأن بقاءها هناك يجعلها بعيدة عن ساحة الحضور والتصور ،ويجعل فائدتها قليلة ،وربما لا يذكرها عند التصدي للتفسير من سبق له أن اطلع عليها،بله من لم يقرأها ولم يسمع بها"
ومن أهم ما يدعو إليه ما يمكن أن نسميه إستقلالية هذا العلم وأن يكون مستقلا لا تابعا،ويوضح ذلك بقوله:"فإن إقرار تلك المباحث من أصول التفسير، وإبرازها تحت عنوان خاص بها ،يتيح لها مزيدا من التحرير والتنقيح ،والزيادة والتسديد،فطاقات البشر متكاملة، والمواهب غير مقصورة على زمان ولا بلد،فقد تأتي عبقرية وموهبة فذة وتسهم في إثراء هذا العلم و تكميله ."
ومن الباحثين المهتمين بالموضوع الدكتور محسن عبد الحميد ففي كتابه دراسات في أصول التفسير الذي صدرت طبعته الأولى 1979م يشير إلى كون" موضوعات هذا العلم الجليل مبعثرة هنا وهناك في كتب التفسير وأصوله ومناهجه وعلوم القرآن والأصول وإننا في كلياتنا الإسلامية وأوساطنا المثقفة المهتمة بمثل هذه الدراسات نحتاج إلى كتاب يلم بمسائل هذا العلم،ويعرضها بأسلوب واضح" وهذا ما جعله يقول أيضا :"ولقد اقتنعت بأننا في هذا العصر بأحوج ما نكون إلى هذا العلم لكثرة ما انتشر من أخطاء شنيعة وتأويلات فاسدة لا يوجهها إلا الهوى ولا يقودها إلا الجهل ."(1/102)
والعبارة صريحة في الدلالة على مراد صاحبها،فالأمر كما قال وزيادة : إذ الأخطاء الشنيعة في تزايد ،والتأويلات الفاسدة في انتشار ،والحاجة الماسة لهذا العلم أكيدة.
ومن أكثر الباحثين وعيا بهذا الموضوع الدكتور الشاهد البوشيخي الذي يعود له الفضل بعد الله في توجيهي للاشتغال به. ولقد أثار الموضوع في مواقع كثيرة من ذلك ما قاله عند حديثه عما يمكن تسميته بآفاق الدراسات القرآنية حين يقول"فالذي أحسبه واجب الوقت على الجيل الصاعد الرائد هو:
1. " إخراج التراث التفسيري للأمة :بدءا من خير القرون فالذين يلونهم فالذين يلونهم …إخراجه إخراجا علميا قد وفي حظه من التوثيق سندا ومتنا…
2. دراسة ذلك التراث بهدف استخلاص علم أصول البيان والتفسير وقواعده وضوابطه كما تجلت في عمل خير القرون فالذين يلونهم فالذين يلونهم …أوفي أنظار من تلا ودون في مقدمات أو كتب، أو شذرات منثورة في بطون الكتب، أو إشارات…
3. بناء علم البيان القرآني أو علم التفسير إنطلاقا من تلك المستخلصات بعد تصنيفها، و تحليلها، و تعليلها ،وتقويمها،وإضافة ما يلزم إضافته إليها."
فما عدا الخطوة الأولى ،فإن الخطوتين التاليتين يندرجان في صميم الموضوع .وما الأولى عنه ببعيدة فلا يتصور بناء لعلم أصول التفسير إلا انطلاقا من تراث الأمة التفسيري والذي على رأسه ولاشك تراث خير القرون"الجيل الراشد ومن تبعه بإحسان، وفي عملهم التفسيري تكمن أساسيات علم بيان القرآن ،و المنهج التفسيري الراشد."
و تقديرا من الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي لحجم صعوبات هذا الموضوع فإنه يقرر :"حقا إنه لشاق استنطاق العمل لاستخلاص الأصول والقواعد" لكنها خطوة لابد منها ليقوم علم طالما حز في النفس ألا يكون نضج ولا احترق ."
وقد عد الدكتور الشاهد البوشيخي واقع علم أصول التفسير ثالث الحواجز لدراسة مفاهيم الألفاظ القرآنية :
الأول واقع التراث النصي العربي ،
الثاني واقع المعجم اللغوي العربي ،(1/103)
الثالث علم أصول التفسير أو علم بيان القرآن كما سماه.
وعنه يقول"… علم بيان القرآن أو أصول التفسير الذي مازال ينتظر جهودا صادقة مخلصة لاستخلاصه من مصادره وتخليصه مما التبس به وتصنيفه وتكميل بنائه علما ضابطا لبيان القرآن الكريم من الفهم السليم حتى الاستنباط السليم "
فواضح من خلال كل ما تقدم الحاجة الملحة للبحث في هذا الموضوع .
ومن الباحثين الذين دعوا إلى تأسيس علم أصول التفسير الدكتور إسماعيل سالم وذلك في كتابه ‘تفسير النصوص وآيات القصاص والديات’ يقول :" نقترح إنشاء علم جديد لقواعد التفسير " ،ويضيف محددا الإسم لـ" هذا العلم المقترح علم أصول التفسير " ثم يعرف محاولته قائلا:"هي محاولة نبتغي بها …مزيدا من الضبط والتقعيد لتفسير آيات الله . وأول خطوة على الطريق هي تجميع تلك القواعد من العلوم التي لها صلة بالتفسير وباستنباطها من التفسير أو غيره."
ومن الباحثين الذين تنبهوا لهذا الأمر خالد بن عثمان السبت وإن كان قصره على قواعد التفسير. لكن الراجح أنه ممن يطلق قواعد التفسير وهو يقصد أصول التفسير. ويظهر ذلك عند حديثه عن الفرق بين التفسير وقواعد التفسير حين يقول :"قواعد التفسير هي تلك الضوابط والكليات التي تلتزم كي يتوصل بواسطتها إلى المعنى المراد.. فأصول التفسير وقواعده مع التفسير كالنحو بالنسبة للنطق العربي والكتابة العربية . فكما أن النحو ميزان يضبط القلم واللسان…فكذلك قواعد التفسير هي ثوابت وموازين تضبط الفهم لكلام الله عز وجل وتمنع المفسر من الخطأ في تفسيره ." وهذا في الحقيقة هو دور علم أصول التفسير.
ثم المؤلف يشير إلى الفراغ الذي تعرفه المكتبة القرآنية في الموضوع فيقول مستغربا:" والعجب كل العجب أن أهل الفن والصناعة (يقصد علماء التفسير) على كثرتهم واختلاف عصورهم لو يولوا هذا الأمر – أعني قواعد التفسير- عناية تجدر به وهو لها أهل وبصرفها حقيق،مع شدة الحاجة إليها وخطر الخلط في فهمها."(1/104)
وهذا النص الأخير أشبه ما يكون بما قاله الطوفي من قبل:"فإنه لم يزل يتلجلج في صدري إشكال علم التفسير."
ثم ينقل خالد بن عثمان السبت عن غيره ما يدل على هذا الأمر قائلا:" ولقد أصاب كثيرا من الحقيقة من قال:" العلوم ثلاثة: علم نضح وما احترق وهو علم الأصول والنحو، وعلم لا نضح ولا احترق وهو علم البيان والتفسير،وعلم نضج واحترق وهو علم الفقه والحديث" .وقد مر معنا نحو هذا لأستاذنا الدكتور الشاهد البوشيخي حين قال:"ويومئذ يقوم علم طالما حز في النفس ألا يكون نضج ولا احترق."
كما أشار لنفس الموضوع عند حديثه عن مبررات اختياره البحث في قواعد التفسير حيث لاحظ" نذرته وانعدام المؤلفات الخاصة بهذا الجانب" .
أما هذه النذرة في التأليف فقد أشار إليها أكثر من واحد ،ومن ذلك ما قاله الدكتور فهد الرومي :"حين أسند إلي تدريس مقرر أصول التفسير …لم أجد كتابا يجمع أبوابه ،بل منها ما لم يكتب فيه كتابة وافية فرأيت أن الحاجة ماسة إلى وضع كتاب في أيدي الطلاب يجمع لهم الشتات."
ومن الباحثين أيضا نذكر الدكتور فريد الأنصاري في كتابه ‘ أبجديات البحث في العلوم الشرعية’ فهو بعد أن يلاحظ " أن العلوم الشرعية قد ركبت تركيبا مزدوجا بين جانبين نظري وتطبيقي " يلاحظ أيضا" أن التفسير بصفته شرحا لكتاب الله بقي عريا من أي سياج نظري نقدي له نسقه الذي يحكمه ومنطقه الذي يقننه ويقعده " ثم يقرر بعد ذلك أن الأمر يتعلق بمشروع " يحتاج إلى تضافر الجهود والعمل الجماعي والتشجيع المؤسسي الرسمي وغير الرسمي ممن لهم غيرة على التراث الإسلامي عامة والعلوم الشرعية خاصة عسى أن يرى بعد جيل أو أكثر من البحث الجاد ‘‘علم أصول التفسير’’ وقد قام واستوى وصار مادة منهجية ذات نسق دقيق…"
هذه بعض النصوص التي وقفت عليها ،ولا يبعد أن توجد نصوص أخرى كثيرة ذات الصلة بالموضوع وكلها تجمع كما اتضح ذلك جليا على الحاجة الماسة لهذا الموضوع.(1/105)
أما الجانب النظري الذي يلاحظ عليه الضمور بالنسبة للجانب التطبيقي، والذي يعد المادة المرجعية لموضوعنا فأهم مظانه ما يلي:
1) كتب علوم القرآن قديمها وحديثها:
وتأتي هذه الكتب في المقدمة، حتى عدها بعضهم أنها هي أصول التفسير .
والغالب على هذه الكتب أنها تجمع سائر العلوم التي لها تعلق مباشر بالقرآن الكريم: كعلم أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمكي والمدني ، وجمع القرآن والرسم القرآني ،والمحكم والمتشابه …و غيرها. " هذه العلوم التي يقوم كل منها مستقلا عن الآخر تروم كلها غاية واحدة ألا وهي خدمة كتاب الله تعالى وتيسيره" .إلا أنها لم تقعد التقعيد الذي يضبط العملية التفسيرية نفسها.
وهذه الكتب وما اشتملت عليه من العلوم، وإن صيغت في أصلها لتيسير تفسير القرآن الكريم فقد غلب عليها أحد المنهجين: الوصفي، أو التاريخي ، مما يجعلها قاصرة عن ضبط التفسير . فالحديث عن أسباب النزول وعن المكي والمدني والناسخ والمنسوخ ونحو ذلك لا يزيد عن وصف ما وقع.والجهد كله منحصر في بيان المكي من المدني ، وبيان الناسخ من المنسوخ، وبيان سبب نزول الآية أو الآيات. وفي مبحث كجمع القرآن لا يتعدى الأمر التأريخ للمراحل التي مر بها تدوين النص القرآني.وهي بهذا الشكل لا يصح إطلاق أصول التفسير عليها حقيقة.
ب- مقدمات كتب التفسير:
تتضمن أغلب كتب التفسير مقدمات وضعها أصحابها تمهيدا نظريا لتفسيرهم.ومع أهمية هذه المقدمات إلا أن مضامينها أشبه ما تكون بكتب في علوم القرآن.و لعل هذا هو الذي جعل آرثر جفري ينشر مقدمتين لكتابين في التفسير، و سماهما" مقدمتان في علوم القرآن، مقدمة كتاب المباني، ومقدمة ابن عطية".(1/106)
و من بين الذين نبهوا إلى قيمة هذه المقدمات العلمية وفائدتها في ما يتصل بموضوعنا الدكتور محمد بن لطفي الصباغ . فقد جعل هذه المقدمات من أهم المصادر التي يمكن أن يرجع إليها طالب العلم الراغب في معرفة أصول التفسير ، قال :"من ذلك المقدمات النفيسة التي كتبها المفسرون الكبار من أمثال الطبري والقرطبي وأبي حيان وابن كثير وغيرهم" و يمكن أن نضيف أيضا مقدمة القاسمي التي وضعها لتفسيره " محاسن التأويل" تحت عنوان:" تمهيد خطير في قواعد التفسير" .
و ما قيل عن كتب علوم القرآن يقال عن أغلب هذه المقدمات ، من حيث القصور التقعيدي ،فأغلبها مباحث في علوم القرآن . وإذا أخذنا مقدمة الطبري مثالا لذلك وجدناه تناول المباحث التالية :
1. القول في البيان عن اتفاق معاني آي القرآن ومعاني منطق من نزل بلسانه القرآن من وجه البيان…
2. القول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم .
3. القول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب.
4. القول في البيان عن معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة" وذكر الأخبار الواردة بذلك.
5. القول في الوجوه التي من قبلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن.
6. ذكر بعض الأخبار التي رويت بالنهي عن القول في تأويل القرآن بالرأي.
7. ذكر الأخبار التي رويت في الحض على العلم بتفسير القرآن ومن كان يفسره من الصحابة .
8. ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن.
9. ذكر الأخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محمودا علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموما علمه به.
10. القول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه .(1/107)
وهذه الفصول بهذا الشكل إنما تناولت قضايا ذات الصلة بالتفسير ، وهي بذلك لا ترقى إلى درجة تصور شامل لعلم أصول التفسير وإن كانت تشكل مادة أساسية له . وما قيل عن مقدمة الطبري يقال عن غيرها من مقدمات كتب التفسير.
ج- الإشارات النظرية المبثوثة في كتب التفسير:
والمقصود بها القواعد التي يضعها المفسر وهو يمارس عملية التفسير في محاولة للتأصيل لمفهوم يريد تأصيله، أو في نقده لتفسير اختل فيه ضابط من الضوابط، أو في مجالات أخرى ...
ومع الاقتناع بأن هذه الإشارات تشكل مادة مهمة لأية صياغة تأصيلية، فإنه لم تقم إلى الآن محاولة تتقصى هذه الإشارات وتتبعها. وفي غياب أي إحصاء لها تبقى هذه المادة مظنة من مظان البحث، وهي بطبيعتها هذه في حاجة إلى استنباط واستقراء ثم استثمار.
د- الدراسات المنجزة عن كتب التفسير ومؤلفيها:
والمقصود بها الدراسات التأريخية التي حاول أصحابها تتبع مسيرة التفسير، إن بشكل مطلق مثل كتاب "التفسير والمفسرون" لمحمد حسين الذهبي، أو بشكل مقيد بالزمان مثل "اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر" للدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي ،أو مقيدة بالمكان مثل "مدرسة التفسير في الأندلس" للدكتور مصطفى المشيني ،أو مقيدة بالزمان والمكان معا مثل "اتجاهات التفسير في مصر في العصر الحديث" للدكتور عفت محمد الشرقاوي ،أو "الدراسات القرآنية بالمغرب في القرن الرابع عشر الهجري" للدكتور إبراهيم الوافي ، أو بقيد آخر غير الزمان والمكان مثل "منهج أهل السنة في تفسير القرآن الكريم" للدكتور صبري المتولي ،أو "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير" للدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي…(1/108)
وكذلك الدراسات التي رصدت قضية من قضايا علم التفسير مثل" بدع التفاسير"للشيخ عبد الله بن الصديق أو " الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" للدكتور محمد بن محمد أبو شهبة. ويلحق بهذا القسم الدراسات التي تناول أصحابها مناهج المفسرين سواء اقتصر البحث على منهج مفسر واحد، و الأمثلة كثيرة جدا، أو شمل مجموعة من المفسرين ككتاب " مناهج في التفسير" لمصطفى الصاوي الجويني وغيرها من الدارسات والبحوث …
وهذه تجمع مادة مهمة ، وإن كانت ليست كافية وذلك لطغيان التجزيء عليها. فأما الدراسات التأريخية فأغلبها ملاحظات عامة لا تقوم على استقراء ولا إحصاء ، ومثلها كتب مناهج المفسرين فغالبا ما تتشكل مادتها من مواقف المفسر المدروس من جملة من القضايا دون أن ترقى إلى درجة تقديم تصور نظري مركب للعملية التفسيرية عنده .
هـ) كتب أصول الفقه :
ولقد كان بإمكان علماء الأصول أن يوفوا هذا الأمر حقه من الدراسة لكنهم اقتصروا على ما تعلق بهم، وهو ما انبنى عليه أحكام، وتركوا البقية لغيرهم."فلقد حظيت شعبة الأحكام بعلم يضبط الاستنتاج والاستنباط وهو علم أصول الفقه ، وقد عرفه أسلافنا منذ القرن الثاني الهجري … وشعبة الأحكام واحدة من شعب توجد في كتاب الله .. " وهذه أهم ملاحظة وهي أن جهد الأصوليين إنما ركز على جانب الأحكام وبقيت جوانب أخرى لم يهتم بها علماء الأصول "ومن تلك الشعب شعبة الأخلاق التي قام بخدمتها علم الأخلاق . وقد تلقف هذا العلم رجال لم يقيدوا أنفسهم بضوابط تنظم تفكيرهم وتعصم استنتاجهم من الانحراف والغلط ، وكان معظمهم من رجال التصوف " .ونحن في ذلك بحاجة إلى الاهتداء بصنيع علماء الأصول مع الاحتفاظ بخصوصية كل شعبة من شعب القرآن الكريم.
و- كتب البلاغة:(1/109)
لا جدال في أن علم البلاغة إنما قام أساسا لبيان إعجاز القرآن الكريم، ولذلك فإن المادة التفسيرية في كتب البلاغة مفيدة جدا في موضوعنا ، ذلك أنها تناولت بالدرس – فيما تناولت- وجوه دلالة القرآن من حيث الحقيقة والمجاز، وظاهر اللفظ وباطنه، وقضايا الإنشاء والخبر، ووجوه الفصل والوصل والقصر والاختصاص، والحذف والتقدير، وأصول إدراك الخطاب القرآني …الخ.
وكل ذلك ونحوه يعتبر مادة صالحة لبناء القواعد، وتأصيل الضوابط التي يمكن أن تكون قوانين لغوية لوجوه فهم القرآن،يعتمد عليها عند التفسير ويرجع إليها عند الخلاف لتكون حكما في تمييز الفهوم صحيحها من سقيمها.
الخلاصة أن المادة النظرية لعلم أصول التفسير تتوزعها مجموعة من العلوم منها ما سبقت الإشارة إليه ويلحق بها كتب النحو وكتب اللغة عموما التي تعد من المصادر الأساسية لمادة البحث لصلتها الوثيقة بالنص القرآني، ويمكن الاستئناس كذلك بكتب المنطق.
5- الكتب المؤلفة في الموضوع:
والمقصود بها الكتب التي تحمل نفس العنوان:" أصول التفسير" أو عنوانا قريبا منه مثل:" قواعد التفسير" أو " مبادئ التفسير"… وهي كتب في صميم الموضوع. وهذه سنعود إليها بشيء من التفصيل، وحسبنا هنا الإشارة إلى :
1- إن هذه الكتب تعمها فوضى اصطلاحية، وعدم وضوح رؤية. فماذا نسمي هذا العلم: أهو أصول التفسير؟ أم قواعد التفسير؟ أم مبادئ التفسير؟ أم ماذا؟
2 – فإذا تجاوزنا القضية الاصطلاحية، على أهميتها، نجد تضاربا واضحا في المراد بأصول التفسير .و هذا يظهر من خلال التتبع لمباحث وفصول أغلب هذه الكتب المؤلفة ،فهي غير محكومة بمنهج واحد، كالذي نجده مثلا في كتب أصول الفقه. وهذا إنما يرجع إلى غياب بناء لعلم أصول التفسير يلتزم كل باحث في مجاله به.(1/110)
وغياب البناء كاف وحده لكي يكون مسوغا لما نود القيام به، فكيف إذا علمنا أن المادة في حد ذاتها غير واضحة في هذه الكتب، وهو الذي جعلها تتضارب في المضامين حتى صار لكل كتاب نظرة خاصة بصاحبه لأصول التفسير.
فهناك بلا شك فراغ في هذا الموضوع من نواح عدة تجعل الباحث ينطلق فيه من اللبنات الأولى في البناء وتلك حال الدرس الإسلامي ، كما يقول أحد السالكين:" نجد لزاما على المقدم على هذا الدرس أن يبدأ ببحثه منذ أوليات الأمور. فالدرس الإسلامي ما يزال حقا بكرا مع خصوبته، وامتداد ساحته، مما يحتم على مرتاد هذا الميدان أن يتعقب جذور الأشياء ويستقصي مصادرها الأولى ما وسعه الجهد…"
أما علم أصول التفسير الذي يحاول هذا البحث بناءه فهو العلم الذي يعمل في التفسير ما عمله أصول الفقه في الفقه، وأصول الحديث في الحديث، أي قانون يضبط العملية التفسيرية، ويصونها من أي شكل من أشكال الانحراف. حتى إذا حصل شيء من ذلك سهل بيانه وكشفه، ومن ثم ضبطه ورده .
ولكون هذا العلم أقرب ما يكون إلى علم أصول الفقه من حيث الغرض والوظيفة، فإننا نتصوره على الشكل التالي:
لابد في هذا العلم أولا من تحديد مصادر التفسير التي ينطلق منها المفسر،مع بيان حجيتها ،ودرجتها ،و رتبتها. بما يحقق الضبط والإحكام لعمل المفسر. فلا ينتقل مثلا إلى مصدر لاحق وفي السابق ما يغني، خاصة عند التعارض…كأن يستشهد في تفسير آية ببيت من الشعر يخالف ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى نفس الآية.
ثم لا بد في هذا العلم من تحديد قواعد التفسير التي تضبط التعامل مع مصادره من ناحية، ومع النص القرآني نفسه من ناحية أخرى.
ثم لا بد في هذا العلم أيضا من مباحث تتناول " المفسِّر " تحديدا، وشروطا، كما هو الحال في المباحث التي تتناول المجتهد عند الأصوليين، فتحدد مفهوم المجتهد وشروطه …(1/111)
ولا ينقص بناء بهذا الشكل ، في تصورنا، إلا نظرة شمولية متفحصة للنص القرآني تستقرئ مراد الله تعالى من خلال تتبع مختلف آي الكتاب وسوره، ليقوم بعد ذلك ما نصطلح عليه " مقاصد المفسَّر".
وبقدر فهمنا لمقاصد المفسَّر بقدر ما تسلم اتجاهاتنا في التفسير ويسلم الحكم عليها. ففي القصص القرآني مثلا، بقدر فهمنا للمقصد من إيراد القصص، والذي دل عليه بشكل مجمل قوله تعالى: { وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمومنين } بقدر ما نبتعد عن كل التفاصيل التي لا تخدم هذا الغرض، والتي كانت مدخلا من مداخل الإسرائيليات… والإعراض عن التفاصيل التي لا تخدم الغرض المذكور هو ما توحي إليه الآية الكريمة في شأن عدد أصحاب الكهف مثلا : { قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا } .
فتكون الخلاصة أن هذا العلم نتصور أنه يتركب من :
1. مصادر التفسير
2. وقواعد التفسير
3. وشروط المفسِّر
4. و مقاصد المفسَّر .
وهذه الأخيرة بالشكل الذي نتصوره أقل هذه المباحث اهتماما بها. فمصادر التفسير، وقواعده وشروط المفسِّر إن افتقدت كليا للبناء التقعيدي ، فقد كتب فيها بهذا المعنى أو ذاك، ما يعد منطلقات أولى لبنائها بالشكل الذي يقتضيه البناء. أما مقاصد المفسَّر فلم يكتب فيها إلا النادر القليل، مما يفرض استخراج مادتها أولا ، حتى تستوي وأخواتها أو تكاد. ثم لتأخذ موقعها من البناء الكلي في إطار التصور الشمولي للموضوع.
ولأن الأمر بهذه الصعوبة فقد تعذر ذلك في هذه المرحلة و إنَّا لنرجو أن يتيسر لنا أو لغيرنا الكشف عن هذه المقاصد حتى يستوي هذا البناء أو يقترب من ذلك . أما في هذه المرحلة فكان الاقتصار على الأركان الثلاثة وهي :
1. مصادر التفسير
2. قواعد التفسير
3. شروط المفسِّر(1/112)
وهذا البحث يقصد إلى استخراج هذه المباحث من مظانها ،وتنقيح ما استخرج منها مما علق بها وليس منها، ثم تركيبها في بناء نظري. مسهمين بذلك في إبراز علم نفيس يخدم كتاب الله تعالى" ونحن بذلك نبين أهمية البحث فيه، وندعو أن يعطى من العلماء والباحثين عناية أكبر… ينبغي أن تقبل الطاقات الفعالة نحوه ، وأن تعمل فيه المواهب الممتازة، تنميه و تسهم في إثرائه" .وكذلك نمت العلوم وتطورت وعلم أصول التفسير لن يكون استثناء " ولا تزال العقول والأذهان تعمل عملها فيه إنضاجا وبحثا وتحريرا حتى يستوي على سوقه" .
وطبيعة الموضوع تحتاج إلى جهود، ولا يفي بحقه جهد واحد ضعيف الزاد مثلي، وما قدمته فيه مهدت به الطريق الوعر لمن أراد سلوكه، وحسبي أني أحببته وآمنت به وتفاعلت معه جهد المستطاع، وبذلت فيه وسعي، مواصلا فيه الليل والنهار صابرا محتسبا وما توفيقي إلا بالله.
وإذا كان ابن الجزري يوجه من أراد التصنيف" أن يبدأ بما يعم النفع به وتكثر الحاجة إليه بعد تصحيح النية ، والأولى أن يكون شيئا لم يسبق إلى مثله" فإني أرجو أن أكون ساهمت في ما أعتبره إضافة للمكتبة القرآنية .
أما ما تيسر جمعه من هذا العمل فقد جعلته في فصول أربعة مع مقدمة وخاتمة.
الفصل الأول تناولت فيه مفهوم التفسير و أصول التفسير وذلك من خلال مباحث ثلاثة:
المبحث الأول في مفهوم التفسير والتأويل لغة واصطلاحا وما قيل في التمييز بينهما أو عدم التمييز.
المبحث الثاني في مفهوم أصول التفسير ، عرضت فيه لأشهر الاطلاقات التي استعمل فيها المفهوم، إذ يطلق أصول التفسير ويراد به مصادر التفسير، ويطلق ويراد به قواعد التفسير، ويراد به غير ذلك… ثم خلصت إلى تقديم مفهوم لأصول التفسير.(1/113)
المبحث الثالث تناولت فيه العلاقة بين علم أصول التفسير وبعض العلوم القريبة منه أو المشاركة له.وهكذا أثرت العلاقة بين علم أصول التفسير وعلوم القرآن، وبينه وبين علم أصول الفقه، وبينه وبين قانون التأويل، وأخيرا بينه وبين الهرمنيوطيقا.
الفصل الثاني : تناولت فيه مصادر التفسير. وبعد تمهيد في مفهوم هذه المصادر قسمتها إلى سبعة مباحث:
المبحث الأول: في تفسير القرآن بالقرآن تناولت فيه حجية هذا المصدر وأوجهه ودرجته وموقع القراءات القرآنية والرسم القرآني منه وختمته بالحديث عن تفسير القرآن بالقرآن عند المفسرين.
المبحث الثاني: في تفسير القرآن بالسنة تناولت فيه أيضا حجية هذا المصدر وأوجهه ودرجته، كما تناولت فيه المقدار الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن.
المبحث الثالث: في تفسير القرآن بأقوال الصحابة تناولت فيه حجية هذا المصدر ودرجته، ومجال الأخذ به. كما أشرت إلى تفاوت الصحابة في العلم بالقرآن و إمكانية الاستدراك عليهم.
المبحث الرابع :في تفسير القرآن بأقوال التابعين: تناولت فيه حجية هذا المصدر واختلاف العلماء في ذلك ،ومجال الأخذ بقول التابعي ،ودرجته وكذا تفاوت التابعين في العلم بالقرآن.
المبحث الخامس: في الإسرائيليات تناولت فيه مفهوم الإسرائيليات وأقسامها والنصوص المحذرة من الاستدلال بها وكذا أدلة جواز الرجوع إلى أهل الكتاب وحاولت تقديم خلاصة في الموضوع.
المبحث السادس: في التفسير بمقتضى اللغة العربية تناولت فيه حجية هذا المصدر ودرجته في التفسير ومجالاته ومستويات الأخذ به عند المفسرين .
المبحث السابع: في التفسير بالرأي وتناولت فيه تعريف التفسير بالرأي والآثار الواردة فيه وتحرج السلف من التفسير وتوجيهه ثم مواقف العلماء من التفسير بالرأي وحجيته وتطبيق الصحابة له.
الفصل الثالث : وخصصته للركن الثاني من أركان علم أصول التفسير وهو قواعد التفسير وذلك من خلال مباحث خمسة:(1/114)
المبحث الأول: في تعريف قواعد التفسير لغة واصطلاحا
المبحث الثاني: في أقسام قواعد التفسير.
المبحث الثالث: في الصلة بين القواعد الأصولية وقواعد التفسير.
المبحث الرابع: في نشأة قواعد التفسير تناولت فيه قواعد التفسير عند الصحابة وجهود المفسرين لوضع هذه القواعد ثم المؤلفات في قواعد التفسير.
المبحث الخامس: و هو عبارة عن نماذج لقواعد تفسير متنوعة.
الفصل الرابع: وخصصته للركن الثالث من أركان علم أصول التفسير وهو شروط المفسر وذلك في مبحثين : المبحث الأول: في الشروط العلمية و المبحث الثاني في الشروط الذاتية.
وختمت البحث بخاتمة عرضت فيها لأهم النتائج التي استخلصتها وأشرت فيها أيضا إلى آفاق البحث العلمية.
وفي الختام أشكر الله تعالى وأثني عليه الخير كله على ما من به علي ويسر وأعانني على إتمام هذا الجهد، وسلك بي سبيل العلم، ثم أتقدم بالشكر والتقدير الجزيلين لفضيلة الشيخ الدكتور الشاهد البوشيخي المشرف على هذا العمل، على ما غمرني به من علم وفضل ، ولين جانب وحسن توجيه، وبما فتح لي صدره وبيته ،وبما صرف لي من ثمين وقته وسعة صدره، فجزاه الله عني خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته.
وأشكر كل من أبدى لي نصحا أو مساعدة برأي أو مشورة ،بتوجيه أو بإعانة .فلهم مني جزيل الشكر والثناء والدعاء لهم بأن ينفع بهم ويبارك في أعمارهم.
وهذا جهد المقل فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من خطأ أو زلل فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان. واستغفر الله تعالى منه .وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
---
أحمد البريدي
09-20-2004, 06:11 PM
أولاً : نرحب بالدكتور مولاي عمر بن حماد في ملتقى أهل التفسير ونتمنى ان يتحفنا بمزيد من الموضوعات القيمة .
ثانياً : اطلب من الدكتور كتابة اسمه بالحروف العربية , بدلاً من اللاتينية , ولا يخفى عليكم أهمية ذلك .(1/115)
ثالثاً : ما طرحته من اهم المواضيع التي ينبغي العناية بها , واتفق معك فيما طرحت , ويظهر أنك درست نشأة هذا العلم تاريخياً , فهل قمت بحصر الكتب المتقدمة , والتي تصلح ان تكون متناً خاصاً يصلح للتدريس والمدارسة , فإن كنت فعلت فأرجو إفادتنا بذلك , وهذه دعوة مني للأخوة جميعاً ان نقوم بحصرها ومن ثم التوجيه للعناية بها .
وأخيراً اشكر الدكتور على هذا البحث الماتع ونحن في انتظار بقيته .
---
طالب علوم القرآن
01-09-2006, 02:33 AM
جزاك الله خيرا
---
الجعفري
01-09-2006, 07:25 AM
جزاك الله خيرا
---
أبو صفوت
01-28-2006, 04:13 PM
حقيقة مقدمة رائعة لعمل متميز مهم ، فنرجو من الدكتور مولاي عمر أن يعجل بنشر رسالته حتى يستفيد الباحثون منها فهي في موضوع في غاية الأهمية
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير
ويا ليت مشرفي وأعضاء الملتقى الكرام يدلون بدلوهم في هذه المشاركة حتى يثرى هذا الموضوع
وشكر الله للدكتور مولاي عمر على ما خطت يداه فبورك فيها من يد . ونسأل الله القبول لنا وله .
---
مجدي ابو عيشة
01-28-2006, 08:22 PM
جزاكم الله خيرا أخي.
---
د.خضر
09-06-2006, 02:26 PM
أخي الحبيب لقد نصحت وتفضلت بهذا الطرح الممتع وكلنا أمل في إثراء هذا الموضوع من خلال هذه اللفتة العميقة من فضيلة الدكتور مولاي عمر بن حماد ، وأعدك أن يكون هذا الموضوع هو موضوع صالوني التخصصي مع أهل التفسير ـ إن شاء الله ـ، وأضم صوتي إلى من قبلي من أهل العلم والفضل وأقول: متى يطبع هذا العمل المتميز لنسارع جميعا إلى الإفادة منه وجزاكم الله خيرا.
---
أبو صفوت
02-27-2007, 10:11 PM
أين الدكتور مولاي عمر فقد انقطع منذ فترة ، وهل طبعت رسالته ؟
---
محمد البويسفي
03-03-2007, 03:21 PM
السلام عليكم
الأستاذ مولاي عمر بن حماد يدرس يكلية الآداب جامعة الحسن الثاني بمدينة المحمدية- شمال الدار البيضاء- المغرب(1/116)
و سبق لي أن زرته هناك في أمر اليحث العلمي و أخذت نسخة من دكتوراته - علم أصول التفسير محاولة في البناء-
و قد سألته و أفدت منه في موضوع مشروع يحث الدكتوراه الذي أنوي تسجيله. و قد وجدت منه سعة الصدر و نصيجة الخبير
و أضم صوتي إليكم فأدعوه للمشاركة و الإفلدة
---
أبو حسن
03-04-2007, 10:53 PM
وأبشركم نزل شرح المقدمة في طبعته الثانية لصاحب الفضيلة الشيخ مساعد الطيار
وأتمنى من شيخنا الكريم تهذيب هذا الشرح كي يستفيد منه طالب العلم المبتدىء لأهمية هذه المقدمة النفيسة
وأعتماد تدريسها في كثير من الدورات
---
(1/117)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : الديوان النادر للإمام ابن حزم ....نسخة كاملة
---
حمل : الديوان النادر للإمام ابن حزم ....نسخة كاملة
---
أبو محمد الظاهرى
04-03-2006, 02:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأحباء....انتهيت والحمد لله من الديوان النادر للإمام ابن حزم الظاهرى رحمه الله....والجزء الأول والثانى مرفقان هنا على شكل ملف واحد بصيغة البي دي اف مضغوط.....
للتحميل اضغط الزر الأيمن للفأرة واختر حفظ الهدف باسم أو
save target as
*** ملاحظة (الجزء الأول هنا به زيادات عن الجزء الأول السابق ادراجه .... برجاء اعادة تحميله....)
حمل من هنا
http://www.uploading.com/?get=GAB0IP1I
---
حذيفة المصري
04-08-2006, 09:30 AM
جزاك الله خير الجزاء على هذه النسخة النادرة .
---
(1/118)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > علوم القرآن للقطان
---
علوم القرآن للقطان
---
أبوخطاب العوضي
08-10-2004, 07:10 PM
http://www.ahlalquran.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1989
---
(1/119)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قاعدة هل كل مجتهد مصيب أو المصيب واحد لشيخ الإسلام ابن تيمية
---
قاعدة هل كل مجتهد مصيب أو المصيب واحد لشيخ الإسلام ابن تيمية
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
10-03-2006, 01:57 PM
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 20 / 19- 37
قاعدة هل كل مجتهد مصيب أو المصيب واحد لشيخ الإسلام ابن تيمية
سئل هل كل مجتهد مصيب أو المصيب واحد والباقي مخطئون ؟؟(1/120)
فأجاب قد بسط الكلام في هذه المسألة في غير موضع وذكر نزاع الناس فيها وذكر أن لفظ الخطأ قد يراد به الإثم وقد يراد به عدم العلم فان أريد الأول فكل مجتهد اتقى الله ما استطاع فهو مصيب فانه مطيع لله ليس بآثم ولا مذموم وإن أريد الثاني فقد يخص بعض المجتهدين بعلم خفي على غيره ويكون ذلك علما بحقيقة الأمر لو أطلع عليه الآخر لوجب عليه اتباعه لكن سقط عنه وجوب اتباعه لعجزه عنه وله أجر على اجتهاده ولكن الواصل إلى الصواب له أجران كما قال النبي في الحديث المتفق على صحته إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر ولفظ الخطأ يستعمل في العمد وفى غير العمد قال تعالى ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا وإلا كثيرون يقرؤون خطأ على وزن ردأ وعلماً وقرأ ابن عامر خطأ على وزن عملا كلفظ الخطأ في قوله وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ وقرأ ابن كثير خطاء على وزن هجاء وقرا بن رزين خطاء على وزن شرابا وقرأ الحسن وقتادة خطا على وزن قتلا وقرأ الزهري خطا بلا همز على وزن عدى قال الاخفش : خطى يخطأ بمعنى أذنب وليس معنى أخطأ لان اخطأ في ما لم يصنعه عمدا يقول فيما أتيته عمدا خطيت وفيما لم يتعمده أخطأت وكذلك قال أبو بكر ابن الأنباري الخطأ الإثم يقال قد خطا يخطا إذا أثم وأخطأ يخطئ إذا فارق الصواب وكذلك قال ابن الا نبارى في قوله تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين فان المفسرين كابن عباس وغيره قالوا لمذنبين آثمين في أمرك وهو كما قالوا فإنهم قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين وكذلك قال العزيز لامرأته واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين قال ابن الأنباري ولهذا اختير خاطئين على مخطئين وان كان اخطأ على ألسن الناس أكثر من خطا يخطى لان معنى خطا يخطى فهو خاطئ آثم ومعنى أخطأ يخطئ ترك الصواب ولم يأثم قال عبادك يخطئون وأنت رب تكفل المنايا والحتوم وقال الفراء(1/121)
الخطأ الإثم الخطأ والخطأ والخطا ممدود ثلاث اللغات قلت يقال في العمد خطأ كما يقال في غير العمد على قراءة بن عامر فيقال لغير المتعمد أخطأت كما يقال له خطيت ولفظ الخطيئة من هذا ومنه قوله تعالى مما خطيئاتهم أغرقوا وقول السحرة إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ومنه قوله في الحديث الصحيح الإلهي يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم وفي الصحيحين عن أبى موسى عن النبي أنه كان يقول في دعائه اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي أنه قال أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد والذين قالوا كل مجتهد مصيب والمجتهد لا يكون على خطأ وكرهوا أن يقال للمجتهد إنه أخطأ هم وكثير من العامة يكره أن يقال عن إمام كبير إنه أخطأ وقوله أخطأ لأن هذا اللفظ يستعمل في الذنب كقراءة بن عامر إنه كان خطأ كبيرا ولأنه يقال في العامد أخطأ يخطئ كما قال يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم فصار لفظ الخطأ وأخطأ قد يتناول النوعين كما يخص غير العامل وأما لفظ الخطيئة فلا يستعمل إلا في الإثم والمشهور أن لفظ الخطأ يفارق العمد كما قال تعالى وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ الآية ثم قال بعد ذلك ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وقد بين الفقهاء أن الخطأ ينقسم إلى خطأ في الفعل وإلى خطأ في القصد فالأول أن يقصد الرمى إلى ما يجوز رميه من صيد وهدف فيخطئ بها وهذا فيه الكفارة والدية والثانى أن يخطى في قصده لعدم العلم كما أخطأ هناك لضعف(1/122)
القوة وهو أن يرمى من يعتقده مباح الدم ويكون معصوم الدم كمن قتل رجلا في صفوف الكفار ثم تبين أنه كان مسلماً والخطأ في العلم هو من هذا النوع ولهذا قيل في أحد القولين إنه لا دية فيه لأنه مأمور به بخلاف الأول وأيضا فقد قال تعالى وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ففرق بين النوعين وقال تعالى : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وقد ثبت في الصحيح ان الله تعالى قال قد فعلت فلفظ الخطأ وأخطأ عند الإطلاق يتناول غير العامد وإذا ذكر مع النسيان أو ذكر في مقابلة العامد كان نصا فيه وقد يراد به مع القرينة العمد أو العمد والخطأ جميعا كما في قراءة بن عامر وفى الحديث الإلهي إن كان لفظه كما يرويه عامة المحدثين تخطئون بالضم وأما اسم الخاطئ فلم يجيء في القرآن الا للاثم بمعنى الخطيئة كقوله واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين وقوله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين وقوله يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين وقوله لا يأكله إلا الخاطئون وإذا تبين هذا فكل مجتهد مصيب غير خاطئ وغير مخطئ أيضا إذا أريد بالخطأ الإثم على قراءة بن عامر ولا يكون من مجتهد خطأ وهذا هو الذي أراده من قال كل مجتهد مصيب وقالوا الخطأ والإثم متلازمان فعندهم لفظ الخطأ كلفظ الخطيئة على قراءة بن عامر وهم يسلمون أنه يخفى عليه بعض العلم الذي عجز عنه لكن لا يسمونه خطا لأنه لم يؤمر به وقد يسمونه خطأ إضافيا بمعنى أنه اخطأ شيئا لو علمه لكان عليه ان يتبعه وكان هو حكم الله في حقه ولكن الصحابة والأئمة الأربعة رضي الله عنهم وجمهور السلف يطلقون لفظ الخطأ على غير العمد وإن لم يكن إثما كما نطق بذلك القرآن والسنة في غير موضع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فاخطأ فله أجر وقال غير واحد من الصحابة كابن مسعود أقول فيها برأيي فان يكن صوابا فمن الله وان يكن خطأ فمنى ومن(1/123)
الشيطان والله ورسوله بريئان منه وقال علي في قصة التى أرسل إليها عمر فأسقطت لما قال له عثمان وعبد الرحمن رضي الله عنهما أنت مؤدب ولا شيء عليك ان كانا اجتهدا فقد أخطآ وان لم يكونا اجتهدا فقد غشاك وأحمد يفرق في هذا الباب فإذا كان في المسألة حديث صحيح لا معارض له كان من أخذ بحديث ضعيف أو قول بعض الصحابة مخطئا وإذا كان فيها حديثان صحيحان نظر في الراجح فأخذ به ولا يقول لمن أخذ بالآخر إنه مخطئ وإذا لم يكن فيها نص اجتهد فيها برأيه قال ولا أدري أصبت الحق أم أخطأته ففرق بين أن يكون فيها نص يجب العمل به وبين أن لا يكون كذلك وإذا عمل الرجل بنص وفيها نص آخر خفي عليه لم يسمه مخطئا لأنه فعل ما وجب عليه لكن هذا التفصيل في تعيين الخطأ فان من الناس من يقول لا أقطع بخطأ منازعي في مسائل الاجتهاد ومنهم من يقول أقطع بخطئه وأحمد فصل وهو الصواب وهو إذا قطع بخطئه بمعنى عدم العلم لم يقطع بإثمه هذا لا يكون إلا في من علم أنه لم يجتهد وحقيقة الأمر أنه إذا كان فيها نص خفي على بعض المجتهدين وتعذر عليه علمه ولو علم به لوجب عليه اتباعه لكنه لما خفي عليه اتبع النص الآخر وهو منسوخ أو مخصوص فقد فعل ما وجب عليه بحسب قدرته كالذين صلوا إلى بيت المقدس بعد أن نسخت وقبل أن يعلموا بالنسخ وهذا لان حكم الخطاب لايثبت في حق المكلفين إلا بعد تمكنهم من معرفته في أصح الأقوال وقيل يثبت معنى وجوب القضاء لا بمعنى الإثم وقيل يثبت في الخطاب المبتدأ دون الناسخ والأقوال الثلاثة في مذهب أحمد وغيره وإذا كان كذلك فما لم يسمعه المجتهد من النصوص الناسخة أو المخصوصة فلم تمكنه معرفته فحكمه ساقط عنه وهو مطيع لله في عمله بالنص المنسوخ والعام ولا إثم عليه فيه وهنا تنازع الناس على ثلاثة أقوال قيل عليه اتباع الحكم الباطن وأنه إذا أخطأ كان مخطئاً عند الله وفى الحكم تارك لما أمر به مع قولهم إنه لا إثم عليه وهذا تناقض فان من ترك ما أمر به فهو(1/124)
آثم فكيف يكون تاركا لمأمور به وهو غير آثم وقيل بل لم يؤمر قط بالحكم الباطن ولا هو حكم في حقه ولا أخطأ حكم الله ولا لله في الباطن حكم في حقه غير ما حكم به ولا يقال له أخطأ فان الخطأ عندهم ملازم للاثم وهم يسلمون أنه لو علمه لوجب عليه العمل به ولكان حكما في حقه فكان النزاع لفظيا وقد خالفوا في منع اللفظ في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأيضاً فقولهم ليس في الباطن حكم خطأ بل حكم الله في الباطن هو ما جاء به النص الناسخ والخاص ولكن لا يجب عليه أن يعمل به حتى يتمكن من معرفته فسقط عنه لعجزه وقيل كان حكم الله في حقه هو الأمر الباطن ولكن لما اجتهد فغلب على ظنه أن هذا هو حكم الله انتقل حكم الله في حقه فصار مأموراً بهذا والصحيح ما قاله أحمد وغيره أن عليه أن يجتهد فالواجب عليه الاجتهاد ولا يجب عليه إصابته في الباطن إذا لم يكن قادراً عليه وإنما عليه أن يجتهد فان ترك الاجتهاد أثم وإذا اجتهد ولم يكن في قدرته أن يعلم الباطن لم يكن مأمورا به مع العجز ولكن هو مأمور به وهو حكم الله في حقه بشرط أن يتمكن منه ومن قال إنه حكم الله في الباطن بهذا الاعتبار فقد صدق وإذا اجتهد فبين الله له الحق في الباطن فله أجران كما قال تعالى ففهمناها سليمان ولا نقول ان حكم الله انتقل في حقه فكان مأمورا قبل الاجتهاد بالحق للباطن ثم صار مأموراً بعد الاجتهاد لما ظنه بل مازال مأمورا بأن يجتهد ويتقى الله ما استطاع وهو إنما أمر بالحق لكن بشرط أن يقدر عليه فإذا عجز عنه لم يؤمر به وهو مأمور بالاجتهاد فإذا كان اجتهاده اقتضى قولا آخر فعليه أن يعمل به لا لأنه أمر بذلك القول بل لان الله أمره أن يعمل بما يقتضيه اجتهاده وبما يمكنه معرفته وهو لم يقدر إلا على ذلك القول فهو مأمور به من جهة أنه مقدوره لا من جهة عينه كالمجتهدين في القبلة إذا صلوا إلى أربع جهات فالمصيب للقبلة واحد والجميع فعلوا ما أمروا به لا إثم عليهم وتعيين القبلة(1/125)
سقط عن العاجزين عن معرفتها وصار الواجب على كل أحد أن يفعل ما يقدر عليه من الاجتهاد وهو ما يعتقد أنه الكعبة بعد اجتهاده فهو مأمور بعين الصواب لكن بشرط القدرة على معرفته ومأمور بما يعتقد أنه الصواب وأنه الذي يقدر عليه وإذا رآه لم يتعين من جهة الشارع صلوات الله وسلامة عليه بل من جهة قدرته لكن إذا كان متبعا لنص ولم يبلغه ناسخه فهو مأمور باتباعه إلى أن يعلم الناسخ فان المنسوخ كان حكم الله في حقه باطنا وظاهرا وذلك لا يقبل إلا بعد بلوغ الناسخ له وأما اللفظ العام إذا كان مخصوصا فقد يقال صورة التخصيص لم يردها الشارع لكن هو اعتقد أنه أرادها لكونه لم يعلم التخصيص وهكذا يقال فيما نسخ من النصوص قبل ان يجب العمل به على المجتهد كالنصوص التى نسخت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعلم بعض الناس بنسخها وقد بلغه المنسوخ بها لا يقال إن المنسوخ ثبت حكمه في حقه باطناً وظاهراً كما قيل في أهل القبلة الذين وجب عليهم استقبالها باطنا وظاهرا قبل النسخ ولكن يقال من لم يبلغه النص الناسخ وبلغه النص الآخر فعليه اتباعه والعمل به وعلى هذا فتختلف الأحكام في حق المجتهدين بحسب القدرة على معرفة الدليل فمن كان غير متمكن من معرفة الدليل الراجح كالناسخ والمخصص فهذا حكم الله من جهة العمل بما قدر عليه من الأدلة وان كان في نفس الأمر دليل معارض راجح لم يتمكن من معرفته فليس عليه اتباعه الا إذا قدر على ذلك وعلى هذا فالآية إذا احتملت معنيين وكان ظهور أحدهما غير معلوم لبعض الناس بل لم يعلم الا ما لا يظهر للآخر كان الواجب عليه العمل بما دله على ذلك المعنى وان كان غيره عليه العمل بما دله على المعنى الآخر وكل منهما فعل ما وجب عليه لكن حكم الله في نفس الأمر واحد بشرط القدرة وإذا قيل فما فعله ذاك أمره الله به أيضا قيل لم يأمر به عينيا بل أمره أن يتقي الله ما استطاع ويعمل بما ظهر له ولم يظهر له الا هذا فهو مأمور به من جهة(1/126)
جنس المقدور والمعلوم والظاهر بالنسبة إلى المجتهد ليس مأموراً به من جهة عينه نفسه فمن قال لم يؤمر به فقد أصاب ومن قال هو مأمور به من جهة أنه هو الذي قدر عليه وعلمه وظهر له ودل عليه الدليل فقد أصاب كما لو شهد شاهدان عند الحاكم وقد غلطا في الشهادة فهو مأمور أن يحكم بشهادة ما شهدا به مطلقاً لم يؤمر بغير ما شهدا به في هذه القضية ولهذا قال إنكم تختصمون إلى ولعل بعضكم ان يكون ألحن بحجته من بعض وإنما أقضى بنحو مما أسمع فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار فهو إذا ظهرت له حجة أحدهما فلم يذكر الآخر حجته فقد عمل بما ظهر له ولا يكلف الله نفساً الا وسعها وهو مطيع لله في حقه من جهة قدرته وعلمه لا من جهة كون ذلك المعين أمر الله به فإن الله لا يأمر بالباطل والظلم والخطأ ولكن لا يكلف نفساً الا وسعها وهذا يتناول الأحكام النبوية والخبرية والمجتهد المخطئ له أجر لأن قصده الحق وطلبه بحسب وسعه وهو لا يحكم الا بدليل كحكم الحاكم بإقرار الخصم بما عليه ويكون قد سقط بعد ذلك بإبراء أو قضاء ولم يقم به حجة وحكمه بالبراءة مع اليمين ويكون قد اشتغلت الذمة باقتراض أو ابتياع أو غير ذلك لكن لم يقم به حجة وحكم لرب اليد مع اليمين ويكون قد انتقل الملك عنه أو يده يد غاصب لكن لم يقم به حجة وكذلك الأدلة العامة يحكم المجتهد بعمومه وما يخصه ولم يبلغه أو بنص وقد نسخ ولم يبلغه أو يقول بقياس ظهر وفيه التسوية وتكون تلك الصورة امتازت بفرق مؤثر وتعذرت عليه معرفته فان تأثير الفرق قد يكون بنص لم يبلغه وقد يكون وصفا خفيا ففي الجملة الأجر هو على اتباعه الحق بحسب اجتهاده ولو كان في الباطن حق يناقضه هو أولى بالأتباع لو قدر على معرفته لكن لم يقدر فهذا كالمجتهدين في جهات الكعبة وكذلك كل من عبد عبادة نهى عنها ولم يعلم بالنهى لكن هي من جنس المأمور به مثل من صلى في أوقات النهى وبلغه الأمر العام بالصلاة(1/127)
ولم يبلغه النهى أو تمسك بدليل خاص مرجوح مثل صلاة جماعة من السلف ركعتين بعد العصر لأن النبي صلاهما ومثل صلاة رويت فيها أحاديث ضعيفة أو موضوعة كألفية نصف شعبان وأول رجب وصلاة التسبيح كما جوزها بن المبارك وغير ذلك فإنها إذا دخلت في عموم استحباب الصلاة ولم يبلغه ما يوجب النهى أثيب على ذلك وان كان فيها نهى من وجه لم يعلم بكونها بدعة تتخذ شعاراً ويجتمع عليها كل عام فهو مثل أن يحدث صلاة سادسة ولهذا لو أراد أن يصلى مثل هذه الصلاة بلا حديث لم يكن له ذلك لكن لما روى الحديث اعتقد أنه صحيح فغلط في ذلك فهذا يغفر له خطؤه ويثاب على جنس المشروع وكذلك من صام يوم العيد ولم يعلم بالنهى بخلاف ما لم يشرع جنسه مثل الشرك فان هذا لا ثواب فيه وإن كان الله لا يعاقب صاحبه إلا بعد بلوغ الرسالة كما قال تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا لكنه وإن كان لا يعذب فان هذا لا يثاب بل هذا كما قال تعالى وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً قال بن المبارك هي الأعمال التي عملت لغير الله وقال مجاهد هي الأعمال التي لم تقبل وقال تعالى مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح الآية فهؤلاء أعمالهم باطلة لا ثواب فيها وإذا نهاهم الرسول عنها فلم ينتهوا عوقبوا فالعقاب عليها مشروط بتبليغ الرسول وأما بطلانها في نفسها فلأنها غير مأمور بها فكل عبادة غير مأمور بها فلا بد أن ينهى عنها ثم إن علم أنها منهي عنها وفعلها استحق العقاب فان لم يعلم لم يستحق العقاب وإن اعتقد أنها مأمور بها وكانت من جنس المشروع فانه يثاب عليها وإن كانت من جنس الشرك فهذا الجنس ليس فيه شيء مأمور به لكن قد يحسب بعض الناس في بعض أنواعه أنه مأمور به وهذا لا يكون مجتهدا لأن المجتهد لابد أن يتبع دليلا شرعيا وهذه لا يكون عليها دليل شرعي لكن قد يفعلها باجتهاد مثله وهو تقليده لمن فعل ذلك من الشيوخ والعلماء والذين فعلوا ذلك قد فعلوه لأنهم(1/128)
رأوه ينفع أو لحديث كذب سمعوه فهؤلاء إذا لم تقم عليهم الحجة بالنهي لا يعذبون وأما الثواب فانه قد يكون ثوابهم أنهم أرجح من أهل جنسهم وأما الثواب بالتقرب إلى الله فلا يكون بمثل هذه الأعمال ، ( فصل) والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط في غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد ان الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته أو اعتقد ان الله لا يرى لقوله لا تدركه الأبصار ولقوله وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب كما احتجت عائشة بهاتين الآيتين على انتفاء الرؤية في حق النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يدلان بطريق العموم وكما نقل عن بعض التابعين ان الله لا يرى وفسروا قوله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة بأنها تنتظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح أو من اعتقد ان الميت لا يعذب ببكاء الحي لاعتقاده ان قوله ولا تزر وزارة وزر أخرى يدل على ذلك وان ذلك يقدم على رواية الراوي لان السمع يغلط كما اعتقد ذلك طائفة من السلف والخلف أو اعتقد ان الميت لا يسمع خطاب الحي لاعتقاده ان قوله إنك لا تسمع الموتى يدل على ذلك أو اعتقد ان الله لا يعجب كما اعتقد ذلك شريح لاعتقاده ان العجب انما يكون من جهل السبب والله منزه عن الجهل أو اعتقد ان عليا أفضل الصحابة لاعتقاده صحة حديث الطير وان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر أو اعتقد ان من جس للعدو وعلمهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم فهو منافق كما اعتقد ذلك عمر في حاطب وقال دعني اضرب عنق هذا المنافق أو اعتقد ان من غضب لبعض المنافقين غضبة فهو منافق كما اعتقد ذلك أسيد بن حضير في سعد بن عبادة وقال انك منافق تجادل عن المنافقين أو اعتقد ان بعض الكلمات أو الآيات أنها ليست من القرآن لان ذلك لم يثبت عنده بالنقل الثابت كما(1/129)
نقل عن غير واحد من السلف أنهم أنكروا ألفاظاً من القران كإنكار بعضهم وقضى ربك وقال انما هي ووصى ربك وإنكار بعضهم قوله وإذ أخذ الله ميثاق النبيين وقال انما هو ميثاق بنى إسرائيل وكذلك هي في قراءة عبد الله وإنكار بعضهم أو لم ييئس الذين آمنوا انما هي أو لم يتبين الذين آمنوا وكما أنكر عمر على هشام بن الحكم لما رآه يقرأ سورة الفرقان على غير ما قرأها وكما أنكر طائفة من السلف على بعض القراء بحروف لم يعرفوها حتى جمعهم عثمان على المصحف الإمام وكما أنكر طائفة من السلف والخلف ان الله يريد المعاصي لاعتقادهم أن معناه أن الله يحب ذلك ويرضاه ويأمر به وأنكر طائفة من السلف والخلف ان الله يريد المعاصي لكونهم ظنوا ان الإرادة لا تكون إلا بمعنى المشيئة لخلقها وقد علموا ان الله خالق كل شيء وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن والقرآن قد جاء بلفظ الإرادة بهذا المعنى وبهذا المعنى لكن كل طائفة عرفت أحد المعنيين وأنكرت الآخر وكالذي قال لأهله إذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في اليم فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين وكما قد ذكره طائفة من السلف في قوله أيحسب أن لن يقدر عليه أحد وفي قول الحواريين هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء وكالصحابة الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا يوم القيامة فلم يكونوا يعلمون أنهم يرونه وكثير من الناس لا يعلم ذلك إما لأنه لم تبلغه الأحاديث وإما لأنه ظن أنه كذب وغلط .
---
(1/130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير يعقوب بن سفيان
---
تفسير يعقوب بن سفيان
---
خالد بن عمر
12-10-2006, 04:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل فِي ملتقى أَهْلِ التفسير حفظهم الله تعالى
كتبت مسوَّدة لموضوع حول إحدى الرِّوايات التي يتشبث بِهَا الروافض فِي إثبات قصة تصدُّق على بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ بخاتمه وَهُوَ راكع فِي صلاته ، وَقَدْ بينت بطلان هَذِهِ الرِّوَايةِ وَبَعْض حماقات الروافض وجهلهم بعلم الْحَدِيثِ .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68746&highlight=%D1%C7%DF%DA%E6%E4
مَا أثار استغرابي أن هَذِهِ الرِّوَاية منسوبة لتفسير ( يَعْقُوب بْن سفيان الفسوي ) صاحب المعرفة والتاريخ وَغَيْرِهَما
وَقَدْ سألت كَثِيْرَاً من المشايخ عَنْ هَذَا التفسير فلم أظفر بشيء يفيد عَنْهُ ، وسألت المستشرق موراني فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ يسمع بِهِ أيضا
وَقَدْ جمعت الروايات المنسوبة إلى هَذَا التفسير وبدأت فِي تخريجها ومقارنتها بِبَقِيَّة الروايات فِي كَتَبِ أَهْلِ السنة وَمَا وقفت عَلَيْهِ من كَتَبِ الرَّوافض لأنظر فِي حَال هَذِهِ الرِّوايات ، وسأنشر البحث حَالَ انتهائي مِنْهُ إن شاء الله لينظر فِيهِ المشايخ
وَقَدْ وقفت على ذكرٍ لهذا التفسير فِي كتاب الأنساب للسمعاني ، وَذَكَرَ أن عَبْد الْعَزِيزِ النَّخشبي سمع قطعة مِنْهُ
قَالَ السمعاني رحمه الله :
الطرواخي: بضم الطاء المهملة، وقيل: بفتحها وسكون الراء، والواو، وَفِي آخرها الخاء المنقوطة.
هَذِهِ النسبة إلى " طرواخي " وَهِيَ من قرى بخارى ، على أربع فراسخ منها، وأهل بخارى العوام منهم يقولون لها: طراخي.(1/131)
والمشهور منها: الفقيه أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحيد بْن سَعِيدٍ الطرواخي، أَحَدَ الفقهاء، حدث عَنْ الفقيه سَعِيد بْن مُوسَى الكعبي الخوارزمي، وأبي بَكْرٍ القاسمي صاحب يَعْقُوب بْن سفيان، وَهُوَ صاحب يَعْقُوب بْن سفيان بْن جوان الكبير صاحب التصانيف، روى عنه أبو كامل البصيري، ذكره أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُحَمَّد النخشبي الْحَافِظُ فِي " معجم شيوخه " قَالَ: أَبُو الفضل الطرواخي، شَيْخٌ فقيه على مذهب الشافعي، ثقة فِي الرِّوَايةِ ، لَهُ أصول صحاح ، وسماعات فِي كَتَبِ النَّاس، سمع أَبَا الْحُسَيْنِ مُحَمَّد بْن عمران بْن مُوسَى الجرجاني، وأبا أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ الحاكم المحتسب ، وأبا بَكْرٍ مُحَمَّد بْن القاسم ، وأبا سَعِيدٍ بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب الرازي وجماعة.
سمعنا مِنْهُ قطعةً صالحةً من " تفسير " يَعْقُوبَ بْن سُفْيَان ، وغيره.
فهل أجد عندكم مَا يفيد حول هَذَا التفسير
أخوكم
خَالِدُ بْنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ الغَامِدِيُّ
---
خالد بن عمر
12-10-2006, 05:13 PM
مَا أثار استغرابي أن هَذِهِ الرِّوَاية منسوبة لتفسير ( يَعْقُوب بْن سفيان الفسوي ) صاحب المعرفة والتاريخ وَغَيْرِهَما
معذرة الصواب ( وغيره ) لأن الاسم لكتاب واحد
وليت المشايخ يفيدون بما عندهم
---
(1/132)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً "!
---
"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً "!
---
أبو إسحاق
06-24-2006, 11:48 AM
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة الحجرات:"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ".قال القرطبي في تفسيره:"مَثّل الله الغِيبة بأكل الميتة؛ لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه كما أن الحي لا يعلم بغِيبة من اغتابه. وقال ابن عباس: إنما ضرب الله هذا المثل للغِيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر، وكذا الغِيبة حرام في الدّين وقبيح في النفوس. وقال قتادة: كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً كذلك يجب أن يمتنع من غِيبته حيًّا. واستعمِل أكل اللحم مكان الغِيبة لأن عادة العرب بذلك جارية. قال الشاعر:
<B>فإن أكلوا لحمي وفَرت لحومهم ***وإن هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لهم مَجْدا </B>
وقال صلى الله عليه وسلم: " ما صام من ظل يأكل لحوم الناس " فشبّه الوقيعة في الناس بأكل لحومهم. فمن تنقّص مسلماً أو ثَلَم عرضه فهو كالآكل لحمه حيًّا، ومن اغتابه فهو كالآكل لحمه ميتاً.
وقال الشوكاني:"مثل سبحانه الغيبة بأكل الميتة؛ لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه، كما أن الحيّ لا يعلم بغيبة من اغتابه، ذكر معناه الزجاج. وفيه إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه، وأنه كما يحرم أكل لحمه يحرم الاستطالة في عرضه، وفي هذا من التنفير عن الغيبة، والتوبيخ لها، والتوبيخ لفاعلها، والتشنيع عليه ما لا يخفى، فإن لحم الإنسان مما تنفر عن أكله الطباع الإنسانية، وتستكرهه الجبلة البشرية، فضلاً عن كونه محرّماً شرعاً " فَكَرِهْتُمُوهُ ".(1/133)
وقال إبن عطية في تفسيره:"ثم مثل تعالى الغيبة بأكل لحم ابن آدم الميت، والعرب تشبه الغيبة بأكل اللحم. فمنه قول الشاعر سويد بن أبي كاهل اليشكري: (الرمل)
<B>فإذا لاقيته عظّمني ***وإذا يخلو له لحمي رتع </B>
واما إبن عاشور فقد قال:"وإنما قال: " ولا يغتب بعضكم بعضاً " دون أن يقول: اجتنبوا الغيبة. لقصد التوطئة للتمثيل الوارد في قوله: " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا " لأنه لما كان ذلك التمثيل مشتملاً على جانب فاعل الاغتياب ومفعولِه مُهّد له بما يدلّ على ذاتين لأن ذلك يزيد التمثيل وضوحاً.
فالملاحظ ان كل المفسرين حملوا المعنى على المجاز ولم يحملوه على الحقيقة,لأن أكل لحم الانسان حقيقة لا يقع فكانت الاستعارة والتمثيل أبلغ في التعبير وأقصد...وهذا هو المرام من المجاز.
وانتشار التشبيه والاستعارة وأنواع المجاز المختلفة يقدم التعبير الدقيق والتصوير الواضح للمعاني الكثيرة في عبارات مختصرة قليلة الألفاظ توصل المعاني المرادة من المتكلم إلى السامع في أقل وقت وفي سياق هذه العبارات من القرائن ما يلفت نظره إلى المعنى المقصود بل يكتفي المتكلم في أحيان كثيرة بالقرائن (الحالية) المفهومة من موضوع الحديث أو حال المتكلم أو السامع. فالحقيقة تدل على معناها بنفسها وتتبادر إلى فهم السامع عند عدم وجود قرينة صارفة بمجرد سماع الألفاظ، والمجاز لا يدل على معناه إلا بوجود القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي وتتفاوت الأفهام في ملاحظة هذه القرينة والتنبه لها، لذا كان المجاز بأنواعه من معايير تذوق اللغات ورقيها
---
(1/134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هم أولو العزم من الرسل ؟
---
من هم أولو العزم من الرسل ؟
---
المرحب دوم
12-11-2003, 10:03 PM
السلام عليكم
إخوتي الكرام : أنا سمعت بعبارة : (أولي العزم).
وأنا لا أعرف ما هو معناها !
أرجو منكم إفادتنا ، ولكم جزيل الشكر.
---
أبومجاهدالعبيدي
12-12-2003, 12:27 AM
هذه بعض الآثار التي أوردها السيوطي في الدر المنثور في بيان معنى :( أولو العزم )
( وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال : أولو العزم من الرسل النبي صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى .
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أبي العالية { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } قال : نوح وهود وإبراهيم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا وكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح : " يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله ) ( يونس، الآية 71 ) إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين ( قالوا : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله وأشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه ) ( تعود ؟ ؟ الآية 53 ) فأظهر لهم المفارقة قال لإبراهيم ( لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم ) ( الممتحنة، الآية 4 ) إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة قال يا محمد : ( قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله ) ( الأنعام الآية 56 ) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فقرأها على المشركين فأظهر لهم المفارقة .
وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله { أولو العزم } قال : هم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى .
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال { أولو العزم } إسماعيل ويعقوب وأيوب، وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان .(1/135)
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال : { أولو العزم } نوح وإبراهيم وموسى وعيسى .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } قال : هم الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان .
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : بلغني أن أولي العزم من الرسل كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر . ) انتهى المراد نقله .
والعزم :بمعنى الإرادة الصلبة القوية، يقول الراغب في مفرداته: إنّ العزم هو عقد القلب على إمضاء الأمر.
وقد استعملت كلمة العزم في مورد الصبر في آيات القرآن المجيد أحياناً، كقوله تعالى: (ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأُمور).
وجاءت أحياناً بمعنى الوفاء بالعهد، كقوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً).
تنبيه
حصر بعض أهل العلم أولي العزم من الرسل في الخمسة المذكورين في آيتي الأحزاب والشورى ، وليس هناك دليل يدل على صحة ما ذهبوا إليه .
ولا شك أن الأنبياء الخمسة - الذين هم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليهم أجمعين - هم أفضل الأنبياء ، وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أول من يدخل تحت هذا الوصف ؛ إلا أن الأنبياء جميعاً من أهل العزم .
ويؤيد هذا ما أخرجه ابن جرير عن ابن زيد , في قوله : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } قال : كل الرسل كانوا أولي عزم لم يتخذ الله رسولا إلا كان ذا عزم , فاصبر كما صبروا .
وفي تفسير القرطبي : ( وقال ابن عباس أيضا : كل الرسل كانوا أولي عزم . واختاره علي بن مهدي الطبري , قال : وإنما دخلت " من " للتجنيس لا للتبعيض , كما تقول : اشتريت أردية من البز وأكسية من الخز . أي اصبر كما صبر الرسل .)
---
أبومجاهدالعبيدي
12-16-2003, 10:24 PM(1/136)
رجح الإمام الشنقيطي في أضواء البيان أن المراد بأولي العزم من الرسل : الخمسة المذكورون في آيتي الأحزاب والشورى
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) (الأحزاب:7)
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (الشورى:13)
قال رحمه الله : (اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل في هذه الآية الكريمة اختلافاً كثيراً.
وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة، وهم الذين قدمنا ذكرهم في الأحزاب والشورى، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
وعلى هذا القول فالرسل الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا أربعة فصار هو صلى الله عليه وسلم خامسهم.)
ثم قال :
( واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن لفظة من، في قوله: من الرسل بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق، كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ}، فأمر الله جل وعلا نبيه في آية القلم هذه بالصبر، ونهاه عن أن يكون مثل يونس، لأنه هو صاحب الحوت وكقوله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} فآية القلم، وآية طه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل والعلم عند الله تعالى.)(1/137)
وقد ذكر البلنسي في تفسير مبهمات القرآن أن الناس اختلفوا في أولي العزم من الرسل على أقوال كثيرة حصرها القاضي أبوبكر بن العربي في عشرة أقوال .
ثم أورد هذه الأقوال العشرة مع التعليق على بعضها ، ثم ختم بقوله :
( والصحيح عند الحذاق أن كل من أثنى الله عليه بالصبر مطلقاً فهو من أولي العزم .) 2/505-508
وجميل ما قاله ابن عطية :ولا محالة أن لكل نبي ورسول عزماً وصبراً.
وقد علق القاضي محمد كنعان على آية الأحقاف بما حاصله أنه ليس هناك دليل على تعيين أولي العزم ، وأن الأنبياء كلهم من أولي العزم .
وأما آية طه {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} في حق آدم فلا تدل على أنه ليس من أهل العزم عموماً ، وإنما نفي عنه العزم في مسألة أكل الشجرة ، أي لم نجد له عزماً في ترك الأكل من الشجرة التي نهي عنها .
وعل كلٍ ؛ كثير من المفسرين على أنهم الخمسة المشار إليهم أعلاه ، مع التنبيه على أن محمداً صلى الله عليه وسلم - وهو سيدهم وإمامهم - ليس داخلاً في آية الأحقاف ؛ لأنه مأمور بأن يصبر كصبرهم .
وقد نظم بعضهم في أولي العزم فقال :
أولو العزم نوح والخليل الممجد وموسى وعيسى والحبيب محمد
---
(1/138)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج السر المصون بعد إضافة القراءة الصوتية
---
برنامج السر المصون بعد إضافة القراءة الصوتية
---
شريف بن أحمد مجدي
05-25-2005, 11:26 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أقدم لكم برنامج السر المصون في رواية قالون بعد إضافة القراءة الصوتية والذي يحتوي على ( نظم السر المصون في رواية قالون للشيخ عبد الفتاح القاضي - شرح النظم من كتاب شرح السر المصون في رواية قالون للشيخ عبد الفتاح القاضي - القراءة الصوتية للنظم بصوت أخونا الشيخ طه)
ملاحظة : البرنامج إن شاء الله سأقوم بإضافة تعديلات عليه فيما بعد وقد يحدث عيب في البرنامج وخاصة مع ويندوز xp ففي حالة تشغيل الصوت يظل يعمل حتى ولو أغلقت البرنامج حتى تنتهى القراءة ولتفادي هذا قم بالضغط على الموضع الذي تقوم بتشغيل الصوت منه بالفأرة اليمني ومن ثم أختار فتح (open) وقم بتشغيلة بالضغط على تشغيل
---
شريف بن أحمد مجدي
05-27-2005, 08:13 AM
هل القراءة الصوتية تعمل معكم أم لا؟ إن لم تكن تعمل فجرب هذه
---
شريف بن أحمد مجدي
06-25-2005, 03:25 PM
إذا لم تعمل القراءة الصوتية معكم فوموا بتحميل البرنامج المرفق تم قوموا بتنصيبه وإن شاء الله ستعمل معكم القراءة
---
(1/139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الأقوى : دلالة الإجماع أم دلالة السياق ؟ تأمل هذا المثال
---
ما الأقوى : دلالة الإجماع أم دلالة السياق ؟ تأمل هذا المثال
---
أبومجاهدالعبيدي
01-11-2004, 11:37 AM
قرأت في أحكام القرآن لابن العربي المالكي ما نصه :
(قوله تعالى : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } . فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : قال المفسرون بأجمعهم : أقسم الله هنا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا له ، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون وفي حيرتهم يترددون . قالوا : روي عن ابن عباس أنه قال : " ما خلق الله وما ذرأ ولا برأ نفسا أكرم عليه من محمد ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره " .
وهذا كلام صحيح ، ولا أدري ما الذي أخرجهم عن ذكر لوط إلى ذكر محمد ، وما الذي يمنع أن يقسم الله بحياة لوط ، ويبلغ به من التشريف ما شاء ؛ فكل ما يعطي الله للوط من فضل ويؤتيه من شرف فلمحمد ضعفاه ؛ لأنه أكرم على الله منه . أولا تراه قد أعطى لإبراهيم الخلة ، ولموسى التكليم ، وأعطى ذلك لمحمد ، فإذا أقسم الله بحياة لوط فحياة محمد أرفع ، ولا يخرج من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذكر لغير ضرورة . )
فماذا يفهم من كلامه هذا ؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2004, 10:26 PM
هل من تعليق أيها الإخوة المشاركون ؟ !
---
المنهوم
04-15-2004, 10:10 AM
يا اخ ابو مجاهد جزاك الله خيرا على ما تتحفنا به من فوائد
ولكني تأملت كلام ابن العربي ولي سؤال وهو:
انه ذكر لوط عيه السلام وما ادري ما علاقة لوط بهذا الكلام
وشكرا
---
المعتز بالإسلام
04-15-2004, 10:33 AM
الآية وردت ضمن سياق قصة لوط عليه السلام في سورة الحجر .
---
د. هشام عزمي
04-15-2004, 04:11 PM(1/140)
أما القسم بالنبي فهذا لا يتعارض مع السياق و لكن كون المقسم به قومه الذين في سكرتهم يعمهون و في سكرتهم يترددون ففيه غرابة لا تخفى على أحد !!
و الله أعلم .
---
فهد الوهبي
04-15-2004, 08:27 PM
الأخ الفاضل أبا مجاهد ..
أما أصل المسألة فلا شك أن الإجماع أقوى الأدلة إن صح ...
لكن المثال المذكور هنا لا بد من تحرير أمور فيه :
1- هل دلالة السياق هنا تقتضي أن يكون المقسم به لوط عليه السلام : فالحديث مع النبي صلى الله عليه وسلم كان في بداية سرد القصة حيث يقول تعالى : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ونبئهم عن ضيف إبراهيم ) ثم ذكر قصة إبراهيم ولوط وقال في سياقها : ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) وهذا خطاب ، ثم قال : ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) .
2- هل يصح الإجماع على أن المقسم به النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نقل عدد من المفسرين قولاً ثانياً وهو أن يكون القسم من الملائكة والمقسم به لوط عليه السلام .
والذي أفهمه من كلام ابن العربي رحمه الله أنه استغرب القول بأن المقسم به محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد يكون اعترض على تلازم أن يكون المقسم به النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون هو أشرف الخلق فلو قُدر أن المقسم به لوط عليه السلام فليس معنى ذلك أنه عليه السلام أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال القرطبي تعليقاً على قول ابن العربي : " قلت ما قاله حسن فإنه كان يكون قسمه سبحانه بحياة محمد e كلاما معترضا في قصة لوط قال القشيري أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم في تفسيره ويحتمل أن يقال يرجع ذلك إلى قوم لوط أي كانوا في سكرتهم يعمهون وقيل لما وعظ لوط قومه وقال هؤلاء بناتي قالت الملائكة يالوط لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ولايدرون ما يحل بهم صباحا .(1/141)
فإن قيل فقد أقسم تعالى بالتين والزيتون وطور سينين فما في هذا قيل له ما من شيء أقسم الله به إلا وذلك دلالة على فضله على ما يدخل في عداده فكذلك نبينا e يجب أن يكن أفضل ممن هو في عداده".
فهو رحمه الله اعتبر أن ما يقسم الله به دلالة على فضله على ما يدخل في عداده أي فضله على جنسه ولذا رُجح القول بأن المقسم به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وعلى كل حال لو صح أن لوطاً عليه السلام هو المقسم به فلا دلالة على تفضيله على نبينا صلى الله عليهم وسلم أجمعين والنصوص صريحة في ذلك .
ثم لا يكون هذا المثال ناقض لتقديم الإجماع إن صح على جميع الأدلة .
والكلام في حجية الإجماع طويل معلوم . والأصح في نظري أن يقال في عنوان المسألة هل يقدم دليل الإجماع أو دلالة السياق .
والله تعالى أعلم .
---
(1/142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي
---
إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي
---
أبو علي
07-04-2004, 10:10 AM
قال تعالى :
(إذ قال الله يا عيسىإني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون)
قيل في هذه الآية : إن الوفاة هنا تعني النوم.
وقيل في : إني متوفيك أن معناها : إني مميتك.
ومن قائل أن عيسى عليه السلام توفاه الله بضع ساعات
وقيل إن في الآية تقديم وتآخير.
فهل من فهم آخر لهذه الآية؟
---
أبو علي
07-05-2004, 11:17 AM
كلمة (الوفاة ) إذا أطلقت مجردة فلا تعني إلا انفصال الروح عن الجسد
أما إذا أريد بها النوم فإن كلمة الوفاة لا تأتي مجردة وإنما لا بد من قرينة تبين أنها تعني النوم كقوله تعالى : وهو الذي يتوافكم بالليل...
القرينة هنا ; (بالليل).
إذن بما أن (إني متوفيك ) جاءت مطلقة وليس في الآية أية قرينة تدل على أنها تعني النوم فإن الوفاة هنا تعني فصل الروح عن الجسد.
أما من قال إن الآية فيها تقديم وتأخير ، فإن التأخير والتقديم يحتاج إلى قرينة تبين العلة والسبب من التأخير أو التقديم.
وهذا مثال للتقديم والتأخير مع بيان العلة من التأخير :
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم...)
هنا لم يقل الله : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم والمسيح بن مريم أربابا من دون الله ) لأن الأحبار والرهبان رضوا أن يتخذهم اليهود والنصارى أربابا أما المسيح فاتخذه النصارى ربا بعد غيبته وهو لا يرضى بذلك ، فكان من الحكمة ألا يعطف الله (المسيح) على هؤلاء الأحبار والرهبان مباشرة وإنما فصل بينهم بالمفعول الثاني (أربابا من دون الله)
لننظر الآن هل في الآية تقديم وتأخير:(1/143)
إذا كان في الآية تقديم وتأخير فكأن المعنى هو : إني رافعك ومتوفيك.
أين القرينة التي تدلنا على العلة من التقديم والتأخير؟
قيل : لأن عيسى عليه السلام كأي مخلوق سيتوفاه الله بعد عودته إلى الأرض في آخر الزمان .
إذا عرضنا هذا القول على منطق الحكمة فإن هذا التقديم والتأخير لا يليق أن يقال في حق رسول علمه الله الكتاب والحكمة،
فهل يحتاج المسيح إلى التذكير بأنه سيتوفاه الله بعد انتهاء أجله في الأرض؟
هل يعقل ألا يعلم المسيح عليه السلام أن : كل شيء هالك إلا وجهه )؟
وهل يصح ألا يكون المسيح على علم ب : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وهو الذي علمه الله الكتاب والحكمة ،؟
فإذا كان آدم عليه السلام وهو جديد في الوجود علم أن الموت حق وكان سبب خروجه من الجنة هو غواية الشيطان له ( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) ، وما طمع في الخلود إلا ليقينه بالموت.
إذن فليس في الآية تقديم وتأخير ، وقوله تعالى : (إني متوفيك ورافعك إلي ) لا يصح أن تعني (إني رافعك إلي ومتوفيك) مثلما
لا يصح أن يقول الطبيب للمريض : إني مجري لك عملية جراحية ومبنجك ، وإنما العكس هو الصحيح : إني مبنجك ومجري لك عملية جراحية.
وللكلام بقية
---
سليمان داود
07-05-2004, 03:22 PM
أخي أبوعلي
هل تعني أن الله رفع عيسى اليه أثناء نومه (نوم عيسى )
ومن ثم يعيد تنزيله في المكان الموعود شرقي دمشق
وبعدها تكون الوفاة الحقيقيه لعيسى ابن مريم بأجل يعلمه الله؟؟؟؟
وهل تعني ؟؟ أن هذا الرجل؟؟ عيسى ؟؟عليه السلام حيا" يرزق في السماء؟؟؟
أرجوا التوضيح ؟؟
---
د. هشام عزمي
07-05-2004, 11:23 PM
ربما كنت محقًا بخصوص عدم وجود ترتيب و لكن قولك أن (كلمة (الوفاة ) إذا أطلقت مجردة فلا تعني إلا انفصال الروح عن الجسد) ففيه نظر .
---
أبو علي
07-06-2004, 10:58 AM
أخي سليمان : الله سبحانه وتعالى توفى المسيح عليه السلام الوفاة(1/144)
المطلقة (نزع الروح من الجسد) وعرجت الروج بقانونها النوراني، وعرج بالجسد أيضا بقانون غير قانون ماديته وإنما بقانون المعراج النوراني.
أخي د. هشام أرجو أن تتفضل مشكورا لتدلي بما تعلمه عن كلمة (الوفاة) فإني وجدتها في القرآن لا تأتي مطلقة إلا وتعني الموت.
الإنسان يتكون من روح وجسد ، ولكل طبيعته التكوينية، فالروح من نور والجسد من مادة.
فالروح طاقة (نور) والجسد مادة ، ولكل منهما قانونه ، وإذا كانت المادة لها قانون يحكمها والطاقة لها خصائصها وقانونها فإن المادة لا يمكن أن ترتقي إلى مستوى الروح إلا إذا تحولت إلى طاقة.
مثلا : إذا كان الضوء وهو طاقة سرعته 300000 كلم/الثانية فإن المادة لا يمكن أن تصل إلى سرعة الضوء إلا إذا تحولت من مادة إلى ضوء.
كذلك فإن الروح من نور مثلما الملائكة هم أيضا من نور ، فإذا عرجت الروح فإنها تعرج بقانونها الذي لا يدري مدى سرعته إلا خالق الروح.
وأما الجسد بماديته فإنه غير قادر على الوصول إلى سرعة الروح إلا إذا تحول إلى نور ، فإذا تحول الجسد إلى نور فإنه يفقد ماديته وبنيته
فيصبح غير قابل أن تحل فيه الروح إلا إذا وصل إلى غايته وعاد إلى سيرته الأولى بالتحول من الطاقة إلى أصله المادي.
فالمسيح عليه السلام توفاه الله (نزعت الروح من الجسد) لتصعد حسب قانون الروح.
وترقى الجسد المادي من ماديته إلى قانون الروح ليتزامن وصوله مع وصول الروح في آن واحد إلى السماء ، ثم تعود الروح لتحل في الجسد بعد أن يعود الجسد إلى ماديته.
وإذا أردت أن أضرب مثلا آخر نفهم منه سرعة المادة وسرعة الطاقة فإني أضرب بالرسالة المرسلة عبر البريد العادي التي تصل إلى صاحبها في بضعة أيام ، والرسالة الإلكترونية التي تصل إلى صاحبها خلال ثانية واحدة .(1/145)
ووفاة المسيح على الأرض وإحياءه في السماء آية تحققت في نفسه وتلك حكمة الله فإذا كانت معجزة إحياء الموتى آية عيسى للناس فمن الحكمة أن تتحقق في المسيح نفسه مثلما كانت معجزة رسولنا صلى الله عليه وسلم هي (الحكمة) المتمثلة في الكتاب العزيز فإن من تمام الحكمة أن يكون رسول الحكمة هو نفسه آية من الحكمة (فرضته الحكمة).
نعم فالحكمة تقتضي أن تكون آية الرسول في نفسه موافقة للآية التي أوتيها.
وقلت في موضوع سابق : إن الله ضرب المسيح بن مريم مثلا لخلق الإنسان الذي يكون روحا في بطن أمه .والمسيح (روح) ضرب مثلا.
وضرب الله محمدا صلى الله عليه وسلم مثلا لنشأة الإنسان الذي يولد أميا لا يعلم شيئا فيتعلم.
ثم لا بد أن يضرب الله المثل للنشأة الأخرى (الحياة بعد الموت) بعودة المسيح إلى الأرض، وفي عودته مثلا للحياة الآخرة،
---
د. هشام عزمي
07-06-2004, 08:16 PM
يقول شيخ الإسلام للدولة العثمانية مصطفى صبري - رحمه الله - في رده على فضيلة الشيخ محمد شلتوت رحمه الله مفتي الديار المصرية الأسبق :(1/146)
أما آيات التوفي التي تمسك بها الشيخ فليس فيها تأييد لمذهبه يعادل في القوة أو يداني ما في تكميل نفي القتل و الصلب بإثبات الرفع من تأييد مذهبنا ، لأن المعنى الأصلي للتوفي المفهوم منه مبادرة ليس هو الإماتة كما يزعم الشيخ بل معناه أخذ الشئ و قبضه تمامًا فهو أي التوفي و الاستيفاء في اللغة على معنى واحد ، قال في مختار الصحاح : "و استوفى حقه و توفاه بمعنى" و إنما الإماتة التي هي قبض الروح نوع من أنواع التوفي الذي يعمها و غيرها ، لكونه بمعنى القبض التام المطلق . و هذا منشأ غلط الشيخ شلتوت أو مغالطته في تفسير آيات القرآن التي يلزم أن يفهم منها رفع عيسى عليه السلام حيًا ، لأنه ظن أن القرآن معترف بموته في الآيات الدالة على توفيه كما ظن أن التوفي معناه الإماتة نظرًا إلى أن الناس لا يستعملون التوفي إلا في هذا المعنى و غفولاً عن معناه الأصلي العام فكأنه قال بناء على ظنه هذا لا محل لرفعه حيًا بعد إماتته . لكنه لو راجع كتب اللغة لرأى أن الإماتة تكوت معنى التوفي في الدرجة الثانية حتى ذكر الزمخشري هذا المعنى له في "أساس البلاغة" بعد قوله "ومن المجاز" و المعنى الأصلي المتقدم إلى أذهان العارفين باللغة العربية ، للتوفي هو كما قلنا أخذ الشئ تمامًا ، و لا اختصاص له بأخذ الروح .(1/147)
و لقد فسر القرآن نفسه معنى التوفي الذي يعم الإماتة و غيرها فقال : {الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها} فهذه الآية تشتمل على نوعين من أنواع توفي الأنفس الذي هو الأخذ الوافي نوع في حالة الموت و نوع في حالة النوم ، فلو كان التوفي ينحصر في الإماتة كان المعنى في الآية : الله يميت الأنفس حين موتها و يميت التي لم تمت في منامها . و الأول تحصيل حاصل و الثاني خلاف الواقع و لزم الأول أيضًا أن تكون حالة الموت حالة إماتة الروح لا فصلها عن البدن . و من هذا يفهم أيضًا معنى التوفي في قوله تعالى : {و هو الذي يتوفاكم بالليلو يعلم ما جرحتم بالنهار} .(1/148)
و معنى قوله تعالى على هذا التحقيق : {يا عيسى إني متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا} إني آخذك من هذا العالم الأرضي و رافعك إلي . و في قوله {و مطهرك من الذين كفروا} بعد قوله {متوفيك} دلالة زائدة على عدم كون معنى توفيه إماتته ، لأن تطهيره من الذين كفروا بإماتة عيسى و إبقاء الكافرين لا يكون تطهيرًا يشرفه كما كان في تطهيره منهم برفعه إليه حيًا . فإذن كل من قوله تعالى متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا بيان لحالة واحدة يفسر بعضها بعضًا من غير تقدم أو تأخر زمني بين هذه الأخبار الثلاثة "لأن" و من المعلوم عدم دلالة الواو العاطفة على الترتيب . فلو كان المراد من قوله تعالى {متوفيك} على معنى مميتك و من قوله {رافعك} رافع روحك كما ادعى الشيخ شلتوت كان القول الثاني مستغنى عنه لأن رفع روح عيسى عليه السلام بعد موته إلى ربه و هو نبي جليل من أنبياء الله معلوم و لا حاجة لذكره ، بل لو حملنا القول الأول أعني {متوفيك} على معنى مميتك كان هو أيضًا مستغنى عنه إذ معلوم أن كل نفس ذائقة الموت و كل نفس فالله يميتها و من من الناس أو الأنبياء قال الله له إني مميتك ؟ فهل لا يفكر فيه الشيخ الذي يفهم من قوله تعالى إني متوفيك أنه مميته ؟ إلا أن يكون المعنى أن الله مميته لا أعداؤه فالمراد نفي كونهم يقتلونه . و فيه أن كون الله مميته لا ينافي أن يقتلوه لأن الله هو مميت كل ميت حتى المقتولين ، و لذا حمل كثير من المفسرين قوله {متوفيك} على معنى أن الله مستوفي أجله عليه السلام و مؤخره إلى أجله المسمى فلا يظفر أعدائه بقتله .(1/149)
و عندي في هذا التفسير أيضًا أنه يرجع إلى حمل التوفي على معنى الاستيفاء كما حملنا نحن لا على معنى الإماتة ، لكن التوفي و الاستيفاء معناه استكمال أخذ الشئ لا استكمال إعطائه فليس الله تعالى مستوقي أجل عيسى عليه السلام بل المستوفى هو عيسى نفسه و الله الموفي أي معطيه تمام أجله . فقد التبس التوفي على أصحاب هذا التفسير - و العجب فيهم الزمخشري - بالتوفية التي تتعدى إلى مفعولين و هو خطأ لغوي ظاهر . و فيه أيضًا تقدير مضاف بين المتوفى و ضمير الخطاب حيث قال الله إني متوفيك أي مستوفيك لا مستوفي أجلك ، فزيادة الأجل تكون زيادة على النص ، كما أن زيادة الروح في آيتي رفع عيسى عليه السلام نفسه زيادة على النص من جانب الشيخ شلتوت لإرهاق قول الله على خلاف ظاهر المعنى المنصوص . و هذه الزيادة إن كانت خلاف الظاهر بين الرافع و ضمير الخطاب في قوله {و رافعك} بأن يكون المعنى و رافع روحك ، فهي في قوله {بل رفعه الله إليه} أشد من خلاف الظاهر أي غير جائزة أصلاً لكونها مفسدة لما يقتضيه {بل} من كون ما بعده و هو {رفعه الله إليه} ضد ما قبله و هو قوله {ما قتلوه} بناء على أن رفع الروح يلتئم كما قلنا من قبل مع حالة القتل أيضًا الذي اعتنى بنفيه ، فضلاً عن أن هذا الرفع أي رفع الروح ليس بأمر يستحق الذكر في شأنه عليه السلام . بل إن قوله {متوفيك} أيضًا مما لا وجه لذكره إذا كان المعنى مميتك ، ففي أي زمان تقع هذه الإماتة ؟ فإن وقعت حتلاً أي في زمان مكر أعدائه به المذكور قبيل هذه الآية كان هذا الكلام المتوقع منه طمانته عليه السلام على حياته ، أجنبيًا عن الصدد بل مباينًا له لأن فيه اعترافًا ضمنيًا لنفاذ مكرهم بأن يكونوا قاتليه و الله قابض روحه ، فهل الشيخ شلتوت ينكر أنهم ما قتلوه كما ينكر أن الله رفعه إلى السماء حيًا ؟ و إن وقعت إماتته في المستقبل البعيد فليس في الآية تصريح به مع أن مقام الطمأنة يقتضي هذا التصريح كما أنه(1/150)
يقتضي كون الرفع رفعه حيًا ، فحيث لا تصريح بكون إماتته في المستقبل البعيد فقوله {إني متوفيك} على معنى إني مميتك أجنبي عن المقام ، حتى أن توجيه العالم الكبير حمدي الصغير صاحب التفسير الكبير الجديد التركي ، بكون ذكر إماتته ردًا على عقيدة النصارى في تأليه المسيح لا يجدي في دفع هذا الاعتراض لكون ذلك الرد أيضًا أجنبيًا عن المقام الذي هو مقام الطمأنة و الذي ينافيه كل ما ينافيها . فالواجب الذي لم يحس بوجوبه أحد ممن تكلم قبلي في تفسير قوله تعالى {إني متوفيك} إحساسي به ، حمل {متوفيك} على معنى آخذك السالم عن جميع الاعتراضات و التكلفات .
و قس عليه التوفي في آية المائدة و هي قوله تعالى : {و إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله قال سبحانك مايكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم غلا ما امرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم و كنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} و معنى قوله {فلما توفيتني} فلما أخذتني من بينهم و جعلت صلتي بهم و بعالمهم الأرضي منتهية . فالمراد توفيه أي أخذه بالرفع لا بالإماتة و قد علمت أن التوفي في اللغة و في عرف القرآن لا يختص بالأخذ من النوع الثاني .
هذا تفصيل ما ورد في القرآن متعلقًا برفع عيسى عليه السلام .
(مصطفى صبري ، القول الفصل ص142-145)
و هناك المزيد في الكتاب متعلقًا بنفس الموضوع و لكني تعبت من الكتابة فتوقفت هنا ، و لعل ما أوردته يكفي إن شاء الله .
---
أبو علي
07-07-2004, 09:40 AM(1/151)
الأخ د .هشام : شكرا على ردك بخصوص الوفاة ، ولقد فهمت مما كتبت أن (متوفيك) قد تعني (مستوفيك) أو (موفيك) ، سبق لي أن سمعتها من الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه ، إلا أن مستوفيك وموفيك لا تعني متوفيك ، فمستوفيك إسم فاعل لفعل استوفى وهي تعنى : طلب توفية. وكذلك فعل وفى مصدره توفية ، أما فعل توفى فمصدره وفاة.
وأما قوله تعالى : الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) فهي تعبير عن الوفاة الكلية (الموت) وعن الوفاة الجزئية (النوم) ، وإطلاق اللفظ مجردا لا يعنى إلا الوفاة الكلية (الموت) مثل قوله تعالى : ولو ترى إذ يتوفى الذي كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم....).
(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ....)
(توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا...).
تعال لنناقش المسألة بمنطق آخر.
مثلا : الطبيب والمريض ، كيف يتم لقاء الطبيب والمريض ؟
توجد إمكانيتان لذلك وهما :
1) إما أن يزورك المريض في عيادتك ( فتعالجه ).
2) وإما أن تذهب أنت لزيارة المريض ( فتعالجه ).
وحتى في الرياضيات درسنا ما يسمى ب La commutativite
إذا كانت أ + ب = ج فإن ب + أ = ج.
أليست هذه هي الاحتمالات الممكنة التي يرى العقل أنها هي الصواب؟
وإذا طبقنا هذه النظرية العقلية على الروح والجسد فإننا نستنتنتج ما يلي:
الروح + الجسد = الحياة.
و
الجسد + الروح = الحياة.
وتفسير ذلك أن الحياة تحصل إما :
1) أن تنزل الروح من للسماء لتحل في الجسد
أو
2) أن يصعد الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح.
هذا هو ما يقول به العقل ويرى أنه هو الحق ، فإن كان هذا الاستنتاج صوابا فإن الله عزيز حكيم لا يستدرك عليه يحكم أمره على أتم وجه ويأتى بكل الفرضيات التي تتطلبها القضية.(1/152)
1) أما عودة الحياة إلى الإنسان بنزول الروح من السماء إلى الجسد وحلولها فيه فأجرى الله ذلك لعبده عيسى إذ قال : (.... وأبريء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله....).
2) وأما عودة الحياة إلى الإنسان بصعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح ويعيش مع الملأ الأعلى فهذا تكريم لا يناله إلا من كان عند الله وجيها ويستحق جسده الطاهر أن يعرج به لتحل فيه الروح.
فوجدت أن الله تعالى قد أجاب على استنتاجات العقل مما يؤيد صحتها
فقال تعالى : إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا .....).
إذن ففي وفاة المسيح على الأرض ورفع جسده إلى السماء لتحل فيه الروح فذلك رفعة له وتشريف ، وتلك هي الفرضية الثانية التي وفى بها الله قضية ضرب المثل للحياة على أحكم وجه ، وهو الله العزيز الحكيم.
---
د. هشام عزمي
07-07-2004, 11:29 PM
أخي الفاضل .. انا لست أرى أنك قد جئت بالدليل القاطع على مذهبك فأنت تقول : (إلا أن مستوفيك وموفيك لا تعني متوفيك ، فمستوفيك إسم فاعل لفعل استوفى وهي تعنى : طلب توفية. وكذلك فعل وفى مصدره توفية ، أما فعل توفى فمصدره وفاة) .
و هذا الكلام قد رده مصطفى صبري في قوله : (التوفي و الاستيفاء في اللغة على معنى واحد ، قال في مختار الصحاح : "و استوفى حقه و توفاه بمعنى") .
و كذلك قولك : (وإطلاق اللفظ مجردا لا يعنى إلا الوفاة الكلية) ... فهو - معذرة - تحكم لا استسيغه و لا أجد له مبررًا ! عمومًا ، مذهبك في كون الله قد قبض روح عيسى عليه السلام ثم رفع جسده ليعيد الروح إلى الجسد في السماء (!) هو مذهب عجيب أكروباتي بعض الشئ و لم أجد أحدًا قال به من قبل .. فاعذرني إن لم أقبله .
---
أبو علي
07-08-2004, 09:50 AM(1/153)
شكرا أخي الكريم د.هشام ، هذه مسألة اختلف فيها الناس وأنا عرضت ما تبين لي على اعتبار أن الحياة تحصل إذا اجتمع العنصر الأرضي (الجسد) مع العنصر السماوي (الروح) إما بنزول الروح من السماء إلى الجسد وإما بصعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح،
والله تعالى عزيز حكيم إذا ضرب مثلا لشيء فإنه يضربه على أتم وجه
بكل فرضياته وجزئياته.
شكرا لك على مداخلاتك.
---
المقرئ
07-25-2004, 08:21 PM
رجح سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ الأمين الشنقيطي رحمهما الله أن الوفاة هنا بمعنى النوم
المقرئ
---
سليمان داود
07-25-2004, 08:42 PM
لم يرد في القرآن الكريم نص يدل على موت عيسى عليه السلام الموتة النهائية ، وإنَّما الذي ورد لفظ الوفاة والتوفي ، وهذه ألفاظ لا ينحصر معناها في الموت ، بل تحتمل معاني أخرى منها : استيفاء المدة ، وعيسى عليه السلام قد استوفى مدة مكثه الأول في الأرض ، ومنه قوله تعالى: (( إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِليَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِّينَ كَفَرُوا )) أي : آخذك وافيًا بروحك وبدنك وقد نقل هذا المعنى ابن جرير في تفسيره عن جماعة السلف ، واختاره ورجحه على ما سواه ، وعليه يكون معنى الآية : إني قابضك من عالم الأرض إلى عالم السماء وأنت حي ورافعك إلي ، ومن هذا المعنى قول العرب : توفيت مالي من فلان أي قبضته كله وافياً . وجاء في محاسن التأويل : 4 / 851 : ( إني متوفيك ) ، أي مستوف مدة إقامتك بين قومك ، والتوفي كما يطلق على الاماتة كذلك يطلق على استيفاء الشىء - كما في كتب اللغة - ولو ادعى أن التوفي حقيقة في الأول ، والاصل في الاطلاق الحقيقة ، فنقول : لا مانع من تشبيه سلب تصرفه عليه السلام بأتباعه وانتهاء مدته المقدرة بينهم بسلب الحياة ، وهذا الوجه ظاهر جداً وقد دلت القرآئن من الاحاديث الصحيحة على ذلك .(1/154)
وقد جزم القرآن الكريم بأن عيسى عليه السلام لم يقتل كما زعم النصارى ، بل رفعه الله تعالى إليه ، قال تعالى : ((... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ، بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ ...)).
وأمَّا الآية التي في سورة مريم فهي قوله تعالى : (( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )) لا تدل على وفاته، بل الآية ذكرت ثلاثة أيام يوم ولادته ويوم وفاته ، ويوم يبعث يوم القيامة. فمر منها يوم وبقي يومان ، هما يوم وفاته بعد نزوله إلى الأرض ، ويوم يبعث بعد الوفاة، والقول الصحيح أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء حيّاً وسينزل حياً إلى الأرض.
ورفع وهو نائم
والله أعلم
---
موراني
07-25-2004, 08:56 PM
لا أتدخل في أمور العقيدة ابدا
عندي ملاحظة بسيطة فقط :
أين أنتم من هذه الآية :
قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
(المائدة , الآية 15 )
تقديرا
موراني
---
د. هشام عزمي
07-25-2004, 09:12 PM
ماذا تقصد بهذا الكلام يا د. موراني ؟؟
---
المقرئ
07-25-2004, 10:14 PM
آه يا د/ موراني آه : [بكل أدب]
تقول أين نحن من هذه الآية ؟!!
بل والله ثم والله أين أنت أنت من هذه الآية ؟!!
---
موراني
07-25-2004, 10:46 PM
لست بصاحب المجادلة , يا المقريء
ولا أتدخل في أمور العقيدة كما قلت ,
بل:
أنا أسأل بمنتهى الجدية
والسؤال على السؤال ليس باجابة نستفيد منها .
موراني
---
المقرئ
07-26-2004, 03:28 PM
إلى د/ موراني
لا أدري " لست بصاحب" التاء هل هي تاء المتكلم أو المخاطب
فإن كنت تقصد أني صاحب مجادلة فقد أخطأت في تقديرك فأكره صفة لي هي المراء
وإن كنت تعني نفسك فهذا ما أعتقده فيك(1/155)
وأما عن سبب كتابتي هذا فإنك صدرت مشاركتك بقولك " ملاحظة" ولم تصدرها بشكل سؤال تريد جوابه ولهذا قولك" والسؤال على السؤال ليس باجابة نستفيد منها" هذا صحيح ولكن مشاركتك لم تكن على طريقة السؤال بل كانت على طريقة الملاحظة وكلنا يدرك معنى ذلك
هذا سبب إدراجي للمشاركة السابقة وبعد ردك سأجيب على سؤالك بإذن الله إن أردت .
المقرئ
---
موراني
07-26-2004, 03:38 PM
لست أنا بصاحب المجادلة....
وهلم جرا !
سؤالك يا (المقريء) ( أين أنا من هذه الآية....) ليس في موضعه اطلاقا .
واكرر : لا أتدخل في أمور العقيدة
موراني
---
السبط
07-31-2004, 01:21 PM
السلام عليكم أيها الأخوة في الله ورحمة الله وبركاته...
لقد قرأت الموضوع وجميع الردود فما وجدت منكم مختلفا في أن عيسى لا يزال حيا في السماء، وكان اختلافكم في هذه الآية (إني متوفيك ورافعك إلي) في معنى التوفي فمن قائل أنه الموت ومن قائل أنه النوم ومن قائل أنه استيفاء الأجل...
وقد فهمت من الأخ أبي علي أنه فهم من الآية تلك الآلية التي تم رفع عيسى عليه السلام بها إلى السماء وهي فصل للروح عن الجسد ومن ثم رفعهما إلى السماء وإعادة ربطهما هناك، وهو لم يقل بأن عيسى قد مات نهائياً وإنما كان الموت واسطة رفعه.
فلنقبل من أبي علي جهده واجتهاده ولنسأل الله أن يبين لنا الحق فيه فعسى أن يكون الحق فيما ذهب إليه.
أما بالنسبة للآية التي أوردها د. موراني فنحتاج منه إلى بيان مراده فأنا ما فهمت منه إلا الرجوع إلى القرآن لمعرفة الحق وعدم التمسك بما قال فلان وفلان من الناس لأن القرآن يجمعنا والتمسك بأقوال الناس يفرقنا، فإن كان هذا مراده فلعل الجميع على هذا إن شاء الله، وإلا فنحن مشتاقون لمعرفة السر وراء إيراده لهذه الآية الشريفة بدون تعليق.
والله مولاكم نعم المولى ونعم النصير.
السبط
---
(1/156)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن جامعات أومعاهد لتدريس الشريعة الإسلامية
---
سؤال عن جامعات أومعاهد لتدريس الشريعة الإسلامية
---
محمد نور لبني
02-01-2005, 05:19 PM
أريد الدراسة الشريعة الإسلامية بحيث لا أكون ملزم بحضور الدروس يعني أن يكون نظام الجامعة أو المعهد التي سأدرس فيها يسمح لي أن أدرس المناهج بنفسي وأتقدم إلى الامتحان
فهل تستطيعون أن تدلوني عن مثل هذه الجامعات أو المعاهد
جزاكم الله كل خير
---
عبدالله حسن
02-19-2005, 06:06 AM
هذه قائمة ببعض الجامعات الاسلامية التي توفر فرصة لدراسة العلم الشرعي على الانترنت :
http://www.islamicau.org
http://www.open-university.edu
http://www.londonoc.com/Arabic/
http://www.loa.co.uk
---
محمد نور لبني
02-19-2005, 09:56 AM
شكراً جزيلاً
وجزاك الله كل خير
الحمد لله أن أرسلك ألي لتجيبني فما أحد أجابني على هذا السؤال المعقد علماَ اني طرحته في الكثير من المنتديات
---
محمد نور لبني
02-19-2005, 09:57 AM
شكراً جزيلاً
وجزاك الله كل خير
الحمد لله أن أرسلك ألي لتجيبني فما أحد أجابني على هذا السؤال علماَ اني طرحته في الكثير من المنتديات
وذلك إما لعدم الإهتمام أو لصعوبة السؤال
---
إمداد
02-19-2005, 02:57 PM
جزى الله خيرا القائمين على هذه الجامعات ونسأل الله ان يوفقهم ويخلص نياتهم
وهذا رابط أكاديمية حفاظ الوحيينhttp://www.alwhyyn.net/vb/index.php
---
عبدالله حسن
02-25-2005, 12:03 AM
من المواقع الأخرى المساعدة على طلب العلم الشرعي :
http://www.alfeqh.com
http://www.quranway.net/
---
صالح الفويه
02-25-2005, 11:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/157)
اخي صاحب الرساله والبحث عن العلم نشكر لك اهتمامك بطلب العلم واريد ان اشيرالى انه يوجد في اليمن جامعة الايمان تدرس عن بعد ويشرف على هذه الجامعة الشيخ الزنداني وهو من عرف بعلمه وتقواة ويوجد في لبنان جامعتين تدرس بالمراسله وفيها خير كثير لمن اراد طلب العلم
---
أبو زينب
02-26-2005, 09:13 AM
اخي الكريم محمد وفقه الله
كذلك من المواقع التي تدرس العلم الشرعي موقع الأكاديمية الإسلامية التي تبث بالاشتراك مع قناة المجد الفضائية :
www.islamacademy.net
و التعليم بها مجاني وسوف تبدأ الدورة الجديدة قريبا .
---
محمد نور لبني
02-26-2005, 09:31 AM
بارك الله بكم جميعاً يا أخوتي
بالنسبة إلى جامعة الإيمان
هل من الممكن أن تعطيني موقع الجامعة على الإنترنت أو البريد الإلكتروني أو أرقام هواتف للجامعة للإتصال بها
أريد أن أركز على الفكرة التي طرحا الأخ وهي المناهج التعليمية في جامعات الشريعة الإسلامية ومدى موثوقيتها
حيث أن هناك بعض الجامعات تدرس مواد بعيدة كل البعد عن الإسلام
فمثلاً في بلد ما لا أريد ذكر إسمه تقحم مواد تتحدث عن القومية وأفكار الأحزاب الاشتراكية والشيوعية في مناهج طلاب العلم الشرعي لتبدو وكأنها جزء من
الشريعة الإسلامية مما يسمم أفكار طلاب العلم
كما سمعت-ولست متأكد-أن إحدى الجامعات في لبنان والتابعة إلى ليبيا تدرس الكتاب الأخضر الذي ألفه القذافي
لذا يجب التمهل في إختيار الجامعة والإطلاع على مناهج الدراسة وتوجهاتها
---
صالح الفويه
02-26-2005, 05:45 PM
-:عناوين الجامعة كالتالي
ص.ب رقم (15542) صنعاء - الجمهورية اليمنية.
تليفون ـ 214756-1-00967 ، 400493-1-00967
فاكس ـ 400494-1-00967
iman@y.net.ye : البريد الإلكتروني
الاتصال المباشربالشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس الجامعةعلى فاكس رقم 009671341
---
أبو زينب
02-26-2005, 11:58 PM
موقع جامعة الإيمان على الشبكة هو:
http://www.eman-univ.edu.ye/(1/158)
ولكن شروط القبول فيها غير التي ترغب فيها . و إن شئت طالع صفحة الشروط على الرابط :
http://www.eman-univ.edu.ye/admission.htm
---
صالح الفويه
02-27-2005, 04:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام بعد التحيه والاحترام على حد علمي ان الجامعة فيها مجال للانتساب ولها مكاتب من ضمن المكاتب مكتب في المدينة التي انا بها وهي الدمام وهناك من يدرس البكلريوس والماجستير على حسب ماسمعت من بعض الاخوان
---
(1/159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً (جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القراءات)
---
صدر حديثاً (جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القراءات)
---
عبدالرحمن الشهري
08-11-2006, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن دار ابن حزم في بيروت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
جهود الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام في علوم القراءات وتحقيق اختياره في القراءة
للباحث الدكتور أحمد بن فارس السلوم وفقه الله .
http://www.tafsir.net/images/aboobaid.jpg
والكتاب يقع في مجلد واحد عدد صفحاته 356 صفحة من القطع العادي ، ولا أدري هل هو رسالة علمية تقدم بها المؤلف للماجستير أم كتاب مستقل صنفه ابتداءً للحاجة إليه . وقد أشار في مقدمته إلى أهمية العناية بجهود هذا الإمام الجهبذ أبي عبيد القاسم بن سلام المولود سنة 151هـ والمتوفى سنة 224هـ عن ثلاث وسبعين سنة . وقد قسم المؤلف هذه الدراسة إلى أربعة أبواب :
الأول : في ترجمة أبي عبيد ، وفيه فصول .
الثاني : في جهود أبي عبيد في علم رسم القرآن ، وفيه فصول :
1- التزام أبي عبيد بالرسم السلفي.
2- موقفه من المصحف العثماني .
3- اللحن في الرسم .
4- اختلاف مصاحف الأمصار .
5- الفروقات بين مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق.
6- الفروقات بين مصاحف أهل الشام وأهل العراق.
7- الفروقات بين مصاحف الكوفيين والبصريين .
8- رسم مصاحف عثمان .
9- تجريد المصاحف .
الثالث : في جهود أبي عبيد في علم القراءات ، وفيه فصول :
1- قراءات الصحابة ومصاحفهم .
2- إنكار شيء من القراءات .
3- شرح حديث الأحرف السبعة .
4- كتاب أبي عبيد في القراءات .
5- اختيار أبي عبيد .
6- الإسناد إلى قراءة أبي عبيد .
7- منهج أبي عبيد في الاختيار .
8- أصول القراءة وفرش الحروف .(1/160)
الرابع : في مسائل متفرقة تتعلق بالكتاب العزيز ، وفيه فصول :
1- هل في القرآن شيء من غير لغات العرب .
2- الاقتباس من القرآن .
3- جهود أبي عبيد في علم عد الآي .
4- جهود أبي عبيد في علم الوقف .
5- ظهور الآيات وبطونها .
6- تنكيس شيء من القرآن .
علماً أن الزميل عبدالباقي بن عبدالرحمن سيسي قدم رسالته للماجستير قبل ست سنوات تقريباً بعنوان (اختيارات أبي عبيد القاسم بن سلام في القراءات : جمعاً ودراسة ) وقد أشرف على رسالته الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري وفقه الله انظر هنا (http://tafsir.org/dbs.php?rslj=yes&do=title&u=%C7%CE%CA%ED%C7%D1%C7%CA+%C3%C8%ED+%DA%C8%ED%CF+ %C7%E1%DE%C7%D3%E3+%C8%E4+%D3%E1%C7%E3+%DD%ED+%C7% E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA+.+%CC%E3%DA%C7+%E6%CF%D1%C7%D 3%C9+.&submit.x=6&submit.y=13) .
---
(1/161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استفسار عن تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي لكتاب جامع الا صول من احاديث الرسول
---
استفسار عن تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي لكتاب جامع الا صول من احاديث الرسول
---
د.يسري خضر
01-28-2007, 12:37 PM
ارجو من الا خوة في الملتقي افا دتي عن وصف طبعة جامع الاصول بتحقيق الشيخ الفقي ولكم خالص شكري وتقديري
---
مروان الظفيري
01-28-2007, 09:35 PM
أخي الحبيب د. يسري محمد عبدالخالق خضر
( لاهجرة بعد الفتح )
أجود تحقيق لموسوعة جامع الأصول ، هي بتحقيق الشيخ العلامة
عبد القادر الأرناؤوط ـ رحمة الله عليه ـ
وقد صدرت في خمسة عشر مجلدا ، ثم أضاف لها الأخوة المفهرسون
جزءين آخرين ...
وطبعت في دمشق وبيروت أكثر من مرة
وهي أفضل الطبعات الموجودة في الأسواق على الإطلاق
ولقد قام الشيخ بتخريج أحاديثها ، والحكم عليها ، والتعليق عليها أيضا
أما طبعة الشيخ الفقي ، فليس فيها شيء من التحقيق العلمي
وهي ناقصة ..
---
د.يسري خضر
01-29-2007, 08:05 AM
اخي الكريم
جزاك الله خيرا وبارك فيك ارجو ان تصف لي هذه النسخة في سطور شاكرا لك مبادرتك الطيبة
---
(1/162)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رسالة من الشيخ أحمد ياسسن
---
رسالة من الشيخ أحمد ياسسن
---
hedaya
07-05-2005, 01:24 AM
نصيحة غالية من الشيخ الشهيد بإذن الله أحمد ياسين رحمه الله
"حان الوقت يا أبنائي ويا أحفادي لترجعوا إلى الله تعالى وتتوبوا إليه،
حان الوقت لتدعوا التفاهات من حياتكم وتنحوها جانباً،
حان الوقت لتوقظوا أنفسكم وتصلوا الفجر في جماعة،
حان الوقت لتتعلموا وتتثقفوا وتخترعوا وتكونوا سباقين على الغير،
حان الوقت لتتحلوا بالأخلاق وتنفذوا ما في القرآن وتقتدوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتتقربوا من ذلك النبي الأعظم...
أدعوكم يا أبنائي للصلاة في ميقاتها، وأريدكم يا شباب الأمة أن تعرفوا وتقدروا معنى المسؤولية، وأن تتحملوا مشاق الحياة وأن تتركوا الشكوى، وأن تتجهوا إلى الله عزَّ وجلَّ، وتستغفروه كثيراً ليمنحكم الرزق، وأن توقروا الكبير وترحموا الصغير.
أطلب منكم يا أحفادي الصِّغار ألا تشغلكم قنوات الأغاني المرئية والمسموعة، وأن تعرضوا عن كلمات الهوى والعشق والحب، وأن تستبدلوا بها كلمات العمل والفعل، وذكر الله، وألا تنساقوا وراء الشهوات.
أما أنتن يا فتيات الأمة، حفيداتي:
استحلفكن بالله أن تتمسكن بالحجاب الحق الذي يستر العورات،
وأستحلفكن بالله أن تحتمين بدينكن وبالرسول الكريم، واقتدينَ بأمكنَّ خديجة وأمكنَّ عائشة، اجعلنهما نبراس حياتكن،
وأطلب منكن أن تستعدُّنّ لما هو آت: استعدوا بالعلم والدين، استعدوا للعمل بحكمة: اخشوشنوا، وتعلموا كيف تعيشون في ظلام دامس، علموا أنفسكم كيف تعيشون لأيام بلا أجهزة كهربائية وإلكترونية، حين يمنع العدو ذلك، علموا أنفسكم كيف تعيشون في ظل حياة قاسية، علموا أنفسكم كيف تحمون أنفسكم وكيف تخططون لمستقبلكم، تمسكوا بدينكم وخذوا بالأسباب وتوكلوا على الله".(1/163)
http://usera.imagecave.com/Hozeifa/al-multaqa/YAhmad.jpg
---
(1/164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير المهايمي اين اجده
---
تفسير المهايمي اين اجده
---
ابو المكارم العربي
08-15-2005, 10:54 PM
الاخوة الكرام هل يستطيع احدكم مساعدتي في العثور على تفسير علي احمد المهايمي وهو من علماء الهند وقد رأيت طبعة قديمة لتفسيره في أربعة مجلدات ولكنها نادرة بالاسواق . ارجو المساعدة
---
مساعد الطيار
08-17-2005, 07:21 AM
الكتاب من مطبوعات عالم الكتب ببيروت ، وقد صدروا هذه الطبعة بأنها الطبعة الثانية 1403 ـ 1983 ، وهي في الحقيقة صورة لطبعة سابقة ، والكتاب في جزئين ، ولا أتوقع أن يكون نافذًا .
---
ابو المكارم العربي
08-20-2005, 10:00 PM
فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار
جزاك الله خيراعلى المساعدة ويكفي أن فضيلتكم هو من اجابني
---
(1/165)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حملوا هذه الهدية من محبكم ( وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم )
---
حملوا هذه الهدية من محبكم ( وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم )
---
د . يحيى الغوثاني
12-18-2006, 05:03 AM
حملوا هذه الهدية من محبكم
( وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم )
هدية من محبكم أودعت فيها خلاصة تجاربي في حفظ القرآن الكريم
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=60910#post60910
---
نورة
12-18-2006, 06:44 AM
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
---
د . يحيى الغوثاني
12-21-2006, 04:22 PM
الاستاذة نورة وإياكم
---
خالد البكري
12-21-2006, 09:16 PM
جزاك الله خير الدكتور : يحي ونفع الله بك وللمسلمين
غلاف الشريط
http://www.mojama.net/files/images/wasael-hefd-QuranB.jpg
المصدر الشريط
http://www.mojama.net/navigator.php?pname=topic&tid=227
---
علال بوربيق
12-21-2006, 09:58 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله :
بارك الله في فضيلة الشيخ الدكتور : يحي الغوثاني فقد ذلل الكثير من الصعاب على الكثير من الأصحاب.
قال صادق الرافعي : " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحمل قوة المدافع، لا من يحمل ألواحا من خشب ."
---
مروان الظفيري
12-22-2006, 07:50 AM
شيخنا الحبيب الغالي أبا عاصم
أثابك الله خيرا مجددا ودائما
ولله درّك ، وعلى الله أجرك..
إنك بهذا ، أسديت معروفاً ، فجزاك الله خيراً
---
د . يحيى الغوثاني
04-12-2007, 06:37 AM
الإخوة الذين استفادوا من المادة العلمية في هذا الإصدار
أرجو ألا ينسوني من دعوة صالحة فقط
وانتظروا قريبا كامل مادة الدورة على إحدى القنوات الفضائية
حيث سجلت إلى هذه اللحظة 24 حلقة
__________________
---
أبو المنذر المنياوي
04-12-2007, 09:37 AM
شيخنا الفاضل(1/166)
حاولت تحميل الشريط من الرابط المحال إليه فلم استطع .
---
(1/167)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب (متون التفسير وعلوم القرآن) .. تعريف به
---
صدر حديثاً كتاب (متون التفسير وعلوم القرآن) .. تعريف به
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 03:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بتوفيق الله وتيسيره للإخوة الكرام في شعبة توعية الجاليات في مدينة الزلفي السعودية قاموا بطباعة كتاب ثمين بعنوان :
متون التفسير وعلوم القرآن
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_12547450674892b75d.jpg
ويشتمل هذا الكتاب الثمين من حيث المحتوى ، الصغير من حيث الحجم [مقاسه 11.7سم × 8.2 سم ، وعدد صفحاته 195 صفحة] على خمسة متون علمية أصيلة في الدراسات القرآنية ، جديرة بالحفظ والمراجعة المستمرة ، متنان منها منثورة ، والثلاثة الباقية منظومة على بحر الرجز وهي :
1- مقدمة في أصول التفسير ، لشيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله .
2- مقدمة في التفسير للشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم (1312-1392هـ) رحمه الله .
3- منظومة الزمزمي في علوم القرآن ، للشيخ عبدالعزيز الزمزمي (900-976هـ) رحمه الله .
4- منظومة المقدمة الجزرية في التجويد للعلامة المقرئ محمد بن الجزري رحمه الله.
5- منظومة تحفة الأطفال للشيخ سليمان الجمزوري في التجويد .
ونحن نشكر الإخوة الفضلاء في شعبة توعية الجاليات بالزلفي لجهدهم العلمي المتميز في طباعة هذه المتون وتسهيلها لأول مرة ، ولا سيما منظومة الزمزمي التي تطبع على هذه الهيئة لأول مرة ، بعد أن اشتهرت هذه الأيام بين طلبة العلم لشرح الشيخ الجليل الدكتور عبدالكريم الخضير حفظه الله لها في دورات علمية مسجلة .
وأخص بالشكر أخي العزيز مدير شعبة توعية الجاليات بالزلفي لجهده ومتابعته المستمرة حتى صدر هذا الكتاب الثمين في هذا الحلة الرائقة ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
---
أبو يعقوب(1/168)
09-08-2006, 11:45 PM
جزاكم الله خيرا
---
التفسير1000
09-09-2006, 12:21 AM
جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة ، ويلاحظ أن رابط غلاف الكتاب غير صحيح فالرجاء التصحيح. وشكراً
---
(1/169)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مع الآيات من سورة الجمعة
---
وقفات مع الآيات من سورة الجمعة
---
أحمد الحمد
07-04-2004, 05:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمد عبده و رسوله.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))[ آل عمران: 102 ].
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) [ النساء: 1 ].
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا • يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) [ الأحزاب: 70 - 70 ].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار.
و بعد:
فهذه كلماتٌ نافعة جامعة، جمعتها في تفسير خمس آيات من أول سورة الجمعة، ذكرت فيها ما تيسر لي من المأثور عن سلف الأمة الكرام، و ما ورد فيها من القراءات؛ سواءاً كانت قراءة سبعية أم من القراءات الأربعة عشر، و بينت فيها شيئاً من وجوه الإعراب و غريب الألفاظ، ذاكراً مع ذلك ما أورده علماء الإسلام عند هذه الآيات من أحكامٍ فقهية - إن وجد -، و ما ورد فيها من أسباب نزولٍ - إن وجد -.(1/170)
و بعد: فهذا جهد مقل و قدرة مفلس كتبه لنفع نفسه ثم لإخوانه المسلمين، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان، و الله و رسوله بريء من ذلك و الله الموفق و المعين و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم.
بين يدي السورة:
قبل الشروع في الكلام على الآيات المراد الحديث عنها، نحب أن نذكر هنا مقدمة؛ يُستحسن ذكرها لما يترتب عليها من الفائدة العظيمة.
فنقول - مستمدين العون من الله -:
1- الكلام على مكية السورة أو مدنيتها:
قال القرطبي - رحمه الله -: " مديِنّةٌ في قول الجميع " [ الجامع لأحكام القرآن: 18 / 81].
و أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقي في " الدلائل " عن ابن عباس قال: نزلت سورة الجمعة بالمدينة [ الدر المنثور: 8 / 151 ].
2- ذكر شيءٍ مما ورد في فضل سورة الجمعة:قال الإمام مسلم - رحمه الله -: وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - وَ ْهَو ابْنُ بِلَالٍ - عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعِ قَالَ: اسْتَخْلَف َمَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَ خَرَجَ إلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى لَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَرأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ: (( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ )) قَالَ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيَْرَة حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بِهِمَاِ بْاُلكَوِفة، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَى الله عليه وَ سَلم يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ [ صحيح مسلم 2 / 17 برقم ( 2026 ) ].
و بعد هذه المقدمة اليسيرة هذا أوان الشروع في المقصود:
الآيات:(1/171)
قال الله تعالى: (( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ • هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ • وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ • ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ • مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) [ الجمعة: 1 - 5 ].
أولاً: التفسير بالمأثور:
و غالب ما فيه من الآثار فقد سقتها من تفسير الطبري بسنده - رحمه الله -، و ما عدى ذلك أُصدر النقل بذكر المنقول عنه:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، قال: (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ )) قال: العرب [ 28 / 106 ].
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ )) قال: كان هذا الحي من العرب أمة أمِّيَّة، ليس فيها كتاب يقرؤونه، فبعث الله نبيه محمد صلى الله عليه و سلم رحمة وهدى يهديهم به [ 28 / 106 - 107 ].
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ )) قال: إنما سميت أمة محمد صلى الله عليه و سلم الأميين، لأنه لم ينزل عليهم كتابا [ 28 / 107 ].(1/172)
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثني ابن علية، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: (( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )) قال: هم الأعاجم [ 28 / 108 ].
قال البخاري - رحمه الله -: حدَثني عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ قالَ: حَدَّثَني سُلَيمانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الغَيثِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ – رضي الله عنه - قالَ: كُنَّا جُلُوساً عَنْدَ النَّبِيِّ صَلَى الله عليه وَ سَلم فَأُنْزِلَتْ عَلَيهِ سُورَةُ الجُمُعَةِ: (( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )). قالَ: قُلتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَلَمْ يْرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلاثَاً، وَ فِينَا سَلمَانُ الفَارِسِيُّ، وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَى الله عليه وَ سَلم يَدَهُ عَلَى سَلمَانَ، ثُمَّ قالَ: " لَوْ كانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجالُ، أَوْ رَجُلٌ، مِنْ هؤُلَاءِ " [ صحيح البخاري 3 / 352 برقم ( 4897، 4898 )، و صحيح مسلم 4 / 166 برقم ( 6498 ) ].
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: (( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )) قال: من ردف الإسلام من الناس كلهم [ 28 / 109 ].
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله عز وجل: (( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )) قال: هؤلاء كل من كان بعد النبي صلى الله عليه و سلم إلى يوم القيامة، كل من دخل في الإسلام من العرب والعجم [ 28 / 109 ].(1/173)
قال ابن جرير - رحمه الله -: ( وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي قول من قال: عني بذلك كل لاحق لحق بالذين كانوا صحبوا النبي صلى الله عليه و سلم في إسلامهم من أي الأجناس؛ لأن الله عز وجل عم بقوله: (( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )) كل لاحق بهم من آخرين، ولم يخصص منهم نوعا دون نوع، فكل لاحق بهم فهو من الآخرين الذي لم يكونوا في عداد الأولين الذين كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلو عليهم آيات الله.و قوله: (( لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )) يقول: لم يجيئوا بعد وسيجيئون.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل... حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (( لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )) يقول: لم يأتوا بعد ) [ 28 / 109 ].
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، في قوله: (( يَحْمِلُ أَسْفَارًا )) قال: يحمل كتبا لا يدري ما فيها، ولا يعقلها [ 28 / 110 ].
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا )) قال: يحمل كتابا لا يدري ماذا عليه، ولا ماذا فيه [ 28 / 110 ].
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي عن ابن عباس في قوله (( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا )) يقول: كتبا. و الأسفار: جمع سفر، وهي الكتاب العظام [ 28 / 111 ].
ثانياً: القراءات:
قال الإمام ابن مجاهد - رحمه الله -: ( لم يختلفوا في سورة الجمعة ) [ كتاب السبعة في القراءات: 636 ].
قال الإمام أبو عمرو الداني - رحمه الله -: ( و ليس في الجمعة خلف إلا ما تقدّم من الإمالة و غيرها ) [ التيسير في القراءات السبع: 211 ].(1/174)
قلت: كلام ابن مجاهد و أبو عمرو - رحمهما الله - محمولٌ على القراءات السبع؛ كما هو بينٌ من عنوان الكتابين، قال أبو عمرو - رحمه الله - في مقدمة كتابه: ( فإنكم سألتموني أحسن الله إرشادكم، أن أُصنّف لكم كتاباً مختصراً في مذاهب القرّاء السبعة بالأمصار - رحمهم الله -، يقرب عليكم تناوله، و يسهل عليكم حفظه، و يخفّ عليكم درسه، و يتضّمن من الروايات و الطرق ما اشتهر و انتشر عند التالين، و صحّ و ثبت عند المتصّدرين، من الأئمة المتقدمين، فأجبتكم إلى ما سألتموه... ) [ ص: 2 ]. و قد ثبت الاختلافُ في الفرش عن غير السبعة - و الله المستعان -.
قال تعالى: (( الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )) [ آية: 1 ].
قرأ الجمهور ( الملكِ القدوسِ العزيزِ الحكيمِ )، و قرأ أبو وائل شقيق بن سلمة، و مسلمة بن محارب، و رؤبة، و أبو الدينار الأعرابي، و يعقوب، و أبو العالية، و نصر بن عاصم( الملكُ القدوسُ العزيزُ الحكيمُ ) [ البحر المحيط: 8 / 266، و الجامع لأحكام القرآن: 18 / 81، و إملاء ما من به الرحمن: 557 ].
و قرأ الجمهور بضم القاف من ( القُدُّوسِ )، و قرأ أبو الدّينار، و زيد بن علي ( القَدُّوس ) [ البحر المحيط: 8 / 266، و إملاء ما من به الرحمن: 557 ].
قال تعالى: (( وَيُزَكِّيهِمْ )) [ آية: 2 ].
قرأ يعقوب بضم الهاء من ( يزكيهُمْ ) [ إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر: 2 / 538 ].
قال تعالى: (( حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ )) [ آية: 5 ].
قرأ الجمهور ( حُمِّلُوا ) مشدداً مبنياً للمفعول، و قرأ يحيى بن يعمر، و زيد بن علي مخففاً مبنياً للفاعل ( حَمَلُوا ) [ الكشاف: 4 / 103، و البحر المحيط: 8 / 266 ].
قال تعالى: (( الْحِمَارِ )) [ آية: 5 ].
قرأ عبد الله بن مسعودٍ ( حِمارٍ ) منكراً [ البحر المحيط: 8 / 266 ].
قال تعالى: (( يَحْمِلُ )) [ آية: 5 ].
قرأ المأمون بن هارون ( يُحَمَّلُ ) [ البحر المحيط: 8 / 266 ].(1/175)
قال تعالى: (( أَسْفَارًا )) [ آية: 5 ].
قال الزمخشري: ( و قُرىء " يحمل الأسفار " ) [ الكشاف: 4 / 103 ].
ثالثاً: الإعراب:
قال تعالى:(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )) [ آية: 3 ].
قال الزجاج:( " وَآخَرِينَ " في موضع جرٍ، و المعنى هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم و بعث في الذين لم يلحقوا بهم، أي في آخرين منهم لما يلحقوا بهم، فالنبي عليه السلام مبعوث إلى من شاهده و إلى من كان بعدهم من العرب و العجم. و يجوز أن يكون " وَآخَرِينَ " في موضع نصب على معنى يعلمهم الكتاب و الحكمة يُعلم آخرين منهم لما يلحقوا بهم ) [ معاني القرآن و إعرابه: 5 / 169 - 170، و انظر الكشاف: 4 / 102، و البحر المحيط: 8 / 266، و إملاء ما من به الرحمن: 557 ].
قال تعالى: (( مَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ )) [ آية: 5 ].
قال أبو حيان: ( و " يَحْمِلُ " في موضع نصب على الحال، قال الزمخشري: أو الجر على الوصف لأن الحمار كاللئيم في قوله: و لقد أمر على اللئيم يسبني. انتهى. و هذا الذي قاله قد ذهب إليه بعض النحويين و هو أن مثل هذا من المعارف يوصف بالجمل و حملوا عليه: (( وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ )) [ يس: 37 ]. و هذا و أمثاله عند المحققين في موضع الحال لا في موضع الصفة و وصفه بالمعرفة ذي اللام دليل على تعريفه. مع ما في ذلك المذهب من هدم ما كره المتقدمون من أن المعرفة لا تنعت إلا بالمعرفة و الجمل نكرات ) [ البحر المحيط: 8 / 266 - 267، و انظر الكشاف: 4 / 103، و إملاء ما من به الرحمن: 557 ].
قال تعالى: (( بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ )) [ آية: 5 ].(1/176)
قال العُكبري: ( قوله تعالى: (( بِئْسَ مَثَلُ )) مثل هذا فاعل بئس، و في (( الَّذِينَ )) وجهان: أحدهما هو في موضع جر نعتاً للقوم و المخصوص بالذم محذوف: أي هذا المثل. و الثاني في موضع رفع تقديره: بئس مثل القوم الذين، فمثل المحذوف هو المخصوص بالذم، و قد حذف، و أقيم المضاف إليه مقامه ) [ إملاء ما من به الرحمن: 557، و انظر الكشاف: 4 / 103، و البحر المحيط: 8 / 267 ].
رابعاً: الأحكام:
المراجع التي وقفت عليها في أحكام القرآن لم تتعرض لأية أحكامٍ فقهية. [ انظر أحكام القرآن للشافعي، و أحكام القرآن للجصاص: 5 / 335 - 344، و أحام القرآن للكيا الهراس: 2 / 415 – 416، و أحكام القرآن لابن العربي: 4 / 1802 - 1810، و زاد المسير لابن الجوزي: 8 / 257 – 270، و الجامع لأحكام القرآن: 18 / 81 – 108 ].
خامساً: غريب القرآن:
قال تعالى: (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ )) [ آية: 2 ].(1/177)
قال الراغب الأصفهاني: ( و الأُمِّيُّ هو الذي لا يكتب و لا يقرأ من كتاب و عليه حمل (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ )) قال قطرب: الأُمِّيِّة الغفلة و الجهالة، فالأُمَّيُّ منه و ذلك هو قلة المعرفة و منه قوله تعالى: (( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ )) [ البقرة: 78 ] أي إلا أن يتلى عليهم. قال الفراء: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب، و (( الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ )) [ الأعراف: 157 ] قيل منسوب إلى الأُمَّة الذين لم يكتبوا لكونه على عادتهم كقولك: عامي. لكونه على عادة العامة، و قيل: سُمِّى بذلك لأنه لم يكن يكتب و لا يقرأ من كتاب و ذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه و اعتماده على ضمان الله منه بقوله: (( سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى )) [ الأعلى: 6 ] و قيل: سُمِّى بذلك لنسبته إلى أم القرى... ) [ المفردات في غريب القرآن: 23 - 24، و انظر تفسير غريب القرآن: 158، و الترجمان في غريب القرآن: 348، و مجاز القرآن: 2 / 258، و تذكرة الأريب في تفسير الغريب: 2 / 221 ].
قال تعالى: (( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا )) [ آية: 5 ].
قال الراغب الأصفهاني: ( و السِّفْرُ الكتاب الذي يُسْفِرُ عن الحقائق و جمعه أسفْارٌ، قال تعالى: (( كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا )) و خص لفظ الأسْفارِ في هذا المكان تنبيهاً أن التوراة و إن كانت تُحقق ما فيها فالجاهل لا تكاد يستبينها كالحمار الحامل لها،... ) [ المفردات في غريب القرآن: 233 - 234، و انظر العمدة في غريب القرآن: 305، و تفسير غريب القرآن: 158، و الترجمان في غريب القرآن: 348، و مجاز القرآن: 2 / 258، و تذكرة الأريب في تفسير الغريب: 2 / 221 ].(1/178)
و قال أبو الحسن سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش الأوسط: ( قال: " أسفاراً " و واحدها السِّفْرُ. و قال بعض النحويين: لا يكون للأسفار واحد. كنحو: أَبَابِيل و أَسَاطِير، و نحو قول العرب: ثَوْبٌ أَكْبَاش، و هو الرديءُ الْغَزْلِ، وَ ثَوْبٌ " مِزْقٌ "، للمتمزق ) [ معاني القرآن: 2 / 500 ].
سادساً: أسباب النزول:
لم أقف فيما أطلعت عليه من كتب أسباب النزول من ذكر عند هذه الآيات سبباً لنزولها، و الله أعلم [ انظر أسباب النزول للواحدي، و لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، و الصحيح المسند من أسباب النزول لفضيلة الشيخ: مقبل بن هادي الوادعي: 248 ].
و في الختام أسأل الله الكريم بمنه العظيم، أن يجعله مما أريد به وجهه الكريم، و أن يكتب لنا الأجر و المثوبة، و الله تعالى أعلم و نسب العلم إليه أحكم و أسلم. و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
كتبه الفقير إلى الله/ أحمد بن ناصر الحمد.
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2004, 07:05 PM
أشكر الأخ الكريم أحمد الحمد حفظه الله على هذه المشاركة الماتعة . وهي خطوة أولى في البحث في التفسير ، وأرجو أن يتكرم بالخطوة الثانية ، وهي الوقوف مع بعض ما نقله ، ومناقشته ، و شرحه لأمثالي ممن لا يكاد يتبين كلام العلماء إلا بصعوبة بالغة ، لم يعد النقل كافياً معها. واضرب لذلك مثالاً :
في نقلكم الكريم لقول أبي حيان رحمه الله :( و " يَحْمِلُ " في موضع نصب على الحال ، قال الزمخشري: أو الجر على الوصف لأن الحمار كاللئيم في قوله:
و لقد أمر على اللئيم يسبني(1/179)
انتهى. و هذا الذي قاله قد ذهب إليه بعض النحويين و هو أن مثل هذا من المعارف يوصف بالجمل و حملوا عليه: (وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ) [يس:37]. و هذا و أمثاله عند المحققين في موضع الحال لا في موضع الصفة و وصفه بالمعرفة ذي اللام دليل على تعريفه. مع ما في ذلك المذهب من هدم ما كره المتقدمون من أن المعرفة لا تنعت إلا بالمعرفة و الجمل نكرات)[البحر المحيط: 8 / 266 - 267، و انظر الكشاف: 4 / 103، و إملاء ما من به الرحمن: 557 ].
هذا الكلام كلام جميل ، وفي بسطه لأمثالي منفعة ، والذي فهمته من هذا أن أبا حيان يتكلم عن إعراب الجملة الفعلية (يحمل أسفاراً). وهي هنا من الجمل السبع التي لها محل من الإعراب ، لأنها حالية على رأي أبي حيان. لكن رأي الزمخشري له وجاهته . وهو أن تعرب صفةً كذلك.
وهذا يذكرنا بالمقولة التي يقولها النحويون وهو أن الجمل بعد المعارف أحوال ، وبعد النكرات صفات. ويعللون ذلك بأن المعرفة في حاجة إلى معرفة حالها أكثر من الحاجة إلى معرفة صفتها لكونها معرفة ، بخلاف النكرة ، فالحاجة إلى معرفة صفتها أشد. وقد فصل القول في ذلك ابن هشام رحمه الله فبين أن الضابط السابق غير دقيق ، وأن الأفضل أن يقال :
الجمل بعد المعارف المحضة أحوال ، وبعد النكرات المحضة صفات .
وهنا في المثال الذي ذكرته وفقك الله ، وهو قوله تعالى :(كمثل الحمار يحمل أسفاراً). يمكن إعراب جملة (يحمل أسفاراً) :
- حالاً ، لأن لفظة (الحمار) معرفة بـ (ال) من حيث اللفظ ، فتكون الجملة بعدها حالاً.
- صفة ؛ لأن لفظة (الحمار) وإن كانت معرفة بـ (ال) إلا أنها تدل على جنس الحمار ، فهي أشبه ما تكون بالنكرة . ومثلها (الليل) في قوله :(وآية لهم الليل نسلخ منه النهار..). ومثلها لفظة (اللئيم) في الشاهد الشعري الذي ذكره الزمخشري:
ولقد أمرُّ على اللئيم يسبني * فمضيت ثمتَ قلت : لا يعنيني(1/180)
فلفظة (اللئيم) هنا من حيث اللفظ معرفة لوجود (ال) ، ومن حيث المعنى تدل على جنس اللئيم لا على شخص بعينه فهي أشبه ما تكون بالنكرة .فألفاظ (الحمار) و(الليل) و(اللئيم) ليست معارف محضة على تفصيل ابن هشام ، وبهذا يستقيم كلام الزمخشري في تجويزه إعرابها صفةً.
أرجو أن أرى مناقشتك للأقوال في معنى (الأميين).
في قوله تعالى :(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) كثير من الوقفات التربوية التعليمية ، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية والتزكية والتعليم ، ليت وقتكم يتسع لبسطها وفقكم الله ونفع بعلمكم .
---
أبو علي
07-16-2004, 10:55 AM
الحمد لله رب العالمين.
جاءت سورة الجمعة بعد سورة الصف ترتيبا في المصحف، وهي سورة افتتحت بالتسبيح (يسبح) ، والتسبيح تنزيه لله عما لا يليق بجلاله ، فما الذي جاء في سورة الصف يستوجب أن يتبعه الله بالتسبيح بعد ختام السورة؟
قبل الدخول في الحديث عما جاء في سورة الصف علينا أن نستحضر قاعدة أساسية وهي أن التكليف جاء ضد هوى النفس ، فالشهوات تهواها النفس ، وتكاليف الدين أتت لتنهى النفس عن الهوى ، وفي ذلك مشقة نفسية تتطلب الصبر، إذن فتكاليف الدين مبنية على الصبر.
فالصبر هو لب قضية الدين وعنوان الإحسان ( واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) ومقياس الشكر، فالصابر هو الأحق بأن يوصف بالشاكر (صبار شكور),
مثلا : يدخل الوالد على ابنه فيجده قد ترك مذاكرة دروسه وألهاه مسلسل تلفزيوني عن الواجب ، فيطفئ الوالد جهاز التلفزيون ويصرخ في ابنه : أدخل غرفتك وراجع دروسك جيدا لكي تنجح...
فيفعل الإبن ما أمره به أبوه ، وقد يعلم هو من نفسه أو تذكره أمه أن :(1/181)
أباك على حق وأنه (منزه) عن يكون له هوى ضد مصلحتك بدليل أنه هو الذي ينفق على تعليمك ويحضر لك مدرسين إلى البيت لأخذ دروس خصوصية..... ) فحين يتذكر الإبن هذا يطمإن إلى أن أباه (منزه) عن أن يكون له هوى ضد مصلحة ابنه .
كذلك الله العزيز الحكيم يأمر المؤمنين في سورة الصف : يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ ، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ..... إلى آخر السورة.
هذا أمر من الله للمؤمنين بالجهاد في سبيل الله بالمال والنفس يتطلب الصبر ، والصابر يحتاج إلى تطمين بأن ذلك من مصلحته (خير له) ،
والتطمين يكون بالتذكير بأن الآمر (منزه) عن أن يخلف وعده و(منزه )عن الهوى و(منزه ) عن أن تأتي النتائج على عكس ما يريد لأنه (يملك ) زمام الأمور كلها.
فكان من الحكمة أن يطمإن الله المؤمنين بالتنزيه (التسبيح) ليتشبتوا بالصبر فيفعلوا ما يؤمرون به : (( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ),
وكما اطمأن الإبن لنصيحة أبيه حينما راجع نفسه فاستيقن أن أباه لا يريد له إلا الخير بدليل أن أباه (هو) الذي ينفق على تعليمه و(هو) الذي يحضر له مدرسين ليعطوه دروسا خاصة كذلك الله تعالى لا يريد بالمؤمنين إلا الخير بدليل أنه ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ • وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ • ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أبو علي(1/182)
07-17-2004, 09:51 AM
الصفة التي يناسبها التنزيه هي الحكمة ، فمن يحكم الأمور بإتقان على أتم وجه هو الذي يكون منزها عن النقد ، أما الذي تنقصه الحكمة فهو معرض لنقد النقاد ، إذن فما يصدر من الحكيم فهو منتهى الصواب وهو الحق المطلق ولذلك يأتي التسبيح في القرآن لإسم الله (العزيز الحكيم).
فالعزيز هو الغالب الذي لا يغلب ، ولا تتحقق الغلبة بالحجة أو بالقوة إلا لمن أتقن الأمور بمنتهى الحكمة ، ولذلك يقترن إسم الله (العزيز) ب (الحكيم) ، فالعزة بنت الحكمة = لا غلبة (عزة) إلا بالحكمة ، فالنصر للعزيز الحكيم,
إذا كان التسبيح في سور أخرى لله (العزيز الحكيم) فإن التسبيح في سورة الجمعة لله (الملك القدوس العزيز الحكيم) ف( الملك القدوس) تتناسب مع سياق الآيات في سورة الصف وبالأخص : ( ..... وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ...) فالأموال (ملك الله) نتصرف فيها وكذلك الأنفس وزمامها وكل الأمور (يملكها) الله. ومن يملك الأمر كله فهو قدوس.
---
أبو علي
07-25-2004, 11:15 AM
( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم)
قد يتسائل أحد : لماذا يقول الله في الآية : تؤمنون بالله ) مع أن الله أثبت لهم الإيمان بخطابه لهم ب ( يا أيها الذين آمنوا ) ؟(1/183)
الجواب : قد يؤمن المؤمن بالله ورسوله ، وقد يضعف أمام أوامر الإسلام كالجهاد بالمال والنفس لأن النفس تستحضر الشح وتجد في القتال كره ومشقة، فهذه المسائل الشاقة على النفس تحتاج إيمانا يهون عليه ما يجده في نفسه من مشقة وكره للقتال ، كما أن المجاهد بالمال والنفس لا يفعل ذلك إلا لأنه مؤمن بعدالة قضيته وبأنه على الحق ، ولذلك كان من الحكمة أن يؤكد للذين آمنوا بقوله (تؤمنون بالله),
ماهي الغاية من (تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم )؟
الغاية من ذلك هي (نصرة) الدين ، هي أن نكون أنصارا لله ، ولذلك أكدها الله بعد ذلك بقوله ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله...).
تأملوا الآيات من قوله تعالى : هل أدلكم ..... إلى آخر السورة.
ماذا يقتضي سياق أمر الله من كلام يستوجب التوضيح؟
مثلا : لو قلت لك يا فلان هل أدلك على تجارة تصبح بها مليونيرا وهي أن تبيع أرضك ودارك وتأتيني بثمنهما لأستثمرها لك.
هل بمجرد أن تسمع كلامي تقوم بتنفيذ ما اقترحته عليك أم أنك تطالب بإثبات يصدق كلامي يجعلك تثق في وتطمإن إليه نفسك؟
بالطبع فإنك لا تقدم على بيع دارك وأرضك إلا بعد أن تستيقن وتتأكد أنها تجارة رابحة ، ولا تطلب البينة التي تطمإن لها نفسك إلا لأنك (خائف) ، والخائف محتاج للإطمئنان,
والتطمين في هذا الأمر يكون بتزكية الآمر وأنه على حق في ما يعرضه عليك في هذه المسألة ، وهذا (تنزيه) عن النصب والاحتيال.
فأعرض عليك وثائق ومعاملات أخرى أثبت من خلالها (نزاهتي) ، وإذا كنت قد تعاملت معك من قبل وكسبت منها أموالا ، فإنني أذكرك بها فأقول : تذكر أنني أنا الذي شاركتك في المشروع الفلاني فكسبت منها أموالا، إذن في التذكير بهذه الأمور زيادة في التطمين.(1/184)
وحتى آدم عليه السلام لم يأكل من الشجرة بمجرد سماعه اقتراح إبليس ( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) وإنما بعدما أوهمه إبليس أنه نزيها وأنه يقول الحق وأنه له ناصح أمين وأقسم إبليس على ذلك .
كذلك فإن أمر الله للمؤمنين في سورة الصف اقتضى أن يتبعه بالتنزيه
الذي يطمئن الأنفس : يسبح لله ما في السموات والأرض الملك القدوس العزيز الحكيم).
واقتضى التذكير بفضل الله على المؤمنين : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) ، وحيث أن أمره تعالى ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) موجه إلى كل المؤمنين إلى أن تقوم الساعة ، فإن من الحكمة ألا يقتصر التذكير بفضل الله على الأولين فقط وإنما يشمل التذكير كل من يعنيه الأمر إلى أن تقوم الساعة فقال تعالى : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم) هذا هو فضل الله الجدير بالتذكير لكل المعنيين بالأمر (الأميين والآخرين اللاحقين بهم)
: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
وإذا كان للأب ابن لم يسمع كلامه ولم يلتف إلى نصائح أبيه فإن الأب يحذر أبناءه الآخرين من الحدو حدوه لكي لا يرسبوا مثله في الامتحان ، فلو كان هذا الابن صادقا في ادعاءه أنه لا يحتاج إلى مذاكرة دروسه لتمنى الامتحان اليوم قبل الغد ، لكن الكسلاء لا يتمنون الامتحان لأنهم سيفشلون في اجتيازه ، فكان من الحكمة أن يضرب الله
المثل بعد ذلك باليهود : مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار.....
يتبع إن شاء الله
---
أبو علي
07-26-2004, 04:47 AM(1/185)
وبعد الانتهاء مما يتطلبه مقتضى الكلام من تطمين للمأمور وتذكيره بفضله وتحذيره من الاقتداء بأخيه الذي ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن العمل ، بعد هذا كله يدخل في الموضوع ويبين للذين آمنوا تلك التجارة التي تنجيهم من عذاب أليم ، فقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون),
لا يقول الله (ذروا البيع) إلا لأن صلاة الجمعة خير من تجارة الدنيا (البيع ) فهي التجارة التي تنجي من عذاب أليم.
ما علاقة قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) بالإيمان بالله والجهاد في سبيله بالأموال والأنفس في قوله تعالى : : يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) ؟
الآية في سورة الصف آية دلالة والأية في سورة الجمعة آية بيان الكيفية ، مثلا :
خبير اقتضادي يقترح على أحد معارفه أن يسلك طريق البورصة وسوق المال للوصول إلى عالم الثراء، فإذا اقتنع بكلامه فإنه لا يأخذه مباشرة إلى بورصة نيويورك وإنما يأخذه إلى مدرسة خاصة بتعليم التجار كيفية المضاربة في البورصة وشراء الأسهم.
كذلك أمر الله للذين آمنوا لابد لهم من حضور الدروس والمحاضرات التي تتضمنها خطب الجمعة فتزيدهم مواعظ الجمعة إيمانا يحبب إليهم الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس لما يسمعونه من فضائل وحسن الثواب تزيل الشح وتحبب القتال إلى الأنفس.
وكذلك لأن الله لم يخاطب المؤمنين فرادى ،فالجهاد في سبيل الله يفرض لزوم الجماعة ، وصلاة الجمعة هي وسيلة الإعلام الأولى في الإسلام .
---
أبو علي
07-27-2004, 10:44 AM
الحمد لله رب العالمين(1/186)
أليست صلاة الجمعة مدرسة يتعلم فيها المسلمون أمور دينهم تذكر الغافلين بقضايا الدين وواجباته فيخرج بانطباع إيماني عن علم بفضل الجهاد بالمال والنفس؟
إن كنت أضرب الأمثال لفهم سياق الآيات فلأنه كتاب حكيم ، والحكمة تتبين بالأمثال .
والسلام عليكم ورحمة الله.
---
(1/187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي الشجرة الملعونة في القرآن.
---
ما هي الشجرة الملعونة في القرآن.
---
عاشق الفهم
12-11-2003, 08:44 AM
:: الشجرة الملعونة ::
بقلم: بسام جرار
قال تعالى في سورة الإسراء، الآية 60: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن ".
يرى جماهير المفسرين أنّ الشجرة الملعونة هنا هي شجرة الزقّوم. أما الشيعة فإنهم يذهبون إلى أنّ الشجرة الملعونة هم بنو أمية، ويستندون في ذلك إلى حديث شريف ينص على: " أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد رأى في المنام بني الحكم، أو بني العاص، يَنزون على منبره كما تنزو القرود، فأصبح كالمتغيظ...". والتشيّع واضح في الربط بين هذا الحديث والآية الكريمة. وفي الوقت الذي نجد فيه مفسراً شيعيّاً معاصراً كالطباطبائي، صاحب تفسير الميزان، يُقوّي هذا القول عند تفسيره للآية الكريمة، نجد أنّ الطبرسي، صاحب تفسير مجمع البيان، وهو من كبار علماء الشيعة في القرن السادس الهجري، يجعل هذا التفسير قولاً ثالثاً.(1/188)
الملاحظ أنّ القرآن الكريم لم يلعن شجرة الزقّوم، وبالتالي كيف يمكننا أن نقول إنها الشجرة الملعونة ؟. لذلك قال بعض المفسرين إنّ المقصود بالملعونة أي الملعون آكلها. وهذا تقدير تأباه اللغة العربيّة، ثم إنّ اللعن، الذي هو الطرد من الرحمة، لا يكون إلا للمكلفين، والشجرة، كما هو معلوم، غير مكلفة، ولم ترتكب جُرماً حتى تُلعن. وقال البعض إنّ الشجرة هي وسيلة لتعذيب الكفار ومن هنا جاء اللعن. وهذا المعنى تأباه اللغة، ويأباه العقل، ويأباه النص القرآني، لأنّ خزنة جهنم هم من الملائكة، ولا يتصور لعنهم لمجرد أنّ لهم علاقة بتعذيب الكفار. وعليه نرى أنّ آراء جماهير المفسرين مضطربة عند القول بأنّ الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم المذكورة في القرآن الكريم. وما نجده اليوم في كتب التفسير هو نوع من متابعة بعض المفسّرين لبعض.(1/189)
الماوردي من أشهر علماء القرن الخامس الهجري، وله تفسير (النكت والعيون)، ويتميز بجمعه لآراء المفسرين على صورة سهلة ومختصرة. وهو يورد في الشجرة الملعونة أربعة أقوال، ويجعل القول الرابع في القوم الذين يصعدون منبر الرسول، صلى الله عليه وسلم. أما القول الثالث فيقول فيه: " أنهم اليهود تظاهروا على رسول الله مع الأحزاب، قاله ابن بحر ". أما كيف يمكن أن يكون النسل شجرة ؟! فنجد الماوردي يقول: " والشجرة كناية عن المرأة، والجماعة أولاد المرأة كالأغصان للشجرة ". فالنسل هو في حقيقته شجرة نامية ومتفرعة. وإنّ كل ما يقوم على أصل اعتقادي، ويتفرع عن هذا الأصل، هو في حقيقته شجرة. والقرآن الكريم مثّل الكلمة الطيبة، والتي هي الإسلام، بالشجرة الطيبة. وشبّه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة. وإذا كان اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن، فهذا يكون على اعتبار أنهم يلتقون في أصل اعتقادي، ولا يصح أن تكون اليهوديّة قائمة على النسل، لأنّ اليهودي في الحقيقة هو الذي يؤمن بالأصول اليهوديّة؛ في الاعتقاد والتشريع، والأخلاق. والعدل يقتضي أن يكون اللعن نتيجة لممارسة الفرد أو الأمة لأمر اختياري.
الذي يُرجِّح أنّ المقصود بالشجرة الملعونة هم اليهود، أمور منها:
أولاً: إنّ الآية التي نحن بصددها هي في سورة الإسراء، والتي تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث عن إفساد اليهود في الأرض المباركة. وتُسْتَهل السورة بنبوءة مستقبلية تتحدث عن إفساد اليهود في الأرض المباركة. ويرد الكلام عن هذا الإفساد في خواتيم السورة أيضاً، مما يشير إلى مركزية هذا الحدث في السورة، التي تسمى الإسراء، وفي هذا إشارة إلى المسجد الأقصى. أمّا تسمية سورة بني إسرائيل فتشير إلى الإفساد. وعليه لا يبعد أن تكون الرؤيا تتعلق بهذه القضية المحورية في السورة.(1/190)
ثانياّ: طريقة كتابة كلمة الرؤيا في قوله تعالى: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة…"، تُرجّح أنها رؤيا منامية. ولو كانت رؤية بصرية لكتبت هكذا: رؤية. وقد نقل عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، ومجاهد: أنّ ما رآه الرسول، صلى الله عليه وسلم، ليلة الإسراء والمعراج هو الرؤيا المذكورة في هذه الآية. وبما أنها تمت ليلاً، وتحدث عنها الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما أصبح، فقد سمّاها القرآن الكريم رؤيا. وهي أيضاً فتنة للناس الذين كذبوا خبر الرسول، عليه السلام. والذي نراه أنّ المسألة لا تتعلق بالرؤية البصريّة، أو المناميّة، وإنما تتعلق بالأمر الذي رآه الرسول، عليه السلام؛ فإذا كان قد رأى ببصره أموراً واقعة فهي إذن رؤية. وإذا كان قد رأى أموراً ستقع في المستقبل فهي رؤيا؛ لأنها غير موجودة في الحال وإنما في الاستقبال. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في سورة الإسراء: " لنريه من آياتنا..." وفي سورة النجم:" لقد رأى من آيات ربه الكبرى …". على ضوء هذا لا يوجد ما ينفي احتمال أن يكون ما رآه الرسول، عليه السلام، من أمور مستقبلية كانت تتعلق بسيطرة اليهود على المسجد الأقصى، وعلى الأرض المباركة، والتي هي عقر دار الإسلام، وتتعلّق أيضاً بسيطرة هذه الشجرة الخبيثة على المستوى العالمي، وذلك في المرحلة الزمنيّة نفسها. ولا شك أنّ ذلك يُحزن الرسول، صلى الله عليه وسلم، فكانت التعزية له، عليه السلام، أن قيل له: " وإذ قلنا لك إنّ ربك أحاط بالناس "؛ فمقاليد الأمور هي بيد الله، أما ما رأيتَه يا محمد من سيطرة هؤلاء فهو نوع من الفتنة للبشر، وما رأيتَه فهو في حقيقته الشجرة الملعونة، وبالتالي لن تكون لها ثمار ممتدة، بل إنّ هذه السيطرة العارضة محكوم عليها بالإخفاق، وهي مطاردة باللعن الإلهي. وهذا يعني أنّ سيطرة اليهود في أيامنا هذه تنحصر في كونها فتنة أرادها الله لتمحيص الناس، وهي(1/191)
سيطرة الشجرة الملعونة، التي هي شجرة خبيثة، جذورها واهية، وثمارها غير مباركة، ومن هنا يسهل على أهل الحق أن يَجتثّوها، وأن يقوا الناس من آثارها الخبيثة.
ثالثاً: يقول تعالى: " الشجرة الملعونة في القرآن ". وهذا يعني أنّه لا بد أن نجد لعنها في القرآن. وبالرجوع إلى ألفاظ اللعن في القرآن الكريم نجد أنّ لَعَنَ ومشتقاتها قد وردت (41) مرة. ولوحظ أنّ منها (18) مرة وقع فيها لعن اليهود على وجه الخصوص، ولم يشترك غيرهم معهم في هذه اللعنات. أمّا باقي اللعنات، فإنها كانت للكافرين، أو الظالمين، أو الكاذبين… ولا شكّ أنّ اليهود يشتركون في هذه الصفات مع غيرهم. وعليه ألا تكون هذه الملاحظة الإحصائية مؤشراً على أنّ اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن؟ ولا ننسى أنّ الكثير من الأفكار والمذاهب والمدارس المنحرفة هي من صنع اليهود، أو هي متأثّرة بعقائدهم؛ كالماركسية، والوجودية، والماسونية… والمستهدف بهذه الأفكار والمذاهب هم البشر، الذين نزلت رسالات السماء رحمة بهم. أفلا يستحق اللعنة كل من نصّب نفسه عدواً لله ولرسالاته، وعدواً للحق والعدل ؟! ألم يخبرنا الواقع بأنّ هذا هو مسلك اليهود عبر العصور المختلفة وإلى يومنا هذا ؟! بل إنّ القرآن الكريم ينص على أنّ هذا سيكون مسلكهم إلى يوم القيامة.(1/192)
"وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرة الملعونة في القرآن". فسّر العلماء الآيةَ على أساس أنّ الرؤيا شيء، والشجرة الملعونة شيء آخر. والمعنى عندهم: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وكذلك الشجرة الملعونة فتنة أيضاً. وهذا الوجه تحتمله اللغة، والذي نراه أقرب إلى ظاهر النص أن يكون المعنى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وجعلناها أيضاً الشجرة الملعونة، التي يرد لعنها في القرآن. وهذا يعني أنّ الرؤيا هنا يقصد بها الشيء المرئي، أي موضوع الرؤيا. وعلى هذا يكون ما رآه الرسول، صلى الله عليه وسلم، من أمر هو في واقعه فتنة للناس وابتلاء لهم، وهو عند الله شجرة ملعونة، وهذا اللعن حكم به الله تعالى في القرآن الكريم. وفي رأينا أنّ اليهود هم فتنة للناس على مر العصور، وهم أيضاً شجرة ملعونة محكوم أن لا تثمر جهودهم ثمراً يدوم ويستمر، وهذا من رحمة الله بعباده. وحتى يتّضح المعنى بشكل أفضل نقول: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس وشجرةً ملعونة في القرآن الكريم. أما إضافة (ال) إلى كلمتي: ( شجرة و ملعونة) فإنها تعني أنّ هذه هي الشجرة الوحيدة الملعونة في القرآن الكريم، أمّا لعن باقي الظالمين، أو الكافرين، أو الكاذبين، فقد ورد دون أن ينسب أصحاب هذه الصفات إلى شجرة.
بالرجوع إلى واقعنا المعاصر يمكن أن نستفيد من تدبّر هذه الآية الأمور الآتية :
أولاً :إنّ سيطرة اليهود في فلسطين، وكذلك سيطرتهم على المستوى العالمي، ما هي إلا فتنة وابتلاء وتمحيص للناس. ومعلوم أنّ الفتن يقصد منها أن يتميّز الناس في مواقفهم، ولا بد أن ينتج عن هذا واقع أفضل، فالفتن هي قانون في التغيير.
ثانياً: إنّ المذاهب والفلسفات المنبثقة عن اليهوديّة، والتي حاولت وتحاول أن تفسد المجتمعات البشرية، لا بد أن تتلاشى. والماركسيّة من أوضح الأمثلة على ذلك.(1/193)
ثالثاً: إذا كان الإسلام شجرة مباركة، وكانت اليهودية شجرة ملعونة، فإنّ هذا يعني أنّ العقبات التي يُقيمها اليهود في طريق المسلمين، هي من ضرورات هذا الطريق الحق، ولكن لا بد في النهاية من ثمار طيبة تطرحها شجرة الإسلام المباركة. أمّا الثمار الخبيثة للشجرة الملعونة فإن الفطرة البشرية تأباها وتمجّها.
(هذا الاستنباط المتين والجميل مأخوذ من موقع الاستاذ بسام جرار www.islamnoon.com )
فما رأي ألإخوة في هذه الدلالات..بوركتم
---
(1/194)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 4 الشوشاوي
---
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 4 الشوشاوي
---
أحمد بزوي الضاوي
01-15-2007, 03:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
الشيخ الشوشاوي (ت899 هـ)
وكتابه
" الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة "
هو أبو علي بن طلحة الرجراجي الواصلي الشُوشَاوِي . ذكر المختار السوسي ـ رحمه الله ـ أن والده الشوشاوي كان من رجالات شيشاوة المشهورين، وله كتاب في القراءات القرآنية .
وينتسب الشوشاوي إلى أحد الرجال السبعة من شرفاء رجراجة، وهو سعيد بن يبقى .
تلقى الشوشاوي تعليمه برجراجة وهي من أشرف قبائل مصمودة ، لها سابقة في الدين والعلم والفضل والصلاح .
كانت له علاقة بعبد الواحد حسين الرجراجي شيخ وادي نون، الذي ألف في ظاءات القرآن ودالاته وذالاته. كما رافق يحيى بن مخلوف السوسي (ت 927 هـ) .
أتم الشوشاوي تعليمه العالي بجنوب المغرب، مما يؤكد الاستقلال العلمي الذي تمتع به جنوب المغرب بحيث أضحى لايقل شأنا عن المراكز العلمية المغربية كفاس ومراكش. والواقع أن المغرب كانت به مراكز علمية متعدددة من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، كشيشاوة وحاحا وتارودانت، وتازة ومكناس والريصاني وتمكروت، وتادلة والمهدية والعرائش وأصيلا، والشاون ووزان، وتطوان وطنجة وسبتة، وعبدة ودكالة وآزمور، وسلا والصحراء المغربية وبلاد شنقيط. ولكنها للأسف الشديد ظلت مغمورة.
وفاته : توفي الشوشاوي سنة 899 هـ بقرية عين الشيخ بأولاد برحيل، إقليم تارودانت من بلاد سوس بالمغرب الأقصى .(1/195)
تلاميذ الشوشاوي : مما لا شك فيه أن علما من أعلام العلم ببلاد سوس العالمة، ألف التآليف المشهورة، التي أصبحت عمدة المدرسين بسوس خاصة والمغرب عامة، فضلا عن تصدره للتدريس السنوات ذوات العدد، كان له تلاميذ كثر، ولكن الكتب التي ترجمت له لم تذكر له إلا تلميذا واحدا، ولعله هو أهمهم وأشهرهم ، كما أنها لم تذكر له إلا شيخا واحدا .
التلميذ الوحيد للشوشاوي الذي ذكرتنه الكتب التي ترجمت له هو : داود بن محمد بن عبد الحق التملي .
كتبه : ألف الشوشاوي ـ رحمه الله ـ كتبا كثيرة ، نذكر منها :
1- تنبيه العطشان على مورد الظمآن في رسم القرآن على قراءة نافع لمحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الشريسي المعروف بالخراز (ت 718 هـ) مخطوط بالخزانة العامة بالرباط ، رقم 676، وهي نسخة كاملة تقع في 371 صفحة . ولها نسخ عديدة بالخزانة الملكية و القرويين .
2- حلة الأعيان شرح عمدة البيان في ضبط القرآن للخراز .
3- الأنوار السواطع على الدرر اللوامع في أصل مقرإ نافع لابن بري (ت 731 هـ) .
4- رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، وهو شرح لتنقيح الفصول في الأصول لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس القرافي المالكي (ت684هـ) .
5- الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة : حققه الأستاذ الدكتور إدريس عزوزي، ونشرته وزارة الأقاف المغربية سنة 1409 هـ /1989 م. وقد خصصه الشوشاوي ـ رحمه الله ـ لعلوم القرآن، وهو مشابه في كثير من موضوعاته وقضاياه لكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (ت 911هـ) ـ رحمه الله ـ .
قسم الشوشاوي كتابه هذا إلى عشرين بابا ، إثنان منها خصصهما للحديث عن أحكام المعلمين والمتعلمين ، ولمناقشة قضية خلق القرآن .
6- فهرس موضوعات كتاب الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة :
أ . نزول القرآن .
ب . كتابة القرآن .
ت . قراءة القرآن .
ث . مشكلات القرآن في التفسير .
ج . أحوال حامل القرآن .
ح . أحكام المعلمين والمتعلمين .(1/196)
خ . فضائل القرآن .
د . ختم القرآن .
ذ . وعيد القرآن .
ر . أسماء القرآن .
ز . أصناف القرآن .
س . العدد .
ش . خلق القرآن ؟ .
ص . الحلف بالقرآن .
ض . المفاضلة بين سور وآي القرآن .
ط . السور التي تلقى على العلماء في المناظرات .
ظ . الآيات التي تلقى في المناظرات .
ع . الحديث المسلسل في فضل كل سورة .
غ . المكي والمدني .
اعتمد الشوشاوي في كتابه هذا أسلوب المناظرة ، حيث بناه على طرح السؤال أو الإشكال ، ثم يعقبه بالجواب. وقد أجاد بذلك وأبدع ، وأوجز وأفاد .
كانت للشوشاوي اختيارات موفقة ، وترجيحات سديدة ، مع إرفاق كل ذلك بالحجة والدليل ، مما جعل من كتابه عمدة تدريس علوم القرآن بالمغرب الأقصى .
---
أحمد بزوي الضاوي
02-27-2007, 03:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشوشاوي ـ رحمه الله ـ : " أما كيفية إلقاء كلام الله تعالى على من أراد إلقاءه عليه ، فإلقاؤه على و جهين : إما بإلهام لملك ، و إما بكتابة في صحيفة أو لوح .
وأما هل تختلف عبارة النازل به إلى الأرض أو لا تختلف ؟ فاعلم أنها تختلف ، فإن نزل به على عربي عبر عنه بلغة العرب ، و إن نزل به على عجمي عبر عنه بلغة العجم ، و إن نزل به على عبراني فبلغته أيضا ، و إن نزل به على سرياني فبلغته كذلك ، لقوله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ( سورة إبراهيم ، الآية 14 ) . و المعنى واحد و لكن الألسنة مختلفة " .الفوائد الجليلة على الآيات الجليلة ، ص 148/149 .
---
جمال أبو حسان
02-27-2007, 09:24 AM
شكرا يا استاذ احمد وان كان في المقالة الثانية تنازع شديد بين ارباب الكلام
لكن هل الجراجي هذا هو مؤلف كتاب هداية من تولى غير الرب المولى وهل هذا الكتاب مطبوع حديثا
فقد كنت قرات عن هذا الكتاب قبل اكثر من عشرين سنة ولا اتذكر اين طبع
---
أحمد بزوي الضاوي
02-27-2007, 11:19 AM(1/197)
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأستاذ الدكتور أبو حسان ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإنما أوردت النص من غير تعليق وذلك لإطلاع جمهور عريض من الباحثين على جهود المغاربة في علوم القرآن . ولإتاحة الفرصة لعقد مقارنة بين المدرسة المغربية و المشرقية في هذا المجال .علما أن كتاب الشوشاوي ذو طبيعة تعليمية .
أما عن سؤالكم ، فإني لم أتبين العلم المقصود و لعلكم كتبتم الاسم كما تنطقونه . سأعمل على الاستجابة لطلبكم .
آمل أن يكون تواصلكم بادرة تعاون وثيق بيننا، خدمة للبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
(1/198)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسقاط معاصر على آية" لا تكن كصاحب الحوت.."
---
اسقاط معاصر على آية" لا تكن كصاحب الحوت.."
---
عزام عز الدين
02-27-2006, 09:11 PM
..لا مفر من إسقاط معاصر.
فالخطاب القرآني يستفزنا دوماً من اجل ان نقرأ الحاضر والمستقبل .
وقصة يونس وخروجه من بطن الحوت ، والتي جرت في القرن الثامن قبل الميلاد تقريباً ، كانت مثلاً جيداً لمحمد (صلى الله عليه و سلم) في القرن السادس بعد الميلاد ، أي بعد 15 قرناً من وقوعها – وهي لا تزال تحمل الكثير ، بل ان إيحاءاتها زادت بعد أن رأينا ارتباطاتها بالوضع النفسي للرسول (صلى الله عليه و سلم) في البداية المبكرة للدعوة .
وإيحاءاتها وأمثلتها تزيد عندما نكون في وضع مشابه : في بطن الحوت . في درك الظلمة واليأس .
واليوم – يواجه المسلمون عموماً – واقعاً مظلماً ومستقبلاً اشد إظلاماً . وللحقيقة والأنصاف فليس المسلمون وحدهم من يواجهون هذا الواقع المظلم والمستقبل الأشد إظلاماً ، فمعظم شعوب الجنوب – ونسبة كبيرة منها مسلمة – تواجه هذا الواقع . انهم يعيشون في ظل نظام عالمي يستغلهم ويسحقهم ويهمشهم على كافة المستويات : الاقتصادية أساساً ، والاجتماعية والثقافية والسياسية تباعاً – وهو نظام لا يخدم حتى مواطنيه – فهو لا يخدم غير طبقة النخبة ، الملأ الاحتكاري الذي لا يتجاوز الـ5% من السكان – والذي قد يتقلص حتى الـ 1% في غضون سنوات – لكنه مع ذلك يمارس اشد انواع الظلم ضد شعوب كاملة : يستغل مواردها بأبخس الأثمان ، ويستغل بطالتها ليحول عمالتها البشرية إلى رقيق رخيص مهدد في أي وقت بالطرد والموت جوعاً – وفوق ذلك كله يمسخ هويتها الحضارية ويحولها إلى تابع استهلاكي لحضارة الغرب ، حضارة الرجل الأبيض الخالدة .(1/199)
وخلال ذلك كله ، وبسبب تعقد الأوضاع الاقتصادية العالمية ، فأن الحصار يبدو مطبقاً من جميع الجهات . فوصايا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على سبيل المثال – وهما الملجأ الوحيد للدولة الهاربة من الفقر وهاوية الأفلاس – لا تؤدي إلا إلى تكريس هيمنة النظام العالمي الجديد وتسهيل حركته وانتقال الأموال عبر هذه الدولة أو تلك – والقروض التي تمنح عادة ، تكون فخاً منصوباً بإحكام للسقوط في دورة العولمة المهيمنة – فلكي تسدد الدولة المدينة القروض وفوائدها المتراكمة لابد لها ان تتبع مجموعة من الإرشادات تجعلها دائرة تماماً في فلك العولمة : تخفيض الضرائب على القطط الكبار وزيادتها على المواطن العادي . زيادة الفوائد في البنوك . إلغاء القطاع العام بما في ذلك خدمات البنية التحتية من ماء وكهرباء وحتى تعليم وصحة . ولا تؤدي هذه الإرشادات الى تحسين الوضع الاقتصادي أبداً – لكن طبقة معينة، طبقة ال ]5%مثلاً[ ستنشأ وترتبط مصالحها بالطبقات المتعولمة في كل مكان – الملأ الاحتكاري الذي صار يمثل طبقة عابرة الحدود والقارات ، انتماؤها الحقيقي يتجاوز حدود الأوطان والقوميات والأديان التقليدية إلى عقيدة دين جديد أسماؤه متعددة : وحدانية السوق . الدولار . العولمة … الخ . أما المواطن العادي فسينسحق اكثر واكثر ويتهمش اكثر فأكثر .. ويضيق أفق أحلامه اكثر فأكثر : فلا يصير اكثر من لقمة الغد وكسوة الشتاء القادم ..(1/200)
وبسبب الحذق الإعلامي المحترف الذي تمارسه مؤسسات العولمة الإعلامية المتسلطة على وسائل الإعلام بكافة أشكالها ، فان شعوب الجنوب – اللاهثة وراء اللقمة وسداد الدين ووسائل العيش البيولوجي البحت ، تكون في الوقت نفسه مهشمة الهوية مزدوجة الانتماء –فالمؤسسة الإعلامية العالمية من تلفزيون وسينما وإذاعة تسوق " نمط الحياة " الغربية – بالضبط كما تسوق لكل منتجاتها الاستهلاكية الأخرى : السيارة ، والهاتف النقال ، ومسّرح الشعر - وتسويق نمط الحياة عبر الصورة الإعلامية الجذابة هو اخطر ما في عملية التسويق : معها يصير الهامبرغر اكثر من مجرد أكلة سريعة . والجينز اكثر من مجرد ثوب عملي ، والبيبسى كولا اكثر من شراب منعش ، كل هذه تصير رموزاً لحياة أخرى واختيار اخر ، تركض شعوب الجنوب خلفها بحثاً عن رفاهية ذلك العالم "الآخر" – ارض الأحلام كما يسميها مسوقو الحلم الأمريكي .. وخلال ذلك الركض – الذي غالباً ما يصيب المنتجات الاستهلاكية وحدها ، تستمر عجلة الاستهلاك – محور الحضارة الغربية المعاصرة – في الدوران ، ويستمر المدينون في الاقتراض لشراء ما يتغير باستمرار ، تستمر الفوائد في التصاعد ، وجيوب الملأ العالمي في الانتفاخ .. وخلال ذلك ، يصير الهامبرغر والبيبسى والجينز اكثر من مجرد حاجات استهلاكية ، بل ان مظاهر نمط الحياة الأخرى ، يحمل ولا بد ، قيم تلك الحياة – وللأسف فان القيم التي تأتي دوماً تكون أسوء ما في الحياة الغربية : القيم الفردية والتحلل والإباحية والتفكك الأسرى والعنف والجريمة والمخدرات ..
ويحدث ذلك كله وسط (زفة) إعلامية هائلة تروج لما يدور كما لو كان منتهى الأمل والمنى ، وهي (زفة) تتابع أحياناً بدقة حتى ابشع العمليات العسكرية التي تثبت فيها الحضارة الغربية (العبرة) و(الدرس) لكل من تسول له نفسه ان يقول لا لهيمنتها على شؤون العالم اجمع …(1/201)
وسط ذلك كله . يسأل الفرد المسلم نفسه : ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل ؟ . وهو سؤال منطقي وبديهي . انه يجد نفسه محاصراً تماماً . قيمه وكتابه وبقايا هاجسه الديني يقول شيئاً ، لكن حياته – كلها – تقول أشياء أخرى مضادة .. فماذا بوسعه حقاً ان يفعل ؟ .
بمواجهة هذا التنين هائل الحجم ، متعدد الرؤوس ، عابر القارات ، ماذا بوسعه ان يفعل ؟.
هذا التنين الذي احتل بيته واستغل ثرواته – بطريقة او بأخرى ، ويكاد حتى ان يحتل رأسه او رؤوس باقي أفراد عائلته .. ماذا بوسعه ان يفعل في مواجهته .
انه اليأس . فقدان المناعة أمام كل شيء . اليأس القاتل- الانتحار ، في هذه الحالة – ببساطة : لاشيء يفعله يمكن ان يغير شيئاً من نتيجة المواجهة .
انه اليأس .
الانخراط في الزفة والركض خلف سلع الاستهلاك ودورة الإنتاج وحضارة العولمة ، يأس ورفض الانخراط عبر التقوقع على الذات والاقتصار على الشعائر والعبادات وبعض الأناشيد والتسابيح هنا وهناك ، يأس أيضاً .
انه اليأس : مرض قاتل ، بل وباء مستشري فتاك ، ينتشر كما الإيدز ، يسلب مناعة الأفراد كما المجتمعات – فيجعلها عرضة للموت والاندحار في اقل ضربة .. او هزة ، انه اليأس . السلبية العميقة التي تصيب حتى أصحاب الشهادات والأفكار فيفرون بشهاداتهم إلى الخارج – او بأفكارهم الى الداخل - ، تاركين في كل الأحوال مجتمعاً وواقعاً جديدين بالتغيير ..
انه اليأس . الذي يهاجر مجتمعه وقيمة إلى ارض الأحلام – (التي قد تتحول إلى كوابيس ). والاوهام والفرص، يائس، يائس من قدرته على تحويل مجتمعه وارضه إلى مجتمع ملائم وارض احلام اخرى..(1/202)
والذي يبقى اما ان يتقوقع على ذاته وكتبه وشعاراته وعباداته وبقايا قيمه – ليكون وامثاله جالية منفصلة عن الواقع مغتربة عن المجتمع ركيزتها الاساسية ياسها المستفحل من القدرة على التغيير والاستسلام المهين لقدر النوم والتثاؤب.. او .. ان ينخرط الفرد مع بقية افراد المجتمع في درب التغريب – وبالذات في التطبع في اسؤ ما في الغرب من قيم – ولا يمنع ذلك من بعض الشعائر والطقوس – مفرغة تماما من القيم والوظائف الاجتماعية – ولا تفعل غير تلطيف الجو الاستهلاكي الذي يمجد السيارة الحديثة الفارهة ومقتنيات تكنلوجيا التسلية بكل انواعها – وتظل العين دوما هناك على تاشيرة الدخول الـ( Visa) والبطاقة الخضراء الـ( Green Card).. وماذا سوى الياس امام جداره القائم في النفوس والعقول والواقع المظلم وخندق السلبية والاستسلام المحفور بضراوة في دهاليز نفسيته.؟. ماذا بامكانه ان يفعل امام التنين الهائل الذي دخل بيته واحتل سريره وراسه وصار جزء منه.؟.
ماذا بامكانه ان يفعل وهو يائس حتى من امكانية المواجهة؟.
ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل؟.
* * *
هناك كتاب، في الكتاب آية، في الاية مثل، وامر، وحكاية.
ويمكن ان تظل الحكاية مجرد حكاية اخرى – مثل حكايا التوراة مسلية وتاريخية فقط – او تصير للحكاية بعدا اخر: ملحمة، رؤية، رؤيا.
وبين الحكاية المسلية – والملحمة الفاعلة فارق كبير لكنه يتعلق بنا – لا بالكتاب – يتعلق بفهمنا له، برؤيتنا لدوره، لكن لنعد للموضوع: ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل؟..
مرة اخرى هناك كتاب في الكتاب اية في الاية مثل وامر وحكاية.
وعندما سال محمد (صلى الله عليه وسلم) ذلك السؤال لنفسه: ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل؟ – نزلت تلك الاية بالذات ( فأصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت).
ولم تكن مجرد حكاية بل صارت ملحمة.(1/203)
وكان الخروج من بطن الحوت بالرؤية المختلفة والمشروع المغاير والنفسية المستعدة للمواجهة وبثمرة الامل في العراء – هو الدرس والعبرة التي استوعبها عليه افضل الصلاة والسلام مبكرا في مرحلة شبيهة بمرحلة بطن الحوت: الياس، الوحدة والظلمة..
وكان الخروج من بطن الحوت يعني شطب كلمة الياس من معجمه واقتلاع جذور السلبية من نفسيته وكان العبور بالنسبة له هو ايمانه بقدرته على التغيير ،على التحدي، على ان تنبت الثمرة فيه.. في داخله.
لكن اليوم ماذا بوسع رجل واحد ان يفعل حقا؟.
واليوم نستطيع ان تكون حكاية صاحب الحوت مجرد حكاية اخرى تروى للاطفال عن معجزة الرجل الصالح الذي ابتلعه الحوت ولم يمت. او ان تكون ملحمة تحمل في ثناياها مفتاحا لنا للخروج من بطن الحوت. او شمعة تضئ الظلمة ولو ببصيص صغير..
نستطيع ان نختار: في بطن الحوت الذي انزلقنا اليه: حوت العولمة والهيمنة الامريكية والشركات عابرة القارات وصندوق النقد الدولي ووحدانية السوق ومؤسسات الاعلام الحاذق الذي ينتقل عبر الاقمار الصناعية دونما تأشيرة او رقابة – في بطن هذا الحوت الذي التقمنا – علينا ان نختار البقاء فيه – إلى يوم يرجعون – او الخروج منه..
البقاء في بطن الحوت؟. انه يعني قطعا الموت. بل لعل الانقراض هو التعبير الادق والمطبلون في زفة العولمة الحالمون بدولة الرفاهية بجنة الاستهلاك وبارض الاحلام – لا يدركون ان المضي بالزفة إلى نهايتها لن يجعلهم مواطنين في دولة الحلم الامريكي كما يريدون – بل سيجعلهم في احسن الاحوال رقم اخر في سلسلة البطالة بنسبتها المتزايدة – بسبب التغييرات الهيكلية في الاقتصاد العالمي المصاحب للعولمة – وهي النسبة التي ستبلغ 80% - حتى في الدول الغربية – وسيعيش هؤلاء الـ80% في احسن الاحوال على فتات الصدقة التي تتبرع بها طبقة الملأ الاحتكاري..(1/204)
لكن ليس كل الباقين في بطن الحوت مطبلين في زفة العولمة بل هناك من يرفضها لكن يرفض مواجهتها. ياسا طبعا ويفضل الانكفاء على ذاته الممزقة وهويته الضائعة وبضعة كتب ومجلدات وطقوس وشعائر مفرغة من وظيفتها الاجتماعية.. وانتظار ليوم اخر ينتصفون فيه ممن ظلمهم. وهؤلاء ايضا باقون في بطن الحوت إلى يوم يبعثون.
اما الخروج من بطن الحوت فيبدأ من ذلك الخط الفاصل بين الخيط الابيض من الاسود من الفجر.
يبدء من الايمان في الداخل بالقدرة على التغيير – القدرة على العمل – على المواجهة. يبدء من اقتلاع جذور السلبية والكسل والتواكل،.. غرس جذور بديلة لقيم بديلة: قيم الايجابية والعمل والثقة بالنفس..
يبدء من الايمان ان بامكان رجل واحد الكثير: ان يدعو مائة ألف او يزيدون
من الايمان اذن من نقطة محورية جدا في الايمان تبدء عملية الخروج من بطن الحوت.
وهي نقطة محورية وتتعلق بخيارنا وقرارنا في جزء منها.
ان نبقى في بطن الحوت: الظلمة والهيمنة الاحتكارية والبطالة والتخلف وقيم السلبية او ان نخرج إلى فضاء الله الرحب: الايجابية والعمل والتحدي – مهما كانت الصعوبات.
باختصار: هامبرغر أم يقطين؟
ولا مفر من الاختيار.
من كتاب : البوصلة القرآنية احمد خيري العمري دار الفكر دمشق
---
عزام عز الدين
03-01-2006, 03:12 AM
يرجى متابعة الموضوع الاصلي : لا تكن كصاحب الحوت ، الاية الاولى : اقرأ ، عداس ..!
---
(1/205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مكث الشيخ / الشنقيطي رحمه الله يبكي إلى صلاة العشاء ولم يستطع تفسير هذه الآية ! .
---
مكث الشيخ / الشنقيطي رحمه الله يبكي إلى صلاة العشاء ولم يستطع تفسير هذه الآية ! .
---
المسيطير
08-19-2006, 01:29 AM
قال الشيخ المبارك /
صالح المغامسي
وفقه الله تعالى
في محاضرة له بعنوان :
( أهل الله وخاصته )
وفي معرض كلامه عن العلامة الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :
( استفتح شيخُنا الأمين الشنقيطي - رحمه الله رحمة واسعة -
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم = قول الله جل وعلا :
( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا )
استفتحها ليفسرها في الحرم ، بعد صلاة المغرب
فمكث - رحمه الله رحمة واسعة - يبكي
لا يقدر على أن يفسرها .
كيف يُتَصور أن يفسد أحدٌ في الأرض بعد أن أصلحها الله .
فمكث - رحمه الله - يبكي حتى أذّن المؤذن لصلاة العشاء
ولم يفسر آية واحدة ) أ.هـ.
رحمه الله رحمة واسعة
---
فهد الوهبي
08-19-2006, 06:26 AM
رحمه الله رحمة واسعة
---
أبو عبدالرحمن
08-19-2006, 06:57 AM
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
إن سيرة هذا الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تحفل بكثير من المواقف والعبر، ولا شك عندي أن عند طلابه أخبارا كثيرة عنه لم نعلمها، فأرجو ممن يستطيع التواصل مع طلابه أن ينقل لنا بعض الأخبار المشرقة عن ذلك الإمام (التي لم تنقل في الكتب)فهو بحق تخرج على مدرسة القرآن.
وليكن أعضاء هذا الملتقى من المسارعين إلى ذلك،وفاء بحق هذا العالم الجليل رحمه الله رحمة واسعة
---
السلطان
08-19-2006, 09:16 AM
أخي أبا عبد الرحمن ..
وجدت في الملتقى موضوعاً بعنوان :(1/206)
ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين ( صاحب أضواء البيان ) لا تجدها في كتاب ...
انظره على هذا الرابط :
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=260&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED
---
المسيطير
08-19-2006, 05:17 PM
الإخوة الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
---
وقال الشيخ / صالح المغامسي وفقه الله تعالى عَقِبَ ذكره لما سبق :
وفسر قوله تعالى :
( اهبطوا مصرا )
في أربع ساعات
دون أن يكرر كلامه ، أو يخرج عن معنى هذه الآية
رحمه الله وعفا عنه .
--
---
العبادي
08-19-2006, 10:26 PM
أخي الكريم المسيطير..
لا أدري ممَ أعجب..
من حسن ما اخترت في مشاركتك..
أم من روعة توقيعك الذي وقفت أمامه لحظات اهتز فيها كياني كله..
فجزاك الله خيرا.
---
المسيطير
08-19-2006, 11:42 PM
الأخ الحبيب / العبادي
جزاك الله خير الجزاء .
بانتظار تعليقاتكم ، وإضافاتكم .
حفظكم الله .
---
المسيطير
08-19-2006, 11:44 PM
محاضرة : ( أهل الله وخاصته )
الشيخ / صالح بن عواد المغامسي
والمقطع المشار إليه في بداية المحاضرة :
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48093
---
(1/207)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء
---
د. محمد مشرح
05-06-2005, 07:14 AM
الحلقة التاسعة
خير أهل الأرض
حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال لنا رسول الله e يوم الحديبية أنتم خير أهل الأرض وكنا ألفا وأربعمائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة تابعه الأعمش سمع سالما سمع جابرا ألفا وأربعمائة [1]
هذا النص يدل على أن الصديق رضي الله عنه خير أهل الأرض بعد الأنبياء مع جميع من حضر الحديبية وكان معهم ؛ وعددهم ألف وأربعمائة بل الأصحاب جميعا كما أوضحت روايات أخرى وبعض الشروح وقد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو عنهم راض وبخاصة الصديق فقد بقيت خوخة أبي بكر مفتوحة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما سدت بقيتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في مرض موته صلى الله عليه وسلم وهذا يرد على من يرى غير هذا ...(1/208)
يقول ابن حجر في شرح حديث الشجرة (هذا صريح في فضل أصحاب الشجرة فقد كان من المسلمين إذ ذاك جماعة بمكة وبالمدينة وبغيرهما وعند أحمد بإسناد حسن عن أبي سعيد الخدري قال لما كان بالحديبية قال النبي e لا توقدوا نارا بليل فلما كان بعد ذلك قال أوقدوا واصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم وعند مسلم من حديث جابر مرفوعا لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية وروى مسلم أيضا من حديث أم مبشر أنها سمعت النبي e يقول لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة وتمسك به بعض الشيعة في تفضيل علي على عثمان لأن عليا كان من جملة من خوطب بذلك وممن بايع تحت الشجرة وكان عثمان حينئذ غائبا كما تقدم في المناقب من حديث بن عمر لكن تقدم في حديث بن عمر المذكور أن النبي e بايع عنه فاستوى معهم عثمان في الخيرية المذكورة ولم يقصد في الحديث إلى تفضيل بعضهم على بعض واستدل به أيضا على أن الخضر ليس بحي لأنه لو كان حيا مع ثبوت كونه نبيا للزم تفضيل غير النبي على النبي وهو باطل فدل على أنه ليس بحي حينئذ وأجاب من زعم أنه حي باحتمال أن يكون حينئذ حاضرا معهم ولم يقصد إلى تفضيل بعضهم على بعض أو لم يكن على وجه الأرض بل كان في البحر والثاني جواب ساقط وعكس بن التين فاستدل به على أن الخضر ليس بنبي فبنى الأمر على أنه حي وأنه دخل في عموم من فضل النبي e أهل الشجرة عليهم وقد قدمنا الأدلة الواضحة على ثبوت نبوة الخضر في أحاديث الأنبياء وأغرب بن التين فجزم أن إلياس ليس بنبي وبناه على قول من زعم أنه أيضا حي وهو ضعيف أعني كونه حيا وأما كونه ليس بنبي فنفى باطل ففي القرآن العظيم وان إلياس لمن المرسلين فكيف يكون أحد من بني آدم مرسلا وليس بنبي قوله ولو كنت أبصر اليوم يعني أنه كان عمى في آخر عمره قوله تابعه الأعمش سمع سالما يعني بن أبي الجعد سمع جابرا ألفا وأربعمائة أي في قوله ألفا وأربعمائة وهذه الطريق وصلها المؤلف في آخر كتاب الأشربة وساق(1/209)
الحديث أتم مما هنا وبين في آخره الاختلاف فيه على سالم ثم على جابر في العدد المذكور وقد بينت وجه الجمع قريبا وقيل إنما عدل الصحابي عن قوله ألف وأربعمائة إلى قوله أربع عشرة مائة للإشارة إلى أن الجيش كان منقسما إلى المئات وكانت كل مائة ممتازة عن الأخرى إما بالنسبة إلى القبائل وإما بالنسبة إلى الصفات قال بن دحية الاختلاف في عددهم دال على أنه قيل بالتخمين وتعقب بإمكان الجمع كما تقدم .[2]
وينبغي التنبه إلى القاعدة المعروفة في تقدير الناس لسابقتهم ولما قدموه ولو فرضنا جدلا أنه حدث أخطاء للبعض فإنهم غير معصومين وغيرخاف ما ورد من الأدلة على هذا والتي منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله e كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه[3]
وهي قاعدة مدعمة بالأدلة من الكتاب والسنة وسيأتي منها شيء في الحلقات القادمة _إن شاء الله - .
وعلى كل حال فإن صفوة الأمة رضي الله عنهم أجمين مشهود لهم بالخير وحيا وعقلا وهو واضح أبلج لمن وفقه الله تعالى فهداه إلى الصواب اللهم اجعلنا وجميع المسلمين منهم .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 4/ 1526رقم 3923
[2] - الفتح 7/ 443-444 .
[3] - المستدرك 4/ 272رقم 7617.
---
(1/210)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تحولات الأفعال في السياق القرآني وأثرها البلاغي
---
تحولات الأفعال في السياق القرآني وأثرها البلاغي
---
د عبدالله الهتاري
11-22-2006, 08:22 AM
د عبدالله علي الهتاري
أستاذ مساعد جامعة ذمار
كلية الآداب والألسن
قسم اللغة العربية _اليمن
[email]ahetary@yahoo.com[/email
---
د عبدالله الهتاري
11-22-2006, 12:45 PM
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مشاركة: 3
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الافاضل في ملتقى اهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
ارجو من فضيلة المتخصصين منكم في الدراسات القرآنية واللغة ومن له اهتمامات جادة في ذلك
افادتي برأيهم في بحثي هذا فقد اجتهدت اجتهادا خاصا في كثير من قضاياه فان اصبت فلله الفضل والمنة
وان اخطأت فحسبي ان لي أجر المجتهد المخطىء
د عبدالله الهتاري
التوقيعد عبدالله علي الهتاري
أستاذ مساعد جامعة ذمار
---
(1/211)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تخريج حديث المغيرة بن شعبة إذا قام الإمام من الركعتين فإن ذكر قبل أن يستوي قائماً
---
تخريج حديث المغيرة بن شعبة إذا قام الإمام من الركعتين فإن ذكر قبل أن يستوي قائماً
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-20-2006, 10:04 AM
تخريج حديث المغيرة بن شعبة إذا قام الإمام من الركعتين فإن ذكر قبل أن يستوي قائما
---
(1/212)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سارع قبل نفاد الكمية ! موضوعات جديدة لرسائل الماجستير والدكتوراة والترقية ...
---
سارع قبل نفاد الكمية ! موضوعات جديدة لرسائل الماجستير والدكتوراة والترقية ...
---
نواف الحارثي
02-19-2007, 09:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد
الإخوة الأعزاء بملتقى التفسير : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير .
نظرا لبحث بعض الإخوة عن موضوعات لبحثها في رسائل الماجستير أو الدكتوراه أو غيرها ومن باب المشاركة ومحبة الخير للآخرين فهذه موضوعات كتبها فضيلة شيخنا وزميلنا الدكتور مساعد الطيار في كتابه القيم (المحرر في علوم القرآن) ولم يضن بها ؛ لأن من صفات نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم ( وما هو على الغيب بضنين).
وقد استشرت فضيلة الشيخ مساعد بأن أنزلها على الموقع فما تردد في الترحيب بهذه الفكرة وهو كما عهدته من المحبين للعلم وأهله وفقه الله وسدده .
الموضوعات :
1- انخلاع الرسول صلى الله عليه وسلم من صورته البشرية إلى صورته الملكية ( من أول من قال بها - من تابعه عليه...)
2- الأوصاف التي عبر بها الصحابة عن حال الرسول وقت مجيء الوحي (الغطيط- الإغماء-تفصد العرق..) .
3- نزول جبريل بالقرآن على صورته البشرية ؟ هل وقع ؟ هل هناك ما يمنع ....
4- دراسة اثر ابن عباس رضي الله عنهما في النزول الجملي (دراسة سنده-متنه- فوائده..) .
5- دراسة الأوليات والآخريات النسبية ( أول ما نزل وآخر ما نزل).
6- الاعتناء بالأحاديث الواردة في الأحرف السبعة ، واستنباط الفوائد منها .
7- تطبيق أوجه الاختلاف بين القراء في سورة من السور للخلوص إلى عدد الأوجه القرائية المختلف فيها في السور ، وتصنيف هذه الأوجه .(1/213)
8- العلاقة بين اللهجات العربية والأحرف السبعة .
9- تتبع الآيات المستثنيات ودراستها دراسة تفسيرية (أثرها الآيات في السياق والمعنى) .
10- الآيات المنسوخة التي لها تعلق بموضوع المكي والمدني .
11- استقراء الآيات التي وقع فيها ترجيح بمعرفة المكي والمدني .
12- استنباط المكي والمدني من خلال أسباب النزول الصريحة .
13- الأسباب المتعلقة بالعادات (عادات من نزل فيه الخطاب القرآني) .
14- دراسة الآيات التي لها سبب نزول مع الآيات السابقة لها في النظم القرآني.
15- استقراء صيغ النزول في كتب الحديث كتابا كتاباً .
16- دراسة صيغة النزول الواردة على أسلوب (نزلت في كذا) من جهة نزولها في شخص ....
17- دراسة الآثار الصريحة في السببية .
18- دراسة أسباب النزول من خلال كتب مصطلح الحديث وشروحها .
19- دراسة النزول دراسة تطبيقية على تفسير من التفاسير .
20- جمع قواعد أسباب النزول رواية ودراية ودراستها دراسة تحليلية .
21- جمع الآيات المتعلقة بحفظه ، ودراستها دراسة تحليلية .
22- دراسة قراء الصحابة( معرفة سيرهم المتعلقة بقراءة القرآن وحفظه ) .
23- جمع الآيات المتعلقة بقراءة القرآن وحفظه ، ودراستها دراسة تحليلية ، واستنباط ما فيها من الفوائد .
24- تحرير التسميات .
25- مناسبة التسميات مع موضوع السورة .
26- علاقة الفاصلة برأس الآية وأثر ذلك في البلاغة القرآنية وإعجاز نظمه .
27- جمع ودراسة رؤوس الآيات التي تتعلق بما بعدها من خلال الاتفاق والاختلاف في عد الآي ، وأثره على الوقف والابتداء .
28- موضوعات السور ومقاصدها .
29- دراسة أسماء السور التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
30- بحث ودراسة ما خالفت القراءات فيه الرسم .
31- موازنة رسم المصحف بالخطوط القديمة المقاربة له في الزمن ؛ لمعرفة المتغيرات التي حدثت للرسم .
32- دراسة رسم مصحف من المصاحف القديمة لمعرفة مطابقتها للرسم العثماني .(1/214)
33- دراسة علامات الضبط بين النحويين وعلماء ضبط المصاحف .
34- دراسة موازنة بين علامات الضبط بين المصاحف التي كُتبت على قراءات متعددة (مثل موازنة مصحف حفص بصحف ورش) .
35- دراسة علل الضبط (مثل : سبب اختيار الصفر الصغير إشارة للسكون) .
36- أثر علماء المغرب العربي بعلم الضبط .
37- قواعد في الوقف والابتداء .
38- جمع مصطلحات علماء الوقف والابتداء والموازنة بينها .
39- إجراء تطبيقات عملية على أنواع الوقف والابتداء على سور من القرآن ، أو على مواضع منه
40- دراسة علل وقوف المصاحف المعاصرة .
41- دراسة رؤوس الآيات التي لها تعلق ما بعدها بها من جهة اللفظ .
42- دراسة منهج كتاب من كتب الوقف والابتداء .
43- عناية العلماء بقضايا الرسم .
هذه الموضوعات ذكرها الشيخ مساعد الطيار في كتابه السابق الذكر ، ودوري هو إخراجها للقارئ الكريم ، وما عليك أخي الحبيب إلا النظر وإعمال العقل وتوسعة آفاق البحث الذي تختاره . نسأل الله أن يكتب للجميع الأجر والثواب.
---
فهد الوهبي
02-19-2007, 10:06 PM
جزاك الله خيراُ أخي الشيخ نواف وبارك فيك ..
وفي الشيخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار ...
ولا أخفي تهنئتك بهذا العنوان الإعلامي الجميل لهذا الموضوع ، فهو عنوان طريف لموضوع مهم ...
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2007, 10:18 PM
جزاك الله خيراً على تتبعك وإظهارك لهذه الفوائد والموضوعات التي نثرها الدكتور مساعد الطيار في كتابه القيم (المحرر في علوم القرآن) ، وبعض هذه الموضوعات كتب فيه ، وبعضها لم يكتب فيه بتوسع وعمق بعدُ ، فعسى أن يتصدى لها الباحثون ، فتسد ثغرات علمية في بناء الدراسات القرآنية جديرة بالبحث والدراسة .
وفقكم الله لكل خير ، ونفع بكم .
---
مساعد الطيار
02-19-2007, 10:28 PM(1/215)
أشكر أخي الفاضل نواف الحارثي الذي أبرز هذه المسائل البحثية ، وأسأل الله أن لا يحرمني وإياه الأجر ، وكما قال أخي عبد الرحمن ، فإن بعضها قد كُتِب فيه ، لكن لا يمنع من إعادة النظرفيه في بحوث الترقية لتكميل مالم يُكمَّل في هذه البحوث ، وهذا منوط بالباحث الذي يريد بحث موضوع قد سبق طرحه .
وإنني أدعو الإخوة الفضلاء الذين منَّ الله عليهم بالتأليف أن لا يخلو بحوثهم من مقترحات بحثية يستفيد منها طلاب العلم الذين يقرؤون كتبهم ، فكم من إثارة لسؤال فتحت بابًا من العلم لدى بعض الناس ، وإني لأسأل الله أن يجعل ما نقدمه خالصًا لوجهه الكريم .
---
محب القراءات
02-20-2007, 01:31 AM
جزاكم الله خيرا
وبارك في جهود الجميع
---
(1/216)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (تفسير الطبري) درس أسبوعي للدكتور مساعد الطيار (مباشر)
---
(تفسير الطبري) درس أسبوعي للدكتور مساعد الطيار (مباشر)
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2007, 08:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ الدرس الأسبوعي في :
قراءة في تفسير الإمام الطبري
للدكتور مساعد بن سليمان الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض والمشرف العلمي على شبكة التفسير والدراسات القرآنية
وذلك بعد صلاة العشاء من يوم السبت أسبوعياً ، بتوقيت مدينة الرياض .
ويمكن الاستماع مباشرة للدرس عن طريق :
- البث الإسلامي (http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=4880&action=listen&sid=) . والحلقات محفوظة على هذا الموقع .
- جامع الراجحي (http://www.grajhi.com/) .
- هذه الصفحة في ملتقى أهل التفسير .
rtsp://216.39.222.157:554/encoder/g2arrajhi.rm
ملاحظة : الرابط لا يعمل إلا وقت البث .
---
خالد البكري
03-28-2007, 10:42 PM
جزاك الله خير يا شيخ عبدالرحمن ونفع الله بك ووفقك في الدارين
---
أبو الخير الجزائري
03-29-2007, 09:07 AM
يبدو أن درس السبت الماضي لم يرفع في البث الإسلامي وهو أيضا غير كامل في أرشيف موقع جامع الراجحي
---
(1/217)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعاء الختمة في صلاة التراويح
---
دعاء الختمة في صلاة التراويح
---
إمداد
10-16-2005, 05:45 PM
دعاء الختمة في صلاة التراويح *
عبدالرحمن بن فؤاد الجارالله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق أجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين...
أما بعد:
فقد كثُرَ في الآونة الأخيرة طرح هذه المسألة بين طلاب العلم, وفي مجالس العلم, ومن باب مدارسة العلم وبيان الراجحِ في المسألة من الأقوال من مرجوحها بتوفيق الله, رأيت الإسهام في جمع الأقوال في حكم هذه المسألة وبيان أدلتها, جمعتها من خلال المناقشات في المجالس والمنتديات واللقاءات, والرجوع إلى بعض المؤلفات التي تطرقت إلى الموضوع, أو أشارت إليه, وليس لي فيه من نصيبٍٍ إلا الجمعَ والترتيب. ومن الله وحده العون والطول.
http://saaid.net/Doat/aljarallh/14.htm
لتحميل الموضوع على ملف وورد
http://saaid.net/Doat/aljarallh/14.doc
__________________
---
(1/218)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حديث (خلقت محمداً من نوري)
---
حديث (خلقت محمداً من نوري)
---
اية
04-12-2007, 02:24 PM
سررت بمرورك الكريم على موضوع تحياتي لك اخوك البدرافيدونى عن الحديث خلقت محمدا من نورى وخلقت ادم من نور محمد افادكم الله
---
السائح
04-12-2007, 02:40 PM
مرحبا بك.
الحديث باطل موضوع، مختلق مصنوع.
---
(1/219)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فتاوى زكاة الفطر لابن عثيمين رحمه الله
---
فتاوى زكاة الفطر لابن عثيمين رحمه الله
---
إمداد
11-02-2005, 07:06 PM
زكاة الفطر لابن عثيمين
الحمدُ لله العليم الحكيم، العليِّ العظيم، خلقَ كلَّ شَيْءٍ فقَدَّره تقديراً، وأحْكَمَ شرائعَه ببالغِ حكمتِهِ بياناً للْخَلق وتَبْصيراً، أحمدُه على صفاتِه الكامِلة، وأشكرُه على آلائِه السابغة، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وحده لا شريكَ له لَهُ الملكُ وله الحمدُ وهوَ على كلِّ شَيْء قدير، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، صلَّى الله عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ المآبِ والمصِير، وسلَّم تسليماً.
إخواني: إن شهرَكُمُ الكريمَ قد عزَم على الرحيل ولم يبقَ منه إلاَّ الزمنُ القليلُ، فمَنْ كان منكم محسِناً فليحمدِ اللهَ على ذلك ولْيَسْألْه القَبولَ، ومَنْ كان منكم مهملاً فلْيتبْ إلى اللهِ ولْيَعْتَذِرْ من تقصيرِه فالعذرُ قبْلَ الموتِ مَقْبولٌ ، وإن الله شرعَ لكم في ختامِ شهرِكم هذا أنْ تؤَدُّوا زكاةَ الفطر قبْلَ صلاةِ العيدِ .
باب زكاة الفطر
سئل فضيلة الشيخ عن زكاة الفطر ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بالفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سميت زكاة الفطر، أو صدقة الفطر، وإذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، وإذا مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجود سبب الوجوب .
س2 : ما المقصود بزكاة الفطر وهل لها سبب ؟(1/220)
فأجاب فضيلته بقوله : المقصود بزكاة الفطر صاع من طعام يخرجه الإنسان عند انتهاء رمضان، وسببها إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد للفطر من رمضان وإكماله، ولهذا سُميت صدقة الفطر، أو زكاة الفطر، لأنها تنسب إليه هذا سببها الشرعي .
أما سببها الوضعي فهو أنه إذا غابت الشمس من ليلة العيد وجبت، فلو ولد للإنسان ولد بعد مغيب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرته وإنما تستحب، ولو مات الإنسان قبل غروب الشمس ليلة العيد لم تجب فطرته أيضاً؛ لأنه مات قبل وجوب سبب الوجوب، ولو عُقد للإنسان على امرأة قبل غروب الشمس من آخر يوم رمضان لزمته فطرتها على قول كثير من أهل العلم، لأنها كانت زوجته حين وجد السبب، فإن عُقد له بعد غروب الشمس ليلة العيد لم تلزمه فطرتها، وهذا على القول بأن الزوج تلزمه فطرة زوجته وعياله، وأما إذا قلنا بأن كل إنسان تلزمه الفطرة عن نفسه كما هو ظاهر السنة فلا يصح التمثيل في هذه المسألة .
س3 : ما حكم زكاة الفطر ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير " ، وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين " .
س4 : عمن تجب عليه زكاة الفطر ؟
فأجاب فضيلته بقوله : تجب على كل إنسان من المسلمين ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أم كبيراً، سواء كان صائماً أم لم يصم، كما لو كان مسافراً ولم يصم فإن صدقة الفطر تلزمه، وأما من تستحب عنه فقد ذكر فقهاؤنا ـ رحمهم الله ـ أنه يستحب إخراجها عن الجنين ـ عن الحمل في البطن ـ ولا يجب .(1/221)
ومنعها محرم لأنه خروج عما فرضه النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق آنفاً في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر . . " ومعلوم أن ترك المفروض حرام وفيه الإثم والمعصية .
س5 : لو أسلم رجل آخر يوم من رمضان هل تلزمه صدقة الفطر ؟
فأجاب فضيلته بقوله : نعم يلزمه أن يقوم بصدقة الفطر؛ لأنه كان من المسلمين، وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو شعير على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين .
س6 : عمن تصرف له زكاة الفطر ؟
فأجاب فضيلته بقوله : ليس لها إلا مصرف واحد وهم الفقراء كما في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين " .
س7 : هل الزكاة مسؤولية الزوج وهو الذي يخرجها عن الزوجة وعن أولاده ؟ أم إنني أنا الأخرى مسؤولة عنها إذا لم يخرجها الزوج ؟
فأجاب فضيلته بقوله : الذي يظهر لي من هذا السؤال أنها تقصد زكاة الفطر، وزكاة الفطر ذكر أهل العلم أنه يجب على الزوج أن يخرجها عن زوجته، ويخرجها عمّن يمونهم من الأولاد والأقارب .
وقال بعض أهل العلم : إن زكاة الفطر كغيرها من العبادات تلزم الإنسان نفسه، إلا أن يتبرع قيم البيت بإخراجها عمن في بيته فإنه لا حرج في ذلك، ويكون مأجوراً على مثل هذا العمل، وإلا فالأصل أن المخاطب بها المكلف نفسه .
قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الذكر والأنثى، والحر والعبد، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " يعني صلاة العيد، فبين عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنها مفروضة على هؤلاء .(1/222)
فأنتِ إن كان لديك قدرة على إخراجها بنفسك فأخرجيها، وإذا تبرع زوجك بإخراجها عنك فإنه يكون محسناً إليك .
أما إن كان المقصود زكاة الحلي فإنه لا يلزم زوجك إخراجها عنك، فعليك إخراجها، ولكن إن تبرع زوجك بإخراجها عنك فلا بأس بذلك، فهذا من الإحسان، والمرأة لا تملك الحلي إلا من أجل التجمل للزوج، وجزاءً على عملها هذا إذا أخرج الزكاة عنها فإن ذلك من الإحسان، والله يحب المحسنين .
س8 : أنا شاب أسكن مع والدي ووالدتي وغير متزوج، فهل زكاة رمضان ينفقها والدي عني أو من مالي الخاص ؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر واجبة وفريضة، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى من المسلمين " ، وهي كغيرها من الواجبات يخاطب بها كل إنسان بنفسه، فأنت أيها الإنسان مخاطب تخرج الزكاة عن نفسك ولو كان لك أب أو أخ، وكذلك الزوجة مخاطبة بأن تخرج الزكاة عن نفسها ولو كان لها زوج .
ولكن إذا أراد قيم العائلة أن يخرج الزكاة عن عائلته فلا حرج في ذلك . فإذا كان هذا الرجل له أب ينفق عليه، يرغب في الزكاة عنه ـ أي عن ابنه ـ فلا حرج في ذلك ولا بأس به .
س9 : تسأل أخت في الله تقول : أعمل موظفة في التعليم ووالدي يخرج عني زكاة الفطر كل عام، وعلمت أخيراً أن من يتقاضى راتباً معيناً يمكنه إخراجها عن نفسه، علماً بأنني عملت لمدة سنوات، فهل علي ذنب لعدم إخراجها بنفسي ومن مالي ؟ وإن كان كذلك فماذا أفعل ؟ أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير ؟(1/223)
فأجاب فضيلته بقوله : الأصل فيما فرضه الله على عباده أن يكون فريضة على العبد نفسه لا على غيره، ومن ذلك زكاة الفطر، فإنها واجبة على الإنسان نفسه، لا على غيره، لأننا لو أوجبناها على غيره لحملناه وزرها إذا تركها، فنكون محملين لوزر غيره وقد قال الله تعالى : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } فالإنسان مخاطب بنفسه أن يؤدي صدقة الفطر عنها، ولكن إذا كان له والد، أو أخ كبير، أو زوج وأخرجها عنه وهو راض بذلك فلا حرج عليه، وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف في ذلك، فمادمت قد رضيت بأن يخرج والدك زكاة الفطر عنك فلا حرج عليك حتى وإن كان لك دخل من راتب أو غيره .
س10 : إنسان صاحب عمل يعمل في غير بلد أبنائه بعيداً عنهم وفي آخر رمضان أراد أن يذهب إلى عمله فوكل أبناءه ليدفعوا زكاة الفطر عنه وعن أنفسهم فما حكم هذا العمل ؟
فأجاب فضيلته بقوله : لا بأس، ويجوز للإنسان أن يوكل أولاده أن يدفعوا عنه زكاة الفطر في وقتها، ولو كان في وقتها ببلد آخر للشغل .
س11 : إذا كان في سفر وأخرج زكاة الفطر في وقتها في البلد الذي هو فيه قبل أن يصل إلى أولاده فما حكم ذلك ؟
فأجاب فضيلته بقوله : لا بأس بذلك ولو كان بعيداً عن أولاده، لأن زكاة الفطر تدفع في المكان الذي يأتيك الفطر وأنت فيه، ولو كان بعيداً عن بلدك .
س12 : هل على الخادمة في المنزل زكاة الفطر ؟
فأجاب فضيلته بقوله : هذه الخادمة في المنزل عليها زكاة الفطر لأنها من المسلمين .
ولكن هل زكاتها عليها، أو على أهل البيت ؟ الأصل أن زكاتها عليها، ولكن إذا أخرج أهل البيت الزكاة عنها فلا بأس بذلك .
س13 : هل تدفع زكاة الفطر عن الجنين ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر لا تدفع عن الحمل في البطن على سبيل الوجوب، وإنما تدفع على سبيل الاستحباب .(1/224)
س14 : هل يزكي المغترب عن أهله زكاة الفطر، علماً بأنهم يزكون عن أنفسهم ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر وهي صاع من طعام، من الرز، أو البر، أو التمر، أو غيرها مما يطعمه الناس يخاطب بها كل إنسان بنفسه، كغيرها من الواجبات، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على الحر والعبد، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " ، فإذا كان أهل البيت يخرجونها عن أنفسهم فإنه لا يلزم الرجل الذي تغرب عن أهله أن يخرجها عنهم، لكن يخرج عن نفسه فقط في مكان غربته إن كان فيه مستحق للصدقة من المسلمين، وإن لم يكن فيه مستحق للصدقة وكّل أهله في إخراجها عنه ببلده، والله الموفق .
س15 : ما حكم إخراج زكاة الفطر في أول يوم من رمضان ؟ وما حكم إخراجها نقداً ؟
فأجاب فضيلته بقوله : لا يجوز إخراج زكاة الفطر في أول شهر رمضان، وإنما يكون إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لأنها زكاة الفطر، والفطر لا يكون إلا في آخر الشهر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، ومع ذلك كان الصحابة يعطونها قبل العيد بيوم أو يومين .
أما إخراجها نقداً فلا يجزىء؛ لأنها فرضت من الطعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير " ، وقال أبو سعيد الخدري : " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط " . فتبين من هذين الحديثين أنها لا تجزىء إلا من الطعام، وإخراجها طعاماً يظهرها ويبينها ويعرفها أهل البيت جميعاً، وفي ذلك إظهار لهذه الشعيرة، أما إخراجها نقداً فيجعلها خفية، وقد يحابي الإنسان نفسه إذا أخرجها نقداً فيقلل قيمتها، فاتباع الشرع هو الخير والبركة .(1/225)
وقد يقول قائل : إن إخراج الطعام لا ينتفع به الفقير .
وجوابه : أن الفقير إذا كان فقيراً حقًّا لابد أن ينتفع بالطعام .
س16 : ما حكم إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر هو سببها، فإذا كان الفطر من رمضان هو سبب هذه الكفارة فإنها تتقيد به ولا تقدم عليه، ولهذا كان أفضل وقت تخرج فيه يوم العيد قبل الصلاة، ولكن يجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، لما في ذلك من التوسعة على المعطي والآخذ، أما قبل ذلك فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز، وعلى هذا فلها وقتان :
وقت جواز وهو : قبل العيد بيوم أو يومين ، ووقت فضيلة وهو : يوم العيد قبل الصلاة .
أما تأخيرها إلى ما بعد الصلاة فإنه حرام، ولا تجزىء عن الفطرة لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " ، إلا إذا كان الرجل جاهلاً بيوم العيد، مثل أن يكون في برية ولا يعلم إلا متأخراً وما أشبه ذلك، فإنه لا حرج أن يؤديها بعد صلاة العيد وتجزئه عن الفطرة .
س17 : أديت زكاة الفطر في أول رمضان في مصر قبل قدومي إلى مكة وأنا الآن مقيم في مكة المكرمة فهل علي زكاة فطر ؟(1/226)
فأجاب فضيلته بقوله : نعم عليك زكاة الفطر؛ لأنك أديتها قبل وقتها فزكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه، وإن شئت فقل : من باب إضافة الشيء إلى وقته، وكلاهما له وجه في اللغة العربية، قال الله تعالى : { بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الَعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَْغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } هنا من باب إضافة الشيء إلى وقته، وقال أهل العلم : باب سجود السهو، من باب إضافة الشيء إلى سببه، فهنا زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، إلا أنه رخص أن تدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول : الأفضل أن تؤدى صباح العيد إذا أمكن .
س18 : إننا نجمع الزكاة ونعطيها للفقيه ( فقيه البلدة ) ومن صام يجب أن يعطي زكاة الفطر للفقيه، هل نحن على حق ؟
فأجاب فضيلته بقوله : إذا كان هذا الفقيه آميناً يعطيها الفقراء فلا بأس بأن يدفع الناس زكاتهم إليه، ولكن يكون الدفع قبل العيد بيوم أو بيومين ويقوم الفقيه بتسليمها في يوم العيد .
س19 : هل يجوز دفع زكاة الفطر قبل العيد ؟(1/227)
فأجاب فضيلته بقوله : يجوز دفعها قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، والأفضل أن يكون في يوم العيد قبل الصلاة، ولا يجوز تأخير دفعها عن صلاة العيد، لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " . وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"
س20 : هل يشرع لهيئة . . . الإسلامية العالمية استلام أموال زكاة الفطر مع بداية شهر رمضان وذلك بهدف الاستفادة منه بقدر المستطاع، وجزاكم الله خيراً .
فأجاب فضيلته بقوله : لا أرى هذا، ولا أرى أن يخرج بزكاة الفطر عن البلد الذي هي فيه؛ لأن أهل البلد أحق، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى اليمن : " أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تُؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم " .
س21 : هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها ؟
فأجاب فضيلته بقوله : يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير : وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها .
س22 : متى تخرج زكاة الفطر ؟ وما مقدارها ؟ وهل تجوز الزيادة عليها ؟ وهل تجوز بالمال ؟(1/228)
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر هي الطعام الذي يخرجه الإنسان في آخر رمضان، ومقداره صاع، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير " . وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض النبي عليه الصلاة والسلام صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين " . فهي من الطعام السائد بين الناس، وهو الآن التمر والبر والأرز، وإذا كنا في مكان يطعم الناس فيه الذرة تخرجها ذرة، أو زبيباً، أو أقط . قال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ : " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب والأقط " .
وزمن إخراجها صباح العيد قبل الصلاة : لقول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " ، وهذا حديث مرفوع . وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات " .
ويجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز أكثر من ذلك لأنها تسمى زكاة الفطر، فتضاف إلى الفطر، ولو قلنا بجواز إخراجها بدخول الشهر كان اسمها زكاة الصيام، فهي محددة بيوم العيد قبل الصلاة، ورخص في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين .
وأما الزيادة على الصاع فإن كان على وجه التعبد واستقلالاً للصاع فهذا بدعة، وإن كان على وجه الصدقة لا الزكاة فهذا جائز ولا بأس به ولا حرج، والاقتصار على ما قدره الشرع أفضل، ومن أراد أن يتصدق فليكن على وجه مستقل .
ويقول كثير من الناس : يشق علي أن أكيل ولا مكيال عندي فأخرج مقداراً أتيقن أنه قدر الواجب أو أكثر وأحتاط بذلك فهو جائز ولا بأس به
س23 : ما حكم من أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد ؟(1/229)
فأجاب فضيلته بقوله : إذا أخر دفع زكاة الفطر عن صلاة العيد فإنها لا تقبل منه، لأنها عبادة مؤقتة بزمن معين، فإذا أخرها عنه لغير عذر لم تقبل منه، لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ " وأمر ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " ، وفي حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " .
أما إذا أخرها لعذر كنسيان، أو لعدم وجود فقراء في ليلة العيد فإنه تقبل منه، سواء أعادها إلى ماله، أو أبقاها حتى يأتي الفقير
س24 : لم أؤد زكاة الفطر لأن العيد جاء فجأة، وبعد عيد الفطر المبارك لم أفرغ لأسأل عن العمل الواجب علي من هذه الناحية، فهل تسقط عني أم لابد من إخراجها ؟ وما الحكمة منها ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر مفروضة، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر " ، فهي مفروضة على كل واحد من المسلمين، على الذكر والأنثى، والصغير، والكبير، والحر والعبد، وإذا قدر أنه جاء العيد فجأة قبل أن تخرجها فإنك تخرجها يوم العيد ولو بعد الصلاة، لأن العبادة المفروضة إذا فات وقتها لعذر فإنها تقضى متى زال ذلك العذر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة : " من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك " ، وتلا قوله تعالى : { وَأَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي } . وعلى هذا يا أخي السائل فإن عليك إخراجها الآن .(1/230)
وأما الحكمة من زكاة الفطر فإنها كما قال ذلك ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : " طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين " ، ففي ذلك فائدة للصائم إذ هي تطهره من اللغو والرفث، كما أنها طعمة للمساكين حيث تجعلهم يشاركون الأغنياء فرحة العيد، لأن الإسلام مبني على الإخاء والمحبة، فهو دين العدالة، يقول الله تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " . والله الموفق
س25 : من لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة هل يجوز له دفعها بعد الصلاة ؟
فأجاب فضيلته بقوله : إذا لم يتمكن من دفع زكاة الفطر قبل الصلاة ودفعها بعد ذلك فلا حرج عليه؛ لأن هذا مدى استطاعته، وقد قال الله تعالى : { فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَِنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ومن أمثلة هذا ما إذا ثبت دخول شهر شوال والإنسان في البر وليس حوله أحد فإنه في هذه الحال إذا وصل إلى البلد التي فيها الفقراء دفعها إليهم . أما مع السعة فإنه لا يجوز للإنسان أن يؤخرها عن صلاة العيد، فإن أخرها عن صلاة العيد فهو آثم ولا تقبل منه، لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " .
س26 : ما مقدار صدقة الفطر .(1/231)
فأجاب فضيلته بقوله : مقدار صدقة الفطر صاع من الطعام بالصاع النبوي، الذي زنته كيلوان وأربعون جراماً بالبر ( القمح ) الجيد، أو ما يوازنه كالعدس .
س 27 : هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً ؟
فأجاب فضيلته بقوله : زكاة الفطر لا تصح من النقود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ : " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر والشعير، والزبيب والأقط " ، فلا يجوز إخراجها إلا مما فرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين .
والعبادات لا يجوز تعدي الشرع فيها بمجرد الاستحسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فرضها طعمة للمساكين، فإن الدراهم لا تطعم، فالنقود أي الدراهم تُقضى بها الحاجات؛ من مأكول ومشروب وملبوس وغيرها .
ثم إن إخراجها من القيمة يؤدي إلى إخفائها وعدم ظهورها، لأن الإنسان تكون الدراهم في جيبه، فإذا وجد فقيراً أعطاها له فلم تتبين هذه الشعيرة ولم تتضح لأهل البيت، ولأن إخراجها من الدراهم قد يخطىء الإنسان في تقدير قيمتها فيخرجها أقل فلا تبرأ ذمته بذلك، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها من أصناف متعددة مختلفة القيمة، ولو كانت القيمة معتبرة لفرضها من جنس واحد، أو ما يعادله قيمة من الأجناس الأخرى . والله أعلم .
س28 : يقول كثير من الفقراء الآن إنهم يفضلون زكاة الفطر نقوداً بدلاً من الطعام؛ لأنه أنفع لهم، فهل يجوز دفع زكاة الفطر نقوداً ؟(1/232)
فأجاب فضيلته بقوله : الذي نرى أنه لا يجوز أن تدفع زكاة الفطر نقوداً بأي حال من الأحوال، بل تدفع طعاماً، والفقير إذا شاء باع هذا الطعام وانتفع بثمنه، أما المزكي فلابد أن يدفعها من الطعام، ولا فرق بين أن يكون من الأصناف التي كانت على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من طعام وجد حديثاً، فالأرز في وقتنا الحاضر قد يكون أنفع من البر؛ لأن الأرز لا يحتاج إلى تعب وعناء في طحنه وعجنه وما أشبه ذلك، والمقصود نفع الفقراء، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال : " كنا نخرجها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا يومئذ التمر، والشعير، والزبيب، والأقط " فإذا أخرجها الإنسان من الطعام فينبغي أن يختار الطعام الذي يكون أنفع للفقراء، وهذا يختلف في كل وقت بحسبه .
وأما إخراجها من النقود أو الثياب، أو الفرش، أو الآليات فإن ذلك لا يجزىء، ولا تبرأ به الذمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .
س 29 : بعض أهل البادية يخرجون زكاة الفطر من اللحم فهل يجوز هذا ؟(1/233)
فأجاب فضيلته بقوله : هذا لا يصح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها صاعاً من طعام، واللحم يوزن ولا يكال، والرسول صلى الله عليه وسلم فرض صاعاً من طعام، قال ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير " ، وقال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ : " كنا نخرجها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا التمر، والشعير، والزبيب، والأقط " . ولهذا كان القول الراجح من أقوال أهل العلم أن زكاة الفطر لا تجزىء من الدراهم، ولا من الثياب، ولا من الفرش، ولا عبرة بقول من قال من أهل العلم : إن زكاة الفطر تجزىء من الدراهم؛ لأنه ما دام النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً، فلا قول لأحد بعده، ولا استحسان للعقول في إبطال الشرع، والصواب بلا شك أن زكاة الفطر لا تجزىء إلا من الطعام، وأن أي طعام يكون قوتاً للبلد فإنه مجزىء .
س 30 : في بعض البلاد يلزم الناس بإخراج زكاة الفطر دراهم، فما الحكم ؟ جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء ؟
فأجاب فضيلته بقوله : الظاهر لي أنه إذا أجبر الإنسان على إخراج زكاة الفطر دراهم فليعطها إياهم ولا يبارز بمعصية ولاة الأمور، لكن فيما بينه وبين الله يخرج ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج صاعاً من طعام؛ لأن إلزامهم للناس بأن يخرجوا من الدراهم إلزام بما لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ يجب عليك أن تقضي ما تعتقد أنه هو الواجب عليك، فتخرجها من الطعام، واعط ما ألزمت به من الدراهم ولا تبارز ولاة الأمور بالمعصية .
س 32 : ما حكم إخراج الرز في زكاة الفطر ؟(1/234)
فأجاب فضيلته بقوله : لا شك في جواز إخراج الرز في زكاة الفطر، بل ربما نقول : إنه أفضل من غيره في عصرنا؛ لأنه غالب قوت الناس اليوم، ويدل لذلك حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ الثابت في صحيح البخاري قال : " كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير، والزبيب، والأقط، والتمر " ، فتخصيص هذه الأنواع ليس مقصوداً بعينها، ولكن لأنها كانت طعامهم ذلك الوقت .
س 33 : هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للعمال من غير المسلمين ؟
فأجاب فضيلته بقوله : لا يجوز إعطاؤها إلا للفقير من المسلمين فقط .
س34 : ما حكم نقل زكاة الفطر إلى البلدان البعيدة بحجة وجود الفقراء الكثيرين ؟
فأجاب فضيلته بقوله : نقل صدقة الفطر إلى بلاد غير بلاد الرجل الذي أخرجها إن كان لحاجة بأن لم يكن عنده أحد من الفقراء فلا بأس به، وإن كان لغير حاجة بأن وجد في البلد من يتقبلها فإنه لا يجوز .
س 35 : ما حكم وضع زكاة الفطر عند الجار حتى يأتي الفقير ؟
فأجاب فضيلته بقوله : يجوز للإنسان أن يضعها عند جاره ويقول هذا لفلان إذا جاء فأعطها إياه، لكن لابد أن تصل يد الفقير قبل صلاة العيد لأنه وكيل عن صاحبها، أما لو كان الجار قد وكله الفقير، وقال : اقبض زكاة الفطر من جارك فإنه يجوز أن تبقى مع الوكيل ولو خرج الناس من صلاة العيد .
س 36 : لو وضع الإنسان زكاة الفطر عند جاره ولم يأت من يستحقها قبل العيد، وفات وقتها فما الحكم ؟
فأجاب فضيلته بقوله : ذكرنا أنه إذا وضعها عند جاره فإما أن يكون جاره وكيلاً للفقير، فإذا وصلت إلى يد جاره فقد وصلت للفقير ولا فرق، وإذا كان الفقير لم يوكله فإنه يلزم الذي عليه الفطرة أن يدفعها بنفسه ويبلغها إلى أهله .
س 37 : هل تجوز الزيادة في زكاة الفطر بنية الصدقة ؟(1/235)
فأجاب فضيلته بقوله : نعم يجوز أن يزيد الإنسان في الفطرة وينوي مازاد على الواجب صدقة، ومن هذا ما يفعله بعض الناس اليوم يكون عنده عشر فطر مثلاً ويشتري كيساً من الرز يبلغ أكثر من عشر فطر ويخرجه جميعاً عنه وعن أهل بيته، وهذا جائز إذا كان يتيقن أن هذا الكيس بقدر ما يجب عليه فأكثر؛ لأن كيل الفطرة ليس بواجب إلا ليعلم به القدر، فإذا علمنا أن القدر محقق في هذا الكيس ودفعناه إلى الفقير فلا حرج .
س 38 : هل يجوز للفقير الذي يريد المزكي أن يعطيه زكاة الفطر أن يوكل شخصاً آخر في قبضها من المزكي وقت دفعها ؟
فأجاب فضيلته بقوله : يجوز ذلك، أي يجوز أن يقول من عنده زكاة فطر للفقير وكل من يقبض الزكاة عنك وقت دفعها، وإذا جاء وقت الدفع بيوم أو يومين سُلمت الزكاة للوكيل الذي وكله الفقير في قبضها .
بتصرف من مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - المجلد الثامن عشر
---
(1/236)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة (وقفات إيمانيه مع آيات قرآنية)
---
سلسلة (وقفات إيمانيه مع آيات قرآنية)
---
سعيد محمد
03-29-2006, 09:21 PM
سلسلة آيات ووقفات
آيات ووقفات (الحلقة الأولى)
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد فإنني أتشرف أيه الإخوة أن أتوقف معكم في تفسير بعض الآيات، ولآ أدعي أنني عالماً ، ولكن حسبي أن أجمع ما قاله العلماء ، وأضعه بين أيديكم ، بشرح عصري، وعبارات سهلة جلية، واسلوب مبسط ، ولعدم تفرغ الكثير منا لهذا الأمر ، وانشغالهم عن الجلوس في المكتبة سواء في المنزل ، أو خارجه، لذلك أحسست أن حاجة الأمة لتناول بعض معاني الآيات في أسطر قليلة في الصحيفة التي ضمت بين صفحاتها نور إيماني، وإشراقه مضيئة للحق ، وأهله ، وبصيص من الأمل لعل الله أن ينفع أمتنا بما نقول ونسمع.
بسم الله الرحمن الرحيم(1/237)
قال أبن كثير رحمه الله في تفسير البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل ، وجاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم . أخرجه الحاكم في مستدركه.قال السعدي :أي أبتدئ بكل أسم لله تعالى ، وقد جاء في الحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه أن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً(1). وهكذا يتبين لنا أن هذا الفضل العظيم الذي منَّ الله به على عباده ، وأحسن إليهم بتعليمهم أياه ومن منا لا يريد أن لا يضره الشيطان ولا يضر أولاده، ولكن كثيراً من الناس يغفلون عن هذه التعاليم الربانية ، وعن هذا الهدي النبوي الذي أرشدنا إليه الرحمة المهداة للبشرية فحظ من أخذ من معينه ، ويا حسرة من أعرض عنه. (الرحمن الرحيم) قال السعدي :هما اسمان مشتقان من الرحمة والرحمن مشدد وفيه المبالغة أشد من الرحيم ، ونفهم من هذا أنه تعالى ذو الرحمة العظيمة التي وسعت كل شي، وعمت كل حي. قال ابن عباس : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر أي أكثر رحمة. وهكذا يتبين لنا أن البسملة أمر له شأن عظيم ، وكذلك أسماءه الحسنى ومنها الرحمن والرحيم حينما تضاف إليها تكون ذا معنى أشمل وأوضح ، وعليه فإن على المسلم أن يكون متنبهاً لهذا الأمر ، وأن لا يغفل عن البسملة في أي شأن من شئون حياته.
الوقفات
1- البسملة شأنها عظيم في كل أمر.
2- ورد في الحديث أن سترنا عن أعين الجن قول بسم الله.(1/238)
3- الحث على البسملة عند الجماع لكي نتجنب ذرية أبليس الذي أقسم بالذات الإلهية ليشارك آدم في ذريته وفي أموالهم ، فكم نرى والعياذ باله من الشباب الذي يكره الحق ، ومنغمس في الشهوات، وكم نرى من غرق في أوحال الربا والتي شاركهم أبليس في تلك الأموال وأضلهم عن طريق الهدى والصلاح.
4- كل عبد من عباد الله يرجوا الرحمة من الله عز وجل ، و قد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل أحداً الجنة بعمله ، قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته.
____________________
(1) صحيح البخاري (141). صحيح مسلم (1434).
_____________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية)
الحمد لله رب العالمين
الله عز وجل أنزل هذه السورة العظيمة، وفيها من الألفاظ العقائدية، والبلاغة الربانية، وتهذيب ألسننا ، وتعليم أنفسنا ، وخضوع أرواحنا لله عز وجل ، فعلمنا كيف الأدب مع الله ، فالحمد والثناء أولاً ، ثم الدعاء، وفيها أقسام التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة(الإلوهية) ، وتوحيد الأسماء والصفات، فلنتمعن في آياتها ، ونبحر في معانيها، ونستشف بعض أسرارها، ونغرف من منابعها الرقراقة، قال الله تعالى ( الحمد لله) وتعني هذه الكلمة الثناء على ربنا الله بصفات الكمال، والشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ(2).
فلله الحمد والشكر والثناء الحسن على أكبر نعمة أنعم علينا بأن أنزل على رسوله قرأناً نتلوه ، ومنهجاً ننهجه، وعلماً ننهل منه، وشفاءً للأسقام، ونوراً للأفهام، وانشراحاً للصدور، ونوراً في القبور ، وشفيعاً لقارئه، وحجة للعبد أو عليه نسأل الله أن يجعله حجة لنا وقائدنا إلى الفردوس الأعلى من الجنة.(1/239)
وقوله (رب العالمين ) فمعناها هو الرب المربي جميع العالمين ، وهم الذين أعد الله لهم النعم العظيمة ، والالاء الجسيمة، التي تستقيم بها الحياة، وتنعم بها البشرية، ونعمه كذلك على العالم الآخر عالم الجن، الذي يشاطر البشر في قوله تعالى ( سنفرغ لكم أيه الثقلان) وقول ( يا معشر الإنس والجن) وقول ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) قهم مكلفون تماماً كالبشر ، فأيضاً لهم أرزاقهم ونعائم الله عليهم لا ينكر ذلك إلا كافر، فهم أيضاً من العالمين الذين ذكرهم الله في الآية، قال ابن كثير رحمه الله : ففي رواية سعيد بن جبير وعكرمة وعن ابن عباس : أي رب الجن والأنس . وقال الفراء وأبو عبيد: العالم عبارة عما يعقل وهم الأنس والجن والملائكة والشياطين. قال السعدي رحمه الله : للتربية الربانية نوعان عامة وخاصة ، فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، أما الخاصة فهي تربيته لأوليائه ، فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه. وهكذا يتبين لنا معنى من المعاني العظيمة، التي يقر الله فيها أن الفضل له والمنة علينا إذ أنه هو ربنا المربي لنا، والمعلم لنا، والهادي لنا، والذي أخرجنا بفضله وإحسانه من الظلمات إلى النور، وهدانا إلى صراطه المستقيم ، فهو الرب المعبود، والإله المألوه الذي تعبده هذه العوالم من الأنس والجن والملائكة والشياطين، و لكن الكثير من الناس لا يعترفون برب العالمين كالملاحدة وغيرهم من أصحاب العقائد الأرضية، الشيطان رغم عصيانه وتمرده على الله إلا أنه لا ينكر بأن الله هو رب العالمين ولكنه حينما تمرد وعصى أمر الله بالسجود لآدم أخرجه الله من جنته، وحل عليه غضب الرب ،ولكنه يعترف ويقر بان الله هو رب العالمين ولا ينكر هذا ، قال الله تبارك وتعالى ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله(1/240)
رب العالمين) وهذا لا ينكره أحد بأنه هو المعبود، أما الملحدين والعياذ بالله من حالهم فهم ينكرون الرب تبارك وتعالى فيقولون لا إله والحياة مادة. وتدل هذه الآية دلالة واضحة على إنفراد الله بالخلق وتدبيره لهم وإنعامه عليهم وهو سبحانه له كمال الغنى، والعباد مفتقرون إليه لقوله تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) (1).
الوقفات
1- فضل سورة الفاتحة وأنها لا صحة لصلاة المرء إلا بها.
2- الرب سبحانه وتعالى هو المربي لنا بنعمه ومنها نعمة الإسلام الذي هدانا إليه بفضله وإحسانه.
3- التربية الربانية لنا حيث علمنا ربنا كيف نتأدب معه سبحانه فنحمده ونثني عليه ثم ندعوه.
________________
(2) صحيح : الألباني في صحيح الجامع (5563).
(1) سورة فاطر 15.
___________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة)(1/241)
ننتقل الآن إلى المرحلة الثانية ، والجانب الآخر من هذه السورة، والذي نتعرف فيها على أسرار جديدة، وحكم عديدة، فبعدما علمنا الله عز وجل كيف نحمده ونثني عليه ، فيذكر لنا صفاته العظيمة، وهي الرحمة ، قال الله سبحانه وتعالى (الرحمن الرحيم) شرحت معناها في الحلقة الأولى ،ثم قال سبحانه (مالك يوم الدين) هو الملك المتصرف في عباده، ويظهر ملكه وأمره ونهيه، وثوابه وعقابه ، وحكمه وعدله، في يوم الدين وهو يوم القيامة ، يوم الحساب على الأعمال التي قدمها العباد إما خيراً ، وإما شراً والعياذ بالله من سوء المنقلب. وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟" (2). الله أكبر هناك اليوم الفصل ، هناك تستوي البشرية ، فلا فرق بين راع ومرعي، ولا شريف ووضيع، ولا سيد وعبد، ولا غني وفقير، ولا خادم ومخدوم، الجميع سواسية في الحساب والجزاء ،يأخذ كل مظلوم حقه من ظالمه، الله هو الملك في هذا الكون ، ولكنه يتجلى ملكه في يوم القيامة بحكمه وعدله وقضائه، ويرون العباد كل ذلك مشاهدة ، قال تعالى (لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد).
الوقفات
1- ذكر الله سبحانه صفتين عظيمتين الرحمن والرحيم.
2- ذكر الله سبحانه ملكه وعظمته المتجلية في يوم الدين فلا ينفع ملوك الأرض ملكهم، ولن ينفع أي مخلوق مخلوق آخر بل الجميع تحت حكم ملك الملوك سبحانه وتعالى.
3- إثبات أن لله يد سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث ، ونثبت ذلك من غير تأويل(3) ، ولا تكييف(4) ، ولا تشبيه (5)، ولا تعطيل.
4- هذه الآيات تشعرنا بهول الموقف بين يدي الرب عز وجل، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ولكنه كما جاء في الحديث يخفف على المؤمنين كصلاة أحدكم .(6)
__________________(1/242)
(2) صحيح : البخاري (7413) ، مسلم (2788). قال القاضي عياض في شرح هذا الحديث "في هذا الحديث يقبض ويطوي ، كله بمعنى الجمع، لأن السموات مبسوطة ، وألأرضين مدحوة وممدودة ، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة وتبديل الأرض غير الأرض والسموات ، فعاد كله إلى ضم بعضها إلى بعض ، ورفعها وتبديلها بغيرها.
(3) أي نفسرها كما نشاء.
(4) أي نقول كيف او نسأل عن كيفيتها.
(5) أي نشبهها بأيدينا مثلاً ، بل نقول (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). أنظر كتاب شرح العقيدة الواسطية- لمحمد بن عثيمين رحمه الله.
(6) أي قدر مدة وقوف المؤمنين يخفف حتى يصير مقدار صلاة فريضة في هذه الدنيا فلله الحمد والمنة.
______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة)
إياك نعبد وإياك نستعين(1/243)
وننتقل الآن إلى المرحلة التربوية الربانية التي لفتنا الرب إليها، فكيف نستغيث به، وكيف نذكر أنفسنا ، ونذلها بين يديه، وكيف نبتهل إليه بصالح أعمالنا، إنها حقاً تربية عظيمة ، يذكرنا بها الرب جل وعلا، ويهذب نفوسنا بالتعلق به، واللجوء إليه لهذا قال سبحانه وكأنه يقول قولوا يا عبادي : (إياك نعبد وإياك نستعين) أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين بأحد سواك، وهذه التربية الربانية، من أجل السعادة الإنسانية، وإلا فالله عز وجل هو الغني ونحن الفقراء إليه، ولكنه سبحانه يربينا ، ويعلمنا كي تقوم علينا الحجة، فلا يلوم العبد بعد هذه التربية إلا نفسه، لأنه عرف طريق الحق، وطريق الضلال، وعرف الظلمات والنور، والشقاء والحبور، وما علمنا بتلك الأقوال والأفعال، وأرسل رسوله ، وانزل كتابه، إلا لكي نتبع المنهج الرباني الذي ارتضاه لعباده كي ننال مرضاته، ونصل إلى حبه ومغفرته، فمن للمسلمين من ناصر في حروبهم مع من اعتدى عليهم، وخرب دورهم ، وأهلك الحرث والنسل، من المستعان في قضاء الحوائج؟ وتفريج الكربات؟ وشفاء المرضى؟ والرحمة بالأموات؟ من يتولى تلك الشئون كلها غير الله الواحد القهار، علَّمنا ربنا كيف تكون العبادة لله وحده ، فهو الخالق الرازق، الناصر، المدبر للأمور كلها ، ومجيب المضطرين، وكاشف البلايا والمصائب، فتكون له وحده العبادة، والاستعانة جزء من العبادة فالعبادة أسم جامع لكمال المحبة لله والخضوع له والخوف منه.
الوقفات
1- الاستعانة جزء من العبادة ، ونوع من أنواعها الكثيرة ، فمن صرف نوعاً منها لغير الله فقد أشرك بالله عز وجل ، وكما هو معلوم (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
2- التربية الربانية أعظم حافزاً لنا للوصول إلى العمل الصالح الذي نعمله مخلصين فيه لوجه الله (1)عز وجل.
3- كمال الخضوع والاستغاثة بالعمل الصالح وتقرير العبودية الخالصة لله وحده جاءت كلها في هذه الآية.
________________(1/244)
(1) قال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله ومعنى يعمل المسلم العمل لوجه الله أي ليدخل الجنة فيرى وجه الله انتهى كلامه. وهذا معروف والدليل قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ، وقال سبحانه (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال المفسرون الزيادة أي النظر إلى وجه الله عز وجل.، وقال سبحانه (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ، كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ) فرؤية المؤمنين لله ستكون حقيقة وشرفاً للمؤمنين ، ومن لا يؤمن بهذا فقد كفر. (كتاب شرح رياض الصالحين).
_____________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة)
اهدنا الصراط المستقيم(1/245)
وهذه لمحة أخرى من التربية الربانية لعباده المؤمنين كيف يكونون في جميع أحوالهم خاضعين لله، متذللين لعظمته، وناكسي رؤوسهم بين يديه، فماذا علمهم أن يقولوا بعدما أثنوا عليه وحمدوه وأجلَّوه؟ وقرروا أنهم عبيدٌ له وحده، لا يعبدون إلا الله، ولا يستعينون إلا به، أمرهم بأن يقولوا اهدنا الصراط المستقيم، أي يارب اهدنا طريق الحق المبين ، طريق الهدى والصلاح ، طريق المغفرة والرحمة، الطريق المؤدي لرضا الرب وعفوه، وهو دين الإسلام. فما أحوجنا إلى هداية الله، وما أحوجنا إلى تعلم ديننا، وأركانه ووسائل الخير التي تدلنا على رضا ربنا، ما أحوجنا أن نعرف صراط الله المستقيم، ونعرف كيف سلكه الذين من قبلنا من السلف الصالح ، ما أحوج الأمة اليوم أن تعيش حياة الصالحين ، الذين أرادوا الخير فعملوه، وأرادوا السلام فحققوه، وأردوا الكرامة فنالوها، وذلك لأنهم اتبعوا ما يرضي الله فرضي الله عنهم، قال تعالى (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ، إنهم الذين سكبوا دمائهم في سبيل الله إرضاء لله ، ونشراً لدينه ، وليس كما يقول المستشرقون بأنهم نشروا الدين بالسيف ، فالسيف لا يدخل الإيمان في القلوب، ولكنهم عرضوا على رؤساء الكفار من فارس والروم، عرضوا عليهم أن يسمحوا لهم بتعليم الناس دين الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية ، أو الحرب ، فكانت خياراتهم المتكبرة المتغطرسة دائماً تنادي بالحرب، فكان لهم ما اختاروه ، وماذا كانت النتيجة؟ هزمهم الله ، ونصر المؤمنين ، حتى وصل الإسلام إلى بقاع كثيرة من العالم، وهناك دول تدين بالإسلام اليوم لم ينتشر فيها الإسلام عن طريق معارك ، بل انتشر بأخلاق التجار المسلمين ، وهذه صفات العباد الصالحين الذين كانوا أمثلة رائعة في التحلي بالإسلام ديناً ، وخلقاً . قال السعدي رحمه الله "فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط فالهداية إلى الصراط لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط تشمل الهداية(1/246)
لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً".
الوقفات
1- تقرير ضعف وافتقار العبد لهداية الله، فكما قال ابن رواحه فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا.
2- وجوب مسألة الله الهداية والصلاح لقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
3- تربية الله للمؤمنين أعظم مسألة ، وهي مسألته سبحانه الهداية والثبات على الصراط المستقيم ، وهو الإسلام فلله الحمد والمنة أن هدانا إلى الإسلام حيث نعبد الله وحده بدون وسطاء أو أولياء بيننا وبينه.
______________________________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة)
صراط الذين أنعمت عليهم(1/247)
ننتقل الآن إلى معرفة جديدة، وصفة مجيدة، لأي صراط يريد ربنا أن نسلكه، وأي هدى يريدنا أن نتبعه، وأي سلوك يريدنا سلوكه، هل هو سلوك عبدة البقر، أو سلوك عبدة العجل ، أو الساجدين لصنم العذراء مريم ، او صنم المسيح ، كما يزعمون، أو للصليب ، أو للكاهن، أي صراط يا رب تريد أن نتبعه ، هل هو سبيل عبدة بوذا، أو عبدة النار ، أو عبدة الشمس ، قال الله عز وجل (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم النبيون والصديقون والصالحون، وقال وكيع هم المسلمون.الله أكبر آية واضحة المعالم، دقيقة اللفظ، محددة الهوية، آية توقظ القلوب، وتحفز الهمم، و تنور الأبصار، وتجلي الغشاوة ، آية تدفع المرء للتنافس مع إخوانه كي يصل إلى ما وصل إليه هؤلاء، آية تحرك الإيمان، وتجعل صاحب القلب السليم يزيد يقيناً بفضل الله، والغافل تجعله يصحوا من غفلته، ويندم لخطيئته، لقد علمنّا الله في هذه الآية أن هناك سبيل واحد يقودنا لرضاه سبحانه وتعالى ألا وهو سبيل المؤمنين الموحدين العبادة لله وحده لا شريك له، وهم النبيون من نوح إلى محمد عليهم الصلاة والسلام، ومن تبعهم وصدقهم واتبع منهجهم، أما الذين يعتقدون أن ما يسمى في عصرنا الحاضر مسيحيون (والحقيقة أن الله سماهم نصارى) لزعمهم إتباعهم للمسيح عيسى ، فهم غير متبعي عيسى عليه الصلاة والسلام، والمسلمين هم حقيقة متبعي دين عيسى عليه السلام،لأن عيسى عليه السلام كان يدعوا لعبادة الله الواحد الأحد، ولكن كتب النصارى حرفت، وعقيدتهم تبدلت، وسير أنبياء الله شوهت، حيث قالوا زعماً منهم أن عيسى هو أبن الله ، وهذا زعم باطل ، وعقيدة باطلة، وإشراك بالله، وطمس لحقيقة التوحيد، فهم مشركون بالله ، حائدون عن الطريق القويم، والصراط المستقيم، قال تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وقال سبحانه يؤنب عيسى عليه السلام وهو سبحانه أعلم (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) فقال عيسى منكراً هذا الأمر( ما(1/248)
قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم) وهذا بطبيعة الحال سيكون سؤالاً موجها لعيسى عليه السلام أمام تلك الملايين من البشر الذين أعدهم الله من أهل الظلال كما سيأتي في الآية القادمة. أما اليهود فهم الذين أفسدوا عقائد الناس، لحبهم للربا، وتمردهم وعصيانهم لأوامر الله ، فكانوا يشوهون في توراتهم الرب عز وجل (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) وكانوا يشوهون سمعة الأنبياء، ويتهمونهم بالزنا والجرائم التي لا تليق بالناس الأسوياء فضلاً عن الأنبياء، فقد اتهموا مريم العذراء بالزنا ، والقصة معروفة حين برأها الله بكلام أبنها عيسى في المهد، وقد قالوا عن نبي الله لوط أنه ضاجع ابنتيه بعدما شرب الخمر وسكر، ولا يزال الكثير يعتقد أن هذه آية من آيات الإنجيل ، وهذا والعياذ بالله من الجهل وإلا كيف يليق أن يتكلم الرب بهذا الكلام ، أو يصف أحد أنبيائه بهذه الصفة، ويؤمنون بقناعة وجود هذا ، ولما أرادوا أن يخرج نبي الله الذي وعدهم ربهم بخروجه من مكة ، زوجوا بناتهم للعرب في مكة ، وجنوب الجزيرة ، وفي المدينة المنورة وغيرها كي تأتي الرسالة مرة أخرى من بني إسرائيل، و يكون النبي من سلالتهم ، ولكن الله نزع الرسالة منهم لعدم كفاءتهم، لها ولشدة إعراضهم عن أوامر الله، فكانت الرسالة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يأتي نسبه من إسماعيل أبن إبراهيم وأمه هاجر ، ولم يأتي هذه المرة نبي من بشارة الله لإبراهيم وهو أبنه إسحق الذي ينحدر من سلالته كل اليهود ، لذلك حقد اليهود على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، حتى أتى المنافقين وعلى رأسهم عبد الله ابن أبي أبن سلول الذي أسلم نفاقاً ، وحرف المفاهيم الإسلامية ، حتى غلا في الخلافة فقال بفرضية وجوب أحقيتها لآل البيت حتى افترقت الأمة فأصبح سنة وشيعة ، وتمزق الصف الإسلامي، وظهرت الفرق المختلفة ، وتفرعت ، ولكن بقي المؤمنون أتباع محمد صلى(1/249)
الله عليه وسلم ، وهم أهل السنة والجماعة بقوا على الحق المبين، والصراط المستقيم.
الوقفات
1- تعليم الرب لنبيه وأمة محمد التهذب في السؤال الموجه للرب سبحانه وتعالى ، وهو الهداية للصراط المستقيم.
2- تعليم الرب لنا عن طريق نبيه أوصاف الذين أنعم الله عليهم قال تعالى (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً) فهذه تفسر قوله تعالى أنعمت عليهم.
3- تبين هذه الآية نعمة الله وفضله و هدايته لعباده الصالحين وحثهم على سلوك مسالكهم للنجاة يوم القيامة والخلود في الجنة.
_______________________________________
آيات ووقفات ( الحلقة السابعة)
غير المغضوب عليهم ولا الضالين(1/250)
بعدما بين الله لنا صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وعرفنا أن لا نجاة لنا إلا بإتباع منهجهم ، وسلوك مسلكهم، جاءت هذه الآية بالصفة الأخرى والجانب الثاني ، النقيض تماماً لأهل الهدى والحق، فالمغضوب عليهم هم اليهود ، فلم يتعظوا بالمواعظ، ولم يقروا بنعم الله عليهم، ولم يحترموا أنبيائهم ، بل ظاهروهم بالعداء ، وبارزوهم بالحرب، وجزوا رأسي نبي الله زكريا، وأبنه يحيى عليهما السلام، ولما نجا الله موسى من البحر ورأوا أناس يعبدون أصناماً لهم ، سألوا موسى أن يجعل لهم آلهة مثلهم، وأرادوا قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسحره لبيد بن الأعصم بأثر من شعره ورماه بمشطه في بئر ذروان، وسممته اليهودية في ذراع الشاة الذي ظلت تلك الغدرة تضايقه عليه الصلاة والسلام حتى مات، وذلك ليموت عليه الصلاة والسلام شهيداً ، ويكون قدوة لنا في الشهادة، تلك الأعمال وتلك السبل كانت سبباً في غضب الله على اليهود ، وحل بهم ذلك الغضب لأسباب كثيرة سنجدها إن شاء الله في بقية السور، أما (الضالين) فهم النصارى الذين ضلوا عن دينهم ، واتبعوا أهوائهم، فالكثير منهم يعرف أن دين الإسلام هو دين الحق ، وأن محمد خاتم النبيين خصوصاً في زماننا هذا الذي كثرت فيه الكتب ، والمعارف ، واختلطت الشعوب ببعضها، وانتشر العلم في مجالات كثيرة، وأصبح الذي في المشرق يعرف ماذا يحدث في المغرب ، عن طريق وسائل الإعلام ، والكتب والاتصالات، ولكنهم أعرضوا عن كل ذلك تعصباً لتأريخهم الأسود ، الذي جاء بالكوارث، والمصائب على المسلمين ، فهم لا يرون أن يدخلوا دين الإسلام فهو يحرمهم من كبريائهم، وزعاماتهم ، وشهواتهم، فالإسلام في نظر الكثير منهم عائقاً أمام الكثير من الشهوات التي يريدون أن يفصلوا بين دين الله وبين شئون الحياة فصلاً تاماً ، فالربا يؤيدونه، والزنا لا حكم ولا حد على من فعله، واللواط حرية شخصية ، وهناك المنظمات(1/251)
واللجان ، والمحاكم التي تعقد الزواج للوطيين ، نعوذ بالله من الضلال.
قال ابن كثير في معنى الآية : أي غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.
الوقفات
1- تقرير غضب الله على اليهود لتمردهم على أوامر الله وقتل أنبياءه.
2- التحذير من سلوك أو إتباع نهج اليهود والنصارى، ولقد جاء في آيات عدة حرصهم على إضلالنا كقوله تعالى (وودوا لو تكفرون) وقال سبحانه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) وقال سبحانه (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فهذه الآيات تكشف لنا مكائدهم وإراداتهم الحثيثة على إفساد عقيدتنا النقية الصحيحة.
3- تقرير ضلال النصارى فاليهود عرفوا الحق وعدلوا عنه، والنصارى ضلوا الطريق وجهلوه لكنهم لا يعذرون الآن مع الانفتاح العالمي ، وثورة الاتصالات ، وتواصل الشعوب، وانتشار وسائل الإعلام، فأصبحت تلك الوسائل كلها حجة عليهم ، لأن فيها إشارات وبرامج ، ومواقع دينية بلغات مختلفة تنشر دين الإسلام.
4- الحق هو ما جاء به الأنبياء كلهم ، ولكن اليهود هم من تسبب في إلحاق التحريف في التوراة والإنجيل ، ففسدت عقائدهم ، وحفظ الله القرآن الكريم.
______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة)
سورة البقرة
ألم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين (2)(1/252)
ألم الله العالم بمعناها، وقال المفسرون أن تلك الحروف التي جاءت في مقدمة بعض السور، إنما هي تعجيز لكفار قريش الذين لم يؤمنوا بالقرآن الكريم ، وكذبوا به ، بل حتى أنهم كانوا يقفون في الطرقات ويحذرون الناس أن لا يستمعوا لمحمد ، ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه) كانت تلك هي الأساليب العدوانية، والسلوكيات الشائنة، والأعمال القبيحة التي استقبلوا بها محمد وأصحابه ، وعملوا كل فضيع، واقترفوا كل شنيع، ومزقوا جلود العبيد بالسياط، لأنهم وحدوا الله عز وجل، وأتبعوا سبيل الرشاد، لأنهم خرجوا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فيقول الله هذه الأحرف تعجيزاً لهم ، إن كنتم تقولون إن هذا القرآن أساطير الأولين ( فأتوا بسورة من مثله) فاستخدموا مثل هذه الأحرف ، وأتوا بكتاب مثله، وذلك تعجيزاً لهم ولن يستطيعوا قال تعالى( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ) وقال سبحانه ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) لقمان 27. لذلك فالله عز وجل أنزل هذا الكتاب معجزة خارقة، وهداية باهرة ، وشفاء لما في الصدور، ونوراً وبهاء، ويقيناً وضياء، طمأنينة لقلوب المؤمنين، وتعريف لهم بوعد الله ووعيده.ثم قال الله تعالى عن كتابه العزيز (ذلك الكتاب ) أي هذا الكتاب وهو القرآن ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، الكتاب الذي شرح الله به صدور العباد، وعرف الناس بأنه الوحي المنزل من الله عز وجل، فأسلموا ، واهتدوا ، لا ريب فيه ولا شك ، فهو الحق المبين نزله الله على نبيه محمد بواسطة الملك جبريل عليه السلام قال تعالى ( وقرأنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) وقال سبحانه ( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) البقرة97. وهذا دليل على تنزيل القرآن ، وتلقين جبريل لمحمد صلى(1/253)
الله عليه وسلم ، فقد كان أمياً لا يكتب ، ولكنه يحفظ القرآن حينما يسمعه من جبريل ، إلى أن جمع القرآن في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، فلله الحمد والمنة، وقوله تعالى هدى للمتقين فيه إقرار من الرب تبارك وتعالى على أن هذا القرآن هدىً للمتقين ، سبحان الله وهل المتقي يحتاج هداية، فهو مهتدي ولكن أقول إن الإنسان مهما بلغ من قوة الإيمان، ودرجات الإحسان، وثقل الميزان بالدرجات، فهو ليس بمعصوم ، وليس منزه من الخطأ والمعصية، بل هو معرض لكل ذلك، لذلك فإن الإيمان يزيد وينقص عند المسلم، فذكرنا الله سبحانه في هذه الآية أن من أخذ بتعاليم القرآن ، ورفع به رأسه استفاد من هدايته ، وكان تقياً متبعاً لأوامر ربه ، ومجتنباً لنهيه. قال السعدي فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن الهداية نوعان : هداية البيان، وهداية التوفيق، فالمتقون حصلت لهم الهدايتان وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق ، وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ليست هداية حقيقية تامة.لذلك فالتقوى أمرها عظيم، فبها تتهذب النفس ، وتستقيم الروح، وبها تعرف النفس قدر خالقها، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : و التقوى أن يعمل الرجل بطاعة الله على نور من الله يرجو رحمة الله وأن يترك معصية الله على نور من الله يخاف عذاب الله ولا يتقرب إلى الله إلا بأداء فرائضه ثم بأداء نوافله قال تعالى ( وما تقرب إلي عبدى بمثل أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه .. الحديث )(1). إذاً التقوى ركيزة من ركائز العمل الصالح ، وهي الدافع والحافز لكل عمل فيه الخير ، وترك الإثم ، وعلى ذلك يكون المسلم طوال حياته إن كان يريد سعادة الدارين، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) ، وكذلك قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم سورة التغابن 16 قال شيخ(1/254)
الإسلام ابن تيمية رحمه الله :فأوجب التقوى بحسب الاستطاعة فلو كان من لم يتق الله لم يستطع التقوى لم يكن قد أوجب التقوى إلا على من اتقى ولا يعاقب من لم يتق وهذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام وهؤلاء إنما قالوا هذا لأن القدرية والمعتزلة وغيرهم قالوا القدرة لا تكون إلا قبل الفعل لتكون صالحة للضدين الفعل والترك وأما حين الفعل فلا يكون إلا الفعل فزعموا أو من زعم منهم أنه حينئذ لا يكون قادرا لأن القادر لا بد أن يقدر على الفعل والترك وحين الفعل لا يكون قادرا على الترك فلا يكون قادرا وأما أهل السنة فإنهم يقولون لا بد أن يكون قادرا حين الفعل ثم أئمتهم قالوا ويكون أيضا قادرا قبل الفعل وقالت طائفة منهم لا يكون قادرا إلا حين الفعل وهؤلاء يقولون إن القدرة لا تصلح للضدين عندهم فإن القدرة المقارنة للفعل لا تصلح إلا لذلك الفعل وهي مستلزمة له لا توجد بدونه إذ لو صلحت للضدين على وجه البدل أمكن وجودها مع عدم أحد الضدين والمقارن للشيء مستلزم له لا يوجد مع عدمه فإن وجود الملزوم بدون اللازم ممتنع وما قالته القدرية فهو بناء على أصلهم الفاسد وهو أن إقدار الله المؤمن والكافر والبر والفاجر سواء فلا يقولون إن الله خص المؤمن المطيع بإعانة حصل بها الإيمان بل يقولون إن إعانته للمطيع والعاصي سواء ولكن هذا بنفسه رجح الطاعة وهذا بنفسه رجح المعصية كالوالد الذي أعطى كل واحد من ابنيه سيفا فهذا جاهد به في سبيل الله وهذا قطع به الطريق أو أعطاهما مالا فهذا أنفقه في سبيل الله وهذا أنفقه في سبيل الشيطان وهذا القول فاسد باتفاق أهل السنة والجماعة المثبتين للقدر فإنهم متفقون على أن لله على عبده المطيع المؤمن نعمة دينية خصه بها دون الكافر وأنه أعانه على الطاعة إعانة لم يعن بها الكافر كما قال تعالى ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون سورة الحجرات 7 فبين(1/255)
أنه حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم فالقدرية(1) تقول هذا التحبيب والتزيين عام في كل الخلق أو هو بمعنى البيان وإظهار دلائل الحق والآية تقتضي أن هذا خاص بالمؤمنين ولهذا قال أولئك هم الراشدون والكفار ليسوا راشدين وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء سورة الأنعام 125 ، و قال تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فكل من كان أتقى كان أفضل مطلقا وإذا تساوى اثنان في التقوى استويا في الفضل سواء كانا أو أحدهما غنيين أو فقيرين أو أحدهما غنيا والآخر فقيرا وسواء كانا أو أحدهما عربيين أو أعجميين أو قرشيين أو هاشميين أو كان أحدهما من صنف والآخر من صنف آخر وإن قدر أن أحدهما له من سبب الفضيلة ومظنتها ما ليس للآخر فإذا كان ذاك قد أتى بحقيقة الفضيلة كان أفضل ممن لم يأت بحقيقتها وإن كان أقدر على الإتيان بها فالعالم خير من الجاهل وإن كان الجاهل أقدر على تحصيل العلم والبر أفضل من الفاجر وإن كان الفاجر أقدر على البر ، والمؤمن الضعيف خير من الكافر القوى وإن كان ذاك يقدر على الإيمان أكثر من المؤمن القوي وبهذا تزول شبه كثيرة تعرض في مثل هذه الأمور(2).(1/256)
وقال ابن تيمية أيضاً : " أن التقوى وتصفية القلب من اعظم الأسباب على نيل العلم لكن لا بد من الاعتصام بالكتاب والسنة في العلم والعمل ولا يمكن ان احدا بعد الرسول يعلم ما اخبر به الرسول من الغيب بنفسه بلا واسطة الرسول ولا يستغني احد في معرفة الغيب عما جاء به الرسول وكلام الرسول مبين للحق بنفسه ليس كشف احد ولا قياسه عيارا عليه فما وافق كشف الانسان وقياسه وافقه وما لم يكن كذلك خالفه بل ما يسمى كشفا وقياسا هو مخالف للرسول فهذا قياس فاسد وخيال فاسد وهو الذي يقال فيه نعوذ بالله من قياس فلسفي وخيال صوفي(3). وقد تكلم في فضل التقوى الكثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين، وصنفت فيها المصنفات، وأرجوا أن تكون اتضحت معانيها في هذه الجمل.
الوقفات
1- عرفنا الرب سبحانه وتعالى على أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا شك ولا مرية بأنه منزل من الله على نبيه محمد.
2- إخبار الله سبحانه وتعالى أن المؤمنين المتقين هم الذين يهتدون بكتاب الله.
3- من شك أو أعتقد أن هناك تشريع أو قانون(4) ، أو حكم أفضل مما جاء في القرآن فقد كفر لقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
_____________________________
(1) القدرية : الذين يجعلون أفعال العبد خارجة عن قدرة الله وخلقه وملكه.
(2) منهاج السنة النبوية 3/42.
(3) الرد على المنطقيين 1/511.
(4) كالذين ينادون بالتعددية الحزبية في الحكم، والديمقراطية ، والانتخابات وغيرها كل ذلك مخالف للإسلام لأن حكم الإسلام يكون عن مبايعة أهل الحل والعقد ، ومجلس شورى المسلمين ، باختيار من هو أهلٌ للحكم الإسلامي الذي يكون من خيار القوم من العلماء المخلصين لدينهم ورعاياهم فيتم مبايعته، وليس كما ينادي البعض بالمشاركة من جميع الأطراف والمذاهب والنحل.
_______________________________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة)
الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون(1/257)
وهذه هي الصفة الثانية التي أمتدح الله بها عبده المؤمنين ، الأتقياء الأوفياء، فوصفهم بأنهم (يؤمنون بالغيب) والغيب كل ما غاب من الأشياء غير المشاهدة، والتصديق التام بما أخبرت به الرسل، ولا يشاهد بالحس ، فهذا الفرق بين المسلم والكافر، لأنه تصديق مجرد لله ورسله (1) فالمؤمن يؤمن بصفات الله ووجودها ويتيقنها، حتى لو لم يفهم كيفيتها. ثم قال (ويقيمون الصلاة) ويكون إقامتها بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، هذه إقامة الصلاة، وليس مجرد أدائها، وهذا هو الفرق ، والتفاضل بين المؤمنين في تلك الميزة ، التي خص الله بها عباده المتقين، لهذا وجب على المسلم أن يؤدي الصلاة، ويقيمها مع جماعة المسلمين بكامل أركانها وشروطها كي ينال الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) (2). ثم قال سبحانه (ومما رزقناهم ينفقون) ومعناها من ما رزقناهم أي ينفقون النفقات الواجبة كالزكاة، والنفقة على الأهل، وكذلك النفقات المستحبة في أوجه الخير، لهذا جاء بمن التبعيضية أي جزء بسيط من أموالكم، ولكنه خير كثير. وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت ثمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوَّه أو فصيله (3). وعن عدي بن حاتم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل" (4). وفي هذين الحديثين دلالة واضحة جلية عن فضل الصدقة، ولو بالشيء اليسير، ولو علم أصحاب الأموال بتلك المنزلة العالية، والثواب الجزيل ، والعطاء العظيم ، من الرب الرحيم، وبلوغ الجنة بالعمل اليسير مثل الصدقة لما(1/258)
بخلوا بأموالهم التي والله أنهم سيحاسبون عليها من أين أتت وفيما أنفقت، فمن أنفقها في سبل الخير، وتجهيز الغزاة في سبيل الله، وإغاثة الفقراء ، وإطعام الجياع، أو المساهمة في طباعة الكتب الطيبة، ودعم مراكز الدعوة، والمدارس الدينية في أنحاء العالم ، كل ذلك من أعظم القربات إلى الله (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقة).
الوقفات
1- تقرير الإيمان بالغيب ويكون بالتصديق التام بكل ما أخبرت به الرسل مما لم نشاهدهم من الجنة والنار ، و حياة البرزخ في القبر، وعذاب القبر والنار، ونعيم المؤمنين الأبرار، ودقة الصراط ، ونعيم الجنة، وسعة الكرسي، وكبر راس الكافر، وعمق قعر جهنم، وأنهار الجنة، وغساق النار وغيرها.
2- إن أداء الصلاة يكون في إقامة أركانها شروطها وواجباتها وليس في السجود والركوع دونما خشوع وسكينة ، وتكون إقامتها في بيوت الله مع جماعة المسلمين.
3- الزكاة فريضة وركن من أركان الإسلام من تركها كفر، وقد عرفنا في السيرة النبوية كيف أن الصديق الخليفة أبا بكر رضي الله عنه قاتل المرتدين الكفار الذين تركوا دفع الزكاة، قال له عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فإذا قلوها عصموا مني دمائهم.. الحديث) فقال القائد المظفر، الخليفة الراشد أبا بكر : " والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" وقال " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه" فالمؤمنين الصادقين يدفعون الزكاة ، وكذلك يتصدقون على المحتاجين المعوزين.
___________________
(1) من كلام السعدي رحمه الله بتصرف.
(2) صحيح : البخاري (8) ، مسلم (16).(1/259)
(3) صحيح : مسلم (1014) ومعنى فلوَّه أي المهر الصغير، وفصيلة أي البعير المفصول عن أمه. قال القاضي عياض عبر باليمين هنا عن جهة القبول والرضا إذ الشمال بضده في هذا قال: المراد بكف الرحمن هنا ويمينه كف الذي تدفع إليه الصدقة، وإضافتها إلى الله تعالى إضافة ملك واختصاص لوضع هذه الصدقة فيها لله عز وجل. قال : وقد قيل في تربيتها وتعظيمها حتى تكون أعظم من الجبل أن المراد بذلك تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها، قال : ويصح أن يكون على ظاهره ، وأن تعظم ذاتها ويبارك الله تعالى فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان، وهذا الحديث نحو قول الله تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
(4) صحيح : مسلم (1016). قال النووي رحمه الله وفيه الحث على الصدقة، وشق التمرة نصفها وجانبها، وأنه لا يمتنع منها لقلتها وأن قليلها سبب للنجاة من النار.
__________________________________________________
آيات ووقفات (الحلقة العاشرة)
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون(1/260)
بعدما قرأنا ، وعرفنا صفات المؤمنين الذين امتدحهم الرب جل وعلا، بأنهم يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة، ويدفعون أموالهم في سبل الخير من زكاة ، أو صدقة، أتى الله بهذه الآية ، وفيها صفات أخرى ، تقرب إلى أفهامنا صفات أهل الحق الذين أحبوا الله ، وأحبهم الله،فهم المؤمنين الذين يؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله عليك، والحكمة (السنة النبوية) التي علمك الله إياها، كما قال سبحانه وتعالى (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تعلم ) (1). وهذه لمحة أخرى، وصفة فضلى ، وخلة حميدة، يتصف بها عباد الله المتقين ، الذين يؤمنون بكتاب الله المجيد، ومعاني آياته، ومعالم هداياته، ومقاصد عباراته، يؤمنون بأن هذا القرآن هو كلام الله الرب العظيم الذي أوحاه إلى نبيه عن طريق جبريل عليهما الصلاة والسلام، لذلك فهم يعظمون آياته ، ويدرسون معانيها، ويقدسون أسرارها، ويحكمون بموجبها، ويتعاملون مع الخلق وفقاً لتعاليمها، على منهج أهل السنة والجماعة، ويؤمنون كذلك بالحكمة وهي السنة النبوية المتمثلة في أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقواله فلا علم للمؤمنين بكيفية الصلاة، وصفات الركوع والسجود، وكم ركعات الصلوات، وكيفية الوضوء، ومتى أوقات الصلوات إلا بفهم صحيح للأحاديث النبوية، والهدي النبوي الذي كان حاضراً مع الصحابة يعلمهم تلك الأمور كلها، وكان يقول صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، فمن لا يؤمن بذلك ويتبع سبيلاً غير هذا ، ويؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالحكمة فهو كافر ، لانتفاء إيمانه بالهدي النبوي قولاً وعملاً. وكذلك يقتضي إيمان أولئك المتقين الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من الله سبحانه على أنبيائه الكرام صلوات الله وسلامه عليهم، قال تعالى (وما أنزل من قبلك ) ويتضمن هذا الإيمان بجميع الكتب ، وجميع النبيين ، وهذه صفة أخرى لعباد الله المتقين ، وذلك لتصديقهم بنزول تلك الكتب ، وبعثة أولئك الرسل إلى قومهم،(1/261)
أما نبي الله محمد فقد بعثه الله للناس أجمعين قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (2). لذا فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى جميع البشر.
ومن صفات المؤمنين المتقين أيضاً أنهم (وبالآخرة هم يوقنون) أي إنهم يؤمنون باليوم الآخر وما فيه من الجزاء والنكال، والثواب والعقاب، والسعادة والشقاء، وأصحاب النعيم، وأشقياء الجحيم، والآتيان بجهنم، وسجود الأنبياء، وذلة العصاة، وتبيض الوجوه المؤمنة، وتسود الوجوه الكافرة، يؤمنون برؤية الله، ويكلمهم الله سبحانه من غير ترجمان، كل بلغته ويقرهم بأعمالهم، ويؤمنون بتطاير الصحف ، فتؤخذ باليمين أو بالشمال، أو من وراء الظهور ، فلما أيقنوا بحدوث ذلك من إخبار الله لنا ورسوله في القرآن والسنة ، ولما عرفوا واستيقنت قلوبهم (3) بحدوث كل ذلك ، كان ذلك ركناً ركيناً من أركان الإيمان الستة، وأضحى من أعظم الدوافع للقيام بالأعمال الصالحة رهبة ورغبة لما عند الله.
الوقفات
1- تقرير الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من جميع البشر ، فلا حجة اليوم لأحد فالأغلبية الآن من الناس يعرف أو يسمع عن دين الإسلام.
2- تقرير الإيمان بالكتب السماوية كلها، بأنها أنزلت في وقت ما على أنبياء الله، ولكن هل بقيت على حالها، هل ما في أيدي اليهود والنصارى الآن من كتب هل هي نفس الكتب السماوية المنزلة، كلا فالقرآن يكذب زيفهم ويكفر منهجهم، في قوله ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون).
3- وجوب الإيمان بالآخرة وما فيها يقيناً وتلك صفة من صفات المؤمنين.
_________________
(1) سورة آل عمران 113.
(2) سورة الأنبياء 107.
(3) قال السعدي رحمه الله واليقين : هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك الموجب للعمل.
______________
آيات ووقفات (الحلقة الحادية عشر)(1/262)
إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (7)
خلق الله عز وجل الإنسان ، وأعطاه الحواس كي تدرك ما ينفعه فيأخذ به، ويترك ما يضره ويبتعد عنه ، فمن استمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و عرف الحق ، وبلاغة القرآن ، واهتدى بهديه، أفلح ونجا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، والعرب كان معلوم لديهم الشعر، فكان بمثابة الإعلام في عصرنا الحاضر، وكان مهماً جداً في نظرهم، فلما سمعوا القرآن عرفوا بأن ذلك ليس شعراً ، وليس بطلاسم المشعوذين والسحرة، وإن فيه من البيان العظيم، والفصاحة البليغة، واخبار الأمم السابقة، لذلك أسلم الكثير ممن فتح الله على قلوبهم، وأنار بصائرهم ، أما الذين أعرضوا عن سماع الحق، وتولوا عن مخالطة الصحابة الذين اعتبروهم في زعمهم صابئة لأنهم تركوا دين آبائهم ، وانخرطوا في دين لم تعترف به قلوب كفار قريش كفراً وجحوداً ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألم على حالهم ، وهو الرحمة المهداة للبشرية ، صلى الله عليه وسلم ، ولكنه كان يسليه ربه ويقول له (إنما عليك البلاغ) ويقول سبحانه (إنك لا تهدي من أحببت) ويقول سبحانه ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ) (1). ويقول سبحانه ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) (2). لذلك جاءت هذه الآية في شدة المعترك بين الحق والباطل، وبين نصرة الحق وأهله، ودحض الباطل وأهله ، وكانت الفرقان بينهما ، فجاء فيها وصف هؤلاء الكفار المعاندين لدين الله ، وأعني هنا أن كفار قريش كانوا وثنيين يعبدون الأصنام ، وهي في واقع الأمر كانت صوراً منحوتة في الصخور لرجال صالحين كانوا يعبدون الله على دين الحنيفية ، دين إبراهيم عليه السلام، ولكن مع طول الأمد ، وغواية الشيطان لهم ، أخذوا يعتقدون فيها وأنها تقربهم إلى الله ببركة أصحابها الصالحين، فأخذوا يقربون القرابين لها ، ويعبدونها مع الله ، فأصبحوا بذلك مشركين ، فمنهم من أسلم مع النبي ، ومنهم من بقي(1/263)
على كفره وعناده، فقال الله سبحانه وتعالى (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) أي الأمر عندهم سيَّان لأنهم لم ترد قلوبهم سماع الحق ولا إتباعه.
الوقفات
1- الكفر هو الغطاء الذي يغطي القلب فهؤلاء مغطاة قلوبهم عن الحق.
2- مهمة الرسل البلاغ فقط ، وفي هذا درس للدعاة لدين الله.
3- الران الذي على قلوب الكفار من شدة إعراضهم عن دين الله جعل قلوبهم منكرة للحق مقبلة على الباطل فأصبحت الأمور لديها متشابهة سواء دعيت وأنذرت أم لم تنذر فلن تفتح للإيمان.
______________
(1) سورة القصص : 50.
(2) سورة فاطر: 8.
_____________
---
سعيد محمد
03-29-2006, 09:23 PM
آيات ووقفات (الحلقة الثانية عشرة)
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (8)(1/264)
وهذا هو المانع الشديد ، والحائل المحيد، عن الطريق السديد، ذلك الطبع وهو الختم الذي جعله الله بسبب كفرهم (2) . فلا يدخلها الإيمان، ولا تقر به أنفسهم، ولا تعرف الطريق إليه، قال مجاهد (ختم الله على قلوبهم ) قال:الطبع ثبتت الذنوب على القلب فحفت به من كل نواحيه حتى تلتقي عليه فالتقاؤها عليه الطبع والطبع الختم. وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في الصحيح أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "تعرض الفتن على القلب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً" (3). أما أسماعهم فجعلها مغلقة عن سماع الحق، معرضة عنه ، فلا يهتدون إليه، وأبصارهم عليها غشاوة ، فلا ترى الحق ، ولا تتحقق من وجوده، إذ هي معمية عنه فيكون الكافر والعياذ بالله أعمى البصر ، ومطموس البصيرة . ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد الوعظ والبلاغ، فقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من على الصفا لما أمره الله بالجهر بالدعوة فجمع أهل قريش، وقال لهم إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، فقال له أبا لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا؟ ، والحوادث كثيرة ، وإيذاء أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحاولات قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا والعياذ بالله زيغ منهم فكان جزاء لهم أن أضل الله قلوبهم (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) لأنهم لم تفدهم المواعظ ، وأساليب الدعوة المختلفة، حتى أن رسول الله بقي يدعوا قومه ثلاثة عشر عاماً ، فما آمن معه إلا قليل ، ومعروفه قصته حينما ذهب إلى الطائف ، وأدموا جهلتها قدماه الشريفتان، وفي هذا تذكير للدعاة ، أن الطريق شائك، والأعداء كثير، والشهوات محفوفة بالنار، والجنة محفوفة بالمكاره، والطريق غير ممهد، والقلوب مختلفة، فلا يحسب(1/265)
الداعية أن الدعوة سهلة المنال، ولا أن يتوقف عنها لأن هؤلاء الناس لن يهتدوا لختم الله على قلوبهم، ولكن يجب عليه التحلي أولاً بالعلم الشرعي الصحيح، ثم بالحلم، والصفات العظيمة التي كان يتصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يضع في باله أنه يجب على من بلغ أن يهتدي ، كلا الأمر ليس كذلك، ولكن عليه أن يبلغه بالعلم الشرعي، والوسائل المتاحة اليوم ، من وسائل الاتصالات المختلفة، فبالإمكان الآن أن ترسل أي ملف صوتي أو مرئي إلى أي جهة في العالم، ومن أي جهاز حاسوب كان فالدعوة ليست مقصورة في مكان معين ، أو بطريقة واحدة فقط. إننا اليوم نتمتع ولله الحمد بالبرامج الكثيرة، والكتب الموضوعة في شبكة الإنترنت، والتي اختصرت الكثير من الأوقات في البحث ، والتأصيل ، والتخريج، والتفسير ، والترجمة كل ذلك موجود في البرامج الحاسوبية، والمواقع المنتشرة في الإنترنت.
فلا يعني أبداً أن نيأس من دعوة الكفار ، أو تبليغهم ديننا، وتعاليمنا التي ننعم بها ولله الحمد والمنة، لهذا فحري بنا أن نقوم بكل ما بوسعنا القيام به كي تنتشر الدعوة ، وينتشر الإسلام ، والذي أصبحت صورته اليوم مشوهة، وأخبار الناس عنه غريبة وعجيبة، فلقد اقض مضاجع اليهود ، والنصارى الحاقدين ، انتشار الإسلام ، ومعرفة الناس لأسراره، وروحانية النفس في ظلاله، فأغاظهم ذلك ، وحاربوه أشد المحاربة، وشنوا الحملات تلوا الحملات للقضاء عليه ولكنهم لم ولن يستطيعوا فالله عز وجل هو حافظه.
الوقفات
1- الختم على القلوب نعوذ بالله من ذلك يكون بتجمع الذنوب والمعاصي على القلوب حتى تصبح مغطاة بها تماماً ، فلا تقبل موعظة، ولا تهتدي لهدى الله ، ويكون على الكفار نتيجة إعراضهم وشدة جحودهم وعنادهم للحق. ولكن باب التوبة مفتوح للتائبين و التوبة تجب(1) ما قبلها.
2- وجوب الدعوة إلى الله لإقامة الحجة على المدعوين.(1/266)
3- يجب على المسلم أن يستمع للمواعظ ، والقرآن فكما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، وجلائها كتاب الله).
4- الله عز وجل يختم على القلوب المعرضة عن سبيله، فيجعلها أشد إعراضاً ثم يعذبها نتيجة لذلك.
_____________
(2) الكفر في اللغة هو الغطاء ، أي مغطاة قلوبهم عن إدراك الحق.
(3) صحيح : مسلم (144) .
(1) أي يتجاوز الله عن جميع الذنوب التي قبل التوبة ، وورد في القرآن أن الله يبدل سيئاتهم حسنات.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة عشرة)
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9)(1/267)
هذه الآية جاءت تعبر عن نفوس غريبة، وأمزجة عجيبة، ظهرت في الساحة الإسلامية، ظهرت في أروقة المكر والمكيدة للنبي وأصحابه، إنها نفوس المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، يظهرون حب الله ورسوله ، ويدفنون البغض لدين الله، ولم يكن هذا الصنف معروفاً في مكة ، فكان هناك إما مسلم وإما كافر، أما النفاق فما عرف عن وجوده النبي صلى اله عليه وسلم إلا بعد نزول هذه الآيات ، لكي يستعد رسول الله لمواجهة الأعداء من داخل الصف المسلم نفسه، فهناك من يدعي الإسلام وقلبه أبعد ما يكون عنه، لهذا أظهر الله صفات هؤلاء ، وبينها أيما تبيين ، فهم يقولون (آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) بل هم منافقين ، قال ابن كثير : النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر ، وهو أنواع : اعتقادي ، وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي وهو من أكبر الذنوب. وهكذا عرفنا كيف أن هؤلاء كانوا يستترون بلا إله إلا الله كي يحموا أنفسهم من القتل ، وإلا فهم أصلاً كفار (يخادعون الله والذين آمنوا ) قال بن كثير أي بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر يعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك وأن ذاك نافعهم عنده ، وأنه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين قال تعالى ( يوم يبعثهم جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) يقول : وما يغرون بصنيعهم هذا ولا يخدعون أنفسهم وما يشعرون) ، هذه بعض أوصاف هؤلاء المتمردون على شريعة الله، المبغضين لدين الله ، ولرسول الله عليه الصلاة والسلام، إنهم يريدون أن يخادعوا رسول الله ويظهروا له الإسلام ولكنهم يبطنون الكفر، فيوصفه الله بجهلهم بأنهم يريدون مخادعة الله، وهو العليم سبحانه بذات الصدور، والعليم سبحانه بما توسوس به النفوس، فكيف يظن هؤلاء بربهم ، كيف لا يعظمون الله خصوصاً بعد نزول هذه(1/268)
الآيات التي فضحت أوارهم، وعرت مكائدهم وخداعهم.
الوقفات
1- تقرير حماية الله لرسوله وكشف أحوال المنافقين.
2- سوء الظن بالله عند المنافقين فيحسبون أن بإمكانهم التخطيط، وضرب الإسلام من داخل الصف بدون علم الرسول ، وتغافلوا عن الوحي الموحى للنبي عن طريق جبريل والذي كان يكشف بالآيات كل ما يحاك لضرب المسلمين.
3- الإيمان لا يكون فقط بالكلام، فمن خالف عمله قوله فلا تنفعه قوله الشهادتين، كمن يشد الرحال إلى غير الأماكن التي يشد الرحال إليها، أو يطوف بمكان لم يرد في القرآن أو السنة ما يتعلق بها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى).
4- فضح الله المنافقين ، وأخبر رسوله بأنهم صنف يجالسون الصحابة، ويخالطونهم ، وهم والعياذ بالله كفار لبسوا لباس الإسلام ، وقلوبهم حاقدة على الدين وأهله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة عشرة)
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون (10) وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12)(1/269)
يضيف الرب سبحانه وتعالى المزيد من الصفات التي اتصف بها المنافقين ، واتسموا بمعالمها، إنها صفات غريبة الطابع، صفات ليست ظاهرة للعيان، إنها صفات داخلية عميقة، صفات تتعلق بقلوب مريضة، شنت الحرب بالتحريض على محمد وحزبه، وبالحقد على الإسلام لضربه من الداخل قبل العدو الخارجي، ولكن هل يهزم من كان الله معه؟ هل يذل من أعزه الله؟ لا والله فما بالك في نبي الله ، ما بالك في نبي الرحمة للبشرية هل يذل أو يخزى ؟ وهو يكشف الله له مخططات المنافقين، هل يذل وهو الذي قال الله فيه (بالمؤمنين رءوف رحيم) ، ولكن هؤلاء المنافقين كانت قلوبهم مريضة ، وأنفسهم معبأة بالحقد والغل، فماذا كان مرضها ؟ هل كان مرض جسدي ؟ قال ابن عباس : (في قلوبهم مرض ) أي شك (1). قال زيد بن أسلم مرض في الدين وليس مرض في الجسد ، وهم المنافقون والمرض الشك، الذي دخلهم في الإسلام فزادهم الله مرضاً، قال تعالى (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون ، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم). إذاً تلك هي الصفة الأولى التي بينها الله عز وجل للمسلمين كي يكونوا على حذر، ويكونوا على بينة من أمرهم، وأن لا تختلط عليهم الأمور، وتنتشر الثقة بكل البشرية، فأمثال هؤلاء يتحينون الفرصة تلوا الفرصة ، للقضاء على الدعوة، وللحيلولة دون قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، ومع ذلك فتراهم يظهرون التقوى، ويظهرون المسكنة، والخشوع رياءً وسمعة، ثم جاءت الصفة الأخرى المتسمة بالثقة الزائدة بالنفس، وإظهار الصلاح ، والله يرصد ويكشف أسرارهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون) قال سلمان الفارسي رضي الله عنه إن أصحاب هذه الآية لم يظهروا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم. و قال بن عباس رضي الله عنهما أي إنما نريد أن نصلح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب. ولكن حقيقة ما يقومون به هو الإفساد بعينه ولكنهم(1/270)
بجهلهم لا يشعرون. قَالَ اِبْن جَرِير فَأَهْل النِّفَاق مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض بِمَعْصِيَتِهِمْ فِيهَا رَبّهمْ وَرُكُوبهمْ فِيهَا مَا نَهَاهُمْ عَنْ رُكُوبه وَتَضْيِيعهمْ فَرَائِضه وَشَكّهمْ فِي دِينه الَّذِي لَا يُقْبَل مِنْ أَحَد عَمَل إِلَّا بِالتَّصْدِيقِ بِهِ وَالْإِيقَان بِحَقِيقَتِهِ وَكَذِبهمْ الْمُؤْمِنِينَ بِدَعْوَاهُمْ غَيْر مَا هُمْ عَلَيْهِ مُقِيمُونَ مِنْ الشَّكّ وَالرَّيْب وَمُظَاهَرَتهمْ أَهْل التَّكْذِيب بِاَللَّهِ وَكُتُبه وَرُسُله عَلَى أَوْلِيَاء اللَّه إِذَا وَجَدُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا فَذَلِكَ إِفْسَاد الْمُنَافِقِينَ فِي الْأَرْض وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ بِفِعْلِهِمْ ذَلِكَ مُصْلِحُونَ فِيهَا (2).
الوقفات
1- مرض الشك في الإعتقاد مرض خطير، وداء فاتك بالنفس البشرية، قال الشعراوي رحمه الله ، المسلم مقتنع بدينه، والنصراني مقتنع بدينه كذلك، أما المنافق ففي صراع مع نفسه، ففي قلبه بغض الدين وأهله، وظاهره الصلاح والخير، فيظل في صراع ومخافة أن يفتضح أمره.
2- الإصلاح يكون بنشر الخير والمعرفة، و العلم النافع، وليس بالإفساد في الأرض.
3- كشف الله لنفوس المنافقين وقلوبهم المريضة والتي تتباهى في كل زمان ومكان بالتقوى
والصلاح وهي حقيقة كافرة خارجة عن الدين، ويحسبون أن الله غافلاً عنهم.
_______________
(1) من تفسير ابن كثير.
(2) تفسير ابن كثير.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).(1/271)
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم ، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً ، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام ، فهم في نظرهم القاصر حكماء ، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون ، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله : وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر ." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء ، وأنهم ضعفاء الرأي ، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة ، وشراسة ضد الإسلام وأهله ، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي ، ويجالسونه، ويسمعون منه ، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم ،(1/272)
وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر ، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء ، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول : أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم ، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1- ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2- أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون(14)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين ، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين ، قالوا آمنا ، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً ، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنينهم نحن معكم ، وموالينكم، ومؤيدينكم ، ولكننا نستهزأ ، ونجامل أولئك السفهاء ،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم ، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء ، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.(1/273)
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني ، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات ، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية ، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه ، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام ، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع ، ويحول دون دخول الناس في الدين ؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى ، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف ، والنبي المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين ، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1- المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2- كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3- الاستهزاء بالدين وأهله ، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)(1/274)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم ، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً ، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام ، فهم في نظرهم القاصر حكماء ، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون ، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله : وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر ." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء ، وأنهم ضعفاء الرأي ، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة ، وشراسة ضد الإسلام وأهله ، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي ،(1/275)
ويجالسونه، ويسمعون منه ، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم ، وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر ، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء ، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول : أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم ، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1- ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2- أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
_________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة عشرة)
وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون (13).(1/276)
ثم بين الله تبارك وتعالى لنا صفة أخرى من صفات المنافقين، وفيها تتجلى الصورة الواضحة لبغضهم ، واستخفافهم بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبارهم لهم بأنهم ضعفاء العقول، أو كما يقال ضعفاء النفوس يصدقون الناس سريعاً ، ولا يعرفون مصالحهم، لكن المعرضين عن شريعة الله، وعن منهج الإسلام ، فهم في نظرهم القاصر حكماء ، ويميزون الخير من الشر، ويعرفون مقادير الأمور هكذا كانت صفات المنافقين، يقول الله سبحانه( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) يعني لماذا لا تؤمنون كما آمن أصحاب رسول الله، لماذا لا تسلمون ، وتتبعوا الحق الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير رحمه الله : وَإِذَا قِيلَ لِلْمُنَافِقِينَ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس أَيْ كَإِيمَانِ النَّاس بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَالْجَنَّة وَالنَّار وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَعَنْهُ وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله فِي اِمْتِثَال الْأَوَامِر وَتَرْك الزَّوَاجِر ." قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " يَعْنُونَ - لَعَنَهُمْ اللَّهُ - أَصْحَابَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَالسُّدِّيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس (انتهى). إذاً هؤلاء يرون إلى أتباع محمد بأنهم سفهاء ، وأنهم ضعفاء الرأي ، والأوصاف التي لا تليق بمسلم، فما بالك في صحابي، تلك النفوس المريضة، والتي أزدادت عداوة ، وشراسة ضد الإسلام وأهله ، يحذر الله النبي وأصحابه منها لأنها خطيرة، ومن داخل الصف الإسلامي، فيرد الله عز وجل (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) نعم وأي سفه أشد من أناس يعايشون النبي ، ويجالسونه، ويسمعون منه ، ومن أصحابه الكرام، ولا يتبعون الهدى، وقلوبهم معرضة عنه، فأخبر الله نبيه بمكرهم ،(1/277)
وتكذيبهم والعياذ بالله بالرسالة، ورسول الله يصبر ، ويتعلم من ربه مكر هؤلاء ، ولكنه ألتزم الحكمة، والتزم الصبر من أجل نجاح الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية في المدينة، وانتشار الإسلام فيها، فرفض فكرة قتل المنافقين، وكان يعرف أعيانهم، وقادتهم، إلا أنه كان يقول : أتريدون أن يقولوا الناس أن محمداً يقتل أصحابة، أنظر إلى الحكمة، والنظرة المستقبلية للدعوة، كيف سيكون مصير الدعوة إذا سعى المرجفون وما أكثرهم بنشر مثل تلك الحقائق إذا حدثت؟، كيف سيكون مصير الدعوة إذا تمت تلك التصفيات لتلك الفئة الدخيلة على المجتمع الإسلامي، ولكنه صلى الله عليه وسلم ، كان يكفيه أن يستقبل الوحي، ويقرأه على أصحابه، ويتدارسونه بينهم، ويكتفي بذلك من أجل الدعوة الإسلامية.
الوقفات
1- ذكر الله المنافقين بتسفيههم لأحلام الصحابة وتكبرهم على الحق.
2- أفضلية الصحابة على جميع الخلق، وأن السفهاء حقاً هم المنافقون.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة عشرة)
وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون(14)
لا يزال السياق القرآني يصف لنا أوصاف نفوس المنافقين ، ويخبرنا أنها نفوس ماكرة خبيثة، فإذا لقوا وقابلوا المؤمنين ، قالوا آمنا ، واتبعنا الهدى، ويقومون بالشعائر الدينية مثلهم تماماً ، ولكن إذا واجهوا سادتهم اليهود والمشركين قالوا لهم مطمئنيهم نحن معكم ، وموالينكم، ومؤيدينكم ، ولكننا نستهزئ ، ونجامل أولئك السفهاء ،ولكن لا تخافون فنحن معكم وسنعاضدكم ، ولن نكون في صف هؤلاء أبداً، تلك هي الصورة الجديدة التي فهمها محمد عليه السلام، وفهم منها أنه أمام مواجهة صفاً خطيراً من ألد الأعداء ، والعقبات الكأداء، إذا أنهم في داخل الصف الإسلامي، ويتحدثون بلغة القوم، ويقرأون القرآن، ويؤدون الأعمال تقية من القتل، ولكن كل ذلك كانت تكشفه الآيات البينات.(1/278)
إن تلك الصفات الغريبة في المجتمع المدني ، فتحت باباً آخر لحرب الدعوة بإسم الإسلام، وهذه والله من الصعوبة بمكان، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم تتنزل عليه تلك الآيات ، وهو صابر بحكمة بالغة، فهو لا يريد أن يفتح جبهة مع بني عقيدته، وهذا قد يجر على الأمة الفتنة في دينهم ودنياهم، ويكون عقبة في نشر الدعوة الإسلامية ، فالناس بطبيعتهم لا تقبل الظلم، ولا سفك الدماء خصوصاً في مثل تلك الظروف العصيبة، فكيف لو سمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل أناس من أصحابه ، فهل ذلك سيخدم الدعوة، هل ذلك سيصدقه الناس خصوصاً في عصور الجهل بدين الإسلام ، هل ذلك العمل سيخدم دين الله أم أنه سيجر الويلات على المجتمع ، ويحول دون دخول الناس في الدين ؟ وهذه خطوة خطيرة لو أقدم عليها الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وحاشاه أن يفعل ذلك فلقد كان قائداً للأمة الإسلامية في الحكم، وفي الميدان، وفي حفر الخندق، وفي الشورى ، وفي كل أمور المسلمين كانت له البصيرة الثاقبة لكل ما تحتاجه دعوته، لذلك كان هو الإمام المنصف ، والنبي المرسل، والمقاتل الشجاع، وإن العبارات حقيقة لا أستطيع أن أوفيه عليه الصلاة والسلام حقه في المدح والتبجيل في هذه العجالة.
إن المنافقين كانوا معرضين عن الدعوة متبعين غير هدى الله، وذلك نزولاً لرغباتهم، وشهواتهم، التي حالت دون وصل قلوبهم للحق، فهم يستهزءون بالمؤمنين ، ويقولون آمنا ومن تلك العبارات التي يعتقدون أنها تنطلي على النبي وأصحابه، ونسوا أن الله معز جنده، وهازم أعداء الدعوة في كل زمان ومكان.
الوقفات:
1- المخادعة والمجاملات على حساب الدين صفة من صفات المنافقين.
2- كشفت الآيات تولي المنافقين لأحبار اليهود والمشركين (شياطينهم).
3- الاستهزاء بالدين وأهله ، وتسفيه عقول الصالحين من طبيعة المنافقين.
________________
آيات ووقفات (الحلقة التاسعة عشرة)(1/279)
الله يستهزئُ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون(15) أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)
بعدما وصف الله عز وجل حال المنافقين، وأن ظاهرهم يخالف باطنهم، وأنهم إذا اجتمعوا مع المؤمنين أظهروا الورع، والتقوى، وإذا اجتمعوا بأشرار اليهود والمشركين وسادتهم المنافقين ، قالوا لهم إننا فقط نجاملهم و نسخر منهم، وإلا فإننا معكم ، ولا تخشوا تزحزحنا عنكم أبداً، تلك النفوس المريضة بمرض الشك، وبغض الحق وأهله، أصبحت غارقة في أوحال الضلال، فلم تعد تنفعهم موعظة، ولا توقظ غفلتهم الآيات، فلأنهم يستهزئون بالمؤمنين الصادقين (الله يستهزئ بهم ) قال السعدي رحمه الله : فمن استهزائه سبحانه بهم أن زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء والأحوال الخبيثة حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين نوراً ظاهراً، فإذا مشى المؤمنون بنورهم طفئ نور المنافقين وبقوا في الظلمة بعد النور متحيرين، فما أعظم اليأس بعد الطمع (ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم) ، وقوله (يمدهم) أي يزيدهم (في طغيانهم) أي في فجورهم وكفرهم (يعمهون) أي حائرون انتهى . لقد جازاهم الله عز وجل بأن زين لهم باطلهم، وأعمى بصيرتهم، وأفسد مخططاتهم، وأخفض رايتهم، ومزق شملهم، وكشف زيفهم، وتركهم غارقون في فجورهم، غائضة صدورهم، فللمؤمنين النور التام يوم القيامة، ولهؤلاء الظلام والندامة، للمؤمنين السعادة والحبور، وللمنافقين الشقاء والثبور، جزاء لهم على سوء صنيعهم والعياذ بالله (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) هذا هو وصفهم بالخسران المبين، فهو كمن دفع أمواله لشراء شيء ثم وجد ذلك الشيء تالفاً، فهو خاسر ، كمن بذل جوهرة وأخذ عنها درهماً ، فبئست التجارة وبئست الصفقة، هكذا حال المنافقين ، استبدلوا الهداية بالضلال، واستحبوا سوء الخلال. قال الطبري رحمه الله : عَنْ ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود مِنْ تَأْوِيلهمَا قَوْله : {(1/280)
اشْتَرَوْا الضَّلَالَة بِالْهُدَى } أَخَذُوا الضَّلَالَة وَتَرَكُوا الْهُدَى . وَذَلِكَ أَنَّ كُلّ كَافِر بِاَللَّهِ فَإِنَّهُ مُسْتَبْدِل بِالْإِيمَانِ كُفْرًا بِاكْتِسَابِهِ الْكُفْر الَّذِي وُجِدَ مِنْهُ بَدَلًا مِنْ الْإِيمَان الَّذِي أُمِرَ بِهِ . أَوْ مَا تَسْمَع اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُول فِيمَنْ اكْتَسَبَ كُفْرًا بِهِ مَكَان الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ : { وَمَنْ يَتَبَدَّل الْكُفْر بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيل } 2 108 وَذَلِكَ هُوَ مَعْنَى الشِّرَاء , لِأَنَّ كُلّ مُشْتَرٍ شَيْئًا فَإِنَّمَا يَسْتَبْدِل مَكَان الَّذِي يُؤْخَذ مِنْهُ مِنْ الْبَدَل آخَر بَدَلًا مِنْهُ , فَكَذَلِكَ الْمُنَافِق وَالْكَافِر اسْتَبْدَلَا بِالْهُدَى الضَّلَالَة وَالنِّفَاق , فَأَضَلَّهُمَا اللَّه وَسَلَبَهُمَا نُور الْهُدَى فَتَرَك جَمِيعهمْ فِي ظُلُمَات لَا يُبْصِرُونَ . وعَنْ قَتَادَةَ : { فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتهمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } قَدْ وَاَللَّه رَأَيْتُمُوهُمْ خَرَجُوا مِنْ الْهُدَى إلَى الضَّلَالَة , وَمِنْ الْجَمَاعَة إلَى الْفُرْقَة , وَمِنْ الْأَمْن إلَى الْخَوْف , وَمِنْ السُّنَّة إلَى الْبِدْعَة .
الوقفات
1- بيان أن عدم معاقبة المنافقين حال ظهور نفاقهم كان لزيادة فجورهم وعذابهم في الآخرة.
2- بيان استبدال المنافقين وأخذهم للضلال وترك الهدى وهم أصلاً ليسوا بمؤمنين حتى يستبدلوا الإيمان بالضلال ولكن لعدم أخذهم الهدى أساساً وهو المفترض من الإنسان أخذه اعتبره الله بأن أولئك المنافقون تركوا الهدى واتخذوا الضلال فبئس المكسب.
3- بيان أن تجارة المنافقين خاسرة، وقد ضلوا الطريق القويم.
_________
---
سعيد محمد
03-29-2006, 09:25 PM
آيات ووقفات (الحلقة العشرون)(1/281)
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17).صم بكم عمي فهم لا يرجعون (18)
لا يزال الرب سبحانه وتعالى يورد الأوصاف الدونية التي يتصف بها المنافقون، والتي جعلتهم مكشوفين ، مفضوحين أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فشبههم الله في هذه الآية برجل استوقد ناراً لكي يبصر طريقه، ومكانه الذي هو فيه فلما أطمأن لنور ذلك القبس الناري، فإذا به يفقده فجأة ويذهب الله به، فذلك تماماً حال المنافقين الذين رأوا الآيات القرآنية، والبينات والهدى ، فرأوا نور الهداية، ثم انتكسوا وكفروا فعادوا إلى ظلمات الكفر والنفاق(1). أما وصفهم بأنهم (صم بكم عمي ) فكما قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يسمعون الهدى, ولا يبصرونه ولا يعقلونه. لا حول ولا قوة إلا بالله ، علماً بأن حواسهم موجودة ، ولكن لشدة طغيانهم وتمردهم على أوامر الله ، وبغضهم لما أنزل الله على رسوله، والتآمر على الكيد للرسول وأصحابه ، أفقدهم الله خواص تلك الحواس فلا تسمع الحق ولا تبصره ولا تعقله، مع وجود أدوات الحس ، ولكنهم بسلوكهم المشين استحقوا أن تكتب عليهم الضلالة والعياذ بالله (فهم لا يرجعون ) أي لا يتوبون ولا يعودون إلى الصواب.هذه هي نتيجة الإعراض عن الله، وعن أوامره، والكيد لدين الله أن المرء يحبط الله عمله، ويجعله لا يعد يسمع الحق أو يعقله، إذ إن مدارك الإحساس في عقله تفتقد التمحيص، والتدقيق في الآيات البينات، والهدايات الواضحات ، فلا يستطيع أن يميز ما ينفعه مما يضره، ولا يستطيع أن يعرف أين طريق الحق المبين، إنها والله الحياة المريرة، وخراب السريرة من أولئك المنافقين، فقد حال الله بينهم وبين ادراكاتهم الحسية فلا يستطيعون التوبة ، أو الرجوع إلى الحق ، إلا أن يتوبوا توبة نصوحاً فباب التوبة مفتوح.
الوقفات(1/282)
1- خطورة النفاق وأنه طريق للهلاك.
2- ضرب الأمثلة والتشبيه في القرآن أسلوب تربوي من الله عز وجل يقرب الفكرة للأذهان.
3- إذا أصبح الإنسان لا يؤمن بالآيات الواضحات والمعجزات البيَّنات، ولا يستطيع أن يميز عقله ويتمعن في تلك الأمور فإن ذلك يعني أن الختم على القلوب قد بلغ مبلغه.
_________
(1) تفسير الطبري
____________
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والعشرون)
أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين (19) يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير(20)(1/283)
وهذه صورة أخرى يوضح فيها الرب معالم تلك النفوس التي تمردت على دين الله ، وتنكرت للهدي الرباني ، وتنكرت لأمة محمد ، فضلت عن الطريق القويم ، إنها في ترددها ، وشكها. يذكر الله عز وجل المنافقين في هذه الآية كأنهم مجموعة رجال يمشون في ليلة ظلماء ممطرة فالصيب هو المطر، والرعد هو ملك من الملائكة يزجر السحب (1).أما البرق فكما قال الطبري هي مخاريق بأيدي الملائكة يزجرون بها السحب (2). والمقصود أن حال المنافقين حينما يسمعون القرآن يضعون أصابعهم في آذانهم لأنهم ينزعجون من وعده ووعيده، فكأنهم يشبهون الرجل الذي أمطرت السماء وهو يمشي في الظلمات ويضع أصابعه في أذنيه خشية الموت،وإذا أنار البرق له الطريق مشى فيه ، وإذا أظلم عيه وقف فيرجوا السلامة من ذلك ، أما المنافقون فلا يحسبون أنهم ناجون من عذاب الله لأنه سبحانه محيط بهم ، ولا يستطيعون فكاك أنفسهم من عذابه وغضبه، وفي هذه الآية أشد الوعيد للمنافقين ومن سار على دربهم ، بأنهم لن يعجزوا الله ، والله سيحاسبهم في الدنيا والآخرة، فكأن البرق هو الإيمان والإقرار الذي أقروه بألسنتهم بالله وبرسوله ، يخطف أبصارهم يأخذها من شدة لميعة ، كلما أضاء لهم مشوا فيه ، أي إنهم في إيمانهم يراعون مصالحهم فحسب فيريدون النصرة، والغنائم الدنيوية، فكأن قوله يمشون فيه أي البرق أي يواصلون إيمانهم حينما تكون الأمور في مصالحهم ، وإذا أظلم عليهم قاموا أي توقفوا مكانهم كذلك الماشي في ظلمة الليل والمطر ، وفي هذا دلالة على أن المنافقين إذا فقدوا أو توقفت أمورهم ومصالحهم الدنيوية يتوقفون تماماً كذلك الماشي في الظلمة الذي افتقد لميع البرق فهو متحير في طريقه ، وأولئك متحيرون في ضلالتهم وغيهم فيفتقدون المنهج الصحيح الذي ينبغي إتباعه، ثم جاء التهديد في قوله ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ، أي يستطيع الرب سبحانه وتعالى لو شاء أن يفقدهم حواسهم السمعية والبصرية (إن الله على كل(1/284)
شيء قدير ) أي قادر سبحانه على فعل كل شيء ،" وفي هذا رد على القدرية الذين يرون أن أفعالهم غير داخلة في قدرة الله تعالى ، لأن أفعالهم من جملة الأشياء الداخلة في قوله تعالى (إن الله على كل شيء قدير)"(1).
الوقفات
1- تشبيه المنافقين في إيمانهم كأنهم يتتبعون المصالح فقط.
2- إيمان المنافقين يدور حول مصالحهم قال تعالى ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإذا أصابه خير أطمأن به).
3- ذكر الله مثل الماشي في ظلمات الليل والمطر كمثل إيمان المنافق فإذا رأى البرق وهي مصالحه الإيمانية من غنائم وغيرها مشى واتبع، وإذا أظلم وتعارضت أمور الدين مع مصالحه توقف كالماشي فاحتار في أي منهج يسير.
______________
(1) من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله.
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والعشرون)
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون(21) الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون (22).(1/285)
في هذه الآية أمر عام للناس بعبادة الله الرب العظيم، فذلك المنهج القويم، والصراط المستقيم، فلا تكون العبادة لأحد غيره، ولا لرب سواه، والل ه عز وجل يذكرنا في هذه الآية انه سبحانه وتعالى هو خالقنا، وخالق من قبلنا ، فهذه منة منه سبحانه وتعالى، الذي أوجدنا من العدم، وجعل في أجسادنا ارواح تقر وتعترف بأن خالقها هو الله عز وجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه إما يهودانه ، أو يمجسانه ، أو ينصرانه) أي أن الله عز وجل يضع الفطرة في عباده وهي التوحيد، ولكنه ينحرف بانحراف والديه عن الفطرة فوالداه هما اللذان يجعلانه نصرانياً أو يهودياً ، أو مجوسياً ، وإلا فالأصل فهو مسلم، فنحمد الله عز وجل أن خلقنا مسلمين موحدين لله تبارك وتعالى. وجاءت هذه الآيات بعدما ذكر سبحانه الختم على قلوب المنافقين وتشبيههم بالماشي في الظلمة والذي فقد منهجه فتارة يؤمن المنافق كإضاة البرق للماشي في ظلمة الليل والمطر ، وتارة يعود لضلاله وشكه كالماشي حينما يفقد البرق ،فيذكر الله البشرية جمعاء بأن تعبده وحده فهو خالقهم ومن قبلهم ، وهو خالق حجارتهم التي يعبدونها من دون الله ، ولا تضرهم ولا تنفعهم، فكيف يعبدونها ويتركون عبادة الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى (لعلكم تتقون) أي تنجون منم عذابه وسخطه. ثم منَّ سبحانه وتعالى على عباده بأنه وحده هو الذي جعل الأرض للبشرية مفروشة ممهدة سهلة وخاصة بالعيش فلا حياة على أي كوكب آخر إلا هي لقوله تعالى (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) وقوله (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) فليت شركة ناسا وغيرها أن يوفروا ملايينهم التي ينفقونها على مشاريع ستبوء بالفشل لأن ليس هناك حياة إلا على هذا الكوكب الأرض ، فلوا صرفوا تلك الأموال لمعالجة المرضى، أو إغاثة الفقراء في العالم لكان أولى من ضياعها في شيء ورد فيه دليل بعدم صحة حياة للبشر في غير الأرض.(1/286)
وقال سبحانه (والسماء بناءً) السماء كل ما علا فوق الإنسان فهو سماء ، وقال المفسرون هي السحاب (وأنزل من السماء ماءً) أي غيثاً ، وإلا فالمطر عادة يذكر مع المصائب كقوله تعالى (فأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين) وعندما نصح نوح عليه السلام قومه قال (يرسل السماء عليكم مدراراً ) فلم يقل تمطر عليكم السماء والله أعلم. (فأخرج به من الثمرات) الحبوب والثمار من النخيل والفواكه وغيرها، وهي من أرزاق الله علينا نحمده سبحانه ونشكره، (فلا تجعلوا لله أنداداً) أي لا تجعلوا له أشباهاً تعبدونهم ، وتتقربون إليهم بالقرابين والعياذ بالله من ذلك، فكم من تلك المشاهد والمزارات في العالم الإسلامي ، حينما انتشرت البدع والضلالات ، فهناك من يستغيث بالأموات ، ويشد الرحال إلى المقابر والمزارات فأشركوا بالله آلهة أخرى وجعلوا له أشباهاً وآلهة أخرى مع الرب سبحانه، فنعوذ بالله من العمى بعد الهدى،(وأنتم تعلمون)" أن ليس لله شريك ولا نظير ، لا في الخلق ، ولا في الرزق، ولا في التدبير ، ولا في العبادة، فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك "؟(1).
الوقفات
1- بيان أن العبادة لا تصرف إلا للرب سبحانه وتعالى.
2- الله عز وجل له الفضل سبحانه بإيجادنا من العدم ، ولكن ذلك لم يكن للعبث بل للعبادة قال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون).
3- تذكير الله لعباده بالنعم فذلك يجدد الشكر الله على نعمة ويجدد الإيمان في القلب.
__________
(1) من كلام الشيخ السعدي (بتصرف).
_________________________________
آيات ووقفات (الحلقة الثالثة والعشرون)
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (23) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين (24)(1/287)
يخاطب الله في هذه الآيات الكفار، وهو يذكرهم ويعلمهم أنه سبحانه وتعالى أرسل رسوله محمد إليها، وأنه سيكون في إتباعه الخير الكثير ، ومعصيته سبباً لدخول جهنم والعياذ بالله، وهذا تهديد شديد، ووعد ووعيد، من الحميد المجيد، (وإن كنتم في ريب ) أي هل تشكون في أن ما أنزل على محمد ليس من عند الله، وليس وحي أوحاه الله إليه ، وإن كنتم تدعون أن هذا كلام أكتتبه ، (فأتوا بسورة من مثله) أي اكتبوا من العربية ، فأنتم أهل الشعر والفصاحة، فاجمعوا الحروف وأتوا بسورة واحدة فقط، وهذا تعجيز من الله فلن يستطيعوا ذلك أبداً، وكذلك اجتمعوا مع أعوانكم ، وشهدائكم إن صدقتم أنهم آلهة لكم من دون الله ، قال ابن كثير: " وقال مجاهد وادعوا شهداءكم قال ناس يشهدون به يعني حكام الفصحاء وقد تحداهم الله تعالى بهذا في غير موضع من القرآن فقال في سورة القصص " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين " وقال في سورة الإسراء " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " وقال في سورة هود " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" وقال في سورة يونس " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " وكل هذه الآيات مكية ثم تحداهم بذلك أيضا في المدينة فقال في هذه الآية " وإن كنتم في ريب " أي شك " مما نزلنا على عبدنا " يعني محمدا صلى الله عليه وسلم " فأتوا بسورة من مثله " يعني من مثل القرآن قاله مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير والطبري والزمخشري والرازي .(1/288)
ثم قال تعالى ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ) وهذا في تحدٍ كبير من الله عز وجل منزل الكتاب لأولئك المكذبين بأنهم لن يستطيعوا الإتيان بسورة مثل هذا القرآن، فإذا كان الحال كذلك (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) وهذه لمحة ربانية رحيمة ، ودعوة لتلك النفوس المتكبرة ، لعلها تعود إلى الرشد، وتتوق إلى الخلد، في جنة الله ، وتخشى نار الله التي حطبها ووقودها الناس ، "والمراد بالحجارة هي هاهنا حجارة الكبريت العظيمة السوداء الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حرا إذا حميت أجارنا الله منها"(1) . هذا هو التخويف القرآني، والآيات المحركة لكوامن الخشية في القلوب ، ومزعزة كبرياء النفوس، والتي يتفكر فيها يدرك مدى خطورة الإعراض عن منهج الله ، ويعلم علم اليقين ان هذا كلام رب العزة والجلال يهدد فيه من أعرض عن منهج الله، فيحدد الله عز وجل أن تلك النار على عظمتها، وهول حرارتها ، معدة ومهيأة للكافرين المعاندين لدين الله.
الوقفات
1- وجوب اليقين التام بأن هذا القرآن منزل من عند الله عن طريق جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
2- الإعجاز اللغوي البلاغي التام للقرآن واستحالة الإتيان ولو بسورة من مثله لأنه كلام الرب تبارك وتعالى.
3- إثبات وجود نار جهنم أجارنا الله منها، وإعدادها للكافرين كي تكون نزلاً لهم.
_________
(1) من كلام الإمام أبن كثير رحمه الله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة والعشرون)
وبشر الذين آمنوا أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون (25)(1/289)
عندما ذكر الله عز وجل صفات الكافرين ، والمنافقين ، وأحوالهم ومصيرهم الذي سيئولون إليه ، وتهديدهم بأن مصيرهم للنار إن لم يتبعوا دين الإسلام ، وستكون جهنم المعدَّة لأمثالهم هي دارهم ونزلهم والعياذ بالله من ذلك، تلك الصورة المرعبة لأولئك المتمردين على منهج الله هي ومآلهم زرعت في القلوب المؤمنة مخافة الله، والتعوذ من مصير أولئك الكفار، وحفزت همم المؤمنين للعدول عن كل ما يغضب الله للنجاة من النار، لأن قلوبهم حية تشعر وتستشف وعد الله ووعيده، لذلك فإن الله عز وجل يذكر في كتابه العزيز ، حال الكفار ثم يعقب عليه بحال المؤمنين المتقين، أو العكس، وهذا معنى تسمية القرآن مثاني*، لكي يختار الإنسان السلوك، والعمل الذي يريده (إما شاكراً وإما كفوراً) لذلك أتت هذه الآية لتزيد من يقين وطمع المؤمنين برحمة الله ، والوصول إلى رضاه عز وجل ودخول جنته، فقال سبحانه ( وبشر الذين آمنوا) أي بشرهم يا محمد ، وأخبرهم بطريقة تبشيرية لتفرح بها قلوبهم، وأن أعمالهم لا تضيع عند الله عز وجل (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) وأخبرهم بأن الجنة معدَّة ومهيأة للمؤمنين المتبعين لمنهج الله ورسوله، (أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي تجري الأنهار من تحت أشجارها، وهي أنهار الماء ، واللبن، والعسل ، والخمر، وقد جاء في الحديث ( ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ، ففهيا كل ما تحبه النفس ، وتتوق إليه ، فما يتمنون في هذه الآية سيرونه عياناً بياناً، وصدقاً في الدار الآخرة إن هم رضي الله عنهم ورحمهم، (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) أي يرون الفاكهة التي في الجنة فيعرفون أنها تشابه التي كانت في الدنيا، قال عكرمة : وأتوا به متشابها " قال : يشبه ثمر الدنيا غير أن ثمر الجنة أطيب ،وقوله تعالى " ولهم فيها أزواج مطهرة " قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس مطهرة من القذر والأذى. وقال مجاهد من الحيض(1/290)
والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد وقال قتادة مطهرة من الأذى والمأثم (1). وهذا يبين لنا كيف تلك الآلاء العظيمة التي يتمتع بها المسلم في جنة الله ، وكيف أن الله عز وجل يوفر لهم كل ما تشتهيه أنفسهم، سواء الروحية ، أو الجسدية، فجمال الخضرة ، والأنهار ، والفواكه، والزوجات، والمأكل والمشرب، وكل ماتتمناه النفس موجود، فيا من أغرق نفسه في شهوات الدنيا ، يا من نسيت الآخرة ونعيمها، وغرقت في المعاصي والآثام ، يا من أردت حياة قصيرة، وتناسيت حياة دائمة خالدة، متى تستيقظ وتعود إلى رشدك، متى تترك جميع ما يغضب الله من كبائر أو صغائر ، متى تعرف أن الجنة للمعرضين عن الحرام، فهلا صحوت من غفلتك، هلا عرفت أن الحق واضح ناصع وأن الباطل مزين من شياطين الإنس والجن، نسأل الله أن يشملنا برحمته وعفوه، لهذا فإن هذه الآية فيها دعوة عظيمة لإيقاظ القلوب الغافلة عن تلك النعم التي لا يشابهها نعم في الحياة الدنيا فقد جاء في الحديث ( يغمس أنعم أهل الأرض في النار غمسه فيقول له الرب هل ذقن نعيم قط، فقال لا وعزتك يارب ، ويؤتى بأشقى أهل الأرض فيغمس في الجنة غمسه فيقول له الرب هل ذقت شقاءً قط قال لا وعزتك يارب ) ، ثم قال سبحانه وتعالى (وهم فيها خالدون) أي مخلدون إلى الأبد ولا يخرجون منها ويحل عليهم رضا الرب سبحانه فلا يغضب عليهم أبداً.
الوقفات
1- تبشير المؤمنين بالجنة ونعيمها فيه الحث على فعل الصالحات.
2- ما في الجنة لا يشابه الذي في الدنيا إلا بالمسميات فقط وإلا ففي الجنة يختلف كل شيء في جماله وفضله.
3- الخلود التام في الجنة وتذكر ذلك يجعل المسلم يستحقر هذه الدنيا القصيرة فيعرض عنها وعن ارتكاب المعاصي والآثام كي لا يتردى في جهنم أعاذنا الله والمؤمنين منها.
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة والعشرون)(1/291)
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين (26)
إن الله عز وجل يعلمنا في هذه الآية كيف يكون الأسلوب في تعليم الناس، بضرب الأمثلة، وتبسيط الأمور، وشرحها كي يتفهمها الناس، فالله عز وجل يرد في هذه الآية على من أنكر كيف أن الله يذكر ألأمثال في الأشياء قليلة الشأن، وليس الأمر يقتضي الإنكار بل هذا من التربية الربانية، وحسن التعليم الرباني لعباده، فما علينا إلا التسليم والقبول لذلك (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) المؤمنين يقرون، ويعترفون بمراد الله ، ومشيئته ، ويتفهمون مقاصده ، وتعليمه لهم.
وفي المقابل ينكر الله عز وجل على أفعال الكفار، وأقوالهم حيث قالوا (ماذا أراد الله بهذا مثلاً) فيزدادون بذلك الإعتراض كفرا، وبعداً عن منهج الله، والمؤمنين يزدادون إيماناً وقرباً لله. فإن علم المؤمنين ما تضمنته الآيات ، والأمثلة المذكورة فيها ، أزدادوا إيماناً ، وإن لم يعلموا مقصد الله فيها، وخفي عليهم ذلك أيقنوا بأن الله لم يضرب تلك الأمثال عبثاً، بل لحكمة أرادها سبحانه وتعالى.
فعلى العبد أن يسلم لله أموره، ويضبط سلوكياته على المنهج الذي يريده سبحانه وتعالى، وأن يخضع لأوامر الله ، ويجعل في قرارة نفسه أن الله لم يضرب تلك الأمثال إلا لحكمة بالغة، ولكنه سبحانه يضل المعرضين عن منهجه ، المعاندين لشرعه ، وذلك بعدله سبحانه وتعالى(وما يضل به إلا الفاسقين ) المعاندين لله ، والذين صار الفسق صفة من صفاتهم التي يتصفون بها. قال السعدي رحمه الله : الفسق نوعان: مخرج من الدين كالمذكور في هذه الآية، وغير مخرج من الدين كالذي جاء في قوله (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
الوقفات(1/292)
1- الله يضرب الأمثال لتقريب المعاني في عقول البشر ليفهموا مقاصد الله.
2- وجوب الرضوخ لأوامر الرب تبارك وتعالى.
3- الضلال لا يكون إلا على من استحقه ممن تمرد وعصى أوامر الله ، إلا أن يتوب.
_____________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والعشرون)
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)
عندما علمنا ربنا سبحانه وتعالى وجوب التسليم ، والقبول لما يذكره من أمثال، وأنه لم يذكرها عبثاً سواء عرفنا مقاصده فيها ، أم لم نعرف وذلك لحكمة يريدها سبحانه وتعالى، فلعلنا فهمنا كيف نتأدب مع الآيات ، ونقر بأن ربنا سبحانه وتعالى يريد تقريب الأفكار ، والمعاني من أذهاننا كي يزداد إيماننا ، وبذلك تزيد أعمالنا الصالحة، ثم أوضح سبحانه وتعالى كيف يضل الفاسقين ، وفي هذه الآية وصف لأولئك الفاسقين (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) أعوذ بالله ، هذه زلة شنيعة، لأنفس وضيعة، وقلوب معرضة عن الحق ، مقبلة على الباطل، لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً. أولئك القوم ينقضون ما عاهدوا الله عليه سواء كان ميثاقاً بينهم وبين الله سبحانه، أو بينهم وبين الناس، فهم ينقضون عهدهم مع الله بارتكاب الجرائم، والآثام وهم منهيون عن ذلك، وكذلك ينقضون مواثيقهم مع الخلق، وهكذا نعرف كيف أن نقض المواثيق صفة من صفات الفسقة ، وسمة لا يتخلون عنها والعياذ بالله ثم جاءت الصفة الثانية وهي لا تقل عن الأولى وهي (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) هذه لمحة أخرى حول سمات الفسقة أنهم يقطعون صلتهم بكل ما أمر الله بوصاله، فيقطعون صلتهم بالله عز وجل، وصلتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم من إيمان به، ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه، وكذلك يقطعون صلتهم بوالديهم وأقاربهم، وكان حالهم إلى الخسارة والبوار (أولئك هم الخاسرون) أي في الدنيا والآخرة.
الوقفات
1- الفسق شأنه خطير.(1/293)
2- تحريم نقض العهد ، وقطع الصلة بين العباد وخالقهم، أو بينهم وبين أقاربهم.
3- تقرير الخسران العظيم لمن خالف أمر الله.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والعشرون)
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)
يريد الله بهذا الإستفهام ، التوبيخي لهؤلاء الناس أن يضعهم في أمر لا مناص منه، وهو أنه المتصرف في شئون خلقه، فهو الذي خلقهم من العدم، ثم بعد تلك الحياة موت وبعث وحساب، هل بعد هذه الآيات يكفر الناس ،هل بعد هذه الآيات يبقى كفر، وقد بين الله لهم في هذه الآيات أنه هو من أوجدهم، وأطعمهم وسقاهم، وأرسل لهم الرسل تترا، وبين لهم ما ينفعهم مما يضرهم ، ثم بعث بمحمد صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً، ومع ذلك يكفرون بالرسالة النبوية ، وكما عرفنا في الآية السابقة كفرهم، ونقضهم للمواثيق الربانية، فكيف بالمواثيق البشرية، إننا اليوم نعاني من الطغمة الصهيونية التي تحاربنا باسم الدين ، ونحن نحارب باسم التراب، وباسم الوطن، وباسم العروبة، فماذا كانت النتيجة، هزمت الأمة ، واستأسد الجبناء ، واحتلت الأراضي، وعندما رفعت شعارات التوحيد في فلسطين، وتحركت الأيدي المتوضئة، والقلوب الخاشعة، والأفئدة المطمئنة بنصر الله، وعندما تغلغلت الروح الإيمانية في أجساد الشعب الفلسطيني، ظهرت الكرامات، وعرفت الأمة الإسلامية مدى جبن وضعف الجندي الصهيوني المجهز بأفتك الأسلحة، والمدرَّب أحسن تدريب ، ولكن الاعتماد في ظروف المواجهات على ثبات القلوب على الإيمان، والصدق مع الله، والرغبة في لقائه، هكذا تربت الأمة المسلمة في فلسطين، وهكذا جاء الجيل المنشود، وتربع على عرش البطولة والسؤدد، وعرفت الجيوش العربية أنها بعيدة كل البعد عما تحمله قلوب ذلك الجيل من التضحية، والفداء ونصرة دين الأمة، والذود عن حياضه.
الوقفات
1- إثبات خلق الله لهذه البشرية.
2- إثبات الحياة بعد الموت.(1/294)
3- إثبات المآب إلى الله والحساب في يوم القيامة.
_______________
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والعشرون)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) )
بعدما أنكر الله عز وجل سفه من يكفر به ويجحد وجوده، أو يشرك معه آلهة أخرى ، لا تضر ولا تنفع، ولا تغني عنه شيئاً، وما ذلك كله إلا تنكر للرب سبحانه وتعالى الموجد للجميع من العدم، وبعدما ذكرهم بأن مصير الجميع إليه سبحانه وتعالى ذكرهم في هذه الآية بشيء أعظم من ذلك ، وهو خلق السموات والأرض فقال (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) ويذكرنا بأن كل ما خلقه على هذه الأرض ، هيأه لنا ، ولمصالحنا إلا ما حرمه علينا فهو مستثنى في هذه الآية مثل الخبائث من الشراب والأكل وغيرها، (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) قال ابن كثير رحمه الله : أي قصد إلى السماء والاستواء هاهنا مضمن معنى القصد والإقبال لأنه عدي بإلى فسواهن أي فخلق السماء سبعا والسماء هاهنا اسم جنس (انتهى) ، ثم قال (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي أحاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى.
الوقفات
1- إثبات أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ والمعد للحياة الدنيوية.
2- إثبات خلق الله للسموات ، وأنها سبع سموات.
3- إثبات إحاطة علم الله بكل شيء.
_____________________
آيات ووقفات ( الحلقة التاسعة والعشرون)
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) )(1/295)
يخبرنا الله عز وجل كيف كانت بداية خلق أبينا آدم عليه السلام، وكيف كان استغراب الملائكة من ذلك الأمر ، وهم قد رأوا ما يفعله الجن في الأرض لأنهم سبقوا الإنس في العيش في الأرض بفترات زمنية طويلة، قيل ألفي سنه (1) فرأوا مفاسد الجن ، وسفكهم للدماء فقارنوا هذا الجنس الجديد بأولئك، فرد عليهم الله بأنه يعلم سبحانه ما لا يعلمون ، قال بن كثير رحمه الله : " أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم.وهكذا علمنا أن قوله خليفة أي يخلف من قبله ممن سكن الأرض من الجن، ويأتمر بأمر الله عز وجل ويعيش في ظل شريعة الله، قال الطبري رحمه الله :" فقال : { إني أعلم ما لا تعلمون } يقول : إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره واغتراره(2) , قال : ثم أمر بتربة آدم فرفعت , فخلق الله آدم من طين لازب - واللازب : اللزج الصلب من حمأ مسنون - منتن . قال : وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب . قال : فخلق منه آدم بيده .قال فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى , فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله فيصلصل - أي فيصوت - قال : فهو قول الله : { من صلصال كالفخار } يقول : كالشيء المنفوخ الذي ليس بمصمت , قال : ثم يدخل في فيه ويخرج من دبره , ويدخل من دبره ويخرج من فيه , ثم يقول : لست شيئا ! للصلصلة , ولشيء ما خلقت ! لئن سلطت عليك لأهلكنك , ولئن سلطت علي لأعصينك . قال : فلما نفخ الله فيه من روحه , أتت النفخة من قبل رأسه , فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحما ودما ، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده, فأعجبه ما رأى من حسنه, فذهب لينهض فلم يقدر, فهو قول(1/296)
الله: { وكان الإنسان عجولا } ، قال: ضجرا لا صبر له على سراء ولا ضراء. قال: فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال: الحمد لله رب العالمين, بإلهام من الله تعالى . فقال الله له : يرحمك الله يا آدم . قال : ثم قال الله للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السموات : اسجدوا لآدم ! فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس أبى واستكبر لما كان حدث به نفسه من كبره واغتراره , فقال : لا أسجد له وأنا خير منه وأكبر سنا وأقوى خلقا , خلقتني من نار وخلقته من طين . يقول : إن النار أقوى من الطين . قال : فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله , وآيسه من الخير كله , وجعله شيطانا رجيما عقوبة لمعصيته".
الوقفات
1- إثبات كلام الله عز وجل.
2- إثبات علم الله لغيب السموات والأرض وكل شيء.
3- إثبات حكمة الله عز وجل في الخلق ووجوب التسليم بذلك.
4- إثبات كفر إبليس وتمرده على أوامر الله.
_________________
(1) وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا على بن محمد الطنافسي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال : كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فبعث الله جندا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوا بجزائر البحور فقال الله للملائكة : " إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " قال : إني أعلم ما لا تعلمون . (تفسير ابن كثير).
(2) عندما قاتل هو والملائكة الجن ، أغتر وأطلع الله على كبريائه ، فهو يعلم سبحانه ما لا تعلمه الملائكة.
______________________
آيات ووقفات (الحلقة الثلاثون)(1/297)
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون(33) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34)
يخبرنا الله عز وجل في هذه الآيات كيف كانت بدايات تعليم آدم ، وكيف كان إبداع الخالق ، وإحكام صنيعه، كيف جعل له عقلاً يحفظ، ويفهم، ويعرف، ويبصر، ويسمع، ويدرك، كيف كان كل ذلك في جسد خلقه الله من طين، ثم خلق فيه روحاً تحوي كل تلك الحواس، فعلمه الله سبحانه وتعالى الأسماء كلها ، وحفظه إياها ، ثم سأل الملائكة عن أسماء تلك المسميات، فنفوا علمهم بذلك ولم يعرفوها ، فلما أمر الله سبحانه آدم عليه السلام أن يخبرهم بها ، فأخبرهم بأسمائها ، فازدادوا يقيناً وعلماً بإبداع صنيع المولى عز وجل في ذلك المخلوق ، وعظم خلقه، ثم أخبرهم الله بصيغة السؤال ألم أخبركم أنني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تظهرونه من أعمال وأقوال وما تكنه صدوركم، وبعدها جاءت في الآية كيف أن الله عز وجل أمرهم بالسجود لآدم فخروا سجداً إلا إبليس رفض ذلك الأمر كبراً واستعلاء فكفر بذلك العمل والعياذ بالله.
الوقفات
1- بيان أن العلم أساس لكل خير وبه يعرف الإنسان مصالحه.
2- بيان علم الله وأنه أحاط بكل شيء علماً.
3- كفر إبليس ورفضه للسجود كبراً.
___________
آيات ووقفات ( الحلقة الواحدة والثلاثون)
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظالمين (35))(1/298)
بعدما أمر الله عز وجل الملائكة للسجود لآدم رفض إبليس ذلك، وتبين كفره فغضب الله عليه ولعنه، وأعتبره من الكافرين، سيتبين لنا ذلك في السور التالية إن شاء الله. ذكر الله عز وجل في هذه الآية زوجة آدم وهي حواء ، وقد خلقها الله من أحد أضلاعه لكي يسكن إليها، وتسكن إليه أي يأنسون ببعض، ووضعهما في الجنة ، واخبرهما سبحانه وتعالى أن لهما كمال الحرية في التنعم بما في الجنة إلا شجرة واحدة والله أعلم ما تلك الشجرة؟ أمرهما أن لا يقرباها، وإن فعلا ذلك سيصبحان من الظالمين لأنفسهما المعتدين عليها لعصيانهم لربهم ، مما يستدعي غضبه عليهما، وكان ذلك إختباراً ، وامتحاناً لهما ، ومن هنا يتبين كيف أن الله سن سنة الابتلاء على بني آدم، وجعلها محور أساسي يتبين له من هم الصابرون من عباده، ومن هم الكاذبون قال تعالى (آلم ، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) فالابتلاء سنة ربانية يمحص فيها الخلق، فمنهم من يثبت إيمانه ، ومنهم من يتزعزع، ومنهم من ينخرط في صفوف أعداء الأمة المحمدية كالباطنيين، والمنافقين، وما هذه الحروب بين ذرية آدم إلا ابتلاءات،وتدافع بين الحق والباطل، وبين الخير والشر ، هذه الابتلاءت لتمييز الصف الإسلامي، والوقوف بثبات تجاه ثوابت الأمة، والتصدي للمتغيرات الهادمة لكيانها، فهل سينجح آدم وحواء تجاه ذلك الامتحان اليسير الذي منعهما من الاقتراب من تلك الشجرة في الآية التالية سيتبين الأمر إن شاء الله.
الوقفات
1- بيان خلق حواء وسميت حواء لأنها مخلوقة من حي (آدم).
2- الابتلاء لاختبار العباد سنة ربانية.
3- ظلم النفس هو إغراقها بالذنوب المهلكة لها دنيا وآخرة.
____________
آيات ووقفات (الحلقة الثانية والثلاثون)
(فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (36))(1/299)
عندما عصى إبليس ربه بعدم سجوده، وطرده من رحمته، حقد على آدم وحواء ، ونذر نفسه واقسم بالله أنه ليضل آدم وذريته عن صراط الله المستقيم، كما جاء في سورة النساء ، فوسوس لهما وجعلهما يقتربان من تلك الشجرة بعدما أغراهما بتحسين المعصية، فالحق واضحاً ناصعاً طيباً، أما الباطل فيزينه الشيطان للإنسان ، ويجعله في عيون الناس شيئاً عظيماً، وما أهلك الأمم السابقة إلا تنافسها على متاع قليل، فلما دخل حب الدنيا قلوبهم، تقاتلوا من أجلها، وأزهقت الأرواح في حروب اسرت في الواقع إبليس لأنه عدو البشرية، فكانت مثلاً حرب البسوس ، وهي ناقة فازت في سباق، فكانت الحرب بين قبيلتين استمرت أربعين سنة، أرأيت كيف فعل إبليس بذرية آدم ، وغيرها كثير ، ولكن هنا يغوي إبليس أبونا آدم وأمنا حواء ، فيغترا بكلامه ويقتربا من الشجرة ، ويرتكبا الزلل ، وهو الإثم الذي حذرهما الله من فعله، فكانت النتيجة أن أهبطهم جميعاً إلى الأرض ، وأخبرهم بأن لهم في الأرض حياة (1)، ومستقر مؤقت وبعدها سيعودون إلى ربهم ويحاسبهم على أعمالهم.
الوقفات
1- الشيطان وراء تزيين الإثم عند الإنسان ، وهو مصدر الزلل.
2- إثبات العداوة من إبليس وذريته لآدم وذريته (2).
3- الحياة الدنيوية لا تكون على أي كوكب غير الأرض لأنه هو فقط المهيأ للحياة.
_________________
(1) هذا دليل قاطع على أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ للحياة عليه، وليت مؤسسات الفضاء الذين أهدروا المليارات ليثبتوا أن فوق المريخ ، أو غيره حياة يفهموا هذه الآية جيداً ، ويعطوا شعوبهم جزءاً يسيراً من تلك الأموال فهم أحق بها من أن تضيع هدراً على شيء مستحيل.
(2) ورد في كتاب أظنه الصارم البتار ، أن الساحر يتقرب للشيطان ويسجد له، ويأمره الشيطان بالذبح له ، فإن كانت الذبيحة آدمي اشتد سحره ، وزاد قربة لإبليس أعوذ بالله منهم وممن تعاون معهم.
_____________________
آيات ووقفات (الثالثة والثلاثون)(1/300)
وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41). وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42).
ثم أمر الله عز وجل أهل الكتب السماوية التوراة والإنجيل من اليهود وخصهم في هذه الآية لأنهم هم المعنيون بالإيمان التام بما أنزل على محمد وهو القرآن الكريم، ثم حذرهم أن لا يكونوا أول كافر به ، لأنهم ليس لديهم عذر من جهل أو غيره لأن هذا القرآن مصدق لما عندهم من التوراة والإنجيل ، فكيف يتولون عن أوامر الله ، ويكذبون ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل ذلك مذكور عندهم في كتبهم ، ثم قال ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً أي لا تستعيضون الدنيا بدلاً من آياتي ، ثم جاء التذكير الآخر في قوله تعالى وإياي فاتقون ، فلا يخيفكم أحد إذا خفتم من الله عز وجل ومن الذي يضع الآمان في القلوب غير الله، ومن الذي يتقرب إليه غير الله، ومن الذي يعبد العباد فيتركون ما ينهى عنه ، ويتقربون إلى ما يرضيه غير الله وذلك يتسق اتساقاً تاماً مع سلوك العباد الصالحين ، وهكذا نعرف أن تلك النفوس الغريبة من بني إسرائيل ، خاطبها الرب سبحانه وتعالى في هذه الآية على اعتبار أنهم أول زمرة من اليهود وكانوا مجتمعين في المدينة المنورة، قبل أن يطردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الجزيرة لنقضهم العهد، فإن لم يؤمنوا في تلك الحقبة الزمنية ، فسيصبحون أول زمرة من الكفار الذين أنكروا مصداقية كتب الله ، واستخفوا بالآيات والرسل ، ثم حذرهم الله من أن يلبسوا على الناس دينهم الباطل بدلاً من الإسلام ، قال الحسن البصري : إن الدين الحق هو الإسلام والنصرانية واليهودية بدعة ليست من عند الله(انتهى) ، لذلك جاءت هذه الآيات لتبعد اللبس الذي يحاول القساوسة أن يزجوا بالمسلمين في أتون(1/301)
الضلال ، والانحراف عن منهج الله القويم الدين الحق.
الوقفات
1- أهل الكتاب هم أولى الناس بالتصديق بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وبالقرآن الكريم لثبوت تبشير الرب بذلك في كتابهم.
2- من باع دينه لكي يكسب من الدنيا فقد خاب وخسر.
3- التقوى هي إتباع أوامر الله واجتناب نهيه.
4- النهي عن التلبيس الذي يتخذه الأعداء لصرف الناس عن الحق.
آيات ووقفات (الرابعة والثلاثون)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)(1/302)
ثم جاء الأمر الرباني ، وهو الامتحان العسير في نظر يهود ، وهو أن يمتثلوا لأمر الله سبحانه حيث أمرهم أن يصلوا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، أي يصلوا صلاة واحدة جماعة معه، وأن يدفعوا الزكاة له، وفي ذلك اختبار لمدى طاعتهم لله من عدمها، فهل سيستجيبون لذلك الأمر الرباني، أم تأبى أنفسهم المتكبرة على أوامر الله ، المعرضة عن منهجه ، فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً حتى يعلمه الخطأ من الصواب وذلك بإرشاده عن طريق الكتب ، والرسل ، وفي هذا أبلغ الحجج ، وأعظم التربية، فهل بعد محمد صلى الله عليه وسلم حجة، وهل بعد القرآن دليل على صحة التنزيل ، وبرهان التدليل، وعظم الحجة ، وقوة الإعجاز. بعد كل ذلك ينكر الله عليهم إذ كيف يأمرون الناس بالدخول في دين محمد ، وهم في أنفسهم لا يرون ذلك ، ولا يأتمرون به في ذواتهم، فذمهم الله عز وجل بأنهم سيهلكون أنفسهم بذلك العمل، ولوا أنهم عرفوا الحق والتبشير بنبوة محمد العربي الذي لا ينتمي لإسرائيل كما توقعت يهود ، فلما بعث على تلك الصفة ، دب الحسد في قلوبهم ، ونسوا أنهم كانوا يتشوقون لبعثة ذلك النبي ، وأنه سيكون من بني إسرائيل كما توهمت نفوسهم، ولكن لأن الحال ليس على أهوائهم تمرد الكثير منهم على أوامر الله ، وأصبح عدواً لدين الإسلام والعياذ بالله، حتى وإن كانوا يتلون الكتاب ، فلم يعد الإيمان له دور في قلوب أكثرهم، بل أن الحقد أعمى أبصارهم ، وبصائرهم، فيقرؤن الكتاب ولكن قلوبهم معرضة عنه لهول المصاب الذي خيب آمالهم.
الوقفات
1- الأمر الرباني يجب طاعته على كل حال.
2- الصلاة والزكاة من أجل الأعمال عند الله عز وجل ففيها إنكسار النفس وخضوعها لله ، والتقرب إلى الله بكسر الشح النفسي المجبول على حب المال.
3- يجب أن يأمر المرء نفسه أولاً ثم يدعوا الآخرين إلى منهج الله.
___________
آيات ووقفات (الخامسة والثلاثون)(1/303)
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
ثم انتقل السياق إلى صفة من صفات عباد الله الصالحين، صفة عظيمة ، لا يعرف قدرها إلا من ذاقها وعرف حلاوتها، إنها صفة الصبر ويندرج تحت هذا المسمى أربعة أصناف وهي الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله،ثم ذكر الخشوع في الصلاة، إنها الصفة التي تميز المؤمن من المنافق، تميز المحب للصلاة المتقرب إلى الله، والذي سخر جوارحه، في طاعة ربه ، فخشعت الروح ، وخشع الفؤاد، ومن ثم خشعت الجوارح، في رحلة إيمانية إلى الرب سبحانه ، واستشعار السجود والركوع له، وهو الغني عن عبادتانا ، ونحن الفقراء المساكين لفضله وعفوه، إنها صورة واضحة تصف قلوب المؤمنين الخاشعة، ونواياهم الخالصة، وسكون جوارحهم ، وهذه هي الصفة التي يحبها الله عز وجل ، جاء في الحديث (إذا حضر العشاء والعِشاء فقدموا العشاء على العِشاء) وفي ذلك لمحة نبوية مشفقة على حال المؤمن حيال عبادته لربه، فإذا اشتهى الطعام فلا ينبغي أن يذهب للصلاة لأنه سيظل باله مشغول في صلاته بالطعام، وهنا سيفتقد الخشوع، واليوم تعددت المشاغل ، وكثرت الصوارف عن الخشوع نسأل الله العافية. ثم ذكرنا الله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء الخاشعون في صلاتهم، ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله وقبوله لأعمالهم، واحتساباً للأجر منه سبحانه، لذلك فهم موقنين بلقاء الله ، ويستشعرون كيف يكون وقوفهم الآن بين يديه في تأدية الفريضة، وكيف سيكون حالهم حينما يقفون بين يدية لمحاسبتهم على العمل، كل ذلك يدور في خلد أولئك الصالحون ، وتلك الصفة من أزكى الصفات للخلص من البشر الذين يؤدون الأعمال الصالحة بإتقان وخلوص نية لله وحده.
الوقفات(1/304)
1- وجوب الخشوع في الصلاة لورود الحديث الذي يدل على ذلك ، حينما رد الرسول الرجل الذي رأى تسرعه في صلاته ، وقال له صل فإنك لم تصلي ثلاثاً ، ثم أخبره بوجوب الطمأنينة والخشوع في الصلاة.
2- حلاوة مناجاة الرب سبحانه وتعالى ، ولذة الطمأنينة في الصلاة لا يعرفها إلا الخاشعين.
3- الصبر والصلاة هما سلاح المؤمن في معترك الحياة، ولولا الصبر لما كان وصل المسلمون إلا مشارق الأرض ومغاربها ينشرون دين الله ويحاربون من يتصدى لدعوتهم ونشر دينهم، ولولا الصبر لما استطاع الصحابي بلال بن رباح تحمل حرارة الرمضاء ، والصخرة على صدره وهو يقول أحد أحد ، فلما سئل كيف كان صبرك ، فقال امتزجت عنده الآم العذاب مع لذة الطاعة فغلبت لذة الطاعة على ألم العذاب فغلبتها فلم أعد اشعر بالعذاب.
4- وجوب محاسبة النفس واستشعار وقوفها أمام خالقها في الصلاة ، والعلم اليقين بعودتها يوماً من الأيام والوقوف بين يديه يوم العرض عليه يوم القيامة.
___________
آيات ووقفات (الحلقة السادسة والثلاثون)
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العالمين (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48))(1/305)
يذكَّر الله سبحانه وتعالى أبناء نبي الله إسرائيل (يعقوب) وسلالته ، والذين ينحدرون من البقية الباقية من اليهود والذين كانوا متواجدين في يثرب ، يذكرهم بحال أسلافهم من قبل كيف كانوا من عباد الله الصالحين ، المقتدين بأهل الهدى والصلاح ، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، المصلحين لأقوامهم، فيذكرهم بتلك النعم والآلاء ، وتفضيل أولئك الأنبياء وأصحابهم على سائر البشر في تلك الأزمان ، لأن كل زمان له عالم ، فليس المقصود هنا أن اليهود كونهم يهوداً أنهم كما زعموا شعب الله المختار ، وليس لهم أي أفضلية على البشر في وقت نبي الله محمد وما بعده ، بل كان فضل سلالة إسرائيل من الأنبياء في زمانهم الفائت هم خير البشرية. ثم ذكرهم الله سبحانه وتعالى بيوم الحساب ، يوم العرض على الله يوم لا تنفع نفساً نفساً أخرى ، ولا يقبل الله الشفاعات ، ولا يقبل الله الفداء كما قال سبحانه (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم) فتلك الصورة ، وذلك الموقف العصيب، لو تأملها هؤلاء اليهود ، وعرفوا قدر هذه الرسالة التي جاءت تذكرهم ، وتربط تاريخ أسلافهم الصالحين ، بتاريخ الرسالة المحمدية ، وينبثق من ذلك النور الرباني من هذه الآيات الكريمات ، وتعرف البشرية أن هذا القرآن لم يتنزل لبني يعرب فحسب ، وأن هذه الرسالة لم تكن خاصة لقوم محمد عليه السلام فحسب بل لجميع البشرية، وتتحدث الآيات عن ذلك اليوم العصيب الذي تنكشف فيه فضائح الخلائق، وتجثوا البشرية على الركب وتقول كل نفس يارب نفسي نفسي، ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى في آخر الآية أن في ذلك اليوم لا أحد ينصر أحد ، وليس هناك مجال لتكوين جيوش ، أو عصابات ليتناصرون فيما بينهم كما هو حال اليهود في الدنيا، بل في ذلك اليوم كل نفس مشغولة بذاتها لا تعلم كيف الخلاص من أهوال ذلك اليوم.
الوقفات(1/306)
1- تذكير اليهود بصلاح أسلافهم لإيجاد الإيمان بأن هذا القرآن مصداقاً وتتميم لما سبقه من الكتب السماوية.
2- تحريك الإيمان في القلوب بما سيحدث في الآخرة من حساب وعقاب.
3- الحث على المبادرة بالإيمان بالرسالة المحمدية كي ينجوا اليهود من عذاب الآخرة حيث لا فدية ولا نصرة ولا شفاعة.
________
آيات ووقفات (الحلقة السابعة والثلاثون)
(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ(50))
وتأتي هذه الآية تذكر اليهود كيف كان حال أسلافهم حينما تسلط عليهم فرعون ملك مصر ، والذي كان يسومون أصلها (سام ) أي يديمون العذاب عليهم وتمثل ذلك في أن فرعون كان يذبح الأولاد ويبقي النساء أحياء، فيعلمهم الله أن تلك الفتنة كانت من أشد الابتلاء الذي أصاب أسلافهم ، ولكن الله وحده سبحانه ، وبحكمته البالغة، وبسلطانه العظيم ، دكدك رؤوس الطاغوت، وأغرق فرعون وجنوده في اليم ، وأنقذ موسى ومن تبقى من أبناء إسرائيل عليه السلام.(1/307)
فمَّن الله عز وجل على اليهود في هذه الآيات ، وكأنه يقول إذا نسيتم ذلك، أو جهلتموه فهذا القرآن يقص عليكم ما جهلتموه ، ويذكركم بما جاء في سير الأولين من أسلافكم ،ثم ينتقل السياق على صورة أخرى حينما أنفرق البحر إلى فرقين ، أي انفتح إلى قسمين فعبر موسى عليه السلام وقومه ، وعندما نجوا ووصلوا إلى ضفة البحر لحق بهم فرعون وجنوده ، فأغرقهم الله فهلكوا ، وكان ذلك أمام مرأى موسى وقومه ، ويورد الله هذه الآيات لعل هؤلاء اليهود يتذكروا ويعتبروا ، ويوقنوا بصدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي لا يستطيع القراءة ، أو الكتابة، فمن أين جاء له هذا القصص الذي كثير منهم يجهل تفاصيله، أو يعرفه ولكنه ينكر رسالة محمد فتدلل تلك الآيات على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتخبر البشرية بمصداقية الرسالة ، وعموميتها للبشرية جمعاء ، وبذلك تستبين السبيل الحق من الباطل ، والبصيرة من العمى، والهدى من الضلال.
الوقفات
1- التذكير بقصص أسلاف اليهود.
2- الامتنان من الله على بني إسرائيل بأنه نجاهم من بطش الطاغوت فرعون.
3- إثبات معجزة انشقاق البحر حتى مشى البشر في وسطه.
آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والثلاثون)
(وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون(51) ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون(52) وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون(53)(1/308)
لا يزال السياق في ذكر الله وتذكيره لقصص موسى مع قومه ، فقد ذهب موسى إلى ميقات ربه وانقضت أربعين يوماً ، ثم اتخذ قومه العجل رباً يعبدونه وهو عبارة عن حلي نساء بني إسرائيل صاغها السامري في هيئة عجل فعبدوه ، وسيأتي بسط ذلك بالتفصيل في سورة طه إن شاء الله. ويذكر الله سبحانه وتعالى كيف ظلموا أنفسهم بعدما نجاهم الله من فرعون وجنوده، ومن الدكتاتورية الوحشية التي أذلت بني إسرائيل أيما إذلال، وهاهم يعبدون العجل من بعد تلك النعمة بإنقاذهم ، ولكن مع ذلك غفر الله لهم ، وعفا عنهم لعلهم يعودون إليه ويعبدونه وحده لا شريك له، ثم يذكرهم الله بمنته وفضله أنه آتى موسى الكتاب وهو التوراة وهو الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل لعلكم تهتدون.
ويورد الله عز وجل هذه الآيات وفيها التذكير والأحداث التي سبقت في الأسلاف الماضية، وفيها تذكير بما جرى لهم ، وكيف تكون عاقبة الكفر ، وكيف أن الله عز وجل يعفو ويغفر، وكيف تجلى حلمه وعفوه على بني إسرائيل لجهلهم ، ولكن بعدما أتتهم التوراة، والهدى المتألق بين دفتيها ، فليس بعد ذلك عذر لمعتذر فقد أتى البيان الظاهر، والنور الباهر ، وتجلت الحقائق ، فمن أين أتى كل ذلك على محمد صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الوحي السماوي.
الوقفات
1- الشرك بالله ظلم للنفس عظيم.
2- الحث على شكر الله على نعمة العفو والمغفرة.
3- إقرار وجود التوراة في عهد موسى عليه السلام ، وهو كتاب مقدس من الكتب السماوية ، ونحن كمسلمين نؤمن بوجوده على هيئته الحقيقية في عهد موسى ، ولكن ما تتداوله الأيدي الآن فليس بالأصلي وهو محرف.
4- إثبات إقامة الحجة على الناس بعد إرسال الرسول ، وإنزال الكتاب فبهما يتميز الحق من الباطل.
___________
(الحلقة التاسعة والثلاثون)(1/309)
(وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54) )
هذه الآية تعبر عن الحال الذي وصلوا فيه بني إسرائيل من إغضاب الرب سبحانه وتعالى الذي أنعم عليهم ، وأنجاهم من الأعداء ، وأنزل عليهم الكتاب ، وأرسل لهم موسى نبياً منقذاً بالمعجزات، وبالتوراة ، فما السبيل إلى إرضاء الرب ، وما الخلاص من هذا الذنب ، وكيف كانت توبتهم لقد أمر الله نبيه بان يقتل من لم يعبد العجل من عبد العجل لكي تتم التوبة لهم، وهذه والله من الأغلال الثقيلة التي شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأخذوا الخناجر بأيديهم وغشيتهم ظلمة شديدة فجعل يقتل بعضهم بعضاً فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل كل من قُتل منهم كانت له توبة ، وكل من بقي منهم كانت له توبة، فتاب الله عز وجل على حيهم و ميتهم ، وبذلك انتهت قضية عبادة العجل بعد توبة الله عليهم وعودتهم إلى رشدهم.
وفي هذه الآية ذكر الشرك بأنه ظلم للنفس ،فهي مفطورة على توحيد الله بالعبادة، فكيف يجرؤ المرء على اتخاذ الأصنام أرباباً، أو الجمادات، أو الأولياء، أو القبور ،أو الصلبان، أو الرهبان، أو قبورهم، أو المزارات يطوفون بها ، ويبكون عندها ويسجدون لها ويستغيثون بأصحابها، كيف يكون ذلك في قلب مفطور أصلاً على توحيد العبادة لله، وكيف يكون ذلك في قلوبٍ تنتمي إلى الإسلام، وتعتز بالإسلام ، وهي أقرب إلى الشرك والعياذ بالله ، وتشد الرحال إلى المزارات ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجدي هذا ، والمسجد الحرام ، والمسجد الأقصى) .
الوقفات
كان التقاتل بين الناس توبة في شريعة موسى عليه السلام.
إثبات الولاء لله وأن عباد الله دائماً وابداً ينفذون أوامر الله مهما كانت شدتها وصعوبتها.
_________________
(الحلقة الأربعون)(1/310)
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تنظرون (55) ثم بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56))
تدل هذه الآيات على صلف وكبرياء اليهود، والكبر كما علمنا رسول الله بطر الحق أي رفض الحق ، وعدم إتباعه، فهؤلاء اليهود وفي هذه الآية انكشفت كينونة صدورهم، وسوء مقاصدهم، فعندما جاءهم النبي موسى عليه الصلاة والسلام بالكتاب ووصايا الرب فيها ، فرفضوا ذلك وقالوا من أنت حتى يعطيك الرب ذلك، ولماذا يكلمك ولا يكلمنا،فلن نؤمن لك حتى نرى ربك، أي يكشف وجهه سبحانه وتعالى لنا ونراه جهرة، إننا نريد رؤيته ، وهذا بطبيعة الحال محال لأن كليم الله موسى عليه السلام لم يستطع رؤيته عندما تجلى ربه للجبل، فكيف بهؤلاء يقولون ذلك بتلك الصورة المكذبة لرسول الله ، وكيف يقولون ذلك بتلك البذاءة، والعنجهية ،كل ذلك أغضب الرب سبحانه وتعالى ، وأغضب نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، فجاءهم العقاب حيث أرسل الله عليهم صاعقة وهي نار (قالها السدي) تقتل بعضهم ويرى الآخرون ما حل بهم، ثم بعثهم الله فجاء أولئك الصاعقة ثم بعثهم الله، فأحياهم من جديد ، وهو سبحانه الغني عن عبادتهم ، ولكنه سبحانه رءوف رحيم ، يريد سبحانه من عباده أن يتبعوا الحق ويشكروا نعم الله قولاً وعملاً كي ينجوا من عذابه ، فهل استجابوا لربهم؟. وفي هذا تذكير لليهود في المدينة بما حل بأسلافهم حينما تمردوا على نبي من أنبياء الله موسى عليه السلام، وفيها تحذير من عدم متابعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الآيات ، وهذا القصص لم يأت محمداً إلا من عند الله بوحي سماوي.
الوقفات
الكبر هو المهلكة فرفض الحق صفة من أبرز صفات المتكبرين أعاذنا الله.
إثبات غضب الرب سبحانه وتعالى وعقابه لمخالفي أمره.
إثبات الإحياء بعد الممات.(1/311)
إثبات عدم رؤية الله في هذه الدنيا ولكن في الآخرة سيرى أصحاب الجنة ربهم سبحانه وتعالى (وجوهٌ يومئذٍ ناظرة إلى ربها ناضرة) وقال سبحانه( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الرب سبحانه وتعالى ، ولا ينكر هذا إلا مكذب بخبر القرآن.
_____________
---
سعيد محمد
03-31-2006, 05:26 AM
آيات ووقفات ( الحلقة الواحدة والأربعون)
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57))
بعدما كشف الله سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل البلاء والنقم ، أعطاهم سبحانه نعم لم يبذلوا كثير جهد ليحصلوا عليها، فعندما كانوا في التيه ظللهم الله بالغمام وهو كما قال ابن كثير السحاب الأبيض سمي بذلك لأنه يغم السماء ويواريها وذلك ليقيهم من حر الشمس، وعندما سألوا موسى من اين لنا طعاماً في هذه الأرض ؟ أنزل الله عليهم من السماء المن وهو شراب يشبه العسل، والسلوى طير كبير يشبه الحمام يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت (قاله وهب بن منبه) ثم قالوا من أين لنا الماء فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام فضرب بعصاه التي كانت معجزة مختصة به فانفجرت الصخرة باثنتي عشرة عيناً لكل سبط عين.(1/312)
ثم أتت الآية في أخرها بامتنان الرب سبحانه وتعالى ، وواسع فضله ، وعفوه ، فقال لهم كلوا من طيبات رزق الله ، وإن كانت أفعالهم تخالف أوامر الله فإنهم هم الذين سيظلمون أنفسهم فلا يضرون إلا أنفسهم، وفي هذا تنبيه على من تبقى من اليهود أن لا يفعلوا كما فعل آبائهم ، وأسلافهم من التمرد على الأنبياء ، وعصيان أوامر الله وكما سيتبين لنا في الآيات القادمة إن شاء الله، قال ابن كثير رحمه الله : ومن هاهنا تتبين فضيلة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم على سائر أصحاب الأنبياء في صبرهم وثباتهم وعدم تعنتهم مع ما كانوا معه في أسفاره وغزواته منها عام تبوك في ذلك القيظ والحر الشديد والجهد لم يسألوا خرق عادة ولا إيجاد أمر مع أن ذلك كان سهلا على النبي ولكن لما أجهدهم الجوع سألوه في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم فجاء قدر مبرك الشاة فدعا الله فيه وأمرهم فملئوا كل وعاء معهم وكذا لما احتاجوا إلى الماء سأل الله تعالى فجاءتهم سحابة فأمطرتهم فشربوا وسقوا الإبل وملئوا أسقيتهم ثم نظروا فإذا هي لم تجاوز العسكر . فهذا هو الأكمل في اتباع الشيء مع قدر الله مع متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
الوقفات
1- إثبات أن الرزق بيد الله سبحانه فما خلق أحداً وأهمله.
2- معجزة موسى في العصا حيث سخرها له ربه لعل أولئك اليهود يتقوا ربهم ويطيعوه.
3- إثبات رحمة الله ولطفه بعباده.
---
سعيد محمد
03-31-2006, 05:28 AM
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)(1/313)
عندما نجى الله موسى وقومه من الطاغية فرعون وجنوده وخرجوا من مصر، وأعطاهم في تلك البقعة المن والسلوى وسقاهم حيث ضرب موسى بعصاه صخرة فانفجرت بالمياه اثني عشرة عيناً لكل سبط، أو فخذ منهم عين يشربون منها.
جاءت تفاصيل قصة الأمر بمقاتلة الكنعانيين (بأرض فلسطين) في سورة المائدة، ولكن ينبغي أن أربط هنا تلك القصة بهذه الآيات كي تتضح الصورة كاملة. أمر الله سبحانه وتعالى قوم موسى أن يباغتوا الكنعانيين الساكنين في أرض فلسطين، ويقاتلوهم لأن الأرض المقدسة هي أرض بني إسرائيل آنذاك التي ارتضاها الله لهم، فلما انتشر بينهم أن الكنعانيين عمالقة وجبارين، جبنوا ولم يجاهدوا في سبيل الله ، وارتضوا الحياة الدنيا على الآخرة، وتلك هي النفوس الدنيئة التي لا تؤمن بلقاء الله ، ولا تطيع خالقها ، فقالوا لنبيهم موسى طالما أن هناك أولئك الجبارين فلن ندخل المدينة، فاذهب قاتل أنت وربك، أعوذ بالله من سوء الخلق، فجاء العقاب الإلهي بتحريم الأرض المقدسة عليهم أربعين سنة يتيهون في أرض سيناء.
وبعد موت موسى وهارون عليهما السلام جاء يوشع بن نون ، وبعد انتهاء التيه فغزا بهم أولئك العمالقة (الكنعانيون) ففتح الله عليه ونصرهم، فأمرهم الله أن يشكروه ويدخلوا سجداً شكراً لله ، ويقول حطة أي حط عنا خطايانا يا رب ، فقالوا كلاماً غير ذلك وهم يزحفون على استاههم ويقولون حبة في شعيرة، فسلط الله عليهم بجند من جنوده مرض الطاعون أفنى الكثير منهم عقاباً لفسقهم وجحودهم نعمة الله وفي هذه الآية تذكير لليهود اللاحقين كي يتعظوا مما فعله أسلافهم ويتخذوا العبرة.
الوقفات
1- وجوب الشكر لنعم الله وآلاءه.
2- تذكير اليهود في عهد النبي بسلفهم كي لا يتشبهوا بهم ، ويتبعوا خاتم النبيين عليه السلام.
3- إثبات عقوبة الله وغضبه سبحانه وتعالى على من عصاه.
4- زيادة المحسنين في الأجر و الهداية عند امتثالهم لأوامر الله.
---
سعيد محمد
04-14-2006, 12:43 AM(1/314)
قال الله تبارك وتعالى (وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين (60)
يخبر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام كيف كان حال بني غسرائيل عندما خرجوا من مصر وكانوا في أمسّ الحاجة للطعام والشراب ، فكان طعامهم المن والسلوى وبقي الماء من اين سيأتيهم الماء، فأمر الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام بعدما استسقى أي طلب السقاية لقومه أمره بأن يضرب بعصاه صخرة كانت مخصصة لذلك الأمر، فضربها بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً لكل بطن من بطون بني إسرائيل عين، لأن قبائلهم كانت اثنتا عشرة قبيلة.
كل ذلك يدل على إكرام الله عز وجل لأتباع نبيه موسى وطاعتهم له، والله عز وجل لن يهمل من يتبع أوامره تبارك وتعالى، ولن يضيع من أطاعه، فجعل لكل قبيلة عيناً تخصها لكي يتم التنظيم، والتنسيق في أخذ نصيبهم من الماء من دون تزاحم ، وفوضى بين القبائل.
ثم جاء السياق بالتزام الطاعة لله عز وجل ، واتباع منهج الحق، والأكل والشرب من الرزق الذي كتبه الله لهم، ويحذرهم من عبثية الحياة، وعبثية الإفساد في الأرض.
الوقفات
1- إثبات معجزة العصا.
2- إثبات أحقية الله في الشكر من عباده.
3- إثبات قدرة الله عز وجل على فعل كل شيء.
---
سعيد محمد
04-14-2006, 12:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أحب أن أستشير أهل العلم في هذا المنتدى عن مواضيعي التي تطرح بقلمي، حيث أنني أطلع على كتب العلماء، ابن كثير، والطبري ، وعبدالرحمن السعدي، وأبو بكر الجزائري ، والشعراوي وغيرهم مممن بذل جهده في إيصال الحق إلى شغاف قلوب عباد الله ، وشرح معاني القرآن الكريم.(1/315)
وبعد تلك الإطلاعات على تلك الكتب أجد في نفسي القدرة باختصار تلك الكتابات وإيضاحها في شكلها المصاغ صياغة عصرية تتسق اتساقاً بارعاً مع لغة العصر، وأسلوب العصر الذي يوصل المعلومة القصيرة دون التوسع والأمانة العلمية التي تطول وتطول في كتب السابقين، وحيث أن الله استعملني بفضله وكرمه في طاعته قمت بما حباني الله من حب وشغف شديدين للكتابة بصياغة التفسير من جديد واختصار الإطالات في تلك الكتب، وبعباراتي الأدبية التي أتمنى أنني أصبت فيها، ولكنني أبداً لا استغني عن توجيهات من هم أفضل ، وأعلم مني فأرجوكم أن لا تبخلوا علي أبداً بما ترونه في مقالاتي ، وهل هذا العمل غير ذي جدوى ، أو ترون فيه تكرار لما سبقوني به ، أو تنصحوني بالاستمرار وغيرها من الأمور فلا تحرموني من توجيهاتكم أرجوكم، وإن كان هناك كلام خاص أو فيه انتقاد لعملي فليكن في الرسائل الخاصة أو على بريدي الألكتروني.
إن شاء الله أنا سأستمر في التأمل في آيات الله في جميع سور القرآن وعلى نفس النهج والأسلوب في طريقي لإقامة موقع حيث يحوي جميع مؤلفاتي ، وأشعاري، ورواياتي، والكتب المترجمة التي سأترجمها من عربي إلى أنجليزي إن شاء الله في المستقبل، أرجوا المشاركة في هذا النصح لي شكر الله لكم.
---
سعيد محمد
04-14-2006, 12:59 AM
أرجوا من الأخوة المشرفين تثبيت مواضيعي كي يتسنى للكثير أن يتابعوا إضافاتي بسهولة
شكراً
---
سعيد محمد الشهري
04-28-2006, 01:28 PM
أسف على التأخير ولكن سأعود بإذن الله قريبا
---
عبدالرحمن الشهري
04-28-2006, 02:10 PM
أخي الكريم سعيد حفظه الله وأسعده بطاعته .
شكر الله لكم حرصكم وعنايتكم ، وحبكم للخير ، وحبكم لنفع إخوانكم في هذا الملتقى العلمي .(1/316)
أنا من المتابعين لما تكتبه ، ويعجبني حرصك ومتابعتك ، وما كان لي أن أمنعك عن خيرٍ تسعى إليه ، أو معروف تريد بذله ونشره بين الناس . ولكن لك عليَّ حقٌّ لا بد أن أبذله لك ، هو حق النصح فيما بيننا ، والأخوة الصادقة إن شاء الله.
أخي الكريم : إنَّ الاختصارَ لكلامِ العلماءِ ، من المفسرين أو غيرهم مهمةٌ خطيرةٌ ، وطريقٌ غير مُعبَّدةٍ ، ولا بد لسالكها أن يكون عالماً في مرتبة المفسِّر الذي كتب التفسير الأول ، حتى يكون الاختصار علمياً على وجهه ، غير مخلٍّ بكلام الأول . وهذا موضوعٌ طريفٌ ، كتب عنه الشيخ نايف الزهراني مقالة جيدة طالعها مشكوراً هنا (http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1146057468&archive=&start_from=&ucat=1&maqal=full) . ولا يكفي في المختصر أن يكون رأى الحاجة إلى ذلك فقام بالاختصار فحسب ، دون أن تكون قدمه راسخةً في العلم الذي يريد اختصار الكتاب فيه ، وهذا أمرٌ لم ألمسه في اختصارك أخي الحبيب ، وهو التفسير ، ولا ضير عليك فربما تكون مشغولاً بغير هذا العلم مع حبك له وفقك الله ورعاك .
الأمر الثاني : الاستنباطات التي تستنبط من الآيات القرآنية ينبغي أن تكون منضبطة بأصول الاستنباط العلمية ، مقرونة - لكي تتم الفائدة - بوجه الاستنباط ، حتى يعرف القارئ مأخذ الاستنباط ، ويستفيد منه ، ولذلك أجاد الشافعي والطوفي وابن تيمية والسعدي وابن عثيمين هذا لسعة علمهم ومعرفتهم بوجه الاستنباط ، ورسوخ ملكاتهم العلمية في ذلك ، وتوفيقهم للبيان عنه بياناً صحيحاً.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد ، والله يوفقكم لما فيه الخير والنفع .
---
سعيد محمد الشهري
04-29-2006, 06:58 AM
السلام عليكم أخي عبد الرحمن والإخوة في الله الذين يتابعون ما يكتب وفق الله الجميع لطاعته.(1/317)
إن كتاباتي لا تأتي إلا بعد قراءة متأنية لكتب أهل العلم كما أسلفت، ثم آتي أنا بصياغة يسيرة جديدة تحوي المعلومات التي ذكرها أهل العلم في إطالاتهم التي لا تخفى على أحد، بينما يكون شرحي أنا أقل كلاماً وأحسن إفادةً لذلك سأبذل ما أستطيعه للوصول إلى فوائد لي ولإخواني. وأنا اشكرك يا أخ عبد الرحمن.
---
سعيد محمد الشهري
05-01-2006, 11:16 AM
قال الله تبارك وتعالى ( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)
يخبر الله سبحانه وتعالى كيف كان حال اليهود السلف مع نبيهم موسى عليه السلام وكيف كان تعنتهم معه، حيث جحدوا نعمة الله وسئموا فضله، وأرادوا العيشة الدنية، ولم يريدوا الفضل الذي كان يأتيهم من الله من دون تعب، ولا سعي للرزق، فأرادوا البصل والثوم والخيار ، فاستغرب نبي الله موسى من مطالبهم الدنية وتركهم لما انعم به الله عليهم من المن والسلوى.
وهذا يدل على تشبث تلك النفوس بالعداوة لأوامر الله، وليس جميع اليهود . ولما تجرءوا وطلبوا موسى ذلك المطلب أمرهم موسى عليه السلام بالنزول إلى مصر ليجدوا مطالبهم ومرادهم، ولما تجبروا على أوامر الله واغتالوا الأنبياء اغتيالات رهيبة حتى أنهم قتلوا نبي الله زكريا بالمنشار، وقطعوا رأس ابنه يحيى وقدموه على صحن لبغي من بغاياهم ، فلما رأى الله من ظالميهم ذلك أذلهم وجعل في قلوبهم الرعب والخوف من غير الله، فكان ذلك عقوبة عليهم لعصيانهم وابغيهم، وكفرهم بآيات الله وإعراضهم عنها.
الوقفات
1- إثبات تنكر اليهود لنعم الله.
2- إثبات قتل اليهود لأنبياء الله.
---
سعيد محمد الشهري
05-01-2006, 06:10 PM(1/318)
الحلقة 45
قال تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
عندما ذم الله تبارك وتعالى بني إسرائيل وذكر أباطيلهم واعتداءاتهم على أشرف الخلق الأنبياء فلا بد أن بعض الناس يعتقد أن جميع اليهود على تلك الصفات ، وذلك المنوال، وتلك الطبيعة، فبين الله تبارك وتعالى أن هناك فريق من أولئك اليهود لا ينتمون إلى تلك الثلة القبيحة ، ولا تلك الفئة المجرمة التي اتخذت أنبياء الله أعداء وبررت لأنفسهم تشويه رسالاتهم وقتل نفوسهم. أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن فيرق من اليهود عبدوا الله وآمنوا برسالات أنبياءهم واتبعوا الحق الذي جاءوا به، وماتوا وهم كذلك قبل أن تأتي الرسالة المحمدية، فيكون أولئك مصيرهم الجنة لأنهم أتبعوا تشريع نبيهم موسى، وعيسى وغيرهم، أما عندما جاء نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم فمن لا يتبعه فلا ينضوي تحت ذلك المسمى (المؤمنين) لأن بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ليس هناك دين باقٍ غير دين الإسلام. والدليل قوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام ) وقوله تبارك وتعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
الوقفات
1- إثبات دين اليهودية والنصرانية كأديان ماضية ولكنها نسخت بالإسلام.
2- أثبات أهم عرى الإيمان وهو الإيمان بالله وباليوم الآخر.
3- أهمية العمل الصالح بعد الإيمان لسعادة المؤمن في الدارين.
---
سعيد محمد الشهري
05-18-2006, 11:53 PM
الحلقة 46
قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون،ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)(1/319)
يذكر الله عز وجل بني إسرائيل عن حال أسلافهم وكيف كانت المواثيق التي أخذها الله عليهم وتعهدوا على أنفسهم بطاعة الله ورسوله وكيف أن العهد والمواثيق كانت ذا أهميه بالغة في حياة البشرية خصوصا إذا أعطي لله عز وجل فلما عصوا أوامر الله رفع جبل الطور على رؤوسهم لإخافتهم وتهديدهم كي يعودوا إلى صوابهم ، ويتركوا مخالفة أوامر ربهم، عندئذ أعطوا ربهم الميثاق أن لا يخالفوا أمره، وكذلك أن يذكروا ما في التوراة أي يحكموها بينهم ويتعلمون ما فيها من أوامر الله عز وجل ويتجنبوا ما نهاهم عنه من المحرمات، ولكنهم أعرضوا عن الحق، إلا أن الله عز وجل أمهلهم ففضله سبحانه وتعالى أوسع وأكرم، فلو أذاقهم عذابه لكانوا من الخاسرين.
الوقفات :
1- إثبات رفع جبل الطور بأمر الله عز وجل.
2- إثبات وجود التوراة تشريعاً لبني إسرائيل.
3- إثبات رحمة الله وعفوه عن المسيئين.
---
سعيد محمد الشهري
05-31-2006, 03:49 PM
الحلقة 47
قال الله تبارك وتعالى ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالاً لما بين يديها وموعظة للمتقين)(1/320)
جاءت هذه الآية بقصة المعتدين على حدود الله من اليهود الذين أمرهم الله ألا يصطادوا السمك في يوم السبت، وأن يعظموه ويحترموه، فابتلاهم الله وامتحنهم فكانت الحيتان تأتيهم في يوم السبت كثيرة تطفوا على وجه البحر. أما في بقية الأيام فليس لها أثر، فلما اعتدا فريقا منهم حينما حفروا حفراً للحوت في يوم السبت ، ويجدوه في يوم الأحد فيأخذوه ، وكأنهم بذلك يتحايلون على ربنا تبارك وتعالى، وفي ذلك اعتداء على حدود الله، فبذلك استحقوا عقاب الله فجعلهم الله قردة خاسئين نتيجة لعصيانهم وتحايلهم على أوامر ربهم، فجعلها الله عقوبة ونكالاً لمن حضر تلك الحادثة من الأمم، وبلغه خبرها ممن هو في وقتهم وما خلفها أي من بعدهم، فتقوم على العباد حجة الله، وليرتدعوا عن معاصيه ولكن ذلك كله لا ينتفع به ولا يعرف أهميته إلا المتقين.
الوقفات:
1- إثبات اعتداء بعض اليهود على حدود الله.
2- مسخ بعض اليهود إلى قردة بسبب عصيانهم لأوامر الله.
3- إثبات أن الموعظة تفيد المتقين وتذكرهم بالله تبارك وتعالى.
---
سعيد محمد الشهري
06-03-2006, 03:18 PM
الحلقة 49
قال الله تبارك وتعالى ( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون، أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)(1/321)
هنا إشارة إلى أن بعض اليهود المتمردين على أوامر الله عز وجل، حيث أنهم حرفوا كلام الله عز وجل من بعد ما عقلوه وعلموه، وهذا دليل على فساد قلوبهم، وجرأتهم على معصية ربهم سبحانه وتعالى ، وبذلك يتبين أن هؤلاء لا مطمع من وراء إيمانهم، ولا خير فيهم فلا سبيل إلى إيمانهم، وذلك تقرير من الله عز وجل بعدم قبول قلوبهم لذلك الأمر، وهو يعلم أسرار قلوبهم سبحانه وتعالى. وكانوا إذا التقوا بالمؤمنين فيصادقونهم على ما أتى به القرآن ومشابهته بالتوراة، فيصبح ذلك حجة عليهم بأن دين الإسلام هو الناسخ لجميع الأديان السابقة، لذلك أخذ كبارهم يوبخونهم ويقولون كيف تبرهنون على أنفسكم تناقضكم، وتصديقكم لدين محمد وتجعلون ذلك حجة عليكم.فيرد الله عليهم أغفلوا عن السميع العليم تبارك وتعالى الذي يعلم سرهم وعلنهم، ويعلم مؤتمراتهم السرية التي تنعقد ضد الدعوة النبوية. والتخطيط على حصار الدين وأهله ومحاربته بما يستطيعونه من التضليل والتحريض ضد الدعوة المحمدية. ثم ذكر الله تبارك وتعالى أن من اليهود أناس أميون عوام مقلدون لهم فلا بصيرة عندهم وهؤلاء أيضاً لا مطمع للمؤمنين في إيمانهم.
الوقفات
1- إثبات تحريف التوراة.
2- إثبات معرفة الله بأسرار القلوب.
3- ذم الله سبحانه وتعالى لنفوس المعرضين عن أوامر الله المحرفين لكلامه.
---
سعيد محمد الشهري
06-04-2006, 06:01 PM
الحلقة 50
قال الله تبارك وتعالى ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون )(1/322)
بعدما أخبر الله عز وجل عن أفعال اليهود السيئة حيث حرفوا كتاب الله وافسدوا على الناس عقائدهم وذلك من أجل الدنيا وزينتها، وبعدما جاءهم من الله الوعيد الشديد بالعقوبة، يذكر الله الخلف من اليهود بان أولئك السلف كانوا مثالاً للأفعال السيئة مع الله ومع أنبيائه،ثم جاء السياق يذكر كيف كانت جرأتهم على الله تبارك وتعالى واخبروا قومهم بأنهم لن تمسهم النار إلا أياماً قلائل ممكن تعدادها وكأنهم يعلمون بنية ربهم ، أو كأنهم أخذوا على الرب تبارك وتعالى عهداً بذلك ، فلو فعلوا ذلك فلن يخلف الله العهد إن كان عقده، أم أنهم يقولون على الله مالا يعلمون، ثم ذكر الله تبارك وتعالى من هم الذي غلبتهم السيئات ورجحت بالميزان على الحسنات، والمؤمنين الذين رجحت حسناتهم على سيئاتهم فهم أصحاب الجنة خالدين فيها. وهنا تنويه أن صاحب المعصية من المسلمين إذا مات فهو إلى مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ولا يكفر المسلم بالسيئات لأن الله عز وجل يقول (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ولكنه على خطر إذا لم يتب، والإيمان يكون بالله وملائكته وكتبه ورسله و واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والصالحات من الأعمال يشترط فيها الإخلاص لله ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الوقفات:
1- ذكر جرأه اليهود على الله والقول عليه بغير علم.
2- السيئة سبب لدخول النار.
3- الإيمان والأعمال الصالحة بعد رحمة الله سبب لدخول الجنة.
---
سعيد محمد الشهري
06-13-2006, 10:19 PM
الحلقة 51
قال تعالى ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلاً منكم وأنتم معرضون)(1/323)
يذكر الله في هذه الآية طبع من طباع اليهود، وسجية لطالما تغلغلت في سلوكياتهم، وامتزجت بدمائهم، وظلت تلك النفوس في صلفها وعنادها، فكانت لا تستجيب لأوامر الله ولا تقبلها إلا بالأيمان المغلظة والعهود الموثقة، وذلك من شدة عنادهم وصلفهم، فيذكرهم الله بأسلافهم كيف أخذ منهم الميثاق ورضوا به وأخذه عليهم بأن يعبدوا الله عز وجل عبادة خالصة له سبحانه وتعالى، وهذا هو أصل الدين وبدون هذا الأصل لا يقبل الله الأعمال من الناس، ثم أمر بالإحسان للوالدين سواء بالقول والفعل، وجعل منزلة الوالدين والإحسان إليهما بعد عبادته سبحانه وتعالى تشريفاً لمنزلتهما، وتكريماً لقدرهما، وإحساناً لحضرتهما، وما أحوج الناس إلى معرفة هذا التشريع الرباني، والتكريم الإلهي للوالدين.. وللسعادة الأسرية في كنف الوالدين، وما أسعد البشرية حينما تمسكت بتعاليم ربها، وما أشقى العالم المادي الذي رفض التماسك الأسري، وأقام دوراً للعجزة وتخلى الناس عن والديهم، بل حتى وجد من يسب والديهن ويضربهم أعاذنا الله من ذلك، فالله يحث الإنسان على تقديس الحياة الأسرية، وتقديس دور الوالدين واحترامهما. ثم الإحسان إلى البشر، فالجميع أبناء آدم، فلا ضغائن بين الناس ولا أحقاد فالواجب مقابلة الإحسان بالإحسان، ومقابلة الإساءة بالصبر والإحسان أيضاً طالما الحق يتبع للإنسان. ويكون الإحسان إلى الناس بالقول الحسن وحسن المعاملة، والأخلاق الطيبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم للناس وغيرها من الأمور التي فيها إسعاد البشرية والرقي بالمجتمع البشري إلى أعلى درجات التعاون والتعاضد بين أفراده وعلى اختلاف عقائده طالما المصالح دنيوية. ثم جاء الأمر الرباني بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لما لهما من فضل في تزكية النفس، والصلة المتصلة بالرب تبارك وتعالى ومراقبته في السر والعلن. كل تلك الأوامر كانت موجهة لليهود السالفين ولكن ماذا كانت النتيجة تولى الكثير(1/324)
منهم وهم معرضون.
الوقفات
1- عبادة الله وحده أصل الدين.
2- الإحسان إلى الوالدين منزلته عظيمة في الإسلام.
3- الصلاة والزكاة كانت ولا زالت قرينتان وركنان أساسيان من أركان الدين.
---
سعيد محمد الشهري
06-14-2006, 08:59 PM
الحلقة 52
قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون، ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)(1/325)
هذه خلة من خلات اليهود التي اتصفت بها نفوسهم، حيث أبت إلا الإعراض عن منهج الله، وعرفت الحق وأعرضت عنه، وعرفت الباطل فغرقت فيه إنها نفوس بعض القبائل اليهود وهم بنو قريظة. وبنو النظير، وبنو قينقاع حينما جاءوا إلى المدينة، بعضهم تحالف مع الأوس، والبعض الآخر تحالف مع الخزرج وكانوا قبل مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشركين فكانوا إذا تقاتلت قبيلتان قاتل مع كل طرف أفراد من اليهود، فيقتل اليهودي اليهودي، ويخرجه من أرضه إذا حصل جلاء ونهب، ثم إذا انتهت المعارك وحل السلم يتفادون بالأسارى وكل عملهم ذلك محرم سواء القتل، أو فداء الأسير، فكانوا يعملون بافتداء الأسرى، ويقتلون إخوانهم في العقيدة ويخرجونهم من أرضهم، فجزءوا العقيدة، وقسموا التشريع على أهواءهم، ورغباتهم، فيا لبئس الإيمان هو أن يؤمن العبد بجزء، ويكره جزءاً آخر (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) فيا لبئس الحال الذي غرقوا في أوحاله من الضلال والعمى، فجازاهم الله على ذلك الأمر الشنيع بالخزي في الحياة الدنيا، أما في الآخرة فلهم اشد العذاب، فلا يحسبون أن الله غافل عن أعمالهم، ولقد أكرم الله قبيلتي الأوس والخزرج بالبعثة النبوية المحمدية فسموا بعد ذلك بالأنصار فقد سلطهم الله على تلك القبائل اليهودية فقتل من قتل وسبي من سبي منهم وأجلي من أجلي وهذا هو العذاب والخزي الذي تعهد الله به لهم، ذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن التحالفات الدنيوية سوف تغني عنهم في الحياة الدنيا، ويعيشوا في شيء من السلم في ظل التحالفات الدنيوية ونسوا ألآخرة وخالفوا أمر ربهم فبذلك سينالوا عذاب الدارين أعاذنا الله.
الوقفات
1- يؤخذ دين الله كاملاً ولا يجزأ.
2- شرعية تبادل ألأسرى في الحروب.
3- العذاب الدنيوي إلباس الذلة والهزيمة على العاصي.
4- لا ناصر لعبد من عذاب الله إذا استحقه.(1/326)
5- بئس حال من استبدل آخرته بمتاع دنيوي زائل.
---
سعيد محمد الشهري
06-17-2006, 11:26 PM
الحلقة 53
قال تعالى (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون)
يخبرنا الله تبارك وتعالى أن فضله عظيم على بني إسرائيل وانه أرسل إليهم الرسل فجاءهم موسى ومن بعده من الرسل عليهم السلام، كي ينقذوا البشرية من أتون الضلال، و مهاوي الردى، و ظلام الجهل، ويخرجونهم إلى الطريق الموصلة إلى رضا الله عز وجل. وماذا تريد البشرية أفضل من ذلك، وماذا يريدون أفضل من الوصول إلى الجنة ، ورضا الله تبارك وتعالى، هذا تصور يسهل على من يسر الله الهداية لقلبه، أما المتكبرون على الدعوة إلى الله، والمتكبرين على البشر، والمتكبرين على اصطفاء الله للأنبياء من بينهم، كل تلك الأهواء هي التي صدت اليهود عن إتباع الحق، فكانت النتيجة الاستكبار عليهم والحقد الذي أفضى بهم إلى قتلهم لأنبيائهم.
الوقفات
1- إثبات رسالة موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل ومعه التوراة.
2- إثبات وجود رسل كثير مبعوثين إلى اليهود.
3- إثبات قتل وتكذيب الرسل من بني إسرائيل.
---
سعيد محمد الشهري
06-18-2006, 04:05 PM
الحلقة 48(1/327)
قال الله سبحانه وتعالى (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، قالوا أدع لنا ربك أن يبن لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون، قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض و لا تسقي الحرث مسلَّمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون، وإذ قتلتم نفساً فادارءتم فيها والله مخرجٌ ما كنتم تكتمون، فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون، ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون)(1/328)
يخبرنا الله تبارك وتعالى عن تاريخ المعاندة والمجادلة والشقاق الذي كانت تتمتع به نفوس اليهود مع أنبياءهم، وكيف أنهم كانوا يستهزئون بالأوامر الربانية، فعندما قُتل رجل من بين قريتين يهوديتين ووضع على حدود القريتين في وسطهما ، فلم يعلم أحداً من هو قاتله فأمر الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام بأن يأمر قومه بذبح بقرة، وكان أول الأمر أي بقرة تجزئ ولكنهم أخذوا يسألون ويشددون على نبيهم، فشدد الله عليهم حتى وجدوا بقرة أشتروها بوزنها ذهباً. فذبحوها وضربوا بجزء منها الميت فأحياه الله أمامهم وكلمهم وه ويقول فلاناً قتلني، وهذا أمر خارق للعادة، وهو معجزة ربانية لتحريك ألإيمان في القلوب، وترسيخ العقيدة فيها، ولكن ماذا كانت النتيجة قست القلوب فأصبحت أشد قسوة من الحجارة، فالحجارة قد تتشقق فيخرج منها الماء ، أو تتفجر بالأنهار أو تهبط خضوعاً وخشوعاً لله ولكن قلوب اليهود كانت أشد قساوة من ذلك كله أعاذنا الله من ذلك.
الوقفات:
1- إثبات تعنت اليهود ضد أوامر الله.
2- إثبات قدرة الله على إحياء الموتى.
3- إثبات المعجزات من الله لأنبيائه.
4- تذكير اليهود بحال سلفهم.
---
(1/329)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب : المسند الجامع للكتب التسعة للتحميل
---
كتاب : المسند الجامع للكتب التسعة للتحميل
---
مسك
02-05-2006, 12:01 PM
اسم الكتاب : المسند الجامع للكتب التسعة
جمع وترتيب : جامع السنة النبوية
نبذة عن الكتاب :
1- هذا الكتاب مرتب على مسانيد الصحابة الذين لهم أحاديث في الكتب التسعة في موسوعة الحديث الشريف .
2- ذكر المؤلف في هذا الكتاب كل متون هذه الكتب ( ما عدا شيء قليل من مسند المبهمين ) مرتبة على موضوع الحديث الواحد .
بمعنى : أنه ذكر مثلا حديث : " إنما الأعمال بالنيات.. " في مسند عمر بن الخطاب ثم يذكر تحته طرق هذا الحديث ( كاملة ) من كل الكتب التسعة مبتدئاً بطرق البخاري لهذا الحديث ثم مسلم ثم الترمذي ثم النسائي ثم أبو داود ثم ابن ماجة ثم أحمد ثم مالك ثم الدارمي .
3- كل حديث -تقريبا- من أحاديث هذا الكتاب موضوع تحته رقمه واسم الكتاب الذي أخذ منه .
كما أن معظم أحاديث مسند الإمام أحمد تحت كل حديث منها حكم الشيخ شعيب الأرناءوط .
4- الكتاب مرتب كالتالي : المكثرين , ثم المتوسطين , ثم المقلين , ثم المبهمين , ثم المقطوع .
5-المكثرون مرتبون أيضا على حسب من كان أكثرهم رواية لذلك بدأ الكتاب بمسند أبي هريرة , ثم عائشة وهكذا..وكذلك رتب مسانيد المتوسطين .
6- لا يخفى عليكم إخواني أهمية هذا الكتاب بالنسبة لطالب الحديثفتحفة الأشراف لا يعطيك كل الطرق كاملة للحديث الواحد وجامع المسانيد والسنن لابن كثير لا يرتب لك طرق الحديث الواحد بشكل متتالي
والمسند الجامع المعلل( وإن كان به أكثر من تسعة كتب ) كذلك لا يعطيك كل الطرق بشكل كامل .
7 - إن هذا الكتاب قد تم جمعه بشكل يدوي بمعنى أني لم أقم بالاعتماد على تحفة الأشراف أو غيرها في جمع الطرق بل هي طريقة يدوية محضة .(1/330)
:: اضغط لتحميل الكتاب :: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=8&book=2290)
ومصدر الكتاب ملتقى أهل الحديث
---
(1/331)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة
---
برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة
---
د. هشام عزمي
06-11-2004, 09:12 AM
السلام عليكم ،،
برنامج الموسوعة القرآنية المتخصصة (http://www.alazhr.com/programs/qencyc.zip)
من موقع الأزهر الشريف
---
(1/332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب " الجامع لمفردات الأدوية والأغذية " لابن البيطار للتحميل
---
كتاب " الجامع لمفردات الأدوية والأغذية " لابن البيطار للتحميل
---
مسك
11-08-2005, 12:15 PM
اسم الكتاب : الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
اسم المؤلف : ابن البيطار/ضياء الدين الأندلسي
نبذة عن الكتاب :
كتاب جامع في الأدوية والأغذية من الأعشاب والنباتات . ذكر فيه المصنف ماهية هذه الأدوية وقواها ومنافعها ومضارها وإصلاح ضررها، والمقدار المستعمل منها، أو عصارتها أو طبخها، وما يقوم مقامها عند عدمها وقد استوعب فيه المصنف المقالات الخمس لديسقوريدوس والمقالات الست لجالينوس في مفردات الأدوية بحرفيتها، وكذلك ألحق به مقالات المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية، مع صحة النقل فيما يذكره عن الأقدمين وما يحرره عن المحدثين . وقد رتبه ترتيبا ألفبائيا على حسب حروف المعجم
***** اضغط لتحميل الكتاب ***** (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=18&book=2148)
---
(1/333)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير القرآن
---
تفسير القرآن
---
a_batoshyahoo.com-عبدالله
01-31-2005, 11:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احييكم تحية الاسلام في هذا الموقع
وأرجو لكم دوام التقدم والنجاح على مر الازمان
أعزائي
أبحث عن تفسير واضح وجلي ومتكامل بخصوص قوله تعالى:-((وما ملكت ايمانكم))
صدق الله العظيم
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
---
أبومجاهدالعبيدي
02-01-2005, 06:30 AM
ما ملكت أيمانكم : أي الرقيق والعبيد الذين تملكونهم ، والإماء اللاتي يحل لكم الاستمتاع بهن . فملك اليمين اصطلاح شرعي يراد به العبيد والإماء المملوكين .
وأما تفسير المعنى بالتفصيل فيحتاج إلى ذكر الآية التي ورد فيها هذا اللفظ كاملة حتى نذكر لك تفسيرها وفقك الله
---
(1/334)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الرافضة والقرآن
---
الرافضة والقرآن
---
سليمان العجلان
10-19-2004, 01:38 PM
الرافضة والقرآن :
تزعم الرافضة أن الكتاب الذي بين أيدي المسلمين الآن ناقص ، إذ لا يوجد مما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما يقارب الثلث و مع ذلك لم يسلم من التحريف على أيدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان ، حيث يرى الرافضة أن الصحابة رضي الله عنهم قد حذفوا منه سوراً بأكملها وبعض الآيات كذلك ، كما قاموا بالتبديل في آيات أخر وذلك لإخفاء أحقية علي رضي الله عنه بالولاية ، وساقوا على باطلهم أدلة كثيرة !(1/335)
ولئلا أتهم بالمبالغة في هذه المسألة فلن أخرج في إثبات فريتهم عما استدلوا به في مصادرهم المعتبرة لديهم ، ففي كتاب ( السقيفة ص 81) لمؤلفه : سليم بن قيس الهلالي المتوفى سنة 90 هـ ، وهو من كبار علماء الرافضة الأ قدمين ، إذ يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يستدل به على صحة معتقدهم هذا ،ومن ذلك ما رواه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه فيما دار بين علي وبين أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع ، وذلك في أمر الخلافة ، في حديث طويل والذي فيه : (( فلما رأى غدرهم و قلة وفاءهم له لزم بيته ، وأقبل على القرآن يؤلفه ، ويجمعه ، وكان في الصحف والشظاظ والسيار ، والرقاع ، فلما جمعه كله وكتبه تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ ، بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع ، فبعث إليه علي عليه السلام إني لمشغول ، وقد آليت على نفسي يميناً ألا أرتدي رداءً إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه ، فسكتوا عنه أياماً فجمعه في ثوب واحد وختمه ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فنادى علي بأعلى صوته : أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشغولاً بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد ، فلم ينزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم آية إلا وقد جمعتها ، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمني تأويلها .
ثم قال لهم علي : لئلا تقولوا غداً إنا كنا عن هذا غافلين .
ثم قال لهم علي : لاتقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته ، فقال له عمر : ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه )). وهذا فيه تصريح واضح فيما يعتقدونه بنقصان القرآن الذي بين أيدي المسلمين .(1/336)
وقال أبو جعفر محمد بن الحسن الصفَار المتوفى سنة 290هـ في كتابه ( بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد 4/413) في باب عقده تحت عنوان ( باب في الأئمة أن عندهم جميع القرآن الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أن ساق أخبارأً في هذا الشأن : روي عن أبي جعفر أنه قال : (( ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله غير الأوصياء )) .
هذا شيء مما تناقلته كتب الرافضة مما يستدلون به على صحة قولهم بنقصان القرآن الذي بين أيدي المسلمين الآن ، ولست بحاجة إلى ما يثبت بطلان هذه المقالة حيث يغني عن ذلك كله الإيمان الصادق بضرورة تحقق قول الله سبحانه وتعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))( ) حيث إنهم مهما أجلبوا بخيلهم ورجلهم لإنكار معنى آية أو بعض آية من كتاب الله فهم كالذي يحجب ضوء الشمس بكف يده.
تنبيه : البحث في هذه المسألة لم ينته بعد وأكتفي بهذا القدر لئلا أطيل على القراء ، ولنا إن شاء الله لقاء.
---
(1/337)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أرجو مساعدتي في الحصول على كتاب فضائل القرآن لعبد الله الغرناطي المغربي
---
أرجو مساعدتي في الحصول على كتاب فضائل القرآن لعبد الله الغرناطي المغربي
---
برعدي الحوات
09-03-2006, 04:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم، تحية طيبة وبعد:
أرجو من كل الإخوة الكرام بهذا الملتقى المبارك، أن يقدموا لي حفظهم الله مساعدة للحصول على نسخة من كتاب فضائل القرآن لعبد الله الغرناطي المغربي (مخطوطاً كان أو مطبوعاً) ، وجزى الله الجميع خير الجزاء، والسلام عليكم.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
ELhawat2@Hotmail.com
---
الطيب وشنان
09-06-2006, 12:58 AM
أستاذي الكريم :
أحمل الى علمكم أن هذا الكتاب/ الرسالة تم تحقيقه خلال هذا الموسم من طرف طالبة على نسختين خطيتين أزهريتين ، و قدمته لنيل درجة الاجازة في الدراسات الاسلامية في المغرب/ كلية الآداب / جامعة ابن زهر.
و هو عبارة عن رسالة ، بل أقرب الى الخطبة أو الاملاء في فضائل القرآن منه نسخة في موقع أهل الحديث ...و هو لا يرق الى درجة الاعتماد عليه في هذا الباب و الله تعالى أعلم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
برعدي الحوات
09-06-2006, 01:36 AM
الطيب وشنان:أستاذي الكريم :
أحمل الى علمكم أن هذا الكتاب/ الرسالة تم تحقيقه خلال هذا الموسم من طرف طالبة على نسختين خطيتين أزهريتين ، و قدمته لنيل درجة الاجازة في الدراسات الاسلامية في المغرب/ كلية الآداب / جامعة ابن زهر.
و هو عبارة عن رسالة ، بل أقرب الى الخطبة أو الاملاء في فضائل القرآن منه نسخة في موقع أهل الحديث ...و هو لا يرق الى درجة الاعتماد عليه في هذا الباب و الله تعالى أعلم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
-------
بسم الله الرحمن الرحيم(1/338)
تحية طيبة، وبعد: حياكم الله، وحفظكم في صحتكم وعافيتكم، شاكراً فضيلتكم على الإفادة الطيبة عن كتاب فضائل القرآن لعبد الله الغرناطي المغربي من حيث تحقيقه ودراسته..إلخ
ولكن غرضي أخي الكريم هو الوقوف على هذا المخطوط في إطار الاهتمام بالتراث المغربي الأندلسي، ليس إلاًّ ، ومن ثم فليس غرضي الاشتغال على المخطوط لتحضير رسالة علمية بسلك الإجازة، أو السلك الثالث.
وشكراً لكم أخي الفاضل مرة أخرى، والسلام عليكم.
الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
(1/339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الصدق
---
الصدق
---
شريف الشريف
04-12-2007, 12:05 AM
الصدق
المسلم لا ينظر الى الصدق كخلق فاضل يجب التخلق به بل انه ابعد من ذلك فالصدق من متممات الايمان ومكملات الاسلام
اذ امر الله تعالى به واثنى على المتصفين به .
و المسلم الصادق يحب الصدق ويلتزمه ظاهرا وباطنا فى اقواله وافعاله اذ الصدق يهدى الىالبر والبر يهدى الى الجنة
والجنة اسمى غايات المسلم واقصى امانيه .
والكذب وهو ضد الصدق وهو يهدى الى الفجور والفجور يهدى الى النار والنار من شر ما يخافه المسلم ويتقه
قال تعال:"يا ايها الذين آمنوا اتقوا اله وكونوا مع الصادقين"التوبة .
وقال تعالى:"والذى جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون"الاحزاب
وقال صلى الله عليه وسلم:عليكم بالصدق فان الصدق يهدى الى البر وان البر يهدى الى الجنةوما يزال الرجل يصدق
ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا واياكم والكذب فان الكذب يهدى الى الفجور والفجور يهدى الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
---
(1/340)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أنا مبتدئ في العلوم الشرعية..............
---
أنا مبتدئ في العلوم الشرعية..............
---
أخوكم في الله
02-11-2005, 05:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
والله حين وجدت موقعكم المبارك إن شاء الله طمعت في نصيحتكم على الكتب التي يجدر بي إقتناءها أولا.
فأنا أريد أن أتفقه في الدين وأسأل الله عز و جل أن يرزقني وإياكم الثبات.
أنا مبتدئ في العلوم الشرعية و كنت أنوي إقتناء مجلدات الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
فما رأي الأخوة الكرام في الكتب التي أفضل أن أبداء بها وتكون ميسرة للمبتدئين.
جزاكم الله خير
أخوكم في الله...........محمد
---
عمار
02-11-2005, 06:58 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته....
حياك الله أخي الكريم...أنصحك بقراءة كتاب "كيف تطلب العلم" لفضيلة الشيخ / عائض القرني. والكتاب يتميز بأسلوبه السلس الجميل...فلا هو بالطويل الممل ولا بالقصير المخل.
يمكنك تحميله من هذا الرابط :
http://www.saaid.net/Warathah/qarni/q5.zip
ويمكنك الاطلاع على هذا الرابط أيضا :
http://saaid.net/mktarat/alalm/21.htm
لكن أنصحك - أن تبدأ - بكتاب الشيخ عائض القرني وتعمل على تطبيق ما فيه ، وستتذوق
بنفسك حلاوة طلب العلم.
وفقنا الله وإياك.
ولا نستغني عن نصائح شيوخنا في هذا المنتدى بارك الله فيهم جميعا.
---
أخوكم في الله
02-11-2005, 07:29 AM
أخوي في الله عمار السلام عليكم.(1/341)
شكرا لك لى مشورتك الغالية. إن شاء الله سوف أقراء كتاب الشيخ عائض القرني, ولكن ماسألت عنه ولعلي لم أوضحه هو أي الكتب أبداء به ثم أتوسع إن شاء الله في مجال التفسير. مع العلم أني أقراء حاليا تفسير جزء عم لليخ إبن عثيمن رحمه الله وهو ميسر وأسلوبه جميل لكن للأسف فليس هناك تفسير للقران كاملا للشيخ إبن عثيمين رحمه الله. وأنا مسافر للخارج للدراسة وأنوي أن أخذ معي كم كتاب للفسير وأريد تفهم أيات كتاب الله. ومن خلال تصحفي الإنتيرنت وجدت هذا http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=14082&dgn=3 (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=14082&dgn=3)
فأردت قراءة كتاب ( أضواء البيان ) للعلامة محمد الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جامع بين الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه . لما يحتويه من الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه.
فأردت المشاورة لعدم إدراكي في علم التفسير وغيره من العلوم الشرعية.
ومرة أخرى شاكر لك حسن تعاونك.
جزاك الله خير أخي عمار.
أخوكم في الله.......محمد
---
عمار
02-11-2005, 09:53 AM
بارك الله فيك أخي الكريم.
لعل تجد في هذا الموضوع ما يفيدك :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26
وفقك الله.
---
د. هشام عزمي
02-11-2005, 01:14 PM
هناك محاظرة قيمة للدكتور مساعد الطيار حول هذا الموضوع نصح فيها بالبدء بأحد التفاسير الصغيرة المختصرة مثل تفسير السعدى رحمه الله ثم تتوسع بعد إتقانك لهذا التفسير .. و هذا هو رابط تحميلها (اضغط بزر الماوس الأيمن على الرابط ثم اختر Save Target As)
http://media.islamway.com/lessons/msa3edaltayr//ktbattafseer/2.rm
---
عبدالرحمن الشهري
02-11-2005, 02:19 PM(1/342)
مرحبأ بكم أخي الكريم محمد في ملتقى أهل التفسير ونسأل الله لك التوفيق ، والعلم النافع في الدنيا والآخرة . ونسأل الله لك تيسير سفرك وعودتك. ولعلك تتابع معنا في هذا الملتقى العلمي بما يعينك على فهم القرآن وكتب التفسير إن شاء الله.
وفيما تفضل به الأخ الكريم عمار والدكتور هشام كفاية إن شاء الله.
غير أني أشي إلى أن كتاب (أضواء البيان )للشيخ محمد الأمين الشنقيطي يصلح للمتقدمين في دراسة التفسير ، وليس للمبتدئين لما فيه من المصطلحات والمسائل التي قد لا يفهمها إلا القليل. والتدرج في القراءة واجب حتى لا يمل الطالب ويترك القراءة .
---
أخوكم في الله
02-11-2005, 05:18 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي عمار والدكتور هشام والمشرف عبدالرحمن جزاكم الله خير.
والله إن مساعدتكم أسرت قلبي. أثابكم الله على ما تبذلونه من جهد.
إن شاء الله سوف أبداء بتفسير الشيخ السعدي رحمه الله.
جزاكم الله خيرا.
أخوكم في الله..........محمد
---
(1/343)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما حد استخدام العقل المجرد في التفسير
---
ما حد استخدام العقل المجرد في التفسير
---
أبو مسفر
06-20-2003, 05:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما أقرا آيات في كتاب الله ثم يظهر لي معنى من هذه الآية. هل أعده تفسيراً ؟ هذا إذا كنت عامياً ليس لدي علم ولا معرفة بأي شيء من تفسير القرآن ، ولكن لدي عقل راجح مثلاً.
ثم إذا كانت عندي معلومات عن القرآن ولكنها قاصرة هل أستخدم عقلي ؟ إذن هل العقل وحده ممكن أن يفسر به القرآن ؟
ثم ما هي المدرسة العقلية التي فسرت القرآن مع ذكر المآخذ عليها ؟
وتفسير الشعراوي فيأي خانة نضعه ؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2004, 06:01 PM
للتذكير بالسؤال وطلب الإجابة عليه لأهميته . أرجو المشاركة .
---
مساعد الطيار
05-18-2004, 10:50 PM
أخي الكريم في سؤالك عدد من النقاط أقسمها وأتحدث عنها على حدة :
الأولى : قولك : ((عندما أقرا آيات في كتاب الله ثم يظهر لي معنى من هذه الآية. هل أعده تفسيراً ؟ هذا إذا كنت عامياً ليس لدي علم ولا معرفة بأي شيء من تفسير القرآن ، ولكن لدي عقل راجح مثلاً)
أولاً : لا يمكن أن تمنع نفسك من بادي الرأي الذي يظهر لك أثناء قراءتك لكتاب الله سبحانه ، وهذا القدر لست مؤاخذًا به ، لأنه لا يمكنك الانفكاك عنه .(1/344)
ثانيًا : أن تتبنَّى هذا الرأي دون أن ترجع إلى العلماء ليصحِّحوا لك ما ظهر لك من التفسير أو الاستنباط ، فالبِدار بالقول ببادي الرأي وتبنيه ونشره وحالك ـ كما قلت ـ: أنك عاميٌّ ليس لديك علم ولا معرفة ، فإن هذا من القول على الله بغير علم ، وهو من الكبائر التي نهى الله عنها في قوله : (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينَزِّل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) ( الأعراف : 33 ) . فانظر كيف قرن القول عليه بغير علم مع هذه الكبائر خصوصًا الشرك بالله .
ومن هذه الآية تعلم خطر القول على الله بغير علم ، وأنت قد نصصت على ذلك ، والعلم أصل أساس في القول بالرأي المحمود ، ولا يكفي في ذلك العقل ، لأن العقل غير المنضبط بالشرع لا يهدي للصواب دائمًا ، وإن وقع منه في بعض الأحيان .
وبمناسبة ذكر العلم والعقل ، ومن باب تمليح الكلام استطرد في ذكر مناظرة أقامها شاعر بين العلم والعقل فقال :
علم العليم وعقل العاقل اختلفا=من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا؟
فالعلم قال : أنا أحرزت غايته =والعقل قال : أنا الرحمن بي عُرِفا
فأفصح العلم إفصاحًا وقال له := بأيِّنا الله في فرقانه اتَّصفا؟
فبان للعقل أن العلم سيدُه = فقبَّل العقلُ رأس العلم وانصرفا
ثانيًا : قولك : ((ثم إذا كانت عندي معلومات عن القرآن ولكنها قاصرة هل أستخدم عقلي ؟ إذن هل العقل وحده ممكن أن يفسر به القرآن ؟))
فإن جواب سؤالك في سؤالك ، فما دمت تحكم بقصور معلوماتك ، فليس لك أن تفسر القرآن ، ثم هل أنت ملزم بأن تستخدم عقلك في التفسير وهذا حالك ؟
أرى أنك لست ملزمًا ، بل عليك الرجوع إلى أهل العلم ، والقراءة في كتب التفسير لتتبصر بما قاله أهله .
والعقل وحده لا يكفي في تفسير القرآن ، ولا يمكن أن يستقل به دون المصادر الأخرى التي يعتمد عليها من يريد أن يفسر القرآن برأيه .(1/345)
وحال هذا كحال رجل يدِّعي الطبَّ ويداوي الناس ، فقد يصيب شيئًا ، لكن أخطاءه وطوامَّه أكثر من إصابته للحق .
وهذا إذا كان غير مرضيِّ في علوم البشر ، فما بالك بعلم يتعلق بالله سبحانه ؟ وهو بيان مراد الله بكلامه .
ثالثًا : قولك : ((ثم ما هي المدرسة العقلية التي فسرت القرآن مع ذكر المآخذ عليها ؟ ))
أطلق مصطلح المدرسة العقلية على مجموع المتكلمين الذين يستخدمون عقولهم دون الاعتماد على النصوص ، وقد صار يطلق على وجه الخصوص على المعتزلة قديمًا ، ثمَّ على محمد عبده ومن سار على نهجه حديثًا .
ونسبتهم إلى العقل اصطلاحٌ ، وإلا فالعقل الصحيح ليس معهم ، بل معهم العقل المجرَّدُ ، أو العقل المعتمد على مصادر غير إسلامية ، كالمنطق والفلسفة وأفكار الحضارة الغربية وغيرها .
والذي يُتعجَّب منه أن هؤلاء يُنسبون إلى العقل ، وكأن مقابليهم ليس لهم عقول ، ولكن الأمر ليس كذلك ، بل هؤلاء اعتمدوا على عرض الشريعة على عقولهم التي أصابها فساد إما من جهة الشبهات ، وإما من جهة الشهوات ، فصارت تسيِّر عقولهم في أمورهم الفكرية ، فردُّوا بعض نصوص الكتاب والسنة لهذا السبب .
ويمكن القول بأن العقل على مراتب :
الأول : استخدام العقل المجرد عن أي مصدر ، وغالبًا ما يكون ذلك عند فقدان النصِّ أو عند بادئ الرأي .
الثاني : الاعتماد على العقل المعتمد على مصادر فاسدة أو غير صحيحة ؛ كما وقع لكثير من المعتزلة ، وكذلك بعض المعاصرين الذين لا يرون حرمة النص القرآني ، ويتعاملون معه كأي نص عربي ، وهؤلاء عندهم مصدرهم ، لكنه مصدر مخالف للصواب ، وهذا أكثر من سابقه بكثير .
الثالث : الاعتماد على العقل المعتمد على مصادر الشريعة ، وهذا الذي ينتج الرأي المحمود الذي لا زال العلماء يتعاملون به إلى اليوم .
وإذا تأملت هذه القسمة علمت أن نسبتهم إلى العقل تحكُّمٌ ، فلو رٌبِط العقل بوصف زائد لكان أولى .(1/346)
ولما كثر وصفهم بذلك جعلوا مقابلهم أهل النص والأثر ، وزعم من زعم أن هؤلاء لا يستعملون نقولهم ، وأنهم جمدوا مع النص ، وأنهم لا يقدمون لأمة جديدًا ، وهذا الزعم مخالف لواقع العلماء في الحكم على المستجدات ، وطريقة التعامل معها .
لكن هؤلاء يريدون الانفلات من النص دون رقيب ولا حسيب ، فينتسبون إلى العقل ، والعقل الصريح منهم براء .
وأحب أن أنوه هنا إنه قد سبق التعليق على مصطلح مدرسة الذي شاع استخدامه في الدراسات القرآنية ، ولعلي أذكر الرابط فأضعه لاحقًا من باب الفائدة .
ويمكن للسائل إن أراد أن يعرف المدرسة العقلية الحديثة ما لها وما عليها أن يرجع إلى كاب المدرسة العقلية الحديثة للأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي ، وهي في مجلدين ، وهناك دراسات أخرى في هذا الباب .
الرابع : قولك : ((وتفسير الشعراوي في أي خانة نضعه ؟ ))
أما تفسير الشعراوي فهو من التفاسير التي لقيت قبولاً عند العامة ، وذلك من منة الله سبحانه على هذا الرجل ، ويمكن أن نتلمس في طريقة درسه الإلقائي عوامل نجاحه في هذا الدرس ، ومنها :
1 ـ طريقة إلقائه للمعلومة ، وذلك باستخدام بعض العبارات التي يجذب بها الجمهور .
2 ـ السكتات التي يستخدمها في حديثه ، وطريقته فيها ، إذ فيها تنبيهات وجذب للانتباه .
3 ـ الأداء الحركي لأعضائه من اليد والجسم والعينين وغيرها ـ وذلك لمن يشاهده ، وهو بالمشاهدة أكثر تأثيرًا ـ وهذه لا تتأتى لكل أحد ، بل قد يستطيعها بعضهم لكنه يتركها خشية القالة .
4 ـ استفادته من المعلومات العامة المخزونة في ذاكرته في درسه في التفسير ، وغالبًا ما تكون هذه المعلومات من باب الملح واللطائف ، أو من باب بيان قضايا تتعلق بالشريعة لا التفسير ، وفيها من الجدَّة والطرافة ما فيها .(1/347)
5 ـ النُّزول بالأسلوب التعبيري إلى الفهم العامي ، وذلك من السهل الممتنع الذي لا يستطيعه كل أحد ، كما أنه يستفيد من واقع الناس في عباراتهم ومعاشهم في تفسيره ، ويوظِّف هذا توظيفًا عجيبًا .
6 ـ استخدام أسلوب السؤال ، وبعض الأساليب الكلامية المشوقة التي تجعل السامع منجذبًا إليه .
وهناك غيرها ، وهذا ما خرج من عفو الخاطر ، وهو استطراد أريد أن افتح به بابًا انغلق ، كان قد سأل عنه الأخ الفاضل عبد الله بالقاسم ، ولعله أن يرجع بسؤاله عن الطريقة المثلى في إلقاء درس التفسير في هذا العصر .
أما تفسيره من جهة الرأي ، ففيه رأي واضحٌ ، وذلك ظاهر في استنباطاته وتفسيراته ، ومن تفسيراته التي ذكرها أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل المذكور في سورة الإسراء هو ما نشاهده اليوم من إفساد بني إسرائيل .
ومنها تفسير الأوتاد بأنها الأهرامات .
ولكنه في عموم تفسيره لم يخرج عن تفسير المتقدمين عليه ، لكنه لما أوتي من حسن أسلوب يظن من ليس عنده علم أنه جاء بجديد ، وهو جديد على سامعه لكن ليس ابتكارًا حادثًا له .
وأذكر أن أحد الأقارب المعجبين بتفسيره يذكر ـ معجَبًا ـ ما فسر به التين والزيتون ويقول : من قال بهذا ؟ على سبيل الإعجاب وأنه من بنات أفكار الشيخ ، فذكرت له أن هذا محكي عن السلف ، لكن لجهله لا يعلم أن الشيخ مسبوق بهذا التفسير ، لكن الشيخ تميَّز بأسلوب عرضه لهذه المعلومة فحسب .
ويمكن القول بأن الرأي في تفسيره على أقسام :
الأول : رأي حادث في التفسير لم يسبق إليه ، وهذا قليل .
الثاني : اختيار قول في التفسير ، وهذه هي الطريقة الغالبة على تفسير المتأخرين .
الثالث : رأي في مسائل لا علاقة لها بالتفسير من المعارف المتعددة .
وعلى العموم فإن تفسيره مسموعًا نافع جدًّا ، لولا ما فيه من هنات في المعتقد يعرفها من يعرف عقيدة السلف ، والله يغفر لنا وله .(1/348)
أما الآراء في العلم سواءً أكان تفسيرًا أو فقهًا أو غير ذلك ، فإن الأمر فيها واسع ما دامت في باب الاجتهاد المقبول ، والله أعلم .
---
(1/349)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > هل الأخ مصمم الموقع والده طبيب عيون
---
هل الأخ مصمم الموقع والده طبيب عيون
---
مصطفى علي
10-12-2006, 02:41 PM
هل الأخ مصمم الموقع والده طبيب عيون
إن كان فأرجو حجز كشف نظارة ومصاريف السفر علينا
أخي الكريم الرحمة حلوة فماذا تصنع بهذا الخط ولما ؟ فالمفروض فيه كبار سن أو علماء ضعفة البصر من كثرة القراءة
فأسأل بالذي لا يرد السؤال به أن تكبر الخط مثل أهل الحديث .
خللي بالك لو خطأ في المشاركة فالعتبة على صغر الخط
---
مصطفى علي
10-12-2006, 02:45 PM
طبعًا أعني الصفحة الأولى وصفحة كتابة المشاركة
---
أحمد البريدي
10-13-2006, 12:28 AM
لعلك تنقل ملاحظاتك تحت المشاركة المثبتة في القسم العلمي الخاصة بالتصميم وسينظر فيه إن شاء الله
---
مصطفى علي
10-14-2006, 06:53 AM
دكتورنا الكريم أنا أمازح الأخ فقط ولقد رأيت في الموضوع هناك طلبًأ بذلك
لأن الخط صغير جدًا مع العلم بأن شاشة جهازي 21 بوصة فكيف بمن له شاشة أصغر
والأمر التفني لذلك بسيط جدًا أي تغيير الخط
---
(1/350)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) للدكتور محمد المختار ولد أبَّاه
---
عرض كتاب (تاريخ القراءات في المشرق والمغرب) للدكتور محمد المختار ولد أبَّاه
---
عبدالرحمن الشهري
09-30-2003, 08:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب ثمين صدر قديماً قبل عامين عام 1422هـ /2001م بعنوان :تاريخ القراءات في المشرق والمغرب للدكتور محمد المختار ولد أبّاه.وهو من منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو ، ويقع في 767 صفحة .
مؤلف الكتاب :
الدكتور محمد المختار ولد أبّاه. وهو أستاذ بدار الحديث الحسنية - بالرباط - بدولة المغرب ، وهو أحد أبرز الباحثين اللغويين المعاصرين في المغرب العربي ، المتضلعين من علوم اللسان التراثية ، الآخذين بحظ وافر من المناهج اللسانية الحديثة ، الجامعين في ثقافتهم إلى الأصالة الجدة ، وإلى التراث المعاصرة وذلك ظاهر في كتابه هذا الذي بين أيدينا. ومن مصنفاته غير هذا الكتاب كتاب بعنوان (تاريخ النحو في المشرق والمغرب). وهو أنفس كتاب تجده في تاريخ النحو بدون مبالغة. وله غيرها من الكتب والبحوث المنشورة.
موضوع الكتاب :
حظي علم القراءات بعناية كبيرة من العلماء المشتغلين بعلوم القرآن الكريم ، في مختلف عصور التاريخ الإسلامي ، وعدوه من أشرف العلوم ، وأشدها ارتباطاً بكتاب الله. وقد كثر التصنيف في هذا العلم قديماً وحديثاً ، وقد احتفظت لنا المكتبة الإسلامية بتصانيف شتى في هذا العلم ، معظمها لا يزال مخطوطاً ، وما نشر منها لم تتوفر لبعضه على وجه الإجمال شروط الدقة والتثبت في التحقيق والدراسة والنشر العلمي ، مع محدودية انتشاره في البلاد الإسلامية.(1/351)
وأكثر الجهود انصبت في العقود الأخيرة على نشر المصنفات المخطوطة في علم القراءات ، والتحقيق العلمي لها ، لكن الكتابة في تاريخ علم القراءات ظل محدوداً للغاية ، ومحصوراً في نطاق ضيق ، وظل هذا العلم في حاجة إلى كتابة تاريخ مفصل لمراحله التي مر بها عبر التاريخ الإسلامي الطويل.
ويعد هذا الكتاب الذي معنا هنا من أفضل المصنفات على الإطلاق إن لم يكن أفضلها في التاريخ لعلم القراءات تاريخاً مفصلاً شاملاً لجميع أجزاء العالم الإسلامي ، وخاصة الجزء المغربي منه الذي ظل بعده التاريخي غائباً عن الكثير من طلاب العلم قبل هذا الكتاب. وهذا الكتاب يعتبر من الكتب ذات المنهج الموسوعي في التأليف ، ومؤلفه من طبقة العلماء الموريتانين المتمكنين الذين يجمعون بين التبحر في العلوم الإسلامية والتعمق في فروعها ، وبين التخصص العلمي الدقيق في أكثر من حقل من حقول الثقافة العربية الإسلامية ، مع مقدرة فائقة على التأليف وفق المنهج الأكاديمي الذي اكتسبه من طول احتكاكه بالثقافة الغربية ، ومن سعة معرفته بالمناهج الأوربية في البحث والدرس والتأليف ، وفي التعامل مع المصادر والمراجع ، وفي الموازنة بين الآراء والمقارنة بين المدارس واستقصاء الاتجاهات التي تدخل في صلب موضوع البحث وتتبع مصادرها والوقوف على مظانها.
ولذلك جاء هذا الكتاب وافياً وشاملاً وملبياً لحاجة ماسة ، كان يستشعرها طلاب العلم المتخصصون في هذا الفرع من فروع العلم ، خاصة ما يتعلق بالجوانب التاريخية المرتبطة بانتقال القراءات من المشرق إلى المغرب ، بالمفهوم الجغرافي الواسع الذي يشمل الغرب الإسلامي كله ، والتعريف بالقراء في هذا الجزء من العالم الإسلامي في مراحل تاريخية متعاقبة ، وبما تركوه من مصنفات ورسائل علمية أغنوا بها المكتبة القرآنية بزاد من المعرفة يشهد لهم بعلو كعبهم في هذا الحقل العلمي على وجه الخصوص.(1/352)
لقد تتبع المؤلف وفقه الله المنحى الذي سار فيه علم القراءات في المشرق والمغرب ، واستقصى في تعمق البحث في سلسلة الروايات ، وأفاض في الترجمة لرجالاتها ، على نحو قدم به هذه الطائفة الكريمة من مشاهير القراء ، تقديماً نهج فيه نهجاً سديداً ، وأنار به الطريق أمام المهتمين بالقراءات بخاصة ، والمهتمين بالعلوم الإسلامية بعامة.
ويشرح المؤلف في وضوح منهجي ، الهدف من التقسيم بين المشرق والمغرب في تاريخه للقراءات ، فيؤكد أن هذا التقسيم لا يمس جوهر موضوع القراءات ، فلا توجد قراءة مشرقية وأخرى مغربية ، فالقرآن الكريم نص واحد محكم لا اختلاف فيه ، وطرق أدائه المتعددة تعود كلها إلى الحروف المرخص فيها كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يخلص المؤلف إلى القول إن التقسيم الوارد في الكتاب إنما يعني أساساً إبراز نشاط الأمصار المغربية في الأندلس (أسبانيا حالياً) وبلاد المغرب العربي ، والمشرقية في مصر والعراق والشام وغيرها في علم القراءات ، من حيث ضبط الروايات وتصحيحها ، وتعليلها ، وكيفية أدائها نطقاً ورسماً.
وفي هذا السياق يذهب المؤلف إلى القول إن هذا النشاط متواصل ، متماسك في تدوينه ونقله ، لتوثق العلاقات بين الأئمة ، وحرصهم على ضبط الأسانيد والقيام بالرحلات العلمية ، بحيث يكون الإمام القارئ ينتمي إلى عدة حواضر في الأقاليم الإسلامية. ويوضح المؤلف أن دواعي هذا التقسم إنما تستجيب للمنهج التاريخي الذي يرمي إلى الربط بين الظواهر المعنية ، وبين ملابساتها الزمنية ، وظروفها المكانية.
وعلى هذا النحو المتسق ، والمنهج السديد ، يمضي المؤلف في إيفاء موضوع تاريخ القراءات حقه وافراً ، في أناة وتثبت تعجبني في مؤلفات هذا الرجل وفقه الله وبارك في علمه ، وفي أصالة وعمق ، وفي استفاضة وسعة ، بحيث يمكن القول إجمالاً :(1/353)
إن هذا الكتاب جاء ليسد فراغاً كان يستشعره المشتغلون بتاريخ القراءات في الربط بين حلقات تاريخه في المشرق والمغرب ، في نسق متكامل مترابط. وهذه ميزة من أهم مميزات هذا الكتاب.
وقد اعتمد المؤلف في كتابه على عدد من المصادر القديمة التي طبعت والتي لا يزال بعضها مخطوطاً ، كما اعتمد على عدد من البحوث والدراسات الجامعية التي لم تطبع بعد وخاصة في بلاد المغرب التي يحظى علم القراءات عندهم بعناية كبيرة ، مع ندرة ما يصلنا في المشرق من هذه البحوث والدراسات ، وهذه ميزة من مميزات هذا الكتاب على الكتب التي كتبت في موضوعه وأخلت بهذا الجانب التاريخي المهم.
أبواب الكتاب :
قسم المؤلف كتابه هذا إلى :
تمهيد .
تحدث فيه المؤلف باختصار وتركيز عن جمع القرآن ، ونشأة مدارس القراءات كما سماها في الحجاز والشام والبصرة والكوفة ، وتطور هذه المدارس ، ومنهجه في الكتاب. ثم تحدث عن ضوابط علم القراءات فتحدث عن التواتر وعن رسم المصحف وعن مخارج الحروف وتطبيقات العلماء وغير ذلك من المسائل ذات الصلة.
الباب الأول : عصر الأئمة والرواة.
تحدث فيه عن القراء السبعة ، واختيارهم وأصولهم ومفرداتهم . ثم تحدث في آخر الباب عن القراء السبعة الآخرون وهم الثلاثة المكملين للعشرة ، والأربعة المكملين للأربعة عشر.
الباب الثاني : عصر التدوين.
تحدث فيه عن ابن مجاهد وكتاب السبعة ، وكيف كانت القراءات في بغداد قبل ابن مجاهد . ثم تحدث عن ابن مهران والقراء العشرة ، وكيف كانت القراءات في خراسان قبل ابن مهران. ثم تحدث في الفصل التالي عن ابن غلبون وتحدث عن مشاهير القراء في مصر بين ورش وابن غلبون صاحب كتاب التذكرة.(1/354)
وهكذا يستمر المؤلف على هذا النسق في بقية أبواب كتابه النفيس ، الذي أقترح على مشايخنا في أقسام الدراسات القرآنية أن يكون هذا الكتاب هو المرجع في دراسة القراءات في الدراسات العليا ولا سيما في مرحلتي الدكتوراه والماجستير ، حيث إنه فيما رأيت أفضل كتاب في هذا الباب ومنهجه منهج أكاديمي يصلح للمدارسة في هذه المرحلة.
الباب الثالث : مدرسة القيروان وتأثيرها في الأندلس.
الباب الرابع : المدرسة الأندلسية.
الباب الخامس : عصر التثبيت والتكميل (أدبيات الشاطبية : بين الأندلس والشرق).
الباب السادس : المدرسة المغربية.
الباب السابع : المدرسة الشنقيطية. وهذا الباب وما بعده مما انفرد به هذا الكتاب ، ولم أجد تأريخاً للقراءت في شنقيط بمثل هذا التفصيل في غير هذا الكتاب.
الباب الثامن : آراء العلماء الشناقطة في التجويد.
الخاتمة.
أرجو أن يكون هذا العرض حافزاً لإخواني لاقتناء هذا السفر النفيس والاستفادة منه ، أسأل الله أن ينفعنا جميعاً بالعلم ، وأن يجزي مصنفه خيراً.
---
العبادي
10-01-2003, 12:24 AM
جزاك الله خيراً على جهودك البناءة في هذا الموقع المبارك ...
أود أن أستفسر ما إذا كان يمكن الحصول على هذا الكتاب المبارك عبر رابط معيّن ..
وجزاكم الله خيرا ،،،،،،،،
---
عبدالرحمن الشهري
10-01-2003, 07:01 AM
حياكم الله أخي الكريم العبادي وبارك فيكم.
لا علم لي بوجوده على الانترنت ، ولا أتوقع ذلك لضخامة الكتاب. وقد لاحظت ندرة وجوده في المكتبات فضلاً عن الانترنت. وفقكم الله.
---
عبدالرحمن الشهري
02-17-2006, 01:35 PM(1/355)
استمعت البارحة - ليلة الجمعة 18/1/1427هـ - للقاءٍ ماتع في قناة المجد العلمية عن مبادئ علم القراءات ، أتحفنا فيه فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور المقرئ إبراهيم بن سعيد الدوسري وفقه الله ورعاه . وقد أجاد وأفاد في بيان مبادئ هذا العلم الشريف . ودعاني هذا إلى التذكير بهذا الكتاب الثمين في تاريخ علم القراءات ، وبيان طرقها ورواياتها بياناً تاريخياً شافياً. لعله يكون فيه نفع وفائدة للقارئ الكريم .
---
(1/356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إجماعات في التفسير ينقلها غير المفسرين في كتبهم
---
إجماعات في التفسير ينقلها غير المفسرين في كتبهم
---
عمر المقبل
12-04-2006, 10:29 PM
كنت أقلب في موسوعة شروح الموطأ ـ بغرض مراجعة مسألة علمية ـ فوقفت على كلمة لابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ حركت عندي التنبيه على ما يدل عليه عنوان هذا الموضوع : وهو ما يحكيه بعض العلماء من إجماعات ،أو اتفاقات في التفسير ،إذ هي في غير مظنتها ـ كما هو ظاهر ـ.
ولعلي أفتتح هذا الموضوع بهذا المثال الذي كان سبباً في كتابته :
قال ابن عبدالبر في التمهيد ـ كما في الموسوعة 4/372 ـ معلقاً على قول الله تعالى : (قد أجيبت دعوتمكا فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون) :
(ولا يختلف المفسرون أن موسى كان يدعو ،وهارون يؤمن).
تنبيه : هذا الأثر الذي حكى ابن عبدالبر الاتفاق عليه لا يثبت من حيث الصناعة الحديثية ،كما أفاده الحافظ ابن حجر.
---
أبو العالية
12-05-2006, 01:51 PM
الحمد لله ، وبعد ..
جميل ما طرحت يا شيخ عمر ، ولكن قد يكون فيها تكرار لما هو مدونٌ في كتب التفسير ؛ فيقال هنا :
أولاً : ألا يمكن أن يكون هذا القول _ الإجماع _ قد حكاه أو نقله المؤلف عن أحد علماء التفسير ؟
وإذا كان ؛ أفليس الأولى ذكر صاحب الاختصاص ؟ هذه واحدة .
والثانية ؛ لا ينبغي الاقتصار على كل قول مطلقاً ؛ بل لا بد من مدارسته ؛ فإن صحَّ الإجماع فالحمد لله وإلا فلا .
وثانياً : إذا لم يوجد في كتب التفاسير قول حكى الإجماع ، وجاء قول معتبر من غير مظان كتب التفسير ؛ فما شروط قبوله ؟ أهي نفس شروط المفسر حين يحكي الإجماع أم لا ، سيَّما ممن ليس من صنعته التفسير و لم يكتب فيه ولا في علومه . فكيف يكون بارك الله فيكم .
ودمتم على الخير أعواناً
---
محمود الشنقيطي
12-07-2006, 02:41 PM(1/357)
أخي ابو العالية بارك الله فيك
إن احتمال نقل العالم الغير مشتغل بالتفسير لإجماعات المفسرين مع عدم التصريح بالنقل يحتمل كونه نقلا عن أحدهم أو استقراءا منه لأقوالهم,وفي كلا الحالين لن تنعدم الفائدة من جمع تلكالنقولات خصوصا وهي ترد في غير مظانها, فجزى الله طارح الموضوع على فكرته القيمة..
ولا يخفى على شريف علمكم أن سلفنا الصالح رحمهم الله لم يبتلوا بداء التخصص الذي سرى في الناس اليوم,كل من اطلع على كتبهم يلحظ ذلك جليا بارزاً..
خصوصا كتب الفقهالتي تبهر الناظر حين كلام مؤلفيها على أنواع الطيب في محظورات الإحرام وسردهم لما هو طيب الرائحة من الأشجار وغيرها حتى تجزم أنه لم يشتغل طيلة حياته إلا بالعطارة..
ثم تنبهر من معرفته بالحبوب والثمار,والمطالع والأهلة,والبهائم,والصيد وأدواته,وإلى غير ذلك مما لا يمكن حصره من مواطن تجلي موسوعية اولئك العلام,وإن كان طغى على بعضهم التأليف في فن واحد أو اثنين,أو لم يصلنا كل ما كتبوه, فرحمهم الله رحمة واسعة,وألحقنا بهم ونظمنا في سلك العلماء العاملين ... آمين
---
محمود الشنقيطي
12-07-2006, 02:46 PM
قال ابن الحافظ ابن حجر -رحمه الله - في فتح الباري (وسميت الساعة آزفة لقربها أو لضيق وقتها,واتفق المفسرون على أن معنى أزفت اقتربت أو دنت)11/389
ويقول رحمه الله تعالى عند باب (ولا يحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله..)الآية
(قال الواحدي:أجمع المفسرون على أنها نزلت في مانعي الزكاة,وفي صحة هذا النقل نظر,فقد قيل: إنها نزلت في اليهود الذين كتموا صفة محمد {صلى الله عليه وسلم}قاله ابن جريج واختاره الزجاج,وقيل فيمن يبخل بالنفقة في الجهاد وقيل على العيال وذي الرحم المحتاج.
نعم, الأول هو الراجح وإليه أشار البخاري)8/230(1/358)
ويقول الإمام العيني - رحمه الله - في عمدة القاري عند باب(قول الله تعالى{وَصَلَّ عَلَيْهِمْ}): (واتفق المفسرون على أن المراد بالصلاة هنا الدعاء,ومعناه: ادع لهم واستغفر)22/295
ويقول ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد :(ومن الدلائل على أن الإيمان قول وعمل كما قالت الجماعة والجمهور قول الله عز وجل {وما كان الله ليضيع إيمانكم} ولم يختلف المفسرون أنه أراد صلاتكم إلى بيت المقدس)9/245
---
عبدالله العلي
12-09-2006, 08:46 PM
للفائدة
رسالة الإجماع في التفسير للدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري
---
محمود الشنقيطي
12-09-2006, 08:57 PM
الأخ عبد الله العلي
هل رسالة الدكتور الخضيري في إجماعات المفسرين من خلال كتبهم؟؟
أم هي من خلال كتب غيرهم من شراح كتب السنة ومصنفات الفقهاء؟؟
أم من الجميع ؟؟
---
أبو العالية
12-10-2006, 11:10 AM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمود وفتح الله عليك
أنتظر جواب أخي الكريم الشيخ عمر وفقه الله .
---
إبراهيم الحميضي
12-10-2006, 02:03 PM
بل اختار ستة من كتب التفسير واقتصر عليها .
---
عمر المقبل
03-07-2007, 12:16 AM
من الإجماعات التي وقفت عليها في هذا الباب ، قول العز بن عبدالسلام ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (القواعد الكبرى) 2/382 :
(وأجمع المفسرون على أن المراد بالبالغة الحلقوم ـ التي ترجع إلى الجسد ـ : روح الإنسان ) انتهى .
تنبيه :
هذا الكلام ساقط من بعض الطبعات للكتاب ،وهو مستدرك في الطبعة التي حقهها : د.نزيه حماد ،ود.عثمان جمعة ضميرية ـ جزاهما الله خيراً ـ .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2007, 05:48 PM
شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 97)
وَأَمَّا قَوْله عَزَّ وَجَلَّ : { إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَم بِالْمُهْتَدِينَ }(1/359)
. فَقَدْ أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِب . وَكَذَا نَقَلَ إِجْمَاعهمْ عَلَى هَذَا الزَّجَّاج وَغَيْره . وَهِيَ عَامَّة فَإِنَّهُ لَا يَهْدِي وَلَا يُضِلّ إِلَّا اللَّه تَعَالَى .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2007, 05:49 PM
عون المعبود - (ج 9 / ص 483)
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كِتَاب غَرِيب الْحَدِيث فِي قَوْله تَعَالَى { وَاَللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَة مِنْ نِسَائِكُمْ } : أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهُ الزِّنَا اِنْتَهَى .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2007, 05:50 PM
تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 81)
وَقَالَ الْقَارِي : أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِصَاحِبِهِ فِي الْآيَةِ يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى { ثَانِيَ اِثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ } هُوَ أَبُو بَكْرٍ ، وَقَدْ قَالُوا مَنْ أَنْكَرَ صُحْبَةَ أَبِي بَكْرٍ كَفَرَ لِأَنَّهُ أَنْكَرَ النَّصَّ الْجَلِيَّ بِخِلَافِ صُحْبَةِ غَيْرِهِ مِنْ عُمَرَ أَوْ عُثْمَانَ أَوْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2007, 05:52 PM
شرح ابن بطال - (ج 13 / ص 383)
.... ولو كان من السنة طلاق الثلاث فى كلمة كما قال الشافعى لبطلت فائدة قوله تعالى: {لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا} [الطلاق: 1]، أجمع أهل التفسير أنه يعنى به الرجعة فى العدة، قالوا: وأى أمر يحدث بعد الثلاث، فدل أن الارتجاع لا يسوغ إلا فى المطلقة بدون الثلاث.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2007, 05:58 PM
فتح الباري لابن حجر - (ج 12 / ص 372)
بَاب : { وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ }
قَوْلُهُ : ( بَاب وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ )(1/360)
اِتَّفَقَ أَهْل التَّفْسِير عَلَى أَنَّ الْمُخَاطَب بِذَلِكَ الْأَوْلِيَاء ، ذَكَرَهُ اِبْن جَرِير وَغَيْره .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-08-2007, 12:28 PM
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده - (ج 2 / ص 64)
( وقوله تعالى: (الحامِدونَ السائحونَ) قال الزجاج: السائحونَ في قول أهل التفسير واللغة جميعا، الصائمون، قال: ومذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض، وقيل: أنهم الذين يديمون الصيام، وهو مما في الكتب الأول، وقيل إنما قيل للصائم سائح لأن الذي يسيح متعبدا، يسيح ولا زاد معه، إنما يطعم إذا وجد الزاد.)
---
عمر المقبل
03-09-2007, 10:08 PM
في الزواجر عن اقتراف الكبائر 2 / 53 :
وقَوْله تَعَالَى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ } إلَخْ إذْ الْمُنَاظَرَةُ إنَّمَا كَانَتْ فِي الْمَيْتَةِ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِينَ لَا فِي ذَبِيحَةِ تَارِكِ التَّسْمِيَةِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ .
---
(1/361)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن عطية والزمخشري
---
بين ابن عطية والزمخشري
---
ابن الشجري
04-23-2005, 05:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مر معي أثناء مطالعتي لكتاب ( فتاوى البرزلي) ما أحببت أن يدلي فيه الأخوة بماعندهم
قال البرزلي ناقلا عن شيخه ابن عرفة ما سمعه منه قال : ( وسمعت شيخنا الإمام ـ رحمه الله ـ يقول : في تفسير ابن عطية والزمخشري قال : نخاف على المبتدي من تفسير ابن عطية أشد من الزمخشري لأن الزمخشري لما علم أنه مبتدع تحرز منه الناس وذكروا ما خالف فيه واشتهر ، وابن عطية سني لايزال يدخل من كلام الرماني ماهو من مذهبه من الاعتزال في التفسير ، ولاينبه الشيخ عليه فتعتقد أنه من أهل السنة وأن الكلام جار على أصولهم وليس الأمر كذلك )أهـ 6/418
وبالمناسبة فهذا الكتاب ـ فتاوى البرزلي ـ نفيس للغاية ، كأغلب كتب المغاربة فلها من الرونق مالطبيعة تلك البلاد ، وعليها ماء الحياة يجري بين سطورها ، جريان الجداول في سفوح بلنسية والقيروان .
وبين جنباته أشتات ونوادرليست إلا فيه من مسائل لها تعلق بالقرآن وعلومه ، ومثله المعيار للونشريسي ،وفيه نقولات عن شيخ الاسلام رحمه الله ، لم يتبين لي هل كانت سماعا مما نقل له أم نقلا عن كتبه ، وألأغلب أنها من كتبه لكن دون إشارة منه رحم الله الجميع .
---
سعيد بن متعب
04-23-2005, 05:59 AM
- رأي شيخ الإسلام في تفسيري الزمخشري وابن عطية.
قال شيخ الإسلام:(1/362)
"و(تفسير ابن عطية وأمثاله) أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل، فإنه كثيراً ما ينقل من (تفسير محمد بن جرير الطبري) وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدراً، ثم إنه يدع ما نقله ابن جرير عن السلف، لا يحكيه بحال، ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم، وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة، لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه، ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب" (الفتاوى 13/361).
وفي كلام شيخ الإسلام من الفوائد ما يلي:
1- تفضيل شيخ الإسلام لـ (تفسير ابن عطية) على تفسير (الزمخشري) مما يدل على اطلاعه التام على التفسيرين كليهما، ولقد كنت بحمد الله ممن اطلع على هذين الكتابين واستفدت منهما فوائد لغوية وبلاغية عظيمة.. ولم يكن تفسير ابن عطية عندي عندما كان يدرسنا شيخنا الجليل الذي لم تر عيني مثله، ألا وهو أستاذي محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله وجزاه عنا أحسن الجزاء، وكنت أكتب عنه عندما كان يلقي علينا في الجامعة الإسلامية، ثم لما وقع تفسير ابن عطية في يدي وجدت طرفاً عظيماً مما يلقيه شيخنا في هذا الكتاب وخاصة الشواهد العربية لمعاني ألفاظ القرآن.
2- الزمخشري وابن عطية وإن كانا من المعتزلة إلا أنهما (كانا أقرب إلى أهل السنة) وهذا يفيدك أنه كان من أتباع الفرقة الواحدة من هم أقرب للسنة من بعض.
3- إنه يجب أن يعطى كل ذي حق حقه وذلك عند التقييم والسؤال. وهذا يهدم الأصل الذي أراد أن يؤصله بعض من كتب في هجر المبتدع أنه لا يجوز أن تذكر حسنة لمبتدع.
منقووووووووووووووووووول0
من كلام الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في كتابه : موقف أهل السنة والجماعة من البدع والمبتدعة 0
وهذا رابط : http://www.salafi.net/books/hbook20.html
---(1/363)
مساعد الطيار
04-23-2005, 06:10 AM
أخي ابن الشجري
أحسنت الإفادة في هذا الموضوع ، وذلك يدخل في نقد كتب التفسير ، وقد وقفت قديمًا على كلام ابن عرفه هذا في كتاب عون المعبود ، ونسب نقله إلى ابن حجر ، وكنت أطنه يعني الحافظ صاحب فتح الباري ، حتى وقفت على سؤال وُجِّه إلى ابن حجر الهيتمي ، فعلمت أنه هو المقصود بالنقل عند صاحب عون المعبود ، وهذا ما ورد في كتاب الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي .
سئل ابن حجر الهيتمي : هل في تفسير ابن عطية اعتزال :
فأجاب بقوله : (( نعم ، فيه شيء كثيرٌ ، حتى قال الإمام المحقق ابن عرفة المالكي : يُخشى على المبتدئ منه أكثر ما يُخاف عليه الزمخشري ؛ لأن الزمخشري لما علِمت الناس منه أنه مبتدع تخوفوا منه ، واشتهر أمره بين الناس مما فيه من الاعتزال ومخالفة الصواب ، وأكثروا من تبديعه وتضليلة وتقبيحه وتجهيلية ، وابن عطية سُنِّي ، لكن لا يزال يُدخل من كلام بعض المعنزلة ما هو من اعتزاله في التفسير ، ثمَّ يُقِرُّه ولا يُنبِّه عليه ، ويعتقد أنه من أهل السنة ، وأن ما ذكره من مذهبهم الجاري على أصولهم ، وليس الأمر كذلك ، فكان ضرر تفسير ابن عطية أشد وأعظم على الناس من ضرر الكشاف )) . الفتاوى الحديثية ، لابن حجر الهيتمي ( ص : 242 ) .
وهذا من أشدِّ ما وُجِّه لابن عطية من النقد من جهة الاعتقاد ، ـ وهو كما ترى ـ من قول قوم يوافقونه على مذهبه ، ولي تعليق على مقدمة محققي كتاب المحرر الوجيز (ط : قطر ) عند كلامهم على نقد شيخ الإسلام لمعتقد ابن عطية ، ذكرته في شرحي لمقدمته ، وهي قيد الطبع ، ولله الحمد .
---
جمال حسني الشرباتي
05-09-2005, 03:53 AM
آيناس
قلت (2- الزمخشري وابن عطية وإن كانا من المعتزلة إلا أنهما (كانا أقرب إلى أهل السنة) وهذا يفيدك أنه كان من أتباع الفرقة الواحدة من هم أقرب للسنة من بعض.))(1/364)
أما الزمخشري فمعروف أما إبن عطية فهو مفسر على منهج غالبية هذه الأمة وليس معتزليا قطعا----ومن السهل عليك معرفة ذلك من تتبع آيات يدندن بها المعتزلة
---
سعيد بن متعب
05-11-2005, 12:47 AM
يبدو أن أخي العزيز لم يتنبه إلى كلمة (منقوووووووووووووول) فأنا نقلت كلام الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من موقع (سلفي ) كما يظهر وشكراً للتداخل0
---
جمال حسني الشرباتي
05-11-2005, 03:50 AM
يبدو أن أخي العزيز لم يتنبه إلى كلمة (منقوووووووووووووول) فأنا نقلت كلام الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من موقع (سلفي ) كما يظهر وشكراً للتداخل0
نعم لم أنتبه لأن (منقوووووووووووووول) غير " منقول " قطعا
---
جمال أبو حسان
05-11-2005, 10:59 AM
انا ارى ان يذهب الكرام الى كتاب رائع اسمه منهج ابن عطية في التفسير للدكتور عبد الوهاب فايد
---
جمال حسني الشرباتي
05-11-2005, 02:39 PM
أخي الدكتور جمال
وهل تحمل رأيا خاصا في الموضوع----أنا مطلع عن قرب على تفسير إبن عطية وهو على منهج غالبية الأمة--فما رأيك
---
(1/365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "رفع اللبس عن حديث سجود الشمس" : نسخة منقحة ومصححة مع فوائد علمية
---
"رفع اللبس عن حديث سجود الشمس" : نسخة منقحة ومصححة مع فوائد علمية
---
عبدالله الشهري
08-31-2006, 01:23 PM
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ، وبعد
فإني كنت قد كتبت هذا البحث قديماً ، ولكني كتبته على عجل ، جواباً على سؤال منشأه شبهة استشرت عبر المنتديات وأثارت الريب في نفوس البعض من الناس ، فرقمت هذه الكلمات ساعتئذٍ ، ولكني منذ ذلك الحين وأنا أجيل النظر في مواطن الخلل وإصلاحها قدر المستطاع، والمواضع المفتقرة إلى مزيد تحرير فحررتها ، وكذا المقاطع التي رأيت قلة الحاجة إليها فقمت بحذفها أو تهذيبها وتشذيبها ، ولا أزعم أن جوابي هو القول الفصل الذي لا يلحقه وصل ولا يحوجه أصل ، استغفر الله من ذلك ، فمن كان عنده توجيه سديد فليسديه بألطف عبارة ومن أزمع على النقد فلا يضرسني بأنياب ويطأني بمنسم فإنه لا يخلو عمل آدمي من زلل أو سقط والكمال عزيز وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه :
عبدالله بن سعيد بن علي الشهري
waleedione@hotmail.com
رفع اللبس عن حديث سجود الشمس
مع زيادات وتصحيحات واستدراكات وفوائد علمية.
((أقول من أنعم النظر في الرواة والمرويات ومساعي أئمة الحديث في الجمع والتنقيب والبحث والتخليص والتمحيص عرف كيف يثني عليهم، وأبقى الله من بعدهم ما يتم به الابتلاء وتنال به الدرجات العلى ويمتاز هؤلاء عن هؤلاء وقد أسلفت أن الاستشكال لا يستلزم البطلان. بدليل استشكال كثير من الناس كثيراً من آيات القرآن، والخلل في ظن البطلان أكثر جداً من الخلل في الأحاديث التي يصححها الأئمة المتثبتون)).
"الأنوار الكاشفة ، عبدالرحمن المعلمي اليماني "
==========================================(1/366)
سأل سائل فقال: قد أشكل علي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سجود الشمس تحت عرش الرحمن. كيف تسجد ؟ ومالنا لا نرى ذلك ؟ ثم إن الحديث الشريف يذكر أنها تصنع ذلك بعد غروبها مع أنها تغرب عن أهل كل بلد فإذا كان الأمر كذلك فإنها تسجد في كل وقت لأنها غاربة في كل وقت عن بلد من البلاد. فما العمل؟ أفيدونا رحمكم الله وزادكم الله علماً.
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله و ما توفيقي إلا بالله وما أصابني من خذلان فمن نفسي والشيطان ، فا للهم اغفر لي خطئي وعمدي وجدي وهزلي وكل ذلك عندي:
الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح وأصله في الصحيحين من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه :
أخرجه البخاري رحمه الله في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب ؟ قلت الله ورسوله أعلم ؟ قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم .
وأخرجه أيضاً في باب تفسير القرآن عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ :" كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس ؟ قلت الله ورسوله أعلم ؟ قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم .(1/367)
وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ؟ قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وكذا أخرجه الترمذي في جامعه وأحمد في مسنده بألفاظ متقاربة .
واعلم أن الغرض من هذا البحث ليس إثبات صحة الحديث فهو صحيح بلا ريب ، وإنما الغرض نفي الامتناع ، أي امتناع حصول سجود الشمس واستئذانها مع كون الناس لا يستنكرون من أمر سيرها وجريها شيئا. أما من يرمي جاهداً إلى إثبات الامتناع فيلزمه – قبل أن يمشي خطوة واحدة - الإحاطة بحقائق ثلاث أمور عليها يدور معنى الحديث فإذا أحاط بحقائقها وتيقن من ذلك حق اليقين فليأتنا بالدليل القاطع على ما حصلّه من علم وهذه الحقائق هي :
1- حقيقة العرش.
2- حقيقة حركة الشمس.
3- حقيقة سجود الشمس.(1/368)
أولاً: حقيقة العرش: فالذي يمكن قوله هنا هو أن نقص الإحاطة بحقائق هذه الثلاث مؤثر ولا بد في مقدار الفهم و طريقة الإدراك ، فما بالك إذا كان المرء يجهل أكثر حقيقتها وعلى رأس هذه الأشياء حقيقة العرش الذي لا يعلم حقيقة كيفيته و هيئته و حجمه وصفته إلا الله وحده. وليس لنا أن نتكلف للعرش من الأوصاف ما لم يجيء بها القرآن والسنة. فنؤمن بأنه عظيم القدر حجماً و وزناً. أما عظم حجمه فقد جاء في الحديث (ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) السلسلة الصحيحة رقم:109 ، وأما عظم وزنه فقد جاء عند مسلم من حديث جويرية بنت الحارث (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح إلى وقت الضحى فقال: لقد قلت بهدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضى نفسه). قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الرسالة العرشية (فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان).
وللعرش قوائم ففي الصحيحين عن أبي سعيد قال (جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه ؛ فقال : يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوه فدعوه فقال : لم لطمت وجهه ؟ فقال : يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر فقلت : يا خبيث وعلى محمد ؟ فأخذتني غضبة فلطمته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذا بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته).(1/369)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم) . أما إذا شغبنا بطلب الإيغال في معرفة حقيقة حجم العرش وحقيقة قوائمه وسائر أحواله وصفاته فهذا مما لا علم لنا به ، و هو الحد الفاصل الذي يستوي عنده العالم والجاهل ع فيبقى الكل عاجزاً حسيراً عن تصور ماهيته ومعرفة أصل حقيقته ، والخوض في حقيقة ذلك تكلف منهي عنه ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال (فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم و اختلافهم على أنبيائهم)(1/370)
ثانياً: حقيقة حركة الشمس: وكذا حقيقة حركة الشمس. فالحديث صريح في أن الشمس هي التي تتحرك وأنها غير ثابتة ولا يقولن مسلم: لكن الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس ثابتة لأن هذا غير ثابت بطريق القطع الحسي كما سنرى ولا يوجد إجماع كامل من كل العلماء على ذلك بل يوجد فريق كبير من العلماء المعاصرين على خلاف هذا الرأي كما سيتبين لاحقاً. وأنبه هنا على أني لست بصدد بعث المناظرة و استنهاض النقاش حول ثبوت دوران الشمس من عدمها أو دوران الأرض من عدمها وإنما القصد الأهم عندي هو التأكيد على أن هذه النظريات ليست محل اتفاق كلي أبدي سرمدي وأن حقيقة حركة الشمس أمر لم يحسم حسماً تاماً كما سيظهر إن شاء الله. أعود فأقول لم يطبق على أمر ثبات الشمس كل علماء الفلك والفيزياء ولم يتفقوا عن بكرة أبيهم على ضد ذلك وإن اتفق أكثر الناس لشهرة المعلومة لا لثبوتها لديهم من طريق حسي يقيني. لم يقل أحد من العلماء المعتبرين أن القول بثبات الشمس يستند إلى شاهدٍ قطعي من الواقع الملموس. غاية ما هنالك أن هذا النموذج الذي يسمونه النموذج الشمسي (heliocentric) والذي وضعه كوبرنيكس استحسنه وفضله العلماء لأنه أنسب من جهة الحساب في تفسير دوران الكواكب وحركة الأجرام. وقد نص كثير من كبار علمائهم مثل "فرد هويلي" و "بول ديفس" و "برتراند رسل" على احتمالية هذه المسألة وخضوعها لمبدأ النسبية أكثر من كونها نظرية أضحت حتماً مقضياً. وصرح آخرون مالفيسلوف الأمريكي والتر ستيس بأنه لو قال أحد أن الشمس هي التي تدور لا يمكن لأحدٍ أياً كان أن يبرهن (بطريق الحس) على خطأه إلا إذا استطاع أن ينظر للكون كله من الخارج ويرى ذلك وهذا مستحيل في الوقت الراهن. ولذلك يؤكد الفيزيائي المعاصر بول ديفس على أنه لن نتمكن أبدًا من التأكد من صحة هذا التصور مهما بدا دقيقًا وعليه (فليس لنا أن نستبعد كليٌّا أن صورة أكثر دقة قد تُكتشف في المستقبل).(1/371)
ومن هنا دافع مؤيدوا كوبرنيكس نفسه عنه أمام الكنيسة – التي عارضته - وقالوا (بأن النموذج الذي قدمه كان مجرد تحسين رياضي مفيد لتحديد أماكن الكواكب في المجموعة الشمسية، وليس تمثيلاً حقيقيٌّا لواقع العالم).
وقد ظهر الآن فريق من العلماء يعرفون ب (Neo-geocentric scientists) أي "علماء النموذج الأرضي المتأخرين/ المعاصرين" و يؤيدون في نموذجهم بأدلتهم الجديدة النموذج الأرضي القائل بثبات الأرض ودوران الشمس. ولذلك لم يجرؤ عالم معتبر على زعم ثبوت النموذج الشمسي بطريق الحس وإن كان لديهم قرائن ليست بأفضل من استحسانهم الرياضي للنموذج. ومع كونه رياضيا فإنهم لم يجعلوا الحساب فيصلاً يقينياً لأن جمهورهم متفقون على أنه لا يلزم من صحة النتيجة الرياضية مطابقتها للحقيقة الفيزيائية الخارجية من كل وجه ، وقد اشتغل الفيزيائي ستيفن هوكنغ ردحاً من الزمن بتفسير ما أسماه الثقوب السوداء بالاعتماد على الرياضيات والمعادلات حتى اغتر هو وكثير من العلماء – فضلاً عن عوام الناس - وكادوا يقطعون بوجود هذه الثقوب لولا أن هذا العالم أعلن قبل عدة أشهر أنه لم يتوصل إلى نتيجة مرضية وأنه لا يوجد ما يمكن الاعتماد عليه للقطع بوجود هذه الظاهرة سوى التخمينات الرياضية. ولنضرب على ذلك مثلاً من فيزياء الكم أو الفيزياء الكمومية والتي اعتبرها العالم الألماني البرت أينشتاين ضرباً من الخرافة لما انطوت عليه من أمور يظن السامع لها أنها تخالف صريح المعقول ، ومع ذلك فالعلماء الملاحدة يؤمنون بأعاجيبها وغراباتها ويستميتون في الدفاع عنها ، أفلا نؤمن نحن بقدرة العزيز الحكيم الخبير العليم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ؟(1/372)
النظرية التي أوردها مثالاً هنا تتعلق بالتجربة المشهورة التي اقترحها شرودنجر وأسموها فيما بعد بتجربة قطة شرودنجر. وهذه التجربة مثال مشهور على الانفصام بين الصحة الرياضية والواقع الفيزيائي لظاهرة ما ولذلك قال عنها العالم البريطاني ستيفن هوكنج :"كلما سمعت عن قطة شرودنجر مددت يدي نحو المسدس !!" أي يريد أن يقتل نفسه لأن المعادلة تبدو صحيحة رياضياً ولكنها مستحيلة في الواقع فكيف يحصل هذا التناقض المحير؟
وتجربة شرودنجر هذه مبنية على مبدأ الاحتمالات الرياضية وذلك بافتراض وجود قطة داخل حاوية مغلقة بها علبة غاز سام وهناك خطاف يتدلى منه مطرقة معلقة فوق هذه العلبة فلو افترضنا أن نسبة احتمال تحرك هذا الخطاف هي النصف 50% بحيث يرخي المطرقة لضرب علبة السم ومن ثم موت القطة لبقي هناك نسبة أخرى كذلك هي 50% تضمن سلامة القطة من موتها بهذا الغاز السام وبالتالي يكون الاستنتاج الرياضي الصحيح هو وجود الاحتمالين معاً لأنه لا يوجد سبب منطقي لإهمال أحدهما وبالتالي فالقطة حية وميتة في نفس اللحظة !! ولكن الشيء المبهر من حيث الواقع الفيزيائي هو أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا احتمالا واحدا من احتمالين : إما حية أو ميتة !! فأي التفسيرين أصوب: الرياضي (العقلي) أم الفيزيائي (الحسي)؟(1/373)
ومما يجدر التنبيه عليه هو أن اختلاف زمان ومكان الملاحظين مؤثر في الحكم على الأعيان المتحركة التي تشغل زماناً ومكاناً مختلفين كذلك. وهو ما يسمى "بالإطار المرجعي" للأشياء أو (frame of reference). ومن الأمثلة البسيطة التي يضربها أصحاب النظرية النسبية للتمثيل عليها هو وجود ملاحظين يشاهدان قطاراً واحداً هذا في الجهة الأولى من سكة القطار والمشاهد الآخر في الجهة المقابلة من سكة القطار. فالأول يقول القطار متجه إلى اليسار أما الآخر فيجزم باتجاه القطار إلى اليمين ، فأثّر اختلاف مكان الملاحظين في الحكم على الجهة. ومثال أجود منه هو ما لو كان على القطار المتحرك راكب وأطلق رصاصة في اتجاه سير القطار مع وجود من يلاحظه من خارج القطار من فوق جبل أو شاهق – أي في إطار مرجعي مختلف. فالراكب الذي أطلق الرصاصة يجزم بأن سرعة الرصاصة ثابتة وأما الملاحظ الذي يشاهد الحدث من خارج القطار فيجزم بأن سرعة الرصاصة تجاوزت سرعتها الطبيعية بسبب إضافة سرعتها إلى سرعة القطار الذي يسير في ذات الاتجاه ، فتصير السرعة سرعة مركبة. ومنشأ الخلاف هنا هو أن أحدهما متحد مع الحدث في إطاره المرجعي والآخر منفصل عن الحدث في إطار مرجعي مباين ، ولذلك فالثاني يشاهد مالا يشاهده الأول.(1/374)
وهكذا الأمر بالنسبة لحركة الشمس. فالعلماء المؤيدين للنموذج الأرضي يشترطون التواجد في إطار مرجعي منفصل عن المجموعة الشمسية بأسرها للوقوف على حقيقة حركتها ومن ثم الحكم عليها حساً بالإثبات أو النفي. وهذا الأمر غير متأت وتبقى الحقيقة الكونية مجهولة. أما الحقيقة الشرعية فظواهر النصوص دالة على حركة الشمس ولكنها لا تنفي حركة الأرض. والآيات والأحاديث دالة على ذلك أوضح دلالة ، ولا يمنع أن يكون كل من الشمس والأرض يدوران حول بعضهما بحيث تتكامل سرعة دورانهما حول بعضهما في سرعة مركبة يظنها المشاهد على الأرض سرعة كوكب الأرض ، وهو رأي لبعض علماء الفلك. يقول الفيلسوف والتر ستيس إنه: (ليس من الأصوب أن تقول إن الشمس تظل ساكنة، وإن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. إلا أن كوبرنكس قد برهن على أنه من الأبسط رياضيٌّا أن نقول إن الشمس هي المركز، ومن ثم فلو أراد إنسان في يومنا الراهن أن "يشذّ" ويتفوه بأنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ).
والذي اضطرني لوضع هذه المقدمة أمر واحد: ألا وهو أننا لا نزال نجهل الكثير عن ما نعتقد في أذهاننا أننا قد بلغنا النهاية والغاية في إدراك حقيقته ، مع أن هذه الأشياء هي المقدمات التي يترتب على كمال إدراكها صحة النتيجة العقلية الحاكمة على تلك القضية ، ولكن كثير من الناس لفرط استجابتهم لبادي الرأي من أنفسهم يحكمون بالنتيجة قبل استصلاح المقدمات و اكتمالها ، وقد قال الله تعالى (وكان الإنسان عجولا).(1/375)
ثالثاً: حقيقة سجود الشمس: فباعتمادنا على الحساب وحده نحن نجهل حقيقة الواقع "الحسي" لحركة الشمس فصار عندنا الآن جهلين بحقيقة شيئين: جهل بحقيقة العرش الذي يحصل السجود تحته وجهل بحقيقة حركة الشمس الفاعلة للسجود. وبناءً على هاتين المقدمتين يقال: يكفي في سجود الشمس واستئذانها القول بأن عدم العلم ليس بدليل على العدم وهي قاعدة مشهورة وأكثر عمل الجهال على خلافها ، فعدم الوقوف على حقيقة سجودها واستئذانها لا يلزم منه نفي إمكان السجود والاستئذان ، ولذلك يقال لمن ارتاب : إذا أوضحت لنا حقيقة سجود الشمس والقمر والنجوم والشجر في قوله تعالى : (الم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب) نقول إذا استطعت أن توضح لنا حقيقة ذلك فانتقل إلى إيضاح حقيقة الأخص وهو سجود الشمس تحت العرش ذلك أن تفسير الأعم في الأغلب أيسر من تفسير الأخص لما يكتنف الأخص من التقييدات والتحرزات التي لا يتفطن لها كثير من أرباب العلوم فضلاً عن عوام الناس. فالجاهل يراها من المستحيلات الممتنعات ، والأعلم منه يراها من المحارات الممكنات ، والناس بين هؤلاء وهؤلاء درجات. والحق أن الله قد اختص كل مخلوق بسجود يناسب هيئته وخِلقته لا يشترك فيه مع غيره إلا بموجب الاشتراك اللفظي لا الاشتراك الفعلي الحقيقي المطابق للفعل والهيئة ، وقد أخبرنا الله تعالى أن الشجر يسجد مع كونه أمام ناظرنا صباحاً ومساءً بل يقطف ثمره ويجلس في ظله ومع ذلك لا نقول الشجر لا يسجد. مع أن هذا أدعى للاستنكار لقرب الشجر منا وملامستنا له و رؤيتنا له على الدوام وأكلنا من ثمره. فدل هذا على جهل بني آدم بحقيقة سجود هذه المخلوقات و حقيقة تسبيحها لله عز وجل ، قال تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فحسم الخلاف وقطع الريب والجدال بنفي قدرتنا على إدراك حقيقة التسبيح(1/376)
، فيصبح السؤال عن ذلك من أشد التكلف. فإذا استقرت هذه المسألة في الأذهان انقطع المستشكل عن بحث ما وراء ذلك والخوض فيه إذ كيف يُتوصل إلى نتيجة صحيحة دون القطع بفهم حقيقة مقدمات تلك النتيجة وهو الأمر المنتفي هنا. ومن المعلوم أن صحة النتيجة هو ملزوم صحة المقدمات و صحة المقدمات هو ملزوم صحة إدراك وفهم المقدمات. فاتهام الرأي البشري المحدود المتقلب يأتي قبل اتهام الحقائق الخارجية التي لا تتغير ولا تتبدل (فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا).
ما المراد بالغروب المذكور في الحديث ؟(1/377)
الذي يظهر أن معنى "الغروب" قد التبس على قوم فظنوا أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (أتدري أين تغرب) هو التواري التام عن نظر جميع أهل الأرض وأن هذا من لوازم السجود المذكور ولفظ الحديث لا يومئ إلى هذا ولا يدل عليه فضلاً عن أن يكون من لوازم لفظ الغروب. والحق أن المراد بالغروب الذهاب لا الغياب التام كما فسرته لفظة الرواية الأخرى وهو قوله صلى الله عليه وسلم (أتدري أين تذهب) وهذا معنى صحيح من حيث اللغة وهو مستعمل عند العرب ، قال ابن منظور "غرب القوم غرباً (أي) ذهبوا" ، كما أن باقي الحديث في روايات فيه "إنها تذهب..." وفائدة لفظة الذهاب أنها تتضمن معنى الحركة فما من ذاهب إلا وهو متحرك. صحيح أن الشمس "تغرب" عن نظر قوم ولكن هذا بالنسبة إليهم ولذلك يجب التفريق بين حقيقة "الغروب" ومجرد "رأي العين" ، كما في قوله تعالى (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) وهذا صحيح برأي البصر ولذلك نسب المرئي إلى من يراه فقال "وجدها". قال الإمام القرطبي – رحمه الله : (( قال القفال قال بعض العلماء : ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا وصل إلى جرمها ومسها ; لأنها تدور مع السماء حول الأرض من غير أن تلتصق بالأرض , وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض , بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة , بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق , فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة , كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض ; ولهذا قال : " وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا " ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم , بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم . وقال القتبي : ويجوز أن تكون هذه العين من البحر , ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها , فيقام حرف الصفة مقام صاحبه والله أعلم)) أ.هـ.(1/378)
وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله : ((وقوله : " وجدها تغرب في عين حمئة " أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه)) أ.هـ.
قلت : ومثله قول الناس "غابت الشمس في الأفق" مع أنها لا تغيب في الأفق حقيقة وإنما تتوارى عنا من وراء الأفق لا فيه لأن الشمس أكبر من الأرض بمئات المرات فكيف تغيب في أفق الأرض الصغير جداً ؟ كما أنها خارج محيط الأرض بل تبعد عنها آلاف الكيلومترات فكيف تغيب في الأفق ؟ ومع ذلك نقول غابت في الأفق من باب التجوز لا على وجه الحقيقة.
فالخلاصة أن المراد بلفظ "الغروب" في الحديث الذهاب والسير والجريان كما هو مفسر في الرواية الأخرى وكما هو مستعمل في لغة العرب وكما جاء في قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) ، فالغروب في حقيقته ليس إلا جريان الشمس وليس للشمس مغرب حقيقي ثابت ، قال الإمام ابن عاشور – رحمه الله : ((والمراد بـ { مَغْرِبَ الشَّمْسِ } مكان مغرب الشمس من حيث يلوح الغروب من جهات المعمور من طريق غزوته أو مملكته. وذلك حيث يلوح أنه لا أرض وراءه بحيث يبدو الأفق من جهة مستبحرة، إذ ليس للشمس مغرب حقيقي إلا فيما يلوح للتخيل)). أ.هـ.(1/379)
و قد بين ذلك عليه الصلاة والسلام فقال :" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" كما عند البخاري وغيره. ولم يقل عليه الصلاة والسلام أنها "تغرب تحت العرش" أو يقل "حتى تغرب تحت العرش" ، وهذا وهم توهمه بعض الناس الذين أشكل عليهم معنى هذا الحديث وهو مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب في جهة معينة وهي ما اصطلح عليه الناس باسم الغرب والغروب في اللغة التواري والذهاب كما ذكره ابن منظور وغيره يقال غرب الشيء أي توارى وذهب وتقول العرب أغرب فلان أي أبعد وذهب بعيداً عن المقصود.
إذا تقرر هذا اتضح معنى آخر وهو أن الشمس لا تسجد تحت العرش عند كل غروب تغربه عن أنظار كل بلد ، فإن هذا هو اللبس الذي ينشأ عند من فهم أن الشمس تسجد عند كل غروب يراه أهل كل قطر ، ولو كان الأمر كذلك لكانت ساجدة على الدوام ولاستنكر أهل الأرض ذلك ، ولذلك جاءت فائدة الاحتراز من هذا الاحتمال في رواية مسلم (ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا) . والشمس إنما تسجد مرة واحدة وذلك عند محاذاتها لباطن عرش الرحمن، كما أشار إلى ذلك ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية. ويؤيد هذا قول الحافظ ابن حجر في الفتح (قلت (الحافظ) : وظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه في كل يوم وليلة عند سجودها ومقابل الاستقرار المسير الدائم المعبر عنه بالجري . والله أعلم ).
قلت: وقول الحافظ (كل يوم وليلة) أي كل أربع وعشرين ساعة وهي فترة دوران الشمس حول الأرض دورة كاملة (أو على قول من يؤول الأدلة ويرى ثبات الشمس: فترة دوران الأرض حول نفسها دورة كاملة).
ولذلك قال الإمام الخطابي – كما نقله الحافظ في الفتح - رحمه الله (يحتمل أن يكون المراد باستقرارها تحت العرش أنها تستقر تحته استقرارا لا نحيط به نحن...وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها).(1/380)
وعند محاذاتها لباطن العرش فإنها تكون عندئذٍ مقابل سمت أو حد من الأرض يحدث عند مواجهته السجود المذكور. ولكن هذا السمت أو الحد أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- لا قِبَل للناس بمعرفة مكانه. قال رحمه الله في "التحرير والتنوير" في تفسير قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم": ((وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي)) ا.هـ.
وقال الحافظ – رحمه الله - في الفتح في شأن المحاذاة التحتية (وأما قوله " تحت العرش " فقيل هو حين محاذاتها . ولا يخالف هذا قوله : ( وجدها تغرب في عين حمئة ) فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب)
وقال الطيبي رحمه الله - كما نقله صاحب تحفة الأحوذي - بشأن حقيقة الاستقرار (وأما قوله مستقرها تحت العرش فلا يُنكَر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده , وإنما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه . لأن علمنا لا يحيط به(.
وهذا السمت أو الحد أو المنتهى المعبر عنه في الحديث بحرف "حتى" للدلالة على الغاية والحد فهو كالسمت (ولا أقول هو السمت الذي في الحديث) الذي نصبه الجغرافيون على الخارطة الأرضية ويسمونه خط الطول الممتد من أقصى شمال الأرض إلى أقصى جنوبها فإذا حاذت الشمس هذا السمت الذي هو منتهى سيرها اليومي مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها أن توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم استنكار الناس من أمرها شيئا كما جاء في الحديث (ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا).(1/381)
فائدة من كتاب "الأنوار الكاشفة":
وجدت للعلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه الثمين "الأنوار الكاشفة" توجيهاً مفيداً لمعنى الحديث ، وحديث سجود الشمس قد طعن فيه أبو ريّة في كتابه المسمى ب "أضواء على السنة" ، وكان مما سطره المعلمي ضمن ردّه هذه الفائدة الحديثية ، قال رحمه الله (وهناك رواية البخاري عن الفرباني عن الثوري عن الأعمش بنحو رواية أبي معاوية إلا أنه قال (( تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن.. )) ونحوه بزيادة في رواية لمسلم من وجه آخر عن إبراهيم التيمي وقال (( حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة.. . )) ، فقد يقال لعل أصل الثابت عن أبي ذر الحديثان الأولان، ولكن إ براهيم التيمي ظنّ اتفاق معناها فجمع بينهما في الرواية الثالثة، وقد يقال: بل هو حديث واحد اختصره وكيع على وجه وأبو معاوية على آخر، والله أعلم)
إلى أن قال في آخر كلامه (أقول: فلم يلزم مما في الرواية الثالثة من الزيادة غيبوبة الشمس عن الأرض كلها، ولا استقرارها عن الحركة كل يوم بذاك الموضع الذي كتب عليها أن تستقر فيه متى شاء ربها سبحانه).أ.هـ.
وأما من جهة الدلالة اللغوية و الشرعية للحديث فإن السجود في اللغة يأتي بمعنى الخضوع كما ذكره ابن منظور وغيره. وحمّله – بتشديد الميم - بعض المفسرين المذكور في قوله تعالى في آية الحج:" ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " قال ابن كثير رحمه الله :" يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل شيء مما يختص به" ا.هـ. وعليه فسجود الشمس مما يختص بها ولا يلزم أن يكون سجودها كسجود الآدميين كما أن سجودها متحقق بخضوعها لخالقها وانقيادها لأمره وهذا هو السجود العام لكل شيء خلقه الله.(1/382)
ولكن لو قال قائل:"هل تنتفي صفة السجود عن الشمس إذا كانت لا تسجد إلا تحت العرش فلا تكون خاضعة إلا عند سجودها تحت العرش وفي غير ذلك من الأحايين لا تكون؟
والجواب أن الشمس لها سجدتان: سجود عام مستديم وهو سجودها المذكور في آية الحج السابقة و آية النحل (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) مع سائر المخلوقات ، وسجود خاص يتحقق عند محاذاتها لباطن العرش فتكون ساجدة تحته وهو المذكور في الحديث وفي كلا الحالتين لا يلزم من سجودها أن يشابه سجود الآدميين لمجرد الاشتراك في لفظ الفعل الدال عليه. ومن أمثلة ذلك أن مشي الحيوان ليس كمشي الآدمي وسباحة السمك والحوت ليست كسباحة الإنسان وهكذا ، مع أنهم يشتركون في مسمى الفعل وهما المشي والسباحة.
ومع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات ، والشمس في سجودها المخصوص إنما تحاذي مركز باطن العرش فتكون تحته بهذا الاعتبار كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية بشأن المحاذاة التحتية للعرش ، وكما قرره ابن تيمية رحمه الله في فتاواه وسائر أئمة أهل السنة من حيث أن العرش كالقبة وهو معلوم من حديث الأعرابي الذي أقبل يستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم وقصته مشهورة ثابتة.(1/383)
والخلاصة أن سجود الشمس على المعنى الذي ذكرناه غير ممتنع أبدا ولا يخالف الحديث صريح العقل إنما قد يخالف ما اعتاد عليه العقل ومألوفه وهذا ليس معياراً تقاس به الممكنات الكونية فضلاً عن الممكنات الشرعية لأن الله على كل شيء قدير ولأن المألوفات نسبية باعتبار منشأ الناس واختلاف عقولهم وعلومهم. والسامع مثلاً لما تخرج به فيزياء الكم من العجائب والأسرار كمبدأ اللاحتمية لهايزنبرج وتجربة شرودنجر ونظرية العوالم المتناظرة وغيرها من الظواهر المحيرة للعقول – وإن كان هذا ليس موضع تفنيدها - يوقن بأن لله حكم بالغة يطلع من يشاء عليها ويستأثر بما يشاء عنده، قال تعالى:"ويخلق ما لا تعلمون" ، وقال تعالى:"والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ، وقال:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" . والإنسان الأصل فيه الضعف والجهل ، قال تعالى:"وخلق الإنسان ضعيفا" وقال في آية الأحزاب:"إنه كان ظلوما جهولا" ولذلك فابن آدم يسعى على الدوام لدفع ذلك عن نفسه بطلب ضديهما وهما القوة والعلم ، فإن انكشف له بموجب ذلك شيء فهذا بتوفيق الله وما استغلق و خفي ودق فلله الأمر من قبل ومن بعد. وكما قدمنا فإن سجود الشمس لا يستلزم توقفها ووقوفاً يحصل بسببه استنكار الناس و هو اللبس الذي أزاله صلى الله عليه وسلم بقوله:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" وحرف "الفاء" في قوله "فتصبح" للتعقيب الذي بدوره يفيد معنى السرعة ومن لوازم السرعة تقلص الوقت وضآلته فيكون سجودها حاصل في وقت قصير للغاية ولو في جزء من الثانية يضمحل في فرق الثمان دقائق الذي تستغرقه رحلة الضوء من الشمس إلى الأرض ، والثمان دقائق عبارة عن 480 ثانية فهل يمتنع حصول سجود من الشمس في هذه الفترة ؟ بل إن سجودنا في جميع الصلوات الخمس لا يبلغ مجموع فترته 180 ثانية في غالب الأحوال مع أنه يصح أن يحصل فعل السجود بإيقاع سجدة واحدة ويسمى فاعلها ساجداً ولو لم يسجد إلا بتسبيحة(1/384)
واحدة صح أن يسمى سجوداً عند الحنابلة ، بل حتى ولو لم يطمئن في سجوده ذلك لصح أن يسمى سجودا وفاقاً للحنفية.
ولو قال قائل:"نقبل منك صحة السجود دون أن يلزم منه وقوف الشمس ولكن الشمس لابد أن تقف لأن هذا لازم الخرور والاستئذان وإن لم يكن لازم السجود؟" والجواب عليه:
حتى لو لزم من الخرور والاستئذان توقف الشمس فإنه لا يلزم من ذلك وقوفها وقوفاً يلاحظه الناس كما قدّمنا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:" ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا ". كما أن في الحديث نكتة ربما خفيت على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ ، هذا للشخص الملاحظ ، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا ، النائمة في النهار المستيقظة في الليل !. وهذا ممكن و صحيح شرعاً وعقلاً وطبعاً. فنجد أن الذي يسجد بتسبيحة واحدة قد صح منه السجود وأجزأه كما لو سجد آخر وأتى بأكثر من ألف تسبيحة ، والشاهد أن السجود وما يترتب عليه من خرور ويتبعه من استئذان لا يلزم من ذلك كله أن نبتدع له مقداراً معيناً من الوقت أو هيئة مجعولة اعتماداً على المستقر في معهودنا الذهني لأن الحديث أبهم وأطلق المقدار الزمني لهذه الأفعال ولذلك فلا يمنع حدوثها في وقت قصير للغاية كما ذكرنا. وعلى الذين يتوقعون من سجود الشمس تطويلاً ملحوظاً أن يأتوا بالدليل المقيد لإطلاق الحديث ، مع أن الدليل يعوزهم ولا دليل عندهم سوى الظن المجرد من القرائن الصحيحة وهو الظن المذموم الذي ذمه الله في القرآن (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس).(1/385)
هذه مسألة ، أما المسألة الثانية فهي أنه لا يلزم من خرور الشمس وكذا الارتفاع كما في الحديث عند مسلم:"حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت" ، أقول لا يلزم من خرور الشمس أن تنزل نزولاً أو ترتفع ارتفاعاً يحصل بسببه استنكار الناس ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نفى هذا اللازم المتوهم بنفي ملزومه فقال ( ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا) فلما نفى المُسبَب – بضم الميم وفتح الباء المعجمة الأولى – الذي هو استنكار الناس استلزم ذلك نفي ما يسببه وهو ظهور ما يسبب الاستنكار من أمر سجود الشمس.(1/386)
إذاً فالحديث أطلق كما هو ظاهر ولم يذكر مقدار مسافة الخرور ولم يعين مقدار مسافة الارتفاع بل لم يتعرض لوصف كيفية الخرور كما أنه لم يعين مقدار زمن سجودها. ولنضرب على ذلك مثالاً: أليس يصح السجود بالإيماء البسيط الذي لا يكاد يرى من المريض الذي لا يستطيع الحراك؟ فهذا الذي يوميء بالسجود إيماء حتى ولو كان يسيراً جداً يصح سجوده ويقع منه ويسمى سجوداً مع أنه مخالف للأصل الذي هو مستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة ، و اليدين ، و الركبتين ، و أطراف القدمين ، و لا نكفت الثياب ، و لا الشعر) ، فكيف إذا علمنا أن سجود الشمس بطبعه مختلف ويرد على صفته وهيئته من الممكنات والاحتمالات ما لا يرد ولا ينطبق على سجود الآدمي وما يباين ويغاير به سجود غيرها من المخلوقات ، وقد قال الله تعالى عن مخلوقاته (ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) والشاهد منه قوله تعالى (كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه) تنبيهاً على اختلاف طرق مخلوقاته في العبادة وذلك أنه لما أضاف صلاةً وتسبيحاً لكل واحد من مخلوقاته وجعلها نكرات مضافة دل ذلك على اختصاص كل نوع منهم بصلاة وتسبيح يمتاز به عما سواه من المخلوقات ، قال ابن كثير رحمه الله (أي كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله عز وجل ). والآية تتضمن الشمس وقد أرشدها الله إلى طريقها ومسلكها في عبادتها إياه عز وجل ، فالشمس أعلم بأمر عبادتها كما أن ابن آدم أعلم بأمر عبادته ، قال الطبري رحمه الله (قد علم كل مصل ومسبح منهم صلاة نفسه وتسبيحه الذي كلفه وألزمه) ، ولذلك ختم الآية بعلم الله لكل ذلك وفيه إشارة على أن الله تعالى هو العالم بحقائق هذه الأمور دون غيره فقال (والله عليم بما يفعلون). قال الإمام الشنقيطي رحمه الله (والظاهر أن الطير تُسبِّح وتصلي صلاة وتسبيحاً يعملهما الله، ونحن(1/387)
لا نعلمهما كما قال تعالى:
(وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )
[الإسراء: 44]. ومن الآيات الدالة على أن غير العُقلاء الله ونحن لا نعلمه. قوله تعالى في الحجارة ( وإن منها لما يهبط من خشية الله ) فأثبت خشية للحجارة، والخشية تكون بإدراك. وقوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) وقوله تعالى:
(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها)
[الأحزاب: 72] الآية. والإباء والإشفاق إنما يكونان بإدراك، والآيات والأحاديث واردة بذلك، وهو الحق. وظاهر الآية أن للطير صلاة وتسبيحاً، ولا مانع من الحمل على الظاهر) أ.هـ.
فائدة منهجية معرفية بقلم العلامة عبدالرحمن المعلمي اليماني ، قال - رحمه الله - في "الأنوار الكاشفة" :
(واعلم أن الناس تختلف مداركهم وأفهامهم وآراؤهم ولا سيما في ما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس وقد ألفت في ذلك كتب وكذلك استشكل كثير من الناس كثيراً من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما هو رواية كبار الصحابة أو عدد منهم كما مر، وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يعني بطلانه. ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفواً وإنما هو أمر مقصود شرعاً ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور. وييسر للعلماء أبواباً من الجهاد يرفعهم الله به درجات).
إلى هنا ينتهي البحث. فما كان من صواب فمن الله وحده فله الحمد كله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ومن شرهما استعيذ.
---
منصور مهران
08-31-2006, 02:34 PM(1/388)
أسأل الله لك كل خير أرجوه لنفسي ، فقد أفدت من بحثك فوائد جمة ، كنت قد قرأت بعضها في شروح الحديث ولم أستطع استيعابها حين قرأتها حتى منَّ الله علينا بما وفقك إليه مِن حسن التلخيص ودقة التعبير ؛ فجزاك الله عنا خيرا وفضلا وبارك لك في علمك وعملك ،،، آمين .
---
د. أنمار
08-31-2006, 02:38 PM
كنت أبطن في نفسي معان للحديث، أبوح بها بين الحين والآخر لبعض أحبابي عند الحاجة. فقررت أن أشارك بها قبل قراءتي للمقالة لكن بعد انتهائي ظهر لي أن الكاتب جزاه الله خير الجزاء وفتح عليه من فتوح العارفين، لم يغفل منها شيئا، مع بعض التوقفات والتحفظات لدي مما لا يضر بأصل بحثه الماتع.
---
عبدالله الشهري
08-31-2006, 04:43 PM
جزاكم الله خيرا ورفع قدركم في درجات العلم والإيمان. والملف مرفق لمن رغب فيه من القراء.
---
عبدالله الشهري
09-03-2006, 05:12 PM
...هذه تتمة عبارة عن جواب على استشكال ظهر لسائل في (ملتقى أهل الحديث) وكان سؤاله بعد قراءة البحث كالتالي :
((أحسن الله اليكم ونفع بكم على هذا البحث القيم غير أنني اعتفد أن نقطة الضعف فيه هي في قولكم:
كما أن في الحديث نكتة ربما خفيت على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ ، هذا للشخص الملاحظ ، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا ، النائمة في النهار المستيقظة في الليل.
أولا: أنه اذا كانت البشرية مشغولة بضيعات الدنيا فإن علماء الفلك مع ما هيأ الله لهم من وسائل علمية غير مشغولين ولايمكن أن يفوتهم هذا الأمر(1/389)
ثانيا : لوسلمنا باستنتاجك هذا وأن السجود يتم في جزء من الثانية من بين الدقائق الثمان فإن هذه الأجزاء - التراكمية بالطبع - ستكون خلال سنوات معدودة كما من ا لساعات والدقائق
وكما نعلم فإن موعد الإشراق - مثلا - محدد بالدقة لسنوات قادمة
أتمنى على شيخي الفاضل مراجعة هذه الجزئية وحبذا لو تمت الإستعانة باحد الفضلاء المتخصصين في مدينة الملك عبد العزيز وجزاكم الله خيرا))أ.هـ.
==============================
بسم الله والحمد لله وأصلي وأسلم على رسول الله ، وبعد
جزاك الله خيرا على هذه الملاحظة ، وقد كانت حاضرة في ذهني والجواب عليها موجود ولكني لم أرد تشعيب البحث وتفريعه لغير المتخصص ، أما الآن وقد أشرت إليها فلا بد من الجواب عن هذا الإشكال الذي قد ينطلي على البعض وترك مثل هذه الأمور دون جواب قد يضر أكثر مما لو تركت بلا جواب. أقول وبالله أستعين:
قد استشكلت أيها السائل الفاضل أمر إمكانية سجود الشمس في أجزاء من الثانية وأن النتيجة التراكمية لهذه الأجزاء ستظهر مع مرور الوقت وانقضاء الأزمان.
أقول: استشكال صحيح. ولكن هنا ثلاثة أمور ينبغي التنبه لها:
1- أني لم أجزم بأن هذا هو المخرج الوحيد لحل هذا لإشكال ، وإنما وضعته لبيان عدم الامتناع وإلا فقد تسجد باعتبار آخر غير اعتبار الثوان وأجزاءها.(1/390)
2- عن أي جزء من الثانية نتحدث ؟ اعلم أيها الفاضل أن أجزاء الثانية لم تكتشف كلها بعد ولذلك لما اكتشفت وحدة "النانو" ثانية لم يكن يخطر ببال من في ذلك الوقت إمكانية اكتشاف وحدة "الفمتو" ثانية وهي الوحدة التي توصل إليها مؤخراً العالم المصري أحمد زويل وزملائه ، فلا يمنع أن يكون هناك وحدات زمنية أقل وأقل ولكن يمنع من اكتشافها ضعف الإمكانات البشرية. ومن المعلوم أن الملائكة تقطع المسافة الهائلة بين السماء والأرض في وحدات زمنية قصيرة جداً قد يستحيل على العقول اكتشافها مما يدل على وجود وحدات زمنية أقل بكثير من وحدة "الفمتو" الثانية وكما قال الله تعالى وفوق كل ذي علم عليم .(1/391)
3- تقرر في علم الفلك مسألة مهمة - و هي أهم ما في الموضوع - تتعلق بسرعة دوران الأرض (أو الشمس) وهو أنها تتباطأ بأجزاء ضئيلة للغاية من من الثانية كل يوم وهذا التباطؤ وإن عبر عنه العلماء بأنه كل كذا عدد من السنين إلا أنه يمكن توزيع هذا العدد وتقسيمه على عدد الأيام ، ولذلك فهذا التباطؤ المستمر مع مرور الوقت يمنع إمكانية إدراك الآثار التراكمية لأجزاء الثانية ، فيكون هناك تناسباً طردياً بين الإثنين: كلما تباطأ الدوران كلما زاد فرق المسافة الضوئية التي تساعد على اضمحلال فرق الثوان بين الشمس والأرض. ويسمي العلماء هذه الظاهرة (Earth's rotation slowing down) ، ونقلاً عن إحدى المواقع المتخصصة يقولون (The rotation has slowed roughly only by 2 milliseconds since 1820) أي منذ عام 1820 تباطأت سرعة دوران الأرض بمقدار 2 ميللي ثانية. [1] ولذلك يكون استنتاجك صحيحاً في حالة ثبات سرعة دوران كل من الشمس أو الأرض ، فعند الثبات يظهر الفرق مع مرور الوقت أما مع وجود هذا التفاوت الذي يلغي إمكانية مشاهدة الفرق فحتى العلماء لا يستطيعون ملاحظته بالحس والتجربة لأن عملية التعويض بسبب التفاوت مستمرة لا تنقطع وكأنه يخيّل إلى الملاحظ المتابع أنه لا يوجد أي فرق على الإطلاق.(1/392)
ولذلك فسجود الشمس لا بد وأن يحصل ولا بد أن يكون في زمن معين ولكن من شرط هذا الزمن المعين ألاّ يتسبب في حصول "استنكار الناس" - كما في الحديث - فلا مناص إذاً من القول بأنها وحدة زمنية ضئيلة للغاية وتبقى مشكلة أن الناس يريدوه سجوداً مرئياً مشهوداً واضحاً كما يسجد الآدمي المطمئن في الصلاة المفروضة. ولذلك قرر بعض العلماء أن الشمس تسجد وهي "سائرة" دون توقف ، كالحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ، واستدل بقراءة ابن عباس ((والشمس تجري لا مستقر لها) والقراءة المشهورة هي ((والشمس تجري لمستقر لها)). فقال: على القراءة الأولى تسجد وهي سائرة ، إلا أن البعض أشار إلى شذوذ هذه القراءة. [2]
وقد بينت لك أخي الكريم الظاهرة الفلكية - على ما أدّاني إليه اجتهادي- التي تمنع من مشاهدة هذا الفرق المتراكم للزمن عبر الوقت.
أستغفر الله من الزلل والخلل ، والحمد لله رب العالمين.
============================
[1] http://novan.com/earth.htm
[2] ولعل المشايخ الفضلاء في الملتقى يفيدونا حول هذه المسألة.
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 04:31 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبدالله ، فقد أفدت من قراءة هذا المقال بارك الله فيكم ونفع بكم .
وأما قراءة ( لا مستقر لها) فهي قراءة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أيضاً ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وقراءة عليّ بن الحسين ، وقراءة الشيزري عن الكسائي . وهي من القراءات الشواذ بحسب اصطلاح القراء .
---
عبدالله الشهري
09-07-2006, 04:36 PM
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة ونفع الله بعلومكم.
---
عبدالله الشهري
09-07-2006, 06:47 PM
قال القرطبي - رحمه الله - في الجامع :(1/393)
((وقرأ ابن مسعود وابن عباس " والشمس تجري لا مستقر لها " أي إنها تجري في الليل والنهار لا وقوف لها ولا قرار , إلى أن يكورها الله يوم القيامة . وقد احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس . قال أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ; لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن ابن عباس , وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس " والشمس تجري لمستقر لها " فهذان السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع - يبطلان ما روي بالسند الضعيف مما يخالف مذهب الجماعة , وما اتفقت عليه الأمة . قلت : والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله , فما أجرأه على كتاب الله , قاتله الله . وقوله : " لمستقر لها " أي إلى مستقرها , والمستقر موضع القرار))أ.هـ.
---
عبدالرحمن الشهري
09-27-2006, 05:44 AM
وهذا جواب سؤال حول هذا الموضوع لأخي الكريم الدكتور عمر المقبل وفقه الله ..
دفع الإشكال الوارد حول سجود الشمس ! (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5963)
---
عبدالله الشهري
10-01-2006, 12:03 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الإضافة الطيبة.
---
عبدالله الشهري
11-03-2006, 10:26 PM
المشايخ الكرام الإخوة الفضلاء ، لقد أزمعت على تهيئة هذا البحث للنشر، آمل منكم التفضل بما ترونه من تعديل أو تحرير قد يحتاجه البحث ، قبل إخراجه للناس لتعم الفائدة ، والله يوفقني وإياكم لكل خير.
---
(1/394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رياض الصالحين ، مع فوائده وهو مجاناً لمن يرغب طبعه طبعة خيرية
---
رياض الصالحين ، مع فوائده وهو مجاناً لمن يرغب طبعه طبعة خيرية
---
ماهر الفحل
12-15-2005, 06:22 AM
كتاب رياض الصالحين للإمام المحدث الفقيه أبي زكريا يحيى بن شرف النووى المتوفى 676 من الكتب العظيمة المهمة من كتب الإسلام ، وهو من أكثر الكتب انتشاراً في العالم ، وذلك لاشتماله على أهم ما يحتاجه المسلم في عباداته وحياته اليومية مع صحة أحاديثه - إلا نزراً يسيراً – واختصاره وسهولته وتذليل المصنف لمادته ، وهو كتاب ينتفع به المبتديء والمنتهي . وقد من الله علي بالصحة والتمكين بخدمة هذا الكتاب النفيس خدمة تليق به وبمكانة مؤلفه ، وقد طبع في بغداد طبعتين وزع مجاناً الأولى في 2000 نسخة والثانية في 1250 نسخة في مطبعة الخنساء ، وأنا الآن أقدم الكتاب مجاناً لكل من يرغب بطبعه طبعة خيرية في أي مكانٍ في العالم والكتاب في 700 صفحة
والكتاب مطبوع على برنامج (Microsoft Word 97) وحجم الخط في المتن ( 17) وفي الهامش (14.5) ونوع الخط (Traditional Arabic) .
وهذه دراسة عن الكتاب
أولاً : مقدمة التحقيق :
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
(( وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده ، المبعوث بالدين القويم ، والمنهج المستقيم ، أرسله الله رحمة للعالمين ، وإماماً للمتقين ، وحجةً على الخلائق أجمعين )) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))(1/395)
[ آل عمران : 102[ . (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) ] النساء : 1[ . (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) ] الأحزاب : 70-71 [ . أما بعد : فإني أحمد الله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً على إنهاء العمل بهذا الكتاب العظيم " رياض الصالحين " ، ذلك الكتاب الذي كان من أول كتب العلم قراءةً لي ، وكنت دائماً أرجع إلى هذا الكتاب وأحفظ من أحاديثه وأنصح الناس في العناية به ؛ لأنَّه كتاب كله نور ، كيف لا وقد ضمّ بين دفّتيه أهم ما يحتاجه المسلم في حياته وعباداته ؛ لذلك انعقدت النية على العناية به عنايةً متميزةً مع التأكيد في التعليق على اتباع منهج السلف الصالح .
والكتاب قد طبع طبعاتٍ عديدة واعتنى به عدد من الأفاضل من المختصين بهذا الشأن فأردت أنْ أُشرك نفسي معهم في طبعةٍ متميزةٍ راجياً من الله أنْ ينفعني بها يوم الدين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .(1/396)
وقد كلفت الأخ الفاضل الدكتور سليمان بن عبد الله الميمان بالحصول على نسخ خطية للكتاب تعود إلى عصر المؤلف ، وقد تأخر الأمر عليَّ أكثر من عامٍ ونصف فاجتهدت في ضبط النص على النسخ المطبوعة مع الرجوع إلى موارد المصنف من كتب السنة المشرفة . أما التخريج فجعلته مختصراً على ما يذكره المصنف خشية تضخم حواشي الكتاب . وفيما يتعلق بالصحيحين فقد أحلت إلى صحيح البخاري بالجزء والصفحة على الطبعة الأميرية ثم أردفته برقم الحديث من فتح الباري ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي ، وأحلت إلى صحيح مسلم بالجزء والصفحة للطبعة الإستانبولية ثم أردفته برقم الحديث في طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ؛ وذلك لانتشار هذه الطبعات وتداولها . وأما التعليق على الأحاديث فقد شرحت بعض الغريب الذي لم يذكره المصنف وعلّقت على بعض الأشياء مما يحتاجه المسلم في حياته وعبادته ، وكان جُلُّ ذلك بالاعتماد على كتب أهل العلم لا سيما كتاب شرح النووي على صحيح مسلم ، وفتح الباري ، وشرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين رحم الله الجميع .
وأنا أنصح كل مسلم بالاهتمام بهذا الكتاب العظيم كتاب " رياض
الصالحين " ، وأنصح بمداومة قراءته مرة بعد مرة ، والاهتمام بحفظ أحاديثه ، وعلى صاحب العائلة أنْ يفقّه عائلته بهذا الكتاب . وكذا أنصح كل مسلم بالاهتمام بتوحيد الله (( فَإنَّ التَّوحيدَ حقيقتُهُ : أَنْ تَرى الأُمورَ كُلَّها مِنَ اللهِ تَعالى رؤيةً تقطعُ الالتفاتَ عن الأسبابِ والوسائطِ ، فلا ترى الخيرَ والشَّرَّ إلاَّ منه تعالى . وهذا المقامُ يُثمرُ التوكُّلَ ، وتركَ شِكايةِ الخلقِ ، وتركَ لومِهِم ، والرِّضا عن اللهِ تعالى ، والتّسليمَ لحكمِه .
وإِذا عرفتَ ذلكَ ؛ فاعلمْ أَنَّ الرُّبوبيَّةَ منه تعالى لعبادِهِ ، والتَّألُّه من عبادِه له سبحانه، كما أَنَّ الرحمةَ هي الوصلةُ بينهم وبينَهُ عز وجل .(1/397)
واعلَم أَنَّ أَنْفسَ الأَعمالِ ، وأَجلَّها قدراً : توحيدُ اللهِ تعالى غَير أَنَّ التوحيدَ له قِشران :
الأوَّل : أَنْ تقولَ بِلِسَانِك : (( لا إله إلاَّ اللهُ )) ويُسمَّى هذا القولُ : توحيداً ، وهو مناقضُ التَّثْليثِ الذي تعتقدُه النَّصارى .
وهذا التوحيدُ يصدُرُ – أَيضاً – من المنافقِ الَّذي يُخالفُ سرُّه جهرَه .
والقِشْرُ الثَّاني : أَنْ لا تكونَ في القلبِ مخالفةٌ ، ولا إِنكارٌ لمفهومِ هذا القولِ ، بل يشتملُ القلبُ على اعتقادِ ذلك ، والتصديق به ، وهذا هو توحيدُ عامةِ النَّاسِ .
ولُبابُ التَّوحيد : أَنْ يَرى الأُمورَ كُلَّها من اللهِ تعالى ، ثم يقطعُ الالتفاتَ عن الوسائطِ ، وأَنْ يعبدَه سبحانه عبادةً يفردُه بها ولا يعبد غيرَه )) . تجريد التوحيد 38-39 .
أخي قارئ هذا الكتاب ، يقول الله تعالى في كتابه العزيز : (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ))
[ الحديد : 16 ] فأنت أيها المسلم الغيور تتميز عن غيرك من الناس بسمات الشرف والكرامة والغيرةِ على نفسك وعلى إخوتك المسلمين ، فاحرص كل الحرص على أنْ لا تفوتك فرصة كسب الثواب من الله بنشر ما يرضيه سبحانه ، واعلم أخي الكريم : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) ] الإسراء : 36[ .(1/398)
أخي الكريم : إنَّ رحمة الله لا تنال بالأماني ولا بالأنساب ولا بالوظائف ولا بالأموال ، إنما تنال بطاعة الله ورسوله واتباع شريعته وذلك يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلنحذر جميعاً كل ما يغضب الله ولنمض إلى الله قدماً بلا تردد بتوبة صادقة قبل فوات الأوان )) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(( ] النور : 63[ ، واعلم أنَّ الله خلق لكل إنسان أنفاساً معدودة وساعات محدودة ، عند انقضائها تقف دقات قلبه ، ويطوى سجله ، ويحال بينه وبين هذه الدار ، إما إلى دار أنس وبهجة ، وإما إلى دار شقاء ووحشة ، فمن زرع كلمات طيبة وأعمالاً صالحة أدخله الله الجنة ونعّمه بالنعيم المقيم ، ومن زرع أعمالاً سيئة وكلمات قبيحة دخل النار ، قال تعالى : )) وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً (( [ الكهف : 29] وتذكّر قوله تعالى : )) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (( [ الزلزلة : 7-8 ] فكل ما تعمله في هذه الدنيا الفانية تنال جزاءه إن خيراً فخير وإن شراً فشرٌ ، وتذكّر دائماً أنَّ الحياة نفس يذهب ولا يرجع ، ولا ينفع الندم بعدها فاعمل لنفسك ولا تقدّم ما يفنى على ما يبقى .(1/399)
أخي الكريم : إنَّ أجمل سعادة وأعظم لذة يجدها الإنسان في هذه الحياة الفانية هي طاعة الله ومحبته والقرب إليه وكثرة الدعاء وقد صرّح تائبون كثيرون بأنّهم وجدوا أعظم متعة تمتعوها هي القرب إلى الله تعالى وحسن الظن به وكثرة مراقبته ، وأكثِرْ من الدعاء والذكر والاستغفار فلك في كل تسبيحة عشر حسنات ، حاولْ أنْ لا تجعل وقتك يذهب سدى ، أكثرْ من قراءة القرآن فلك في كل حرف عشر حسنات ، اقرأْ كتب العلم والأحاديث النبوية ، فَقِّه نفسك بأمور دينك ، عليك بكثرة التطوع والإكثار من صلاة النافلة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط عنك بها خطيئة )) . كُنْ داعياً إلى الله تعالى ، كُنْ آمراً للناس بالمعروف وناهياً لهم عن المنكر ، قال تعالى : )) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (( [ فصلت : 33 ] ، إياك وأعراض الناس لا تذكر أحداً بسوء ، ولا تغتب أحداً ، ولا تؤذي أحداً ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )) ، وقال أيضاً :
(( كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله )) ، وهذا نبينا الكريم
قد حذرنا من احتقار المسلمين فقال : (( بحسب امرئ من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم )) فإذا كان استحقاره عظيماً عند الله فكيف بإنزال الضُّرِّ به .
كُنْ رقيباً على نفسك ولسانك فكل كلام تنطقه تحاسب عليه إنْ كان(1/400)
خيراً فخيرٌ وإنْ كان شراً فشرٌ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( إنَّك لم تزل سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك )) ، وقال أيضاً : (( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن شر فسلم )) حافِظْ على نظرك فلا تنظر إلى محرّم ، وحافظ على سمعك فلا تسمع محرّماً ، قال تعالى : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) ] الإسراء : 36[ . حافظ على جوارحك فلا تفعل محرّماً . ولا تنظر إلى صغر المعصية وتحسب الأمر هيناً ، ولكن انظر إلى من تعصي .
الزم هذا الدعاء : (( اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة )) .
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتب
ماهر بن ياسين بن فحل الدكتور
العراق - الأنبار - الرمادي
دار الحديث
26/2/1426ه
ثانياً : شرط الكتاب قال النووي في صفحة 13: ((وَألتَزِمُ فيهِ أَنْ لا أَذْكُرَ إلاّ حَدِيثاً صَحِيحاً مِنَ الْوَاضِحَاتِ ، مُضَافاً إِلى الْكُتُبِ الصَّحِيحَةِ الْمَشْهُوراتِ . وأُصَدِّر الأَبْوَابَ مِنَ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ بِآياتٍ كَرِيماتٍ ، وَأَوشِّحَ مَا يَحْتَاجُ إِلى ضَبْطٍ أَوْ شَرْحِ مَعْنىً خَفِيٍّ بِنَفَائِسَ مِنَ التَّنْبِيهاتِ . وإِذا قُلْتُ في آخِرِ حَدِيث : مُتَّفَقٌ عَلَيهِ فمعناه : رواه البخاريُّ ومسلمٌ )) .
ثالثاً : فوائد الكتاب قال النووي في صفحة 23 :
شروط التوبة : ((قَالَ العلماءُ : التَّوْبَةُ وَاجبَةٌ مِنْ كُلِّ ذَنْب ، فإنْ كَانتِ المَعْصِيَةُ بَيْنَ العَبْدِ وبَيْنَ اللهِ تَعَالَى لاَ تَتَعلَّقُ بحقّ آدَمِيٍّ فَلَهَا ثَلاثَةُ شُرُوط :
أحَدُها : أنْ يُقلِعَ عَنِ المَعصِيَةِ .
والثَّانِي : أَنْ يَنْدَمَ عَلَى فِعْلِهَا .(1/401)
والثَّالثُ : أنْ يَعْزِمَ أَنْ لا يعُودَ إِلَيْهَا أَبَداً . فَإِنْ فُقِدَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ لَمْ تَصِحَّ تَوبَتُهُ.
وإنْ كَانَتِ المَعْصِيةُ تَتَعَلقُ بآدَمِيٍّ فَشُرُوطُهَا أرْبَعَةٌ : هذِهِ الثَّلاثَةُ ، وأنْ يَبْرَأ مِنْ حَقّ صَاحِبِها ، فَإِنْ كَانَتْ مالاً أَوْ نَحْوَهُ رَدَّهُ إِلَيْه ، وإنْ كَانَت حَدَّ قَذْفٍ ونَحْوَهُ مَكَّنَهُ مِنْهُ أَوْ طَلَبَ عَفْوَهُ ، وإنْ كَانْت غِيبَةً استَحَلَّهُ مِنْهَا . ويجِبُ أنْ يَتُوبَ مِنْ جميعِ الذُّنُوبِ ، فَإِنْ تَابَ مِنْ بَعْضِها صَحَّتْ تَوْبَتُهُ عِنْدَ أهْلِ الحَقِّ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ وبَقِيَ عَلَيهِ البَاقي . وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الكتَابِ والسُّنَّةِ ، وإجْمَاعِ الأُمَّةِ عَلَى وُجوبِ التَّوبةِ )) .
وقال في في صفحة 216 : (( اعْلَمْ أنَّ المُخْتَارَ لِلْعَبْدِ في حَالِ صِحَّتِهِ أنْ يَكُونَ خَائفاً رَاجِياً ، وَيَكُونَ خَوْفُهُ وَرَجَاؤُهُ سَواءً ، وفي حَالِ المَرَضِ يُمحَّضُ الرَّجاءُ ، وقواعِدُ الشَّرْع مِنْ نصُوصِ الكِتَابِ والسُّنَةِ وغَيْرِ ذَلِكَ مُتظاهِرَةٌ عَلَى ذلك )) .
وقال في صفحة 298 : (( قَالَ العلماءُ : حَقِيقَةُ الحَيَاءِ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ القَبِيحِ ، وَيَمْنَعُ مِنَ التَّقْصِيرِ في حَقِّ ذِي الحَقِّ . وَرَوَيْنَا عَنْ أَبي القاسم الْجُنَيْدِ رَحِمَهُ اللهُ ، قَالَ : الحَيَاءُ : رُؤيَةُ الآلاءِ – أيْ النِّعَمِ – ورُؤْيَةُ التَّقْصِيرِ ، فَيَتَوَلَّدُ بَيْنَهُمَا حَالَةٌ تُسَمَّى حَيَاءً . وَالله أعلم )) .
وقال في صفحة 315 : ((باب استحباب تقديم اليمين في كل مَا هو من باب التكريم
كالوضوءِ وَالغُسْلِ وَالتَّيَمُّمِ ، وَلُبْسِ الثَّوْبِ وَالنَّعْلِ وَالخُفِّ وَالسَّرَاوِيلِ وَدُخولِ الْمَسْجِدِ ، وَالسِّوَاكِ ، وَالاكْتِحَالِ ، وَتقليم الأظْفار ، وَقَصِّ الشَّارِبِ ، وَنَتْفِ(1/402)
الإبْطِ ، وَحلقِ الرَّأسِ ، وَالسّلامِ مِنَ الصَّلاَةِ ، وَالأكْلِ ، والشُّربِ ، وَالمُصافحَةِ ، وَاسْتِلاَمِ الحَجَرِ الأَسْوَدِ ، والخروجِ منَ الخلاءِ ، والأخذ والعطاء وغيرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ في معناه . ويُسْتَحَبُّ تَقديمُ اليسارِ في ضدِ ذَلِكَ ، كالامْتِخَاطِ وَالبُصَاقِ عن اليسار ، ودخولِ الخَلاءِ ، والخروج من المَسْجِدِ ، وخَلْعِ الخُفِّ والنَّعْلِ والسراويلِ والثوبِ ، والاسْتِنْجَاءِ وفِعلِ المُسْتَقْذرَاتِ وأشْبَاه ذَلِكَ )) .
وقال في صفحة 351 : (( يُسْتَحَبُّ أنْ يَقُولَ المُبْتَدِئُ بالسَّلاَمِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ . فَيَأتِ بِضَميرِ الجَمْعِ ، وَإنْ كَانَ المُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَاحِداً ، وَيقُولُ المُجيبُ : وَعَلَيْكُمْ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ ، فَيَأتِي بِوَاوِ العَطْفِ في قَوْله : وَعَلَيْكُمْ )) .
وقال في صفحة 371 : (( أمَّا النِّيَاحَةُ فَحَرَامٌ وَسَيَأتِي فِيهَا بَابٌ فِي كِتابِ النَّهْيِ ، إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى . وَأمَّا البُكَاءُ فَجَاءتْ أحَادِيثُ بِالنَّهْيِ عَنْهُ ، وَأنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أهْلِهِ ، وَهِيَ مُتَأَوَّلَةٌ ومَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ أوْصَى بِهِ ، وَالنَّهْيُ إنَّمَا هُوَ عَن البُكَاءِ الَّذِي فِيهِ نَدْبٌ ، أَوْ نِيَاحَةٌ ، والدَّليلُ عَلَى جَوَازِ البُكَاءِ بِغَيْرِ نَدْبٍ وَلاَ نِياحَةٍ أحَادِيثُ كَثِيرَةٌ ، مِنْهَا : …)) .
وقال في صفحة 432 : (( وَالإيتَارُ قَبْلَ النَّوْمِ إنَّمَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ لاَ يَثِقُ بِالاسْتِيقَاظِ آخِرَ اللَّيْلِ فَإنْ وَثِقَ ، فَآخِرُ اللَّيْلِ أفْضَلُ )) .
وقال في صفحة 374 : (( باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة(1/403)
يُكَبِّرُ أرْبَعَ تَكبِيرَاتٍ ، يَتَعوَّذُ بَعْدَ الأُولَى ، ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فيقول : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ . وَالأفْضَلُ أنْ يُتَمِّمَهُ بقوله : كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إبرَاهِيمَ – إِلَى قَوْله – إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَلاَ يَقُولُ مَا يَفْعَلهُ كَثيرٌ مِنَ العَوامِّ مِنْ قراءتِهِمْ : (( إنَّ اللهَ وَمَلائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ )) [ الأحزاب : 56 ] الآية ، فَإنَّهُ لاَ تَصحُّ صَلاَتُهُ إِذَا اقْتَصَرَ
عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّالِثَةَ ، وَيَدعُو للمَيِّتِ وَللمُسْلِمِينَ بِمَا سَنَذكُرُهُ مِنَ الأحاديث إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الرَّابِعَةَ وَيَدْعُو . وَمِنْ أحْسَنِهِ : (( اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أجْرَهُ ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعدَهُ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ )) . وَالمُخْتَارُ أنه يُطَوِّلُ الدُّعاء في الرَّابِعَة خلافَ مَا يَعْتَادُهُ أكْثَرُ النَّاس ، لحديث ابن أَبي أَوْفى الذي سَنَذْكُرُهُ إنْ شَاء اللهُ تَعَالَى )) .
وقال في صفحة 466 : ((والأفضل صومُها في الأيام البيض وهي الثالثَ عشر والرابعَ عشر والخامسَ عشر ، وقِيل : الثاني عشر ، والثالِثَ عشر ، والرابعَ عشر ، والصحيح المشهور هُوَ الأول )) .
وقال في صفحة 543 : (( اعْلَمْ أنَّهُ يَنْبَغِي لِكُلِّ مُكَلَّفٍ أنْ يَحْفَظَ لِسَانَهُ عَنْ جَميعِ الكَلامِ إِلاَّ كَلاَماً ظَهَرَتْ فِيهِ المَصْلَحَةُ ، ومَتَى اسْتَوَى الكَلاَمُ وَتَرْكُهُ فِي المَصْلَحَةِ ، فالسُّنَّةُ الإمْسَاكُ عَنْهُ ، لأَنَّهُ قَدْ يَنْجَرُّ الكَلاَمُ المُبَاحُ إِلَى حَرَامٍ أَوْ مَكْرُوهٍ ، وذَلِكَ كَثِيرٌ في العَادَةِ ، والسَّلاَمَةُ لا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ )) .(1/404)
وقال في صفحة 549-550 : ((اعْلَمْ أنَّ الغِيبَةَ تُبَاحُ لِغَرَضٍ صَحيحٍ شَرْعِيٍّ لا يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهِ إِلاَّ بِهَا ، وَهُوَ سِتَّةُ أسْبَابٍ :
الأَوَّلُ : التَّظَلُّمُ ، فَيَجُوزُ لِلمَظْلُومِ أنْ يَتَظَلَّمَ إِلَى السُّلْطَانِ والقَاضِي وغَيرِهِما مِمَّنْ لَهُ وِلاَيَةٌ ، أَوْ قُدْرَةٌ عَلَى إنْصَافِهِ مِنْ ظَالِمِهِ ، فيقول : ظَلَمَنِي فُلاَنٌ بكذا .
الثَّاني : الاسْتِعانَةُ عَلَى تَغْيِيرِ المُنْكَرِ ، وَرَدِّ العَاصِي إِلَى الصَّوابِ ، فيقولُ لِمَنْ يَرْجُو قُدْرَتهُ عَلَى إزالَةِ المُنْكَرِ : فُلانٌ يَعْمَلُ كَذا ، فازْجُرْهُ عَنْهُ ونحو ذَلِكَ ويكونُ مَقْصُودُهُ التَّوَصُّلُ إِلَى إزالَةِ المُنْكَرِ ، فَإنْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ كَانَ حَرَاماً .
الثَّالِثُ : الاسْتِفْتَاءُ ، فيقُولُ لِلمُفْتِي : ظَلَمَنِي أَبي أَوْ أخي ، أَوْ زوجي ، أَوْ فُلانٌ بكَذَا فَهَلْ لَهُ ذَلِكَ ؟ وَمَا طَريقي في الخلاصِ مِنْهُ ، وتَحْصيلِ حَقِّي ، وَدَفْعِ الظُّلْمِ ؟ وَنَحْو ذَلِكَ ، فهذا جَائِزٌ لِلْحَاجَةِ ، ولكِنَّ الأحْوطَ والأفضَلَ أنْ يقول : مَا تقولُ في رَجُلٍ أَوْ شَخْصٍ ، أَوْ زَوْجٍ ، كَانَ مِنْ أمْرِهِ كذا ؟ فَإنَّهُ يَحْصُلُ بِهِ الغَرَضُ مِنْ غَيرِ تَعْيينٍ ، وَمَعَ ذَلِكَ ، فالتَّعْيينُ جَائِزٌ كَمَا سَنَذْكُرُهُ في حَدِيثِ هِنْدٍ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .
الرَّابعُ : تَحْذِيرُ المُسْلِمينَ مِنَ الشَّرِّ وَنَصِيحَتُهُمْ ، وذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ :
مِنْهَا جَرْحُ المَجْرُوحينَ مِنَ الرُّواةِ والشُّهُودِ وذلكَ جَائِزٌ بإجْمَاعِ المُسْلِمينَ ، بَلْ وَاجِبٌ للْحَاجَةِ .(1/405)
ومنها : المُشَاوَرَةُ في مُصاهَرَةِ إنْسانٍ أو مُشاركتِهِ ، أَوْ إيداعِهِ ، أَوْ مُعامَلَتِهِ ، أَوْ غيرِ ذَلِكَ ، أَوْ مُجَاوَرَتِهِ ، ويجبُ عَلَى المُشَاوَرِ أنْ لا يُخْفِيَ حَالَهُ ، بَلْ يَذْكُرُ المَسَاوِئَ الَّتي فِيهِ بِنِيَّةِ النَّصيحَةِ .
ومنها : إِذَا رأى مُتَفَقِّهاً يَتَرَدَّدُ إِلَى مُبْتَدِعٍ ، أَوْ فَاسِقٍ يَأَخُذُ عَنْهُ العِلْمَ ، وخَافَ أنْ يَتَضَرَّرَ المُتَفَقِّهُ بِذَلِكَ ، فَعَلَيْهِ نَصِيحَتُهُ بِبَيانِ حَالِهِ ، بِشَرْطِ أنْ يَقْصِدَ النَّصِيحَةَ ، وَهَذا مِمَّا يُغلَطُ فِيهِ . وَقَدْ يَحمِلُ المُتَكَلِّمَ بِذلِكَ الحَسَدُ ، وَيُلَبِّسُ الشَّيطانُ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، ويُخَيْلُ إِلَيْهِ أنَّهُ نَصِيحَةٌ فَليُتَفَطَّنْ لِذلِكَ .
وَمِنها : أنْ يكونَ لَهُ وِلايَةٌ لا يقومُ بِهَا عَلَى وَجْهِها : إمَّا بِأنْ لا يكونَ صَالِحاً لَهَا ، وإما بِأنْ يكونَ فَاسِقاً ، أَوْ مُغَفَّلاً ، وَنَحوَ ذَلِكَ فَيَجِبُ ذِكْرُ ذَلِكَ لِمَنْ لَهُ عَلَيْهِ ولايةٌ عامَّةٌ لِيُزيلَهُ ، وَيُوَلِّيَ مَنْ يُصْلحُ ، أَوْ يَعْلَمَ ذَلِكَ مِنْهُ لِيُعَامِلَهُ بِمُقْتَضَى حالِهِ ، وَلاَ يَغْتَرَّ بِهِ ، وأنْ يَسْعَى في أنْ يَحُثَّهُ عَلَى الاسْتِقَامَةِ أَوْ يَسْتَبْدِلَ بِهِ .
الخامِسُ : أنْ يَكُونَ مُجَاهِراً بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ كالمُجَاهِرِ بِشُرْبِ الخَمْرِ ، ومُصَادَرَةِ النَّاسِ ، وأَخْذِ المَكْسِ ، وجِبَايَةِ الأمْوَالِ ظُلْماً ، وَتَوَلِّي الأمُورِ الباطِلَةِ ، فَيَجُوزُ ذِكْرُهُ بِمَا يُجَاهِرُ بِهِ ، وَيَحْرُمُ ذِكْرُهُ بِغَيْرِهِ مِنَ العُيُوبِ ، إِلاَّ أنْ يكونَ لِجَوازِهِ سَبَبٌ آخَرُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ .(1/406)
السَّادِسُ : التعرِيفُ ، فإذا كَانَ الإنْسانُ مَعْرُوفاً بِلَقَبٍ ، كالأعْمَشِ ، والأعرَجِ ، والأَصَمِّ ، والأعْمى ، والأحْوَلِ ، وغَيْرِهِمْ جاز تَعْرِيفُهُمْ بذلِكَ ، وَيَحْرُمُ إطْلاقُهُ عَلَى جِهَةِ التَّنْقِيصِ ، ولو أمكَنَ تَعْريفُهُ بِغَيرِ ذَلِكَ كَانَ أوْلَى ، فهذه ستَّةُ أسبابٍ ذَكَرَهَا العُلَمَاءُ وأكثَرُها مُجْمَعٌ عَلَيْهِ ، وَدَلائِلُهَا مِنَ الأحادِيثِ الصَّحيحَةِ مشهورَةٌ . فمن ذَلِكَ : … )) .
وقال في صفحة 560 : ((اعلَمْ أنَّ الكَذِبَ ، وإنْ كَانَ أصْلُهُ مُحَرَّماً ، فَيَجُوزُ في بَعْضِ الأحْوَالِ بِشُروطٍ قَدْ أوْضَحْتُهَا في كتاب : " الأَذْكَارِ " ، ومُخْتَصَرُ ذَلِكَ : أنَّ الكلامَ وَسيلَةٌ إِلَى المَقَاصِدِ ، فَكُلُّ مَقْصُودٍ مَحْمُودٍ يُمْكِنُ تَحْصِيلُهُ بِغَيْرِ الكَذِبِ يَحْرُمُ الكَذِبُ فِيهِ ، وإنْ لَمْ يُمْكِنْ تَحْصِيلُهُ إِلاَّ بالكَذِبِ ، جازَ الكَذِبُ . ثُمَّ إنْ كَانَ تَحْصِيلُ ذَلِكَ المَقْصُودِ مُبَاحاً كَانَ الكَذِبُ مُبَاحاً ، وإنْ كَانَ وَاجِباً ، كَانَ الكَذِبُ وَاجِباً . فإذا اخْتَفَى مُسْلِمٌ مِنْ ظَالِمٍ يُريدُ قَتْلَهُ ، أَوْ أَخذَ مَالِهِ وأخفى مالَه وَسُئِلَ إنْسَانٌ عَنْهُ ، وَجَبَ الكَذِبُ بإخْفَائِه . وكذا لو كانَ عِندَهُ وديعَةٌ ، وأراد ظالمٌ أخذها ، وجبَ الكذبُ بإخفائها . وَالأحْوَطُ في هَذَا كُلِّهِ أن يُوَرِّيَ . ومعْنَى التَّوْرِيَةِ : أنْ يَقْصِدَ بِعِبَارَتِهِ مَقْصُوداً صَحيحاً لَيْسَ هُوَ كَاذِباً بالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ ، وإنْ كَانَ كَاذِباً في ظَاهِرِ اللَّفْظِ ، وبالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَفْهَمُهُ المُخَاطَبُ ، وَلَوْ تَرَكَ التَّوْرِيَةَ وَأطْلَقَ عِبَارَةَ الكَذِبِ ، فَلَيْسَ بِحَرَامٍ في هَذَا الحَالِ .(1/407)
وَاسْتَدَل العُلَمَاءُ بِجَوازِ الكَذِبِ في هَذَا الحَالِ بِحَديثِ أُمِّ كُلْثُومٍ رَضِيَ اللهُ عنها، أنها سمعتْ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : (( لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولُ خَيْراً )) . متفق عَلَيْهِ .
زاد مسلم في رواية : قالت أُمُّ كُلْثُومٍ : وَلَمْ أسْمَعْهُ يُرَخِّصُ في شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ إِلاَّ في ثَلاَثٍ، تَعْنِي : الحَرْبَ ، والإصْلاَحَ بَيْنَ النَّاسِ ، وَحَديثَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ ، وَحديثَ المَرْأَةِ زَوْجَهَا )) .
ومن فوائده النقل من بعض الكتب المهمة ، مثل :
النقل من صحيح أبي بكر الإسماعيلي : ((وفي رواية أبي بكر الإسماعيلي في " صحيحه " ، قَالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟
قَالَ : (( اللهُ )) . قَالَ : فَسَقَطَ السيفُ مِنْ يَدهِ ، فَأخَذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم السَّيْفَ ، فَقَالَ : (( مَنْ يَمْنَعُكَ مني ؟ )) . فَقَالَ : كُنْ خَيرَ آخِذٍ . فَقَالَ : (( تَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله وَأَنِّي رَسُول الله ؟ )) قَالَ : لاَ ، وَلَكنِّي أُعَاهِدُكَ أنْ لا أُقَاتِلَكَ ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَومٍ يُقَاتِلُونَكَ ، فَخَلَّى سَبيلَهُ ، فَأَتَى أصْحَابَهُ ، فَقَالَ : جئتُكُمْ مِنْ عنْد خَيْرِ النَّاسِ )) . صفحة 64 .
النقل عن الإمام أحمد : ((وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، قَالَ : لَيْسَ لأهل الشام حديث أشرف من هَذَا الحديث )) . صفحة 79 .(1/408)
نقله التفسير : (( قَالَ الله تَعَالَى : (( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ )) [ فاطر : 37 ] قَالَ ابن عباس والمُحَقِّقُونَ : معناه أَو لَمْ نُعَمِّرْكُمْ سِتِّينَ سَنَةً ؟ وَيُؤَيِّدُهُ الحديث الَّذِي سنذْكُرُهُ إنْ شاء الله تَعَالَى ، وقيل : معناه ثماني عَشْرَة سَنَةً ، وقيل : أرْبَعينَ سَنَةً ، قاله الحسن والكلبي ومسروق ونُقِلَ عن ابن عباس أيضاً . وَنَقَلُوا أنَّ أَهْلَ المدينَةِ كانوا إِذَا بَلَغَ أَحَدُهُمْ أربْعينَ سَنَةً تَفَرَّغَ للعِبادَةِ ، وقيل : هُوَ البُلُوغُ . وقوله تَعَالَى : (( وجَاءكُمُ النَّذِيرُ)) قَالَ ابن عباس والجمهور : هُوَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقيل : الشَّيبُ ، قاله عِكْرِمَةُ وابن عُيَيْنَة وغيرهما . والله أعلم )) . صفحة 79 .
نقله تفسير الحديث : ((قَالَ العلماء : معناه لَمْ يَتْرُكْ لَهُ عُذراً إِذْ أمْهَلَهُ هذِهِ المُدَّةَ . يقال : أعْذَرَ الرجُلُ إِذَا بَلَغَ الغايَةَ في العُذْرِ )) . صفحة 79 .
نقله التفسير عن الإمام الشافعي : ((قَالَ الله تَعَالَى : (((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)) [ المائدة : 2 ] ، وَقالَ تَعَالَى : (( وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) [ العصر : 1-2 ] قَالَ الإمام الشافعي
- رَحِمَهُ الله - كلاماً معناه : إنَّ النَّاسَ أَوْ أكثرَهم في غفلة عن تدبر هذِهِ
السورة )) . صفحة 111 ، ذكر ذلك ابن كثير . انظر مختصر تفسيره 3/643 .(1/409)
ذكره الرواية الموصولة عند ذكره الرواية المرسلة : ((وعن مصعب بن سعد بن أَبي وقَّاص رضي الله عنهما ، قَالَ : رَأى سعد أنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ ، فَقَالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : (( هَلْ تُنْصرُونَ وتُرْزَقُونَ إلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ )) رواه البخاري هكذا مُرسلاً ، فإن مصعب بن سعد تابعيٌّ ، ورواه الحافظ أَبُو بكر البرقاني في صحيحه متصلاً عن مصعب ، عن أبيه رضي الله عنه )) . صفحة 151 .
النقل من الجمع بين الصحيحين صفحة 177 : ((وفي الجمعِ بَيْنَ الصحيحين للحُميدِي : (( فارتاع )) بالعينِ ومعناه : اهتم بهِ )) . وانظر الجمع بين الصحيحين الحديث ( 3223 ) .
وقال صفحة 214 : ((ورواه الحُمَيْدِيُّ وغيرُهُ (( حِرَاءٌ )) بكسر الحاء المهملة ، وَقالَ : معناه غِضَابٌ ذَوُو غَمّ وهَمّ ، قَدْ عِيلَ صَبرُهُمْ بِهِ ، حَتَّى أثَّرَ في أجسامهم ، من قولِهِم : حَرَى جسمهُ يَحْرَى ، إِذَا نَقَصَ مِنْ ألمٍ أَوْ غَمٍّ ونحوهِ ، والصَّحيحُ أنَّهُ بالجيمِ )) . وانظر في كتابه "الجمع بين الصحيحين" ( 3075 ) .
وقال صفحة 513 : ((قَالَ الحُمَيْدِيُّ : كذا هُوَ في كتاب مسلم : (( أَوْ يُحَطُّ )) قَالَ البَرْقاني : ورواه شُعْبَةُ وأبو عَوَانَة ، وَيَحْيَى القَطَّانُ ، عن موسى الَّذِي رواه مسلم من جهتِهِ فقالوا : (( ويحط )) بغير ألِفٍ )) . وانظر الجمع بين الصحيحين 1/199 ( 215 ) .(1/410)
النقل من البرقاني : ((وزادَ فِيهِ البَرْقاني بإسناد مسلم - بعد قَوْله : حَائِشُ نَخْلٍ - فَدَخَلَ حَائِطاً لِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ ، فَإذا فِيهِ جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأى رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم جَرْجَرَ وذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، فَأتَاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ سَرَاتَهُ - أيْ : سِنَامَهُ - وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ ، فَقَالَ : (( مَنْ رَبُّ هَذَا الجَمَلِ ؟ لِمَنْ هَذَا الجَمَلُ ؟ )) فَجَاءَ فَتَىً مِنَ الأنْصَارِ ، فَقَالَ :هَذَا لِي
يَا رسولَ الله . قَالَ : (( أفَلاَ تَتَّقِي اللهَ في هذِهِ البَهِيمَةِ الَّتي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاهَا ؟ فَإنَّهُ يَشْكُو إلَيَّ أنَّكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ )) رواه أَبُو داود كرواية البرقاني )) . صفحة 385 .
وقال صفحة 558 : ((وفي رواية البَرْقانِيِّ : (( وُلِدَ عَلَى الفِطْرَةِ )) )) .
وقال صفحة 666 : ((ورواه البرقاني في صحيحهِ عن سلمان ، قال : قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( لاَ تَكُنْ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ ، وَلاَ آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا . فِيهَا بَاضَ الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ )) )) .
رابعاً : الدقة في التخريج : (( وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( أرَانِي فِي المَنَامِ أتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ ، فَجَاءنِي رَجُلانِ ، أحَدُهُما أكبر مِنَ الآخرِ ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأصْغَرَ ، فَقِيلَ لِي : كَبِّرْ ، فَدَفَعْتهُ إِلَى الأكْبَرِ مِنْهُمَا )) رواه مسلم مسنداً والبخاري تعليقاً )) . صفحة 180 والحديث أخرجه : مسلم 7/57 ( 2271 ) ( 19 ) ، وعلّقه البخاري 1/70 ( 246 ) .(1/411)
وفي صفحة 300 : (( وعن ثَابِتٍ ، عن أنس رضي الله عنه ، قَالَ : أتَى عَلَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأنَا ألْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ ، فَسَلمَ عَلَيْنَا ، فَبَعَثَني إِلَى حاجَةٍ ، فَأبْطَأتُ عَلَى أُمِّي . فَلَمَّا جِئْتُ ، قالت : مَا حَبَسَكَ ؟ فقلتُ : بَعَثَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ ، قالت : مَا حَاجَتُهُ ؟ قُلْتُ : إنَّهاَ سرٌّ . قالت : لا تُخْبِرَنَّ بِسرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحَداً ، قَالَ أنَسٌ : وَاللهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أحَداً لَحَدَّثْتُكَ بِهِ يَا ثَابِتُ . رواه مسلم وروى البخاري بعضه مختصراً )) .
أقول : أخرجه : البخاري 8/80 ( 6289 ) ، ومسلم 7/160 ( 2482 ) ( 145 ) .
وفي صفحة 399 : (( وعن أنس رضي الله عنه : أنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إني أُحِبُّ هذِهِ السُّورَةَ : (( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ )) قَالَ : (( إنَّ حُبَّهَا أدْخَلَكَ الجَنَّةَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) . ورواه البخاري في صَحِيحِهِ تعليقاً )) .
أقول : أخرجه : الترمذي ( 2910 ) ، ورواه البخاري 2/196 ( 774 ) معلقاً . وقال الترمذي : (( حديث حسن غريب )) .(1/412)
خامساً : التقليد في التصحيح (( وعن ميمون بن أَبي شَبيب رحمه الله : أنَّ عائشة رَضي الله عنها مَرَّ بِهَا سَائِلٌ ، فَأعْطَتْهُ كِسْرَةً ، وَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ عَلَيهِ ثِيَابٌ وَهَيْئَةٌ ، فَأقْعَدَتهُ ، فَأكَلَ ، فقِيلَ لَهَا في ذلِكَ ؟ فقَالتْ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ )) رواه أبو داود . لكن قال : ميمون لم يدرك عائشة . وقد ذكره مسلم في أول صحيحه تعليقاً فقال : وذكر عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم ، وَذَكَرَهُ الحَاكِمُ أَبُو عبد الله في كتابه (( مَعرِفَة عُلُومِ الحَديث )) وَقالَ : (( هُوَ حديث صحيح )) . صفحة 181 .
أقول : أخرجه : أبو داود ( 4842 ) ، وذكره مسلم في مقدمة صحيحه 1/5 ،
والحاكم في معرفة علوم الحديث : 217 ، وهو ضعيف غير صحيح ، وانظر تعليقي على معرفة أنواع علم الحديث: 410 – 411 ، وشرح التبصرة والتذكرة 2/173 )) .
سادساً : الإجمال في التخريج (( وعن أَبي سعيد سَمُرة بنِ جُندب رضي الله عنه ، قَالَ : لقد كنت عَلَى عَهْدِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم غُلاماً ، فَكُنْتُ أحْفَظُ عَنْهُ ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ القَوْلِ إلاَّ أنَّ هاهُنَا رِجَالاً هُمْ أسَنُّ مِنِّي . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ )) صفحة 182.
أقول : أخرجه : البخاري 2/111 ( 1331 ) ، ومسلم 3/60 ( 964 ) ( 88 ) . ورواية البخاري مختصرة .
وكذا قال في صفحة 186 : (( وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( النَّاسُ مَعَادِنٌ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلاَمِ إِذَا فَقهُوا ، وَالأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، ومَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ )) رواه مسلم .(1/413)
وروى البخاري قوله: (( الأَرْوَاحُ … )) إلخ مِنْ رواية عائشة رضي الله عنها )) .
أقول : (( أخرجه : مسلم 8/41 ( 2638 ) ( 160 ) .
وأخرج : البخاري 4/162 ( 3336 ) اللفظة الثانية من رواية عائشة (( رضي الله عنها )) معلقاً )) .
سابعاً : وجود بعض الأخطاء في الكتاب قال صفحة 191 : ((وعن أَبي كَرِيمَةَ المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أخَاهُ ، فَليُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وَقالَ :
(( حديث صحيح )) . أقول : (( الصواب : (( المقدام )) كما في مصادر التخريج وتحفة الأشراف 8/212 ( 11552 ) ، وتهذيب الكمال 7/215 ( 6759 ) ، وكما سيأتي في الحديث ( 515 ) و( 542 ) )) .
ثامناً : انفراده بالألفاظ لعلها جاءت من روايته للكتب كما في صفحة 197 : (( عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قَالَ : حدثنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصادق المصدوق : (( إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أربَعِينَ يَوماً نُطْفَةً …. )) .
أقول : لفظة نطفة لم ترد في شيء من مصادر التخريج إلاّ في " تفسير ابن أبي حاتم " ( 13780 ) ، و"مسند الشاشي" ( 682 ) ، وتحمل على أنَّها رواية للنووي من طريق الشيخين أو أحدهما ، فهكذا جاءت في الأربعين وعدم تغييرها من المحدّثين إنَّما هو لأمانتهم العلمية .
تاسعاً : ذكره لقواعد وفوائد كما في صفحة 204 : (( ولا يَضُرُّ الشَّكُّ في عَين الصَّحَابيّ ؛ لأنَّهُمْ كُلُّهُمْ عُدُولٌ )) ، وقال في صفحة 352 : ((وهكذا وقع في بعض رواياتِ الصحيحين : (( وَبَرَكاتُهُ )) وفي بعضها
بحذفِها ، وزِيادةُ الثقةِ مقبولة )) .
عاشراً : ذكره اختلاف الروايات قال في صفحة 215 : (( والصحيح بالخاءِ وَهُوَ رواية الجمهور . وقوله : (( فينْتَثرُ )) أيْ يَستخرجُ مَا في أنفهِ مِنْ أذىً والنَّثْرَةُ : طَرَفُ الأنْفِ )) .(1/414)
وقال في الصفحة نفسها : (( ورُوِيَ في الصحيحين : (( وأنا معه حين يذكرني )) بالنون ، وفي هذه الرواية
(( حيث )) بالثاء وكلاهما صحيح )) .
حادي عشر : الإجما في موضع التفصيل : 332 : (( وعن أَبي جُحَيفَةَ وَهْب بن عبد الله رضي الله عنه ، قَالَ : رَأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِمكّةَ وَهُوَ بالأبْطَحِ في قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مِنْ أَدمِ ، فَخَرَجَ بِلاَلٌ بِوَضُوئِهِ ، فَمِنْ نَاضِحٍ وَنَائِلٍ ، فَخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ ، كَأنِّي أنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ ، فَتَوَضّأ وَأذَّنَ
بِلاَلٌ ، فَجَعَلْتُ أتَتَبَّعُ فَاهُ هاهُنَا وَهَاهُنَا ، يقولُ يَمِيناً وَشِمَالاً : حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ ، ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ لاَ يُمْنَعُ . متفقٌ عَلَيْهِ )) . أقول : أخرجه : البخاري 1/163 ( 633 ) ، ومسلم 2/56 ( 503 ) ( 249 ) لفظ البخاري مختصر .
ثاني عشر : وجدت بعض الأخطاء العلمية ، مثل قوله في صفحة 337 : ((رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسنٍ ، إِلاَّ قيس بن بشر فاختلفوا في توثِيقِهِ وَتَضْعِيفِهِ ، وَقَدْ روى لَهُ مسلم )) .
أقول : لم يذكر أحد أن مسلماً روى له . ورمز له ابن حجر ( د ) فقط . انظر التقريب
( 5562 ) .
ومثل قوله في صفحة 348 : (( وعن أَبي سعيدٍ الخدرِيِّ رضي الله عنه : أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، يقول : (( إِذَا رَأى أحَدُكُمْ رُؤيَا يُحِبُّهَا ، فَإنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا ، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا – وفي رواية : فَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ – وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ ، فإنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا ، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ ؛ فَإنَّهَا لا(1/415)
تَضُرُّهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
أقول : أخرجه : البخاري 9/39 ( 6985 ) ولم يروه مسلم عن أبي سعيد الخدري .
وقوله في صفحة 378 : (( قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وَيُسْتَحَبُّ أنْ يُقْرَأ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ ، وَإنْ خَتَمُوا القُرآنَ عِنْدَهُ كَانَ حَسَنَاً )) .
أقول : هذا الكلام ليس للشافعي بل لأصحابه . انظر : المجموع 5/185 .
وقوله في صفحة 417 : وعن شقِيق بن عبدِ الله التَّابِعيِّ المتفق عَلَى جَلاَلَتِهِ رَحِمهُ اللهُ ، قَالَ : كَانَ أصْحَابُ محَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا يَرَوْنَ شَيْئاً مِنَ الأعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاَةِ . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ في كِتابِ الإيمان بإسنادٍ صحيحٍ )) .
أقول : في جامع الترمذي وتحفة الأشراف ( 15610 ) ، وتهذيب الكمال 2/162 ( 3321 ) :
(( عبد الله بن شقيق )) .
ثالث عشر : توضيحه لبعض الأحاديث وما يتعلق بها ، كما قال في صفحة 352 عقب ( 851 ) : (( وهكذا وقع في بعض رواياتِ الصحيحين : (( وَبَرَكاتُهُ )) وفي بعضها
بحذفِها ، وزِيادةُ الثقةِ مقبولة )) .
وقال في صفحة 353 عقب ( 854 ) : (( وهذا محمول عَلَى أنَّه صلى الله عليه وسلم ، جَمَعَ بَيْنَ اللَّفْظِ وَالإشَارَةِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أنَّ في رِوَايةِ أَبي داود : فَسَلَّمَ عَلَيْنَا )) .
وقال في صفحة 322 عقب ( 745 ) : (( قَالَ الخَطَّابِيُّ : المُتَّكئُ هاهُنَا : هُوَ الجالِسُ مُعْتَمِداً عَلَى وِطَاءٍ تحته ، قَالَ : وأرادَ أنَّهُ لا يَقْعُدُ عَلَى الوِطَاءِ وَالوَسَائِدِ كَفِعْل مَنْ يُريدُ الإكْثَارَ مِنَ الطَّعَام ، بل يَقْعُدُ مُسْتَوفِزاً لاَ مُسْتَوطِئاً ، وَيَأكُلُ بُلْغَةً . هَذَا كلامُ الخَطَّابيِّ ، وأشارَ غَيْرُهُ إِلَى أنَّ الْمُتَّكِئَ هُوَ المائِلُ عَلَى جَنْبِه ، والله أعلم )) .(1/416)
وقال في صفحة 322 عقب ( 746 ) : (((( المُقْعِي )) : هُوَ الَّذِي يُلْصِقُ أَلْيَتَيْهِ بالأرض ، وَيَنْصِبُ سَاقَيْهِ )) .
وقال في صفحة 370 عقب ( 920 ) : (( عَلَى الشَّكِّ ، ورواه أَبُو داود وغيره : (( الميت )) بلا شَكّ )) .
وقال في صفحة 384 عقيب ( 962 ) : (( مَعنَى (( أعْطُوا الإبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأرْضِ )) أيْ : ارْفُقُوا بِهَا في السَّيْرِ لِتَرْعَى في حَالِ سَيرِهَا ، وَقوله : (( نِقْيَهَا )) هُوَ بكسر النون وإسكان القاف وبالياءِ المثناة من تَحْت وَهُوَ : المُخُّ ، معناه : أسْرِعُوا بِهَا حَتَّى تَصِلُوا المَقصِدَ قَبْلَ أنْ يَذْهَبَ مُخُّهَا مِنْ ضَنْك السَّيْرِ . وَ(( التَّعْرِيسُ )) : النُزولُ في اللَّيلِ )) .
وقال في صفحة 433 عقب ( 1142 ) : (( وهذا مختصرُ لفظِ إحدى روايات مسلم )) .
وقال في صفحة 577 : ((والرواية المشهورة : (( أهْلَكُهُمْ )) بِرَفعِ الكاف وروي بنصبها : وذلكَ النْهيُ لِمنْ قَالَ ذَلِكَ عُجْباً بِنَفْسِهِ ، وتَصَاغُراً للنَّاسِ ، وارْتِفاعاً عَلَيْهِمْ ، فَهَذَا هُوَ الحَرامُ ، وَأمَّا مَنْ قَالَهُ لِما يَرَى في النَّاسِ مِنْ نَقْصٍ في أمرِ دِينِهم ، وقَالَهُ تَحَزُّناً عَلَيْهِمْ ، وعَلَى الدِّينِ ، فَلاَ بَأسَ بِهِ . هكَذَا فَسَّرَهُ العُلَماءُ وفَصَّلُوهُ ، وَمِمَّنْ قَالَهُ مِنَ الأئِمَّةِ الأعْلامِ : مالِكُ بن أنس ، وَالخَطَّابِيُّ ، والحُميدِي وآخرونَ ، وَقَدْ أوْضَحْتُهُ في كتاب: " الأذْكار " )) .
وقال في صفحة 629 : (((( تُزَفْزِفِينَ )) أيْ تَتَحَرَّكِينَ حَرَكَةً سَريعَةً ، وَمَعْنَاهُ : تَرْتَعِدُ . وَهُوَ بِضَمِّ التاء وبالزاي المكررة والفاء المكررة ، وَرُوِيَ أيضاً بالراء المكررة والقافينِ )) .
وقال في صفحة : 561 : (((( وَالمُتَشَبِّعُ )) : هُوَ الَّذِي يُظْهِرُ الشَّبَعَ وَلَيْسَ بِشَبْعَان . ومعناهُ هُنَا : أنْ(1/417)
يُظْهِرَ أنَّهُ حَصَلَ لَهُ فَضيلَةٌ وَلَيْسَتْ حَاصِلَةً . (( وَلابِسُ ثَوْبَي زُورٍ )) أيْ : ذِي
زُورٍ ، وَهُوَ الَّذِي يُزَوِّرُ عَلَى النَّاسِ ، بِأنْ يَتَزَيَّى بِزِيِّ أهْلِ الزُّهْدِ أَو العِلْمِ
أَو الثَّرْوَةِ ، لِيَغْتَرَّ بِهِ النَّاسُ وَلَيْسَ هُوَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ . وَقَيلَ غَيرُ ذَلِكَ واللهُ
أعْلَمُ )) .
رابع عشر : جودة التبويب ودقته واشتماله على فوائد عظيمة ، كما قال في صفحة 433 : ((باب الحث عَلَى صلاة تحية المسجد بركعتين ، وكراهة الجلوس قبل أن يصلي ركعتين في أي وقت دخل ، وسواء صلَّى ركعتين بنية التَّحِيَّةِ أَوْ صلاة فريضة أَوْ سنة راتبة أَوْ غيرها )) .
خامس عشر : النقل عن الترمذي بما يخالف المطبوع ، كما في الحديث ( 1496 ) : (( وعن أسَامة بن زيد رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفاعِلهِ : جَزَاكَ اللهُ خَيراً ، فَقَدْ أبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
أقول : أخرجه : الترمذي (2035) ، وقال : (( حديث جيد غريب )) .
سادس عشر : أخطاء في الإحالة إلى الكتاب نفسه كما في صفحة 546 عند الحديث ( 1522 ) : ((رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) ، وَقَدْ سبق شرحه في باب قبل هَذَا )) .
أقول : ((لم يرد فيما سبق من الكتاب )) .
سابع عشر : عزوه لروايات غير موجودة في الطبعات التي بين أيدينا ، ولعله وقف على نسخ عتيقة ، كما في حديث (1533 ) : (( وعن فاطمة بنتِ قيسٍ رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فقلتُ : إنَّ أَبَا الجَهْم وَمُعَاوِيَةَ خَطَبَانِي ؟ فَقَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( أمَّا مُعَاوِيَةُ ،
فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ ، وأمَّا أَبُو الجَهْمِ ، فَلاَ يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ )) متفق عَلَيْهِ .(1/418)
وفي رواية لمسلم : (( وَأمَّا أَبُو الجَهْمِ فَضَرَّابٌ لِلنِّساءِ )) وَهُوَ تفسير لرواية :
(( لا يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ )) وقيل : معناه : كثيرُ الأسفارِ )) .
أقول : (( أخرجه : مسلم 4/195 (1480) (36) و4/198 (1480) (47) .
ولم أقف على تخريج البخاري لهذا الحديث )) .
ثامن عشر : التساهل في العزو فلدينا حديثان هما في مقدمة صحيح مسلم ، وقد أطلق العزو لصحيح مسلم ، هما 1547و 1548: وعن أَبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( كَفَى بالمَرْءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ )) . رواه مسلم .
وعن سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَديثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبينَ )) . رواه مسلم .
تاسع عشر : ذكره لبعض الفوائد الفقهية ، كما في صفحة 671 إذ قال : ((وَالمُخْتَارُ جَوَازُ الصَّومِ عَمَّنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ لِهَذَا الحَدِيثِ ، وَالمُرادُ بالوَلِيِّ : القَرِيبُ وَارِثاً كَانَ أَوْ غَيْرَ وَارِثٍ )) .
عشرون : تقليده بعض كتب الغريب في ذكر بعض الأحاديث غير الموجودة كما في صفحة 617 إذ قال : (((( الطَّواغِي )) : جَمْعُ طَاغِيَةٍ ، وهِيَ الأصنَامُ . وَمِنْهُ الحَدِيثُ : (( هذِهِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ )) أيْ : صَنَمُهُمْ وَمَعْبُودُهُمْ . وَرُوِيَ في غير مسلم : (( بِالطَّوَاغِيتِ )) جَمعُ طَاغُوت ، وَهُوَ الشَّيْطَانُ وَالصَّنَمُ )) .
أقول : حديث : (( هذه طاغية دوس )) لم أقف عليه بهذا اللفظ ، لكن ورد في البخاري 9/73 (7116) ذكر طاغية دوس .
حادي وعشرون : التوفيق لما ظاهره التعارض كما في صفحة 644-645 إذ قال : ((فهذهِ الأحاديث في النَهي ، وجاء في الإباحة أحاديث كثيرة صحيحة .(1/419)
قال العلماءُ : وطريق الجَمْعِ بين الأحاديث أنْ يُقَالَ : إنْ كان المَمْدُوحُ عِنْدَهُ كَمَالُ إيمانٍ وَيَقينٍ ، وَرِيَاضَةُ نَفْسٍ ، وَمَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ بِحَيْثُ لاَ يَفْتَتِنُ ، وَلاَ يَغْتَرُّ بِذَلِكَ ، وَلاَ تَلْعَبُ بِهِ نَفْسُهُ ، فَليْسَ بِحَرَامٍ وَلاَ مَكْرُوهٍ ، وإنْ خِيفَ عَلَيْهِ شَيءٌ مِنْ هذِهِ الأمورِ ، كُرِهَ مَدْحُهُ في وَجْهِهِ كَرَاهَةً شَديدَةً ، وَعَلَى هَذا التَفصِيلِ تُنَزَّلُ الأحاديثُ المُخْتَلِفَةُ فِي ذَلكَ .
وَمِمَّا جَاءَ فِي الإبَاحَةِ قَولُهُ صلى الله عليه وسلم لأبي بكْرٍ رضي الله عنه : (( أرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ)) أيْ مِنَ الَّذِينَ يُدْعَونَ مِنْ جَمِيعِ أبْوابِ الجَنَّةِ لِدُخُولِهَا .
وَفِي الحَدِيثِ الآخر : (( لَسْتَ مِنْهُمْ )) : أيْ لَسْتَ مِنَ الَّذِينَ يُسْبِلُونَ أُزُرَهُمْ خُيَلاَءَ .
وَقالَ صلى الله عليه وسلم لعُمَرَ رضي الله عنه : (( مَا رَآكَ الشَّيْطَانُ سَالِكاً فَجّاً إلاَّ سَلَكَ فَجّاً غَيْرَ فَجِّكَ)) .
والأحاديثُ في الإباحة كثيرةٌ ، وقد ذكرتُ جملةً مِنْ أطْرَافِهَا في كتاب
" الأذكار" )) .
ثاني وعشرون : وجود بعض الأخطاء في التخريج كما في صفحة 682 : ((- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ قَالَ : أسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُومُ وَأتُوبُ إلَيهِ ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ، وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ )) . رواه أبو داود والترمذي والحاكم ، وقال : (( حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم )) .
أقول : - أخرجه : الحاكم 1/511 و2/117-118 .
وأخرجه : ابن خزيمة في " التوكل " كما في إتحاف المهرة 10/438 (13115) عن ابن مسعود .
أما روايتا أبي داود (1517) ، والترمذي (3577) فعن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً .(1/420)
وكذا في صفحة 689 : (( وعنه رضي الله عنه ، قال : شَهِدْتُ مِنَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مَجْلِساً وَصَفَ فِيهِ الجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى ، ثُمَّ قَالَ في آخِرِ حَدِيثِهِ : (( فيهَا مَا لاَ عَينٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ )) ثُمَّ قَرَأَ : (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ )) إلى قوله تعالى : (( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )) [ السجدة: 16 - 17 ] . رواه البخاري .
أقول : ((أخرجه : مسلم 8/143 (2825) (5) .
أما رواية البخاري 4/143 (3244) فعن أبي هريرة )) .
---
ماهر الفحل
12-15-2005, 06:33 AM
نماذج من تحقيق الكتاب
maher_fahl@hotmail.com
---
ماهر الفحل
01-04-2006, 08:02 PM
الكتاب كاملاً
http://saaid.net/book/open.php?cat=3&book=2281
جزى الله خيراً من أعان على نشره
---
عبدالله الحضرمي
01-11-2006, 12:35 PM
جزاك الله خير ياشيخ ماهر
---
طالب علوم القرآن
01-13-2006, 02:41 AM
جزاك الله خير
---
ماهر الفحل
01-17-2006, 02:51 PM
وجزاكما الله خيراً ونفع بعلمكما
وعلى هذا الرابط كتاب " جامع العلوم والحكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70007
والسلام عليكم
د . ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار
---
(1/421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين ( صاحب أضواء البيان ) لا تجدها في كتاب ...
---
ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين ( صاحب أضواء البيان ) لا تجدها في كتاب ...
---
فهد الوهبي
05-22-2003, 04:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فالعلماء الربانيون نور يهتدى بهم في الطريق إلى الله تعالى .. ونبراس يستضاء به في السير إلى الدار الآخرة .. وهم ورثة الأنبياء ، وفضلهم معلوم لكل مخلوق حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها ..
ومن بين أولئك الأعلام ذلك الإمام الفذ ، والعلامة المحرر ، المتفنن في علوم الشريعة محمد الأمين الشنقيطي الجكني ، وقد أحببت التعرف على شخصية هذا العَلم فقرأت عنه ما قاله تلميذه الشيخ عطية سالم وسألت عن سيرته للتعرف أكثر ( وسير العلماء من ألذ ما اشتغل به طلبة العلم ) فكانت هذه المذكرات القصيرة :
( من سيرة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله )
فإنه في يوم الثلاثاء الموافق 19 / 1 / 1423 هـ وبعد صلاة العصر التقيت بأحد طلبة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ وكان أحد كتبة هذا الكتاب في فترة من الفترات وساكناً معه في بيته ، وهذا الشيخ هو :(1/422)
محمد بن محمود بن محمد الإمام اليعقوبي الجكني نسباً المدني وطناً وكان من أول دفعة فتحت بهم الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية عام 1381 هـ وتخرج في كلية الشريعة عام 1387 / 1388 هـ والتحق بوزارة المعارف بالمملكة في المدينة المنورة في الحقل المتوسط لتدريس المواد الدينية نيفاً وعشرين سنة وله عدد من الكتب المخطوطة والمطبوعة وقد قرأ علي رسالته المخطوطة ( المختصر المفيد في معرفة قطر شنقيط ) وذكر فيه عدداً من علماء ذلك البلد الذين رحلوا من بلادهم وذكر منهم :
( من ذلك العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : محمد الأمين بن محمد المختار وكان معروفاً بالزهد والورع وسعة العلم المزدوج ، كان معلماً في إدارة المعاهد والكليات بالرياض وبعد ذلك نُقل للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومعلماً في الحرم النبوي يفسر القرآن الكريم وكان من هيئة كبار العلماء بالرياض وكان عضواً في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، وكان بيته عبارة عن مدرسة لعامة العلوم ، هذا بالإضافة إلى كثرة من يزوره من فطاحل العلماء من جميع أقطار البلاد لحل المشاكل ، فانتشر علمه وكثر طلابه واستفاد الناس من كتبه منها أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن هو في حد ذاته كتاب واحد ولكنه عبارة عن مكتبة مكتملة منوعة في جميع العلوم منهل للبسطاء والعلماء كل يرى مستواه ) أ . هـ .
وقد سألته عدداً من الأسئلة حول الشيخ رحمه الله تعالى ومؤلفه أضواء البيان فأجابني حفظه الله بمعلومات مفيدة والتي أجملها فيما يلي :
ملازمته للشيخ :(1/423)
ذكر الشيخ أنه حج في عام 1378هـ وأن جدته لأمه عمة الشيخ الأمين وأنه عندما أتى البلاد سكن معه في البيت ولازمه بالرياض حيث كان الشيخ مدرساً بالكلية قال : وأنا في معهد إمام الدعوة ومضيت سنة ونصف ثم فتح المعهد العلمي ونقلت إليه ولما فتحت الجامعة دخلت المسابقة ونجحت فيها في سنة 1381 هـ وتخرجت من الثانوية ثم الجامعة في عام 1387 / 1388 هـ ، وذكر أنه سكن مع الشيخ في بيته وكان ملازماً للشيخ في جميع عُمَرِه وحجاته ، وكان يعرف الشيخ من هناك من البلاد حيث كان تربطه به محبة كاملة ومعرفة كاملة وقرابة نسبية .
وأخبر بأنه كان أحد كتبة الشيخ لأضواء البيان هو وزميل له اسمه محمد الأمين بن الحسين كانا من الكتاب في فترة من الزمن وهناك من كتب قبلهم ومن كتب بعدهم .
وسألته كم عدد الكتاب في المرحلة التي كنتم تكتبون فيها ؟ فقال : اثنين يكتبان وقبلنا جماعة وبعدنا جماعة .
وسألته هل الشيخ هو الذي يغير الكتاب فقال : لا وأخبر أن التغير بسبب الظروف للكاتب .
طريقة كتابة أضواء البيان :
ذكر الشيخ أن للشيخ في كتابة أضواء البيان حالتين :
1- الحالة الأولى : كان هو يكتب بطريقة وكانت الكتابة بعضها على بعض ثم يعطيها الكتاب فيكتبونها بطريقة منظمة للطباعة .
2- الحالة الثانية : أنه لما ضعف بصره رحمه الله أصبح يجمع أمامه مجموعة من كتب التفسير ستة أو سبعة ثم يأمر بقراءة الآية من هذه التفاسير ثم يملي هو على الكتاب من ذهنه بعد سماع تلك التفاسير .
من خصائصه في الإلقاء :
قال من خصائص الشيخ أنه إذا تكلم كأنه يقرأ من كتاب أو هومكتوب أمامه قال حتى بلغني أن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قال : أنتم تقولون إنه ما عنده كتاب يقرأه ؟!! .(1/424)
قال : ومعروف أنه إذا تكلم كأنه يريد أن يضربك حيث ينفعل انفعالاً كثيراً حتى إن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله قال للشيخ ـ على سبيل الفكاهة ـ : يا شيخ إذا جيت تعلمنا أمّنّا بأنك ما تضربنا. وقال له : أنا أعرف أن هذا الانفعال تأتيك معه المعلومات .
وسألته هل الشيخ محمد بن إبراهيم درس على الشيخ ؟
تدارسوا هناك وكان الشيخ الأمين قد جعل درساً في المسجد والناس تأتيه وإذا كانت مناسبة يتكلم كأنه تعليم .
قال : أما الشيخ ابن باز رحمه الله فكان يقرأ عليه المنطق في البيت في أيام مخصصة وكان يحضر الشيخ عطية سالم رحمه الله وغيرهم .وذكر أنه كان يحضر بعض تلك المجالس .
حلم الشيخ :
قال : كان الشيخ معروف بالحلم لم يره أحد غضبان قال : لما أتيت البلاد هنا أوصاني فقال : ( لو ترى أحد يزل عليّ لا ترد عني ) .
إنكار الشيخ :
قال جاء ملك المغرب في زمن الملك فيصل رحمه الله إلى الرياض وأراد أن يعتمر وطلب من الشيخ أن يذهب معه فقال : أنا تحت بيعة ملك ولا نمشي مع أحد إلا بإذنه واستشره فإن أذن ذهبنا معك وإن منع لا نمشي معك ، فطلب ملك المغرب من الملك فيصل رحمه الله فأذن له ولما جاء لمكة جاء المصورون فاشتد غضب الشيخ عليهم حتى نهاهم الملك فيصل رحمه الله .
حرمة مجلس الشيخ :
ذكر أن الشيخ لا يرضى أن يجرح أحد في مجلسه وإذا فعل أحد ذلك يغضب غضباً ليس بمقيس ويرى أن هذا انتقاص له هو ، وإذا كان المتكلم كبير ومعتبر قال له : لا تعطِ الناس حسناتك ، وإذا كان دون ذلك تكلم الشيخ عليه فما يستطيع أحد أن يتكلم على أحد في مجلسه .
وسألته عن ما عرف أن الشيخ لا يدخل المذياع في بيته ؟
فأجاب بأنه كذلك يمنع مثل ذلك إلا في الحروب فكان يؤتى إليه فيستمع الأخبار ثم يخرجه .
وسألته عن حضور الملك فيصل لمحاضرة للشيخ ؟(1/425)
فأجاب بأن الملك فيصل حضر للشيخ محاضرتين وحضر الأمير عبد المحسن محاضرة ، ولما جاء الملك فيصل للمحاضرة جاؤوا له بكنب فقال الملك : هاتوا مثل الكرسي الذي جالس عليه الشيخ ، قال وفي تلك المحاضرة تعطلت علينا المروحة واشتعلت فيها النار ولم يتغير في المحاضرة شيء فجاءوا وأصلحوها والملك موجود وطالت المحاضرة عن موعدها وتركه الملك حتى انتهى من كلامه .
حفظ الشيخ للمتون :
قال : قال الشيخ : جئت للبلاد هذه وكنا نتعاهد المتون كما نتعاهد القرآن .
قصة في التفسير :
قال لما ذكر الشيخ سبب فتح مكة ومجيء الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول القصيدة الطويلة المؤثرة والتي فيها : قتلونا ركعاً وسجداً . قال بكى الناس كلهم في ذلك الدرس .
قصة عند التوظيف :
لما توظف الشيخ قالوا ما عندك من الشهادات ؟ قال عندي شهادة لا إله إلا الله فذكروا ذلك للملك فأمر أن يعطوه راتب أعلى شهادة .
تفسير الشيخ للرؤى :
قال : كان الشيخ معروفاً بتفسير المرائي وتجيء كما هي . ومن الأمثلة التي ذكرها :
1- كان الشيخ لما ذهب للرياض قد واعدوه بأنه بعد عشر سنين ينقلوه للمدينة ، فجاء أحد الشناقطة في العطلة الصيفية في المدينة للشيخ في بيته فذكر أنه رأى فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم داخل المسجد النبوي وأن الناس تهيأت له فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي فأصبح الناس تسأل عن الشناقطة من يدل عليه فرأوا صاحب الرؤيا وطلبوا منه أن يذهب ويحضر الشيخ فلما أراد الخروج من المسجد لمناداة الشيخ قابله الشيخ وهو داخل للمسجد فأتى به للنبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه . انتهت الرؤيا . فقال الشيخ : إن صدقت رؤياك سننقل من الرياض للمدينة . وفي تلك الأيام جاءت برقية باعتماده في الجامعة .(1/426)
2- وقبل وفاته جاءه أحد طلاب العلم وذكر له بأنه رأى أنه يغسل نبياً وليس بنبي ومعنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال الشيخ وما يدريك أنه نبي ؟ قال : رأيت وجهه وعرفته فأعاد عليه السؤال أكثر من مرة وكان إذا انتهى قال : خير إن شاء الله وتغير وجهه وما بقي بعدها إلا قليلاً وتوفي .
3- كان الشيخ يكره تبادل الذهب بالورَق وكان عنده خادم من جماعته فأعطاه ذهباً عند بداية حلول الشتاء عند فتح المدارس وأمره بشراء بعض الحاجات وقال ما بقي اتركه عند البائع فجاء الخادم وقد أخذ الباقي ووضعه في مكان عند مدخل الباب ، فرأى الشيخ فيما يرى النائم أن النار تشتعل في ذلك المكان فلما استيقظ سال الخادم عما أعطاه من النقود فأخبره بالحقيقة فأمره برد المال والبضاعة لصاحبها ولا يأتي منها بشيء .
وسألته عن الشيخ عطية سالم ؟
فقال قصة الشيخ عطية سالم شيء عجيب : أصله مصري وجاء هنا طفل صغير لا علاقة له بأحد ثم التحق بطبيبة يخدمها ويتعلم منها وفي يوم من الأيام حدث أن لم يرتح معها فضاقت به الحال فذهب للحرم فوجد الشيخ يدرس فتركه حتى انتهى فجاءه فقال يا شيخ أنا أريد انقطع عندك في البيت أقرأ عليك وقص عليه خبره فرضي الشيخ ذلك فأصبح معه في البيت يخدمه خدمة الولد ويطعم معه ويقرأ عليه وبعد ذلك لما ذهب للرياض دخل المعهد ثم الكلية ثم أصبح مدرساً في القصيم ثم بعد ذلك لما فتحت الجامعة كان من المجموعة التي فتحت بها الجامعة فعين مدير إدارة أول ما فتحت الجامعة .. ورب ضارة نافعة .
وفاة الشيخ :(1/427)
قال هو معه تضايق في الصدر وربو وعند الطواف في الحج تعب ولم يكن معه نقود ولم يرد أن يتأخر عن الطواف فأكمل الطواف محمولاً وأرسل أحدهم لبيته في مكة ليأتيه وتعب تعباً شديداً فأرسل إلى رابطة العالم الإسلامي ليرسلوا له طبيباً وأنبوبة أكسجين فجاءه الطبيب فقال له الشيخ : البنسلين وما يعمل عمله وما يكون فيها نسبة لا تضعوها لي لما عنده من الحساسية فأخطأ الطبيب فجاء طبيب آخر فوجد الحساسية منتشرة في الكبد وغيرها ثم بعدها توفي ودفن بالمعلاة في مكة . وكان ذلك بعد أن حج عام 1393 هـ .
رحمه الله رحمة واسعة .
انتهى مختصراً
تمت كتابته وقرأ على الشيخ وصححه بعد صلاة العشاء في يوم الأربعاء 20 / 1 / 1423هـ
والله تعالى أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2003, 06:44 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم فهد الوهبي على مشاركاتك الثمينة ، والتي تنادي على ما وراءها من العلم والأدب. وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
---
أبو بيان
05-22-2003, 09:29 PM
حدثني الشيخ أ.د محمد ولد سيدي الحبيب الشنقيطي - حفظه الله ورعاه وهو من أبرز وأكبر طلبة الشيخ الأمين رحمه الله - مشافهةً , قال عن شيخه :
- ظهر نبوغه من صغره .
- لم يطلب العلم في بلده على غير علماء قبيلته - الجكني - .
- الفرنسيون كانوا إذا استعصت عليهم قضية أحالوها إلى الشيخ رحمه الله .
- كان الشيخ رحمه الله ورعاً زاهداً , وأكثر ما أعجبني فيه عفته رحمه الله ؛ فلم يأخذ من أحد شيئاً .
- وليس بصحيح أنه لا يُفرق بين العملات الورقية .
- وقربه الملك عبد العزيز ثم الملك فيصل رحمهما الله , وكان الأمير عبد الله بن عبد العزيز صديقه , ويأتي إلى الشيخ دائماً ويدعوه إليه , وكان يطلب من الشيخ رحمه الله تعالى زيارة الملك فيصل , فيقول الشيخ :(1/428)
( لقد أعطاني الله تعالى أعظم شيء يُعطاه إنسان : القرآن في صدري , وأموت وأنا لم تحملني رجلي إلى ملك أو رئيس , ومن كان القرآن في صدره فقد أغناه الله ) - ودمعت عينا الشيخ الحبيب - .
وكان الأمير عبد الله حفظه الله يقول : ما يلفت النظر في المدينة - أي المنورة - إلا درس الشنقيطي , وهذا الطريق في الجبل - الذي عملته شركة بن لادن في المدينة قديماً - .
- ولا أظنه يصح عن الشيخ رحمه الله أنه كان يُجيب الطلاب في الاختبارات حذراً من كتم العلم .
- كتبت عنه أضواء البيان إملاءً , وكان الشيخ يرجع ويكتب بنفسه فيما يتعلق بالحديث .
- الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى حاول أن يقرأ المنطق على الشيخ الأمين رحمه الله لكنه عَسُرَ عليه ولم يستطعه , فتركه بإذن الشيخ , رحمة الله عليهما , ولم يتركه زهداً فيه ولا رغبةً عنه .
- الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله ما كان يفوته شيء من دروس الشيخ في رمضان .أ.هـ .
* وبعد :
فكل موقف من هذه المواقف ينطق بما فيه من عبر وهداية لأهل العلم والإيمان , ورحمة الله على شيخنا .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-22-2003, 09:40 PM
شكر الله للأخوين الكريمين فهد الوهبي ، وأبي بيان هذه المعلومات ، وقد صححت بعض المعلومات القديمة عندي وكانت غير موثقة .
وأرجو بهذه المناسبة ممن كان عنده معلومات ذات بال عن أئمتنا المفسرين وغيرهم أن يتحفونا بها ، وخاصة عندما تكون موثقة .
نسأل الله أن يلحقنا بالصالحين ، وأن يرزقنا حسن الإقتداء بهم .
---
عبدالسلام
05-23-2003, 06:09 AM
ذكر الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في كتابه حلية طالب العلم ص(17)مانصه:" وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطي المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لايعرف فئات العملة الورقية...".
فما تعليقكم ياأخانا أبا بيان؟(1/429)
جدير بالذكر أن هنالك شريط ماتع لابن الشيخ الدكتور عبد الله بعنوان"الدر الثمين في سيرة الأمين" ومن طريف ما ذكر أن الشيخ حبب له الصيد، وكان له يوم-أظنه يوم الخميس- يخرج فيه إلى البر
وذكر ابنه الشيخ محمد أنه نادراً ما يرى أباه بدون كتاب حتى أنه يدعى إلى مناسبة فيجيب الدعوة ومعه كتابه يقرأ فيه
---
أبو بيان
05-24-2003, 10:57 AM
الأخ الفاضل عبد السلام :
- كلاهما صادق ,
- والشيخ الحبيب ألزم لشيخه من الشيخ بكر حفظهما الله ,
- ولعل الشيخ بكر أبو زيد أخبر عمّا رآه من شيخه في موقف لم يميز فيه الشيخ الأمين بين العملات لعارض .
- وكان كلام الشيخ الحبيب جواباً على سؤال عما أورده الشيخ بكر , وهو : هل صحيح أن الشيخ رحمه الله لم يكن يفرق بين العملات الورقية ؟ فجاء جواب الشيخ صريحاً على هذا السؤال , والله الموفق .
---
عبدالرحمن السديس
05-24-2003, 01:32 PM
للدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام جامع الفرقان بمكة ترجمة للإمام محمد الأمين الشنقيطي
طبعة بالدارالشامية، وهي موجودة في الأسواق.
---
فهد الوهبي
05-25-2003, 01:23 PM
فضيلة الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري حفظه الله أشكر لك هذا الرد ، وهذه سمة أهل العلم والفضل من أمثالكم .. والشيء لا يستغرب من معدنه . وأهل القرآن أهل فضل وعلم .
وبالنسبة لما ذكر من أن الشيخ لا يعرف العملات الورقية فهو مدون عندي من ضمن الأسئلة وهو كالتالي :
( وسألته عما اشتهر من أن الشيخ لا يعرف النقود ولا يفرق بين فئاتها ؟ فنفى ذلك بشدة وقال الشيخ بعيد عن التغفيل ما فيه من التغفيل شيء من أي جهة وقال : بعيد من هذا .
وذكر أن الشيخ لا تبقى عنده الفلوس .)
وربما مقصود من نفى؛ إبعادُ الشيخ عن التغفيل وهو أمر لا يحتاج إلى دليل فهو ألمعي ذكي تنطق عينيه بالعلم والنباهة .
ومقصود من أثبت ذلك إثباتُ زهد الشيخ وورعه وهو أمر معلوم لكل من عرف الشيخ أو قرأ عنه .(1/430)
وكل قد روى ما رأى . والمقصد معلوم معروف والخلاف في هذا سهل .
وأما ذكر من حب الشيخ للصيد فقد سمعت من المشائخ الذين رأوه أن الشيخ كان رامياً ماهراً رحمه الله .
أسأل الله تعالى أن يسلك بنا سبيل أهل الفلاح .
---
أحمد أبوعبدالرحمن
05-26-2003, 05:09 PM
رحم الله الإمام محمد الامين ولوكمل تفسيره لرأينا العجائب
---
عبدالرحمن السديس
05-26-2003, 07:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ رحمه الله دروس في التفسير في المسجد النبوي، يختلف فيها عرضه عن أضواء البيان، فقد فسّر كل الآيات ولم يلتزم بتفسير القرآن بالقرآن، وهي موجودة في تسجيلات المجمع ، وسمعت أن الشيخ السبت منذ زمن وهو يفرغ الأشرطة، وينسخ ما فيها، وسيخرجها في كتاب.
---
فهد الوهبي
05-27-2003, 02:11 AM
كان الشيخ رحمه الله له دروس في المسجد النبوي وكان آية في العلم والأدب والتفسير والفقه والأصول وغيرها من العلوم ...
وكان الشيخ يفسر تفسيراً تحليلياً ـ كما يسمى الآن ـ فيتكلم على الكلمة ومعناها اللغوي والاصطلاحي ثم يذهب مع التفسير والفقه وغيرها من العلوم ..
وقد استمعت لكثير من الأشرطة كسورة التوبة وبعض الأعراف فرأيت عجباً وعلماً غزيراً .
وبالنسبة للدكتور خالد السبت فهو مشتغل من فترة بإخراجها وقد اتصلت عليه وسألته عنها في بداية السنة الماضية فأخبرني أنه على وشك الانتهاء أسأل الله تعالى له التوفيق لإخراجها .
والدكتور معتني بموروث الشيخ الأمين رحمه الله على وجه العموم ومنه التفسير .
والله أعلم .
---
نصرمنصور
05-26-2005, 02:47 AM
موضوع حافل بالفوائد ، يستحق القراءة والاطلاع . رحم الله علماءنا ، وأسكنهم جنات النعيم
---
ابو يزيد
01-09-2006, 01:52 AM
الأخ الفاضل : فهد الوهبي - حفظه الله -(1/431)
الشيخ : محمد عمر إمام المسجد الأثري في الجادة بتبوك أحد تلامذة الشيخ محمد الأمين رحمه الله ، وقد ذكر لي شيئا من سيرته ، أثناء زيارتي له عندما كنت في تبوك قبل خمسة أعوام ، أتمنى أن تلتقي بالشيخ محمد عمر ليفيدك ثم تنقل لنا ذلك هنا .. وفقك الله لرضاه .
اخوك : ابو يزيد - جده
---
عبد العزيز الضامر
01-12-2006, 06:27 PM
أشكر الأخوين (فهد الوهبي , أبا بيان ) على ما تفضلاَّ به , وأُحِبُّ أن أُشارك بالأمور الآتية :
(1) إنَّ المتأمل في كتب التأريخ والتراجم والرجال يُلاحظ أن نسبةً غير قليلة من المعلومات فيها قائمة على ما يُسمى "التدوين الشفاهي" وهو أن يقوم المصنف بكتابة ما رآه من تلك الشخصية التي عاصرها أو من خلال ما سمع عنها ونحو ذلك , وبهذه الطريقة حُفظ لنا الكثير من تراثنا الإسلامي والعربي , وكُلَّما تخلت الأمة عن تدوين ما تراه وتسمعه فلن تترك شيئاً لجيلها القادم يذكرها به , فيحدث ما يُسمى بالقطيعة بين الجيلين لاسيما ونحن نعيش فوضى العولمة .
ونحن لانريد أن يقوم الدارسون بكتابة تراجم معاصريهم بذكر اسمه وولادته ومصنفاته ووفاته فحسب , بل يهمنا بالدرجة الأولى ذكر شيء من حياتهم ومواقفهم , إذ أنَّ الرجال يُعرفون بالمواقف .
وبهذه المناسبة فإني أُحب أن أقترح على الأخوة في هذا الملتقى المبارك بتبني مثل هذا المشروع واقتصاره على رجالات الدراسات القرآنية الذين كان لهم شُهرةٌ ودورٌ في إثراء المكتبة القرآنية , فأغلبنا قد حصل له شرف التتلمذ على بعض هؤلاء سواءً كانت دراسةً أكاديمية أو غير ذلك , فيقوم بكتابة معلومةٍ سريعةٍ عنه ثُمَّ يفيض علينا بذكر مواقفه وأحواله ونحو ذلك .
وأنا دائماً أُشبه هؤلاء بالدلو الذي يستخرج لنا الماء والخير ولكن لا نعرف قيمته إلاَّ إذا افتقدناه !!
وعلى سبيل المثال أذكر بعض الشخصيات :
- الأستاذ الدكتور: أحمد حسن فرحات .
- الأستاذ الدكتور: مصطفى مسلم .(1/432)
- الأستاذ الدكتور: مناع القطان .
- الأستاذ الدكتور: عدنان زرزور .
- الأستاذ الدكتور: فهد الرومي .
- الأستاذ الدكتور: زاهر عوَّاض الألمعي .
- الأستاذ الدكتور: فضل عباس .
- الأستاذ الدكتور: صلاح الخالدي .
- الدكتورة: عائشة عبد الرحمن .
- الدكتورة: هند شلبي . وغيرهم كثير .
(2) وأمَّا عن مسألة حب الشيخ الشنقيطي بالصيد فهذا صحيح ومما يدل على ذلك ما أخبرني به الشيخ الدكتور: عبد الرحيم الهاشم أُستاذ الفقه المقارن في جامعة الإمام (فرع الأحساء) من أنَّ الشيخ محمد عطية سالم رحمه الله (ت:1420هـ) أخبره بهذه الحادثة فقال: سافرت مع شيخنا محمد الأمين إلى مالي , وفي ذات يوم خرج المشايخ إلى القنص وآثرت البقاء فجلست أُفكر حتى خطرت ببالي فائدة علمية في شرف العلم ...وعندما جاء الشيخ الأمين قلت له: أيهما أشرف الأسد أم الكلب ؟
فقال: الأسد .
فقلت: أيهما تأخذ صيده الأسد أم الكلب المُعَلَّم ؟
فقال: الكلب المُعَلَّم .
فقلت: بالعلم شَرُف الكلب على غيره !!
(2) وأخيراً أُحبُّ أنَّ أُبشِّر السادة الفضلاء في هذا الملتقى من أنَّ دروس الشيخ الشنقيطي التي قام الدكتور خالد السبت بجمعها قد تّمَّ طبعها سنة (1424هـ-2003م) في خمس مجلدات نشر دار ابن القيم – الدمام وسماه "العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير " .
---
(1/433)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}!.
---
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}!.
---
المعظم لربه
08-06-2006, 03:51 PM
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ}!.
وهناك غيرها مثلها...
فهل ثبت أن بني إسرائيل يعبدون آلهة غير الله؟؟.
ثم إننا لا نكاد نجد في "موروث" اليهود ما يشير إلى قولهم إن عزيرا بن الله, كما تظهر جلية عند النصارى!..
فما تقولون!.
---
سيف الدين
08-06-2006, 07:28 PM
لعل هذه الاية تكون فاتحة جواب:
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة
---
مجدي ابو عيشة
08-06-2006, 07:45 PM
الرد من وجوه :(1/434)
الأول: ان النهي عن عبادة غير الله انما هو للتحذير من شر الشرك بغض النظر عن ماضي بني اسرائيل . وقد انزل علينا بمثل ما قال عيسى عليه السلام لقومه , فقصته تحذير لنا وبلاغ عن حاله وبراءة له مما يفعل النصارى , ثم ان الله عز وجل حذرنا من ذلك الى يوم القيامة بقوله تعالى :"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ",(سورة النساء الاية 48) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116 من سورة النساء)
الثاني : ان بني اسرائيل قد عبدوا الهة واشركوا بالله :"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ "(سورة البقرة الاية 92) وفي كتبهم انهم اشركوا بالله وعبدوا الهة غير الله . وقد ورد قول طائفة منهم عن عزير وما فعله اليهود والنصارى من اتخاذ احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وهي في سورة المائدة :" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)"(1/435)
اما عزير فقد يكون اتخذه اليهود ابنا لله وقد يكون طائفة منهم فعلوا ذلك لان النصارى بعضهم لال يقول بان المسيح ابن الله كما أخبر الله في سورة المائدة بل زعموا بقولهم ما أخبر ربنا عز وجل :" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) " فقد تكون طائفة من اليهود دون اخرى قالت بذلك , وانخاذهم احبارهم ورهبانهم هو وجه من اوجه الشرك بل تعدوه وزعموا اعظم من ذلك :"وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) "(سورة المائدة )
وفي تفسير الآية قال ابن جرير وهو كلام متعلق بسؤالك :"
وكان السدي يقول في ذلك بما:
11614 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه"، أما"أبناء الله"، فإنهم قالوا: إن الله أوحى إلى إسرائيل أن ولدًا من ولدك، أدخلهم النار، فيكونون فيها أربعين يومًا حتى تطهرهم وتأكل خطاياهم، ثم ينادي منادٍ: أن أخرجوا كل مختون من ولدِ إسرائيل، فأخرجهم. فذلك قوله:( لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ) [سورة آل عمران: 24]. وأما النصارى، فإن فريقًا منهم قال للمسيح: ابن الله.(1/436)
والعرب قد تخرج الخبرَ، إذا افتخرت، مخرجَ الخبر عن الجماعة، وإن كان ما افتخرت به من فعل واحد منهم، فتقول:"نحن الأجواد الكرام"، وإنما الجواد فيهم واحدٌ منهم، وغير المتكلِّم الفاعلُ ذلك،
نَدَسْنَا أَبَا مَنْدُوسَةَ القَيْنَ بِالقَنَا... وَمَارَ دَمٌ مِنْ جَارِ بَيْبَةَ نَاقعُ
فقال:"نَدَسْنَا"، وإنما النادس رجل من قوم جريرٍ غيرُه، فأخرج الخبر مخرج الخبر عن جماعة هو أحدهم. فكذا أخبر الله عزّ ذكره عن النصارى أنها قالت ذلك، على هذا الوجه إن شاء الله."(تفسير ابن جرير ج 10 ص 151/152 )
والله تعالى اعلم
---
(1/437)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث
---
خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث
---
منصور مهران
10-07-2006, 11:28 AM
صدر كتاب جديد هو : ( خلاصة الأبحاث في شرح نهج القراءات الثلاث ) للعلامة أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل ، المعروف بالجَعْبري ، المتوفى سنة 732 هج . دراسة وتحقيق إبراهيم نجم الدين محمود أحمد ، الطبعة الأولى - 1427 هج = 2006 م - في : الفاروق الحديثة للطباعة والنشر بمصر .
و موضوع الكتاب في القراءات الثلاث من طرق غير التي اختارها ابن الجزري في الدرة وفي تحبير التيسير ، واتخذها الجعبري بروايات مختلفة أيضا فجاء كتابه بانفرادت في القراءات التي تُروى بطريق الآحاد فلا يُقرَأ بها لهم ، وقد يوجه الجعبري بعض القراءات الغريبة ولعل ذلك مما يسهم في معرفة شيء من سَنن العربية المهجورة .
قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة وفصلين : ففي المقدمة بين سبب تأليف الكتاب وأسماء القراء الذين لهم قراءة في الكتاب ورواتهم ، وإسناده في هذه القراءات التي رواها . وفي الفصل الأول - أو القسم الأول من الكتاب - جاء المؤلف بالأصول المطردة للقراء لتكون قاعدة عامة يُسَارُ عليها ، وخصص الفصل الثاني للفرش واختلاف القراء في الحروف المقلة .(1/438)
ورغم أن مقدمة المحقق حوت أهم ما يُعرف به الكتاب بإيجاز شديد فإن تعليقاته تدل على باع كبير في معرفة فرش القراءات الثلاث ، ولم يتعرض للمشكلات اللغوية التي عرضت له في الكتاب ، ومنها العنوان فلفظ ( الأبحاث ) يثير مسألتين : الأولى في جمع المصدر إذا عددنا ( بحْث ) مصدر بحث يبحث بحثا ، والثانية في جمع ( فَعْل ) على ( أفعال ) إذا عددنا ( بحث ) اسم ذات وهي الصفحات المكتوبة ، ولم يبين أقوال النحاة في المسألتين ولذلك أهيب بأصحاب هذا العلم أن يتولوا قراءة الكتاب و التعليق العلمي عليه فهم أقدر مني على تبيين خفايا هذا الفن من حيث الصواب وغيره وبالله التوفيق .
---
نورة
10-25-2006, 12:33 PM
أكرمكم الله
على حسن التنبيه والتبليغ
---
(1/439)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملك مصر ....هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه ؟؟
---
ملك مصر ....هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه ؟؟
---
ابو حنين
05-02-2006, 01:12 AM
في موضوع الرؤيا التي في سورة يوسف ( و قال الملك إني أرى سبع بقرات ... الآية )
ثم أفتى يوسف عله السلام خادمي الملك المسجونين عن تلك الرؤيا ووقعت .
===============================
و قد قابلت مسلما أمريكيا شابا .. و قص علي سبب إسلامه : حيث أنه رأى و كان نصرانيا
ما فسر له من أحد الدعاة أنه الرسول صلى الله عليه و سلم يأمره باتباعه !!!! فأسلم .
و قد كانت مقابلتي له بعد إسلامه بأقل من شهر .....
و سؤالي : هل الرؤيا خاصة بالمؤمنين ؟ أم ان الكافر يرى الرؤيا ؟؟
---
محمد الأمين
05-02-2006, 05:48 AM
عزيز مصر ....هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه ؟؟
ويمكن أن يقال:
فرعون مصر ....هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه ؟؟
يعني بذهاب ملكه على يد رجل من بني إسرائيل. أظن الجواب قد توضح إن شاء الله.
---
ابو حنين
05-02-2006, 02:03 PM
جزاك الله كل خير ... و هل ثبتت رؤيا فرعون عند أهل التفسير أو بالأحرى عند اهل الحديث ؟؟
=========
لو تكرمتم حفظكم الله بإحالتي لصفحة انترنت - إن وجدت -لقصة تلك الرؤيا وما جاء فيها من الروايات . و الله يحفظكم . و تكرم بمراجعة الخاص حيث لي استفسار شخصي .
---
مجدي ابو عيشة
05-02-2006, 02:10 PM
أخي ابو حنين أظنك أجبت على سؤالك في أخر مداخلتك الاولى. فلم يكن من سُجنَ مع يوسف من المؤمنين بالله عز وجل . وأخبرهم بتأويل رؤياهم بعد ان دعاهم الى الله الواحد القهار .
---
(1/440)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة : هل ينسى النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن ؟ دعوة للمشاركة
---
مسألة : هل ينسى النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن ؟ دعوة للمشاركة
---
أبو العالية
12-30-2003, 06:14 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فهذه مسألة لا زلت أبحث في طياتها ، وألم أطرافها ، فعسى الإخوة الفضلاء والمشايخ النبلاء ان يدلوا بما لديهم من فضل علم .
ولعلني أثبت ما عندي فيما بعد
يقول الله تعالى : {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
والحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها:
" قَالَتْ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا ." وفي رواية " اسقطتها "
فكيف نوفق بينهما ؟
---
أحمد البريدي
12-31-2003, 12:30 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الجمع بينهما :
الآية الأولى في أصل نزول القرآن فلا يمكن أن ينسى شيئاً منه قبل إبلاغه لأن هذا هو مقتضى الرسالة " يا ايها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته "
وبعد نزول القرآن وتبليغه وحفظ الناس له ؛ فربما ينسى النبي شيئاً منه بحسب الطبيعة البشرية , وعليه يدل الحديث الذي ذكرت , وهو احد معاني الاستثناء في قوله تعالى " سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله" والله اعلم .
---
خالدعبدالرحمن
12-31-2003, 08:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اخي الفاضل ،
لقد راجعت نص الحديث في البخاري ،(1/441)
وارى ان الحديث لا يفي بالمعطيات اللازمة لمثل سؤالك ! فالحديث لا يحدثنا عن تلك الآيات ولا يذكر اسم السورة ! وذلك لان كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن ايات (أنسيتها) ، وهذا قد يوحي بالنسخ ! من الآية (ما ننسخ من اية او ننسها ) والآية ( فلا تنسى، الا ما شاء الله ) ...
ولو كان في الحديث ذكر للسورة أو الايات لاستطاع الدارس الاستنتاج .
اما رد الأخ الفاضل ، فلا ارى انه يليق بمحمد صلى الله عليه وسلم نسيان اية آية من كتاب الله ما لم تنسخ ! وذلك لان القرآن هو لب رسالته ، وهو المراد منه تبليغه ، وقد تكفل الله حفظه ن واول الحفظ ان يحفظ كاملا على مراد الله في قلب مبلغه الى الناس ...
فما اراه من معنى الحديث هو ان رسول الله سمع صحابيا يقرؤ من المنسوخ ، والذي ربما لم يصل الى ذلك الصحابي خبر نسخه .... والله اعلم .
---
أبو العالية
01-01-2004, 12:39 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
جزى الله الإخوة الفضلاء على هذا المرور الطيب والإهتمام .
غير ان الذي توصلت له أن هذا كما ذكر الأخ الشيخ أحمد من نسيانه بعد التبليغ وهذا يكاد يكون مجمعٌ عليه الجمهور ولقد ذكره غير واحد من أهل العلم هذا القول . ولقد رأيت كثيراً من شروح هذا الحديث ، وطالعت كثيراً من أقوال المفسرين في آية الأعلى ( سنقرئك فلا تنسى )
وبعد تأمل ظهر لي قول هو اعدلها ، بل وجد حديثاً في البخاري رحمه الله حسم المسألة !.
أما القول ، فهو للإسماعيلي نقله عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 9 / 86 ) :
فقال :
" النسيان من النبي صلى الله عليه وسلم يكون علىى قسمين :
أحدها : نسيانه الذي يتذكره عن قرب، وذلك قائم بالطباع البشرية ، وعليه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في السهو : " إنما انا بشر أنسى كما تنسون " .(1/442)
والثاني : أن يرفعه الله عن قلبه على إرادة نسخ تلاوته ، وهذا المشار إليه في الإستشناء في قوله تعالى : " سنقرئك فلا تنسى "
قال : فأما القسم الأول فعارض سريع الزوال لظاهر قوله اعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
واما الثاني فداخل في قوله تعالى : " ما ننسخ من آية او ننسها .. " .
وقال الحافظ أيضاً رحمه الله :
وفي الحديث حجة لمن اجلز النسيان على النبي صلى الله عليه وسلم فيما ليس طريقة البلاغ مطلقا ... إلخ "
وقال الألوسي رحمه الله في تفسيره ( 15 / 134 )
" ثم إن المراد من نفي النسيان شيء من القرآن ، نفي النسيان التام المستمر مما لا يقر عليه صلى الله عليه وسلم ."
ونقل العيني رحمه الله عن الجهور في شرحه على البخاري ( 10 / 51 )
" وقال الجمهور : جاز النسيان عليه فيما ليس طريقة البلاغ والتعليم بشرط أن لا يقرأ ( كذا بإثبات الألف ، ولعل الصواب فيما يظهر " يقرّ " ) عليه بل لا بد ان يذكره ، واما غيره فلا يجوز قبل التبليغ ، واما نسيانه ما بلغه كما في هذا الحديث فهو جائز بلا خلاف "
ولعل الراوية الفاصلة في هذه المسألة هي رواية البخاري من حديث أبيّ رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم الفجر فأسقط آية فقال أبي : فحسبت انها سقطت فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " نسيتها "
وذكر هذه الرواية القرطبي رحمه الله وبين هذا في الجامع ( 20 / 19 ) ولم يعزها للبخاري ، أما الألوسي رحمه الله في تفسيره ( 15 / 134 ) فقد عزاها للبخاري ولم أجدها عنده الان ، فلتبحث .
وعليه يتبين الجمع بين هذا والله أعلم .
---
(1/443)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف نجمع بين الآيتين؟
---
كيف نجمع بين الآيتين؟
---
إيمان البحر
02-05-2006, 12:37 PM
المشايخ الأفاضل:
هل من أبى حمل الأمانة كما في قوله تعالى" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72)الأحزاب. كان مقهوراً على طاعة الله ؟
وإن كان كذلك فكيف نجمع بين آية حمل الأمانة وهذه الآية قال تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)فصلت.؟
---
المقاتل7
02-07-2006, 09:37 AM
من المحال أن يتوافق وقت عرض الأمانة مع الأمر في الآية الثانية ، فالأحداث تتوالى و لا تحدث في وقت واحد !.
والظاهر أن عرض الأمانة على السموات و الأرض كان بعد أن قال الله تعالى لهما ائتيا طوعا أو كرها ، هذا وجه للتوفيق .
والوجه الآخرأن حمل الأمانة يعني التخيير بين الطاعة و المعصية ،و الآية الثانية لم تتضمن التخييربينهما بل كان التخيير في الوسيلة و الله أعلم .
---
د.أبو بكر خليل
02-07-2006, 07:47 PM
المشايخ الأفاضل:
هل من أبى حمل الأمانة كما في قوله تعالى" إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72)الأحزاب. كان مقهوراً على طاعة الله ؟
................
................
----------------------------------------------------------------------
استفسار :
- كيف يكون من (( أبى )) - ها هنا - (( مقهورا )) ؟؟(1/444)
* حبذا لو بيَنت موضع الشبهة أو الإشكال ، ليوافق الجواب محل السؤال .
---
روضة
02-07-2006, 08:24 PM
يبدو أن السؤال يتضمن إشكالاً في فهم الآيتين بتعارضٍ ظاهريٍّ بينهما، فكيف تأبى السموات والأرض والجبال حمل الأمانة، ثم في آية أخرى يخبرنا الله عز وجل أن الأرض والسماء قالتا أتينا طائعين.
إذا كان كذلك، فرفع الإشكال يكون في فهم معنى كلٍّ من الآيتين الكريمتين.
************
قوله تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا}:
"لما بيّن تعالى في هذه السورة من الأحكام ما بيّن، أمر بالتزام أوامره. والأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور.... فالأمانة هي الفرائض التي ائتمن الله عليها العباد ... عرضها الله عز وجل على السموات والأرض والجبال، إن أدَّوْها أثابهم، وإن ضيّعوها عذّبهم. فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيماً لدين الله عز وجل ألا يقوموا به". [القرطبي].
قال الإمام الرازي: " قوله: { فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا } لم يكن إباؤهن كإباء إبليس في قوله تعالى:
{ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }[الحجر: 31] من وجهين أحدهما: أن هناك السجود كان فرضاً، وههنا الأمانة كانت عرضاً وثانيهما: أن الإباء كان هناك استكباراً وههنا استصغاراً استصغرن أنفسهن، بدليل قوله: { وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا }".(1/445)
وذكر القاضي البيضاوي أن {الأَمَانَةَ} قد تأتي "بمعنى العقل أو التكليف، وبعرضها عليهن اعتبارها بالإضافة إلى استعدادهن، وبإبائهن الإِباء الطبيعي الذي هو عدم اللياقة والاستعداد، وبحمل الإنسان قابليته واستعداده لها وكونه ظلوماً جهولاً لما غلب عليه من القوة الغضبية والشهوية، وعلى هذا يحسن أن يكون علة للحمل عليه فإن من فوائد العقل أن يكون مهيمناً على القوتين حافظاً لهما عن التعدي ومجاوزة الحد، ومعظم مقصود التكليف تعديلهما وكسر سورتهما".
قال القاضي ابن عطية: "وقال قوم: إن الآية من المجاز، أي إنا إذا قايسنا ثقل الأمانة بقوة السماوات والأرض والجبال رأينا أنها لا تطيقها وأنها لو تكلمت لأبتها وأشفقت فعبر عن هذا المعنى بقوله { إنا عرضنا } الآية، وهذا كما تقول عرضت الحمل على البعير فأباه وأنت تريد بذلك قايست قوته بثقل الحمل فرأيت أنها تقصر عنه".
***************
قوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً}: " أي جيئا بما خلقت فيكما من المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقي .... وقيل: معنى هذا الأمر التسخير؛ أي كونا فكانتا كما قال تعالى:
{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ". [القرطبي]
"{ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً }: شئتما ذلك أو أبيتما، والمراد إظهار كمال قدرته ووجوب وقوع مراده لا إثبات الطوع والكره لهما ... { قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } منقادين بالذات، والأظهر أن المراد تصوير تأثير قدرته فيهما وتأثرهما بالذات عنها، وتمثيلهما بأمر المطاع وإجابة المطيع الطائع كقوله:
{ كُنْ فَيَكُونُ }". [البيضاوي](1/446)
قال القاضي ابن عطية: "واختلف الناس في هذه المقالة من السماء والأرض، فقالت فرقة: نطقت حقيقة، وجعل الله تعالى لها حياة وإدراكاً يقتضي نطقها. وقالت فرقة: هذا مجاز، وإنما المعنى أنها ظهر منها من اختيار الطاعة والخضوع والتذلل ما هو بمنزلة القول { أتينا طائعين } والقول الأول أحسن، لأنه لا شيء يدفعه وإنما العبرة به أتم والقدرة فيه أظهر". [المحرر الوجيز]
*************
مما تقدم يظهر أن كلاً من الآيتين الكريمتين مختصة بأمر مغاير لما جاءت به الآية الأخرى، فلا تعارضَ بينهما.
والله تعالى اعلم بالصواب
---
د.أبو بكر خليل
02-07-2006, 09:51 PM
أكرمك الله ، هذا ما أردت من الأخ السائل بيان ما أشكل عليه أو اشتبه
---
إيمان البحر
02-11-2006, 06:55 AM
الشكر الجزيل للجميع
---
إيمان البحر
02-11-2006, 06:56 AM
ورفع الله قدركم في الدنيا والآخرة
---
(1/447)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح
---
كتاب الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح
---
مسك
09-13-2004, 02:55 PM
الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح لابن الجزري
لتحميل الكتاب اضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=30846)
---
(1/448)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النبي الامي.. "الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي الصفة العظمى للنبي محمد!!
---
النبي الامي.. "الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي الصفة العظمى للنبي محمد!!
---
الشيخ أبو أحمد
05-05-2004, 12:44 AM
أدخل على هذا الموقع, وابحث عن هذه الدراسة
"الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي أعظم صفات النبي محمد عليه الصلاة والسلام".
www.alassrar.com
وأهدي هذا البحث للشيخ الاستاذ "الخطيب".
---
أبو علي
05-05-2004, 10:22 AM
السلام عليكم
بعد إذنك يا شيخ أبا أحمد فإني أجد النبي صلى الله عليه وسلم أميا بكل ما تعني الكلمة.
فهو أمي : نسبة إلى أم القرى.
وهو أمي: لأنه مبعوثا إلى كل الأمم لتكون أمة واحدة، ولأن الدين الذي جاء به يدعو لتوحيد الأمم في أمة واحدة.
وهو أمي : لا يقرأ ولا يكتب لأنه رسول الله إلى الناس كافة، والناس منهم الأميون ومنهم المتعلمون ، فبالنسبة للأميين لا توجد مشكلة ،
أما لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم متعلما (يقرأ ويكتب) لارتاب أولوا العلم فيه ولظنوا أنه أديب حكيم ألف القرآن من بنات أفكاره.
إذن فكلمة (أمي ) على إطلاقها بكل ما تعني تتجسد في رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام.
---
الشيخ أبو أحمد
05-05-2004, 09:42 PM
لم نقل إنه كان يقرأ ويكتب.... ولكن "الامي" كانت (مدحا) يساوي (النبي) و(الرسول)....
والذي لا يقرا ولا يكتب, ليست مدحا... إذ لو كانت مدحا لكان خلافها ذما, فمن مدح السخي, فقد عاب البخيل, ومن مدح الجسور فقد عاب الجبان بالضرورة, فيصبح مدح "الامي" ذما للقارئ الكاتب, وعلى راسهم عيسى ابن مريم {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل}!! فأي هاتين الصفتين مدحا؟؟؟
وأدلة الباحث, والبحث نفسه, -عندي أنا- أولى بالتصديق والقبول, بما ساق من البينات والهدى!!
---
الخطيب(1/449)
05-06-2004, 05:09 PM
شكر الله لكم شيخنا الجليل أبا أحمد
قبلت هديتكم وجزاكم الله خيرا ، وأرجو أن تقبلو مني جهد المقل على هذا الرابط على شرط المغفرة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=6791#post6791
---
أبوبكر الغزي
05-09-2004, 01:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كنت أنوي في مشاركاتي الأولى هنا أن أبث لكم خبر موقع ’أسرار القرآن‘ الذي تفضل الأخ ’الشيخ أبو أحمد‘ بوضعه هنا وربما سبنقي بنشره بينكم.
أرى أن صاحب الموقع ذو بصيرة فذة وقد فتح الله عليه ما لم يفتح على غيره (إن لم يكن فعلاً له سلف بما اكتشفه)، ولا يجب أن نحقر معروفه وما أسداه من خدمة للإسلام وللتاريخ.
احتفوا بموقعه، وانشروه، وراسلوه إن كان لكم أي مأخذ عليه.
---
أبو علي
07-24-2004, 10:34 AM
نحن نعلم أن الله تعالى ضرب المثل لرحمته بالمثل الأعلى للرحمة عند البشرألا وهي رحمة الوالدين ، فإذا أراد الأب أن يوصي أبناءه بطريقة غير مباشرة فإنه يختار الواسطة التي يثق بها الأبناء وتطمئن إليها أنفسهم.
وخير واسطة تطمئن إليها النفوس هي الأم .
وحتى على المستوى الجغرافي فإن الرسل أتوا من أمهات قرى أقوامهم.
وجاءت رسالة الإسلام من أم القرى (على إطلاقها = أم كل قرى الأرض) ، فالأم توجد أولا قبل الأبناء ، وكذلك وجدت مكة أولا قبل أية قرية لأن القرية هي مجموعة بيوت ، وأول بيت وضع للناس هو الذي بمكة بيت الله .
وسمي النبي الخاتم أميا لانتسابه إلى أم القرى ولأنه هو الواسطة التي خاطبنا الله من خلاله لنطمئن قلوبنا له كما يطمئن المرء ويثق بأمه.
هي كما قلت يا شيخ أبا أحمد صفة مدح ، وأيضا تتجلى صفة الأمية في النبي عليه الصلاة والسلام بكل معانيها.
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2004, 01:16 AM(1/450)
بارك الله فيكم جميعاً. وهذا كلام له نوع تعلق وجدته للشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله في تعليقه على قول الطبري في تفسيره للآية (78) من سورة البقرة :(ومنهم أميون ).
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه:(ومنهم أميون)، ومن هؤلاء -اليهود الذين قص الله قصصهم في هذه الآيات, وأيأس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيمانهم فقال لهم: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله، ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه، وهم إذا لقوكم قالوا: آمنا، كما:-
1352 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية:(ومنهم أميون)، يعني: من اليهود.
1353 - وحدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
1354 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد:(ومنهم أميون)، قال: أناس من يهود.
* * *
قال أبو جعفر: يعني بـ "الأميين" ، الذين لا يكتبون ولا يقرءون.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" يقال منه:"رجل أمي بين الأمية.
كما:-
1356 - حدثني المثنى قال، حدثني سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن < 2-258 > المبارك, عن سفيان, عن منصور، عن إبراهيم:(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب)، قال: منهم من لا يحسن أن يكتب.
قال محمود شاكر تعليقاً على قول إبراهيم:(منهم من لا يحسن أن يكتب.) :(1/451)
قوله "لا يحسن أن يكتب" نفى لمعرفة الكتابة، لا لجودة معرفة الكتابة، كما يسبق إلى الوهم. وقديما قام بعض أساتذتنا يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعرف الكتابة، ولكنة لا يحسنها، لخبر استدل به هو - أو اتبع فيه من استدل به من أعاجم المستشرقين - وهو ما جاء في تاريخ الطبري 3: 80 في شرح قصة الحديبية، حين جاء سهيل بن عمرو، لكتابة الصلح. روى الطبري عن البراء بن عازب قال:".. فلما كتب الكتاب، كتب:"هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله"، فقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. قال لعلي: امح"رسول الله". قال: لا والله لا أمحاك أبدا. فأخذه رسول الله وليس يحسن يكتب: "فكتب مكان "رسول الله" "محمد"، فكتب: " هذا ما قاضى عليه محمد" .(1/452)
فظن أولا أن ضمير الفاعل في قوله "فكتب مكان "رسول الله" - محمد" ، هو رسول الله صلى الله عليه. وليس كذلك بل هو: علي بن أبي طالب الكاتب. وفي الكلام اختصار، فإنه لما أمر عليا أن يمحو الكتاب فأبى، أخذه رسول الله، وليس يحسن يكتب، فمحاه. وتفسير ذلك قد أتى في حديث البخاري عن البراء بن عازب أيضًا 3: 184:"فقال لعلى" امحه. فقال على: ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى عليه وسلم بيده".وأخرى أنه أخطأ في معنى"يحسن"، فإنها هنا بمعنى"يعلم"، وهو أدب حسن في العبارة، حتى لا ينفي عنه العلم، وقد جاء في تفسير الطبري 21: 6 في تفسير قوله تعالى:"أحسن كل شيء خلقه"، ما نصه:"معنى ذلك: أعلم كل شيء خلقه. كأنهم وجهوا تأويل الكلام إلى أنه ألهم كل خلقه ما يحتاجون إليه. وأنه قوله:"أحسن"، إنما هو من قول القائل:"فلا يحسن كذا"، إذا كان يعلمه". هذا، والعرب تتأدب بمثل هذا، فتضع اللفظ مكان اللفظ؛ وتبطل بعض معناه، ليكون تنزيها للسان، أو تكرمه للذي تخبر عنه. فمعنى قوله:"ليس يحسن يكتب"، أي ليس يعرف يكتب. وقد أطال السهيلي في الروض الأنف 1: 230 بكلام ليس يغني في تفسير هذا الكلمة.
---
أخوكم
10-22-2004, 05:04 PM
الأمية في ذاتها صفة ذم
لكن يختلف حكمها إذا اقترنت
وليسم هذا علم القرائن فأدلته في الشرع لا تحصى كثرة
فمثلا دعوة كبار القوم ممدوحة لكنها إذا اقترنت بترك دعوة الضعفاء أصبحت الدعوة مذمومة
( عبس وتولى .. )
مثال آخر :
تعلم أمور الدنيا ممدوح لكن إذا اقترن بترك علم الدين أصبح مذموما
( ... يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون ...)
....الخ
أدلة كثيرة فإن تم الاتفاق على تلك القاعدة سينسحب الكلام إلى ( الأمية )
فالأمية في ذاتها مذمومة
ولكنها في حق الرسول صلى الله عليه وسلم صفة مدح لأنها ستكون دليلا أنه لم يأتِ بالقرآن من عند نفسه
فنحن "نمدح" الرسول ليس لذات الأمية وإنما لما يقتضيه المقام(1/453)
لذا تجدنا نمدح الرسول بأميته فقط ، ولا نمدح سواه من المعاصرين لأن الأمية في حقنا مذمومة ، فمن منا الذي سينزل عليه قرآن مثل الرسول فيحتاج معه إلى إثبات أنه من عند الله لأنه لا يعرف قراءة ولا كتابة !؟
وكذلك الأمية في حق الصحابة صفة مدح لأنها ستكون دليلا أن العرب الذين كانوا آخر الأمم أصبحوا سادتها "بالقرآن" فأميتهم غير ممدوحة لذاتها وإنما لإثبات صحة القرآن
فأناس يطبقونه فينتقلون من آخر الأمم إلى أولها يدل على أنه كتاب معجز
( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
وإن كانوا من قبل لفي "ضلال مبين" )
فما سيقت ألفاظ الأمية في نصوص الشرع _سواء في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أو حق الصحابة _
إلا لأجل إثبات صدق القرآن ، فصارت الآمية في ذلك السياق ممدوحة
أما إذا رجعنا إلى "ذات" كلمة الأمية فلا يشك عاقل فضلا عن مسلم أنها مذمومة
فليس هناك كبير داعٍ لأن ننف عن الأمية معنىً اتفقت على وجوده كل العقلاء من جن وإنس وكفرة ومسلمين
والله أعلم
---
موراني
10-22-2004, 07:32 PM
قال أبو علي :
فهو أمي : نسبة إلى أم القرى.
وهو أمي: لأنه مبعوثا إلى كل الأمم لتكون أمة واحدة، ولأن الدين الذي جاء به يدعو لتوحيد الأمم في أمة واحدة .
وهو أمي : لا يقرأ ولا يكتب لأنه رسول الله إلى الناس كافة، والناس منهم الأميون ومنهم المتعلمون ، فبالنسبة للأميين لا توجد مشكلة ،
..................
من حيث اللغة وعلومها لا يجوز أن يقال ان لعبارة (الأمي) هذه المشتقات من أصل واحد وفي آن واحد وبمعانيها المختلفة كما قيل: من أم القرى ( كنسبة !) , من الأمة ( والامم ) . الصواب أنه لا يكتب ولا يقرأ لعدم علمه بالقراءة والكتابة ولا بسبب أنه أرسل الى الناس كافة .
فللغة قواعدها .(1/454)
هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى لا يجوز أن تعتبر العبارة (أمي) ذما , فما هو السبب للذم ؟ لا أعتقد أن أحدا في المجتمع المكي أو في مجتمع يثرب في عصر النبوة كان مذموما لمجرد عدم علمه بهذا الفن .
موراني
---
ولد الديرة
10-23-2004, 12:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام والجميع بخير ..
الفاضل / الشيخ أبو أحمد .
لفظة الأمي .. لا تكون بالإطلاق ..... والقراءة والكتابة .. وسيلة تكتسب ( تعليمياً ) .. لغاية أسمى تحقق بها حدود الفوارق بين المتعلم والأمي ... لذا فالإلمام بالقراءة والكتابة هو التخلي عن الأمية ( المخصصة ) إلى غير رجعة ...... أما العلم والجهل فذاك شيئاً آخر ... ومقياس العلم والجهل يكون متحركاً بماهية ونوعية الرصيد المعلوماتي .. ومابين أقصى اليمين ( العالم ) وأقصى اليسار ( الجاهل ) يتذبذب مؤشر التقييم .. أما في القراءة والكتابة .. فالأمر ثابت ... يقرأ ويكتب .. فهو ( متعلم ) .. أو لا يقرأ ولا يكتب فهو ( أمي ) ..... ولا يكون العالم بأي حال جاهلاً .. في حين يكون اعلم العلماء أمياً ..
... ولفظة ( الأميين ) في القرآن تعود – تحديداً - لأمة المؤمنين الباقية على ملة إبراهيم وكان واقع الحال يقر بضياع ركيزة معلومات كتاب سيدنا إبراهيم عليه السلام .. ولما كانت كتب الله في الأمم تضيف للأرضية المعرفية لعموم الإنسان فتكاثر المتعلمين للقراءة والكتابة وتراجع أعداد الأميين هو ما يفرضه منطق الحال ... والعكس يحل بالأمة عند التفريط في معلومات كتاب نبيهم والذي يمثل للأمة ( المنهاج والشرعة ) التي إختارها سبحانه وتعالى لهم(1/455)
.. وواقع أمة إبراهيم قبيل بعثة ( النبي ) محمد عليه السلام ( يغلب ) عليه الجهل المعلوماتي أو حتى القدرة على القراءة والكتابة .. وإن كان هناك ( قلة ) ممن يجيد القراءة والكتابة أو ممن يملك معلومات معرفية إكتسبها من خلال تأثره أو إطلاعه على كتب الله في أهل الكتاب .. فأميتهم بمعلومات كتاب الله الخاص بأمتهم حاضرة ... وهنا نرى أن لفظة ( الأميين ) .. كانت تحديداً بأميتهم وجهلهم لمعلومات كتاب الله في أمتهم .. ( ملة إبراهيم ) .
لذلك .. نرى أن حال محمد بن عبدالله عليه السلام قبل البعثة لا يخرج عن حال قومه فكان ( أمياً ) .. وما يدري ( ما الكتاب ) .. وما الإيمان ... ونعلم أن تفعيل الإيمان لا يكون إلا على ركيزة ( معلوماتية ) ..
قبل الوحي كان عليه السلام أميا ( معلوماتياً ) .. وهو تبعاً لذلك أمي القراءة والكتابة ..... أما بعد الوحي فالأمر بحاجة إلى تبيان .
.. فماذا عن ( أمية ) محمد بن عبدالله عليه السلام بعد البعثة ..
تلقى ( محمد ) عليه السلام نوعين من الوحي ... الأول ( تنزيل ) وهو كتاب الله الذي بين أيدينا اليوم .. وهو ( للناس كافة ) .... والثاني ( إنزال ) وهو الكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه في ( خصوص قومه ) ... كما هي كتب الأنبياء الأخرى ... فبالنسبة للوحي الأول كان دوره فيه عليه السلام ( رسولاً ) من الله للناس كافة ودور رسول الله لا يتجاوز إيصال الرسالة ( المعلومات ) للمرسل إليه .. وقد فعل عليه السلام وأدى الأمانة وأوصل الرسالة ... وهاهو كتاب الله بين أيدينا خالي من أي شروحات أو تعليقات منه عليه السلام ... وهنا يكون ( الرسول ) ناقلاً ( الرسالة ) ... عن طريق قراءة الموحى إليه .. وكان عليه السلام يقرأه ( منطوقاً ) لكتبة الوحي ..(1/456)
وتخصيص أميته عليه السلام في القراءة والكتابة من خلال الوحي الأول لا يتحقق .. حين كان ( ينطق ) بما ( يرى ) من وحي وينقله ( منطوقاً ) لكتبة الوحي ... ولكنه عليه السلام يتجاوز ذلك حين يراجع على كتبة الوحي ... ويصحح لهم ... ويأمرهم بالتعديل ... معللاً ذلك عليه السلام بإختلافها ( رسماً ) عن ما يراه فؤاديا مما أوحي إليه ... ولم يكن أي من كتبة الوحي أو من صحبه الكرام من كان يماريه ( ص ) على ما يرى .. وطالما أنه يرى معلومات الوحي رسماً وينطقها قولاً .. ليدونها ويخطها كتبة الوحي ... تنتفي هنا مقولة ( الرسول الأمي ) .. وهنا تأكيد على دقة ألفاظ القرآن .
الإنسان يتعلم الكتابة والقراءة ... كوسيلة لنقل المعلومة أو إستقبال المعلومة .. فالمعلومة هي الغاية ... فأمي المعلومات لا يقرأ ولا يكتب ... والعكس غير صحيح ... فالمتعلم يرتقي بعلمه بمقدار سعة الحيز المعلوماتي المكتسب لديه .. كذلك يبتعد ... ( والنبي ) .. تلقى معلومات الكتاب النبوي وحياً .. كما هم كافة الأنبياء .. وهنا يكون النبي متعلماً ( عن طريق الوحي ) .. بل إن القيمة المعلوماتية في الموحى إليه عليه السلام تجعله في مقام ( المعلم ) للناس كافة !! ونلاحظ هنا أن عدم إلمامه عليه السلام بالقراءة والكتابة لا تنتقص من درجته العلمية عليه أفضل الصلاة والسلام ... وذلك للأسباب التالية .(1/457)
( 1 ) .. أن المعنيين بالرسالة ( أميين ) معلوماتياً .. وبذلك فغالبية المجتمع آنذاك لا يعرفون القراءة والكتابة جراء جهلهم المعلوماتي ... وإن كان هناك نسبة ضئيلة ممن يجيدون القراءة والكتابة .. فهم أميين معلوماتياً ما لم يسخروا إجادتهم للقراءة والكتابة إلى إكتساب معلوماتي يرتقي بهم من عالم الأمية إلى عالم المعرفة ... وفي كلا الحالين هم يجيدون القراءة والكتابة ... وثقافة المجتمع العربي زمن الرسول ( ص ) لا تمكن المعنيين بالرسالة من تلقي معلوماتها عن ( الطريق الأكاديمي ) والذي لابد أن يتخلله عنصر القراءة والكتابة .. لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقوا تعليمات الرسالة الخاصة بهم من خلال ( المنطوق ) من نبيهم .. وأتبعوه في ضل قدراتهم من إستيعاب أداء طقوسهم ( حركياً ) ... والتي كان يعلمهم إياها نبيهم المصطفى عليه السلام ويعيش تطبيقها معهم .. بعيداً عن القراءة والكتابة ..
( 2 ) .. معلومات الكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه كانت في الجانب ( الفكري ) لا ( العقلي ) منه عليه السلام .. والجانب العقلي يختص بـ ( الأرشفة ) وتخزين المعلومة المكتسبة ..والجانب الفكري يختص بـ ( الإدراك ) المعلوماتي .. وهنا عليه السلام كان مدركاً لمعلومات الكتاب النبوي بشكل كلي ... فهو يتعامل مع معلومات ( مدركة ) وليست مأرشفة ومقروءة ..
( 3 ) .. الوحي الثاني .. أو معلومات ( الكتاب النبوي ) كانت مقرونة بالحكمة .. وإن كان الكتاب هو ( المعلومات ) فالحكمة تكمن في ( القدرات ) .. وكل الأنبياء أنزل عليهم ( كتاب نبوي مقروناً بالحكمة ) وبدون ( الكتاب والحكمة ) لا يكون هناك نبياً ... لذا كانت قدرات الأنبياء الفكرية تفرض على واقع مجتمع الزمن المعاش التسليم بقوة قدراتهم وتميزهم الفكري .. وتأثيرهم الملموس في الإرتقاء بأرضية الإنسان المعرفية والتأثيرفي ثقافة ذلك الزمان .(1/458)
والنبي محمد عليه السلام كان قبل الوحي أمياً في مجتمع أمي جراء تفريطهم كأمة في معلومات كتاب الله الذي جاء به نبيهم .. وبعد الوحي إختلف حاله عليه السلام ( المعلوماتي ) فأصبح يتبوء مقام ( النبوة ) .. والنبوة هي سرد اليقين المعلوماتي المتجاوز لحدود الزمن المعاش ( الغيبيات ) .. وكذلك ( المؤمنين ) بمعلومات كتاب الله في أمتهم وتفعيل إيمانهم رضي الله عنهم كان الوداع لخاصية مسمى القرآن لهم بـ ( الأميين ) .
الرسول .. لا يُتبع ... إنما الرسالة هي مناط الإتباع
النبي ... واجب الإتباع وأمره مناط الإتباع .
آخر النبيين ... آخر كتاب ( نبوي ) من الله ينزل في أمة من أمم بني الإنسان
علي قد أضفت ما يفيد ... وإن كنت أرى أن هناك ما يستدعي منك المراجعة .. فلا زلت أحد المشجعين لشخصكم الفاضل ولجهدكم الفاخر في تدبر آيات الله .. وما عنيته بالمراجعه هو ..
قوله تعالى ( .... فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا .. الآية )
السبع المثاني .... القرآن العظيم ... أم الكتاب .... الآيات المحكمات .. والأخر المتشابهات
قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين ) .
قوله تعالى ( ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي ) .
شكراً لك وللجميع .
.
---
أبو علي
10-23-2004, 08:58 AM
الإخوة الكرام
إذا أطلق الله وصفا على شيء فإن الوصف يؤدي كل المقاصد والمعاني التي تتعلق بالصفة ، فإذا وصفنا الله بأننا أمة وسطا فإننا كذلك أمة وسطا في كل شيء يتعلق بالوسطية ، وبناء على هذا فإن كل معاني كلمة (أمي) نجدها متجلية ، وكل ملاحظاتنا صائبة .(1/459)
وإن كنت أريد أن أضيف شيئا آخر حول أمية الرسول صلى الله عليه وسلم فإني اخترت هذه المرة أن أتبين الحكمة من تسمية النبي الخاتم ب (الأمي) ، فالله تعالى عزيز حكيم والمعجزة التي آتاها رسوله متعلقة باسمه (العزيز الحكيم) أي هي (حكمته) ، ومن تمام الحق أن تتمثل الحكمة في الرسول وفي ما جاء به، أي أن يكون الرسول نفسه آية (تجلت فيه حكمة الله) كما أن القرآن (آيات حكمة) ، وحتى عندنا نحن البشر فإننا نجد أنه من الصواب ومن الحكمة أن يكون وزير الصحة دكتورا في الطب ووزير الصناعة مهندسا .
إذن فلا بد أن في تسمية النبي الخاتم ب (الأمي) حكمة ، فما هي تلك الحكمة؟
بما أن الله اختار محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون رسولا إلى الإنسان (مطلقا) فإنه يجب أن يضرب به المثل للإنسان .
فالإنسان قبل أن يولد كان (روحا) في بطن أمه لبث فيه إلى أن (قدر) الله له أن يولد في ختام الشهر التاسع فيخرج إلى الدنيا (أميا) لا يعلم شيئا فيبدأ في التعلم.
أما ( قبل أن يولد كان (روحا) } فذلك (الروح) هو المسيح عليه الصلاة والسلام.
وأما (فيخرج إلى الدنيا (أميا) لا يعلم شيئا فيبدأ في التعلم). فذلك هو محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي أول ما تلقى من الوحي هو (إقرأ باسم ربك الذي خلق...).
وأما ((قدر) الله للإنسان أن يولد في ختام الشهر التاسع )، فشهر رمضان هو الشهر التاسع من السنة ، وفي ليلة من ليالي العشر الأواخر منه (قدر) الله ميلاد الرسالة .
رسالة الإسلام تتضمن اليقين الأعظم على الإطلاق، فلو أن رجلا ولد قبل البعثة وآتاه الله حكمة لنبأته برسول يجب أن يكون اسمه محمد وكتابه القرآن ومكانه ...
كانت هذه بعض آيات الله التي رأيناها في أنفسنا وسنرى آيات الله في الآفاق إن شاء الله.
---
موراني
10-23-2004, 10:58 PM
لا شك في أن المشاركتين الأخريين تنبثقان في عرض الموضوع من الايمان بالله ورسوله النبي الخاتم .(1/460)
غير أنني شخصيا لا أتدخل في هذه الأمور بل أود الاقتراب من القضية بفصل الايمان والعقيدة من المناهج العلمية والمعرفية . فمن يرفض هذا الموقف فليرفضه مشكورا , فمن يقبل منه شيئا يسيرا فليقبله مشكورا أيضا .
لقد كنت تمنيت أن أجد اجابة على ما ذكرت حول (ذم) عبارة ( الأمي)
فلم أجد . فلذلك أضيف : أغلبية الشعراء في الجاهلية لم يحسنوا الكتابة والقراءة الا أنهم كانوا من أشهر الشعراء في جزيرة العرب .
كانوا أميين ولم يكن بذلك بأس .
لا أقصد في هذا المجال مقارنة ما بين الشاعر والنبي كما فعله البعض الذين سبقونا .
بل أود أن أقول فحسب أن صفة الأمي بمعناها المذكور ( لا كتابة ولا قراءة) ليس بذم .
موراني
---
أبو علي
10-24-2004, 08:58 AM
يا أستاذ موراني
كلمة (أمي) ليست ذما وإنما كلمة (جاهل) تعتبر ذما.
فالأمي هو الذي لا يعلم ، أما الجاهل فهو الذي يفهم قضية خاطئة وهو يحسب أنه على صواب .
فالذي يقف عند مسألة لا يعلم حلها فيقول : لا أدري، هذا لا يقال عنه إنه جاهل.
أما الذي لا يعلم ثم يزعم أنه يعلم فذلك هو الجاهل.
أتابع الآن بيان الحكمة في كون النبي الخاتم يجب أن يكون أميا.
هل من الحكمة أن ينزل الله قرآنا يقول : إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم) على رجل متعلم ؟
فالعلم هو أعظم رحمة ، ورحمة الله ينالها من هو أولى بها ، والأمي أولى وأحق أن يعلمه الله مالم يعلم من المتعلم. فالحكمة تقتضي أن توضع الأشياء في مواضعها، ووضع الشيء في موضعه هنا هو أن يكون المخاطب ب
: إقرأ......علم الإنسان ما لم يعلم) أميا لأنه هو الأولى والأحق بالعلم.
وهذا الأمي يجب أن يكون يتيم الأب والأم, لأن اليتيم هو الأولى والأحق برحمة الله ممن له أبوان أو له أحدهما.(1/461)
فإذا كان عنوان رسالة الإسلام هو (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) فإن كل شيء متعلق بالرسالة يجب أن يكون محكما ، والحكمة تعرف ب (الحق ).
---
(1/462)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ العلامة / عبد الله بن جبرين على السرير الابيض
---
الشيخ العلامة / عبد الله بن جبرين على السرير الابيض
---
أبوأسامة ريان
05-27-2006, 10:21 PM
يرقد الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين
في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض
لإجراء فحوصات طبية وكذلك لإجراء عملية جراحية يوم غداً الأحد ..
وقد ذكر أحد الإخوة في شبكة أنا المسلم أن الشيخ
قد سقط أثناء إلقاءه لخطبة الجمعة يوم أمس حيث قال الأخ (( بينما كان الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله يخطب خطبة صلاة الجمعة ، وفي الخطبة الثانية أثناء الدعاء أصيب الشيخ بحالة إغماء وسقط على اثرها وضج المسجد خوفاً وهلعاً على الشيخ وقام أحد أبنائه بإكمال الخطبة ، وقام الشيخ وأدى الصلاة إماماً وقرأ سورتي الاعلى والغاشية وبعد الصلاة قام وتسنن وذهب الى سيارته سيرااً دون مساعدة من أحد . أسال الله الصحة والعافية وطول العمر للشيخ الكريم وأن ينفع بعلمه المسلمين ))
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا وأن يمد في عمره وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ..
موقع الشيخ حفظه الله
http://www.ibn-jebreen.com/
---
أبوعبدالرحمن الأحمدي
06-09-2006, 02:53 PM
أسأل الله له الشفاء
وأن يمتعه بالصحة والعافية
---
سلطان الفقيه
06-13-2006, 05:41 PM
أسأل الله أن يحفظه ويحفظ جميع علماء المسلمين.
---
أبو حمد المطيري
06-26-2006, 11:36 PM
الله يحفظ الشيخ ويطيل في عمره على طاعته فهو من أعلام السنة في هذا الزمان
---
(1/463)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أخي جمال
---
أخي جمال
---
جميل شوقي أمين
11-27-2004, 05:20 PM
السلام عليكم أخي وزميلي جمال
جزاك الله خيرا على هذا الموقع المبارك الذي أرشدتني إليه
وأسأل الله أن ينفعنا بكل موقع يدعو إلى الخير
والسلام عليكم
---
(1/464)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فلوجة .. لفجرنا أهزوجة .. شارك بالنصرة ولو بتوقيع !
---
فلوجة .. لفجرنا أهزوجة .. شارك بالنصرة ولو بتوقيع !
---
hedaya
12-08-2004, 06:43 PM
فلوجة .. لفجرنا أهزوجة .. شارك بالنصرة ولو بتوقيع !
نص الموضوع:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتب الله على أهل العراق أن يكونوا في طليعة هذه الأمة للدفاع عن شرفها وكرامتها ، واصطفى الله من أهل العراق المقاومة الإسلامية التي ترد كيد الأعداء والصليبيين ليس عن العراق وحده بل عن الأمة الإسلامية جمعاء . فهي رأس الحربة وصدر المواجهة ونصل السيف الذي يضرب الله به أمريكا ومن حالفها .
إن الشعوب الإسلامية اليوم قد وجبت عليها النصرة بكل معاني وتفاصيل هذه النصرة ، لا عذر لأحد اليوم في نصرة إخوانه ، وإنه اختبار حقيقي للولاء والبراء .
من هذا المنطلق تقوم السقيفة بالتعاون مع سرايا الدعوة بحملة لنصرة إخوننا في العراق ، وهذه الحملة هي أضعف الإيمان ، فليس بعد ذلك حبة خردل من إيمان .
وهذه هي وثيقة النصرة لأهلنا وإخواننا في الفلوجة ، نعلنها بكل قوة وبدون تردد أننا معهم ضد هذا العدو الصليبي الحاقد ، واننا ننصرهم ولو بكلمة بسيطة لعلها تعذرنا أمام الله يوم نقف بين يديه .
وهذا هو رابط وثيقة النصرة :
وثيقة النصرة لأهل الفلوجة
http://www.alsakifah.org/falojah.htm
كل ما نريده منكم أيها الإخوة الكرام هو تسجيل بريدكم في قائمة النصرة ، ونشر هذه الصفحة في كل مكان تصل له أيديكم على الإنترنت .
بعون الله نسعى لتحقيق هدف جمع نصف مليون مؤيد لهذه الوثيقة . ثم لها ما بعدها بإذن الله .
يا ألف مليون .. وأين هم إذا دعت الجراح ؟
هاتوا من المليار مليونا صحاحا من صحاح(1/465)
لبوا نداء إخوانكم .. وانصروا إخوانكم في الفلوجة وعراق الإسلام .
والحمد لله رب العالمين .
---
(1/466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرشدوني إلى تأملات في سورة الزمر
---
أرشدوني إلى تأملات في سورة الزمر
---
ارتقاء
04-08-2006, 07:40 PM
لا أريد تفسير السورة ولكن أريد أن تفيدوني بوقفات تربوية من خلال سورة الزمرإذا تكرمتم
جعلني الله وإياكم من أهله وخاصته
---
(1/467)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ما يهم طلبة العلم من برامج الحاسب الآلي
---
ما يهم طلبة العلم من برامج الحاسب الآلي
---
أحمد القصير
05-31-2003, 03:07 PM
هنالك برامج في الحاسب الآلي خرجت في الآونة الأخيرة وهي في غاية الأهمية لطالب العلم الشرعي وخاصة طلاب الدراسات العليا ، وذلك لما تحتويه من كم هائل من الكتب العلمية في شتى الفنون ، كما أنها توفر الوقت والجهد على الباحث في سرعة الوصول للمعلومة ، بل قد لا يستطيع الوصول إليها إلا عن طريق هذه البرامج ، وهذه البرامج قد تخفى على البعض ، وقد لا يدرك أهميتها ، وسأعرض جميع ما وقفت عليه من برامج وموسوعات رغبة في خدمة رواد هذا الملتقى من طلبة العلم وغيرهم ، مع التعريف بشكل مختصر عن كل برنامج ، وكلي أمل أن لا تنسى أخاك بدعوة صالحة في ظهر الغيب .
أولاً : برامج شركة حرف (http://www.harf.com/arb/) ( وهي من أحسن وأقوى الشركات في برامج الحاسب ) ومن برامجها :
1- برنامج القرآن الكريم ، مع إمكانية البحث الموضوعي والصرفي .
2- المصحف للنشر المكتبي ، يمكنك عن طريق هذا البرنامج كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني .
3- موسوعة الحديث الشريف ( الكتب التسعة ) وتحتوي على الكتب التالية : مسند الإمام أحمد ،
وصحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وسنن أبي داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، والدارمي ، وموطأ الإمام مالك ، مع إمكانية التخريج والبحث الموضوعي وغيرها ، كما يوجد فيها بعض شروح هذه الكتب وهي : فتح الباري ، وشرح النووي على مسلم ، وعون المعبود على سنن أبي داود ، وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي ، وشرح سنن النسائي وسنن ابن ماجه للسندي ، وتعليقات ابن القيم على سنن أبي داود ، والمنتقى شرح الموطأ .(1/468)
4- جامع الفقه الإسلامي ، وهو من أروع ما خرج في عالم الحاسب الآلي ، حيث يحتوي على مائة كتاب في المذاهب الأربعة ، مع بعض كتب أصول الفقه ، وميزة هذا الكتاب التي لا توجد في غيره إمكانية البحث الموضوعي ، حيث قسمت مواضيع الفقه على شكل شجرة يتخير الباحث منها ما يشاء ومن ثم يقوم البرنامج بعملية البحث عن هذا الموضوع بعينه في جميع كتب الموسوعة .
5- مجموع فتاوى ابن تيمية ، وهو على نفس طريقة البرنامج السابق .
6- سير أعلام النبلاء ، على نفس طريقة البرنامج السابق .
ثانياً: برامج مركز التراث للبرمجيات (http://www.turath.com/arabic/index.php) لأبحاث الحاسب الآلي ، ويأتي في الدرجة الثانية بعد شركة حرف وذلك من ناحية الجودة وقوة البرمجة ويتفوق على شركة حرف بكثرة البرامج وشمولها لأكثر كتب التراث الإسلامي ، ومن برامجه :
1- المكتبة الألفية للسنة النبوية ، تحتوي على أكثر من 3500 مجلد حاسوبي ، ولاحظ أنها مجلدات حاسوبية وليست مجلدات الكتب المعروفة ، وهذا البرنامج لا غنى لطالب العلم عنه حيث اشتمل على جميع كتب السنة المشهورة والمهمة ، وكذا كتب التراجم والجرح والتعديل وشروح الحديث والمعاجم وغيرها .
2- مكتبة الفقه وأصوله ، تحتوي على أكثر من 3250 مجلد حاسوبي .
3- مكتبة الشيخ وتلميذة ، أي شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .
4- مكتبة التفسير وعلوم القرآن .
5- مكتبة العقائد والملل .
6- مكتبة الأجزاء الحديثية .
7- موسوعة كتب التخريج .
8- الموسوعة الذهبية ، وهذه تفيد الباحث في التراجم ، حيث يقف الباحث على موضع الترجمة لا موضع ورود صاحب الترجمة وهذا هو الفرق بينها وبين المكتبة الألفية .
9- موسوعة الشعر العربي ، تحتوي على مليون بيت من الشعر مع العزو للقائل والكتاب .
10- مكتبة الأدب العربي .
11- مكتبة التاريخ والحضارة الإسلامية .
12- مكتبة علوم الحديث والمصطلح .
برامج أخرى :(1/469)
1- قاعدة معلومات الرسائل الجامعية - الإصدار الثاني 1423هـ التي أصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (http://www.kfcris.com/KFCRIS.html) ، حيث تحتوي على جميع الرسائل المسجلة في المملكة العربية السعودية حتى عام 1422 هـ ، كما يوجد فيه الرسائل المسجلة في الجامعات العربية مع إمكانية البحث الموضوعي ، أو في جامعة معينة ، أو قسم معين .
2- هناك موقع تجد فيه كتب الشيخ الألباني رحمه الله ، يمكنك البحث فيه في كتب الشيخ ، وهو :
موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net/) .
هذا ما تيسر لي حول هذا الموضوع وأرجو من الأخوة الإفادة حول هذا الموضوع بما يعرفونه من برامج أخرى ، والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2003, 04:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك يا أبا خالد على هذه الإشارات المهمة ، وأسأل الله لك الأجر والثواب ، وأحب أن أشير إلى أمور:
أولاً : أتفق معك في تفوق شركة حرف ، وإتقانها في البرامج التي تصدرها ، ويأتي على رأسها برنامج (جامع الفقه الإسلامي) الذي يعد كنزاً لا يقدر بثمن. علماً أنه لابد معه من (دنقل) مع البرنامج منعاً لنسخه. حتى لا يظن أحد الإخوان أنه يمكن الحصول عليه عن طريق النسخ. وهو كما قال أخي أحمد من أروع البرامج ، وقد تعبت الشركة في إعداده تعباً شديداً ، ولا أظنه يستغني عنه طالب علم. وثمنه الآن حوالي 450 ريالاً.(1/470)
ثانياً : أتفق معك أيضاً في أن برنامج حرف (المصحف للنشر المكتبي) من البرامج القوية في طباعة القرآن الكريم في البحوث بالرسم العثماني. وأضيف أن برنامج (مصحف النشر المكتبي) الذي أنتجته شركة العريس للبرمجيات أفضل منه في هذا الباب ، حيث يقوم مصحف النشر المكتبي لشركة العريس بإدراج الآيات على هيئة صورة بخط عثمان طه للمصحف ، لكن مع مرونة ظاهرة ، وهي أنه يدرج كل كلمة على حدة مما يتيح لك التحكم في بداية الآيات ونهايتها ، وغير ذلك. وأقول ذلك عن تجربة طويلة مع البرنامجين ، وهما عندي وأستخدم هذا مرة وهذا مرة ، وثمنهما متقارب.
ثالثاً:أنه قد صدر مؤخراً الإصدار الأخير من مكتبة التفسير وعلوم القرآن من مركز التراث للبرمجيات ، وقد سبق أن اشرت إلى ذلك منذ مدة ، وهو يحتاج إلى بيان بعض مزاياه ، وإظهار بعض ما يمكن أن يكون قد وقع فيه من السهو والخطأ الذي قل أن يسلم منها عمل البشر. وقد وقعت على بعض من ذلك ، فلعل الإخوة يسجلون ملاحظاتهم حول هذه الموسوعة لطرحها مستقبلاً في هذا الملتقى.
رابعاً : قاعدة بيانات الرسائل الجامعية التي ذكرها الأخ أحمد القصير كانت قد نفدت بسرعة كبيرة من مركز الملك فيصل ، ثم أصبحت متوفرة منذ أسبوع مرة أخرى ولله الحمد ، وهي تحتوي في إصدارها الأخير على سبعين ألف رسالة ، غير أنها برغم روعتها لم تستوعب ، فقد بحثت عن عدد من الرسائل التي أعرفها وأعرف اصحابها وهي رسائل منتهية منذ خمس سنوات وأربع ، ولم أجد لها ذكراً ، وهي في كلية اصول الدين في الرياض ! ولكن الكمال عزيز ، والاستقصاء متعذر.
شكر الله لكم يا شيخنا الكريم ، وإلى اللقاء.
---
أحمد البريدي
05-31-2003, 06:38 PM
يا أباخالد وفقك الله منذ مدة وأنا أحاول تنزيل الألفية ولم أستطع فما رأيك وكيف الطريق .
---
أحمد القصير
05-31-2003, 11:07 PM
أخي أبا خالد حفظك الله :
لحل المشكلة اتبع الخطوات التالية لعلها تجدي :(1/471)
1- قم بإزالة البرنامج من الجهاز ( الألفية مثلا ) وذلك بالذهاب إلى إعدادات ، ثم لوحة التحكم ، ثم إزالة وإضافة البرامج .
2- بعد ذلك اذهب إلى (c) وقم بعملية البحث عن الملفات التالية ثم قم بحذفها ، وهذه الملفات هي :
DAO350.DLL
MSJET35.DLL
3- حمل البرنامج مرة أخرى ولن تواجه أي مشكلة بإذن الله .
---
حسين
06-11-2003, 06:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام :
أجزل الله لكم المثوبة ؛ ومما يفيد طالب العلم : القوالب الجاهزة على الوورد لتنسيق الرسائل والبحوث مثل : ماكرو سعود العقيل في موقع الدرر السنية http://www.dorar.net/
هنا مباشرة
http://www.dorar.net/htmls/files.asp#efile
وهذا قالب آخر لمن يعمل على الويندوز 98 أو ME
http://www.onaizahedu.com/upd/me2k.zip
وهذا لمن يعمل على ويندوز 2000 أو XP
http://www.onaizahedu.com/upd/xp.zip
افتح المجلد المعنون ب : الهدف 00وضع فيه الملف المعنون ب : المصدر00ووافق على الاستبدال 0
وتوجد إضافات أخرى لكتابة الرموز الرياضيّة والصيغ الكيميائيّة في الوورد
وكذلك مصحف النور 0
---
حسين
06-11-2003, 06:53 AM
أما المكتبة الألفيّة فإن كان الإصدار الثالث (3 أسطوانات ) قد أتعبك فعليك بهذا
http://www.freewebs.com/psdk/CR1000.zip
اضغط بزر الفأرة الأيمن واختر حفظ الهدف باسم 00
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2006, 03:46 PM(1/472)
ومن البرامج الأخيرة المهمة لطالب العلم (المكتبة الألفية) في نسختها الثانية ، التي برمجها الدكتور نافع وفقه الله ، فهي موسوعة في غاية النفاسة ، والتعامل معها سهل وممتع ، وقد تتبعت وما زلت الملحوظات التي في الجزء الخاص بالدراسات القرآنية وكتبها ، على أمل أن أبعثها للمبرمج إن شاء الله لتوصيبها في النسخة القادمة ، وليت الإخوة في بقية التخصصات التي تشتمل عليها المكتبة يفعلون ذلك مع بقية التخصصات حتى تخرج في أكمل صورة ممكنة . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
عبدالرحمن الشهري
04-03-2007, 06:01 AM
ويضاف إلى ذلك :
1- المكتبة الشاملة في نسختها الأخيرة 2.11
2- مصحف المدينة النبوية للنشر المكتبي .
3- البرمجيات المساعدة التي قام بإصدارها الأخ سعد الواصل وكذلك التي أصدرها الأخ سعود العقيل ففيها فوائد للباحثين .
---
محمد سعيد الأبرش
04-03-2007, 03:28 PM
المكتبة الألفية من شركة التراث الإصدار الأخير يوجد في بحثها خلل واضح فليتنبه.
---
محمد الطاسان
04-07-2007, 06:51 AM
من أهم الملحوظات على مكتبة التفسير وعلوم القرآن الإصدار الأخير مايلي :
أولاً : قلة الكتب .
فكتب علوم القرآن ثلاثة فقط وهي البرهان والإتقان ومناهل العرفان .
وكتب معاني القرآن لم يضعوا منها إلا كتاب النحاس فقط ، بل لم يضعوا خانة مستقلة أو مدمجة مع تصنيفات الكتب لكتب معاني القرآن .
وكتب الناسخ والمنسوخ مع كثرتها لم يضعوا إلا ثمانية مع إهمال مصادر أصيلة ومهمة في المؤلفات القديمة في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ككتاب أبي عبيد وابن العربي وشعلة وغيرها .
وكتب فضائل القرآن لم يضعوا كتاب أبي عبيد ولا كتاب ابن الضريس مع أصالتهما وأهميتهما في هذا الباب .
وكتب غريب القرآن أهملوا وضع كتاب تفسير غريب القرآن لابن قتيبة وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي مع أصالتهما وأهميتهما في هذا الباب .(1/473)
أما كتب القرءات والتجويد فالذي وضعوه قليل جداً لا يكاد يساوي شيئاً أمام الثروة التراثية الهائلة التى تركها علماؤنا -رحمهم الله - في هذين الفنين .
ثانياً : عدم وضع كتب مهمة وبعضها نادر في الأسواق جداً ككتاب المقنع لأبي عمرو الداني ، ولطائف الإشارات للقسطلاني ، وجمال القراء للسخاوي ، والمرشد الوجيز لأبي شامة ، والدر المصون للسمين الحلبي ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ، والنشر لابن الجزري ، ومعاني القرآن للفراء ، وللأخفش ، ونظم الدرر ومصاعد النظر كلاهما للبقاعي ، وغيرها كثير جداً .
ثالثاً : إغفال عدد كثير من أنواع علوم القرآن في قائمة تصنيف الكتب فضلاً عن وضع شيءٍ من كتبها كعلم المناسبات والمبهمات وغيرها كثير جداً .
وباختصار لم يحظ هذا الإصدار بالعناية التي حظي بها إصدار الألفية في السنة النبوية ولا وجه للمقارنة بينهما .
وأخيراً : لا يعني ما ذكر آنفاً إهمال أخذ الأذن من أصحاب الحقوق كلا وحاشا ، فكما تحب ألا تؤخذ حقوقك فلا تأخذ حقوق غيرك وهذا من باب التذكير ولا أظنه يخفى على مثل أصحاب البرامج الحاسوبية .ومن المستحسن أن توضع خانة في قائمة البرنامج يبين فيها من رفض من أصحاب الحقوق وضع كتابه في البرنامج حتى لا يستدرك عليهم ذلك الكتاب .
وختاماً : لا يزال الرجوع إلى المكتبة الشاملة أوفى في بعض الجوانب.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-07-2007, 09:58 AM
وماذا عن البرنامج الجامع الأخير الذي أصدرته شركة العريس للبرمجيات؟
---
دمعة الأقصى
04-11-2007, 03:40 AM
--الجامع الكبير للتراث الإسلامي إنتاج شركة التراث--.
على شكل hard desk هو بشكل عام إصدار جيد وفيه تفاسير لا توجد في مكتبة التفسير.
لكن من الملاحظات عليه ما يلي ( وياليت تصل للمسؤولين لتلافيها في الإصدارات القادمة):(1/474)
1. تفسير الثعالبي في هذا الإصدار هو نسخ لتفسير الثعلبي. يعني أن تفسير الثعلبي منسوخ مرتين مرة باسم تفسير الثعلبي ومرة باسم الثعالبي. بينما هو في مكتبة التفسير هو تفسير الثعالبي الصحيح.
2. جملة (صلى الله عليه وسلم) في مواطن كثيرة أقحمت خطأً.
3. كتاب شرح السنة تم تنزيل الجزء الأول منه فقط وباقي الأجزاء سقطت سهوا وعدد أجزاء الكتاب 11جزء.
4. كتاب التبيان في علوم القرآن للعكبري وكتاب إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات أصلهما كتاب واحد طبع باسمين مختلفين ووضع كلا الكتابين في الإصدار فلو حذف كتاب الإملاء وبقي التبيان لأنه اسم الكتاب الأشهر لكان أفضل حتى لا يلتبس على الباحث فيظنهما كتابين وأصلهما كتاب واحد.
5. كتاب اللباب ، وكتاب أصول النحو نسخة واحدة فلا أعلم أيهما الأصل.
6. خلا الإصدار من مصادر مهمة في مجال الدراسات القرآنية مثل: مجاز القرآن لأبي عبيدة، معاني القرآن للفراء، الزجاج، النكت والعيون للماوردي، التحرير والتنوير لابن عاشور، في ظلال القرآن لسيد قطب.
7. وجود تكرار في كثير من الجمل والعبارات وخاصة في تفسير أضواء البيان.
8. وجود أخطاء مطبعية وإملائية يصعب حصرها هنا منها على سبيل المثال:
كلمة تمرد كتبت في مواطن كثيرة تمر.، ........إلخ
أما عن سؤال أخينا أبو مجاهد عن إصدار الجامع الأكبر لشركة العريس فقد وجدت فيه أخطاء كثيرة في الصفحات و الأجزاء ونسبة الكتاب يطول ذكرها هنا والقرص لا يعمل إلا على نظام الـ DVD فمن وجهة نظري الإصدار يحتاج إلى مراجعة.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
---
(1/475)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفاسير من شرق وجنوب الخليج
---
تفاسير من شرق وجنوب الخليج
---
علي الوشاحي
07-14-2006, 09:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام : يتردد في خاطري كلما رأيت كتاباً جديداً من كتب التفسير سؤالٌ محيرٌ.
وهو : من هم المفسرون الذين عرفوا من شرق الخليج العربي وجنوبه ؟ وبالتحديد من المناطق التي باتت تعرف اليوم بالإمارات (ساحل عمان) وعمان . وقطر . والبحرين . من أهل السنة ؟ وهل هذه الأماكن شحيحة بأهل العلم والفضل على طول الأزمنة الماضية والقريبة ؟
- فأرجو ممن مر على مخطوط أو مطبوع حول تفاسير من شرق الخليج وجنوبه أن يفيدنا بذلك للأهمية .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
علي الوشاحي
07-16-2006, 05:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أر من إخواني الفضلاء رداً على هذا الموضوع ؟
مع إنه موضوع مهم بالنسبة لي
فأرجو من الأساتذة الكرام
أ . د . مساعد الطيار
د. عبدالرحمن الشهري
المساعدة في الأمر ، وكل من كان له دراية بالموضوع
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2006, 08:57 PM
أخي الكريم علي الوشاحي وفقه الله
ليس لدي علمٌ بكتب تفسير صنفها علماء أهل السنة في شرق الخليج ، ومع تتبعي لكتب التفسير بحسب الوسع إلا أني لآ أذكر أنني صادفتُ كتاباً مطبوعاً في التفسير لعلماء تلك الجهة ، سواء كان تفسيراً كاملاً أو جزئياً للقرآن الكريم . وفي تصوري أننها إن وجدت فهي قليلة وليس لها انتشار ، ولعل تتبع الباحث المتأني من أمثالكم يطلعنا على كتب في التفسير لعلماء السنة في الإمارات وقطر وعمان والبحرين . ولو عثرتُ مستقبلاً على أي معلومة حول هذا الموضوعِ فسأكتبها هنا إن شاء الله .
---
عماد الدين
07-30-2006, 04:53 PM
أخي (علي الوشاحي)(1/476)
أما عمان فلن تجد فيها مؤلفا لسني ... ولن تسمع فيها عن داعية ... إلا أن يشاء الله
وإن أردت معرفة أسباب ذلك ... فأخبرني
---
مصطفى علي
07-31-2006, 04:06 AM
في رأس الخيمة شيخ وأظنه من أهل السنة فقد قرأت في كتابه منذ فترة
كتاب اسمه
جامع لطائف التفسير
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2356
وقد راسلت المشكاة فأعطوني هاتفه النقال وأرسلته للأخ عبد القادر المشارك بهذا الرابط وهو الذي دلني على الكتاب
وفي مقدمة كتابه
جامع لطائف التفسير
العاجز الفقير
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد القماش
إمام وخطيب مسجد المرحوم يوسف بورسلي ـــ رأس الخيمة ـــ
كتاب يجمع ألطف اللطائف وأدق الدقائق مما احتوت عليه كتب التفسير من روائع وفرائد من خلال ما يزيد عن أربعين تفسيرا وما يقرب من مائتى كتاب من مختلف الفنون ويفند الإسرائيليات والأقوال الشاذة الموجودة فى بعض كتب التفسير ويرد على شبهات خصوم القرآن وغير ذلك
---
فهد الرومي
07-31-2006, 09:11 AM
لعل السائل يقصد من غرب الخليج وليس شرقه لأن شرقه إيران
---
علي الوشاحي
07-31-2006, 05:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتذر حقيقة عن الخطأ الوارد سهواً في العنوان والطرح للموضوع .
وكان المراد تفاسير من ( شرق الخليج وشماله ) وليس جنوبه .
فأرجو من المشرف تصحيح الخطأ .
وجزى الله خيراً كل من أولى الموضوع اهتمامه من مشايخنا وإخواننا .
---
علي الوشاحي
07-31-2006, 06:00 PM
الشيخ الكريم الدكتور: عبدالرحمن الشهري لك منى كل الشكر والتقدير على اهتمامكم كما عودتمونا في هذه الشبكة المباركة .
وأسأل الله لك التوفيق والسداد .
أخي عماد الدين :
استغرب حقيقة ما رددتم به بالنسبة لانعدام كتب التفسير في عمان الحبيبة .(1/477)
فالكل يعلم أن عمان عبر قرون متتالية كانت حاضرة لكثير من دعوات أهل السنة عبر التاريخ ، ولازال قرابة نصف سكانها تقريباً على منهج أهل السنة ، وشَهِدت دخول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب في وسطها وأطرافها في سنوات ليست بالبعيدة .
فكيف يستغرب وجود أهل علم فيها فيما غبر وفيما بقي بإذن الله ، وإن كنا في الفترات القريبة لا نسمع لعالم سنى فيها حركة ودعوة قوية .
إلا أن الأمل لا زال يحدوني في أن أجد تفاسيرلعلماء من عمان وا لإمارات وما جاورها .
والله الموفق .
شكراً لكم وجزاكم الله خيراً .
---
(1/478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر
---
برنامج إحياء السنة النبوية- الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
02-08-2007, 11:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (45) – بتاريخ 22/1/1428- - الجلوس في المصلى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس:
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه : ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع
الشمس حسنا ) [ رواه مسلم: 1526] .
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/479)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > اسرع متصفح لملفات الـ PDF .. برنامج Foxit Reader Pro 1.3
---
اسرع متصفح لملفات الـ PDF .. برنامج Foxit Reader Pro 1.3
---
سامي عبدالعزيز
05-25-2006, 05:06 PM
http://www.foxitsoftware.com/pdf/pdfrd.zip
البرنامج لا يحتاج لتنصيب
فقط قم بنقل ملف ال exe اللى مجلد Program Files في ال C
وبعدها انتقل الى اي ملف pdf واضغط كليك يمين واختر Properties
ومن ثم اختر Change.. اضغط على Browse وحدد ملف ال exe المنسوخ
واضغط Open ثم OK
---
(1/480)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج متميز يحتوي على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية بشكل إحترافي.
---
برنامج متميز يحتوي على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية بشكل إحترافي.
---
سامي عبدالعزيز
04-29-2006, 02:49 AM
http://img56.imageshack.us/img56/2107/taymiya2qm.jpg
ويعرض الفتاوى بطريقة تسهل
الوصول إليها حيث يتيح عملية التصفح حسب الأبواب والكتب إضافة إلى عملية البحث ونسخ
النص.
حجم ملف البرنامج: 9.6 ميجا بايت
http://islamspirit.com/click/go.php?id=3
---
أريام
06-21-2006, 05:38 AM
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة
---
عمار العاني
06-24-2006, 08:57 PM
جزاكم الله خيرا
---
شريف المنشاوى
08-03-2006, 09:57 PM
شكرا لك سامى
---
(1/481)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وقفات مع المعرض الدولي بالرياض ؟؟!!
---
وقفات مع المعرض الدولي بالرياض ؟؟!!
---
عبدالله المعيدي
03-07-2007, 06:48 AM
يقول الشيخ د. ناصر العمر حفظه الله في كلمة منشورة في موقع المسلم :
أحداث كثيرة تثير لدى الغيورين كثيراً من التحفظ بشأن ما طرح فيه من إصدارات، ولدينا في ذلك أسئلة وموضوعات عديدة لكننا نقدم الآن مستجد الأحداث، وأنتم تعرفون أننا نعيش هذه الأيام ما يتعلق بمعرض الكتاب وفعالياته، وكنت قد حضرت أمس لقاءً ضم بعض كبار مشايخنا وعدداً من الدعاة وطلاب العلم، وفي اللقاء أفاد من ذهب إلى المعرض بعجائب ما كنا نعهدها في بلادنا أبداً، حيث اختلف هذا المعرض عن أي معرض كان من قبل.. كيف؟
فقد التزمت المعارض السابقة بضوابط، تجعل كتبها المطروحة بين يدي القارئ تخضع لمعايير سابقة لنشرها في المعرض، فقد كانت دور النشر تعرض قوائم كتبها قبل المعرض بشهور لإجازتها والسماح بالصالح للنشر منها. لكننا هذه السنة فوجئنا بشيء عجيب جداً في هذا المعرض الذي تدفقت فيه كمية من الكتب التي لا يمكن أن يسمح بها في كثير من الدول حتى التي تدعي الحرية وغيرها، ولولا أنه قد صرّح أحد المسؤولين والقائمين على المعرض في الصحف أنه لم يكن هناك أي رقابة أو منع لأي كتاب، لقلنا أنه قد نجم هذا التسرب عن خطأ غير مقصود أو خلل طارئ.(1/482)
ولنا أن نتصور أن دولاً ينتشر فيها الفساد، وتقيم معارض للكتب لا تسمح بنشر مثل هذه المطبوعات، والأغرب أنه قد سمح لكتب في المعرض محظورة في دولها، وبين يدي أمثلة كثيرة وأرقام حقيقة لإصدارات وكتب تروج لليهودية والنصرانية والبوذية والصوفية ـ ومن بينها كتب ابن عربي القائل بالحلول والاتحاد ـ والإسماعيلية والباطنية والتشيع والأباضية (الخارجية) والدرزية، وحتى كتب إلحادية وفيها سب لذات الله جل وعلا، وسب لرسوله صلى الله عليه وسلم، وكتب تطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة كتلك التي تنكر رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة، وكتب السحر والجنس والشذوذ (تحت لافتة الثقافة)، وكلها مطروحة وغيرها بشكل علني في المعرض، أمامي منها الآن قائمة.
وإزاء ذلك، فقد خُوطب المسؤولون في ذلك، بل خوطبوا من قبل في العام الماضي الذي كانت مشكلته محصورة في الندوات، وهي التي استنفرت أهل الخير فقاموا محتسبين وخاطبوا المسؤولين في شأنها وما تبثه من أفكار، ومنها تلك التي دعت أثناء عقدها في العام الماضي إلى "معرض بلا رقابة" وهو ما تحقق هذا العام، بغض النظر عن ملاءمة هذا الانفتاح غير المنضبط لسياسة الدولة المعلنة وهي الإسلام وشريعته الغراء من عدمها، مع أنه ليس هناك في المقابل من دولة إلا تمنع ما يناقض سياستها وقيمها.
والذي نراه أن ما حصل في المعرض حقيقة يخالف ذلك تماماً أعنى الاتساق مع قيمنا وسياستنا، ولعلكم اطلعتم في هذا الخصوص اليوم على بيان وقعه بعض المشايخ ـ نشر في منار الإسلام إن لم تخني الذاكرة ـ بما يتعلق بمعرض الكتاب ، نحاول فيه بالحكمة والموعظة وبالمجادلة بالتي هي أحسن، المناصحة الواجبة لأصحاب الدور وولاة الأمر والمسؤولين.(1/483)
إن تلك حقائق مزرية أن تباع مثل هذه المطبوعات وما يرافقها من اختلاط وغيره، بما تخلفه من مشكلات يعاني منها الجميع، وإذا ترك لها الحبل هكذا على الغارب فلسنا أي طريق ستقود البلاد إليه؛ فبلادنا في الواقع تعاني من مشكلات، بعضها يتعلق بالغلو بما يقوده من تفجيرات والذي يقتات على مثل هذه التجاوزات الخطيرة.
لاشك أن ردود أفعال الشباب على مثل هذه المخالفات خاطئة، وأنا أتفق مع ذلك وأقول نعم خاطئة، لكن علاجها لا يمر عبر هذه المخالفات التي تزيد الأزمة تفاقماً وتصب الزيت على النار بدلاً من أن تطفئ نار الفتنة. والله إن من أعظم أسباب ما يحدث في البلاد مثل هذه التجاوزات في هذا المعرض، وفي غيره كما حدث في اليمامة عند الحديث عن "الوسطية" وهو أبعد ما يكون عن الوسطية، بما يثير الغضب، ويستفز الناس مما يرون في بلاد الحرمين من كتب الإلحاد وسب الله جل وعلا، وسب النبي صلى الله عليه وسلم.
عندما حدثت الإساءة لمقدساتنا وسُب النبي صلى الله عليه وسلم في البلاد الأوروبية غضبنا لما حدث وحُق لنا أن نغضب، وسبحان الله، هذا أمامنا الآن!! نجد كتب الرافضة تباع علانية برغم كشفهم الصريح عن أهدافهم، ونسأل بدورنا: إلى متى هذا الأمر وإلى متى التساهل والتغافل عنه.(1/484)
إن من المتوجب علينا في هذه اللحظة أن ننكر هذا التجاوز الخطير، والإنكار توضحه الآية الكريمة: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: من الآية125)، نعم أقولها ديناً، لا يعني وجود التصرفات غير المسؤولة أن نسكت مفرطين في واجب الإنكار، فلابد من مناصحة المسؤولين، لابد من الكتابة والإبراق، ومناصحة أصحاب المكتبات، والناس ينبغي أن نخاطبهم أن اتقوا الله ولا تذهبوا إلى هذه المعارض إلا احتساباً ومناصحة وإنكاراً، فمن أراد أن يذهب للاحتساب والإنكار ورصد هذا الواقع من أجل تفعيل الإنكار فليذهب، أما الذهاب للاطلاع والترويح عن الأهل وقضاء الأوقات بما يرافق ذلك كذلك من اختلاط وتزاحم في الممرات، خلافاً لما كان سابقاً من تخصيص أيام للرجال وأخرى للنساء، حين كانت الأمور طيبة، وحيث لم يسجل من أحد اعتراض على هذا التخصيص.
والآن نحن أمام اختلاط مذموم في المعرض، وفساد فكرى يستقوي به "الإرهاب"، وأصارحكم، بأن هذه الكتب التي فيها محادة لله ورسوله هي أقوى مسوغات "الإرهاب"، ووالله إن هؤلاء الذين يحمون مثل هذا المعرض ويشرفون عليه وهم راضون عنه يدعمون "الإرهاب" من حيث أرادوا أم لم يريدوا، وأطلب أن يحاكموا، لأنهم يمنحون الشباب المبرر والتربة الخصبة لنمو الفكر المغالي، ونحن نجهد كثيراً لإقناع الشباب وحملهم على الحكمة ونهيبهم ألا يقعوا في الأخطاء والأغلاط ثم يأتي هؤلاء فيهدمون كل ما نقوم به؛ فهؤلاء هم الذين فعلاً يدعمون الغلو وهم الذين يدعمون الإرهاب وهم الذين يفسدون البلد.
والحقيقة المؤسفة أن هذا المعرض أضحى بؤرة فساد فكري، ولعل الخطورة في الفساد الفكري أعظم من فساد الشهوات، وأنا هنا ما تكلمت من فراغ ولا أرضى أن أتكلم من فراغ ، فأمامي الآن قائمة فيها أسماء الدور والكتب بل الأرقام حتى أمامي: رقم الموقع بالمعرض موجود أمامي.(1/485)
إن مسؤوليتنا جميعا كبيرة، وسكوتنا جريمة وكل منا مسؤول أمام الله جل وعلا، فلا تضعوا المسؤولية على العلماء فقط، العلماء نعم عليهم واجبات ونحسبهم يبذلون جهودهم، لكن الواجب يتخطاهم إلى الجميع؛ فأنتم أيضاً، أبرقوا للمسؤولين وخاطبوهم، قولوا لهم اتقوا الله فينا.
أوما رأيتم أنه لو وجد امرؤ يبعث رائحة كريهة من جهاز لديه في الشوارع فإن الناس لن تتركه، محال أن يتركونه ، بل قد يقبض عليه ـ ويجب أن يُفعل ذلك ـ ويحاكَم، الآن هؤلاء يبثون الكفر والإلحاد، ويقع أبناؤنا ضحية لما يبثونه.
والقضية ليست في بلائها حكراً على هؤلاء سواء اهتموا أم لم يبالوا، الأخطر هو وقع ما يبث على أبنائنا وبناتنا، وقبل أيام حكي لي أحد الإخوة الأطباء في إحدى المستشفيات، أن امرأة من عائلة معروفة قد تشيعت، وقد عمدت إلى أترابها في تنهرهن إذ تحدثن عن مقتدى الصدر وما يفعله في العراق، قائلة لهن :"تأدبن، قلن السيد/ مقتدى الصدر" ( مثلما يفعل الشيعة ظناً منهم أنه من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب الجرائم والفظائع في العراق ضد المسلمين)، وهي موجودة في إحدى المستشفيات، وتنتمي إلى عائلة معروفة وقبيلة معروفة أبعد ما تكون عن التشيع، وتسكت زميلاتها أن قلن مقتدى الصدر من دون لقب!.
الآن التشيع يتنامى وكتب المعرض غير المنضبطة تشجعه، وقد نقل أحد المشايخ أمس صورة تثير القلق من إحدى مدن التي يتكاثر فيها الرافضة، يقول في الأسبوع الماضي وجدت فيها صورة ضخمة يزعمون أنها للحسين رضي الله عنه على غير الحقيقة، بأبعاد كبيرة (أمتار * أمتار) في الطريق، كمثل صور زعماء الرافضة في إيران وغيرها، يقول إنها تملأ المحلات وترتفع على أعمدة الإنارة، ويحدث هذا في بلادنا للأسف، ونحن حينما نقول إن ولاء هؤلاء ليس لبلادهم ولا لدينهم، يقال لنا: لا، أنتم مخطئون! فماذا يعني بربكم وجود مثل هذه الصور في محلاتهم أوعلى أعمدة الكهرباء؟!(1/486)
الحقيقة الأمر خطير جداً، وقد قال لي الشيخ أنه "حيال ذلك، ذهبت وناصحت بعض المسؤولين، ففوجئت أن بعض المسؤولين قالوا والله ما علمنا"!!، فتعجبت لهذه المدينة التي تحوي صوراً بهذا الحجم بادية للعيان ولا يدرى شيء بشأنها، فحتام نسكن أمام طغيان المنكرات؟ إننا الآن نتحدث والخير بعد موجود بحمد الله والأمة فيها خير، وبوسعنا أن نفعل الكثير، لكننا نقصر في بذل الجهد، وسكوتنا هو الذي يمرر هذا الشر، ونحن بين إفراط وتفريط، بين شباب مندفع يتصرف تصرفات غير مسؤولة، لا يراجع العلماء في تصرفاته وقد يترتب على أفعاله مفاسد أكبر ولم يأمر الله بذلك ولم كلفنا بذلك، وفي الجهة الأخرى أناس سلبيون، يبدو الأمر كأنه لا يعنيهم ولا يستوقفهم، فسبحان الله، والله لو مُسّت مثل هذه الأمور دنيانا لرأيتم كيف يتأثر الناس، لو مُسّ الناس في دنياهم شيئاً لرأيتهم جزعين، يتأثرون ويبرقون ويكتبون، لكن أن يُمس الدين في بلاد الحرمين ونحن نشكو من هذه المشكلات التي تعاني منها البلاد والهجوم الشرس من أعداء الله من اليهود والنصارى والرافضة، فإنك لا تجد هذه الحرارة في الإنكار في القلوب..
إننا نتساءل لمصلحة مَن هذا المعرض بهذا النحو؟ لا نقول من الناحية الثقافية؛ فكلنا يدرك حاجة الناس إلى المعرفة لكن وفقاً لضوابط قيمنا وإسلامنا، لكنه على هذا النحو ليس إلا معولا من معاول الهدم، يأتي لمصلحة أعدائنا ويخدم أعداءنا، ولا يخدم بلادنا وعقيدتنا ومنهجنا، ونحن نراه بهذا الشكل البادي به أول ما يعارِض السياسة الإعلامية المعتمدة من الدولة، في نمطها النظري تبدو السياسة الإعلامية المعتمدة من الدولة جيدة ولا تزال لم تغير إلى الآن، غير أن الواقع التطبيقي خلاف ذلك، والذي يجري من خلال البرامج الإعلامية كما يقال والثقافية خلاف ذلك تماماً، ليس فقط في التلفاز، بل في مثل هذه المعارض، حيث نجد في الكتب مثل هذا البلاء.(1/487)
الأمر جِدّ أيها الأحبة، ونحن والله مسؤولون أمام الله جل وعلا، سيسألنا الله جل وعلا وقد علمنا وبلغتنا الحجة ماذا فعلنا، هل أنكرنا؟ هل خاطبنا المسؤولين؟ هل نصحنا القائمين على هذه الكتب؟ هل نصحنا الناس ألا تشتري هذه الكتب ليفسدوا أبناءهم وبناتهم؟! إن السلبية التي نراها من بعض الناس هي السبب في ما يتقدم به غير المصلحين في طرائقهم، وإلا لو أن الخيرين من الناس قاموا بما يجب عليهم بالكتابة للمسؤولين وبالدخول عليهم وبمناصحتهم بالإبراق بكل وسائل التغيير الممكنة وهي كثيرة جداً، لما حدث هذا، وقد ثبت فعالية هذا الأمر والحمد لله، لا أريد أن أذكر أمثلة، كثير من المنكرات أوقفت، أو برامج غُيّرت لوقوف أهل الخير وعدم سلبيتهم وثباتهم فترة طويلة من أجل تغيير هذا المنكر، الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في منكر واحد يقول كتب فيه خمسين مرة وقيل أكثر من ذلك خمسين مرة في منكر واحد حتى غُيّر، وهو الشيخ عبد العزيز بن باز، والمنطقي أنه إن كان الشيخ عبد العزيز بن باز قد كتب خمسين مرة؛ فإن علينا نحن أن نكتب مائة مرة أو مائتين مرة، لماذا لا يغير الأفراد ويحملون على عواتقهم مهمة التغيير، نعم يوجد والحمد لله الآن من طلاب العلم من الخيرين في المعرض يغيرون وينصحون لكن يقال أنتم أقلية، أين الناس أين البقية، الجميع مسؤول وسيحاسب أمام الله جل وعلا، كل منا بما يستطيع يمكنه تغيير المنكرات (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية286)، (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) (الطلاق: من الآية7)، أما هذه السلبية القاتلة والسكوت على ما يجري في هذا المعرض؛ فإنه يضر الجميع ويفضي إلى ما هو أسوأ، ونحن لا ندري ماذا سيحدث في العام القادم إذا استمرأنا هذه السلبية؟ وماذا سيكون شكل بقية المعارض التي تقام مستقبلاً، فلا بد من وقفة صادقة وجادة ومناصحة للمسؤولين بعيد عن أي تصرف كما قلت لا(1/488)
يقره الشرع، بحيث لا نقع في الإفراط أو التفريط، إما الغلو أو الجفاء، إما السلبية القاتلة أو تصرفات غير محسوبة، لا، بينهما مساحة ضخمة مشروعة، هذا من الواجب. يقول لي أحد الإخوة في رسالة أرسلها لي اليوم :"ألا ترى أن معرض الكتاب يدخل ضمن قصة قوم لوط التي نحن ورد فيها (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) (العنكبوت: من الآية29)"، قال:" من إتيان المنكر علانية، ليس فقط المنكر هو إتيان الفاحشة كما فعل قوم لوط، إن وجود هذه الكتب التي فيها كفر وفسق وفجور وسحر وجنس ويهود ونصارى ورافضة والله من أعظم المنكر، أعظم من إتيان المنكر، مع عظم الفاحشة التي فعل قوم لوط، هذه والله أعظم منها ولا شك؛ لأنه إفساد للدين وللعقيدة وإفساد لمنهج التوحيد، وتقويض للأسس التي قامت عليها هذه الدولة، والعقد الذي بين الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، عقيدة التوحيد التي فعلاً بقيت في هذه البلاد، وتناصرا عليها وتعاهدا عليها رحمهما الله وتعاقدا عليها، هذا من أقوى ما ينقض هذه الأسس التي قامت عليها الدولة، وجود مثل هذا المعرض بهذا الكفر الذي فيه وهذا الانحراف وهذا الفجور"، فلنناصح المسؤولين ليتقوا الله جل وعلا، ونذهب للعلماء، فربما بعض المشايخ لم يذهب ولم يعلم حقيقة المعرض، فلنبين له الحقيقة، ونسأل الله جل وعلا أن يكفينا شر المفسدين (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الإسراء:16).(1/489)
انظروا ماذا جرى في العراق، يقول أحد الإخوة العراقيين والله ما هلك العراق حتى سُبّ الله علانية ولم يُنكَر، الآن يُسب الله، هذه كتب سب لله جل وعلا علانية في معرض الكتاب، أين الإنكار الواجب، نعم أيها الأحبة الأمر جِدّ والأمر خطير، والسكوت عن هذه المنكرات أو الإصابة بالملل أو ماذا نفعل، غير صحيح، اتقوا الله وجدّوا واجتهدوا ولا تيأسوا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200).
أسأل الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وأن يرد كيد الفجار في نحورهم، وصلى الله وسلم على نبنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
---
ابن الجزيرة
03-07-2007, 08:56 AM
الله المستعان معرض كتاب في بلادنا، أصبح من بؤر الفساد، وتجد الصالحين يعانون فيه أشد المعاناة، وأهل الكتب منهم تجده مغادراً المعرض لا يحمل كتاباً واحداً وإنما يحمل هماً ثقيلاً، وصدمات متتابعة، والله المستعان.
---
نياف
03-10-2007, 09:28 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
---
محمود الشنقيطي
03-10-2007, 10:39 AM
في الحقيقة أنا أرى أن التأوه من شدة الألم ووقعه لا يغير حالاً , ولا يزيل داءاً , وإنما العلاج الناجح النافع هو أن نحس جميعاً بمسؤوليتنا , ونعترف بتقصيرنا وتشاغلنا عن واجبنا تجاه الناشئة والأهل والجلساء والجيران والزملاء كل بحسبه وأن نهتم بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ..
---
(1/490)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمسات بيانية في القرآن الكريم (1)
---
لمسات بيانية في القرآن الكريم (1)
---
سمر الأرناؤوط
05-07-2004, 09:23 PM
ما سبب التذكير مرة والتأنيث مرة مع الملائكة في القرآن الكريم؟
قال تعالى في سورة ص (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}) وجاءت الملائكة هنا بالتذكير، وفي سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39}) جاءت الملائكة بالتأنيث.
الحكم النحوي: يمكن أن يؤنّث الفعل أو يُذكّر إذا كان الجمع جمع تكسير كما في قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) و(قالت نسوة في المدينة) فيجوز التذكير والتأنيث من حيث الحكم النحوي.
اللمسة البيانية: أما لماذا اختار الله تعالى التأنيث في موطن والتذكير في موطن آخر فهو لأن في الآيات خطوط تعبيرية هي التي تحدد تأنيث وتذكير الفعل مع الملائكة. وهذه الخطوط هي:
1. في القرآن الكريم كله كل فعل أمر يصدر إلى الملائكة يكون بالتذكير (اسجدوا، أنبئوني، فقعوا له ساجدين)
2. كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يأتي بالتذكير أيضاً كما في قوله تعالى (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) و(الملائكة يشهدون) (الملائكة يسبحون بحمد ربهم)
3. كل وصف إسمي للملائكة يأتي بالتذكير (الملائكة المقرّبون) (الملائكة باسطوا أيديهم) (مسوّمين، مردفين، منزلين)
4. كل فعل عبادة يأتي بالتذكير (فسجد الملائكة كلهم أجمعين) (لا يعصون الله ما أمرهم) لأن المذكر في العبادة أكمل من عبادة الأنثى ولذلك جاء الرسل كلهم رجالاً.(1/491)
5. كل أمر فيه شِدّة وقوة حتى لو كان عذابين أحدهما أشدّ من الآخر فالأشدّ يأتي بالتذكير (ولو ترى إذا يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (يتوفى) جاءت بالتذكير لأن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحريق) أما في قوله تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنيث لأن العذاب أخفّ من الآية السابقة. وكذلك في قوله تعالى (ونزّل الملائكة تنزيلا) بالتذكير وقوله تعالى (تتنزّل عليهم الملائكة) بالتأنيث وقوله (تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر) بالتأنيث.
6. لم تأت بشرى بصيغة التذكير أبداً في القرآن الكريم فكل بشارة في القرآن الكريم تأتي بصيغة التأنيث كما في قوله تعالى (فنادته الملائكة) و(قالت الملائكة)
---
العبادي
05-07-2004, 11:51 PM
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذه الفائدة القيّمة...
وأرجو التكرم بإفادتي بالمصادر التي أجد فيها مثل هذه الفوائد البيانية...
والخطاب لك ولجميع الإخوة في هذا المنتدى المبارك.
---
محمد إسماعيل
05-08-2004, 02:29 AM
قال أبو حيان في البحر المحيط ( 3/105 ):
" ذكر الجمهور أن المنادى هو جبريل. ويؤيده قراءة عبد الله، ومصحفه:{ فناداه جبريل وهو قائم }.
وقرأ حمزة، والكسائي:{ فناداه الملائكة }، ممالة. وقرأ باقي السبعة:{ فنادته }، بتاء التأنيث.. والملائكة جمع تكسير، فيجوز أن يلحق العلامة، وأن لا يلحق. تقول: قام الرجال، وقامت الرجال. وإلحاق العلامة- قيل- أحسن..ألا ترى:{ إذ قالت الملائكة }؟ و{ ولما جاءت رسلنا }؟ ". .. ومثل ذلك قال الفخر الرازي من قبله.
وقال الشوكاني في فتح القدير( 1/336 ):
" قرأ حمزة، والكسائي:{ فناداه الملائكة }، وبذلك قرأ ابن عباس، وابن مسعود. وقرأ الباقون:{ فنادته الملائكة } ".
وقال الألوسي في روح المعاني(3/145 ):(1/492)
أخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قال:" ذكِّروا الملائكة، ثم تلا:{ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى }[النجم:72]. وكان يقرأها:{ فناداه الملائكة }، ويذكِّر في جميع القرآن.. وأخرج الخطيب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها كذلك ".
---
سمر الأرناؤوط
05-08-2004, 05:20 AM
أشكر الإخوة الأفاضل على تعقيبهم الطيّب بارك الله بالجميع وعلّمنا ما ينفعنا.
الأخ العبادي: مصدر المعلومات الواردة هي من الدكتور فاضل السامرائي (برنامج لمسات بيانية) وستجد إن شاء الله معظم حلقات البرنامج مكتوبة بالإضافة إلى مقتطفات من بعض كتبه على صفحة لمسات على هذا الرابط:
http://www.islamiyyat.com
الأخ محمد جزاك الله خيراً على إضافتك القيّمة وبارك فيك.
---
فهد الناصر
05-11-2004, 06:53 PM
شكراً جزيلاً للأخت سمر . وأرجو أن تتواصل هذه اللمسات البيانية البديعة .
---
(1/493)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة قرآنية لأحكام الحج
---
دراسة قرآنية لأحكام الحج
---
tamer
04-06-2004, 06:25 PM
سلام الله عليكم أحبائي المسلمين , فهذا جهد مقلٍ يدلي بدلوه ليغترف من تركة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نوراً و هدى في الدنيا و الآخرة.
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما جهلنا و انه يجعله خالصاً لوجهه الكريم إنه ولي ذلك القادر عليه .
مختصر أحكام الحج(1/494)
باب الإحرام بالحج و العمرة و وجوبهما على المستطيع مرة في العمر على الفور و قول الله جل ذكره ( و أتموا الحج و العمرة لله ) قال بن تيمية رحمه الله أي من أحرم بالحج فعليه الإتمام و عليه العمل عند جمهور العلماء وتعقب من قال أنها دليل على وجوب الحج و العمرة بأن هذا خطأ , أما دليل وجوب الحج قوله تعالى ( و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) آل عمران قال بن كثير و عليه العمل عند جمهور العلماء و لما رواه الإمام أحمد رحمه الله قال حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال:خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا" فقال رجل أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم" ثم قال "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه". و رواه مسلم عن زهير بن حرب عن يزيد بن هارون , و أجمع المسلمون على كون الحج ركناً من أركان الإسلام لما رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان . أما العمرة فأجمعوا على مشرعيتها و اختلفوا في كونها واجبة كالحج أم هي مستحبة فقال علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر و زيد بن ثابت أم المؤمنين عائشة هي واجبة كالحج و تبعهم الشافعي على الصحيح و أحمد و سعيد بن جبير و عطاء و طاوس و مجاهد و الحسن و إسحاق بن راهويه و سفيان الثوري و الأوزاعي و أبو ثور و المزني و الناصر و أبو عبيد و اختاره البخاري و من المتقدمين العلامة بن باز و احتجوا بثلاثة أحاديث الأول ما(1/495)
رواه أبو داود و الترمذي و صححه عن لقيط بن عامر رضي الله أنه أتى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و قال له إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج و لا العمرة و لا الظعن قال حج عن ابيك و اعتمر , و ما رواه أحمد و بن ماجه من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بإسناد صحيح أنها قالت يا رسول الله هل على النساء جهاد قال عليهن جهاد لا شوكة فيه الحج و العمرة , و لفظة عليهن إنما تعني الوجوب فمن باب أولى الرجال , و أيضاً لفظ الدراقطني من حديث جبريل عليه السلام فيها دليل على وجوب العمرة فقد روى الدراقطني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال بينما نحن جلوس عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم جاء رجل فقال يا محمد أخبرني عن الإسلام قال أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تحج و تعتمر و تغتسل من الجنابة و تتم الوضوء و تصوم رمضان قال فإن فعلت هذا فأنا مسلم قال نعم قال صدقت إلى آخر الحديث ثم قال الدراقطني و هذا إسناد ثابت صحيح و هو ظاهر في وجوب الحج , واحتجوا بقول الضبي بن معبد لعمر بن الخطاب إني أسلمت حديثاً و وجدت الحج و العمرة مكتوبين علي فأهللت بهما فقال له عمر بن الخطاب هديت لسنة نبيك و هذا الأثر رواه أبو داود و النسائي و صححه الألباني , أيضاً ما رواه البيهقي بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت أنه قال الحج و العمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت . أما ما يريه الدرقطني و الحاكم عن زيد بن ثابت مرفوعاً الحج و العمرة فريضتان فقال عنه الحافظ في الدراية لا يصح و المحفوظ أنه موقوفاً , و ما يرويه البيهقي أيضاً من حديث جابر مرفوعاً الحج و العمرة فريضتان فيه بن لهيعه فلا يصح , و كذا ما يرويه الحاكم عن بن عباس رضي الله عنهما أنه قال الحج والعمرة فريضتان على الناس كلهم إلا أهل مكة فإن عمرتهم طوافهم فليخرجوا إلى التنعيم ثم ليدخلوها فهذا لا يصح لأن فيه إسماعيل بن مسلم و هو(1/496)
ضعيف أفاده صاحب الدرايه . و خالف من قال بالوجوب الإمام أبو حنيفة و مالك و تبعهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمهم الله جميعا فقالوا الأظهر أنها سنة مؤكدة فإن الله تعالى قال ( و لله على الناس حج البيت ) و لم يذكر العمرة و كذا الأحاديث الثابته التي تعدد فرائض الإسلام كحديث عبد الله بن عمر مرفوعا بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان , و ليس فيها ذكر العمرة و يجاب بأن هذه الأحاديث عنت بذكر أركان الإسلام مجملا و لا يتسع المقام لتعديد فرائض الإسلام فالحج ركن و العمرة فريضة و الصلاة ركن و الوضوء فرض و هكذا , و استدلوا أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سئل عن العمرة أواجبة فقال لا و هذا يروى من طريقين الأول طريق الحجاج عن بن المنكدر و الثاني طريق يحيى بن أيوب عن بن المغيرة , أما الطريق الأول فهو عند الترمذي و بن ماجه و الداراقطني و البيهقي و أحمد و أبي يعلى و لفظ الترمذي رحمه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العمرة أواجبة هي قال لا وإن تعتمروا هو أفضل , و الحديث ضعيف لا تقوم به حجة فالحجاج ابن أرطاة صدوق كثير الخطأ والتدليس ولم يحتج به الشيخان في صحيحهما وقال ابن حبان تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن معين اه فالحجاج ضعيف كثير التدليس و قد عنعن و قد ضعف الحديث الدراقطني و البيهقي و تبعهم المباركفوري شارح الترمذي و قال بن عبد البر انفرد به الحجاج بن أرطئه و ما انفرد به فلا حجة فيه أما الطريق الثاني فهو طريق يحيى بن ايوب عن محمد بن المغيرة فهو عند الدارقطني عن جابر رضي الله عنه أنه قال قلت يا رسول الله العمرة واجبة فريضتها كفريضة الحج قال لا وأن تعتمر خير لك , قال صاحب تحفة الأحوذي و عبيد الله بن المغيرة تفرد به عن أبي الزبير . قال بن عبد البر و طرق هذه الأحاديث كلها لا تصح و لا تقوم بمثلها حجة و(1/497)
روي عن أبي صالح الحنفي أن رسول الله عليه و آله و سلم قال الحج و اجب و العمرة تطوع إلا أنه منقطع و قال الشافعي رحمه الله تعالى أما العمرة فلم يثبت فيها شئ أنها تطوع و قد روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بإسناد و هو ضعيف لا تقوم بمثله حجه , افاده الترمذي . و لا يصح الحج و العمرة من كافر و لا أي عبادة لقوله تعالى ( لإن أشركت ليحبطن عملك ) و لا يصح من مجنون لذهاب عقله و لأنه ليس من أهل العبادات و يصح الحج من مسلم و لو صغيراً او عبداً و لا يجزء عنهما إجماعاً نقله القاضي عياض و روى في ذلك بن أبي شيبة عن أبي الوليد عن الأعمش عن أبي ظبيان عن بن عباس انه قال احفظوا عني و لا تقولوا قال بن عباس أينما عبد حج به اهله ثم اعتق فعليه الحج و أيما صبي حج به أهله صبياً ثم ادرك فعليه حجة الرجل و أيما أعرابياً حج أعرابياً ثم هاجر فعليه حجة المهاجرين , قال عمرو بن علي في تحفة المحتاج و هو ظاهر في رفعه بل قطعي اه و الحديث سنده صحيح , قال القاضي عياض و ذهبت طائفة من أهل البدع إلى منع حج الصغير اه قال النووي راداً على هذه الطائفة هو مردود لا يلتفت إليه لفعل النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه و إجماع الأمة و قال بن عبد البر في التمهيد أيضاً أما القول بمنع حج الصغير فهو لا يشتغل به و لا يعرج عليه لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حج بغليمة بني عبد المطلب و حج السلف بصبيانهم و قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الصبي له حج و لك أجر فسقط كل ما خالف هذا من القول و بالله التوفيق اه . فقد روى البخاري و مسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما أن امرأة رفت إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم صبياً فقالت أله ذا حج يا رسول الله قال نعم و لك أجر . و يجزئ الحج عن المسلم البالغ الحر و لو كان ليس بمستطيع , و الحج واجب على المسلم البالغ العاقل الحر المستطيع و اختلف السلف في تفسير الإستطاعة(1/498)
فقال عمر بن الخطاب و بن عباس و سعيد بن جبير و مجاهد و الحسن و أبو حنيفة و الشافعي و أحمد الزاد و الراحلة قال الترمذي و العمل به عند أكثر أهل العلم أما ما يرى عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنه سئل عن الإستطاعة فقال الزاد و الراحلة فلا يصح قال بن المنذر لا يصح ذلك مسنداً يقصد أنه مرسل و هذا الحديث يروى من طريقين الأول طريق سعيد بن أبي العروبة عن قتادة عن أنس فيكون بذلك مرفوعاً و الثاني عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن و يكون بذلك مرسلاً قال البيهقي و الصحيح أنه مرسلاٌ أما المرفوع فما أراه إلا و هماً و أقره الحافظ فقال الصحيح أنه مرسل و المرفوع لا أراه إلا و هما و هو كلام بن المنذر . و لذلك لم يعتبر مالك الزاد و الراحلة و قال إن استطاع السير و التكسب في طريقه فيلزمه الحج . و اختلفوا في المرأة هل المحرم المطاوع لها شرطاً سادساً أم لا فقال الإمام أبو حنيفة و أحمد لا بد من سفرها بمحرم لما رواه الشيخين من حديث بن عباس رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول لا يخلون رجل بمرأة و تسافر امرأة إلا و معها ذي محرم فقام رجل فقال يار سول الله إني اكتتبت في غزوة كذا و كذا و إن امرأتي خرجت حاجة فقال اذهب فحج مع امرأتك , و قال مالك و الشافعي كما أنه إذا منعها من الصلاة أو الصوم تخالفة و تصوم و تصلي و كذلك إن منعها من الج تخرج إن وجدت الررفقة المأمونة و يجاب بأنه هل هناك أئمن من رفقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و مع ذلك لم يعترها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في سفر المرأة و قال للرجل اذهب فحج مع امرأتك , و أما من قال باشترط المحرم و من قال بعدم اشتراطه فاتفقوا جميعاً على أن الزوج أو المحرم لا يجوز له منها من حج الفرض و اتفقوا أيضاً أن للزوج منعها من حج النافلة نقله النووي . و من وجب عليه الحج لزمه السعي فوراً في موسم الحج و(1/499)
القول بوجوب الحج على الفور هو قول الإمام أبو حنيفة و أحمد و بعض أصحاب الشافعي و البغداديين من أصحاب مالك , أما جمهور أصحاب الشافعي و العراقين و أكثر أهل المغرب من أصحاب مالك و الأوزاعي و أبو يوسف و محمد بن الحسن على أن الحج على التراخي . أما من قال أنه على الفور فاحتجوا بفعله صلى الله عليه و آله و سلم و قالوا إن الحج فرض عام تسة أو عشرة فحج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فوراً و إن كان قد فرض عام تسعة فلم يمنعه إلا كثرة الوفود هذا العام إلا أن توقيت فرض الحج فيه خلاف فقال جماعة فرض عام ثلاثة و فيها نزلت آية آل عمران و استدلوا أيضاً بأن قصة ضمام بن ثعلبة كانت قبل عام خمسة فيما ذكره الواقدي و يجاب بأن ذكر الحج لم يرد في الروايات الصحيحة و رجح بن القيم في الهدي أن هذه اللفظة مدرجة قال الشوكاني في النيل و قال الحافظ و هذا القول شاذ , و قيل عام ستة و استدلوا بأن قوله تعالى ( و أتموا الحج و العمرة لله ) كانت عام ستة فدل على تقدم فرض الحج , و يجاب بأن الآية لا تدل على تقد فرض الحج و إنما كان الحج و العمرة على سبيل النافلة لمن استطاع و إلا فمن يقول أنه فرض عام ثلاثة أو خمسة أو ستة فكيف يفرض الحج و لا أحد من السلمين يمكنه الحج و لا العمرة إذ أن فتح مكة كان بعد ذلك و االصحيح هو الذي ذكره شيخ الإسلام و تلميذه بن القيم في الهدي و ذكره غير واحد من السلف أن فرض الحج كان عام تسعة أو عشرة لأن صدر من سورة آل عمران نزل عام تسة و فيه قدوم وفد نجران و دعوتهم إلى التوحيد و المباهلة . ثانياً استدلوا أيضاً بما رواه أحمد و الطبراني في الكبير عن سودة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه و آله و سلم إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج قال أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيت عنه قبل منك قالت نعم قال فالله أرحم حج عن أبيك , قال هيثمي رجاله ثقات و في المعاملات إذا كان المدين يستطيع القضاء فيلزمه(1/500)
القضاء على الفور فإن أخر فيحق للدائن أن يطالب بعقوبته . ثالثاُ تقدم في الأصول أن الأصل في أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بأنه على الفور لأنه صلى الله عليه و آله و سلم لما أمرهم عام الحديبة أن يحلوا فتأخروا فغضب لذلك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و فيه خلاف . رابعاً استدلوا بإجماع المسلمين على كون المحصر عن حجة الإسلام عليه القضاء و لم ينعقد الإجماع على أن المحصر عن التطوع عليه القضاء و الصحيح أيضاً أنه ليس عليه قضاء لأنه لا دليل عليه و سيأتي تفصيله فدل على أن سبب وضوح الدليل و ثبوت الحكم كونه لو يحج حجة الإسلام فكل من تلبس بهذا السبب فعليه الحج من قابل فهل جزاء من يجهد في الوصول إلى البيت ثم يحصر أن يلزم بالحج من قابل على الفور فدل ذلك على أنه من باب إيراده للأصل و أن الأصل فيمن لم يحج يلزمه الحج من العام القادم . خامساً استدلوا بأثر عمر بن الخطاب الذي يروى بصيغ مختلفة عند بن أبي شيبة و ابو بكر الإسماعيلي و سعيد بن منصور و البيهقي و كلها صحيحه . أما أثر عمر عند بن أبي شيبة فبلفظ من مات و هو موسر و لم يحج فليمت على أي حال شاء يهودياً أو نصرانياً أما لفظ أبو بكر الإسماعيلي و قد رواه بن كثير و صححه فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهودياً أو نصرانيا . و أما لفظ سعيد بن منصور أنه قال لقد هممت أن ابعث رجالً إلى هذه الأمصار فينظروا إلى كل من كان عنده جدة و لم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين و لفظ البيهقي أنه رضي الله عنه قال ليمت يهودياً او نصرانياً يقولها ثلاثاً رجل مات و لم يحج و جد لذلك سعه و خليت سبيله قال الحافظ في التلخيص عن أثري سعيد و البيهقي أنها طرق صحيحه . أما من قال بأن الحج على التراخي فاستدلوا بأنه يجوز تأخير الصلاة من أول وقتها إلى آخره و كذلك يجوز قضاء أيام من رمضان في شعبان كما كانمت(1/501)
تفعل أم المؤمنين عائشة و أجيب بأن هذا الإستدلال فيه نظر فإن تأخير الصلاة غلى آخر و قتها و قضاء أيام من رمضافي شعبان فإن هذا التأخير يكون بمصاحبة و قت تصح فيه العبادة أما التأخير ها هنا فيكون بمصاحبة و قت لا تصح فيه العبادة فهو ليس يشبهه أفاده أبو الوليد في بداية المجتهد . و هناك من استدل بست أحاديث في وجوب الحج على الفور لم يصح منها شئ أما الأول فحديث من أراد الحج فليتعجل و هذا الحديث لم يروى غلى من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي عن مهران أبي صفوان فيرويه أحمد من طريق عبد الرحمن المحاربي عن الفقيمي و يرويه أبو داود من طريق الأعمش عن الفقيمي و يرويه عبد بن حميد و بن أبي شيبة و الحاكم و البيهقي من طريق أبو الوليد عن الفقيمي و زاد بن أبي شيبة و عبد بن حميد لفظة منكم و سبب الضعف هاهنا هو الجهل بحال مهران أبي صفوان الذي يري عن بن عباس رضي الله عنهما و قد و ثقه بن حبان إلا أنه يعمل بتوثيقه هاهنا لأنه من عادته توثيق المجاهيل سئل أبو زعة الرازي عن أبي صفوان قال لا أعلمه في هذا الحديث و أبو زرعه هذا أحد الأئمة الأعلام و حفاظ الإسلام قال الإمام أحمد ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه و لا أحفظ من أبي زرعه . أما الحديث الثاني فهو حديث من أراد منكم الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض و تضل الضالة و تعرض الحاجة و هذا الحديث يروى من طريقين أما الأول فهو طريق فرات بن سليمان عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن بن عباس و أما الطريق الثاني فهو طريق أبو إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس أما الطريق الأول فيرويه من هذا الطريق الطبراني في الكبير و فرات بن سليمان قال فيه بن عدي لم أر أحداً صرح بضعفه و أرجو أنه لا بأس به و وهم فيه بن الجوزي فظنه أنه فرات بن سليم الذي يضعفه بن حبان إلا أنه الحافظ ذكر في لسان الميزان فرات بن سليمان ثم يليه فرات بن سليم و ذكر فيه قول بن حبان و ضعف الحافظ(1/502)
فرات بن سليما في لسان الميزان عندما تكلم عن محمد بن علوان فقال و فرات بن سليمان ضعيف , أما الطريق الثاني لهذا الحديث بلفظ من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض و تضل الضالة و تعرض الحاجة فيرويه الإمام أحمد من طريق أبو أحمد محمد بن عبد الله عن أبو إسرائيل و يرويه ايضاً هو و بن ماجه من طريق و كيع عن أبو إسرائيل و يرويه الطبراني في الكبير من طريق أبو الوليد عن أبو إسرائيل و أبو إسرائيل هو إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي ضعفه غير واحد قال النسائي ليس بثقة و قال أبو حاتم لا يحتج به و قال عبد الله بن المبارك لقد من الله على المسلمين بسؤ حفظ أبو إسرائيل و قال مرة ضعيف و قال الشوكاني صدوق ضعيف الحفظ . أما الحديث الثالث فهو حديث من ملك زادأ و راحلة تبلغه إلى بيت الله و لم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً يرويه بهذا اللفظ الترمذي و يرويه البزار بلفظ من ملك زاداً و راحله تبلغه فلم يحج بيت الله يهودياً مات أو نصرانياً و هذا الحديث بلفظيه يرى عند الترمذي و البزار من طريق هلال بن عبد الله و هو مجهول الحال و فيه الحارث و هو ضعيف و كذبه الشعبي . أما الحديث الرابع فهو حديث من مات و لم يحج و لم يمنعه و جع حابس أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر فليمت على أي الملتين شاء إما يهودياً و إما نصرانياً و هذا الحديث يرى مرفوعاً و مرسلاً أما المرفوع فيرويه عبد الله بن عدي عن عبد الرحمن القطامي عن أبي المهزم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال من مات و لم يحج و لم يمنعه و جع حابس أو حاجة ظاهرة أو سسلطان جائر فليمت على أي الملتين شاء إما يهودياً و إما نصرانياً و عبد الرحمن القطامي قال عنه الفلاس كذاب و أبي المهزم يضعف قال الحافظ في التلخيص و هما متروكان أم المرسل فيرويه بن أبي شيبة عن أبو الأحوص عن ليث عن بن سابط عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنه(1/503)
قال من مات و لم يحج و لم يمنعه مرض حابس أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر قليمت على أي حال شاء إما يهودياً او نصرانياً و الحديث مرسل و ليث ضعيف . أما الحديث الخامس فهو حديث من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً و هذا الحديث يروى مرفوعاً من وطريقين و مرسلاً من طريقين قال الزيلعي في نصب الراية و الصحيح أنه مرسل أما المرسل فالطريق الأول يرويه الإمام أحمد عن وكيع عن الثوري عن ليث عن بن سابط عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً و أما الطريق الثاني فيرويه أيضاً الإمام أحمد بسند أعلى من طريق إسماعيل بن عليه عن ليث عن بن سابط عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً . أما المرفوع فيرويه الدارمي و البيهقي و أبو يعلى من طريق شريك عن ليث عن بن سابط عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً و شريك ضعيف و ليث بن أبي سليم قال عنه أبو زرعة لا يحتج به و قال الإمام أحمد ضعيف الحديث جداً و تركه القطان و بن معين و قال النووي عنه في تهذيب الأسماء اتفقوا على ضعفه و قال الذهبي في مجمع الزوائد ثقة و لكنه مدلس و تعقبه الحافظ بأنه لا يعلم احد صرح بأنه ثقه أو وصفه بالتدليس و تعقب بأن بن شاهين ذكر في تهذيب أسماء الثقات أن عثمان أي بن أبي شيبة قال عنه ثقة صدوق ليس بحجة . و عبد الرحمن بن سابط من أصحاب بن عباس و لم يرى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذكره الذهبي في الكاشف و قال ذو المراسيل لكثرة إرساله , و(1/504)
يرى مرفوعاً أيضاً من طريق آخر عند عبد الله بن عدي أخبرنا علي حدثنا بكار حدثنا نصر بن مزاحم عن سفيان عن ليث عن بن سابط عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال من لم يمنعه من الحج مرض ولا علة ظاهرة فليمت يهودياً أو نصرانياً , أما نصر بن مزاحم فضعفه الدراقطني و قال أبو حاتم متروك و قال أبو خيثمة كذاباً و قال الجوزجاني كان زائغاً عن الحق . أم الحديث السادس فهو عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال من لم يحج و لم يحج عنه لم يقبل له عمل يوم القيامة ذكره الحافظ في الدراية و قال ذكره الواحدي في تفسير الوسيط و إسناده ضعيف . فمن أحرم بالحج أو العمرة فعليه التمام و إن كانا نافلة و أركان الحج أربعه الإحرام و الوقوف بعرفة و طواف الإفاضه إجماعاً و السعي بين الصفا و المروة عند مالك و الشافعي و أحمد و إسحاق و أبو ثور و قال أبو حنيفة رحمه الله واجب , أما أركان العمرة فالإحرام و الطواف و السعي . و الإحرام هو عقد النية إجماعاً و اختلفوا هل يشترط لصحة الإحرام التلفظ بالتلبية أم لا على فريقين الفريق الأول يصحح الإحرام و الفريق الثاني لا يصحح الإحرام بدون تلبية أما الفريق الأول فانقسموا إلى قولان القول الأول أنها سنة و لا يلزم من تركها شئ إلا أنه فاتته الفضيلة العظيمة و بهذا القول يقول الشافعي و أحمد و أحمد قال الحافظ وأغرب النووي فحكى عن مالك أنها سنة ويجب بتركها دم ولا يعرف ذلك عندهم وقال بن التين يريد أنها ليست من أركان الحج وإلا فهي واجبة عنده و القول الثاني من الفريق الذي يصحح إحرامه أنها واجبة و من تركها يلزمه دم و به يقول أبو حنيفة و مالك و بن هريرة من الشافعية و به يقول بن شاس المالكي إلا أنه زاد و يقوم مقامها الفعل كالتوجه على الطريق و المشهور في مذهب الحنفية انه يقوم مقامها أي فعل و القول بوجوبها قول قوي لما رواه الترمذي من حديث خلاد بن(1/505)
السائب الأنصاري عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءني جبريل فقال يا محمد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية وقال حديث حسن صحيح , و لما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني جبريل صلى الله عليه وسلم برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعار الحج قال الهيثمي و رجاله ثقات , و الفريق الثاني من أهل العلم لا يصححون إحرامه و يقولون التلبية ركن الإحرام كما أن تكبيرة الإحرام ركن في الصلاة و حكاه بن عبد البر الثوري و أبو حنيفة و بن حبيب المالكي و الزبيري الشافعي و حكاه بن المنذر عن بن عمر و طاوس و عكرمة . و المرأة السنة لها ان تسمع نفسها بالتلبية إجماعاً عن بن عبد البر , و تلبية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تروى من أصح إسناد عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنه أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها لبيك لبيك , لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل . و أوجب أهل الظاهر لفظ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و استحبه الجمهور و هو الظاهر فقد روى الإمام مسلم من حديث جابر الطويل أنه قال و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بين أظهرنا و عليه ينزل القرآن و هو يعرف تأويله و ما عمل به من شئ عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك غن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك و أهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شيئاً منه و لزم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تلبيته , و الإحرام من الميقات من واجبات الحج السته خلافاً لمن يجعله ركناً لصحة الإحرام و الإحرام يكون عند التوقيت أو قبله فميقات أهل المدينة ذا الحليفة و ميقات الشام الجحفة و ميقات أهل نجد قرن و ميقات أهل اليمن(1/506)
يلملم إجماعاً لما رواه البخاري و مسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما أنه قال وقت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأهل المدينة ذا الحليفة و لأهل الشام الجحفة و لأهل نجد قرن المنازل و لهل اليمن يلملم هن لهن و لمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج و العمرة فمن كان دونهن فَمَهِلُهُ من أهله و كذاك حتى أهل مكية يُهِلون منها و اتفقوا على أن إحرام العرقي من ذات عرق إحرام من الميقات لما رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سئل عن المهل فقال أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم مهل أهل المدينة من ذي الحليفة و الطريق الآخر الجحفة و مهل العراق من ذات عرق و مهل أهل نجد من قرن و مهل أهل اليمن من يلملم , قال المباركفوري و حديث جابر مشكوك في رفعه و الظاهر أن توقيت ذات عرق كان بإجتهاد عمر لما رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمر أنه قال لما فتح هذان المصران أتو عمر بن الخطاب فقالوا يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حد لأهل نجد قرن و هو جور عنا و إنا إن أردنا قرن شق علينا قال فانظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق و استحب الشافعي و بن المنذر و بن عبد البر الإحرام من العقيق و هي قبيل ذات عرق لما رواه الترمذي و حسنه من حديث بن عباس رضي الله عنه أنه قال وقت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأهل المشرق العقيق و لذلك قال بن عبد البر و الإحرام من العقيق أولى و أحوط , و اختلفوا هل الإحرام من هذه المواقيت أفضل أم من قبلها فقال فقال أبو حنيفة و الثوري و الشافعي من قبلها أفضل و قال مالك و أحمد و إسحاق من المواقيت أفضل لأنها سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هذا هو الأولى , أما من تخطى هذه المواقيت قصد الحج او العمرة فلم يحرم فاختلفوا فيه فقال جماعة فسد حجه و قال جماعة عليه دم و اختلفوا إذا رجع فقال الشافعي ليس عليه دم و قال مالك(1/507)
عليه دم و كذلك لو ترك ميقاته و أحرم من مكان آخر و قال أبو حنيفة ليس عليه دم إن ترك توقته و أحرم من توقيت آخر , و اختلفوا هل التوقيت الزماني هل هو أيضاً شرط في صحة الإحرام أم لا فروى بن خزيمة في صحيحه بإسناد صحيح قال حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد عن شعبة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس أنه قال لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهره , و هي شوال و ذو القعدة و يحرم بالحج إلى التاسع من ذي الحجة و بهذا القول يقول جابر بن عبد الله و تبعهم عطاء و طاوس و مجاهد و الأوزاعي و أبو ثور و الشافعي على أحد قوليه و احتجوا بقول الله تعالى الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج , فقال إذاً لا يحرم بالحج إلا فيهن و صحح الإحرام في غير أشهر الحج أبو حنيفة و مالك و كرهه و أحمد و كرهه و إسحاق و الثوري و النخعي و الليث بن سعد و احتجوا بقول الله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج , فقالوا و مفهوم ذلك أن تكون الأهلة كلها مواقيت للناس و الأهلة كلها مواقيت للحج فقيل هذا غير محتمل بل أن المفهوم أن يكون بعض الأهلة مواقيت للناس و البعض الآخر مواقيت للحج و هي أشهره و أنه لو قيل هذه الجارية لزيد و لعمرو فإنه يستحيل أن تكون كلها لزيد و كلها لعمرو بل أن بعضها لزيد و بعضها لعمرو و أجيب عن ذلك بأن التوقيتات الزمانية تختلف عن الأشياء العينية فإذا قيل شهر رمضان شهر صوم زيد و عمرو فيستحيل أن يكون بعضه صوم لزيد و البعض الآخر لصوم عمرو بل أن كله صوم لزيد و كله صوم لعرو و بالله التوفيق و اتفقوا على أن العام كله يجوز فيه الإحرام بالعمرة و كره أبو حنيفة الإحرام بالعمرة يوم النحر و أيام التشريق و كره مالك أكثر من عمرة في السنة و قال أبو حنيفة و الشافعي لا كراهة في ذلك . واتفق جمهور العلماء على أن الغسل للإهلال سنة وأنه من أفعال المحرم حتى قال ابن نوار إن هذا الغسل للإهلال ثم مالك(1/508)
أوكد من غسل الجمعة وقال أهل الظاهر هو واجب وقال أبو حنيفة والثوري يجزىء منه الوضوء
باب الإحصار و قول الله جل ذكره ( فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ) إختلف أهل العلم بأي شئٍ يكونُ الإحصار على قولين فالقول الأول أنه لا حصر إلا بعدو لأن قول الله تعالى فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي , إنما نزل عام ستة عام الحديبية عندما منع المشركون رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه عن البيت فدل على أنه لا حصر إلا بعدو و هو قول بن عباس و بن عمر و أنس و به يقول إسحاق و مالك و الشافعي و أحمد و ترتب عليه أنهم قالوا من منع بمرض أو كسر أو نحوهما إنما إحلاله بالطواف و زاد مالك قال و كذاك من أحصر بمكة إنما إحلاله الطواف و أما القول الثاني أن الحصر يكون بالعدو أو المرض أو الكسر أو نحوهما أو ضياع النفقة و به يقول بن مسعود و قال الحافظ و روى بن جرير الطبري أن بن مسعود أفتى رجلاً لدغ بأنه محصرا و به يقول علقمة و بن الزبير و مجاهد و عطاء و النخعي و مقاتل و الثوري و أبو حنيفة و البخاري و اختاره الشوكاني و لأنه المفهوم من قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقد حل فكيف يقال بل لابد أن يتحلل و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول فقد حل , فقد روى أحمد و الترمذي و النسائي و ابو داود و بن ماجه من حديث الحجاج بن عمرو بإسناد حسن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى , و قيل المقصود من قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقد حل أي حل له أن يتحلل بما يتحلل به المحصر و الصحيح أنه قد حل بمجرد النية , و اتفقوا على أن الإحصار بعدو يكون في الحج و العمرة نقله القرطبي , و من أحصر في الحج أو العمرة و قد بقى له ركنٌ أو أكثر فقد أُحصر أما إن أُحصر بعد تمام أركانه كأن يحصر بعد عرفة و قد طاف و سعى فعليه دم لترك الواجب و قد صح حجه , و اختلف أهل العلم في حكم(1/509)
الهدي للحصر فقال أبو حنيفة و الشافعي و أحمد و أشهب يلزمه الهدي قرآن و سنة لأن الله تعالى يقول فإن أُحصرتم فما استيسر من الهدي , و الأصل أنه إذا ورد أمرٌ في كتابٍ أو سنةٍ فهو للوجوب ما لم يصرفه صارف للإستحباب و لا صارف هاهنا و قوله تعالى فما استيسر من الهدي , إنما هو أمرٌ , ثانياً ما رواه البخاري و أحمد و أبو داود من حديث المسور و مروان أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما فرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا , و خالف ذلك مالك فقال لا يلزمه الهدي إلا أن يكون أحضره و تعجب له الشوكاني في النيل , و أجمعوا على أن الهدي يجزئ إذا كان شاة أو سبع بقرة أو بدنة يشترك فيها من عليه دم واجب أو مستحب أما إن لم يجد الهدي فيصوم ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجع لما رواه مالك في موطأه عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار قصة أبي أيوب إذ فاته الحج وذكر عن نافع عن سليمان بن يسار قصة هبار بن الأسود إذ فاته الحج أيضا فأمرهما عمر بن الخطاب كل واحد منهما أن يحل بعمل عمرة ثم يحج من قابل ويهدي فمن لم يجد صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع و هذا قول عمر بن الخطاب في المحصر إن لم يجد يصوم ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجع و لا يعرف له من الصحابة مخالف و به يقول الشافعي و أحمد و خالفهم أبو حنيفة بعد أن أوجب الهدي فقال فإن لم يجد لا شئ عليه و به يقول مالك , و أجمعوا على أن المحصر عن الفرض يلزمه القضاء من قابل و اختلفوا فيمن أُحصر عن الندب فقال فريق من أهل العمل لم يرد شئ صحيح يدل على أن رسول الله أمر أصحابه بالقضاء من العام القادم قال الحافظ و جزم الشافعي أنه تخلف أقوام شهدوا الحديبية عن العمرة من العام القادم لغير عذر و لذلك قال لا يجب القضاء لمن أُحصر عن الندب و به يقول مالك و روايه لأحمد و خالف أبو حنيفة و هو قول لأحمد فأوجب القضاء على من أحصر عن الندب و احتجوا بعموم قوله صلى الله(1/510)
عليه و آله و سلم من كسر أو عرج فقد حل و عليه حجة أخرى , و المعلوم أن هذا الحديث كان في حجة الوداع و كان المسلمون لم يحجوا حج الفرض و لذلك فمن فاته الحج في هذا العام لزمه الحج من قابل لأن الحج على الفور . و من خاف أن يمنعه من البيت عدوٌ أو مرضٌ أو نحوهما فشترط فقال اللهم إن محلي حيث حبستني فإن منع فيحل من مكانه و لا هدي عليه و لا صيام قال القرطبي و به يقول عمر بن الخطاب و بن مسعود و إسحاق و أحمد و أبو ثور اه لما رواه الشيخان من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها لعلك أردت الحج فقالت يا رسول الله و الله ما أجدني إلا وجعة فقال لها حجي و اشترطي فقولي اللهم إن محلي حيث حبستني و كانت تحت المقداد بن الأسود , و خالف في ذلك أبو حنيفة و مالك و الثوري و الهادي فقال لا ينفع الإشتراط و أجابوا عن الحديث بأجوبة فقالوا هي واقعة عين و هذا القول غير معتبر و قالوا هو منسوخ ذكره بن عباس و قال الشوكاني و نسبة القول بنسخه إلى بن عباس لا يصح , فدل على صحة الإشترط و بالله التوفيق .(1/511)
باب محظورات الإحرام التي تجب فيها فدية التخيير و هي خمسة و تفسير قول الله جل ذكره ( و لا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) فمن أحرم فيحرم عليه الأخذ من شعره لقوله تعالى و لا تحلقوا رؤسكم , و قياساً عليه يحرم الأخذ من الظفر إجماعاً ذكره بن قدامه في المغني و صاحب شرح المقنع الكبير و يلحقه في الحكم لبس المخيط أو تغطية الرأس أو النقاب للمرأة أو التطيب فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ( قام رجل فقال يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الإحرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطع أسفل من الكعبين ولا تلبسوا شيئا مسه زعفران ولا الورس ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ) رواه البخاري , قال الشيخ سعيد عبد العظيم و قطع الخفين نسخ بحديث بن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال من لم يجد نعلين فليلبس الخفين و من لم يجد إزاراً فليلبس السراويل , رواه الشيخان فالذي لا يجد النعلين فليلبس الخفين بلا قطع و الذي لا يجد الإزار فليلبس السراويل و لا شئ عليه و للشيخ سلف في ذلك فهو قول الشافعي و أحمد و الثوري و أبو ثور و أبو داود و خالف ذلك أبو حنيفة و مالك و قالوا كما أنه من حلق رأسه لعذر تلزمه الفدية فمن لبس السروال لعذر تلزمه الفدية , و من تطيب متعمداً أو قصد شم الطيب غير جاهل فيأثم إجماعاً و تلزمه الفديه لحديث بن عمر المتقدم فإن كان ناسياً فلا فديه عليه لحديث عفي لأمتي عن الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه أما المرأة المحرمة فيحرم أن أن تنتقب و لا يجوز لها أن تكشف وجهها بحضرة الرجال على أصح أقوال العلماء فتسدل ثوبها سدلاً على وجهها تستتر به عن الرجال قال صاحب عودة الحجاب لما رواه الحاكم عن فاطمة(1/512)
بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر ( كنا نغطي و جوهنا من الرجال و كنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام ) رواه الحاكم و صححه و وافقه الذهبي و روى أيضاً هو و مالك عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت ( كنا نخمر وجوهنا و نحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ) رواه الحاكم و صححه و وافقه الذهبي و الحديثان يدلان على أن تغطية الوجه كان عاماً لجميع النساء في زمن الصحابة و التابعين اه قال الشوكاني في النيل قال بن المنذر أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط و الخفاف و أن لها أن تغطي رأسها لا وجهها فتسدل الثوب سدلاً خفيفاً تستتر به عن نظر الرجال اه و محظورات الإحرام سبعة فمن فعل شئ من هذه المحظورات الأربعة و هي الأخذ من الشعر أو الظفر أو التطيب أو تغطة الرأس للرجل و النقاب للمرأة أو تعمد لبس المخيط فتلزمه الفدية التخييرية ( فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من مرأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) فمن تعمد المخالفة لحقه الإثم و أخرج حجه من أن يكون مبرورا , و هذه أربع محظورات من محظورات الإحرام و سيأتي الحديث عن المحظورات الباقية و التي تختلف عنها في الحكم .(1/513)
باب أنساك الحج الثلاثة و قول الله جل ذكره ( فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام و اتقوا الله و اعلموا أن الله شديد العقاب ) أجمع أهل العلم على مشروعية الأنساك الثلاثة حكاه النووي في شرح مسلم لما رواه البخاري و مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت فمنا من أهل بعمرة و منا من أهل بحج و عمرة و منا من أهل بالحج , و أنساك الحج الثلاثة هي الإفراد و القران و التمتع أما الإفراد فهو أن يلبي بالحج مفردا فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم و إن شاء سعى و إن شاء أخر السعي بعد طواف الإفاضة قال في الفتح أجمعوا على أن المفرد لا يلزمه دم اه و إن شاء أتى بعمرة بعد التحلل أما القران فهو أن يلبي بالحج و العمرة معا أو يلبي بالعمرة ثم يدخل على تلبيته الحج قبل الطواف أما أثناء الطواف ففيه خلاف أما التمتع فهو أن يأتي بعمرة أشهر الحج ثم يتحلل ثم يلبي بالحج يوم الترويه و إن شاء أخر و قد خالف السنة و ليس عليه شئ ثم لبى بالحج قال أبو الوليد في بداية المجتهد و اختلفوا هل يكون متمتعا بإيقاع إحرام العمرة في أشهر الحج فقط أم يإيقاع الطواف معه ثم إن كان بإيقاع الطواف معه فهل بإيقاعه كله أم أكثره فأبو ثور يقول لا يكون متمتعا إلا بإيقاع الإحرام في أشهر الحج أما الثوري و الشافعي فيقولان إن الطواف هو أعظم أركانها فوجب أن يكون كله في أشهر الحج و بذلك يكون متمتعا وقال أبو حنيفة إن طاف ثلاثة أشواط في رمضان وأربعة في شوال كان متمتعا وإن طاف أربعة أشواط في رمضان وثلاثة في شوال لم يكن متمتعاً و قال مالك عمرته في الشهر الذي حل فيه اه بتصرف و فسخ الحج إلى عمره للتمتع نوعان أحدهما فسخ الحج إلى عمرة و هو المشهور المصطلح عليه و فيه خلاف فجمهور العلماء في الصدر الأول يكرهون ذلك وذهب ابن عباس إلى(1/514)
جوازه وبه قال أحمد وداود و لا خلاف أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حض عليه و فعله أصحابه إلا أن سبب الاختلاف هل فعل الصحابة محمول على العموم أو على الخصوص إلا أن الأصل اتباع فعل الصحابة حتى يدل دليل من كتاب الله أو سنة ثابتة على أنه خاص و أما النوع الثاني من التمتع فهو ما كان يذهب إليه ابن الزبير من أن التمتع الذي ذكره الله تعالى هو تمتع المحصر بمرض أو عدو وذلك إذا خرج الرجل حاجا فحبسه عدو أو أمر تعذر به عليه الحج حتى تذهب أيام الحج فيأتي البيت فيطوف ويسعى بين الصفا والمروة ويحل ثم يتمتع بحله إلى العام المقبل ثم يحج ويهدي و قد سبق الكلام عن الراجح فيمن فاته الحج بمرض و نحوه وعلى هذا القول ليس يكون التمتع المشهور إجماعا , أما أي هذه الأنساك أفضل فالخلاف فيه قديم و مشهور و أقوال الصحابة فيه متعارضة إلا أنه يسهل الجمع بيهنا و من كثرة تعارض هذه الأقوال قال الشوكاني في النيل و قد اختلفت الأنظار و تعارضة الأقوال اه و أسباب الخلاف في تحديد أفضل هذه الأنساك كثيرة إلا أن أشهرها أنه يروى أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفرداً و قارناً و متمتعاً . أما الإفراد ففضله خليفة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أبا بكر الصديق وعمر وعثمان وجابر وعائشة نقله بن عبد البر و اختاره مالك و أبو ثور و و عبد العزيز بن أبي سلمة و الأوزاعي و عبد الله بن الحسن هو أحد قولي الشافعي , و حجتهم في ذلك ما يروى عن بن عمر و بن عباس و جابر و عائشة رضي الله عنهم أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا أفاده الشوكاني في النيل و ما رواه بن حزم في حجة الوداع قال حدثنا عبد الله بن ربيع حدثنا عمر بن عبد المك حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين هلال ذي الحجة فلما كان بذي الحليفة قال من شاء(1/515)
أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل وأما أنا فأهل بالحج فإن معي الهدي قال أبو عمر في التمهيد وهذا نص في موضع الخلاف وهو حجة من قال بالإفراد وفضله و ردوا على الأحاديث التي وردت أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حج قارناً أو متمتعاً بما قاله مالك فقد حكى محمد بن الحسن عن مالك أنه قال إذا جاء عن النبي عليه السلام حديثان مختلفان وبلغنا أن أبا بكر وعمر عملا بأحد الحديثين وتركا الآخر كان في ذلك دلالة على أن الحق فيما عملا به واحتج أيضاً من فضل الإفراد أن الإفراد الأفضل أن التمتع والقران رخصة ولذلك وجب فيهما الدم , و القول بأن القران أفضل هو قول عمر و بن عمر و بن عباس و جابر و علي و أم المؤمنين عائشة و اختاره أبو حنيفة والثوري و المزني من أصحاب الشافعي و إسحاق أفاده بن عبد البر في التمهيد و حجتهم في ذلك أن الله تعالى إختاره لنبيه صلى الله عليه و آله و سلم من بين الأنساك الثلاثة فدل على أنه الأفضل فقد ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج قراناً عن جماعة من الصحابة منهم عمر بن و ابن عمر وابن عباس و جابر وعلي و أنس و سعد بن أبي و قاص وعمران بن حصين وأبو قتادة وسراقة بن مالك وابن أبي أوفى وأبو سعيد و عائشة وأم سلمة وحفصة أفاده الشوكاني فقد روى البخاري رحمه الله عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه أنه قال عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بوادي العقيق أتاني الليلة آت من ربي فقال أهل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة و ما أخرجه البخاري أيضاً من حديث مروان بن الحكم قال شهدت عثمان وعليا وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما فلما رأى ذلك علي أهل بهما لبيك بعمرة وحجة وقال ما كنت لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد و ما أخرجه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يلبي بالحج والعمرة جميعا قال بكر فحدثت بذلك بن(1/516)
عمر فقال لبي بالحج وحده فلقيت أنسا فحدثته بقول بن عمر فقال أنس ما تعدوننا إلا صبيانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبيك عمرة وحجا و ما أخرجه اليضاًَ البخاري و مسلم عن مالك عن نافع عن بن عمر عن حفصة رضي الله عنهم زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت ثم يا رسول الله ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك قال إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر وقال أحمد لا أشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قارنا إلا أنه فضل التمتع و أجاب الفقهاء على ما يروى أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا بأنه لا يلزم من إهلاله بالحج أن لا يكون أدخل عليه العمرة و أجابوا على من استدل بقول صلى الله عليه وآله وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت لجعلتها عمرة بأنه إنما قال ذلك تطييبا لخواطر أصحابه ولأنهم كانوا يرون في الجاهليه أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور , و فضل التمتع عبد الله بن عمر وابن عباس وابن الزبير واختلف عن عائشة في التمتع والإفراد و اختاره من الفقهاء أحمد و هو أحد قولي الشافعي و حجة البعض أنه ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم تمتع عن عائشة وابن عمر وعلي وعثمان وابن عباس وسعد بن أبي وقاص أفاده الشوكاني في النيل و ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم تمتع عن ابن الزبير و عمران بن حصين فقد روى أبو عيسى قال حدثنا قتيبة عن مالك بن أنس عن بن شهاب عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ثم أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس وهما يذكران إلى الحج فقال الضحاك بن قيس لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله فقال سعد بئس ما قلت يا بن أخي فقال الضحاك بن قيس فإن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك فقال سعد قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه و قال هذا حديث صحيح و ما أخرجه البخاري و مسلم عن الليث عن عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله أن بن عمر رضي الله عنهما قال تمتع رسول(1/517)
الله صلى الله عليه وسلم في حجة إلى الحج أما الإمام أحمد فاحتج بقوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة و أجابوا على من زعم أن القران أفضل و إنما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذلك تطييبا لخواطرهم أنه تغرير لا يليق نسبة مثله إلى الشارع و أن الحديث صحيح و ثابت و لا نكارة في متنه كما يلمح الشوكاني إن القران كان بأمر من الله فكيف يقول صلى الله عليه وآله وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم اسق الهدي ولجعلتها عمرة اه فإن هذه الحديث يرويه البخاري و الأفضل لمن لم يسق الهدي التمتع و الأفضل لمن ساق الهدي القران و إنما أمره به الله تبارك و تعالى لأنه الأفضل له صلى الله عليه و آله و سلم لأنه كان قد ساق الهدي و الأفضل فيهما التمتع لتمنيه و هذا مذهب أحمد و هو قوي أما ما يرى عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهى عن المتعة فقال القرطبي في تفسيره قال جماعة من العلماء إنما كرهه عمر لأنه أحب أن يزار البيت في العام مرتين مرة في الحج ومرة في العمرة ورأى الإفراد أفضل فكان يأمر به ويميل إليه , و كما ترى اضطربت الأقوال فتارة يرد عن عمر و أم المؤمنين عائشة و جابر أن كلاً منهم يفضل الإفراد ثم يرد أن كلاً منهم يفضل القران و يرد أن بن عمر يفضل و بن عباس كلاهما يفضل القران ثم يرد أن كلاهما يفضل التمتع , أما الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فورد عن أم المؤمنين عائشة و بن عمر و بن عباس أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا و ورد عنهم أنه حج قارناً و ورد عنهم أنه حج متمتعاً أما جابر فيرد عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا و يرد عنه أنه حج قارنا و ورد عن علي و سعد بن أبي و قاص و عمران بن حصين أنه حج قارنا و ورد عنهم أيضاً أنه حج متمتعاً و هذا التعارض الظاهر بين الروايات عن كيفية حج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سرعان ما(1/518)
يتبين أنه سرباً و ليس تعارض بعد تدقيق النظر و بعد سماع كلام جهابذة العلماء كشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال ما حاصله إن التمتع عند الصحابة يتناول القران فتحمل عليه رواية من روى أنه حج تمتعا وكل من روى الإفراد قد روى أنه حج صلى الله عليه وآله وسلم تمتعا وقرانا فيتعين الحمل على القران وأنه أفرد أعمال الحج ثم فرغ منها و أتى بعمرة أما روايات القران لا تحتمل التأويل بخلاف روايات الإفراد والتمتع فإنها تحتمله كما تقدم من مرجحات القران أن رواته أكثر كما تقدم ومنها إخباره صلى الله عليه وآله وسلم بأنه فعل ذلك و منها أن الله عز وجل أمره صلى الله عليه و آله و سلم بذلك . و قوله تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) أي واتقوا الله بإستجابة ما أمركم به و الإنتهاء عما نها عنه و أيضاً بإفتداء أنفسكم بالفدية لمن وجبت عليه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) أي لمن لم يطع الله تعالى .(1/519)
باب الإحرام في أشهر الحج أولى قال تعالى ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ) قال مالك شوال و ذي القعدة و ذي الحجة كلها محل للحج عموم قوله سبحانه وتعالى ( الحج أشهر معلومات ) فوجب أن يطلق على جميع أيام ذي الحجة كما يطلق على جميع أيام شوال وذي القعدة وقال الشافعي الشهران وتسع من ذي الحجة و قال لأن أشهر الحج هي التي ينعقد فيها الإحرام بالحج لقوله تعالى ( فمن فرض فيهن الحج ) و الحج لا يفرض بعد التاسع و قال بن عمر و بن عباس و بن الزبير و عشر ليالي من ذي الحجة و قال أبو حنيفة و أحمد إلى اليوم العاشر لقوله تعالى في سورة التوبة ( يوم الحج الأكبر ) قال بن كثير هو يوم النحر , و لقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في حديث بن عمر في يوم النحر ( هذا يوم الحج الأكبر ) رواه البخاري . و الذي يترجح عندي و العلم عند الله أنه و ثلاثة عشر من ذي الحجة لقول الله تعالى لمن لم يجد الهدي ( فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ) و رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ) و لا يمكن أن يرخص رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في صيام الثلاثة أيام إلا في أيام الحج فدل ذلك على أنهن من أيام الحج و لكن لا يفرض فيهن الحج . و قوله تعالى (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ) فيه دلالة على أن الإحرام بالحج قد يقع في أشهر الحج أو قبلها و به قال أبو حنيفة و مالك و كرهه وأحمد بن حنبل و كرهه وإسحاق بن راهويه وبه يقول إبراهيم النخعي والثوري والليث بن سعد و لعموم قوله تعالى ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) فالأهلة كلها مواقيت للإحرام بالحج إلا أن المستحب منها للإحرام بالحج أهلة الحج لهذه الآية و لفعل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و لما رواه ابن خزيمة في صحيحه عن ابن عباس أنه قال: ( فإن من سنة(1/520)
الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج ) و إسناده صحيح و جواز الإحرام بالحج في غير أشهره هو خلافاً لإبن عباس وجابر و عطاء وطاوس ومجاهد و الأوزاعي والشافعي على أحد قوليه وأبو ثور .
باب محظورات الإحرام التي تجب فيها فدية الترتيب و التي لا تجب فيها فدية قال تعالى ( فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ) الرفث الجماع أو الكلام عنه بحضرة النساء و الوطء يحرم أثناء الإحرام إجماعاً سواء أكان قبل التحلل الأول أو بعده لقوله تعالى فلا رفث أما من ارتكبه في الحج فعلى حالتين الأولى أن يكون قبل التحلل الأول و فيها إحتمالان الأول أنه إذا باشر أنزل فإن كان قبل عرفة فقد فسد حجه إجماعاً و يقع الفساد أيضاً بعد عرفة قبل التحلل الأول و به قال مالك و الشافعي و أحمد خلافاً لأبي حنيفة و الثوري و على من فسد حجه القضاء و الكفارة , و الفدية هي فدية الترتيب لما روي عن بن عمر أن رجلا سأله فقال إني وقعت بامرأتي ونحن محرمان فقال: ( أفسدت حجك انطلق أنت وأهلك مع الناس فاقضوا ما يقضون وحل إذا حلوا فإذا كان في العام المقبل فاحجج أنت وامرأتك واهديا هديا فإنلم تجدا فصوما ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم ) صححه الألباني , وكذلك قال ابن عباس قال بن قدامه في المغني ولم نعلم لهم في عصرهم مخالفا اه قال مالك و الشافعي و أحمد على مفسد الحج بدنه و قال أبو حنيفة إن كان قبل الوقوف فلعيه شاة و إن كان بعده فعيه بدنه و التحلل الأول هو إتيان نسكين من الرمي و الحلق و الطواف لما رواه الشيخان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( أنها طيبت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لإحرامه حين أحرم و لحله قبل أن يطوف بالبيت ) و التحلل الأكبر الإتيان بالنسك الثالث و الإحتمال الثاني أنه إذا باشر أنزل فعليه فدية التخيير نص عليه أحمد , أما الحالة الثانية من الجماع أثناء الإحرام(1/521)
أن يكون بعد التحلل الأول و هذا لا خلاف في حرمته و وقع الخلاف هل يفسد الحج كالجماع قبل التحلل الأول أم لا فقال بن عباس و عطاء و عكرمة و الشعبي و ربيعة و مالك و الشافعي في أحد قوليه و أحمد لا يفسُد حجْه و تلزمه الكفارة فلا يلزمه قضاء و احتجوا بما أخرجه الداراقطني و البيهقي في السنن الكبرى عن بن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أصاب من أهله قبل أن يطوف بالبيت يوم النحر فقال ينحران جزورا بينهما وليس عليهما الحج من قابل قال الألباني صحيح و ذهب بن عمر و الحسن إلى أنه يفسد الحج أيضاً و أنه يجب عليه القضاء قال في المغني و به قال النخعي و الزهري و حماد اه , أما الكفارة فقال بن قدامة في المغني ما ملخصه قول الخرقي و أحمد أن الواجب عله شاة وقول ابن عباس وعطاء والشعبي والشافعي وأصحاب الرأي و عكرمة وربيعة ومالك وإسحاق عليه بدنة اه , و كل ذلك عن الوطء أثناء الإحرام بالحج و الوطء أثناء الإحرام بالعمرة مثله يفسد العمرة و من أفسد عمرته فعليه شاة أو صوم ثلاثة أيام أو إطعام ست مساكين . و بهذا يكون إنتهى الكلام عن الجماع أثناء الإحرام و الذي تجب فيه فدية الترتيب كترك الواجب و هو المحظور الخامس أما المحظور السادس و الذي لا تجب فيه فيدية و هو عقد النكاح و لا يصح منه خلافاً لعطاء و عكرمة لحديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال ( لا ينكح المحرم و لا يُنكح ) رواه الترمذي و قال الألباني صحيح . و قوله تعالى لا فسوق , الفسوق هو العصيان و الجدال المخاصمة و المنازعة لكونها تثير الشر و ذلك غير مستوعب في الحج وقت الذل لله تعالى فإن كانت المعاصي محرمة فهي أشد حرمة في ذلك الوقت و إن كانت الطاعات واجبة او مستحبة فهي آكده أكثر في ذلك الموسم موسم الطاعة إلى الله تعالى و لذلك قال ( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ) ندباً إلى الإكثار من الطاعات , أما المحظور السابع و الأخير من(1/522)
محظورات الإحرام فهو الصيد بالإضافة إلى أنه يحرم صيد مكة إجماعاً أما بالنسبة للمحرم فيحرم عليه الصيد البري الوحشي المأكول في أي مكان لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ) المائدة 95 . فمن قتله متعمداً أثم و عليه فدية تخييرية و هي الجزاء أو يشتري بقيمته طعاماً و يطعم كل مسكين نصف صاع أو يصوم عن إطعام كل مسكين يوم أما جزاء الصيد ففي النعامة بدنة ( عمر و عثمان ) و في الحمار الوحشي و البقرة الوحشية بقرة ( عطاء و بن عباس و الشافعي ) و في الضبع شاة ( حكم به رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رواه أبو داود و بن ماجه قال الترمذي و سالت عنه البخاري فصححه ) و في الغزال شاة ( عمر و علي ) و في الوبر و الضب جدي له نصف سنة (عمر و ابنه ) و في اليربوع جفرة لها أربعة أشهر ( عمر و بن مسعود ) و في الأرانب عناق دون الجفرة ( عمر و بن عباس ) و في الحمام شاة ( عمر و عثمان )(1/523)
باب التزود في الحج بما يعين على أداء العبادة و بالأعمال الصالحة و قوله تعالى ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) روى البخاري عن بن عباس رضي الله عنهما قال ثم كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى , و الثابت عند كل مسلم أن الله تعالى هو الرؤف الرحيم و لذلك عندما أمر بأخذ الزاد في سفر الدنيا نبه العباد ألا ينسوا زاد الآخرة و أن يتذكروا أنه الأهم و هو التقوى "فإن خير الزاد التقوى" وكان ذلك دائماً الإرشاد من الله تعالى إلى عباده في غير موضع ذكر الزاد الحسي و التذكير بالزاد المعنوي الذي ينفع في الآخرة كما قال تعالى ( وريشا ولباس التقوى ذلك خير ) لما ذكر اللباس الحسي نبه مرشدا إلى اللباس المعنوي وهو الخشوع والطاعة والتقوى وذكر أنه خير من هذا وأنفع . وقوله "واتقون يا أولى الألباب" يقول: واتقوا عقابي ونكالي وعذابي لمن خالفني ولم يأتمر بأمري يا ذوي العقول والأفهام .
باب جواز التجارة أثناج الحج و قول الله تعالى ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ) عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها فأنزل الله ليس عليكم جناح , رواه البخاري . و نفي الجناح إذا كان الكسب حلالاً و منسوب إلى فضل الله تعالى (فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ) أما إذا نسب إلى حذق العبد و الوقوف مع السبب و نسيان المسبب فإن هذا هو الحرج بعينه .
باب يوم الحج الأكبر و ما قبله من خير يوم طلعت عليه الشمس قال تعالى ( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ )
ما قبل عرفة :(1/524)
يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة فأما من كان مفرداً فقد أحرم من ميقاته و أما القارن فمازال محرم و أما من تمتع بالتحلل بعد العمرة فعليه أن يحرم قبل الزوال و يستحب له الغسل و أن يطيب جسده و أن يتحرى ألا يصيب الإحرام بطيب فإن أصابه فيغسله من الطيب فوراً و إن تركه عمداً فيأثم و فدية الترتيب كما سبق . و يندفع كل من كان حاجاً هذا العام سواء أكان قارناً أم مفرداً أم متمتعاً إلى منى فيصلي بها الظهر و العصر و المغرب و العشاء يقصر الرباعية كما هو الحال طوال الحج إلا أنه قبل عرفة و هو بمنى لا يجمع و كذلك أهل مكة يقصرون لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لم يأمرهم بالإتمام كما أمرهم عام الفتح ثم يبيت الحجاج بمنى يوم التروية أما إن لم يبيت في منة و أحرم من مكة ثم خرج منها إلى عرفة مباشرة بعد فجر عرفة مثلاً فهذا كرهه مالك و أحمد لمخالفته هدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و لكن ليس عليه شئ .
يوم عرفة :(1/525)
فإذا طلعت الشمس يوم عرفة سار من منى إلى نمرة فنزل بها حتى الزوال إن تيسر له وإلا فلا حرج؛ لأن النزول بنمرة سنة. فإذا زالت الشمس استمع إلى الخطبة و صلى الظهر والعصر على ركعتين يجمع بينهما جمع تقديم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ليطول وقت الوقوف والدعاء . ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، ويدعو بما أحب رافعاً يديه مستقبلاً القبلة ولو كان الجبل خلفه؛ لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل، وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الجبل وقال: "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف " رواه مسلم من حديث جابر , وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العظيم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة أو قراءة ما تيسر من الكتب المفيدة خصوصاً فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته ليقوى جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسناً، ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه، ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة و يظل على دعائه حتى الغروب و هو سنة خلافاً لمن يعده من واجبات الإحرام لمن وقف نهاراً كعطاء والثوري والشافعي و أحمد وأبو ثور و الحنفية و صحح حجه جماعة الفقهاء أما مالك فقال إن دفع قبل الغروب لا يصح حجه فجعله ركناً لمن وقف نهاراً قال الإمام الحجة بن عبد البر المالكي لا نعلم أحد من علماء الأمصار قال بقول مالك و قال مالك و الشافعي و أحمد إن عاد قبل الغروب فوقف حتى الغروب فليس عليه دم و قال الكوفيين و أبو ثور بل عليه دم , و الصحيح أنه يجوز الوقوف بعرفة ليلاً أو نهاراً و لو لحظات بغير إيجاب الوقوف بليل لمن وقف نهاراً لحديث بن لام الطائي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله إني جئت من جبل طي أكللت راحلتي(1/526)
وأتعبت نفسي والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شهد صلاتنا هذه حتى يدفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه ) قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح . و وجه الدلالة في عدم الإيجاب قوله صلى الله عليه و آله و سلم ليلاً أو نهاراً وقالوا عنه المقصود بها و نهاراً و الرد أن العلماء أجمعوا على أن الوقوف بعرفة ليلاً وحده يجزئ .
الإفاضة من عرفات :(1/527)
تكون بعد غروب الشمس إلى المزدلفة و يصلي بها المغرب و العشاء إلا أن يخاف أن يصل بعد خروج الوقت فإنه يصلي المغرب في وقته لما في صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ( أتى المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريباً من ذلك، فأمر برجلا ً فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين، ثم دعا بعشائه فتعشى، ثم أمر رجلا ً فأذن وأقام ثم صلى العشاء ركعتين ) لكن إن كان محتاجاً إلى الجمع لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فلا بأس بالجمع وإن لم يدخل وقت العشاء، وإن كان يخشى ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل ثم يبيت بمزدلفة و يصلي بها الفجر و لم يرد أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أحيا ليلة جمع بقيام و لذلك فهو المستحب خلافاً لأيام العام فيبيت بها حتى الفجر ليتقوى على مناسك يوم الحج الأكبر و المبيت بمزدلفة ليلة الجمع هو ثاني واجب في الحج بعد الإحرام من الميقات و هو قول عطاء و الزهري و الشافعي و الثوى و احمد و إسحاق و أصحاب الرأي على خلاف علقمة و النخعي و الشعبي و حماد فقالوا من ترك المبيت فقد فاته الحج فجعلو المبيت بالمزدلفة من أركان الحج و قال مالك لا شئ عليه فجعله مستحب و الأول أرجح لحديث عائشة أنها قالت ( أستأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة تدفع قبله وقبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة يقول القاسم والثبطة الثقيلة قال فأذن لها فخرجت قبل دفعه وحبسنا حتى أصبحنا فدفعنا بدفعه ولأن أكون أستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة فأكون أدفع بإذنه أحب إلى من مفروح به ) متفق عليه و تمني أم المؤمنين ذلك لكي ترمي الجمار قبل أن يأتي الناس و لما رواه البخاري أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( يقدم ضعفة أهله فيقفون ثم المشعر الحرام بالمزدلفة بليل فيذكرون الله(1/528)
ما بدا لهم ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك فإذا قدموا رمووا الجمرة وكان بن عمر رضي الله عنهما يقول أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فالضعفى يجوز لهم عدم المبيت إجماعاً ذكره صاحب المغني فدلت هذه الأحاديث على وجوب المبيت أما كونه ركناً بحيث أنه من تركه فقد فسد حجه فيحتاج إلى دليل ,
باب من استيقظ محرماً يوم الحج الأكبر فذكر الله تعالى عند المشعر الحرام و قول الله جل ذكره ( فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * ) بعد صلاة الفجر من يوم النحر يقصد الناس المشعر الحرام فيوحدون الله ويكبرنه ويدعوا بما أحبوا و ذلك حتى تسفر الشمس جداً ، و من لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم "وقفت هاهنا وجمع كلها موقف" ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديه قال القرطبي و أجمعوا على أنه من وقف بجمع و لم يذكر الله تعالى أن حجه تام اه أما الوقوف فق إختلفوا فيه فقال مجاهد و قتادة و الزهري و أبو حنيفة و إسحاق و الثوري و أحمد و أبي ثور هو من فروض الحج و قال بن خزيمة هو ركن و قال عطاء و الأوزاعي سنة و هو الراجح قال القرطبي إذا كان الذكر و هو المعني في الآية الكريمة ليس بفرض إجماعاً و هو الأصل فأولى أن يكون الوقوف ليس بفرض .
جمرة العقبة و ما بعدها :(1/529)
إذا أسفرت الشمس قبل أن تطلع يفيض الحاج إلى منى ويسرع في وادي محسر، فإذا وصل إلى منى رمى جمرة العقبة الكبرى وهي الأخيرة مما يلي مكة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، كل واحدة بقدر نواة التمر تقريباً، يكبر مع كل حصاة رمي الجمار مرتبا : حكى صاحب البحر الإجماع على و جوبه و ذلك لحديث جابر عند مسلم ( رأيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم يرمي الجمرة على راحلته يوم النحر ) و حديث عبد الرحمن التيمي ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن نرمي الجمار بمثل حصى الخذف في حجة الوداع ) رواه الطبراني في الكبير بسند صحيح . وأجمعوا على أن جمرة العقبة يوم النحر أن الوقت المستحب لها هو من بعد طلوع الشمس إلى زوالها و أن من أخرها إلى قبل المغيب جاز ذلك نقله بن عبد البر و أبو الوليد , أما الرمي قبل الفجر فمنعه أبو حنيفة و مالك وسفيان وأحمد و قالوا يعيد لحديث بن عباس رضي الله عنهما قدم النبي صلى الله عليه و آله و سلم ضعفة أهله و قال ( لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس ) رواه الترمذي و صححه , و خالف عطاء و طاوس و الشعبي و الشافعي و قالوا لا بأس به وإن كان المستحب هو بعد طلوع الشمس لما رواه أبو داود من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت فأفاضت و هو صحيح إلا أنه خاص بأم سلمة لإرسال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لها لأنه كان يومها . أما الرمي بعد المغيب فاختلفوا فيه فقال مالك عليه دم وقال أبو حنيفة إن رمى من الليل فلا شيء عليه وإن أخرها إلى الغد فعليه دم وقال أبو يوسف ومحمد والشافعي لا شيء عليه إن أخرها إلى الليل أو إلى الغد وحجتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لرعاة الإبل في مثل ذلك أعني أن يرموا ليلا وفي حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له السائل يا رسول الله صلى الله(1/530)
عليه وسلم رميت بعد ما أمسيت قال له لا حرج وعمدة مالك أن ذلك الوقت المتفق عليه الذي رمى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو السنة ومن خالف سنة من سنن الحج فعليه دم على ما ورد عن ابن عباس وأخذ به الجمهور وقال مالك ومعنى الرخصة للرعاة إنما ذلك إذا مضى يوم النحر ورموا جمرة العقبة . و السنة أن يكون الذبح بعد رمي الجمرة ثم الحلق أو التقصير و هو ثالث واجب من واجبات الحج لقوله تعالى ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) الفتح , و انعقد الإجماع على أن الحلق أفضل من التقصير في الحج لما رواه الشيخين من أنه صلى الله عليه و آله و سلم دعا للمحلقين ثلاثاً و للمقصرين مرة . و قال أبو حنيفة و مالك و أحمد الحلق أو التقصير واجب و قال الشافعي بل ركن و المرأة حقها التقصير دون الحلق، ثم ينزل لمكة فيطوف ويسعى للحج . والسنة أن يتطيب إذا أراد النزول إلى مكة للطواف بعد الرمي والحلق؛ قول عائشة رضي الله عنها: "كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت" متفق عليه .(1/531)
باب قول الله تعالى ( وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) و هذا أمر لقريش و من دان دينها أن يذهب إلى عرفات مع الناس ثم يفيض منها إلى المزدلفة و لا يفيض من مزدلفة كما كانوا بفعلون في الجاهلية فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت ( كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) و هو متفق عليه .(1/532)
باب قضاء مناسك الحج و قوله تعالى ( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ ) أي فإذا أتتممت أركان الحج و من كان قارناً فأتى بالطواف و السعي قبل عرفات فقد أتم أركان الحج و إن أخر الطواف و السعي فيكون حتى الآن قد أتى بركنين النبية و الوقوف بعرفة و بقى له ركنين و هما طواف الإفاضة إجماعاً لقول الله تعالى (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) الحج , و السعي و فيه خلاف فهو ركن عند مالك و الشافعي و أحمد و إسحاق و أبو ثور و قال أبو حنيفة هو واجب نقله النووي في شرح مسلم . و كما ذكرنا فمن كان مفرد أو قارناً فسعى مع طواف القدوم فليس عليه سعي و إن أخره فعليه السعي بعد الطواف مع المتمتع لقول الله تعالى ( إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو إعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) و نفي الجناح إنما خاص بمن تحرج من السعي لأن عروة لما سمع قول الله تعالى ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) قال هذا دليل على أن ترك الطواف جائز ثم رأى الشريعة مطبقة على أن الطواف لا رخصة في تركه فطلب الجمع بين هذين المتعارضين فقالت له أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه و كانت فقيه في دين الله تعالى ليس قوله تعالى ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) ليس دليلا على ترك الطواف إنما يكون دليلا على تركه لو كان فلا جناح عليه ألا يطوف بهما فلم يأت هذا اللفظ لإباحة ترك الطواف ولا فيه دليل عليه وإنما جاء لإفادة إباحة الطواف لمن كان يتحرج منه في الجاهلية أو لمن كان يطوف به في الجاهلية قصدا للأصنام التي كانت فيه فأعلمهم الله سبحانه أن الطواف ليس بمحظور إذا لم يقصد الطائف قصدا باطلا قال القرطبي فإن قيل فقد روى عطاء عن ابن عباس أنه قرأ قوله تعالى ( فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ) وهي قراءة ابن مسعود ويروى أنها في مصحف أبي كذلك ويروى عن أنس مثل هذا والجواب أن ذلك خلاف ما في المصحف ولا(1/533)
يترك ما قد ثبت في المصحف الى قراءة لا يدري أصحت أم لا وكان عطاء يكثر الإرسال عن ابن عباس اه و اعلم أن تأخير القارن للطواف و السعي فيه خلاف فقال جماعة علىالقارن طواف و سعي واحد كعبد الله بن عمر و جابر و به قال مالك والشافعي وأحمد وأبو ثور . وقال الثوري والأوزاعي وأبو حنيفة وابن أبي ليلى على القارن طوافان وسعيان ورووا هذا عن علي وابن مسعود .
باب أيام منى ثم توديع البيت الحرام و قول الله تعالى ( فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ 200 وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 201 أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ 202 وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 203 ) و بعد الطواف و السعي يكون قد تحلل تحلل أكبر و يرجع إلى منى فيبيت بها و هو رابع واجب من واجبات الحج ليلتي اليوم الحادي عشر والثاني عشر إن تعجل و إن تأخر فالثالث عشر و المبيت بمنى أيام التشريق واجب و هو قول عمر بن الخطاب و بن عباس و عروة و إبراهيم و مجاهد و عطاء و مالك و الشافعي و رواية لأحمدو اختاره بن المنذر . و قال الحسن و أبو حنيفة ليس بواجب , و قال مالك إن تركه عليه دم على كل ليلة و قال الشافعي و روايه لأحمد بل إن ترك الثلاثة دم و من أوجب المبيت بمنى احتج بفعله صلى الله عليه و آله و سلم و بما رواه الشيخين عن بن عباس قال استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن يبيت بمكة ليالي منى من اجل سقايته فأذن(1/534)
له ، و رمي الجمرات الثلاث مرتباً هو خامس واجب من واجبات الحج إجماعاً حكى صاحب البحر و الرمي يبدأ فيه الرمي بعد الزوال خلاف يوم النحر لما رواه مسلم من حديث جابر قال ( رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى وأما بعد فإذا زالت الشمس ) قال مالك و الشافعي و أحمد ولا يجزئ قبل الزوال خلافاً لعطاء و طاوس و استثنى أبو حنيفة و إسحاق اليوم الثالث و جوزوا الرمي فيه قبل الزوال و كل ذلك مرجوح لحديث جابر , والأفضل أن يذهب للرمي ماشياً وإن ركب فلا بأس، فيرمي الجمرة الأولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، ويكبر مع كل حصاة، ثم يتقدم قليلاً ويدعو دعاء طويلاً بما أحب، فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء دعا بما يسهل عليه ولو قليلاً ليحصل السنة . ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبلاً القبلة رافعاً يديه ويدعو دعاء طويلاً إن تيسر عليه وإلا وقف بقدر ما يتيسر، ولا ينبغي أن يترك الوقوف للدعاء لأنه سنة، وكثير من الناس يهمله إما جهلاً أو تهاوناً، وكلما أضيعت السنة كلما كان فعلها ونشرها بين الناس أؤكد لئلا تترك وتموت. ثم يرمي جمرة العقبة الصغرى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو بعدها. فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر، فإن شاء تعجل ونزل من منى، وإن شاء تأخر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق، والتأخر أفضل، ولا يجب إلا أن تغرب الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال، ولكن لو غربت عليه الشمس بمنى في اليوم الثاني عشر بغير اختياره مثل أن يكون قد ارتحل وركب لكن تأخر بسبب زحام السيارات ونحوه؛ فإنه لا يلزمه التأخر؛ لأن تأخره إلى الغروب بغير اختياره. فإذا أراد الخروج من مكة إلى بلده لم يخرج حتى(1/535)
يطوف للوداع و هو سادس واجب من واجبات الحج و الأخير لما رواه الشيخان عن بن عباس ( أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ) أي أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت طواف الوداع إلا الحائض والنفساء فليس عليهما وداع، ولا ينبغي أن يقفا عند باب المسجد الحرام للوداع لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم و طواف الوداع إنما هو آخر العهد بالبيت إذا أراد أن يرتحل للسفر، إلا أنه إن بقي بعد الوداع لانتظار رفقة أو تحميل رحله أو شراء حاجة في طريقه فلا حرج ولا يعيد الطواف إلا أن ينوي تأجيل سفره مثل أن يريد السفر في أول النهار فيطوف للوداع، ثم يؤجل السفر إلى آخر النهار مثلاً، فإنه يلزمه إعادة الطواف ليكون آخر عهده بالبيت .
تم بحمد الله .
---
(1/536)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هكذا حتى لا ننخدع
---
هكذا حتى لا ننخدع
---
أبو حذيفة
09-24-2006, 02:03 AM
قال ابن عائشة : وجه عبدالملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم رسولاً فلما انصرف من عنده قال : يا شعبي أتدري ما كتب به إلي ملك الروم ؟ قال : وما كتب به ياأمير المؤمنين ؟ قال : كنت أتعجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك . قلت : يا أمير المؤمنين لأنه رآني ولم يرك ... وفي رواية قال يا شعبي : إنما أراد أن يغريني بقتلك . فبلغ ذلك ملك الروم فقال : لله أبوه ما أردت إلا ذاك . السير 4 / 304 .
---
(1/537)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هرب الشيعه من النسخ فوقعوا أيضا في التحريف سبحان الله..
---
هرب الشيعه من النسخ فوقعوا أيضا في التحريف سبحان الله..
---
Talib 7a8
06-19-2004, 08:16 AM
السلام عليمكم ورحمة الله وبركاته...أخوكم يبحث عن الحق
انا قاري، وباحث في موضوع الأثنا عشريه وتحريف القرآن ووجدت ما لم اتوقعه وهو انهم مجمعون على القول بالتحريف بل يوثقون رجال سند روايات التحريف بل وعدوا تحريف القرآن من ضروريات المذهب عندهم..
الكلام يطول في هذا الأمر وانصح بالرجوع الى كتاب الشيعه الأثنا عشريه وتحريف القرآن محمد السيف في هذا الرؤابط فإنه جيد http://www.ansar.org/arabic/books2(1/538)
ومن المعروف للباحثين في هذا المجال ان الأثنا عشريه يأتون بروايات النسخ في القرآن ويستمعلونها لتوجيه التهم لأهل السنه بأنهم يقولون بالتحريف ,,, طبعا بعد ان عجزوا عن إثبات صحة القرآن من كتبهم وبسند صحيح عن اهل البيت على ألأقل وليس عن رسول الله ,,,واعلم جيدا يا أخواني ان النسخ ثلاث اقسام :الأول نسخ الحكم والتلاوه معا والثاني وهو نسخ التلاوه دون الحكم والثالث هو نسخ الحكم دون التلاوه... ولكن واجهت صعوبه في فهم طريقة تفكير الأثنا عشريه في عصرنا طبعا حيث وجدتهم يقولون بجوتز قسم واحد فقط من النسخ وهو نسخ الحكم دون التلاوه ويضربون بالقسمين الأخرين عرض الحائط أي هم لا يقولون بنسخ التلاوه والحكم معا ولا بنسخ التلاوه دون الحكم ,,, وهذا يناقض اقوال علمائهم السابقين في جواز النسخ بأنواعه الثلاثه مثل شيخ الطائفه عندهم ابو جعفر الطوسي وغيره كثير ,,الآن انا اسأل كل مسلم اليس الذي لا يقول بنسخ التلاوه والحكم معا ولا بنسخ التلاوه دون الحكم هو نفسه القائل بتحريف القرآن أليس إلزام الأثنى عشريه بذلك يعني انهم يقولن بتحريف القرآن طبعا (طبعا بعد ان إتهموا السنه وقالوا النسخ تحريف أصابتهم(الشيعه) تهمتهم مره أخرى وهو التحريف ,,سبحان الله ..خبث ومكر عجيب يهربون من النسخ ويقعون في التحريف ...أريد قول المشائخ في المنتدى وطلاب العلم على هذا ألأستنتاج :)
---
(1/539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة
---
أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة
---
الجندى
05-03-2005, 01:42 AM
أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة
تأليف : د. نايف خرما
طبعة عالم المعرفة
من ضمن سلسلة الكتب الشهرية الثقافية القائم عليها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب – الكويت
المحتوى :
الفصل الأول : لماذا هذه الدراسات اللغوية ؟
الفصل الثانى : الاهتمامات اللغوية الحديثة
الفصل الثالث : طبيعة اللغة
الفصل الرابع : اللغة والمجتمع
الفصل الخامس : تركيب اللغة وانظمتها المختلفة
رابط التحميل (http://70.84.212.52/download/books/drasat.rar)
---
(1/540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات تتماثل في الأرقام وتتماثل في اللفظ أو تتشابه (منقول )
---
آيات تتماثل في الأرقام وتتماثل في اللفظ أو تتشابه (منقول )
---
إبراهيم المعجل
09-02-2003, 09:55 PM
http://www.alargam.com/prove/ragm175.htm
---
(1/541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار حول كتاب أحكام القرآن للجصاص
---
استفسار حول كتاب أحكام القرآن للجصاص
---
سعيد بن متعب
09-19-2004, 02:03 AM
الإخوة أعضاء الملتقى وفقكم الله
تحية طيبة وبعد :
فبما أن الله قد يسر على أيديكم الوصول إلى المعلومة بطريقة آمنة ومريحة فقد آثرت الاتصال بكم لمعرفة ما إذا كان كتاب أحكام القرآن للجصاص قد لقي اهتماماً أكاديمياً من الجامعات بتحقيقه أو بتسجيل رسائل علمية في بعض ما تضمنه ولا سيما اختياراته الفقهية في هذا الكتاب علماً أن هذا الإمام له كتاب في شرح مختصر الطحاوي في الفقه ولكنني أريد أن اعرف ما إذا كانت اختياراته الفقهية في التفسير قد أفردت ببحث وفي الجملة فأي معلومة تتعلق بالجصاص أو بكتابه تبدو مهمة لي، أرجو من يعرف شيئاً من ذلك أن يفيدني به وللجميع وافر الشكر وجزيل التقدير0
محبكم :
سعيد بن متعب القحطاني
جامعة الملك خالد - كلية الشريعة
قسم أصول الفقه
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2004, 06:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم أبا عبدالمحسن ، ونسأل الله لنا ولك العون والسداد ، ونشكرك على حسن ظنك بإخوانك في الملتقى .
أما سؤالك فهناك دراسات كثيرة ومتنوعة دارت حول كتاب أحكام القرآن للجصاص الحنفي (ت370هـ) ، والذي يعد كتابه في أحكام القرآن من أفضل المصنفات في هذا الباب. ومن هذه الدراسات الأكاديمية :
- الجصاص وتفسيره : تحقيق ودراسة للباحث مولود كونكور ، وهي رسالة دكتوراه بجامعة أنقرة .
- الموازنة بين الإمامين الجصاص وابن العربي في أحكام القرآن للباحث عبدالرحيم صالحي ، رسالة دكتوراه بالمعهد الوطني لأصول الدين بالجزائر العاصمة.
- الجصاص ومنهجه في التفسير للباحث رشدي محمد رشيد ، رسالة ماجستير .(1/542)
- القواعد اللغوية الأصولية عند الجصاص وتطبيقاتها من خلال أحكام القرآن للباحثة فاطمة كمال ، رسالة ماجستير ، بجامعة محمد الخامس بالدار البيضاء بالمغرب. 1995م.
- الجصاص ومنهجه في تفسير أحكام القرآن الكريم للباحث عبدالكريم عبدالحميد عبداللطيف، رسالة ماجستير.
- منهج الجصاص في ما رد من الأحاديث الواردة في كتاب أحكام القرآن للباحث سلطان فهد حمد الطبيشي . رسالة ماجستير.
وهناك دراسات لكتابه في أصول الفقه مثل :
- أصول الجصاص : من باب الإجماع إلى نهاية باب القياس لسميح أحمد خالد سعد إسماعيل ماجستير ، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .
- دراسات كثيرة للأحاديث والآثار في كتاب أحكام القرآن للجصاص بجامعة أم القرى في عدة رسائل علمية بقسم السنة.
هذا ما وجدته ، ولا أشك أنك ستجد كثيراً من البحوث العلمية المنشورة في المجلات العلمية المحكمة في الجامعات ومراكز البحوث. ولعل في الإخوة الكرام الأعضاء من يفيدنا بشيء من ذلك.
---
(1/543)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في معنى ( حتى يطهرن) منقول من منتدى أهل الحديث
---
بحث في معنى ( حتى يطهرن) منقول من منتدى أهل الحديث
---
محمد أبو معاذ
10-12-2003, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
للفائدة : بحث منقول من منتدى أهل الحديث
رابط الموضوع : http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13180
ملتقى أهل الحديث المنتديات العلمية منتدى العلوم الشرعية البحث حول كلمة (( حتى يطهرن ))
الكاتب الموضوع
الوسيط
غفر الله له ولوالديه آمين
تاريخ التسجيل » جمادى الثانية 1424 هـ
البلد »
عدد المشاركات » 109
بمعدل » 2.04 مشاركة لكل يوم
البحث حول كلمة (( حتى يطهرن ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى :
سورة البقرة الآية (222)
أحبتي في الله
طلبي هو البحث حول كلمة (( حتى يطهرن )) في الآية الكريمة السابقة مع أختلاف الآراء .
كما أتمنى أن أجد كتاب بخصوص آيات الأحكام بصيغة وورد
جزاكم الله خيراً
__________________
قال ابن تيمية لتلميذه ابن القيم ناصحاً: «لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها؛ فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أَشْربتَ قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقراً للشبهات. أو كما قال» مفتاح دار السعادة: 140، وفي ط دار ابن عفان: 1/ 443.
المسيطير
الاخ الوسيط وفقه الله ،،
اسف جدا وليس لي تعقيب على موضوعك ، لكن اشكل علي العبارة الاخيرة ( ولكم مني خالص الدعاء ) ، هل يجوز اطلاقها ، اذ ان خالص الدعاء لايرفع الا لله تعالى .
ارغب الافادة.
السعيدي
انظر كتاب فتاوى العلماء في عشرة النساء ص/51
فتوى اللجنة الدائمة
---------------------------------------------------------(1/544)
الجامع لأحكام القرآن، الإصدار 1.55 - للإمام القرطبي
قوله تعالى: "ولا تقربوهن حتى يطهرن" قال ابن العربي: سمعت الشاشي في مجلس النظر يقول: إذا قيل لا تقرب (بفتح الراء) كان معناه: لا تلبس بالفعل، وإن كان بضم الراء كان معناه: لا تدن منه. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص عنه "يطهرن" بسكون الطاء وضم الهاء. وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل "يطهرن" بتشديد الطاء والهاء وفتحهما. وفي مصحف أبي وعبدالله "يتطهرن". وفي مصحف أنس بن مالك "ولا تقربوا النساء في محيضهن واعتزلوهن حتى يتطهرن". ورجح الطبري قراءة تشديد الطاء، وقال: هي بمعنى يغتسلن، لإجماع الجميع على أن حراما على الرجل أن يقرب امرأته بعد انقطاع الدم حتى تطهر. قال: وإنما الخلاف في الطهر ما هو، فقال قوم: هو الاغتسال بالماء. وقال قوم: هو وضوء كوضوء الصلاة. وقال قوم: هو غسل الفرج، وذلك يحلها لزوجها وإن لم تغتسل من الحيضة، ورجح أبو علي الفارسي قراءة تخفيف الطاء، إذ هو ثلاثي مضاد لطمث وهو ثلاثي.
-------------------------------------------------------------
جامع البيان عن تأويل آي القرآن. الإصدار 1.12 - للإمام الطبري
3419 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد الله العتكي، عن عكرمة في قوله: {ولا تقربوهن حتى يطهرن} قال: حتى ينقطع الدم.
وأما الذين قرؤوا ذلك بتشديد الهاء وفتحها، فإنهم عنوا به: حتى يغتسلن بالماء وشددوا الطاء لأنهم قالوا: معنى الكلمة: حتى يتطهرن أدغمت التاء في الطاء لتقارب مخرجيهما.
وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ: "حتى يطهرن" بتشديدها وفتحها، بمعنى: حتى يغتسلن، لإجماع الجميع على أن حراما على الرجل أن يقرب امرأته بعد انقطاع دم حيضها حتى تطهر.(1/545)
وإنما اختلف في التطهر الذي عناه الله تعالى ذكره، فأحل له جماعها، فقال بعضهم: هو الاغتسال بالماء، ولا يحل لزوجها أن يقربها حتى تغسل جميع بدنها. وقال بعضهم: هو الوضوء للصلاة. وقال آخرون: بل هو غسل الفرج، فإذا غسلت فرجها فذلك تطهرها الذي يحل به لزوجها غشيانها.
فإذا كان إجماع من الجميع أنها لا تحل لزوجها بانقطاع الدم حتى تطهر، كان بينا أن أولى القراءتين بالصواب أنفاهما للبس عن فهم سامعها، وذلك هو الذي اخترنا، إذ كان في قراءة قارئها بتخفيف الهاء وضمها ما لا يؤمن معه اللبس على سامعها من الخطأ في تأويلها، فيرى أن للزوج غشيانها بعد انقطاع دم حيضها عنها وقبل اغتسالها وتطهرها.
فتأويل الآية إذا: ويسألونك عن المحيض، قل هو أذى، فاعتزلوا جماع نسائكم في وقت حيضهن، ولا تقربوهن حتى يغتسلن فيتطهرن من حيضهن بعد انقطاعه.
----------------------------------------------------------
تفسير الجلالين. الإصدار 1,13 - للإمام جلال الدين المحلِّي وجلال الدين السيوطي
222 - (ويسألونك عن المحيض) أي الحيض أو مكانه ماذا يفعل بالنساء فيه (قل هو أذى) قذر أو محله (فاعتزلوا النساء) اتركوا وطأهن (في المحيض) أي وقته أو مكانه (ولا تقربوهن) بالجماع (حتى يطَّهَّرن) بسكون الطاء وتشديدها والهاء وفيه إدغام التاء في الأصل في الطاء أي يغتسلن بعد انقطاعه (فإذا تطهرن فأتوهن) بالجماع (من حيث أمركم الله) بتجنبه في الحيض وهو القبل ولا تعدوه إلى غيره (إن الله يحب) يثيب ويكرم (التوابين) من الذنوب (ويحب المتطهرين) من الأقذار
-----------------------------------------------------------
مختصر تفسير ابن كثير. الإصدار 1.26 - اختصار الصابوني
222 - ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين(1/546)
223 - نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين
عن أنَس أن اليهود كانت إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها ولم يجامعوها في البيوت (المراد بالمجامعة هنا الإجتماع بهن لا الوقاع وهو المعنى الحقيقي واستعماله بالمعنى الآخر كناية اهـ ) فسأل أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: {ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} حتى فرغ من الآية. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "اصنعوا كل شيء إلا النكاح"، فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه، فجاء (أسيد بن حضير وعباد بن بشر) فقالا: يا رسول اللّه إن اليهود قالت كذا وكذا أفلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأرسل في آثارهما فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما (رواه مسلم والإمام أحمد) فقوله: {فاعتزلوا النساء في المحيض} يعني الفرج لقوله: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح"، ولهذا ذهب كثير من العلماء أو أكثرهم إلى أنه يجوز مباشرة الحائض فيما عدا الفرج، قال أبو داود عن بعض أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أراد من الحائض شيئاً ألقى على فرجها ثوباً.(1/547)
وعن مسروق قال، قلت لعائشة: ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً؟ قالت: كل شيء إلا الجماع، وهذا قول ابن عباس ومجاهد والحسن. وروي ابن جرير عن عائشة قالتك له ما فوق الإزار، (قلت) : ويحل مضاجعتها ومواكلتها بلا خلاف. قالت عائشة: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمرني فأغسل رأسه وأنا حائض، وكان يتكىء في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن، وفي الصحيح عنها قالت: كنت أتعرق العرق (عرق اللحم وتعرقه واعتراقه تناوله بفمه من العظم) وأنا حائض فأعطيه النبي صلى اللّه عليه وسلم فيضع فمه في الموضع الذي وضعت فمي فيه، وأشرب الشراب فأناوله فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب منه. وقال آخرون: إنما تحل له مباشرتها فيما عدا ما تحت الإزار كما ثبت في الصحيحين عن ميمونة قالت: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض. وروى الإمام أحمد عن عبد اللّه بن سعد الأنصاري أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: "ما فوق الإزار" ولأبي داود عن معاذ بن جبل قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عما يحل لي من أمرأتي وهي حائض قال: "ما فوق الإزار والتعففُ عن ذلك أفضل".(1/548)
فهذه الأحاديث وما شابهها حجة من ذهب إلى أنه يحل ما فوق الإزار منها، وهو أحد القولين في مذهب الشافعي رحمه اللّه، الذي رجحه كثير من العراقيين وغيرهم، ومأخذهم أنه حريم الفرج فهو حرام، لئلا يتوصل إلى تعاطي ما حرم اللّه عز وجلّ، الذي أجمع العلماء على تحريمه، وهو المباشرة في الفرج، ثم من فعل ذلك فقد أثم فيستغفر اللّه ويتوب إليه، وهل يلزمه مع ذلك كفارة أم لا؟ فيه قولان، (أحدهما) : نعم، لما رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في الذي يأتي امرأته وهي حائض، يتصدق بدينار أو نصف دينار. وللإمام أحمد أيضاً عنه أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم جعل في الحائض تصاب ديناراً فإن أصابها وقد أدبر الدم عنها ولم تغتسل فنصف دينار، (والقول الثاني) : وهو الصحيح الجديد من مذهب الشافعي وقول الجمهور: أنه لا شيء في ذلك، بل يستغفر اللّه عزّ وجلّ، لأنه لم يصح عندهم رفع هذا الحديث، فإنه قد روي مرفوعاً كما تقدم وموقوفاً، وهو الصحيح عند كثير من أئمة الحديث. فقوله تعالى: {ولا تقربوهن حتى يطهرن} تفسير لقوله: {فاعتزلوا النساء في المحيض} ونهى عن قربانهن بالجماع ما دام الحيض موجوداً ومفهومه حله إذا انقطع.
وقوله تعالى: {فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} فيه ندب وإرشاد إلى غشيانهن بعد الإغتسال، وذهب ابن حزم إلى وجوب الجماع بعد كل حيضة لقوله: {فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله} وليس له في ذلك مستند لأن هذا أمر بعد الحظر، وقد اتفق العلماء على ان المرأة إذا انقطع حيضها لا تحل حتى تغتسل بالماء أو تتيمم. إن تعذر ذلك عليها بشرطه، إلا أن أبا حنيفة رحمه الّله يقول فيما إذا انقطع دمها لأكثر الحيض هو عشرة ايام عنده إنها تحل بمجرد الإنقطاع، ولا تفتقر إلى غسل واللّه أعلم. وقال ابن عباس: {حتى يطهرن} أي من الدم {فإذا تطهرن} أي بالماء، وكذا قال مجاهد وعكرمة.(1/549)
وقوله تعالى: {من حيث أمركم الله} قال ابن عباس: في الفرج ولا تَعَدَّوه إلى غيره، فمن فعل شيئاً من ذلك فقد اعتدى، وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة: {من حيث أمركم اللّه} أي ان تعتزلوهن، وفيه دلالة حينئذ على تحريم الوطء في الدبر كما سياتي قريباً إن شاء اللّه، وقال الضحاك: {فأتوهن من حيث أمركم اللّه} يعني طاهرات غير حيّض، ولهذا قال: {إن الله يحب التوابين} أي من الذنب وإن تكرر غشيانه، {ويحب المتطهرين} أي المتنزهين عن الأقذار والأذى، وهو ما نهوا عنه من إتيان الحائض أو في غير المأتى.
وقوله تعالى{نساؤكم حرث لكم} قال ابن عباس: الحرث موضع الولد، {فأتوا حرثكم أنى شئتم} أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد، كما ثبتت بذلك الأحاديث. قال البخاي: عن جابر قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت: {نساؤكم حرث لكم فأتو حرثكم أنى شئتم} وعن جابر بن عبد اللّه أن اليهود قالوا للمسلمين من أتى امرأة وهي مدبرة جاء الولد أحول فأنزل اللّه: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج" (رواه مسلم وأبو داود) وعن ابن عباس قال: أُنزلت هذه الآية {نساؤكم حرث لكم} في أناس من الأنصار، أتو النبي صلى اللّه عليه وسلم فسألوه، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : "ائتها على كل حال إذا كان في الفرج" (رواه أحمد)(1/550)
قال الإمام أحمد: عن عبد اللّه بن سابط قال: دخلتُ على (حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر) فقلت: إني لسائلك عن أمر وأنا أستحي أن أسألك قالت: فلا تستحي يا ابن أخي، قال: عن إتيان النساء في أدبارهن، قالت: حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا يُحْبُون النساء وكانت اليهود تقول: إنه من أحبى امرأته كان ولده أحول، فلما قدم المهاجرون المدينة نكحوا في نساء الأنصار، فأَحْبَوْهن فأبت امرأة أن تطيع زوجها وقالت: لن تفعل ذلك حتى آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فدخلت على أم سلمة فذكرت لها ذلك فقالت: اجلسي حتى يأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم استحت الأنصارية أن تسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فخرجت فسألته أم سلمة فقال: ادعي "الأنصارية" فدعتها، فتلا عليها هذه الآية {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} "صماماً واحداً" (رواه أحمد الترمذي)
وعن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه هلكت! قال: "ما الذي أهلكك؟" قال: حولت رحلي البارحة، قال فلم يرد عليه شيئاً، قال: فأوحى اللّه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذه الآية: {نساؤوكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}: "أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة" (رواه أحمد) .(1/551)
وعن نافع قال: قرأت ذات يوم {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فقال ابن عمر: أتدري فيما نزلت؟ قالت: لا، قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن. وهذا الحديث محمول - على ما تقدم - وهو أنه يأتيها في قبلها من دبرها لما روى كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى ابن عمر: إنه قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن قال: كذبوا عليّ ولكن سأحدثك كيف كان الأمر؛ إن ابن عمر عرض المصحف يوماً وأنا عنده حتى بلغ {نساؤكم حرث لكم فأتو حرثكم أنى شئتم} فقال: يا نافع، هل تعلم من أمر هذه الآية؟ قلت: لا، قال إنا كنا معشر قريش نحبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد، فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله: {نساؤكم حرث لكم فأتو حرثكم أنى شئتم} (رواه النسائي) وهذا إسناد صحيح وإن كان قد نسب هذا القول إلى طائفة من فقهاء الميدنة وغيرهم، وعزاه بعضهم إلى الإمام مالك في كتاب السر، وأكثر الناس ينكر أن يصح ذلك عن الإمام مالك رحمه اللّه، وقد وردت الأحاديث المروية من طرق متعددة بالزجر عن فعله وتعاطيه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : {استحيوا إن اللّه لا يستحي من الحق، لا يحل أن تأتوا النساء في حشوشهن" وعن خزيمة بن ثابت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى أن يأتي الرجل امرأته في دبرها (رواه الإمام أحمد) وفي رواية قال: "استحيوا إن اللّه لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن" وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "لا ينظر اللّه إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في الدبر" (رواه الترمذي والنسائي) عن عكرمة قال: جاء رجل إلى ابن عباس وقال: كنت أتى أهلي في دبرها وسمعت قول اللّه {نساؤكم حرث لكم فأتو حرثكم أنى شئتم} فظننت أن ذلك لي حلال، فقال: يا لكع إنما قوله(1/552)
{فأتوا حرثكم أنى شئتم} قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في أقبالهن لا تعدوا ذلك إلى غيره. وقال عمر رضي اللّه عنه: استحيوا من اللّه فإنَّ اللّه لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أبدراهن. وعن أبو جويرة قال: سأل رجل علياً عن إتيان المراة في دبرها فقال: سفلت سفل اللّه بك ألم تسمع قول اللّه عزّ وجلّ: {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}؟ وقد تقدم قول ابن مسعود وأبي الدرداء وأبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عمر في تحريم ذلك، وهو الثابت بلا شك عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أنه يرحمه. عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال: قلت لابن عمر: ما تقول في الجواري أيحمض لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكر الدبر فقال: وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين؟ (رواه الدرامي في مسنده) وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك، فكل ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم، وروي معمر بن عيسى عن مالك أن ذلك حرام.(1/553)
وقال أبو بكر النيسابوري بسنده عن إسرائيل بن روح سألت مالك بن انَس: ما تقول في إيتان النساء في أدبارهن؟ قال: ما انتم إلى قوم عرب، هل يكون الحرث إلا موضع الزرع؟ لا تعدوا الفرج، قلت: يا أبا عبد اللّه إنهم يقولون إنك تقول ذلك، قال: يكذبون عليَّ فهذا هو الثابت عنه، وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة وهو قول سعيد بن المسيب، وأبي سلمة وعكرمة، وطاووس، وعطاء، وسعيد ابن جبير، وعروة بن الزبير، ومجاهد بن جبر، والحسن، وغيرهم من السلف أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار، ومنهم من يطلق على فعله الكفر وهو مذهب جمهور العلماء. وقوله تعالى: {وقدموا لأنفسكم} أي من فعل الطاعات مع امتثال ما أنهاكم عنه من ترك المحرمات ولهذا قال: {واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه} أي فيحاسبكم على أعمالكم جميعها {وبشر المؤمنين} أي المطيعين للّه فيما أمرهم، التاركين ما عنه زجرهم، وقال ابن جرير عن ابن عباس {وقدموا لأنفسكم} قال: تقول باسم اللّه التسمية عند الجماع، وقد ثبت في صحيح البخار عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم اللّه، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يُقَدَّر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً".
-------------------------------------
الدر المنثور في التفسير بالمأثور. الإصدار 1,38 - للإمام جلال الدين السيوطي
قوله تعالى: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين(1/554)
أخرج أحمد وعبد بن حميد والدارمي ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وابن حبان والبيهقي في سننه عن أنس "أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت، ولم يؤاكلوها، ولم يشاربوها، ولم يجامعوها في البيوت. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض...} الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جامعوهن في البيوت، واصنعوا كل شيء إلا النكاح. فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه! فجاء أسيد بن حضير، وعباد بن بشر، فقالا: يا رسول الله إن اليهود قالت كذا وكذا أفلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل في أثرهما فسقاهما، فعرفا أنه لم يجد عليهما".
وأخرج النسائي والبزار واللفظ له عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {ويسألونك عن المحيض} قال "أن اليهود قالوا: من أتى المرأة من دبرها كان ولده أحول، وكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض؟ فأنزل الله {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن} بالإغتسال {فأتوهن من حيث أمركم الله}. (نساؤكم حرث لكم) إنما الحرث موضع الولد".
__________________
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...p?threadid=3408
وعودا على مسألة الاحتياط اذكر هنا مثالا لما ينبغىالعمل بالاحوط فيه وهو قوله تعالى :(( ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله )) ...
وما معنى الطهر هل هو بمعنى الاغتسال ام بمعنى انقطاع الدم ,,,(1/555)
فما ذهب اليه الجمهور من ان المعنى هو الاغتسال له ادلة قوية من مثل القراءة الاخرى بالتشديد (( يطهرن )) وهو متعدى بمعنى فعل الطهارة وهو الاغتسال .....
وكذلك المعقول لان من لم تغتسل في حكم الحائض فهي قبل الاغتسال لايحل لها شئ من العبادات وان انقطع عنها الدم حتى تغتسل فأذا جاز اتيانها قبل الغسل وبعد انقطاع الدم كان جماعا للحائض ..( أفاده ابن العربي )) وقد يعترض عليه بامور ليس هذا محل ذكرها ومن اقوى ادلتهم انا لو سلمنا بأن المقصود بقول (يطهرن ) انقطاع الدم فأن قوله تعالى ( فأذا تطهرن ) صريح بما نقول وهو وجوب التطهر والغسل قبل اباحة الاتيان .فهو من تفعلن يعنى اتين بالطهارة وقد وجد في مصحف ابي ( حتى يتطهرن ) .
ولمن قال بأن المقصود من الطهر هو انقطاع الدم ادلة منها : قراءة التخفيف . ومنها بعض تفاسير السلف كقول عكرمة ومجاهد وغيره ان المقصود انقطاع الدم .
ومن المعقول انه لو كان المقصود الغسل لوجب على الكتابيه فعل ذلك ومن شروط الغسل النية لرفع الحدث الاكبر عند الجمهور وهي لاتقبل من مشرك فكيف تؤمر الكتابيه بها ! واذا اجزت لزوجها المسلم اتيانها حال انقطاع الدم دل على ان امقصود الاية انقطاع الدم وهذا اقوى ما عللوا به في نظري ...
وقد يجاب عنه بأمور منها ان الحكم العام في المسلمات وماعداهن فله حكمه كما ان المسلمة يجب عليها مالايجب علي غيرها ...ومن الاجوبة ان جواز الزواج من الكتابة كان لمصلحة فسقطت لاجلها بعض الاحكام ولا ينسحب هذا على المسلمات ....ومنها ان هناك من قال بوجوب اجبارها ...وهي لاتفتقر الى النيه هنا لان المقصود بالتطهير اباحتها للزوج المسلم فصار اغتسالها للزوج لا تعبدا او بقصد رفع الحدث الاكبر بل لحال الزوج .... الخ .
فيكون ترجيح قول الجمهور بأكثر من طريقة لان الادلة العقلية والنقلية متعارضه مع ان قول الجمهور أقوى واسلم من ا لاعتراض .
فيتم الترجيح بطرق :(1/556)
1- الاحتياط فقول الجمهور احوط اذ ان الزوجة تحل بالاجماع بعد اغتسالها لكنها لاتحل الا على قول البعض اذا انقطع عنها الدم وقبل اغتسالها .
2- لانه قول الاكثر وهو قول الجمهور .
__________________
---
(1/557)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب التفسير والطبعات المحققة
---
كتب التفسير والطبعات المحققة
---
عمر الدهيشي
02-19-2005, 02:34 PM
ماهي أفضل الطبعات المحققة-ان وجد - للكتب التالية:
1-التحرير والتنوير
2-النكت والعيون
3-تفسير البغوي
4- الكشاف للزمخشري
5-نظم الدرر
6-المفردات للاصبهاني
7-روح المعاني
8-البحر المحيط
9- فتح القدير
10- محاسن التأويل
11-تفسير المراغي
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2005, 11:27 AM
مرحباً بأخي العزيز عمر بن عبدالعزيز في ملتقى التفسير الذي يعد - وفقه الله - أحد المتخصصين في دراساته وبحوثه ، ونأمل أن نرى منه ما ننتفع به على صفحات هذا الملتقى العلمي .
وأما ما سألتم عنه من تحقيقات لكتب التفسير فالذي أعرفه ...
-التحرير والتنوير لابن عاشور رحمه الله . طبع بأكمله مرتين في العقد الماضي والحاضر بتونس ، وأصدرته الدار التونسية للنشر في السبعينات والثمانينات. ويقع في ثلاثين جزءاً. في ثلاثين مجلداً ، وبعض النسخ تجمع فتخرج في خمسة عشر مجلداً.
-النكت والعيون للماوردي حققه في رسالة علمية شيخي الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع من أول الكتاب إلى آخر سورة المائدة بإشراف الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهيبي عام 1400هـ غير أنه لم يجد داراً تطبعه . وقد طبع التفسير كاملاً في عدة مجلدات ، ولا أذكر اسم المحقق لكنها هي الطبعة المتداولة الوحيدة حسب علمي .
-تفسير البغوي. حققه مجموعة من الباحثين وطبعته دار طيبة.
- الكشاف للزمخشري. هناك حواش كثيرة وتعقبات عليه وتخريج لشواهده . وقد طبعت معاً أكثر من طبعة ، من أوضحها وأحسنها ما قامت به مكتبة العبيكان أخيراً ، واصدرته في ستة مجلدات.(1/558)
-المفردات للراغب الأصبهاني ، له طبعات متعددة ، أفضلها وأجملها تحقيق صفوان عدنان داوودي في مجلد كبير ، وطبعته دار القلم بدمشق مع الدار الشامية ببيروت عام 1412هـ.
-روح المعاني للآلوسي ، أصح طبعاته الطبعة المنيرية 1330هـ . وطبعته دار الكتب العلمية بعد ذلك.
- فتح القدير. له طبعات كثيرة لا أدرى ما هي أفضلها ، عندي منها طبعة دار الحديث في سبعة مجلدات.
- محاسن التأويل للقاسمي ، خرج أحاديثه محمد فؤاد عبدالباقي ، واعتنى به وصححه هشام بن سمير البخاري . ونشرته مؤسسة التاريخ العربي في سبعة مجلدات عام 1415هـ. وهي طبعةمعتمدة على طبعة الحلبي الأولى في 17 مجلداً .
---
(1/559)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسالة دكتوراه عن (أقوال ابن عباس في التفسير) : أرجو المساعدة ؟
---
رسالة دكتوراه عن (أقوال ابن عباس في التفسير) : أرجو المساعدة ؟
---
إلهام سيد أحمد
10-12-2005, 11:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله
انا اختكم من السودان واعمل بحث لنيل اجازة الدكتوراة فى التفسير وعنوانه الاقوال المتعددة لإبن عباس (رضى الله عنه) فى التفسير, واشكل على مبحث الترجيح فأرجو منكم مساعدتى بذكر كتب فى هذا الموضوع او رسالة دكتوراة او ماجستير او اى شىء عن موضوع بحثى هذا يمكن ان يساعدنى واذا ارفقتموه مع الرد على شكل ملف كمبيوتر يكون افضل وذلك لشح المراجع عندنا وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
10-12-2005, 06:13 PM
حياكم الله أختي الكريمة ، ونسأل الله لك التوفيق والسداد في بحثك.
وأما موضوع (أقوال ابن عباس في التفسير) فهو - ولله الحمد - موضوع مطروق من أكثر من وجه ، وفيه دراسات وكتب وبحوث كثيرة ، لعلك تجدين فيها ما ينفع ، وقد سبقت الإشارة إلى كثير من هذه الدراسات على صفحات هذا الملتقى العلمي ، فابحثي في صفحاته وستجدين ما يسرك.
وأما مبحث الترجيح ، فكذلك كتبت فيه دراسات أكاديمية ، مثل دراسة الدكتور حسين الحربي بعنوان (قواعد الترجيح عند المفسرين) وهو مطبوع في مجلدين عن دار القاسم بالرياض ، وقد كتب عدد من الباحثين في ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره عدداً من رسائل الدكتوراه ، وكتب في ترجيحات ابن عطية في تفسيره ، وغير ذلك من الدراسات المتخصصة في موضوع ترجيحات المفسرين. وما دام بحثك بحث دكتوراه فلا بد لك من الصبر والبحث عن المراجع ولو كلفك الأمر جهداً ، لأن المرحلة تستحق ذلك. ولعل في تعقيبات الإخوة الفضلاء في الملتقى ما يزيد الأمر بياناً إن شاء الله.
---
جمال حسني الشرباتي
10-13-2005, 01:07 PM
السلام عليكم(1/560)
لعل الباحثة الفاضلة تقارن بين الأقوال المنسوبة لإبن عبّاس عند الشيعة ممثلين بالطبرسي وعند السنّة ممثلين بالطبري
---
إلهام سيد أحمد
10-14-2005, 03:26 AM
جزاكما الله خيرا ولكن هلا زدتمونى توضيح
---
(1/561)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جديد إصدارات الدراسات القرآنية من مكتبة الرشد
---
جديد إصدارات الدراسات القرآنية من مكتبة الرشد
---
عبدالرحمن الشهري
04-16-2004, 07:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل إلى الموقع رسالة من مكتبة الرشد هذا نصها :
(الاخوة الكرام في شبكة التفسير والدراسات القرآنية
السلام عليكم ورحمة الله
نرسل لكم مجموعة من كتب التفسير الخاصة بمكتبة الرشد ، وذلك لنشرها عبر موقعكم ، وتقبلوا شكرنا وتقديرنا
مكتبة الرشد - الرياض )
والملف المرفق يعمل على برنامج اكسل به قائمة الكتب والأسعار وعدد الأجزاء.
---
(1/562)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لا يفوتكم : موسوعات قرآنية وحديثية جديدة
---
لا يفوتكم : موسوعات قرآنية وحديثية جديدة
---
ابو صطيف
09-06-2003, 09:52 AM
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسوعات قرآنية وحديثية جديدة
---> تفسير القرطبي
---> تفسير الجلالين
---> مشكل إعراب القرآن الكريم
موسوعات الحديث الشريف وعلومه
---> تقريب التهديب للعسقلاني
---> الكاشف للذهبي
موقع أم الكتاب للأبحاث والدراسات الإلكترونية (http://www.omelketab.net)
نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم
لا تنسونا من صالح دعائكم
---
(1/563)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟
---
أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟
---
الصحابى
11-16-2004, 03:40 PM
هل يعرف ترتيب نزول سور القرآن , ماهى السورة التى نزلت قبل سورة يس؟ و ماهى أخر سورة مكية و أول و اخر سورة مدنية نزلت؟
---
(1/564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استفسار عن كييفة الاستفادة من قوالب البحوث والرسائل
---
استفسار عن كييفة الاستفادة من قوالب البحوث والرسائل
---
أحمد الفالح
02-16-2007, 02:51 PM
السلام عليكم
كيف يمكنني الإستفادة من برنامج قالب البحوث والرسائل
في ترتيب الفهارس في الرسالة العلمية ، قبل أن أبدأ في
كتابة الرسالة ،
ولكم جزيل الشكر ،،،
---
عبدالرحمن الشهري
02-16-2007, 05:12 PM
أحسنت في السؤال قبل الشروع في الطباعة ، حتى تأخذ للأمر أهبته .
سؤال : هل القوالب التي برمجها الدكتور سعود العقيل لديك أم لا ؟
إن كان الجواب نعم ، فقد كتب الدكتور سعود العقيل توضيحاً لكيفية استخدام هذه القوالب ووزعه على الحضور عندما ألقى محاضرة عن كيفية الاستفادة منها في اللقاء العلمي الذي نظمته الجمعية العلمية للقرآن وعلومه ، وهو عندي مطبوعاً على الورق يمكن تصويره لكم أيضاً .
وإن كان الجواب لا ، فتجد هذه القوالب على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6942) ، وتجدها أيضاً هنا (http://www.dorar.net/files_progs.asp) ، وربما تجد هذه التوضيحات في الموقع الثاني .
وفقك الله وأعانك .
---
بدر الجبر
02-16-2007, 09:51 PM(1/565)
أنصح أخي الفاضل بالنظر إلى برامج الشيخ سعد بن عبد الله الواصل في هذا الموضوع, وخاصة قالب البحوث والرسائل -الإصدار السابع ولعلك أيضاً تنتظر قليلا فالشيخ انتهى من القالب في إصداره الثامن وسيعلن عنه في ندوة جامعة الإمام عن التقنية في أول شهر صفر, ففيه خدمة جليلة لكاتبي البحوث والرسائل الجامعية، ومحققي المخطوطات؛ إذ يحتوي على مئات الأوامر التي تسهل التعامل مع الوورد، كما أن هذا البرنامج يعتني بكتابة الآيات، والأبيات الشعرية، كما يولي عناية فائقة بالفهرسة, وفيه حل إشكالات كثيرة يحتاجها الباحثون, ويحتوي على تسهيلات مهمة للكثير من العمليات المعقدة الوورد ولا سيما البحوث العلمية وقد خدم في طريقة كتابة الحواشي والأنماط والعناوين وغيرها كثير... ينظر هذا الرابط:
http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%D3%DA%CF+%C8%E4+%DA%C8%CF%C7%E1%E1%E5+%C7%E1%E6 %C7%D5%E1
---
(1/566)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأسماء الحسنى في الفاصلة القرآنية
---
الأسماء الحسنى في الفاصلة القرآنية
---
روضة
09-29-2006, 04:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فإن كتاب الله معجز ... أعجز الجن والإنس، وأحببت أن أبحث فيما يدلل على إعجازه، ويثبت أنه في أعلى درجات البلاغة . . . لا يرقى إليه كلام أحد، فقمت بالكتابة حول سر اختيار أسماء الله الحسنى في الفواصل القرآنية، ووجه ارتباطها بالآيات، فبحثت في مئة فاصلة، وأسأل الله أن يعينيي على المواصلة في بقية الفواصل في رسالة علمية موسعة.
وسر اختيار الاسم بحث عن صلة هذا الاسم بالآية الكريمة، وهذا يحتاج أولاً إلى معرفة المعنى الدقيق للاسم الكريم، وبيان الفروق المعنوية بين الأسماء التي يُظن بها الترادف، ومعرفة معنى الآية، وقد يتعدى ذلك إلى معرفة سياقها، ثم الربط بين الاسم والآية، لهذا كان لا بد من الاستعانة بمعجمات اللغة، والكتب التي تهتم ببيان الفروق اللغوية بين الألفاظ، ولا يُستغنى عن التفاسير وخاصة ذات الاتجاه اللغوي والبياني.
أسأل الله التوفيق، وأسأل القراء التصويب والإضافة..
أولاً: تعريف الفاصلة
الفاصلة (لغة):
لمادة (فَصَلَ) في اللغة العربية أصل واحد تلتقي عليه الاستخدامات المختلفة لهذه المادة، وهو: البَون ما بين الشيئين، والفصل من الجسد: موضع المفصل، وبين كل فصلين وصل، مثل ذلك: الحاجز بين الشيئين، والفاصلة: الخرزة التي تفصل بين الخرزتين في النظام، وقد فصّل النظم، وعقد مفصّل، أي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة، ومثله: الفصل القضاء بين الحق والباطل.
ومنها: التفصيل: التبيين، ومنها: الفصل واحد الفُصول: أي القِِطع .(1/567)
والفاصلة في علامات الترقيم في الكتابة العلامة التي تُوضع بين الجمل التي يتركب منها كلامٌ تام الفائدة .
الفاصلة (اصطلاحاً):
استخدمت الفاصلة اصطلاحاً في عدد من علوم العربية: في النحو، وفي العروض، وفي علامات الترقيم، وما يهمنا هو استخدامها في (علوم القرآن)، وقد تعددت تعريفات العلماء لها في هذا المجال، سأقتصر على تعريفين: تعريف للأقدمين، وتعريف للمحدثين.
قال الإمام الرماني: "إن الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع توجب حسن إفهام المعاني" ، وتبعه القاضي الباقلاني في هذا التعريف في كتابه (إعجاز القرآن) .
ونجد تفصيلاً أكثر عند المحدثين، قال د. فضل عباس: "الفواصل هي أواخر كلمات الآي، كالقافية آخر كلمات البيت، وكالسجعة في الكلام المسجوع، وقد أطلقوا على أواخر آي القرآن فواصل أخذاً من قوله تعالى: (كتاب فصلت آياته) [فصلت:3]، وابتعاداً عن أن تسمى أسجاعاً، وقد دار خلاف بين العلماء: أيجوز أن يقال: إن في القرآن سجعاً؟ فمنعه بعضهم، منهم الإمام الرماني المعتزلي، والقاضي الباقلاني ـ رحمهما الله ـ وأجازه الأكثرون" ، وتعريفات القدماء والمحدثين للفاصلة لا تخرج عن هذين التعريفين.
ثانياً: الكلمة القرآنية مختارة منتقاة
إن من مظاهر إعجاز القرآن الكريم أن الكلمة فيه تقع موقعها اللائق بها، فلا يمكن استبدالها بكلمة أخرى، وإلا أدى ذلك إلى اضطراب في الكلام.(1/568)
وإنما كان ذلك كذلك؛ لأن القرآن في أعلى طبقات البلاغة، وعمود البلاغة ـ كما يقول الإمام الخطابي ـ: "هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به، الذي إذا بُدّل مكانه غيره جاء منه: إما تبدّل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام، وإما ذهاب الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة، ذلك أن في الكلام ألفاظاً متقاربة في المعاني يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب، والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك، ولأن لكل لفظة منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها، وإن كانا قد يشتركان في بعضها "، وهذا يقودنا إلى نفي الترادف، ووسيتم الحديث عنه إن شاء الله.
والحديث عن اختيار الكلمة القرآنية ملاحظ بوضوح في كلام العلماء ـ متقدمين ومتأخرين ـ فالجاحظ يرى أن القرآن بليغ من حيث ألفاظه المختارة المنتقاة، ومن حيث نظمه ورصفه .. إلخ، والقاضي عبد الجبار يجعل اختيار الكلمة نفسها دعامة من دعامات فصاحة القرآن الكريم.
ويقول القاضي ابن عطية: "إن كتاب الله لو نزعت منه لفظة، ثم أُدير لسان العرب على لفظة غيرها لم يوجد، ونحن يتبيّن لنا البراعة في أكثره، ويخفى علينا وجهه في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب ـ يومئذِ ـ في سلامة الذوق، وجودة القريحة" .
ونجد الرافعي عندما يتحدث عن الجمل القرآنية يقول: إن كلماتها قد قُدرت لها تقديراً محكماً، بحيث لا تجد كلمة زائدة أو معنى فيه شيء من النقص، وكذلك نجد د. محمد دراز وسيد قطب يوليان الكلمة القرآنية كثيراً من العناية، ويبيّنان سر اختيارها.(1/569)
وفي هذا الموضوع كتب الدكتور فضل عباس بحثاً بعنوان: (المفردات القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز)، قال فيه: "إن المفردة القرآنية تعتبر مظهراً من مظاهر الإعجاز البياني للقرآن الكريم، ذلك أن المفردات القرآنية مختارة منتقاة، ثم قال: إن كل كلمة في القرآن الكريم اسماً أو فعلاً أو حرفاً إنما جاءت لتؤدي رسالة خاصة بها لا يؤديها غيرها من الكلمات" .
إذن فالكلمة القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز البياني، والفاصلة القرآنية هي كلمة في آخر الآية، هذه الكلمة كغيرها من كلمات القرآن تُختار اختياراً دقيقاً لتؤدي الرسالة التي جاءت من أجلها، ويظهر فيها إعجاز القرآن، وهذا هو حظ الفاصلة من الإعجاز.
ثالثاُ: حظ الفاصلة من الإعجاز
ذكر الدكتور الحسناوي هذا العنوان في كتابه (الفاصلة في القرآن)، وبيّن أن إجماع الجمهور على اعتبار السورة أدنى حجم لمقدار المعجز، ونفي الإعجاز في الجزئيات وحدها، بل هي جزء يًسهم في الإعجاز .
وهذا القول للدكتور الحسناوي هو رفض لأن تكون الكلمة المفردة بحدّ ذاتها معجزة، فلا يظهر إعجاز الكلمة أو الفاصلة إلا عند اتصالها بباقي الكلمات في الآية، وهذا موافق لنظرية النظم التي قال بها الشيخ عبد القاهر قديماً.
فإعجاز القرآن عند المحققين من أهل العلم يظهر بنظم القرآن الكريم، لا بكلماته المفردة، وعليه فالفاصلة القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز بموقعها من الآية واتصالها بها، وباختيارها دون غيرها، فليست معجزة بمفردها.
ومن هنا كان لا بد للفاصلة من وظيفة تؤديها يظهر بها إعجاز القرآن، فما هي وظيفة الفاصلة؟
رابعاً: وظيفة الفواصل(1/570)
لم تأتِ الفواصل عبثاً أو لتتميم السجع، بل جاءت لتؤدي معنى تتم به الفائدة، ويطلبه السياق، وقد عرض الدكتور فضل عباس لهذه القضية في ردّه على دائرة المعارف البريطانية، حيث قال: "وقد استدلت دائرة المعارف البريطانية على أن القرآن مجرد إنشاء بطريقة عشوائية، استدلت على هذه الدعوى بالفواصل القرآنية، حيث جاء فيها: (وكان القرآن يعطي للقارئ أنه مجرد إنشاء جاء بطريقة عشوائية، ويؤكد صحة ذلك طريقة ختم هذه الآيات، بآيات مثل: (إن الله عليم)، (إن الله حكيم)، (إن الله يعلم ما لا تعلمون)، وأن هذه الأخيرة لا علاقة لها مع ما قبلها، وأنها وضعت فقط لتتميم السجع والقافية).
ثم قال: الفاصلة القرآنية لم تأتِ لغرض لفظي فحسب، وهو اتفاق رؤوس الآي بعضها مع بعض، وهو ما يعبرون عنه بمراعاة الفاصلة، إنما جاءت الفاصلة في كتاب الله لغرض معنوي يحتمه السياق، وتقتضيه الحكمة، ولا ضير أن يجتمع مع هذا الغرض المعنوي ما يتصل بجمال اللفظ وبديع الإيقاع" .
وأثناء ردّه على هذه الشبهة في كتاب آخر، قال: "الدقة في الفاصلة القرآنية والترتيب المحكم، والنظام البديع لا يقلّ عما في هذا الكون، فخالق الكون ومنزل القرآن هو الله، الذي أتقن كل شيء، وكان حريّاً بأولئك أن لا يصدروا أحكاماً على ما لا يعلمون، وهذا ما تقتضيه بدهيات البحث العلمي" .
إذن الفاصلة القرآنية لها وظيفتان: الوظيفة الرئيسة معنوية يحتمها السياق، ووظيفة أخرى لفظية تتصل بجمال الإيقاع، ولا يجوز أن نقول إن الفاصلة جاءت لتتفق مع رؤوس الآي الأخرى فقط دون الانتباه للغرض المعنوي، وهذا ما قررته أيضاً د. عائشة عبد الرحمن في كتابها (الإعجاز البياني للقرآن) .(1/571)
والغرض المعنوي للقرآن هو المعنى الذي تؤديه الفاصلة، قال علي الجندي: "من مزايا معاني الفواصل في القرآن الكريم شدة ارتباطها بما قبلها من الكلام، وقوة تعطّف الكلام عليها، كأنهما معاً جملة مفرغة يسري فيها روح واحد، ونغم واحد ينحدر إلى الأسماع انحداراً، وكأن ما سبقها لم يكن إلا تمهيداً لها لتتمم معناه، حتى لتبلغ من وقوعها موقعها، واطمئنانها في موضعها أنها لو حذفت لاختل معنى الكلام، واضطرب فهمه، واستغلق بيانه، ولو سُكت عنها لاستطاع السامع أن يختمه بها انسياقاً مع الطبع الملهم والذوق السليم ... ـ ثم يتابع فيقول ـ: بل قد يبلغ من تعيّنها في مكانها وفرض نفسها عليه، أنها لو بدّل بها غيرها لأدرك السامع الحصيف الثاقب الفطنة أن كلاماً غريباً ينقصه التناسب حلّ محلها، فأنكر ذلك سمعه وضاق به صدره .. من ذلك أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ: (وحملناه على ذات ألواح ودسر، تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر)، قرأها بفتح الكاف، فقال الأعرابي: لا يكون!! فقرأها عليه بضم الكاف وكسر الفاء، فقال: يكون" .
واتصال الفاصلة مع السياق قد يكون ظاهراً لا يحتاج إلى مزيد نظر، وقد يحتاج إلى تأمل وتفكّر ودراية بمعاني الكلمات الدقيقة، وهذه الدراية هي التي تبيّن تمكّن الفاصلة من موقعها وتنفي الترادف عن بعض الكلمات، فلا يُقال حينئذٍ: إن الآية لو خُتمت بـ(الرؤوف) بدلاً من (الرحيم) لا بأس، فالكلمتان تدلان على الرحمة.
وقد قُرر سابقاً أن الكلمة أو الفاصلة مختارة منتقاة دون غيرها من الكلمات التي قد يُظن بها الترادف، وهذا يعني أنه لا ترادف في القرآن، كما أنه لا ترادف في العربية بشكل عام، وهذا هو الموضوع التالي.
خامساً: نفي الترادف(1/572)
لكل لفظة في اللغة العربية معنى خاص به يميّزه عن غيره من الألفاظ، فهناك فروق بين الكلمات، هذه الفروق هي التي جعلت لكل كلمة موقعها الذي لا يناسبه غيرها، وهذا هو نفي الترادف، وقد تحدث عن هذا العلماء قديماً وحديثاً، يقول د. محمد المبارك في كتابه (فقه اللغة وخصائص العربية) عن موضوع الترادف تحت عنوان: (آفة الترادف والعموم والغموض)، أنقل كلامه باختصار، قال: لقد أصاب العربية في عصور الانحطاط المنصرمة مرض العموم والغموض والإبهام، كما أصابت هذه الآفات التفكير نفسه، فضاعت الفروق الدقيقة بين الألفاظ المتقاربة فغدت مترادفة..
ثم قال: وقد كان كتّاب العربية في العصور الزاهرة يحرصون على دقة التعبير ووضع الألفاظ في مواضعها، ... ونحن اليوم بحاجة للتحرر من آفات عصور الانحطاط في ميدان اللغة، والعودة إلى خصائص العربية في استعمال اللفظ الخاص والعام، وكل في موضعه اللائق به، ومكانه المناسب له .
وردّ الإمام محمد عبده بشدة القول بوجود كلمات مترادفة، حيث قال: "وأنا لا أجيز لمسلم أن يقول في نفسه أو بلسانه إن في القرآن كلمة تغاير أخرى، ثم تأتي لمجرد تأكيد غيرها بدون أن يكون لها في نفسها معنى تستقل به، نعم قد يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى تقريراً أو إيضاحاً، ولكن الذي لا أجيزه هو أن يكون معنى الكلمة هو عين معنى الأخرى بدون زيادة، ثم يؤتى بها لمجرد التأكيد لا غير، بحيث تكون من قبيل ما يُسمى بالمترادف في عرف أهل اللغة، فإن ذلك لا يقع إلا في كلام من يرمي في لفظه إلى مجرد التنمق والتزويق، وفي العربية طرق للتأكيد ليس هذا منها" .
وعلى هذا، فلا يقال مثلاً في قوله تعالى: (إن الله كان عفواً غفوراً) إن (عفو) و(غفور) بمعنى، وجاء اسم (الغفور) لتوكيد (العفو) دون زيادة معنى، فلا بد من زيادة فائدة.
سادساً: أسماء الله الحسنى في الفاصلة القرآنية(1/573)
كثير من الآيات الكريمة خُتمت بأسماء الله الحسنى، حيث بلغت أكثر من خمسمائة آية، وهذه الأسماء الكريمة تلقي بظلالها على الآية التي ذكرت في ختامها، فتتصل اتصالاً وثيقاً معها، بحيث إنه لا يمكن استبدال الاسم باسم آخر، وإنْ كان يشترك معه في أصل المعنى، فمثلا (الغفور) لا يمكن استبداله بـ(الغفار) مع أن كليهما يدل على ستر الذنوب. قال الغزالي في (المقصد الأسنى): "هذه الأسامي، وإنْ كانت متقاربة المعاني .. فليست مترادفة .. وعلى الجملة يبعد الترادف المحض في الأسماء الداخلة في التسعة التسعين؛ لأن الأسامي لا تُراد لحروفها ومخارج أصواتها، بل لمفهوماتها ومعانيها، فهذا أصل لا بد من اعتقاده" .
ولا بد من البحث عن وجه الربط بين الاسم الكريم وبين ما سبقه، فالآية وحدة واحدة تترابط أجزاؤها وتنتظم انتظام الدرر في العقد.
(يتبع)....
[line]
1. انظر: مادة (فَصَل) في (لسان العرب)، و(أساس البلاغة)، و(القاموس المحيط).
2. المعجم الوسيط.
3. رسالة الرماني (ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)، ص97.
4. إعجاز القرآن للباقلاني، ص244 .
5. إتقان البرهان في علوم القرآن، فضل عباس، (440:1).
6. رسالة الخطابي، (ثلاث رسائل ..)، ص29.
7. المحرر الوجيز، (39:1).
8. نُشر هذا البحث في مجلة (دراسات)، الجامعة الأردنية، مجلد11، عدد4، 1984.
9. انظر: (الفاصلة في القرآن)، محمد الحسناوي، ص378.
10. إعجاز القرآن الكريم، فضل عباس، ص222.
11. قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية، نقد مطاعن وردّ شبهات، فضل عباس، ص82.
12. الإعجاز البياني للقرآن، ومسائل نافع ابن الأزرق، عائشة عبد الرحمن، ص278.
13. صور البديع، فن الأسجاع، علي الجندي، (192:2).
14. فقه اللغة وخصائص العربية، محمد المبارك، ص(318-321) باختصار.
15. تفسير المنار، محمد رشيد رضا، (46:1).
16. المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، أبو حامد الغزالي، ص23.
---
أحمد بزوي الضاوي(1/574)
09-29-2006, 08:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
إن البحث في القيم الجمالية و تحققه في القرآن الكريم مبنى و معنى لهو من الواجبات التي يتعين على الباحثين المقتدرين الوفاء بها ، و إني لأكون في غاية السرور عندما تهل علينا دراسات قيمة في التفسير اللغوي و البياني للقرآن الكريم ، لأننا نكون بذلك نعطي البديل الأكفى عما يسمونه بالقراءات الحداثية للقرآن الكريم .
جزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
أحمد البريدي
09-29-2006, 09:37 PM
أختي الكريمة روضة : شكر الله لك ما كتبتي , ومشاركة مني في إثراء الموضوع أقول :
مِن وجوه إعجازِ القرآن الكريم الإعجازُ في فواصلهِ وخواتم آياته ، حيث نَجِدُها نازلة في مواضعها ملائمة لمواقعها ، مساهِمة في إحْكام الآي وبنائِها ،في الشكْل والمضمون ، في المبنى والمعنى .
وأواخِرُ الآي تُسمّى عند أهل العلْم : فَوَاصِل .
قال الراغب الأصفهاني :" والفَوَاصِلُ : أَوَاخِرُ الآيِ ".
وقالَ الزجّاجُ :" وَرُؤُوسُ الآيِ فَوَاصِل ".
فينبغي للمفسِّر أنْ يتأمّلَ آخر الآية ومناسبتها لمضمونها .
قال الزركشيُّ :" اعْلَمْ : أنّ مِنْ المواضع التي يُتأكَّدُ فيها إيقاعُ المناسبةِ : مَقاطِع الكلامِ وأواخره ، وإيقاعُ الشيءِ فيها بما يُشاكِلُه . فلا بدَّ أنْ تكونَ مناسبةً للمعنى المذكور أولاً ،وإلا خرجَ بعض الكلام عن بعض . وفواصلُ القرآن العظيم لا تخْرُج عنْ ذلك ، لكن منْهُ ما يظْهر ،ومنْهُ ما يُسْتخْرج بالتَّأَمُّلِ لِلَّبِيب ".( )
وفواصل الآي الكريم إمّا أنْ تُختَم بأسماء الله الحسنى أو تُختَم بغير ذلك , والحديث هنا عن الأول .
قالَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" منْ بلاغة القرآن : ختْمُ الأحكام بما يُناسبها من أسماء الله ".(1/575)
ونقلَ السيوطيُّ عنْ أعرابيٍّ أنّه سمِعَ قارئًا يقرأُ{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} (البقرة:من الآية209) فاعلموا أنّ الله غفورٌ رحيم ، ولم يكنْ يقرأُ القرآنَ ، فقالَ :" إنْ كانَ هذا كلام الله فلا يقولُ كذا . الحكيم لا يَذْكُر الغفرانَ عندَ الزَّلَلْ لأنّه إغْراءٌ عليه ".( )
فخَتْمُ الآيةِ بأحد أسماء الله الحسْنى مُشْعِرٌ بعلاقة بين هذا الاسم وبين مضمون الآية ينبغي للمفسِّر إظهارُه وبيانُ وجْهِه .
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في تفسيره :
- فعند تفسيره لقوله تعالى :{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:284)
قال :" فإنْ قيل : لماذا ختَمَ الآية بالقدرة من بعد قوله تعالى : {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ؛ ولم يَخْتِمها بالرحمة ، ولا بالعقوبة ؟
فالجواب : إنّ المحاسبة تكون بعد البعْث ؛ والبعْثُ يدلُّ على القدرة ؛ كما قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(الاحقاف:33) وقالَ تعالى :{ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(فصلت: من الآية39) .
وجْهٌ آخر : لو خُتِمتْ الآيةُ بما يقتضي الرحمةَ وفيها التعذيبُ لم يَكُنْ هناكَ تَنَاسُبٌ ؛ لو خُتِمتْ بما يقتضي التعذيبَ وفيها مغفرةٌ لم يَكُنْ هناكَ تَنَاسُبٌ ؛ والقدرةُ تُناسِب الأمرين: تُناسِبُ المغفرةَ وتُناسِبُ التعذيبَ ؛لأنّ المغفرة والتعذيب كلاًّ لا يكون إلا بقدرة الله - عز وجل -".(1/576)
- وعند تفسيره لقوله تعالى:{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء:17)
قال :" خَتَم الله الآية بقوله : { عَلِيماً حَكِيماً} ؛ مع أنّ المتوقع أنْ يقول : تَوَّابًا رحيما ؛ والحِكْمَةُ مِن ذلكَ هي بيانُ أنّ الله يعْلَمُ مَن يستحقُّ التوبةَ مِمّنْ لا يستحقُّها ، ويضعها في محلّها ؛ لأنّه سيأتي حالٌ لا تُقْبلُ فيها التوبة ،فناسبَ أنْ يُبَيِّنَ أنّ توبتَهُ على هؤلاءِ مبْنيّةٌ على عِلْمٍ وحكمةٍ "
---
روضة
09-30-2006, 02:55 PM
الدكتوران الأحمدان ..د. أحمد بزوي ، ود. أحمد البريدي،
جزاكم الله خيراً على المرور والتعليق، وزادكم علماً ونفع بكم.
°ˆ~*O®(**)®O*~ˆ°******°ˆ~*O®(**)®O*~ˆ°
سر اختيار (الرحمن) و(الرحيم) مقترنين في الفاصلة القرآنية
يتحتم عليّ في البداية أن أبيّن المعنى الدقيق لهذين الاسمين المشتقين من الرحمة، وبيان الفروق بينهما، ثم دراسة الآيات التي ختمت بهذين الاسمين مقترنين.
قال ابن فارس: "الراء والحاء والميم أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة، يقال في ذلك: رحمه يَرْحمه، إذا رقّ له وتعطّف عليه"(1) .
"والرحمة مأخوذة من الرحم؛ وذلك لأن الرحم منعطفة على ما فيها، وهذا بالنسبة إلى الله تعالى كناية عن إنعامه وإحسانه على خلقه"(2)، "فإذا وصف به الباري تعالى، فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة، وعلى هذا رُوي أن الرحمةمن الله إنعام وإفضال، ومن الآدميين رقة وتعطّف"(3).
إذن، اسما (الرحمن) و(الرحيم) يشتركان في أصل المعنى وهو الدلالة على الإحسان والإنعام، إلا أن هناك فرقاً بين الاسمين؛ ذلك أنه لا ترادف في القرآن كما تقرر من قبل، وقد لاحظ ابن عباس رضي الله عنه هذا الفرق، حيث قال: "هما اسمان رفيقان، أحدهما أرفق من الآخر"(4).(1/577)
وهذا ما وضحه الزمخشري في الكشاف، قال: "في الرحمن من المبالغة ما ليس في الرحيم، ولذلك قالوا: رحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا، ويقولون: عن الزيادة في البناء لزيادة المعنى"(5) .
ولا يطلق (الرحمن) إلا على الله تعالى، لا مطلقاً ولا مضافاً؛ إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلماً، و(الرحيم) يُستعمل في غيره، وهو الذي كثُرت رحمته، وقيل: (الرحمن) عام، و(الرحيم) خاص، وقيل: (الرحمن) الذي الرحمة وصفه، و(الرحيم) الراحم لعباده، ولهذا يقول تعالى: "وكان بالمؤمنين رحيماً"، "إنه بهم رؤوف رحيم"، ولم يجئ: رحمن بعباده، ولا رحمن بالمؤمنين، مع ما في اسم (الرحمن) الذي هو على زِنة فَعلان من السَّعة، ألا ترى أنهم يقولون: غضبان، للمتلئ غضباً ... فبناء (فعلان) للسعة والشمول(6) .
وعلى هذا القول الأخير يمكن القول إن (الرحمن) صفة ذات؛ فهي صفة قائمة به سبحانه، و(الرحيم) صفة فعل تتعلق بالمرحومين، وهذا ما ذهب إليه ابن القيم(7) ، واستدل بالآيتين السابقتين، بينما خالفه الإمام محمد عبده والشيخ الشعراوي(8) رحمهم الله جميعاً.(1/578)
قال الإمام: "إن صيغة (فعلان) تدل على وصف (فََعلى)، فيه معنى المبالغة، كـ(فعّال)، وهو في استعمال اللغة للصفات العارضة كعطشان وغضبان وغرثان، وأما صيغة (فعيل)، فإنها تدل في الاستعمال على المعاني الثابتة، كالأخلاق والسجايا في الناس، كعليم وحليم، وحكيم وجميل، والقرآن الكريم لا يخرج عن الأسلوب العربي البليغ في الحكاية عن صفات الله عز وجل التي تعلو عن مماثلة صفات المخلوقين، فلفظ (الرحمن) يدل على من تصدر عنه آثار الرحمة بالفعل، وهي إفاضة النِّعم والإحسان، ولفظ (الرحيم) يدل على منشأ هذه الرحمة والإحسان، وعلى أنها من الصفات الثابتة الواجبة، وبهذا المعنى لا يُستغنى بأحد الوصفين عن الآخر، ولا يكون الثاني مؤكداً للأول، فإذا سمع العربي وصف الله ـ جل ثناؤه ـ بالرحمن، وفهم منه أنه المفيض للنِّعم فعلاً، لا يعتقد منه أن الرحمة من الصفات الواجبة له دائماً، لأن الفعل قد ينقطع إذا لم يكن عن صفة لازمة ثابتة، وإنْ كان كثيراًً، فعندما يسمع لفظ (الرحيم) يكمل اعتقاده على الوجه الذي يليق بالله تعالى ويرضيه سبحانه، ويعلمُ أن لله صفة ثابتة هي الرحمة التي عنها يكون أثرها، وإن كانت تلك الصفة على غير مثال صفات المخلوقين، ويكون ذكرها بعد (الرحمن) كذكر الدليل بعد المدلول ليقوم برهاناً عليه"(9) .
ويمكن ترجيح قول الإمام محمد عبده بأن (الرحمن) صفة فعل، و(الرحيم) صفة ذات، حيث استدل على رأيه بما جاء في اللغة، والقرآن الكريم قد أنزل بلسان عربي مبين، أما قوله: (وكان بالمؤمنين رحيماً)، فيمكن أن يكون المراد أن صفة الرحمة ملازمة ثابتة لله تعالى في معاملته للمؤمنين، فهو تعالى لا يعاملهم إلا بهذه الصفة، ولو أنه قال: وكان بالمؤمنين رحماناً، لفُهم أن الرحمة بالمؤمنين قد تنقطع؛ لأن صيغة فعلان تدل على الصفات العارضة، والله اعلم.
هذه هي أهم الأقوال التي قيلت في التفرقة بين الاسمين، وألخصها بأمرين:(1/579)
الأول: في لفظ (الرحمن) من المبالغة ما ليس في (الرحيم) لدلالة بناء (فعلان) على السعة والشمول.
الثاني: (الرحمن) صفة تدل على صدور فعل الرحمة، و(الرحيم) صفة ذات، تدل على صفة ثابتة، وتدل على منشأ الرحمة.
وفيما يلي الآيات التي اشتملت في فواصلها على هذين الاسمين مجتمعين:
الآية الأولى: (بسم الله الرَّحْمانِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة:1].
الآية الثانية: (الرَّحْمانِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة:3]
"ذكرهما في البسملة تعليل للابتداء باسمه عز وجل، وذكرهما في الآية الثالثة من الفاتحة تعليل لاستحقاقه تعالى الحمد"، قاله الألوسي(10) .
فناسب أن يُذكر هذان الاسمان الجليلان المشتَقَّان من الرحمة في أول الكتاب لما فيهما من معنى الإحسان، والتفضل، فنحن نبدأ مستعينين بالله لما له من فضل علينا، ونحمده كذلك لكثرة إنعامه علينا.
وذكر الإمام محمد عبده أن الابتداء بالرحمة في أول الكتاب وعدٌ بالإحسان، وتكريرهما مرة ثانية تنبيه لنا على أن أمره إيانا بتوحيده وعبادته رحمة منه سبحانه بنا، لأنه لمصلحتنا ومنفعتنا(11) .
فنبّه الإمام على موقع هذين الاسمين بالنسبة للقرآن الكريم، وما جاء فيه من أوامر ونواهٍ.
ويمكن أن نربط بينهما وبين ما جاء قبلهما، وهو لفظ الجلالة في البسملة، قال أبو السعود: "والاقتصار على نعته تعالى بهما في التسمية؛ لما أنه الأنسب بحال المتبرك المستعين باسمه الجليل والأوفق لمقاصده"(12) .
وكذلك الأمر في الفاصلة الثانية .. يمكن ربط الاسمين بما سبقهما، وهو قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)، "فكأن الله تعالى أراد أن يتحبب إلى عباده، فعرّفهم أن ربوبيته ربوبية رحمة وإحسان، ليعلموا أن هذه الصفة هي التي ربما يرجع إليها معنى الصفات، وليتعلقوا به ويُقبلوا على اكتساب مرضاته"(13) .(1/580)
وفي سبب تقديم (الرحمن) على (الرحيم) مع كون القياس تأخيره رعاية لأسلوب الترقي إلى الأعلى، كما في قولهم: جوّاد فيّاض، قال أبو السعود: لأنه باختصاصه به عز وجل (يعني اسم الرحمن) صار حقيقاً بأن يكون قريناً للاسم الجليل الخاص به تعالى؛ ولأن ما يدل على جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها، وإفراد الوصفين الجليلين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة"(14) .
وما قيل في آيات الفاتحة، يقال في البسملة التي افتُتح بها كتاب سليمان ـ عليه السلام ـ إلى أهل سبأ: (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) [النمل:30]، ويُضاف: إنه عليه السلام بعد أن عرّفهم بصاحب الكتاب عرّفهم بالإله الذي دعاهم لعبادته لما وجب له لذاته، وما استحقه بصفاته؛ ليكون ذلك أجدر بقبول كتابه(15) .
الآية الثالثة: (وَالهكُمْ اله وَاحِدٌ لاَّ اله إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ) [البقرة:163]
تكلم أبو السعود عن وجه ارتباط هذه الفاصلة بآيتها، فقال: "هو تقرير للتوحيد؛ فإنه تعالى حيث كان مولياً لجميع النعم وأصولها وفروعها، جليلها ودقيقها، وكان ما سواه كائناً ما كان مفتقراً إليه في وجوده وما يتفرع عليه من كمالاته تحققت وحدانيته بلا ريب، وانحصر استحقاق العبادة فيه تعالى قطعاً"(16) .
ويمكن أن أضيف وجهاً آخر في مناسبة الفاصلة للسياق، وهو مناسبة لفظية ومعنوية، فالرحمة هنا جاءت بعد ذكر التوحيد في مقابل اللعنة التي جاءت في الآية السابقة مقترنة بالكفر، وهو قوله تعالى: (إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلا?ئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، والرحمة ضد اللعنة التي هي لمن كفر ومات على الكفر، والرحمة لمن وحّد.(1/581)
وإذا تدبرنا قوله تعالى: (وَالهكُمْ اله وَاحِدٌ لاَّ اله إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ) وجدنا أنها تحدثت عن وحدانية الألوهية، وتظهر هذه الوحدانية في جوانب عدة، يقول صاحب الظلال: "ومن وحدانية الألوهية التي يؤكدها هذا التأكيد، بشتى أساليب التأكيد، يتوحد المعبود الذي يتجه إليه الخلق بالعبودية والطاعة، وتتوحد الجهة التي يتلقى منها الخلق قواعد الأخلاق والسلوك، ويتوحّد المصدر الذي يتلقى منه الخلق أصول الشرائع والقوانين، ويتوحد المنهج الذي يصرف حياة الخلق في كل طريق، ثم يقول: يُذكر من صفات الله هنا: (الرحمن الرحيم)، فمن رحمته السابغة العميقة الدائمة تنبثق كل التشريعات والتكاليف"(17) .
من هذه النظرة العميقة في ظلال معنى التوحيد، نجد أن صفة الرحمة جاءت مناسبة جداً لهذا المقام، بحيث إن أي صفة أخرى لن تسدّ مسدّها.... فالرحمة تظهر في توحيد المعبود، وفي التشريعات التي شرّعها المعبود.
الآية الرابعة: (تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) [فصلت:2]
وجه ارتباط الفاصلة بالآية ظاهر، فذكر الرحمة مع تنزيل القرآن؛ لأنه نزل رحمة للناس يخرجهم من الظلمات إلى النور، وقد نزل فيه من التشريعات ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة.
وقال ابن عاشور: "في ذلك إيماء إلى استحماق الذين أعرضوا عن الاهتداء بهذا القرآن بأنهم أعرضوا عن رحمة، وأن الذين اهتدوا به هم أهل المرحمة لقوله بعد ذلك: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي? آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) [فصلت44](18) ".(1/582)
فهدف تنزيل الكتاب رحمة العباد، إلا أننا نجد في آيات أخرى اقتران التنزيل بأسماء أخرى، كقوله تعالى في سور الزمر، والجاثية، والأحقاف: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)، وفي سورة يس: (تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)، وغيرها من الأسماء، وسأحاول بيان ذلك في موضعه إن شاء الله.
الآية الخامسة: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ اله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ [الحشر:22]
ذكرُ الاسمين الجليلين بعد ذكر صفة العلم له ملحظ نفسي أشار إليه صاحب الظلال، وهو أن علمَ الله للظاهر والمستور يوقظ في النفس شعور المراقبة، فيعمل الإنسان كل ما يعمل بشعور المراقَب من الله، المراقِب لله، وبعد صفة العلم يذكر صفة الرحمة ليستقر في الضمير شعور الطمأنينة لرحمة الله والاسترواح، ويتعادل الخوف والرجاء، والفزع والطمأنينة، فالله في تصوّر المؤمن لا يطارد عباده ولكن يراقبهم، ولا يتركهم بلا عون وهم يصارعون الشرور والأهواء(19) .
هذا هو سر اختيار الاسمين الدالّين على الرحمة في هذه الآية الكريمة.
لم يقترن الاسمان الكريمان في الفواصل القرآنية إلا في الآيات السابقة، ويلاحظ من خلال ما سبق أنهما يقترنان في سياق الحديث عن التوحيد.
ففي سورة الفاتحة ذُكر الاسمان في البسملة بعد الاسم الأعظم (الله) الذي يشير إلى توحيد الألوهية، ثم ذكرا في الآية الثالثة من السورة بعد قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)، وهذا هو توحيد الربوبية.(1/583)
أما قوله تعالى: (وَالهكُمْ اله وَاحِدٌ لاَّ اله إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ) فظاهر، كما أن السياق الذي وردت فيه آية فصلت: (تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) يتحدث عن التوحيد، ففي مطلع السورة يقول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ الهكُمْ اله وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُو?اْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ)، وذكر التوحيد غير مرة في السورة، فمثلاً قوله تعالى: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، وقال: (إِذْ جَآءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُو?اْ إِلاَّ اللَّهَ)، وقال: (لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُواْ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، وقال: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُو?اْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ).
ويبدو ذلك واضحاً في آية الحشر، حيث إن هذين الاسمين: (الرحمن) و(الرحيم) أحيطا بذكر التوحيد، فقال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ اله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ اله إِلاَّ هُوَ...).
وسر الربط بين التوحيد وبين هذين الاسمين، هو ما ذكرتُه قبلُ وهو أن الرحمة تظهر في توحيد المعبود، وفي التشريعات التي شرّعها، والله أعلم.
[line]
1. معجم مقاييس اللغة، ابن فارس، مادة (رحم).
2.عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ، السمين الحلبي، (87:2).
3.المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، وانظر: بصائر ذوي التمييز، الفيروزأبادي.
4.عمدة الحفاظ، (87:2).
5.الكشاف، (16:1).
6.اشتقاق أسماء الله الحسنى، أبو القاسم الزجاجي، ص55، وانظر: بصائر ذوي التمييز.(1/584)
7.بدائع الفوائد، (21:1).
8.المختار من تفسير القرآن العظيم، (12:2).
9.تفسير المنار، (12:2).
10.روح المعاني، (84:1).
11.المنار، (37:1).
12.تفسير أبي السعود، (15:1).
13.المنار، (53:1).
14. تفسير أبي السعود، (11:1).
15.انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، البقاعي، (423:5).
16.تفسير أبي السعود، (184:1).
17.في ظلال القرآن، (214:1).
18.التحرير والتنوير، (230:24).
19.انظر: الظلال، (49:8).
---
جمال أبو حسان
10-01-2006, 11:08 AM
هناك رسالة دكتوراه قدمت في جامعة القران الكريم بالسودان للدكتور احمد المناعي من الاردن حول هذا الموضوع ولا اعلم هل طبعت ام لا
---
الإسلام ديني
10-04-2006, 02:37 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
موضوع جميل جدا
/////////////////////////////////////////////////
---
أحمد بزوي الضاوي
11-12-2006, 12:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخت الفاضلة : الأستاذة روضة ـ حفظها الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .(1/585)
جزاك الله خيرا ، ما تقومين به عمل في غاية الأهمية في زمن أصبحنا نؤتى فيه من جانب دعاة القراءات الجديدة للقرآن الكريم ، و التي تدعي تسلحها باللسانيات و مناهج تحليل الخطاب الحديثة ، مما يحتم علينا التسلح بهذه الأدوات العلمية لإقامة الحجة عليهم بأن دراساتهم غير علمية و غير منهجية من جانب . و لنفهم تراثنا التفسيري خاصة و التراث عامة فهما جيدا. فأعمال مفسرينا و لغويينا و الإعجازيين هي دراسات لسانية بامتياز ، بل سجلت السبق العلمي على كثير من النظريات اللسانية الحديثة ، كما أن ذلك سيمكننا من فهم قضية الإعجاز ، والوصول إلى قضايا إعجازية جزئية ، واكتشاف توازنات صوتية مناسبة للمقال وللمقام و السياق ، ومحققة البعد الجمالي للخطاب القرآني ، ومحدثة الأثر المقصود في المتلقي ، بأن تأسره بعلمها و بسحرها، فتجعله يد لأمر الله طواعية ، ويقبل على ربه حبا وكرامة، فيحقق صلاحه في الحال و المآل .
إنني أقول ذلك لأننا ندرس أمر الفاصلة من حيث التوازنات الدلالية و المقامية ، ونغيب جانب التوازنات الصوتية كآلية مهمة استخدمها البيان القرآني لرسم إيقاعه الخاص ، والمعجز، و المتشابك مع المستويات اللسانية الأخرى : الصرف ، و التركيب ، و الدلالة ، و الأسلوبية ، و التداولية .
آمل أن تجربي ذلك فستجدين متعة علمية أكبر ، وفائدة أعم ، وبيانا لفضل الله على العباد بأن يسر فهم مراداته ، وهيأ لهم أسباب معرفته ، وفتح أبواب الوصول إليه ، حيث عتبات المحبة ، ومدارج القبول .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
الطبيب
11-12-2006, 01:00 PM
جزاك الله خيراً ..
وننتظر المزيد.
ودمتم ،،،
---
أحمد البريدي
11-25-2006, 10:03 PM
هناك كتابان في هذا الموضوع هما :
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها , واسماء الله الحسنى في خواتم سورة الفاتحة والبقرة .
كلاهما للدكتور علي العبيد .
---(1/586)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لو آمنت كاترينا
---
لو آمنت كاترينا
---
ابن الشجري
09-25-2005, 04:52 PM
لكنها أم العذاب
(هذا يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سؤ الدار)
في خضم هذه الحياة الصعبة المليئة بالهموم والأحزان ، من تسلط الظلمة والكفرة على كثير من بلاد الإسلام ، تأتينا الأخبار سراعا عن نازلة نزلت بساحة الأمريكان ، وكنت أحسب الأمر هينا لكنه كان فوق الحسبان ، فهو أمر مقدر من الواحد الديان .
قالوا لنا ريح عقيم تدمر كل شئ بأمر ربها ، فاستعذنا بالله من أم العذاب ، وقلنا اللهم جنبها ديار المسلمين واجعلها دائرة مديرة مؤذنة لمهلك المشركين الظالمين ، تهلك بها نسلهم وزرعهم حتى يمش ضرعهم ، وتكسربها شوكتهم حتى تخرج بها من أرض المسلمين عدتهم .
وكان عجبي من هذا الذل والهوان الذي أصاب بعض الوجوه الساجدة ، التي طالما دعت وابتهلت بأن يهلك الله عدوها ويستأصل شافته ، حتى استجاب الله لها ، فكان أن استغفرت ونكلت من دعائها ، وأخذت ترجوه أن يخفف عذابه على القوم الظالمين كأنها مادعت وتضرعت أن يأخذهم أخذ قوي متين ، فليت شعري ماعدا مما بدا ومن أين أتيت ؟
إنما أتيت من شدة ما أصابها من ذل وهوان ، واستعباد عرابدة الكفر والطغيان ، من عساكر وجيوش الأمريكان ، حتى استيأست وظنت أن النصر بعيد ، وأنها كذبت وأسلمت لشوكة الكافر العنيد ، فسري إليها أن الدماء هي الدماء والديار الديار ، لافرق بين بلد تقام عليه شعائر الدين المتين ، وبلد عليه اللعنة إلى يوم الدين ، وأخذت تحدث نفسها عن رحمة تفطر كبدها ، على صليبي دنس مصحفها واحتل أرضها ، وخرب مسجدها وسرق خيرها ، رقت قلوبهم حتى لم تعد تفرق بين الرحمة والذل والهوان ، واختلطت عيلهم أذهانهم فلم تعد تفرق بين من تبكي له أومنه أوعليه .(1/587)
ولو كانت علمت بأن النصر قريب ، وأن الأيام دول والعهد ببعض الظلمة ليس بالبعيد ، لخرت ساجدة لله الواحد الصمد ، شاكرة خراب ماحل بذاك البلد ، لكنه الهوان :
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
وهو كذلك الامتحان:
(مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
إن المرء لمعذور أيما عذر في عمى بصره ، لكنه معاتب كل عتاب في عمى بصيرته :
فيا من أعمى الله بصيرته أنسيت : تلك الدماء الطاهرة المسلمة في بلاد الأفغان والسودان وفلسطين و الرافدين ، أنسيت محمد الدرة وهو يقتل بين يدي والده برصاصه من صنع الأمريكان ، أنسيت من هدد بتقسيم بلدك الطاهر وأربد وأزبد بوعيده ، أنسيت من عرا أبدانا مؤمنة طاهرة زكية وأظهرها للعيان ، أنسيت من انتهك عرض مؤمنة عفيفة وماخشي سطوة الديان .
إن كنت قد نسيت فتلك مصيبة وإن لم تنس فالمصيبة أعظم ...، إن كنت قد نسيت فو جلال الله ما نسيت ثكلى في العراق لم يجف الدمع من مآقيها ، إن كنت قد نسيت فما نسيت أرملة فقدت زوجها بقذيفة مزقت كل أمانيها ، إن كنت قد نسيت فما نسي طفل صغير يتمته يد صليبية ملعونة من عطف راعيها .
أنسيت من يحمل راية الفيتوـ فتت الله قلوبهم وديارهم ـ في كل محفل ترفع فيه راية للمسلمين . أنسيت إخوة لنا في السلاسل والأغلال وكيف هم مقيدين .
الم تحدثك نفسك بأنها قد تكون دعوة أحدهم ، سرت بليل نامت عنها أعين الطغاة وعين الله عنها لم تنم .
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم يأ تيك آخره بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم(1/588)
أما تستحي أن تبكي بعد ذلك صليبي لازالت يداه مضرجتان بدماء آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا في العراق .
مه يارجل ، أما تستحي أما ترعوي عن مثل هذا السؤال ؟، حين تحدث نفسك سائلا هل هذا يوم ترح أم يوم فرح ؟ فانزع عنك أخي جلباب الخور الذي أصابك ، وانظر إلى المدية التي بيد جزارك وجزار إخوانك ، وأيم الله لوكانت نعاجا لما وسعتها الأرض من فرحها بما حل بجزارها ، فماذا أصابك ، وماذا دهاك ؟.
فأفق من نومتك قبل أن يطمس الله على قلبك حتى يوم سكرتك ، واستعذ بالله من رحمة في غير محلها ، فإنماهي سكرة خور تعود بالحسرة على خلها ، واعلم بأنهم والله لاتأخذهم في مثلي ومثلك رأفة ولا رحمة ، ولايغرنك صونهم للقطط والكلاب ، وتحدثني حديث رفقهم بالقردة والخنازير ، فإنما هي دماء تبكي شجو بعضها .
( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ(
وتذكر معي خبر المصطفي صلى الله عليه وسلم عند استعاذته بوجه الله تعالى ، من أن يسلط على أمته عذابا من فوقها أو من تحت أرجلها ، واعلم بأن تلك البلاد بلاد كافرة محادة لله ورسوله لم تأل جهدا بقضها وقضيضها في محاربته ومحاربة دينه وأوليائه ، فسلط الله عليها أم العذاب ، وجعلهم أثرا بعد عين ، ففقئت حدقة من قطرت له عليهم عين ، وصلبت نياط قلب رق لهم طرفة عين .(1/589)
فنحن والله بما حل بديار الكفرة لفرحين ، ونسأل الله أن يزيدهم من مثله حتى حين ، ونحن ننتزع ذلك من منزع عظيم عن كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ)
ألم تكن هذه دعوة نبوية من نبي كريم استجابها الله رب العالمين فأهلك عدوه ، وجعل من يوم مهلكه شكر لنا حتى يوم يبعثون ، أم أنك نسيت أنا نصوم يوم عاشورا شكرا لله بأن نجى الله فيه موسى ومن معه من المؤمنين ، وأهلك فيه فرعون وأتباعه من الطغاة الملحدين .
ولو تصفحت كتاب ربك لرأيت هذه دعوة أكثر الأنبياء بعد أن يشتد جرم قومهم معهم ، بأن يسلط الله عليهم عذابا من عنده يسومهم به سوم العذاب ، وهذا نوح عليه السلام قد دعا بأن يستأصل الله شافة الكفار حتى لايدع على الأرض منهم ديار ، فهل تظن بأن الحزن يعقب هذه الدعوات ، أم أنه استشعار النصر من رب الأرض والسماوات .
فإن كنت يا أخي ستحجر علي أمر وسعه الله ، وأردت مني مخالفة هدي رسول الله ، فإني أحمل سمعك على سماع هذه الآيات الكريمات ، لعل فيها مايشفي منك نجي البلابل
( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )(1/590)
فلن تمنعني عندها رعاك الله من هذه الضحكات ، وهم يتقلبون في تلك الصرخات في عذاب الله ولعنته .
وأنا لا أقول لك بان الفرح في مثل هذا الحالة ركن من أركان الإسلام ، لكنه أقرب مايكون إلى أمر فطري منبعه الدين والولاء والبراء ، فإن فرح قلبك بما أصاب عدو الله فليكن ، وإن كان مشغولا بالأسهم أو العقار وليس فيه متسع للفرح أو الحزن إلا بالدرهم والدينار فالأمر قريب ، أما أن تأتي وتثرب علي في سرور قلبي وانشراح صدري فلا وألف لا ، بل أخشى والله عليك البلاء .
وكي يطمئن قلبك بما أخبرتك به ، وتعلم أن هذه الحال هي سبيل المؤمنين في كل وقت وحين ، فإني أزيد سمعك من كلام الحق جل في علاه ، حتى تعلم أني لك من الناصحين .
( ألم ، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله )
لقد كان فرحا ببشارة صادقة بنصرة الروم وهم أهل كتاب على عدوهم من الفرس المجوس ، فهذه جادة مطروقة من زمن بعيد بنص الكتاب العزيز ، وهي الفرح بمصائب الظلمة من الكافرين ، أو النصرة عليهم من طرف عباده المؤمنين .
فليفرح قلبك بهذا البلاء الذي أصابهم ، فلعل فيه مايشغلهم عنا ولو لحين ، أنسيت كم قمنا في بيوت الله داعين قانتين بأن يشغلهم الله في أنفسهم عن ديار المسلمين ، وأن يخرب عليهم ديارهم كما خربوا ديار المؤمنين ؟، هاهو رب العالمين قد أرسل عليهم أم العذاب ، فلله الحمد والمنة بما استجاب ، ونسأله المزيد من نصرة عباده المؤمنين فهو رب الأرباب .(1/591)
ولتعلم بأنهم في صدمة شديدة من هول ما أصابهم ، ولا يغرنك ما ترى من نعرة أخذت برؤوسهم على المسلمين في تلعفر ، فإن في هذا فأل حسن ـ إن شاء الله ـ فما هو إلا أذان بأن تعفر وجوههم ويخرجوا أذلة صاغرين ، فأنت ترى أكثر حركة شاتك المذبوحة عند ذبحها وطول ذمائها ، فما هم إلا كتلك الشاة التي لم يبق لها من أمرها شيئا ، فتراها عند خروج الروح تشتد وتتوالى منها حركة يديها ورجليها ، وما ذاك إلا من ألم الموت ومفارقة الحياة الدنيا ، فما حالهم إلا كهذه الشاة التي طال ذماؤها...، وكان حتفها من ظلفها... , رفع الله قدر شاتنا عن مقارنتها بأعداء الله ورسوله وعباده المؤمنين ، ونزع الله ما في صدورهم وأحشائهم وجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين .
وليكن من هذا كله لك عبرة أيه المؤمن ، وليس ثم كلام أبلغ وأعظم وأجل من كلام الله رب العالمين ، أختم به كما بدأت وثنيت ، حتى تستيقن الأمر وتستشعر النصر.
فلو آمنت كاترينا لهان الأمر وعظم العزاء وجل الخطب وانتفت البغضاء ، لكنها جحدت وتجبرت واستكبرت فكانت كمن استه في الطين وأنفه في السماء ، فلا وألف لاء ولا كرامة للسفهاء ، ولا نامت أعين الجبناء ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .
(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) .
.
---
(1/592)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من قصة الخضر مع موسى.
---
فوائد من قصة الخضر مع موسى.
---
الظافر
05-30-2003, 06:37 PM
فوائد من قصة الخضر مع موسى
• ومنها : أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان : علم مكتسب يدركه العبد بجهده واجتهاده . ونوع علم لدني ، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله : ( وعلمناه من لدنا علمًا ) .
• ومنها : التأدب مع المعلم ، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب ، لقول موسى - عليه السلام - : ( هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا ) ، فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة ، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا ، وإقراره بأنه يتعلم منه . بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذين لا يظهرون للمعلم افتقارهم إلى علمه ، بل يدعون أنه يتعاونون عم وإياه ، بل ربما ظن أحدهم أن يعلم معلمه ، وهو جاهل جدًا ، فالذل للمعلم ، وإظهار الحاجة إلى تعليمه ، من أنفع شيء للمتعلم .
• ومنها : تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه ، فإن موسى - بلاشك - أفضل من الخضر .
• ومنهل : تعلم العالم الفاضل ، للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه ، وإن كان دونه في العلم بدرجات كثيرة . فإن موسى - عليه السلام - من أولي العزم من المرسلين ، الذين منحهم الله وأعطاهم من العلم ما لم يعط سواهم ، ولكن في هذا في العلم الخاص ، كان عند الخضر ما ليس عنده ، فلهذا حرص على التعلم منه . فعلى هذا ، لا ينبغي للفقيه المحدث إذا كان قاصرًا في علم النحو ، أو الصرف ، أو نحوهما من العلوم أن لا يتعلمه ممن مهر فيه ، وإن لم يكن محدثًا ولا فقيهًا .
• ومنها : إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى والإقرار بذلك ، وشكر الله عليها لقوله : ( تعلمن مما علمت ) أي : مما علمك الله تعالى .(1/593)
• ومنها : أن العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير ، فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطريق الخير ، وتحذير عن طريق الشر أو وسيلة لذلك ، فإنه من العلم النافع . وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارًا أو ليس فيه فائدة لقوله :( أن تعلمن مما علمت رشدًا ).
• ومنها : أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم ، وحسن الثبات على ذلك ، أنه ليس بأهل لتلقي العلم . فمن لا صبر له لا يدرك العلم ، ومن استعمل الصبر ولازمه ، أدرك به كل أمر سعى فيه ، لقول الخضر يعتذر عن موسى بذكر المانع لموسى في الأخذ عنه : إنه لا يصبر معه .
• ومنها : أن السبب الكبير لحصول الصبر ، إحاطة الإنسان علمًا وخبرة بذلك الأمر الذي أمر بالصبر عليه . وإلا فالذي لا يدريه أو لا يدري غايته ولا نتيجته ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله : ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا ) . فجعل الموجب لعدم صبره ، عدم إحاطته خبرًا بالأمر .
• ومنها : الأمر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود .
• ومنها : تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة ، وأن لا يقول الإنسان للشيء : إني فاعل ذلك في المستقبل ، إلا أن يقول : ( إن شاء الله ) .
• ومنها : أن العزم على فعل الشيء ، ليس بمنزلة فعله ، فإن موسى قال : ( ستجدني إن شاء الله صابرًا ) فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل .
• ومنها : أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء ، حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها فإن المصلحة تتبع . كما إذا كان فهمه قاصرًا أو نهاه عن الدقيق في سؤال الأشياء التي غيرها أهم منها أو لا يدركها ذهنه أو يسأل سؤالاً لا يتعلق بموضع البحث .
• ومنها : جواز ركوب البحر في غير الحالة التي يخاف منها .(1/594)
• ومنها : أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه ، لا في حق الله ، ولا في حقوق العباد لقوله : ( لا تؤاخذني بما نسيت ) .
• ومنها : أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به أنفسهم ولا ينبغي به أن يكلفهم ما لا يطيقون أو يشق عليهم ويرهقهم فإن هذا مدعاة إلى النفور منه والسآمة ، بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الأمر .
• ومنها : أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها ، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها . فإن موسى - عليه السلام - أنكر على الخضر خرقه السفينة وقتل الغلام وأن هذه الأمور ظاهرها أنها من المنكر . وموسى - عليه السلام - لا يسعه السكوت عنها في غير هذه الحال التي صحب عليها الخضر . فاستعجل - عليه السلام - وبادر إلى الحكم في حالتها العامة ، ولم يلتفت إلى هذا العارض الذي يوجب عليه الصبر وعدم المبادرة إلى الإنكار .(1/595)
• ومنها : القاعدة الكبير الجليلة وهو أنه ( يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير ) ويراعي أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما . فإن قتل الغلام شر ، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما أعظم شرًا منه وبقاء الغلام من دون قتل وعصمته وإن كان يظن أنه خير ، فالخير ببقاء دين أبويه وإيمانهما خير من ذلك ، فلذلك قتله الخضر . وتحت هذه القاعدة من الفروع والفوائد ما لا يدخل تحت الحصر . فتزاحم المصالح والمفاسد كلها داخل في هذا . ومنها القاعدة الكبيرة أيضًا وهي أن ( عمل الإنسان في مال غيره إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة أنه يجوز ولو بلا إذن حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير ) ، كما خرق الخضر السفينة لتعيب فتسلم مت غصب الملك الظالم . فعلى هذا لو وقع حرق أو غرق أو نحوهما في دار إنسان أو ماله وكان إتلاف بعض المال أو هدم بعض الدار فيه سلامة للباقي جاز للإنسان بل شرع له ذلك ، حفظًا لمال الغير . وكذلك لو أراد ظالم أخذ مال الغير ودفع إليه إنسان بعض المال افتداء للباقي جاز ولو من غير إذن .
• ومنها : أن العمل يجوز في البحر ، كما يجوز في البر لقوله : ( يعملون في البحر ) ولم ينكر عليهم عملهم .
• ومنها : أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته ، ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة ؛ لأن الله أخبر أن هؤلاء المساكين لهم سفينة .
• ومنها : أن القتل من أكبر الذنوب لقوله في قتل الغلام : ( لقد جئت شيئًا نكرًا ) .
• ومنها : أن القتل قصاصًا غير منكر لقوله : ( بغير نفس ) .
• ومنها : أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته .
• ومنها : أن خدمة الصالحين أو من يتعلق بهم أفضل من غيرها ، لأنه علل استخراج كنزهما وإقامة جدارهما بأن أباهما صالح .(1/596)
• ومنها : استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ . فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله : ( فأردت أن أعيبها ) . وأما الخير فأضافه إلى الله تعالى لقوله : ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ) . كما قال إبراهيم - عليه السلام - : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) . وقال الجن : ( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا ) مع أن الكل بقضاء الله وقدره .
• ومنها : أن ينبغي للصاحب أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال ويترك صحبته حتى يتبعه ويعذر منه كما فعل الخضر مع موسى .
• ومنها : أن موافقة الصاحب لصاحبه في غير الأمور المحذورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة .
-------- وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،، --------
( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) !!
---
أبو بيان
05-30-2003, 06:58 PM
أخي الظافر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لها من مرجع ؟
---
(1/597)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مخطوطة (درج الدرر في تفسير الآي والسور) للإمام عبد القاهر الجرجاني
---
سؤال عن مخطوطة (درج الدرر في تفسير الآي والسور) للإمام عبد القاهر الجرجاني
---
أبو زياد محمد
02-22-2006, 10:55 PM
الإخوة الأفاضل رواد ملتقى أهل التفسير أحييكم بتحية الإسلام وبارك الله فيكم وجعل الجنة مثواكم . أرجو منكم المعاونة في إيجاد مخطوط بعنوان درج الدرر في تفسير الآي والسور للإمام عبد القاهر الجرجاني , أين أجد نسخ هذا المخطوط . وجزاكم الله خيرا .
---
روضة
02-22-2006, 11:01 PM
الأخ أبو زياد،
على ما أذكر .. هذه المخطوطة موجودة في مكتبة الجامعة الأردنية، وإن لم تخني الذاكرة فقد تم تحقيقها من قبل إحدى طالبات الدراسات العليا (الماجستير)، فإذا كان الأمر يهمك فسأتحرى لك عنه.
---
أبو زياد محمد
02-22-2006, 11:13 PM
الأخت روضة جزاك الله خيرا وأتمنى إفادتك حول نسخة المخطوطة في الأردن
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2006, 11:47 PM
يمكنك الاطلاع على هذا الموضوع .
تفسير جديد للعلامة البلاغي عبدالقاهر الجرجاني (471هـ)
(درج الدرر في تفسير الآي والسور) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3129)
---
روضة
02-23-2006, 07:48 PM
هناك أربع نسخ لهذا المخطوط ذكرتها الباحثة: حنان لطفي ذياب، في رسالة ماجستير قدمتها في الجامعة الأردنية، قامت فيها بتحقيق المخطوط ودراسته من سورة الفاتحة إلى آية 142 من سورة البقرة، وفيما يلي وصف ملخص للمخطوطات:
1. النسخة الأولى محفوظة في مكتبة (كوبريلي) بتركيا تحت رقم (95)، ومنها صورة ميكروفلمية في مكتبة الجامعة الأردنية، رقم الشريط (1169)، وهي في (69) صفحة.(1/598)
عانت النسخة من طمس في مواضع منها، ومع ذلك فهي أكمل نص للمخطوط، حظيت بتعليقات في بعض هوامشها، ثم هي نسخة مقابلة بما فيه من عبارات، نحو: بلغ، وصح ..
كتبت النسخة بخط مقروء، ونهج الناسخ فيها طريقة معينة في كتابة بعض الكلمات والحروف، مثلاً: الألف من أل التعريف كتبت مرتبطة باللام، فمثلاً: (الحث)، تكتب (للحث) .. [وذكرت أموراً أخرى على طريقة الناسخ].
2. النسخة الثانية محفوظة في مكتبة (كوبريلي) أيضاً تحت رقم (94)، ومنها نسخة ميكروفلمية في مكتبة الجامعة الأردنية برقم (1168)، تقع في (61) صفحة، كتبت الآيات فيها بمداد أحمر، والكلام محصور بين قائمين.
3. النسخة الثالثة محفوظة في مكتبة (نورعثمانية) بتركيا، تحت رقم (96)، ومنها نسخة ميكروفلمية في الجامعة الأردنية، رقم (1173)، وتقع في (46) صفحة، خطها مقروء واضح، والكلام محصور بين قائمين، وكتبت الآيات فيها بمداد أحمر.
4. النسخة الرابعة محفوظة في دير الاسكوريال بإسبانيا، تحت رقم (1400)، وهي في (83) صفحة، وقد كثر في هذه النسخة السقط؛ إذ سقط منها ما يعادل ورقتين، إضافة لذهاب أسطر وكلمات، وبل أحياناً كثيرة جزء من الكلمة.
وتجدر الإشارة إلى أن النسخ الأربع كاملة، فُسِّر فيها القرآن الكريم من أوله إلى آخره، إضافة إلى أنها جميعاً تخلو من مقدمة للتفسير فيها.
---
روضة
02-24-2006, 12:50 PM
عنوان هذه المخطوطة على ما جاء في رسالة الأخت الباحثة حنان لطفي: (درج الدرر في تفسير القرآن العظيم )، وليس (درج الدرر في تفسير الآي والسور)، فأيهما أصحّ ؟؟؟؟؟
---
أبو زياد محمد
02-25-2006, 05:09 PM
الأخت روضة جزاك الله خيرا على اهتمامك بالأمر وعلى حسب علمي أن اسم المخطوط درج الدرر في تفسير الآي والسور وهل من الممكن إذا احتجت جزءا من المخطوط أ ن تقومي بتوفيره وجزاك الله خيرا
---
روضة
02-26-2006, 01:51 AM
على الرحب والسعة، أخي الكريم.
وبارك الله فيك.
---
أبو زياد محمد(1/599)
02-26-2006, 11:34 PM
الأخت الكريمة روضة أرسلت لك رسالة على صنوق رسائلك على الملتقى أرجو قراءتها
---
(1/600)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض " ورد "
---
حمّل ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض " ورد "
---
مسك
10-20-2004, 02:40 PM
يُعَدُّ الكتاب أكبر موسوعة تتناول ترجمة رجال المذهب المالكي ورواة "الموطأ" وعلمائه، وقد استهلَّ الكتاب ببيان فضل علم أهل المدينة، ودافع عن نظرية المالكية في الأخذ بعمل أهل المدينة، باعتباره عندهم من أصول التشريع، وحاول ترجيح مذهبه على سائر المذاهب، ثم شرع في الترجمة للإمام مالك وأصحابه وتلاميذه، وهو يعتمد في كتابه على نظام الطبقات دون اعتبار للترتيب الألفبائي؛ حيث أورد بعد ترجمة الإمام مالك ترجمة أصحابه، ثم أتباعهم طبقة طبقة حتى وصل إلى شيوخه الذين عاصرهم وتلقى على أيديهم.
والتزم في طبقاته التوزيع الجغرافي لمن يترجم لهم، وخصص لكل بلد عنوانًا يدرج تحته علماءه من المالكية؛ فخصص للمدينة ومصر والشام والعراق عناوين خاصة بها، وإن كان ملتزما بنظام الطبقات.
أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31440)
ولا تنسونا من الدعاء
---
(1/601)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رسالة إلى كل أعضاء الملتقى
---
رسالة إلى كل أعضاء الملتقى
---
أم رغد
07-21-2006, 09:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكر الدكتور عبد الرحمن الشهري لمنحي فرصة المشاركة في المنتدى
وقد ارتأيت أن أتقدم لكم بطلب المساعدة في الحصول على المراجع التي تتناول موضوع إعراب الحديث وغيرها من الكتب ذات العلاقة حيث وقع اختياري أخيراً على
موضوع ( التضمين في الحديث الشريف ) كموضوع لرسالة الدكتوراه
شكراً لكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2006, 12:11 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير ، ونسأل الله لكم التوفيق والعون .
من الكتب في ذلك :
- إعراب الحديث النبوي ، للعلامة محب الدين أبي البقاء عبدالله بن الحسين العكبري (538-616هـ) بتحقيق الدكتور حسن موسى الشاعر ، نشر دار المنارة للنشر بجدة ، الطبعة الثانية 1408هـ .
- وهذا التحقيق هو الجزء الثاني من رسالة الدكتوراه للدكتور موسى الشاعر . والتي كانت بعنوان (النحاة والحديث النبوي)
- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح لجمال الدين محمد ابن مالك (672هـ)، وهو في إعراب بعض الأحاديث النبوية في صحيح البخاري .
- عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد للسيوطي (911هـ) وقد أشار في مقدمته إلى قلة التصنيف في إعراب الحديث النبوي موازنة بإعراب القرآن فقال : (أكثر العلماء قديماً وحديثاً من التصنيف في إعراب القرآن الكريم ، ولم يتعرضوا للتصنيف في إعراب الحديث سوى إمامين أحدهما الإمام أبو البقاء العكبري ، والثاني الإمام جمال الدين ، وقد استخرت الله تعالى في تأليف كتاب في إعراب الحديث..) .
---
أم رغد
07-23-2006, 12:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً دكتور عبد الرحمن لاهتمامك(1/602)
أما بخصوص المراجع التي ذكرتها فهي بحوزتي
وأستعين بها حالياً بشكليها الألكتروني والورقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/603)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لقط الجوهر من سورة الكوثر
---
لقط الجوهر من سورة الكوثر
---
أبو عبد المعز
03-17-2006, 01:32 AM
لقط الجوهر من سورة الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه محاولة لبيان وجه من معجزة سورة الكوثر، وميزته أنه يمكن التأكد منه على نحو قريب من الملموس، وسبيلنا اليه : الاشتغال بلغة النحو الواصفة، والاستناد إلى المقولات والمفاهيم المتداولة عند أهل النحو....
ورهاننا المأمول : إثبات دعوى مفادها : أن من وجوه إعجاز سورة الكوثر- التي لا سبيل إلى الاحاطة بها كلها- وجها لغويا ،لم يفصل فيه حسب علمي، وهو استيعاب سورة الكوثر لجل أبواب اللغة العربية التي يذكرها أهل هذا الشأن في مصنفاتهم.....فيتأتى التحدي والمعاجزة بهذه السورة لأنه ليس في طاقة الأنسان أن يضمن كل ما سأذكر في مساحة ضيقة جدا لا تتعدى عشر كلمات وهو عدد كلمات السورة الشريفة.
هذا وقد قسمت كلامي إلى شقين:
-استعرضت في الشق الأول الخطوط العريضة لمناهج المفسرين عندما اشتغلوا بتفسير سورة الكوثر.....مع إيراد نماذج تمثيلية من أقوالهم والتعليق عليها.
-بينت في الشق الثاني اشتمال السورة على كثير من ابواب النحو مما يصعب عادة أن تجتمع في حيز لغوي محدود جدا...
فعسى أن يوفقني الله لخدمة كتابه العزيز.
المفسرون وسورة الكوثر:
اتخذ المفسرون مسلكين مختلفين:
1-طائفة من المفسرين تمسكوا بالحياد المنهجي فلم يروا ضرورة لتغيير منهجهم العام في التفسير وهم يشتغلون بسورة الكوثر ....ومن هؤلاء أئمة كبار:كالطبري والبغوي وابن كثير وآخرين من القديم والحديث.(1/604)
2-طائفة أخرى اعتبرت تميز الموضوع الجزئي فاستجابت منهجيا بتميز مماثل:فقدرت أن سورة الكوثر هي أصغر سورة في القرآن العظيم ومن ثم فالمناسبة مواتية لاختبار إعجاز القرآن محليا والرد على الطاعنين خاصة وقد تناقل المفسرون أن مسيلمة الكذاب قد عارض هذه السورة بالضبط فلا بد من تسفيه محاولته وإثبات أن سورة الكوثر تعلو ولا يعلى عليها.
وباستقراء ما سطره هؤلاء الأئمة ظهرت ثلاثة توجهات أساسية لإثبات إعجاز سورة الكوثر:
أ-إعجاز السورة داخلي وذاتي،أعني أن تأمل السورة لذاتها وتدبر مفرداتها كافيان لبيان مظاهر الاعجاز.
ب-إعجاز السورة باعتبار غيرها من السور،ومدار هذا التوجه على افتراض علاقات ما بين سورة الكوثر وأخواتها داخل سياق مصغر، تحديدا :سورة الماعون المرتبة في المصحف قبلها وسورة الكافرون المرتبة بعدها ....وطمح بعض المفسرين إلى تأكيد فرضية علاقات مطردة في السياق الموسع، والمقصود هنا المفسر فخر الدين الرازي رحمه الله.
ج-إعجاز السورة باعتبار الواقع الخارجي،ومدار هذا التوجه على تاكيد العلاقة بين سورة الكوثر وأحداث تاريخية معينة وهو المعروف ب"الاخبار بالمغيبات".
هذه التوجهات قد تلحظ مجتمعة عند مفسر واحد، وقد تلحظ متفرقة.....وهذه نماذج تمثيلية لها:
نموذج للتوجه الأول: تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل:
قال ابن عادل -رحمه الله-:
(قال أهل العلم: قد احتوت هذه السورة على كونها أقصر سورة في القرآن على معان بليغة، وأساليب بديعة، منها: دلالة استهلال السورة على أنه - تعالى - أعطاه كثيراً من كثير.
ومنها: إسناد الفعل للمتكلم المعظم نفسه، ومنها: إيراده بصيغة الماضي تحقيقاً لوقوعه كـ " أتَى أمْرُ اللهِ ".
ومنها: تأكيد الجملة بـ " إنَّ ".
ومنها: بناء الفعل على الاسم ليفيد بالإسناد مرتين، ومنها: الإتيان بصيغة تدل على مبالغة الكثرةِ، ومنها حذف الموصوف بالكوثر؛ لأن في حذفه من فرط الإبهام ما ليس في إثباته.(1/605)
ومنها: تعريفه بـ " أل " الجنسية الدالة على الاستغراق، ومنها: فاء التعقيب الدالة على التسبب كما تقدم في " الأنعام " سبب الشكر والعبادة.
ومنها: التعريض بمن كانت صلاته ونحره لغير الله تعالى.
ومنها: أن الأمر بالصلاة إشارة إلى الأعمال الدينية التي هي الصلاة وأفضلها كالأمر بالنَّحر.
ومنها: حذف متعلق " انْحَرْ " إذ التقدير: فصلِّ لربِّك وانحر له.
ومنها: مراعاة السجع، فإنه من صناعة البديع العاري عن التكلُّف.
ومنها: قوله تعالى: { لِرَبِّكَ } في الإتيان بهذه الصفة دون سائر صفاته الحسنى دلالة على أنه المربِّي، والمصلح بنعمه، فلا يلتمس كلَّ خير إلا منه.
ومنها: الالتفات من ضمير المتكلم إلى الغائب في قوله تعالى: { لِرَبِّكَ }.
ومنها: جعل الأمر بترك الاحتمال للاستئناف, وجعله خاتمة للإعراض عن الشانئ, ولم يسمه ليشمل كلَّ من اتصف - والعياذ بالله - بهذه الصفة القبيحة, وإن كان المراد به شخصاً معيناً, لَعَيَّنَه الله تعالى.
ومنها: التنبيه بذكر هذه الصفة القبيحة، على أنه لم يتصف إلا بمجرد قيام الصفةِ به، من غير أن يؤثر في من شنأه شيئاً - ألبتة - لأن من شنأ شخصاً، قد يؤثر فيه شنؤه.
ومنها تأكيد الجملة بـ " إنَّ " المؤذنة بتأكيد الخبر، ولذلك يتلقى بها القسم، وتقدير القسم يصلح هاهنا.
ومنها: الإتيان بضمير الفصل المؤذن بالاختصاص والتأكيد إن جعلنا " هُوَ " فصلاً، وإن جعلناه مبتدأ فكذلك يفيد التأكيد إذ يصير الإسناد مرتين.
ومنها: تعريف الأبتر بـ " أل " المؤذنة بالخصوصية بهذه الصفة، كأنه قيل: الكامل في هذه الصفة.)انتهى.
تعليق:(1/606)
هذا النص المنقول بطوله يوضح ما ذكرته من البحث عن إعجاز السورة من الداخل...وملخصه :سعة السورة لمعان كثيرة بليغة مع صغرها....لقد جمع ابن عادل هنا ملاحظات أسلوبية وبلاغية ونحوية "عادية" جدا يمكن رصدها في باقي القرآن بل في أي كلام لبلغاء العرب أنفسهم...لكن مقصود المفسرين أن الملاحظات العادية قد تكوثرت و اجتمعت بصورة غير عادية في سورة الكوثر وهذا هو مناط الاعجاز.
نموذج للتوجه الثاني: تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي.
اختار فخر الدين رحمه الله أن يبحث عن لطائف السورة باستعراض السياق الضيق فقال:
(فذكر في هذه السورة في مقابلة تلك الصفات الأربع صفات أربعة، فذكر في مقابلة البخل قوله: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } أي إنا أعطيناك الكثير، فأعط أنت الكثير ولا تبخل، وذكر في مقابلة: { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } قوله: { فَصَلِّ } أي دم على الصلاة، وذكر في مقابلة: { الَّذِينَ هُمْ يُرَاءونَ } قوله: { لِرَبّكِ } أي ائت بالصلاة لرضا ربك، لا لمراءاة الناس، وذكر في مقابلة: { وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } قوله: { وَانْحَرْ } وأراد به التصدق بلحم الأضاحي، فاعتبر هذه المناسبة العجيبة، ثم ختم السورة بقوله: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ } أي المنافق الذي يأتي بتلك الأفعال القبيحة المذكورة في تلك السورة سيموت ولا يبقى من دناه أثر ولا خبر، وأما أنت فيبقى لك في الدنيا الذكر الجميل، وفي الآخرة الثواب الجزيل.)انتهى
ثم ذكر بعد ذلك في ما سماه الوجه الثاني من التناسب أمورا موغلة في المنهج الإشاري والتأويل الصوفي المفرط-حتى قلت لعل هذا القسم من التفسير مما زاده من كمل تفسيره-(1/607)
ثم شرع -رحمه الله-في بيان التناسب معتبرا السياق الموسع منطلقا في ذلك من فرضية مفادها أن السور الممتدة من سورة الضحى إلى نهاية المصحف الشريف مرورا بسورة الكوثر ينتظمها نسق ثلاثي مطرد توضحه عباراته التالية:
(اعلم أن فيه فوائد:
الفائدة الأولى: أن هذه السورة كالتتمة لما قبلها من السور، وكالأصل لما بعدها من السور. أما أنها كالتتمة لما قبلها من السور، فلأن الله تعالى جعل سورة وَالضُّحَى في مدح محمد عليه الصلاة والسلام وتفصيل أحواله، فذكر في أول السورة ثلاثة أشياء تتعلق بنبوته أولها: قوله: { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى } ،الضحى:4] وثالثها: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } ثم ختم هذه السورة بذكر ثلاثة أحوال من أحواله عليه السلام فيما يتعلق بالدنيا وهي قوله:
{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَاوَى وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }[الضحى:6-8] ثم ذكر في سورة: { أَلَمْ نَشْرَحْ } أنه شرفه بثلاثة أشياء أولها: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } وثانيها: { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِى أَنقَضَ ظَهْرَكَ } ، وثالثها: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }.
ثم إنه تعالى شرفه في سورة: التين بثلاثة أنواع من التشريف أولها: أنه أقسم ببلده وهو قوله: { وَهَاذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ } ، وثانيها: أنه أخبر عن خلاص أمته عن النار وهو قوله: { إِلاَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ } ، وثالثها: وصولهم إلى الثواب وهو قوله: { فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }.
ثم شرفه في سورة اقرأ بثلاثة أنواع من التشريفات أولها: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ } أي اقرأ القرآن على الحق مستعيناً باسم ربك وثانيها: أنه قهر خصمه بقوله: { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } ، وثالثها: أنه خصه بالقربة التامة وهو: { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب }.(1/608)
وشرفه في سورة القدر بليلة القدر التي لها ثلاثة أنواع من الفضيلة أولها: كونها: خَيْرًا مّن أَلْفِ شَهْرٍ، وثانيها: نزول: الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا وثالثها: كونها: سَلاَماً حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
وشرفه في سورة: لَمْ يَكُنِ بأن شرف أمته بثلاثة تشريفات أولها: أنهم: خَيْرُ الْبَرِيَّةِ وثانيها: أن جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ جَنَّاتُ، وثالثها: رضا الله عنهم.
وشرفه في سورة إذا زلزلت بثلاث تشريفات: أولها: قوله: { يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا } وذلك يقتضي أن الأرض تشهد يوم القيامة لأمته بالطاعة والعبودية والثاني: قوله: { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ } وذلك يدل على أنه تعرض عليهم طاعاتهم فيحصل لهم الفرح والسرور، وثالثها: قوله: { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } ومعرفة الله لا شك أنها أعظم من كل عظيم فلا بد وأن يصلوا إلى ثوابها ثم شرفه في سورة العاديات بأن أقسم بخيل الغزاة من أمته فوصف تلك الخيل بصفات ثلاث: { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً }.
ثم شرف أمته في سورة القارعة بأمور ثلاثة أولها: فمن ثقلت موازينه وثانيها: أنهم في عيشة راضية وثالثها: أنهم يرون أعداءهم في نار حامية.
(........)انتهى.وسرد ثلاثيات أخرى على النسق نفسه.
ليس يهمنا هنا مدى صحة هذه الانساق الثلاثية بقدر ما يهمنا توضيح المسار المنهجي....مع الإشارة إلى أن هذا النسق على فرض كونه إعجازيا فهو غير خاص بسورة الكوثر وإنما هو متعلق بترتيب المصحف أو بقسم منه .
نموذج للتوجه الثالث: تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي.(1/609)
بدأ برهان الدين- رحمه الله-تفسير السورة بداية"طبيعية" على قاعدة منهجه في كشف المناسبة وأوجه الارتباط بين السابق واللاحق مكثرا من عبارته العتيدة"ولما....."-حتى اقترح بعضهم أن يسمي تفسيره بتفسير" ولما"-ثم خطر للمفسر خاطر غريب جدا هو أن يربط دلالة "إن شانئك هو الابتر" باحداث تاريخية معينة معتمدا على أعداد وإحصائيات فجاء بشيء شبيه بما ابتدعه الحروفيون من السحرة والصوفية، وهذا-كما ترى- عجيب من هذا الإمام الذي لاحقته المصائب بسبب عدائه الشديد للصوفية.فتأمل.
ولا أجد تعليلا ل"شذوذ" برهان الدين عند تفسيره لسورة الكوثر عن نهجه العام السليم من الشطحات غالبا إلا ايمانه أن سورة الكوثر معجزة ولم يكفه ما ذكره العلماء من قبله فبحث عن الخارق الذي تخضع له الأذقان فأتى بالعجائب.
قال رحمه الله:(1/610)
(ثم إن هذه السورة عشر كلمات في الكتابة إشارة إلى أن تمام بتر شانئه يكون مع تمام السنة العاشرة من الهجرة، وكذا كان، لم تمض السنة الحادية عشر من الهجرة وفي جزيرة العرب إلا من يرى أشرف أحواله بذل نفسه وماله في حبه، وإذا أضفنا إليها الضميرين المستترين كانت اثنتا عشرة، وفي السنة الثانية عشرة من النبوة بايعه صلى الله عليه وسلم الأنصار على منابذة الكفار، وإذا أضيف إلى العشرة الضمائر البارزة الخمسة كانت خمس عشرة، فتكون إشارة إنه صلى الله عليه وسلم عند تمام السنة الخامسة عشر من نبوته يبسط يده العالية لبتر أعدائه وكذا كان في وقعة بدر الرفيعة القدر، ففي ضمائر الاستتار كانت البيعة وهي مستترة، وفي الضمائر البارزة كانت بدر وهي مشتهرة، وإذا أضيف إلى ذلك الضميران المستتران كانت سبع عشرة، وفي السنة السابعة عشرة من نبوته كانت غزوة بدر الموعد، وفى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالوعد في الإتيان إلى بدر للقاء قريش للقتال ومقارعة الأبطال، فآذنهم الله فلم يأتوا، وإنما اعتبر ما بعد الهجرة من أحوال النبوة عندما عدت الكلمات الخطية العشر لكونها أقوى أحوال النبوة كما أن الكلمات الخطية أقوى من الضمائر وإن اشترك الكل في اسم الكلمات، فلذلك أخذ تمام البتر للشانىء وهو ما كان في السنة الحادية عشرة من هلاك أهل الردة وثبات العرب في صفة الإسلام، ولما ضمت الضمائر البارزة الخمسة - التي هي أقرب من المستترة - إلى الكلمات الخطية وأضعف من الكلمات الخطية اعتبر من أول السورة لمناسبة ما كان من ضعف الحال فيما كان قبل الهجرة، فوازى ذلك السنة الثانية من الهجرة التي كانت فيها غزوة بدر الكبرى، وهي وإن كانت من العظم على أمر بالغ جداً لكنها كانت على وجه مخالف للقياس، فإن حال الصحابة رضي الله عنهم كان فيها في غاية الضعف، ولكونها أول ما وقع فيه النصر من الغزوات لم تكن نفوس المخالفين مذعنة لأن ما بعدها يكون مثلها، فإذا ضم إلى(1/611)
ذلك الضميران المستتران - وهما أضعف من البارز - انطبق العدد على سنة غزوة بدر الموعد في سنة أربع، وهي وإن كانت قوية لكون قريش ضعفوا عن اللقاء لكن كان حالها أضعف من بدر التي وقع فيها القتال وأستر، وكون كلماتها الخطية والاصطلاحية التي هي أبعاض الكلمات الخطية سبع عشرة مؤذن بأن الأمر في { فصلِّ } مصوب بالذات بالقصد الأول إلى الصلوات الخمس التي هي سبع عشرة ركعة، وأن من ثابر عليها كان مصلياً خارجاً من عهدة الأمر، فإذا قصدت في السفر بما اقتضته صفة التربية بالإحسان نقصت بقدر عدة الضمائر سوى الذي وفى الأمر بها لأن الأمر الناشىء عن مظهر العظمة لا يليق فيه التخفيف بنفسه كلمة الأمر، وإذا أضفنا إليها كلمات البسملة الأربعة كان لها أسرار كبرى من جهة أخرى، وذلك أن الكلمات الخطية تكون أربع عشرة إشارة إلى أن ابتداء البتر للأضداد يكون بالقوة القريبة من الفعل بالتهييء له في السنة الرابعة عشرة من النبوة، وذلك عام الهجرة، فإذا أضفنا إليها الضمائر البارزة التي هي أقرب إلى الكلمات الخطية وهي خمسة كانت تسع عشرة، وفي السنة التاسعة عشرة من النبوة وهي السادسة من الهجرة كان الفتح المبين على الشانئين الذي أنزل الله فيه سورة الفتح، فإذا أضفنا إليها الضميرين المستترين كانت إحدى وعشرين وهي سنة ثمان من الهجرة سنة الفتح الأكبر الذي عم العلم فيه بأن الشانىء هو الأبتر، وإذا اعتبرت حروفها المتلفظ بها كانت أربعة وأربعين حرفاً، فإذا ناظرتها بالسنين من أول حين النبوة كان آخرها سنة إحدى وثلاثين من الهجرة، وهي سنة البتر الأعظم لشانئه الأكبر الذي مزق كتابه، وكان مالكاً لبلاد اليمن، وهو قدر كبير من بلاد العرب وكذا لغيرهم مما قارب بلاده، وكانت قريش تجعله من عدادهم كما مضى بيانه في سورة الروم وهو كسرى ملك الفرس، ففيها كان انقراض ملكهم بقتل آخر ملوكهم يزدجرد، كما أنك إذا اعتبرت كلماتها الخطية مع الضمائر البارزة التي هي(1/612)
كلمات اصطلاحية دون ما استتر - فإن وجوب استتاره منع من عده - كانت تسع عشرة كلمة، فإن اعتبرت بها ما بعد الهجرة وازت وقت موت قيصر طاغية الروم في سنة تسع عشرة من الهجرة أهلكه الله، وقد تجهز إلى قتال العرب بالإسكندرية بنفسه، وأمر ألا يتخلف عنه أحد من الروم فكسر الله بموته شوكة الروم، واستأسدت العرب عند ذلك، فكانت الأحرف مشيرة إلى بتر الشانىء من الفرس، والكلمات مشيرة إلى بتر الشانىء من الروم والفرس أولى بإشارة الأحرف لأنهم ليسوا بذوي علم، والروم بالكلمات لأنهم أهل علم، والكلمات أقرب إلى العلم، وإذا اعتبرت أحرف البسملة اللفظية كانت ثمانية عشر حرفاً، فإذا جعلتها سنين من أول النبوة كان آخرها سنة خمس من الهجرة، وفيها كانت غزوة الأحزاب....)
انتهى كلام البقاعي-غفر الله له ورفع درجاته- ولا يحتاج إلى تعليق.
-----------
بعد هذا الاستعراض ننتقل إلى إظهر الوجه الإعجازي لسورة الكوثر الذي وعدنا به ومنهجنا شبيه بالتوجه الأول الذي مثلنا له بما نقله ابن عادل مقتنعين أن الاعجاز ذاتي في سورة الكوثر ولربما اعتمدنا على إحصاءات لكلمات أو ضمائر كما فعل برهان الدين لكن بعيدين كل البعد عن منهجه في استنطاق الأرقام لتخبر عن غيب الأيام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.بسم الله الرحمن الرحيم.
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2) {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3)
نبدأ بملاحظات عابرة تتعلق بتناسبات صوتية وحرفية الهدف منها إشعار القاريء أن سورة الكوثر تخفي خلف كلماتها العشر أمورا كثيرة وكثيرة جدا:
-كلمات السورة استنادا إلى الخط والرسم عشر:
{إِنَّا- أَعْطَيْنَاكَ- الْكَوْثَرَ- فَصَلِّ- لِرَبِّكَ- وَانْحَرْ-إِنَّ- شَانِئَكَ- هُوَ- الْأَبْتَرُ}
-الآية الأولى نسيج حرفي مكون من حروف عشر-بدون اعتبار المكرر منها-:
ا-ن-ع-ط-ي-ك-ل-و-ث-ر.(1/613)
-الآية الثانية هي أيضا مبنية من عشر حروف-بدون اعتبار المكرر دائما-:
ص-ل-ر-ب-ك-و-ا-ن-ح.
-الآية الأخيرة –كما قد يتوقع القاريء-كاختيها أعني العدد نفسه باعتبار نوع الحرف لا أفراده :
ا-ن-ش-ك-ه-و-ل-ب-ت-ر.
ولعل إشارة أخرى تقلل من فرضية الصدفة وهي أن عدد الحروف التي لم تستعمل إلا مرة واحدة عشرة أيضا وهي:
ع-ط-ي-ث-ف-ص-ح-ش-ه-ت.
فلنقف عند هذا الحد دون أن نبني على ما ذكرنا شيئا فهذا المنهج لا يستهوينا في الحقيقة.
الجمل في سورة الكوثر:
لأهل اللغة تقسيمات كثيرة لأنواع الجملة في اللسان العربي لكن المثير للدهشة أن سورة الكوثر الكريمة قادرة على إعطاء مثال عن كل نوع ،وتزداد الدهشة أكثر عندما ندخل في الحسبان أن عدد جمل السورة أربعة فقط.ولكنها "الكوثر": اسما ومسمى.
1-تنقسم الجمل عند أهل اللسان –عند أهل البيان منهم خاصة-إلى نوعين:
جمل خبرية وجمل انشائية.
وإذا تدبرت سورة الكوثر وجدت فيها النوعين معا:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.
جملتان خبريتان.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ.
وَانْحَرْ.
جملتان إنشائيتان طلبيتان .
2-تتعاقب الجمل في الكلام العربي وفق نظام الوصل والفصل وقد افرد علماء المعاني هذا النظام بمبحث خاص سموه باب الوصل والفصل واعتبروه أم البلاغة وقلبها....ويعنينا هنا أن سورة الكوثر قادرة على إعطاء مثالين للمفهومين:
فجملة"انحر" معطوفة بالواوعلى جارتها" فَصَلِّ لِرَبِّكَ."وهذا الوصل.
وهي منقطعة عن الجملة اللاحقة إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.وهذا الفصل.
3-يقسم أهل النحو الجملة العربية إلى قسمين:
جمل اسمية وجمل فعلية.
وقد اشتملت السورة الكريمة على النوعين كما لا يخفى على أحد .والجمل التي ذكرناها عن الخبر والانشاء تمثل باعتبار آخر الاسمية والفعلية.
استطراد:(1/614)
القسمة ثنائية عند الجمهور فالجمل عندهم إما فعلية وإما اسمية...وقد حاول بعض النحاة قديما وحديثا أن يزيد قسما ثالثا ولكن هذه الزيادة لم تكن مقنعة:
فالزمخشري اقترح نوعا ثالثا هي الجملة الشرطية لكنها لم يرتضها غيره.قال ابن هشام في المغني:
وزاد الزمخشري وغيره الجملة الشرطية والصواب أنها من قبيل الفعلية.
وابن هشام نفسه اقترح في المغني نوعا ثالثا هو الجملة الظرفية لكنها لم تلق قبولا حسنا من الدسوقي، فقال في حاشيته على المغني:
(قوله :إلى اسمية وفعلية وظرفية)هذا تقسيم أصلي للجملة ولكن في الحقيقة أن الظرفية ترجع لما قبلها من الاسمية والفعلية لأنك إما أن تقدر عامل الظرف كائن أو استقر.
والصواب مع الجمهور لأن النوعين الجديدين يمكن إرجاعهما إلى النوعين الأصلين وتقيل الأقسام مطلوب كما هو معلوم.
فصح عندنا أن نقول إن سورة الكوثر احتوت نوعيا كل العربية.
4-يقسم أهل اللغة الجملة باعتبار بنيتها إلى قسمين:بسيطة ومركبة وقد يعتمدون اصطلاحا مغايرا- قريبا وليس مرادفا-
فيقولون:جملة صغيرة وكبيرة.قال في المغني:
الكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو" زيد قام أبوه" و"زيد أبوه قائم"
والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين.
ولك أن تعجب من سورة الكوثر فهي لم تقدم مثالا عن كل نوع فقط بل قدمت مثالا ثالثا لجملة تحتمل النوعين بحسب وجهة النظر:
- إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ:جملة مركبة أو كبرى ف أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ جملة صغيرة في محل رفع خبر للجملة الأصلية.
- فَصَلِّ لِرَبِّكَ.جملة تامة صغيرة فيها اسناد واحد.
أما جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.....فهي من المرونة بحيث تضعها حيث شئت:فلو اعتبرت "هو"ضمير فصل و"الأبتر" خبرا عن الشانيء فالجملة بسيطة لا محالة .ولو اعتبرت "هو"مبتدأ و"الأبتر" خبره ومجموعهما خبرا للشانيء فالجملة كبرى ضرورة.فلله در هذه السورة.
الضمائر في سورة الكوثر:(1/615)
استوعبت سورة الكوثر كل أنواع الضمير في اللغة العربية دون أن تغفل الأحوال الإعرابية المختلفة وهذا من العجب العجاب لأننا نضع نصب أعيننا دائما أن عدد مفرداتها لا تتجاوز عدد أصابع الإنسان،وتفصيله:
1-الضمائر بارزة ومستترة:
فمن بارز الضمائر في السورة ما ظهر في فعل "أعطيناك".
ومن مستتره ما كمن في فعل "صل "أو" انحر".
2-الضمائر متصلة ومنفصلة:
ولك في جملة "أعطيناك" مثال على المتصل من الضمائر.
ولك في جملة هو الأبتر مثال آخر على الضمير المنفصل.
3-الضمائر في إحالتها على عناصر الخطاب تنقسم إلى ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب.
ولا تحتاج إلى غير سورة الكوثر للتمثيل:
-فضمير المتكلم حاضر في" أعطينا"
-وضمير المخاطب في" أعطيناك" و" ربك" و"شانئك" صريحا،و في"صل" و"انحر"مقدرا.
-وضمير الغائب في "هو" صريحا وفي شانيء مقدرا، فتأمل هذه التناسبات اللطيفة.
4-باعتبار مقولة العدد :
جاء في السورة ضمير المفرد وضمير الجماعة.وقد اجتمعا في كلمة "أعطيناك"
استطراد:
قد يقال إن مقولة العدد في اللسان العربي ذات تمفصل ثلاثي وليس ثنائيا..فأين ضمير المثنى في سورة الكوثر؟
جوابه من وجهين:
-ليس من شرطنا أن تحتوي السورة على كل أبواب النحو لتحصل المعجزة -فمقولة التأنيث مثلا لا حضور لها في السورة-بل يكفي أن تتعدد الأنواع والتقاسيم بصورة غير عادية ،وما ذكرناه كاف إن شاء الله.
-"المثنى" في اللغة العربية باب قلق لا ينضبط ...وكثيرا ما يعبر العرب بصيغة الجمع عنه، فيكون الجمع بديلا عن المثنى كما في كثير من اللغات الحالية.
وفي القرآن المبين أمثلة كثيرة منها:
{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } (4) سورة التحريم
صدر الآية مثنى وليس كذلك عجزها.
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } (19) سورة الحج
رجع ضمير الجمع على مثنى.
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا } (38) سورة المائدة(1/616)
حصلت المطابقة في المضاف إليه وما هي بحاصلة في المضاف.
{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } (9) سورة الحجرات
حصلت المطابقة في "بينهما" لكن بعد أن قال "اقتتلوا".
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت
فالحال صيغة جمع وصاحبها مثنى.....
خلاصة القاعدة أنك إذا عبرت عن المثنى بصيغة الجمع فتعبيرك صحيح.
5-الضمائر باعتبار محلها من الإعراب:
جاءت الضمائر في السورة متنوعة بحسب المحل الإعرابي:
-ضمير فى محل رفع: (أعطيناك) الضمير الأول فيها فاعل مرفوع.
-ضمير في محل نصب: (أعطيناك) الضمير الثاني فيها مفعول به منصوب.
-ضمير في محل جر: ربك الكاف فيها مضاف إليه مجرور.
ومن لطائف السورة في هذا السياق أن الكلمات الدالة على الرب عز وجل ثلاث هي:
-اسم إن.
-فاعل أعطى.
-الرب.
وجاءت على التوالي:
منصوب
مرفوع
مجرور.
وعلى نفس الترتيب الإعرابي جاءت الكلمات التي تدل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
"كاف" أعطيناك منصوبة
"صل"الضمير المستتر مرفوع.
"كاف" ربك مجرور.
الأفعال في السورة:
لم يأت في السورة من الأفعال إلا ثلاثة: "أعطى"-"صلى"-"نحر".
لكنها على قلتها مثلت من المقولات الصرفية والتركيبية عددا كبيرا:
1-الفعل الصحيح:نحر
2-الفعل المعتل:أعطى.
3-الفعل المضعف:صلى.
4-الفعل المجرد:نحر.
5-الفعل المزيد: أعطى.
6-الفعل اللازم:صلى.
7-الفعل المتعدي إلى مفعول واحد:نحر.
8-الفعل المتعدي إلى أكثر من مفعول:أعطى.
فلله درها من سورة....
والله أسال أن يعفو عما كان من خطأ أو تقصير......وصلى الله على محمد صاحب الحوض والكوثر وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
---
(1/617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد حاشية الشهاب على البيضاوي وما اسم الدار التي قامت بطباعتها؟
---
أين أجد حاشية الشهاب على البيضاوي وما اسم الدار التي قامت بطباعتها؟
---
أبو صفوت
11-30-2004, 11:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد حاشية الشهاب على البيضاوي وما اسم الدار التي قامت بطباعتها؟
---
مساعد الطيار
12-01-2004, 03:59 PM
الكتاب من مطبوعات دار الكتب العلمية ، وهو موجود في مكتبة عباس الباز بمكة ، وغيرها ، وهو في تسع مجلدات .
---
(1/618)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الناسخ والمنسوخ (نرجو المشاركة)
---
سؤال حول الناسخ والمنسوخ (نرجو المشاركة)
---
سيف الدين
01-23-2006, 10:43 PM
سؤال: القرآن الكريم هو كلام الله ... والنسخ عند البعض هو رفع حكم آية بحكم آية اخرى ... والذين يقولون ان آية ما نسخت آية اخرى فانما يقولون ذلك وفق اجتهاد يقومون به , حيث يصعب عليهم التوفيق بين نصين فيكون المخرج عندهم القول بأن هذه الاية نسخت تلك ... ولو تأملنا القرآن الكريم من الدفة الى الدفة لما وجدنا كلمات صريحة تقول ان الاية هذه قد نسخت بالاية تلك, الامر الذي يثير شكا كبيرا ان مدار النسخ عند من قالوا بالنسخ هو اجتهاد ... فقد يقرأ القارىء في كتاب الله آيتين فيخيل اليه ان هناك تعارض لا ينفك الا بأن يقول بأن احدى الايتين نسخت الاخرى ... والسؤال الذي يؤرقني حقيقة, والذي أرجو ممن عنده اجابة شافية ان لا يبخل بها: ان الذين قالوا بالنسخ, انما نسخوا الايات باجتهادهم وليس بنص صريح من القرآن الكريم ... هل هذا الكلام كلام قويم؟ الاكثر ارباكا في الموضوع ان النسخ بهذا المعنى ان يرفع حكم آية انزلها الله عز وجل لفهم قاصر ... ولأزيد الموضوع ايضاحا نقول: هب ان هناك اية تعارضت بوجه من الوجوه مع العلم الحديث, فهل نشكّك في فهمنا للموضوع ام نتنازل للعلم؟ بالطبع لا احد يشك في اننا سوف نشكك في افهامنا ولا نقبل القول بالتعارض ... وشيء من هذا الوجه يحدث عندما نرى ايتين متعارضتين .. الا يجوز ان يكون التعارض هو في افهامنا فقط؟ لماذا نلجأ بسرعة الى القول بالنسخ؟ لماذا لا نرجىء المسألة الى من قد يحل الالتباس في وقت من الاوقات؟ لماذا نصر على ان افهامنا قد احاطت بكل شيء علما وانه لا سبيل الا بالقول بالتعارض ومن ثم بالنسخ؟(1/619)
أرجو ان أكون قد أحسنت السؤال ... وارجو ألا يبخل من يملك الاجابة بالجواب او المناقشة
ولو اخذنا مثالا حديث : لا وصية لوارث .. البعض لم يستطع التوفيق بينه وبين اية المواريث, فلجأ الى القول بأن الحديث ينسخ القرآن وليس له سند الا هذا التعارض - في ذهنه - بين الحديث واية المواريث ... غير اننا نرى ان هناك من وفق بين الحديث والاية من دون اللجوء الى القول بالنسخ ... وهنا اتعجب اشد العجب: كيف يخوّل احد لنفسه ان يرفع حكما انزله الله في كتابه لمجرد انه لم يستطع ان يحل ارباكا ذهنيا واهم؟
---
خادم الكتاب والسنة
01-24-2006, 01:29 AM
الأخ الفاضل سيف دين جعلك الله سيفا على الظالمين
هذه المسألة أصولية دقيقة والجواب عليها بحاجة لجلسات ونقول وتمثيل لكن أجيبك بكلمات معدةدة يسيرة لعله يكون فيها نفع
أخي مسألة النسخ فهمها يتطلب تحقيقا دقيقا بها
لكن عليك التنبه أولا أن بعض (وقلت لك بعض) المتقدمين يطلقون النسخ على التخصيص لذا لا تحمل أقوالهم على انه نسخ بل هو تخصيص لعموم الآية
ثم أخي مسألة النسخ للآيات فإن إنزالها يكون بطريقين:
إما بالتصريح على أن الآية كذا ناسخة لما قبلها كآيتا المصابرة (الآن خفف الله عنكم) ففيها تنصيص صريح أخي على النسخ
وهناك طريقة أخرى بالإجتهاد أن يرى انه لا يمكن الجمع بين الآيتين ويعلم التاريخ فيقول بالنسخ، لكن للاسف كثيرا ما يتوسعون في هذا الباب بتوسع ليس بمحله، فمثلا يقولون أن آية السيف نسخت ما يزيد عن مئة وبضعة عشرة آية لانهم وجدوا تعارضا ظاهريا ، لكن بعض المحققين قال لا نلجأ للنسخ بل للجمع وللشيخ العثيمين كلام جميل في هذا في شرحه على الأصول
لذا الواجب على العالم أن لا يلجأ إلى النسخ إلى إذا بالفعل تيقن ان الاية فيها نسخ بالقرائن الملازمة للسياق والله تعالى أعلم
وإن يسر الله لي عودة للتفصيل بما بقي
---
روضة
01-24-2006, 03:52 AM(1/620)
إذا ثبت في نفوسنا أن الله عز وجل هو الحافظ لدينه وكتابه من كل تحريف، فلا شك سيثبت كذلك أنه لن يضيع حكم شرعي باجتهادٍ قاصرٍ، ولا بفهمٍ سقيم.
من هذه القاعدة علينا أن ننطلق في حكمنا على أمور ديننا، وإذا وجدنا أمراً مُشْكِلاً لا ينسجم مع هذه القاعدة، أو أيٍّ من أساسيات فكر المسلم فيجب أن نعترف ـ حينئذٍ ـ بقلة علمنا، ولا نقف عند هذا الاعتراف، بل نسارع إلى التعلم وكسر الحواجز التي بيننا وبين كتب العلم، فالعلم يطفئ الظمأ، ويعالج الأرق، وبارك الله في الأخ سيف الدين إذ سأل عن أمر يبدو أنه يؤرقه فعلاً ـ كما قال ـ، مما حثّني على القراءة والبحث، لعلي أستطيع أن أفيده بإذن الله، فيتصالح مع هذا الموضوع الشائك، فليس العيب أن نجهل، ولكن العيب أن نرضى بالجهل ونسكت.
أتفق مع ما تفضل به الأخ خادم الكتاب والسنة، وبما أنه لم يتمكن من التفصيل فأنا سأقوم به من خلال الإجابة على الأسئلة التالية التي استخرجتُها من مشاركة الأخ سيف الدين، سائلة الله التوفيق:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. هل القول بالنسخ يقوم على الاجتهاد؟
2. هل هناك آيات صريحة تبين أن هذا الحكم نُسخَ بذاك؟
3. إذا لم يكن، فما هو السبيل لمعرفة الحكم الشرعي بأنه ناسخ أو منسوخ؟
4. هل يجوز للقارئ إذا بدا له تعارض بين حكمين أن يسرع إلى القول بالنسخ؟ أم أن هذا من اختصاص العلماء الذين يستندون إلى حجة؟
5. هل يمكن أن نوفق بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا وصية لوارث"، وبين آية المواريث؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ(1/621)
لا يخفى أن النسخ هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخٍ عنه، من هنا تكمن خطورة النسخ؛ ذلك أنه يتعلق بإثبات أحكام شرعية وإزالة أحكام أخرى، وتترتب على هذا أفعال المكلَّفين التي يحاسبون عليها، ولذلك نجد أن موضوع النسخ موضوع مشترك بين (علوم القرآن) و(أصول الفقه)؛ إذ إن معرفة ناسخ القرآن ومنسوخه مما تُبنى عليه الأحكام الفقهية.
"إن أهمية النسخ وما يترتب عليه من نتائج أمرٌ لا بد فيه من الحيطة؛ لذا فإن الحكم على أحد النصين بأنه ناسخ أو منسوخ لا يخضع لاجتهاد المجتهدين، كما لا يؤخذ فيه بقول لا يستند إلى حجة، كما أن طريق النسخ لا يكون بالاجتهاد فإنه لا يُقبل فيه قول مُفسِّر حتى قول الصحابي ما لم يثبت بطريق صحيح، ويكون هذا القول مؤيداً بقرائن". [إتقان البرهان في علوم القرآن، د.فضل عباس، (11:2)].
أرأيت مدى الحرص والحيطة في الأمر، فالذي يقول بالنسخ وفق اجتهاد منه قوله مردود عليه ولا يلزمك الأخذ به.
"كما أنه ليس من طرق معرفة النسخ تقدُّم الآية أو تأخرها في كتاب الله، بحيث يقال إن الآية المتقدمة منسوخة، والمتأخرة ناسخة؛ لأننا نعلم أن ترتيب القرآن في المصحف يختلف عن ترتيب النزول.
ألا ترى إلى قوله تعالى: (والذين يُتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً) [البقرة:234] جاءت قبل قوله سبحانه: (والذين يُتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول..) [البقرة:240] والآية الأولى ناسخة والثانية منسوخة". [إتقان البرهان، (12:2)].
إذن فما هو السبيل لمعرفة الناسخ من المنسوخ؟
من طرق معرفة النسخ:(1/622)
أولاً: أن يكون أحد النصين فيه دلالة على تأخره عن النص الآخر، وذلك مثل قوله تعالى: (آلان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) [المائدة:66]، فإن في هذا النص دلالة على أنه متأخر عن قوله تعالى: (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) [الأنفال:65]، .. كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها)، فإنه دالٌّ على تأخر الإباحة عن النهي.
ثانياً: من طرق معرفة النسخ الإجماع على تعيين المتقدم من النصين والمتأخر عنهما.
ثالثاً: أن يرد بطريق صحيح عن أحد الصحابة ما يفيد تعيين أحد النصين المتعارضين للسبق على الآخر، أو التراخي عنه، كأن يقول: نزلت هذه الآية بعد تلك الآية، أو نزلت هذه الآية قبل تلك الآية، او يذكر العام الذي نزلت فيه الآيتين.
أما قول الصحابي: هذا ناسخ وذاك منسوخ فلا ينهض دليلاً على النسخ، لجواز أن يكون صادراً في قوله هذا عن اجتهاد، بخلاف تعيين وقت النزول. [انظر: مناهل العرفان، الزرقاني، (225:2)].
ولا يكون للقول بالنسخ محل إلا إذا استحال الجمع بين الدليلين؛ لأن الجمع أولى، فإعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما، كما هو معروف، وطبعاً العلماء هم الذين يبينون هذا الأمر، وقد يحكمون بالنسخ باتباع الطرق السابقة الذكر لا بالاجتهاد، وليس كل تعارض ظاهري بين الأدلة يقال بناء عليه: إن الجمع مستحيل، فالتعارض قد يكون بسبب خلل في أفهامنا، والتوفيق بين الأدلة من الأمور الدقيقة التي تحتاج إلى تدبر وعلم.(1/623)
من وسائل الجمع بين الدليلين القول بالتخصيص، وهو قصر العام على بعض أفراده، فقد يُدفع التعارض بالحكم على أحد الدليلين بأنه مُخَصِّص للآخر، لا أنه ناسخ له، وبهذا يكون كلا الدليلين قد تم العمل بهما، مثاله قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) [البقرة:221]، وقوله تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) [المائدة:5]، قد يبدو التعارض هنا بأن الآية الأولى منعت الزواج من المشركات، ووصف الشرك يصدق على الكتابيات، والآية الثانية أحلت الزواج من الكتابيات، ولكنه تعارض ظاهري، يمكن دفعه بالقول بالتخصيص، ولا يجوز التسرع بالقول بالنسخ حتى لا يتم إهمال أحد الدليلين، فيصير الحكم أن الزواج من المشركات لا يجوز، ويخرج من هذا الكتابيات.
مما تقدم يتبين أن القول بالنسخ ليس أمراً بلا ضوابط، وليس أمراً ممتد الأطراف كما قد يُخيَّل إلى البعض، فهو علم له ضوابط، وكثير مما نُسب إلى النسخ يثبت بعد التمحيص والبحث أنه ليس منه، وقد قام الأستاذ العلامة فضل حسن عباس ـ نفع الله به ـ بمناقشة الآيات التي قيل بنسخها، ووجد بعد التحقيق ودراسة ما استند إليه القائلون بالنسخ أن عدد الآيات المنسوخة بضع آيات لا يتجاوز السبع. [للتوسع انظر: اتقان البرهان، (29:2،36)].(1/624)
من هذه الآيات المنسوخة آية الوصية: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين) [البقرة:180]، والجمهور على أنها منسوخة بآية المواريث: (يوصيكم الله في أولادكم) [النساء:11]، والحديث: (لا وصية لوارث) يؤيد آية المواريث، ليس ناسخاً لآية الوصية [خروجاً من الخلاف: هل السنة تنسخ القرآن]: "أما القول بإحكامها فتكلُّف ومشيٌ في غير سبيل، لأن الوالدين ـ وقد جاء ذكرهما في الآية ـ لا يحرمان من الميراث بحال، ثم إن أدلة السنة متوافرة على عدم جواز الوصية لوارث، محافظة على كتلة الوارثين أن تتفتت، وحماية للرحم من القطيعة،.." [مناهل العرفان، (276:2)].
والله تعالى أعلم بالصواب
---
الكشاف
01-24-2006, 07:43 AM
شكراً للأخت باحثة على جوابها . وليت الأخ الكريم سيف الدين نظر في الموقع قبل طرح سؤاله المكرر (حيث سبق أن طرحه هنا (http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=17706&postcount=3) ) ليجد تفاصيل موضوع النسخ ، وقد بحثتُ سريعاً عن كلمة (النسخ) فظهر لي عدد كبير من الموضوعات المتعلقة بالنسخ ، والتي تعرضت لشروط النسخ وضوابطه ، والطريقة الصحيحة للتعامل معه ، وأن الأمر فيه ليس متروكاً لاجتهاد أي أحد كما يظهر لي من سؤال الأخ سيف الدين. بل للعلماء فحسب.
ومن هذه الموضوعات :
- مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الخامس : وقفات حول النسخ في القرآن ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=25)
- الآيات المنسوخة في القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=849).
- مفهوم النسخ عند الطبري وأثره على تعليقاته على تفسير السلف ، مع بيان مصطلحهم في ذلك . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1229)
- النسخ في القرآن - رأي آخر . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1630)(1/625)
وأنصح إخواني بمراجعة الموضوعات السابقة في الملتقى قبل طرح أسئلتهم تجنباً للتكرار.
---
سيف الدين
01-25-2006, 09:00 PM
أشكر الاخوة والاخوات الكرام على هذه المساهمات الطيبة, وارجو منهم ان تتسع صدورهم ما سأقول .. فاني والله لا اقول هذا الكلام معاندا وانما طلبا للحق فيما بلغ فهمي ..
لقد قرأت ما كتب الاخوة, غير اني لم اجد في ثنايا ما كتبوا جوابا عن السؤال الذي طرحت ... بل اجد ان الاخت الباحثة قد وافقتني الرأي فيما ذهبت اليه من ان تحديد وجود نسخ في قضية ما يرتبط بالاجتهاد – اجتهاد كبار العلماء ...
لقد بدأت الاخت الباحثة ما كتبت بنفي ان يكون النسخ يرتكز على الاجتهاد فاقتبست قائلة:
" إن أهمية النسخ وما يترتب عليه من نتائج أمرٌ لا بد فيه من الحيطة؛ لذا فإن الحكم على أحد النصين بأنه ناسخ أو منسوخ لا يخضع لاجتهاد المجتهدين"
غير انها رجعت واكدت انه لا سبيل الى الحكم بوجود نسخ الا عن طريق اعمال العقل, اي بالاجتهاد .. تقول الاخت الباحثة:
"ولا يكون للقول بالنسخ محل إلا إذا استحال الجمع بين الدليلين؛ لأن الجمع أولى، فإعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما، كما هو معروف، وطبعاً العلماء هم الذين يبينون هذا الأمر، وقد يحكمون بالنسخ باتباع الطرق السابقة الذكر لا بالاجتهاد، وليس كل تعارض ظاهري بين الأدلة يقال بناء عليه: إن الجمع مستحيل، فالتعارض قد يكون بسبب خلل في أفهامنا، والتوفيق بين الأدلة من الأمور الدقيقة التي تحتاج إلى تدبر وعلم."(1/626)
وبهذا تكون الاخت الباحثة قد نفت ما بدأت به من ان النسخ لا يخضع الى اجتهاد المجتهدين .. ولقد ذهب فكري الى ان ما عنته الاخت الباحثة هو ان تعيين الناسخ من المنسوخ هو قضية لا يدخل فيها اجتهاد .. واذا كان الامر كذلك, فاني اعود الى القول بأن القضية التي اثارها سؤالي ليس التفرقة بين الناسخ والمنسوخ, اي ليس تحديد الاية الناسخة والاية المنسوخة, بل هو التشكيك في وجود النسخ الا عن طريق الاجتهاد .. وما اقصده هو انه لا يوجد في القرآن الكريم عبارة مثلا: "ان الاية التي قالت كذا وكذا نسختها الاية التي تقول كذا وكذا"
ولقد قرأت ما قاله الاخ خادم الكتاب والسنة وقد استدل بالاية {الان خفف الله عنكم} على التصريح بالنسخ .. وقد اطلعت على تفاسير لا تذهب ما ذهب اليه الاخ كتفسير سيد قطب واقوال في "الناسخ والمنسوخ للنحاس ص470" واقوال في "الناسخ والمنسوخ للكرمي ص114" .. فهناك اقوال لم تقرّ بوجود النسخ في هذه الايات .. وهنا انا لا اناقش وجود النسخ في هذه الايات او عدمه, وانما اناقش استدلال الاخ خادم الكتاب والسنة على وجود تصريح بالنسخ في شاهده, وقد وجدت ان المسألة خلافية اي هي مسألة اجتهادية مجددا.. فهل هناك من الفاظ تدل على التصريح بالنسخ غير ما أشرت اليه ايها الاخ الكريم؟
لذا اسمحوا لي ايها الاخوة والاخوات ان اعيد صياغة سؤالي فلعلي لم اوفق في صياغته سابقا:(1/627)
ان القرآن الكريم هو كلام الله المنقول تواترا عن الرسول عليه الصلاة والسلام ..... والقول بالنسخ هو تعطيل لاحد ايات القرآن , واحسب اني لا استطيع ان اقول بذلك – أي بالنسخ - الا بحجة تقوم مقام النقل المتواتر, لأن القول بالنسخ هو ان تنسب الى الله عز وجل رفعا لحكم أنزله في كتابه, وهذا اكثر ما يخيفني في النسخ, هو ان اقول للناس ان الله عز وجل قد رفع حكم هذه الاية وبقي لفظها للتبرك .. لذا ارى ان الذي يقول بالنسخ لا يستقيم دليله الا بالنقل المتواتر وليس بالفهم .. اي بالنقل المتواتر القطعيّ الدلالة .. ولا اقصد بالنقل هنا النقل الذي يفرق بين الناسخ والمنسوخ بل النقل الذي يقرّ بوجود النسخ اقرارأ صريحا (وهذا بالضبط هو محور تساؤلى)
ثم اسمحي لي ايتها الاخت الباحثة بالتفريق بين التعميم والتخصيص والاطلاق والتقييد من جهة وبين النسخ من جهة اخرى ... فاني اوافقك الرأي على ان التعميم والتخصيص والاطلاق والتقييد هو محاولة فهم عميق, وهي محاولة الجمع بين ما قد يظهر انه متناقض وهو ليس كذلك .. اوافق مطلقا على هذا القول ..
غير ان النسخ هو عملية هروب من التوفيق.. هو اقرار بأن هناك نصان لا يمكن الجمع بينهما بأي وجه من الوجوه, الا باسقاط احدهما وابقاء الاخر ... فان كان في التعميم والتخصيص والاطلاق والتقييد ابداع في الفهم, وتعمق في الرؤية, فان النسخ يقف على النقيض من ذلك ليقول - اجتهادا - بأن احد النصين قد رفع حكمه .. لذا رأينا ان النسخ قد يتضخم عند احد المفسرين, ويتضاءل عند اخرين .. ولست ارى ان ذلك يرجع الا لامر واحد: وهو ان النسخ هو محاولة اجتهادية, ولو كانت توقيفية, لما رأينا هذا الاختلاف الكبير..
أرجو من الاخوة والاخوات الا يبخلوا بردودهم او ملاحظاتهم .. واسأل الله الهداية
---
روضة
01-25-2006, 10:56 PM
الأخ سيف الدين حفظه الله،
اقتباس من مشاركة لي سابقة:(1/628)
"ولا يكون للقول بالنسخ محل إلا إذا استحال الجمع بين الدليلين؛ لأن الجمع أولى، فإعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما، كما هو معروف، وطبعاً العلماء هم الذين يبينون هذا الأمر، وقد يحكمون بالنسخ باتباع الطرق السابقة الذكر لا بالاجتهاد، وليس كل تعارض ظاهري بين الأدلة يقال بناء عليه: إن الجمع مستحيل، فالتعارض قد يكون بسبب خلل في أفهامنا، والتوفيق بين الأدلة من الأمور الدقيقة التي تحتاج إلى تدبر وعلم."
حين نقول إن هناك طرقاً لمعرفة الناسخ والمنسوخ وهي كذا وكذا.. ألا نحتاج إلى عقول لاستخدام هذه الطرق وتطبيقها على الآيات، أليس هذا اجتهاداً؟
ولكن، الذي يتبادر إلى الذهن أن الأمرلا يخضع للاجتهاد المطلق الذي لا يستند إلى حجة ودليل، فالأساس الذي يُعتمد عليه للقول بالنسخ هو الدليل، ودائرة إعمال العقل محصورة بكيفية استخدام الأدلة.
فحين ينظر المفسر إلى آيتين قد يرى بينهما تعارضاً، يحاول أولاً التوفيق بينهما وإعمال أحد الدليلين قبل أن ينتقل للقول بالنسخ، هو الآن في مرحلة اجتهاد قبل أن يخوض في النسخ، لذلك فالتوفيق بين الأدلة يحتاج إلى تدبر، لأنه ما زال خارج دائرة النسخ.
قد يجد أحد المفسرين وجهاً للجمع بين الآيتين لا يظهر لآخر، فينفي الأول النسخ، ويبحث الثاني عن طريق يتبعه ليعتمد عليه في إثبات النسخ، من هنا يظهر التفاوت بين الأقوال، بسبب التفاوت في القدرات العقلية والعلمية.
ولكن، أحدهما بلا شك هو المصيب، وهو الذي يستند إلى حجة أقوى، فإن كان الثاني (القائل بالنسخ) فلن يثبت قوله بسبب اجتهاده، ولكن بسبب عدم إمكان الجمع أولاً، ثم بسبب وجود دليل على النسخ، فلولا الدليل فلن يقبل رأيه مهما اجتهد، إذن الدليل هو الأصل.(1/629)
وأتمنى عليك أخي أن تراجع المشاركة التي قام بها الدكتور أبو مجاهد العبيدي مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الخامس : وقفات حول النسخ في القرآن )، ومشاركة الأخ فاروق: تساؤل حول قوله تعالى(ما ننسخ من آية أو ننسها)، ففيهما إجابات على كثير من الأسئلة التي طرحتها في مشاركتك الأخيرة. فلا داعي للتكرار.
هذا ما أفهمه، لا أدري إن كنت أصبت فيه أم لا، وأرجو أن أكون قد تمكنت من إيصال المعنى الذي أريد، ولم يخني التعبير.
---
فاروق
01-26-2006, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
دعوة إلى أخي الكريم..!
أخي سيف الدين إن السؤال الذي طرحته هو محل تساؤلي وهو فعلا يؤرقني كما يؤرقك، حبذا لوانضممت إلينا أعلاه ،حتى نتجنب التكرار ولا نشتت جهود الأساتذة الكرام..
فلقد بدأنا مناقشة الآيات التي قيل بأنها نسخت...(آيات المواريث)
---
(1/630)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في فهم معنى الآية
---
إشكال في فهم معنى الآية
---
أبو عبد الله الكويتي
11-19-2004, 10:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله
يقول الله تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )
السؤال : إن الأمر بالسجود موجه إلى الملائكة وإبليس لم يكن من الملائكة بل هو من الجن فكيف يأبى إبليس السجود ولم يكن مأمور به أصلا ؟!! نحن نعلم أنه رفع إلى صفوف الملائكة لكثرة عبادته لله تعالى وطاعته ولكنه ليس من جنسهم.
نتمنى أن نجد إجابة ما دمنا في ملتقى مخصص للتذاكر والتدارس لكتاب الله عز وجل
أشكركم جميعا
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 12:31 AM
الأخ الكريم
قال القرطبي في الأية الكريمة((( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ))
((نَصْب عَلَى الِاسْتِثْنَاء الْمُتَّصِل ; لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمَلَائِكَة عَلَى قَوْل الْجُمْهُور : اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَابْن جُرَيْج وَابْن الْمُسَيِّب وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ , وَهُوَ اِخْتِيَار الشَّيْخ أَبِي الْحَسَن , وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيّ , وَهُوَ ظَاهِر الْآيَة . قَالَ اِبْن عَبَّاس : وَكَانَ اِسْمه عَزَازِيل وَكَانَ مِنْ أَشْرَاف الْمَلَائِكَة وَكَانَ مِنْ الْأَجْنِحَة الْأَرْبَعَة ثُمَّ أُبْلِسَ بَعْد .))
فهو كان من الملائكة على رأي عظام المفسرين فلا إشكال إذن والله أعلم
---
مساعد الطيار
11-20-2004, 07:08 AM(1/631)
أخي الكريم ، سواء أكان إبليس من الملائكة أم كان من جنس آخر ، فهو مأمور بالسجود بنصِّ الكتاب ، يقول الله تعالى : ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين . قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ( الأعراف : 11 ـ 12 ) .
فهذه الآية فيها النص الصريح على أن إبليس مأمور بالسجود بدلالة قوله تعالى : ( إذ أمرتك ) ، ولو كان الأمركما فهمتَ لكان أولى من يحتج بهذا إبليس ، وهو لم يفعل ، بل علل عدم سجوده بكونه أفضل من آدم ـ بزعمه ـ ولم يقل : إنما أمرت الملائكة ولم تأمرني .
والسؤال الذي يَرِدُ : إذا كان إبليس مأمورًا بالسجود كما نصَّت الآية ، فكيف يدرك دخوله في الخطاب ، ولم يرد توجيه النص إليه مباشرة ؟
والجواب : إن توجيه الأمر بالسجود جاء على تغليب الأكثر ، وهم الملائكة ، فهو فرد في مقابل كثيرين ، فلم يقل : اسجدوا أيها الملائكة ومعكم إبليس ، وإنما اكتفى بأسلوب التغليب الذي فهم منه إبليس أنه مأمورٌ بالسجود معهم ، والله أعلم .
---
خالد الشبل
11-20-2004, 10:32 AM
أخي جمال : عندي بعض الأسئلة كيف يجاب عنها ؟ جزيت خيرًا :
الملائكة ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون ) فكيف عصى إبليس ربه؟
أليس قوله ، سبحانه : ( كان من الجن ) نصًا صريحًا في بيان جنسه؟
قوله ، تعالى : ( أفتتخذونه وذريته أولياء ) : هل للملائكة ذرية؟
قول إبليس : ( أنا خير منه خلقتني من نار ) هل الملائكة مخلوقون من نار؟
لك تحياتي القلبية .
---
أبو زينب
11-20-2004, 04:36 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يبدو لي - و الله أعلم - أن الأسئلة التي أثارها أخونا خالد تثير الشك في ما ذهب إليه القرطبي - رحمه الله - .
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية :(1/632)
و الأمر هنا جاء للملائكة لأنهم اشرف المخلوقات حيث لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون . و حين يأمر الله تعالى الملائكة الذين هذه صفاتهم بالسجود لآدم فهذا يعني الخضوع و أن هذه هو الخليفة الذي آمُرُكم أن تكونوا في خدمته .
لذلك سماهم : المدبرات أمرا و قال تعالى عنهم : " له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله " ( الرعد 11) فكأن مهمة هؤلاء الملائكة أن يكونوا مع البشر و في خدمتهم .
فإذا كان الحق سبحانه قد جنََد هؤلاء الملائكة و هم أشرف المخلوقات لخدمة الإنسان و أمرهم بالسجود له إعلانا للخضوع للإنسان فمن باب أولى أن يخضع له الكون كله بسمائه و أرضه و أن يجعله في خدمته . إنما ذكر أشرف المخلوقات لينسحب الحكم على مَن دونهم .
وقلنا إن العلماء اختلفوا كثيرا على ماهية إبليس: أهو من الجن أم من الملائكة ؟ و قد قطعت هذه الآية هذا الخلاف و حسمته فقال تعالى " إلا إبليس كان من الجن " و طالما جاء القرآن بالنص الصريح الذي يوضح جنسيته فليس لأحد أن يقول إنه من الملائكة .
و ما دام كان من الجن و هم من جنس مختار في أن يفعل أو لا يفعل فقد اختار ألا يفعل " ففسق عن أمر ربه " أي رجع إلى أصله و خرج عن الأمر ..
[line]
أما الدكتور وهبة الزحيلي فيقول في " التفسير المنير" :
و سبب إباء إبليس السجود لآدم اغتراره بأصله فإنه خلق من مارج من نار و أصل خلق الملائكة من نور و خلق آدم من تراب كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا " خلقت الملائكة من نور و خُلق إبليس من مارج من نار و خلق آدم مما وصف لكم " و بان من الآية السابقة أن إبليس من الجن كما بان من آية أخرى أنه خلق من نار و خلق آدم من طين كما قال " قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين "
قال الحسن البصري : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط و إنه لأصلُ الجن كما آدم عليه السلام أصل البشر .(1/633)
" كان من الجن " أي إن سبب عصيانه أنه كان من عنصر الجن فلم يعمل مثل ما عملوا لذا قال :" ففسق عن أمر ربه " أي فخرج عن طاعة الله فإن الفسق هو الخروج . يقال فسقت الرطبة : إذا خرجت من أكمامها أو قشرها . و دل هذا على أن فسقه بسبب كونه من الجن أي الشياطين , و شأن الجن التمرد و العصيان لخبث ذواتهم .
و الخلاصة :
أنن قوله تعالى " كان من الجن " كلام مستأنف جار مجرى التعليل بعد استثناء إبليس من الساجدين وقوله " ففسق " الفاء للتسبيب أيضا . جعل كونه من الجن سببا في فسقه لأنه لو كان ملَكا لم يفسق عن أمر ربه لأن الملائكة معصومون على عكس الجن و الإنس .
و الله أعلم
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 07:19 PM
خالد
المشكلة عندك هي كيف يكون من الملائكة وقد عصى والملائكة لا تعصي أمر الله
قولك((الملائكة ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون ) فكيف عصى إبليس ربه؟))
فناتج قولك أنه ليس من الملائكة لأن الملائكة لا يعصون.
وأنا ليس لي موقف محدد ومع ذلك فلا أحب مخالفة الجمهور القائلين أنه من الملائكة.
فهل من الممكن أن يكون قبل هذا الامر بالسجود للملائكة القدرة على الإختيار والقرار؟؟؟؟
ثم سلبت فصاروا لا يعصون الله !!!
أما النص على أنه كان من الجن فهل ما يمنع ان يكون الجن ومنهم إبليس نوع خاص من الملائكة؟؟
أما قولك((قوله ، تعالى : ( أفتتخذونه وذريته أولياء ) : هل للملائكة ذرية؟))
فهل ما يمنع أن يكون إبليس كنوع خاص من الملائكة له ذرية؟؟
أما قولك((قول إبليس : ( أنا خير منه خلقتني من نار ) هل الملائكة مخلوقون من نار؟))
وأجيب نفس الإجابة السابقة----هل هناك ما يمنع أن يكون إبليس كنوع خاص من الملائكة مخلوقا من نار وبقية الملائكة مخلوقة من نور؟؟---مع أنني اكتب الآن من ذاكرتي ولا يحضرني نص يبين طبيعة خلقهم.
وأعود وأكرر أننا ما زلنا نفكر
---
جمال حسني الشرباتي(1/634)
11-20-2004, 09:42 PM
ولقد تعبت من متابعة القولين
قول الجمهور أنه من الملائكة فيكون الإستثناء متصلا
وقول من قال أنه ليس من الملائكة فيكون الإستثناء منفصلا((مثل--أمرت أولادي بالخروج من البيت إلا الضيوف))
وأنا مع القول أنه من جنس الملائكة--وخصوصا أن لفظ الجن أصلا هو من الإستتار----والملائكة مستترون
قال الطبري((. " ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة ".))
والله اعلم
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 10:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عجباً لك أخي جمال أيَّ عجب، ما ظننت أنك تقول مثل هذا وقد عهدت فيك الحرص على السؤال والعلم.
ألا تحب أن تخالف جمهور الخطائين وتتجرأ على مخالفة ظاهر القرآن المبين؟!
أخي بارك الله فيك الجمهور لا دليل لهم على ما قالوا إلا استثناء إبليس من الملائكة، وهذا استثناء منقطع ليس ما بعد ( إلا ) داخلاً في الذي قبلها. وهذا الجواب لا إشكال فيه ولا تكلف، ألا تسمع قوله تعالى: ( لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً ) ونظائره كثيرة.
هذا مع أن دعوى أن ذلك قول الجمهور غير مسلمة، والله أعلم.
ثم يا أخي قوله تعالى: ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) الفعل هنا مضارع يفيد التجدد والاستمرار، أي أن سجيتهم عدم العصيان والتزام الطاعة، فلا يقبل ما فسرت به.
ذلك لأن المضارع يتضمن في معناه مصدراً، والمصدر هذا نكرة في سياق النفي، فتدل على العموم، فالمعنى لا يعصون الله معصية أيّ معصية. [ وهذه الفائدة ذكرها العلامة الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد ].(1/635)
وقوله تعالى: ( أنا خير منه خلقتني من نار ) نص على كونه ليس من الملائكة كذلك، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ) رواه أحمد ومسلم في صحيحه. والملائكة في الحديث اسم جنس محلى بأل يفيد العموم، والتخصيص يحتاج دليلاً.
ثم مع هذا كله عندنا نص قوله تعالى: ( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )!
فهل نقول أنها قبيلة من الملائكة اسمها الجن! كيف والسياق أنه عصى لكونه من الجن، ولو كان من قبيلة من الملائكة ما صح تعليل عصيانه بكونه منهم، بل الجن هم المعروفون بالعصيان والطيش، فناسب تعليل العصيان بكونه منهم. والله أعلم بمراده.
فإن قيل: لعله كذا، ويحتمل كذا، ويمكن أن يكون كذا، وتأولنا، قلنا: لم كل هذا؟! وما الدليل الصارف عن الظاهر، بل عن النص؟!
أخي الكريم أذكرك ختاماً بأنه ليس أعظم عند المسلم من الله ورسوله، ونسبة الخطإ إلى الجمهور - على وجود الخطإ في الذي عليه الجمهور في غير مسألة - أهون من نسبة الإلغاز والخفاء إلى كتاب الله تعالى الذي وصفه بقوله: ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) أي واضح.
والله أعلى وأعلم، وأجل وأعظم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 10:53 PM
أخ قلاف
والله ما أحببتها منك((ألا تحب أن تخالف جمهور الخطائين ))
وهنا الجمهور هم من الصحابة والتابعين
فليس مقبولا أن نصفهم بما وصفت
ولنذكر بعضا منهم((اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَابْن جُرَيْج وَابْن الْمُسَيِّب وَقَتَادَة ))فهم ممن قالوا أن إبليس كان من الملائكة
فهل تقبل بوصف طائفة من السلف بالخطائين-----أي دائمي الخطأ
أظن أن تقواك العالية تدفعك إلى سحب العبارة
ثم نكمل
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 11:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/636)
أخي وأستاذي الفاضل جمال، مالي لا أصفهم رضوان الله عليهم بما وصفهم به أعرف الناس بمقاماتهم وفضائلهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ( كل ابن آدم خطاء ) رواه الترمذي والحاكم وحسنه العلامة الألباني رحمه الله، وكل أقوى صيغ العموم كما يقال.
وليس في اسم الخطاء عيب أخي ولا مذمة، وإنما هو باب من الخير فتحه الله لعباده ليتوبوا، ثم يجود عليهم من فضله فيغفر لهم، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم ) أخرجه مسلم.
وكيف يكون عيباً وقد وصف به النبي صلى الله عليه وآله وسلم المجتهدين من أمته - وفيهم الصحابة والتابعون والأئمة - فقال: ( إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ) فعبر صلى الله عليه وآله وسلم بـ( إذا ) وهي تشعر بأن ما بعدها سيقع، ووصف مجانب الصواب بأنه ( أخطأ ).
والله أعلى وأعلم.
---
جمال حسني الشرباتي
11-20-2004, 11:10 PM
أخ قلاف
لقد أوتيت أنت لسانا يخلب العقول والقلوب ولو كانت لغتك الانجليزية كالعربية في قوتها لرشحتك وزيرا للدعوة الخارجية في ظل دولة الخلافة الإسلامية
---
فيصل القلاف
11-21-2004, 09:01 AM
بارك الله فيك أخي على مبالغ إطرائك.
ويعلم الله لوددت أن أكون فراشاً لا وزيراً، على أن يكون ذلك في دولة الخلافة التي تجمع الأمة تحت لواء واحد. فالله المستعان.
---
أبو عبد الله الكويتي
11-25-2004, 02:15 AM
الحمد لله
أشكر جميع الأخوة على هذه المناقشة العلمية الطيبة ، والمذاكرة المفيدة التي أثرت الموضوع ، وأنارت لنا مسالك العلماء ..
كما أشكرهم على التزامهم آداب الحوار ، وأسس النقاش العلمي الموضوعي ...
لقد أعجبني روح الأخوة التي ظهرت من خلال التعليقات والردود .
بارك الله فيكم
أخوكم / أبو عبد الله
---
(1/637)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > للمدارسة " معنى بلسان عربي مبين على ماذا تعود ؟ دعوة للمشاركة .
---
للمدارسة " معنى بلسان عربي مبين على ماذا تعود ؟ دعوة للمشاركة .
---
أبو العالية
11-01-2003, 02:30 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
يقول الله جل وعلاً في سورة الشعراء :
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} ( 192 /195 )
فقوله سبحانه بلسان عربي مبين هل هي عائدة على النزول في قوله " نزل " أم عائد عى صفة الإنذار بانه بلسان عربي .
أتمنى أن يرجع أحد الإخوة الفضلاء لكتاب البقاعي " تناسب الأيات ... " أو غيره
أو غيرها وهل يصح أن يكون لكلا المعنيين ، بأنه نزل بالعربية ( وهذا لا مرية فيه البتة ) وانه يكون للتوكيد مثلاً بالإنذار بلسان عربي .
ولقد ذكر الزمخشري : بأنه لا فائدة من عود صفة العربية على النذارة إذا قال هذا مما لا فائدة فيه ، وإنما عائد على الإنزال . هذا معنى كلامه .
أتمنى أن أجد تجاوباً من الأخوة وفقهم الله
محبكم
أبو العالية
---
أبومجاهدالعبيدي
11-01-2003, 04:32 PM
بسم الله(1/638)
قال ابن جرير : ( والباء من قوله ( بلسان ) من صلة قوله: ( نزلَ ), وإنما ذكر تعالى ذكره أنه نزل هذا القرآن بلسان عربي مبين في هذا الموضع, إعلاما منه مشركي قريش أنه أنزله كذلك, لئلا يقولوا إنه نزل بغير لساننا, فنحن إنما نعرض عنه ولا نسمعه, لأنا لا نفهمه, وإنما هذا تقريع لهم, وذلك أنه تعالى ذكره قال: ( وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ) . ثم قال: لم يعرضوا عنه لأنهم لا يفهمون معانيه, بل يفهمونها, لأنه تنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين بلسانهم العربيّ, ولكنهم أعرضوا عنه تكذيبا به واستكبارا ( فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) . كما أتى هذه الأمم التي قصصنا نبأها في هذه السورة حين كذّبت رسلها أنباء ما كانوا به يكذّبون.)
وجاء في البحر المحيط لأبي حيان :
( والظاهر تعلق {بلسان} بنزل، فكان يسمع من جبريل حروفا عربية. قال ابن عطية، وهو القول الصحيح )
وقد ذكر الألوسي في تفسيره روح المعاني أن الوجه الأول في تعلق الآية بما قبلها هو ما ذكره ابن جرير وغيره
ثم ذكر أنه يجوز تعلقه بالنذارة ، أي من المنذرين بلسان عربي مبين ، وذكر من تعقب هذا الوجه ، ثم قال : والحق أن الوجه المذكور دون الوجه السابق، وأما أنه فاسد معنى كما يقتضيه كلام المتعقب فلا.
وأما ما سألت عنه من كلام البقاعي ، فلم يفصل في ذلك ، وظاهر كلامه على تعلق الباء بـ ( نزل ) .
وقد ذكر السمين الحلبي في الدر المصون الوجهين مبتدئاً بالثاني .
وعندي - والله أعلم - أنه لا مانع من حمل الآية على الوجهين .
---
(1/639)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أريج النسرين في حكم الأكل باليمين
---
أريج النسرين في حكم الأكل باليمين
---
سيف بن علي العصري
11-29-2006, 01:29 PM
أريج النسرين في حكم الأكل باليمين
بقلم/ سيف بن علي العصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً نستجلب به كل نعمة، وندفع به كل نقمة، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير .. أما بعد:
فهذا تحرير لأقوال أهل العلم في مسألة الأكل باليمين، مع بيان الدليل والتعليل والله أرجو أن يكون هذا الجزء نافعاً مفيداً، فأقول:
اتفقت المذاهب الأربعة المتبوعة على أن الأكل باليمين من الآداب وليس من الواجبات، وذهب ابن حزم في آخرين إلى وجوب الأكل باليمين استناداً لظاهر الأخبار.
حكاية أقوال المذاهب الأربعة:
مذهب الحنفية:
قال الإمام ابن نجيم الحنفي (1/30) : المواظبة لا تفيد السنية إلا إذا كانت على سبيل العبادة، وأما إذا كانت على سبيل العادة فتفيد الاستحباب والندب لا السنية، كلبس الثوب والأكل باليمين. ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على التيامن كانت من قبيل الثاني – أي العادة - فلا تفيد السنية، كذا في شرح الوقاية، وكذا قال في السراج الوهاج: إن البداءة باليمنى فضيلة على الأصح.اهـ
مذهب المالكية:
قال العلامة النفراوي في الفواكه الدواني: (و) الآداب المقارنة أن (تتناول) المأكول والمشروب (بيمينك) على جهة الندب لخبر: {إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله}.اهـ
والقول بندب الأكل باليمين هو المنصوص عليه عند المالكية في مختصر خليل، وشروحه، بل في عامة كتب المذهب.
المذهب الشافعي:
قال الإمام الشربيني في مغني المحتاج (4/412) : ويكره نفض يده في القصعة والشرب من فم القربة، والأكل بالشمال والتنفس والنفخ في الإناء...الخ .(1/640)
وهذا هو المنصوص في كتب المذهب كأسنى المطالب لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وتحفة المحتاج للإمام ابن حجر الهيتمي وغيرهم.
مذهب الحنابلة:
قال الإمام ابن قدامة في المغني (7/222) : تستحب التسمية عند الأكل، وأن يأكل بيمينه مما يليه، لما روى عمر بن أبي سلمة قال: { كنت يتيما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك}. متفق عليه.اهـ
وقال الإمام المرداوي في الإنصاف (8/327): وتستحب التسمية عليهما، والأكل باليمين. ويكره ترك التسمية والأكل بشماله إلا من ضرورة، على الصحيح من المذهب. وعليه جماهير الأصحاب. وذكره النووي في الشرب إجماعا. وقيل : يجبان.اهـ
القائلون بوجوب الأكل باليمين، وحرمة الأكل بالشمال
ذهب إلى ذلك الظاهرية واختاره الإمام ابن العربي المالكي كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح، واختاره أيضاً الإمام تقي الدين السبكي من الشافعية، حكى عنه ذلك ولده الإمام التاج السبكي، وكلام الإمام العراقي في شرح الترمذي يميل إليه.
واستدل من قال بالوجوب بما في الصحيحين من حديث عمر بن أبي سلمة وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكل بيمينك. والحديث متفق عليه.
وبما رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تأكلوا بالشمال، فإن الشيطان يأكل بالشمال.
وبما رواه مسلم وأحمد وغيرهما عن سلمة بن الأكوع أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال صلى الله عليه وسلم: كل بيمينك. قال: لا أستطيع. قال: لا استطعت. ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه.
وقالوا إن في الأحاديث ثلاث دلالات تفيد الوجوب:
الأولى: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأكل باليمين، والأمر يفيد الوجوب.
الثانية: أن الأكل بالشمال تشبه بالشيطان.(1/641)
الثالثة: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه، إذْ لو كان الأكل باليمين سنة لما ناسب الدعاء عليه بسبب تركها.
ورد الجماهير من العلماء على ذلك بما يلي:
أما الأمر: فإن الأصوليين ذكروا من صوارف صيغة الأمر عن الوجوب إلى الندب، أن يكون الأمر واردًا في باب الأدب، كقوله تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة:237]، ومثَّل له العلماء أيضًا بقوله صلى الله عليه وسلم: ( كل بيمينك، وكل مما يليك). ولا شك أن الأكل باليمين داخل تحت الأدب.
قال الإمام ابن عبد البر في الاستذكار (5/288): وأصل النهي أن تنظر إلى ما ورد منه وطرأ على ملكك أو على ما ليس في ملكك، فما كان منه وارداً على ملكك فهو يمين آداب وإرشاد واختيار، وما طرأ على غير ملكك فهو على التحريم، وعلى هذا ورد النهي في القرآن والسنة.
ثم قال: والاستنجاء باليمين دون الشمال والأكل بالشمال دون اليمين.. فهذا كله وما كان مثله نهي أدب وإرشاد لأنه طرأ على ما في ملك الإنسان، فمن واقع شيئًا من ذلك لم يحرم عليه فعله. اهـ
وأما التشبيه بالشيطان فلا يفيد الحرمة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن المجلس بين الظل والشمس مجلس الشيطان. رواه أحمد.
وأخبرنا صلى الله عليه وسلم في أمر القيلولة بقوله: قيلوا فإن الشيطان لا يقيل. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه بعض المحدثين بتعدد طرقه وإن ضعفه البعض الآخر.
وفي سنن ابن ماجه: وليعط بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله. قال المنذري: إسناده صحيح. وصححه المناوي.
ولا أعلم قائلاً بوجوب القيلولة، والجماهير من العلماء على عدم وجوب المناولة باليمين، إلى غير ذلك.
وأما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من أكل بالشمال، فقيل في الجواب عنه أجوبة من ذلك:(1/642)
الجواب الأول: أ ن الرجل كان منافقاً، بدليل رده أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرًا واستعلاءً، فالدعاء عليه لنفاقه الباعث له على التكبر على حكم الشرع. جزم بذلك القاضي عياض.
ويتفق أهل العلم و النظر على أن من ترك سنة من سنن الشريعة تكبراً عليها، وازدراء لها أنه قد انحط إلى دركة بعيدة، ولا يكون حاله كحال من ترك سنة من السنن تكاسلاً وتفريطاً.
الجواب الثاني: أن الدعاء عليه لمخالفة الحكم الشرعي عمومًا، جزم بذلك الإمام النووي، ولا يلزم أن يكون الدعاء على ترك الواجبات أو فعل المحرمات.
الجواب الثالث: أن الدعاء عليه لكبره. قال المناوي في فيض القدير: ودعاؤه على الرجل إنما هو لِكِبْرِهِ الحامل له على ترك الامتثال.اهـ كما هو مبين في قول الراوي: (ما منعه إلا الكبر)، ولا يلزم على هذا الجواب أن يكون الرجل منافقاً، إذ الكبر كبيرة لا تخرج صاحبها من الإسلام.
تنبيه: نصُ الشافعي رضي الله عنه على إثمِ من ترك الأكل مما يليه محمولٌ على حالة يتأذى فيها الأكلة بذلك، كما نص على ذلك الإمام جلال الدين المحلي في شرح جمع الجوامع.
والله من وراء القصد
حرر بتاريخ 12/ جمادي الأولى/ 1424هـ
12-07-2003
---
محمود الشنقيطي
12-20-2006, 02:15 PM
بورك لك وفيك وجزيت خيرا على هذه النقولات الماتعة !!
---
سيف بن علي العصري
01-16-2007, 12:48 PM
بارك الله فيك يا أخ محمود وجزاك الله خيراً
---
(1/643)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل مجلة البيان من العدد ( 1 / 80 ) ملفات ورد منسقة
---
حمّل مجلة البيان من العدد ( 1 / 80 ) ملفات ورد منسقة
---
مسك
03-01-2005, 12:33 PM
نبذة عن المجلة :
البيان مجلة إسلامية عالمية تهتم بنشر العلم الشرعي وتأصيل منهج أهل السنة والجماعة لدى جمهور الصحوة والعاملين على الساحة الإسلامية بمختلف انتماءاتهم والباحثين عن الحقيقة من خلال ما تقدمه من زاد تربوي ودعوي، وتحليل صادق للأحداث التي تمر بالأمة برؤى شرعية راسخة.
كما تسعى جاهدة لتوحيد شتات الأمة على هذا المنهج السوي، بعيدا عن التحزب والتعصب، مستعينة على ذلك أولا بالله ـ سبحانه وتعالى ـ ثم مسترشدة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح من خلال استكتابها لنخبة من العلماء وطلبة العلم في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، ومن ثم تعمل على نشر هذه المادة في شتى بقاع العالم من خلال طاقم إداري وفني على مستوى عالٍ من الكفاءة والتدريب مستفيدة بجميع وسائل التقنية الحديثة المتاحة
رسالة المجلة:
مجلة عالمية تخاطب نخبة المثقفين، وتسعى لمخاطبة العقول وإثارتها، وترشيد العمل وتوجيهه، وتحرك القلوب وترققها، وتستحث الهمم وتشحذها.
أهداف المجلة:
1-نشر عقيدة أهل السنة والجماعة.
2-نشر العلم الشرعي الذي يبنى على الدليل، والتأصيل العلمي.
3-الاهتمام بالدراسات الدعوية والتربوية التي تعين في توجيه الأمة وتصحيح مسارها.
4-التعريف بواقع المسلمين السياسي والاقتصادي والفكري والأدبي، والمساهمة في حل مشكلاتهم.
5-الدعوة إلى تجميع جهود المسلمين وطاقاتهم، والبعد عن التعصب إلى إقليم، أو حزب، أو جماعة.
6-تنبيه المسلمين عموما، والدعاة خصوصا، إلى المؤامرات التي تحاك ضدهم لأخذ الحيطة والحذر.
الروابط :
العدد 1 / 16(1/644)
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=17&book=1626
العدد 17 / 40
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=17&book=1627
العدد 41 / 62
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=17&book=1628
العدد 63 / 80
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=17&book=1629
---
(1/645)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة
---
لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة
---
موسى أحمد زغاري
03-15-2006, 06:41 AM
لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:
استثارني موضوع القرآن وإعجازه ، وقد انصرف كل منصرف إلى ما يرتئي من أوجه لأعجاز القرآن ومنها :
الوجه العلمي
الوجه التاريخي الماضي (أخبار السابقين)
الوجه الغيبي ( المستقبلي)
الوجه العددي
الوجه اللوني ( الألوان في القرآن)
الوجه النفسي ( التأثير النفسي)
وفي كل يوم جديد قد يخرج الجديد من هذه الأوجه ، ومنها أُوجس خيفة ، ويتطرق الشك إلى عقلي ، وتداهمني الأسئلة المتلاحقة ؛ هل يحتاج القرآن إلى كل هذا الكم الهائل من الأوجه التي تسمى إعجازية ؟ ولم كل هذا التهافت على هذه الأمور ولحاقها بشكل مستمر ؟ وهل يجب البحث عنها واستظهارها ؟ ألا يكفينا ما عندنا من إعجاز القرآن ببلاغته وفصاحته بأسلوبه الأخاذ ؟ وبما يتمثل في هذا الأسلوب من القوة والوضوح والجمال ؟
وللإجابة على هذه الأسئلة امتطيت جواد الجَد ، وشمرت عن ساعد الجِد ، علَّنِي استطيع أن أواجه كل هذه التيارات المتدفقة ، والتي تكاد تكون مجتمعة على جعل هذه الأوجه مظهر إعجاز للقرآن الكريم ، والله الكريم أستعين ، وبه أستجير ، وأسأله التوفيق ، وأن يُرِينَا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ، ويرزقنا اجتنابه .والله يُعين ويوفق سبحانه ما أوسع رحمته .
أقول وبالله المستعان :
القرآن هو معجزة للنبي محمد ، وأنه وإن كانت هنالك معجزات أخرى للنبي . قد جرت على يده غير القرآن ، كما ورد ذلك في القرآن وفي صحاح السنة ، فإن النبي لم يتحدَّ بها ، بل كان التحدي بالقرآن وحده .(1/646)
ولذا نقول أن القرآن هو معجزة النبي محمد التي بها ثبتت رسالته منذ نزول القرآن عليه إلى يوم القيامة .
وقد أعجز القرآن العرب عن أن يأتوا بمثله وتحداهم أن يأتوا بمثله ،
آيات التحدي
:
قال تعالى في تحديه لهم :{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } البقرة .(23)وقال :{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }. يونس (38) وقال :{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } هود (13) .وقد بلغ من تحديه لهم أنه قال لهم لا تستطيعون أن تأتوا بمثله :
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } الإسراء (88)وقال:
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ } الطور (34) . فعجز الذين خوطبوا بالقرآن عن أن يأتوا بمثله ، وعجزهم هذا ثابت بطريق التواتر ولم يعرف التاريخ ولا روى أحد أنهم أتوا بمثله .(1/647)
وهذا التحدي ليس خاصاً بالذين خوطبوا بل هو تحد ٍ عام ٍ إلى يوم القيامة . لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . فالقرآن متحد ٍ للبشر كلهم منذ نزوله إلى يوم القيامة أن يأتوا بمثله .ولذلك ليس القرآن معجزاً للعرب الذين كانوا في أيام الرسول فقط ، ولا العرب وحدهم في كل زمان ومكان ، بل هو معجز للناس أجمعين ، لا فرق بين قبيل وقبيل ، لأن الخطاب به للناس أجمعين .قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سبأ(28) .، ولأن آيات التحدي عامة تقول : يشمل الناس جميعاً ، ولأن القرآن أخبر عن عجز الإنسان والجن قال تعالى : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }الإسراء ( 88 ).
.
وهنا ينبغي أن نقف وقفة تأمل ونبحث فيها أمراً مهماً وهو :
قوله تعالى مثله أو بمثل ، فما هو المثل يا ترى ؟
ولكي نعرف المِثْلَ المطلوب ونأتي به يجب أن نعرف القرآن أولاً ما هو ، ثم نأتي بمثله .
والقرآن يتحدث عن نفسه بنفسه :
قال تعالى :
{ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) }يوسف .
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) } النحل .
{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)} طه .(1/648)
{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) } الشعراء .
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) } الزمر .
{ حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) } فصلت .
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} (7)( الشورى .
{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) } الزخرف .
إذن القرآن كما بينت الآيات أعلاه ، هو نصٌ عربي ، وهو كتاب هداية ، وهو منزلٌ من عند الله ، والمطلوب من العرب والناس أجمعين أن يأتوا بمثله ، أي بنص ٍ عربي على غراره ، أو أعلى منه ، وهذا لم يكن ولن يكون ، والبحث هنا لا يدور عن البحث في كنهه واستنباط ما فيه من أسرار وعجائب إذ هذا الأمر لا علاقة له هنا ، وهنا ليس محل بحثها ، فالبحث في هذه الآيات منصبٌ على كونه عربياً ليس غير. ومن ثم ليست آيات التحدي السابقة هذا موضوعها بل الموضوع أن يأتوا بمثله وقد بان لنا ( مثله ) ، وهو نصٌ عربيٌ مبين ، صفته الإبانة وليس فيه شيء من العُجمة .(1/649)
لذا فإن القول بأن القرآن معجزٌ بتشريعه ،أو بإخباره عن السابقين ، أو بالأمور المستقبلية ، أو بمظاهر الأعداد وغيرها ، كل هذه لا تظهر في آيات التحدي ، ولا تظهر في آيات التي تُبين صفة القرآن من حيث كونه عربياً ، ولا يُفهم منها دلالة ولا استنباطاً ولا إشارةً أن التحدي كان بأوجه الإعجازـ تجاوزاً ــ الأخرى . ولا أدري كيف فهم الفاهمون أو المقلدون أن الإعجاز كان مطلوباً بهذه الأوجه الأخرى .
وأما ما يظهر على أن القرآن فيه أوجه إعجاز ٍ أُخرَ ، فله تفصيلٌ مهم ، وهو أن هذه الأوجه ، ومنها الحقائق ، نعم الحقائق ، تدل على :
1) أن الذي يقول هذا الكلام ليس محمداً . وليس من البشر .
2) أن هذه الحقائق يجب أن تكون حقائق وذلك أن قائل هذا الكلام هو الله ، ويستحيل على الله الخطأ والنقص والعجز . فتحصيل حاصل أن تكون في القرآن كل هذه الحقائق والأمور الغيبية ، والتشريعية ، وغيرها مما يصعب حصرها .
3) أن من أتوا بمثل هذه الأمور لم يُفرقوا بين أن القرآن من عند الله ، وبناءً عليه ففيه ما فيه من الحق ، ومن الأمور المختلفة . وبين أن الإعجاز هو الإتيان بمثل هذا القرآن ، ولو كان يخلو من مثل هذه الأمور الأخرى .
وبعبارةٍ أخرى ، أن الله عزّ وجلّ طلب في التحدي أن يأتوا بمثل هذا القرآن سواءً اشتمل على هذه الأمور أم لم يشتمل ، والإتيان يكون بنص عربي ٍ مبين على غرار القرآن أو يفوقه ، لأن هذا مما يستطيعه الإنسان ، وهو عين العدل من الله تعالى ، وليس من العدل ان يطلب الله منهم أن يأتوا بما لا يستطيعون من حقائق علمية أو غيبية أو تشريعية ، أو غيرها مما لا يستطيع البشر .
أما لماذا لم يستطيع العرب أو غيرهم أو من جاءوا بعدهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن ؟(1/650)
فالجواب بسيط وهو ان قائل هذا الكلام هو الله ، والتحدي مطروح ومستمر ، والقرآن هو من جنس كلام العرب وفنونهم ، ومما يتداولونه كما البضاعة أخذاً وعَطاءً ، ولكن ثبت عجز العرب .ومن الملاحظ عَجْزُ العرب عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، وعَجْزُ الناس جميعاً عن أن يأتوا بمثله ، إنما لأمر ذاتي في القرآن نفسه . فإن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن أقبلوا عليه مأخوذين بسحر بلاغته ، حتى أن الوليد بن المغيرة ليقول للناس وقد سمع النبي يقرأ القرآن (( والله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ولا أعلم برجزه وقصيده مني . والله ما يشبه الذي يقوله شيئاً من هذا ، والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمورقٌ أعلاه مغدقٌ أسفله ، وإنه ليعلوا ولا يُعلى عليه )) . مع أن الوليد هذا لم يؤمن وأصرَّ على كفره . فالإعجاز آت ٍ من ذات القرآن ، لأن الذين سمعوه والذين يسمعونه إلى يوم القيامة يُشدهون ويتحيرون من قوة تأثيره وقوة بلاغته ، بمجرد سماعهم له ولو جملة واحدة .
قال تعالى : { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ } غافر (16) . وقوله : { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } الزمر (67) . وقوله :{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ } الأنفال(58) . وقوله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج(2). وهكذا تُتلى آية من القرآن أو آيات ، فإن ألفاظها وأسلوبها ومراميها تستغرق أحاسيس الإنسان وتستولي عليه .(1/651)
وإعجاز القرآن أظهر ما يظهر في فصاحته وبلاغته وارتفاعه إلى درجة مدهشة . ويتجلى ذلك في أسلوب القرآن المعجز ، فإن ما في أسلوبه من :
الوضوح
والقوة
والجمال
ما يعجز البشر عن أن يصلوا إليه .
والأسلوب: هو معاني مرتبة في ألفاظ منسقة . أو هو كيفية التعبير لتصوير المعاني بالعبارات اللغوية .
ووضوح الأسلوب يكون ببروز المعاني المراد أداؤها في التعبير الذي أُديت به قال تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } فصلت (26) .
وقوة الأسلوب تكون باختيار الألفاظ التي تؤدي المعنى بما يتلاءم مع المعنى . فالمعنى الرقيق يؤدى باللفظ الرقيق ، قال تعالى : { وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا } الإنسان (18.( والمعنى الجزل يؤدى باللفظ الجزل ، قال تعالى : { وإِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } النبأ (23 ) . والمعنى المستنكر يؤدى باللفظ المستنكر ، قال تعالى : { تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} النجم (22). وقال تعالى : { إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } لقمان(19) .
أما جمال الأسلوب فيكون باختيار أصفى العبارات وأليقها بالمعنى الذي أدته ، وبالألفاظ والمعاني التي معها في الجملة والجمل ، قال تعالى : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } الحجر(3) .(1/652)
والمتتبع للقرآن الكريم يجد الارتفاع الشامخ الذي يتصف به أسلوبه وضوحاً وقوة وجمالاً. اسمع هذا الوضوح والقوة والجمال قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ } الحج(9) . وقال تعالى : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21 (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22 ) } الحج . وقال تعالى {: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) }الحج .
أقول قولي هذا واستغفر الله العلي العظيم
---
روضة
03-15-2006, 10:22 PM
أخالفك الرأي أخي الفاضل، فالراجح أن للقرآن الكريم وجوهاً عدة للإعجاز، وفي الملف المرفق بيان لآراء العلماء في هذه المسألة، والقول الراجح لدي:
---
عدنان البحيصي
03-15-2006, 11:24 PM
وانا مع رأيك اخي روضة
فالقرآن الكريم لا تنقضي عجائبه
فلايمكن أبداً في وقت لا يهتم بالبلاغة فيه ولا يعرف أغلب الناس ما البلاغة أن نحاججهم بها
فالغرب مثلا لا يهتم للبلاغة وغيرها
لكنه يهتم بالعلم فإن أظهر القرآن حقيقة علمية منذ اربع عشرة قرنا ً من الزمان وقد أكتشفها العلم الحديث
فبذلك يكون القرآن حقق إعجازاً زمنياً من جهة(1/653)
وإعجازاُ علمياً من جهة أخرى
شكرا لك
---
مساعد الطيار
03-16-2006, 01:55 PM
قال الأخ موسى ( ...إذن القرآن كما بينت الآيات أعلاه ، هو نصٌ عربي ، وهو كتاب هداية ، وهو منزلٌ من عند الله ، والمطلوب من العرب والناس أجمعين أن يأتوا بمثله ، أي بنص ٍ عربي على غراره ، أو أعلى منه ، وهذا لم يكن ولن يكون ، والبحث هنا لا يدور عن البحث في كنهه واستنباط ما فيه من أسرار وعجائب إذ هذا الأمر لا علاقة له هنا ، وهنا ليس محل بحثها ، فالبحث في هذه الآيات منصبٌ على كونه عربياً ليس غير. ومن ثم ليست آيات التحدي السابقة هذا موضوعها بل الموضوع أن يأتوا بمثله وقد بان لنا ( مثله ) ، وهو نصٌ عربيٌ مبين ، صفته الإبانة وليس فيه شيء من العُجمة .
لذا فإن القول بأن القرآن معجزٌ بتشريعه ،أو بإخباره عن السابقين ، أو بالأمور المستقبلية ، أو بمظاهر الأعداد وغيرها ، كل هذه لا تظهر في آيات التحدي ، ولا تظهر في آيات التي تُبين صفة القرآن من حيث كونه عربياً ، ولا يُفهم منها دلالة ولا استنباطاً ولا إشارةً أن التحدي كان بأوجه الإعجازـ تجاوزاً ــ الأخرى . ولا أدري كيف فهم الفاهمون أو المقلدون أن الإعجاز كان مطلوباً بهذه الأوجه الأخرى .
وأما ما يظهر على أن القرآن فيه أوجه إعجاز ٍ أُخرَ ، فله تفصيلٌ مهم ، وهو أن هذه الأوجه ، ومنها الحقائق ، نعم الحقائق ، تدل على :
1) أن الذي يقول هذا الكلام ليس محمداً . وليس من البشر .
2) أن هذه الحقائق يجب أن تكون حقائق وذلك أن قائل هذا الكلام هو الله ، ويستحيل على الله الخطأ والنقص والعجز . فتحصيل حاصل أن تكون في القرآن كل هذه الحقائق والأمور الغيبية ، والتشريعية ، وغيرها مما يصعب حصرها .(1/654)
3) أن من أتوا بمثل هذه الأمور لم يُفرقوا بين أن القرآن من عند الله ، وبناءً عليه ففيه ما فيه من الحق ، ومن الأمور المختلفة . وبين أن الإعجاز هو الإتيان بمثل هذا القرآن ، ولو كان يخلو من مثل هذه الأمور الأخرى ) .
وهذا الكلام ـ في نظري ـ فيه جانب كبير من الصحة ، ولا غبار عليه ، ويظهر أن المخالفة معه من المعقبين تبرز في عدم التفريق بين مصطلحين :
الأول : التحدي ، وهو المنصوص عليه في آيات القرآن بأنه كان بهذا القرآن العربي ، والأخ موسى يريد حصر الإعجاز في التحدي ، فالمعجز هو المتحدى به ، والمتحدى به هو هذا النظم العربي الذي عجز العرب عن الإتيان بمثله من حيث هو نظم عربي.
الثاني : وجوه الإعجاز الأخرى التي حكاها العلماء ، وهذه قد يُنازع في تسميتها بهذا الاسم ، والمنازعة في التسمية لا تخرجها عما ذكره الأخ موسى في النقاط الثلاث .
وإني ألاحظ أننا ـ معشر المتعلمين ـ قد نتجادل في جهة منفكة ، ولا نحرص على بيان وجوه الاتفاق والافتراق ، ولا تبيُّن مصطلح الذي نناقشه ، فنفهم كلامه على ما استقر عندنا من المصطلحات ، ونحاكمه إليها ونحن لا نشعر أن مراده غيرُ مرادنا ، وهذه مسألة مهمة للغاية يحسن التنبه لها عند الاعتراض على الأقوال .
ولهذا أدعو الأخ الكاتب للمقال التنبيه على ( المعجز المتحدى به ) ، و( المعجز غير المتحدى به ) والفرق بينهما ، والرأي الذي يراه فيهما ، فهو يذهب إلى هذا فيما يبدو ، واتمنى ان يصحح لي ما فهمته من مقاله إن كان فهمي له خطأ . والله الموفق .
---
أبو عبد المعز
03-16-2006, 04:00 PM
بارك الله فيك أخي فقد وضحت ونصحت....
من شوائب البحث العلمي -كما هو معروف- أمور منها:
-عدم تحرير المصطلح :فيبقى مفتوحا على كل تأويل وكل تحميل فيكون الالتباس هو العاقبة.
-وعدم تحرير الموضوع المشتغل به:فيكون حوار الطرشان .
-وتداخل الصناعات: فيرى الخطأ من جهة صناعة ما حيث لا خطأ في جهة صناعة أخرى.(1/655)
وفي موضوعنا هذا يجب التمييز بين مقصدين:
- مقصد علم التوحيد-بالمعنى الذي روج له علماء الكلام أعنى إثبات العقيدة بالادلة العقلية خاصة-
- مقصد علم إعجاز القرآن.
لا مانع من أن يكون الثاني جزءا من الأول.
المقصد الأول يشمل "كل ما من شأنه" أن يثبت به وجود الله تعالى ووقوع الوحي ونزوله على النبي صلى الله عليه وسلم....فالعلم والتاريخ والجغرافيا والتشريع والأعداد وغيرها كلها مطلوبة لتحقيق الغرض.ولا مانع من القول بحضورها في القرآن لكن بعد التحري والتدقيق وفق القاعدة الدينية العامة من "التحرج من القول في القرآن بغير علم".
أما المقصد الثاني (علم إعجاز القرآن) فيبحث عنه ضمن دائرة "علم اللغة".
باختصار:التحدي غير المعجزة.
فلما سمع العرب الآية الأولى أدركوا أن هذا الكلام جديد على سمعهم ولا يستطيعونه فيما يستطيعون.....فمن غير الحكمة أن نقول تحداهم بالمعرفة التشريحية والطبية الكامنة في كلمة "علق".....فالطب ليس من اختصاصهم ولا يدعونه فكيف يتحدون فيه؟؟؟
وقد يكون في الآية علم غير معروف حينذاك -كما بينه موريس بوكاي-وعرفناه اليوم فالقول إن هذا يصلح دليلا على أن القرآن من عند الله مسلم ولكن إقحامه في مسمى التحدي والمعاجزة شيء آخر.
وما ذكره الاخ مساعد بإجمال له بعض التفصيل في كلام أبي فهر محمود محمد شاكر-رحمه الله-والرجل كما هو معروف من أفضل من اختبر وحرر كلمة "منهج".قال في مقدمته للظاهرة القرآنية:
وحسن أن أزيل الآن لبسا قد يقع فيه الدارس لكتاب الظاهرة القرآنية ، ففي مدخل الدراسة وفي بعض فصول الكتاب ما يوهم أن من مقاصده تثبيت قواعد في (علم إعجاز القرآن) من الوجه الذي يسمى به القرآن معجزا.وهو خطأ.(1/656)
فإن منهج مالك في تأليفه دال أوضح الدلالة على أنه إنما عني بإثبات صحة دليل النبوة وبصدق دليل الوحي وأن القرآن تنزيل من عند الله وأنه كلام الله لا كلام بشر.وليس هذا هو( إعجاز القرآن)كما أسلفت بل هو أقرب إلى أن يكون بابا من (علم التوحيد)استطاع مالك أن يبلغ فيه غايات بعيدة(.....)أما مسألة (إعجاز القرآن) فقد بقيت خارج الكتاب.....انتهى كلامه رحمه الله.
(وقد أشرت إلى فهمه لإعجاز القرآن في مقال كتبت بعضه في منتدى الانتصار.)
الأستاذ محمود واضح جدا:فهو يميز بين غرض إثبات أن القرآن من عند الله وحده....وبين إثبات إعجاز القرآن...ومن هنا نقدر أيما تقدير مصطلح ابن تيمية –رحمه الله-فقد كان يفضل ان تسمى المعجزة "آية ": لأنها التسمية الشرعية ولأنها أعم من المعجزة: فكل ما ثبت منه دليل فهو آية وليس من اللازم أن تكون معجزة....(يراجع كتابه النبوات)
وبناء على ما تقدم ....فإن كاتب المقال قد قصد بعنوانه : لا تحدي إلا بالبلاغة......
وهذا صحيح لا غبار عليه –حسب تعبير الاخ مساعد-وكلام المعترضين له وجه فقط وفقط إذا كان مقصود الاخ موسى:لا يوجد في القرآن إلا البلاغة. .....
---
موسى أحمد زغاري
03-16-2006, 04:31 PM
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله تعالى أن منَّ علي بعلماء مثلكم أتعلم منهم وأفيد منهم .
محور الموضوع ، كما ذكر الفاضلان ( الطيار ) و( أبو عبد المعز) . وهو أن التحدي كان قائما على ان يأتوا بمثل هذا القرآن ، ومثله معروف بائن . فإعجاز القرآن من ناحية التحدي هو ببلاغته وبيانه . وهو ما ينسحب على جميع سوره ، ولا تحدي بأقل من سورة واحدة .(1/657)
أما الباب الثاني وهو احتواؤه على أمور علمية وتشريعية وغيبية ... وغيرها . فهو لا ينسحب على جميع سوره ، ويجد في بعض الآيات دون سواها . فيمكن لنا ان نثبت ان قائل هذه الآية هو الله . ولا يمكن لنا أن نثبت ان قائل آية أخرى سواها ، وقد تكون مجاورة لها ؛ قبلها أو بعدها هو الله . وهنا مربط الفرس . فالقرآن كله من عند الله . وكما أسلفت في موضوعي المطروح بين أيديكم ، أن وجود هذه الحقائق ، هذا إن ثبت انها حقائق . فهو ولا شك لاريب فيه لأن القائل هو الله . ومن باب آخر فإن الحق سبحنه وتعالى لم يطالب في التحدي بان يأتوا بالحقائق العلمية ، والتشريعات ، والغيبيات ، إذ أن هذا ليس هو مكان التحدي ولا مطلبه . وقد يقول قائل ان التحدي ليس شرطا في المعجزة وهذا صحيح ، ولكنه في القرآن كان شرطا لازما لا إنفكاك عنه ، بخلاف معجزات أُخر للنبي صلى الله عليه وسلم . مثل نبع الماء من بين أصابع يديه الكريمتين وحنين الجذع إليه ، وانشقاق القمر ، وغيرها مما هو معلوم لكم . ولم تكن هذه مطلب التحدي .
وعود على بدء ، لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة ، وكيف ذاك أساتذتي الذين خالفتم رأيي ( روضة ، و عدنان البحيصي ) ؟
فلو قلنا أن هناك إعجاز آخر للقرآن ، فالضابط في ذلك هو وجوده في كل القرآن لا بعضه دون بعضه الآخر . فبلاغته وفصاحته وبيانه ، هو ما انتظم فيه من أوله حتى آخره . ونحن نتحدث عن القرآن بوصفه كلا ، ما يصدق على الجزء منه - وأقله سورة - يصدق عليه كله .
أما عن الأوجه الأخرى فلا تتصف بهذا المُمَيَز ، وإن كانت تدل كما حررت اعلاه على انها هذه الآية والمحتوية على حقيقة ما بغض النظر عن وجهها وكنهها ، هي دالة على أن مصدر هذه الآية لا غيرها من الله .(1/658)
وقد يحتج البعض بحجة واهية ، وهي أن مجرد ثبوت آية انها من عند الله بوجه آخر غير الوجه الرئيس .فهذا معناه أن القرآن بكل آياته هي من عند الله . وفي هذا الكلام ندقق النظر . إذ أنالوجه الذي ثبت في هذه الآية هو من جنس معين له وصفه الذي ينفرد به، ويختلف به عن غيره . وهو بخلاف الوجه اللغوي المتجانس والمتعاضد . وهنا تسقط الحجة من تلقاء نفسها .
وبعد إخواني الكرام ، إنه لمما يشرفني ان اكتب في هذا المنتدى الطيب ، فأرجوا منكم ألا تبخلوا علينا بالنصح .
موسى الزغاري
طالب علم .
---
روضة
03-17-2006, 03:05 PM
ما كتبه الأخ موسى ينطوي على:
1. أنه لا وجهَ للإعجاز إلا البلاغة.
2. أنه لا تحديَ إلا بالبلاغة.
ولم يظهر أنه يريد التفريق بين الأمرين.
والذي يدل على الأمر الأول عنوان مقاله: (لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة)، ثم عدَّد أوجه الإعجاز، وأوجس خيفة من تكاثر أوجه الإعجاز، ثم قال: (هل يحتاج القرآن إلى كل هذا الكم الهائل من الأوجه التي تسمى إعجازية؟) ...... (ألا يكفينا ما عندنا من إعجاز القرآن ببلاغته وفصاحته بأسلوبه الأخاذ ؟)
ألا يُفهم من هذا أنه يريد قصر وجوه الإعجاز على البلاغة؟!
ثم قال: (وللإجابة على هذه الأسئلة امتطيت جواد الجَد ، وشمرت عن ساعد الجِد ، علَّنِي استطيع أن أواجه كل هذه التيارات المتدفقة ، والتي تكاد تكون مجتمعة على جعل هذهالأوجه مظهر إعجاز للقرآن الكريم)؟ إذن هو يريد نفي تعدد أوجه الإعجاز ... أليس كذلك؟
وقد ظهر جلياً في باقي مقاله أنه لا يريد التفريق بين التحدي والإعجاز.
من هنا .. ومما ظهر من عنوان المقال: لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة.. عقبت ببيان رأيي الذي خالفت فيه الأخ موسى، وهو أن للقرآن الكريم أوجه إعجاز متعددة، وكذلك فعل الأخ عدنان.
ثم بعد ذلك بدأ الأخ موسى يفرّق بين الكلمتين: الإعجاز والتحدي.....
وفي مشاركة أخرى قال:(1/659)
(وعود على بدء ، لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة ، وكيف ذاك أساتذتي الذين خالفتم رأيي ( روضة ، و عدنان البحيصي ) ؟
فلو قلنا أن هناك إعجاز آخر للقرآن ، فالضابط فيذلك هو وجوده في كل القرآن لا بعضه دون بعضه الآخر . فبلاغته وفصاحته وبيانه ، هوما انتظم فيه من أوله حتى آخره . ونحن نتحدث عن القرآن بوصفه كلا ، ما يصدق علىالجزء منه - وأقله سورة - يصدق عليه كله .
أما عن الأوجه الأخرى فلا تتصف بهذاالمُمَيَز ، وإن كانت تدل كما حررت اعلاه على انها هذه الآية والمحتوية على حقيقةما بغض النظر عن وجهها وكنهها ، هي دالة على أن مصدر هذه الآية لا غيرها من الله) .
أكد الأخ موسى في هذه الفقرة أنه يحصر وجوه الإعجاز في البلاغة بحجة أنها لا تنتظم القرآن كله، ومن العلماء من احتج على أن الإعجاز لا يظهر إلا في البلاغة استناداً إلى ما تفضل به الأخ موسى وهو أن باقي وجوه الإعجاز لا تنتظم آيات القرآن الكريم كلها، وردّ عليهم علماء آخرون بحجج وأدلة، فنشأ الخلاف المعروف بينهم.
إن أخطأت الفهم فصوّبوني بارك الله فيكم.
---
(1/660)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عاجل قبل بدء القيام في رمضان . هل هذه سنة خاصة بأهل القرآن ؟
---
عاجل قبل بدء القيام في رمضان . هل هذه سنة خاصة بأهل القرآن ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
10-25-2003, 11:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ظهر لي أن صلاة التراويح في البيت أفضل لمن كان من أهل القرآن لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : { خير صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة }
وقد وجدت نصاً قيماً للطحاوي في شرح معاني الآثار حول هذه المسألة ، فأرجو منكم قراءته بتمعن ، والتعليق عليه بما يفتح الله به عليكم .
قال رحمه الله : ( باب القيام في شهر رمضان هل هو في المنازل أفضل أم مع الإمام ؟
حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : ثنا عفان بن مسلم ، قال : ثنا وهب ، قال : ثنا داود ، وهو ابن أبي هند ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر ، قال : { صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان ، ولم يقم بنا ، حتى بقي سبع من الشهر . فلما كانت الليلة السابعة خرج فصلى بنا ، حتى مضى ثلث الليل ، ثم لم يصل بنا السادسة ، حتى خرج ليلة الخامسة ، فصلى بنا حتى مضى شطر الليل . فقلنا : يا رسول الله ، لو نفلتنا ؟ فقال : إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف ، كتب لهم قيام تلك الليلة ثم لم يصل بنا الرابعة حتى إذا كانت ليلة الثالثة ، خرج وخرج بأهله ، فصلى بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ، قلت : وما الفلاح . قال : السحور }
قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن القيام مع الإمام في شهر رمضان ، أفضل منه في المنازل ، واحتجوا في ذلك بقول رسول الله : إنه { من قام مع الإمام حتى ينصرف ، كتب له قنوت بقية ليلته } .(1/661)
وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : بل صلاته في بيته أفضل من صلاته مع الإمام . وكان من الحجة لهم في ذلك ، أن ما احتجوا به من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه { من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قنوت بقية ليلته } قال رسول الله : ولكنه قد روي عنه أيضا أنه قال : { خير صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة } ، في حديث زيد بن ثابت . وذلك لما كان قام بهم ليلة في رمضان فأرادوا أن يقوم بهم بعد ذلك ، فقال لهم هذا القول . فأعلمهم به أن صلاتهم في منازلهم وحدانا أفضل من صلاتهم معه في مسجده ، فصلاتهم تلك في منازلهم أحرى أن يكون أفضل من الصلاة مع غيره في غير مسجده . فتصحيح هذين الأثرين ، يوجب أن حديث أبي ذر هو على أن يكتب له بالقيام مع الإمام ، قنوت بقية ليلته . وحديث زيد بن ثابت ، يوجب أن ما فعل في بيته هو أفضل من ذلك ، حتى لا يتضاد هذان الأثران . حدثنا ابن مرزوق ، وعلي بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا عفان ، قال : ثنا وهيب قال : ثنا موسى بن عقبة ، قال : سمعت أبا النضر يحدث عن بشر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت { أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر حجرة في المسجد من حصير ، فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي ، حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته ، فظنوا أنه قد نام ، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم ، فقال : ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم منذ الليلة ، حتى خشيت أن يكتب عليكم قيام الليل ، ولو كتب عليكم ، ما قمتم به ، فصلوا - أيها الناس - في بيوتكم ، فإن أفضل صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة } . حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا الوحاظي ، قال : ثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني بردان إبراهيم بن أبي فلان ، وهو ابن أبي النضر ، عن أبيه ، عن بشر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت أن النبي قال : { صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة } . حدثنا ربيع الجيزي ، قال : ثنا أسد وأبو الأسود ، قالا : أنا ابن(1/662)
لهيعة ، عن أبي النضر ، عن بشر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن أفضل صلاة المرء ، صلاته في بيته إلا المكتوبة } . وقد روي عن غير زيد بن ثابت في ذلك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ما قد ذكرناه في باب التطوع في المساجد .
فثبت بتصحيح معاني هذه الآثار ، ما ذكرناه . وقد روي في ذلك عمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما صححناها عليه . فمن ذلك ما حدثنا فهد ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا سفيان ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنه كان لا يصلي خلف الإمام في رمضان . حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما : أصلي خلف الإمام في رمضان ؟ فقال : أتقرأ القرآن . قال : نعم ، قال : صل في بيتك . حدثنا فهد ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي حمزة ، ومغيرة ، عن إبراهيم ، قال : لو لم يكن معي إلا سورتان لرددتهما ، أحب إلي من أن أقوم خلف الإمام في رمضان . حدثنا روح بن الفرج ، قال : ثنا يوسف بن عدي ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : كان المتهجدون يصلون في ناحية المسجد ، والإمام يصلي بالناس في رمضان . حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال ثنا شعبة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، قال : كانوا يصلون في رمضان ، فيؤمهم الرجل ، وبعض القوم يصلي في المسجد وحده . قال شعبة : سألت إسحاق بن سويد عن هذا ، فقال : كان الإمام هاهنا يؤمنا ، وكان لنا صف يقال له : صف القراء ، فنصلي وحدانا والإمام يصلي بالناس . حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا مؤمل ، قال . ثنا سفيان ، عن أبي حمزة ، عن إبراهيم ، قال : لو لم يكن معي إلا سورة واحدة ، لكنت أن أرددها ، أحب إلي من أن أقوم خلف الإمام في رمضان . حدثنا يونس وفهد ، قالا : ثنا عبد الله بن يوسف ، قال : ثنا ابن(1/663)
لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، أنه كان يصلي مع الناس في رمضان ، ثم ينصرف إلى منزله ، فلا يقوم مع الناس . حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا أبو عوانة ، قال : لا أعلمه إلا عن أبي بشر ، أن سعيد بن جبير ، كان يصلي في رمضان في المسجد وحده ، والإمام يصلي بهم فيه . حدثنا يونس ، قال : ثنا أنس ، عن عبيد الله بن عمر ، قال : رأيت القاسم ، وسالما ، ونافعا ينصرفون من المسجد في رمضان ، ولا يقومون مع الناس . حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، عن الأشعث بن سليم ، قال : أتيت مكة ، وذلك في رمضان ، في زمن ابن الزبير ، فكان الإمام يصلي بالناس في المسجد ، وقوم يصلون على حدة في المسجد . بهؤلاء الذين روينا عنهم ما روينا من هذه الآثار ، كلهم يفضل صلاته وحده في شهر رمضان ، على صلاته مع الإمام ، وذلك هو الصواب .) انتهى بنصه .
وهذه السنة - أقصد سنة قيام رمضان في البيت - إنما تناسب من يقرأ القرآن ويحفظه ، مع محافظته عليه في البيت ، وذلك يتيح له مراجعة حفظه ، وتطبيق سنة التطويل في القيام .
فما رأيكم
---
فهد الوهبي
10-26-2003, 03:32 PM
الأخ الفاضل أبا مجاهد العَبيدي حفظه الله ..
أحب قبل المشاركة أن أبين أن التراويح اسم للصلاة المعروفة التي تؤدى في المسجد مع الجماعة في رمضان ولذا فالعبارة الصحيحة أن يقال هل قيام رمضان أفضل مع الإمام في المسجد أم في المنزل ولا يقال التراويح أفضل في المنزل وسبب تسميتها بذلك معروف . مع أن بعض العلماء رحمهم الله يطلق ذلك ولا مشاحة في الاصطلاح .
ثانياً : ذكر العلماء أن صلاة التراويح يحصل بها قيام رمضان ولا ينحصر قيام رمضان بالتراويح . ذكر ذلك النووي رحمه الله ونقله الشوكاني في نيل الأوطار .
ثالثاً : المسألة التي تفضلتم بها : وهي هل الأفضل الصلاة في المنزل أو مع الإمام ؟(1/664)
ذكر النووي في المجموع تحريراً لمحل النزاع فقال : " قال أصحابنا العراقيون والصيدلاني والبغوي وغيرهما من الخراسيين : الخلاف فيمن يحفظ القرآن ولا يخاف الكسل عنها لو انفرد ، ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه فإن فقد أحد هذه الأمور فالجماعة أفضل بلا خلاف " . وذكر أن بعضهم ذكره وجهاً ثالثاً عندهم .
ونقل ابن قدامة عن الطحاوي : " كل من اختار التفرد ينبغي أن يكون ذلك على أن لا يقطع معه القيام في المساجد ، فأما التفرد الذي يقطع معه القيام في المساجد فلا " .
وأما هذه المسألة فمحل خلاف بين العلماء :
أ ـ ذهب أبو حنيفة والشافعي وجمهور أصحابه ( قال النووي في المجموع : الصحيح باتفاق الأصحاب أن الجماعة أفضل ... وبه قال أكثر أصحابنا المتقدمين ) وأحمد ( ونقل ابن قدامة أن الإمام أحمد سئل : هل تؤخر القيام ـ يعني في التراويح ـ إلى آخر الليل ؟ قال : لا سنة المسلمين أحب إلي ) وبعض المالكية إلى أن الأفضل الصلاة مع الجماعة :
لفعل عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم واستمر عليه عمل المسلمين .
وذكر بعضهم الإجماع على هذا القول وهو علي بن موسى القمي كما في المجموع .
ب ـ وذهب مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم إلى أن الأفضل الصلاة فرادى في البيوت .
للدليل الذي ذكرتم رعاكم الله .
وأجيب عنه بأنه عام وأحاديث فضل قيام الليل مع الإمام في رمضان خاصة فيقدم الخاص على العام . وأيضاً بأن النبي ذكر ذلك لهم خشية فرضه عليهم ، ولذلك ترك القيام معهم وقيل خشية أن يتخذه الناس فرضاً . وقد أمن هذا بعده(1/665)
واستدل بعضهم بما في البخاري برقم ( 2010 ) : أن عمر خرج ليلة والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال : " نعمت البدعة هذه " . ووجه الاستدلال أن فيه إشعار بأن عمر كان لا يواظب على الصلاة معهم وكأنه كان يرى أن الصلاة في بيته أفضل ولا سيما في آخر الليل أفضل . وقد روى محمد بن نصر في قيام الليل عن ابن عباس : " كنت عند عمر في المسجد فسمع هيعة الناس فقال : ما هذا ؟ قيل : خرجوا من المسجد ، وذلك في رمضان ، فقال : ما بقي من الليل أحب إلي مما مضى " .
واستدلوا أيضاً بقول عمر في الحديث السابق في البخاري : " والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون " ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله . قال ابن حجر : " هذا تصريح منه بأن الصلاة في آخر الليل أفضل من أوله ، لكن ليس فيه أن الصلاة في قيام الليل فرادى أفضل من التجميع " .
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع : " ( تفعل في جماعة ) أي : تصلى التراويح جماعة ، فإن صلاها الإنسان منفرداً في بيته لم يدرك السنة ، والدليل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأمر عمر رضي الله عنه ، موافقة أكثر الصحابة على ذلك " .
وأما بالنسبة لما ذكر من الأدلة في كلام الإمام الطحاوي فمرجعها لما يلي :
1- حديث زيد رضي الله عنه { خير صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة } { فإن أفضل صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة } { صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة } وقد سبق الجواب عليه .
2- ما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم من اعتزال الصلاة مع الجماعة كابن عمر وغيره رضي الله عنهم فينبغي مراعات ما يلي :
- أن بعض هذه النقول لم يصرح فيها بتفضيلهم الصلاة فرادى .
- وفي بعضها ورد أنهم كانوا يصلون في المسجد كما ذكر من صف القراء .
- أنه قد خالف أولئك رضي الله عن الجميع غيرهم من الصحابة والتابعين فلا يعتبر قول بعضهم حجة على بعض .(1/666)
هذه كلمات أحببت المشاركة فيها على عجل ، واسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان وأن يرزقنا فيه الصيام والقيام كما يحب ويرضى .
والله أعلم .
للاستزاده ينظر :
[ المجموع : 4 / 37 ، المغني : 2 / 605 ، فتح الباري : 4 / 297 ، نيل الأوطار : 3 / 62 ، الشرح الممتع : 4 / 81
---
عبدالرحمن الشهري
10-26-2003, 06:07 PM
شكر الله لكما هذا التحرير ، وهذا الحرص على نفع المسلمين. وفقكما الله لكل خير.
والذي يظهر والله أعلم أن الأمرين غير متعارضين إن شاء الله ، فيمكن للمسلم الحافظ للقرآن أن يصلي مع الجماعة صلاة القيام ، ويقوم في منزله بما يحفظه إذا عاد إليه.
وقد يقول أخي الكريم أبو مجاهد : هذه مسألة واضحة - بارك الله فيك - إذا طالبناه بالقيام مرتين!
وأقول له : ألا يستحق القرآن أن يعطى كل هذه المساحة من الوقت ؟ والجواب بالتأكيد : بلى!
فسيقول : والرسالة والبحوث ؟ فأقول له : صدقت ! ولكن ليس كل الناس كذلك ، فمن استطاع الجمع فذلك نور على نور ، وما أجمل أن يكون ليلك كله في تلاوة للقرآن وقيام بين يدي الله ، وإقلال للمخالطة ، وإغلاق لبابك بعد العشاء ، وتفرغ لربك. ومن لم يستطع إلا على أحدهما فالأمر فيه واسع إن شاء الله ، والخير عادة من ألزم نفسه بها ذلت وانقادت. وفقنا الله وإياكم لكل خير.
---
عبدالرحمن الشهري
11-05-2003, 02:11 AM
قرأت في ترجمة الدكتور المقرئ الشيخ عبدالفتاح السيد عجمي المرصفي رحمه الله أنه كان يصلي التراويح في بيته إحدى عشرة ركعة يقرأ فيها جزأين من القرآن. وكان هذا دأبه حتى توفي رحمه الله. تجد هذا في تقديم الشيخ أحمد الزعبي تلميذ المرصفي لكتاب المرصفي (هداية القارئ).
---
راجي رحمة ربه
11-05-2003, 06:41 AM
وكان أبي بن كعب رضي الله عنه، يؤمهم في الصلاة ثم يهرب منهم في العشر الأواخر، ولعلي أذكر مخرجه عندما أقف عليه.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-15-2006, 06:51 AM
فتح الباري لابن حجر - (ج 6 / ص 292)(1/667)
وَعِنْد الشَّافِعِيَّةِ فِي أَصْلِ الْمَسْأَلَةِ ثَلَاثَة أَوْجُه : ثَالِثهَا مَنْ كَانَ يَحْفَظُ الْقُرْآنَ وَلَا يَخَاف مِنْ الْكَسَل وَلَا تَخْتَلُّ الْجَمَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ بِتَخَلُّفِهِ فَصَلَاتُهُ فِي الْجَمَاعَة وَالْبَيْت سَوَاءٌ ، فَمَنْ فَقَدْ بَعْضَ ذَلِكَ فَصَلَاته فِي الْجَمَاعَة أَفْضَل .
---
الميموني
09-18-2006, 02:34 AM
للإمام محمد بن نصر المروزي (ت: 292هـ) في كتابه قيام الليل ( مطبوع مختصره ) كلام مفيد و فيه نقول كثيرة عن السلف و كذلك ذكر أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد و الاستذكار كلاما مفيدا في هذا .
و الاختيار في هذا أكثره مبني على ثلاثة أمور: - :
الأول هو النظر فيما هو أعظم من جهة الإخلاص لله تعالى.
الثاني : مراعاة الوقت الأفضل و هو آخر الليل و يدلّ عليه قول عمر المذكور (( و التي ينامون عنها أحب إلي))و فعل أبي في العشر الأواخر رضي الله
عنهما
الثالث: النظر إلى الكيفية فكثير من المساجد في العشرين الأولى من الشهر تميل إلى التخفيف عن العامة لمقصد صحيح و هو الرغبة في عدم الإملال.
فمن راعى ذلك و قوي عليه و ترجح له الانفراد في بيته مع كونه من أهل القرآن و سلم من أن يكون مثبطاً لمن لا يعلم حاله فما أحسنه و ألذه .
هذا كله مع اعتبار معلوم وهو عدم تعطل المساجد من هذه الشعيرة.
---
(1/668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أناشدكم المساعدة لبحث عاجل
---
أناشدكم المساعدة لبحث عاجل
---
بتول
04-13-2004, 09:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احتاج لمساعدتكم في ايجاد كتب على الشبكة لعمل بحث علمي :
كتب أو مقالات الشيخ ساجقلي زاده الملقب بالمرعشي
كتب أو مقالات للشيخ حسن بن محمد بن بدير الملقب بالجريس الكبير
كتب أو مقالات للدكتور سالم قدور عن الصوتيات
كتاب التحديد في الإتقان للشيخ أبي عمرو الداني
أتمنى أن أجد ضالتي لديكم وأسأل الله لكم الأجر والمثوبة
---
مساعد الطيار
04-13-2004, 11:44 PM
يمكن مراجعة هذا الرابط ، ففيه بعض الفوائد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=85
---
(1/669)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث عن تعريف بالألوسي وكتابه روح المعاني
---
أبحث عن تعريف بالألوسي وكتابه روح المعاني
---
أحمد الأزهري
06-18-2003, 05:06 PM
وجزاكم الله خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
06-18-2003, 05:41 PM
بسم الله
إلى الأخ أحمد ؛ هذا جواب مختصر سريع لما سألت عنه ، مع أنك لم تبين بالتفصيل ما تريد ، هل تريد مجرد ترجمة وتعريف ، أم أنك تريد تفصيلاً أكثر عن هذا التفسير الجامع .
وعلى كل : انظر ما كتب تحت هذا الرابط ، ثم اقرأ التعقيب عليه ، مع العلم أن الذهبي رحمه الله غير دقيق في بيان عقيدة كل مفسر ، فهو يعد الأشاعرة أهل السنة .
http://www.quranway.net/Library/aviewer.asp?FileType=2&fId=139
ولي على ما في الرابط المذكور - وهو منقول من التفسير والمفسرون للذهبي - هذا التعقيب :
معلوم عند المتخصصين في علم التفسير أن كتاب الآ لوسي في التفسير من أوسع الكتب وأجمعها إلا أن كتابه هذا قد اشتمل على الكثير من الأخطاء وخاصة في العقيدة فهو يميل إلى التصوف ، وهو يذكر في آخر كل مقطع يفسره كلاماً في التفسير الإشاري يذكر فيه بلايا وأوابد وشطحات خطيرة ينبغي الحذر منها .
وعلى كل حال فتفسيره هذا يصلح للمتخصصين وطلبة العلم الذين يميزون الغث من السمين ويفرقون بين الصحيح والضعيف والحق والباطل
ويمكن أن يرجع من أراد التوسع في معرفة هذا التفسير إلى :
ا _ القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لمحمد الحمود النجدي صفحة 54 - 58
2 - المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات لمحمد المغراوي 3/1292 - 1336
---
أحمد الأزهري
06-20-2003, 07:13 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم، ما ذكرتموه يكفي الحاجة إن شاء الله.. وبارك الله فيكم
---
کوثر
03-26-2006, 07:00 PM
الأخ أحمى الأزهري
إن سي دي موجود تحت عنوان "مكتبة التفسير و علوم القرآن"(1/670)
فهناك تجد تفسير آلوسي
ومن الله التوفيق
---
حليمة ساسوي
03-28-2006, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر المرحوم محمد الفاضل بن عاشور في كتابه " التفسير و رجاله " تعريفا مفصلا بالألوسي و عصره و تفسيره، و ستجد في الكتاب إن شاء الله معلومات مهمة جدا عن مذهبه العقدي و الفقهي، و أيضا عن منهجه في تفسيره مع الحديث عن الواقع الاجتماعي و السياسي الذي عرفه العراق زمن الألوسي، كل هذه المعلومات باسلوب أدبي سلس وممتع.
إضافة إل كتاب "التفسير و رجاله" ستجد عند الزركلي في أعلامه تعريفا بالشهاب الألوسي و قائمة من مؤلفاته.
---
سعد بن عبد الله
03-29-2006, 02:34 AM
السلام عليكم ..
بالنسبة لتفسير روح المعاني فليس لي عناية به ، لكن مشائخنا يحذرون من كثرة التفسير
الإشاري ( الباطني ) فيه فلذلك يكون طالب العلم على حذر منه مع الاستفادة مما فيه من خير ..
والله تعالى أعلم .
---
(1/671)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب العون في التصدي لأهل الالحاد
---
طلب العون في التصدي لأهل الالحاد
---
مجدي ابو عيشة
06-13-2006, 08:07 PM
اضع بين ايديكم هذه الرسالة من منتدى التوحيد :
حين بدأنا فى إطلاق "منتدى التوحيد (http://www.eltwhed.com/vb) " وضعنا نصب أعيننا عدة أهداف كان على رأسها :
أولاً : نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة .
ثانياً : التصدى لأعداء الدين خاصة الملحدين والعلمانيين والمستشرقين والعصرانيين .
ثالثاً : نبذ الاختلاف والفُرْقَة بين المسلمين .
وقد صارت لنا ولله الحمد ممارسة بعملنا تؤهلنا للمضى قدماً نحو الهدف المنشود لعزة الإسلام والمسلمين ، رافعين أكف الضراعة لله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا ، وأن يبارك لنا في جهودنا وإن قَلَّتْ.
ومع تطاول الأيام وتطور أساليب الملاحدة واللادينين وغيرهم من الطوائف مع كثرة الموضوعات وتشعبها ؛ فقد ارتأينا أن نضع قسماً للحوار عن الإسلام ، وآخر للحوار عن الإلحاد واللادينية والاستشراق وغيرها من المذاهب المعاصرة .
غير أن الموضوعات قد عادة كثرة كما كانت ، خاصة بعد أن انضمت إلينا كوكبة مباركة من أساتذة الجامعات وأهل العلم فى شتى المجالات الشرعية والطبية والعلمية وغيرها.
ولذا ارتأينا الآن أن نعيد تطوير أنفسنا لنواكب كثرة موضوعاتنا وكُتَّابنا من جهة ، ولنواكب أساليب الإلحاد والكفر من جهة أخرى .
فقمنا بحمد الله عز وجل على استحداث قسم جديد أطلقناه من قريب تحت مسمى "الدفاع عن المرأة المسلمة (http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=32) " ويُعْنى بمناقشة قضايا المرأة وصد هجمات العلمانيين على الإسلام من زاوية المرأة .(1/672)
والآن وبعد أن ظهر في الأفق من يُنكر السنة النبوية ، معيداً بذلك آثار المعتزلة القديمة ، ونافخاً فى رماد تلك الفئة التى أقامها الإنجليز أثناء احتلالهم للهند تحت مسمى "القرآنيين" ، فهنا جاء ردنا على منكر السنة واضحاً وصريحاً من خلال عدد من الموضوعات التى كتبها رجال أقوياء فى تخصصهم وعلمهم وأدبهم ، ليسوا مفخرة لمنتدى التوحيد فقط بل هم مفخرة للمسلمين عامة .
وقد آن أوان جمع موضوعاتهم فى ركن خاص بها، يميزها عن غيرها ، تحت مسمى "الرد على منكرى السنة (http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30)" ليتواصل العطاء ، وتسير قافلة الدفاع عن السنة المباركة إلى الأمام ، موضحةً معالم الطريق لمن جاء بعدنا ورأى عملنا .
ونحن إذ نُطلق هذا القسم الجديد الخاص بـ "الرد على منكرى السنة (http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30)" لعلى ثقة بنصر الله عز وجل الذي لا يتخلف عن الذين آمنوا .
والرجاء في أهل العلم وطلابه وسائر المسلمين مشاركتنا فرحتنا بهذا القسم الجديد ، عبر التواصل معنا ، ومد يد العون لنا في نصرتنا للسنة الكريمة، كلٌّ بما قدر عليه ، ورُبَّ كلمة قصيرة ، أو مقال صغير يسبق كتاباً كبيراً بإخلاص صاحبه ، ولسنا من يخبركم بهذا ، فأنتم أهل العلم والفضل ، وما أملنا إلا أن نكون جنداً من جنود الإسلام تحوز على ثقته وثقة المسلمين .
ويسعدنا تسجيلكم معنا عاجلا غير آجل.
وإنا لفى انتظاركم لنتشرف بكم ونستفيد منكم.
إخوانكم فى منتدى التوحيد
المشكلة الجديدة التي تواجه المنتدى دخول العديد من أهل الاهواء والذين يقوموا بتفسير القران على مزاجهم الخاص وأغلبهم يقول بوجود ثلاث صلوات فقط ويفسر القران على هواه .(1/673)
نرجوا من المشايخ الكرام المساعدة في الذود عن هذا الدين . اذ ان بعض الشبه التي تطرح تطرح في المنتديات العلمانية والالحادية . وهي محجوبة في بعض البلاد الاسلامية الا انها عندنا تلقى ترويجا متعمدا من جهات مختلفة .
ونحن بحاجة لدعم المشورة والتوجيه فلا تبخلوا علينا .
---
(1/674)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماذا عن عناية أهل التفسير بالرأي بالتفسير النبوي في تفاسيرهم
---
ماذا عن عناية أهل التفسير بالرأي بالتفسير النبوي في تفاسيرهم
---
العرباض
10-13-2004, 04:47 PM
السلام عليكم و رحمة
إخوتي الكرام هل يمكن أن تسعفوني بمشاركاتكم حول عناية أهل التفسير بالرأي بالتفسير النبوي في تفاسيرهم أو أن تدلوني على بعض الدراسات المتخصصة في هذا البابو جزاكم الله خيرا
---
(1/675)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني [11] (صلة السياق بالمقاصد)
---
علم السياق القرآني [11] (صلة السياق بالمقاصد)
---
محمد الربيعة
04-01-2007, 01:39 PM
علم المقاصد وصلته بالسياق
علم المقاصد من أعظم العلوم المتعلقة بالتفسير؛ إذ لابد للمفسر أن يراعي مقاصد الشارع، والغرض الذي ورد النص لأجله.
والمقصد هو العمدة في كل كلام.
قال ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين في بيان أن مردَّ الكلام إلى مراد المتكلم وغرضه": الفصل الثالث في أن التأويل إخبار عن مراد المتكلم لا إنشاء. فهذا الموضع مما يغلط فيه كثير من الناس غلطا قبيحا فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه، فإذا قيل معنى اللفظ كذا وكذا، كان إخباراً بالذي عناه المتكلم، فإن لم يكن هذا الخبر مطابقاً كان كذباً على المتكلم"([1]).
ومعرفة كلام الله تعالى راجعة إلى العلم بمقاصده.
قال الشاطبي في الموافقات: "وقال تعالى +أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" [محمد 24] التدبر إنما يكون لمن التفت إلى المقاصد"([2]).
وقد اهتم العلماء بعلم المقاصد اهتماماً ظاهراً ومنهم:
1- الشاطبي في الموافقات، وقد أُلِّفت رسالتان في عنايته بهذا العلم وعنوانها (نظرية المقاصد عند الشاطبي) للدكتور أحمد الريسوني، ورسالة بعنوان (قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي) لعبدالرحمن الكيلاني.
2- شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ألفت رسالة خاصة ببيان عنايته بهذا العلم وعنوانها (مقاصد الشريعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية) ليوسف بن أحمد البدوي.
3- ابن القيم في كتابه (إعلام الموقعين).(1/676)
4- من أبرز المفسرين عناية بإظهار أغراض الآيات ومقاصدها ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)، فإنك لا تكاد ترى آية إلا ويفتتحها ببيان غرضها. وقد أفرد علم المقاصد في مقدمة من مقدمات تفسيره، وألف كتاباً مستقلاً بعنوان (مقاصد الشريعة). وأُلِّفت رسالة علمية في كتابه وعنوانها (ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة) لمحمد حبيب ابن الخوجة.
الصلة بين السياق وعلم المقاصد:
المقاصد هي كما تقرر أساس السياق وركنه الأعظم، ولا يعرف السياق حقيقة إلا بمعرفة الغرض والمقصد الذي جاء من أجله الكلام.
قال السرخسي: "القرينة التي تقترن باللفظ من المتكلم، وتكون فرقاً فيما بين النص والظاهر هي السياق، بمعنى الغرض الذي سيق لأجله الكلام"([3]).
وقد تركزت دراستي لسياق سورة البقرة على هذا الباب، فتقرر لدي بما لا مجال للشك فيه أن عمدة السياق هو الغرض، وأن كل آية واردة لغرض معين، ولعل هذا هو سر الفصل بين الآيات وتقطيعها.
ومن أمثلة ذلك ماجاء في تفسير قوله تعالى: علم المقاصد وصلته بالسياق
علم المقاصد من أعظم العلوم المتعلقة بالتفسير؛ إذ لابد للمفسر أن يراعي مقاصد الشارع، والغرض الذي ورد النص لأجله.
والمقصد هو العمدة في كل كلام.
قال ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين في بيان أن مردَّ الكلام إلى مراد المتكلم وغرضه": الفصل الثالث في أن التأويل إخبار عن مراد المتكلم لا إنشاء. فهذا الموضع مما يغلط فيه كثير من الناس غلطا قبيحا فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه، فإذا قيل معنى اللفظ كذا وكذا، كان إخباراً بالذي عناه المتكلم، فإن لم يكن هذا الخبر مطابقاً كان كذباً على المتكلم"([1]).
ومعرفة كلام الله تعالى راجعة إلى العلم بمقاصده.
قال الشاطبي في الموافقات: "وقال تعالى +أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" [محمد 24] التدبر إنما يكون لمن التفت إلى المقاصد"([2]).(1/677)
وقد اهتم العلماء بعلم المقاصد اهتماماً ظاهراً ومنهم:
1- الشاطبي في الموافقات، وقد أُلِّفت رسالتان في عنايته بهذا العلم وعنوانها (نظرية المقاصد عند الشاطبي) للدكتور أحمد الريسوني، ورسالة بعنوان (قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي) لعبدالرحمن الكيلاني.
2- شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد ألفت رسالة خاصة ببيان عنايته بهذا العلم وعنوانها (مقاصد الشريعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية) ليوسف بن أحمد البدوي.
3- ابن القيم في كتابه (إعلام الموقعين).
4- من أبرز المفسرين عناية بإظهار أغراض الآيات ومقاصدها ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)، فإنك لا تكاد ترى آية إلا ويفتتحها ببيان غرضها. وقد أفرد علم المقاصد في مقدمة من مقدمات تفسيره، وألف كتاباً مستقلاً بعنوان (مقاصد الشريعة). وأُلِّفت رسالة علمية في كتابه وعنوانها (ابن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة) لمحمد حبيب ابن الخوجة.
الصلة بين السياق وعلم المقاصد:
المقاصد هي كما تقرر أساس السياق وركنه الأعظم، ولا يعرف السياق حقيقة إلا بمعرفة الغرض والمقصد الذي جاء من أجله الكلام.
قال السرخسي: "القرينة التي تقترن باللفظ من المتكلم، وتكون فرقاً فيما بين النص والظاهر هي السياق، بمعنى الغرض الذي سيق لأجله الكلام"([3]).
وقد تركزت دراستي لسياق سورة البقرة على هذا الباب، فتقرر لدي بما لا مجال للشك فيه أن عمدة السياق هو الغرض، وأن كل آية واردة لغرض معين، ولعل هذا هو سر الفصل بين الآيات وتقطيعها.(1/678)
ومن أمثلة ذلك ماجاء في تفسير قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة 9] قال الغزالي في بيان غرض الآية وما بني عليه من المعنى والحكم في الآية: "الآية إنما نزلت وسيقت لمقصد وهو بيان الجمعة، وما نزلت الآية لبيان أحكام البياعات، ما يحل منها وما يحرم، فالتعرض للبيع لأمر يرجع إلى البيع في سياق هذا الكلام يخبط الكلام ويخرجه عن مقصوده، ويصرفه إلى ما ليس مقصوداً به، وإنما يحسن التعرض للبيع إذا كان متعلقاً بالمقصود.."([4]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((أعلام الموقعين)) (1/219).
([2]) ((الموافقات)) (3/383).
([3]) ((أصول السرخسي)) (1/164) ، نقلاً عن دلالة السياق لردة الله الطلحي (ص37).
([4]) ((شفاء الغليل)) (ص51).
---
(1/679)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المكتبات الإسلامية التي تقدم كتبا مجانية
---
المكتبات الإسلامية التي تقدم كتبا مجانية
---
إمداد
08-03-2005, 01:08 AM
نستطيع قراءة الكتب والكتيبات الإسلامية و كتب اللغة العربية وعلومها المختلفة وكتب أخرى متنوعة من مختلف العلوم بسهولة تامة عن طريق الإنترنت
لا يكلفنا ذلك مشوارا في الذهاب
ولا تكلفة مالية
فقط ضغطة واحدة
ويكون الكتاب عندك
تعالوا نتعرف على المكتبات الإسلامية التي تقدم كتبا مجانية
ومواضيع مشوقة للقراءة ونماذج من حب العلماء للكتب وكيف أنهم كانوا يبيعون بيوتهم لشراء الكتب
http://www.alarabeyya.com/phpBB/viewtopic.php?t=331&start=0
---
أبو المعتز القرشي
09-01-2005, 03:45 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/680)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية
---
الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية
---
د. أبو عائشة
08-08-2004, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية
أولاً : اختيار المفردة لإيحائها الدلالي ( الدلالة الهامشية ) : لعل العامل الأساس في اختيار المفردة دون غيرها هو ما تحققه اللفظة المختارة وما تعطيه من معانٍ ودلالاتٍ
إلى جنب الدلالة الأساسية التي قد تشترك فيها مع غيرها من المفردات ، وبذلك تكون المفردة المختارة قد أدت المعنى الأساس في التعبير ، فضلاً عمّا أوحت به ضمن الإطار السياقي نفسه ، ومن هنا كانت استحالة تغيير أو استبدال هذه المفردة حتى مع مرادفتها إن كان هناك مرادف أصلاً ، وأنا هنا لا أقصد ( بالإيحاء الدلالي ) تأدية المعنى الدلالي المباشر بل المعاني الجانبية له والتي تدور حول هذا المعنى الأساس ، ويمكن أن يتشكل هذا الإيحاء في المحاور الآتية التي يتم اختيار المفردة بسببها :(1/681)
أ – الإيحاء المعتمد على التقابل الدلالي : فقد تختار المفردة في التعبير القرآني مصورةً المعنى المراد وفي الوقت نفسه يكون لها مقابل على المستوى الدلالي توحي به إلى جنب المعنى الذي أدته أساساً ففي قوله تعالى : ( حتى زرتم المقابر )( التكاثر : 2 ) فإن لفظة ( زرتم ) تمثل لفظة لها مقابل دلالي هو الرجوع فكل زائر لاشك وستنتهي به زيارته ( فاستعمال الزيارة بهذا المعنى صريح الإيحاء بأن الإقامة في القبر ليست إقامة دائمة … وسوف تنتهي الزيارة حتماً إلى بعث وحساب وجزاء ، وهذا الإيحاء ينفرد به لفظ ( زرتم ) دون غيره فلا يمكن أن يؤديه لفظ آخر كأن يقال ( قبرتم ، أو سكنتم المقابر …إنها زيارة أي إقامة مؤقتة ويعقبها بعث ونشور ) ، ومن ذلك قوله تعالى : ( يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم )( الزلزلة : 6 ) فالصدور إنما هو مقابل دلالي للورود فاستعمال الفعل ( يصدر ) ليوحي إلى أن الحياة الدنيا ليست بدار مقامٍ وليس هذا فقط فقد ( جرت أمثالهم بأن الوارد يجب أن يعرف كيف يصدر وإلا ضاعَ ففي لفظ ( يصدر ) هنا لفتٌ واضح الإيحاء إلى أن الحياة الدنيا ليست بدار مقامٍ ، إن هي إلا رحلة نجتازها ولابد من تأمين طريق الصدر … ) ولا يمكن أن يستبدل هذا اللفظ ( يصدر ) بلفظٍ آخر مثل ( يخرج وينصرف ) ويعطي من المعنى ما أعطاه الفعل الأول ، وهذا كثير في القرآن .
ففي قوله تعالى ( ولله ميراث السموات والأرض )( الحديد : 10 ) يظهر تساؤل كيف يرث الله هذه ؟ ونستطيع الإجابة عندما نجد المقابل الدلالي وهو الموت ، وبهذا يكون اختيار لفظ ( ميراث ) إيحاء بأن كل من في السموات والأرض سيموت ويبقى تعالى وحده ( لأنه الباقي بعد فنائهم والدائم بعد انقضائهم )(1) .(1/682)
ب – الإيحاء المعتمد على الغرابة اللفظية : قال تعالى ( تلك إذاً قسمة ضيزى )( النجم : 22 ) فهنا وصف لحكم المشركين بأن لله تعالى البنات ولهم البنون ، وهذا الحكم على ما فيه من انتفاءٍ للعدل والغرابة فإنه يحوي غرابة أكبر من خلال معرفتنا أن العرب أو قسماً منهم ما كانوا يرضون لأنفسهم ما رضوه لربهم وهو ( البنات ) ( وإذا بُشرَ أحدهم بالأنثى ظلَّ وجههُ مسوداً وهو كظيم يتوارى من القومِ من سوء ما بُشر به أيمسكه على هونٍ أم يدسهُ في التراب … )( النحل : 58 - 59 ) لذلك قال تعالى : ( ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى )( النجم : 21 – 22 )فالحكم ليس جائراً وحسب وإنما هو غريب في العقل والمنطق – أن ينسب العبد مالا يرضى لنفسه إلى ربه – لذلك استعملت (ضيزى ) والتي تعني القسمة الجائرة أو غير العادلة ، ولم تستعمل هاتان الكلمتان ، لهذه الزيادة في إيحاء ( ضيزى )( فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملائمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها ) (2)( والعرب يعرفون هذا الضرب في الكلام وله نظائر في لغتهم وكم من لفظةٍ غريبةٍ عندهم لا تحسن إلا في موضعها ولا يكون حسنها على غرابتها إلا أنها تؤكد المعنى الذي سيقت إليه بلفظها )(3) وبهذا يتبين بُعدُ ما ذهبت إليه بنت الشاطئ بقولها ( وقُصارى ما ألمحه فيها – على بُعْدٍ – أن يكون فيها مع الجور حس مادتها فيما يلوك عَبَدة الأوثان من ألفاظٍ منقولة من : ضاز التمرة لاكها في فمه والله أعلم ) (4) .(1/683)
ج – الإيحاء النابع من دقة التصوير الحركي : المفردة القرآنية قد تختار لتصوير الحركة بدقة كما في قوله تعالى : ( فراغ إلى أهله )( الذاريات : 26 ) فراغ هنا أعطت للنص إيحاءاً وبعداً جديدين ذاك أنها فضلاً عن تصويرها ذهاب إبراهيم عليه السلام صدرت حركته بدقة ما بعدها نظير من غير أن يكون ذلك لمجرد مُتعةٍ أدبية في التصوير وإنما هي الدقة مقرونةً بالصدق الإخباري مع تحقيق ملحظٍ اجتماعي هنا ، فراغ ( ذهب إليهم في خفيةٍ من ضيوفه ، ومن أدب المضيف أن يُخفي أمره وأن يبادره بالقِرى من غير أن يشعر به الضيف حذراً من أن يكفه ويعذره )(5) ، وكذلك في قوله تعالى ( والصبح إذا تنفس ) ( التكوير : 18 ) فاختيار لفظة ( تنفس ) للدقة في رسم المشهد الحركي هنا إذ إن خروج النور فجراً أشبه ما يكون بحركة النفس الذي ينساب بلا صوت متتابعاً فيكون بذلك ( أشبه الأشياء بخروج النفس شيئاً فشيئاً ) (1) .
ومثل هذا (إنا صببنا الماء صباً )(عبس : 25 ) وقوله تعالى: (ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء )( الممتحنة : 2 ) .(1/684)
د – الإيحاء النابع من وصف خاص : فقد يصف القرآن الشيء وصفاً خاصاً ليدلل من خلال إيحاء هذا الوصف على دلالة تنصب في إغناء الدلالة العامة للسياق كما في قوله تعالى ( وفاكهة وأبّا )( عبس : 31 ) فالأبّ هو ( المرعى المتهيء للرعي والجز ، من قولهم أبَّ لكذا أي : تهيأ ) (2) في حين ذهب الزمخشري إلى أن الأبّ هو المرعى لأنه يؤَبُّ أي يؤمّ وينتجع (3) وقد يوصف الشيء وصفاً خاصاً لأجل بيان تفاهة هذا الشيء وخسته قال تعالى : ( فكانوا كهشيم المحتظر )( القمر : 31 ) وفي قراءة ( المحتظر ) أي ( كهشيم الاحتظار كقولك كآجر البناء وخشب النجارة ، والاحتظار : أن يجعل حظيرة وإن شئت جعلت ( المحتظر ) هنا هو الشجر أي كهشيم الشجر المتخذة منها الحظيرة أي : كما يتهافت من الشجر المجعولة حظيرة والهشيم ما تهشم منه وانتشر )(4) وأي إهانة أكبر من أن يجعل جمعهم ( كالهشيم المتخلف مما جمعه صاحب الحظيرة ) (5) فهو الشجر اليابس المتهشم المتكسر … يبس لطول الزمان وتتوطؤه البهائم فيتحطم ويتهشم )(6) ومن ذلك قوله تعالى ( فشاربون شُرب الهيم )( الواقعة : 55 ) فلو أُريد تحديد معنى ( الهيم ) لخرجنا بأنها تعني ( جمع الرجل العطش ) يُقال : رجلٌ هيمان وهائم شديد العطش .. ويمكن أن تعني الرمال التي تبتلع الماء وهيام من الرمال اليابس كأن به عطش لذلك أستعير هذا الاسم للعاشق ، كما أنها داءٌ يأخذ الإبل من العطش(7) فهذه اللفظة أوحت بظلال المرض وشدة العطش والتوله والهروب وابتلاع الماء … على هؤلاء .
ثانياً : اختيار المفردة للتسمية ( لعلاقة دلالية خاصة ) :(1/685)
أ – تسمية الشيء بوصفه جزءاً من معناه : ولعل من أوضح التسميات هي تسميات يوم القيامة والتي زخرت بها قصار السور إن لم أقل انفردت بها فقد سُميت القيامة في القرآن بعدة تسميات منها : الحاقة والصاخة والآزفة والقارعة والطامة والواقعة والراجفة والرادفة ، وعند التأمل في هذه التسميات تجد أن كل تسمية إنما اختصت بجانبٍ من جوانب هذا اليوم صوره لفظها ، فالواقعة تدلّ على حتمية ووجوب الوقوع فقد ( وصفت بالوقوع لأنها تقع لا محالة … ووقوع الأمر نزوله )(1) ليصفها سيد قطب ( كأنّما هي ثقلٌ ضخمٌ ينقضُ من علٍ ثم يستقر لغير ما زحزحةٍ بعد ذلك ولا زوال )(2) والحاقة هي الواجبة الوقوع والتي تحقق فيها الأمر أو الوقت أو الساعة التي يحقّ فيها الجزاء فتغلب كل شيءٍ وتحقّ كل محاقٍ(3) وتسمية يوم القيامة بالآزفة كان ( لآزوفها أي قربها )(4) و ( أزف وأفِدَ يتقاربان – لكن أزِفَ يُقال اعتباراً بضيق وقتها ) (5) وبهذا يتحقق وصف الشكل الخارجي ليوم القيامة كاملاً ، فقد تمَّ عن طريق التسمية تأكيد الوقوع وسرعته وتحقق ذلك ولم يبق إلا وصف طبيعتها ( القيامة ) وأثرها لذلك سُمّيت بالقارعة وهي ( التي تقرع الناس بالأفزاع والأهوال … ) (6) وسُميت بالغاشية و ( الغاشية داءٌ يأخذ في الجوف أو ورمٌ يكون في البطن … ومن هذا الهلاك تفسر الغاشية في استعمال القرآن … أي الجائحة المهلكة … ) (7) و ( الغاشية كل ما يغطي الشيء كغاشية السرج … )( وسميت بالطامّة الكبرى لأنها ( تطمُّ على الدواهي أي تعلو وتغلب … وهي القيامة لطمومها على كل هائلةٍ )(9) فـ ( طمّ الماء … أرتفع وعلا وفي المعنوي : طمّ الأمر اشتدّ وجاوز الطامة .. )(10) وسميت الصاخة يقال صخّت تصخّ صخّاً أي تصم ويقال رجلٌ أصخ … إذا كان لا يسمع )(11) وبهذا صورت كيفية وقوعها بالغاشية ومدى تأثيرها مقارنة بغيرها بالطامة وكيفية وقوعها بالقارعة وأثرها عند وقوعها بالصاخة ، وبهذا وعن طريق تسميتها(1/686)
بجانب منها وٌصفت كلها ومن جميع جوانبها ، والمهم هنا أن كل هذه التسميات إنما جاءت بصيغة الفاعل فكأنها هي التي تصخّ وتقرع وتقع … الخ ، فضلاً عن تعريفها بالألف واللام الذي هو تعريف جنسٍ لتميزها من بين الأجناس لأن في استحضاره زيادة تهويلٍ لأنه حقيقٌ بالتدبر(1) والأهم من كل هذا أنّ جميع هذه التسميات جاءت كناية عن يوم القيامة و ( الكناية عبارة عن أن تذكر لفظةً وتفيد بمعناها معنى ثانياً هو المقصود وإذا كنت تفيد المقصود بمعنى اللفظ وجب أن يكون معناه معتبراً … ) (2) فالكناية إرادة المعنى الثاني مع جواز إرادة المعنى الأول ، وبهذا يكون التعبير بها هنا أقوى من أي تعبيرٍ آخر ، أي أنّ الصاخة لا تتضمن أسلوباً مجازياً المقتضى منه التهويل والتخويف فقط وإنما هو كذلك ومضافاً إليه أن معناه الأول ( الحقيقي ) حقيق الوقوع على الإرادة . والله أعلم .
ب – تسميته باعتباره وصفاً لنفسه : يكثر في الاختيار القرآني مثل هذا حيث يتم العدول عن التسمية الأساسية إلى تسميةٍ تتعلق بفعلٍ خاصٍ يكون هو المقصد الدلالي الذي يحتاجه السياق كقوله تعالى : ( كلا لينبذن في الحُطمة )( الهمزة : 4 ) والحطمة ( الكثير التحطيم وأطلقت على جهنم لتحطيمها المكذبين بها )(3) ولأن من ( شأنها أن تحطم كل ما يلقى فيها ، ويقال للرجل الأكول إنه لحطمة )(4) كما أن ( بناء فُعَلة يدلّ على أن ذلك عادة )(5) وإنما اختيرت على هذا الوصف ( صيغة المبالغة ) لتكون على وزن الصيغة التي ضمنها الذنب ( هُمزة و لُمَزة ) حتى يحصل التعادل بين الذنب والجزاء فالمذنب الذي ضرّى بالذنب جزاؤه هذه الحطمة التي هي ضاربة بحطم كل ما يُلقى(1/687)
إليها(6) ومن هذا قوله تعالى : ( وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً )( النبأ : 14 ) أي ( السحائب التي تعتصر بالمطر أي تصب وقيل التي تأتي بالإعصار )(7) وفسرها ابن عباس بـ ( السحاب يعصُرُ بعضه بعضاً فيخرج الماء من بين السحابتين ..) ( واعتبرت بنت الشاطئ هذا من قبيل الشرح فهي لا ترى ضرورةً في تقييده بسحابتين ، وقالت بأن العصر في كل صيغة واستعماله يرجع إلى أصل دلالته على الضغط لاستخلاص العصارة (1) والغيوم إذا أعصرت – كما يقول محمد عبده – جاء وقت أن تعصر الماء فيسقط منها المطر (2) .
ج – تسمية الشيء باعتبار ما سيكون عليه : وهو من أساليب الإيجاز كما في قوله تعالى : ( وقال نوحٌ ربِ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً إنكَ إن تذرهم يضلوا عبادكَ ولا يلدوا إلا فاجراً كفّاراً )( نوح : 26 – 27 ) فَسُمِّيَ الأنباء بما سيكون عليه من فجورٍ وكفرٍ وبذلك أصبح هذا الأخبار عِلةً للإهلاك على أن هذا الأخبار لم يكن بمعناه المجازي لعلاقة الاستقبال لأنه إخبار عن وحي يصل إلى الأمر الحقيقي قال تعالى : ( وأوحي إلى نوحٍ أنه لن يؤمنَ من قومِكَ إلا من قد آمن )( هود : 36 ) فكانت تسميتهم بما سيكونون عليه عِلةً لإنزال العقاب عليهم فناسب السياق تسميتهم بهذا فكانت التسمية هنا لحاجة السياق كما هي في قوله تعالى : ( بل عجبوا أن جاءهم منذرٌ منهم فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيب )( ق : 2 – 3 ) فقد كان القياس أن يقال ( فقالوا ) بالضمير مثل ( عجبوا ، وجاءهم ، ومنهم ) لأن المُخبَر عنهم واحدٌ في كل هذه الألفاظ لكنه تعالى قال ( فقال الكافرون ) وإنما سمّاهم بالكفر هنا ( للشهادة على أنهم في قولهم هذا مُقدِمونَ على الكفر العظيم )(3) .(1/688)
ثالثاً : للتعبير عن الشيء بما هو معه في علاقة خاصة : فقد يعدل التعبير القرآني عن لفظٍ ما إلى لفظٍ آخر كونه يشترك مع مدلوله في علاقةٍ تتحقق بالإخبار بها فائدة دلالية وهذه سمة أسلوبية كثيراً ما تستخدم في القرآن لأنها تعبر عن هذه العلاقة بأوجز تعبير من غير إطنابٍ وتفصيلٍ يضيع معه الترابط كـ :
أ – العلاقة السببية : وهي ( أن يكون اللفظ المذكور مسبباً عن المعنى المقصود … نحو قوله تعالى : ( والرجز فاهجر ) ( المدثر : 5 ) فالمعنى الحقيقي للرجز العذاب الشديد لأنه مسبب عن عبادة الأصنام )(4) فقد سمي كيد الشيطان رجزاً وذلك لأنه سبب للعذاب وقد سميت الأصنام رجزاً لهذا المعنى أيضاً(1) وهذا أبلغ لأنه أشد في صرفهم عن عبادة الأصنام لما ترتب من التذكير بالعاقبة من هذه العبادة .(1/689)
ب - العلاقة الجزئية : وهي أن يكون المذكور جزءاً من المعنى المقصود ، ومثاله التعبير عن الصلاة بالقيام في قوله تعالى : ( يا آيها المزمل قُمْ الليل إلا قليلاً )( المزمل : 2 ) والقيام إنما هو جزء من الصلاة فعبّر بالجزء وهو القيام وأراد الكل(2) وإنما عُبّر عن الصلاة هنا لأن المشقة في صلاة الليل ترجع إلى القيام فقد قاموا ( حتى ورمت أقدامهم وسوقهم )(3) ، ومنه قوله تعالى : ( سنسمه على الخرطوم )( القلم : 16 ) أي سنجعل له علامة على أنفه الذي هو الأظهر في الوجه وفي ذلك كناية عن عارٍ يلزمُهُ (4) لأن الوجه أكرم موضع في الجسد والأنف أكرم موضع منه لتقدمه ، لذلك جعلوه مكان العز والحمية واشتقوا منه الأَنَفَة فعبّر بالوسم على الخرطوم عن غاية الإذلال والإهانة لأن السمة على الوجه شينٌ فكيف بها على أكرم موضعٍ منه(5) ، والتسمية بالعلاقة الخاصة واحد من أبرز الأساليب التي يظهر فيها توافق المفردة والسياق ومجيئها له دون غيره وبما يحقق للبنية وحدتها الموضوعية قال تعالى : ( كلا إنها لظى نزاعةً للشوى ) ( المعارج : 16 ) والشوى ( الأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس تنتزعها نزعاً فتبتكها ثم تعاد )(6) فأي أجزاء الجسم أشد إيلاماً من هذه مما ناسب تخصيصها دون سواها بالعذاب ، في حين اختار من الأشجار أفنانها لما كان الحديث ضمن سياق النعم قال تعالى : ( ذواتا أفنان )( الرحمن : 48 ) فقد اختار هذا الجزء دون غيره لما ناسب من ملائمته للسياق الذي يتحدث عن دقائق النعم فقد ( خصّ الأفنان بالذكر وهي الغضة التي تتشعب من فروع الشجرة لأنها هي التي تورق وتثمر ، فمنها تمتد الظلال ومنها تجتنى الثمرات )(7) وقد يعبر عن الشيء ببعضه لما يحققه هذا الأسلوب من تكثيفٍ في المعاني بأوجز الألفاظ وأبسطها كما في قوله تعالى : ( أخرجَ منها ماءها ومرعاها ) ( النازعات : 31 ) فقد أغنت هاتان اللفظتان عن ذكر أي لفظة أخرى إذ ( دلّ بهاتين الكلمتين(1/690)
على جميع ما أخرجه من الأرض قوتاً ومتاعاً للأنام من العشب والشجر والحب … والنار والملح لأن النار من العيدان والملح من الماء )(1) .
ج - العلاقة المحلية : وهي تسمية الشيء باسم محله كقوله تعالى : (فليدع ناديه ) ( العلق : 17 ) أي أهل ناديه ، والنادي لا يُدعى وإنما هو مكان اجتماع الناس فعبّر بالمحل وأراد ما يَحلُّ فيه(2) والدرس الأسلوبي يتعامل مع المذكور ويعطيه قيمة تعبيرية بالتضمن فكأنه تعالى استهزاءً به أمرهُ أن يدعو كل من في ناديه بل ليدع ناديه نفسه وفي هذا عدول عن ألفاظ مثل ( عشيرتك ، أصحابك ... ) إلى هذا أو على نية حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامة غير أن هذا الحذف لابد من أن يكون لوجهٍ تأثيري ولغاية في التعبير ، ذلك أن القوة كثيراً ما تُستمد من قرب الإنسان من محله ومنزله فلفظ ناديه المُعبّر به يحمل من المعاني الأشياء الكثيرة ففيه عصبة الرجل وأصحابه وفيه رمزٌ لقوته وبأسه واطمئنانه ، ومع ذلك أمره وتحداه أن يدعوه ولعل فيه تهكماً بهؤلاء باستخدام لفظ ( ناديه ) لأنهم غالباً ما يكونون فيه مخمورين لاهين لا قوة أو إدراك لهم ، وقد قرن الله تعالى المنكر بلفظ النادي في قوله تعالى : (وتأتون في ناديكم المنكر ) ( العنكبوت : 29 ) ، وبهذا يصبح من الواضح ( أن سخرية القرآن تحتوي على ألفاظ حين نتأملها ونحاول تذوقها نجد أنها توحي بمعانٍ ومشاعر وأجواء فوق دلالتها الأصلية وكثيراً ما تتركز سخرية المعنى كله في لفظ واحد )(3) .(1/691)
رابعاً : اختيار المفردة بناءً على موافقة السياق : فقد تختار المفردة القرآنية مع أنه يتصور قيام غيرها مقامها وعند التأمل نجد أن هذا الاختيار مشروط بموافقته لمعنى يفهم من السياق ، فلو أقيمت أية مفردة غير هذه المفردة لما كان لقيامها محلها شيء من الفائدة التي حققها الاستخدام الأول كقوله تعالى : (وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون ولا بقولِ كاهنٍ قليلاً ما تذكرون )( الحاقة : 41 ، 42 ) فما الداعي إلى أن تكون الفاصلة في الآية الأولى ( تؤمنون ) وفي الثانية ( تذكرون ) وماذا لو لم يكونا كذلك ؟ والجواب عن هذا أن مخالفة القرآن لنظم الشعر مخالفة ظاهرة وواضحة لا تخفى على أحدٍ فالقائلون بأنه شعر كان قولهم كفراً وعناداً محضاً ، فناسب ختمه بقوله ( قليلاً ما تؤمنون ) أما مخالفته لنظم الكهان وألفاظ السجع فليست بمثل ذلك الوضوح فيحتاج فيها إلى تدبرٍ وتذكرٍ لأن كلاً منهما نثر فليست مخالفته لهما في وضوحها لكل أحدٍ كمخالفته للشعر .. فحُسن ختمة بقوله ( قليلاً ما تذكرون )(4).(1/692)
خامساً : اختيار المفردة لاعتماد الأسلوب القرآني الحسية في الوصف : عند التأمل في هذه السور يتبين للمتأمل أن الأسلوب القرآني فيها كان يعتمد إلى الوصف الحسي الذي تمرُّ عليه النفس دون أن تتنبه إلى أن هذا مستعار أو أنه عموماً أسلوب مجازي خرج عن المعنى المباشر إلى معنى ثانوي ، بل أنّ المُلاحظ في الأسلوب القرآني ما يمكن أن يُسمى ( التشريك في الوصف ) ما بين المعنى الحسي والمعنوي الذي يصور به ، إذ تتماهى اللفظة ما بين معناها المباشر والمعنى الذي تخرج إليه بدلالة السياق من غير أن يكون هناك ما يرجح أحد الاستعمالين على الآخر ، فمثلاً قوله تعالى : ( قال أوسطهم ألم أقل لكم لو لا تسبحون )( القلم : 28 ) فلم أجد من فسره بغير أعدلهم وأفضلهم(1) فإذا كان الأمر هكذا فَلِمَ عُبِّرَ عن هذا المعنى بلفظ ( أوسطهم ) ولم يقل ( أفضلهم ) أو ( أعدلهم ) إنها الحسية في الوصف التي تلصق المعنى بذهن المتلقي مباشرة دون أن يحس بانتقالٍ على مستوى السرد هنا من المعاني المباشرة إلى المعاني الثانية في اللفظة لأنهما لا يتقاطعان في أي وجه داخل السياق القرآني ، ومثل هذا قوله تعالى : ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر )( القمر : 46 )(2) فـ ( المرارة لا يوصف بها إلا المذوقات والمطعومات ولكن الساعة لما كانت مكروهة عند مستحقي العقاب حَسنَ وصفها بما يوصف به الشيء المكروه المذاق … )(3) وكذلك قوله تعالى : ( فَصبَّ عليهم ربُك سوط عذاب )( الفجر : 13 ) فالسوط ما يضرب به تشبيهاً بعذاب السوط ، وقيل إشارة إلى معنى المخالطة الذي يخرج إليه الفعل ( ساط ) أي خلط أنواع العذاب(4) أو مخالطة الدماء واللحوم جراء العذاب(5) .(1/693)
فليس من السهولة تمييز المعنى المراد على وجه التحقيق والفصل بين ما توحي به اللفظة وتخرج إليه من دلالات وبين معناها المباشر ، فلقد أصبح النص وكأنه قد استغل كل هذه المعاني في لفظةٍ بقيت بين الحقيقة والمجاز تُفهم الأمرين من غير التباس أو غموض وبهذا نُدرك استخدام الأسلوب القرآني ( ألم تَرَ ) في مخاطبة المتلقي وهي كما قال المفسرون بمعنى ( ألم تعلم )(6) فلِمَ استخدم الفعل ( ترى ) دون ( تعلم ) مع أنه بمعناه ويبدو أن الزمخشري أوّل من تنبه لهذا فقال ( .... والمعنى : أنك رأيت آثار فعلِ الله بالحبشة وسمعت الأخبارية متواترة فقامت لك مقام المشاهدة )(1) غير أن الشيخ الشعراوي كان أدق من فصّل ذلك قائلاً ( إن العلم قد تكون له وسيلة أخرى غير الرواية بأن يكون مخبراً به من أحد ... ولكن الخبر من الحق سبحانه وتعالى خبر وصل في مرتبة اليقين إلى مرتبة أنك ترى )(2) فهذا مما ينصب في حسية التعبير .(1/694)
سادساً : اختيار المفردة ذات الدلالات المتعددة : فالتعبير القرآني كثيراً ما يختار مفردة معينة ولها أكثر من دلالة واحدة مما يعني أننا سنكون حيال مهمة تحديد القصدية في هذا ؟ وهل قُصد إلى أحد هذه المعاني أم إن المعاني مرادةٌ على التوسع ؟ فمن الناحية الأصولية ذهب أغلب الأصوليين إلى جواز إرادة أكثر من معنى واحد للفظة فقد ( أجاز مالك والشافعي استعمال اللفظ الواحد في معنيين فأكثر في حالة واحدة ومنعه قوم )(3) ، وقد ردّ الدكتور أحمد نصيف الجنابي القول بأن وجود المشترك اللفظي يولد الإبهام أو الغموض أو التعمية (4) . وذهب إلى أن سبب هذا القول وغيره كان نتيجة عدم مراعاة السياق والمعنى الحضوري للتركيب اللغوي والتركيز الدلالي وهذا الذي يهمني هنا في هذه الدراسة أي ( تكثيف أكثر من معنى في اللفظة الواحدة في جملة واحدة في سياق واحد لغاية وهدف مقصودين بحيث تكون كل تلك المعاني مطلوبة في التركيب اللغوي مقصودة من إيراده )(5) ، وقد ابتعدت عن تسمية هذه الظاهرة الأسلوبية بالمشترك اللفظي لكونه لا يمثل إلا جانباً من جوانبها كلفظة ( قسورة ) التي فُسرت بأنها الرامي أو الأسد (6) أو جماعة الرماة أو ركز الناس وأصواتهم أو ظلمة الليل(7) وبهذا تتواشج هذه المعاني لترسم أبلغ صورة لهؤلاء الذين كانوا ينفرون من مجرد صوت القرآن كما تنفر الحمر من أي صوتٍ تسمعه أو أي شخصٍ تراه أو حيوان تشاهده خوفاً من أن يفترسها فـ ( الصفة الجامعة بينهما أن كلاً منهما ضعيف منهار أمام جبّار قوي ، مقدرٌ أنه واقعٌ لا محالة لأن الصائد مما لا تمكن مقاومته لأنه قسورة فالأسلم إذن الهزيمة والفرار )( فكيف إذا أضيف إلى كل هذا أنها تعني ظلمة الليل والركز والصوت المزعج حيث الخوف أكبر وأكبر وبهذا لا يزداد التصوير إلا تكثيفاً في الدلالة على مصدر الخوف .(1/695)
ومن ذلك قوله تعالى : ( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين )( الحاقة : 44 - 45 ) فـ ( يجوز أن تكون اليمين ههنا راجعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيكون بمعنى لو فعل ذلك لسلبناه قدرته وانتزعنا منه قوّته )(1) بالإضافة إلى المعنى المتبادر إلى الذهن …
** ** **
* الحواشي :
1) التفسير البياني ، 1 / 206 .
2) الإعجاز البياني في كتاب العربية الأكبر ، 214 .
3) تلخيص البيان ، 240 .
4) تاريخ آداب العرب ، 2 / 261 .
5) البديع في ضوء أساليب القرآن ، 145 .
6) الإعجاز البياني ومسائل ابن الأزرق ، 461 .
7) الكشاف ، 4 / 18 ، وينظر : معنى ( راغ ) في معجم ألفاظ القرآن ، 1 / 527 ، والإنتصاف ، 4 / 18
بديع القرآن ، 21 .
9) المفردات ، 6 .
10) ينظر : الكشاف ، 4 / 220 ، وشرح شواهد الكشاف ، 4 / 455 .
11) المحتسب ، 2 / 300 .
12) معجم ألفاظ القرآن ، 1 / 283 .
13) الكشاف ، 4 / 40 .
14) ينظر : المفردات ، 799 – 800 .
15) الكشاف 4 / 362 .
16) في ظلال القرآن 7 / 694 .
17) ينظر: تفسير الرازي 30 / 102 .
18) معجم ألفاظ القرآن 1 / 37 .
19) المفردات 19 .
20) تفسير الرازي 30 / 103 .
21) معجم ألفاظ القرآن 2 / 282 .
22) المفردات 541 .
23) الكشاف 4 / 557 .
24) معجم ألفاظ القرآن 2 / 145 .
25) تفسير غريب القرآن 515 .
26) ينظر تفسير التحرير والتنوير 27 / 159 .
27) نهاية الإيجاز 136 وينظر نهاية الأرب 7 / 60 .
28) معجم ألفاظ القرآن 1 / 283 .
29) الكشاف 4 / 284 وينظر تلخيص البيان 283 – 284 .
30) من بديع لغة التنزيل 312 .
31) ينظر : الإنتصاف 4 / 284 .
32) المفردات 503 .
33) معجم غريب القرآن 268 .
34) ينظر الإعجاز البياني ومسائل ابن الأزرق 359 .
35) ينظر الأعمال الكاملة لمحمد عبده 5 / 311 .
36) الكشاف 4 / 4 .
37) ينظر القرآن إعجازه وبلاغته 170 – 171 .
38) ينظر : تفسير الرازي 30 / 193 ، والفوائد 19 .(1/696)
39) ينظر القرآن إعجازه … 173 .
40) تفسير الرازي 30 / 172 .
41) ينظر معجم ألفاظ القرآن 1 / 344 .
42) ينظر الكشاف 4 / 471 .
43) الكشاف 4 / 158 .
44) الكشاف 4 / 452 .
45) الإتقان 2 / 55 ، والطبيعة في القرآن 451 .
46) القرآن إعجازه وبلاغته 178 ، وينظر معجم الألفاظ 2 / 694 .
47) أسلوب السخرية 432 .
48) ينظر : البديع في ضوء أساليب القرآن 148 ، والإتقان 2 / 102 ، ودرة التنزيل 495 – 496 .
49) ينظر : تفسير غريب القرآن 480 ، والكشاف 1 / 273 وتفسير الرازي 30 / 90 ، وتفسير ابن كثير 4 / 406 ومعجم الألفاظ 2 / 848 .
50) قاموس القرآن 488 …
51) تلخيص البيان 235 .
52) ينظر : المفردات 361 .
53) ينظر : تلخيص البيان 277 .
54) ينظر : قاموس القرآن 188 .
55) الكشاف 4 / 286 .
56) المختار من التفسير 1 / 71 .
57) تقريب الوصول إلى علم الأصول 64 ، وإليه ذهب الباقلاني والجمهور وبعض المعتزلة ، ينظر : شرح جمع الجوامع 1 / 294 ، وتنقيح الفصول 459 ، وإرشاد الفحول 20 .
58) ينظر : ظاهرة المشترك اللفظي 393 – 394 .
59) المصدر السابق 404 .
60) ينظر : معاني القرآن 3 / 206 ، وتفسير غريب القرآن 498 ، والمفردات 608 .
61) ينظر : تفسير الرازي 30 / 212 .
62) التشبيهات القرآنية 187 .
63) ينظر : تلخيص البيان 258 .
---
عبدالرحمن الشهري
08-10-2004, 02:16 AM(1/697)
أخي الكريم أبا عائشة . وفقك الله وجزاك خيراً على هذه الوقفات البيانية الدقيقة ، وأعتذر لتدخلي في تنسيق المشاركة ، ونقلها من ملتقى الكتب والبحوث إلى هنا . لظني أن هذا أدعى لقراءتها ، والانتفاع بها. وأراك تشير إلى لفتات الدكتور بنت الشاطي رحمها الله ، وتثني عليها ، وهي أهل للثناء رحمها الله. فيا حبذا لو أطلعتنا على شيء من جهودها في هذا الجانب ، ولا سيما جهدها في دراسة مسائل نافع بن الأزرق من حيث موازنتها معاني الألفاظ القرآنية بما ورد في الشواهد الشعرية من حيث المعاني ودقتها ودلالتها. أسأل الله أن يوفقك وأن ينفع بعلمكم.
---
مساعد الطيار
08-10-2004, 03:02 AM
حياك الله أبا عائشة
ولقد قرأت هذا المقال القيم ، وهو من البحوث المطربة التي يبحث عنها كثير ممن يقرأ التفسير ، ويا حبذا لو ذكرتم الكتب التي تعين على فهم هذه الدلالات ، وإن كان هناك ضوابط لمثل هذه الدلالات ، فإني رأيت طالبي هذه اللطائف كثيرين ، وهم يفرحون ويتلذذون بمثل هذا .
أسأل الله أن يوفقني وإياك لما يحب ويرضى .
---
(1/698)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج الدرر السنية الإصدار الثالث
---
برنامج الدرر السنية الإصدار الثالث
---
محمد حامد سليم
09-10-2005, 04:06 PM
برنامج الدرر السنية اٌصدار الثالث
تم بحمد الله الانتهاء من إصدر جديد من برنامج الدرر السنية، ويضم البرنامج في
إصداره الثالث جميع مجلدات مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام المعروفة بـ "
الدرر السنية في
الأجوبة النجدية " جمع وترتيب : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، ويتيح البرنامج
التصفح والبحث حسب الأبواب أو الفتاوى والرسائل.
حجم ملف البرنامج: 5 ميجا بايت.
رابط التحميل:
http://www.islamspirit.com/click/go.php?id=55
---
(1/699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > نظرات في "غاية النهاية" (3)
---
نظرات في "غاية النهاية" (3)
---
الجكني
10-02-2006, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة اليوم ؛رغم كونها غير متعلقة بعلَم –بفتح اللام- معيّن ،فإنها "مهمة " في دراسة هذا الكتاب والمصطلحات التي سلكها مؤلفه فيه0
معلوم أن الإمام ابن الجزري رحمه الله ،كان "مشاركاً " في علم الحديث دراسة وتأليفاً ،وأن هذه "المشاركة"أثرت عليه في كتابه هذا حيث بقيت آثارها بادية عليه في بعضها 0
ومن "بقايا" تأثير الصنعة الحديثية على شخصيته تلك ألفاظ "التوثيق " التي استخدمها في كتابه في الحكم على الشيخ المراد ترجمته ،كقوله :"مقرئ"و"مجوّد" و"ضابط" و"ماهر" و" صالح " و"عارف" و"أستاذ كامل " الخ وهي ألفاظ لها دلالاتها عنده رحمه الله ،لم يأت بها عبثاً أو "مجاملة " لأهل القراءات ،وإلا لكانت عامة لكل من له ترجمة في هذا الكتاب ،ولما وجدنا عبارات تعكسها كقوله "لم يكن بالضابط "و00الخ(1/700)
وحقيقة لم تستوقفني هذه المسألة-أعني مصطلحات التوثيق عند ابن الجزري – حتى اطلعت على ثلاث رسائل علمية (ماجستير ودكتوراه)تحقيقاً لكتاب من أهم كتب القراءات فوجدت المحققين الثلاثة اعتمدوا على كتاب "الغاية" وكتاب "التقريب " للإمام ابن حجر رحمه الله ،ومن ثَمّ حكموا على "رجال القراءات " بمصطلح "رجال الحديث" فأداهم ذلك إلى :الطعن "و " التضعيف " وأحياناً "الشذوذ" في الحكم على قراءات " صحيحة " وهذه آفة من يدخل "مصطلحات " علمٍ ما " على "مصطلحات " علم آخر وكأن لا فوارق "جوهرية " بين العلمين ،وليس هذا من باب "الطعن " و" التقليل " من "منهج " المحدثين في "الجرح والتعديل " فهذا لا يقول به من يعلم ويدري ما يتفوه به ،وإنما هو من باب "بيان " أن "منهج" المحدثين لا يصلح بحال من الأحوال أن يطبق على "علم القراءات "و "التفسير " لما بين هذه العلوم الثلاثة من فوارق "جوهرية" في "ضابط " المقبول وغير المقبول" فيها 0
أقول : عندما اطلعت على التحقيق المذكور للرسائل الثلاثة وتعليق المحققين في بعض المواضع أدركت ساعتها "وجوب " إعادة النظر في "المصطلحات" ودلائلها عند ابن الجزري ،بمعنى : هل "ثقة " عنده هي بنفس المدلول عند المحدثين من أهل الجرح والتعديل المحدثين ؟
وهكذا000
وقد توصلت – حسب الجهد – إلى أن لا علاقة بين ما يريده ابن الجزري وبين ما هو معروف عند المحدثين ،وكان ما استوقفني أكثر من غيره هو مصطلح استخدمه ابن الجزري كثيراً وهو " صالح " و " الصالح "التي ذهب بعض الباحثين إلى أن معناها عند ابن الجزري هو ما هو معروف عند المحدثين أنه "صالح " هو طبقة من طبقات الجرح والتعديل وأن من يوصف به صالح للاحتجاج أو غير صالح 000
وهذا – والله أعلم – يظهر أنه ليس هو مراد ابن الجزري ،بل ظهر لي أن ابن الجزري عندما يقول عن رجل " صالح " أو " الصالح " فإنه يقصد أنه "صوفي " و " زاهد" وما شابه ذلك 0(1/701)
وهنا قد يسأل سائل فيقول : ما الدليل على هذا الكلام ؟
فأقول مستعيناً بالله :
ظهر لي هذا من خلال مصدر "خفي" ينقل عنه ابن الجزري كثيراً دون تسميته ، وكل التراجم الموجود عنده ولها ذكر في "الغاية" أجد الأوصاف تتفق ،حتى إذا جاء وصف " صوفي " في المصدر أجد ابن الجزري يقول بدلها " صالح " أو " الصالح" ثم يتفق الكلام بعد ذلك 0
وهنا يسأل آخر : وما هو هذا المصدر؟
أقول : هو كتاب " طبقات الشافعية الكبرى " للإمام تاج الدين السبكي رحمه الله ،وكلنا نعرف أنه من شيوخ ابن الجزري رحمه الله 0
أكتفي بهذا الآن على أن أذكر في المسألة القادمة إن شاء الله بعض التراجم التي دلتني على ذلك 0
والمسألة قابلة للطرح والرأي والتقويم والتسديد 0
---
مروان الظفيري
10-11-2006, 08:37 AM
بحث رائع ، واستنتاج مفيد
أثابك الله خيرا ياأخي الفاضل المفضال
وننتظر منك المزيد ، مع هذه الآراء السديدة
---
نورة
10-11-2006, 10:25 PM
جزاك الله خيرا شيخنا المقرئ
على هذه الدرر التي تنثرها لنا
ومن ثمة
ماهي المراجع المعتمدة في التراجم
والحكم على رجال القراءات؟!
ومعكم متابعون..
---
الجكني
12-28-2006, 05:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ المؤلف رحمه الله في ترجمة :أحمد بن الحسن بن عبد الله أبو العباس (1/46):روى القراءة عنه :الحسن بن سعيد البزاز و "رحمة بن محمد":لا أعرفهما ؛شيخا الرهاوي0انتهى0
والعجب :أنه رحمه الله تعالى ترجم للاثنين ترجمة توحي بأنه "يعرفهما " حيث قال رحمه الله:
1- الحسن بن سعيد أبو علي البزاز المقرئ ،قرأ على ابن شنبوذ وأحمد بن الحسن بن عبد الله المقرئ ومحمد بن أحمد بن عمر البابي ،قرأ عليه أبو علي الرهاوي0انتهى(1/215)وهنا لم يقل "إنه في عداد المجهولين 0(1/702)
2- رحمة بن محمد بن أحمد بن سعيد القاسم أبو الصقر الكفرتوثي ،مقرئ دمشق ،أخذ القراءة عن علي بن عبد الله الأزدي وإبراهيم بن حميد الكلابزي وإدريس بن عبد الكريم وأحمد بن الحسن عبد الله ومحمد بن أحمد بن عمر البابي وأحمد بن محمد الفيل ،روى القراءة عنه أبو علي الرهاوي ،قال الحافظ أبو العلاء :وأبو الصقر في عداد المجهولين 0انتهى (1/283-284)0
3- وذكر في ترجمة الرهاوي قراءته على الشيخين المذكورين وقال : "وأكثر –الرهاوي- من الشيوخ وأكثرهم لا يعرفون قال الحافظ أبو العلاء في كتابه "مفردة يعقوب":وفي بعض ما رويت عن الرهاوي نظر وأنا أبوء إلى الله من عهدته ،ولا أقر بصحته ‘فإنه روى عن رجال لا يعرفون ولطالما استقريت كتب القراءات والتواريخ على أني أرى أحداً من العلماء روى عنهم أو ذكرهم فلم أقف على ذلك 0انتهى(1/245-246)
فاتضح من هذا أن الإمام ابن الجزري رحمه الله بقصد بقوله "لا أعرفهما " أنه لا يعرفهما في رواية من غير طريق الرهاوي رحمه الله فهو المنفرد بذكرهما ،لا أنه لا يعرف أسماءهما 0
والبحث جار إن شاء الله عن هذين العلمين ،لعل الله يقيض لنا كتاباً يذكرا فيه لم يقف عليهما أبو العلاء رحمه الله 0
---
د. أنمار
12-28-2006, 09:13 AM
الكفرتوثي : بفتحتين وسكون الراء وضم الفوقية ومثلثة إلى كفرتوثا قرية قرب ماردين .
والمارديني : نسبة إلى ماردين بلد بالجزيرة .
من لب الألباب
ولمعرفة المزيد عن موقع ماردين على الخريطة أنقر على الرابط
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86
وإن لم يعمل فاكتب
http://
ثم انسخ الرابط
ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86
---
الجكني
02-13-2007, 06:08 PM(1/703)
بحمد الله تعالى أعاود اليوم هذا الملتقى العلمي بعد انقطاع عنه دام قرابة الشهر لظرف خاص ،وأول ما أشارك به "نظرة " في "غاية النهاية " هذا البحث الشيق والممتع الذي أحب تكاتف الجميع فيه لإظهار الصورة الحقيقية للكتاب كما أرادها مؤلفه رحمه الله تعالى 0
واليوم أذكر مسألتين :
الأولى :
جاء في النسخة المطبوعة (1/243)ترجمة رقم (1111) الحسين بن عثمان المجاهدي " آخر من قرأ(عليه ) –كذا- ابن مجاهد حرف أبي عمرو وضبطه 0انتهى0
وهذا لا شك أنه خطأ من الناسخ ، وصواب العبارة (على ) بدل (عليه ) كما هو المعروف والموجود في كتب التراجم والقراءات 0
فالمجاهدي تلميذ لابن مجاهد ،بل هو الذي لقنه القرآن كما ذكر هو نفسه حسب ما نقله عنه الأهوازي ،بل صرح ابن الجوزي : أنه آخر من مات من أصحاب ابن مجاهد ،وكان قد تجاوز المائة 0
انظر: تاريخ بغداد :8/84،المنتظم :15/99،معرفة القراء:2/684
الثانية :
جاء في النسخة المطبوعة (1/456)ترجمة(1903)عبد الله بن اليسع الأنطاكي :عرض (عليه ) "موسى ابن جرير "0انتهى
وهذا خطأ من الناسخ أو "سهو" من المؤلف نفسه رحم الله الجميع ، فابن الليسع تلميذ لابن جرير (الرقي وليس الطبري كما ترجم له بعض المعاصرين ممن حقق كتب القراءات ) وليس شيخاً له ،كما هو معلوم من كتب التراجم ومن كتب القراءات ،وكما هو مذكور عند المؤلف في ترجمة ابن جرير 0
وإلى لقاء آخر في مسألة أخرى إن شاء الله 0
---
أبو الجود
02-13-2007, 06:16 PM
أخي سماحة الدكتور الجكني سعادتي بقدومكم وكتابتكم ثانية عظيمة ، وبحثكم رائع رائق لا حرمنا الله منكم
وزادكم توفيقا
---
نورة
02-13-2007, 06:55 PM
الشيخ الدكتور الجكني, حمداً لله على سلامتكم, وعودا حميداً
وجزاكم الله خيرا على هذه الدرر المضية التي نثرتموها لنا من هذا الكتاب القيم
نتابع معكم, وأسأل الله لكم التوفيق والإعانة.
---
الجكني
02-13-2007, 09:04 PM(1/704)
شكري الجزيل وامتناني العظيم لأخي أبو الجود وأختي نورة على لطيف العبارة وإظهار "المحبة" ،وما كاتب هذه الحروف إلا "خادم "القراءات وأهلها ،وأسأل الله القبول 0
---
الجكني
03-21-2007, 07:17 AM
جاء في الغاية (1/608) في ترجمة عيسى بن خيرة أبو الأصبغ :"ولد سنة 411هـ وقرأ على مكي ،قال ابن بشكوال :مات سنة (587) انتهى0
وهذا خطأ (قد) يكون من الناسخ ؛إذ كيف يكون عاش (176) سنة ؟؟
والصواب :مات سنة (487) كما هو في :الصلة :2/415والله أعلم
---
الجكني
03-30-2007, 07:24 PM
ذكر المؤلف رحمه الله (1/128) في ترجمة :ابن ماموية :
"هو :أحمد بن محمد بن ماموية ،أبو الحسن الدمشقي ،قرأ على هشام وابن ذكوان ،قرأ عليه الداجوني ونسبه وكناه ،ولا نعلم أحداً روى عنه غيره" انتهى بحروفه 0
كذا سمّاه المؤلف هنا، وفي "النشر"(1/139)في رواية هشام عن ابن عامر ،وكنت قلت في تحقيقي للنشر " وهو وَهْمٌ منه رحمه الله" وأعتذر هنا عن ذلك ،أعني عن "توهيمه" وليس عن ما سأذكره ؛لأن الأدب مع الأجلة واجب والتأني وعدم التسرع في "توهيمهم"أشد وجوباً 0
رمز المؤلف في ترجمة ابن مامويه إلى الكتب : المستنير وغاية أبي العلاء والكامل ،هذا في روايته عن هشام ،أما في روايته عن ابن ذكوان فرمز إلى الثلاثة المذكورة وأضاف إليها "المبهج " لسبط الخياط ،وقد وجدتهم كلهم يسمونه كما سماه المؤلف رحمة الله عليهم أجمعين0
وأثناء البحث والتحقيق وجدت ما يخالف ما ذكره المؤلف وهؤلاء العلماء من أهل القراءات وهو ما نص عليه الإمام ابن عساكر رحمه الله حيث قال عنه هو :(1/705)
" محمد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم ، أبو الحسن ، القرشيّ، القزاز، يعرف بابن مامويه، مولى عثمان بن عفان، سئل عنه الدارقطني فقال: صالح،وقال – ابن عساكر -: قرأ القرآن بحرف ابن عامر على هشام بن عمار، وروى عن هشام بن خالد وحاجب بن سليمان وغيرهما ، وقرأ عليه أبو بكر محمد بن أحمد الداجونيّ، وروى عنه جعفر بن محمد بن الكندي وأبو عمر بن فضالة وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم.اهـ
ونقل ابن عساكر أيضاً بسنده إلى أبي أحمد بن عدي -تلميذ ابن مامويه- قوله : ابن مامويه أروى الناس عن هشام بن عمار، قال : كان عنده كتبه كلها وراقة . اهـ توفي سنة 301 هـ
ملاحظة : مما يؤكّد أن اسمه (محمد) وليس (أحمد) ما قاله ابن عساكر تعقيباً على مَن سمّاه (أحمد) فقال: الصواب (محمد) بلا شكّ اهـ والله أعلم.
ملاحظة : هذه المعلومة عن ابن عساكر أخذتها مباشرة من "تاريخ دمشق "(52/150و151ب)وهي نسخة على CDولم أرجع إلى النسخة الورقية ،فمن اطلع عليها فليكرمنا بالتوثيق منها 0والله أعلم
---
مروان الظفيري
03-30-2007, 07:53 PM
جاء في الغاية (1/608) في ترجمة عيسى بن خيرة أبو الأصبغ :"ولد سنة 411هـ وقرأ على مكي ،قال ابن بشكوال :مات سنة (587) انتهى0
وهذا خطأ (قد) يكون من الناسخ ؛إذ كيف يكون عاش (176) سنة ؟؟
والصواب :مات سنة (487) كما هو في :الصلة :2/415والله أعلم
ترجم له الذهبي ؛ في تاريخ الإسلام ، في :
وفيات سنة سبع وثمانين وأربعمائة ،
وهاهي ذي ترجمته فيه :
((عيسى بن خيرة
مولى ابن برد الأندلسيّ المقريء، أبو الأصبغ.
روى عن: مكّيّ بن أبي طالب، وحاتم بن محمد، ومحمد بن عتّاب، وأبي عمر بن الحذّاء، وأبي عمرو السفاقسيّ.
وكان مجوّداً للقراءات، ورعاً، زاهداً، فاضلاً، متواضعاً، محبّباً إلى النّفس.
ولي إمامة قرطبة، ثمّ تخلّى عن ذلك. ومولده سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
وتوفّي في ثامن جمادى الآخرة. وكانت جنازته مشهودة )) .
---
الجكني(1/706)
04-04-2007, 12:11 AM
تنبيه مهم :
نبهني الشيخ الفاضل والبحث الجاد :عاصم جنيد الله القارئ حفظه الله من كل سوء وألبسه لباس الصحة والعافية على الآتي :
1- قلت إن ابن الجزري "رمز " لابن ماموية في روايته عن ابن ذكوان للكتب الثلاثة المذكورة وزاد عليها "المبهج " اهـ
وقد نبهني حفظه الله - إلى أن هذا سبق نظر صوابه "المبهج " فقط 0
ثم قال لي حفظه الله :وزيادة على ما ذكر ابن الجزري توجد رواية ابن مامويه عن ابن ذكوان في كتاب "الإرشاد" للإمام أبي العز القلانسي رحمه الله 0
2- نسبت ابن الجزري للوهم في اسم ابن ماموية ،ونبهني الشيخ الفاضل إلى أن هذا ليس صواباً ،بل التحقيق العلمي أن ينسب ذلك إلى "أول " وأقدم من ذكر ذلك ،فابن الجزري رحمه الله إنما هو "ناقل "فقط عن غيره كما وجده في كتبهم ،إذ كل المذكورين من أئمة القراءات أصحاب الكتب التي فيها هذه الرواية ذكروا الاسم " أبو الحسن احمد ابن ماموية" مما يعني شيئاً واحداً –والله أعلم – وهو :أن "الوهم " إن كان موجوداً فيتصل بالشيخ "الداجوني" رحمه الله ؛تلميذ ابن مامويه نفسه فكل الأسانيد عنه تقول "أحمد " وليس "محمد "0
فيا ترى :
هل شيخ الداجوني هو :محمد ابن مامويه أم أحمد بن مامويه ؟
1- الموجود في كتب القراءات :أبو الحسن أحمد 0
2- وأكد ذلك ابن زبر الربعي حيث قال :وفي سنة (301) توفي 000وأبو الحسن (أحمد ) بن بشر ابن مامويه القزاز في المحرم بدمشق(مولد العلماء ووفياتهم :262)0
أ - وأما ابن عساكر فقد حقق القول في ذلك في كتابه "تاريخ دمشق " حيث ذكر أن هناك راويان يعرفان بابن مامويه :
الأول : أبو الحسن محمد ابن مامويه 0
والثاني : ابنه أبو الميمون أحمد بن محمد 0
فقال في ترجمة الأول : :(1/707)
" محمد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم ، أبو الحسن ، القرشيّ، القزاز، يعرف بابن مامويه، مولى عثمان بن عفان، قرأ القرآن بحرف ابن عامر على هشام بن عمار، ، وقرأ عليه أبو بكر محمد بن أحمد الداجونيّ، وروى عنه ابنه أبو الميمون احمد بن محمد بن بشر، توفي سنة 301 هـ
ثم روى ابن عساكر بإسناده عن أبي سليمان بن زبر انه قال : "وأبو الحسن أحمد بن بشر ابن ماموية القزاز بالمحرم بدمشق " يعنى مات سنة إحدى وثلاثمائة كذا قال والصواب محمد بلا شك 0انتهى : 15/136
ب - وقال في ترجمة الثاني وهو الابن:
"أحمد بن محمد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم بن حميد بن نافع أبو الميمون القرشي مولى عثمان بن عفان المعروف بابن مامويه
حدث عن أبيه
وقال أيضاً:
قرأت بخط أبي الحسين نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر بن يوسف بن إبراهيم بن حميد بن نافع القرشي مولى عمرو بن عثمان بن عفان ويعرف بابن ماموية وكان أبوه محدثا مشهورا بدمشق مات في رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة والله أعلم (تاريخ دمشق:2/105)0
ثم ذكره مرة أخرى فقال :
"- أحمد بن مامويه أبو الحسن المقرئ
قرأ القرآن العظيم بحرف ابن عامر علي هشام بن عمار بدمشق
ذكره أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني نزيل دمشق فيما قرأته بخطه والله تعالى أعلم2/235 /235
ولا يمكن للابن احمد ابن محمد أن يدرك هشاماً لان وفاة هشام كانت 245هـ ووفاة الابن سنة 328هـ
فيتحصل من هذا أن الترجمة الثالثة يراد بها الأب وليس الابن 0
الخلاصة :
أن الداجوني -كما في كتب القراءات - وأبا علي الاصبهاني -كما وجده بخطه ابن عساكر- وابن زبر -كما في كتابه- ذكروا أنه أبو الحسن أحمد ابن مامويه 0
ولكن ابن عساكر ذكر أنه محمد "بلا شك" 0
والله تعالى اعلم
---
(1/708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الموصول لفظا المفصول معنى
---
الموصول لفظا المفصول معنى
---
ناصر الصائغ
09-09-2003, 12:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من المواضيع اللطيفة في علوم القرآن معرفة الموصول لفظا المفصول معنى .
وذلك أن العرب قد تأتي بكلمة إلى جانب كلمة أخرى كأنها معها وهي غير متصلة بها . فيكون اللفظ متصلا بالآخر والمعنى على خلافه . وفي القرآن أمثلة كثيرة لهذا النوع من ذلك قوله تعالى (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (يّس:52) فعند قوله (مِنْ مَرْقَدِنَا) انتهى قول الكفار فقالت الملائكة (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ) .
ومعرفة هذا النوع مهم لفهم كتاب الله قال السيوطي عنه : " هو نوع مهم جدير أن يفرد بالتصنيف " ( الإتقان 1/252) .
فبمعرفته يحصل حل إشكالات وكشف معضلات .ومن ذلك إشكال نسبة الإشراك لآدم وحواء في قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الأعراف 189ـ190) . فبمعرفة أن قصة آدم وحواء تنتهي بقوله تعالى (جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا) وأن ما بعده وهي قوله تعالى (فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم الإصنام ،ويدل على ذلك تغيير الضمير إلى الجمع بعد التثنية .ولو كانت القصة واحدة لقال ( عما يشركان ) .
وحسن التخلص والاستطراد من أساليب القرآن .(1/709)
أخرج عبدالرزاق عن السدي قوله في قوله تعالى ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الأعراف:190) قال : " هذا من الموصول المفصول .
وأخرج ابن أبي حاتم نحوه عن أبي مالك .
كما أن هذا النوع أصل كبير في الوقف .
وقد عد الزركشي هذا النوع من مناسبات الآيات بعضها ببعض فتحدث عنه في نوع معرفة المناسبات ( البرهان 1/50) أما السيوطي فقد جعله نوعا مستقلا وهو النوع التاسع والعشرون " بيان الموصول لفظا المفصول معنى " . وأورد الزركشي والسيوطي عددا من الأمثلة على هذا النوع كما ذكر ابن الجوزي عددا من الأمثلة على هذا النوع في كتابه ( النفيس ) وهو أحد مصادر السيوطي كما في مقدمته وتصحفت إلى التفسير كما في المطبوع من الاتقان تحقيق أبي الفضل .
ومن الأمثلة قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) (آل عمران:7)
فقوله والراسخون مفصول عما قبله .حتى لا يتوهم أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله . أخرج ابن أبي حاتم عن أبي الشعثاء وأبي نهيك قالا : إنكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة .
والأمثلة كثيرة ومعرفتها والوقوف عليها مهم . لذا أقترح أن ينبري لجمع هذا الآيات ودراستها تحت هذا النوع أحد الباحثين فإنه كما قال السيوطي " جدير أن يفرد بالتصنيف " .
والله أعلم .
---
(1/710)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "لعل" الواقعة في القرآن ....... استفسار .
---
"لعل" الواقعة في القرآن ....... استفسار .
---
طارق الفريدي
02-20-2007, 12:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......
مشرفي و أعضاء هذه الدوحة المباركة أعرض عيلكم نصاً مقتطعاً من المخطوط الذي اقوم بتحقيقه وهو كتاب نحوي ، و لدي بعض الأسئلة حوله لعلاقته بتفسير كتاب الله :
قال المصنف رحمه الله :
•[[ فإن قيل : فإذا فُسِّر "لعل" بالترجي ، و فُسِّر الترجي بارتقاب شيء لا وثوق بحصوله فكيف يصح وقوع "لعل" في كلام الله عز و علا فإنَّ هذا المعنى مستحيل عليه تقدس و تعالى؟
قلنا : قد اضطرب كلامهم ههنا إلى أقوال :
الأول : أن الواقع في كلامه ـ تعالى ـ معناه التعليل فمعنى { افعلوا الخير لعلكم تفلحون } ( ) افعلوا لتفلحوا ، و عليه الشيخ أبو علي الفارسي( ) و قطرب( ) و من تبعهما( ) .
الثاني : أن "لعل" ههنا للتحقيق أي : لتحقيق مضمون الجملة بعدها. ( )
الثالث : أن "لعل" للاستفهام فمعنى " لعل زيداً قائم " : هل هو كذلك ؟ هذه أجوبتهم والكل ليس بشيء .
أما الأول فمنقوض بقوله تعالى { و ما يدريك لعل الساعة قريب }( ) ؛ إذ لا معنى للتعليل ههنا .
و أما الثاني : فلأنه منقوض بقوله جل مكان طوله { لعله يتذكر أو يخشى } .
و أما الثالث : فلا معنى له أصلاً. ( )
فالحق ههنا ما ذهب إليه سيبويه( ) وهو أن الرجاء أو الإشفاق يعتبر في جانب المخاطبين ، فـ"لعل" منه تعالى تنبيه على أنهم يجب أن يتصفوا بالطمع والإشفاق كـ"أو" فإنه للشك و في كلامه تعالى للإبهام و التشكيك ، و إلى هذا أشار جار الله حيث قال( ) (( و قوله عزوجل { لعل الساعة }( ) {ولعلكم تفلحون } ( )ترج ٍ للعباد و كذلك قوله { لعله يتذكر أو يخشى } ( ) أي : اذهبا أنتما على رجائكما ذلك من فرعون )) ]] . انتهى .(1/711)
و أسئلتي :
1 ـ أي الأقوال أرجح ؟
2 ـ هل القول الذي رجحه المصنف وهو رأي سيبويه فيه تأويل للصفات على غير المراد بها ؟و هل تشبيه"لعل" هنا بـ"أو" في محله ؟
3 ـ ما معنى قولهم " لعل من الله واجبة " ، و هل يتفق هذا مع القول الذي رجحه المصنف ؟
4 ـ رد المصنف القول الثالث وهو مجيئها بمعنى الاستفهام بأنه لا معنى له أصلاً ، ما مدى صحة هذه القول ، وهل وردت "لعل" في القرآن بمعنى الاستفهام ؟
أرجو منكم أن تكون إجاباتكم شافية مع الإحالة إلى المصادر ...
دمتم سالمين بحفظ الله و رعايته ....
---
أحمد البريدي
02-20-2007, 02:51 PM
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وأمّا السؤال عن " تعليل أفعال الله " فالذي عليه جمهور المسلمين – مِن السَلَفِ والخَلَفْ – أنّ الله تعالى يَخْلُق لِحكْمَة ، ويأمر لِحكْمَة، وهذا مذهبُ أئمة الفقه والعلم ، ووافقهم على ذلك أكثر أهلِ الكلام من المعتزلة والكرّامية( ) وغيرهم .
وذهبَ طائفة مِن أهل الكلام ، ونُفَاة القياس ، إلى نَفْي التعليل في خلْقه وأمْره وهو قول الأشعريّ( )، ومَنْ وافقه ،وقالوا : ليسَ في القرآنِ لامُ تَعليل في فعل الله وأمره ،ولا يَأمُر الله بشيءٍ لحصول مصلحة ، ولا دفع مفسدة ،بلْ ما يحصل مِنْ مصالحِ العبادِ ومفاسدهم بسببٍ من الأسباب ، فإنّما خَلق ذلك عندها ، لا أنّه هذا لهذا ، ولا هذا لهذا ، واعتقَدوا أنّ التعليل يستلزم الحاجة والاستكمال بالغير ،وأنّه يُفْضي إلى التسلسل . والمعتزلة: أثْبتت التعليل ، لكن على أصولهم الفاسدة في التعليلِ والتجويز ، وأمّا أهل الفقه والعلم ، وجمهور المسلمين الذين يُثْبتون التعليل فلا يُثْبتونه على قاعدة القدرية( ) ، ولا ينفونه نَفْيَ الجهمية ( )، وقد بسطتُ الكلامَ على هذه المسألة في مَواضِع ( )، لكن قولُ الجمهورِ : هو الذي يدلُّ عليه الكتاب والسنّة ، والمعقول الصريح ، وبه يثبت أنّ الله حكيمٌ ، فإنّه مَنْ لَمْ يفعل شيئًا(1/712)
لحكمة لَمْ يكن حَكِيمًا ".
وقال الشيخ ابن عثيمين :
كلَّ ما رأيت التعليل في كتاب الله - عز وجل - ؛ فَهُوَ مُثْبتٌ للحكمةِ في أفعالِه تعالى ومشروعاتِه "
ومعنى واجبة : أي واقعة حتماً .والسبب في قولنا واقعة :لأن الرجاء في حقِّ الله تعالى غير وارد ؛ إذْ إنّه المتصرّف المدبّر ، والرجاء إنّما يكون ممّن لا يملك الشيء فيرجوه مِنْ غيره
قال الزركشيُّ :"والعرب قد تُخْرج الكلام المتيقّن في صورة المشكوك ؛لأغراض
---
أبومجاهدالعبيدي
02-20-2007, 10:26 PM
جاء في بحثي للدكتوراه كلام حول معنى لعل في كلام الله تعليقاً على كلام لابن القيم في معناها في قول الله تعالى : ) لعلكم تتقون ( في سورة البقرة ، وهذا نص النتيجة التي توصلت إليها :
( تفصيل الكلام في لعل ومعانيها يطول ([1])، ويهمنا هنا ذكر أشهر أقوال أهل العلم في معنى لعل في كلام الله ، مع بيان معناها في هذا الموضع في آية البقرة .
والذي توصلت إليه بعد طول بحث في هذه المسألة يمكن تلخيصه في النقاط التالية :
· جمهور أئمة اللغة على أن لعل للترجي والإشفاق ، وأنها لا تصلح للتعليل . ([2])
· حملُ "لعل" في القرآن على معنى واحد لا يستقيم ؛ بل إن معناها يختلف من موضع إلى آخر حسب سياقها وموضعها.فهي في ابتداء الكلام تفيد معنى غير المعنى الذي تفيده إذا جاءت بعد طلب ، ومعناها في كلام الله U ليس كمعناها في كلام غيره . ([3])
· الجزم بالقول الراجح في هذه المسألة مما أشكل عليّ ، والذي ظهر لي أن إبقاء لعل على أصلها في الترجي والإطماع أولى الأقوال بالصواب للأسباب التالية :
1. أنه قول المحققين الحذاق من أئمة اللغة ، كما أنه قول جمهورهم ؛ وهذا من وجوه الترجيح .
2. أن الأصل في حروف المعاني حملها على المعنى الأصلي المشهور ، ولا يحسن حملها على غيره من المعاني إلا بقرينة واضحة تمنع من حملها على المعنى الأصلي ؛ ولا قرينة مقبولة هنا كما سيأتي إيضاحه في السبب التالي.(1/713)
3. أن القرينة التي صرفوا لأجلها لعل عن معناها الأصلي ، وهي أن الترجي يستلزم الجهل بالعاقبة - وهذا لا يليق بالله U - قرينة ضعيفة بل مردودة ؛ لأنها مبنية على مساواة ما يوصف به الله U ، وما يضاف إليه بما يوصف به المخلوق ، وما يضاف إليه ؛ وهذا مما قرر أهل السنة بطلانه ، وأن القاعدة في مثل هذا أنه ) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( (الشورى: من الآية11).
وقد وقفت على تفسير محرر ل" لعل " قاله أحد المتأخرين راعى فيه هذا الجانب ،فقال مفسراً لها : ( ترجية من الله واقعة لكماله ،والترجية من غيره متوقعة لعجزه .) ([4]) وهذا هو معنى قول من قال: لعل من الله واجب .)
--------------------------------------------------------------------------------
([1] ) انظر تفصيل ذلك في رصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي ص434-436 ، والجنى الداني في حروف المعاني للمرادي ص579-582 ، ومغني اللبيب لابن هشام 1/317 ، والبرهان في علوم القرآن للزركشي 4/336-339 ، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/549 ، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عبد الخالق عضيمة القسم الأول 2/596-601 ، والأدوات النحوية في كتب التفسير للدكتور محمود الصغير ص499-500 ، 681-683 ، ورسالة : لعل وتوسعات العرب في ستعمالاتها للدكتورة فاطمة عبدالرحمن [من مطبوعات معهد البحوث العلمية بجامعة أم القرى 1419] ، وكتاب : لعل في القرآن الكريم للدكتور زين كامل الخويسكي [دار المعرفة الجامعية – الإسكندرية – الأولى 1989]
([2] ) انظر الكليات للكفوي ص 794 ، وممن صرح بأنها ليست للتعليل أبو حيان في البحر المحيط 1/155 ،و الصفاقسي في كتاب المجيد في إعراب القرآن المجيد ص149 ،و المرادي في توضيح المقاصد والمسالك في شرح ألفية ابن مالك 1/523
([3] ) انظر التحرير والتنوير لابن عاشور 1/330 ، ومعجم حروف المعاني في القرآن الكريم لمحمد حسن الشريف 2/928 .(1/714)
([4] ) تفسير سورة الرعد للدكتور محمد مصطفى على مصطفى ص 51 .
---
جمال أبو حسان
02-21-2007, 10:08 AM
أحيل السائلين الى راي اظن ان فيه نفعا كبيرا ذكره الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار عند آية سورة البقرة ( لعلكم تتقون)
---
الكشاف
02-23-2007, 06:17 AM
اسمحوا لي بهذه المداخلة . ولعلي أرتبها على ترتيب أخي السائل .
1- أي الأقوال أرجح ؟
- الخلاف في دلالة (لعل) قديم بين النحويين ، ولكلٍ رأيه واختياره ، وليس لواحد منهم دليل قاطع يوجب المصير إلى قوله فحجج النحو هي اختيارات عقلية ، واستنباطات من سياق النصوص ، ولذلك فحجج النحو تتهم بالضعف والفتور كما قال ابن فارس الرازي :
ترنو بطرف فاتن فاتر = كأنه حجة نحوي
أي في ضعفه ، ولذلك فلك أن تختار ما تراه مناسباً من هذه الأقوال ، وفي ظني أن قول سيبويه رحمه الله له وجاهته.
2 - هل القول الذي رجحه المصنف وهو رأي سيبويه فيه تأويل للصفات على غير المراد بها ؟و هل تشبيه"لعل" هنا بـ"أو" في محله ؟
ليس فيما اختاره المصنف تأويل للصفات ، وما ذكره الدكتور أبو مجاهد العبيدي كلام وجيه ، فمعناها في حقه تعالى غير معناها في حق المخلوق ، والأصل قوله (ليس كمثله شيء ... الآية)
وتشبيهه للعل بأو في جانب أنها تكون في حق الله سبحانه وتعالى لمعنى وفي حق البشر لمعنى آخر لا في أصل دلالتهما .
4 - رد المصنف القول الثالث وهو مجيئها بمعنى الاستفهام بأنه لا معنى له أصلاً ، ما مدى صحة هذه القول ، وهل وردت "لعل" في القرآن بمعنى الاستفهام ؟
نسب الهروي في كتابه الأزهية هذا المعنى للكوفيين وارتضاه هو وشاهده قوله ( قولك للرجل : لعلك تشتمني ؟
تريد : هل تشتمني فيقول : لا أو نعم) [الأزهية 227]
وأورد ابن هشام شاهداً للاستفهام وهو قوله تعالى :(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) المغني 1/288
وفي الحق إن السياق هو الذي يحدد المعنى الدقيق للحرف والله أعلم . وأنصح بالعودة لكتاب :(1/715)
الحروف العاملة في القرآن الكريم بين النحويين والبلاغيين لهادجي عطية الهلالي ص 168
---
(1/716)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 33
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 33
---
د. محمد مشرح
10-12-2005, 07:38 PM
صفوة الأمة بعد الأنبياء 33
الحلقة الثالثة والثلاثون
شهادة وثناء
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله حدثنا عمر بن سعيد عن بن أبي مليكه أنه سمع بن عباس يقول : وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي فإذا علي بن أبي طالب فترحم على عمر وقال ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك وحسبت إني كنت كثيرا أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .[1]
العين وهو وهم الحديث السابع حديث بن عباس قال وضع عمر على سريره فتكنفه الناس بنون وفاء أي أحاطوا به من جميع جوانبه والأكناف النواحي قوله وضع عمر على سريره تقدم في آخر مناقب أبي بكر بلفظ إني لواقف مع قوم وقد وضع عمر على سريره أي لما مات وهي جملة حالية من عمر قوله فلم يرعني أي لم يفزعني والمراد انه رآه بغتة قوله إلا رجل اخذ بوزن فاعل وفي رواية الكشميهني اخذ بلفظ الفعل الماضي قوله فترحم على عمر تقدم في مناقب أبي بكر بلفظ فقال يرحمك الله قوله أحب يجوز نصبه ورفعه واني يجوز فيه الفتح والكسر وفي هذا الكلام أن عليا كان لا يعتقدان لأحد عملا في ذلك الوقت أفضل من عمل عمر وقد اخرج بن أبي شيبة ومسدد من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي نحو هذا الكلام وسنده صحيح وهو شاهد جيد...[2]
ثناء أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وشهادته لهما وزن ومعنى ، لأنهما صادرتين من شخصية يُعادى عمر وسواه من الصحابة بادعاء حبه ... وهما رد عليهم ، وحجر تلقم في كل فم يتطاول على أي من الصحابة ؛ وبخاصة الكبار منهم .(1/717)
وهذا من باب المجارات والتنزل وإلا فإن الجبال الشم لا يصل إليها مخلفات قابعة في حضيض القيعان ... نحمدك اللهم على العافية ، ونسألك شكرا عليها يوازي جبال الدنيا ووديانها ، وإن كان ذلك لا يبلغ شكر نعمتك .
-----------------------------------
[1] - البخاري 3/1348 رقم 3482.
[2] - الفتح 7/48 . بتصرف يسير
---
(1/718)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب ( الملخص في إعراب القرآن ) للخطيب التبريزي
---
سؤال عن كتاب ( الملخص في إعراب القرآن ) للخطيب التبريزي
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-07-2005, 03:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد:
طبع كتاب:الملخص في إعراب القرآن،لأبي زكريا يحي بن علي المعروف بالخطيب التبريزي(ت502)بتحقيق:د.يحي مراد،ونشر:دارالحديث ، وسنة الطبع:1425.
سؤالي للإخوة- حفظهم الله-:
1-هل للكتاب طبعة أخرى؟
2-هل سبق تحقيق الكتاب تحقيقا علميا؟
3-الكتاب بطبعته الموجودة،وتحقيقه الحالي،ماله وماعليه ؟
نفع الله بكم،وشكرا لكم.
---
المنصور
11-11-2005, 02:34 AM
إن لم تخني الذاكرة :
فالكتاب مطبوع باسم آخر ولمؤلف آخر
وقد حققته دكتوره
وتنبه عدد من الباحثين إلى الخطأ
والقدر المحقق عندها أظنه أكثر من القدر الموجود في طبعة مراد
هذا مالدي الآن
والوهم وارد
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-11-2005, 12:58 PM
شكرا لتفاعلك أخي عبدالله ،ولعلك تفيدني أكثر حول الموضوع،واسم المحققة،والخطأ الذي تنبه له عدد من الباحثين.
وشكرا.
---
المنصور
11-12-2005, 10:20 AM
أظن أنه كان منسوباً لـ : قوام السنة الأصبهاني
وطبع باسم : إعراب القرآن
---
المنصور
11-12-2005, 10:20 AM
وسامحني على كثرة الظنون
إنما أردت الإفادة بما عندي
وجزاك الله تعالى خيراً
---
أبو بيان
11-12-2005, 09:57 PM
ينظر للفائدة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3584
---
فهد الناصر
11-15-2005, 02:02 AM(1/719)
هذا الكتاب مذكور في ترجمة الخطيب التبريزي في وفيات الأعيان لابن خلكان وغيره . ولا أعرفه مطبوعاً غير هذه الطبعة التي أشرتم إليها . ولعل الأخ المنصور ذهب ظنه إلى ما ذكره أبو بيان في مشاركته التي أحال عليها مشكوراً.
---
عبدالرحمن الشهري
11-18-2005, 01:01 PM
الأخ العزيز الدكتور عبدالرحمن اليوسف سلَّمه الله
كتاب (الملخص في إعراب القرآن) للإمام اللغوي الأديب أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي رحمه الله (ت502هـ) من الكتب التي نسبها له أصحاب التراجم ، مثل ابن خلكان كما تفضل الأخ فهد الناصر ، حيث قال فيه وهو يعدد مصنفاته:(وكتاب في إعراب القرآن سمَّاه (الملخص) رأيته في أربع مجلدات) [وفيات الأعيان6/192 ط. إحسان عباس] . وذكره أيضاً ياقوت الحموي وهو يعدد مصنفاته فقال :(وصنَّفَ شرحَ القصائد العشر ملكته بخطه ، وتفسير القرآن ، وإعراب القرآن) [معجم الأدباء 20/27 ط.دار المأمون] فسماه الحموي إعراب القرآن ، وليس (تفسير القرآن وإعرابه) كما ذكر المحقق د.يحيى مراد (ص5).
http://www.tafsir.net/images/molakhas.jpg
والجزء المطبوع المحقق من الكتاب ليس إلا المجلد الثاني منه كما ذكر الدكتور يحيى مراد ، وهو يبدأ بسورة يوسف ونتهي بالآية 125 من سورة طه كما هو مطبوع ، مع إن المحقق يذكر أنه ينتهي هذا المجلد بسورة المؤمنون !
وقد نشره المحقق اعتماداً على مخطوطته الوحيدة التي عثر على صورتها ضمن مصورات معهد المخطوطات العربية ، والأصل محفوظ بالمكتبة الوطنية بباريس ، ولم يذكر المحقق رقم المخطوطة في المكتبتين ، واكتفى بصورة الصفحة الأولى من المخطوطة.
والخطيب التبريزي من اللغويين الثقات ، وقد بالغ في دراسة اللغة ، وقراءة كتبها على العلماء الثقات الأثبات حتى فاق أقرانه ، وله شروح على معظم اختيارات الشعر القديمة كالمفضليات ، وحماسة أبي تمام له عليها ثلاثة شروح ، وشرح ديوان المعري سقط الزند.(1/720)
ومن أعجب قصص عنايته باللغة ودراستها ، أنه ملك نسخة فريدة من كتاب (تهذيب اللغة) للأزهري رحمه الله ، فعزم على أن يقصد أبا العلاء المعري الشاعر اللغوي في معرة النعمان ليقرأ عليه تهذيب اللغة ، ولم يجد من السعة ما يركب به من تبريزإلى معرة النعمان ، فحمل هذه النسخة في مخلاة على ظهره ، وسافر بها إلى المعري ، فنفذ العَرَقُ إلى هذه النسخة ، فأصابها البلل من عرق الخطيب التبريزي ، ولا زالت هذه النسخة إلى عهد ياقوت الحموي موقوفة في إحدى مكتبات بغداد ، وبعض من يراها ولا يعلم خبرها يظنه قد أصابها الغرق وما هو إلا عرق الخطيب التبريزي (انظر القصة في معجم الأدباء 20/26).
والذي يتأمل في الجزء المطبوع من الكتاب ، يجده تفسيراً مختصراً ممزوجاً بالإعراب ، وربما يطيل في التفسير ولا يتعرض للإعراب. وأضرب مثالاً بتفسيره لأول سورة النحل حيث قال (ص129) :
سورة النحل مكية
سوى ثلاث آيات من آخرها ، نزلت في منصرفه من أحد ، وقيل : إن قوله تعالى :{والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا}[النحل 41] . وقوله:{ثم إن ربك للذين هاجروا}[النحل 110] الآيتان مدنيتان.
بسم الله الرحمن الرحيم
{أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون * ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون * خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون}[1-3].
{أتى} بمعنى : يأتي ، وحسن لفظ الماضي في موضع المستقبل لصدق إتيان الأمر ، فصار أتى أنه لا بد أن يأتي ، بمنزلة ما قد مضى . وكان يحسن الإخبار عنه بالماضي ، وأكثر ما يكون هذا فيما يخبرنا الله به أن يكون ، فلصحة وقوعه وصدق المخبر به صار كأنه شيء قد كان.
{أمر الله} عقابه لمن أقام على الشرك ، وقيل : يعني به القيامة ، وقيل : الأحكام والفرائض والحدود ، والأول وجه التأويل ؛ لأنهم استعجلوا فأعلموا أنه في قربه بمنزلة ما قد أتى ، وفي الهاء وجهان :(1/721)
- يجوز أن يكون الأمر.
-وأن يكون لله تعالى.
وتعالى عما يشركون ، أي : ارتفع أن يكون له شريك....الخ).
وأخيراً : شكر الله لأخي الدكتور عبدالرحمن اليوسف إشارته لهذا الكتاب ، ودلالتي عليه ، ولا زلنا ننتظر منه المزيد في هذا الملتقى العلمي لعنايته بكتب الدراسات القرآنية ، ومعرفته بها.
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-19-2005, 08:14 AM
اشكر ثم أشكر أخي الكريم الدكتورعبدالرحمن الشهري إجادته وإفادته ، وليس بمستغرب على أبي عبدالله رصانة أسلوبه ، وتقصيه البديع ، وإلمامه الواسع بجوانب الموضوع ، وماكتب فيه...
أسأل الله له التوفيق والسداد ، والعلم النافع ، والعمل الصالح...
وشكري موصول للمشايخ : المنصور ، وأبي بيان ، وفهد الناصر ، سائلا المولى عزوجل لهم الأجر والمثوبة.
---
عبدالرحمن الشهري
02-23-2006, 12:06 AM
وجدت في أحد صناديق كتبي غير المرتبة - للأسف - طبعة أخرى لكتاب :
الملخص في إعراب القرآن
للخطيب التبريزي
بتحقيق الدكتورة فاطمة راشد الراجحي
الأستاذة المساعدة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الكويت
وقد نشرت هذه الطبعة عام 2001 م ، أي أقدم من نشرة الدكتور يحيى مراد ، وهو نفس القدر الذي حققه الدكتور يحيى مراد من سورة يوسف إلى سورة طه .
http://www.tafsir.net/images/molakhas2.jpg.
ويبدو أن ما تفطن له أخي عبدالله المنصور هو هذا ، حيث ذكر أن التي حققته دكتورة ، ولكن ليس هناك خلاف في نسبة الكتاب للتبريزي ، والقدر الموجود متطابق . لكن لعلي أضيف هذه الفائدة ، وهي أن الأستاذ أهيف سنو قام بتحقيق سورة الأنعام ، وسورة مريم من كتاب (الملخص في إعراب القرآن) هذا ، ونشرهما في حولية كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف في لبنان ، المجلد الأول عام 1981م ، والمجلد الرابع عام 1989م
---
خلف الجبوري
03-12-2006, 09:23 AM(1/722)
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري وفقكم الله على هذه المعلومات القيمة ، كيف لنا أن نتوصل إلى ما كتبه الأستاذ أهيف سنو ونشر في جامعة القديس يوسف ؟
وإن ( الملخص في إعراب القرآن ) يقوم أحد طلبة العلم عندنا عليه دراسة ، ونحن بانتظار ما تتحفوننا به من معلومات وفوائد قيمة.
د. خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية / جامعة تكريت / العراق
khalaf1952@yahoo.com
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 03:05 PM
أخي العزيز الدكتور خلف الجبوري وفقه الله
لم أطلع على هذا التحقيق لسورة الأنعام ومريم ، ولكن الحصول على هذه الحولية المذكورة سهل في المكتبات العامة للجامعات وغيرها في لبنان والعراق والسعودية . وهي أعداد معروفة الرقم والتاريخ وليست موغلة في القدم . فإن أعيا الباحث البحث عنها ، بحثت له عنها بحسب الطاقة إن شاء الله في المكتبات والمراكز العلمية في السعودية .
---
خلف الجبوري
01-08-2007, 06:54 PM
كتاب ( الملخص في إعراب القرآن ) هو للخطيب التبريزي
أبدى بعض الباحثين شكوكهم حول نسبة كتاب (الملخص في إعراب القرآن ) إلى الخطيب التبريزي ، وكان الغالب في رأيهم أنه ليس للتبريزي ، ومن خلال النظر في كتاب ( الملخص ) وبعض المصادر الأخرى ظهر حسب ما يبدو لي أن كتاب ( الملخص )هذا هو للتبريزي ، واستند هذا الرأي إلى ما يأتي:
1ـ ذكر التبريزي في كتابه ( الملخص ص 194) أنه تتلمذ على الشاعر أبي العلاء المعري وذلك في قوله: (( وذكر أبو العلاء أحمد بن سليمان التنوخي فيما قرأته عليه أن { { - رضي الله عنهم - - ( - - - } [ الكهف 5 ] نصبها على التعجب ، والتقدير: ما أكبرها كلمة )) .(1/723)
وكذلك ما أورده القفطي في ( إنباه الرواة 1/104) من إقرار التبريزي نفسه بهذه التلمذة بقوله: (( قال الخطيب التبريزي: وكنت قرأت هذا الكتاب [ غريب القرآن لأبي عبيد ] سنة خمس وأربعين وأربعمئة على أبي العلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي المعري )) .
2ـ ما ذكره أبو حيان في تفسيره ( البحر المحيط ) والآلوسي في تفسيره ( روح المعاني ) من أقوال للتبريزي ، وردت في كتاب ( الملخص ) ومنها:
أ ــ قال التبريزي في قوله تعالى : { - بسم الله الرحمن الرحيم ( بسم الله الرحمن الرحيم ( المحتويات ( - (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - - - بسم الله الرحمن الرحيم فهرس - ((- عليه السلام - - ( - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((((- رضي الله عنه - - ( - (- رضي الله عنه -( - - - - ( - (( مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنهم - - ( - } - ( قرآن كريم ( الله ( تمهيد - - - - جل جلاله - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - } [ الكهف 12 ] : (( وفي أحصى قولان: أحدهما: أنه فعل ماضٍ ، وانتصب ( أمداً ) على أنه مفعول به ، والثاني: وهو الأجود أنه اسم على ( أفعل ) ، وينصب ( أمداً ) على التمييز )) ( الملخص 195 ) .
وقال أبو حيان في البحر المحيط 7/146: واختار التبريزي أن يكون( أحصى ) أفعل التفضيل ، وينظر: روح المعاني للآلوسي 11/163 .
ب ـ وقال التبريزي في قوله تعالى: { - - - ( ( - - - رضي الله عنهم - - ( - ( المحتويات ( - - (( - صدق الله العظيم ( { } ( - - - - ( - - - - ( - ( - ( } [ الكهف 22 ] : (( أي: لا تأت في أمرهم بغير ما أوحي إليك ، أي: أفت قصتهم بالظاهر الذي أنزل عليك ، وقيل: معناه إلاّ مراء زائلاً ، يعني المراء الذي سبق كما قيل:
............................. وتلكَ شَكَاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها )) ( الملخص 201 ) .(1/724)
وقال أبو حيان في البحر المحيط 7/162: (( قال التبريزي: ظاهراً:ذاهباً بحجة الخصم ، وأنشد:
............................... وتلكَ شَكاةٌ ظاهرٌ عنكَ عارُها
أي: ذاهب )) ، و ينظر: روح المعاني 11/210 .
وهذه النصوص كفيلة بإبعاد الشكوك في نسبة كتاب ( الملخص ) إلى التبريزي .
وتبقى هناك أمور أخرى لم أتحقق منها لعدم الوقوف على مصادر يمكن أن تفيد البحث ، وليت بعض الأخوة الباحثين الأفاضل ممن لديهم هذه المصادر أو يستطيعون أن يقفوا عليها أن يتحفونا بما جاء فيها من معلومات تفيد البحث .
فقد جاء في مغني اللبيب لابن هشام ( الباب الخامس: في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها ) ص 514 : (( قول التبريزي في قراءة يحيى بن يعمر { - • تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( ( - ( - { - - - - صدق الله العظيم - - ( مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - } [ الأنعام 154 ] بالرفع ، إن أصله ( أحسنوا ) ، فحذفت الواو اجتزاء عنها بالضمة ، كما قال:
إذا ما شاءُ ضروا من أرادوا و لا يألوهم أحدٌ ضرارا )) .
أراد ( ما شاؤوا ) ، بحذف واو الجماعة .
فإعراب سورة الأنعام من كتاب ( الملخص ) حققه الأستاذ أهيف سنو ، ونشره في ( حولية كلية الآداب والعلوم الإنسانية ) في جامعة القديس يوسف في لبنان ( مجلد 1 سنة 1981 ، ومجلد 4 سنة 1989 ) ، فإذا تحقق وجود هذا القول المنسوب إلى التبريزي في النص المحقق يكون تعضيداً لما ذكرنا .
د. خلف حسين صالح الجبوري
كلية التربية/ جامعة تكريت / العراق
khalaf1952@yahoo.com
---
(1/725)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يدلني على هذه الرسالة : أسباب النزول وأثرها في اختلاف المفسرين لعبدالله طاهر
---
من يدلني على هذه الرسالة : أسباب النزول وأثرها في اختلاف المفسرين لعبدالله طاهر
---
أبو صفوت
05-28-2006, 12:27 PM
من يدلني على هذه الرسالة : أسباب النزول وأثرها في اختلاف المفسرين والفقهاء
لـ : عبد الله طاهر محمود إسماعيل
ويبدو أن المؤلف من نابلس
فقد وجدت عنوان هذه الرسالة على ملف إكسل على هذا الرابط
www.nablus.edu.ps/tnablus/lib/libarb.xls
---
أبو صفوت
05-28-2006, 05:51 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
أبو صفوت
05-30-2006, 12:07 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
أبو صفوت
06-05-2006, 02:03 PM
ألا من خبر عنها
---
أبو محمد الريشي
06-18-2006, 03:24 PM
الأخ الكريم / أبو صفوان
هناك رسالة أخرى بعنوان : أسباب النزول وأثرها في التفسير
وهي رسالة ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود
للدكتور / عصام بن عبدالمحسن الحميدان
ويمكنك الاتصال به عبر صفحته في موقع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حيث يعمل أستاذا بها
وللفائدة فقد طبعت رسالة أخرى عنوانها ( المحرر في أسباب نزول القرآن ) ل د. خالد المزيني وهي أطروحة دكتوراة أيضا في جامعة الإمام وقد طبعت في مجلدين وصدرت عن دار ابن الجوزي
---
أبو صفوت
06-18-2006, 05:27 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك وكم سرتني مشاركتك .
وما زلت أكرر الطلب بالدلالة على هذه الرسالة أو على صاحبها
---
(1/726)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > كيف تبحث في الملتقى
---
كيف تبحث في الملتقى
---
سامي عبدالعزيز
05-27-2006, 10:12 AM
اتبع الخطوات التالية كما في الصورة مع الاهتمام قبل ذلك بالنقاط التالية :
1- اختر الكلمة المطلوبة من النص حيث تكون متميزة ، لأن بعض الكلمات تتكرر في آلاف المشاركات مثل ( الله ، محمد ، حديث ، ... وغيرها )
2- تستطيع البحث العام في الملتقى أو في قسم معين كما في الصور المرفقة
3- لا بد أن تكون الكلمة المراد البحث عنها ثلاثة أحرف أو أكثر ( مثل : أب ، عن ، في ... وغيرها ) لا يمكن البحث عنها .
============= ( 1 )==============
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38806&stc=1&d=1145578699
============= ( 2 )==============
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38807&stc=1&d=1145578699
هذا مثال للبحث
1- اكتب الكلمة كما في الصورة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38813&stc=1&d=1145609273
2- انظر النتائج :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38814&stc=1&d=1145609303
المثال السابق إذا بحثت في كل المشاركات
والمثال التالي لو بحثت في عناوين المواضيع فقط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38817&stc=1&d=1145615856
انظر النتيجة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=38818&stc=1&d=1145615856
---
سامي عبدالعزيز
05-29-2006, 02:09 PM
http://absba7.absba.org/teamwork1/Neuer/search2.jpg
2- هي للبحث بدلالة الإسم
يعني انت تريد البحث عن مشاركة عضو معين كل ما عليك فعله هو وضع اسم العضو في هذه الخانة والمحرك سيتكفل بجلب كل مشاركاته
ولهذا البحث خياران أيضا :(1/727)
http://absba7.absba.org/teamwork1/Neuer/search4.jpg
الأول للبحث فقط في مشاركات العضو وليس مواضيعه
والثاني عكس الأول فقط بمواضيعه
وترك الخانة كما هي سيبحث المحرك بالإثنان معا
وإذا لم نكن نتذكر اسم العضو بالضبط فنكتب اسمه ونلغي العلامة من خيار (تطابق تام)
http://absba7.absba.org/teamwork1/Neuer/search6.jpg
أيضا من الخيارات :
1- تحديد عدد المشاركات في المواضيع المراد البحث فيها
2- تحديد الزمن التقريبي للمشاركة اذا كان معلوما
3- طريقة ترتيب النتائج عند ظهورها (تنازلي أم تصاعدي) وأمور أخرى ...
4- تختار عرض النتائج على شكل موضوع أو مشاركة فقط
---
(1/728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التقصير فى الدعوة
---
التقصير فى الدعوة
---
الجندى
09-23-2004, 08:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله
قضية الدعوة إلى الله تعالى والرد على الشبهات لا تزال الجهود المبذولة فيها مبعثرة يقوم بها افراد محتسبون لوجه الله تعالى ، يتحرك كل منهم بحسب اهتماماته وطاقته ومستواه ومداركه العقلية ، ولا نكاد نجد اطار عام منظم يتحرك فيه طلبة العلم والدعاة والعلماء ، او على اقل تقدير ان يوجد خطوط عريضة ، تستطيع ان توجه المسلمين الى الاهتمام بالامور بحسب اهميتها ، فيعطى كل ذى حق حقه ولا يظلم شىء على حساب شىء اخر .
ونجد بعض الاخوة يدورون حول بعض القضايا التى تشغلهم دون ان يفكرو : هل اهتمامهم بهذه الامور صحيحة ام انه يجب ان يصرف الاهتمام الى ما هو اجدى و اهم ؟؟
ولقد بُلينا بطائفة من المسلمين بل واحيانا من الدعاة الى الله تعالى الذين هم على الافتراض من خيار المسلمين ، همهم تحول الى العناية بفروع المسائل و جزيئاتها ، فاسهروا ليلهم و اضنوا نهارهم فى قتل هذه المسائل والجدال حولها ، حتى لكانها الدين كله او انها من اهم مسائل الدين ، وتم اهمال الرد على الشبهات المثارة على الاسلام على الرغم من اهميتها الشديدة لما تؤدى فى حال اهمالها الى فتن شديدة تحيط ضعاف المسلمين .
وايهما اهم واجل ، التناظر والتشاور فى التسبيح باليد اليمنى ام اليسرى ام تثبيت الاخوة والرد على شبهات المتحذلقين ؟ قال الله تعالى "الفتنة اشد من القتل" والفتنة هذه الايام على اشدها فهل من داحر لها ؟(1/729)
وانا لا ادعو لترك الجزيئيات - لا - فهذا كله فى حقيقة الأمر دين الكبير والصغير والأصل و الفرع و الجزء فكل ما يتعلق بقضية الإسلام فهو دين ، ولكن ليكن عندنا تقدير للامور فننسق بين هذا وذاك حتى تتساوى الكفة ولا تميل واحدة على حساب الاخرى فيحدث عدم توازن .
ورايى هذا ليس بدعاً من القول وبالنظر الى ائمتنا السابقين مثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم تجدهم وفقوا بين الامرين بشكل مدهش وخرج من تحت أيديهم روائع المؤلفات فى مختلف علوم الدين سواء اصول او فروع او حتى رد على شبهات .
و ليس صحيحا عندما ندعو الاخوة للرد على الشبهات نجد من يقول : يا أخى هذه قصور وتوافه ولو رددنا لاعطيناهم أكثر من حقهم . لا يا اخوة فقد تكون هذه التوافه سببا فى فتنة اخ او اخت وساضع لكم الان مثال بسيط على فتنة احد الاخوة بسبب عدم وجود من يدافع عن الاسلام من اهل العلم .
اليكم المثال هذا الاخ كان من اهل السنة ولا يزال ولكنه بدافع الغيرة ذهب للرد على الملحدين فى منتدياتهم وانظروا الى ما يقوله الان هذا الاخ دفاعاً عن احد الضالين :
ارجوكم ثم ارجوكم ثم أرجوكم ان لا تتسرعوا في الحكم عليه .
كنت في السابق اكثر منكم عنفا اتجاه هذا الشخص ، كما اني وجهة له اتهامات اكبر من هذه الاتهامات بكثير .
لماذا لم تسألوا انفسكم ولو مرة واحدة هذا السؤال ،،،،، هل من الممكن ان يكون هذا الشخص قد ارسله لنا رب العالمين لهداية للناس ؟
لربما يكون كلامي مضحك بالنسبة لكم ولكن هذه هي الحقيقة ، اقسم بالله انني اشعر في داخلي بأن هذا الشخص هو أحد الراسخون بالعلم اللذين ذكرهم الله سبحانه بكتابه ، و ارسله لنا رب العالمين ليهدي به من احبب من عباده ....
اتمنى من الله تكونوا من الذين احبهم الله واختارهم لهدايته كما اختارني انا والحمدالله .
وادعوا من الله ان ينور بصيرة الناس اجمعين قبل فوات الأوان ....(1/730)
اتعلمون ماذا يقول هذا الشخص الضال الذى يدافع عنه هذا الاخ : انه لا وجود للسنة ولا الحديث وانهم من اختراع البشر ، وانه لا وجود للملائكة وانما تدل على علم الله ولا وجود للشياطين ولا ابليس ، وان ايام الاسبوع ستة وليست سبعة وان الخلق فى ستة ايام لا يزال حتى الان وغيرها من المصائب . هل هذا يا اخوة راسخ فى العلم ؟؟؟!!! اقل ما يقال عنه انه راسخ فى الضلال .
تصوروا يا اخوة ان الشخص الاول كان مثلنا من اهل السنة فى يوم من الايام يعتقد مثل ما نعتقد ولكن مع مرور الايام لما لم يجد اهل العلم للرد على شبهات هذا الضال افتتن به وأصبح لا يميز بين اهل العلم والسفهاء ، ولا حول ولا قوة الا بالله .
وكفى ايضاً ما نراه من اخواننا عندما يردون على المخالفين بدافع الغيرة وهم لا يملكون من العلم الا القليل ولما يقال لهم لا تتكلموا بغير علم قالوا ولكننا لم نجد اهل العلم اصلاً ليردوا ، والله المستعان .
وهناك أيضاً حلول مناسبة لمن لا يحب الدخول فى دوامة الجدال مع المخالفين
-فمن الممكن ان يُفتح قسم لشيخ ليقوم بالرد على اسئلة واستفسارات الاخوة ويكون لاهل السنة فقط مثل منتدى الدفاع عن السنة ووجود الشيخ عبد الله ابن جبرين عندهم .
-او من الممكن ان يقوم شيخ او طالب علم متمكن من الرد على مقالات او كتب صغيرة للمخالفين ويتم وضعها فى الموقع الرئيسى او فى قسم مغلق بدون جدال مثل موقع الجامع للرد على النصارى ونشره لمواضيع الشيخ منقذ السقار وبعض الاخوة ومنتدى الدفاع عن السنة وردود الشيخ عبد الرحمن دمشقيه على مقالات الشيعة .
-او يكون الشيخ مسئول عن المنتدى بحيث يتم الرجوع اليه فى الامور الخلافية بحيث لا تتشتت جهود الاخوة .
وهناك من الامور الكثير المهم ان نجد من لديه الحماس والوقت للمشاركة .(1/731)
وصدقونى يا اخوة هذا سيفيدنا كثيراً وانظروا الى المخالفين فهناك منتدى للشيعة به اربعة شيوخ لهم ومنتدى اخر للاشاعرة به شيخ لهم ، فماذا عنا ونحن اهل الحق ؟
صدقونى يا اخوة نحن لا نطمع فى الكثير لو اشترك فى كل منتدى متخصص للرد على مذهب او ديانة أربعة او خمسة من طلاب العلم وعلى رأس كل منتدى شيخ لاصبحت منتدياتنا قلاع حصينة لا يدخلها مخالف الا وتبدد اوهامه واحلامه الوردية عن مذهبه او دينه .
أعلم انى اطلت جدا فى الطرح ولكن حاولت قدر المستطاع ان اخرج ما بداخلى بشكل يحث الاخوة على المشاركة ، وليس مجرد مقال يمر عليه الاخوة مرور الكرام بدون اى فائدة تعود على الاسلام .
الاخوة الان يحاولون التخصص فى ردودهم على المخالفين ولله الحمد اصبح هناك منتديات اقل ما يقال عنها انها حصون منيعة تدمر شبهات المخالفين ومثال ذلك منتديات الرد على الشيعة والصوفية والاشاعرة ولكن ماذا عن بقية الفرق ؟
ماذا عن الاباضية وماذا عن النصارى والقرآنيين وماذا عن الخطر الذى لا نشعر به وهو الالحاد والعلمانية وقد اريتكم مثال لما يحدث بسببهم ؟
أخواننا شعروا بهذا الخطر وبدأو فى التخصص للرد على كل فرقة ولكننا لازلنا نفتقد اهل العلم وخاصة العلوم الشرعية ، وتصوروا يا اخوانى الاحباء ان منتدى الجامع للرد على النصارى والذى به حوالى اثنتى عشر الف عضو لا يملك الا حوالى خمسة ولا ابالغ ان قلت انهم لا يزيدون عن عشرة اخوة لديهم علم شرعى .(1/732)
او المنتدى الجديد منتدى التوحيد للرد على الملحدين والذى قام اخ بمراسلة حوالى خمسين شيخاً للاشراف او حتى الرد على مقالات الملحدين التى اصبحت كالسيل وخصوصاً عن الاسلام بدون الدخول فى جدال فلم يستجب الا شيخين منهم الشيخ احمد البريدى جزاهم الله خيراً ، هذا بخلاف وضعى انا لاكثر من عشرة اعلانات فى منتديات اهل السنة ولم يستجب لى الا اربعة او خمسة اخوة ، مع العلم ان هذا المنتدى هو الاول من نوعه للرد على الملحدين .
أدعوكم يا اخوة ان تشاركونا فى هذه المنتديات فالاخوة هناك بحاجة ماسة الى اهل العلم وكل شخص يشارك فى مجاله .
الرد على القرآنيين
http://www.sd-sunnah.com/vb/forumdisplay.php?f=11
الرد على النصارى
http://www.aljame3.com/forums/index.php?act=idx
الرد على الاباضية
http://www.alabadyah.com/vbulletin2...load/index.php?
الرد على الملحدين
http://altwhed.com/vb/index.php?
أرجو ان اجد تجاوب من الاخوة ، او تصحيحى لو انى اخطأت فى القول .
والله المستعان
---
(1/733)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير الموضوعي .. وجهة نظر أخرى
---
التفسير الموضوعي .. وجهة نظر أخرى
---
مساعد الطيار
06-30-2003, 07:09 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلقد كثر القول من بعض المعاصرين في التفسير الذي سارت عليه علماء الأمة منذ القديم ، ورأوا أن عصر التفسير التحليلي ـ كما يسمونه ـ قد انتهى ، وأن العصر بحاجة إلى تجديد الطريقة في عرض التفسير ، وقد زعم بعضهم أن التفسير الموضوعي هو الذي يمكنه حلُّ المشكلات ، والإجابة عن المعضلات ، وأنه الأنسب إلى أسلوب العصر ، وهذا ضرب من القول لا برهان له . بل هذا اللون من عرض الآيات والاستنباط منها مما يستفاد منه في المحاضرات والكلمات ، والتفسير على الأسلوب المعهود باقٍ لا يمكن إزالته والبعد عنه .
ولا أدري لماذا يذهب من يصل إلى فكرة جديدة إلى نقد السابق أو نقضه لكي يُثبِت حُسْنَ ما عنده ؟ !
لماذا لا يكون المجدِّدُ في مثل هذه العلوم بانيًا لا هادمًا ، ويكون ذاكرًا لما فعله سلفه ، مستوعبًا لما قدَّموه مستفيدًا مما طرحوه ، ولا يكون ممن يرى إمكانية ترك السابق والإتيان بما لا يمتُّ لهم بصلةٍ ؟
لماذا يعرض بعض الباحثين فكرته التي وصل إليها بالتضخيم ، والتعميم ، وبدعوى أن سلوكها هو الذي ينفع الأمة الآن ، وهو المنقذ لها من مشكلاتها وهمومها .
إن هذه النظرة التي قد تصدر من بعض الباحثين من غير قصد = يجب التنبيه عليها ، وتصحيحها ، كما يجب أن يُعلم أن تصحيحها والاستدراك عليها لا يعني التشنيع على أصحابها وإخراجهم من دائرة البحث العلمي ، لكن الأمر يرجع إلى نقطتين :(1/734)
الأول : انفعالات لا يمكن أن ينفكَّ عنها الناقد حينما يرى مثل هذه الأخطاء التي صارت تسري ، ولا يرى من يقاومها ، وهذه الانفعالات ردَّةُ فعلٍ على ما يقع من تلك الأخطاء ، وكل ذلك راجع إلى الطبيعة البشرية التي فطر الله عليها الإنسان .
الثاني : أنَّ هذه الدعاوى كبيرة ، وهي تُلزِم غيرها ـ فضلاً عن نفس طارحها ـ ما لا يلزم ، بل قد تقام من أجل ذلك الندوات والمحاضرات ، وتكتب الكتب والمقالات ، وهي لا تستحقُّ هذا الزخم الهائل ، ولو وُضِعت في مقامها لكان أولى .
ومن العجيب أنَّ بعض الأفكار المهمة ، لا تلقى مثل هذا الاهتمام ، وذلك من سرِّ من قدر الله الذي يقف المسلم بالتسليم .
إن التوازن والاعتدال في الطرح ، وفي وضع الموضوعات في مواضعها مما يحسن أن نتناصح فيه ، وأن لا يبخل بعضنا على بعض في ذلك ؛ لأن من طبيعة البشر أنها إذا اتجهت إلى موضوع لا ترى غيره ، وقد يراه غيرك ، ويكون أولى مما أنت فيه ، وهكذا .
التفسير الموضوعي نموذجًا
رأيت بعض الباحثين يرى أن دراسة القرآن على أسلوب التفسير الموضوعي ضرورة لازمة ، ويقول ـ بعد ذكره لطريقة المفسرين السابقين ـ : ( ولما كان ذلك كذلك كان السعي إلى منهج أشمل مطلوبًا ، وأبلغ حجة ، وأبين طريقًا ؛ منهج يقضي بالتوقف عن عملية التجزئة في تفسير آيات هذا الكتاب ، والاتجاه به اتجاهًا موضوعيًا = ضرورة لازمة ) .
وقال في موطن آخر : ( ... غاية الأمر أنني أدعو إلى التوقف عن التعامل التجزيئي مع القرآن الكريم ، والاتجاه إلى تفسير القرآن تفسيرًا موضوعيًا .
إنني أهدف إلى بيان أن التفسير الموضوعي للقرآن هو الأليق والأنسب والأولى بالاتباع في هذا العصر سواء في ذلك التفسير الذي يعالج وحدة الموضوع في القرآن ، أو ذلك الذي يعالج وحدة الموضوع في السورة ، وهو الأنسب للتدريس في المؤسسات والمعاهد العلمية ... )(1/735)
ويقول : ( وحينما نقول : إن التفسير الموضوعي يجلي الحقائق القرآنية ، ونعلم أن هذه الحقائق هي التي تهيئ فكر المسلم وقلبه للصلاح ندرك حينئذ أهمية التفسير الموضوعي ودوره في إحداث الوثبة الحضارية ... ) .
ويقول آخر : ( ... لذا لا يمكن أن نجابه مشاكل العصر ومعطيات الحضارة إلا بأسلوب الدراسات الموضوعية للقرآن الكريم ، أو بأسلوب التفسير الموضوعي ) .
وهذه المقولات من هؤلاء الفضلاء فيها تزيُّدٌ ظاهر ، ودعوى عريضة تحتاج إلى برهان قوي ، وحجة واضحة ، ولو قيل : إن التفسير الموضوعي يمثل لبنة من لبنات معالجة شيء من القضايا والمشكلات بطريقة القرآن = لكان أقرب ، لكن أن يكون هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل ، والأولى ، فذلك دونه خرط القتاد .
ملحوظات على التفسير الموضوعي
أولاً : إن التفسير الموضوعي يدخل في باب الفوائد والاستنباطات ، وليس من التفسير الذي هو بيان معني القرآن .
وبتأمُّلِ هذه الإضافة يظهر أن أمامك تفسير جديد ، أي بيان معانٍ جديدة للقرآن من طريق موضوعاته .
لكن حينما تكشف عن ما كُتِبَ في التفسير الموضوعي ستجدُ أنها ترجِع إلى فوائد واستنباطات ، وليس فيها بيان معني جديدة لآيات القرآن ، وعلى هذا فنسبتها للتفسير غير دقيقة . بل الصحيح أنها ( موضوعات قرآنية ) ، وهذا العنوان أدق من تسمية هذا اللون بالتفسير الموضوعي .
وما ذكرته لك هنا أرجو أن لا تتعجَّل بردِّه قبل أن تحدِّدَ معنى التفسير ، وأن تطَّلِع على الإضافة التي أضافها من كتب في موضوع من الموضوعات باسم التفسير الموضوعي ، ولك أن تتأمل إضافته ، هل هي من باب التفسير ، أو من باب الفوائد والاستنباطات ؟
وحقيقة التفسير الموضوعي كما يأتي :
1 ـ جمع متفرق من الآيات التي تتحدث عن موضوعٍ أو لفظة أو جملة [ يخرج عن هذا دراسة موضوع من خلال سورة ]
2 ـ دراسة هذا المجموع بعد تبويبه
3 ـ استنتاج الفوائد ، واستخلاص الهدايات والعِبَر من هذا المجموع .(1/736)
ثانيًا : إن التفسير الموضوعي ( بأنواعه الثلاثة ) يُدرس من خلال القرآن ، فهو بحث قرآني بحت ، ولكن الملاحظ في دراسة الموضوع من خلال القرآن أن كثيرًا من الموضوعات لا يمكن بحثها من خلال القرآن فقط ؛ لأنَّ صورة الموضوع لا تتمُّ بالنظر إلى القرآن فقط ، بل لابدَّ من إضافة السنة وآثار السلف لبيان هذا الموضوع .
وعند تأمُّلِ بعض الموضوعات تجد أنها على ثلاثة أقسام :
الأول : قسم يمكن بحثه من خلال القرآن ؛ لغزارة مادته ، كإهلاك الأمم الكافرة من خلال القرآن .
الثاني : قسم لا يمكن بحثه من خلال القرآن لقلة مادته في القرآن ؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الأسر وأحكامه ، إذ الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعن الأسير في القرآن قليل ، وهو في السنة أكثر .
الثالث : قسم تكثر مادته في القرآن وفي السنة ، ويكون في تخصيص دراسته في القرآن فقط قصور في تصوُّرِ الموضوع بشمولية ، كموضوع العلم ، وموضوع الجهاد ، وغيرها كثير .
وقد يقول قائل : إن الغرض من دراسة الموضوع من خلال القرآن طرح طريقة القرآن فقط ؟
فالجواب : ثُمَّ ماذا ، أليس الباحث سيبني أحكامًا وفوائد ؟
فإذا كان كذلك فلابدَّ أن يحتاج إلى مصادر أخرى في بحثه ، ومن أهمها السنة النبوية ، وإلا كان بحثًا ناقصًا بلا ريب .
ثالثًا : منْزلة السنة وأقوال السلف في التفسير الموضوعي :
لقد أثَّر عنوان هذا اللون ، وهو التفسير الموضوعي على التعامل مع أهم مصدرين من مصادر التفسير ، وإذا تأملت ما سطَّره منظرو التفسير الموضوعي ، وجدتهم لا يمكن أن ينفكوا عن السنة أو آثار السلف ، لكن ما مقامهما ، وكيف بتعاملون معهما ؟
أما السنة ، فقد جعلوها شارحة للقرآن ، ولا يصحُّ أن يُنشأ عنصر من عناصر الموضوع القرآني من السنة .(1/737)
وهذا التقييد من جهة الافتراض صحيح ، لكنه سيُفقِد البحث في الموضوعات كثيرًا من الأمور المهمة بسبب الاقتصار على القرآن وحده ، ولو رحتُ أضرب لك الأمثلة في ذلك لغدت كثيرةً لا حصر لها ، ولأمثِّل لك بمثال واحدٍ يكون نبراسًا لغيره .
لو بحثت موضوع الصلاة ، وقلت ( الصلاة في القرآن ) فإنك لا تستطيع أن تتحدَّث عن موضوع مهمٍّ في الصلاة ، وهو زمن فرضية الصلوات الخمس ومكان ذلك الفرض ؛ لأنك لا تجدُ في القرآن ما يشير إلى ذلك البتة . ومن ثَمَّ فأنك لو جعلت من عناصر بحثك : ( مكان فرض الصلاة ) لكان خطأً عند أصحاب التفسير الموضوعي ؛ لأنه لا يوجد في القرآن ما يشير إلى هذا الموضوع ، والعناوين لابدَّ أن تكون مستوحاة من الآيات لا من غيرها .
ولقد ساق الاقتصار على دراسة الموضوع من خلال القرآن إلى خلل في التعبير يظهر من لوازمه أن الاعتماد على القرآن وحده يكفي في تصور موضوع من الموضوعات الإسلامية ، يقول أحدهم : ( إننا إذا أردنا أن نبني المجتمع المسلم ، فيجب أن نقيمه على الأسس والأصول القرآنية . وأكثر الشعوب قد انحرفت ـ من حيث لا تدري ـ عن هذه الأسس والأصول في أكثر مجالات الحياة . ولن تتحقق لها السعادة إلا برجوعها إلى تلك الأسس والأصول التي بات الناس في غفلة عنها بقصد أو بغير قصد .
فلغياب كثير من أسس القرآن وأصوله عن فهم الناس وسلوكهم آثرنا أن يكون البحث في التفسير الموضوعي مقتصرًا على القرآن الكريم فحسب ، فإنه الوسيلة الوحيدة التي تصحح المواقف والمفاهيم المتعلقة بالوجود ودور الإنسان فيه ، وما يتصل بذلك من حقائق ومبادئ ) انتهى .
إذا كان يستطيع أخذ هذه الأمور من القرآن مباشرة فأين دور السنة ؟
وهل يعني قوله هذا الناس قد فهموا أسس وأصول السنة ، فلم يحتاجوا إلى بين ذلك لهم ، وبقي عليهم بيان أسس وأصول القرآن فقط ؟!(1/738)
ألا يمكن أن يرد على هذا الكلام : ما الفرق بين القرآنيين الذي لا يرون الأخذ بالسنة لاعتقادهم باكتفاء القرآن ببيان كل شيء ؟
إنني أقول بكل ثقة : إن من سلك في دراسة بعض الموضوعات الإسلامية الكبيرة أسلوب التفسير الموضوعي قد ألزم نفسه بما لا يلزم ، وادخلها في مضايق هو في غنى عنها ، فلماذا هذا التجزئة لمتلازمين لا ينفكان : الكتاب والسنة ؟!
أما أقوال السلف ( الصحابة والتابعون وأتباع التابعين ) عندهم فهي كالسنة من جهة عدم إضافة عنوان بسبب قول من أقوالهم .
لكن الموضوع الذي لم يبينه أحد ممن اطلعت على كلامه في التفسير الموضوعي هو : كيف سيفهم معنى الآيات ؟ هل سيعتمد على مصادر التفسير المعروفة ، أو سيجتهد اجتهادًا خاصًّا خارج إطار هذه المصادر ؟
لقد جاء الحديث عن الإفادة من تفسير السلف عند أصحاب التفسير الموضوعي كلامًا مبهمًا مجملاً لا يدلُّ على الأسلوب الذي سيتعامل به هؤلاء مع أقوالهم التي لا يمكن لمفسِّر جاء بعدهم أن ينفك عنها البتة .
وقد جعلوا تفاسير السلف مادة للتوضيح لا يُستقى منها عناوين موضوعات في البحث ، وهذا فيه انفكاك من أمر لا ينفك البتة ، خصوصًا إذا كان البحث في دراسة ( لفظة أو جملة من خلال القرآن ).
فمثلاً ، لو كنت تبحث في موضوع ( القنوت في القرآن ) ، وجعلت من عناوينك الرئيسة :
القنوت : الطاعة الدائمة
ثمَّ استدللت بقوله تعالى : (( كل له قانتون )) ، فإن السؤال الذي سيرد هنا : من أين استقيت عنوانك هذا ؟
فالجواب : إما أن يكون من دلالة اللغة ، وإما أن يكون من تفسير المفسرين ، وكلا المصدرين عندهم لا يُبنى منه عنوان .
ففي مثل هذه الحال ، هل يمكن الانفكاك من تفسير السلف ؟!
أعود فأقول : إن طريقة التفسير الموضوعي هذه فيه إلزامٌ بما لا يلزم .
وهناك مسألة أخرى في تفسير السلف لم يبيِّنها أصحاب التفسير الموضوعي ، وهي : كيف يتعامل مع اختلاف السلف في تفسير لفظة أو جملة من آية ؟(1/739)
هل سيُعرضُ عن الاختلاف ويختار ما يراه متوجِّهًا مع بحثه ؟
هل سيناقش الاختلاف ، ثمَّ يرجِّح ما يظهر له ؟
وهل سيكون ترجيحه هذا موضوعيًا بحيث لا يكون للموضوع الذي اختاره تأثيرٌ على ترجيحه ؟
وإذا كان الاختلاف من باب اختلاف التنوع الذي تحتمل الآية فيه الأقوال هل سيستدلُّ بها في مواضع متعدِّدة بحسب ما قيل في معناها من أقوال صحيحة ؟
كل ذلك لم يُحرِّره أصحاب التفسير الموضوعي مع أنه لا يمكنهم أن ينفكَّوا عنه ، وإنما اكتفوا من تفسير السلف بأن لا يضع عنوانًا مأخوذًا من تفسيرهم .
رابعًا : إن من يقرأ ما كُتِبَ في التفسير الموضوعي من جهتيه التنظيرية والتطبيقية سيجد عدم الاتفاق في كثيرٍ منه ، فهذا يستدرك على هذا في التنظيرات ، وذاك لا يرضى طريقة هذا في التطبيقات .
ولاشكَّ أن هذه الاستدراكات نابعة من جدَّةِ الموضوع ، وعدم وضوحه منذ بداياته في النصف الثاني من القرن الرابع عشر ، وهذا يعني أنَّ مجال الاستدراك لازال مستمرًّا .
خامسًا : إن طريقة كتابة التفسير الموضوعي سواء أكان موضوعًا من خلال القرآن أم كان موضوعًا من خلال سورة غير متفقٍ عليها .
فبعضهم ينحى في الكتابة إلى الأسلوب الأدبي والخطابي ، فتراه يقلِّب عبارته ، ويبدي ويعيد في ألفاظ ينتقيها ، ويطيل الكلام في موضوع يمكن إجماله في سطر ونصف السطر .
وقد اطَّلعت على رسائل سارت على هذا الأسلوب ، فاستغربت القصد إلى هذا التطويل في العبارات لأجل إثبات قضية يمكن إثباتها وبيانها بأقل مما الحال عليه في هذه الرسائل ، حتى ظهر لي أن هذا الأسلوب مقصودٌ لذاته ، ولا تتمُّ الرسالة إلا به . وهذا ـ في الحقيقة ـ من الحشو الذي يمكن الاستغناء عنه .(1/740)
وبعضهم ينحى إلى تقرير المسألة تقريرًا علميًا مباشرًا بلا حشو عبارات لا داعي لها ، وهذا هو السبيل الأمثل في العلم ، لأن الأساليب الخطابية والأدبية لا مدخل لها في إثبات المسائل العلمية ، وإنما قد توجد فيها كوجود الملح في الطعام ، فإذا زادت فسد الكلام كما يفسد بزيادة الملح الطعام .
سادسًا : من طرائف ما وقع لي فيما يتعلق بهذا الموضوع أني كنت أتحدث مع أستاذ من أساتذة الثقافة الإسلامية في كلية الشريعة بالرياض ، فقلت له : ألا يوج موضوعات علمية قدِّمت لكم وصار بينكم وبين قسم الدعوة بكلية الدعوة والإعلام منازعة في الموضوع ، هل هو من موضوعات الثقافة الإسلامية أو من موضوعات الدعوة الإسلامية ؟
فقال لي بل قد تكون المنازعة بين ثلاثة أقسام ، وهي قسم القرآن وقسم الثقافة وقسم الدعوة ، حينما يكون من موضوعات التفسير الموضوعي .
وأخيرًا أقول : إنني على غير قناعة بالمطروح في التفسير الموضوعي ، لا من جهة الاصطلاح ، ولا من جهة التنظير والتطبيق . وأتمنى لو صُحِّحَ مسار هذا الموضوع ، إذ فيه نفع وفوائد كثيرة ، لكن بعد ترشيده وتسديده .
أسأل الله أن يجعل هذا الكلام من باب النصح والتصويب لا من باب التثريب ، وأسأله أن يرينا ـ جميعًا ـ الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
---
عبدالرحمن الشهري
06-30-2003, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/741)
درَّسنَا التفسير الموضوعي الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم محمد حفظه الله ، وكان المقرر الدراسي هو كتاب (مباحث في التفسير الموضوعي) الذي ألفه ، وطبعته دار القلم بدمشق عام 1410هـ. فكلف كل طالب بكتابة بحث من أجل التدرب على هذا اللون من التفسير الذي لا يزال في مراحله الأولى. فكان من نصيبي بحث (الولاية في القرآن الكريم) ، وعندما أردت وضع خطة لهذا الموضوع واجهتني صعوبات في ذلك ، وشكوت إلى الشيخ مصطفى غموض طريقة البحث في هذا اللون من التفسير. وأنه لا يصح أن يطلق عليه التفسير الموضوعي في مقابل التفسير التحليلي. وأن التفسير الموضوعي مبني على التحليلي ولا بد ، إلى غير ذلك من إشكالات.
ولما ناقشني في البحث أمام الزملاء ، قال : إن الذي يقرأ أول بحثك يبدو له أن الموضوع واضح في ذهنك وضوحاً تاماً ، ولكنه ما إن يدخل في صلب البحث حتى يظهر له أنك لم تفهم الموضوع !
فشكوت له ذلك ، وقلت : إنك تشترط في عنونة الفصول والأبواب شروطاً لم أستطع تحقيقها ، وهو أن هناك مباحث مهمة في الموضوع ، ولكنها لم ترد في القرآن الكريم. فماذا أصنع ؟ وغير ذلك مما أشار إليه الدكتور مساعد الطيار في مشاركته السابقة.
وتاريخ الكتابة التأصيلية المنهجية في هذا اللون من التفسير حديثة النشأة ، فمن أول من ألف فيه الشيخ الكريم الدكتور أحمد السيد الكومي والدكتور محمد أحمد قاسم في مؤلفهما (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم) ولعلهما أول من سماه بهذا الاسم. وعنهما أخذ من بعدهما.(1/742)
ثم توالت المؤلفات بعد ذلك فيه ، فكتب الدكتور أحمد العمري (دراسات في التفسير الموضوعي). وكتب الدكتور زاهر بن عواض الألمعي (دراسات في التفسير الموضوعي) ، وكتب الدكتور عبدالحي الفرماوي ( البداية في التفسير الموضوعي) ، وكتب الدكتور الحسيني أبو فرحة (الفتوحات الربانية في التفسير الموضوعي) ، وكتب الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد (المدخل إلى التفسير الموضوعي) ، وكتب الدكتور مصطفى مسلم (مباحث في التفسير الموضوعي) ، وكتب الدكتور عبدالجليل عبدالرحيم ( التفسير الموضوعي للقرآن في كفتي الميزان) ، وكتب الدكتور صلاح الخالدي (التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق).
وجل هذه المؤلفات كانت محاضرات ألقاها مؤلفوها على طلاب الدراسات العليا ، ثم جمعت بعد ذلك في كتب. ولذلك فلا يزال هذا اللون من التفسير في حاجة ماسة إلى الدراسات التأصيلية التقويمية لمساره ، حتى تتكامل الجهود ، ويستقيم المنهج .
والذي ذكره الدكتور مساعد الطيار من مبالغة بعض من صنف في التفسير الموضوعي في وصفه بأوصاف تقلل من شأن غيره من التفاسير ، وتقلل من شأن كتب التفسير السابقة ، وتتهم السابقين بعدم التنبه لهذا اللون ، وتقصيرهم في العناية به ، أمر يلحظه القارئ العادي في بعض كتب التفسير الموضوعي ، ولعل مرد ذلك - والله أعلم - إلى ما يصيب من يتنبه لأمر غفل عنه غيره ، أو ظن أن غيره قد غفل عنه من العجب والفرح. وللعجب والفرح أخذة كأخذة السحر، فيأخذ بإيراد الأدلة والحجج على أهمية ما اهتدى إليه ، وأنه لا يمكن أن يفهم القرآن إلا بهذه الطريقة .(1/743)
ولا شك أن هذا من المبالغة التي يجب أن تجتنب ، فالتفسير الموضوعي مهم ، وله جوانب في غاية النفع والفائدة ، ولكنه لا يستغني عن التفسير التحليلي بحال. بل هو قائم عليه ، ومرحلة تالية له. والتفسير التحليلي هو الذي يتم به بيان المراد من كلام الله تعالى. ولكن عندما تجتمع الآيات المتعلقة بموضوع واحد أمام نظر الباحث ، فإنه يظهر له من الهدايات ، والقواعد ، والفوائد ما لم يكن مهتدياً إليه دون هذه الطريقة ، وهناك العديد من الدراسات الجادة في التفسير الموضوعي التي تناولت مسائل في غاية الأهمية.
وأما تسمية التفسير الموضوعي بهذه الاسم فهذه مسألة تختلف فيها وجهات النظر ، وهو مصطلح حادث يمكن التفاهم حوله. وأرجو أن لا يكون هناك مشاحة في الاصطلاح إذا عرف المقصود منه ، ولم يحمَّل من اللوازم ما لا يحتمل. فهو مصطلح معاصر ، والبحث فيه دفعت إليه حاجات البحث ، وحاجات الأمة المسلمة في وقتها الحاضر ، ويقظة المسلمين بعد الغفلة دعتهم للعودة إلى القرآن الكريم ، والحرص على الانطلاق منه في كل أمر ، حتى في مسائل اللغة والصواب اللغوي ، فقد ظهرت ولا زالت كثير من الأصوات التي تدعو إلى عودة الناس إلى المصطلح القرآني ونبذ المصطلحات الدخيلة على لغتنا.
فالعلاقة إذا بين التفسير التحليلي والتفسير الموضوعي علاقة تكامل ، ولا غنى للباحث في التفسير الموضوعي عن تفسير السلف ، والسير على منهج المفسرين في فهم كلام الله. إلا أنه بعد ذلك يبدأ في جمع الآيات ، والمقارنة بينها ، للخروج بعد ذلك بقواعد وأصول في الموضوع الذي تناوله القرآن الكريم في أكثر من موضع. ولذلك سمى بعض الباحثين التفسير التحليلي (بالتفسير الموضعي). لأن المفسر يفسر الآيات في موضع واحد لا يتعداه حتى ينتهي من الكلام عليه ، ثم ينتقل إلى ما بعده ، وهكذا. بخلاف التفسير الموضوعي الذي يجمع الآيات المتفرقة في الموضوع الواحد.(1/744)
وأخيراً فإن ما طرحه الدكتور مساعد الطيار هنا مسألة في غاية الأهمية للمهتمين بالتفسير الموضوعي ، والمؤلفين فيه ، جديرة بالوقوف والتباحث حول كيفية تصحيح مسار الدراسات في التفسير الموضوعي. وهي مسائل قل من يتنبه لها عند مناقشة مسائل التفسير الموضوعي ، ولم يتعرض لها أحد ممن قرأت كتبه ، وكل ما طبع في التفسير الموضوعي من الناحية التاصيلية موجود لدي. فلست أرى إلا أخذاً للاحق من السابق ، حتى التعريف الذي يوردونه للمصطلح يكاد كل باحث ينفرد بتعريف خاص ، بتغيير يسير في بعض العبارات التي يرى أنها أدل على المراد.
وأرجو من كافة الإخوة الذين كانت بحوثهم ودراساتهم في التفسير الموضوع أن يناقشوا هذه المسائل التي طرحها الدكتور مساعد الطيار بما يتبين لهم فيها من رأي. ولا سيما أن كثيراً من المتخصصين يرى أهميته ، ويوصي طلابه بالبحث فيه كالدكتور الجليل ناصر العمر وفقه الله فهو من المهتمين بهذا اللون من التفسير ، وله في ذلك مؤلفات ، وأرجو أن تصله رغبتنا في المشاركة في هذا الموضوع.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أبو خالد، وليد العُمري
07-01-2003, 12:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد أتحفنا – كعادته – الدكتور مساعد – وفقه الله – في طرح موضوعه حول مصطلح التفسير الموضوعي.
إلا أن لي وقفة يسيرة مع ما طرحه الشيخ الدكتور مساعد الطيار – وفقنا الله جميعًا لكل خير-!
ينبغي أن يُعلم أن التفسير بجميع أشكاله، وصوره، وطرقه متى ما سلم من الانحراف في الاستدلال بالقرآن العظيم على قضاياه؛ فهو حق، وهداية، ورشاد؛ كما أخبر الله عز وجل بقوله:{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم }.(1/745)
فهداياته لا تقف عند صورة من صور التفسير، ولا شكل من أشكاله، فهو هداية الله تعالى للثقلين، وهو مخرج الأمة مما تكابده من ضلالات وظلمات، ومشكلات، سواء كان ببيان معانيه التي لا يُفهم المراد إلا ببيانها، أو كان باستثارة دلالات ألفاظه، وما توحيه من الهدايات.
فقول الشيخ حفظه الله- على لسان المتبنين لهذا النوع من التفسير:" وأن العصر بحاجة إلى تجديد الطريقة في عرض التفسير ، وقد زعم بعضهم أن التفسير الموضوعي هو الذي يمكنه حلُّ المشكلات ، والإجابة عن المعضلات ، وأنه الأنسب إلى أسلوب العصر " ثم قوله:" وهذا ضرب من القول لا برهان له"= يناقض ما سلف بيانه.
إلا أنه لا شك في خطأ من حاول التهوين من شأن التفسير التحليلي، أو الموضعي؛ لأنه لا يمكن أن تُستنبط هدايات، ودلالات القرآن على الموضوعات إلا بفهم معاني ألفاظه، ودلالاتها.
والظاهر أن من نُقلت بعض نصوصهم يريدون بيان مناسبة التفسير الموضوعي لأبناء هذا العصر؛ لشغفهم بكل جديد، ولأن التفسير الموضوعي تغلب على أطروحاته الناحية التجديدية التي أُغرم بها أبناء عصرنا.
وعلى كل حال؛ فالتضخيم الذي يلمسه المطلع على أطروحات أصحاب الاتجاه الموضوعي للتفسير يستمد قوته من مصدره؛ وهو كتاب الله تعالى.
فقول أستاذنا – حفظه الله-:"
وهذه المقولات من هؤلاء الفضلاء فيها تزيُّدٌ ظاهر ، ودعوى عريضة تحتاج إلى برهان قوي ، وحجة واضحة ، ولو قيل : إن التفسير الموضوعي يمثل لبنة من لبنات معالجة شيء من القضايا والمشكلات بطريقة القرآن = لكان أقرب ، لكن أن يكون هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل ، والأولى ، فذلك دونه خرط القتاد ."
أقول: من وجهة نظري فإن التفسير الموضوعي إذا بُني على فهم الألفاظ القرآنية فهمًا سليمًا كما يقتضيه التفسير النبوي، وتفسير الصحابة، وكما يقتضية التفسير اللغوي؛ فلا شك أنه تفسير تحليلي وزيادة؛ فلما لا يكون الأمثل؟؟(1/746)
أضف إلى ذلك إذا طرحت فيه نظرة القرآن لأمراض العصر، ومشكلاته.
فلماذا يُعد هذا النوع من الطرح بدعًا من القول؟؟
وهنا أجدني مُنساقًا إلى الحديث عن نقطة هامة أشار لها الدكتور أبو عبد الملك، ويتدارسها كثير من الباحثين:
ما هي المصادر المعتبرة في البحث في التفسير الموضوعي؟
وهل القول: بأن التفسير الموضوعي لابد أن يكون نابعًا من القرآن العظيم، ومما يُفهم من نصوصه؛ خطأٌ يجب أن يصحح!!.
وهل الباحث في التفسير الموضوعي لابد أن يذكر ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم، وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم - في موضوعه؟
أشار الدكتور مساعد حفظه الله إلى طرف لهذه القضايا؛ فلا أحب أن أطيل بنقله، ولكن يبدو – والعلم عند الله – أن الباحث في التفسير الموضوعي بين أمرين:
أولهما: إن كان بحثه في قضية أشبعها القرآن بحثًا، وأحاط بجوانبها، ولا تكاد تجد في السنة إلا ما يؤيد المفهوم من دلالات الألفاظ.
ثانيهما: إن يكون للسنة شرح، وتقيد، وتخصيص، وإضافة قيود، وشروط..
ففي الحالة الأولى لا يُعد إغفال الباحث للنص النبوي عيبًا يؤخذ عليه.
أما في الحالة الثانية؛ فلا أعلم كاتبًا في التفسير الموضوعي يُنكر ضرورة الأخذ بتقييدات السنة، وتخصيصاتها ...
إذا ما الفائدة التي يجنيها الباحث في هذا النوع من التفسير؟؟
فالجواب: إن ما يجنيه الباحث في هذا النوع من التفسير لا يمكن حصره! ولعل أهم ما فيه: الاستفادة من طريقة القرآن في علاج ظاهرة ما، وفي تتبع أسبابها، وفي النظرة الكلية لها....
فهذه الفائدة لا يمكن أن يُستهان بها إطلاقًا، ولا يصح إغماضها بحجة الاكتفاء بطرح القرآن.
فالباحث عن موضوع معين؛ كأوقات الصلوات مثلًا- فإنه عندما يُشير لاشتمال القرآن على مواقيت الصلاة الخمسة، وذكرها مرة ثلاثة، مرة أربعة، ومرة خمسة سيجني فوائد لا حصر لها، منها:
اهتمام القرآن العظيم ببيان أوقات الصلوات.
تعظيم وقت الصلاة.(1/747)
الفوائد المكتسبة من ذكر أوقات الصلاة بطرق مختلفة، وأن الوقت ينقلب في حالة المضطر إلى ثلاثة أوقات، ونحو ذلك.
فلا يصح بحال القول: ما المستفاد من معرفة طريقة القرآن؛ لأن للقرآن منهجًا فريدًا في موضوعاته، وكيفية طرحها، وهو نوع من إعجازه.
فالناظر في بيان القرآن لصفة النفاق – مثلًا - وكيف تتبع القرآن هذه الصفة الخبيثة، وكيف عالجها، واجتثها من أصول النفس، وكيف بين عوار أهلها، وكشف زيفهم.....
لا شك أن الباحث سيجد سيلًا عارمًا من الإضاءات، والإضافات، والتعليلات التي لا تظهر عند النظر في آية تطرقت لصفة النفاق، ودرست بمعزل عن أخواتها.
وقد ذكر أبو عبد الملك – وفقه الله – أن الباحث في التفسير الموضوعي لا ينطلق من البيان اللغوي؛ فقال:
" فمثلاً ، لو كنت تبحث في موضوع ( القنوت في القرآن ) ، وجعلت من عناوينك الرئيسة القنوت : الطاعة الدائمة ، ثمَّ استدللت بقوله تعالى : { كل له قانتون } ، فإن السؤال الذي سيرد هنا : من أين استقيت عنوانك هذا ؟
فالجواب : إما أن يكون من دلالة اللغة ، وإما أن يكون من تفسير المفسرين ، وكلا المصدرين عندهم لا يُبنى منه عنوان" .
والحق: إن الباحث في التفسير الموضوعي ينطلق من البيان النبوي، ومن البيان السلفي، ومن البيان اللغوي بشرط:
أن يكون لتبيين معنًى، أو لفظة، ولا يمكن بحال أن يعزل الباحث في التفسير الموضوعي- اللغة مثلًا - عن استدلالاته، فهو يجد في التفسير النبوي، وفي تفسير السلف، وفي التفسير اللغوي ما يُعينه على الاستدلال بالآية على ما يريد.
وكذلك فإنه قد يجد في الآية اختلافًا من باب التنوع؛ فلا ضير عليه أن يأخذ المعنى الذي يناسب بحثه؛ لأن كلا المعنيين حق!
ومادام ذلك كذلك؛ فإلزامه بذكر اختلاف السلف في لفظة ما لا يلزمه أبدًا، بل يكفيه أن يستشهد من الآية ، أو اللفظة بما يؤيد كلامه، ما لم يكن معنًى باطلًا.(1/748)
وهذا قريب من التفسير الإشاري؛ لأن الباحث قد يجد أحيانًا للآيات المجتمعة دلالة لا تظهر عند النظر في الآية مفردة، وهذا المعنى لا يبطله، ولا ينقضه شيء؛ فما المانع من الاستئناس به، والاستفادة منه؟
آمل أن أكون وفقت في بيان وجهة نظري القاصر، وآمل أن لا أكون كساقية أرادت اعتراض بحر متلاطم الأمواج؛ فلعل في اعتراضي ما يبين لي حقًا غائبًا، أو يوضح وجهة نظر، والله الموفق للصواب.
---
مساعد الطيار
07-01-2003, 05:11 PM
أشكر الأخوين الفاضلين عبد الرحمن الشهري ووليد العمري على تعقيباتهما .
وأود أن أوضح فكرة الموضوع الذي طرحته بإجمال ، فأقول :
أني لا أردُّ فكرة التفسير الموضوعي ، لكن أودُّ أن يُعاد التفكير فيه من جهتين :
الأولى : تأصيل الموضوع :
بعد هذا المشوار الذي قام به أساتذتنا الكرام ممن ألَّف في التفسير الموضوعي فإنَّي أرى أنَّ مدارسة هذا الموضوع ، وبعث البحث فيه ، والخروج بنقاط جديدة أولى من تركه على ما هو عليه .
ومن يقرأ في تنظير التفسير الموضوعي وتطبيقاته يمكن أن ينسب كل طريقة إلى فلانٍ بعينه ، فيقال : هذه طريقة فلان ، وتلك طريقة علان ...
ولأنه لا يكاد يتفق الذين كتبوا في هذا الموضوع في أفكاره وتنظيراته ، فإني أتمنى أن يشارك الإخوة الكرام الذين كان لهم مشاركة دراسية أو تدريسية بأن يتحفوا قراء الملتقى بأفكارهم وملحوظاتهم .
وهناك بعض القضايا التي تحتاج إلى تحرير ؛ إما لغموضها ؛ كعناوين الموضوعات حين دراسة موضوع من خلال القرآن ، وكيفية التعامل مع مصادر التفسير ، وإما لعدم وجودها ؛ ككيفية التعامل مع الاختلاف الوارد في التفسير .
ومن القضايا التي لم تلق عناية تامَّة من جهتي التنظير والتطبيق = دراسةُ لفظة أو مصطلح من خلال القرآن .(1/749)
وعند دراسة هذا اللون من ألوان التفسير الموضوعي يحسن استعراض عدد من القضايا لها علاقة كبيرة به ، وهي : معنى اللفظة في اللغة ، وكيفية استعمالاتها إن وُجِدَ ، ومعرفة علاقتها بعلم الوجوه والنظائر ، والكليات التفسيرية لألفاظ القرآن .
وهل المراد من البحث في هذا اللون معرفة مدلول اللفظة أو الجملة في القرآن فقط ، أم المراد أوسع من ذلك ، فتتم دراسة اللفظة من جهة موضوعها فتتحول إلى موضوع بدلاً من كونها لفظة أو جملة .
فلو قلت : ( المكر في القرآن ) فإن هذا الموضوع يمكن دراسته من جهة كونه مفردة ، ومن جهة كونه موضوعًا .
ومن الدراسات القليلة والتي أرى أنها تمثِّل جزءًا كبيرًا من دراسة لفظة أو جملة من خلال القرآن الدراسات التي قام بها الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات ، فقد دراسة مصطلح ( الذين في قلوبهم مرض ) في القرآن ، وظهر بنتائج جيِّدة بعد جمع الآيات ودراسة أقوال المفسرين فيها .
الثانية : من جهة التطبيق :
1 ـ الملاحظ أن أغلب الكتابات في التفسير الموضوعي جاءت على لونين :
الأول : دراسة موضوع من خلال القرآن ، وهذا هو الأكثر في بحوث التفسير الموضوعي .
الثاني : دراسة موضوع من خلال سورة .
ولا تكاد تجد اتفاقًا في طريقة كتابة هذين اللونين ، بل الاختلاف في طريقة العرض هي الأصل ، فهل هذا الاختلاف مطلبٌ ؟!
وإن لم يكن مطلبًا ، فما هي الطريقة المبتغاة في كتابة التفسير الموضوعي ؟
2 ـ الأسلوب المتبع في كتابة التفسير الموضوعي ، هل يلزم أن تكون بالأسلوب الإنشائي ؟ أم هذا الأسلوب مما يمكن الاستفادة منه ،لكنه غير لازم .
وإنما أقول ذلك لأن كثيرًا ممن كتب في موضوعات التفسير الموضوعي يعتمد هذا الأسلوب الكتابي ، حتى كاد أن يكون شرطًا في الكتابة فيه .
والمقصود الذي أريده أنه يمكن توصيل بعض الموضوعات يأسلوب علمي رصين من غير استعمال الأساليب الخطابية والإنشائية ، فلم لا يُعمل به ؟!(1/750)
هذا باختصار ما أريد الحديث عنه ، وما ذكرته من نقدٍ في المقال السابق فإني أرجو أن لا يُفهم منه أني لا أرتضي التفسير الموضوعي جملة وتفصيلاً ، لا ، بل المراد معالجة الموجود ، وإعادة النظر فيه .
وكم أتمنى لو شارك الإخوة الكرام ، ثمَّ يقوم أحدهم بتلخيص الأفكار المطروحة في هذا الموضوع ، ثمَّ تُجعل في ملف خاصٍّ بها في هذا الملتقى ، ليستفيد منها المعتنون بهذا الموضوع ، والله الموفق .
---
أبو خالد، وليد العُمري
07-02-2003, 03:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يُحبه ربُنا ويرضاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه، ورسوله، ومجتباه، أما بعد:
يمكن إجمال الإشكالات التي نبه إليها أبو عبد الملك - حفظه الله - في التالي:
أولًا: في طريقة الكتابة في التفسير الموضوعي:
هل تكون الكتابة فيه تتبع الإسلوب العلمي الذي يهتم بالكشف عن القضايا العلمية ، وتقريرها، أم تكون بالإسلوب الخطابي الوعظي الذي يلجأ إليه المربي، والواعظ، ويهدف إلى إثارة انتباه القارىء، والتأثير فيه.
ثانيًا: مما يُبنى التفسيير الموضوعي؟ أو (بناء العناوين فيه مما تُقتبس)؟
هل مصادر التفسير الموضوعي هي مصادر الموضوعات الشرعية؟
أم أن التفسير الموضوعي لا يقوم على غير القرآن الكريم، ولا يصح بناء موضوع في القرآن على غير القرآن؟
ثالثًا: طريقة التعامل مع كتب التفسير:
*- كالاختلاف في تفسير لفظة، أو معنى بين السلف، كيف يتعامل الباحث في التفسير الموضوعي من هذا الاختلاف إذا كانت الآية المتضمة للخلاف من موضوعات بحثه.
رابعًا: طريقة دراسة لفظة من خلال القرآن الكريم
وهل تكون بأسلوب العلماء السابقين الذين كتبوا في الأشباه والنظائر، وهدفوا إلى بيان تصرفات اللفظة في القرآن إلى معانٍ عدة، وهي طريقة لُغوية في الدرجة الأولى.
أم تكون بأسلوب موضوعي ؟(1/751)
ولا شك أن هناك قضايا أُخر قد تتوالى، وهدفي هنا تلبية دعوة الدكتور العزيزة، وأبدأ كمشاركة بأولها، ثم أتوقف لاتاحة الفرصة لباقي الإخوة، والاستفادة من مداخلاتهم.
طريقة الكتاب في التفسير الموضوعي:
يذهب وهلي إلى اختلاف الأسلوب تبعًا لاختلاف الموضوعات القرآنية، فمن الموضوعات القرآنية موضوعات علمية بحتة، تحتاج إلى طرح علمي بعيد عن الأسلوب الخطابي الوعظي، وهذا كعامة الأحكام المذكورة في القرآن العظيم، فمن كتاب في الصلاة من جهة أحكامها - مواقيتها، أركانها.... -وكالصيام، والحج، وأحكام أهل الذمة، والمعاملات وأصولها في القرآن إلى غير ذلك.
وهناك موضوعات إيمانية، أخلافية تربوية تحتاج الأسلوب الوعظي الذي لا يطغى على تبيين دلالات القرآن على هذه القضايا.
ومن اراد أن يجمع تفسير موضوعيًا في قضية إيمانية عند بعض العلماء سيجد أن هذه القضية واضحة تمامًا.
فمن أحب أن يكتب في حديث القرآن عن الإخلاص من خلال كلام الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله - فإنه سيحد من تعليقاته الوعظية، الخطابية ، الإيمانية على الآيات ما تقطع فيه بأنه الأسلوب الأنجح، والأنجع في مثل هذه القضايا، لأنها قضية طلبية تحتاج إلى النفس الذي يأخذ بمداخل النفس إلى التأمل ، والتفكر.
بينما لو بحثت عن كلامه في مسألةٍ علميةٍ؛ كدلالات القرآن على انتقاض عهد المعاهد إذا طعن في الدين ، أو برسول رب العالمين؛ ستجد تفسيرًا موضوعيًا بقالب علمي رصين لا تكاد تجد له مثيل؛ إلا في كتابات شيخه - رحمهما الله-.
فلنستمع لآراء الإخوة!!
---
أبو بيان
07-29-2003, 08:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وجهة أخرى أتناول فيها الموضوع في نقاط :(1/752)
- أولاً : التفسير الموضوعي ليس قسيماً للتفسير التحليلي والإجمالي , ولا مقابلاً لهما , ولا بديلاً عنهما , وإنما هو – في نظري – أشبه ما يكون بجمع الأقوال في المسألة واستيعابها قبل بيانها والحديث عنها , فالباحث في التفسير الموضوعي يختار لفظاً أو موضوعاً قرآنياً , ثم يفسره تفسيراً تحليلياً أو إجمالياً , بحسب حاجته وغرضه من موضوعه . فهو يبدأ بموضوع وينتهي بمنهج قرآني في الحديث عن هذا الموضوع , وفيما بينهما تفسير قائم على قواعد المفسرين وطرائقهم في بيان معاني كلام الله عز وجل , ولن يصل الباحث إلى نتيجة سليمة شرعاً وحساً إلا إذا سلك طريقةً سليمةً في التعامل مع القرآن وفهم معانيه وليس ذلك إلا في طريقة المفسرين وكتبهم .
وبناءً على ذلك يتعين الاهتمام باللغة والسنة وأقوال الصحابة والتابعين في هذه المجموعة القرآنية , فإنها وإن أخرجت عن سياقها وأعيد ترتيبها لغرض أو لآخر , فلا تخرج عن كونها قرآناً يفسر بما يفسر به باقي كلام الله عز وجل .
ومن هنا نعلم خطأ من يهمل جانب السنة في هذه الموضوعات , أو يختار من أقوال المفسرين ما يوافق غرضه , دون تمييز الصحيح والراجح من الضعيف والمرجوح , ودون اعتماد على قواعد التفسير وأصول الترجيح فيه .
- ثانياً : يعد التفسير الموضوعي في أهم أغراضه تفسيراً دعوياً اجتماعياً , بل لا يكاد يخرج عن ذلك , وهذه أنواع من اتجاهات المفسرين ظهرت وتميزت في هذا العصر , فهو إذاً اتجاه في التفسير , كقولنا : التفسير الفقهي أو العلمي أو اللغوي ونحوها .
- ثالثاً : بناءً على ذلك :
فالموضع السليم الذي أرشحه للتفسير الموضوعي في كتب أصول التفسير هو في اتجاهات التفسير وأنواع المصنفات فيه , فهو كما ذكرتُ تفسيراً دعوياً تربوياً اجتماعياً , يهدف إلى بيان الحقائق القرآنية في موضوعات معينة , واستجلاء المنهج القرآني في تناولها , وتنزيل ذلك كله على واقع الناس ومنهج الحياة .(1/753)
وهو بهذا يؤدي غرضه المراد منه , تماماً كما يؤدي كلٌّ من التفسير اللغوي والفقهي والعلمي غرضه المراد منه .
فلا فرق عندي بين من فسر القرآن بناءاً على ترتيب النزول , ومن انتقى آيات الأحكام وفسرها -دون غيرها- من ناحية فقهية , ذاكراً فيها أقوال العلماء واختلافهم , وبين من انتقى آيات ذات موضوع قرآني مشترك , أو لفظة قرآنية , وفسرها تفسيراً علمياً منهجياً موجهاً له وجهة دعوية تربوية , تتصل بحياة الناس , وتلامس واقعهم .
ولوا أعيدت - والله أعلم - قراءة هذا الموضوع من هذه الوجهة لانحلت جميع الإشكالات وأجيب عن الإيرادات في هذا الموضوع , ونحن بانتظار آراء الإخوة ومشاركاتهم , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .
---
عدنان البحيصي
03-08-2006, 12:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الكريم الحبيب د.مساعد الطيار حفظه الله ونفع به ، بارك الله فيك على جهدك الملحوظ في خدمة كتاب الله تعالى
لك أخي الحبيب رابط ناقشت فيه وجهت نظرك وأرجو منك الإطلاع عليها
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840
شكراً لك
---
(1/754)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسائل أرجو الإجابة عليها . فهل من مجيب
---
مسائل أرجو الإجابة عليها . فهل من مجيب
---
أبو صفوت
07-23-2003, 12:20 AM
مسائل أرجو الإجابة عليها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام : هناك بعض الأشياء ذكرها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها والإجابة عنها وإبداء الرأي حولها
1. أثناء تفسيره لقوله تعالى ( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم .....)
تكلم عن خلاف العلماء حول نسخ هذه الآية لما قبلها ثم قال : قد أسلفنا في مقدمة التفسير أن النسخ في كلام السلف أعم منه باصطلاح الخلف كما أن المراد بسسب النزول أعم مما يتبادر إليه الفهم ومنه قول قتادة هنا : فأنزل الله الرخصة بعد ذلك . فإن مراده إبانة أن الأمر ليس بعزيمة في الآية الثانية لا أن نزولها كان متراخيا عن الأولى
فإن ذلك مستحيل على رونق نظمها الكريم ......الخ كلامه -رحمه الله - والسؤال
ما المقصود بقوله فإن ذلك مستحيل على رونق نظمها الكريم ؟ وهل يوافق عليه
2. نقل عن أبي السعود كلامه في تفسير قوله تعالى 0 لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة )
قال أبو السعود : لعل تقديم أصحاب النار في الذكر للإيذان من أول الأمر بأن القصور الذي ينبيء عنه عدم الاستواء من جهتهم لا من جهة مقابليهم فإن مفهوم عدم الاستواء بين الشيئين المتفاوتين زيادة ونقصانا وإ جاز اعتباره بحسب زيادة الزائد لكن المتبادر اعتباره بحسب نقصان الناقص وعليه قوله تعالى ( هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ) إلى غير ذلك من المواقع وأما قوله ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعل تقديم الفاضل لأن صلته ملكة لصلة المفضول والأعدام مسبوقة بملكاتها . ا.هـ(1/755)
والمطلوب بيان معنى قول أبي السعود ( وأما قوله ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) فلعل تقديم الفاضل لأن صلته ملكة لصلة المفضول والأعدام مسبوقة بملكاتها )
آسف للتطويل . جزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
07-24-2003, 01:57 AM
أخي أبا صفوت
قرأت أسئلتك ، وهي تدل على عمق نظرك ودقة ملاحظتك ، ولا زلت أتأملها للوصول إلى جواب مناسب .
مع أن كلام القاسمي فيه مخالفة للجمهور ؛ فهم على أن الآية الأولى منسوخة بالثانية التي تليها .بل حكي الإجماع على نسخها بعض أهل العلم . [ ينظر كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم للدكتور عبدالله الشنقيطي ] .
وأما قوله :فإن ذلك مستحيل على رونق نظمها الكريم ... ففيه نظر ، لأن نظم القرآن ليس بمقدورنا أن نحكم على شيء منه بالاستحالة لمجرد أننا لم نقتنع بقول من الأقوال في بيانه .
وكلام أبي السعود يحتاج إلى تأمل لا يكفي له وقتي الآن ، فلعلك تجد جوابه قريباً إن شاء الله .
---
(1/756)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب التعريف بتفسير جمال الدين القاسمي رحمه الله
---
طلب التعريف بتفسير جمال الدين القاسمي رحمه الله
---
المنتقى
04-04-2003, 11:18 PM
مارأيكم في تفسير القاسمي للقاسمي وهل تنصحون بان يبتدي فيه طالب العلم
---
عبدالرحمن الشهري
04-05-2003, 07:03 AM
تعريف بالمؤلف
المؤلف هو محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم القاسمي الشامي الحسني. ولد في دمشق في جمادى الأولى سنة 1283هـ وتوفي في دمشق في جمادى الأولى سنة 1332هـ . أي أنه عاش تسعة وأربعين عاماً وما بلغ الخمسين عاماً! بينما بلغت مؤلفاته وأعماله أكثر من مائة كتاب ورسالة. فيالها من حياة مليئة بالعمل والعلم والجهاد والإصلاح والتأليف والتصنيف!
كان رحمه الله إماماً وخطيباً في دمشق ، وكان يلقي عدة دروس في اليوم الواحد ، للعامة والخاصة ، ويشارك في الحياة الاجتماعية ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويقوم بواجبه في الدعوة والإصلاح ، والنصح والتذكير ، والنقاش والحوار ، ومواجهة البدع والخرافات ، والانحرافات والضلالات. وكان يلقبه محمد رشيد رضا بعلامة الشام.
من أشهر كتبه المطبوعة : تفسيره محاسن التأويل وسيأتي الحديث عنه ، وقواعد التحديث في مصطلح الحديث وهو نفيس ، وإصلاح المساجد من البدع والعوائد ، وتاريخ الجهمية والمعتزلة ، وغيرها. وقد صدرت عنه عدة دراسات من آخرها ما كتبه الدكتور نزار أباظة بعنوان (جمال الدين القاسمي). وقد صدر عام 1417هـ.
تفسيره محاسن التأويل
ابتدأ القاسمي تفسيره في صدر شبابه حيث بدأ في تأليفه في شوال سنة 1316هـ ، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره ، وراجعه سنة 1329هـ قبل وفاته بثلاث سنوات.(1/757)
ويقع تفسيره في سبعة مجلدات كبار ، والطبعة القديمة منه تقع في سبعة عشر مجلداً ، وعدد صفحاتهها 6316 صفحة من غير المقدمة ، وقد استغرقت المقدمة منها الجزء الأول كاملاً ، بينما استغرقت المقدمة من الطبعة التي أملكها 200 صفحة من القطع الكبير.
وقد سبق القاسميَّ إلى تفسير القرآن في زمنه الشيخ الألوسي في روح البيان ومحمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده في تفسير المنار وطنطاوي جوهري في الجواهر ، وفي هذا المحيط المتنوع لكتب التفسير بدأ القاسمي في تأليف تفسيره.
والحق أن القاسمي قرأ كثيراً في كتب السابقين ، ونقل الكثير في تفسيره ، حتى إن كثيراً من الآيات جاء شرحها معزواً إلى غيره – وتلك أمانة – دون أن يشترك بتعقيب كاشف ، ولكنه تمتع بميزة حسنة ، هي البعد عن مسائل النحو والبلاغة ، ونظريات الفلسفة والمنطق ، مما نجده لدى أمثال الزمخشري والفخر الرازي ، وصحيح أن أي تفسير لا يمكن أن يستغني عن شذور من مسائل النحو والبلاغة والمنطق ، إذا أعوز المقام تلك الشذور ، وقد جاء القاسمي بها في مناسبتها الملحَّة ، ولكن الإكثار منها كما في تفسير البحر المحيط للغرناطي ، وتفسير الكشاف للزمخشري ، ومن نحا منحاهما تضخم يكاد يكون ورماً ، وقد خلص منه تفسير محاسن التأويل.
وقد افتتح التفسير بمقدمة حافلة ، تتحدث في إسهاب عن أمور جوهرية تتعلق بعلم التفسير ، إذ تتضمن الحديث عن معرفة أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، وقصص الأنبياء ، وشيوع الإسرائيليات بها ، وجريان القرآن على اللسان العربي ، ومعنى التفسير الباطن والتفسير الظاهر ، وأيهما أصح وأسلم ، والسنة المطهرة ومنزلتها من تفسير القرآن ، والمكي والمدني في كتاب الله ، والاعتدال في التفسير بالمأثور والرأي ، وأسرار التكرار في القرآن ، والأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ومسائل أخرى غاية في الأهمية.وهي مقدمة جديرة بالدراسة والفهم .(1/758)
وأحسن طبعات (محاسن التأويل) تلك التي أشرف عليها الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله ، حيث صحح التفسير ورقمه ، وخرج آياته وأحاديثه وعلق عليه. وقد صدرت طبعته الأولى بين عامي 1376-1377هـ من دار إحياء الكتب العربية ، ثم تتابعت الطبعات بعد ذلك .
وقد تحدث القاسمي عن صلته بالقرآن وتفسيره ، فقال :(وإني وإن كنت حركت الهمة إلى تحصيل ما فيه من الفنون ، والاكتحال بإثمد مطالبه لتنوير العيون ، فأكببت على النظر فيه ، وشغفت بتدبر لآلي عقوده ودراريه ، وتصفحت ما قدر لي من تفاسير السابقين ، وتعرفت – حين درست – ما تخللها من الغث والسمين – ورايت كلاً – بقدر وسعه – حام حول مقاصده ، وبمقدار طاقته جال في ميدان دلائله وشواهده.
وبعد أن صرفت في الكشف عن حقائقه شطراً من عمري ، ووقفت على الفحص عن دقائقه قدراً من دهري ، أردت أن أنخرط في سلك مفسريه الأكابر ، قبل أن تبلى السرائر ، وتفنى العناصر ، وأكون بخدمته موسوماً، وفي حملته منظوماً..فشحذت كليل العزم ، وأيقظت نائم الهم... واستخرت الله تعالى في تقرير قواعده ، وتفسير مقاصده ، في كتاب اسمه بعون الجليل :(محاسن التأويل). أودعه ما صفا من التحقيقات ، وأوشحه بمباحث هي المهمات ، وأوضح فيه خزائن الأسرار ، وأنقد فيه نتائج الأفكار ، وأسوق إليه فوائد التقطتها من تفاسير السلف الغابر ، وفرائد عثرت عليها في غضون الدفاتر ، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر ، مما قادني الدليل إليه ، وقوى اعتمادي عليه.(1/759)
وسيحمد السابح في لججه ، والسانح في حججه ، ما أودعته من نفائسه الغريبة البرهان ، وأوردته من أحاديثه الصحاح والحسان ، وبدائعه الباهرة للأذهان... فإنها لب اللباب ، ومهتدى أولي الألباب ! ولم أطل ذيول الأبحاث بغرائب التدقيقات بل اخترت حسن الإيجاز في حل المشكلات... ولا يخفى أن من القضايا المسلمة ، والمقدمات الضرورية ، أنه مهما تأنق الخبير في تحرير دقائقه السنية ، فما هو إلا كالشرح لشذرة من معانيه الظاهرة ، وكالكشف للمعة يسيرة من أنواره الباهرة ، إذ لا قدرة لأحد على استيفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب ، وما تضمنه من لب اللباب ، لأنه منطو على أسرار مصونة ، وجواهر حكم مكنونة ، لا يكشفها بالتحقيق إلا من اجتباه مولاه ، ولا تتبين حقائقها إلا بالتلقي عن خيرته ومصطفاه.
وكان شروعي في هذه النية الحميدة ، بعد استخارته تعالى أياماً عديدة ، في العشر الأول من شوال في الحول السادس عشر بعد الثلاثمئة وألف).
والقاسمي رحمه الله كثيراً ما ينقل نقولاً طويلة عن علماء السلف كالإمام أحمد بن حنبل وابن جرير الطبري وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والعز بن عبدالسلام والشاطبي وابن حزم والقرطبي وغيرهم. والحق أن النقول في كتابه قد زادت زيادة كانت مصدر العجب ، بحيث لو طار كل نص إلى أصله ما يكاد يبقى شيء للقاسمي غير تعليقات ضئيلة ، ولكن الزمن الذي ظهر فيه الكتاب أول مرة كان في حاجة إلى تلك النقول ، لتعذر مصادرها على الكثير ، وبدراسة أمثال هذه النقول الشافية نجد أنها لم تسق جزافاً ، وإنما خضعت لفحص وتأمل واستيعاب ، ثم ترجيح واختيار ، فالقارئ المتعجل يظن المفسر قد نقل ما أمامه دون جهد كبير ، وهذا عمل قل من يحسنه كالقاسمي رحمه الله.(1/760)
ثم إن الكتاب قد ألف في أوائل القرن الماضي ، أيام كانت هذه البحوث جديدة طريفة يتقبلها القارئ باشتياق ، ولكن مُضيَّ قرنٍ عليها ، أتاح لطلاب الدراسات العليا في كليات الشريعة وأصول الدين أن يبدعو الرسائل العلمية الشافية ، وأن يبرزوا في هذا الحقل ما يروق القارئ المعاصر ، ومحاولة المقارنة بينهم وبين صنيع القاسمي محاولة ظالمة ، لأن الرجل رائد يسير الخطوات الأولى في طريق غير ممهد ، وقد مضت عقود متوالية في مضمار البحث القرآني حتى اعتدل السير ، واستقام الطريق ، وهنا يحفظ للرائد مكان الريادة ، ولا نطالبه بما نطالب به اللاحق من ابتكار وتجويد. وهو يحرص على أن يستشهد بالصحيح والحسن من الأحاديث في تفسيره. وفي اللغة يرجع إلى كتب اللغة كالقاموس والصحاح وغيرهما .
منهجه في مسائل الاعتقاد
كان القاسمي رحمه الله سلفي المنهج على منهج أهل السنة والجماعة ، فهو من أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة السلف من قبل هؤلاء ومن بعدهم. وقد تعرض لمضايقات كثيرة بسبب هذا المنهج فاتهم بالوهابية – نسبة خاطئة إلى الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله – وحقق معه ، واتهم بتسفيه آراء الأئمة المتقدمين من أصحاب المذاهب ، ثم خرج بعد ذلك من تلك المحن وهو أقوى ما يكون حجة ، وأصلب عوداً. والقارئ في تفسيره يرى منهج السلف ظاهراً ، فهو يكثر النقل عن علماء السلف ، ويورد حججهم وأدلتهم ، وردودهم على شبه الخصوم ، مما يؤكد أن المؤلف رحمه الله كان يجعل همه كل همه الإصلاح ليس إلا ، وإنما يورد هذه النصوص ليلجم بها الخصوم ، فإنهم إن استطاعوا جدلاً رد أقواله ، صعب عليهم إبطال أقوال علماء بهم يقتدون ، وبعلمهم يعترفون فكانت حجتهم لهم غالبة.(1/761)
وهو في أحيان كثيرة لا يزيد في تفسير الآية على نقل كلام السلف فيها ، وانظر مثلاً لذلك تفسيره لقوله تعالى :(ثم استوى على العرش) فقد استغرق منه تفسير هذه الآية 47 صفحة أغلبها نقول عن السلف ، وهو إنما يربط كلامهم بعضه ببعض.
وقد أكد في مقدمة تفسيره أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف ، أورد فيه نقولاً لبعض العلماء في إثبات ذلك.
خلاصة الجواب للأخ منتقى
تفسير محاسن التأويل للقاسمي من أنفس كتب التفسير ، وقد أتى فيه بدرر ونفائس ، ولكنه لا يصلح للقارئ المبتدي لأنه طويل النفس جداً ، وأكثره نقول كما تقدم عن السابقين ، ويحتاج في فهمه إلى صبر وأناة ، والمبتدئ يفتقر في الغالب إلى تلك الصفات ، وإنما يهمه في المرحلة الأولى فهم الغريب من الألفاظ والتراكيب وبعض المقدمات الضرورية ، ولذلك فإنني أنصحك يا أخ منتقى أن تراجع ما كتبه الأخ أبو مجاهد وفقه الله في هذا الملتقى حول الكتب التي يحسن بطالب علم التفسير أن يبتدأ بها ويتدرج في فهمها حتى ينال حظاً وافراً من فهم القرآن الكريم ، وتجد كلامه على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26 ويمكننا النقاش حول هذا إن بدا لك سؤال ، أو كان ثمة إشكال ، وما أسعدنا بمشاركة الإخوة حول هذا الموضوع ، فما كتبته لا يعدو كونه اجتهاداً . وفق الله الجميع للحق والسداد ، والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2003, 05:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سألني أحد الإخوة الكرام عن تفسير القاسمي ، وقيمته العلمية ، فذكرت له أنه تفسير نفيس ، ينفرد بكثير من المزايا ، وتذكرت أثناء ذلك أنه قد مر بي كلام للغماري يذكر فيه قصةً له حول طباعة تفسير القاسمي ، وأنه قد طبع ناقصاً بسبب جرأة من أشرف على طباعته حينذاك في حذف ما يراه غير مناسب ، ولم يكن من أهل هذا الشأن. ثم رجعت بعد ذلك إلى كتاب (بدع التفاسير) للغماري فوجدته يقول في صفحة 161 من كتابه :(1/762)
(تفسير القاسمي لا بأس به ، يميل إلى وضوح العبارة ، وتبسيط البحث الذي يتعرض له ، مع جنوح إلى الاجتهاد والاستقلال في الرأي ، وقد ينساق مع الإسرائليات أحياناً.
وحين أريد تقديمه إلى المطبعة أشرف على طبعه شخص في عقله شيء. زرته مرة ببيته ، فأطلعني على نسخة التفسير بخط القاسمي ، سلمها إليه ابنه ليشرف على طبعها ، فإذا هو قد ضرب بالقلم الأحمر على بحث النسخ الذي ذكره المؤلف عند قوله تعالى :(سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها). فسألته عن سبب شطب هذا البحث ، فقال : لأنه لا يليق بمقام القاسمي الذي كان يسميه الشيخ رشيد رضا : عالم الشام ، فحذفته وحذفت ما كان من قبيله عديم الفائدة ، قليل الجدوى.
قلت له : لكن هذا ينافي الأمانة العلمية!
فقال : التفسير لم يطبع قبل الآن ، ولا أحد يعرف ما حذف منه. ونجل المفسر – وهو نقيب المحامين بدمشق – أباح لي التصرف فيه حسبما أراه مصلحة ، وهذه البحوث لا تليق بالقاسمي وبشهرته العلمية.
قلت له : اتركها كما كتبها المؤلف ، وعلق عليها برأيك ، فأبى ، وأصر على حذفها .
وبناء على هذا فالتفسير المذكور ناقص في عدة مواضع ، وهذه خيانة علمية ما كان ينبغي أن تحصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). أهـ.(1/763)
وهذا الأمر مما ابتليت به كثير من كتب السلف ، حيث يقوم على تصحيحها من ليس من أهل الشأن فيفسد من حيث يريد الإصلاح ، والأحاديث والقصص في هذا كثيرة ذكرها من صنف في هذه الأمور. حتى إن بعض عمال المطابع يتدخل في ذلك ، وأذكر أن الأستاذ محمد عدنان سالم صاحب دار الفكر قال في كتابه (هموم ناشر عربي) وهو يحكي قصة طريفة وقعت له أنه مرة صحح كلمة (إقرأ) على ظهر غلاف كتاب معد للطبع ، فحذف همزة القطع التي جعلت خطأ في أولها ، وأرجعها همزة وصل ، وتأكد من حذفها على آخر تجربة قبل الطبع ، وعندما قدمت له نسخة مطبوعة من الكتاب ، راعه أنه وجد همزة (إقرأ) قد عادت لتحتل مكانها عنوة تحت الألف! فلما تتبع الموضوع وجد أن عامل التصوير - لما يعلم من اهتمامه وكلفه بالهمزة - قد تطوع وأثبتها ، وهو يحسب أنه قد أحسن صنعاً ، وأسدى إلى اللغة العربية معروفاً بفعله هذا!!
---
نصرمنصور
05-26-2005, 02:59 AM
ما رأيكم يا أهل التفسير في مشروع لاختصار تفسير القاسمي ؟ فهو كثير النقل عن غيره ، وفي بعض النقول طول ، وفي بعضها تكرار .
---
عبدالرحمن الشهري
05-26-2005, 05:17 PM
هناك مختصر لتفسير القاسمي على حاشية المصحف في مجلد واحد . وقد فات علي اسم المختصر - بكسر الصاد .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-26-2005, 06:02 PM
المختصر الذي أشار إليه الأخ عبدالرحمن هو : ري الغليل من محاسن التأويل للشيخ صلاح الدين أرقه دان
إلا أنه مختصر جداً ، قال مختصره في مقدمته : ( ولقد حرصت أن أعتمد ألفاظ القاسمي كما وردت في تفسيره ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، ورجحت ما رجحه عند تعدد الروايات ، وأخذت بعض الأحاديث والتعليقات وأسباب النزول من تفسير ابن كثير ، وأسباب النزول للواحدي ، وأشرت إليها حيث وردت .)
وهو مطبوع في حاشية مصحف دار النفائس
---
سلطان الدين
06-03-2005, 02:02 PM(1/764)
أشكر الشيخين الفاضلين : الشيخ عبدالرحمن والشيخ أبا مجاهد على ماتفضلا به من اثراء للموضوع , ولكن أحب أن أضيف تعقيباً على تفسير القاسمي , فأقول :
لا شك أن من أجال نظره في كتب التفسير وجد أنها على ثلاث أقسام :
الأول : كتب هي عمدة أهل العلم , كتفسير ابن جرير وابن كثير وابن سعدي وغيرهم , فهذه تأكلها أكلا ولاتخشى التخمة .
الثاني : كتب هي السم الزعاف , وهي تفاسير أهل البدع من الرافضة والمعتزلة وغيرهم , فهذه تطرح وتلقى ولا كرامة.
الثالث : كتب خلطت علماً نافعاً وآخر سيئاً , فهذه ينتفع بها طالب العلم , والمبتديء يصرف عنها إلى حين ....أما بعد :
فتفسير القاسمي من أيها ؟
مكثت فترة ليست بالطويلة أرجع إلى تفسير القاسمي لاسيما المجلد السابع , فوجدت جنوح القاسمي - رحمه الله - للإجتهاد أوقعه بأمور منكرة خالف فيها أهل السنة والجماعة , فمن ذلك :
1) ذكر الطوفي الحنبلي في (7/48) وأثنى على بحثه في المصلحة المرسلة , وجعله بحثاً جيداً يحن الرجوع إليه , مع ما في بحثه الموجود في شرح حديث (لاضرر ولاضرار) من الأربعين النووية , من توسع قبيح في دائرة المصلحة !! وهذه مسألة مشهورة عن الطوفي ما زال نكير أهل العلم عليها .
2)تكلم في مسألة الموالاة والمعاداة بكلام يحتاج إلى تتبع وتحرير , فانظر (7/59) و(7/78).
3) زلَّ زلة قبيحة - غفر الله له - ورد حديث البخاري في سحر لبيد بن الأعصم النبي صلى الله عليه وسلم , وكان رده للحديث على طريقة المعتزلة أعداء السنن انظر ذلك في (7/417).
وبعد...فليس هذا جهد المتتبع والمتقصد لاستخراج الأخطاء إنما هي تقييدات قيدتها وأنا أرجع إلى المجلد السابع , وأظن لو فرغت نفسي أو أحد من أخواني طلاب العلم لوجد أكثر من ذلك , فبناء على هذا , فتفسير القاسمي من التفاسير التي لا ينصح بها بإطلاق , ولا يحذر منها بإطلاق , إنما تجعل من التفاسير الجيدة ولكنها مدخولة وفيها دخن.
---
أبو صلاح الدين(1/765)
07-19-2005, 09:10 PM
بارك الله فيك يا استاذ عبد الرحمن الشهري.
---
السائح
05-19-2006, 03:40 AM
ثم رجعت بعد ذلك إلى كتاب (بدع التفاسير) للغماري فوجدته يقول في صفحة 161 من كتابه :
(.....
وحين أريد تقديمه إلى المطبعة أشرف على طبعه شخص في عقله شيء. زرته مرة ببيته ، فأطلعني على نسخة التفسير بخط القاسمي ، سلمها إليه ابنه ليشرف على طبعها ، فإذا هو قد ضرب بالقلم الأحمر على بحث النسخ الذي ذكره المؤلف عند قوله تعالى :[سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها]. فسألته عن سبب شطب هذا البحث ، فقال : لأنه لا يليق بمقام القاسمي الذي كان يسميه الشيخ رشيد رضا : عالم الشام ، فحذفته وحذفت ما كان من قبيله عديم الفائدة ، قليل الجدوى.
قلت له : لكن هذا ينافي الأمانة العلمية!
فقال : التفسير لم يطبع قبل الآن ، ولا أحد يعرف ما حذف منه. ونجل المفسر – وهو نقيب المحامين بدمشق – أباح لي التصرف فيه حسبما أراه مصلحة ، وهذه البحوث لا تليق بالقاسمي وبشهرته العلمية.
قلت له : اتركها كما كتبها المؤلف ، وعلق عليها برأيك ، فأبى ، وأصر على حذفها .
وبناء على هذا فالتفسير المذكور ناقص في عدة مواضع ، وهذه خيانة علمية ما كان ينبغي أن تحصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
جزاك الله خيرا.
قال الأستاذ مازن المبارك في مقال نشره في مجلة معهد المخطوطات 3/340:
كان ينبغي للناشر أن يُقدّم التفسير بكلمة تعرّف بالأستاذ القاسمي، وتبيّن إذا كان الناشر قد حافظ على الأصل المخطوط كما وضعه صاحبه، أم كان له في تحقيقه [!] رأي دعا إلى الزيادة فيه أو النقص منه [!]
ولست أدري: أكتب الأستاذ مازن ذلك من جرّاء تخوّف وتوجّس أو توسّم وتفرّس، أم أنه قد اتّصل بسمعه نبأ التصرف في الكتاب بالحذف، على أنه قد دبّج يراعه هاتيك المقالة قبل نحو خمسين سنة!
---
الراية
06-22-2006, 02:49 PM(1/766)
وجدت رسالة تعرف بهذا التفسير ولا اعلم هل طبعت ام لا ؟
القاسمي ومنهجه في تفسيره " محاسن التأويل *
ابراهيم علي صالح الحسن
المشاركون: عبدالله ابراهيم الوهيبي : مشرف
الجامعة: جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1408
لغة الرسالة: العربية
الأبعاد: 473ص
موضوعات: شخصيات إسلامية
القاسمي
تفسير القرآن
نوع الرسالة: بحث
المستخلص:
تحتوي الرسالة على ثلاثه أبواب وعدة فصول وخاتمة ، ويتناول الباحث في الباب الاول حياة القاسمي وأثاره ويبدأ بعصره الحالة السياسية والدينية والعلمية ثم القاسمي ونشأته ومولده واسمه ونسبه وشيوخه وعقيدية ووفاته ثم أعماله وموافقه ثم مكانته العلمية وأثاره من خلال تلاميذه ومؤلفاته وتأريخ تأليف محاسن التأويل ، وفي الباب الثاني مصادر القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن ظاهرة النقل في التفسير القاسمي ثم مصادره من كتب التفسير ومصادره من غير كتب التفسر ، وفي الباب الثالث منهج القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن الطريقه والمنهج ثم عناية بالاثر ومراعاة للنظر واهتمامه باللغة العربية وعناية بالعقيدة وموقفه من آيات الأحكام
وموقف القاسمي عن مدرسة الشيخ محمد عبده ثم الخاتمة والفهارس
---
(1/767)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : " وأقم الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا
---
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : " وأقم الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-16-2006, 11:21 AM
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : " وأقم الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " . سورة هود آية (114)
( سبب نزولها )
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال الرجل ألي هذه قال لمن عمل بها من أمتي ، وفي لفظ فقال : رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال بل للناس كافة " . أخرجه البخاري رقم ( 4410 ) 4 / 1727، ورقم ( 503 ) 1 / 196، ومسلم ( 2763 ) 4 / 2115 – 2116 .
أقوال العلماء
قال ابن أبي حاتم عند قوله تعالى : " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " سورة هود آية (114)
11263 حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله وأقم الصلاة طرفي النهار يقول صلاة المغرب وصلاة الغداة .
11264 حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو عبد الرحمن الحارثي عن قرة بن خالد عن الحسن وأقم الصلاة طرفي النهار قال الغداء والظهر والعصر وروى عن محمد بن كعب القرظي مثل قول الحسن قوله وزلفاً من الليل .(1/768)
11265 حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سفيان سمع عبد الله بن أبي يزيد ابن عباس يستحب تأخير العشاء ويقرا وزلفاً من الليل .
11266 حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله وولفاً من الليل يقول صلاة القيام .
11267 حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن عليه عن أبي رجا عن الحسن وزلفاً من الليل قال هما زلفتان صلاة المغرب وصلاة العشاء - وروى عن محمد بن كعب القرظي مثل قول الحسن الوجه الثاني .
11268 حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو نعيم عن سفيان عن منصور عن مجاهد أقم الصلاة طرفي النهار وقال صلاة الفجر وصلاة العشاء قوله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات .
11269 حدثنا احمد بن سنان ثنا يحيي بن سعيد القطان عن أبي عثمان النهدي عن عبد الله بن مسعود ان رجلاً قال نال من امرأة قبله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن كفارتها قال فنزلت وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل قال يارسول الله هذه لي قال لمن عمل من أمتي .
11270 حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ثنا الفريابي ثنا سفيان عن ابن مسعود قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أصبت منها كل شئ الا الجماع يعني من امرأة فانزل الله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات .
11271 حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله ان الحسنات يذهبن السيئات الصلوات الخمس وروى عن محمد بن كعب القرظي مثل قول ابن عباس .(1/769)
11272 حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أبو زرعة ثنا وهب الله بن راشد اخبرني حيوة ثنا أبو عقيل زمره بن معبد انه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان قال جلس عثمان يوماً على المقاعد وجلسنا معه فلما جاء المؤذن دعا بماء أظنه سيكون فتوضأ ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له ما كان بينة ما وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما بينهما وبين صلاة العصر ثم العشاء غفر له ما بينهما وبين صلاة المغرب ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم ان قام فتوضأ ثم صلى صلاة الصبح غفر له ما بينهما وبين صلاة العشاء وهن الحسنات ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين
11273 حدثنا احمد بن عصام ثنا أبو عامر العقدي ثنا عثمان بن بسطاس مولى كثير بن الصلت قال سمعت عطاء بن دينار في قوله ان الحسنات يذهبن السيئات قال وان من الحسنات قوله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله وهن الباقيات الصالحات .
11274 حدثنا محمد بن يحيي الواسطي ثنا محمد بن بشير ثنا سهل بن حميد عن حوشب عن الحسن قال استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات وإنكم لن تجدوا شيئا اذهب بسيئة قديمة من حسنة حديثة قال الحسن وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله ان الحسنات يذهبن السيئات قوله تعالى ذلك ذكرى للذاكرين .
11275 حدثنا أبي ثنا ابن عمير ثنا سفيان ابن أبي نجيح عن مجاهد قال لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً حتى يذكر الله قائما وقاعداً ومضطجعاً .
11276 حدثنا محمد بن يحيي الواسطي ثنا محمد بن بشير الواعظ ثنا سهل بن حميد عن حوشب عن الحسن ذلك ذكرى للذاكرين قال هم الذين يذكرون الله في السراء والضراء والشدة والرخاء والعافية والبلاء .
تفسير ابن أبي حاتم رقم ( 11264 – 11276 ) 6 / 2091 – 2093 .
قال الطبري : القول في تأويل قوله تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار(1/770)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد وأقم الصلاة يا محمد يعني صل طرفي النهار يعني الغداة والعشي ، واختلف أهل التأويل في التي عنيت بهذه الآية من صلوات العشي بعد إجماع جميعهم على أن التي عنيت من صلاة الغد الفجر فقال بعضهم عنيت بذلك صلاة الظهر والعصر قالوا وهما من صلاة العشي .
ذكر من قال ذلك حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وحدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان عن منصور عن مجاهد أقم الصلاة طرفي النهار قال الفجر وصلاتي العشى يعني الظهر والعصر .
حدثني المثنى قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد مثله .
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله أقم الصلاة طرفي النهار قال صلاة الفجر وصلاة العشي .
حدثني المثنى قال ثنا سويد قال أخبرنا بن المبارك عن أفلح بن سعيد قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول أقم الصلاة طرفي النهار قال فطرفا النهار الفجر والظهر والعصر .
حدثني الحارث قال ثنا عبد العزيز قال ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي أقم الصلاة طرفي النهار قال الفجر والظهر والعصر .
وقال آخرون بل عني بها صلاة المغرب ، ذكر من قال ذلك حدثني المثنى قال ثنا عبد الله قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس في قوله أقم الصلاة طرفي النهار يقول صلاة الغداة وصلاة المغرب .
حدثنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى عن عوف عن الحسن أقم الصلاة طرفي النهار قال صلاة الغداة والمغرب .
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال : قال بن زيد في قوله أقم الصلاة طرفي النهار الصبح والمغرب .
وقال آخرون عني بها صلاة العصر ، ذكر من قال ذلك حدثنا بن وكيع قال ثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك في قوله أقم الصلاة طرفي النهار قال صلاة الفجر والعصر .
قال : ثنا زيد بن حباب عن أفلح بن سعيد القبائي عن محمد بن كعب أقم الصلاة طرفي النهار الفجر والعصر .(1/771)
حدثني يعقوب قال ثنا بن علية قال ثنا أبو رجاء عن الحسن في قوله أقم الصلاة طرفي النهار قال صلاة الصبح وصلاة العصر .
حدثني الحسين بن علي الصدائي قال ثنا أبي قال ثنا مبارك عن الحسن قال قال الله لنبيه أقم الصلاة طرفي النهار قال : طرفى النهار الغداة والعصر
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله أقم الصلاة طرفي النهار يعني صلاة العصر والصبح .
حدثني المثنى قال ثنا سويد قال أخبرنا بن المبارك عن مبارك بن فضالة عن الحسن أقم الصلاة طرفي النهار الغداة والعصر .
حدثنا بن وكيع قال ثنا زيد بن حباب عن أفلح بن سعيد عن محمد بن كعب أقم الصلاة طرفي النهار الفجر والعصر .
حدثنا بن بشار قال ثنا أبو عامر قال ثنا قرة عن الحسن أقم الصلاة طرفي النهار قال الغداة والعصر ، وقال بعضهم بل عنى بطرفي النهار الظهر والعصر وبقوله زلفا من الليل المغرب والعشاء والصبح .(1/772)
وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال هي صلاة المغرب كما ذكرنا عن ابن عباس ، وإنما قلنا هو أولى بالصواب لإجماع الجميع على أن صلاة أحد الطرفين من ذلك صلاة الفجر وهي تصلى قبل طلوع الشمس فالواجب إذ كان ذلك من جميعهم إجماعا أن تكون صلاة الطرف الآخر المغرب لأنها تصلى بعد غروب الشمس ولو كان واجبا أن يكون مرادا بصلاة أحد الطرفين قبل غروب الشمس وجب أن يكون مرادا بصلاة الطرف الآخر بعد طلوعها وذلك ما لا نعلم قائلا قاله إلا من قال عنى بذلك صلاة الظهر والعصر وذلك قول لا نخيل فساده لأنهما إلى أن يكونا جميعا من صلاة أحد الطرفين أقرب منهما إلى أن يكونا من صلاة طرفي النهار وذلك أن الظهر لا شك أنها تصلى بعد مضي نصف النهار في النصف الثاني منه فمحال أن تكون من طرف النهار الأول وهي في طرفه الآخر فإذا كان لا قائل من أهل العلم يقول عني بصلاة طرف النهار الأول صلاة بعد طلوع الشمس وجب أن يكون غير جائز أن يقال عنى بصلاة طرف النهار الآخر صلاة قبل غروبها وإذا كان ذلك كذلك صح ما قلنا في ذلك من القول وفسد ما خالفه ، وأما قوله وزلفاً من الليل فإنه يعني ساعات من الليل وهي جمع زلفة والزلفة الساعة والمنزلة والقربة ، وقيل إنما سميت المزدلفة وجمع من ذلك لأنها منزل بهد عرفة وقيل سميت بذلك لازدلاف آدم من عرفة إلى حواء وهي بها ومنه قول العجاج في صفة بعير ناج طواه الأين مما وجفا طي الليالي زلفا فزلفا واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قراء المدينة والعراق وزلفاً بضم الزاي وفتح اللام ، وقرأه بعض أهل المدينة بضم الزاي واللام كأنه وجهه إلى أنه واحد وأنه بمنزلة الحلم ، وقرأه بعض المكيين وزلفاً بضم الزاي وتسكين اللام ، وأعجب القراءات في ذلك إلي أن أقرأها وزلفاً ضم الزاي وفتح اللام على معنى جمع زلفة كما تجمع غرفة غرف وحجرة حجر ، وإنما اخترت قراءة ذلك كذلك لأن صلاة العشاء الآخرة إنما تصلى بعد مضي زلف من(1/773)
الليل وهي التي عنيت عندي بقوله وزلفاً من الليل وبنحو الذي قلنا في قوله وزلفاً من الليل قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله وزلفاً من الليل قال الساعات من الليل صلاة العتمة
حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن بن أبي نجيح عن مجاهد مثله
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن بن جريج عن مجاهد مثله .
حدثني المثنى قال ثنا عبد الله قال ثني معاوية عن علي عن بن عباس زلفا من الليل يقول صلاة العتمة .
حدثنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى عن عوف عن الحسن وزلفاً من الليل قال العشاء
حدثنا أبو كريب قال ثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد قال كان بن عباس يعجبه التأخير بالعشاء ويقرأ وزلفاً من الليل
حدثنا بن وكيع قال ثنا بن نمير عن ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد وزلفاً من الليل قال ساعة من الليل صلاة العتمة
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال : قال بن زيد في قوله وزلفاً من الليل قال العتمة وما سمعت أحدا من فقهائنا ومشايخنا يقول العشاء ما يقولون إلا العتمة
وقال قوم الصلاة التي أمر النبي بإقامتها زلفا من الليل صلاة المغرب والعشاء
ذكر من قال ذلك حدثني يعقوب بن إبراهيم وبن وكيع واللفظ ليعقوب قالا ثنا بن علية قال ثنا أبو رجاء عن الحسن وزلفاً من الليل قال هما زلفتان من الليل صلاة المغرب وصلاة العشاء .
حدثنا بن حميد وبن وكيع قالا ثنا جرير عن أشعث عن الحسن في قوله وزلفاً من الليل قال المغرب والعشاء
حدثني الحسن بن علي قال ثنا أبي قال ثنا مبارك عن الحسن قال الله لنبيه أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل قال زلفاً من الليل المغرب والعشاء قال رسول الله هما زلفتا الليل المغرب والعشاء(1/774)
حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وحدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن سفيان عن منصور عن مجاهد وزلفاً من الليل قال المغرب والعشاء .
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن منصور عن مجاهد مثله .
حدثني المثنى قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد مثله .
قال ثنا سويد قال أخبرنا بن المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن قال قد بين الله مواقيت الصلاة في القرآن قال أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل قال دلوكها إذا زالت عن بطن السماء وكان لها في الأرض فيء وقال أقم الصلاة طرفي النهار الغداة والعصر ، وزلفاً من الليل المغرب والعشاء قال فقال رسول الله هما زلفتا الليل المغرب والعشاء .
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة وزلفاً من الليل قال يعني صلاة المغرب وصلاة العشاء .
حدثني المثنى قال ثنا سويد قال أخبرنا بن المبارك عن أفلح بن سعيد قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول زلفا من الليل المغرب والعشاء .
حدثنا بن وكيع قال ثنا زيد بن حباب عن أفلح بن سعيد عن محمد بن كعب مثله
حدثني الحارث قال ثنا عبد العزيز قال ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي وزلفاً من الليل المغرب والعشاء .
حدثني المثنى قال ثنا سويد قال أخبرنا بن المبارك عن عاصم بن سليمان عن الحسن قال زلفتا الليل المغرب والعشاء .
حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا عبد الرحمن بن مغراء عن جويبر عن الضحاك في قوله وزلفاً من الليل قال المغرب والعشاء .
حدثنا بن وكيع قال ثنا جرير عن الأعمش عن عاصم عن الحسن وزلفاً من الليل قال المغرب والعشاء .
حدثنا بن وكيع قال ثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك وزلفاً من الليل قال المغرب والعشاء .
حدثنا بن حميد قال ثنا جرير عن عاصم عن الحسن زلفا من الليل صلاة المغرب والعشاء .(1/775)
وقوله إن الحسنات يذهبن السيئات يقول تعالى ذكره إن الإنابة إلى طاعة الله والعمل بما يرضيه يذهب آثام معصية الله ويكفر الذنوب .
ثم اختلف أهل التأويل في الحسنات التي عنى الله في هذا الموضع اللاتي يذهبن السيئات فقال بعضهم هن الصلوات الخمس المكتوبات .
ذكر من قال ذلك حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ثنا بن علية عن الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن أبي محمد بن الحضرمي قال ثنا كعب في هذا المسجد قال والذي نفس كعب بيده إن الصلوات الخمس لهن الحسنات التي يذهبن السيئات كما يغسل الماء الدرن .
حدثني المثنى قال ثنا سويد قال أخبرنا بن المبارك عن أفلح قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول في قوله إن الحسنات يذهبن السيئات قال هن الصلوات الخمس
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن بن عباس إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس
قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن منصور عن مجاهد إن الحسنات الصلوات .
حدثنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى وحدثنا بن وكيع قال ثنا أبو أسامة جميعا عن عوف عن الحسن إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس .
حدثني زريق بن السخت قال ثنا قبيصة عن سفيان عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس .
حدثني المثنى قال ثنا عمرو بن عون قال أخبرنا هشيم عن جويبر عن الضحاك في قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس .
حدثني المثنى قال ثنا عمرو بن عون قال أخبرنا هشيم عن منصور عن الحسن قال الصلوات الخمس .
حدثني المثنى قال ثنا الحماني قال ثنا شريك عن سماك عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس .(1/776)
قال ثنا سويد قال أخبرنا بن المبارك عن سعيد الجريري قال ثني أبو عثمان عن سلمان قال والذي نفسي بيده إن الحسنات التي يمحو الله بهن السيئات كما يغسل الماء الدرن الصلوات الخمس .
حدثنا بن وكيع قال ثنا حفص بن غياث عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير عن بن عباس إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس .
حدثنا بن وكيع قال ثنا عبد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن مزيدة بن زيد عن مسروق إن الحسنات يذهبن السيئات قال الصلوات الخمس .
حدثني محمد بن عمارة الأسدي وعبد الله بن أبي زياد القطوني قالا ثنا عبد الله بن يزيد قال أخبرنا حيوة قال أخبرنا أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي من بني تيم من رهط أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سمع الحرث مولى عثمان بن عفان رحمه الله يقول جلس عثمان يوما وجلسنا معه فجاء المؤذن فدعا عثمان بماء في إناء أظنه سيكون فيه قدر مد فتوضأ ثم قال رأيت رسول الله يتوضأ وضوئي هذا ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر له .
ما كان بينه وبين صلاة الصبح ثم صلى العصر غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر ثم صلى المغرب غفر له ما بينه وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب ثم لعله يبيت ليلة يتمرغ ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات .
حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا أبو زرعة قال ثنا حيوة قال ثنا أبو عقيل زهرة بن معبد أنه سمع الحرث مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال جلس عثمان بن عفان يوما على المقاعد فذكر نحوه عن رسول الله إلا أنه قال وهن الحسنات إن الحسنات يذهبن السيئات(1/777)
حدثنا ابن البرقي قال ثنا ابن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن يزيد ورشدين بن سعد قالا ثنا زهرة بن معبد قال سمعت الحرث مولى عثمان بن عفان يقول جلس عثمان بن عفان يوما على المقاعد ثم ذكر نحو ذلك عن رسول الله إلا أنه قال وهن الحسنات إن الحسنات يذهبن السيئات .
حدثنا محمد بن عوف قال ثنا محمد بن إسماعيل قال ثنا أبي قال ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله جعلت الصلوات كفارات لما بينهن فإن الله قال إن الحسنات يذهبن السيئات .
حدثنا بن سيار القزار قال ثنا الحجاج قال ثنا حماد عن علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي قال كنت مع سلمان تحت شجرة فأخذ غصنا من أغصانها يابسا فهزه حتى تحات ورقه ثم قال هكذا فعل رسول الله كنت معه تحت شجرة فأخذ غصنا من أغصانها يابسا فهزه حتى تحارت ورقه ثم قال ألاتسألني لم أفعل هذا يا سلمان فقلت ولم تفعله فقال إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق ثم تلا هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل 3 إلى آخر الآية .
وقال آخرون هو قوله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
ذكر من قال ذلك حدثني المثنى قال ثنا الحماني قال ثنا شريك عن منصور عن مجاهد إن الحسنات يذهبن السيئات قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
وأولى التأويلين بالصواب في ذلك قول من قال في ذلك هن الصلوات الخمس لصحة الأخبار عن رسول الله وتواترها عنه أنه قال مثل الصلوات الخمس مثل نهر جار .(1/778)
على باب أحدكم ينغمس فيه كل يوم خمس مرات فماذا يبقين من درنه وإن ذلك في سياق أمر الله بإقامة الصلوات والوعد على إقامتها الجزيل من الثواب عقيبها أولى من الوعد على ما لم يجر له ذكر من صالحات سائر الأعمال إذا خص بالقصد بذلك بعض دون بعض وقوله ذلك ذكرى للذاكرين يقول تعالى هذا الذي أوعدت عليه من الركون إلى الظلم وتهددت فيه والذي وعدت فيه من إقامة الصلوات اللواتي يذهبن السيئات تذكرة ذكرت بها قوما يذكرون وعد الله فيرجون ثوابه ووعيده فيخافون عقابه لا من قد طبع على قلبه فلا يجيب داعيا ولا يسمع زاجراً وذكر أن هذه الآية نزلت بسبب رجل نال من غير زوجته ولا ملك يمينه بعض ما يحرم عليه فتاب من ذنبه ذلك .
ذكر الرواية بذلك حدثنا هناد بن السري قال ثنا أبو الأحوص عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا قال عبد الله بن مسعود جاء رجل إلى النبي فقال إني عالجت امرأة في بعض أقطار المدينة فأصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فاقض في ما شئت فقال عمر لقد سترك الله لو سترت على نفسك قال ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فقام الرجل فانطلق فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فدعاه فلما آتاه قرأ عليه أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فقال رجل من القوم هذا له يا رسول الله خاصة قال بل للناس كافة
حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وحدثنا بن وكيع قال ثنا أبي عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وباشرتها وقبلتها وفعلت بها كل شي غير أني لم أجامعها فسكت عنه النبي فنزلت هذه الآية إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فدعاه النبي فقرأها عليه فقال عمر يا رسول الله أله خاصة أم للناس كافة قال لا بل للناس كافة ولفظ الحديث لابن وكيع .(1/779)
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع إبراهيم بن زيد يحدث عن علقة والأسود عن بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت فلم يقل له رسول الله شيئا فذهب الرجل فقال عمر لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه فأتبعه رسول الله بصره فقال ردوه علي فردوه فقرأ عليه أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن
الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال فقال معاذ بن جبل أله وحده يا نبي الله أم للناس كافة فقال بل للناس كافة .
حدثني المثنى قال ثنا الحماني قال ثنا أبو عوانة عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله أخذت امرأة في البستان فأصبت منها كل شيء غير أني لم أنكحها فاصنع بي ما شئت فسكت النبي فلما ذهب دعاه فقرأ عليه هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل
حدثنا محمد بن المثنى قال ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي قال ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت إبراهيم يحدث عن خاله الأسود عن عبد الله أن رجلا لقي امرأة في بعض طرق المدينة فأصاب منها ما دون الجماع فأتى النبي فذكر ذلك له فنزلت أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فقال معاذ بن جبل يا رسول الله لهذا خاصة أو لنا عامة قال بل لكم عامة .
حدثنا بن المثنى قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة قال أنبأني سماك قال سمعت إبراهيم يحدث عن خاله عن بن مسعود أن رجلا قال للنبي لقيت امرأة في حش بالمدينة فأصبت منها ما دون الجماع 3 نحوه .
حدثنا بن المثنى قال ثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم البغدادي قال ثنا شعبة عن سماك عن إبراهيم عن خاله عن بن مسعود عن النبي بنحوه .(1/780)
حدثني أبو السائب قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال جاء فلان بن معتب رجل من الأنصار فقال يا رسول الله دخلت علي امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله إلا أني لم أواقعها فلم يدر رسول الله ما يجيبه حتى نزلت هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات 3 الآية فدعاه فقرأها عليه .
حدثني يعقوب وبن وكيع قالا ثنا بن علية وحدثنا حميد بن مسعدة قال ثنا بشر بن المفضل وحدثنا بن عبد الأعلى قال ثنا المعتمر بن سليمان جميعا عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن بن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة شيئا لا أدري ما بلغ غير أنه ما دون الزنى فأتى النبي فذكر ذلك له فنزلت أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات فقال الرجل ألي هذه يا رسول الله قال لمن أخذ بها من أمتي أو لمن عمل بها
حدثنا أبو كريب وبن وكيع قالا ثنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال كنت مع سلمان فأخذ غصن شجرة يابسة فحته وقال سمعت رسول الله يقول من توضأ فأحسن الوضوء تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق ثم قال أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل 3 إلى آخر الآية .
حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو أسامة وحسين الجعفي عن زائدة قال ثنا عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ قال أتى رجل النبي فقال يا رسول الله ما ترى في رجل لقي امرأة لا يعرفها فليس يأتي الرجل من امرأته شيئا إلا قد أتاه منها غير أنه لم يجامعها فأنزل الله هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فقال له رسول الله توضأ ثم صل قال معاذ قلت يا رسول الله أله خاصة أم للؤمنين عامة قال بل للمؤمنين عامة .(1/781)
حدثنا محمد بن المثنى قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلا أصاب من امرأة ما دون الجماع فأتى النبي يسأله عن ذلك فقرأ رسول الله أو أنزلت أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل الآية فقال معاذ يا رسول الله أله خاصة أم للناس عامة قال هي للناس عامة .
حدثنا بن المثنى قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أتى رجل النبي فذكر نحوه .
حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثني عمرو بن الحرث قال ثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال ثنا سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة يقول إن رجلا أتى رسول الله فقال يا رسول الله أقم في حد الله مرة واثنتين فأعرض عنه رسول الله ثم أقيمت الصلاة فلما فرغ رسول الله من الصلاة قال أين هذا القائل أقم في حد الله قال أنا ذا قال هل أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا قال نعم قال فإنك من خطيئتك كما ولدتك أمك فلا تعد وأنزل الله حينئذ على رسوله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل 3 الآية .
حدثنا بن وكيع قال ثني جرير عن عبد الملك عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل أنه كان جالسا عند النبي فجاء رجل فقال يا رسول الله رجل أصاب من امرأة ما لا يحل له لم يدع شيئا يصيبه الرجل من امرأته إلا أتاه إلا أنه لم يجامعها قال يتوضأ وضوءا حسنا ثم يصلي فأنزل الله هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل 3 الآية فقال معاذ هي له يا رسول الله خاصة أم للمسلمين عامة قال بل للمسلمين عامة(1/782)
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن رجلا من أصحاب النبي ذكر امرأة وهو جالس مع النبي فاستأذنه لحاجة فأذن له فذهب يطلبها فلم يجدها فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي بالمطر فوجد المرأة جالسة على غدير فدفع في صدرها وجلس بين رجليها فصار ذكره مثل الهدبة فقام نادما حتى أتى النبي فأخبره بما صنع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم استغفر ربك وصل أربع ركعات قال وتلا عليه أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل 3 الآية .
حدثني الحرث قال ثنا عبد العزيز قال ثنا قيس بن الربيع عن عثمان بن وهب عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرو الأنصاري قال أتتني امرأة تبتاع مني بدرهم تمرا فقلت إن في البيت تمرا أجود من هذا فدخلت فأهويت إليها فقبلتها فأتيت أبا بكر فسألته فقال استر على نفسك وتب واستغفر الله فأتيت رسول الله فقال أخلفت رجلا غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا حتى ظننت أني من أهل النار حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ قال فأطرق رسول الله ساعة فنزل جبرائيل فقال أين أبو اليسر فجئت فقرأ علي أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل 3 إلى ذكرى للذاكرين قال إنسان له يا رسول الله خاصة أم للناس عامة قال للناس عامة .(1/783)
حدثني المثنى قال ثنا الحماني قال ثنا قيس بن الربيع عن عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر قال لقيت امرأة فالتزمتها غير أني لم أنكحها فأتيت عمر بن الخطاب فقال اتق الله واستر على نفسك ولا تخبرن أحدا فلم أصبر حتى أتيت أبا بكر رضي الله عنه فسألته فقال اتق الله واستر على نفسك ولا تخبرن أحدا قال فلم أصبر حتى أتيت النبي فأخبرته فقال له هل جهزت غازيا قلت لا قال فهل خلفت غازيا في أهله قلت لا فقال لي حتى تمنيت أني كنت دخلت في الإسلام تلك الساعة قال فلما وليت دعاني فقرأ علي أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل فقال له أصحابه ألهذا خاصة أم للناس عامة فقال بل للناس عامة .
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثني سعيد عن قتادة أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي فقال يا نبي الله هلكت فأنزل الله إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن سليمان التيمي قال ضرب رجل على كفل امرأة ثم أتى أبا بكر وعمرو رضي الله عنهما فكلما سأل رجلا منهما عن كفارة ذلك قال أمغزية هي قال نعم قال لا أدري ثم أتى النبي فسأله عن ذلك فقال أمغزية هي قال نعم قال لا أدري حتى أنزل الله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات .
حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن بن أبي نجيح عن قيس بن سعد عن عطاء في قول الله تعالى أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل أن امرأة دخلت على رجل يبيع الدقيق فقبلها فأسقط في يده فأتى عمر فذكر ذلك له فقال اتق الله ولا تكن امرأة غاز فقال الرجل هي امرأة غاز فذهب إلى أبي بكر فقال مثل ما قال عمر
فذهبوا إلى النبي جميعاً فقال له كذلك ثم سكت النبي فلم يجبهم فأنزل الله أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل الصلوات المفروضات إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين .(1/784)
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن بن جريج قال أخبرني عطاء بن أبي رباح قال أقبلت امرأة حتى جاءت إنسانا يبيع الدقيق لتبتاع منه فدخل بها البيت فلما خلا له قبلها قال فسقط في يديه فانطلق إلى أبي بكر فذكر ذلك له فقال أبصر لا تكونن امرأة رجل غاز فبينما هم على ذلك نزل في ذلك أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل قيل لعطاء المكتوبة هي قال نعم هي المكتوبة فقال بن جريج وقال عبد الله بن كثير هي المكتوبات قال بن جريج عن يزيد بن رومان إن رجلا من بني غنم دخلت عليه امرأة فقبلها ووضع يده على دبرها فجاء إلى أبي بكر رضي الله عنه ثم جاء إلى عمر رضي الله عنه ثم أتى إلى النبي فنزلت هذه الآية أقم الصلاة 3 إلى قوله ذلك ذكرى للذاكرين فلم يزل الرجل الذي قبل المرأة يذكر فذلك قوله ذكرى للذاكرين . تفسير الطبري 12 / 127- 138 .(1/785)
قال ابن العربي عند قوله تعالى :" وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ " اختلف في تفسير هذه الآية على ثلاثة أقوال : الأول أنها تضمنت صلاة الغداة وصلاة العشي قاله مجاهد ، الثاني أنها تضمنت الظهر والعصر والمغرب قاله الحسن وابن زيد ، الثالث تضمنت الصلوات الخمس قاله ابن عباس ومجاهد ، واختلفوا في صلاة طرفي النهار وصلاة الليل اختلافاً لا يؤثر فتركنا استيفاءه والإشارة إليه أن طرفي النهار الظهر والمغرب ، الثاني أنهما الصبح والمغرب ، الثالث أنها الظهر والعصر وكذلك أفردوا بالاختلاف زلفاً من الليل فمن قائل إنها العتمة ومن قائل إنها المغرب والعتمة والصبح ، ولا خلاف أنها تضمنت الصلوات الخمس فلا يضر الخلاف في تفصيل تأويلها بين الطرفين والزلف فإذا أردنا سلوك سبيل التحقيق قلنا أما من قال إن طرفي النهار الصبح والمغرب فقد أخرج الظهر والعصر عنها ، وأما من قال إنها الصبح والظهر فقد أسقط العصر ، وأما من قال إنه العصر والصبح فقد أسقط الظهر ، والذي نختاره أنه ليس في النهار من الصلوات إلا الظهر والعصر وباقيها في الليل فزلف الليل ثلاث في ابتدائه وهي المغرب وفي اعتدال فحمته وهي العشاء وعند انتهائه وهي الصبح ، وأما طرفا النهار فهما الدلوك والزوال وهو طرفه الأول والدلوك الغروب وهو طرفه الثاني قال النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ، والعجب من الطبري الذي يقول إن طرفي النهار الصبح والمغرب وهما طرفا الليل فقلب القوس ركوة وحاد من البرجاس غلوة ، قال الطبري والدليل عليه إجماع الجميع على أن أحد الطرفين الصبح فدل على أن الطرف الآخر المغرب ولم يجمع معه على ذلك أحد وإن قول من يقول إنها الصبح والعصر أنجب لقول النبي من صلى البردين دخل الجنة وقد قرنها بها في الآية الثالثة والرابعة قوله : " إن الحسنات يذهبن السيئات " قال ابن المسيب ومجاهد(1/786)
وعطاء هي : الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وقال جماعة : هي الصلوات الخمس وبه قال مالك وعليه يدل أول الآية في ذكر الصلاة فعليه يرجع آخرها وعليه يدل الحديث الصحيح الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت المقتلة وروي ما اجتنبت الكبائر وكل ذلك في الصحيح ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعرض عنه وأقيمت صلاة العصر فلما فرغ منها نزل عليه جبريل بالآية فدعاه فقال له : أشهدت معنا الصلاة قال نعم قال اذهب فإنها كفارة لما فعلت وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا هذه الآية قال له : قم فصل أربع ركعات والله أعلم . أحكام القرآن لابن العربي 3 / 28 – 30 .
قال ابن الجوزي عند قوله تعالى : " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ " ، وأقم الصلاة أي : أتم ركوعها وسجودها ، فأما طرفا النهار ففي الطرف الأول قولان: أحدهما أنه صلاة الفجر قاله الجمهور ، والثاني أنه الظهر حكاه ابن جرير وفي الطرف الثاني ثلاثة أقوال : أحدها أنه صلاة المغرب قاله ابن عباس وابن زيد ، الثاني العصر قاله قتادة وعن الحسن كالقولين ، والثالث الظهر والعصر قاله مجاهد والقرظي وعن الضحاك كالأقوال الثلاثة ، " وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ " فيما للمفسرين قولان : أحدهما أنها صلاة العتمة رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس وعوف عن الحسن وابن أبي نجيح عن مجاهد وبه قال ابن زيد ، والثاني أنها صلاة المغرب والعشاء روي عن ابن عباس أيضا ورواه يونس عن الحسن ومنصور عن مجاهد وبه قال قتادة ومقاتل والزجاج ، وقوله : " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " في المراد بالحسنات قولان :
أحدهما أنها الصلوات الخمس قاله ابن مسعود وابن عباس وابن المسيب ومسروق ومجاهد القرظي والضحاك والمقاتلان ابن سليمان وابن حيان .(1/787)
والثاني أنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر رواه منصور عن مجاهد والأول أصح لأن الجمهور عليه وفيه حديث مسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ وقال : من توضأ وضوئي هذا ثم صلى الظهر غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح ، ومن صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ومن صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر ثم صلى العشاء غفر له ما بينها ويبن صلاة المغرب ثم لعله أن يبيت ليلته يتمرغ ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينه وبين صلاة العشاء وهن الحسنات يذهبن السيئات ، فأما السيئات المذكورة هاهنا فقال المفسرون هي : الصغائر من الذنوب وقد روى معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أوصني قال اتق الله حيثما كنت قال قلت زدني قال أتبع السيئة الحسنة تمحها قلت زدني قال خالق الناس بخلق حسن ،
قوله تعالى : ذلك ذكرى للذاكرين في المشار إليه ب ذلك ثلاثة أقوال : أحدها أنه القرآن والثاني إقام الصلاة والثالث جميع ما تقدم من الوصية بالاستقامة والنهي عن الطغيان وترك الميل إلى الظالمين والقيام بالصلاة ، وفي المراد بالذكرى قولان
أحدهما أنه بمعنى التوبة والثاني بمعنى العظة " .
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 4 / 167- 170 .(1/788)
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : عند قوله تعالى : "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل " وأقرب الأقوال في الآية أنه أشار بطرفي النهار إلى صلاة الصبح أوله وصلاة الظهر والعصر آخره أي في النصف الأخير منه وأشار بزلف من الليل إلى صلاة المغرب والعشاء ، وقال ابن كثير يحتمل أن الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس وكان الواجب قبلها صلاتان صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها وقيام الليل ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس وعلى هذا فالمراد بطرفي النهار بالصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها والمراد بزلف من الليل قيام الليل قال مقيده عفا الله عنه الظاهر أن هذا الاحتمال الذي ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله بعيد لأن الآية نزلت في أبي اليسر في المدينة بعد فرض الصلوات بزمن فهي على التحقيق مشيرة لأوقات الصلاة وهي آية مدنية في سورة مكية وهذه تفاصيل أوقات الصلاة بأدلتها المبينة لها من السنة ولا يخفى أن لكل وقت منها أولاً وآخراً أما أول وقت الظهر فهو زوال الشمس عن كبد السماء بالكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فقوله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس فاللام للتوقيت ودلوك الشمس زوالها عن كبد السماء على التحقيق" . أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 1 / 280 .(1/789)
قال الألوسي عند قوله تعالى : " وأقم الصلاة " أي : المكتوبة ومعنى إقامتها أداؤها على تمامها وقيل المداومة عليها وقيل فعلها في أول وقتها طرفي النهار أي أوله وآخره وانتصابه على الظرفية لأم ويضعف كونه ظرفاً ووجه انتصابه على ذلك إضافته إلى الظرف وزلفاً من الليل أي : ساعات منه قريبة من النهار فإنه من أزلفه إذا قربه وقال الليث هي طائفة من أول الليل وكذا قال ثعلب وقال أبو عبيدة والأخفش وابن قتيبة هي مطلق ساعاته وآناؤه وكل ساعة زلفة وأنشدوا للعجاج ناج طواه الأين مما وجفا طي الليالي زلفا فزلفا سماوة الهلال حتى احقوقفا وهو عطف على طرفي النهار ومن الليل في موضع الصفة له والمراد بصلاة الطرفين قيل صلاة الصبح والعصر وروي ذلك عن الحسن وقتادة والضحاك واستظهر ذلك أبو حيان بناءا على أن طرف الشيء يقتضي أن يكون من الشيء والتزم أن أول النهار من الفجر وقد يطلق طرف الشيء على الملاصق لأوله وآخره مجازا فيمكن اعتبار النهار من طلوع الشمس مع صحة ما ذكروه في صلاة الطرف الأول بجعل التثنية هنا مثلها في قولهم القلم أحد اللسانين إلا أنه قيل بشذوذ ذلك وروي عن ابن عباس واختاره الطبري أن المراد صلاة الصبح والمغرب فإن كان النهار من أول الفجر إلى غروب الشمس فالمغرب طرف مجازا وهو حقيقة طرف الليل وإن كان من طلوع الشمس إلى غروبها فالصبح كالمغرب طرف مجازي وقال مجاهد ومحمد بن كعب القرظي الطرف الأول الصبح والثاني الظهر والعصر واختار ذلك ابن عطية وأنت تعلم أن في جعل الظهر من الطرف الثاني خفاء وإنما الظهر نصف النهار والنصف لا يسمى ظرفا إلا بمجاز بعيد والمراد بصلاة الزلف عند الأكثر صلاة المغرب والعشاء وروي الحسن في ذلك خبرا مرفوعا عن ابن عباس أنه فسر صلاة الزلف بصلاة العتمة وهي ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق وقد تطلق على وقت صلاة العشاء الآخرة وأغرب من قال صلاة الطرفين صلاة الظهر والعصر وصلاة الزلف صلاة المغرب والعشاء(1/790)
والصبح وقيل معنى زلفا قربا وحقه على هذا كما في الكشاف أن يعطف على الصلاة أي أقم الصلاة طرفي النهار وأقم زلفا من الليل أي صلوات تتقرب بها إلى الله عز وجل قيل والمراد بها على هذا صلاة العشاء والتهجد وقد كان واجباً عليه الصلاة والسلام أو العشاء والوتر على ما ذهب إليه أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه أو المجموع كما يقتضيه ظاهر الجمع وقد تفسر بصلاة المغرب والعشاء واختاره البعض وقد جاء إطلاق الجمع على الأثنين فلا حاجة إلى التزام أن ذلك باعتبار أن كل ركعة قربة فتحقق قرب فوق الثلاث فيما ذكر وقرأ طلحة وابن أبي إسحاق وأبو جعفر زلفا بضم اللام إما على أنه جمع زلفة أيضا ولكن ضمت عينه إتباعا لفائه أو على أنه إسم مفرد كعنق أو جمع زليف بمعنى زلفى كرغيف ورغف وقرأ مجاهد وابن محيصن بإسكان اللام كبسر بالضم والسكون في بسرة وهو على هذا على ما في البحر إسم جنس وفي رواية عنهما أنهما قرآ زلفى كحبلى وهو بمعنى زلفة فإن تاء التأنيث وألفه قد يتعاقبان نحو قربى وقربة وجوز أن تكون هذه الألف بدلا من التنوين إجراءا للوصل مجرى الوقف إن الحسنات يذهبن السيئات أي يكفرنها ويذهبن المؤاخذة عليها وإلا فنفس السيئات أعراض وجدت فانعدمت وقيل يمحينها من صحائف الأعمال ويشهد له بعض الآثار وقيل يمنعن من اقترافها كقوله تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهو مع بعده في نفسه مخالف للمأثور عن الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم فلا ينبغي أن يعول عليه والظاهر أن المراد من الحسنات ما يعم الصلوات المفروضة وغيرها من الطاعات المفروضة وغيرها وقيل المراد الفرائض فقط لرواية الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن وفيه أنه قد صح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول إذا أمن الإمام فأمنوا فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه(1/791)
وفي رواية تفرد يحيى بن نصير وهو من الثقات وما تأخر وصح أن صيام يوم عرفة تكفر السنة الماضية والمستقبلة وأخرج أبو داود في السنن بإسناد حسن عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا وقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في تكفير أفعال ليست بمفروضة ذنوبا كثيرة وقيل المراد بها الصلوات المفروضة لما في بعض طرق خبر سبب النزول من أن أبا اليسر من الأنصار قبل امرأة ثم ندم فأتى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبروه بما فعل فقال عليه الصلاة والسلام انتظر أمر ربي فلما صلى صلاة قال صلى الله تعالى عليه وسلم نعم اذهب بها فإنها كفارة لما عملت وروي هذا القول عن ابن عباس وابن مسعود وابن المسيب والظاهر أن ذلك منهم اقتصار على بعض مهم من أفراد ذلك العام وسبب النزول لا يأبى العموم كما لا يخفى وفي رواية عن مجاهد أنها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وفيه ما فيه والمراد بالسيآت عند الأكثرين الصغائر لأن الكبائر لا يكفرها على ما قالوا إلا التوبة واستدلوا لذلك بما رواه مسلم من رواية العلاء الصلوات الخمس كفارة لما بينها ما اجتنبت الكبائر واستشكل بأن الصغائر مكفرة باجتناب الكبائر بنص إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فما الذي تكفره الصلوات الخمس وأجاب البلقيني بأن ذلك غير وارد لأن المراد بالآية أن تجتنبوا في جميع العمر ومعناه الموافاة على هذه الحالة من وقت الإيمان أو التكليف إلى الموت والذي في الحديث إن الصلوات تكفر ما بينها أي يومها إذا اجتنبت الكبائر في ذلك اليوم فلا تعارض وتعقبه السمهودي بقوله ولك(1/792)
أن تقول لا يتحقق اجتناب الكبائر في جميع العمر إلا مع الإتيان بالصلوات الخمس فيه كل يوم فالتكفير حاصل بما تضمنه الحديث فما فائدة الاجتناب المذكور في الآية ثم قال ولك أن تجيب بأن ذلك من باب فعل شيئين كل منهما مكفر وقد قال بعض العلماء : أنه إذا اجتمعت مكفرات فحكمها أنها إذا ترتبت فالمكفر السابق وإن وقعت معا فالمكفر واحد منها يشاؤه الله تعالى وأما البقية فثوابها باق له وذلك الثواب على كل منها يكون بحيث يعدل تكفير الصغائر لو وجدت وكذا غدى فعل واحداً من الأمور المكفرة ولم يكن قد ارتكب ذنباً وفي شرح مسلم للنووي نحو ذلك غير أنه ذكر أنه صادف فعل المكفر كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر ويرد على قوله إن المراد إن تجتنبوا في جميع العمر منع ظاهر والظاهر أن المراد من ذلك أن ثواب اجتناب الكبائر في كل وقت يكفر الصغائر الواقعة فيه وفي تفسير القاضي ما يؤيده وكذا ما ذكره الإمام حجة الإسلام في الكلام على التوبة من أن حكم الكبيرة أن الصلوات الخمس لا تكفرها وأن اجتناب الكبائر يكفر الصغائر بموجب قوله سبحانه إن تجتنبوا كبائر ما إلخ ولكن اجتناب الكبيرة إنما يكفر الصغيرة إذا اجتنبها مع القدرة والإرادة كمن يتمكن من امرأة ومن مواقعتها فيكف نفسه عن الوقوع ويقتصر على النظر واللمس فإن مجاهدته نفسه في الكف عن الوقاع أشد تأثيرا في تنوير قلبه من إقدامه على النظر في إظلامه فهذا معنى تكفيره فإن كان عنينا ولم يكن امتناعه إلا بالضرورة للعجز أو كان قادراً ولكن امتنع لخوف من آخر فهذا لا يصلح للتكفير أصلا فكل من لا يشتهي الخمر بطبعه ولو أبيح له ما شربه فاجتنابه لا يكفر عنه الصغائر التي هي من مقدماته كسماع الملاهي والأوتار وهذا ظاهر يدل على أن الحسنات يذهبن السيئات ولا شك أن اجتناب الكبائر إذا قارن القصد حسنة وإنما قيدنا بذلك وإن كان الخروج عند عهدة النهي لا يتوقف عليه لأنه لا يثاب على(1/793)
الاجتناب بدون ذلك فالأولى في الجواب عن الأشكال أن يقال ما اجتنبت الكبائر في الخبر ليس قيدا لأصل التكفير بل لشمول التكفير سائر الذنوب التي بين الصلوات الخمس فهو بمثابة استثناء الكبائر من الذنوب وكأنه قيل الصلوات الخمس كفارة لجميع الذنوب التي بينها وتكفيرها للجميع في المدة التي اجتنبت فيها الكبائر أو مقيد باجتناب الكبائر وإلا فليست الصلوات كفارة لجميع الذنوب بل للصغائر فقط وهذا وإن كان خلاف الظاهر من عود القيد لأصل التكفير لكن قرينة الآية دعت للعدول عنه إلى ذلك جمعا بين الأدلة ولا بد في هذا من اعتبار ما قالوا في اجتماع الأمور المكفرة للصغائر وذكر الحافظ ابن حجر بعد نقله لكلام البلقيني ما لفظه وعلى تقدير ورد السؤال فالتخلص عنه سهل وذلك لأنه لا يتم اجتناب الكبائر إلا بفعل الصلوات الخمس فمن لم يفعلها لم يعد مجتنبا للكبائر لأن تركها من الكبائر فيتوقف التكفير على فعلها ، ولا يخلو عن بحث وممن صرح بأن ما اجتنبت إلخ بمعنى الاستثناء نقلا عن بعضهم المحب الطبري فقد قال في أحكامه اختلف العلماء في أمر تكفير الصغائر بالعبادات هل هو مشروط باجتناب الكبائر على قولين أحدهما نعم وهو ظاهر قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ما اجتنبت الكبائر فإن ظاهره الشرطية كما يقتضيه إذا اجتنبت الآتي في بعض الروايات فإذا اجتنبت الكبائر كانت مكفرة لها وإلا فلا وإليه ذهب الجمهور على ما ذكره ابن عطية وقال بعضهم لا يشترط والشرط في الحديث بمعنى الاستثناء والتقدير مكفرات لما بينها إلا الكبائر وهو الأظهر هذا وقد ذكر الزركشي أنهم اختلفوا في أن التكفير هل يشترط فيه التوبة أم لا فذهب إلى الاشتراط طائفة وإلى عدمه أخرى وفي البحر أن الاشتراط نص حذاق الأصوليين ولعل الخلاف مبني على الخلاف في اشتراط الاجتناب وعدمه فمن جعل اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر لم يشترط التوبة وجعل هذه خصوصية لمجتنب الكبائر ولم يشترطه إلا من اشترطها(1/794)
ويدل عليه خبر أبي اليسر فإن الروايات متضافرة على أنه جاء نادما والندم توبة وإن إخباره صلى الله تعالى عليه وسلم له بأن صلاة العصر كفرت عنه ما فعل إنما وقع بعد ندمه لكن ظاهر إطلاق الحديث يقتضي أن التكفير كان بنفس الصلاة فإن التوبة بمجردها تجب ما قبلها فلو اشترطنا ها مع العبادات لم تكن العبادات مكفرة وقد ثبت أنها مكفرات فيسقط اعتبار التوبة معها انتهى ملخصا مع زيادة ولا يخفى أن هذا يحتاج إلى التزام القول بأن ندم أبي اليسر لم يكن توبة صحيحة وإلا لكان التكفير به لأنه السابق وبعض التزم القول بكونه توبة صحيحة إلا أنه توبة لم تقبل ولم تكفر الذنب وأنت تعلم أن في عدم تكفير التوبة الذنب مقالا والمنقول عن السبكي أنه قال إن قبول التوبة عن الكفر مقطوع به تفضلا وفي القطع بقبول توبة العاصي قولان لأهل السنة والمختار عند إمام الحرمين أن تكفير التوبة للذنب مظنون وادعى النووي أنه الأصح وفي شرح البرهان الصحيح عندنا القطع بالتكفيرة وقال الحليمي : لا يجب على الله تعالى قبول التوبة لكنه لما أخبر عن نفسه أنه يقبل التوبة عن عباده ولم يجز أن يخلف وعده علمنا أنه سبحانه وتعالى لا يرد التوبة الصحيحة فضلا منه تعالى ومثل هذا الخلاف ، الخلاف في التكفير باجتناب الكبائر ونحوه هل هو قطعي أو ظني وفي كلام العلامة نجم الدين النسفي وصدر الشريعة وغيرهما أن العقاب على الصغائر جائز الوقوع سواء اجتنب مرتكبها الكبائر أم لا لدخولها تحت قوله تعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولقوله تعالى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها والإحصاء إنما يكون للسؤال والمجازاة إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث وخالفت المعتزلة في ذلك فلم يجيزوا وقوع التعذيب إذا اجتنبت الكبائر واستدلوا بآية إن تجتنبوا إلخ ويجاب بأن المراد بالكبائر الكفر والجمع لتعدد أنواعه أو تعدد من اتصف به ومعنى الآية إن تجتنبوا الكفر نجعلكم صالحين لتكفير سيآتكم ولا يخفى ما(1/795)
في استدلالهم من الوهن وجوابهم عن استدلال المعتزلة لعمري أوهن منه ، وذهب صاحب الذخائر إلى أن من الحسنات ما يكفر الصغائر والكبائر إذ قد صح في عدة أخبار من فعل كذا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وفي بعضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ومتى حملت الحسنات في الآية على الاستغراق فالمناسب حمل السيئات عليه أيضا والتخصيص خلاف الظاهر وفضل الله تعالى واسع وإلى هذا مال ابن المنذر وحكاه ابن عبد البر عن بعض المعاصرين له وعنى فيما قيل أبا محمد المحدث لكن رد عليه فقال بعضهم يقول إن الكبائر والصغائر تكفرها الطهارة والصلاة لظاهر الأحاديث وهو جهل بين وموافقة للمرجئة في قولهم ولو كان كما زعم لم يكن للأمر بالتوبة معنى وقد أجمع المسلمون على أنها فرض وقد صح أيضا من حديث أبي هريرة الصلوات كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ، وفيه أن دعوى أن ذلك جهل لا يخلو عن الإفراط إذا الفرق بين القول بعموم التكفير ومذهب المرجئة في غاية الوضوح ولو صح أن ذلك ذهاب إلى قولهم للزمه مثله بالنسبة إلى التوبة فإنه يسلم أنها تكفر الصغائر والكبائر وهي من جملة أعمال العبد فكما جاز أن يجعل الله سبحانه هذا العمل سبباً لكتفير الجميع يجوز أن يجعل غيره من الأعمال كذلك وقوله ولو كان كما زعم إلخ مردود لأنه لا يلزم من تكفير الذنوب الحاصلة عدم الأمر بالتوبة وكونها فرضا إذ تركها من الذنوب المتجددة التي لا يشملها التكفير السابق بفعل الوضوع مثلاً ألا ترى أن التوبة من الصغائر واجبة على ما نقل عن الأشعري وحكى إمام الحرمين وتلميذه الأنصاري الإجماع عليه ، ومع ذلك فجميع الصغائر مكفرة بنص الشارع وإن لم يتب على ما سمعت من الخلاف وتحقيق ذلك أن التوبة واجبة في نفسها على الفور ومن أخرها تكرر عصيانه بتكرر الأزمنة كما صرح به الشيخ عز الدين بن عبد السلام ولا يلزم من تكفير الله تعالى ذنوب عبده سقوط التكليف بالتوبة التي كلف بها تكليفا مستمرا وقريب من(1/796)
هذا ارتفاع الإثم عن النائم إذا أخرج الصلاة عن وقتها مع الأمر بقضائها وما روي من حديث أبي هريرة إنما ورد في أمر خاص فلا يتعداه إذ الأصل بقاء ما عداه على عمومه وهذا مما لا مجال للقياس فيه حتى يخص بالقياس على ذلك فلا يليق نسبة ذلك القائل إلى الجهل والرجاء بالله تعالى شأنه قوي كذا قيل وفي المقام بعد أبحاث تركنا ذكرها خوف الإملال فإن أردتها فعليك بالنظر في الكتب المفصلة في علم الحديث ذلك ذكرى للذاكرين أي عظة للمتعظين وخصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بها والإشارة إلى ما تقدم من الوصية بالاستقامة والنهي عن الطغيان والركون إلى الذين ظلموا وإقامة الصلوات في تلك الأوقات بتأويل المذكور وإلى هذا ذهب الزمخشري واستظهر أبو حيان كون ذلك إشارة إلى إقامة الصلاة وأمر التذكير سهل وقيل هي إشارة إلى الإخبار بأن الحسنات يذهبن السيآت وقال الطبري إشارة إلى الأوامر والنواهي في هذه السورة وقيل إلى القرآن وبعض من جعل الإشارة إلى الإقامة فسر الذكرى بالتوبة " .
روح المعاني للألوسي 12 / 156- 160.(1/797)
وقال الألوسي أيضاً عند قوله تعالى : " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل " أمر بإقامة الصلاة المفروضة على ما علمت وقد ذكروا أن الصلاة معراج المؤمن وفي الأخبار ما يدل على علو شأنها والأمر غني عن البيان إن الحسنات يذهبن السيئات قال الواسطي أنوار الطاعات تذهب بظلم المعاصي وقال يحيى بن معاذ : إن الله سبحانه لم يرض للمؤمن بالذنب حتى ستر ولم يرض بالستر حتى غفر ولم يرض بالغفران حتى بدل فقال سبحانه إن الحسنات يذهبن السيآت وقال تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ذلك الذي ذكر من إقامة الصلاة في الأوقات المشار إليها وإذهاب الحسنات السيآت ذكرى للذاكرين تذكير لمن يذكر حاله عند الحضور مع الله تعالى في الصفاء والجمعية والأنس والذوق واصبر بالله سبحانه في الاستقامة ومع الله تعالى بالحضور في الصلاة وعدم الركون إلى الغير إن الله لا يضيع أجر المحسنين الذين يشاهدونه في حال القيام بالحقوق .
روح المعاني للألوسي 12 / 168 – 169.
قال ابن تيمية : إن الله قد بين بنصوص معروفة إن الحسنات يذهبن السيئات وأن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره وأنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن مصائب الدنيا تكفر الذنوب وأنه يقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر وأنه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء كما بين أن الصدقة يبطلها المن والأذى وأن الربا يبطل العمل وأنه إنما يتقبل الله من المتقين أي : في ذلك العمل ونحو ذلك فجعل السيئات ما يوجب رفع عقابها كما جعل للحسنات ما قد يبطل ثوابها لكن ليس شيء يبطل جميع السيئات إلا التوبة كما أنه ليس شيء يبطل جميع الحسنات الا الردة .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12 / 483.(1/798)
وقال ابن جزي عند قوله تعالى : " وأقم الصلاة " الآية يراد بها الصلوات المفروضة فالطرف الأول الصبح والطرف الثاني الظهر والعصر والزلف من الليل المغرب والعشاء إن الحسنات يذهبن السيئات لفظه عام وخصصه أهل التأويل بأن الحسنات الصلوات الخمس ويمكن أن يكون ذلك على وجه التمثيل روى أن رجلاً قبل امرأة ثم ندم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه الصلاة فنزلت الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين السائل فقال ها أنذا فقال قد غفر لك فقال الرجل ألي خاصة أو للمسلمين عامة فقال بل للمسلمين عامة والآية على هذا مدنية وقيل إن الآية كانت قبل ذلك ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للرجل مستدلا بها فالآية على هذا مكية كسائر السورة وإنما تذهب الحسنات عند الجمهور الصغائر إذا اجتنبت الكبائر ذلك إشارة إلى الصلوات أو إلى كل ما تقدم من وعظ ووعد ووعيد " .
التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 2 / 113 .(1/799)
قال ابن تيمية : " لفظ الحسنات والسيئات فى كتاب الله يتناول هذا وهذا قال الله تعالى عن المنافقين إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً وقال تعالى إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون وقال تعالى وبلوناهم بالحسنات و السيئات لعلهم يرجعون وقال تعالى : " وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور " و قال تعالى في حق الكفار المتطيرين بموسى ومن معه فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه و إن تصبهم سيئة يطيروا بموسى و من معه ذكر هذا بعد قوله و لقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ، وأما الأعمال المأمور بها والمنهي عنها ففي مثل قوله تعالى من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها و قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وقوله تعالى فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً وهنا قال ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك و لم يقل وما فعلت و ما كسبت كما قال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و قال تعالى فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و قال تعالى قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين و نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا و قال تعالى و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قربياً من دارهم و قال تعالى فأصابتكم مصيبة الموت وقال تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون فلهذا كان قول ما أصابك من حسنة و من سيئة متناول لما يصيب الإنسان و يأتيه من النعم التى تسره و من المصائب التى تسوءه فالآية متناولة لهذا قطعا وكذلك قال عامة المفسرين(1/800)
قال أبو العالية إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله قال هذه في السراء وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قال وهذه فى الضراء ، وقال السدي إن تصبهم حسنة قالوا و الحسنة الخصب ينتج خيولهم وأنعامهم و مواشيهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان قالوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة قالوا والسيئة الضرر فى أموالهم تشاؤماً بمحمد صلى الله عليه وسلم قالوا هذه من عندك يقولون بتركنا ديننا واتباعنا محمداً صلى الله عليه وسلم أصابنا هذا البلاء فأنزل الله قل كل من عند الله الحسنة والسيئة فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً قال القرآن وقال الوالبي عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال ما فتح الله عليك يوم بدر وكذلك قال الضحاك وقال الوالبي أيضاً عن ابن عباس من حسنة قال ما أصاب من الغنيمة والفتح فمن الله قال والسيئة ما أصابه يوم أحد إذ شج في وجهه وكسرت رباعيته وقال أما الحسنة فأنعم الله بها عليك وأما السيئة فابتلاك الله بها وروى أيضاً عن حجاج عن عطية عن ابن عباس ما أصابك من حسنة فمن الله قال هذا يوم بدر وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال هذا يوم أحد يقول ما كان من نكبة فمن ذنبك و أنا قدرت ذلك عليك وكذلك روى ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبى صالح فمن نفسك قال فبذنبك وأنا قدرتها عليك روى هذه الآثار ابن أبي حاتم و غيره ، وروى أيضا عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال ما تريدون من القدر أما تكفيكم هذه الآية التى فى سورة النساء إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله و إن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك أي من نفسك والله ما وكلوا إلى القدر وقد أمروا به وإليه يصيرون وكذلك فى تفسير أبى صالح عن ابن عباس ان تصبهم حسنة الخصب والمطر وإن تصبهم سيئة الجدب والبلاء ، وقال ابن قتيبة ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك قال الحسنة النعمة و السيئة البلية ، وقد ذكر أبو الفرج فى قوله ما أصابك من(1/801)
حسنة ومن سيئة ثلاثة أقوال : أحدهما أن الحسنة ما فتح الله عليهم يوم بدر والسيئة ما أصابهم يوم أحد قال رواه بن أبى طلحة و هو الوالبى عن ابن عباس قال والثاني : الحسنة الطاعة ، والسيئة المعصية قاله أبو العالية ، والثالث الحسنة النعمة والسيئة البلية قاله ابن منبه قال و عن أبى العالية نحوه و هو أصح ، قلت هذا هو القول المعروف بالاسناد عن أبي العالية كما تقدم من تفسيره المعروف الذي يروى عنه هو وغيره ومن طريق أبى جعفر الداري عن الربيع بن أنس عنه و أمثاله ، وأما الثاني فهو لم يذكر إسناده ولكن ينقل من كتب المفسرين الذين يذكرون أقوال السلف بلا إسناد وكثير منها ضعيف بل كذب لا يثبت عمن نقل عنه وعامة المفسرين المتأخرين أيضا يفسرونه على مثل أقوال السلف وطائفة منهم تحملها على الطاعة والمعصية ، فأما الصنف الأول فهي تتناوله قطعاً كما يدل عليه لفظها وسياقها ومعناها وأقوال السلف ، وأما المعنى الثاني فليس مراداً دون الأول قطعاً ولكن قد يقال إنه مراد مع الأول باعتبار أن ما يهديه الله إليه من الطاعة هو نعمة في حقه من الله أصابته وما يقع منه من المعصية هو سيئة أصابته ونفسه التى عملت السيئة وإذا كان الجزاء من نفسه فالعمل الذي أوجب الجزاء أولى أن يكون من نفسه فلا منافاة أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه مع أن الجميع مقدر كما تقدم وقد روى عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ فمن نفسك وأنا قدرتها عليك " .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 14 / 234 – 239 .(1/802)
قال الفخر الرازي : كثرت المذاهب في تفسير طرفي النهار والأقرب أن الصلاة التي تقام في طرفي النهار وهي الفجر والعصر وذلك لأن أحد طرفي النهار طلوع الشمس والطرف الثاني منه غروب الشمس فالطرف الأول هو صلاة الفجر والطرف الثاني لا يجوز أن يكون صلاة المغرب لأنها داخلة تحت قوله وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ فوجب حمل الطرف الثاني على صلاة العصر إذا عرفت هذا كانت الآية دليلاً على قول أبي حنيفة رحمه الله في أن التنوير بالفجر أفضل وفي أن تأخير العصر أفضل وذلك لأن ظاهر هذه الآية يدل على وجوب إقامة الصلاة في طرفي النهار وبينا أن طرفي النهار هما الزمان الأول لطلوع الشمس والزمان الثاني لغروبها وأجمعت الأمة على أن إقامة الصلاة في ذلك الوقت من غير ضرورة غير مشروعة فقد تعذر العمل بظاهر هذه الآية فوجب حمله على المجاز وهو أن يكون المراد أقم الصلاة في الوقت الذي يقرب من طرفي النهار لأن ما يقرب من الشيء يجوز أن يطلق عليه اسمه وإذا كان كذلك فكل وقت كان أقرب إلى طلوع الشمس وإلى غروبها كان أقرب إلى ظاهر اللفظ وإقامة صلاة الفجر عند التنوير أقرب إلى وقت الطلوع من إقامتها عند التغليس وكذلك إقامة صلاة العصر عندما يصير ظل كل شيء مثليه أقرب إلى وقت الغروب من إقامتها عندما يصير ظل كل شيء مثله والمجاز كلما كان أقرب إلى الحقيقة كان حمل اللفظ عليه أولى فثبت أن ظاهر هذه الآية يقوي قول أبي حنيفة في هاتين المسألتين ، وأما قوله وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ فهو يقتضي الأمر بإقامة الصلاة في ثلاث زلف من الليل لأن أقل الجمع ثلاثة وللمغرب والعشاء وقتان فيجب الحكم بوجوب الوتر حتى يحصل زلف ثلاثة يجب إيقاع الصلاة فيها وإذا ثبت وجوب الوتر في حق النبي صلى الله عليه وسلم وجب في حق غيره لقوله تعالى وَاتَّبِعُوهُ . ونظير هذه الآية بعينها قوله سبحانه وتعالى وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا طه 30 فالذي(1/803)
هو قبل طلوع الشمس هو صلاة الفجر والذي هو قبل غروبها هو صلاة العصر ثم قال تعالى وَمِنْ ءانَاء الَّيْلِ فَسَبّحْ وهو نطير قوله وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ ، المسألة الثالثة قال المفسرون نزلت هذه الآية في رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما تقولون في رجل أصاب من امرأة محرمة كلما يصيبه الرجل من امرأته غير الجماع فقال عليه الصلاة والسلام ليتوضأ وضوءاً حسناً ثم ليقم وليصل فأنزل الله تعالى هذه الآية فقيل للنبي عليه الصلاة والسلام هذا له خاصة فقال بل هو للناس عامة وقوله وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ قال الليث زلفة من أول الليل طائفة والجمع الزلف قال الواحدي وأصل الكلمة من الزلفى والزلفى هي القربى يقال أزلفته فازدلف أي قربته فاقترب ، المسألة الرابعة قال صاحب الكشاف قرىء زلفاً بضمتين و زلفاً بإسكان اللام وزلفى بوزن قربى فالزلف جمع زلفة كظلم جمع ظلمة والزلف بالسكون نحو بسرة وبسر والزلف بضمتين نحو يسر في يسر والزلفى بمعنى الزلفة كما أن القربى بمعنى القربة وهو ما يقرب من آخر النهار من نحو يسر في يسر والزلفى بمعنى الزلفة كما أن القربى بمعنى القربة وهو ما يقرب من آخر النهار من الليل وقيل في تفسير قوله النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ وقرباً من الليل . التفسير الكبير للرازي 18 / 58 – 59 .(1/804)
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى : " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " يدل على أن الحسنة إنما كانت مذهبة للسيئة لكونها حسنة على ما ثبت في أصول الفقه فوجب بحكم هذا الإيماء أن تكون كل حسنة مذهبة لكل سيئة ترك العمل به في حق الحسنات الصادرة من الكفار فإنها لا تذهب سيئاتهم فيبقى معمولاً به في الباقي وثالثها قوله تعالى مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا . ثم إنه تعالى زاد على العشرة فقال كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ ثم زاد عليه فقال وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء . وأما في جانب السيئة فقال وَمَن جَاء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وهذا في غاية الدلالة على أن جانب الحسنة راجع عند الله تعالى على جانب السيئة ورابعها أنه تعالى قال في آية الوعد في سورة النساء وَالَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ فقوله وَعْدَ اللَّهِ حَقّا إنما ذكره للتأكيد ولم يقل في شيء من المواضع وعيد الله حقاً ، أما قوله تعالى مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ الآية يتناول الوعد والوعيد و خامسها قوله تعالى وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً . والاستغفار طلب المغفرة وهو غير التوبة فصرح ههنا بأنه سواء تاب أو لم يتب فإذا استغفر غفر الله له ولم يقل ومن يكسب إثماً فإنه يجد الله معذباً معاقباً بل قال فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ فدل هذا على أن جانب الحسنة راجح ونظيره قوله(1/805)
تعالى إِنْ أَحْسَنتُمْ ، أَحْسَنتُمْ لأنفسكم وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا. ولم يقل وإن أسأتم ، أسأتم لها فكأنها تعالى أظهر إحسانه بأن أعاده مرتين وستر عليه إساءته بأن لم يذكرها إلا مرة واحدة وكل ذلك يدل على أن جانب الحسنة راجح و سادسها أنا قد دللنا على أن قوله تعالى وَيَغْفِرُ مَا دُونَ لِمَن يَشَاء . لا يتناول إلا العفو عن صاحب الكبيرة ثم إنه تعالى أعاد هذه الآية في السورة الواحدة مرتين والإعادة لا تحسن إلا للتأكيد ولم يذكر شيئاً من آيات الوعيد على وجه الإعادة بلفظ واحد لا في سورة واحدة ولا في سورتين فدل على أن عناية الله بجانب الوعد على الحسنات والعفو عن السيئات أتم وسابعها أن عمومات الوعد والوعيد لما تعارضت فلا بد من صرف التأويل إلى أحد الجانبين وصرف التأويل إلى الوعيد أحسن من صرفه إلى الوعد لأن العفو عن الوعيد مستحسن في العرف وإهمال الوعد مستقبح في العرف فكان صرف التأويل إلى الوعيد أولى من صرفه إلى الوعد و ثامنها أن القرآن مملوء من كونه تعالى غافراً غفوراً غفاراً وأن له الغفران والمغفرة وأنه تعالى رحيم كريم وأن له العفو والإحسان والفضل والإفضال والأخبار الدالة على هذه الأشياء قد بلغت مبلغ التواتر وكل ذلك مما يؤكد جانب الوعد وليس في القرآن ما يدل على أنه تعالى بعيد عن الرحمة والكرم والعفو وكل ذلك يوجب رجحان جانب الوعد على جانب الوعيد وتاسعها أن هذا الإنسان أتى بما هو أفضل الخيرات وهو الإيمان ولم يأت بما هو أقبح القبائح وهو الكفر بل أتى بالشر الذي هو في طبقة القبائح ليس في الغاية والسيد الذي له عبد ثم أتى عبده بأعظم الطاعات وأتى بمعصية متوسطة فلو رجع المولى تلك المعصية المتوسطة على الطاعة العظيمة لعد ذلك السيد لئيماً مؤذياً فكذا ههنا فلما لم يجز ذلك على الله ثبت أن الرجحان لجانب الوعد وعاشرها قال يحيى بن معاذ الرازي : إلهي إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر خمسين سنة فتوحيد خمسين(1/806)
سنة كيف لا يهدم معصية ساعة ا إلهي لما كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان مقتضى العدل أن الإيمان لا يضر معه شيء من المعاصي وإلا فالكفر أعظم من الإيمانا فإن يكن كذلك فلا أقل من رجاء العفو وهو كلام حسن الحادي عشر أنا قد بينا بالدليل أن قوله وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء لا يمكن حمله على الصغيرة ولا على الكبيرة بعد التوبة فلو لم تحمله على الكبيرة قبل التوبة لزم تعطيل الآية أما لو خصصنا عمومات الوعيد بمن يستحلها لم يلزم منه إلا تخصيص العموم ومعلوم أن التخصيص أهون من التعطيل قالت المعتزلة : ترجيح جانب الوعيد أولى من وجوه أولها هو أن الأمة اتفقت على أن الفاسق يلعن ويحد على سبيل التنكيل والعذاب وأنه أهل الخزي وذلك يدل على أنه مستحق للعقاب وإذا كان مستحقاً للعقاب استحال أن يبقى في تلك الحالة مستحقاً للثواب وإذا ثبت هذا كان جانب الوعيد راجحاً على جانب الوعد " .
التفسير الكبير للفخر الرازي 3 / 145 .(1/807)
قال الفخر الرازي : المسألة الأولى ذكروا في الحسنة والسيئة وجوهاً الأول قال المفسرون كانت المدينة مملوءة من النعم وقت مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما ظهر عناد اليهود ونفاق المنافقين أمسك الله عنهم بعض الإمساك كما جرت عادته في جميع الأمم قال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مّن نَّبِىٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء فعند هذا قال اليهود والمنافقون ما رأينا أعظم شؤما من هذا الرجل نقصت ثمارنا وغلت أسعارنا منذ قدم فقوله تعالى وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يعني الخصب ورخص السعر وتتابع الأمطار قالوا هذا من عند الله وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ جدب وغلاء سعر قالوا هذا من شؤم محمد وهذا كقوله تعالى فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هذه وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ " وعن قوم صالح " قَالُواْ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ "
القول الثاني المراد من الحسنة النصر على الأعداء والغنيمة ومن السيئة القتل والهزيمة قال القاضي والقول الأول هو المعتبر لأن إضافة الخصب والغلاء إلى الله وكثرة النعم وقلتها إلى الله جائزة أما إضافة النصر والهزيمة إلى الله فغير جائزة لأن السيئة إذا كانت بمعنى الهزيمة والقتل لم يجز إضافتها إلى الله وأقول القول كما قال على مذهبه أما على مذهبنا فالكل داخل في قضاء الله وقدره .(1/808)
المسألة الثانية : اعلم أن السيئة تقع على البلية والمعصية والحسنة على النعمة والطاعة قال تعالى وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " وقال إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ " إذا عرفت هذا فنقول قوله وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يفيد العموم في كل الحسنات وكذلك قوله وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يفيد العموم في كل السيئات ثم قال بعد ذلك قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ فهذا تصريح بأن جميع الحسنات والسيئات من الله ولما ثبت بما ذكرنا أن الطاعات والمعاصي داخلتان تحت اسم الحسنة والسيئة كانت الآية دالة على أن جميع الطاعات والمعاصي من الله وهو المطلوب ، فان قيل المراد ههنا بالحسنة والسيئة ليس هو الطاعة والمعصية ويدل عليه وجوه الأول اتفاق الكل على أن هذه الآية نازلة في معنى الخصب والجدب فكانت مختصة بهما الثاني أن الحسنة التي يراد بها الخير والطاعة لا يقال فيها أصابتني إنما يقال أصبتها وليس في كلام العرب أصابت فلانا حسنة بمعنى عمل خيرا أو أصابته سيئة بمعنى عمل معصية فعلى هذا لو كان المراد ما ذكرتم لقال ان أصبتم حسنة الثالث لفظ الحسنة واقع بالاشتراك على الطاعة وعلى المنفعة وههنا أجمع المفسرون على أن المنفعة مرادة فيمتنع كون الطاعة مرادة ضرورة أنه لا يجوز استعمال اللفظ المشترك في مفهوميه معاً ، فالجواب عن الأول أنكم تسلمون أن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ والجواب عن الثاني أنه يصح أن يقال أصابني توفيق من الله وعون من الله وأصابه خذلان من الله ويكون مراده من ذلك التوفيق والعون تلك الطاعة ومن الخذلان تلك المعصية ، والجواب عن الثالث أن كل ما كان منتفعا به فهو حسنة فان كان منتفعا به في الآخرة فهو الطاعة وإن كان منتفعا به في الدنيا فهو السعادة الحاضرة فاسم الحسنة بالنسبة إلى هذين القسمين متواطئ الاشتراك فزال السؤال فثبت أن ظاهر الآية يدل على ما ذكرناه ومما(1/809)
يدل على أن المراد ليس إلا ذاك ما ثبت في بدائه العقول أن كل موجود فهو إما واجب لذاته وإما ممكن لذاته والواجب لذاته واحد وهو الله سبحانه وتعالى والممكن لذاته كل ما سواه فالممكن لذاته إن استغنى عن المؤثر فسد الاستدلال بجواز العالم وحدوثه على وجود الصانع وحينئذ يلزم نفي الصانع وإن كان الممكن لذاته محتاجا إلى المؤثر فإذا كان كل ما سوى الله ممكنا كان كل ما سوى الله مستنداً إلى الله وهذا الحكم لا يختلف بأن يكون ذلك الممكن ملكاً أو جماداً أو فعلاً للحيوان أو صفة للنبات فان الحكم لاستناد الممكن لذاته إلى الواجب لذاته لما بينا من كونه ممكنا كان الكل فيه على السوية وهذا برهان أوضح وأبين من قرص الشمس على أن الحق ما ذكره تعالى وهو قوله قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ اللَّهِ .
التفسير الكبير للرازي 10 / 150- 151 .(1/810)
قال ابن تيمية رحمه الله : " قال بعض السلف : كان داود بعد التوبة خيراً منه قبل الخطيئة فمن قضي له بالتوبة كان كما قال سعيد بن جبير أن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة وذلك أنه يعمل الحسنة فتكون نصب عينه ويعجب بها ويعمل السيئة فتكون نصب عينه فيستغفر الله ويتوب إليه منها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الاعمال بالخواتيم والمؤمن إذا فعل سيئة فان عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب ، أن يتوب فيتوب الله عليه فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، أو يستغفر فيغفر له ، أو يعمل حسنات تمحوها فان الحسنات يذهبن السيئات ، أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حياً وميتاً أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به ، أو يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه ، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه ، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه ، أو يرحمه ارحم الراحمين ، فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن الا نفسه كما قال تعالى فيما يروي عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه " .
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 10 / 45 .(1/811)
قال الحافظ ابن حجر : " قوله : فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الرزاق أنه أتى أبا بكر وعمر أيضاً وقال فيها فكل من سأله عن كفارة ذلك قال أمعزبة هي ؟ قال نعم قال لا أدري حتى أنزل فذكر بقية الحديث وهذه الزيادة وقعت في حديث يوسف بن مهران عن بن عباس عند أحمد بمعناه دون قوله لا أدري قوله قال الرجل إلى هذه أي الآية يعني خاصة بي بأن صلاتي مذهبة لمعصيتي وظاهر هذا أن صاحب القصة هو السائل عن ذلك ولأحمد والطبراني من حديث بن عباس قال يا رسول الله إلى خاصة أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال لا ولا نعمة عين بل للناس عامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر وفي حديث أبي اليسر فقال إنسان يا رسول الله له خاصة وفي رواية إبراهيم النخعي عند مسلم فقال معاذ يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة وللدارقطنى مثله من حديث معاذ نفسه ويحمل على تعدد السائلين عن ذلك وقوله إلى بفتح الهمزة استفهاما وقوله هذا مبتدأ تقدم خبره عليه وفائدته التخصيص قوله قال لمن عمل بها من أمتي تقدم في الصلاة من هذا الوجه بلفظ قال لجميع أمتي كلهم وتمسك بظاهر قوله تعالى أن الحسنات يذهبن السيئات المرجئة وقالوا أن الحسنات تكفر كل سيئة كبيرة كانت أو صغيرة وحمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح أن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر فقال طائفة إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفارة لما عدا الكبائر من الذنوب وأن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا وقال آخرون إن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئا منها وتحط الصغائر وقيل المراد أن الحسنات تكون سبباً في ترك السيئات كقوله تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " لا أنها تكفر شيئاً حقيقة وهذا قول بعض المعتزلة وقال بن عبد البر ذهب بعض أهل العصر إلى أن الحسنات تكفر الذنوب واستدل بهذه الآية وغيرها من الآيات والأحاديث الظاهرة في ذلك قال ويرد(1/812)
الحث على التوبة في أي كبيرة فلو كانت الحسنات تكفر جميع السيئات لما أحتاج إلى التوبة " . فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر 8 / 357 .
قال القرطبي عند قوله تعالى : " وأقم الصلاة طرفي النهار " لم يختلف أحد من أهل التأويل في أن الصلاة في هذه الآية يراد بها الصلوات المفروضة وخصها بالذكر لأنها ثانية الإيمان وإليها يفزع في النوائب وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وقال شيوخ الصوفية إن المراد بهذه الآية استغراق الأوقات بالعبادة فرضا ونفلا قال بن العربي وهذا ضعيف فإن الأمر لم يتناول ذلك إلا واجبا لا نفلا فإن الأوراد معلومة وأوقات النوافل المرغب فيها محصورة وما سواها من الأوقات يسترسل عليها الندب على البدل لا على العموم وليس ذلك في قوة بشر الثانية قوله تعالى طرفي النهار قال مجاهد الطرف الأول صلاة الصبح والطرف الثاني صلاة الظهر والعصر واختاره بن عطية وقيل الطرفان الصبح والمغرب قاله بن عباس والحسن وعن الحسن أيضا الطرف الثاني العصر وحده وقاله قتادة والضحاك وقيل الطرفان الظهر والعصر والزلف المغرب والعشاء والصبح كأن هذا القائل راعى جهر القراءة وحكى الماوردي أن الطرف الأول صلاة الصبح باتفاق قلت وهذا الاتفاق ينقصه القول الذي قبله ورجح الطبري أن الطرفين الصبح والمغرب وأنه ظاهر قال بن عطية ورد عليه بأن المغرب لا تدخل فيه لأنها من صلاة الليل قال بن العربي والعجب من الطبري الذي يرى أن طرفي النهار الصبح والمغرب وهما طرفا الليل فقلب القوس ركوة وحاد عن البرجاس غلوة قال الطبري والدليل عليه إجماع الجميع على أن أحد الطرفين الصبح فدل على أن الطرف الآخر المغرب ولم يجمع معه على ذلك أحد قلت هذا تحامل من بن العربي في الرد وأنه لم يجمع معه على ذلك أحد وقد ذكرنا عن مجاهد أن الطرف الأول صلاة الصبح وقد وقع الاتفاق إلا من شذ بأن من أكل أو جامع بعد طلوع الفجر متعمدا أن يومه ذلك(1/813)
يوم فطر وعليه القضاء والكفارة وما ذلك إلا وما بعد طلوع الفجر من النهار فدل على صحة ما قاله الطبري في الصبح وتبقى عليه المغرب والرد عليه فيه ما تقدم والله أعلم ، الثالثة قوله تعالى : وزلفاً من الليل أي في زلف من الليل والزلف الساعات القريبة بعضها من بعض ومنه سميت المزدلفة لأنها منزل بعد عرفة بقرب مكة وقرأ بن القعقاع وبن أبي إسحاق وغيرهما وزلفاً بضم اللام جمع زليف لأنه قد نطق بزليف ويجوز أن يكون واحده زلفة لغة كبسرة وبسر في لغة من ضم السين وقرأ بن محيصن وزلفاً من الليل بإسكان اللام والواحدة زلفة تجمع جمع الأجناس التي هي أشخاص كدرة ودر وبرة وبر وقرأ مجاهد وبن محيصن أيضا زلفى مثل قربى وقرأ الباقون وزلفاً بفتح اللام كغرفة وغرف قال بن الأعرابي الزلف الساعات واحدها زلفة وقال قوم الزلفة أول ساعة من الليل بعد مغيب الشمس فعلى هذا يكون المراد بزلف الليل صلاة العتمة قاله بن عباس وقال الحسن المغرب والعشاء وقيل المغرب والعشاء والصبح وقد تقدم وقال الأخفش : يعني صلاة الليل ولم يعين الرابعة قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات ذهب جمهور المتأولين من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين إلى أن الحسنات ها هنا هي الصلوات الخمس وقال مجاهد الحسنات قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال بن عطية وهذا على جهة المثال في الحسنات والذي يظهر أن اللفظ عام في الحسنات خاص في السيئات لقوله صلى الله عليه وسلم ما اجتنبت الكبائر قلت سبب النزول يعضد قول الجمهور نزلت في رجل من الأنصار قيل هو أبو اليسر بن عمرو وقيل اسمه عباد خلا بامرأة فقبلها وتلذذ بها فيما دون الفرج روى الترمذي عن عبد الله قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها وأنا هذا فاقض في ما شئت فقال له عمر لقد سترك الله لو سترت على نفسك فلم يرد عليه رسول الله(1/814)
صلى الله عليه وسلم شيئا فانطلق الرجل فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فدعاه فتلا عليه أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين إلى آخر الآية فقال رجل من القوم هذا له خاصة قال لا بل للناس كافة قال الترمذي حديث حسن صحيح وخرج أيضا عن بن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة حرام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن كفارتها فنزلت أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات فقال الرجل ألي هذه يا رسول الله فقال لك ولمن عمل بها من أمتي قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وروي عن أبي اليسر قال أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت إن في البيت تمرا أطيب من هذا فدخلت معي في البيت فأهويت إليها فقبلتها فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا فلم أصبر فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا فلم أصبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال أخلفت غازياً في سبيل الله في أهله بمثل هذا حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة حتى ظن أنه من أهل النار قال وأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أوحى الله إليه أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال أبو اليسر فأتيته فقرأها علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصحابه يا رسول الله ألهذا خاصة أم للناس عامة فقال بل للناس عامة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقيس بن الربيع ضعفه وكيع وغيره وقد روي أن النبي صلى ألله عليه وسلم أعرض عنه وأقيمت صلاة العصر فلما فرغ منها نزل جبريل عليه السلام عليه بالآية فدعاه فقال له أشهدت معنا الصلاة قال نعم قال اذهب فإنها كفارة لما فعلت وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا عليه هذه الآية قال له قم فصل أربع ركعات والله أعلم وخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث(1/815)
بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم أر شيئا أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين الخامسة دلت الآية مع هذه الأحاديث على أن القبلة الحرام واللمس الحرام لا يجب فيهما الحد وقد يستدل به على أن لا حد ولا أدب على الرجل والمرأة وإن وجدا في ثوب واحد وهو اختيار بن المنذر لأنه لما ذكر اختلاف العلماء في هذه المسالة ذكر هذا الحديث مشيرا إلى أنه لا يجب عليهما شيء وسياتي ما للعلماء في هذا في النور إن شاء الله تعالى السادسة ذكر الله سبحانه في كتابه الصلاة بركوعها وسجودها وقيامها وقراءتها وأسمائها فقال أقم الصلاة الآية وقال أقم الصلاة لدلوك الشمس الآية وقال فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تظهرون الروم وقال وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها طه وقال اركعوا واسجدوا وقال وقوموا لله قانتين وقال وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا على ما تقدم وقال ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها أي بقراءتك وهذا كله مجمل أجمله في كتابه وأحال على نبيه في بيانه فقال جل ذكره وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فبين صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة وعدد الركعات والسجدات وصفة جميع الصلوات فرضها وسننها وما لا تصح الصلاة إلا به من الفرائض وما يستحب فيها من السنن والفضائل فقال في صحيح البخاري صلوا كما رأيتموني أصلي ونقل ذلك عنه الكافة عن الكافة على ما هو معلوم ولم يمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين جميع ما بالناس الحاجة إليه فكمل الدين وأوضح السبيل قال الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا قوله تعالى ذلك ذكرى للذاكرين أي القرآن موعظة وتوبة لمن اتعظ وتذكر وخص الذاكرين بالذكر لأنهم المنتفعون بالذكرى والذكرى مصدر جاء بألف التأنيث " .
تفسير القرطبي 9 / 109- 113 .(1/816)
---
(1/817)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > رسالة السائل والمجيب لمحمد الأنصاري الأندلسي وجدل النصارى
---
رسالة السائل والمجيب لمحمد الأنصاري الأندلسي وجدل النصارى
---
سمير القدوري
01-03-2006, 06:07 PM
[ مجادلة محمد الأنصاري الأندلسي(ق.9هـ) لأساقفة النصارى في مدن قشتالة الأسبانية]
في سنة 1968 نشر العلامة المغربي محمد المنوني رحمه الله(ت.1999م) مقالا مفيدا في مجلة البحث العلمي العدد 13 السنة الخامسة صص:23- 32. عنوانه:" مناقشات أصول الديانات في المغرب الوسيط والحديث".
ذكر فيه جملة من المؤلفين المغاربة كان لهم باع وبلاء حسن في مناظرة اليهود والنصارى, وذكر من بينهم عالما لا يعرف عنه شيء ذو بال, له رسالة وحيدة فريدة موسومة بـ:" رسالة السائل والمجيب و روضة نزهة الأريب" كان غرضه من تأليفها ذكر طرف مما وقع له من محاورات ساخنة مع أساقفة النصارى بمدن قشتالة, حينما كان -على ما يبدو- أسيرا عندهم أو هاربا من بطش بعض الحكام.(1/818)
ورسالته ممتعة جدا كتبها بأسلوب أدبي رفيع يكاد يحاكي(حسب رأي الدكتور إحسان عباس رحمه الله) رسالة الزوابع والتوابع لابن شهيد القرطبي(ت.426هـ), وقد كان المؤلف ذكيا إذ عرف بنفسه عن طريق مقامة فيها حكاية عن لقاء له عجيب مع محاور ذكي من مؤمني الجن الذي طفق يسأل المؤلف في شتى فنون العلم من نحو وصرف وفقه وبلاغة وشعر وفي كل ذلك يجيب المؤلف أجوبة محكمة نثر فيها جملة من إطلاعه الواسع, وكأنه يقول لقارئ رسالته أنا رجل عربي تعلمت كل هذه العلوم وأتقنتها, ولكن كان من قدر الله علي أن صرت إلى بلاد الروم فمكثت في بلادهم -مرغما- سنين تعلمت فيها لسانهم ودرست كتب دينهم, وأن الروم لما رأوا مني هذا حشروا إلى خفافا وثقالا لمناظرتي, وكنت بحمد الله أرد على أسئلتهم وأفحمهم, مما اضطرهم لاحترام النبي صلى الله عليه وسلم, وكانوا يقضون حوائجي وكنت أساعد من هناك من المسلمين في قضاء حوائجهم. وقد علم المؤلف إعراض مسلمي زمانه عن العناية بجدل النصارى لذلك لم يفاتح خطابهم في رسالته بمجريات مناظراته للقوم ولكن قدم لذلك ب34 بابا تشبه المقامة, ليأتي في الأخير إلى غرضه من كل الرسالة فينثر في الباب 35 من رسالته مجريات ستة مجالس من مناظراته للأساقفة فيقول:" إنما دعاني لتأليف هذه الرسالة ما يأتي من الفصول الجدلية إن شاء الله, وذلك أني لما رميت بسهم الاضطرار عن قوس من الأقدار إلى بلاد النصارى وطال المقام بين أظهرهم, اطلعت على عنادهم, وفهمت لغتهم وكتابهم, واجتهدت في البحث عن أصول ديانتهم, والقواعد التي هي أس شريعتهم, رأيت من ركاكة نصوصهم, وتضاد منصوصهم ما تمجه العقول ويخالفه صريح المعقول, فلما رأت أساقفتهم أني قد رأيت أحكامهم وفهمت أقلامهم, حشروا إلي خفافا وثقالا وسارعوا إلى مناظرتي ركبانا ورجالا, فدارت بيني وبينهم مجادلات ومحاورات, في مجالس عدة, جلها بقصر ملكهم, وهو ألفنش المعروف بابن الأصفر, ومنها بمنزلي, ومنها بدار(1/819)
رئيس كتبة الملك, وصاحب سره, وهو أعلم من بوطنه, وكان هذا اللعين يهوديا فتنصر وبلغ من الملك مبلغا عظيما, حتى استبد بتدبير ملكه. وها أنا أذكر إن شاء الله بعضا من تلك المجالس على جهة الاختصار والتقريب, لأن ذكرها بأسرها يستدعي طولا.
[نصيحة من المؤلف لمن يريد خوض الجدل مع النصارى]
والقصد بذكر ما أذكر إعلام من لم يمتحن من المسلمين بأباطيلهم وتساويلهم, فإنه إن اضطر أحد إلى مناظرتهم يوما وهو غير عارف بأصولهم, ربما أفحموه وألبسوا له الحق بالباطل, فإن من شأنهم مكابرة العقول, وخلط المنقول بالمعقول.
ولتعلم عافاك الله أن ما في الملل, ولا في جميع الآراء والنحل, أسخف عقولا, ولا أجهل من الروم, ولا ينبغي لمن اضطر إلى مباحثتهم يوما أن يناظرهم إلا بنصوص إنجيلهم, وما بأيديهم من صحف الأنبياء, لأنهم لا يقبلون غير ذلك, ولا يحتاج الماهر فيما ذكر أكثر من تكذيبهم والرد عليهم, ويصون دينه ونبيه, لأنهم –أبادهم الله- مهما ذكرت لهم النبي صلى الله عليه وسلم نفروا وزادوا طغيانا ومعاندة, وسددوا ضروبا من الأهاويس والفرية, لا يقولها إلا أمثالهم من منتقصي الأنبياء عليهم السلام, إذ لا ينكر عليهم ولا على اليهود ذلك, إذ قد صدر منهم من الشتائم في الأنبياء- أعني في بعضهم- ما يكون كافيا في خلودهم في النار".
قال محمد النوني رحمه الله:" وقد تعددت هذه المجادلات وتناولت:
1- مكانة الدين المسيحي.
2- ومسألة الحلول والاتحاد والتجسد.
3- والسيد المسيح.
4- والشعائر الإسلامية.
5- والدين الإسلامي.
6- وبعض شؤون الآخرة.
7- والفرق بين الروح والنفس.
وباستثناء المجلس الأول فإن المؤلف يحدد البلدان التي عقدت بها المجالس التالية فيذكر أن الثاني كان بمدينة سلمنقةSALAMANCA, والثالث والسادس كانا بمدينة مجريطMADRID, والرابع ببلد الوليدVALADOLID, والخامس بمدينة شقوبية Segovia.(1/820)
وقد كان المجادلون له: أساقفة ورهبان ووعاظ, وشمامسة". انتهى كلام المنوني رحمه الله.
قلت:
و لا شك أن علم المؤلف الواسع بالعلوم الإسلامية وبما اكتسبه من معرفة بأصول دين القوم وبما وقف عليه من نصوص كتبهم قد سلحه جيدا لخوض نزالات لا هوادة فيها انتصر فيها حق الإسلام على باطل التثليث والصلبان. فنحن نرى أن هذا الفقيه الجليل يشدد على وجوب تحصيل من يريد مجادلة القوم لمعرفة تامة بكتبهم ليتم له الإفحام والإلزام لأنهم يكابرون صريح المعقول.
وملاحظة المؤلف في محلها وقد أكدها من قبله بعض المهتدين للإسلام مشددين على أن أوكد الطرق لإفحام أهل الكتاب هو الاستلال عليهم بنص كتبهم. قال ذلك علي ابن ربن الطبري والسموأل المغربي وعبد الله الترجمان, وكذلك تجد أن أقدر المسلمين على جدل أهل الكتاب من جمع إلى معرفته بعلوم الإسلام الإطلاع على ما عند القوم من كتب.
وقد أحزنني أن أعلم أن من المسلمين اليوم من يستخف بفائدة مجادلة أهل الكتاب ويزعم أنه علم لا ينفع والجهل به لا يضر, وأنا أفسر رأيه هذا بالحكمة القائلة إن من جهل شيئا عاداه, فمن لا إطلاع له في هذا الميدان يتستر بتلك الأعذار ويا ليته سكت فلم يدم علما لا يحسنه بل تجده يغمز ويلمز من وقف نفسه على هذا الثغر الخطير وتراه يثنيه عن ذلك بدعوى أن عليه الاهتمام بما هو أفيد.
وكان الأجدر بهذا الناكص عن مناظرة القوم أن يعطي القوس باريها و لا يحجر على من له الأهلية للمناظرة.
وقد ضرب لنا محمد الأنصاري مؤلف رسالة السائل والمجيب أروع الأمثلة على عزة المسلم وسط بلاد الروم حين يدافع عن دينه باللسان.
ولعل بعض القراء قد اشتاق للإطلاع على طرف من تلك المناظرات.
فمن أحب الإطلاع عليها فل يعلمني بذلك لأقوم بنشر ما تيسر منها على الملتقى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.
---
سمير القدوري
05-29-2006, 09:20 PM
المجلس الخامس(1/821)
وكان في مدينة شقوبية في دار رئيس كتبة الملِك وحاجبه، وهو الذي تقدم ذكره في أول الفصول. تولى هذا المجادلة هو بنفسه، وذلك أني جئت منزله يوم عيدهم لبعض الحوائج الضرورية، فألفيته على مائدة الأكل، وقد أضاف جماعة من الأساقفة والرهبان، فألفيتهم قاعدين معه على الطعام. وكان من عادتي معهم أن كانوا قد أمروا حُجَّابهم ألا يمنعوني متى أردت الدخول من ليل أو نهار، إذ كنت أتولى الكلام عن جميع أشياخ المسلمين وقوادهم الذين كانوا هناك.
فلما قضيت منه حاجتي، قال وقد داخله السرور بأريحية الخمر: "إني سائلك عن أشياء في دينك، وطالب جوابك عليها. أول ذلك أن تفسر لي فاتحة كتابكم بلساننا حتى يسمع [جميع] من بحضرني من الأساقفة". ففسرتها له كلمة كلمة، فلما أتممتها [له] ، قال جميع الحاضرين: "ما أحسن هذا الكلام".
فقال اللعين: "ما أحسنه لو استند إلى أصل!".
فلما تكلم بهذا الكفر، هممت بمجاوبته، فقال: "مهلاً عليك إلى أن أتم كلامي ومسائلتي إياك، وحينئذ إن كانت لك حجة فادْل بها، أو جواب قاطع، فلا تقصر فيه ولا تراعي منزلتي من المَلِك، ولا يحملنك خوف ولا توقير على ترك إظهار حقك، فقد أبحت لك التكلم والاحتجاج بما أمكنك، لكن بشيء يجري على القوانين العقلية والنقلية، ولا عتب عليك ولا روع. فالتزم الإنصاف، واجتنب الحشو من الكلام، وتَوخ جادة الحجج القاطعة".(1/822)
فقلت: "سأفعل إن شاء الله تعالى". فقال: إن الدين كله واحد، أعني دين اليهود و[دين] النصارى، لا اختلاف فيه كما يظن من لم يحصل عنده تحقيق. وذلك أن مَثل موسى وعيسى كرجلين زرع أحدهما زرعاً، وقام عليه حتى راع وزكا، ثم تركه، وهذا مَثل موسى ودين اليهود. ثم جاء عيسى بعد ذلك، فقام على ذلك الزرع حتى حصده ودرسه، وصنع منه طعاماً. فالطعام هو دين النصرانية، وأصل الزرع [هو] دين اليهودية ، وهما شيء واحد، لأن الفرع مع أصله شيء واحد. وسيدنا المسيح عليه السلام لم يجئ بدين آخر، بل جاء متمِّماً للتوراة، ومصدِّقاً لها ولِما بين يديها من جميع كتب الأنبياء عليهم السلام. فأَحلَّ حلالها، وحرَّم حرامها، وآمن به من سبقت له السعادة من بني إسرائيل، وهم الحواريون. وكانوا سبعين رجلاً، أقربهم منزلة لديه اثنا عشر [رجلاً] منهم . وكفر به أحبار بني إسرائيل وأهل الرئاسة منهم، للشقاوة التي كتبها الله عليهم في سابق علمه. ومن فضل المسيح أن ولادته كانت معجزة، ثم تكلم في المهد ، وأحيى الموتى، وأبرأ المرضى، حسبما يصف ذلك كتابكم . ثم كان من قصة صَلبه واقتحامه المشقات ما كان، وقد نطق كتابكم بصدق كتابنا الإنجيل. وأنتم متفقون على أنا أهل كتاب، ومن كان ذا كتاب فمن اللازم أن يكون ذا دين، فهذه قواعدنا ثابثة في النقل، معروفة عندكم.
وأما دينكم، فمن أين جاءكم؟ ومن شهد لكم بصحته [من الأمم] كما تشهدون أنتم بصحة التوراة والإنجيل ؟، ونحن واليهود منكرون لكتابكم رأساً. فأتِني بدليل قاطع، على صحة نبُوة نبيكم، من كتاب نبي غيره، أو تفسير عالم من غير ملتكم، وأنا زعيم بتصديق كل ما جئتني به مما ذكرت [لك] من الدلائل القاطعة المستندة إلى كتب الأنبياء.(1/823)
فجاوب الآن على قدر استطاعتك، واتساع باعك في ذلك، وجميع الحاضرين شهداء بيني وبينك، وهم الحاكمون علينا، بما يرونه صواباً من غير حيف ولا مراعاة جهة. فتكلم الآن بما أمكنك وأوجِز، فإنك تعلم ما ينوبني من الأشغال السلطانية التي قد استغرقت الوقت.
فلما أذن [لي] في الكلام، قلت: أقدم لك شيئاً بين يدي الجواب، لأن في نفسي منه شيئاً، وهو مما تكلمت به. أشهِدك أني قد عزلت حكامك الذين حكمت بيني وبينك، لأنهم في الحقيقة خصماء، والخصم لا يكون حكَماً على خصمه، ولا حاكم بيني وبينك إلا البرهان العقلي والدليل النقلي.
فأما ضرب مثالك للدين بموسى وعيسى عليهما السلام، وأنهما كرجلين زَرَعا زرْعاً، زرعه أحدهما وجنى ثمرته الآخر، فهذا مثال مردود في العقل، فاسد في القياس، إذ يلزم منه أن دين موسى غير تام، إذ لا ثمرة له، لأنك جعلت ثمرته موقوفة على بعثة المسيح، فهو تصريح بفساد دين موسى، إذ لا ثمرة له عندك. وما لا ثمرة له، فهو كالمعدوم، لأن المعدوم شرعاً، كالمعدوم حِساً.
ومن فساد هذا التمثيل أيضاً نسبتك العبث فيه إلى الله تعالى، كونه تعبَّد كليمه موسى وبني إسرائيل بدين لا ثمرة له، إذ جعلت ثمرته موقوفة على بعثة المسيح كما تقدم. فقد أبطلت دين موسى من حيث أثبته. ولو سلمت لك هذا القول تسليم جدل لأجبتك بأن الزرع الذي ذكرت، أضاعه فلاحون السوء، وجعلوه نصباً للآفات، إلى أن أباح رب الأرض أرضه خير زارع وأشرف فلاح. فقدروا قدره، وقاموا على حفظه حتى جنوا من ثمراته ما لم يزالوا هم وعقبهم شاكرين رب الأرض على ذلك. فأورثهم أرض شرار الفلاحين وجناتهم، وأحب البقاع إليهم، وهذا مثال أهل الإسلام، والحمد لله.(1/824)
وأما قولك: إن الدين كله واحد، تعني دين اليهود ودينكم فشيء اشتد له عجبي، إذ مثلك يقول هذا القول، وأنت تعلم أن ما مِن أمَّتين من الأمم بينهما من التنافر والتضاد ما بين اليهود والنصارى، إذ اليهود [إلى] الآن، لا يعمرون أنديتهم إلا بالضحك منكم ومن دينكم، مع ما ينسبون إليكم من الجهل والسفه العظيم. ومن العجب أيضاً دعواكم اتباع التوراة، وفيها تحريم الشحم والميتة والدّم ولحم الخنزير [ولحم الجمل] وأنواع [من] الحيتان إلى غير ذلك من محرماتها، وأنتم قد أرسلتم على ذلك أدراسكم. وفيها تعظيم يوم السبت، وتحريم العمل فيه ، فجعلتم عوضاً منه يوم الأحد.
وفيها في باب القصاص: "النفس بالنفس، والعين بالعين، والأنف بالأنف ، والأذن بالأذن، والسن بالسن"، وفي إنجيلكم بعكس ذلك كله. من ذلك: "إذا لطم أخوك خدك الأيمن، فانصب له الأيسر"، "وإذا ظلمك فاعف عنه" إلى غير ذلك من نصوص الإنجيل في ترك القصاص.
وفي التوراة أيضاً: "من كره امرأته فليكتب لها بالطلاق" ، وفي إنجيلكم: "من طلق امرأته فقد عرضها للزنى" ، فجعلتم الطلاق محرماً. فيا ليت شعري! في أي شيء اتبعتم التوراة؟
وأما دعواكم إتباع المسيح عليه السلام، فدعوى تشهد أفعالكم بتكذيبها، و إلا فأخبرني فيم اتبعتموه؟ فها أنتم هؤلاء اتفقتم أن المسيح كان مختوناً وأنتم غُرْل مغلفون. وعلمتم أيضاً أن المسيح كان يشرب الماء بيديه من الزهد، وأنتم تأكلون وتشربون في أواني الذهب والفضة بَطَراً وتَجَبُّراً.(1/825)
وحرَّمتم اللحم في يوم الجمعة والسبت، وأكله المسيح وحواريه فيهما. واتخذتم النواقس، ولم يدر المسيح ما الناقوس. واتخذتم الأصنام في الكنائس، ولو رآها المسيح لأحرقها بالنار ومتخذيها. وقلتم فيه إنه ابن الله، والمحفوظ عنه الاقرار بالعبودية، والمسكنة والضعف. يكفيك من ذلك زهده، وشدة اجتهاده في العبادة. فيا ليت شعري! من كان المسيح يعبد؟ أتراه كان يعبد نفسه أو أباه كما يلزمكم من قولكم أنه الله، تعالى الله عن قولكم.
ولا أدري بأي مخالفتكم له أحاجيك إذ لم توافقوه في جزء واحد، صلاتكم خنوع للصليب وخضوع للأصنام، وعمدتها أشنع من كل شنيع. وهي اعتقادكم في رغيف من الخبز أنه جسم الله ، وشربة من الخمر يتناولها أسقفكم تزعمون أنها دم الله ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
فانظر إلى هذه المتابعة، ما أوضح بطلانها! أما إن المسيح ليتبرأ مما ينسبون إليه من العظائم، وسيقتل خنزيركم، ويكسر صليبكم، ويذَركم وما تعبدون من دون الله .
وما أبين كذب دعوى أمة تزعم الاقتداء بنبي، وهي مخالفة له في الأصول والفروع، والاعتقادات والعبادات والعادات.
ومن المعلوم أن الفائدة في إرسال الرسل إلى الخلق هي التعريف بالله [عز وجل] ، والأمر بتوحيده، وتلقين الاعتقادات، وتبيين ضروب العبادات. ولو لم يبين الرسول للناس ما يعتقدون، وكيف يعبدون، لكان إرساله عبثاً يستحيل على الحكيم العليم.
وهذا أصل دينكم، وفرعه معلوم معروف هل تعلمون للمسيح فيه نصاً تعتمدون عليه، أو فعلاً تصمدون إليه. وإلا فأنت أكبر علماء دينك إذا سئلت عن نصٍّ للمسيح في القول بالآب والإبن والاتحاد والحلول، هل تجده؟ أما إنه لا يمكنك القول به؟(1/826)
ثم إذا سئلت عن عبادته وعادته ، هل هي موافقة لما أنتم عليه اليوم أم لا؟ ماذا تقول؟ أما إن المنصوص ليضطرك إلى القول بأن جميع ما أنتم عليه، مخالف لما كان عليه. فصح أن دعواكم اتباعَه خطأ عظيم. وإن لم تشهد بصدق مقالتي، فكذبني بنصٍّ واحد للمسيح، يشهد بصحة ما أنتم قائلون، وصواب ما أنتم معتقدون.
وأما قولك: إن كتابنا يشهد أنكم أهل كتاب، ومن كان له كتاب فيجب أن يكون له دين. فاعلم أن الله تعالى مولانا أخبرنا في كتابه، على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عنكم وعن جميع الأمم السالفة، من لدن آدم إلى بعثة نبينا. وزيادة أنه أعلمنا بأمور من الغيب لم تكن بعد بل هي كائنة، ولكن إخباره تعالى عن وجودكم ووجود اليهود.
وصدق التوراة والإنجيل في نفس الأمر، لا يستلزم صدقكم ولا صدق اليهود. بل أخبرنا تعالى بكفركم وافترائكم عليه، فقال عز من قائل: "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ الله ثَالِثُ ثَلاَثةٍٍَ" . ولا ريب أن هذه صفتكم وسمتكم، لا يشارككم فيها أحد [من الأمم] .
وكذلك أخبرنا في غير ما موضع من كتابه عن كفر اليهود بقوله تعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيئِينَ يِغَيْرِ الْحَقِّ" ، وقوله تعالى: "وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً" .(1/827)
وأخبرنا أيضاً عنهم أنه قد سخط عليهم وفي العذاب هم خالدون ، وهل في الكفر من هو أسوأ حالاً ممن هذه حاله، والعياذ بالله؟ فتبين بما قلناه أن التوراة لم تنفع اليهود، كما لم ينفعكم الإنجيل. فكيف تستدل بصحة الكتب على صحة ما أنتم عليه، وهي حجة عليكم لا لكم؟ بل [أنتم] أسوأ حالاً ممن لم يبلغه كتاب، إذ لا حجة لكم عند الله بعد إطلاعكم على الحق وجحدكم له. على أنَّا لا ننكر حق من آمن من بني إسرائيل بنبي زمانه، ولم يقع في شتم نبي كقوم موسى، ومن آمن بداوود وسليمان وسائر أنبياء بني إسرائيل، فقد كان فيهم الصالحون والعُبّاد والزّهاد، بل إن الذي آمن منهم بنبيه، وحفظ شريعته على ما أمر به، ثم أظله زمان نبي آخر فآمن به له أجران.
هذا كله إلى زمان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الذي نسخت شريعته جميع الشرائع، ووجب ببعثته على جميع الأمم الدخول في ملته. فمن سمع به من سائر الملل، فاستمسك بدينه، ولم يدخل في ملة هذا النبي الكريم، فهو من أصحاب النار، لأنه قد أقام على شيء ارتفع حكمه، ونسخ ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما طلبك الدليل على صحة ديننا، وصدق رسالة نبينا، فلعمري إنكم لتعلمون صحة ذلك كما تعلمون صحة وجودكم لو صحبكم التوفيق السابق في الأزل، ولكن "مَنْ يُضْلِل الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ" .
فصل يذكر فيه [ما بشرت به] صحف الأنبياء ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأول ذلك في نص الإنجيل عن المسيح من رواية لوقش ، يقول [فيه] : "إني ذاهب عنكم، وإنه سيأتي بعدي البارقليط المبارك، ولا ينطق إلا بالحق، ولا يقول شيئاً من نفسه، وإنه يتكلم بما يوحى إليه ويؤمر به، وأنا قد جئتكم بالأمثال، وهو يجيئكم بالشرح والبيان" .(1/828)
وفي فصل آخر منه يقول فيه في وصف محمد صلى الله عليه وسلم: "إنه ينقذ من الضلالة، ويهدي من الجهالة، ويفتح الأعين العور والآذان الصم، لا يصخب ولا يمزح في الأسواق، ولا يغلب ولا يتكلم إلا بالحق والحِكم" . فيا ليت شعري! من هذا الرسول الذي بشر المسيح أنه يأتي بعده ، وهذه أوصافه. أخبرني من هو، أمَا أن هذا النص الصريح لم يترك لكم متعلقاً.
وفي فصل من التوراة، حيث بشر الله خليله إبراهيم، أنه استجاب دعوته في ابنه إسماعيل، وأنه سيكون من ذريته محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال له: "قد أجبت دعوتك في إسماعيل، وسأبارك فيه، وأكثِّره وأنمِّيه جداً جداً ، وسيضع فسطاطه في بلاد إخوته" . وإخوة إسماعيل بنو إسرائيل، وبلادهم مصر والشام. ومعلوم أنه لم تكثر ذرية إسماعيل، ولا ظهرت البركة فيها إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي وضع فسطاطه في بلادهم، واكتسب العز والسلطان الأبدي، رهطه ذرية إسماعيل. ونقل الله النبوة والسلطان من ذرية إسحاق إلى ذرية إسماعيل، بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ولهذه الحكمة، أسكنه الله وأمه مكة لأن يورث فيها خير الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم.
وفي فصل من التوراة أيضاً، يقول الله لموسى: "سيقوم نبي من إخوان بني إسرائيل، وهو نبي مثلك، أجعل فيه خطابي، ويتكلم بجميع ما أمر به" . فصل وفي صحف أشعياء عليه السلام، يقول له: "هذا عبدي أمسك فيه مصطفاي وفخاري، أحببته لجلالتي. لا ينطق حتى يجعل في الأرض ديناً، ولشريعته جميع الأمم منتظرون" .
فيا ليت شعري! من هذا النبي الذي بشر به أشعياء، اسمه المصطفى؟، أو لمن كانت الأمم تنتظر؟ أو لم يعلم بعد أشعياء نبياً غير محمد صلى الله عليه وسلم.(1/829)
وفي صحف دانيال، يقول: "رأيت بسحاب السماء ابن آدم طالعاً حتى وصل إلى الرب، وبين يديه تقرب" ، ثم قال في نص بعد هذا: "ولمحمد تُعطى العزة والمملكة، وكثرة الأمم والشعوب والألسن كلها راجعة إليه. دينه ثابت لا يزال، ورئاسة أمته لا تحول" . أما إن هذا تصريح بالإسراء، حيث قال: "طالعاً بسحاب السماء"، وإثبات لجميع أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي صحف أرمياء، يقول الله له فيها في وصف محمد عليه السلام : "تكون الجلالة منه، والاقتحام من صميم فؤاده، وأقرِّبه وأدنيه إلي، ومَن الذي يطيق التقرب إلي، يقول: هذا الرب جل وتعالى" . ومن المقطوع به أن الجلالة والرفعة، والوصول إلى العرش لم يكن إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم.
فصل ومن كلام عزير حين تكلم على خاتمة التوراة يقول أن خاتم النبيئين وسيد المرسلين يبعث في آخر الزمان، ونص ذلك عن الله: "إني باعث رسولي، ينقي الطريق بين يدي، وفي غفلة يأتي إلى مكة السيد الذي أنتم له يا أنبياء طالبون، ورسول العهد الذي أنتم له محبون، ها هو ذا يأتي" .
وفي صحف حبقوق، يقول الله له: "قم فانظر وأخبر بما ترى. فقال: إني أرى رجلين، أحدهما راكب على جمل، والآخر راكب على حمار. وبيد الراكب على الجمل قضيب يشير به على أصنام بابل فتسقط" .
والاتفاق واقع منا ومنكم أن صاحب الجمل هو محمد صلى الله عليه وسلم، وصاحب الحمار عيسى عليه السلام. ومعلوم عند جميع الأمم أن أصنام بابل لم تسقط إلا على يد محمد صلى الله عليه وسلم وأمته .
فهل عندك مطعن في هذه النصوص، أو مدفع أو تجد عنها محيداً، إلا أن تأولوها بتأويلاتكم الهذبانية السخيفة، التي لا تقوم على ساق لبعدها وركاكتها.
فقال وقد التفت إلى جلسائه الأساقفة: "كيف رأيتم جوابه؟".
فقالوا له: "أدام الله عزك، ما أرانا إلا أردنا أن نُنَصِّرَهُ، فكاد يقودنا إلى دينه".(1/830)
فضحك اللعين، وقال: "لعمري إنه لكذلك! ولقد أجاب فأطنب"، ثم التفت إلي وقال لي: "ما أنكرت شيئاً من جوابك، إذ هو جار على نسق السؤال، ولا بد من إجابتك عليه في مجلس غير هذا إن شاء الله، لأن هذا أوان ركوبي إلى الملك، والموعد بيني وبينك يوم الأحد الأقرب، لأني أتفرغ فيه عن الأشغال".
فيسر الله هروبي في أثناء هذه المدة، فكان آخر العهد به، فلله أتم الحمد، وأكمل الشكر على الخلاص من بلادهم الكافرية والامتنان ببلاد الإسلام، ولوجهه عميم الشكر كما هو أهله، لا إله إلا هو الرءوف الرحيم.
---
سمير القدوري
05-30-2006, 01:46 AM
المجلس الرابع
ببلد [وليد] أعادها الله للإسلام.
كان هذا المجلس بدار رئيس الكتبة مع أسقف ذي حدة وجدل، جلس إلي وجعل يستدرجني للسؤال عن صلاة المسلمين وصيامهم وحجهم، وقد فهمت غرضه فأخبرته بذلك على جهة الاختصار.
من ذلك أنه قال: "ما كيفية صلاتكم؟".
قلت: "هي على هيئة صلاة الأنبياء عليهم السلام وصلاة الملائكة، من الركوع والسجود والخضوع ووضع الجبهة بالأرض ، وهي أشرف الأعضاء، والقيام للصلاة صفوفاً كما تصطف الملائكة، ولم تفعل ذلك أمة غير هذه الأمة، ولا نقرب الصلاة إلا بطهارة الأجسام، وطهارة الثياب، وطهارة البقاع. فإنما أمِرنا أن نُنزِّه مساجدنا عن النجاسات" .
قال: "فهلا اكتفيتم بطهارة القلوب".
قلت: "وطهارة [القلوب ] مأمورة[في ديننا أكيد فعل جزم طلب و] زيادة ما ذكرت لك من الطهارة، لأن المصلي في ديننا يناجي ربه، فأمِر أن يكون على أكمل الحالات وأنظفها".
قال: "فإنا لا نرى شيئاً مما ذكرت عدا طهارة القلوب عن الأوصاف الذميمة، فإن الله لا ينظر من بني آدم إلا إلى قلوبهم".
قلت: قد قلت لك إنا قد أمِرنا بذلك، وقد[ع: 312] قال نبينا عليه السلام في هذا الفن: "إن الله لا ينظر إلى حسن صوركم ولباسكم، ولكنه ينظر إلى ما في قلوبكم" ، ولو فهمتم عن الله لوجدتم الطهارة الحسية.(1/831)
وكفاكم في ذلك ما تعلمونه من قصة موسى عليه السلام، حيث أمره الله أن ينزع نعليه بالواد المقدس ، سبب ذلك عند كافة العلماء أنها كانت من جلد غير طاهر. هذا في المنصوص، وأما في العرف, فلو أن رجلاً دخل على الملِك وثيابه وسخة لاستقذره و[م:136] استجفاه [واستقصاه] ، فكيف بمن يناجي رب العالمين، "ولله المَثَل الأعلى" . ولتعلم أنَّا لسنا ممن يجيز أن يكون بيت صلاته كنيفاً ومحلاًّ للقاذورات.
قال: "كأنك تُعَرِّضُ بي".
قلت: "أن يكون هذا عندكم".
قال: "إنه قد يقع ذلك من بعض جهالنا وصبياننا وسفهائنا".
قلت: "فإن إقراركم لهم عليه من غير أن تأخذوا على أيديهم رضاً منكم بفعله، واتفاق على جوازه".
فطأطأ رأسه فقال: "صف لي كيفية صيامكم".
قلت: "هو الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، عن كل ما يصل إلى الحلق من جميع المنافذ، وعن الجماع، وعن استدعاء الإنزال بأي وجه كان، ووقته [وقت] شهر رمضان".
قال: "فإن صيامنا خمسة وأربعون يوماً".
قلت: "فكيف يجب عليكم، أ مَرَّة في العمر أم أكثر؟".
قال: "كأنك لم ترنا بين أظهرنا منذ زمان وأنت تشاهدنا نصومه في كل عام".
قلت: "فإني لم أر لكم صياماً منذ إقامتي فيكم، بل رأيتكم تأكلون على ما جرت به عادتكم أكلة هائلة في نصف النهار، ومن أراد الأكل منكم باليل فإنه يأكل من المعاجن ما شاء بقدر معلوم عندكم من الخبز، ومن اشتهى الشرب منكم شرب متى أحب من ليل أو نهار، فما كنت أظن أن مثل هذا يعد صياماً".
قال: "فإن هذا صيام المسيح وصيام حواريه".(1/832)
قلت: "من أعلمكم أن هذا كان صيام المسيح مع اضطرابكم في جميع أموره، واختلاف اليهود مضليكم في أمره، واضطراب أقوالهم في صلبه، فمن أخبارهم من أثبته، ومنهم من أنكره، وهم منكرون لدينكم جملة وتفصيلاً، وكل ما بيدكم في قصة المسيح إملاء من أحبارهم المسؤولين من قسطنطينكم بعد موت المسيح ببرهة من الزمان، فأنت تعلم من يأخذ دينه تقليداً من أعدائه المنكرين له ولدينه المـ(فراغ) به".
قال: "أما أنك قد غلوت في الرد والنيل من ديننا، وأثنيت على دينك، وبالغت في إطراء صلاتكم وشريعتكم، ولا ينفعكم من ذلك شيء إلا أن تؤمنوا بالمسيح أنه ابن الله".
قلت: "أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين" ، على أني أطالبك في شيء، فإن جئت به صحيحاً في النقل فأنا أول الشاهدين على صحة دينك".
قال: "ما هو؟".
قلت: "أن تأتي بنص من التوراة والإنجيل من كلام المسيح عليه السلام، يقول فيه أنه الله أو ابن الله".
قال: "إنه ربما سيوجد ذلك".
قلت: "فهلُمّه".
وكان قد دار بنا (313)/ جماعة من الرهبان والعامة، فقال له الرهبان: "هذا شيء لا يوجد في كتاب من كتبنا ، إذ لم يُحفَظ قط عن المسيح شيء من ذلك إلا كلاماً فيه احتمال ضعيف، الإنكار فيه أظهر من الاثبات، وهو أن أحد الحواريين سأله المسيح: "ما يقول الناس في؟"، فقال: "يا روح الله! منهم من يقول إنه ساحر، ومنهم من يقول إنه كاذب. (فراغ) : " وأنت، ما عندك في أمري؟". قال: "عندي أنك ابن الله"، فقال له المسيح: "أنت قلتها" .
هذا أكثر ما يوجد عندنا، والإنكار أظهر فيه من الاقرار، وأنه يوجد في ذلك نصّ صريح فلا".
فقال لي الأسقف عند ذلك: "من أين علمت أنه لا يوجد نص في كتابنا للمسيح يقول فيه أنه ابن الله؟".(1/833)
قلت: "لأني رأيت من كتبكم جل ما تتعاطونها، وأيضاً فإن مثل هذه المقالة الشنعاء تستحيل على المسيح عليه السلام، إذ هو نبي معصوم، ولا يمكن بل ولا يجوز أن يتكلم بهذا القول العظيم الذي أحوجتموه إلى إنكاره، والاعتذار منه عند الله، وإنكم لتحسبونه هيِّناً وهو عند الله عظيم. وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه أنه سائله عنه يوم القيامة ليكون أبلغ في توبيخكم وتكذيبكم، وإقراركم بحضرة الخصم.
فنسأل الله العظيم أن يعصمنا من الخذلان والضلال، وأن لا يجعل للشيطان علينا سبيلاً".
ثم انفصلت عنه وهو أشهى ما كان لمحاورتي والخوض فيما كان بسبيله، وكان خنقه أشد على الرهبان من كونهم ردوا عليه ما كان ينتحله ويزعمه.
---
(1/834)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لا فرق بين المسلم والمؤمن
---
لا فرق بين المسلم والمؤمن
---
المقاتل7
10-15-2003, 08:13 AM
الآية :
(قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة الحجرات 14
أخطأ بعض العلماء عندما ظنوا أن في هذه الآية دليل على التفريق بين المسلم والمؤمن . و أن المرء قد يكون مسلما و ليس مؤمنا ، فالمؤمن هو المسلم لا فرق .
فما الدليل على ذلك ؟
أولا : يجب ألا ننزع الآية من السياق ، فبعد الآية التي أدرجتها يقول تعالى ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين )
ثانيا : الله تعالى لم يقل للأعراب أسلمتم ، ولكن قال ( قولوا أسلمنا ) ، بمعنى قولوا ما شئتم من الكذب ، و دليل كذبهم قوله تعالى( إن كنتم صادقين ) ، و لا يكذب في مسألة الإيمان إلا المنافق فثبت بذلك نفاقهم و لا يمكن الحكم بإسلام المنافق .
ثالثا :قول الأعراب ( يمنون عليك أن أسلموا ) و ليس آمنوا ، أي أنهم يمنون بإسلامهم فيقولون أسلمنا ، فدل ذلك أن ( أسلمنا ) لها نفس معنى (آمنا )، ثم يوضح الله تعالى أن المن بالإسلام إنما يكون من الله فكيف تكون صورته ( أن هداكم للإيمان ) ، فالمن بالإسلام هو الهداية للإيمان ، فثبت بذلك أن المسلم و المؤمن اسمان لمسمى واحد .
رابعا : أما قوله تعالى ( لا يلتكم من أعمالكم شيئا ) فمشروطة ب ( إن تطيعوا الله ورسوله ) ، و من أطاع الله ورسوله فهو المؤمن ، فدل ذلك أن المقصود هو الأعمال التالية للإيمان إن آمنوا و ليس الأعمال السابقة له كما ظن بعض المفسرين .(1/835)
فمن المؤمن و من المسلم ؟
جاء في الحديث المتفق عليه أن الإيمان هو الإيمان بالله وملائكته و كتبه ورسله و اليوم الآخر والقدر ، فعرفنا أن من آمن بذلك هو المؤمن .
و جاء فيه أن الإسلام هو الشهادة و الصلاة والزكاة والصوم والحج لمن استطاع ، فعرفنا أن من قام بذلك فهو المسلم.
و الإسلام عقيدة وعمل لا تجزئ إحداهما وحدها !!
فمن آمن بما ورد في الحديث و ترك العمل فليس بمؤمن ولا مسلم .
و من أدى أركان الإسلام و لم يؤمن بما سبق فليس بمؤمن ولا مسلم .
و لم يأت أي دليل على القول أن المرء قد يكون مسلما فقط . و لما كان ذلك ساقط من الأصل بما يقتضيه معنى اللفظ ، فلا يمكن أن نرد الأصل بالظن .
____________
تتمة :
وقد دلت بعض الآثار على تفضيل استخدام لفظ مسلم في تعيين الأشخاص بدلا من مؤمن كما في البخاري وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا وسعد جالس، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا هو أعجبهم إلي، فقلت: يا رسول الله، ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما. فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي فقلت: مالك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا سعد إني لأعطي الرجل، وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبه الله في النار.(1/836)
في الحديث علل رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم إعطاء ذلك الرجل رغم أنه أحب إليه من غيره أنه يخشى على غيره أن يكبه الله في النار ، فدل ذلك أن هذا الرجل قوي الإيمان لا يُخشى عليه الفتنة من ترك العطاء له بعكس غيرة ممن أُجزل لهم العطاء ، و رغم ذلك فقد قدم لفظ مسلم في التعيين ، و لا يستقيم أن نظن أن الرجل الذي هو أحب إلى رسول الله من غيره ليس مؤمنا ، و من ذلك يتضح قوله أو مسلما لا يعني أنه ليس الرجل مؤمنا ، ولكن يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم سعدا أن استخدام لفظ مسلم في تعيين الشخص أولى من لفظ مؤمن .
---
أحمد البريدي
10-15-2003, 10:28 AM
الإسلام والإيمان لفظان شرعيان ورد القرآن والسنة بهما , ومذهب أهل السنة فيهما :
أن الاسلام اعم من الإيمان فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن وادلة ذلك كثيرة منها ما ذكرت .
ولفظ الاسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا , وإذا افترقا اجتمعا . فإذا ذكر الاسلام وحده دخل فيه الإيمان والعكس ,
أما إذا ذكرا جميعا فلكل واحد منهما معنى يخصه .
وأما آية الحجرات ففيها قولان :
القول الأول : أنها في المنافقين وهو القول الذي ذكرت وهو رأي البخاري .
القول الثاني : أنها في قوم دخلوا الإسلام حقيقة لكن لم يستحكم الإيمان في قلوبهم وهو راي ابن جرير وابن كثير ,. وهو الصحيح قال ابن كثير : وقد استفيد من هذه الآية ان الأيمان اخص من الاسلام كما هو مذهب اهل السنة والجماعة , ويدل عليه حديث جبريل ...الخ كلامه .
وعلى فرض أن الآية في المنافقين فالتفريق بين الاسلام والايمان مأخوذ من أدلة أخرى والله اعلم .
---
المقاتل7
10-15-2003, 10:48 AM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
و لكن لا دليل شرعي على التفريق بين المسلم والمؤمن كما تقول سوى آية سورة الحجرات و التي ظهر بطلان الإستدلال بها .
أما قولك(1/837)
ولفظ الاسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا , وإذا افترقا اجتمعا . فإذا ذكر الاسلام وحده دخل فيه الإيمان والعكس ,
فلا علاقة له بالموضوع ـ لأن الحديث عن اسمي المسلم والمؤمن و أنهما يدلان على نفس المسمى ..
أما الإيمان والإسلام فلا يدلان على نفس المسمى إذا اجتمعا كما في الأثر الذي أشرت إليه .
---
ناصر الغامدي
01-02-2006, 04:11 PM
أخي العزيز المقاتل7
أولاً : النصوص في مسألة التفريق بين الإسلام والإيمان كثيرة .
ثانياً : العلماء القائلون بالتفريق كثيرون جداً وقد سردوا أدلة كثيرة في ذلك .
ثالثاً : هل سبقك من العلماء المعتبرين أحد بهذا القول .
رابعاً :كيف ترد على من قال بالتفريق محتجاً بـ :
- أقوال العلماء .
- النص الذي ذكرته " .. قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " .
- وهو يرفض دعواك أن " قولوا أسلمنا " ليس إثبات لأسلامهم ويرى ضعف حجتك في استدلالك على أن المراد ( قولوا ما شئتم من الكذب )
وهو يحمل قول الله تعالى " أن هداكم للإيمان " أي الإسلام وهو الذي أثبته الله تعالى لهم في
قوله : " ولكن قولوا أسلمنا "
وأما قضية لا يمكن أن يكون الرجل مسلم وليس بمؤمن ، فهذا المعنى له شواهد في الكتاب والسنة
كثيرة منا الآية التي ذكرتها .
وحين تتنبه إلى مسألة ربما يحل الإشكال لديك والمسألة هي : أن الإيمان له تفسيرين :
أحدهما : الإيمان الكامل " الإيمان الحقيقي "
والآخر : اسم الإيمان ( وهو هنا بمعنى الإسلام )
ثم الإسلام يفسر أيضاً بتفسيرين : الأول : الأسم ، وهو الذي ليس بكامل الإيمان
والثاني فهو بمعنى الإيمان الكامل .
وعلى هذا فيحمل كل نص من النصوص الشرعية بما يناسبه فبعض النصوص تذكر الإيمان ويراد
بها : اسم الإيمان ( وهو الإسلام الذي أثبته الله تعالى للأعراب ) وذكره تعالى بقوله " أن هداكم
للإيمان "
وبعض النصوص تذكر الإسلام ويراد به الإيمان بمعناه الخاص .
وللحديث بقية
والله تعالى أعلم(1/838)
راجع أخي مقاتل7 كتاب " تعظيم قدر الصلاة " للمروزي (1/356) فما بعده وفي
الكتاب في عدة مواضع أخرى كلام مهم
---
ناصر الغامدي
01-02-2006, 04:17 PM
ولابن جرير الطبري كلام في هذا مهم
لعلي أنقله قريباً إن شاء الله تعالى في كتاب له اسمه " التبصير في معالم الدين "
---
ناصر الغامدي
01-06-2006, 04:57 PM
والحديث الذي ذكرته أنت ، وفقك الله تعالى وفيه تفضيل استخدام لفظ مسلما بدل مؤمناً .
فيه دلالة بيّنة على أن بينها فرق ولو كانت بمعنى واحد ، لما ساغ استخدام أحدهما دون الآخر في وصف شخص ما .
فإن فضل استخدام أحدهما دون الآخر( كما قلت أنت ) في وصف شخص دل على أن بينها اختلاف .
وهو الذي ذكره العلماء :
قال بن جرير في : ( التبصير في معالم الدين ) ص190 طبعة دار العاصمة :
" .... غير أنّ المعنى الذي يستحق به اسم مؤمن بالإطلاق ، هو الجامع لمعاني الإيمان ، وذلك أداء جميع فرائض الله - تعالى ذكره - من معرفة وإقرار وعمل ...... إلى أن قال : " كما بينا أنّه غير جائز تسمية أحد مؤمنا ووصفه به مطلقاً من غير وصل إلا لمن استكمل معاني التصديق الذي هو جماع أداء جميع فرائض الله .
وقال رحمه الله تعالى قبل هذا الكلام في أهل الكبائر ص 183 : " والذي نقول : معنى ذلك أنّهم مؤمنون بالله ورسوله ولا نقول : هم مؤمنون بالإطلاق لعلل سنذكرها بعد.
ونقول : هم مسلمون بالإطلاق ، لأن الإسلام اسم للخضوع والإذعان ..... إلخ كلامه " إهـ
فأقول أخي " مقاتل7 " : يختلف معنى الإسلام عن معنى الإيمان - على وجه التفصيل - ولذا يوصف البعض بالإسلام دون الإيمان .
وهو قول الإمام الزهري - رحمه الله تعالى كما في مسلم : " فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل "
وقبل قول الزهري حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكرته أنت ، بل وقوله صلى الله عليه وسلم : " أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص " وهو في السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله تعالى برقم 155- 156(1/839)
وفي كتاب الإيمان لابن تيميةص303
وقد روي التفريق عن كثير من السلف . راجع كتاب الإيمان لشيخ الاسلام بن تيمية .
وقد اثبت هذا التفريق الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه ( تعظيم قدر الصلاة ) ص 512 ، بدليل الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وأئمة الدين ، ثم أثبتها بالعقل فقال :
" .. وذلك أن الله جعل اسم المؤمن اسم ثناء وتزكية ومدحة ، أوجب عليه الجنة فقال : " وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً{43} تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً "
وقال : " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ "
وقال : " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم "
وقال : " يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ "
وقال : " اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ "
وقال عزوجل : " وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ "
قال محمد بن نصر المروزي : " ثم أوجب الله النار على الكبائر ، فدل بذلك على أن اسم الإيمان زائل عن من أتى كبيرة ، قالوا : ولم نجد الله أوجب الجنة باسم الاسلام ، فثبت ان اسم الإسلام ثابت على حاله ، واسم الإيمان زائل عنه . إ هـ
قلت : وله كلام عظيم وطويل في إثبات ذلك بالنظر والعقل ، غير ما أورده من أدلة فراجعه فهو مهم .(1/840)
فبهذا أخي مقاتل تعرف أن التسمية بابها واسع فالإسلام والإيمان يتداخلان في المعنى ولكل منهما معنى خاص ومعنى عام وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد قيس معنى الإسلام فجعله المعنى الخاص للإيمان الذي في حديث جبريل . وقوله تعالى : " أولئك هم المؤمنون حقاً " يدل على أن الإيمان نوعين كما ذكر ذلك الإمام محمد بن نصر ي كتابه المذكور (1/ 358) فالتسميات أمرها واسع لكن المعاني التفصيلية هي التي ينبغي معرفتها على وجه التفصيل حتى لا يتوهم المسلم تناقض الأحاديث يما بينها ، أو لا يفهمها على حقيقتها .
وحقيقة المعاني الشرعية لا يمكن معرفتها بعيداً عن مراجعة كلام السلف وأئمة الدين
ومن ذلك ربما تسمية بعض الذنوب كفراً وقد فسر بن عباس الكفر في قوله تعالى : " ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " بأنه ليس الكفر الأكبر .
والله أعلم
---
ناصر الغامدي
06-18-2006, 07:12 PM
للرفع
اين مقاتل
---
عبدالله بن بلقاسم
06-21-2006, 07:36 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد بحث هذه المسالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الإيمان الكبير
بحثا وافيا شافيا
أحيلكم عليه وأنقل لكم مقدمته للتشويق:(1/841)
سْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ . قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ : أَحْمَد ابْنُ تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا . اعْلَمْ أَنَّ " الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ " يَجْتَمِعُ فِيهِمَا الدِّينُ كُلُّهُ وَقَدْ كَثُرَ كَلَامُ النَّاسِ فِي " حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ " وَنِزَاعُهُمْ وَاضْطِرَابُهُمْ ؛ وَقَدْ صُنِّفَتْ فِي ذَلِكَ مُجَلَّدَاتٌ ؛ وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ مِنْ حِينِ خَرَجَتْ الْخَوَارِجُ بَيْنَ عَامَّةِ الطَّوَائِفِ . وَنَحْنُ نَذْكُرُ مَا يُسْتَفَادُ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مَا يُسْتَفَادُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى فَيَصِلُ الْمُؤْمِنُ إلَى ذَلِكَ مِنْ نَفْسِ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ . فَلَا نَذْكُرُ اخْتِلَافَ النَّاسِ ابْتِدَاءً ؛ بَلْ نَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ - فِي ضِمْنِ بَيَانِ مَا يُسْتَفَادُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ - مَا يُبَيِّنُ أَنَّ رَدَّ مَوَارِدِ النِّزَاعِ إلَى اللَّهِ وَإِلَى الرَّسُولِ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وَأَحْسَنُ عَاقِبَةً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . فَنَقُولُ : قَدْ فَرَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ(1/842)
السَّلَامُ بَيْنَ مُسَمَّى " الْإِسْلَامِ " وَمُسَمَّى " الْإِيمَانِ " وَمُسَمَّى " الْإِحْسَانِ { . فَقَالَ : الْإِسْلَامُ : أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا . وَقَالَ : الْإِيمَانُ : أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ } . وَ " الْفَرْقُ " مَذْكُورٌ فِي حَدِيثِ عُمَرَ الَّذِي انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَيْهِ وَكِلَاهُمَا فِيهِ : أَنَّ جبرائيل جَاءَهُ فِي صُورَةِ إنْسَانٍ أَعْرَابِيٍّ فَسَأَلَهُ . وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ : أَنَّهُ جَاءَهُ فِي صُورَةِ أَعْرَابِيٍّ . وَكَذَلِكَ فَسَّرَ " الْإِسْلَامَ " فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ الْمَشْهُورِ قَالَ : { بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ } . وَحَدِيثُ جبرائيل يُبَيِّنُ أَنَّ " الْإِسْلَامَ الْمَبْنِيَّ عَلَى خَمْسٍ " هُوَ الْإِسْلَامُ نَفْسُهُ لَيْسَ الْمَبْنِيُّ غَيْرَ الْمَبْنِيِّ عَلَيْهِ ؛ بَلْ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدِّينَ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ : أَعْلَاهَا " الْإِحْسَانُ " وَأَوْسَطُهَا " الْإِيمَانُ " وَيَلِيهِ " الْإِسْلَامُ " فَكُلُّ مُحْسِنٍ مُؤْمِنٌ وَكُلُّ مُؤْمِنٍ مُسْلِمٌ وَلَيْسَ كُلُّ مُؤْمِنٍ مُحْسِنًا وَلَا كُلُّ مُسْلِمٍ مُؤْمِنًا كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ - إنْ شَاءَ اللَّهُ - فِي سَائِر الْأَحَادِيثِ(1/843)
كَالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قلابة عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ أَبِيهِ { عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : أَسْلِمْ تَسْلَمْ . قَالَ : وَمَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : أَنْ تُسْلِمَ قَلْبَك لِلَّهِ وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِك وَيَدِك . قَالَ : فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْإِيمَانُ . قَالَ : وَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ . قَالَ : فَأَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْهِجْرَةُ . قَالَ : وَمَا الْهِجْرَةُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ . قَالَ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ . قَالَ : وَمَا الْجِهَادُ ؟ قَالَ : أَنْ تُجَاهِدَ أَوْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إذَا لَقِيتهمْ وَلَا تغلل وَلَا تَجْبُنُ } . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { عَمَلَانِ هُمَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ إلَّا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا - قَالَهَا ثَلَاثًا - حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ } رَوَاهُ أَحْمَد وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المروزي . وَلِهَذَا يَذْكُرُ هَذِهِ " الْمَرَاتِبَ الْأَرْبَعَةَ { فَيَقُولُ : الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ } . وَهَذَا مَرْوِيٌّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وفضالة بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمَا بِإِسْنَادِ جَيِّدٍ وَهُوَ فِي " السُّنَنِ " وَبَعْضُهُ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " . وَقَدْ(1/844)
ثَبَتَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ قَالَ : { الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ } . وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ كَانَ مَأْمُونًا عَلَى الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ ؛ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَسْلَمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَلَوْلَا سَلَامَتُهُمْ مِنْهُ لَمَا ائْتَمَنُوهُ . وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عبسة . وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ { قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : إطْعَامُ الطَّعَامِ وَطَيِّبُ الْكَلَامِ . قِيلَ : فَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ . قِيلَ : فَمَنْ أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ إسْلَامًا ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ . قِيلَ : فَمَنْ أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا ؟ قَالَ : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا . قِيلَ فَمَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ ؟ قَالَ : مَنْ هَجَرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ . قَالَ : أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : طُولُ الْقُنُوتِ . قَالَ : أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جُهْدُ مُقِلٍّ . قَالَ : أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْ تُجَاهِدَ بِمَالِك وَنَفْسِك ؛ فَيُعْقَرَ جَوَادُك وَيُرَاقَ دَمُك . قَالَ أَيُّ السَّاعَاتِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِرِ } . وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا كُلَّهُ مَرَاتِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ؛ وَإِلَّا فَالْمُهَاجِرُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا وَكَذَلِكَ الْمُجَاهِدُ وَلِهَذَا قَالَ : { الْإِيمَانُ : السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ } . وَقَالَ فِي الْإِسْلَامِ : { إطْعَامُ الطَّعَامِ(1/845)
وَطَيِّبُ الْكَلَامِ } . وَالْأَوَّلُ مُسْتَلْزِمٌ لِلثَّانِي ؛ فَإِنَّ مَنْ كَانَ خُلُقُهُ السَّمَاحَةَ فَعَلَ هَذَا بِخِلَافِ الْأَوَّلِ ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ يَفْعَلُ ذَلِكَ تَخَلُّقًا وَلَا يَكُونُ فِي خُلُقِهِ سَمَاحَةٌ وَصَبْرٌ . وَكَذَلِكَ قَالَ : { أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ } . وَقَالَ : { أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا } . وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا يَتَضَمَّنُ الْأَوَّلَ ؛ فَمَنْ كَانَ حَسَنَ الْخُلُقِ فَعَلَ ذَلِكَ . قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ : مَا حُسْنُ الْخُلُقِ ؟ قَالَ : بَذْلُ النَّدَى وَكَفُّ الْأَذَى وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ . فَكَفُّ الْأَذَى جُزْءٌ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ . وَسَتَأْتِي الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ بِأَنَّهُ جَعَلَ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ مِنْ الْإِيمَانِ كَقَوْلِهِ : { الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ } . { وَقَوْلُهُ لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ : آمُرُكُمْ بِاَللَّهِ وَحْدَهُ ، أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَحْدَهُ ؟ شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ } . وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنَّ هَذِهِ الْأَعْمَالَ تَكُونُ إيمَانًا بِاَللَّهِ بِدُونِ إيمَانِ الْقَلْبِ ؛ لِمَا قَدْ أَخْبَرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إيمَانِ الْقَلْبِ فَعُلِمَ أَنَّ هَذِهِ مَعَ إيمَانِ الْقَلْبِ هُوَ الْإِيمَانُ وَفِي " الْمُسْنَدِ " عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي(1/846)
الْقَلْبِ } . { وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ } . فَمَنْ صَلَحَ قَلْبُهُ صَلَحَ جَسَدُهُ قَطْعًا بِخِلَافِ الْعَكْسِ . وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عيينة : كَانَ الْعُلَمَاءُ فِيمَا مَضَى يَكْتُبُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ : مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ ، وَمَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ عَمِلَ لِآخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ . رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي " كِتَابِ الْإِخْلَاصِ " . فَعُلِمَ أَنَّ الْقَلْبَ إذَا صَلَحَ بِالْإِيمَانِ ؛ صَلَحَ الْجَسَدُ بِالْإِسْلَامِ وَهُوَ مِنْ الْإِيمَانِ ؛ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِ جبرائيل : { هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ } . فَجَعَلَ " الدِّينَ " هُوَ الْإِسْلَامُ وَالْإِيمَانُ وَالْإِحْسَانُ . فَتَبَيَّنَ أَنَّ دِينَنَا يَجْمَعُ الثَّلَاثَةَ لَكِنْ هُوَ دَرَجَاتٌ ثَلَاثٌ : " مُسْلِمٌ " ثُمَّ " مُؤْمِنٌ " ثُمَّ " مُحْسِنٌ " كَمَا قَالَ تَعَالَى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ } وَالْمُقْتَصِدُ وَالسَّابِقُ كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِلَا عُقُوبَةٍ بِخِلَافِ الظَّالِمِ لِنَفْسِهِ . وَهَكَذَا مَنْ أَتَى بِالْإِسْلَامِ الظَّاهِرِ مَعَ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ ؛ لَكِنْ لَمْ يَقُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ الْإِيمَانِ الْبَاطِنِ ؛ فَإِنَّهُ مُعَرَّضٌ لِلْوَعِيدِ كَمَا(1/847)
سَيَأْتِي بَيَانُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ . وَأَمَّا " الْإِحْسَانُ " فَهُوَ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَصْحَابِهِ مِنْ الْإِيمَانِ . " وَالْإِيمَانُ " أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَصْحَابِهِ مِنْ الْإِسْلَامِ . فَالْإِحْسَانُ يَدْخُلُ فِيهِ الْإِيمَانُ وَالْإِيمَانُ يَدْخُلُ فِيهِ الْإِسْلَامُ وَالْمُحْسِنُونَ أَخَصُّ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنُونَ أَخَصُّ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ : فِي " الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ " فَالنُّبُوَّةُ دَاخِلَةٌ فِي الرِّسَالَةِ وَالرِّسَالَةُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهَا وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَهْلِهَا ؛ فَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولًا ؛ فَالْأَنْبِيَاءُ أَعَمُّ وَالنُّبُوَّةُ نَفْسُهَا جُزْءٌ مِنْ الرِّسَالَةِ فَالرِّسَالَةُ تَتَنَاوَلُ النُّبُوَّةَ وَغَيْرَهَا بِخِلَافِ النُّبُوَّةِ ؛ فَإِنَّهَا لَا تَتَنَاوَلُ الرِّسَالَةَ . وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَّرَ " الْإِسْلَامَ وَالْإِيمَانَ " بِمَا أَجَابَ بِهِ ؛ كَمَا يُجَابُ عَنْ الْمَحْدُودِ بِالْحَدِّ إذَا قِيلَ مَا كَذَا ؟ قِيلَ : كَذَا وَكَذَا . كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ { لَمَّا قِيلَ : مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالَ : ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ } . وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : { الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ } . وَبَطَرُ الْحَقِّ : جَحْدُهُ وَدَفْعُهُ . وَغَمْطُ النَّاسِ : احْتِقَارُهُمْ وَازْدِرَاؤُهُمْ . وَسَنَذْكُرُ - إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - سَبَبَ تَنَوُّعِ أَجْوِبَتِهِ وَأَنَّهَا كُلَّهَا حَقٌّ . وَلَكِنَّ ( الْمَقْصُودَ ) أَنَّ قَوْلَهُ : { بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ } كَقَوْلِهِ : { الْإِسْلَامُ هُوَ الْخَمْسُ } كَمَا ذُكِرَ فِي حَدِيثِ(1/848)
جبرائيل ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ مُرَكَّبٌ مِنْ أَجْزَاءٍ تَكُونُ الْهَيْئَةُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ فِيهِ مَبْنِيَّةً عَلَى تِلْكَ الْأَجْزَاءِ وَمُرَكَّبَةً مِنْهَا ؛ فَالْإِسْلَامُ مَبْنِيٌّ عَلَى هَذِهِ الْأَرْكَانِ - وَسَنُبَيِّنُ إنْ شَاءَ اللَّهُ - اخْتِصَاصَ هَذِهِ الْخَمْسِ بِكَوْنِهَا هِيَ الْإِسْلَامَ ، وَعَلَيْهَا بُنِيَ الْإِسْلَامُ ، وَلِمَ خُصَّتْ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ الْوَاجِبَاتِ ؟ وَقَدْ فَسَّرَ " الْإِيمَانَ " فِي حَدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ بِمَا فَسَّرَ بِهِ الْإِسْلَامَ هُنَا لَكِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْحَجَّ وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فَقَالَ : { آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَحْدَهُ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَحْدَهُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ أَوْ خُمُسًا مِنْ الْمَغْنَمِ } . وَقَدْ رُوِيَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ : { الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَشَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ } . لَكِنَّ الْأَوَّلَ أَشْهَرُ . وَفِي رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ : { آمُرُكُمْ بِأَرْبَعِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ : اُعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } . وَقَدْ فَسَّرَ - فِي حَدِيثِ شُعَبِ الْإِيمَانِ - الْإِيمَانَ بِهَذَا وَبِغَيْرِهِ فَقَالَ : { الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ } . وَثَبَتَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّهُ قَالَ : { الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ(1/849)
الْإِيمَانِ } مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ . وَقَالَ أَيْضًا : { لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } . { وَقَالَ : لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ } . وَقَالَ : { وَاَللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاَللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاَللَّهِ لَا يُؤْمِنُ . قِيلَ : مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ } . وَقَالَ : { مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ } . وَقَالَ : { مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إلَّا كَانَ فِي أُمَّتِهِ قَوْمٌ يَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِ وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ . ثُمَّ إنَّهُ يَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ ؛ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ } وَهَذَا مِنْ إفْرَادِ مُسْلِمٍ . وَكَذَلِكَ فِي إفْرَادِ مُسْلِمٍ قَوْلُهُ : { وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ : أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ } وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي(1/850)
وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَنْتَهِبُ النُّهْبَةَ يَرْفَعُ النَّاسُ إلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } . فَيُقَالُ " اسْمُ الْإِيمَانِ " تَارَةً يُذْكَرُ مُفْرَدًا غَيْرَ مَقْرُونٍ بِاسْمِ الْإِسْلَامِ وَلَا بَاسِمِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَلَا غَيْرِهِمَا وَتَارَةً يُذْكَرُ مَقْرُونًا ؛ إمَّا بِالْإِسْلَامِ كَقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ جبرائيل : { مَا الْإِسْلَامُ وَمَا الْإِيمَانُ } ؟ وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : { إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } . وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } . وقَوْله تَعَالَى { فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } . وَكَذَلِكَ ذُكِرَ الْإِيمَانُ مَعَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ ؛ وَذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ مِنْ الْقُرْآنِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } . وَإِمَّا مَقْرُونًا بِاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ } وَقَوْلِهِ : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } . وَحَيْثُ ذُكِرَ الَّذِينَ آمَنُوا فَقَدْ دَخَلَ فِيهِمْ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ؛ فَإِنَّهُمْ خِيَارُهُمْ قَالَ تَعَالَى : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } . وَقَالَ : { لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ(1/851)
مِنْ قَبْلِكَ } . وَيُذْكَرُ أَيْضًا لَفْظُ الْمُؤْمِنِينَ مَقْرُونًا بِاَلَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ثُمَّ يَقُولُ : { مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } فَالْمُؤْمِنُونَ فِي ابْتِدَاءِ الْخِطَابِ غَيْرُ الثَّلَاثَةِ ، وَالْإِيمَانُ الْآخِرُ عَمَّهُمْ ؛ كَمَا عَمَّهُمْ فِي قَوْلِهِ : { إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } . وَسَنَبْسُطُ هَذَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . ( فَالْمَقْصُودُ هُنَا ) الْعُمُومُ وَالْخُصُوصُ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَا فِي الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ مِنْ الْإِيمَانِ . وَأَمَّا الْعُمُومُ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمَلَلِ ؛ فَتِلْكَ " مَسْأَلَةٌ أُخْرَى " . فَلَمَّا ذَكَرَ الْإِيمَانَ مَعَ الْإِسْلَامِ ؛ جَعَلَ الْإِسْلَامَ هُوَ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ : الشَّهَادَتَانِ وَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْحَجُّ . وَجَعَلَ الْإِيمَانَ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ . وَهَكَذَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَد عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ } . وَإِذَا ذُكِرَ اسْمُ الْإِيمَانِ مُجَرَّدًا ؛ دَخَلَ فِيهِ الْإِسْلَامُ وَالْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ كَقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ الشُّعَبِ : { الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ } . وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَحَادِيثِ الَّتِي يُجْعَلُ فِيهَا أَعْمَالُ الْبِرِّ مِنْ(1/852)
الْإِيمَانِ . ثُمَّ إنَّ نَفْيَ " الْإِيمَانِ " عِنْدَ عَدَمِهَا ؛ دَلَّ عَلَى أَنَّهَا وَاجِبَةٌ وَإِنْ ذَكَرَ فَضْلَ إيمَانِ صَاحِبِهَا - وَلَمْ يَنْفِ إيمَانَهُ - دَلَّ عَلَى أَنَّهَا مُسْتَحَبَّةٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَا يَنْفِي اسْمَ مُسَمَّى أَمْرٍ - أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ - إلَّا إذَا تَرَكَ بَعْضَ وَاجِبَاتِهِ كَقَوْلِهِ : { لَا صَلَاةَ إلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ } . وَقَوْلِهِ : { لَا إيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ } وَنَحْوِ ذَلِكَ فَأَمَّا إذَا كَانَ الْفِعْلُ مُسْتَحَبًّا فِي " الْعِبَادَةِ " لَمْ يَنْفِهَا لِانْتِفَاءِ الْمُسْتَحَبِّ فَإِنَّ هَذَا لَوْ جَازَ ؛ لَجَازَ أَنْ يَنْفِيَ عَنْ جُمْهُورِ الْمُؤْمِنِينَ اسْمَ الْإِيمَانِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ ؛ لِأَنَّهُ مَا مِنْ عَمَلٍ إلَّا وَغَيْرُهُ أَفْضَلُ مِنْهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَفْعَلُ أَفْعَالَ الْبِرِّ مِثْلَ مَا فَعَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ . فَلَوْ كَانَ مَنْ لَمْ يَأْتِ بِكَمَالِهَا الْمُسْتَحَبِّ يَجُوزُ نَفْيُهَا عَنْهُ ؛ لَجَازَ أَنْ يُنْفَى عَنْ جُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين ، وَهَذَا لَا يَقُولُهُ عَاقِلٌ . فَمَنْ قَالَ : إنَّ الْمَنْفِيَّ هُوَ الْكَمَالُ فَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ نَفْيُ " الْكَمَالِ الْوَاجِبِ " الَّذِي يُذَمُّ تَارِكُهُ وَيَتَعَرَّضُ لِلْعُقُوبَةِ ؛ فَقَدْ صَدَقَ . وَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ نَفْيُ " الْكَمَالِ الْمُسْتَحَبِّ " فَهَذَا لَمْ يَقَعْ قَطُّ فِي كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ الْوَاجِبَ كَمَا وَجَبَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَنْتَقِصْ مِنْ وَاجِبِهِ شَيْئًا ؛ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُقَالَ :(1/853)
مَا فَعَلَهُ لَا حَقِيقَةً وَلَا مَجَازًا . فَإِذَا { قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ الْمُسِيءِ فِي صَلَاتِهِ : ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ } . { وَقَالَ لِمَنْ صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ - وَقَدْ أَمَرَهُ بِالْإِعَادَةِ : لَا صَلَاةَ لِفَذِّ خَلْفَ الصَّفِّ } كَانَ لِتَرْكِ وَاجِبٍ . وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى { إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } يُبَيِّنُ أَنَّ الْجِهَادَ وَاجِبٌ وَتَرْكَ الِارْتِيَابِ وَاجِبٌ . وَالْجِهَادُ - وَإِنْ كَانَ فَرْضًا عَلَى الْكِفَايَةِ - فَجَمِيعُ الْمُؤْمِنِينَ يُخَاطَبُونَ بِهِ ابْتِدَاءً فَعَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ اعْتِقَادُ وُجُوبِهِ وَالْعَزْمُ عَلَى فِعْلِهِ إذَا تَعَيَّنَ ؛ وَلِهَذَا { قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوِ مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ } رَوَاهُ مُسْلِمٌ . فَأَخْبَرَ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَهُمَّ بِهِ ؛ كَانَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ . " وَأَيْضًا " فَالْجِهَادُ جِنْسٌ تَحْتَهُ أَنْوَاعٌ مُتَعَدِّدَةٌ وَلَا بُدَّ أَنْ يَجِبَ عَلَى الْمُؤْمِنِ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِهِ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : { إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } { أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا } . هَذَا كُلُّهُ وَاجِبٌ ؛ فَإِنَّ التَّوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ وَاجِبٌ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ كَمَا أَنَّ الْإِخْلَاصَ لِلَّهِ وَاجِبٌ وَحُبَّ اللَّهِ(1/854)
وَرَسُولِهِ وَاجِبٌ . وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالتَّوَكُّلِ فِي غَيْرِ آيَةٍ أَعْظَمَ مِمَّا أَمَرَ بِالْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ وَنَهَى عَنْ التَّوَكُّلِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ قَالَ تَعَالَى : { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } . وَقَالَ تَعَالَى : { اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } . وَقَالَ تَعَالَى : { إنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } . وَقَالَ تَعَالَى : { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } .
---
المقاتل7
06-26-2006, 07:59 AM
للرفع
اين مقاتل
أخي ناصر الغامدي
كنت قد كتبت هذا الموضوع قبل ثلاث سنين ، و هو ليس بالأهمية التي تستحق كل هذا النقاش
الفرق بين الإسلام و الإيمان لا يختلف عليه أحد ، و قد صح تعريف الإسلام و تعريف الإيمان في الحديث :
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ...... الحديث(1/855)
و الأصل في اللغة أن اسم الفاعل يلحق بالقائم بالفعل ، فمن أتى بالأركان الخمسة صار مسلما لغويا و لكن شرعيا قد يكون منافقا ، و من آمن بما ذُكر سابقا صار مؤمنا لغويا و لكن شرعيا قد يكون كافرا إن ترك العمل، فالإسلام هو بعض عمل الجوارح و الإيمان هو عمل القلب ، و هما يتكاملان لا يُجزئ أحدهما دون الآخر !
و اعلم أخي أن ما دفع العلماء إلى التفريق بين المسلم و المؤمن هو ذلك التقصي لمسألة الكفر و الإيمان عند المصر على المعصية ، و قد وقع بعضهم في الإرجاء نتيجة لذلك ، و أذكر منهم أبا حنيفة ، و من المعاصرين الألباني ، و المعاصي تتعدد و تتباين في غلظتها و في حكم فاعلها ، و لا يمكن تقعيد حكم لأصحاب كل أنواع المعاص ، و كان الأولى بالعلماء في هذه المسألة أن يقفوا عند الأدلة القطعية ، ثم يقولوا لا ندري ..ذلك أن النصوص سكتت عن بيان هذه المسألة بيانا كاملا ، بل قد تتعارض النصوص ظاهريا في مدلولها و التوفيق بينها يحتمل عدة أوجه لا يمكن الجزم بأي من هذه الأوجه. و قد سكت الله عن أشياء رحمة بنا غير نسيان و نهى أن نسأل عما لم يُبده لنا .
---
ناصر الغامدي
09-29-2006, 02:24 PM
أخي مقاتل
نقضت كلامك السابق فالحمد لله على كل حال ، وأما التفريق بين الإسلام والإيمان فالذي دفع العلماء للتفريق بينهما هي دلالة النصوص .
وقولك : ( كان الأولى بالعلماء )................. قوية شوي ، أقصد غريب هذا العنوان ، لو قلت ببعض العلماء كان أهون شوي ، رغم انها أيضاً صعبة
عموماً كلامك أخي العزيز الأخير ما فهمته زين يمكن ، يحتاج إلى علماء كبار يفهمونه .
---
المقاتل7
09-30-2006, 02:14 AM
أخي مقاتل
نقضت كلامك السابق فالحمد لله على كل حال ، وأما التفريق بين الإسلام والإيمان فالذي دفع العلماء للتفريق بينهما هي دلالة النصوص .
.
أخيرا حضرت ... و قرأت الرد ... ( إبتسامة )(1/856)
لا تخلط بين التفريق بين الإيمان و الإسلام و التفريق بين المسلم و المؤمن ...
الأول ثابت بالنص الصريح ، و الثاني لا دلالة قطعية عليه .. و العقائد لا مجال فيها للظنيات .
---
فهد الوهبي
09-30-2006, 07:12 AM
الأخ المقاتل وفقه الله وجميع الإخوة المشاركين .. هذه المسألة من المسائل التي يقبل فيها الخلاف وهو مشهور بين العلماء ولكل وجهته ورأيه المقبول بلا تثريب.. وكل له مستند وسلف ..
وأحببت الإضافة بما يلي :
الإسلام لغة / الانقياد والإذعان ، تقول العرب : أسلم لله إذا انقاد وأذعن وأطاع ، ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل العدوي مؤمن الجاهلية :
وأسلمت وجهي لمن أسلمتْ ***له الأرض تحمل صخراً ثقالاً
دحاها فلما استوت شدها *** سواء وأرسى عليها الجبالاً
وأسلمت وجهي لمن أسلمت *** له المزن تحمل عذباً زلالاً
إذا هي سيقت إلى بلدة *** أطاعت فصبت عليها سجالاً
وأسلمت وجهي لمن أسلمت*** له الريح تصرف حالاً فحالاً(1)
وأما في الشريعة فلإطلاقه حالتان :
أ – أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان فهو حينئذ يراد به الدين كله ، أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله ، كما قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، ( ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ، ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) . .
ب – أن يطلق مقترناً بالاعتقاد فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة كقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) . وكما في هذا الحديث ( 2).
هذا ما ذكره كثير من العلماء ..(1/857)
وفي هذه الآية بالذات ننقل كلام أحد العلماء قال الشيخ الأمين رحمه الله : " أما الفرق بينهما في قوله ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) فلأن الإيمان المنفي في هذه الآية هو الإيمان الشرعي ، والإسلام المثبت فيها في الحقيقة : هو الإسلام اللغوي ، وهو : الانقياد بالجوارح للعمل ، مع أنه غير الإسلام الشرعي الحقيقي الصحيح لأن مصدره القلب والله يقول في هذه الآية : ( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) فعدم دخول الإيمان في قلوبهم يدل على أن الإسلام المثبت لهم لغوي فقط ، لأنه شكلي صوري لا حقيقي ، لأن القلوب لم تنطو عليه كما ترى (3 ).
والله أعلم...
ـــــــــــــــ
حواشي :
(1 ) منهج التشريع الإسلامي للشيخ الأمين رحمه الله ، ص (21-22) .
(2 ) معارج القبول ، ج2 / (595-596) باختصار .
(3 ) منهج التشريع الإسلامي ، ص (22-23) .
---
ناصر الغامدي
10-23-2006, 11:51 PM
نقل الشيخ فهد الوهيبي جزاه الله خيراً نقلاً مهماً جداً وهو وفي هذه الآية بالذات ننقل كلام أحد العلماء قال الشيخ الأمين رحمه الله : " أما الفرق بينهما في قوله ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) فلأن الإيمان المنفي في هذه الآية هو الإيمان الشرعي ، والإسلام المثبت فيها في الحقيقة : هو الإسلام اللغوي ، وهو : الانقياد بالجوارح للعمل ، مع أنه غير الإسلام الشرعي الحقيقي الصحيح لأن مصدره القلب والله يقول في هذه الآية : ( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) فعدم دخول الإيمان في قلوبهم يدل على أن الإسلام المثبت لهم لغوي فقط ، لأنه شكلي صوري لا حقيقي ، لأن القلوب لم تنطو عليه كما ترى (3 ).
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
---
أبو عبد الرحمن الشهري
10-28-2006, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته وبعد(1/858)
فقد أدلى المشائخ الأفاضل بدلوهم في هذا الموضوع فجزاهم الله خيرا ومن باب المشاركة في هذا الموضوع لعلي استفيد من أخواني أو أفيد أحببت ان اشارك بما يلي باختصار حيث أني فهمت من اقوال اهل العلم رحمهم الله أن الإسلام بالمعنى العام هو : " التعبد لله تعالى بما شرعه من العبادات التي جاءت بها رسله، منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة " فيشمل ما جاء به نوح صلى الله عليه وسلم من الهدى والحق، وما جاء به موسى، وما جاء به عيسى، ويشمل ما جاء به إبراهيم عليهم السلام .
والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم، لأنه لم يستسلم لله بل استسلم لهواه،
وإذا قلنا : إن الإسلام هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع شمل ذلك الاستسلام له ظاهراً وباطناً فيشمل الدين كله عقيدة، وعملاً، وقولاً،
أما إذا قرن الإسلام بالإيمان فإن الإسلام يكون الأعمال الظاهرة من نطق اللسان وعمل الجوارح،
والإيمان الأعمال الباطنة من العقيدة وأعمال القلوب
ويدل على هذا التفريق قوله تعالى:) قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ( (4). وقال تعالى في قصة لوط:) فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين . فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ( (5) . فإنه فرق هنا بين المؤمنين والمسلمين لأن البيت الذي كان في القرية بيت إسلامي في ظاهره إذ إنه يشمل امرأة لوط التي خانته بالكفر وهي كافرة، أما من أخرج منها ونجا فإنهم المؤمنون حقاً الذين دخل الإيمان في قلوبهم(1/859)
ويدل للفرق بين الإسلام والإيمان عند اجتماعهما - حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت " . وقال في الإيمان : " أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره " .
فالحاصل أن الإسلام عند الإطلاق يشمل الدين كله ويدخل فيه الإيمان، وأنه إذا قرن مع الإيمان فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح، وفسر الإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها .
---
(1/860)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الانتصار للشيخ عبد الباسط هاشم
---
الانتصار للشيخ عبد الباسط هاشم
---
الجكني
12-22-2006, 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،الحكم العدل ،والصلاة والسلام على النبي الكريم المرسول بالدين الحق والعدل :
أما بعد :
فيقول العبد الضعيف :وقعت بين يدي رسالة صغيرة الحجم معنونة ب "تحذير الشيوخ من إسناد شمروخ:بحث مهم في بعض أسانيد القراءات " ألفها من لقب نفسه أولقبه غيره :خادم القرآن الكريم "وأكرم به من لقب ،اسم هذا المؤلف :حمد الله حافظ الصفتي 0
وقد أخذت الرسالة وتصفحتها لشغفي بالقراءات وأسانيدها ،وقلت في نفسي لعلي أستفيد منها ،فقرأتها وتمعنت فيها فإذا هي "مبنية " على شيئين :
ا- الإساءة "تصريحاُ " و "تلميحاً "لشيخ من شيوخ القراءات واتهامه ب"الكذب" 0
2- الاعتماد على الإنكار بدون ذكر أي دليل علمي يمكن أن يعتمد عليه لإبطال المسألة التي من أجلها ألفت الرسالة 0
فأحببت التقرب إلى الله تعالى ب"الدفاع " عن هذا الشيخ الذي ينتسب إلى كتاب الله تعالى وذلك ب "مناقشة" كل ما ذكر صاحب الرسالة أنه دليل يمكن به أن يبطل ما جاء به الشيخ وقد سميت هذا الرد :
"انتصار خادم الشيوخ للشيخ عبد الباسط من بحث تحذير الشيوخ"
وإني أقول هنا : والله العلي العظيم إني لا أعرف الشيخ عبد الباسط ولا الشيخ حمد الله ،وإنما همي هو بيان أن ما كتبه المؤلف لا يعتبر دليلاً علمياً تنتقض به أقوال شيوخ الإقراء 0
وأيضاً :ما أكتبه لا يعتبر نفياً ولا تأكيداً لشمروخ بقدر ما هو دراسة نقدية لأدلة حمد الله 0
وهذا أوان الشروع بعد طلب التوفيق من الله تعالى :
-ص2س5:قال:"فارتكبوا من الأخطاء ما يحاسبهم عليه التاريخ 0000مما يجعل عملهم وصمة في جبينهم حيث رضوا بالتهاون ولم يتبعوا سلفهم الصالح في تمحيصهم واحتياطهم 0"انتهى(1/861)
أقول: ليس التسامح والتساهل في القراءة على غير المشهور يعتبر خطأ أو وصمة في الجبين ،ولم يشترط العلماء في الإسناد أن يكون مقتصراً على المشهور من المشايخ 0
والعجب كل العجب هو استعمال هذه الكلمة ؛أعنى كلمة (السلف ) لكل من أراد أن يصبغ قوله ورأيه بشئ من القدسية والقبول ،وكأن مخالف ذلك لا يعتبر من السلف ،مع طلبنا دائماً وتكراراً إلى صون هذه الكلمة وعدم ابتزازها وإدخالها في كل خلاف حتى ولو كان الخلاف في أقل المسائل أهمية ،وكأن أيضاً الخلاف في كل المسائل إنما هو بين السلف وغيرهم ،وكأن السلف لم يختلفوا فيما بينهم ؟؟
وأقول أيضاً : ما ذا يقول صاحب هذه الرسالة إذا عرف أن كثيراً من العلماء وأخص منهم هنا أهل القراءات قد رووا عن أناس "مجهولين " وغير معروفين كما سيأتي ،وتكفينا نظرة عابرة في كتاب "غاية النهاية " لمعرفة هذا الكم الهائل ، وإذا لم يقتنع أحد بهذا فأرشده إلى مطالعة "معرفة القراء الكبار "للذهبي في ترجمة الأهوازي فقد صرح أن الأهوازي جاء بشيوخ قال عنهم الذهبي " وفيهم أناس لا يعرفون إلا من جهته ،واتهم لذلك "وأيضا" فإن أكثر شيوخ الإمام الهذلي "مجهولين " لا يعرفون ولم يقل أحد منهم ولم يصور أن ذلك فيه"عدم اتباع السلف"و"أن التاريخ سيحاسبهم عليه" ،ما هكذا تصور المسائل يا أخي0
2- ذكر الشيخ في ص11و12:"التعريف بشمروخ المزعوم على لسان الشيخ عبد الباسط هاشم "ثم ختم ذلك بكلام تشمئز منه النفوس حيث قال :"إن كلام هذا الرجل – الشيخ عبد الباسط – يجعلني أجزم أن حكاية شمروخ هذه من نوع الإنس الخيالي؟؟فإن أمر شمروخ هذا متناقض يرد بعضه بعضاً وذلك دليل على بعده عن الحقيقة وقربه من الخيال "0
مع تحفظي على كلمتي "هذا الرجل " ويقصد به الشيخ عبد الباسط ،وكلمة"الإنس الخيالي " فإني سأسير معه لأرى أدلته التي سيبطل بها هذه الدعوى ،وهو ما ذكره في الصفحة التالية 0(1/862)
3-قال في ص 13:"أول ما يؤخذ على شمروخ أنه رجل مجهول العين والحال لا يعرفه أحد من أهل العلم المعتبرين فضلاً عن أهل الاختصاص في القراءات ولم يذكره الإمام الضباع في تلاميذ المتولي عندما ترجم له "0
أقول : أولاً وقبل كل شيء نسأل هذا السؤال المهم جداً في الموضوع وهو :
ماهو حكم كاتب هذه الرسالة الشيخ :حمد الله حافظ في الشيخ عبد الباسط هاشم ؟بل ما هي مكانة الشيخ عبد الباسط عند علماء القراءات في مصر ؟هل هو :
1-حقيقة أم خيال ؟
2-هل هو رجل صدوق أم عكس ذلك ؟
3-هل هو رجل متهم في علمه في القراءات وفي أسانيده الأخرى إن كانت له ؟
قد يقول قائل :ما فائدة هذه الأسئلة ؟
فأقول:الفائدة جد مهمة وضرورية ،لأننا قبل إثبات وجود شمروخ من عدمه يجب علينا أولا ً معرفة "حال " من انفرد بذكره ،فإن كان ممن يشهد له بالورع والصدق قبلنا مناقشة ما جاء به وإن كانت الأخرى أرحنا أنفسنا من عناء كل ذلك 0
وكاتب هذه السطور :يقسم بالله تعالى أنه لا يعرف الشيخ عبد الباسط ولا الشيخ حمد الله ،ولكن سنتناقش على البراءة الأصلية لكل منهما وهو "اعتبار صدقهما وعدم تدليسهما "0
عود إلى المناقشة :
أقول للشيخ حمد الله : مسألة "مجهول العين والحال " أزيلت بذكر الشيخ عبد الباسط له خاصة أنه "صرح " بالقراءة عليه كما نقلت عنه0
وعند جل العلماء أن :إخبار الثقة بسماع نفسه كاف"وأيضا :الثقة إذا قال :قرأت أو سمعت فهو مصدق ،ثم إن "مجهول العين " ليس على مرتبة واحدة بل فيها تفصيل مذكور في مظانه 0 والمسألة بتوسع مذكورة في مصطلح الحديث 0
وأما عدم معرفة أهل العلم المعتبرين أو عدم ذكر الضباع له أو عدم معرفة المشايخ المذكورين له وعدم سماعهم به :كل ذلك لا يعتبر دليلاً على عدم وجوده ،مع ملاحظة أنهم لم يقولوا إن القول بوجوده :"قريب من الإنس الخيالي " 0(1/863)
وأيضاً :مع ملاحظة أن سؤال الشيخ حمد الله للشيخ الزيات رحمه الله كان قل وفاة الزيات بشهر ؟؟فما هو الظن برجل تجاوز التسعين بعدة سنوات إذا سئل عن شخص قديم نسبياً وغير مشهور أصلاً أن يقول؟؟؟
3-وأما لم لم يقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد على شمروخ :فليس دليلاً على عدم وجود شمروخ لكثرة الاحتمالات في الاجابة على هذا السؤال 0
4-ذكر ص3قوله:" فكل تلاميذ المتولي مشهورون تقريباً 00فأي ثلاثة يعنيهم ؟؟"
أقول : قولك "تقريباً " يدل على أنه ليس "كل " تلاميذه مشهورين ، ولو قلت "أغلب " بدل " كل " لصح لك دليلك 0
ثم : إن الذين ذكرتهم من تلاميذ المتولي المشهورين إنما شهروا – والله أعلم – بسبب أنهم ألفوا الكتب ،فمؤلفاتهم هي السبب في شهرتهم لا لكونهم فقط قرؤوا على المتولي ،وإلا لكان كل من قرأ على المتولي أو أي شيخ آخر يكون مشهوراً ،فالقراءة على الشيوخ ليست هي السبب الوحيد في بقاء الشهرة 0
5-وصف عبارات الشيخ عبد الباسط ب"المتساقطة" لا يليق بمثله ،ونحن مطالبون بتحسين العبارة والأدب مع الشيوخ خاصة أهل القرآن ،لكن من وصف الشيخ ب "الكذب" كما سيأتي ليس قليلاً منه أن يقول ما هو أقبح من ذلك 0
6- ثم ضربت مثلا" لشيخ آخر من تلاميذ المتولي "غير مشتهر ولا معروف لكن قامت البينة على وجوده وتلمذته 0"
أقول :سبب ذلك هو تأليفه لا لكونه قرأ على المتولي ،فلو لم تصلنا مؤلفاته لما تأكدنا من قراءته بل من وجوده 0
7- ثم قال في ص4:" كيف يكون من المشتغلين بالقراءات منذ صغره وأخذها عن علماء بلده ولا يسمع بالمتولي إلا بعد أن جاوز الخمسين ؟
أقول : وهل هذا مستحيل وقوعه ؟ أليس الآن يوجد علماء طبقت شهرتهم الآفاق ووجود بعض أهل القراءات لم يسمع بهم ؟ ألا يتصور في العقل أن هناك شيوخ إقراء بل ويحملون الشهادات العليا في القراءات ويفوتهم معرفة شخص من كبار العلماء ؟ هل هذه "مستحيلة" و"صعبة" ؟؟(1/864)
8- ثم نأتي إلى العبارة قاصمة الظهر ،وهي عبارة لا شك عندي أن "قلم " الشيخ حمد الله "شطح " فيها إلى أبعد حد عندما قال :"وهكذا يأخذ الكذب بعضه بعضاً " ثم حاول تلطيف الجو –كما يقال – واستدرك بقوله :"وإن شئت قل (الوهم ) لا (الكذب) إحساناً بالظن بالشيخ عبد الباسط 0
أقول: أي إحسان بالظن يا شيخ ؟ وأي ضحك على الذقون يا شيخ ؟ وما هذا الأدب والتواضع الكذاب ؟ وما ينفعك هذا الاستدراك ؟ لو كنت صادقاً –وقد تكون بينك وبين الله صادقاً لكن نتعامل مع النص الموجود لا على ما في القلوب- لما ذكرت هذه العبارة ولمسحتها ولم تطبعها ؟؟
ثم علقت يقولك :"ما الذي يدعو شمروخ" المزعوم للأخذ عن المتولي طالما أنه أدرك شيوخاً أكبر منه 00الخ
جوابه سهل يا أخي : قد يكون أخذ عنه "للتبرك " لا غير ،خاصة وأن الشيخ المتولي رحمه الله ممن شهد له بالصلاح 0هل هذه صعبة ؟؟
9-أما ما ذكرته ص22:"وأخبرني د/جمال الدقاق أن قرية (السمطا) لايوجد بها علماء ولا قراء من زمن أبعد من زمن شمروخ هذا"
عدم وجود العلماء ليس دليلاً على عدم وجود العالم والعالمين ،ولا يتصور في العقل أن قرية في "مصر" وهي بلد القراء والقراءات يخلو منها قرية من وجود ولو قارئ واحد ؟؟ أقول هذا لأن كل كلام الشيخ حمد الله إنما هو في "الاحتمالات " العقلية " وليس في الأدلة العلمية 0
10-ثم ما ذكرته في نفس الصفحة فقرة (2) :"فيبدو أن واضع قصة شمروخ قد قاسها على مواصلات زماننا وهكذا تحمل القصة المزعومة دلائل وضعها جلية في طياتها " 0
أقول :مع الغمز واللمز الخفي تحت عبارة "واضع قصة شمروخ " أقول :ألا يوجد ممن بلغ الخمسين أن يكون على سفر دائم من أجل القرآن ؟ألا يمكن أن يكون هذا الرجل ممن يدعو الله تعالى في سفره بأن "يطوِعنه بعده" ،ويهوّنه عليه كما صح في أحاديث السفر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ويستجيب الله تعالى له ؟أم أن هذه صعبة ؟ أو أن هذا التخريج لا يصح ؟(1/865)
11-أما سؤالك :"أين ما كتبه شمروخ " ؟ فلا يستحق المداد الذي يجاب به عنه 0
12-ثم جئت بما سميته أنت "الطامة الكبرى " فقلت :
"ثم الطامة الكبرى: وهي تفرد الشيخ عبد الباسط هاشم بالرواية عن شمروخ المزعوم دون مشاركة ،إذ كيف يعقل تصدر شمروخ المزعوم للإقراء ولا يقرأ عليه إلا رجل واحد؟ فيكون شمروخ قرأ على المتولي في غفلة من الزمن ،وقرأ الشيخ عبد الباسط على شمروخ في غفلة مثلها دون أن يدري أحد من شيوخ الشأن "0
أقول : لو رجعت إلى غاية النهاية لوجدت كثيراً من الشيوخ لا يعرف لهم إلا تلميذ واحد :
1-الأصبغ بن عبد العزيز :معدود في شيوخ نافع لا أعرف على من قرأ ،ذكر ذلك سبط الخياط 0(غاية النهاية :1/171)
2-أبو بكر البزار مجهول لا يعرف إلا من جهة الرهاوي0(1/26)
3-إبراهيم بن عمر :قرأ عليه عبد الباقي بن فارس ولا أعلم أحداً أسند عنه سواه 0(1/22)
إلى غير ذلك مما هو كثير في كتب تراجم القراء ولم يذكر أحد أن ذلك من "الإنس الخيالي " وانه "كذب يكذب بعضه بعضاً " لأن أقل ما يقال في هؤلاء المجهولين أنهم أهل "قرآن " ولا يتوقف على معرفتهم خلل في القراءة ولا في قبول القراءة 0
13- ثم عاود "الشطح " قلم الشيخ حمد الله عندما قال :" أما ذكر الشيخ عبد الباسط لأسماء مجهولين مدعياً أنهم تلاميذ شمروخ فلا يزيد الأمر إلا قبحاً ،فمن هو الشيخ محمد البطيخي ؟ ومن يكون قمر الدولة ؟ إلا إذا كان يعني بقمر الدولة :بطل رواية توفيق الحكيم "يوميات نائب في الأرياف" 0(1/866)
ما هذا السخف والاستهزاء والتنكيت بأهل القرآن الذي لا نعرفه إلا ممن طمس الله بصيرته وقلبه عن محبة أهل القرآن والعياذ بالله ؟ فما أقول إلا أنك جاوزت الحد في الاستهزاء ،وكيف تسمح لنفسك بذكر أمور اللهو والهزل في كتاب تزعم أنه "تحذير للشيوخ " إذن نفهم منك أنك تحذرهم من "شمروخ " وتدعوهم لروايات "توفيق الحكيم " أم ماذا ؟ وأما رأيت ممن يحمل لقب "قمر الدولة" إلا ماهو في الرواية ؟؟ما هذا يا شيخ ؟؟؟يا من لقبت ب"خادم القرآن الكريم "؟؟
أما بخصوص ذكر الشيخ عبد الباسط لأسماء مجهولين فهذا أجبت عنه قبل قليل وأنه كان معهوداً ومعروفاُ من القديم 0
14-ثم تمادى بك الشطح إلى أن "تشكك" في إجازة الشيخ عبد الباسط ؟ وهذا من حقك ،لكن إذا كنت تعتبر الشيخ صادقاً فصدقه فيما يقول وإلا فما علقت به لا يصح أن يكون دفعاً لقول الشيخ :إذ ما المانع من ضياعها واحتراقها ؟ومن منا لم تضع له أوراق أكثر أهمية بكثير من " الإجازة " 0
15-ثم نقلت عن ابن جماعة قوله :" ليس كل ما يجوزه العقل يستلزم الوقوع " 0ص 25
أقول : هذا عليك وليس لك لأنك بنيت الرسالة على عدم إمكانية "وقوع" ذلك " فهل هذا تناقض أم ماذا ؟؟
16- أما قولك :"أخبرني أحد الثقات أنه سمع أحد تلاميذ الشيخ عبد الباسط ينقل عنه أنه قال :" شمروخ من أهل الجن " 0
أقول : من هو هذا الثقة " وما حاله ؟ومن هو هذا أحد تلاميذ الشيخ وما حاله ؟ أليسا مجهولي " عين وحال " عندنا فيجب عليك التعريف بهما لنحكم على كلامهما 0
وأخيراً :(1/867)
أعتذر للشيخ حمد الله إن كان بدر مني مالا يليق بحقه ومكانته –مع أني والله لا أعرفه ولا يعرفني – ولكن توسمت فيه "الغيرة" على كتاب الله تعالى ،فاجتهد وكتب ما كتب ،وليس يشترط في طالب العلم الصواب في كل ما يكتب المهم أن تكون النية خالصة لله تعالى لا لغرض دنيوي أو المساس بالأشخاص خاصة إن كانوا ممن لهم خدمة في تعليم كلام الله تعالى هذا ما أردت تسطيره دفاعا" عن الشيخ عبد الباسط هاشم –مع أني والله لا أعرفه ولا يعرفني –وإنما قرأت هذا البحث الطاعن في "سنده"والمسيئ إلى شخصه ، ولم أر أن كاتبه أقام "الأدلة العلمية" على إبطال هذا السند فكل ما جاء به يمكن "نقضه" و"رده" حتى إذا جاءنا بما يصح أن يكون دفعاً وإبطالاً سلمنا له ما ادعاه 0
كلمة أخيرة :
ذكرت في المقدمة أني لم أكتب هذا الرد والانتصار بغية تأكيد أو نفي وجود "شمروخ" فهذا لا أعرف عنه شيئاً ليس عندي ما ينفيه أو يؤكده تأكيدا تاماً لو استثنينا "سند " الشيخ عبد الباسط ،وإنما كتبت هذا لأبين أن "الرسالة" لا ترقى بأدلتها المذكورة إلى النفي 0
فبحثي هو لبيان "ضعف" الأدلة التي جاء بها الشيخ حمد الله 0
والله من وراء القصد 0
كتبه :العبد الضعيف :د/السالم محمد محمود الجكني الشنقيطي المدني 0
---
أبو فاطمة الأزهري
12-24-2006, 09:43 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84673
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80515&highlight=%D4%E3%D1%E6%CE
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6595&highlight=%D4%E3%D1%E6%CE
---
الجكني
02-18-2007, 12:03 AM(1/868)
قرأت في "منتدى البحوث والدراسات الإسلامية " ما كتبه الشيخ "الصفتي" رداً على ما كتبته هنا وهناك ،وكنت أظن أنه سيأتي بأدلة علمية ينقض بها ما كتبت ،لكنه اكتفي بذكر أشياء خارجة عن الموضوع ،وكتبت ردي عليه هناك ، وأضيف هنا هذه المعلومة التي قد تفيد في أن "وجود " شمروخ ليس بالأمر المستحيل أو المستبعد ،وهو ما بني عليه الصفتي كلامه 0
وقبل أن أذكر هذه الفائدة :أكرر أني لا أدافع عن "وجود " شمروخ أو عدم وجوده ،بل غرضي هو بيان أن ما ذكره الشيخ عبد الباسط لا يستحق أن يوصف من طرف "الأولاد " بأنه "كذب " و"خرف " 0
قرأت في كتاب "الطيوريات "وهو كتاب انتخب الإمام أبو طاهر السلفي فيه من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك الطي وري رحمه الله "0
جاء في الكتاب المذكور :ج3 ص959:سمعت أبا علي الحسن بن علي بن المذهب التميمي يقول : سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين المروزي يقول : سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي يقول :"وقد استملى أبو عبد الله بن مهران المستملي فقال له : أرجو أن أستملي عليك سنة عشرين وثلاثمائة ،وكان هذا القول في قرب موته ،فقال له : ضيقت علي عمري ،أنا رأيت رجلاً في الحرم له (مائة وست وثلاثون سنة) –انظر(136) يقول : رأيت الحسن وابن سيرين ،أو كما قال "0انتهى
قال محققا الكتاب :
هنا في هامش الخطية (بلغ وصح) رجاله ثقات ،ذكره الذهبي في السير(14/454)مختصراً من طريق ابن الطيوري قال :سمعت ابن المذهب به ، وقال :كان يسر البغوي أن لو قال له مستمليه :أرجو أن أستملي عليك سنة خمسين وثلا ثمائة 0
والله أعلم
---
(1/869)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تربية الطفل في الاسلام كتاب الكتروني رائع
---
تربية الطفل في الاسلام كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-14-2006, 05:08 PM
تربية الطفل في الاسلام كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
تربيَة الطفل في الإسْلام
سيما رَاتب عَدْنان أبو رموز
ماجستير دراسات إسْلامية
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج492 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/2bc8b760a3.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/ced5fbff72.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/bd87123176.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Tarpeiatottefl.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=286621
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:34 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ......
---
(1/870)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم التهنئة بالعام الهجري
---
حكم التهنئة بالعام الهجري
---
الطبيب
01-31-2006, 09:31 AM
منقول من صيد الفوائد، للفائدة
حكم التهنئة بالعام الهجري
السؤال
ما حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد؟
الجواب
التهنئة بالعام الهجري الجديد من المباحات، وأفضل ما يقال في شأنها أن من هنأك ترد عليه بكلام طيب من جنس كلامه، ولا تبدأ أحداً بها.
وهذا بعينه ما روي عن أحمد في التهنئة بالعيد أنه من هنأه رد عليه، وإلا لم يبتدئه، ولا أعلم في التهنئة بالعيد شيئاً يثبت.
وقد قال أصحابنا من الحنابلة: لا بأس بقوله لغيره: تقبل الله منا ومنك، فالجواب: أي لا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضاً بما هو مستفيض بينهم، وقد يستدل لهذا من حيث العموم بمشروعية سجود الشكر، ومشروعية التعزية، وتبشير النبي –صلى الله عليه وسلم- بقدوم رمضان، انظر ما رواه النسائي (2106)، وتهنئة طلحة بن عبيد الله لكعب بن مالك، وبحضرة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولم ينكر عليه، انظر ما رواه البخاري (4418) ومسلم (2769).
قال ابن تيمية –رحمه الله-: قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره.
وذكر الحافظ ابن حجر مشروعيته، وثمة آثار عديدة في مثل ذلك.
قال أحمد: لا أبتدئ به، فإن ابتدأني أحد أجبته.
وذلك لأن جواب التحية واجب؛ لقوله –تعالى-:"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"الآية [النساء:86].
ولم يرد في مثل ذلك نهي، والله –تعالى- أعلم.
ولا يدخل مثل هذا في باب البدع؛ لأنه من محاسن العادات وطيب الأخلاق، ولا يقصد به محض التعبد، هذا ما يظهر لي، والله أعلم.
سلمان بن فهد العودة
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال(1/871)
ما حكم المباركة بمناسبة العام الهجري؟ بذكر: (كل عام وأنت بخير، كل سنة وأنتم طيبون، أو غيرها من العبارات).
أفتونا مأجورين. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد..
فلا يظهر المنع من إيراد هذه الألفاظ على سبيل الدعاء، وتكون من باب الدعاء، إذا نصب فيها لفظ "كل"، وقد ذكر الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه (معجم المناهى اللفظية) ص (459) أن رفع "كل" في كل عام وأنتم بخير" لحن لا يتأدَّى به المعنى المراد من إنشاء الدعاء للمخاطب، وإنما يتأدى به الدعاء إذا فُتحت اللام من "كل"، ولذا فعلى الداعي به عدم اللحن- والله أعلم- انتهى.
وذكر الشيخ: ابن عثيمين – رحمه الله – في المجموع الثمين (2/226): أن قول "كل عام وأنتم بخير" جائز إذا قُصِدَ به الدعاء بالخير، - وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم-.
د. رشيد بن حسن الألمعي
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال
ما حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد؟ الجواب
الأصل في التهاني –والله أعلم- أنها من باب العادات، ولكن الأولى هنا –أعني في التهنئة بالعام الجديد- ألاّ يبدأ بها الإنسان؛ لأن هذا ليس من السنة، وليست الغبطة بكثرة السنين، بل الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه، فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه، شر لمن أمضاها في معصية الله والتمرد على طاعته، وشر الناس من طال عمره وساء عمله –كما يقول شيخنا ابن عثيمين –رحمه الله تعالى- في ديوان خطبه ص (702)-.
ولكن لو هُنِّئ الإنسان، فلا ينبغي له أن ينكر، بل ينبغي أن يجعل الرد بالدعاء، كأن يقول: جعل الله هذا العام عام عز ونصر للأمة الإسلامية، ونحو هذه الدعوات الطيبة والله تعالى أعلم.
عمر بن عبد الله المقبل(1/872)
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
ما حكم التهنئة بمناسبة العام الهجري الجديد بقول كل عام وأنتم بخير أو بالدعاء بالبركة وكأن يرسل رسالة يدعو فيها للمرسل إليه بالخير والبركة في عامه الجديد ؟. الجواب:
الحمد لله
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية وماذا يرد على المهنئ ؟
فأجاب رحمه الله :
إن هنّأك احد فَرُدَّ عليه ولا تبتديء أحداً بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنئك الله بخير وجعله عام خير وبركه ، لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انتهى
المصدر إجابة السؤال رقم 835 من اسطوانة موسوعة اللقاء الشهري والباب المفتوح الإصدار الأول اللقاء الشهري لفضيلته من إصدارات مكتب الدعوة و الإرشاد بعنيزة .
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في التهنئة بدخول العام الهجري :
الدعاء للمسلم بدعاء مطلق لا يتعبد الشخص بلفظه في المناسبات كالأعياد لا بأس به لا سيما إذا كان المقصود من هذه التهنئة التودّد ، وإظهار السرور والبشر في وجه المسلم . قال الإمام أحمد رحمه الله : لا ابتدئ بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهي عنه .
المصدر : الإسلام اليوم والإسلام سؤال وجواب
---
(1/873)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إلى الأستاذ الكريم / ابن الشجري..."أما آن"
---
إلى الأستاذ الكريم / ابن الشجري..."أما آن"
---
عمار
06-04-2006, 06:38 PM
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد ،
فإني أكتب إليكم بيراع الشوق كليماتٍ معدودةٍ نَضَخَها قلبٌ محبّ طالما تهلّلتْ أساريرهُ وانقبضتْ لواعجه وتبدّدَ حزنه المُمِضّ في أفياءِ حدائقكم النضرة وبساتينكم الغنّاء.
أخي الأديب...إنّ النفوسَ بجبلتها البشرية معرّضة للسّأم والملل ، وإني لأراها تجدُ لها متنفّسا في ظلال الأدب والشّعر حيث يحلّق بها الخيال بعيدا عن صَخَبِ الحياة وكدرها ، هناك حيث الرياض الفوّاحة والبلابل الصّداحة ، هناك حيث تخفّ أثقالُ العقابيل الرابضة على الصدور فيصبح للهواء معنى جديدا! هناك حيث الابتسامة المشرقة والدّمعة الصادقة..وما هذه الحياة إلا دموعٌ وابتسامات!
أخي الأديب..لقد أطلتَ الغياب فهلا رحمْتَ قلوب الأصحاب والأحباب! أما آن للصباح الجميل أن يزجي نسائم الأدب والشعر!
آما أن للمسافر أن يحط ركابه ليستريح من وعثاء السفر!
أما آن لك يا أخي أن تُشرِق بكلماتٍ من نور نطمئنّ بها عليك وإني لمنتظرٌ وإنا لمنتظرون!
والسلام،،،
---
مساعد الطيار
06-04-2006, 07:32 PM
أضم صوتي لصوتك يا عمار ، فلقد طال البعد بابن الشجري، وياليته يجدد العهد .
---
ابن الشجري
06-09-2006, 06:02 PM
.
أما إني لن أقول لكما كما قال أبن القم اليمني :
قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة=باب البواعث والدوعي مغلق
ذهب الكرام فلا كريم يرتجى=منه النوال ولا مليح فيعشق
لكني قائل ما قال الصالحون الأولون ، صبر جميل والله المستعان .
إلى الله الملتجأ والمهرب ، هو الله رب المشرق والمغرب
أناس أمّلوا فيك فما كنت لما أمّلوا
ورغبوا فيما عندك فطال عليهم الأمد فملّوا أو أوشكوا
ظنوا بك الإحسان ولو علموا لتقنعوا(1/874)
ورأوك تتشبع بالأشجار فلم يقنعوا .
أأشكو الزمان أم أعاتب الإخوان والخلان ..
فما فعل الزمان... والآخرون فما أجرموا .
إن شكاية الزمان مشجب كل متعلق منه بسبب فمستقل ومستكثر
غير أن الموفق من صمد في كل أمره للواحد الصمد
وعلم أنه في جهد وجهاد فلمن يلتفت وقد خلق في كبد .
لقد قام الجاحظ بما ترك الأول للآخر فما غادرها حتى عالجها بما عجل منيتها ، إلا أنه نسي مانعم به الأولون من فسحة الزمان ، وما درجوا عليه من تغرب للعلم عن الأوطان ، ونسي ما أعطوا من صفاء الذهن وسكون الدار ، وهجود الليل وحياء الجار ، وهذا مالا يستطيع أن يطوح به ألف جاحظ مع جاحظ التبيين والبيان ، فكم تركوا لنا من عوائق مقلقة ، وكم تركوا لنا من علائق مشغلة .
إن السائل ليسألك من مال الله فيسد عليك الطريق ، ويتملق بين يديك تملق الغريق ، فتخنقك العبرة إن لم تجد ما تسد به جوعته
فكيف إذا سألك صاحب لك في الطريق ، من حديث هو أقدر عليه منك وأجدر بالبريق ، غير أنه يحبه منك ويستبطئ غيبته .
رحماك رب
فهاهي نفوس زكية لا زالت تعشق حر الكلم ونظم الحرف وجرس الخاطر ، الذي يلامس شغاف قلوبها فيدعها تهيم له وبه ومعه في خيال يروح عناء قلوبها ، من وصب الحياة وجدها المقلق .
أعمار أتدري ما صنعت ؟
لكأنما سقت جحافل العبرات
وناديت بي من منى أو عرفات
وذكرتني سنين العبرات والنظرات
وصوبت سهام كل دعوة نحوي حتى جعلتني من أمري في أحراج لصاب
وخلقت في صدري تهاتفا بين المعاني والألفاظ الصلاب
فتشاجرت واشتجرت لتتهادى بما تحمله من معنى كريم يليق بك وبأخي الطيار
فماذا عساي أن أصنع
وكيف للحرف أن يخشع
وهل بعد هذا الود له من مرتع
إلا سفه الدمع مدرارا من أربع
وتهاديه مختالا كأنما يرفل في ثوب ابن المقفع
غير أن الكريم لايكفيه من تكرمه عجزه
والمستضيف لا يرضى من مضيفه إلا (أصوله وفرشه)!
فوالله إني أحب الكرم والكرام
ومثلكما حرى أن يكرم ياكرام
فإشارتكما أمر تشريف(1/875)
لا يسع معها عصيان أو تسويف
فالله المسؤل أن القاكم بماتحبون دون تطفيف
إن حديث الدموع عمارا هو عمار الأدب
فلربما انخنقت الدمعة فتعجل صاحبها العطب
ولربما سحها فكانت عبرة من فرح أو غضب
فكم من لفظة شريفة تحيل الجون إلى الشَهب
ومعنى خفي لا ينقضي منه العجب
وأراك تضرب في أفياء الأدب بسبب أيما سبب
فعلام قصدتني وأنت تعلم أن النخل سُلُب
ولم استنهضتني وأنا رجل لي بعير قد نَقِب
فلعمري لآتينك بماتحب وإن كان حبوا على الهدب
ولله درك حين أرسلتها مثلا ( وهل الحياة إلا دموع وابتسامات ) أعز من النشب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* غفر الله لك ولأخي الكريم د/ مساعد الطيار على هذه اللفتة الكريمة ، التي تبعث في النفس الأمل وتحيي فيها ما وئد ، والتي لولاها ومثلها لتعثرت الخطى ، فكم من علم دفين مع صاحبه ضن به يوم أن هان عند الناس ، وكم من كلمة شاعرة حبست في صدر صاحبها ، يوم أن لم يجد من يتفهمها أو يستطيب جرسها ، وإني يعلم الله منذ اطلعت على ماسطرتماه لفي هم من أمري ، لا لعجز أو عزوف عن الرد ، أو تلطف بعبارة تذكر باطلاع على هذا الود ، لكنها كانت حسرة لا يعلمها إلا الله من وجود أناس أكفاء ينظرون لما صنعت بعين كرم وتلطف ، ويترقبونه وينشدونه ثم أنت بما جريات الحياة تتلفف ، فهل هناك أعز من العلم والأدب ، وهل هناك أكرم من أن تجد ساحة نقادها علماء من أهل الأدب .
وأستغفر الله لي ولكم من ذنوب ألسنتنا ومانجترحه ، فو الله إن المرء ليتأثم من ساعات يقضيها في غير ماليس من متين العلم ، إلا أنا نتطلع إلى رحمة الله ونحتسب هذه الساعات من المباحات
وإلا فلو حقق المرء لعلم أن خير ماصرفت له الأعمار هو ماكان خالصا للواحد القهار ، الذي هو أهل أن يتصرم العمر بكل لحظاته في ذكره وعبادته
ولي مقال ضمنته أمور من جملتها هذا المشهد ، وسبب غياب درر القصائد والمقامات الأدبية عن تمجيد الله والثناء عليه وغير ذلك .(1/876)
عنونته ( بعث الفكرة )
أسأل الله أن يسهل على الخاطر تنقيحه وطرحه حتى نفوز بالأجر
---
عمار
06-11-2006, 09:23 AM
اللهم اغفر لأخي ابن الشجري وبارك له في علمه وعمله ويسر له الخير حيثُ كان واجعله من السّعداء في الدنيا والآخرة.
اللهم آمين.
ولي عودة إن شاء الله ،،،
---
(1/877)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الإسلاميون والانتخابات!
---
الإسلاميون والانتخابات!
---
hedaya
05-26-2005, 09:59 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالشورى مبدأ إسلامي أصيل أقره القرآن الكريم فى قوله تعالى {وأمرهم شورى بينهم} وقوله تعالى: {وشاورهم فى الأمر}، وإن كان هذا الأمر من الله موجه للرسول صلى الله عليه وسلم المؤيد بوحي السماء فما بالنا بحالنا نحن الضعفاء الخطاؤون؟ بلا شك فإن الشورى بحقنا أوجب وألزم.
وها هو النبي عليه الصلاة والسلام يستشير صحابته قبيل غزوة أحد في التحصن داخل المدينة المنورة أو الخروج إلى الكفار، فلم يستثنى أحداً بل أخذ برأي الشباب والشيوخ معًا، ونزل على رأى الأغلبية رغم مخالفة ذلك الرأي لرأى كبار الصحابة رضوان الله عليهم.
ولكن هل لمشاركة الإسلاميين كأفراد وحركات في الانتخابات أهمية؟
نعم؛ فإن لمشاركتهم -مشاركتك أخي القارئ الملتزم- أهمية بالغة للأسباب التالية:
1- التيار الإسلامي يمثل قطاع عريض من شعوب العالم الإسلامي، وبالتالي لا بد له من تمثيل نيابي ومهني و ... الخ يتناسب مع حجمه الكبير.
2- التيار الإسلامي لديه من الأهداف والوسائل ما يكفل -بعد توفيق الله تعالى- تحقيق الإصلاح المنشود ومحاربة الفساد الموجود على كل الأصعدة.
3- مشاركتهم -وأنت معهم- تحقيق لمبدأ الشورى التي تواترت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على فرضيته وإلزاميته.
4- الحركات الإسلامية على احتكاك يومي مباشر بالشارع العربي والمسلم، مما يجعلها تتلمس مشاكله وتحس بآلامه.
5- مشاركتها ضرورة للقضاء على الإرهاب لأنها وسيلة موفقة في التعبير والتغيير، وكلما قل هامش الحرية زادت مساحة الإرهاب.
أما نتائج فوز الحركات الإسلامية فى الانتخابات ودخولها ساحات صنع القرار:(1/878)
1- تصحيح الأوضاع المزرية ومعالجة الفساد المستشري فى جنبات بلداننا.
2- العمل على إنجاز القوانين والمشاريع التى تحافظ على مقدرات الشعوب وترعى مصالحهم.
3- إيقاف أو تعطيل القوانين والمشاريع التى تهدر مقدرات الشعوب وتقيض الحريات.
4- التفانى فى خدمة الشعوب والأوطان لأن ذلك من تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإما رجح وإما شفعت له).
5- صبغ القوانين والمشاريع بالصبغة الإسلامية ومراعاة أحكام الشريعة فى هذه القوانين.
6- إثراء النقاش السياسي الذي يأتي بأفضل القوانين والقرارت: وذلك نتيجة للأخذ بكل الآراء وعدم الأخذ بالرأي الواحد، والذى غالباً ما يخدم الأحزاب الحاكم ويتجاهل الشعوب المحكومة!
7- الضغط على الحكومات بغية الإصلاح الشامل الذى يشمل كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية، وغيرها من نواحي الحياة التي عمها الفساد.
8- إظهار قيادات سياسية جديدة: كي تجرى الدماء الحارة فى عروق مؤسسات الدول، بما تحمل هذه القيادات بين جنباتها من حماس وإصرار على الرقى بأوطاننا إلى مصاف الدول المتقدمة.
ختامًا: ها قد عرفنا جانبًا من أهمية مشاركة الإسلاميين والمتلزمين في الحياة السياسية، وقد عددنا جانبًا من الفوائد المترتبة على تلك المشاركة، فدعونا نلتف حولهم بالنصح الصادق والتأييد الواثق ... معًا نصنع التغيير
---
(1/879)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مطلوب مندوب لنشر برنامج إحياء السنة النبوية فى هذا المنتدى
---
مطلوب مندوب لنشر برنامج إحياء السنة النبوية فى هذا المنتدى
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
10-05-2006, 04:46 AM
سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" برنامج إحياء السنة النبوية" وهو نشاط تابع لموقع إسم الله
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
هدفه هو نشر سنة واحدة إسبوعيا من السنن القليلة العمل بها ، بشكل يدعو للعمل بالسنة ، وفى نفس الوقت يكون عمل بسيط معتمدا على القدر الضئيل مع الإٍستمرارية هو كثير مع الوقت.
ولكن فى ظل التوسع ، وفى ظل مشاغل الحياة
يصعب إستمرار هذا البرنامج إلا إذا عمل فيه عدد كبير.
لذلك أتمني وجود مندوب فى هذا المنتدى "لنشر سنة عن الرسول مهجورة أو قليل العمل بها " إسبوعيا
فنرجو من عنده الرغبة فى ذلك أن يراسلنى على الخاص أو يرسل رسالة على بريد الموقع esmallah1@hotmail.com
مع توضيح
1- بريده الإلكترونى ( ليتلقى تعليمات النشر دوريا عليه)
2- وكذلك الإسم الذى يختاره لنفسه حيث سيتم نشره على الإنترنت تبعا لمجموعة النشر عبر المنتديات التى ينتمى لها ( المجموعة الأولى أو الثانية أو الثالثة)
3- إن كان عنده إستعداد أن ينشر فى أكثر من منتدى فيخبرنا بعناوين المنتديات التى يحب أن ينشر فيها ( سواء هذا المنتدى أو أكثر بحيث يكون مسجلا فيها).
سيتم إرسال السنن التى سيتم نشرها مرة واحدة كل شهر أو شهران على بريده الإلكترونى ، ليقوم بنشر سنة واحدة بالتصويت على تنفيذها بحيث تكون موجودة كل يوم جمعة إسبوعيا .
فى حالة عدم تقدم متطوعين ، فنتمني أن يستمر هذا البرنامج فى هذا المنتدي ولكنه فى هذه الحالة لن يكون بانتظام.
وشكرا لكم ولتشجيعكم الذى شجهنا
وكل عام وأنتم بخير
---(1/880)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة في القران الكريم
---
المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة في القران الكريم
---
ابن عبد الوهاب السالمى
03-14-2004, 10:27 PM
اخوني الكرام وجدت خلط من بعض الاخوة بين المعجم المذكور لدكتور محمد خضر والمعجم المفهرس لدكتور فؤاد عبد الباقي حيث تم انزالة في بعض المنتديات علي انة لدكتور عبد الباقي لذا قمت بتجهيزة في نسخة مرتبة وانيقة كما قمت بتكبير الخط وترتيبة متسلسل وليس علي شكل اعمدة متجاورة وكذلك تم تصغير حجم الملفات الاربعة علي الرغم من تكبير الخط
كما حصلت علي ملف اعتبرة مدخل الي كيفية عمل الدكتور محمد خضر في معجمة وسوف نبدء بة ان شاء الله
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2004, 09:22 AM
جزاك الله خيراً على جهودك يا أخي الكريم التي أراها في ملتقى أهل التفسير ، وملتقى أهل الحديث وغيرها . وأسأل الله أن يبارك لك في علمك ووقتك.
وبخصوص ملاحظتك فهي في محلها ، وأشكرك على تنبيهك لنا ، وأرجو التكرم بالمساهمة معنا بقدر ما يتسع له وقتك في ما يتعلق بالكتب والبحوث المتخصصة التي نريد وضعها في مكتبة شبكة التفسير - وفقك الله - بدلاً من وضعها في هذا الملتقى ، حيث إن المكتبة أكثر ترتيباً ، وأسهل عند البحث عن الكتاب أو البحث المطلوب ، ويبقى هذا الموقع لمثل ما تفضلتم به من ملاحظات ، أو كتابات تدور حول الكتب والبحوث والمطبوعات ونحو ذلك مما لعلنا نلتفت له يوماً فنسير به خطوات عملية لتعميم النفع والفائدة.
---
ابن عبد الوهاب السالمى
03-15-2004, 09:58 PM
الملف الاوللجوانب البرمجية في إعداد المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة لفظًا في القرآن الكريم د. محمد زكي محمد خضر
---
ابن عبد الوهاب السالمى
03-15-2004, 10:03 PM(1/881)
شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري كيف يمكنا المساهمة في مكتبتكم العامرة
---
(1/882)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام
---
القسم العام
---
? الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
فهارس ملتقى أهل التفسير
ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
الملتقى المفتوح والتقني
الملتقى التقني
ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
(1/883)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مرجع او معلومة عن حياة وترجمة للدكتور عبد المنعم أحمد تعيلب
---
مرجع او معلومة عن حياة وترجمة للدكتور عبد المنعم أحمد تعيلب
---
سيف البحري
03-01-2006, 04:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته. أنا باحث علمي، أريد الكتابة عن تفسير فتح الرحمن في التفسير القرأن للدكتور عبد المنعم أحمد تعيلب، فأرخو من فضيلة العلماء والباحثين من يعرف أي مرجع او معلومة عن حياة وترجمة هذا المؤلف أو عنوانه ومراسلتي علي البريد الألكتروني pedangnur@yahoo.com وجزاكم الله خيرا.
---
الأزهري الأصلي
03-01-2006, 07:16 PM
تفضل أخي وأمد الله في عمر الدكتور تعيلب.
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/10/article02.SHTML
وهو من أعلام الإخوان المسلمين في مصر وله ملف فيديو عن ذكرياته مع الإمام البنا وهو يلقي الضوء على جزء من حياته:
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ID=5295&SectionID=402
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ID=5296&SectionID=402
وهو من سكان القاهرة على ما أظن فقد ألقى محاضرة يوم الجمعة الماضي في مؤتمر للإخوان عن مكانة المرأة في الإسلام.
والله أعلم.
---
(1/884)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مواعظ المفسرين (6 - 15 / 15) [بقية الحلقات]
---
مواعظ المفسرين (6 - 15 / 15) [بقية الحلقات]
---
عمر المقبل
12-05-2006, 02:58 PM
الحلقة السادسة
قال العلامة السعدي في تعليقه على الآيات التي ذكرت فيها صفات عباد الرحمن في آخر سورة الفرقان :
(وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم عرفنا من هممهم وعلو مرتبتهم أنهم لا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم، عالمين عاملين، وهذا كما أنه دعاء لأزواجهم وذرياتهم في صلاحهم، فإنه دعاء لأنفسهم؛ لأن نفعه يعود عليهم؛ ولهذا جعلوا ذلك هبة لهم فقالوا: "هَبْ لَنَا" بل دعاؤهم يعود إلى نفع عموم المسلمين؛ لأن صلاح من ذكر يكون سببا لصلاح كثير ممن يتعلق بهم وينتفع بهم...
ولهذا، لما كانت هممهم ومطالبهم عالية كان الجزاء من جنس العمل فجازاهم بالمنازل العاليات فقال: "أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا" أي: المنازل الرفيعة والمساكن الأنيقة الجامعة لكل ما يشتهى وتلذه الأعين، وذلك بسبب صبرهم نالوا ما نالوا، كما قال تعالى: "وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" ولهذا قال هنا "وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا" من ربهم ومن ملائكته الكرام ومن بعضهم على بعض ويسلمون من جميع المنغصات والمكدرات.(1/885)
والحاصل: أن الله وصفهم بالوقار والسكينة والتواضع له ولعباده وحسن الأدب والحلم وسعة الخلق والعفو عن الجاهلين والإعراض عنهم ومقابلة إساءتهم بالإحسان وقيام الليل والإخلاص فيه، والخوف من النار والتضرع لربهم أن ينجيهم منها وإخراج الواجب والمستحب من النفقات والاقتصاد في ذلك - وإذا كانوا مقتصدين في الإنفاق الذي جرت العادة بالتفريط فيه أو الإفراط، فاقتصادهم وتوسطهم في غيره من باب أولى- والسلامة من كبائر الذنوب والاتصاف بالإخلاص لله في عبادته والعفة عن الدماء والأعراض والتوبة عند صدور شيء من ذلك، وأنهم لا يحضرون مجالس المنكر والفسوق القولية والفعلية ولا يفعلونها بأنفسهم وأنهم يتنزهون من اللغو والأفعال الردية التي لا خير فيها، وذلك يستلزم مروأتهم وإنسانيتهم وكمالهم ورفعة أنفسهم عن كل خسيس قولي وفعلي، وأنهم يقابلون آيات الله بالقبول لها والتفهم لمعانيها والعمل بها، والاجتهاد في تنفيذ أحكامها، وأنهم يدعون الله تعالى بأكمل الدعاء، في الدعاء الذي ينتفعون به، وينتفع به من يتعلق بهم، وينتفع به المسلمون من صلاح أزواجهم وذريتهم، ومن لوازم ذلك سعيهم في تعليمهم ووعظهم ونصحهم لأن من حرص على شيء ودعا الله فيه لا بد أن يكون متسببا فيه، وأنهم دعوا الله ببلوغ أعلى الدرجات الممكنة لهم وهي درجة الإمامة والصديقية.
فلله ما أعلى هذه الصفات وأرفع هذه الهمم وأجل هذه المطالب، وأزكى تلك النفوس، وأطهر تلك القلوب، وأصفى هؤلاء الصفوة، وأتقى هؤلاء السادة"
ولله، فضل الله عليهم ونعمته ورحمته التي جللتهم، ولطفه الذي أوصلهم إلى هذه المنازل.(1/886)
ولله، منة الله على عباده أن بين لهم أوصافهم، ونعت لهم هيئاتهم وبين لهم هممهم، وأوضح لهم أجورهم، ليشتاقوا إلى الاتصاف بأوصافهم، ويبذلوا جهدهم في ذلك، ويسألوا الذي من عليهم وأكرمهم الذي فضله في كل زمان ومكان، وفي كل وقت وأوان، أن يهديهم كما هداهم ويتولاهم بتربيته الخاصة كما تولاهم.
فاللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بك، لا نملك لأنفسنا نفعا ولا ضرا ولا نقدر على مثقال ذرة من الخير إن لم تيسر ذلك لنا، فإنا ضعفاء عاجزون من كل وجه.
نشهد أنك إن وكلتنا إلى أنفسنا طرفة عين وكلتنا إلى ضعف وعجز وخطيئة، فلا نثق يا ربنا إلا برحمتك التي بها خلقتنا ورزقتنا وأنعمت علينا بما أنعمت من النعم الظاهرة والباطنة وصرفت عنا من النقم، فارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك فلا خاب من سألك ورجاك) انتهى.
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:03 PM
الحلقة السابعة
قال العلامة الطاهر ابن عاشور : في تفسيره لقول الله تعالى : "فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" [عبس : 33-37].
(وكون أقرب الناس للإِنسان يفرّ منهم يقتضي هولَ ذلك اليوم بحيث إذا رأى ما يحل من العذاب بأقرب الناس إليه توهم أن الفرار منه يُنْجِيه من الوقوع في مثله، إذ قد علم أنه كان مماثلاً لهم فيما ارتكبوه من الأعمال، فذكرت هنا أصنافٌ من القرابة، فإن القرابة آصرة تكون لها في النفس معزة وحرص على سلامة صاحبها وكرامته. والألف يحدث في النفس حرصاً على الملازمة والمقارنة. وكلا هذين الوجدانين يصد صاحبه عن المفارقة فما ظنك بهول يغْشَى على هذين الوجدانين فلا يَترك لهما مجالاً في النفس.
ورتبت أصناف القرابة في الآية حسب الصعود من الصنف إلى من هو أقوى منه تدرجاً في تهويل ذلك اليوم.(1/887)
فابتدئ بالأخ لشدة اتصاله بأخيه من زمن الصبا فينشأ بذلك إلف بينهما يستمر طول الحياة، ثم ارتُقي من الأخ إلى الأبوين وهما أشد قرباً لابْنيهما، وقدمت الأم في الذكر لأن إلْفَ ابنها بها أقوى منه بأبيه وللرعي على الفاصلة، وانتقل إلى الزوجة والبنين وهما مُجتمع عائلة الإِنسان وأشد الناس قرباً به وملازمة.
وأطنب بتعداد هؤلاء الأقرباء دون أن يقال: يوم يفر المرء من أقرب قرابته مثلاً لإحضار صورة الهول في نفس السامع.
وكل من هؤلاء القرابة إذا قدرتَه هو الفارّ كان مَن ذُكر معه مفروراً منه، إلا قولَه: (وصاحبته) لظهور أن معناه: والمرأةِ من صاحبها ، ففيه اكتفاء، وإنما ذُكرتْ بوصف الصاحبة الدال على القرب والملازمة دون وصف الزوج لأن المرأة قد تكون غير حسنة العشرة لزوجها فلا يكون فراره منها كناية عن شدة الهول فذكر بوصف الصاحبة.
والأقرب أن هذا فرار المؤمن من قرابته المشركين خشية أن يؤاخذ بتبعتهم إذ بَقوا على الكفر.
وتعليق جار الأقرباء بفعل: (يفر المرء) يقتضي أنهم قد وقعوا في عذاب يخشون تعديه إلى من يتصل بهم.
وقد اجتمع في قوله: (يوم يفر المرء من أخيه) إلى آخره أبلغ ما يفيد هول ذلك اليوم بحيث لا يترك هوله للمرء بقية من رشده فإن نفس الفرار للخائف مسبة فيما تعارفوه لدلالته على جبن صاحبه وهم يتعيرون بالجبن وكونَه يترك أعز الأعزة عليه مسبة عظمى)(1) انتهى.
________________________________
(1) "التحرير والتنوير" (30/119) .
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:05 PM
الحلقة الثامنة
قال الزمخشري ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقول الله تعالى : (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
القطران: هو ما يتحلب من شجر يسمى الأبهل فيطبخ، فتهنأ به الإبل الجربى:(1/888)
فيحرق الجرب بحرّه وحدّته، والجلد، وقد تبلغ حرارته الجوف.
ومن شأنه أن يسرع في اشتعال النار، وقد يستسرج به.
وهو أسود اللون.
منتن الريح.
فتطلى به جلود أهل النار، حتى يعود طلاؤه لهم كالسرابيل، وهي القمص؛ لتجتمع عليهم الأربع :
لذع القطران،
وحرقته،
وإسراع النار في جلودهم،
واللون الوحش،
ونتن الريح،
على أن التفاوت بين القطرانين، كالتفاوت بين النارين .
وكل ما وعده الله أو وعد به في الآخرة، فبينه وبين ما نشاهد من جنسه ما لا يقادر قدره، وكأن ما عندنا منه إلا الأسامي والمسميات، فبكرمه الواسع نعوذ من سخطه، ونسأله التوفيق فيما ينجينا من عذابه).
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:45 PM
الحلقة التاسعة
قال العلامة الطاهر ابن عاشور: في تفسيره (3/218) لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة آل عمران: 130].(1/889)
(وحكمة تحريم الرّبا هي قصد الشَّريعة حملَ الأمَّة على مواساة غنيِّها محتاجَها احْتياجاً عارضاً موقّتاً بالقرض، فهو مرتبة دون الصدقة، وهو ضرب من المواساة إلا أن المواساة منها فرض كالزكاة، ومنها ندب كالصّدقة والسلفِ، فإن انتدب لها المكلّف حرّم عليه طلب عوض عنها، وكذلك المعروف كُلّه، وذلك أن العادة الماضية في الأمم، وخاصّة العرب، أنّ المرء لا يتداين إلاّ لضرورة حياته، فلذلك كان حقّ الأمَّة مواساته. والمواساة يظهر أنَّها فرض كفاية على القادرين عليها، فهو غير الَّذي جاء يريد المعاملة للربح كالمتبايعيْن والمتقارضين: للفرق الواضح في العرف بين التعامل وبين التداين، إلاّ أن الشرع ميّز هاته الواهي بعضها عن بعض بحقائقها الذاتية، لا باختلاف أحوال المتعاقدين، فلذلك لم يسمح لصاحب المال في استثماره بطريقة الرّبا في السلف، ولو كان المستسلف غير محتاج، بل كان طالبَ سعة وإثراءٍ بتحريك المال الَّذي يتسلّفه في وجوه الربح والتجارة ونحو ذلك، وسمَح لصاحب المال في استثماره بطريقة الشركة والتِّجارة ودين السَّلَم، ولو كان الرّبح في ذلك أكثر من مقدار الرّبا تفرقة بين المناهي الشرعية.
ويمكن أن يكون مقصد الشريعة من تحريم الرّبا البعد بالمسلمين عن الكسل في استثمار المال، وإلجاؤهم إلى التشارك والتعاون في شؤون الدنيا، فيكون تحريم الرّبا، ولو كان قليلاً، مع تجويز الربح من التِّجارة والشركات، ولو كان كثيراً تحقيقاً لهذا المقصد.(1/890)
ولقد قضى المسلمون قروناً طويلة لم يروا أنفسهم فيها محتاجين إلى التعامل بالرّبا، ولم تكن ثروتهم أيّامئذ قاصرة عن ثروة بقية الأمم في العالم، أزمان كانت سيادة العالم بيدهم، أو أزمان كانوا مستقلّين بإدارة شؤونهم، فلمَّا صارت سيادة العالم بيد أمم غير إسلامية، وارتبط المسلمون بغيرهم في التِّجارة والمعاملة، وانتظمت سوق الثَّروة العالمية على قواعد القوانين الَّتي لا تتحاشى المراباة في المعاملات، ولا تعْرف أساليب مواساة المسلمين، دهش المسلمون، وهم اليوم يتساءلون، وتحريم الربا في الآية صريح، وليس لما حرّمه الله مبيح. ولا مخلص من هذا المضيق إلا أن تجعل الدول الإسلامية قوانين مالية تُبنى على أصول الشريعة في المصارف، والبيوع، وعقود المعاملات المركبة من رؤوس الأموال وعمل العمّال. وحوالات الديون ومقاصّتها وبيعها. وهذا يقضي بإعمال أنظار علماء الشريعة والتدارس بينهم في مجمع يحوي طائفة من كلّ فرقة كما أمر الله تعالى).
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:46 PM
الحلقة العاشرة
قال العلامة الشنقيطي: في تفسيره (3/412) لقوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء:9].
(ومن هدي القرآن للتي هي أقوم - هديه إلى حل المشاكل العالمية بأقوم الطرق وأعدلها. ونحن دائماً في المناسبات نبين هدي القرآن العظيم إلى حل ثلاث مشكلات ، هي من أعظم ما يعانيه العالم في جميع المعمورة ممن ينتمي إلى الإسلام ، - تنبيهاً بها على غيرها:
المشكلة الأولى: هي ضعف المسلمين في أقطار الدنيا في العدد والعدة عن مقاومة الكفار .(1/891)
وقد هدى القرآن العظيم إلى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق وأعدلها. فبين أن علاج الضعف عن مقاومة الكفار إنما هو بصدق التوجه إلى الله تعالى، وقوة الإيمان به والتوكل عليه. لأن الله قوي عزيز، قاهر لكل شيء. فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن أن يغلبه الكفار ولو بلغوا من القوة ما بلغوا.
فمن الأدلة المبينة لذلك: أن الكفار لما ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكور في قوله تعالى "إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأبصار وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا هُنَالِكَ ابتلي المؤمنون وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً" [الأحزاب :10-11] كان علاج ذلك هو ما ذكرنا. فانظر شدة هذا الحصار العسكري وقوة أثره في المسلمين، مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت قاطعوهم سياسة واقتصاداً. فإذا عرفت ذلك فاعلم أن العلاج الذي قابلوا به هذا الأمر العظيم، وحلوا به هذه المشكلة العظمى، وهو ما بينه جلَّ وعلا (في سورة الأحزاب) بقوله: "وَلَمَّا رَأَى المؤمنون الأحزاب قَالُواْ هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً" [الأحزاب:22].
فهذا الإيمان الكامل، وهذا التسليم العظيم لله جلَّ وعلا، ثقةً به، وتوكلاً عليه، هو سبب حل هذه المشكلة العظمَى.(1/892)
وقد صرح الله تعالى بنتيجة هذا العلاج بقوله تعالى: {وَرَدَّ الله الذين كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً وَكَفَى الله المؤمنين القتال وَكَانَ الله قَوِيّاً عَزِيزاً وَأَنزَلَ الذين ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الكتاب مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً" [الأحزاب:25-27].
وهذا الذي نصرهم الله به على عدوهم ما كانوا يظنونه، ولا يحسبون أنهم ينصرون به وهو الملائكة والريح . قال تعالى: "ياأيها الذين آمَنُواْ اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا" [الأحزاب:9].
ولما علم جلَّ وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص الكامل، ونوه عن إخلاصهم بالاسم المبهم الذي هو الموصول في قوله: "لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ" [الفتح:18]: أي من الإيمان والإخلاص - كان من نتائج ذلك ما ذكره الله جلَّ وعلا في قوله "وأخرى لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ الله بِهَا وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً" [الفتح:21] فصرح جلَّ وعلا في هذه الآية بأنهم لم يقدروا عليهان وأن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها، وذلك من نتائج قوة إيمانهم وشدة إخلاصهم.
فدلت الآية على أن الإخلاص لله وقوة الأيمان به، هو السبب لقدرة الضعيف على القوي وغلبته له "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله والله مَعَ الصابرين" [البقرة:249]، وقوله تعالى في هذه الآية: "لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا" فعل في سياق النفي، والفعل في سياق النفي من صيغ العموم على التحقيق، كما تقرر في الأصول ...(1/893)
فقوله: "لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا" في معنى لا قدرة لكم عليها، وهذا يعم سلب جميع أنواع القدرة؛ لأن النكرة في سياق النفي تدل على عموم السلب وشموله لجميع الأفراد الداخلة تحت العنوان. كما هو معروف في محله.
وبهذا تعلم أن جميع أنواع القدرة عليها مسلوب عنهم، ولكن الله جلَّ وعلا أحاط بها فأقدرهم عليها. لما علم من الإيمان والإخلاص في قلوبهم "وإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون" [الصافات:173].
المشكلة الثانية: هي تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء - مع أن المسلمين على الحق. والكفار على الباطل.
وهذه المشكلة استشكلها أصحاب النَّبي –صلى الله عليه وسلم-، فأفتى الله جل وعلا فيها، وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية تتلى في كتابه جلَّ وعلا.
وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد: فقتل عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وابن عمته، ومثل بهما، وقتل غيرهما من المهاجرين، وقتل سبعون رجلاً من الأنصار، وجرح –صلى الله عليه وسلم-، وشُقَّت شفته، وكسرت رباعيته، وشج –صلى الله عليه وسلم-.
استشكل المسلمون ذلك وقالوا: كيف يدال منا المشركون؟ ونحن على الحق وهم على الباطل؟! فأنزل الله قوله تعالى: "أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أنى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ" [آل عمران:165].
وقوله تعالى: (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) فيه إجمال بينه تعالى بقوله: "وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ الله وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حتى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمر وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخرة ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ" [آل عمران:152].(1/894)
ففي هذه الفتوى السماوية بيان واضح. لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين، وتنازعهم في الأمر، وعصيانهم أمره صلى الله عليه وسلم، وإرادة بعضهم الدنيا مقدماً لها على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد أوضحنا هذا في سورة «آل عمران» ومن عرف أصل الداء. عرف الدواء . كما لا يخفى) انتهى ،وللحديث بقية.
المشكلة الثالثة: هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية . لاستلزامه الفشل، وذهاب القوة والدوله . كما قال تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" [الأنفال:46]، وقد أوضحنا معنى هذه الآية في سورة «الأنفال».
فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء، وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة، وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك.(1/895)
وقد بين تعالى في سورة «الحشر» أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل. قال تعالى "تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى" [الحشر:14] ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى بقوله: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ" [الحشر:14]. ولا شك أن داء ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدارك الحقائق، وتمييز الحق من الباطل، والنافع من الضار، والحسن من القبيح، لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي. لأن نور الوحي يحيا به من كان ميتاً ويضيء الطريق للمتمسِّك به. فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً، والنافع نافعاً، والضار ضاراً. قال تعالى: "أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي الناس كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظلمات لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا" [الأنعام:122]، وقال تعالى: "الله وَلِيُّ الذين آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور" [البقرة:257] ومن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق، لأن ذلك النور يكشف له عن الحقائق فيريه الحق حقاً، والباطل باطلاً، وقال تعالى: "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْهِهِ أهدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" [الملك:22]، وقال تعالى: "وَمَا يَسْتَوِي الأعمى والبصير وَلاَ الظلمات وَلاَ النور وَلاَ الظل وَلاَ الحرور وَمَا يَسْتَوِي الأحيآء وَلاَ الأموات" [فاطر:19-22]، وقال تعالى: "مَثَلُ الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً" [هود:24] الآية، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الإيمان يكسب الإنسان حياة بدلاً من الموت الذي كان فيه، ونوراً بدلاً من الظلمات التي كان فيها.(1/896)
وهذا النور عظيم يكشف الحقائق كشفاً عظيماً. كما قال تعالى: "مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ المصباح فِي زُجَاجَةٍ الزجاجة كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يضياء وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ على نُورٍ يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ الله الأمثال لِلنَّاسِ والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ" [النور:35] - ولما كان تتبع جميع ما تدل عليه هذه الآية الكريمة من هدي القرآن للتي هي اقوم - يقتضي تتبع جميع القرآن وجميع السنة لأن العمل بالسنة من هدي القرآن للتي هي أقوم . لقوله تعالى: "وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا" [الحشر:7] وكان تتبع جميع ذلك غير ممكن في هذا الكتاب المبارك، اقتصرنا على هذه الجمل التي ذكرنا من هدي القرآن للتي هي اقولم تنبيهاً بها على غيرها والعلم عند الله تعالى)انتهى كلامه.
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:48 PM
الحلقة الحادية عشرة
قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في تفسيره ـ "فتح القدير" (1/154) ـ لقوله تعالى: "وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ" (145) :
وقوله: "وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم" إلى آخر الآية، فيه من التهديد العظيم، والزجر البليغ ما تقشعرّ له الجلود، وترجف منه الأفئدة!(1/897)
وإذا كان الميل إلى أهوية المخالفين لهذه الشريعة الغراء، والملة الشريفة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي هو سيد ولد آدم - يوجب عليه أن يكون - وحاشاه - من الظالمين، فما ظنك بغيره من أمته، وقد صان الله هذه الفرقة الإسلامية بعد ثبوت قدم الإسلام، وارتفاع مناره عن أن يميلوا إلى شيء من هوى أهل الكتاب، ولم تبق إلا دسيسة شيطانية، ووسيلة طاغوتية، وهي ميل بعض من تحمل حجج الله إلى هوى بعض طوائف المبتدعة، لما يرجوه من الحطام العاجل من أيديهم، أو الجاه لديهم إن كان لهم في الناس دولة، أو كانوا من ذوي الصولة، وهذا الميل ليس بدون ذلك الميل، بل اتباع أهوية المبتدعة يشبه اتباع أهوية أهل الكتاب، كما يشبه الماءُ الماء، والبيضة البيضة، والتمرة التمرة؛ وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشدّ على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين، ويتبعون أحسنه، وهم على العكس من ذلك، والضدّ لما هنالك، فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة، ويدفعونه من شنعة إلى شنعة، حتى يسلخوه من الدين، ويخرجوه منه، وهو يظنّ أنه منه في الصميم، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم، هذا إن كان في عداد المقصرين، ومن جملة الجاهلين، وإن كان من أهل العلم والفهم المميزين بين الحق، والباطل كان في اتباعه لأهويتهم ممن أضله الله على علم، وختم على قلبه، وصار نقمة على عباد الله، ومصيبة صبها الله على المقصرين؛ لأنهم يعتقدون أنه في علمه وفهمه لا يميل إلا إلى حق، ولا يتبع إلا الصواب، فيضلون بضلاله، فيكون عليه إثمه، وإثم من اقتدى به إلى يوم القيامة، نسأل الله اللطف، والسلامة، والهداية) انتهى.
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:49 PM
الحلقة الثانية عشرة(1/898)
قال سيد قطب ـرحمه الله ـ في ظلال القرآن (2/683) في تعليقه على قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا" [النساء:56-57].
(كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) إنه مشهد لا يكاد ينتهي، مشهد شاخص متكرر، يشخص له الخيال، ولا ينصرف عنه! إنه الهول، وللهول جاذبية آسرة قاهرة!
والسياق يرسم ذلك المشهد ويكرره بلفظ واحد.. «كلما» .. ويرسمه كذلك عنيفاً مفزعاً بشطر جملة (كلما نضجت جلودهم)، ويرسمه عجيباً خارقاً للمألوف بتكملة الجملة (بدلناهم جلوداً غيرها)..
ويجمل الهول الرهيب المفزع العنيف كله في جملة شرطية واحدة لا تزيد!
ذلك جزاء الكفر - وقد تهيأت أسباب الإيمان -وهو مقصود ،وهو جزاء وفاق: (ليذوقوا العذاب).. ذلك، أن الله قادر على الجزاء. حكيم في توقيعه: (إن الله كان عزيزاً حكيماً).
وفي مقابل هذا السعير المتأجج، وفي مقابل الجلود الناضجة المشوية المعذبة.. كلما نضجت بدلت؛ ليعود الاحتراق من جديد، ويعود الألم من جديد، في مقابل هذا المشهد المكروب الملهوف، نجد (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) في جنات ندية: (تجري من تحتها الأنهار).
ونجد في المشهد ثباتاً وخلوداً مطمئناً أكيداً: (خالدين فيها أبداً) ونجد في الجنات والخلد الدائم أزواجاً مطهرة: (لهم فيها أزواج مطهرة).. ونجد روح الظلال الندية؛ يرف على مشهد النعيم: (وندخلهم ظلاً ظليلاً).(1/899)
تقابل كامل في الجزاء، وفي المشاهد، وفي الصور، وفي الإيقاع.. على طريقة القرآن في «مشاهد القيامة» ذات الإيحاء القوي النافذ العميق. انتهى.
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:51 PM
الحلقة الثالثة عشرة
قال سيد قطب -رحمه الله- في ظلال القرآن (1/172) في تعليقه على قوله تعالى : "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة:186].
(وقبل أن يمضي السياق في بيان أحكام تفصيلية عن مواعيد الصيام، وحدود المتاع فيه وحدود الإمساك. . نجد لفتة عجيبة إلى أعماق النفس وخفايا السريرة، نجد العوض الكامل، الحبيب، المرغوب عن مشقة الصوم، والجزاء المعجل على الاستجابة لله.. نجد ذلك العوض، وهذا الجزاء في القرب من الله، وفي استجابته للدعاء.. تصوره ألفاظ رفافة شفافة تكاد تنير: (وإذا سألك عبادي عني ، فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان. فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)..
(فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) أية رقة؟ وأي انعطاف؟ وأية شفافية؟ وأي إيناس؟ وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود؟ وظل هذا القرب؟ وظل هذا الإيناس؟ وفي كل لفظ في التعبير في الآية كلها تلك النداوة الحبيبة:
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان) إضافة العباد إليه، والرد المباشر عليهم منه.. لم يقل: فقل لهم: إني قريب.. إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال.. قريب.. ولم يقل أسمع الدعاء.. إنما عجل بإجابة الدعاء: "أجيب دعوة الداع إذا دعان..".
إنها آية عجيبة.. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة، والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين.. ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين.(1/900)
وفي ظل هذا الأنس الحبيب، وهذا القرب الودود، وهذه الاستجابة الوحية.. يوجه الله عباده إلى الاستجابة له، والإيمان به، لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح (فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) فالثمرة الأخيرة من الاستجابة والإيمان هي لهم كذلك، وهي الرشد والهدى والصلاح، فالله غني عن العالمين) انتهى كلامه رحمه الله.
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:52 PM
الحلقة الرابعة عشرة
قال سيد قطب: في- (في ظلال القرآن - (1/523) -معلقاً على قول الله تعالى: "وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" [آل عمران:176-177].
[ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم].
إنه يواسي النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدفع عنه الحزن الذي يساور خاطره; وهو يرى المغالين في الكفر يسارعون فيه ويمضون بعنف واندفاع وسرعة كأنما هنالك هدف منصوب لهم يسارعون إلى بلوغه!
وهو تعبير مصور لحالة نفسية واقعية. فبعض الناس يرى مشتداً في طريق الكفر والباطل والشر والمعصية; كأنه يجهد لنيل السبق فيه! فهو يمضي في عنف واندفاع وحماسة كأن هناك من يطارده من الخلف أو من يهتف له من الإمام إلى جائزة تُنال!(1/901)
وكان الحزن يساور قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسرة على هؤلاء العباد; الذين يراهم مشمرين ساعين إلى النار وهو لا يملك لهم رداً وهم لا يسمعون له نذارة! وكان الحزن يساور قلبه كذلك لما يثيره هؤلاء المشمرون إلى النار المسارعون في الكفر من الشر والأذى يصيب المسلمين ويصيب دعوة الله وسيرها بين الجماهير التي كانت تنتظر نتائج المعركة مع قريش لتختار الصف الذي تنحاز إليه في النهاية.. فلما أسلمت قريش واستسلمت دخل الناس في دين الله أفواجا.. ومما لا شك فيه أنه كان لهذه الاعتبارات وقعها في قلب الرسول الكريم. فيطمئن الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويواسي قلبه ويمسح عنه الحزن الذي يساوره.
وهؤلاء العباد المهازيل لا يبلغون أن يضروا الله شيئاً، والأمر في هذا لا يحتاج إلى بيان، إنما يريد الله سبحانه أن يجعل قضية العقيدة قضيته هو; وأن يجعل المعركة مع المشركين معركته هو ،ويريد أن يرفع عبء هذه العقيدة وعبء هذه المعركة عن عاتق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعاتق المسلمين جملة.
فالذين يسارعون في الكفر يحاربون الله وهم أضعف من أن يضروا الله شيئاً ، وهم إذن لن يضروا دعوته، ولن يضروا حملة هذه الدعوة، مهما سارعوا في الكفر ومهما أصابوا أولياء الله بالأذى.
إذن لماذا يتركهم الله يذهبون ناجين وينتفشون غالبين وهم أعداؤه المباشرون؟
لأنه يدبر لهم ما هو أنكى وأخزى! (يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة).
يريد لهم أن يستنفدوا رصيدهم كله; وأن يحملوا وزرهم كله، وأن يستحقوا عذابهم كله، وأن يمضوا مسارعين في الكفر إلى نهاية الطريق!
(ولهم عذاب عظيم) ولماذا يريد الله بهم هذه النهاية الفظيعة؟ لأنهم استحقوها بشرائهم الكفر بالإيمان.(1/902)
(إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذاب أليم) ولقد كان الإيمان في متناول أيديهم، دلائله مبثوثة في صفحات الكون وفي أعماق الفطرة، وأماراته قائمة في «تصميم» هذا الوجود العجيب وفي تناسقه وتكامله الغريب، وقائمة كذلك في «تصميم» الفطرة المباشرة، وتجاوبها مع هذا الوجود، وشعورها باليد الصانعة، وبطابع الصنعة البارعة..
ثم إن الدعوة إلى الإيمان -بعد هذا كله- قائمة على لسان الرسل، وقائمة في طبيعة الدعوة وما فيها من تلبية الفطرة ومن جمال التناسق ومن صلاحية للحياة والناس..
أجل كان الإيمان مبذولاً لهم فباعوه واشتروا به الكفر على علم وعن بينة، ومن هنا استحقوا أن يتركهم الله يسارعون في الكفر؛ ليستنفدوا رصيدهم كله ولا يستبقوا لهم حظاً من ثواب الآخرة.
ومن هنا كذلك كانوا أضعف من أن يضروا الله شيئاً، فهم في ضلالة كاملة ليس معهم من الحق شيء، ولم ينزل الله بالضلالة سلطاناً; ولم يجعل في الباطل قوة، فهم أضعف من أن يضروا أولياء الله ودعوته بهذه القوة الضئيلة الهزيلة مهما انتفشت ومهما أوقعت بالمؤمنين من أذى وقتي إلى حين!
(ولهم عذاب أليم) أشد إيلاماً -بما لا يقاس- مما يملكون إيقاعه بالمؤمنين من آلام!
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:54 PM
الحلقة الخامسة عشرة
قال سيد قطب في ظلال القرآن معلقاً على قوله تعالى: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:1-3].(1/903)
(إن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف؛ وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، وجهد يحتاج إلى احتمال. فلا يكفي أن يقول الناس: آمنا، وهم لا يتركون لهذه الدعوى، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم، كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به وهذا هو أصل الكلمة اللغوي، وله دلالته وظله وإيحاؤه، وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب.
هذه الفتنة على الإيمان أصل ثابت، وسنة جارية، في ميزان الله سبحانه: (ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
والله يعلم حقيقة القلوب قبل الابتلاء؛ ولكن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو مكشوف لعلم الله، مغيب عن علم البشر؛ فيحاسب الناس –إذن- على ما يقع من عملهم لا على مجرد ما يعلمه سبحانه من أمرهم، وهو فضل من الله من جانب، وعدل من جانب، وتربية للناس من جانب، فلا يأخذوا أحداً إلا بما استعلن من أمره، وبما حققه فعله. فليسوا بأعلم من الله بحقيقة قلبه!
ونعود إلى سنة الله في ابتلاء الذين يؤمنون وتعريضهم للفتنة، حتى يعلم الذين صدقوا منهم، ويعلم الكاذبين.
إن الإيمان أمانة الله في الأرض، لا يحملها إلا من هم لها أهل وفيهم على حملها قدرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص، وإلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعة، وعلى الأمن والسلامة، وعلى المتاع والإغراء.
وإنها لأمانة الخلافة في الأرض، وقيادة الناس إلى طريق الله، وتحقيق كلمته في عالم الحياة، فهي أمانة كريمة؛ وهي أمانة ثقيلة؛ وهي من أمر الله يضطلع بها الناس؛ ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء.(1/904)
ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى من الباطل وأهله؛ ثم لا يجد النصير الذي يسانده ويدفع عنه، ولا يملك النصرة لنفسه ولا المنعة؛ ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان. وهذه هي الصورة البارزة للفتنة، المعهودة في الذهن حين تذكر الفتنة. ولكنها ليست أعنف صور الفتنة، فهناك فتن كثيرة في صور شتى، ربما كانت أمر وأدهى:
هناك فتنة الأهل والأحباء الذين يخشى عليهم أن يصيبهم الأذى بسببه، وهو لا يملك عنهم دفعاً، وقد يهتفون به ليسالم أو ليستسلم؛ وينادونه باسم الحب والقرابة، واتقاء الله في الرحم التي يعرضها للأذى أو الهلاك، وقد أشير في هذه السورة إلى لون من هذه الفتنة مع الوالدين وهو شاق عسير.
وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين، ورؤية الناس لهم ناجحين مرموقين، تهتف لهم الدنيا، وتصفق لهم الجماهير، وتتحطم في طريقهم العوائق، وتصاغ لهم الأمجاد، وتصفو لهم الحياة، وهو مهمل منكر لا يحس به أحد، ولا يحامي عنه أحد، ولا يشعر بقيمة الحق الذي معه إلا القليلون من أمثاله الذين لا يملكون من أمر الحياة شيئاً.
وهنالك فتنة الغربة في البيئة والاستيحاش بالعقيدة، حين ينظر المؤمن فيرى كل ما حوله وكل من حوله غارقاً في تيار الضلالة؛ وهو وحده موحش غريب طريد.
وهناك فتنة من نوع آخر قد نراها بارزة في هذه الأيام، فتنة أن يجد المؤمن أمماً ودولاً غارقة في الرذيلة، وهي مع ذلك راقية في مجتمعها، متحضرة في حياتها، يجد الفرد فيها من الرعاية والحماية ما يناسب قيمة الإنسان. ويجدها غنية قوية، وهي مشاقة لله!
وهنالك الفتنة الكبرى، أكبر من هذا كله وأعنف، فتنة النفس والشهوة، وجاذبية الأرض، وثقلة اللحم والدم، والرغبة في المتاع والسلطان، أو في الدعة والاطمئنان، وصعوبة الاستقامة على صراط الإيمان والاستواء على مرتقاه، مع المعوقات والمثبطات في أعماق النفس، وفي ملابسات الحياة، وفي منطق البيئة، وفي تصورات أهل الزمان!(1/905)
فإذا طال الأمد، وأبطأ نصر الله، كانت الفتنة أشد وأقسى، وكان الابتلاء أشد وأعنف، ولم يثبت إلا من عصم الله، وهؤلاء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة الإيمان، ويؤتمنون على تلك الأمانة الكبرى، أمانة السماء في الأرض، وأمانة الله في ضمير الإنسان.
وما بالله -حاشا لله- أن يعذب المؤمنين بالابتلاء، وأن يؤذيهم بالفتنة، ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة، فهي في حاجة إلى إعداد خاص لا يتم إلا بالمعاناة العملية للمشاق؛ وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات، وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام، وإلا بالثقة الحقيقية في نصر الله أو في ثوابه، على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء.
والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث، وتستجيش كامن قواها المذخورة فتستيقظ وتتجمع، وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها ويصلب ويصقل، وكذلك تفعل الشدائد بالجماعات، فلا يبقى صامداً إلا أصلبها عوداً؛ وأقواها طبيعة، وأشدها اتصالاً بالله، وثقة فيما عنده من الحسنيين: النصر أو الأجر، وهؤلاء هم الذين يسلَّمون الراية في النهاية، مؤتمنين عليها بعد الاستعداد والاختبار.
وإنهم ليتسلمون الأمانة وهي عزيزة على نفوسهم بما أدوا لها من غالي الثمن؛ وبما بذلوا لها من الصبر على المحن؛ وبما ذاقوا في سبيلها من الآلام والتضحيات، والذي يبذل من دمه وأعصابه، ومن راحته واطمئنانه، ومن رغائبه ولذاته، ثم يصبر على الأذى والحرمان؛ يشعر ولا شك بقيمة الأمانة التي بذل فيها ما بذل؛ فلا يسلمها رخيصة بعد كل هذه التضحيات والآلام، فأما انتصار الإيمان والحق في النهاية فأمر تكفل به وعد الله.
وما يشك مؤمن في وعد الله، فإن أبطأ فلحكمة مقدرة، فيها الخير للإيمان وأهله، وليس أحد بأغير على الحق وأهله من الله!(1/906)
وحسب المؤمنين -الذين تصيبهم الفتنة، ويقع عليهم البلاء- أن يكونوا هم المختارين من الله، ليكونوا أمناء على حق الله، وأن يشهد الله لهم بأن في دينهم صلابة فهو يختارهم للابتلاء ...
وأما الذين يفتنون المؤمنين، ويعملون السيئات، فما هم بمفلتين من عذاب الله ولا ناجين، مهما انتفخ باطلهم وانتفش، وبدا عليه الانتصار والفلاح، وعد الله كذلك وسنته في نهاية المطاف.
(أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا؟ ساء ما يحكمون!) فلا يحسبن مفسد أنه مفلت ،ولا سابق، ومن يحسب هذا فقد ساء حكمه، وفسد تقديره، واختل تصوره، فإن الله الذي جعل الابتلاء سنة؛ ليمتحن إيمان المؤمن ويميز بين الصادقين والكاذبين؛ هو الذي جعل أخذ المسيئين سنة لا تتبدل ولا تتخلف ولا تحيد) انتهى.
---
عمر المقبل
12-05-2006, 03:56 PM
نرجو الله تعالى أن ينفعنا بالقرآن العظيم ..
وأن نكون أول المتعظين به ،وأن لا يجعل حظنا منه الحفظ الحرفي فقط !!
---
نياف
12-06-2006, 08:50 PM
اللهم آمين
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا
---
(1/907)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هل صنّف الخطيب البغدادي كتابًا في توجيه قراءة ابن مُحَيْصِن في (استبرق)
---
هل صنّف الخطيب البغدادي كتابًا في توجيه قراءة ابن مُحَيْصِن في (استبرق)
---
السائح
05-19-2006, 05:25 PM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
لقد كان للحافظ الجِهبذ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى - عناية بالقرآن الكريم وعلومه، وقد اصطحب معه حين وروده دمشقَ كتبًا جمّة تتّصل بتفسير القرآن العظيم وعلومه، وقراءات القراء، ومما ورد به من الكتب:
- قراءات أهل مكة للخزاعي.
- قراءات أهل المدينة لإسماعيل بن جعفر.
- قراءة أبي عمرو -----
- قراءة عاصم -----
- قراءة حمزة.
- قراءة ابن عامر.
- قراءة الأعمش.
- قراءة يعقوب.
- قراءة الحسن البصري.
- قراءة ابن محيصن.
- اختلاف حمزة والكسائي -----
كما يراه الناظر في جزء فيه تسمية ما ورد به الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي دمشق من الكتب من روايته، من الأجزاء المسموعة ..... (153-163).
وبَيْنا أنا أطالع في جمهرة مقالات الشيخ أبي الأشبال أحمد بن محمد شاكر رأيته قال 1/382: قرأت في " الزهراء " الغرّاء م5 ج5 ص355 في مقال الأخ الأستاذ السيد محمد راغب الطباخ بشأن خط البغدادي ومؤلفاته أن له رسالة في 19 ورقة في توجيه قراءة ابن محيض [كذا] في الاستبرق وتحقيق كونها معرّبة، وكتب فيها اسم القارئ " ابن محيض " بالضاد المعجمة في آخره، وأنا أوقن أن هذا خطأ مطبعي وقع سهوًا، ولكني أحببت التنبيه عليه لئلا يلتبس على بعض إخواننا قارئي المجلة ----- إلخ مقاله وهو نفيس على وجازته.(1/908)
والمقصود الآن إرادة التثبت من صحة نسبة الكتاب إلى الخطيب، وقد رجعت إلى بعض الدراسات التي كُتبت عن الخطيب فلم أر من عزا الكتاب إليه، كدراسة الأستاذ أكرم العمري، وكتاب الأستاذ محمود الطحان (ولم أر من الأستاذين ولا من غيرهما تنويهًا باهتمام الخطيب بالدراسات القرآنية، ولعل ذلك راجعٌ إلى عدم ظهور ذلك وبروزه، هذا إلى صرفه أكثر جهده إلى الدراسات الحديثية والتاريخية).
فالرجاء ممن يمكنه الوقوف على مقال الشيخ راغب الطباخ في مجلة الزهراء (التي كان يُصدرها الأسناذ محب الدين الخطيب) أن يتبيّن من ذكر مكان وجود ذاك الكتاب.
ومن استطاع أن ينفع أخاه بالنظر في بعض الفهارس الكبرى، كالفهرس الشامل للتراث الإسلامي العربي المخطوط، فجزاؤه الأوفى عند أكرم الأكرمين.
---
السائح
04-03-2007, 02:01 AM
*****
---
د. عمر حمدان
04-04-2007, 11:59 AM
عزيزي السائح !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
لا تتوافر لديّ معلومات بهذا الخصوص ، لكن ليس من المستبعد أن يؤلَّف جزءٌ في توجيه قراءة ابن محيصن المكّيّ قوله تعالى : (واستبرق) ، لأنّ الرواية عنه متباينة وفيها اختلاف كبير . وقد وقف الإمام أبو حيّان الأندلسيّ على قدر كبير من ذلك في موضع الكهف [31:18] ، فقال في البحر المحيط 6/122 :
"قرأ ابن محيصن (واستبرق) بوصل الألف وفتح القاف ، حيث وقع . جعله فعلاً ماضيًا على وزن استفعل ، من البَرِيق . ويكون استفعل فيه موافقًا للمجرّد الذي هو برق ، كما تقول : قَرَّ واسْتَقَرَّ بفتح القاف . ذكره الأهوازيّ في الإقناع عن ابن محيصن : قال [كذا] ابن محيصن وحده (واستبرق) بالوصل وفتح القاف ، حيث كان . لا يصرفه . انتهى ؛ فظاهره أنّه ليس فعلاً ماضيًا ، بل هو اسم ممنوع من الصرف .
وقال ابن خالويه : جعله استفعل من البريق ابن محيصن ؛ فظاهره أنّه فعل ماضٍ .(1/909)
وخالفهما صاحب اللوامح : قال [كذا] ابن محيصن (واستبرق) بوصل الهمزة في جميع القرآن ؛ فيجوز أنّه حذف الهمزة تخفيفًا على غير قياس ؛ ويجوز أنّه جعله عربيّة ، من برق يبرق بريقًا ، وذلك إذا تلألأ الثوبُ لجدّته ونضارته ، فيكون وزنُه استفعل من ذلك ؛ فلَمّا تسمّى به ، عامله معاملةَ الفعل في وصل الهمزة ومعاملة المتمكّنة من الأسماء في الصرف والتنوين . وأكثر التفاسير على أنّه عربيّة . وليس بمستعرب . دخل في كلامهم ، فأعربوه . انتهى
ويمكن أن يكون القولان روايتين عنه : فتح القاف وصرفه التنوين .
وذكر أبو الفتح ابن جنّي قراءةَ فتح القاف وقال : هذا سهو أو كالسهو . انتهى
وإنّما قال ذلك ، لأنّه جعله اسمًا . ومنعه من الصرف لا يجوز ، لأنّه غير علم . وقد أمكن جعله فعلاًا ماضيًا ، فلا تكون هذه القراءة سهوًا ." [انتهى كلام أبي حيّان الأندلسيّ ومبحثه]
بذلك يكون صاحب البحر المحيط قد وقف بهذا الخصوص على ما ذكره ابن خالويه (370) في حواشي كتاب البديع 79-80 وابن جنّي (392) في المحتسَب 2/29 والأهوازيّ (446) في الإقناع والوليّ الصالح عبد الرحمن بن أحمد الرازيّ (454) في كتاب اللوامح .
نظيره في موضع الكهف ما نقله السمين الحلبيّ (756) في الدرّ المصون 7/484-485 [طبعة دار القلم 1411/1991] وابن عادل الحنبليّ (بعد880) في اللباب في علوم الكتاب 12/482 [طبعة دار الكتب العلميّة 1419/1998] (نقلاً عن الدرّ المصون للسمين الحلبيّ) والآلوسيّ (1250) في روح المعاني 8/258-259 [طبعة دار الكتب العلميّة 1415/1994] (نقلاً عن البحر المحيط لأبي حيّان الأندلسيّ) .
يُضاف إلى ذلك سائر مواضع هذا الحرف في القرآن الكريم وما ورد في كتب القراءات والتفاسير وغيرها من أوصاف لأوجه قراءة ابن محيصن وكذا بعض المصادر التي لم ينقلها صاحب البحر المحيط ومَن نقلوا عنه في موضع الكهف :
أوّلاً موضع الكهف (31:18) :(1/910)
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 270 : "(مِن سُندُسٍ وَاسْتَبْرَقَ) [31:18] : بوصل الألف ونصب القاف من غير تنوين ، حيث كان في موضع الجرّ ." [تُراجَع هناك مصادر الحاشية 4]
الكرمانيّ (ق6) : شواذّ القراءات 288 "عن ابن محيصن (وَاسْتَبْرَقَ) بوصل الألف وفتح القاف ."
ثانيًا موضع الدخان (53:44) :
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 329 : "(وَاسْتَبْرَقَ) [53:44] : موصولة الألف وفتح القاف وحيث كانت ." [تُراجع هناك مصادر الحاشية 4]
ثالثًا موضع الرحمن (54:55) :
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 350-351 : "(مِنِ اسْتَبْرَقَ) [54:55] : بوصل الألف وفتح القاف وبكسر النون من عند قوله : (اسْتَبْرقَ) حيث كان ." [تُراجَع هناك مصادر الحاشية 1]
الكرمانيّ (ق6) : شواذّ القراءات 460 "عن ابن محيصن (من استبرق) بوصل الألف وكسر النون . تفرّد به . ومضى في سورة الكهف ."
رابعًا موضع الإنسان [21:76] :
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 376 : "(وَاسْتَبْرَقَ) [21:76] : بوصل الألف وبالرفع من غير تنوين ." [تُراجَع هناك مصادر الحاشية 3]
الهذليّ (465) : كتاب الكامل في القراءات الخمسين 246ب "(واستبرق) مفتوح غير منوّن ابن محيصن . وقد تقدّم ."
الكرمانيّ (ق6) : شواذّ القراءات 497 "عن ابن محيصن وأبي البرهسم (واستبرق) بوصل الألف وفتح القاف ؛ وعنه (وإستبرق) بقطع الهمزة وفتح القاف ."
يمكن إجمال مباحث هذا اللفظ كالتالي :
1) أوجه قراءة ابن محيصن هذا اللفظ وطرق رواياتها .
2) هل هو عربيّ الأصل أم معرَّب؟
3) هل همزته مقطوعة أم موصولة ؟
4) هل هو فعل أم اسم ؟
5) إن كان اسمًا : هل هو مصروف أم ممنوع من الصرف ؟(1/911)
برأيي ليس بكثير ، بل الأمر جدير أن تضبط هذه المسائل مقرونة بأقوال العلماء - وهي عديدة - وأدلتّهم ومصادرهم في جزء ، يفي بالموضوع ويحيط بجميع جوانبه ، كما هو الحال عند الخطيب البغداديّ ، إنْ صحّت المعلومات في وضعه جزءًا في ذلك .
---
السائح
04-06-2007, 01:26 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكرا جزيلا على ما تفضلت به من إفادات، لكن أكبر ما أنشده: الوقوف على هاتيك النسخة، ثم التعرف على ما تضمّنته، مع تحقيق مدى صحة نسبتها إلى الخطيب.
---
(1/912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤالان في تفسير ( الحمد )
---
سؤالان في تفسير ( الحمد )
---
محمد رشيد
05-21-2003, 11:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في تفسير الحمد يقولون / هو الثناء على الله تعالى بالجميل ، فيعترض عليه البعض ـ أي على هذا التعريف ـ بعدة اعتراضات …. منها : أن قوله ( بالجميل ) تقييد لا حاجة اليه ، لأن الثناء لا يكون الا بالجميل ـ على ما ذهب اليه الجمهور ـ خلافا للعز بن عبد السلام الذي ذهب الى أن الثناء يكون بالشر كما يكون بالخير ، واستدل على ذلك بالحديث الذي فيه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرت عليه جنازة ، وفي الحديث أنه مرت عليه جنازة أخرى ، فأثنى عليها شرا ، فيمكن أن يأتي الثناء بالشر فلزم التقييد بالجميل في حق الله تعالى .
وجه السؤال / ما قولكم في إفادة الثناء بذاته ؟
سؤال آخر / قالوا بأن للحمد خمسة أركان : المحمود ـ الحامد ـ المحمود عليه ـ المحمود به ـ صيغة الحمد
وقالوا أيضا : ذهب الجمهور الى أن المحمود عليه لابد وان يكون اختياريا ، فما معنى هذا الكلام ؟ و هم يعتبرون ضابط الاختيار في المحمود عليه ما لم يكن اضطراريا ، سواء كان المحمود عليه اختياريا حقيقة أو حكما .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-22-2003, 12:58 AM
بسم الله
لعل الأقرب في تعريف الحمد لله أن يقال إنه:الإخبار عن الله بصفات كماله سبحانه وتعالى ، مع محبته والرضى به ، فإذا كُررالحمد شيئاً بعد شيء كان ثناء ، فإذا كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان تمجيداً .
فهي ثلاث مراتب : الحمد ، ثم الثناء ، ثم التمجيد .(1/913)
وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع الثلاثة في أول الفاتحة : فإذا قال العبد : ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال : ( الرحمن الرحيم ) قال الله : أثنى عليّ عبدي ، وإذا قال: ( مالك يوم الدين ) قال الله : مجدني عبدي . [ ثبت هذا الحديث القدسي ، وهو في صحيح مسلم ] .
فدل هذا الحديث على أن الحمد غير الثناء ؛ لأن الثناء تكرار للمدح .
ينظر الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله ص164 بتحقيق إياد القيسي .
وقد ذكر الشيخ محمد العثيمين كلاماً قريباً من هذا في مقدمة شرحه لأصول التفسير .
---
عبدالله بن بلقاسم
05-23-2003, 12:57 AM
إلى الأخ الكريم : محمد يوسف وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بسم الله ، والحمد لله وصلى الله على رسول الله أمابعد:
أما السؤال الأول:
فالذي يظهر والله أعلم صحة مذهب الجمهور من إفادة الثناء بذاته في الخير عند الإطلاق، وأشباهه في القرآن :
فبشرهم بعذاب أليم
فإن البشارة من البشرة، والإخبار بالخبر السار،
لكنها لماقيدت بالعذاب الأليم صار معناها الإخبار
على أن في المسألة قولا آخر وهو أنه أتي بلفظ البشارة للتهكم والاستهزاء
فمعناها واحد في الحالين،
والقول الآخر أن البشارة تأتي بمعنى الإخبار بالشر والخير كالثناء ،
ومما يقوى هذا المذهب (الجمهور)
أولا : أن المستقرئ لألفاظ الشرع يجد أن الثناء إذا أطلق قصد به الخير
وأن الثناء لا يأتي بالشر إلا مقيدا،
ولا أعلم نصا في الكتاب أو السنة فيه الثناء بالشر مطلقا
وأما الثناء بالخير فيأتي مطلقا غالبا:
فمنها قوله صلى الله عليه وسلم
1 ــ إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله تعالى و الثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء .
2 ــ إذا قال الرجل لأخيه : جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء .
3 ــ اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك و أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .(1/914)
وأما الثناء بالشر فيأتي مقيدا في كل نص ( في حدود علمي):
كقوله صلى الله عليه وسلم
ــ من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة و من أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض .
ــ أهل الجنة من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس خيرا و هو يسمع و أهل النار من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس شرا و هو يسمع .
ثانيا: صحيح أن المسالة لغوية ، والمستقرئ ولو جزئيا يجد أن العرب كذلك تعرف الثناء بأنه للخير عند الإطلاق، ومن تتبع المعاجم علم،
مع أن ابن منظور عرف الثناء بأنه يطلق على المدح بالخير والشر،
لكنه يحمل علىأن المراد عن التقييد بالشر،
وعند التحقيق نجد أن الخلاف بين الجمهور وابن عبدالسلام خلاف يشبه أن يكون لفظيا،
فالجمهور يرون الثناء عند الإطلاق هو الثناء بالخير
ويرى ابن عبدالسلام أن الثناء يكون للخير والشر،
وليس هذا محل النزاع، فالجمهور لا يقولون بخلافه
وقصارى الأمر أن الثناء
من الألفاظ المشتركة، عند من يقولون بالاشتراك،ويترجح القول بالخير للقرأئن التي سبق طرف منها
ومن لا يقول به ( أعني الاشتراك)يرده إلى التواطؤ أو الحقيقة والمجاز
وهذا يقودنا إلى مسألة أخرى، لا نفتح بابها،
أما السؤال الثاني:
فقد قيد العلماء الجميل بالاختياري، لأن الجميل في المخلوق ينقسم إلى قسمين
اختياري مكتسب منه ، كالعلم ، والعمل الصالح
وغير اختياري كجماله،ونسبه،
ولا يمنع كون صفات الله كلها اختيارية وليست قي حق الرب قسيمة الاضطرارية أن يوصف يقيد الجميل بذلك لأنه من باب دفع الوهم،
ودفع الإيهام سائغ في باب الصفات، ألا ترى إلى قوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم ، مع أنه تعالى لاينام ولا ينبغي له أن ينام،
وقوله تعالى ، ولقد خلقنا السموات والأرض في ستة أيام وما مسنا من لغوب،
فنفى التعب عنه تعالى عند خلق السموات مع التعب منفي عنه مطلقا،
لدفع الإيهام،
وأمثاله في القرآن كقوله: وما الله بغافل عما تعملون(1/915)
فليس تعالى بغافل مطلقا، لا عنهم ولا عن غيرهم
لكن جاء هنا لدفع التوهم
قال الشوكاني (فتح القدير ج: 1 ص: 19)
الحمد لله الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري وبقيد الاختيار فارق المدح فإنه يكون على الجميل وإن لم يكن الممدوح مختارا كمدح الرجل على جماله وقوته وشجاعته
وفي الإقناع للشربيني ج: 1 ص: 7
بالاختياري( يعني خرج بالاختياري) المدح فإنه يعم الاختياري وغيره تقول مدحت اللؤلؤة على حسنها دون حمدتها
وفي قواعد الفقه ج: 1 ص: 474
المدح هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري قصدا قاله السيد و في المصباح مدحته إذا أثنيت عليه بما فيه من (الصفات ) الجميلة خلقة كانت أو اختيارية ولهذا كان المدح أعم من الحمد
انتهى
هذه مباحثة أرجو أن يكون فيها فائدة، إن كنت فهمت السؤال ،
كتبه عبدالله بن بلقاسم بن عبدالله
النماص،
---
المشارك7
05-23-2003, 09:04 AM
قال الشيخ زيد بن عبد العزيز بن فياض في كتابه الروضة الندية شرح الواسطية ص5:
(والحمد اخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه واجلاله [انظر بدائع الفوائد 2/93]
وقال العلامة بن القيم رحمه الله (مدارج السالكين 1/64) :واثبات الحمد الكامل له يقتضي ثبوت كل ما يحمد عليه من صفات كماله ونعوت جلاله اذ من عدم صفات الكمال فليس بمحمود على الاطلاق وغايته انه محمود من وجه دون وجه ولايكون محمودا من كل وجه وبكل اعتبار بجميع انواع المحامد الا من استولى على صفات الكمال جميعها فلو عدم منها صفة واحدة لنقص من حمده بحسبها .(1/916)
وقال الشيخ -اي ابن تيمية -(في رسالته تفصيل الاجمال فيما يجب لله تعالى من صفات الكمال 5/49 مجموعة الرسائل والمسائل ) :والحمد نوعان: حمد على احسانه الى عباده وهو من الشكر وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله .وهذا الحمد لا يكون الا على ما هو في نفسه مستحق للحمد وانما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال وهي امور وجودية فان الامور العدمية المحضة لا حمد فيها ولا خير ولاكمال )اهـ.
وفي معنى الحمد خلاف وقد ذكر الخلاف المفسرون فلتراجع كتب التفسير .
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2003, 12:58 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه النفائس. وأخص بالشكر الشيخ الكريم عبدالله بن بلقاسم وفقه الله ، فما أحرصنا على التدقيق في المسائل بهذه الطريقة.
---
محمد رشيد
05-25-2003, 03:36 PM
جزاك الله خيرا شيخنا ( محمد بن جابر ) و قد أفدتني كلاما جديدا في معنى الحمد ، بارك الله فيك .
جزاك الله خيرا شيخنا ( بلقاسم ) وقد أجبتني على سؤالي ، وبالفعل قد أشكل عليّ هذا الأمر وأنا أدرس في [ حاشية البيجوري على فتح القريب المجيب في شرح متن التقريب ] في المذهب الشافعي ، فهل لك دراسة في المذهب الشافعي ؟
---
(1/917)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > حوار مع الدكتور أحمد الطعان الباحث بشؤون القرآن الكريم في كتابات العَلمانيين:ضع سؤالك
---
حوار مع الدكتور أحمد الطعان الباحث بشؤون القرآن الكريم في كتابات العَلمانيين:ضع سؤالك
---
عبدالرحيم
12-15-2005, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قريباً بإذن الله تعالى.. سيتم اللقاء العلمي مع الدكتور أحمد إدريس الطعان الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة دمشق ، وهذا هو اللقاء العلمي الخامس الذي يجري في شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، بعد اللقاءات الأربعة السابقة . (http://www.tafsir.net/interviews.php)
وسيكون الحوار كما يأتي :
بعد التعريف بالدكتور وأطروحته للدكتوراه سيتم الدخول مباشرة في محاور اللقاء وهي :
* مدخل: العَلمانية :المفهوم والخصائص.
أ- تدرج معنى المفهوم بحسب العصور والمجتمعات:
1. فصل الدين عن الدولة.
2. فصل الدين عن الحياة.
3. إنكار الغيبيات.
4. تنحية الأسئلة الكبرى.
5. أنسنة الإله وتأليه الإنسان.
6. الدنيوية.
ب- علاقة العَلمانية بـ:
1. العِلمانية.
2. اللائكية.
3. العَلمانوية.
4. السلام.
5. الديمقراطية.
6. العولمة.
7. العقل.
* المحور الأول: أسلمة العلمانية (هل يمكن التوفيق بين الإسلام والعَلمانية ؟ ولماذا ؟)
- إجاية العَلمانيين.
- تعقيب.
* المحور الثاني: مصدر القرآن الكريم .
- نظرة العَلمانيين إلى مفهوم الوحي.
- تعقيب.
* المحور الثالث: التأويل .
- العَلمانيين والتأويل.
- تعقيب.
* المحور الرابع: حتمية العَلمانية (طوفان العَلمانية - هل سيكتسح المجتمع الإسلامي ؟ متى ؟ وكيف ؟)
- إجابة العَلمانيين.
- تعقيب.
* المحور الخامس: مصطلحات الفكر العَلماني: (تعريفها وبيان خطر تطبيقها).
مدخل أول: حرص العلمانيين على زخرفة اللفظ (التفيهُق).
مدخل ثاني: علم اللسانيات.
1. البنيوية.(1/918)
2. التفكيكية.
3. الهرمينوطيقا.
4. الأنسنة.
5. المركَسة.
6. الأرخنة.
( مصطلحات أخرى يطلب الإخوة التعريف بها).
أرجو من الإخوة التكرم بالمشاركة بمقترحاتهم وأسئلتهم أو إضافة محاور جديدة..
---
عبدالرحمن الشهري
12-15-2005, 03:22 PM
نرحب بالدكتور الكريم أحمد إدريس الطعان في ملتقى أهل التفسير ضيفاً كريماً ، ومشاركاً فيما يدور في هذا الملتقى العلمي من حوارات ونقاشات علمية . ونسأل الله أن يبارك في جهوده العلمية في الدفاع عن القرآن الكريم ، وكشف الشبهات التي تثار بين الحين والآخر ضده. ونرجو أن يوفق الدكتور أحمد الطعان في أجوبته في هذا اللقاء العلمي المتجدد. كما أشكر أخي الكريم الأستاذ عبدالرحيم الشريف على تبنيه إدارة هذا الحوار لصلته بالضيف الكريم ، وبموضوع اللقاء العلمي ، وآمل أن ينير هذا اللقاء العلمي جوانب كثيرة تخفى على كثير من المتخصصين في الدراسات القرآنية من الشبهات المتجددة التي تثار حول كتاب الله الكريم ، والتي تمس الحاجة إلى معرفتها ، وكيفية التعامل معها ، والرد عليها رداً علمياً.
---
أبو بيان
12-15-2005, 06:44 PM
مرحبا بالدكتور الطعان في الملتقى, وشكر الله له تعاونه ومشاركته, ونسأل الله أن يوفقه ويفتح عليه. والشكر موصول لأخينا الأستاذ عبد الرحيم على ما يقدمه من فوائد للملتقى, والتي ليس من آخرها هذا اللقاء إن شاء الله.
---
أحمد الطعان
12-15-2005, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم إخوتي الأكارم جميعاً على حسن استقبالكم وبارك الله فيكم ...
وأسأل الله عز وجل أن يوفقني لبيان الحق وكشف الزيف ...
ولي طلب واحد هو أن يتاح لي من الوقت ما يكفي لتنسيق مشاركاتي وعرضها عليكم وجزاكم الله خيراً .. وأنا الآن إن شاء الله عز وجل جاهز للبدء إذا رغبتم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
---
أحمد البريدي
12-15-2005, 11:28 PM(1/919)
نرحب بالدكتور أحمد ونسأل الله له السداد , ونؤمل فيكم كثيراً في ملتقى التفسير عموماً , وفي ملتقى الانتصار للقرآن خصوصاً إن كتب الله له الافتتاح .
---
الجندى
12-17-2005, 03:27 PM
مقالات الدكتور أحمد الطعان
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=36
---
الخطيب
12-18-2005, 02:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً بالأخ الحبيب د.أحمد الطعان ، وبمدير الحوار الأخ الحبيب الأستاذ عبد الرحيم الشريف.
أثق بأن حواراً يديره الأخ عبد الرحيم ، ويكون فارسه الأخ د.أحمد الطعان سوف يكون مفيداً بعون الله. فالأخ د.أحمد الطعان باحثٌ جيد جداً ، له خبرته وباعه في مناقشة الخطاب العلماني . أرحب بالأخوين الكريمين ، ولي بعون الله عودة.
---
أحمد الطعان
12-19-2005, 03:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل وأستاذي الخطيب بارك الله فيك وأكرمك الله لقد طال البعد بيننا أرجو أن نلتقي قريباً على الأقل في المراسلة والخاص ..
والسلام عليكم ورحمة الله
---
عيسى الدريبي
12-19-2005, 06:50 AM
نكررالترحيب بضيف الملتقى د/أحمدالطعان في هذا الموضوع الهام ومن كاتب متخصص فيه ، اذأن سببا رئيسا من اهم اسباب هجمة العلمانيين على هذا الدين هي موقفهم من القران وطريقة تعاملهم معه كنص إلهي، أوكنص من النصوص، كما يرى بعض كتابهم
واقترح على اخي الدكتور عبدالرحمن الشهري - اثراء للموضوع -التنسيق مع الدكتور سعيدبن ناصر الغامدي الاستاذ بجامعة الملك خالدللمداخلة في هذا الموضوع فهو راصد لكتابات العلمانيين ومهتم بهذا الموضوع من الناحية العقدية
---
أحمد البريدي
12-20-2005, 04:51 PM
معنا في الملتقى أحد الأخوات لها عناية بهذا الموضوع وهي الأخت منى محمد بهي الدين , وعنوان رسالتها : التيار العلماني الحديث وموقفه من التفسير, نوقشت في جامعة الأزهر , فليتها تطرح ما تراه .
---
مرهف
12-20-2005, 06:07 PM(1/920)
هلا شرحت لنا فضيلة الدكتور أحمد الطعان مدى العلاقة بين العلمانية والاستشراق منذ النشأة الاستشراقية والعلمانية إلى وقتنا الحالي وذلك من جهات التوافق والافتراق والمؤسسات الراعية والممولة إن أمكن ،فإن الدارس يلحظ توافقاً إن لم نقل تطابقاً بين ما تطرحه العلمانية ضد الإسلام وما يزعمه الاستشراق على الإسلام ،أم أن هذا الربط بين العلمانية والاستشراق غير سليم ، لأن البون شاسع بين المبدأين ، فالاستشراق ذو مبدأ ديني صليبي ، والعلمانية تفصل بين الدين والدنيا ولا تقبل الدين أصلاً وإن اتفقا في الغاية وبعض الأفكار,أرجوا التوضيح مع فائق احترامي مع بعض الأمثلة على التوافق .
إن كلاً من العلمانية والاستشراق يحثان على التعامل مع النص القرآني على أساس أدبي لا على أنه نص إلهي .
إن كلاً من العلمانية والاستشراق يطرحان فكرة أن الإسلام هو خليط النصرانية واليهودية .
---
أحمد الطعان
12-20-2005, 11:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل مرهف بارك الله فيك :
العلمانية هي البيضة التي باضها الاستشراق في عالمنا العربي والإسلامي وأفقست بعده بعقود من الزمن، والواقع أن الاستعمار والتبشير والاستشراق // أجنحة المكر الثلاثة // هي التي مهدت الأرضية الثقافية والبيئة المناسبة لتقبل بعض العقول للعلمانية .
ولا يمكن الفصل بين هذه الأجنحة الثلاثة إلا على مستوى التنظير ، وقد تحالفت العلمانية بعد أن استوت على سوقها مع آبائها وكانت وفيَّة لهم فترجمت ثقافتهم وبررت استعمارهم وتقبلت حضارتهم دون تمييز ويكفي أن نتذكر هنا جهود سلامة موسى في توطئة الأرض للإنكليز وطه حسين وعلاقاته مع عدد من المستشرقين ثم علي عبد الرازق الذي أصدر كتابه الإسلام وأصول الحكم في الوقت الذي تكاتفت فيه أوربا لإسقاط الخلافة في تركيا .(1/921)
كما أن أكثر الأفكار التي طرحها الاستشراق رددها العلمانيون فيما بعد ولا يزالون فقد تبنى طه حسين فكرة مرجليوث حول الانتحال في قضية الشعر ، وإنكار وجود سيدنا إبراهيم عليه السلام .
وهنا يمكن مراجعة هذا الموضوع :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2649
وإذا تأملنا سوف نجد أن العلمانية تسربت إلى بلادنا العربية عبر نافذتين أساسيتين هما : لبنان ومصر ، وتأتي تونس في المرحلة الثانية لهاتين ، فقد كان اهتمام الدول الغربية بالأقليات المسيحية في لبنان وسوريا تحركه طائفة من الأطماع والغايات ، وقد احتضنت العديد من الجامعات والمدارس في إيطاليا وفرنسا طلبة مشرقيين مسيحيين ووجدت صلات وروابط قوية بين الكنيسة الكاثوليكية الغربية ، والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية رغم الاختلاف بينهما ، ويعود تاريخ الإرساليات التبشيرية الأجنبية إلى الشام إلى مطلع القرن السابع عشر ، وكان اليسوعيون أنشط هذه الجمعيات وتعود صلتهم بالشام إلى سنة 1625 م .
وقبل ذلك كانت العلاقة بين الأمير فخر الدين الثاني 1572 – 1632 حاكم لبنان والبابا غريغواريوس الثالث عشر 1585 – 1605م متينة ، وقد فتح هذا الأمير أمام الطلبة اللبنانبيين باب الذهاب إلى روما للدراسة فيها ، ومنحهم أرضاً ومساكن ثم أنشأ لهم مدرسة خاصة عام 1584م أسماها المدرسة المارونية ، وتعاطف كثيراً مع الإرساليات الأوربية ، وبسط يد الحماية في بلاد الشام حتى صار الأوربيون يدعونه " حامي النصارى في الشرق " .(1/922)
ومن هؤلاء الطلبة " إبراهيم الحاقلاني 1605 – 1664م والمطران جرمانوس فرحات 1670 – 1732م ويوسف السمعاني 1687 – 1778 م وقد آلت السلطة بعد ذلك في لبنان إلى البطارقة والأساقفة المنتمين إلى الطوائف الدينية المتنوعة ، وكان هؤلاء الطلبة على حظ كبير من المعرفة والاطلاع على علوم الغرب ، وكانوا ثمرة الإرساليات الآتية من أوربا وفرنسا خصوصاً ثم من أمريكا ، ثم أصبحوا بعد ذلك في نظر القوميين والعلمانيين العرب أركان النهضة وطلائع التنوير .
ولم يمض وقت طويل حتى انتشرت المطابع ، ونقلت البعثة التبشيرية الأمريكية مطبعتها من مالطا إلى بيروت . وهنا يجب أن لا يغيب عن بالنا الصلة الوثيقة الملاحظة بين العلمانية والتبشير من جهة ، وبين العلمانية والمسيحيين الذين حملوا لواء الدعوة إلى القومية فيما بعد من جهة ثانية .
لقد أنشأ بطرس البستاني 1819 – 1883 م المدرسة الوطنية في بيروت سنة 1863 م ثم أصبح النصف الثاني من القرن التاسع عشر مسرحاً للتنافس الشديد في إنشاء المدارس فكانت مدرسة عينطورة ومدرسة القديس يوسف ، والمدرسة الوطنية والمدرسة السورية الإنجيلية ومدارس الجمعية الأهلية كالمدرسة البطريركية ، ومدرسة الأقمار ، ومدرسة الحكمة ، ومدرسة كفتين التي تخرج منها فرح أنطون .
وكانت الجامعة الأمريكية البروتستانتية التي أُسست في بيروت سنة 1866م وتأيدت بمطبعة أحد المراكز الرئيسة في الشرق والتي كان هدفها الأساسي هو بعث الأفكار التنصيرية ، وإشاعة الثقافة الغربية في الوسط المسيحي أولاً ، والإسلامي ثانياً .
وكان الرهط الأول من العلمانيين قد تخرجوا منها ومن هؤلاء شبلي شميل ثم يعقوب صروف ، وفارس نمر ، ثم جرجي زيدان صاحب مجلة الهلال .(1/923)
بيد أن المنافسة كانت شديدة بين الجامعة الأمريكية البروتستانتية والإرساليات الفرنسية الكاثوليكية التي تسعى لصيانة أبناء ملتهم الكاثوليك من الأضاليل البروتستانتية ، وقد انتشرت مدارس هؤلاء في بيروت وصيدا، وأسسوا الكلية الكاثوليكية على غرار الجامعة الأمريكية سنة 1875م وتبنت فرنسا هذا المشروع في إطار الصراع على النفوذ بينها وبين أمريكا في لبنان .
ولكن يبدو أن الطائفية الشديدة المنتشرة في بيروت ولبنان بشكل عام ، والتي تتميز بنوع من العنصرية المتحكمة ، والعدوانية المتجذرة لم تساعد الغرب الأمريكي أو الأوربي على إمداد رجالاته ورموزه الذين زرعهم في لبنان بالوسائل المرادة لتحصيل أغراضه في العلمنة ، والتبشير والسيطرة ، وكانت فتنة الستين الرهيبة في لبنان والتي وقعت سنة 1860 م تمخضت عن مجزرة رهيبة في صفوف اللبنانيين ، واستهدفت البعثات التبشيرية الكاثوليكية وخصوصاً اليسوعية التي كانت أكثر الطوائف نشاطاً في ممارسة التنصير .
كانت هذه المجزرة دافعاً قوياً للتلاميذ " المدللين " إلى الهجرة من لبنان إلى مصر ، وخلافاً لما يؤكده بعض الباحثين من أن هجرة هؤلاء المفكرين كانت لأسباب وعوامل سياسية واجتماعية وثقافية وبحثاً عن الحرية ، فإني لا أستبعد أن تكون هذه الهجرة نتيجة لمؤامرة دبرت، وخطة رسمت في الأروقة الغربية ، وأوعز بتنفيذها إلى هؤلاء المتغربين ، ومن ثم نقلوا نشاطهم من لبنان إلى مصر .
وكان من هؤلاء المهاجرين فرنسيس مراش بين عامي 1867 – 1873 م وخليل سعادة، ونجيب حداد بين عامي 1867 – 1899 م وشبلي شميل هاجر إلى الإسكندرية سنة 1886م وفرح أنطون هاجر سنة 1897 م واستقر في مصر أيضاً كل من يعقوب صروف ، ونقولا حداد، وفارس نمر .
وأما في مصر :(1/924)
فقد كانت حملة نابليون التي بدأت سنة 1798 م 1213 هـ بداية الغزو الصليبي الحديث ، ولكنه هذه المرة يختلف عن الحملات الصليبية السابقة ، فقد جند معه العقول ، وكل ما وصلت إليه الحضارة الغربية من منجزات مادية وفكرية وثقافية لتسهم معه في تكريس هذا الغزو وتوطيد أركانه وكان لهذه الحملة أثران :
إيجابي : حيث قامت بدور الصاعق الكهربائي الذي يجعل النائم يصحو ، والمريض ينتفض وينشط وكان ذلك قد لفت أنظار المسلمين إلى واقعهم المتردي ، وانحطاطهم المتفاقم عن ركب الحضارة .
سلبي : حيث رافق هذه الحملة ملابسات ، وأعراض مرضية أخذت تتفشى وتنتشر في المجتمع المصري من أزياء وعادات وأخلاق ، بالإضافة إلى الفكر الوافد الذي زرعه نابليون في عقول بعض الفئات وبدأ ينمو حتى أينعت ثماره فيما بعد على يد سلامة موسى وأمثاله .
لقد جاء الفرنسيون معهم بكل ما نشاهده اليوم من مظاهر للعلمانية في الأخلاق والسلوك والفكر ، فقد قتل نابليون عدداً كبيراً من العلماء ، ودنس جنوده المقدسات ، وزينوا للمصريين مخالفة دينهم بالممارسات الشنيعة ، فتأثراً بهم خرجت المرأة المصرية عن حشمتها ، وحجابها ، واختلطت بهم ، وكان الهدف الأكبر للفرنسيين هو قلب التقاليد الإسلامية المصرية . ورافق هذا الاحتلال محاولات متواصلة وجهود مكثفة لقطع الشعوب الإسلامية " الغافية " عن ماضيها وتراثها ودينها ولغتها ، وصبغها بصبغات غربية ، وإشاعة الفواحش والمنكرات والعادات الغربية بين أبناء المسلمين ، وساعد على ذلك الفقر الشديد الذي تعانيه المجتمعات الإسلامية نتيجة للاستعمار ، والحكام والملوك المستبدين الذين صنعهم الاستعمار ووطد سلطانهم لخدمة مصالحه واستفحل نتيجة لذلك الجهل والأمية ، وظل التعليم محصوراً في بعض الطبقات الثرية ، والأسر الأرستقراطية .(1/925)
وقد أدرك المستعمر أن تغيير الفكر، وغسل الأدمغة يجب أن يتم قبل أي مشروع آخر وذلك لتسهيل مهمته في استعباد الشعوب واستغلالها، وجعلها دائماً في دوامة التبعية الحضارية والحاجة إلى الوصاية والانتداب، فكانت دراسات المستشرقين الهائلة التي وُظِّفت لها أموالٌ طائلة وبُذلت من أجلها جهودٌ جبارة، وكانت في معظمها قائمة على التزوير والتحريف والافتراء .
ومن هنا ظلت أعين المسلمين دائماً تنظر إلى الإنتاج الاستشراقي بالريبة والحذر بل غالباً ما يتعامل معها المسلمون على أنها جهود استعمارية معادية ، والحسن فيها استثناءً نادرٌ ، ولذلك رأى المستعمر أن يصنع لهذه الأمة قادة من أبنائها يربيهم على موائده ، ويعلمهم في معاقله ، ثم يفيض عليهم من إحسانه ، ويمرغهم في إنعامه ، ويغمسهم في ملذاته ، ويسديهم من خيراته ، ثم يضفي عليهم من الشهرة والمجد ما يجعلهم محط الأنظار وقادة الأفكار ، ورواد الإصلاح ، وزعماء التجديد إنها نصيحة زويمر للمبشرين : "" تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها "" .
وهذا ما فعله الغرب المستعمر فأبرز من أبرز وطمس من طمس ، وكان الذين برزوا هم الذين أخلصوا لسادتهم المستعمرين ، وتحقق هؤلاء السادة من عمالتهم ودناءتهم فجعلوهم نجوماً للأمة يَهدُونها إلى التغرُّب ، ويزينون لها التأوْرُب .
أخي الكريم :
العلمانية هي المُسخة الجديدة للاستشراق ...
وأنا أسميها مُسخة لأنها نسخة مشوهة تريد ان تلصق نفسها بحضارتنا وتراثنا على أنها من داخل هذا التراث وليست غريبة عنه وكما جاء في الحديث // هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا // .(1/926)
والعلمانيون في تعاملهم مع القرآن الكريم على أنه نص بشري أو أدبي هم يجترون في ذلك جهود المدارس الغربية التاريخية وخصوصاً المدرسة الألمانية في دراساتهم وانتقاداتهم للكتاب المقدس وخصوصاً ما سمي بالنقد العالي للكتاب المقدس .
إنهم يسعون لإسقاط ما تم إنجازه بخصوص الكتاب المقدس على القرآن الكريم .
---
عبدالرحيم
12-22-2005, 02:03 PM
إخوتي الأحبة: سنبدأ اللقاء مع الأخ أحمد الطعان، وبالنسبة للتعريف به وبأطروحته: " موقف الفكر العربي العلماني من النص القرآني / دعوى تاريخية النص نموذجاً " فسيتم ذلك في موضوع مستقل حين يزف لكم البشرى بطباعتها قريباً تحت عنوان مبدئي: " العلمانيون والقرآن ".
ولنبدأ اللقاء:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سؤال:
أخي الفاضل... تعددت التعريفات، واشتهرت الدراسات، لكن: لا بد مما ليس منه بد فما العلمانية ؟
لن أتعب رؤوسكم بقراءة ما كُتب في دوائر المعارف والمعاجم الأوربية عن العلمانية وسوف أدخل معكم مباشرة إلى بعض النتائج :
- أولاً : هناك اتفاق بين المعاجم ودوائر المعارف المشار إليها على أن العلمانية هي توجه دنيوي محض ، وتسعى لصرف الناس عن الاهتمام بالآخرة أو أي غيبيات ، وتدعوهم إلى الاهتمام بالعالم الحاضر ، والحياة المشاهدة ، وتكرس محبة هذا العالم لأن الخير الوحيد ، الحقيقي الذي يجب أن يُعترَف به هو في هذا العالم . أرجو أن نحتفظ بهذه الملاحظة معنا لأننا سنحتاجها قريباً .
- ثانياً : هناك اتفاق صراحة أو ضمناً على أن العلمانية مناهضة للأديان ، ومتقاطعة معها فهي تُحوّل المقدس إلى مدنس ، وتقلل من قيمة الإيمان بالله عز وجل واليوم الآخر .(1/927)
لقد صرحت دائرة معارف الدين والأخلاق ، ودائرة المعارف البريطانية بأن العداء قائم بين العلمانية والأديان ، أما دائرة المعارف الأمريكية فلجأت إلى المراوغة مما أوقعها في التناقض فهي تقول : بأن العلمانية لا تمانع العقائد المسيحية ، ولا تنكر وجود خير آخر ، ثم تقول في نفس الوقت ، ولكن الخير الحقيقي في هذه الحياة الحاضرة ، وهو الجدير بالاهتمام والبحث وإذا كانت المسيحية تعتبر المسيح هو المنقذ والمخلص ، فإن الخلاص والغاية في نظر العلمانية هو في العلمانية القائمة على التجارب والمحسوس .
- ثالثاً : مهما حاولت العلمانية والعلمانيون المصالحة مع الأديان ، فإن هذا يبدو بعيداً ، لأن العلمانية القائمة في أساسها على رفض المبادئ الدينية ، وعدم الاعتراف بها كأسس للالتزام الأخلاقي ، بل ورفض كل الماورائيات التي تقوم عليها الأديان ، وتدعو إلى إقامة الأخلاق والحياة الاجتماعية والسياسية على أسس وضعية نسبية وطبعية ، وهذا بحد ذاته بمثابة إعلان الحرب على الأديان ؛ لأن هذه تطرح نفسها على أنها الحقيقة المطلقة .
- رابعاً : نلاحظ أن العلمانية التي تقوم على محاربة احتكار الحقيقة ، وتندد بـ " ملاك الحقيقة المطلقة " تقع هي نفسها في هذا الاحتكار والتملك فهي كما تشير دائرة معارف الدين والأخلاق تطرح نفسها على أنها : دين سلبي إنكاري ، وهي كما أشارت دائرة المعارف الأمريكية ترى الخلاص الوحيد والحقيقة المطلقة في العلمانية .
--------------------------------------
سؤال:
يرفض العلمانيون العرب نعتهم بالملحدين، فهل للعلمانية جذور إلحادية ؟
العلمانية هي ترجمة لكلمة سكيولاريزم secularism الإنجليزية ، وقد استخدم مصطلح " سكيولار " لأول مرة مع نهاية حرب الثلاثين عاماً سنة 1648 م عند توقيع صلح " وستفاليا " وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة ، وهو التاريخ الذي يعتمده كثير من المؤرخين بداية لمولد ظاهرة العلمانية في الغرب .(1/928)
وكان معنى المصطلح في البداية محدود الدلالة ، ولا يتسم بأي نوع من أنواع الشمول أو الإبهام إذ تمت الإشارة إلى علمنة ممتلكات الكنيسة وحسب ، بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية ، أي إلى سلطة الدولة أو الدول التي لا تخضع لسلطة الكنيسة .
وفي فرنسا في القرن الثامن عشر أصبحت الكلمة تعني من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية : "" المصادرة غير الشرعية لممتلكات الكنيسة "" أما من وجهة نظر المستنيرين فإن الكلمة تعني : "" المصادرة الشرعية لممتلكات الكنيسة لصالح الدولة "" .
ولكن المجال الدلالي للكلمة اتسع وبدأت الكلمة تتجه نحو مزيد من التركيب والإبهام على يد هوليوك 1817 – 1906م الذي يعتبر أول من صاغ المصطلح بمعناه المعاصر ، وجعله يتضمن أبعاداً سياسية واجتماعية وفلسفية ، وأراد هوليوك أن يُجنب المصطلح مصادمة الأديان فعرّف العلمانية بما يشير إلى الرغبة في الحياد فقال:""العلمانية : هي الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية، دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض".
ولكن مع ذلك إذا شئنا أن نربط العلمانية بفلسفة منظرها هوليوك فيمكن القول إن العلمانية قائمة على الشك أحياناً ، والإلحاد الصريح أحياناً أخرى ؛ لأن هوليوك كان ينفي عن نفسه تهمة الإلحاد ، ولكنه في نفس الوقت يعترف بعدم وجود أدلة كافية للإيمان بالله [عز وجل ] ، ويجهر أحياناً بأن الإله إنما هو " الحاضر المعيش ".(1/929)
ويرجع أول استخدام لكلمة علمانية عند هوليوك إلى شهر ديسمبر سنة 1846 م عندما أوردها في مقال نشره في مجلة " ذي ريزونور " أي "المجادل العقلاني " ، والسبب أنه شعر مع بعض زملائه وأسلافه مثل " توماس بين " و "ريتشارد كارليل " و "روبرت تيلور " أن المسيحية لم تعد مقبولة لدى أكثر فئات المجتمع ، وقد مست الحاجة إلى استبدالها بمبدأ حديث فكان هو " العلمانية " وقد سماها أتباع روبرت أدين بـ " الدين العقلاني ". وهنا نتذكر ما تحدثنا عنه في التمهيد مما سمي " دين العقل " أو " الدين الطبيعي " .
أسس هوليوك في عام 1855 م " جمعية لندن العلمانية " وفي ديسمبر من نفس العام تحولت الحركة العلمانية إلى تيار واسع النطاق ، وتزايد انتشارها بين عامي 1853 – 1854 م ، مما دفع القس بردين جرانت إلى التصدي لها في كل أنحاء إنكلترة مفنداً ومجادلاً .
ولكن ازداد توزيع مجلة " الريزونور " العلمانية إلى خمسة آلاف نسخة ، وانتشرت الجمعيات العلمانية في جميع أنحاء بريطانيا ومن أبرزها " جمعية لستر العلمانية " و" جمعية بولتون العلمانية " وجمعيات أخرى في سائر أنحاء البلاد.
وكان لجهود تشارلس برادلاف 1833 - 1894 م دوراً كبيراً في ترسيخ المبادئ العلمانية الجديدة ، وإضفاء طابع الإلحاد عليها ، وذلك عندما استلم رئاسة جمعية لندن العلمانية سنة 1858 م بدلاً من هوليوك ، واشترك سنة 1860 م في تحرير مجلة " المصلح القومي " التي حلت محل سابقتها " الريزونور " وأسس الجمعية العلمانية القومية سنة 1866 م .
اندثرت مجلة " المصلح القومي " سنة 1881 م لتحل محلها مجلة " المفكر الحر " التي زادت من جرعتها الإلحادية ، فكانت لا تكف عن الاستهزاء بالأناجيل ، والسخرية من الذات الإلهية ، إلى درجة أنها طالبت بمحاكمة أصحاب الأناجيل الأربعة لأنهم يجدفون على الله [عز وجل ] فهم يقولون بأن الله [عز وجل ] ، ضاجع عذراء يهودية وأنجب منها طفلاً غير شرعي أسماه المسيح.(1/930)
-----------------------
والخلاصة ؟
في الواقع إننا لا نعرض هنا خلاصة لأن الخلاصة كانت هي ما عبرت عنه دوائر المعارف والمعاجم ـ كما رأينا ـ ولكن يمكن اعتبار ما نذكره هنا على أنه تأكيد للخلاصة ، أو أنه خلاصة الخلاصة .
لقد رأى بعض القسيسين أن العلمنة في الأصل تحوُّل المعتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية عن البشر والعالم ولا سيما من منظور بروتستانتي . ولكن عالم اللاهوت الهولندي " كورنليس فان بيرسن " يوضح ذلك بشكل أكثر صراحة عندما يقرر بأن العلمانية تعني : "" تحرر الإنسان من السيطرة الدينية أولاً ، ثم الميتافيزيقية ثانياً على عقله ولغته " ويفصل أكثر بقوله : " إنها تعني تحرر العالم من الفهم الديني ، وشبه الديني ، إنها نبذ لجميع الرؤى الكونية المغلقة ، وتحطيم لكل الأساطير الخارقة، وللرموز المقدسة … إنها تخليص للتاريخ من الحتميات والقدريات، وهي اكتشاف الإنسان أنه قد تُرك والعالَم بين يديه، وأنه لا يمكن بعد الآن أن يلوم القدر أو الأرواح الشريرة على ما تفعله بهذا العالم، إنها تعني أن يدير الإنسان ظهره لعالم ما وراء الطبيعة، وأن يولي وجهه شطر هذا العالم أو" الهنا "وأن يحصر نفسه في الزمن الحاضر"" .
إنها تعني : "" زوال وظيفة الدين في تحديد رموز التوحيد والاندماج الثقافي " ، وتعني أن هناك : " مساراً تاريخياً لا راد له تقريباً هو الذي يتحرر بمقتضاه المجتمع والثقافة من الخضوع لوصاية الدين والأنساق الميتافيزيقية المغلقة "" ، وتعني : "" القضاء على التبعية الطفولية في كل مستوى من مستويات المجتمع ، إنها عملية نضج ورشد وتحمل للمسؤولية ، أو قل إنها التخلي عن كل سند ديني أو غيبي أو ميتافيزيقي ، وجعل الإنسان يعتمد على نفسه "" .(1/931)
أخيراً يمكن أن نختم بما يلي : العلمانية في المنظور الغربي هي: التحرر من الأديان عبر" السيرورة " التاريخية، واعتبار الأديان مرحلة بدائية لأنها تشتمل على عناصر خرافية كالماورائيات والغيبيات، ولا يتم الخلاص من هذه الأعباء إلا عن طريق تحقيق النضج العقلي الذي تحققه العلمنة عبر آلياتها الثقافية والفكرية والفلسفية. وهذا ما يعبر عنه د.ج.ويل بقوله:"" الفكرة العلمانية تنطوي على مفهوم فلسفي يتعلق باستقلال العقل في قدرته " . وذلك يعني بنظر كلود جفراي "" إلغاء كل مرجع ديني" . وهو نفس ما يريده جول فيري 1832 – 1893م ولكن بتعبير أكثر حدة حيث الغرض النهائي من العلمانية عنده هو:"" تنظيم المجتمع بدون الله ""[عز وجل]. إنها الدنيوية إذن .
--------------------------
سؤال:
من حيث تعريف العلمانية: لا علاقة لها بالدين، لكنها في الجوهر: دراسات متعمقة في الدين هل هذا ما تقصده ؟
من خلال تتبعي لكتابات العلمانيين ودراستها دراسة علمية:
كان قد استقر رأيي - ردحاً من الزمن - على أن العلمانية هي : "" أنسنة الإلهي ، وتأليه الإنساني "" ويتميز هذا الحد بأنه يجمع خصائص كثيرة للعلمانية في شطريه :
فالشطر الأول " أنسنة الإلهي " يحتوي على مقولة العلمانية في رفض المصدر الإلهي للأديان أو الوحي ، واعتبارها ظواهر اجتماعية وإنسانية تاريخية برزت ضمن ظروف ومعطيات معينة كما أراد فرويد وغيره . ويحتوي هذا الشطر أيضاً : على إلغاء أو تمييع كل المقدَّسات والمعجزات ، وإعادة تفسيرها تفسيراً إنسانياً اجتماعياً أو اقتصاديا أو مادياً ، أو نفسانياً واعتبارها مجرد خرافات وأساطير عفا عليها الزمن .(1/932)
ويحتوي هذا الشطر أيضاً : على أنسنة الطبيعة والكون بمعنى تجريده من أية دلالات روحية أو كونية أو رمزية ، واعتبارها مواد للإنسان عليه أن يستثمرها في منفعته وأنانيته بشكل مطلق وإمبريالي دون أي اعتبار آخر ، مع رفض الدلالات الغيبية ، والإشارات الربانية التي تؤكد عليها الأديان جميعاً كمعالم للهداية ، باعتبار الطبيعة - في رؤيتها - كتاباً كونياً منظوراً إلى جانب الوحي المكتوب .
ويحتوي هذا الشطر أيضاً : على الجهود التي تبذلها العلمانية لاستثمار الإلهي وتحويله إلى فكرانية بمعنى : "" تحويل الوحي إلى إيديولوجية "". "" تحويل الوحي ذاته إلى علم إنساني "" وذلك لتحقيق أغراض الإنسان وأطماعه ، وقد تجلى ذلك واضحاً في الفلسفة الفيورباخية ، وتبنى ذلك حسن حنفي من العلمانيين العرب – كما سنرى – ومعنى ذلك "" إلغاء الغيب كمصدر للمعرفة ، وقصرها على عالم الشهادة "" ويتم ذلك بالعقل والتجريب بعيداً عن الوحي .
وعلى مستوى العلاقة بين العلمانية العربية والنص القرآني فإنه يتجلى أيضاً دور الشطر الأول من التعريف حيث نجد نزعة الأنسنة سائدة لدى هؤلاء فكتب أركون كتابه " نزعة الأنسنة " وحاول نصر حامد أبو زيد وغيره استعادة القضية الكلامية القديمة التي ثار حولها جدل طويل ، وهي مسألة خلق القرآن في شكلها الاعتزالي ، وذلك من أجل تكريس إنسانية الوحي ومنتوجيته البشرية ، وسنفصل ذلك فيما بعد .
وأما الشطر الثاني من التعريف " تأليه الإنساني " فيتولى تغطية جوانب كثيرة أيضاً من خصائص العلمانية أهمها : النزعة الغرورية التي كرستها فلسفة نيتشة وداروين عبر " الإنسان الأعلى " و" البقاء للأقوى " والتي مورست عملياً من خلال حكام النازية والفاشية كما أشرنا سابقاً.(1/933)
ويتضمن هذا الشطر أيضاً : التركيز العلماني الدائم على مركزية الإنسان ، واستقلالية العقل ، وهذه الأخيرة تشكل بُعداً أساسياً في العلمنة حتى عُرِّفت بأنها لا سلطان على العقل إلا للعقل في تفسير الوجود . هذا الجزء يتكفل بالإشارة إلى هذا البعد ، حيث إن تأليه الإنسان يعني أن التفكير الإنساني مستقل عن الوحي ، بل يرقى إلى مرتبة الوحي ، ويحظى بنصيب من الألوهية . لقد بلغ الأمر بالفرنسيين بعد الثورة أن نصبوا تمثالاً وعبدوه سموه " إلاهة العقل " .
ويتضمن هذا الشطر أيضا : الإشارة إلى تأليه القيم الجديدة للعلمانية المتمثلة في حقوق الإنسان ، وترسيخ الفردية المطلقة ، والديمقراطية ، وحرية المرأة المطلقة ، ونسبية الأخلاق ، والعِلمانية – بالكسر - ، وكل ذلك ما هو إلا إحلال لمنظومة جديدة مؤلَّهة من القيم الإنسانية ، وإضفاء حالة من القداسة عليها ، بدلاً من الدستور الإلهي القائم على الوحي .
ويتضمن هذا الشطر أيضا : الإشارة إلى الجانب العبثي في العلمانية وهو بعد جوهري فيها ، ذلك لأن تأليه الإنساني يعني أن الإنسان الجسد هو المُؤلَّه ، لأن العلمانية لا تعترف إلا بالجسد ، وحاجات هذا الجسد الجنسانية والغرائزية تنال حظاً وافراً من الإجلال والقداسة - كما رأينا في الفصل الأول -إن تأليه الإنساني يعني تقديس المُدَنَّس والارتفاع به إلى مستوى الألوهية.
أما البعد المادي في العلمانية فإن شطري التعريف يسهمان في تغطيته ، إذ إن أنسنة الإلهي تعني تحويل ما ليس بمادة إلى مادة ، أو بعبارة أخرى تدنيس المقدس والتعامل معه على هذا الأساس الدَّنِس . ثم يأتي الشطر الثاني ليضفي على المادة قداسة جديدة " تقديس المدنس " وتصبح المادة بهذا الشكل حالَّة محل الألوهية ، ويغدو كل ما سواها ضربٌ من الأساطير والأوهام . وهو ما سعت الفيورباخية والماركسية إلى تكريسه .
---------------------------------------
سؤال:(1/934)
ما هو التعريف النهائي الجامع المانع الذي ارتضيته للعلمانية
الدنيوية، وما أريد أن أقوله هنا : هو أن " الدنيوية " ليست مجرد ترجمة لغوية للعلمانية ، وأعني أن العلمانية يمكن أن تُعرَّف تعريفاً جامعاً مانعاً - فيما أرى - بكلمة واحدة هي : " الدنيوية " .
إن هذا التعريف - كما يبدو لي - لا يكاد يغادر صغيرة ولا كبيرة من مقولات العلمانية وخصائصها إلا ويطويها في داخله ، وإن نظرة سريعة في تاريخ العلمانية وأسسها وجذورها ، وأبعادها وتجلياتها سوف تبين أن الدنيوية هي الهم الأول ، والهاجس الأساسي ، بل الوحيد الذي تدور عليه العلمانية .
فالمادية ، واللامادية ، والمثالية ، والعقلانية ، والعِلمانية ، والتطورية ، والجنسانية ، والأنسنة ، والحرية ، والديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، والعنصرية ، والفردية ، كل هذه العناصر التي أفرزتها العلمانية عبر تاريخها الطويل أُريدَ منها أن تحقق للإنسان السعادة في هذه الحياة الدنيا دون أي اعتبار آخَر ليوم آخِر ، والسعادة المقصودة هنا هي أقصى قدر ممكن من اللذة والمتعة .
------------------------------
سؤال:
إن كان للعلمانية بعدها الدنيوي الإلحادي، فما علاقتها بالتنصير وما يتفرع عنه من تبشير واستعمار واستشراق... الخ
العلمانية هي البيضة التي باضها الاستشراق في عالمنا العربي والإسلامي وأفقست بعده بعقود من الزمن، والواقع أن الاستعمار والتبشير والاستشراق // أجنحة المكر الثلاثة // هي التي مهدت الأرضية الثقافية والبيئة المناسبة لتقبل بعض العقول للعلمانية .(1/935)
ولا يمكن الفصل بين هذه الأجنحة الثلاثة إلا على مستوى التنظير ، وقد تحالفت العلمانية بعد أن استوت على سوقها مع آبائها وكانت وفيَّة لهم فترجمت ثقافتهم وبررت استعمارهم وتقبلت حضارتهم دون تمييز ويكفي أن نتذكر هنا جهود سلامة موسى في توطئة الأرض للإنكليز وطه حسين وعلاقاته مع عدد من المستشرقين ثم علي عبد الرازق الذي أصدر كتابه الإسلام وأصول الحكم في الوقت الذي تكاتفت فيه أوربا لإسقاط الخلافة في تركيا .
كما أن أكثر الأفكار التي طرحها الاستشراق رددها العلمانيون فيما بعد ولا يزالون فقد تبنى طه حسين فكرة مرجليوث حول الانتحال في قضية الشعر ، وإنكار وجود سيدنا إبراهيم عليه السلام .
وإذا تأملنا سوف نجد أن العلمانية تسربت إلى بلادنا العربية عبر نافذتين أساسيتين هما : لبنان ومصر ، وتأتي تونس في المرحلة الثانية لهاتين ، فقد كان اهتمام الدول الغربية بالأقليات المسيحية في لبنان وسوريا تحركه طائفة من الأطماع والغايات ، وقد احتضنت العديد من الجامعات والمدارس في إيطاليا وفرنسا طلبة مشرقيين مسيحيين ووجدت صلات وروابط قوية بين الكنيسة الكاثوليكية الغربية ، والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية رغم الاختلاف بينهما ، ويعود تاريخ الإرساليات التبشيرية الأجنبية إلى الشام إلى مطلع القرن السابع عشر ، وكان اليسوعيون أنشط هذه الجمعيات وتعود صلتهم بالشام إلى سنة 1625 م . تسربت العلمانية إلى بلادنا العربية عبر نافذتين أساسيتين هما : لبنان ومصر ، وتأتي تونس في المرحلة الثانية لهاتين.(1/936)
فقد كان اهتمام الدول الغربية بالأقليات المسيحية في لبنان وسوريا تحركه طائفة من الأطماع والغايات ، وقد احتضنت العديد من الجامعات والمدارس في إيطاليا وفرنسا طلبة مشرقيين مسيحيين ووجدت صلات وروابط قوية بين الكنيسة الكاثوليكية الغربية ، والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية رغم الاختلاف بينهما ، ويعود تاريخ الإرساليات التبشيرية الأجنبية إلى الشام إلى مطلع القرن السابع عشر ، وكان اليسوعيون أنشط هذه الجمعيات وتعود صلتهم بالشام إلى سنة 1625 م .
وقبل ذلك كانت العلاقة بين الأمير فخر الدين الثاني 1572 – 1632 حاكم لبنان والبابا غريغواريوس الثالث عشر 1585 – 1605م متينة ، وقد فتح هذا الأمير أمام الطلبة اللبنانبيين باب الذهاب إلى روما للدراسة فيها ، ومنحهم أرضاً ومساكن ثم أنشأ لهم مدرسة خاصة عام 1584م أسماها المدرسة المارونية ، وتعاطف كثيراً مع الإرساليات الأوربية ، وبسط يد الحماية في بلاد الشام حتى صار الأوربيون يدعونه " حامي النصارى في الشرق " .
ومن هؤلاء الطلبة " إبراهيم الحاقلاني 1605 – 1664م والمطران جرمانوس فرحات 1670 – 1732م ويوسف السمعاني 1687 – 1778 م وقد آلت السلطة بعد ذلك في لبنان إلى البطارقة والأساقفة المنتمين إلى الطوائف الدينية المتنوعة ، وكان هؤلاء الطلبة على حظ كبير من المعرفة والاطلاع على علوم الغرب ، وكانوا ثمرة الإرساليات الآتية من أوربا وفرنسا خصوصاً ثم من أمريكا ، ثم أصبحوا بعد ذلك في نظر القوميين والعلمانيين العرب أركان النهضة وطلائع التنوير .
ولم يمض وقت طويل حتى انتشرت المطابع ، ونقلت البعثة التبشيرية الأمريكية مطبعتها من مالطا إلى بيروت. وهنا يجب أن لا يغيب عن بالنا الصلة الوثيقة الملاحظة بين العلمانية والتبشير من جهة ، وبين العلمانية والمسيحيين الذين حملوا لواء الدعوة إلى القومية فيما بعد من جهة ثانية .(1/937)
لقد أنشأ بطرس البستاني 1819 – 1883 م المدرسة الوطنية في بيروت سنة 1863 م ثم أصبح النصف الثاني من القرن التاسع عشر مسرحاً للتنافس الشديد في إنشاء المدارس فكانت مدرسة عينطورة ومدرسة القديس يوسف ، والمدرسة الوطنية والمدرسة السورية الإنجيلية ومدارس الجمعية الأهلية كالمدرسة البطريركية ، ومدرسة الأقمار ، ومدرسة الحكمة ، ومدرسة كفتين التي تخرج منها فرح أنطون.
وكانت الجامعة الأمريكية البروتستانتية التي أُسست في بيروت سنة 1866م وتأيدت بمطبعة أحد المراكز الرئيسة في الشرق والتي كان هدفها الأساسي هو بعث الأفكار التنصيرية ، وإشاعة الثقافة الغربية في الوسط المسيحي أولاً ، والإسلامي ثانياً .
وكان الرهط الأول من العلمانيين قد تخرجوا منها ومن هؤلاء شبلي شميل ثم يعقوب صروف ، وفارس نمر ، ثم جرجي زيدان صاحب مجلة الهلال .
بيد أن المنافسة كانت شديدة بين الجامعة الأمريكية البروتستانتية والإرساليات الفرنسية الكاثوليكية التي تسعى لصيانة أبناء ملتهم الكاثوليك من الأضاليل البروتستانتية ، وقد انتشرت مدارس هؤلاء في بيروت وصيدا، وأسسوا الكلية الكاثوليكية على غرار الجامعة الأمريكية سنة 1875م وتبنت فرنسا هذا المشروع في إطار الصراع على النفوذ بينها وبين أمريكا في لبنان .
ولكن يبدو أن الطائفية الشديدة المنتشرة في بيروت ولبنان بشكل عام ، والتي تتميز بنوع من العنصرية المتحكمة ، والعدوانية المتجذرة لم تساعد الغرب الأمريكي أو الأوربي على إمداد رجالاته ورموزه الذين زرعهم في لبنان بالوسائل المرادة لتحصيل أغراضه في العلمنة ، والتبشير والسيطرة ، وكانت فتنة الستين الرهيبة في لبنان والتي وقعت سنة 1860 م تمخضت عن مجزرة رهيبة في صفوف اللبنانيين ، واستهدفت البعثات التبشيرية الكاثوليكية وخصوصاً اليسوعية التي كانت أكثر الطوائف نشاطاً في ممارسة التنصير.(1/938)
كانت هذه المجزرة دافعاً قوياً للتلاميذ " المدللين " إلى الهجرة من لبنان إلى مصر ، وخلافاً لما يؤكده بعض الباحثين من أن هجرة هؤلاء المفكرين كانت لأسباب وعوامل سياسية واجتماعية وثقافية وبحثاً عن الحرية ، فإني لا أستبعد أن تكون هذه الهجرة نتيجة لمؤامرة دبرت، وخطة رسمت في الأروقة الغربية ، وأوعز بتنفيذها إلى هؤلاء المتغربين ، ومن ثم نقلوا نشاطهم من لبنان إلى مصر .
وكان من هؤلاء المهاجرين فرنسيس مراش بين عامي 1867 – 1873 م وخليل سعادة، ونجيب حداد بين عامي 1867 – 1899 م وشبلي شميل هاجر إلى الإسكندرية سنة 1886م وفرح أنطون هاجر سنة 1897 م واستقر في مصر أيضاً كل من يعقوب صروف ، ونقولا حداد، وفارس نمر .
وأما في مصر :
فقد كانت حملة نابليون التي بدأت سنة 1798 م 1213 هـ بداية الغزو الصليبي الحديث ، ولكنه هذه المرة يختلف عن الحملات الصليبية السابقة ، فقد جند معه العقول ، وكل ما وصلت إليه الحضارة الغربية من منجزات مادية وفكرية وثقافية لتسهم معه في تكريس هذا الغزو وتوطيد أركانه وكان لهذه الحملة أثران :
إيجابي : حيث قامت بدور الصاعق الكهربائي الذي يجعل النائم يصحو ، والمريض ينتفض وينشط وكان ذلك قد لفت أنظار المسلمين إلى واقعهم المتردي ، وانحطاطهم المتفاقم عن ركب الحضارة.
سلبي : حيث رافق هذه الحملة ملابسات ، وأعراض مرضية أخذت تتفشى وتنتشر في المجتمع المصري من أزياء وعادات وأخلاق ، بالإضافة إلى الفكر الوافد الذي زرعه نابليون في عقول بعض الفئات وبدأ ينمو حتى أينعت ثماره فيما بعد على يد سلامة موسى وأمثاله .(1/939)
لقد جاء الفرنسيون معهم بكل ما نشاهده اليوم من مظاهر للعلمانية في الأخلاق والسلوك والفكر ، فقد قتل نابليون عدداً كبيراً من العلماء ، ودنس جنوده المقدسات ، وزينوا للمصريين مخالفة دينهم بالممارسات الشنيعة ، فتأثراً بهم خرجت المرأة المصرية عن حشمتها ، وحجابها ، واختلطت بهم ، وكان الهدف الأكبر للفرنسيين هو قلب التقاليد الإسلامية المصرية. ورافق هذا الاحتلال محاولات متواصلة وجهود مكثفة لقطع الشعوب الإسلامية " الغافية " عن ماضيها وتراثها ودينها ولغتها ، وصبغها بصبغات غربية ، وإشاعة الفواحش والمنكرات والعادات الغربية بين أبناء المسلمين ، وساعد على ذلك الفقر الشديد الذي تعانيه المجتمعات الإسلامية نتيجة للاستعمار ، والحكام والملوك المستبدين الذين صنعهم الاستعمار ووطد سلطانهم لخدمة مصالحه واستفحل نتيجة لذلك الجهل والأمية ، وظل التعليم محصوراً في بعض الطبقات الثرية ، والأسر الأرستقراطية .
وقد أدرك المستعمر أن تغيير الفكر، وغسل الأدمغة يجب أن يتم قبل أي مشروع آخر وذلك لتسهيل مهمته في استعباد الشعوب واستغلالها، وجعلها دائماً في دوامة التبعية الحضارية والحاجة إلى الوصاية والانتداب، فكانت دراسات المستشرقين الهائلة التي وُظِّفت لها أموالٌ طائلة وبُذلت من أجلها جهودٌ جبارة، وكانت في معظمها قائمة على التزوير والتحريف والافتراء .(1/940)
ومن هنا ظلت أعين المسلمين دائماً تنظر إلى الإنتاج الاستشراقي بالريبة والحذر بل غالباً ما يتعامل معها المسلمون على أنها جهود استعمارية معادية ، والحسن فيها استثناءً نادرٌ ، ولذلك رأى المستعمر أن يصنع لهذه الأمة قادة من أبنائها يربيهم على موائده ، ويعلمهم في معاقله ، ثم يفيض عليهم من إحسانه ، ويمرغهم في إنعامه ، ويغمسهم في ملذاته ، ويسديهم من خيراته ، ثم يضفي عليهم من الشهرة والمجد ما يجعلهم محط الأنظار وقادة الأفكار ، ورواد الإصلاح ، وزعماء التجديد إنها نصيحة زويمر للمبشرين : "" تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها "" .
وهذا ما فعله الغرب المستعمر فأبرز من أبرز وطمس من طمس ، وكان الذين برزوا هم الذين أخلصوا لسادتهم المستعمرين ، وتحقق هؤلاء السادة من عمالتهم ودناءتهم فجعلوهم نجوماً للأمة يَهدُونها إلى التغرُّب ، ويزينون لها التأوْرُب .
------------------------
سؤال:
لنعد إلى (تفكير) الفكر العلماني، يقول العلمانيون: " نحن لا نريد للدين أن يتدخل في السياسة، الاجتماع، الاقتصاد.. ". لكنهم هم يتدخلون في الدين، ألا تجد في ذلك مفارقة ؟
عندما عزمت على دراسة ظاهرة العلمانية كان التعريف القابع في ذهني هو التعريف الشائع لها وهو " فصل الدين عن الدولة " ولما قرأت قليلاً ورأيت من يطرح تعريفاً جديداً هو " فصل الدين عن الحياة " ملت إليه وقلت هو هذا ..!!
ومع طول المعايشة والمعاشرة للخطاب العلماني رأيت أن القضية أكبر من كونها قضية فصل ، وإنما هي في كثير من الأحيان أقرب إلى الجحود والنكران للأديان وقيمها ، فضعفت قناعتي بهذا التعريف ، وهذا لا يعني أن التعريف قد فقد قيمته عندي ، وإنما يعني أنه قاصر عن الحد الكامل ، وإن كان يغطي مرحلة من مراحل العلمانية أو حيِّزاً من رقعتها الشاسعة .(1/941)
تبادر إلى ذهني في وقت من الأوقات أن العلمانية هي إلغاء المقدس ، ولكن بعض العلمانيين أنفسهم يعتبرون المقدس نمطاً لوجود الإنسان ، وأن الإنسان يعيد إنتاج المقدس بأشكال جديدة وهو يمارس دنيويته وأن المقدس عنصر من عناصر الوعي ، وأن أقصى مظاهر الحداثة المعاصرة غارقة في المقدس ، وهو ما يعني أن العلمانية غارقة في مقدسات ، بل ووثنيات جديدة تخترعها كبديل للمقدس الديني ، بل وتضع آلهة جديدة ، وتقدم لها مراسم وقرابين وألوان من العبودية والخضوع ، وهو ما أشار إليه - آنفاً - رفيق حبيب ."" إن الأسطرة ملَكة ثابتة وعبر هذا فالإنسان المعاصر يساهم أيضاً وعبر حرتقاته العلمية الجديدة في صنع أساطيره "" ولذلك "" يمكن أن يُؤلَّف عمل كامل عن أساطير الإنسان الحديث "" .(1/942)
قلت : فهي إذن " إنكار الغيب ، وإثبات المادة " بيد أن العلمانية لم تتمكن من الاستمرار في إنكار الغيب ، لأن الإيمان بالغيب لا بد منه ، فإذا لم يأت اختياراً جاء اضطراراً ، وهذا هو الواقع فالعلمانية تؤمن بغيبيات وميتافيزيقيات كثيرة مثل النيترونات ، والأنتيرونات ، والأثير أو السديم ، وغير ذلك من أشياء يقوم عليها العلم ولكنها افتراضية ، والإيمان بها ليس إلا ضرباً من ضروب الإيمان بالغيب ، وإن كابرت العلمانية وعاندت ، وهو ما يلفت النظر إليه جلال أمين عندما يذهب إلى أنه "" لا مفر من اتخاذ موقف ميتافيزيقي ما ، والبدايات الميتافيزيقية هي التي تفضي إلى النتائج ، والمقولات المختلفة التي تكون أيديولوجية ما، والتي توجه السلوك الإنساني ، وهذا يعني أن العلمانية منظومة شاملة ورؤية للكون والطبيعة والإنسان تستند إلى ميتافيزيقا مُسبقة تطرح إجابات عن الأسئلة النهائية الكبرى ، فحالة الشك المطلقة ، الشك في كل المسلمات تجعل الحياة مستحيلة "" . "" فالغيبي مبدأ من مبادئ علم الاجتماع لا بد منه للمجتمع ولا يأتلف المجتمع ويكتمل إلا بمبدأ غائب عنه يرسم الحدود الفاصلة بين المقدس والدنيوي.
قلت : إذن فالعلمانية هي " النسبية المطلقة " أو "" أن الإنسان هو ما يفعله "" كما طرح غير واحد منهم – على سبيل المثال - مراد وهبة ، ولكن المتأمل يرى كثيراً من المنظرين والمؤسسين للفكر العلماني لا يقولون بالنسبية المطلقة ، لأنهم يعتبرون آراءهم وفلسفاتهم حقائق مطلقة يجب على الناس أن يلتزموا بها ، ويسيروا على مقتضاها ، فالماركسيون – مثلاً - يعتبرون الماركسية هي الحقيقة المطلقة ، حقيقة الحقائق ، وكل العلوم التي جاءت قبلها كانت تمهيداً لها ، وكل ما سيأتي بعدها يجب أن يكون شرحاً لها.(1/943)
ولذلك مع أن النسبية المطلقة تستحوذ على حيز عريض جداً من النظرية العلمانية ، إلا أنها لا يمكن أن تكون حداً شاملاً لكل عناصرها وأسسها ، هذا بالإضافة إلى أن العلمانية نفسها تتحول إلى مطلق في نظر أصحابها وعلى الآخرين أن يتعلمنوا أو يُوصَمُوا بالجهل والظلامية والأصولوية .
سمعت أحد العلماء الأجلاء يؤكد مراراً على أن العلمانية هي الغنوصية فتأملت في هذا الحد فوجدته يغطي مساحة من مساحات العلمانية ، وحقلاً من حقولها وهو : التأويل ، حيث بالرغم من أن الغنوصية قائمة على العرفان ، والعلمانية - بحسب أصحابها - قائمة على العقل ، إلا أنهما يلتقيان في النتائج المترتبة عن " التأويل المنفلت " ، حيث نصل عن طريق التأويل العلماني والغنوصي المنفلتين إلى خلاصات ما أنزل الله بها من سلطان ، وفهوم تتجافى إلى أبعد الحدود مع النص ، فإن النص إذا كان في السماء فإن التأويل العلماني أو الغنوصي في أسفل الأرضين ، وإذا كان النص يتجه غرباً فإن تأويلهما يتجه شرقاً . وهكذا رأيت أن الجامع بين العلمانية والغنوصية هو " التأويل المنفلت " .
وسمعته أيضاً يعرف العلمانية بأنها " تنحية الأسئلة الكبرى " ولكن الذي بدا لي أن العلمانية بعد أن فشلت في الإجابة عن هذه الأسئلة اقترحت تنحيتها لأنها بدأت تُعكِّر عليها سيرورة العلمنة . وهذه التنحية كارثة من كوارث العلمانية على الإنسانية لأنها الأسئلة الجوهرية للإنسان ، بل هي محور إنسانيته ، والمعنى الصميم لهذه الإنسانية ، وتنحيتها حَطّم إنسانية الإنسان ، وجعله مادة بلا هدف ولا غاية ، يتقلب في ظلام الشك والحيرة ، وبدد له كل أمل في السعادة .
ومن هنا رأيت أن تنحية الأسئلة الكبرى ليست تعريفاً للعلمانية وإنما نهاية من نهايات العلمانية ، بل يمكن اعتبار هذه التنحية : إشهاراً للإفلاس ، وإعلاناً للخيبة .(1/944)
استبطنت في مرحلة من مراحل البحث التعريف القائل بأن العلمانية "" رؤية مادية بحتة للوجود بما فيه "" ولكن تذكرت أن باركلي لم يكن مادياً فقد أنكر المادة واعتبرها موجودة لأنها مُدرَكة فقط، وأن هيوم أنكر الروح والمادة ولم يعترف بأية حقائق ضرورية ، وكذلك فإن جان جاك روسو كان ممثلاً للفلسفة المثالية ، ومع ذلك كان لهؤلاء جميعاً إسهاماً بارزاً في علمنة الفكر الأوربي .
هذا بالإضافة إلى - ما أشرنا إليه سابقاً - من أن العلمانية لم تتمكن من الاستمرار في المادية لأن العقل يؤكد وجود حقائق كونية ليست مادية يقوم عليها الوجود والعلم .
فالمادية سمة أساسية من سمات العلمانية ولكنها لا تُعبّر عنها تماماً وإن كان بروزها يكاد يجعل العلمانية تُختَزَل غالباً في هذه السمة .
-----------------------
سؤال:
هل يمكن (علمَنَة الإسلام) بنظرهم ؟
في البداية يمكن أن يتبادر إلى الذهن سؤال وهو : أن الشرائع السماوية أيضاً قصدت تحقيق السعادة للإنسان في الحياة الدنيا فهل الأديان منخرطة على هذا الأساس في تيار العلمانية ؟
والإجابة : أن الشرائع الإلهية تربط سعادة الدنيا بالسعادة في الآخرة ، لذلك فسعادة الإنسان في الحياة الدنيا بمنظور الشرائع الإلهية ألا ينخرط في الملذات والشهوات والمُتع دون ضوابط وحدود لأن هذا سينغص سعادته في الآخرة .(1/945)
لقد تركت هذه الدنيوية العلمانية أثرها حتى على الإسلاميين ، فأصبحنا نُبرز كثيراً عناية الإسلام بالحياة الدنيا ، ودعوته إلى عمارتها ، والاستمتاع بالطيبات منها ، ونتغاضى - مجاراة للعلمانيين - عن أن الإسلام في الأصل يدعو الناس إلى الآخرة عبر ممر الدنيا ، وهذا لا يعني تخريب الدنيا ، وإنما يعني التطلع إلى المستقبل الأبدي ، وليس إلى الحياة العاجلة ، وهذا ليس من شأنه أن يجعلنا نهمل عمارة الحياة الدنيا ، وإنما من شأنه أن يُهذِّب نفوسنا ويسموَ بها عن الأنانية ، ويطهرها من السخائم والعداوات والتنافس على المتاع الزائل والحطام الفاني .
وهنا يجدر بنا أن نتذكر قول أحد أقطاب الصوفية كتلخيص لموقف الإسلام من الحياة الدنيا " أن تكون الدنيا في يدك وليس في قلبك " وهذا بعكس العلمانية التي تريد أن تمزج الدنيوية بكل ذرة من ذرات الجسد الإنساني ، وتغرسها في صميم قلبه ، وتجعلها الملاذ الوحيد ، والمعشوق الوحيد ، والغاية النهائية للإنسان ، ولا يخفى ما في ذلك من تكريسٍ للتنافس الأعمى بين البشر دولاً وأفراداً ، وهو ما نعايشه اليوم ، لأن البقاء للأقوى ، وساحة البقاء في المنظور العلماني قاصرة على هذا العالم المحسوس فقط .(1/946)
وتتجلى الدنيوية واضحة في الممارسات التأويلية التي تشتغل على النص القرآني فتحاول دائماً أن تحد من سلطانه الإلهي ، وتبرز دائماً ما يؤكد على الاعتبارات الدنيوية في مسائل الميراث ، والمرأة ، والحجاب ، والدولة والأخلاق ، ويُبرَّر ذلك بمبررات دنيوية محضة مثل : مواكبة العصر ، ومسايرة التحضر ، وتطور الفكر . والنموذج الذي يُحتذى في كل ذلك هو الغرب ، فكل ما عنده أصبح معيار التطور والتحضر والتقدم ، وتغفل هذه الممارسات أو تتنكر للجانب الغيبي الأخروي الذي يشكل الحيِّز الأكبر من الرسالة القرآنية ، وفي حالات متطرفة فإنها تقوم بعملية مسخ وتشويه لهذا الجانب عن طريق " التأويل المنفلت " لتجعله يصب في خدمة الدنيوية أيضاً .
والخلاصة :
العلمانيون - كما مر بنا سابقاً - يستدلون على علمانية الإسلام بدنيويته ، وبما حصل في التاريخ الإسلامي من ترف وبذخ وإقبال على الدنيا ، فهم بذلك يقرون بأن الدنيوية هي جوهر العلمانية ، وقد مر معنا كذلك كيف تؤكد دوائر المعارف والمعاجم الغربية على دنيوية العلمانية بما يغني عن الإعادة هنا .
لقد أشرنا - سابقاً - إلى أن الدنيوية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ والحضارات ، وأن أكثر الأمم اختارت الحياة الدنيا على الآخرة ، ذلك لأن الحياة الدنيا حلوة خضرة وقريبة ، أما الآخرة فهي في منظور الإنسان العجول بعيدة غير مغرية كما تفعل الحياة الدنيا "متاع الغرور " .
---------------------------
سؤال:
وما تعقيبك على ذلك ؟
إن الدنيوية تتحول إلى علمانية عندما تتحول الوسيلة إلى غاية ، والممر إلى مقر ، وقد يعترض علينا هنا بأننا نتحدث بلهجة صوفية وعظية ، ولكن هذه هي الحقيقة سواء كانت في قالب صوفي وعظي أم حداثي معاصر ؟(1/947)
عمارة الدنيا مرادة إلى أقصى الحدود ، ولكن على أن لا يؤدي ذلك إلى الفساد في الأرض ، كما يجب مراعاة أن الإنسان مؤتمن وليس مالكاً حقيقياً ، وأنه رضي بحمل الأمانة ، وكل ما يؤدي إلى الإخلال بحفظ الأمانة " الكون والطبيعة والإنسان ورسالته فيهما " فإنه انقلاب إلى دنيوية عضوض أي علمانية .
الإنسان مُستَخلَف في الأرض ، وهذا يعني أنه لا يملك أن يضع لنفسه منهجاً في الحياة باستقلالية كاملة ، لأن المنهج وضعه المالك الحقيقي ، والسيد الحقيقي في هذا الوجود ، أما وظيفته هو فإنها تنحصر في أن يفهم المنهج بشكل صحيح وينزله على حياته كما أراد واضعه عز وجل . والفهم غير الوضع والإنشاء وإن كان الخطاب العلماني سينازع في هذا كما سنرى .
إن أي إنسان عاقل عندما يشتري جهازاً من شركة ما يقرأ النشرة المرفقة معه والتي تُبيِّن كيفية استعماله ، وقراءة هذه النشرة توفر عليه جهداً ووقتاً يبذله في محاولته تشغيل الجهاز دون استعانة بالصانع . إن جهده المستقل قد ينتهي بالوصول إلى معرفة تشغيل الجهاز ولكن بعد جهد ووقت من التجريب والمحاولة ، ولكنه قد ينتهي أيضاً بإتلاف الجهاز وإعطابه .
إن كل ممارسات الإنسان في هذا الكون لكي تبرأ من " الدنيوية العلمانية " يجب عليها أن تكون قائمة على مبدأ العبودية لله عز وجل ، والرغبة فيما عنده من الخير والسعادة ، ومنافية لمبدأي الكبرياء الزائف ، والعقلانية المتهورة القائمين على الاعتداد الأعمى بالذات والمنفعة العاجلة ، واللذة الزائلة ، والنظرة القاصرة على هذه الحياة الدنيا .(1/948)
إن الاحتراز الوحيد الذي نضعه هنا لعله يجنبنا كثيراً من الانتقادات والإلزامات التي قد ترد علينا إزاء هذا التعريف هو أن العلمانية " الدنيوية " التي نقصدها تزيد وتنقص ، وتهبط وتصعد ، وأننا عندما نتحدث عن العلمانية التي تقارن الإلحاد والزندقة فإننا نقصد العلمانية في أعلى درجاتها . إن هذا يعني أن بعض الباحثين الحريصين على إسلامهم وإيمانهم ولكن تصدر منهم بعض الأفكار التي تخدم التوجه الدنيوي العلماني ، وتتحرك في داخل أسواره لا يمكن أن يوصفوا بأنهم علمانيين ، وإن كان يصح أن نصف أفكارهم المنحرفة بأنها أفكار علمانية . والله أعلم .
يتبع..
علاقة العَلمانية بالعِلمانية.
---
عبدالرحيم
12-22-2005, 08:07 PM
سؤال:
هل العلمانية من العِلم (العِلمانية)، أم من العالَم (العَلمانية) ؟
من خلال القراءة للمصطلح في المصادر الأجنبية من معاجم ودوائر للمعارف ، وتعريفات للباحثين الغربيين يمكننا أن نؤكد أن العَلمانية - بفتح العين - هي الترجمة الصحيحة على غير قياس لكلمةsecularism الإنجليزية أو secularit الفرنسية ، وهاتان الكلمتان لا صلة لهما بلفظ العلم ومشتقاته ، فالعلم في الإنجليزية والفرنسية يعبر عنه بكلمة science والمذهب العلمي نطلق عليه كلمة scientism والنسبة إلى العلم هي scientific أو scientifique في الفرنسية والترجمة الدقيقة للكلمة هي " العالمانية " أو " الدنيوية " أو " اللادينية " ، ولكن تحولت كلمة عالمانية إلى عَلمانية لأن العربية تكره تتابع الحركات وتلجأ إلى التخفف منه.
وكذلك فإن زيادة الألف والنون هنا ليست قياسية في اللغة العربية أي في الاسم المنسوب " عالماني "، وإنما جاءت سماعاً مثل: رباني ، نفساني ، روحاني ، عقلاني ، ومثلها علماني ، واللغة العربية تقبل إضافة الألف والنون لاحقة لبعض الكلمات ، والترجمة الحرفية في قاموس اللغة للعلمانية هي " الدنيوية " لأنها مشتقة من العالَم أي " الدنيا ".(1/949)
ومن هنا فإن العلماني هو الدنيوي لأنه يهتم بالدنيا ، بخلاف الديني أو الكهنوتي فهذا الأخير يهتم بالآخرة . وأول معجم عربي يورد الكلمة هو المعجم الوسيط ، وقد جاءت فيه بهذا المعنى في طبعتيه الأوليين.
وأول معجم ثنائي اللغة قدم ترجمة صحيحة للكلمة هو قاموس " عربي فرنسي " أنجزه لويس بقطر المصري عام 1828 م وهو من الجيل الذي ينتمي للحملة الفرنسية ، وقد كان متعاوناً مع الفرنسيين ورحل معهم إلى باريس وعاش هناك وكانت ترجمته لكلمة : = ceculariteعالماني و = ceculierعلماني ، عالماني ، وميزة هذه الترجمة أنها أول وأقدم ترجمة صحيحة للكلمة تدحض آراء الذين يعتبرون العَلمانية في أصلها من العِلم ، لأنه نسبها إلى العالَم. وكما أن الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للدلالة على المبالغة الشديدة في التخلق بصفات الرب عز وجل والعبودية له ، وللدلالة على كمال الصفة أو بلوغها حداً قريباً من الكمال قالوا في كثير الشعر : شعراني . وغليظ الرقبة : رقباني . وطويل اللحية أو كثيفها : لحياني ، كذلك فإن العَلماني منسوبٌ إلى العالَم - بهذا الشكل - للدلالة على المبالغة في الانتماء إلى العالم والإيمان به.
ومما يؤكد انقطاع الصلة بين العَلمانية والعلم البحث القيم الذي تقدم به د . عدنان الخطيب حول تاريخ الكلمة الذي أرجعه إلى قرون عديدة ، وتاريخ دخولها إلى اللغة العربية ، وقد استند في بحثه على مراجعة مصادر الكلمة في اللغات القديمة كالآرامية والسريانية ، وصلة الكلمة بالعلاقة بين رجال الكنيسة وعامة الناس ، حيث إن رجال الكنيسة ليسو عَلمانيين ، لأنهم يهتمون بالآخرة فقط ، أما بقية الناس والشعب فهم : " دنيويون ، دهريون ، زمنيون ، قرنيون ، عالميون " ، وهذه التفرقة انتقلت إلى اللغة العربية - بنظره - عندما تغلبت هذه على الآرامية بعد الفتح الإسلامي عن طريق ترجمات علماء السريان .(1/950)
وعندما استقل التعليم عن الكنيسة في فرنسا بعد الثورة وُصِف هذا التعليم بأنه ceculaire ودلالتها هي نفس الدلالات القديمة التي يوصف بها من هو خارج الكنيسة من عامة الشعب ، فكل واحدة من الكلمات السابقة " دنيوي ، زمني ، دهري… " تصلح مقابلاً للكلمة الفرنسية seculaire إلا العِلم فلا يدخل في مدلولاتها مطلقاً.
-------------------------
سؤال:
هل ترى مبرراً للتحذير من الخلط بين العَلمانية والعِلمانية ؟
السبب – بنظري – للخلط، هو الخلاف بين الباحثين في نسبة الكلمة، ومنشأ ذلك عامِلَين:
الأول : التقارب في الألفاظ بين العَلمانية – بالفتح -والعِلمانية – بالكسر - قائم في اللغة العربية مما أوقع بعض المعاجم والباحثين في اللبس وشاع ذلك قبل أن يتبين الباحثون الخطأ من الصواب .
الثاني : أن العَلمانية – بالفتح - والعِلمانية – بالكسر – ظاهرتان بارزتان في الفكر الغربي ، وإحداهما تكمل الأخرى ، ومع أننا نرى أن العَلمانية – بالفتح - ظاهرة قديمة وممتدة في عمق التاريخ ، وتغلغلت في كافة الحضارات ، إلا أنها في العصر الحديث وفي أوربا بالذات تفاقمت بشكل لم يسبق له مثيل ، وشد أزرها في ذلك العِلمانية – بالكسر – أي تطور العلم وارتفاع مستوى السيطرة الإنسانية على الطبيعة، نتيجة للكشوفات العلمية المتلاحقة التي غيرت نظرة الإنسان إلى الكون، فولّد هذا العلم أو العِلمانية – بالكسر – الغرور الشديد بالذات الإنسانية ، والاعتداد المفرط بقدرة الإنسان وعقله ، ونتج عن ذلك العَلمانية – بالفتح - أي الدنيوية والتطلع إلى هذا العالم القريب المحسوس المشاهد ، وانعدام أي أمل في عالم آخر غيبي مفارق .(1/951)
وأهم عنصر ولدته العِلمانية - بالكسر – هو انعدام الانبهار بالطبيعة ، وتجريد الطبيعة من العناصر والإحالات الزائدة ، والمقصود بالعناصر والإحالات الزائدة العناية الإلهية ، أو الآثار الإلهية في الكون ، أو الماورائيات والغيبيات التي يمكن أن تدل عليها الطبيعة ، وبالتالي انفتح المجال أمام الإنسان للتصرف في الطبيعة بحرية ، واستخدامها وفق حاجاته وغاياته.
إن هذا التجريد العلماني للطبيعة من مغزاها الروحي ، والحط من قيمتها بحيث لا تتجاوز مجرد كونها شيئاً من الأشياء خالياً من أي معنى علوي قدسي قد كان هو العامل الأساسي الذي انطلقت منه عملية العلمنة في الغرب.
وهكذا ترسخت الدهرية والدنيوية – العَلمانية – بالفتح - في ضمير الإنسان وتطلعاته نتيجة للعِلمانية - بالكسر - وأصبح همه أن يتصرف في العالم حسبما يريد ، ويتمتع بدنياه كما يحب ودون أية قيود .
ولذلك فإن أقرب كلمة تصلح أن تكون مقابلاً لمصطلح العَلمانية – بالفتح - كما يقترح د . سيد محمد نقيب العطاس هي ما أشار إليه القرآن الكريم دائماً بعبارة " الحياة الدنيا " فلفظ دنيا المشتق من " دنا " يعني كون الشيء قد جُعل قريباً ، وعلى ذلك فالعلم الطبيعي قد جعل العالم قريباً من الإنسان ، وتحت سيطرته وخاضعاً لوعيه ، وخبرته العقلية والحسية ، وبما أن العالم قد أصبح كذلك فإنه من المؤكد سيصرفه عن مصيره الأبدي الذي يتجاوز هذه الحياة الدنيا إلى الآخرة .
وبما أن الآخرة تأتي في النهاية فإنها تبدو للإنسان العجول بعيدة ، وهذا الشعور من شأنه أن يزيد في الإلهاء الذي يسببه ما هو قريب ومغري ، ولذلك نجد هذه الحياة الدنيا ، وهذا العالم هما محور المنظور العلماني ومَحَطُّ اهتمامه.
ونختم هذه الفقرة بالقول :(1/952)
إن العِلمانية – بالكسر - مشتقة من العِلم وتدعو إلى الاحتكام إلى العلم ، وهي ظاهرة حديثة وظفتها العَلمانية – بالفتح - توظيفاً خاطئاً وخطيراً على البشرية والإنسانية جمعاء .
وكما يبدو فنحن كمسلمين لسنا ضد العِلمانية – بالكسر - لأن ديننا وقرآننا يدعوانا إلى الاحتكام لمنطق العلم " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " ويمجد العلماء " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألباب " ولكن الخلاف بيننا وبين العِلمانيين في تحديد مفهوم العلم ، فالعلم عند الغربيين الطبيعيين لا يتناول إلا المحسوسات والمشاهدات ، فهو العلم الطبيعي والرياضي فقط ولا صلة له بالميتافيزيقا أو بالأسئلة الكبرى المتعلقة بمصير الإنسان ، وإن العالِم بنظرهم ما إن يسأل نفسه هذه الأسئلة ويحاول الإجابة عنها حتى يتحول عن سلوكه كعالم ويتخلى عن وظيفته العلمية ، أما عندنا فالعلم يشمل كل ما يتصل بالكون والإنسان والحياة .
فنحن إذن على المستوى العملي على طرف نقيض مع العِلمانية – بالكسر-لأن هذه الأخيرة تحصر العلم في المحسوس في الدنيوي وتقوم على عقلانية مادية وضعية اجتماعية وتطرح مفهوماً جديداً للعلم يحيد التفكير الميتافيزيقي عن ساحته. "" فالعِلماني – بالكسر- هو من يتخذ من المعرفة العملية كما هي ممثلة في العلوم الطبيعية بخاصة نموذجاً لكل أنواع المعرفة، إنه يتبنى وجهة النظر الوضعية، مما يعني عدم اعترافه بإمكان المعرفة الخلقية أو الدينية أو الميتافيزيقية ، لأن القضايا المزعومة لأي منها لا يمكن إخضاعها - حتى من حيث المبدأ – لمعايير العلم "" ،فالفهم العلمي العِلماني – إذن - يتنافى مع الإيمان بالوحي الإلهي ، وهكذا تعود العِلمانية فتنقلب إلى عَلمانية.
والخلاصة :(1/953)
أن لفظتي عَلمانية - بالفتح – وعِلمانية – بالكسر - تصلحان تعبيراً عن الظاهرة المادية التي تستولي اليوم على مجتمعاتنا الإسلامية ، وذلك لأن الكلمتين متكاملتان متفاعلتان من حيث المفهوم ، فالعَلمانية هي تكريس للدنيوية ، والعِلمانية أساس هذا التكريس لأن العلم بمفهومها هو العلم المادي والتجريبي والطبيعي – أي الدنيوي فقط – ولا تعترف بعلوم غيبية ميتافيزيقية أخرى. فالعَلمانية وإن لم ترتبط بالعلم من حيث الاشتقاق ولكنها لا تنفك عنه إذ هي ارتبطت تاريخياً بتعلم العلوم العقلية والطبيعية والتجريبية .
وأخيراً يمكن القول أيضاً : إن بعض الإسلاميين الذين يستخدمون العلمانية – بالفتح - لا يفعلون ذلك بسوء نية ، وبقصد فصل العَلمانية عن العلم وربطها بالدهرية كما يزعم بعض العلمانيين ، وإنما يفعلون ذلك لأن معاني الكلمة ومصادرها واشتقاقاتها في اللغات الأجنبية لا صلة لها بمفهوم العلم – كما رأينا – وصلتها – كما رأينا – في دوائر المعارف والمعاجم ودراسة تاريخ الكلمة أقوى ما تكون بالدنيوية والمادية ، كما أن السياق التاريخي والاجتماعي الذي نشأت فيه العلمانية وتبلورت يؤكد على ربط المصطلح بالعالم المحسوس والمادة فقط .
------------------
سؤال:
ما هي اللائكية وما الفرق بينها وبين العلمانية ؟
رأينا أن العِلمانية - بالكسر - وظفها الفكر الغربي كأساس تبريري للعَلمانية - بالفتح - هذه الأخيرة التي اعتبرناها ظاهرة تستولي على كل البشر إلا من رحم ربك ، وتمتد في عمق التاريخ والحضارات والأمم .(1/954)
وإذا كان هناك من يعتبر اللائكية مصطلحاً رديفاً أو ترجمة للعلمانية ، ولا يرى مانعاً من استخدامه بديلاً لها ، فإن هناك من يراها تمثل الجانب السياسي للعَلمانية المتطرفة ، التي استفحل أمرها في فرنسا على وجه الخصوص في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، حيث طغت عليها النزعة الانتقامية من الدين ، فكان الاعتماد على اللائكية لاجتثاث التدين بطريقة متعسفة ومغالية ، وقد ارتبطت اللائكية في فرنسا على الخصوص بالتعليم وأُغلقت "" اثنتين وعشرين ألفاً من المدارس المسيحية "" في القرن التاسع عشر فاللائكية إذن الصورة العملية المتطرفة للعلمانية مارستها النظم السياسية التي انتهجت أسلوب الرفض الديني .
وبناء على هذه التفرقة يمكن اعتبار الممارسات الجنونية التي قام بها أتاتورك وأتباعه في تركيا للقضاء على كل مظاهر التدين نوعاً من اللائكية التي مورست في البلاد الإسلامية ، في حين تظل الحكومات الجاثمة في الدول الإسلامية والعربية الأخرى التي تحاول فرض العلمانية على شعوبها بطرق دبلوماسية مراوغة ومتخفية ، تتحرك في الإطار العَلماني وليس اللائكي ، وحتى على تعريف بعض الحداثيين للائكية بأنها ""أن يكون كل إنسان سيد نفسه "" فلا يمكن اعتبار اللائكية ذات صلة بالبلاد العربية أو الإسلامية ، لأن الإنسان هنا لا يملك من أمر نفسه شيئاً ، فإذا كان حراً مخيراً في الغرب ، فإنه في الشرق مسيّر كما قال الشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله ساخراً من النظم السياسية في البلاد العربية والإسلامية .
والواقع أن التعريف الحداثي السابق أقرب إلى كونه تعريفاً للعَلمانية عند الذين يعتبرون العَلمانية محايدة تترك المتدين وشأنه ، فهي ليست لائكية ، لأن اللائكية ترفض أي مظهر للتدين ، حتى حرية الإنسان في اختيار لباسه ، وإطلاق لحيته وارتياد دور العبادة .(1/955)
والخلاصة : أن اللائكية تمثل الجانب العملي التطبيقي للعلمانية ، فإذا اعتبرنا العِلمانية – بالكسر - مرحلة بحث وتأسيس وتأصيل ، والعَلمانية – بالفتح - مرحلة قرار وحسم ، فإن اللائكية هي مرحلة التنفيذ والتطبيق لهذا القرار، وإنزاله من مستوى النظر إلى مستوى العمل ، وأبرز مظهر لذلك " أليكة " التعليم بمراحله المختلفة والقوانين بكل فروعها ومجالاتها ، والحياة السياسية والاجتماعية بكل نشاطاتها ، ويتم ذلك عبر مؤسسات الدولة التي حَجَّمت من سلطات الكنيسة إلى أقصى ما يمكن .
ولكن الصراع لم يُحسم لصالح الدولة ، فلم يكن من السهل القضاء على الكنيسة ، فحافظت على الأقل على وجودها الشكلي والرمزي واعتُبرت العلاقة بين الدولة والكنيسة كالروح والجسد والفصل بينهما انتحاراً وطنياً ، ولذلك اُختير في النهاية التعايش السلمي بين الدولة المعلمنة والكنيسة، فالملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانية كانت هي رئيسة الكنيسة الإنجليزية، وفي ألمانيا يؤدي المواطن ضريبة إلى الدولة خاصة بالكنيسة، ويتعايش في بلجيكا التعليم الديني مع التعليم الرسمي في المدارس الحكومي .
أخيراً : يمكن القول إن العَلمانية – بالفتح - هي بمثابة السلطة التشريعية ، واللائكية بمثابة السلطة التنفيذية ، أما العِلمانية – بالكسر - فهي المرجعية الفكرية والتاريخية الحديثة لهاتين، كما يمكن تمثيل الفكرة السابقة بالبناء حيث المواد الأولية اللازمة له هي العِلمانية – بالكسر -، والبناء قائماً مهيئاً هو العَلمانية - بالفتح - والمرحلة الأخيرة وهي استقرار سكانه فيه واستخدامه والاستمتاع به هو اللائكية . والله أعلم .
----------------
سؤال:
في هذا البحر المتلاطم من المصطلحات، أخرج محمد أركون مصطلح (العلمانوية) فما المقصود به ؟(1/956)
يهوى العلمانيون التشدق بالألفاظ والتمعك بالمصطلحات بقصد الإغراب أو الاستفزاز أو استعراض الذات ، والطرق التي يصك بها العلمانيون مصطلحاتهم كثيرة ومتنوعة تحتاج إلى رسالة لغوية مستقلة تتناول هذا الموضوع بالدراسة والتحليل .
ونريد نحن هنا أن نتطرق لطرف من هذا الموضوع بعجالة نتناول فيه طريقة واحدة شائعة في كتبهم ومصنفاتهم هي هذه أاـ " وية " التي تضاف إلى كثير من المصطلحات الدارجة والشائعة لإعطائها مدلولات جديدة وغريبة لا يعرفها أحد لولا أنهم ينصون عليها ، أو تُفهم من خلال السياق الذي يتحدثون فيه .
ويبدو لي أن طيب تيزيني ومحمد أركون هما أكثر من يمارس هذه ألـ " وية " فالسلفية عند طيب تيزيني تتحول إلى سلفوية ، والسلفي إلى سلفوي . وأحياناً يخيل إليه أن هذه ألـ " وية " ليست كافية في الاستفزاز ، ولا تحقق غرضه في تعميق الهوة بينه وبين الإسلاميين فتتوالى الكلمات المعبرة عن الانتقاص والاستخفاف بالفكر الإسلامي، ويتفنن في الأوصاف فتصبح السلفوية : السلفوية الماضوية ، أو السلفوية الدوغمائية، أو السلفوية الطوباوية .
وكان عليه أن يترفع عن أخلاق السوقيين الذين يشعرون في شجاراتهم أن شتيمة واحدة لا تكفي ولذلك تتلاحق الشتائم عندهم حتى يشعرون بالرضى والراحة ، لأنهم يفرغون ما في داخلهم من شعور متعالٍ ومتغطرس ، ويشعرون بنشوة الظفر ولذة النصر ، وهذا ما يفعله طيب تيزيني وغيره ، مثال ذلك : الرؤية السلفوية الماضوية : ذات نسيج وهمي زيفي ، إيهامي والأصولية الإسلامية : إيديولوجيا وهمية ، توهيمية ، تتحدث حيص بيص ، وتهرف بما لا تعرف ، لأنها وهمية ملتبسة ، توهيمية كاذبة .(1/957)
ولفظة الأصولية مع أنها أُعدَّت لغرضها المراد لدى الغرب وعممتها وسائل إعلامه ، وشاعت في وسائل الإعلام العربية والإسلامية على أنها تعبير عن التطرف والعنف ، ووُصِم بذلك المسلمون دائماً ، إلا أن طيب تيزيني لم يجد ذلك كافياً ، لأن الكلمة كما يبدو ابتُذلت واهترأت فلم تعد معبرة عن مدلولها السلبي الذي اقترن بها بشكل كاف ، فأضاف إليها واواً من عنده لكي تزداد الكلمة إمعاناً في التعبير عن التطرف والإرهاب والقمع " من باب زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى " فأصبحت الأصولية لديه : أصولوية ، والأصوليين : أصولويين ، وعلى هذا النحو يتحول النص إلى : نصوية ، والنصيين إلى : نصويين والماضي إلى : ماضوية . والسلطة إلى : سلطوية ليُوصَف الإسلام بأنه الإسلام الرسمي السلطوي .
وبنفس اللغة يتحدث محمد أركون فالتاريخ والتاريخي يتحول إلى تاريخوي ، أو النزعة التاريخوية ، أو التاريخوية الوضعية ، والعقلاني يصبح عقلانوي ، والشعبي شعبوي أو شعبوية ،والأخلاقية تصبح الأخلاقوية ، والمنطقي يصبح المنطقوي والإسلامي إلى إسلاموي أو إسلاموية ، لكي يُصنَّف عدد من المفكرين الإسلاميين والعلماء مثل محمد مهدي شمس الدين ، ود. محمد عمارة ، ود. محمد يحيى ، ومحمد نور فرحات "" هذا النوع من المفكرين "" على أنهم مفكرون إسلامويون.
وإذا كان طيب تيزيني اعتبر الخلافة الإسلامية سلطوية ، فإن أركون صعد من عدوانه واستفزازه فاعتبر القرآن الكريم خطاباً سلطوياً.
وعلى هذه الوتيرة يفرق أركون بين العلمانية والعلمانوية والفكر العلماني والتطرف العلمانوي. وأركون يقصد بالعلمانية الفكر المعتدل المستنير الذي لا يتناقض ولا يتصادم مع الأديان ، أما العلمانوية فهي الجانب المتطرف منها الذي يرفض التعايش مع الأديان ، ويسعى للصدام معها ، ويرفض تدريس اللاهوت الديني من أجل المحافظة على قداسة العلمنة .(1/958)
ولذلك يزعم أركون أن الغربيين يرفضون تفرقته هذه ويحاربونه في كتاباتهم من أجلها ويتهمونه بالتفاهة ، والظلامية ، والتشقيق الفارغ ، وأنه لا يقصد سوى معاداة عصر التنوير ، والقضاء على العلمانية القيمة الأساسية المؤسسة للحضارة الغربية . ولم يتكرم علينا أركون بذكر من هم هؤلاء الغربيين الذين يحاربونه من أجل ذلك ؟ لعله يريد أن يستثير عواطفنا معه بجعله من نفسه خصماً للغرب والاستشراق الذي يقف منا موقف المستَغِل والمضطهِد والخصم ، ويصبح أركون بذلك قائد المضطهَدين والمستغَلين والمظلومين ، والمنافح عنهم . ولكن المراد في الواقع هو تمرير العلمانية الغربية لأن أركون في الحقيقة ليس خصماً فعلياً للغرب ، وإنما خصماً مصطنعاً غايته ترويج نفسه أولاً ، وترويج علمانيته ثانياً .
والعلمانوية المتطرفة التي ينتقدها أركون هي الرؤية المادية البحتة للكون والإنسان والحياة ، ويتفق معه في هذا الاتجاه ثلة من الحداثيين إذ يريد هؤلاء جميعاً أن تشمل العلمنة أبعاداً جديدة في حياة الإنسان بما في ذلك البعد الروحي وهو لا يعني بذلك الإقرار بحقيقة الجانب الروحي ، ولكن بما أنه واقع مشاهد في حياة الناس فيجب على العلمنة أن تشمله ببركاتها وخيراتها ، حيث علينا "" أن نعترف للبعد الروحي بوجوده بصفته أحد المكونات التي تشكل نظام التصور والاعتقاد الخاص بكل فئة اجتماعية مدروسة "" ومن هنا وبما أننا في نظره في غفلة عن النقاش الدائر في الغرب حول العلمانوية laicisime والعلمانية laicite انتشر الخطاب الإسلاموي أو الأصولوي انتشاراً سريعاً في الآونة الأخيرة .(1/959)
وهكذا يسير أركون دائماً في تفرقاته فيفصل بين القول بـ " التاريخية الراديكالية " ، وهي تعني عنده أن "" العقل البشري لا يمكن فصله عن تأسيسه الاجتماعي التاريخي ، أو عن جذوره الاجتماعية التاريخية "" ، وهذه هي التي يسعى أركون لإشاعتها ، والقول بـ " التاريخوية الوضعية " وهي تعني عند أصحابها أن "" الأحداث والوقائع و الأشخاص الذين وُجِدوا حقيقة ، ودلت على وجودهم وثائق صحيحة هم فقط الذين يمكن أن يُقبلوا كمادة للتاريخ الحقيقي الفعلي ، وهذا يعني استبعاد كل العقائد والتصورات الجماعية التي تحرك المخيال الاجتماعي أو تنشطه من ساحة علم التاريخ "" . ويعني أركون بهذا النص أن النزعة التاريخوية الوضعية مخطئة في تحييدها لأثر الأساطير والميثيات عن ساحة التاريخ فهي ذات دور كبير في صنع التاريخ ، وإن لم تكن ذات حقيقة واقعية ، وهو يعني بذلك البنية الميثية في القرآن الكريم كما يصفها ، وسنفصل قوله في ذلك لاحقاً .
وكذلك يفرق أركون بين النظام المعرفي الشعبي والشعبوي فما هي الشعبوية عنده ؟ إن الشعبوية عند أركون – في تاريخنا القديم والحديث – هي التيار السلفي السني المسيطر السائد الذي يقود الجماهير الشعبية المؤمنة ، ويُشكّل منها نواة الدولة والأمة ، ويُكرّس لها معتقداتها وتصوراتها الدوغمائية – أي الجامدة – والتي تنفي بنظره الآخرين وتقصيهم عن أي دور في تشكيل النظام المعرفي الذي سيُفرَض على الشعب. إنها تُحوِّل الدين إلى هذيان جماعي يحمل في طياته الموت والخراب . ويتفق معه في ذلك مترجمه هاشم صالح حيث يؤكد أن الشعبوية تعني : الدوغمائية المتطرفة الغرائزية بينما الشعبية فهي : مستنيرة ، متسامحة ، ميالة إلى التقدم .
---------------
سؤال:
المصطلح العجيب: (العلمانوية) حتَّم تقديم السؤال التالي: ما السر في هذا الاصطكاك العلماني للمصطلحات ؟
الفرق بين العلمانية والعلمانوية عند أركون أصبح واضحاً(1/960)
فهي الجانب المتطرف من الفكر العلماني الذي يرفض كل ما سوى المادة ، ويفسر كل الأشياء تفسيراً مادياً في حين يرى أركون أن العلمانية المستنيرة يجب أن تضع في اعتبارها الجوانب الروحية الديناميكية أو " الدينامو " كمؤثرات في النشاط البشري ، وليس كحقائق ثابتة . هذه التفرقة تنسحب على كل الكلمات الأخرى التي يضيف إليها هذه ألـ " ويّة " متأثراً بالفكر الغربي والاستشراقي .
ويبدو لي أن هناك عاملين آخرين يدفعان الباحثين من أمثال تيزيني وأركون إلى اختيار هذه الصياغة كمعبر عن الغلو والتطرف في الفكر الإسلامي ثم تعميم ذلك ليشمل ظواهر عالمية أخرى .
الأول : هو المحاكاة المبدئية للمصطلح الذي أشاعته وسائل الإعلام الغربية ، ، ولحقتها وسائلنا العربية دون انتباه للأخطار واللبْس الذي يتولد عن استيراد المصطلحات وإسقاطها من ثقافة إلى أخرى ، وخصوصاً إذا كان بين الحضارتين عداء تاريخي يتكرر باستمرار .(1/961)
وهذا المصطلح هو الأصولية ، فلقد ظلت إذاعتا " لندن ومونتكارلو " على مدى العقود الثلاثة الماضية تربط هذا المصطلح بالإسلاميين في الجزائر ، ومصر ، وسوريا ، وإيران ، وغيرها من الدول ، وظلت تكرره كثيراً حتى ارتبط المصطلح بالعنف والقمع والإرهاب والقتل، ورسَخ ذلك في اللاشعور الثقافي واللغوي الفردي والجماعي ، وأصبح يتردد على الألسنة والأقلام حتى بين الإسلاميين أنفسهم ، وكل ذلك نتيجة للتكرار الذي يُكسب الأفكار صفة الرسوخ والفاعلية، حتى وإن كانت كاذبة أو مزوّرة أو أسطورية ، يقول غوستاف لوبون : "" إن التوكيد والتكرار عاملان قويان في تكوين الآراء وانتشارها ، وإليهما تستند التربية في كثير من المسائل ، وبهما يستعين رجال السياسة والزعماء في خطبهم كل يوم ، ولا يحتاج التوكيد إلى دليل عقلي يدعمه ، وإنما يجب أن يكون التوكيد حماسياً وجيزاً ذا وقع في النفس … والتوكيد لا يلبث بعد أن يُكرَّر تكراراً كافياً أن يُحدِث رأياً ثم معتقداً ، والتكرار تتمة التوكيد الضرورية ، ومن يُكرر لفظاً أو فكرة أو صيغة تكراراً متتابعاً يحوّله إلى معتقد "" .
وبذلك تحول مصطلح الأصولية - والذي هو في أصله يعني العودة إلى الأصول الصحيحة والصافية التي تُشكِّل المعين الذي لا ينضب للفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية - تحوّل نتيجة للتكرار المُغرض المدروس إلى مصطلح مُشوّه لا يمت إلى معناه الحقيقي بصلة .(1/962)
الثاني : إن كلمة أصولية عُرِّيت كثيراً من قبل علماء الإسلام وأدرك المسلمون ما تعنيه هذه الكلمة في وسائل الإعلام الغربية ، وما يراد لها أن تتضمنه من إيماءات ، فتعاملوا معها بحذر وتَوجُّس ، هذا بالإضافة إلى الابتذال الشديد الذي لحق الكلمة لكثرة ما تتردد مقترنة بتوظيفات فكرانية أجهضت فاعليتها السلبية التي أُريدت لها وكادت أن تُعدِمَها ، مما دفع تلاميذ الغرب والاستشراق إلى محاولة تجديد الكلمة بإضافة هذه الـ " ويّة " إليها لتعطيها دفعاً جديداً ، ومغزىً تنفيرياً أكبر ، وأكثر فاعلية في حجب الناس عن الرؤية الإيجابية للأصولية ، ولا سيما أن الإضافة الجديدة للكلمة تجعلها على وزن ونمط كلمة أخرى ينفر منها كل الناس ، وتتبادر إلى أذهانهم بمجرد ذكر الأصولوية أو حتى الأصولية ، وهذه الكلمة هي " دموي " و " دموية " وإسهام وسائل الإعلام الغربية في عقد صلة سفاحية بين إراقة الدماء البريئة ، وبين الأصولية أو الأصولوية الإسلامية ، وهذه " الدموية " هي التي دفعت المستشرقين إلى التفرقة بين مسلم وإسلاموي فالأولى Islamique ذات إيحاء إيجابي حيادي ، والثانية Islamiciste ذات إيحاء سلبي دموي متطرف ، ولحق بهم كلٌّ من أركون وتيزيني وأمثالهم في اشتقاق مصطلحاتهم على هذا النمط لكي تمثل الغلو ، والإفراط ، والعنف والقمع.
----------
سؤال:
ما الفرق بين اللائكية والعلمانوية إذا كانتا معاً - كما رأينا - تمثلان الجانب المتطرف في العلمانية ؟
العلمانوية تمثل التطرف على مستوى الفكر والتنظير ، أما اللائكية فتمثل التطرف حين الممارسة والتطبيق ، فالأولى متطرفة فكرياً ، وأما الثانية فمتطرفة سلوكياً وعملياً . والله أعلم .
-------------------
سؤال:
من خلال تمحُك مصطلحات العلمانيين، هل هناك علمانية معتدلة وأخرى متطرفة ؟(1/963)
قد تكون فالأولى مثلاً: التي تتبناها دول أوربا الغربية وأمريكا ومن يطلق عليهم " العالم الحر " ويُفترَض فيها أن تتبنى الحريات وحقوق الإنسان بصفة عامة ، ومنها الحرية الدينية ، وحق الإنسان في الالتزام بدينه .
والثانية : هي العلمانية الماركسية التي تتبناها روسيا الشيوعية ، فهذه لا تقف موقفاً محايداً من الدين ، بل هي تطارده داخل جدران المساجد والكنائس ، وتعتبره عدواً لها ، وتسعى للقضاء عليه نهائياً .
الواقع - كما يقرر الدكتور القرضاوي - أن العلمانية لا يمكن أن تكون محايدة من الدين، لأن عزل الدين عن حياة المجتمع أو تفريغ حياته من الدين ليس موقفاً حيادياً ، إنه موقف ضد الدين ، إنه يقوم على اتهام الدين بأنه ضرر بالحياة وخطر عليها ، فيجب إبعاده عن توجيه الحياة والتأثير فيها ، ويجب أن تُبنى الحياة في تشريعها وثقافتها على غير الدين ، وهذا الموقف لا يمكن أن يُعتَبر حيادياً ، لأنه تجريم للدين وإدانة له.(1/964)
كما أن الدين يطرح نفسه على أنه منهج حياتي شامل كامل ، والحد من سلطانه يعني إعلان الحرب عليه ، وبالذات الإسلام فهو رؤية شاملة وكاملة للكون والحياة والإنسان ، تغطي عبر آلياتها الاجتهادية كل مراحل التطور البشري والاجتماعي والتاريخي " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " ، والدين المسيحي مع أنه لا يحتوي على تشريع أو تنظيم اجتماعي وإنما يحيل إلى التوراة أو العهد القديم ، ومع أن العلمانية حاربته طوال القرون الخمسة الماضية حتى انزوى إلى الحياة الشخصية على مستوى أفراد قليلين لا يشكلون نسبة كبيرة في الغرب ، بدأ يستعيد وجوده في الحياة الغربية ، وإن كانت هذه الاستعادة ذات أهداف فكرانية وسياسية ، ليكون سلاحاً روحياً في مواجهة الإسلام الذي يلقى رواجاً واسعاً في الغرب هذه الأيام ، ولذلك نجد النشاط المسيحي أغلبه نشاط سياسي تبشيري تدعمه النظم السياسية الغربية التي تعتبر نفسها في حالة مواجهة مع الإسلام " الخطر الأخضر " .(1/965)
ومع أن الدين المسيحي فقد ركائزه المقدسة ، وانهارت مرجعيته تحت سياط البحث العلمي ، والتاريخي - كما أشرنا في التمهيد - ولم يعد يملك القدرة على الإقناع أو اكتساب ثقة المؤمنين به ، مع ذلك فإن الغرب اضطر أن يعدِّل كثيراً في المسيحية حتى كادت أن تتماهى مع الإلحاد ، وذلك من أجل أن يرضي حاجته إلى التدين ، أو يرضي ضميره المعذب لاغتياله المسيحية ، ولذلك فقد "" تضاءلت الفروق الثقافية بين المؤمن والكافر ، وانطمست الحدود بين الإيمان والكفر وأصبحت المسيحية أكثر مرونة والإلحاد أكثر سلبية ، والإنجليزي الكافر ذو المنزلة الاجتماعية مهما تكن هذه المنزلة متواضعة يجري على سَنن المسيحية غالباً في مناسبات الولادة والموت والزواج "" ، ومن هنا فإن إليوت يعتبر دين مجتمع ما هو ثقافته أيضاً ، والاحتفاظ به احتفاظ بثقافة الأمة "" إن الثقافة والدين مظهران لشيءٍ واحد "".
ومن الخطأ الشائع القول : بأن "" الثقافة يمكن حفظها وبسطها وتنميتها بغير دين "" و "" حين ندافع عن ديننا فلا بد لنا في معظم الأمر من أن نكون مدافعين عن ثقافتنا في الوقت نفسه والعكس بالعكس "" وإن "" القوة الرئيسة في خلق ثقافة مشتركة بين شعوبٍ لكلٍّ منها ثقافته المتميزة هي الدين "" ولذلك "" إذا ذهبت المسيحية فستذهب كل ثقافتنا "". ومن هنا فإن الدين في الغرب يتجلى في مظاهر حياتية كثيرة كالقَسَم وتدريس المناهج الدينية ، وأعياد الميلاد ، وقوانين العقوبات . وهكذا يتبين لنا أن الغرب يريد العودة إلى الدين لأهداف دنيوية محضة ، أهمها استخدامه كسلاح وثقافة " فكرانية " في مواجهة الشمولية الإسلامية . ولكن الدين الذي يريده الغرب ليس هو الدين العلماني علمانية ثابتة ، وإنما هو الدين الذي يقبل الخضوع للعلمنة المستمرة دون توقف ، وعلى هذا النحو يفرقون بين العلَمانية والعلمنة ، فكيف ذلك ؟ .
---------------------
سؤال:(1/966)
في هذه الدوامة من المصطلحات، هل هناك فرق بين العَلمانية والعلمنة ؟
العلمنة لم تكن في الأصل تتضمن حكماً تقييمياً ، فقد كانت تعني في شرع الكنيسة الرومانية " رجوع " رجل دين أو قس إلى العالم ، كما كانت تعني إبعاد مقاطعة أو ملكية ما عن رقابة السلطات الكنسية ، ولم تصبح العلمانية مفهوماً فكرانياً مثقلاً بالمعاني مثيراً للجدل إلا حديثاً، وبالتحديد منذ الحرب العالمية الأخيرة حيث أصبحت تعني حسب موقع كل طرف إما التحرر من قيود الدين وسلطة رجاله ، وإما انحسار النصرانية والرجوع إلى الوثنية.
ويبدو أن التعريف الذي يقترحه " بيترجي " أكثر تعريفات العلمنة المتعددة دقة ، فالعلمنة كما ضبطها هي "" السيرورة التي بها تخرج قطاعات تابعة للمجتمع والثقافة عن سلطة المؤسسات والرموز الدينية "". وسنلاحظ - فيما بعد - أن كلمة السيرورة هي الحد الفاصل بين العَلمانية والعلمنة ، إذ إن اتجاه العلمنة الجارف جعل المسيحية تحاول أن تتنازل كثيراً عن معتقداتها التي تبنتها لبضعة قرون لتتماشى مع التيار الجديد ، فكانت البروتستانية أول بوادر العلمنة في المسيحية ، ثم انخرط اللاهوتيون المسيحيون بدون وعي في علمنة المسيحية ، وبدؤوا يطرحون صِيَغاً جديدة للمسيحية لم تكن من قبل حتى قال قائلهم : "" إننا نصير مسيحيين باستمرار"" أي أن كل ما يُطرح من نظريات علمانية جديدة نتبناه ونعتبره من المسيحية، ومن هنا قال باسكال:"" إننا بدلاً من أن ندخل العالم في المسيحية، نريد أن ندخل المسيحية في العالم"" .
والواقع أن استجابة المسيحية للعلمنة كانت سريعة ، وانخراطها في سيرورتها لم يكن شاقاً، والسبب هو أن المسيحية فقدت ركائزها التي ترتكز عليها منذ القرون الأولى بجهود بولس ، ثم قسطنطين والمجامع المسيحية ، وبالتالي بدأت تبحث عن أسس تستند إليها في الأفكار الإغريقية والهلينية ، وكان بولس قد أنجز هذه المهمة بنجاح .(1/967)
وهكذا فإن أول غاية للعلمنة هي التحرر من المسيحية ، لأن العلمنة في أساسها تعني أن هناك "" مساراً تاريخياً لا راد له تقريباً هو الذي يتحرر بمقتضاه المجتمع والثقافة من الخضوع لوصاية الدين والأنساق الميتافيزيقية المغلقة "" . فالعلمنة إذن : "" تطور تحرري وثمرتها النهائية هي : النسبية التاريخية "" أو هي : "" عملية تطورية لوعي الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج "" والتاريخ بالنسبة للعلمانيين عبارة عن سيرورة لتحقق العلمنة .
--------------------------
الخلاصة :
العلمنة تعني مساراً لا نهاية له ولا حدود ، تخضع فيه القيم والرؤى الكلية للوجود للمراجعة الدائمة حسبما يقتضيه التغير في المسيرة التطورية للتاريخ ، بينما تعكس العلمانية - شأنها شأن الدين مثلاً - رؤية مغلقة ، ومجموعة من القيم المطلقة المتوافقة مع غاية نهائية للتاريخ تنطوي على أهمية كبرى للإنسان ، وهذا يعني أن العلمانية بالنسبة للغربيين تمثل منظومة فكرانية أي ثابتة وجامدة . "" العلمنة لا ينبغي لها هي الأخرى أن تصبح عقيدة إيديولوجية تضبط الأمور ، وتحد من حرية التفكير كما فعلت الأديان سابقاً ، والعلمانية النضالية laicisme ربما كانت قد مشت في هذا الاتجاه "" إن العلمانية مشروع لا يكتمل ، وأفق ينبغي افتتاحه باستمرار ، لكي لا تتحول إلى معتقد مغلق ، وسلطة كهنوتية. ولذلك فالعلمانية تجربة لا تكتمل وسيرورة تحتاج على الدوام إلى إعادة تأسيس وبناء، وعلى داعية العلمانية أن يصنع علمانيته باستمرار ويعيد خلقها من جديد ، ويعيد انتزاعها من تاريخها الخاص وإعادة إنتاجها بشكلٍ دائم .(1/968)
إن هذا يعني أن العلمانية إذا تجسدت وتبلورت في قالب معين تتحول إلى منظومة فكرانية، وهو ما لا يريده الغرب ، لأنهم يريدون بشكلٍ دائمٍ أن تظل العلمانية في حركة تعلمن دون توقف ، ويجب على كل جيل أن يسهم في تحريك عملية العلمنة وإخراجها من جمودها وثباتها عن طريق إبداع برامج فلسفية مفتوحة تكرس النسبية المطلقة .
وهكذا ففي الوقت الذي تقوم فيه الفكرانية العلمانية بتحرير عقل الإنسان من النظر إلى الطبيعة نظرة رهبة وتقديس ، وبنزع القداسة عن السياسة شأنها في ذلك شأن العلمنة بوصفها مساراً متصلاً ، إلا أنها لا تمتهن القيم بالشكل المطلوب والمستمر ، لأنها تقدم نسقاً قِيَمياً خاصاً بها ، ولذلك تُعتَبر العَلمانية خطراً على العلمنة إذا لم تُراقَب بشكل دقيق وصارم حتى لا تتحول إلى إطار فكراني للدولة ، أو إطار دوجماطيقي ، لأن العلمنة تطور دائم وحركة دائمة فهي لا تعرف الثبات .
يمكننا أن نشبه هذه الحركة بالحركة التي تحصل داخل المادة حسب المفهوم الماركسي ، وتُنتِج صراع الأضداد ، وهذا الصراع يؤدي دائماً إلى أوضاع جديدة لا تستقر على حال . وبذلك نلاحظ كيف تظل العلمانية تستعيد جذورها التي أنتجتها .
----------------
سؤال:
هل للعلمانية نظرة شمولية للعالم ؟
تقدم الدكتور عبد الوهاب المسيري ببيان نوعين (قِسمَين) من العلمانية ليسا منفصلين ، بل متكاملين في داخل دائرة واحدة ، وهو يعرض قسمته هذه من أجل تجاوز إشكالية التأرجح في تعريفات الباحثين بين علمانية جزئية قاصرة على فصل الدين عن الدولة وعلمانية شاملة تعم كل شؤون الحياة .(1/969)
- فالعلمانية الجزئية : عنده هي رؤية معرفية جزئية للواقع لا تتعامل مع أبعاده الكلية والنهائية ، ومن ثم لا تتسم بالشمول ، فهي تذهب إلى فصل الدين عن الدولة ، وربما بعض النشاطات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى ، ولكنها تسكت فيما يتعلق بجوانب الحياة المختلفة الأخلاقية والميتافيزيقية ، ولا تتعرض للمطلقات والكليات الأخلاقية والإنسانية والدينية بالنفي أو الإثبات .
- أما العلمانية الشاملة : فهي رؤية شاملة للعالم ذات بعد معرفي كلي ونهائي وتحاول بكل صراحة تحديد علاقة الدين والمطلقات والماورائيات بكل مجالات الحياة ، وهي رؤية عقلانية مادية تدور في إطار المرجعية الواحدية المادية .
والعلمانية الشاملة بهذا المعنى ليست مجرد فصل الدين عن الدولة أو عن الحياة ، وإنما فصل لكل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية عن العالم ، وليس عن الحياة فقط أو الإنسان فقط ، بمعنى أن العالَم يصبح شيئاً تافهاً لا قداسة له ، والإنسان مادة خالية من أية قيمة روحية متجاوزة للمادة ، أو متعالية عليها .
وعندما تُنزع القداسة عن العالم " الإنسان والكون " يسقط في قبضة الصيرورة المادية ، ويظهر الإنسان الطبيعي في حدود احتياجاته المادية الاقتصادية أو الجسمانية ، وحدوده هي حدود المادة ، وأهدافه وغاياته وأخلاقه مادية ، وسلوكه وتطلعاته وأشواقه مادية ، إنها باختصار المادية المطلقة .
ويذهب الدكتور المسيري إلى أن العلمانية الشاملة تتفق مع الإمبريالية ، وذلك لأنها حين تُكرّس المادية المطلقة ، تترسخ في الواقع الإنساني النفعية المطلقة على كل المستويات الأخلاقية والسياسية والاجتماعية ، وعندما تصبح النفعية هي المعيار فإن سلطان القوة هو المرجعية والحكم ، وسلطان التفوق الحضاري والمادي هو الأساس والمنطلق .(1/970)
وبذلك بدلاً من النزعة الإنسانية تسود مركزية الإنسان الأبيض ، والشعر الأشقر ، والعيون الزرقاء في الكون ، وبدلاً من الدفاع عن مصالح الجنس البشري تسيطر مصالح الجنس الأبيض ، أو الجنس الأمريكي _ كما هو ملاحظ اليوم في مؤتمرات العولمة - وبدلاً من الاحتكام للمعايير والقيم الإنسانية ، يصبح الاحتكام للمعايير الأمريكية أو الغربية تحت حراسة القوة النووية ، والترسانات العسكرية .
والواقع أن هذه النفعية المطلقة ، وأخلاق القوة ممتدة في التاريخ الغربي منذ أفلاطون وأرسطو اللذين رأيا ضرورة إبادة المعوَّقين والضعفاء ، إلى مكيافللي الذي نهى الحاكم عن الرأفة والرحمة ، ودعاه إلى القتل والإبادة لتوطيد سلطانه ، إلى نيتشه الذي حَلُم بإبادة كل الضعفاء من البشر في إطار دعوته إلى " الإنسان الأعلى " إلى داروين " والبقاء للأقوى " إلى وليم جيمس ، وجون ديوي ، والفلاسفة الأمريكيين الذين رسخوا النفعية بشكل فلسفي يتواءم مع التطور التقني والتكنولوجي ، ويستجيب لتطلعات العقل الغربي الذي اكتنز المادية منذ بضعة قرون .
ونزلت هذه الفلسفات إلى ساحة الواقع ، وعانت منها البشرية الويلات المتلاحقة على يد نابليون بونابرت ، وهتلر ، وموسوليني ، وستالين ، وكان حصاد هذه العلمانية ملايين الضحايا من البشر في حربين عالميتين ، ولا تزال المأساة متواصلة على يد الجزار الأمريكي ، والتحالف الأوربي ، والشيوعي في البوسنة والهرسك ، والبانيا ، والشيشان والعراق وأفغانستان والفلبين ، والعلامات تشير إلى أن الدور قادم إلى سوريا ، وإيران ، رد الله كيدهم في نحورهم .(1/971)
كل هذه الفظائع لم تقع بأيدي المسلمين ومع ذلك "" يُوجه دائماً النقد للمسلمين ، لأنهم لم يقوموا بأفضل الإنجازات ، ولكن نادراً ما يُسجل لهم أنهم منعوا حدوث الأفظع في بلادهم ، فلن تجد عندهم أبداً القتل المنظم للشعوب كما حدث في أمريكا الشمالية والجنوبية واستراليا ، ولن تجد ما يشبه الرعب والإرهاب الستاليني ، واقتلاع الملايين من البشر من جذورهم تحت مسمى الخطة الخمسية ، كما أن المسلمين لا يتحملون وجود نماذج للتفرقة العنصرية كالتي شهدتها جنوب إفريقيا من قبل الهولنديين ، بمباركة وبموافقة كنيستهم الإصلاحية ، ولا تجد شبيهاً أبداً للعنصرية اليابانية العنيفة التي شهدتها آسيا قبل عام 1945م ولا الثقافة العنصرية التي مارسها البيض ضد الزنوج في الجنوب الأمريكي بما تتضمنه من قتل وإبادة وعنف ، وشنق دون محاكمة " .
لم يحصل مثل هذا في ديار المسلمين وبلادهم وإنما في العالم المتحضر الذي يتباهى اليوم بالحضارة ويَصِم الآخرين بالتخلف ، وليس لذلك من مبرر إلا أن العلمانية الشاملة المادية هي التي تسلمت القيادة ، وتحكمت في مصائر الشعوب الغربية ، وتريد أن تفرض نفسها على بقية الأمم في إطار العولمة ، وعن طريق الممارسة الإمبريالية ، والتلويح بالقوة النووية وهذا يؤكد ما ذكره الدكتور المسيري من أن "" العلمانية هي النظرية والإمبريالية هي الممارسة "" ويقودنا ذلك إلى الحديث عن العلمانية والسلام .
---------------
سؤال:
بما أننا دخلنا في السياسة، ما هو موقف العلمانية من قضية السلام ؟(1/972)
في الوقت الذي كان الإنكليز يحتلون البلاد العربية والإسلامية ، ويرتكبون الفظائع من قتل وتدمير وإبادة وتجويع وتجهيل في العراق ، والهند ، ومصر ، كان سلامة موسى يتغزل بالإنجليز فهم ""النظاف الأذكياء "". وهم "" أرقى أمة موجودة في العالم ، والخلق الإنجليز يمتاز عن سائر الأخلاق، والإنسان الإنجليزي هو أرقى إنسان من حيث الجسم والعقل والخلق""، ثم دعا إلى التعاون معهم وهم يحتلون البلاد ، ويقتلون العباد فقال : "" فنحن إذا أخلصنا النية مع الإنجليز فقد نتفق معهم إذا ضمنا لهم مصالحهم ، وهم في الوقت نفسه إذا أخلصوا النية لنا ، فإننا نقضي على مراكز الرجعية في مصر ، وننتهي منها ، فلنول وجوهنا شطر أوربا "".
هذا هو ثمن السلام بنظر سلامة موسى أن نتعاون مع الإنجليز ، ونضمن لهم مصالحَهم ، ومصالحُهم أن يظلوا جاثمين على صدر مصر ، ينهبون خيراتها ويستذلون أهلها ، ويدوسون كرامتها ، ولكن هذا لا يشكل خطراً على سلامة موسى لأنه سيظل هو والنخبة الربيبة ينعمون بالرفاهية ، ويتمتعون بالخيرات ما دام أسيادهم راضين عنهم ، آمنين لجانبهم .
والربح الذي يحققه سلامة موسى من التعاون مع الإنجليز هو القضاء على الرجعية ، والرجعية المقصودة عنده والتي يحلم بالقضاء عليها هي الأزهر الذي يبث فينا ثقافة القرون المظلمة ، وشيوخ الأزهر المأفونين ، الذين لا يكفون عن التوضؤ على قوارع الطرق . أليس هذا هو الفاشيست الذي يتحدثون عنه ؟! .(1/973)
واليوم يدعونا طارق حجي إلى الإيمان بحتمية الوصول إلى السلام مع إسرائيل ، وعلينا أن نكافح لترسيخ ثقافة السلام بدلاً من ثقافة العدوان وأن نسير على خطا السادات لكي تتجنب المنطقة السقوط في العنف والماضوية والتخلف والفقر ، وعلينا أن نقبل قيام دولة ديمقراطية لا دينية على كامل تراب فلسطين يتساوى فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون. ويعني هذا أن يتنازل الفلسطينيون عن مقدساتهم ، وعن حق العودة للمشردين من أبنائهم ويرضخوا لما يفرضه منطق القوة الإسرائيلي والأمريكي . إنها دعوة للاستسلام تحت عنوان:" الإيمان بحتمية السلام " .
أما مراد وهبة فالعلمانية بنظره هي الحل لمشكلة الشرق الأوسط في فلسطين ذلك أنه يعرف العلمانية بأنها "" النظر إلى النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق ""، ويعني بذلك سيادة النسبية على كافة المستويات ، وإقصاء المطلقات من الوجود، لأنه لا وجود لحقيقة مطلقة ، والقول بها مجرد خرافة ، وسيادة المطلق يهدد السلام العالمي ، لأنها ستدخل في صراع كما هو الحال بين المطلقات الثلاثة الإسلامي اليهودي والمسيحي ، وليس من وسيلة لحل هذا الصراع إلا بالقضاء على المطلقات ، ويتم ذلك بنفي الدوجماطيقية " أي نفي علم العقيدة " لأن مفهوم الحرب كامن في هذا العلم . لأن هذا العلم قائم على اليقين "" واليقين لا يمكن أن يكون إلا مغلقاً ، ولهذا فهو يؤول في المنتهى إلى الدوغمائية التي تُترجَم تعصباً وتحزباً وربما عنفاً وإرهاباً "" ومع أن هذا الكلام لا يرضي الناطقين باسم الغائب والمدافعين عن العقائد وحراس النصوص كما يقول الخطاب العلماني إلا أنه يقرر ذلك ليؤكد على أن الصراع العربي الإسرائيلي في النهاية هو صراع مطلقات ، والحل الوحيد في العلمانية لأنها المضاد الحيوي للأصوليات الدينية التي تغذي المطلقات وتتغذى منها ، وعلى ذلك بدلاً من شعار " الإسلام هو الحل " تصبح " العلمانية هي الحل " .(1/974)
ولكن تجاهل مراد وهبة هنا أن العلمانية تصالحت مع الصهيونية واليهودية وبررت لهم وجودهم في فلسطين ، وشرّعت لاستمرارهم فيها على حساب العرب والمسلمين الذين لم يربحوا شيئاً ، ولم يحصلوا على شيء من علمانية مراد وهبة ، إلا إذا كان مراد وهبة وأمثاله سيجيبون بأن الربح العربي يتمثل في النجاة من القنابل النووية الإسرائيلية ، وهذا ما لا يحسب الأصوليون المسلمون حسابه ، لأن الخوف من الموت لا يردعهم عن المطالبة بحقوقهم ولديهم من الآليات والوسائل " الإرهابية " ما يجعل إسرائيل تفقد صوابها .
بقي أن نتساءل :
ألم تتحول علمانية مراد وهبة إلى مطلق هي أيضاً ينفي المطلقات الأخرى ؟ فإذا قرر هو وشيعته أن " العلمانية هي الحل " وقرر المسلمون بشكل مطلق أن " الإسلام هو الحل " وقررت إسرائيل أن " التلمود هو الحل " أفلا تدخل العلمانية هنا طرفاً جديداً فيما يسميه " صراع المطلقات " ، وبالتالي فإن أية رؤية تُطرح على أنها الحل هي بنظر أصحابها مطلق على الآخرين أن يرضخوا لها ، وهكذا فإنه لا خلاص من المطلق ، ولا بد من مطلق واحد تذعن له كل الأطراف المعارضة .(1/975)
ونتساءل مرة أخرى : هل حربنا مع إسرائيل هي حرب مطلقات ؟ في الواقع لا ، لأننا نحن لا نحارب إسرائيل لندخلها في مطلقنا الإسلامي ، وإسرائيل لا تحاربنا لتدخلنا في مطلقها اليهودي ، نحن نريد أن نستعيد أراضينا المغتصبة – في إطار وعود ومؤامرات دبرت – على مرأى ومسمع من كل العالم ، ونريد أن يعود الشعب المشرد الطريد في كل بقاع العالم إلى أرضه ودياره ، ويريد الشعب المضطهد المقموع أن يتخلص من الاضطهاد والقمع ، ويتمتع بحريته وكرامته واستقلاله ، فأين المطلقات في هذا الصراع ؟ وإذا كانت حربنا مع إسرائيل حرب مطلقات فإن هذا يعني أنه لا يوجد خلاف بين شخصين في محكمة إلا ويمكن تسميته أيضاً " صراع مطلقات " ، وأن الإنسان الذي يأتي ليغتصب منزل مراد وهبة أو يعتدي على أسرته أو حتى على حياته ، على مراد وهبة ألا يدافع عن نفسه - طبقاً لعلمانيته أو لنسبيته - حتى لا يدخل في صراع المطلقات . والله أعلم .
--------------
سؤال:
هل هناك صقور وحمائم في العلمانية ؟
يقسم العلمانيون العلمانية إلى (صلبة وليِّنة)
تقدم بهذه القسمة عادل ضاهر في كتابه " الأسس الفلسفية للعلمانية " ، ويعني بالعلمانية الصلبة هي تلك التي تتخذ من الاعتبارات الفلسفية أساساً لها ، وبذلك تكون علمانية راسخة لا تتزعزع لأن الاعتبارات الفلسفية لا تخضع للظروف والوقائع ولا ترتبط بها .(1/976)
ولا يبني العلماني الصلب موقفه بناء على أية أدلة تاريخية أو اجتماعية أو سوسيولوجية أو دينية لأن كل هذه اعتبارات خاضعة للظروف والتغيرات وغير حاسمة ، واللجوء بالذات إلى نصوص دينية لتسويغ الموقف العلماني – كما فعل عبد الرازق وخلف الله وغيرهما - هو في نهاية التحليل لجوء إلى سلطة دينية ما ، إما سلطة الله [عز وجل] نفسه ، أو سلطة نبي من الأنبياء أو سلطة علماء الدين والفقهاء ، وبما أن الرجوع إلى سلطة الله [عز وجل] مباشرة بالنسبة لنا غير ممكن إلا بواسطة الأنبياء ولا أنبياء اليوم ، فإن السلطة - على هذا الشكل - بقيت للعلماء والفقهاء ، وبما أن العلماء مختلفون ومتعارضون ، فإننا بحاجة إلى اعتبارات مستقلة عن سلطة العلماء المتناقضة لتحكم في الموقف، وتحسم الخلاف، وليس من سلطة هنا إلا العقل، والعقل العلمي بالذات، والعقل الفلسفي بالدرجة الأولى، وحتى لو وجد أنبياء فإن التمييز بين النبي الكاذب والنبي الصادق لا يمكن إلا بطريق العقل، والفلسفة هي وسيلتنا الوحيدة للوصول إلى ذلك.
والخلاصة التي يريد أن يقررها عادل ضاهر هي : أن العلمانية الصلبة لا تقوم على اعتبارات جائزة أو ممكنة ، بل على اعتبارات ضرورية ، فلا الوحدة الاجتماعية ، ولا الشروط التاريخية أو الاجتماعية أو الثقافية ، ولا النصوص الدينية هي التي تملي على العلماني الصلب موقفه، وهذا لا يعني أنه يرفض هذه الاعتبارات ، بل إنها ربما تكون حافزاً وعونًا له في موقفه ، ولكن موقفه الأخير تمليه عليه اعتبارات فلسفية محضة ، فهو يبني علمانيته على هذه الاعتبارات بالدرجة الأولى ، وما يأتي بعد ذلك مصدقاً فليكن في المرتبة الثانية .
وهذا يعني أن العلمانية الصلبة تعني أمرين أساسيين :(1/977)
أولاً : أن العلاقة بين الروحي والزمني ، بين الدولة والسياسة لا يمكن أن تكون أكثر من علاقة موضوعية ، أي علاقة تفرضها ظروف تاريخية معينة ، وعلاقة كهذه لا يمكن أن تنبع من الماهية العقدية للدين. ويعني بذلك أنه حتى لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام دولة - بعكس ما أراد عبد الرازق وخلف الله أن يُثبتا - فإن هذه الدولة محكومة بظروف وشروط تاريخية معينة ، وليس لها أساس ديني خارج التاريخ ، ومفارق للزمن والواقع .
ثانياً : أن المعرفة العملية "" أي المعرفة المطلوبة لتنظيم شؤون المجتمع والسياسة والإدارة والاقتصاد والقانون لا تجد ولا يمكن أن تجد أساسها الأخير في المعرفة الدينية "" ، وهذا هو تعريف عادل ضاهر للعلمانية .
--------------------
سؤال:
هذا عن العلمانية الصلبة فماذا عن العلمانية اللينة ؟
العلمانية اللينة عند عادل ضاهر هي التي لا تقوم على أسس فلسفية ، وإنما تبحث عن مبرراتها في التاريخ والثقافة وعلم الاجتماع والنصوص الدينية ، وهذه المبررات بنظره جائزة وممكنة وليست ضرورية كالأسس الفلسفية الحاسمة ، ولذلك فإن علمانية هؤلاء تظل علمانية لينة، أي هشة لأن النصوص الدينية ليست حاسمة ، والخلاف في تأويلها يغذي كل وجهات النظر، ولأن الشروط التاريخية والثقافية ، والاجتماعية خاضعة للتغير والتطور عبر مرور الزمن .(1/978)
كتاب عادل ضاهر " الأسس الفلسفية للعلمانية " يبلغ 429 صفحة يقوم على جدلية العقل والنقل ، وهي كما نعلم جدلية قديمة خاض فيها أعلام الفكر الكلامي الإسلامي ، ومنهم من اختار أسبقية العقل على النقل تخلصاً من الوقوع في الدور ، والعلمانية عند عادل ضاهر حتمية أو ضرورية - كما يُعبّر - للخلاص من هذه المشكلة " فالعلمانية هي الحل " عنده أيضاً - كما رأينا عند مراد وهبة - وهي المطلق أيضاً لأنها عنده " ضرورية " ، ولكن في حين كانت عند مراد وهبة هي الحل لمشكلة الشرق الأوسط وقضية فلسطين ، فهي عند عادل ضاهر الحل لأزمة العقل العربي الإسلامي المتمثلة في التردد والحيرة بين العقل والنقل .
علينا أن نحذو حذو إمامينا الجليلين الغزالي والرازي في تقرير آراء الآخرين الذين نختلف معهم قبل أن نناقشها لنتبين الخطأ فيها من الصواب .
لقد اختار عادل ضاهر أن العقل أسبق من الوحي بل هو أساس الوحي ، وعلى هذه القضية يقوم كتابه ، فالأساس في الاعتبار العلماني هو المرجعية "" إن العلمانية هي بالضرورة موقف رافض للطابع الكلياني للدولة الدينية الذي يرتبط مفهومياً بجعل الاعتبارات الدينية نهائية فيما يخص الأمور الروحية والزمنية على حد سواء … ومن المهم ملاحظة أن المعيار في كون الشخص علماني أو لا علماني ليس هو قبول المقررات الشرعية أو عدم قبوله ، وإنما المعيار هو الأساس الذي يبني عليه هذا القبول ، فاللاعلماني يبني قبوله على أساس ديني ، والعلماني قد يقبل الشريعة ، ويبني قبولَه على أساس عقلي أو خلقي ، وهو بذلك يظل علمانياً "" .(1/979)
المعيار إذن بين العلماني وغيره هو في أصل المشروعية التي يرتكز عليها مجتمع ما في تصوره لهويته وفي إرسائه لنظمه وشؤونه ، ففي المجتمع الديني تُستمَد المشروعية من مصدر مفارق علوي غائب قدسي والإنسان لا مشروعية له هنا ولا شرعية فهو مجرد نائب عن ، أما في المجتمع العلماني فالمشروعية مستمدة من داخله من الإنسان المستقل بعقله والذي يُنتِج معارفه وتجاربه وخبرته ففيه المشروعية والمرجعية .
ومن هنا فإن ما يرفضه العلماني هو المبادئ التي تقوم باسمها السيطرة ، وليس المقصود سيطرة الدين أو رجال الدين ، إن المرفوض هو أن تكون التعاليم الدينية هي التي ينبغي أن تشكل المعيار الأخير أو المرجع الأخير لكل القضايا الروحية والزمنية على حد سواء .
ولذلك فالعلمانية "" قد تعترف بأنه لا وجود لمؤسسة كهنوتية في الإسلام ، ولكن ليس هذا ما يرفضه العلماني ، لأن معيار رفضه هو كون الدين المصدر الأخير للتشريع ، والمعيار الأخير للدولة الفاضلة ليس بالضرورة وجود كنيسة ، لأنها تتصل بشيء أعمق من هذا بكثير : بالطابع الكلياني للدولة الدينية ، فالمرجعية المطلقة لله [عز وجل] سواء أكان الوسيط بيننا وبين هذه المرجعية رجال إكليروس أو أنبياء ، فالقضية هي : جعل الدين في نصوصه المقدسة المرجعية النهائية للحاكم في كل مجالات الحياة "". وما دامت وجدت مرجعية دينية فسيوجد رجال دين لهم نفوذ وممارسة للسيادة ، وسلطة استبدادية ، وإن لم يكن للدين على مستوى التنظير تأكيد لهذه السيادة ، إلا أنه من الناحية العملية والممارسة لا بد من وجود مثل هذه السيادة النفوذية وأمثلة ذلك : دور الإفتاء وعلماء الدين الإسلامي والإكراهات التي يمارسونها ضد الحكومات . فالكهنوت سمة لازمة لكل الأديان ولا يستثنى من ذلك الإسلام .(1/980)
وهكذا يبدو أن تطبيق القرآن فيه تكريس لسلطة طبقة من رجال الدين وبالتالي القضاء على أحد المبادئ الضامنة لاستقلالية الإنسان ، واحتكار المعرفة في الشؤون الدينية التي تهم المجتمع ، ولا فرق أن نسمي هذه الطبقة التي ستحتكر فهم الدين طبقة كهنوت أو علماء أو غير ذلك ، لأن النص الديني لا يفسر ذاته ، فالنتيجة هي ضياع حرية الإنسان وانهيار الاستقلالية المعرفية للعقل .
ولنا هنا أن نتساءل : إذا قوضنا المرجعية الإلهية والنبوية ، وكرّسنا المرجعية العقلية البشرية ، فسيكون للمُشرّعين البشر نفس الأهمية الكبرى ، والنفوذ والسيادة والتسلط والدكتاتورية - إذا افترضنا أن هذه موجودة في المرجعية الدينية - وسيحل القانوني والمحامي بديلاً عن الشيخ والمفتي ، والمغني والمطرب بديلاً للقارئ والمرتل ، ولاعب الكرة بديلاً عن المفكر والعالم ، والراقصة والممثل والمسرحي بديلاً عن المبدع والعبقري والمجاهد والجندي ، وبالتالي فإن العلماني سوف يعود فيصبح لاهوتياً علمانياً من جديد يمارس لاهوت العلمانية وعلمانية اللاهوت بما في ذلك من تسلط وإرهاب ودكتاتورية وينشأ دين علماني جديد عقيدته الرسمية هي العلمانية ويرفع شعار التقدم والتنوير كإيديولوجيا تمارس سلطتها في سبيل فرض مصالحها تحت راية الرأسمالية أو الاشتراكية وهكذا فإننا عندما نلغي الله [عز وجل] لنُحل محله الإنسان في التشريع تكون خسارتنا فادحة دون أن نربح شيئاً .(1/981)
ومع ذلك يظل العلماني يصر على أن "" الإنسان يمكنه بدون وحي إلهي أن يتدبر شؤون دنياه " والمقولة التي يسعى لتفنيدها هي أن "" الإسلام دين ودولة "" . "" لأن المعرفة غير ممكنة إلا إذا قامت على أسس عقلية … فلا الوحي ولا الحدس ولا أية وسيلة أخرى قد يحلو لواحدنا أن يفترضها كمصدر للمعرفة يمكن أن تُتّخذ على أنها ذات أولوية على العقل ، أو على أنها مستقلة عن العقل "". فإن "" للعقل استقلالية تامة عن كل ما يقع خارجه ، فلا يمكن إخضاعه لرقابة دينية أو غير دينية ، ولا يمكن لأية معايير من خارجه مهما كان نوعها ومضمونها أن تكون ذات أسبقية على معاييره ، والعلماني الذي يستشهد بالقرآن أو السنة لدعم موقفه يتنازل تنازلاً كبيراً ، لأن العلمانية في أساسها قائمة على أسبقية العقل على النص ، ولأن المعيار الأخير للإلزام القانوني أو السياسي لدى العلماني ينبغي أن يكون مستمَداً من الأخلاق لا من الدين، والسبب هو أن المعرفة الدينية جائزة وممكنة ، أما المعرفة الفلسفية فهي ضرورية ، ولا يجوز اشتقاق الجائز من الضروري .
وإذا كان الأمر كذلك "" فإنه لا يمكننا من منظور عقلي أن نُلزم أنفسنا بالامتثال لأمر أو نهي ما ينطوي عليه نص ديني معين ، إلا إذا وجدنا أن هذا تماماً هو ما تُلزمنا به الاعتبارات الأخلاقية الصحيحة ، مما يجعل العودة إلى الاعتبارات الدينية والنصوص الدينية أمراً عديم الجدوى "".
ومعنى ذلك أن التوفيق بين العقل والنقل مرفوض لأنه تحصيل حاصل ،فالتوفيق سيكون بين مبادئ عقلية تُوُصِّل إليها عن طريق العقل ، ومبادئ عقلية متَضمَّنة في نصوص نقلية ولكن ثبت صدقها أيضاً عن طريق العقل .
ملاحظة : لقد ناقشت أطروحة عادل ضاهر السابقة في قرابة عشرين صفحة وهي تحتاج إلى تهيئة ومراجعة وقد يستغرق ذلك وقتاً .
..... يتبع
---
الجعفري
01-09-2006, 06:49 AM(1/982)
أرحب بالشيخ أحمد الطعان , كما أشكر الأخوة القائمين على هذا المنتدى وأقول للجميع الضيف والمضيف : جزاكم الله خيراً.
وسؤالي : الذي أفهمه أن العلمانية مذهب كفري يناقض الدين ؛ فهل هذا الفهم صحيح على إطلاقه, وهل قولنا فلان علماني حكم عليه بالردة والكفر بناءً على أن العلمانية كفر بالدين .
بارك الله فيكم ونفع بكم .
---
أحمد الطعان
01-09-2006, 09:25 PM
إن الاحتراز الوحيد الذي نضعه هنا لعله يجنبنا كثيراً من الانتقادات والإلزامات التي قد ترد علينا إزاء هذا التعريف هو أن العلمانية " الدنيوية " التي نقصدها تزيد وتنقص ، وتهبط وتصعد ، وأننا عندما نتحدث عن العلمانية التي تقارن الإلحاد والزندقة فإننا نقصد العلمانية في أعلى درجاتها . إن هذا يعني أن بعض الباحثين الحريصين على إسلامهم وإيمانهم ولكن تصدر منهم بعض الأفكار التي تخدم التوجه الدنيوي العلماني ، وتتحرك في داخل أسواره لا يمكن أن يوصفوا بأنهم علمانيين ، وإن كان يصح أن نصف أفكارهم المنحرفة بأنها أفكار علمانية . والله أعلم .
---
عبدالرحيم
01-11-2006, 04:13 PM
أسلمة العلمانية
سؤال:
يحاول المنادون بالخطاب العلماني الحصول على تأشيرة مرور للعلمانية إلى العقل المسلم ـ لعامَّتهم وخاصتهم ـ فما هي أساليبهم ؟
هناك ثلة من المفكرين يسعون إلى أسلمة العلمانية، وذلك من أجل الحصول على مشروعية لاستيرادها أو جواز عبور لمرورها، وبطاقة إقامة لها في العقل المسلم، ولذلك تحاول تعريفاتهم وتنظيراتهم أن تردم الهوة، أو على الأقل تقوم بتمويهها بين الإسلام والعلمانية.
فالعلمانية عند نصر حامد أبو زيد ليست مروقاً أو كفراً أو إلحاداً وإنما هي "" التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين، وليست ما يروج له المبطلون من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة ""، باختصار إن العلمانية عند نصر حامد هي التأويل. وسوف نجد أن التأويل يحتل المساحة الرئيسة في الفكر العلماني.(1/983)
وإذا كان نصر حامد يبرئ العلمانية من الإلحاد ويعتبرها الفهم الحقيقي للدين فإن محمود أمين العالم يذهب إلى أكثر من ذلك عندما يأمل أن تكون العلمانية منطلقاً صالحاً للتجديد الديني نفسه بما يتلاءم ومستجدات الواقع. ذلك لأن العلمانية عنده هي: رؤية وسلوك منهج. وهذه الرؤية تحمل الملامح الجوهرية لإنسانية الإنسان، وتعبر عن طموحه " الثنائي " الروحي والمادي للسيطرة على جميع المعوقات التي تقف في طريق تقدمه وسعادته وازدهاره.
ولكن إذا كان كل المنظرين للعلمانية إسلاميين وعلمانيين يتفقون مع أمين العالم على أن العلمانية تعبر عن الطموح المادي للإنسان وتتطرف في هذا إلى حد التأليه للمادة، فإنه لا أحد يتفق معه على أن العلمانية تعبر عن الطموح الروحي للإنسان، فالعلمانية لا تعترف بالروح أصلاً، وإذا اعترفت بها فإنها تحولها إلى مادة وتتعامل معها على هذا الأساس، إن العلمانية تُهْدِر الجانب الروحي في الإنسان، وتُهدر المقاصد الروحية له، وتُلغي كل ما تطمح الروح إليه من خلود وعبودية وسعادة دائمة.
أما د. حسن حنفي فالعلمانية عنده مصطلح وافد، وبما أنه كذلك فإن الرفض هو ما سيواجَه به، فلماذا لا ندع إلى الإسلام الحقيقي، والإسلام الحقيقي هو إسلام علماني في جوهره لا حاجة له إلى علمانية زائدة عليه مستمدة من الخارج.
نلاحظ أن حسن حنفي لا يرفض مضمون العلمانية، وإنما يرفض المصطلح لأنه بضاعة المستعمر، ولكن المضمون أيضاً بضاعة المستعمر، ولا يكفي أن نلبسه لباساً إسلامياً، أو نعطيه صبغة ذاتية. إن الثقافة الغازية يراد لها أن تتمكن في ذواتنا ولكن من أجل التخلص من عقدة النقص نضفي عليها غطاءً إسلامياً، وتبريراً فكرانياً، ونطلق على الإسلام بأنه دين علماني في جوهره.(1/984)
إنها نفس النتيجة التي يصل إليها د. عابد الجابري فالمصطلح مثقل بالأفكار والمعاني الغربية الوافدة، والتي تدفع إلى ردة فعل لدى الإسلاميين تجعلهم يسارعون إلى رفضه، والمصطلح البديل لديه هو: الديمقراطية والعقلانية "" فالديمقراطية تعني حفظ الحقوق، حقوق الأفراد والجماعات، والعقلانية تعني الصدور في الممارسة والسياسة عن العقل ومعاييره المنطقية والأخلاقية وليس عن الهوى والتعصب وتقلبات المزاج "" ثم يضيف الجابري: "" بأنه لا الديمقراطية ولا العقلانية تعنيان بصورة من الصور استبعاد الإسلام "". فهو أيضاً لا يرفض مضمون العلمانية وإنما يرفض الشعار لأنه شعار مزيف ملتبس يجب استبعاده من قاموس الفكر العربي. والعقلانية الجابرية باعترافه هي على النقيض من سيرة السلف الصالح لأن عقلانيتهم تقوم على مبدأ أن الدنيا قنطرة الآخرة وهو منطق قد أدى وظيفته يوم كان العصر عصر إيمان فقط، وليس عصر علم وتقنية وأيديولوجيا وهو ما يعني إذن أن الإيمان يتناقض مع العلم والتقنية.(1/985)
ولكن يقال هنا بأن الديمقراطية والعقلانية " المطلقة " كلاهما مصطلحان وافدان والخلاف بشأنهما بين الإسلاميين والعلمانيين لا يقل عن الخلاف بشأن العلمانية. ولذلك لم يحاول حسين أمين أن يرفض المصطلح بل إن المصطلح ومضمونه لا يناقضان الإسلام، لأن العلمانية تولي الحياة الدنيا اهتماماً أكثر مما تفعل المسيحية ولذلك وقعت في صدام معها، أما الإسلام فإنه يهتم بالحياة الدنيا ويعطي لكل من الدارين نصيبها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " [البقرة: 172]. و " وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيا " [القصص: 77]. " قلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " [الأعراف: 32].
ولكن نسي أنه ينقض رؤيته هذه عندما يعرف العلمانية بأنها: "" محاولة للاستقلال ببعض مجالات المعرفة عن عالم ما وراء الطبيعة وعن المسلمات الغيبية ""، ذلك لأن الإسلام يرفض أن يستقل العقل عن الوحي في أهم الأسئلة التي تواجه الإنسان، إنها الأسئلة المصيرية الكبرى التي تتعلق بالغيب.
وعلى كل حال يسعى أغلب العلمانيين العرب لكي يؤسلموا العلمانية، ويجعلوها متحالفة مع الدين، أو أن الدين علماني في جوهره ""الكلام على العلمانية لا يعني ألبتة نفي الدين بما هو إرث وتاريخ وتجربة أي بما هو حقيقة واقعة لا مجال لإنكارها وتجاوزها ""(1/986)
"" ولكن لا يخلو هذا التنظير في كثير من الأحيان عن التناقض فعلى سبيل المثال: يقول د. فتحي القاسمي "" إن العلمانية تصور وضعي لمختلف أنشطة الإنسان بعيداً عن التأويلات المفارقة"" ثم يقول مباشرة ""وليس في ذلك بالضرورة تحامل على الدين ""، ثم يقول في نفس الصفحة "" لقد جعلت العلمانية الدين في وضع جديد، يسوده الحرج، ولم تلغه، وإنما قيدت مجال نشاطه "".
إن كلام القاسمي هذا يعبر عن سذاجة أو استيذاج للآخرين، لأن آخر الكلام ينقض أوله فعندما تكون العلمانية تصور وضعي، والدين قرار إلهي، والعلمانية تصور مادي، والدين فيه مساحة واسعة للغيب، أو ما يسميه " التأويلات المفارقة " فكيف لا تكون العلمانية في هذه الحالة متحاملة على الدين ؟
وكذلك عندما يطرح الدين رؤيته الشاملة للوجود، ومنهجه الكامل للحياة، فتحد العلمانية من هذه الرؤية وترفض هذا المنهج، وتضع الدين في وضع حرج، وتقيد فاعليته، كيف لا تكون متحاملة على الدين في هذه الحالة ؟ وكيف لا تكون - العلمانية - كذلك وهي بنظر القاسمي نفسه تَعتَبر المقولات الثابتة للدين متطرفة مهترئة لا يصدقها العقل.
وبالرغم من هذا التناقض الواضح يظل هؤلاء يصرون على أن الإسلام دين علماني كما طرح حسن حنفي والجابري ونصر حامد أبو زيد وحسين أحمد أمين وعبد المجيد الشرفي وفتحي القاسمي ومحمد أركون وطيب تيزيني وطارق حجي ولكن كيف يكون الإسلام ديناً علمانياً عند هؤلاء ؟
---------------------------------
سؤال:
ما أدلتهم على إمكانية أسلمة العلمانية وعلمنة الإسلام ؟(1/987)
أ - لأنه اهتم بالحياة الدنيا كما سبق ورأينا عند حسين أحمد أمين، ولأنه لم يعرف في تاريخه كنيسة أو نظاماً كهنوتياً، ولم يحكر المعرفة والنظر على أحد. ولأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ملِكاً وعاش ملكاً، ومات ملكاً، وحبب إليه من الدنيا ثلاث النساء والطيب والصلاة وانخرط في الواقع الدنيوي المعيش. وقال للناس: " أنتم أعلم بشؤون دنياكم ".
ب - ولأنه قاصر على الأخلاق والقيم، وليس فيه نظام سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي عند طارق حجي، أو بتعبير طيب تيزيني ومحمد سعيد العشماوي لأنه دين الهداية والرحمة، وليس دين العلم والتشريع، أو بتعبير آخر للتيزيني لأن القرآن "" يقول كل شيء ولا يقول شيئاً "" لأنه كتاب مودة وأخلاق. أو لأن القرآن على حد تعبير محمد أركون "" مجازات عالية "" ومن الوهم اعتقاد الناس بتحويل هذه التعابير المجازية إلى قانون فعال، أو شريعة واقعية.
ج - ولأنه تخلص من أقوى أعراض المقدس: الأسرار والمعجزات، وأعلى من قيمة العقل حتى تُكُلِّم عن معقولية الشريعة وهذا يعني أن بوادر العلمنة تكمن في داخله.
د - ولأن الإنسان هو محور الكون في القرآن، فقد ذُكر في خمس وستين آية، والدنيا ذُكرت في مائة وخمسٍ وعشرين مرة، وهي ليست إفلاساً كما يصورها المغالون وإنما هي مليئة بالطيبات والخيرات، والقطوف الدانية.
هـ - " ولأن أسس التشريع في الإسلام انطلاقاً من مصادره الكبرى تتوفر على قسط كبير من الأريحية والقابلية للتشكل والتلون بما يسعد الإنسان في الأرض حتى وإن بلغ ذلك حد تعطيل المفروض من الأحكام، وتجميد نصوص شرعية. إن هذا النص لا يختلف عما قرره أركون وطيب تيزيني آنفاً وهو ما يعني أيضا أن "" القرآن كل شئ فيه متحرك ومتموج ومفتوح ومليء بالاحتمالات "".(1/988)
و - ولأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لو قُدّر له أن يعيش بين ظهرانينا حيناً من الدهر، وفي وسطنا المُعلمَن لعدل كثيراً من المواقف ولنسخ العديد من أقواله، لأنه كان مؤمناً بجدلية العلاقة بين المفاهيم الدينية التشريعية، والواقع البشري النسبي والمتطور على الدوام، ولكننا ما نزال نرتطم بالرافضين لذلك. "" ولا يزال النص يسيطر على حساب الفكر "".
ز - " وما قام به علماء المسلمين عبر العصور من اجتهادات جريئة وطريفة يدل على أنه يمكن في الإسلام علمنة المقدس بما يلائم وضع المسلمين، ولا يتناقض ذلك مع مقاصد الشرع، وما دام في إطار المصلحة ". فالاجتهاد في الإسلام ممارسة عقلانية ذات طابع علماني تنويري يجعل الشريعة والأحكام ناسوتية لأن العقل هو الذي يؤسسها ويصبح أولى من النص، مما يجعل الحقائق متعددة كما نرى في كثرة الاختلافات والمذاهب.
-------------------
سؤال:
ولكن، نتساءل هنا: كيف لا تتناقض علمنة المقدس مع مقاصد الشرع ؟
إن الإجابة عند فتحي القاسمي نفسه "" لقد سبقنا الفقهاء والأصوليون إلى تطويع جريء للشريعة، ولكننا منذ عصر النهضة إلى الآن لم نجترئ على إحداث سنة ثقافية إسلامية جديدة داخل المنظومة الإسلامية قادرة على فرقعة كثير من الثوابت التي أضفيت عليها قداسة لم تزدها عصور الانحطاط والتخلف إلا ترسخاً، فهل ذلك يكون بواسطة العلمانية ؟ "". وخصوصاً إذا كانت العلمانية "" هي أساس الوحي، فالوحي علماني في جوهره، والدينية طارئة من صنع التاريخ، وتظهر في لحظات تخلف المجتمعات وتوقفها عن التطور "".(1/989)
ونعيد السؤال الذي أجاب عنه فتحي القاسمي ولكن بطريقة تكشف موطن التناقض والمغالطة فنقول: هل يمكن في الإسلام فرقعة كثيرٍ من الثوابت دون أن يتناقض ذلك مع مقاصد الشريعة ؟ ذلك ممكن في العلمانية فعلاً كما يأمل فتحي القاسمي، لأنه في العلمانية "" كل شيء يجوز"" !! "" كل شئ يجوز "" أقترحه تعريفاً للعلمانية، وليس فيه من جديد إلا طريقة التعبير، لأنه مضمن لدى من يزاوج بين العلمانية والنسبية كمراد وهبة على سبيل المثال.
ولأن التاريخ الإسلامي يفيض بالعلمنة ففيه الشعر الماجن والدنيوي، والتراث يفيض بالدنيوية وتصوير الحياة الاجتماعية، وخصوصاً حياة القصور على أنها مملوءة بالملذات والشهوات، والإقبال على الدنيا، والخمر كان شائعاً ومنتشراً في مجمل العالم الإسلامي، وانتشار ظاهرة الزندقة في أوساط المسلمين واستفحالها حتى وُصِم بذلك بعض الخلفاء مثل الوليد بن يزيد [ 88 هـ 126 هـ ] والمهدي [ 158هـ، 169 هـ] وإعلان الزنادقة لآرائهم بكل شجاعة وصراحة دون خوف.
إن كل هذا يؤكد – بنظر الخطاب العلماني – على أن الإسلام أجاز لأبنائه في التنظير والممارسة بعض أشكال العلمانية، ويؤكد "" أن العلمنة في المجتمع الإسلامي القديم ليست بدعاً، أو رجماً بالغيب، وإنما واقع عايشه المسلمون واستأنسوا به أكثر من استئناسهم بالشريعة ""!!!.
----------------------
سؤال:
كيف نرد على القائلين بعلمانية الإسلام وإسلامية العلمنة ؟
المقولات العلمانية السابقة والتي من خلالها يتوصل العلمانيون إلى القول بأن الإسلام دين علماني، ويقبل العلمنة تتركز حول المحاور التالية:
أولاً: أن الإسلام اهتم بالحياة الدنيا.
ثانياً: جعل الإنسان مركزياً في هذا الكون.
ثالثاً: تخلص من المقدس.
رابعاً: تخلص من المعجزات.
----------------------
سؤال:
أرجو التكرم بالتفصيل في مناقشة هذه المحاور الأربعة.
أولاً:(1/990)
لقد أوْلى الإسلام بالفعل عناية بالحياة الدنيا ولكن بقدر، ويبدو أن الإسلام يبالغ في الاهتمام بالحياة الدنيا إذا ما قُورن بالمسيحية المزوّرة التي دعت إلى الرهبنة، وتطرفت في قمع الفطرة الإنسانية المحتاجة إلى البلاغ في طريق الآخرة.
ولكن المغالطة العلمانية تقوم على الإغفال والإبراز:
فيستدل العلماني بأن الدنيا ذُكرت في القرآن 115 مرة وهذا يعني أن الدنيوية " العلمانية " لها أصولها القرآنية وهذا هو الإبراز، أما الإغفال فيقوم على طمس وتجاهل أن الدنيا عندما ذُكرت في القرآن غالباً تذكر بالذم والامتهان والتحذير من بهرجها وزخرفها، وأن المستدل بالآيات يغالط دون أن يخجل بل إنه عندما يقول: إن الدنيا ليست في القرآن مصدر إفلاس كما يصورها المغالون، يعلم أنه يتجافى عن الحقيقة وهي إلى جواره، لأنه لو تأمل في الآيات التي قام بإحصائها لوجد أن القرآن هو الذي يحكم على الحياة الدنيا بأنها " مَتَاعُ الْغُرُورِ " و " هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ " [الكهف: 45]. وليس المغالون.(1/991)
إن الأصل في دعوة القرآن هي الآخرة " وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " [العنكبوت: 64]. والدنيا بُلْغة إلى الآخرة، ووسيلة لا بد من الأخذ بها، ولا بد من الإعمار والقيام بالأمانة، ولكن الآخرة في النهاية هي الغاية وهي الجوهر. " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " [القصص: 77]. ولكن الآخرة هي المراد والمقصد " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ " إن الأصل في دعوة القرآن الابتعاد عن الانخراط الأعمى في الدنيوية من شهوات وملذات، والاكتفاء بـ َالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ، والحلال الذي فصله الله عز وجل في كتابه.
------
ثانياً:
وأما أن الإسلام دين علماني لأنه جعل الإنسان محور الكون، فالمقدمة صحيحة، والنتيجة كاذبة، فالإنسان فعلاً هو محور الكون في القرآن الكريم فهو " الخليفة " إني جاعل في الأرض خليفة " [البقرة: 30] وهو حامل الأمانة " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " [الأحزاب: 72].
ولكن ههنا مغالطة أخرى أيضاً تقوم على الإغفال والإبراز:(1/992)
الإبراز هو الإشادة بالموقف الإيجابي للقرآن من الإنسان، والإغفال هو تجاهل موقف القرآن من الإنسان المنحط والمغرور. الإنسان المحور في القرآن الكريم هو الإنسان الذي حُبِي بالعقل والعلم " وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا " [البقرة: 31] وشُرّف بالتكليف " وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات: 56] وكرم بالرسالة " قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ " [آل عمران: 183] وأُجيب على كل أسئلته حتى لا يتخبط في الظلام، واُمر بالعبادة لتشبع روحه، ودُعي إلى التفكر والنظر ليشبع عقله، ورُخّص له التمتع بالطيبات ليشبع جسده، وحُذّر من الإسراف والانحراف حتى لا تنزو نفسه، وتجمح غريزته، ويعسر عليه حينئذ حفظ الأمانة التي رضي بحملها.
الإنسان في القرآن يمكن أن يسمو حتى يقترب من الملأ الأعلى، ويصبح أسمى من الكون، وأشرف من كل ما فيه، ويصدق عليه عندئذ قول الحق عز وجل: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ " [الإسراء: 70] و " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " [التين: 4] ولكنه يمكن أيضاً أن ينحط ويهوي في مدارك الشقاء حتى يصبح في " أسفل سافلين " [التين: 5] ويقول: " يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا " [النبأ: 40] ويصبح أسوأ من البهائم " أُوْلئكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ " [الأعراف: 179]. هذا ما يغفله الخطاب العلماني ليكرس مركزية الإنسان في الكون، وسيادته المطلقة فيه كما أرادت العلمانية الغربية في مرحلة من مراحلها.
"" إن الإنسان في القرآن الكريم ليس مخلوقاً ساقطاً خاطئاً منذ البداية كما هو في الرؤية المسيحية ""، وليس هو ذلك الإنسان المتمرد الجبار العنصري النازي الذي أرادته فلسفة التنوير كما طرحها ماكيافللي ونيتشه وداروين ومارسها هتلر وستالين وموسوليني. إنه في القرآن الإنسان المتوازن الذي استُخلف في الكون، ووُكِلت إليه عمارته، وأُمر بالعبادة والتقوى والعمل الصالح.(1/993)
--------
ثالثاً:
وأما القول بأن الإسلام تخلص من المقدس فهو أمر في غاية العجب ! كيف ذلك ؟ وأين الأدلة ؟ والمقدسات في الإسلام كثيرة فالكتاب الكريم مقدس، والبيت الحرام مقدس، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقدس، والمسجد مقدس، والعبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج مقدسة، والجهاد مقدس، وهكذا فالمقدس يحتل مساحة واسعة في الرؤية الإسلامية لا يمكن اختراقها، والمسلم مأمور بالدفاع عن مقدساته حتى أن روحه لا تساوي شيئاً في سبيلها " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْءَانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " [التوبة: 111].
إلا إذا كان المقصود هو التخلص من المقدسات الخرافية التي كانت سائدة عند الفراعنة، واليونان، كتقديس الكواكب والنجوم، وظواهر الطبيعة، واتخاذ آلهة للقمر، وآلهة للشمس، وآلهة للمطر وغير ذلك فإن الإسلام بالفعل جرّد الطبيعة من هذه القداسة الخرافية والوهمية.
ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الإسلام في الوقت الذي سلَب فيه من الطبيعة قداستها الزائفة، إلا أنه لم يجرد الطبيعة من مغزاها الروحي والرمزي، لأنه رأى في الخليقة كلها المتمثلة في السماوات والأرض وما بينهما والشمس والقمر والكواكب واختلاف الليل والنهار، والرياح اللواقح، والغيث النازل، والسحاب المسخر، والبحار المالحة، والأنهار العذبة، والجبال الأوتاد، رأى في كل ذلك آيات بينات لله عز وجل في الكون، وبصائر للإنسان.(1/994)
إن الطبيعة في القرآن ذات مغزى كوني تستوجب احترام الإنسان لها وتقديرها، لأجل صلتها الرمزية بالله جل شأنه، وتعامُله معها يجب أن يقوم على أساس العدل والتناغم والانسجام لأنه خليفة مؤتَمَن عليها، وضعها الله عز وجل تحت مسئوليته ليستفيد منها، وهي إلى جانب ذلك كتاب مفتوح منظور، إلى جانب القرآن الكريم الكتاب المقروء وفي كل منهما آيات بينات، ودلالات مشاهدات، ودروس واضحات يأخذ منها الإنسان الموعظة والعبرة.
إن هذا التجريد الإسلامي تجريد إيجابي ينفي الخرافة، ويستبقي الدلالة، بعكس التجريد العلماني فإنه يقوم على سلب المغزى الكوني والدلالي من الطبيعة، وقطع العلاقة الرمزية بينها وبين الخالق عز وجل، وبالتالي تصبح الطبيعة - في الرؤية العلمانية - بلا غاية، وبلا هدف، وكذلك بلا حماية أو رعاية، فينتج عن ذلك عدم احترام الإنسان لها، وخيانته للأمانة التي أوتمن عليها، وتصبح علاقة الإنسان مع الطبيعة قائمة على الانتقام أو اللامبالاة، وهو ما يؤدي أو سيؤدي إلى كوارث كونية تنتظرها البشرية برعب لم يسبق له مثيل، كالتلوث البيئي والنفايات النووية والأوزون وأخطار أسلحة الدمار الشامل.
وحتى فيما سمي بلاهوت الأرض أو لاهوت الطبيعة فإن علاقة الإنسان مع الطبيعة علاقة صراع وقهر وسيطرة، وليست كما هي في الإسلام علاقة تسخير وحب وتقدير. إن الإسلام يحول بين الإنسان والطغيان الذي يساوره بسبب غرور العلم أو غرور القوة ويذكره دائماً " إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعى " [العلق: 8].
-----
رابعاً:(1/995)
والقول بأن الإسلام تخلص من المعجزات لا يقل عجباً عن سابقه، فإنا إذا غضضنا الطرف عن المعجزات الحسية التي رويت بالتواتر المعنوي لسيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل الإسراء والمعراج، وانشقاق القمر، ونبع الماء من بين أصابعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وحنين الجذع، فإن القرآن الكريم نفسه يفيض بالحديث عن المعجزات كانفلاق البحر، وانقلاب العصا، وانبجاس الماء من الحجر لسيدنا موسى عليه السلام، وشفاء المرضى، وإحياء الموتى، والكلام في المهد لسيدنا عيسى عليه السلام.
إن إنكار كل هذه المعجزات أو التعسف في تأويلها ليس إلا لوناً من أو ألوان الصلف والمكابرة والجحود.
والآن بعد أن كشفنا المغالطات التي يبني عليها الخطاب العلماني رؤاه وتصوراته ونتائجه يمكننا أن نقول: "" إن العلمنة ليست فقط رؤية غير إسلامية للوجود، بل إنها تقف موقفاً مناهضاً للإسلام نفسه، ولذلك فالإسلام يرفض العلمنة ومآلاتها النهائية ما ظهر منها وما بطن ""، يرفضها نظراً وعملاً لأنها الدنيوية المحضة، والدهرية الخالصة، والمادية المطلقة، وهي مقولات جاء الإسلام لمحاربتها، وإنقاذ الإنسان من ظلماتها وأزماتها.
--------------------------
سؤال:
لكن العلمانيين يقولون إن العلمنة تنقذ الإنسان من الخرافات لا الإسلام.(1/996)
إن الأسلمة وليست العلمنة هي التي تحرر الإنسان من الأساطير والخرافات، والأرواح الشريرة، والشعوذة التي يُظَن أنها تتحكم في مصير الكون، وتحرره كذلك من الأنانية والنفعية والمادية، وتقيم توازناً بين الجوانب المختلفة في كيانه "" وعندما يتحرر الإنسان على هذا النحو فإن وجهة حياته وسيرها يكونان نحو تحقيق طبيعته الأصلية، تلك الطبيعة المتوائمة مع طبيعة الكائنات، ومع الوجود كله ألا وهي الفطرة، وهو كذلك يتحرر من العبودية لدوافعه الحيوانية النزاعة إلى ما هو دنيوي، وإلى ما من شأنه أن يكون ظلماً وتعدياً على جوهر كيانه وعلى روحه، ذلك أن الإنسان بما هو كائن مادي يغلب عليه نسيان طبيعته الحقة، فيجهل هدفه الحقيقي الذي من أجله خُلق، وبالتالي يزيغ عنه "".
هذا التحرير للإنسانية قد تحقق بالوحي، وهو يتجلى في أكمل صوره في الرسالة الخاتمة التي ضَمِنت للإنسانية التحرر والتقدم والرقي. كل ما علينا أن نتمثل هذه الرسالة ونتفاعل معها بكل ثقة وطمأنينة ونقبل عليها طائعين مختارين.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
مركسة الإسلام
سؤال:
ما المقصود بمركسة الإسلام ؟
إن بعض الماركسيين رأى أنه لا جدوى من إظهار مجابهة صريحة مع الإسلام تؤدي إلى استفزاز ردود فعل مقاومِة، فهناك طريقة أكثر إجداءً يمكن استثمارها دون استثارة مباشرة وهي تفريغ الإسلام من مضمونه وإعادة حشوه بمضامين ماركسية.(1/997)
وعلى هذا الأساس اعتُبر كارل ماركس لدى بعض العلمانيين ممثلاً للإسلام أصدق تمثيل في دعوته إلى إلغاء المؤسسة الدينية. واعتبارُه الدين أفيون الشعوب لم يكن إلا بسبب ظلم المؤسسات الدينية التي تمثل الأديان تمثيلاً خاطئاً. وكانت دعوته إلى الثورة العالمية المسلحة هي الجهاد الذي حض عليه الإسلام، وإلغاؤه لنظام الدولة هو قيام الشرع الجماعي، وتأميمه لوسائل الإنتاج هو تحريم الربا، وتحريره للمجتمع من الطبقية هو الحج. ومبادئ الإسلام جميعها كالتوحيد والعدل والمساواة والأذان والحج كلها كان ماركس يمثلها تمثيلاً واقعياً صحيحاً. وكان يعي تماماً معنى قوله عز وجل " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " [المدثر: 38]. في مبادئ فلسفته وثورته.
وكيف لا يكون كذلك وهو - أي ماركس - وكل أئمة العلم المادي والطبيعي يعتبرون من أئمة المتقين الموصوفين في القرآن بأنهم عباد الرحمن، هؤلاء هم ماركس وإنجلر وداروين لأن"" أئمة المتقين في فرقان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هم أئمة العلم المادي وأئمة الناس الذين يؤمنون بالبينات المادية، وذوي التفكير العلمي البعيد من الخرافة "".
ومن هنا فالرسالة الإسلامية تسير على جناحين هما الاشتراكية والديمقراطية. والزكاة ذات المقادير هي خطوة أولى باتجاه الاشتراكية المطلقة، والغرض منها إعداد الناس نفسياً ومادياً ليطيقوا الاشتراكية، فإذا تم عهد الاشتراكية ثم الشيوعية، وتم محو الطبقات والفوارق فإننا نصل عندئذ إلى شريعة الأمة المسلمة التي لم تأت بعد، وسيكون ذلك أرقى ما يمكن أن تصل إليه المدنية في جميع العصور، وهو ما لن يحصل في المستقبل إلا بالجهد الشاق والتربية المضنية.
لقد كان الإسلام في أساسه - بمنظور الخطاب العلماني الماركسي - ثورة لإعادة بناء شخصية الفرد العربي وإعادة تخطيط المجتمع العربي.(1/998)
ولتأمين الثورة ضد المؤامرات الرجعية الوثنية انتقل مركز الثورة ومقر قيادتها من مكة إلى المدينة. وكان عمر القائد التالي للثورة مناضلاً قديماً انضم إلى الثورة أيام الهجرة الأولى إلى الحبشة. أما إسلام أبي بكر وغيره من التجار الوسطيين فلأنهم قرأوا الواقع قراءة صحيحة ورأوا أن سير خط التطور يسير إلى وحدة العرب.
بل إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منظور هذا الخطاب كان أحد الحنفاء الثوار الذين ثاروا على الطبقات الثرية بسبب حالة الإعدام والفقر التي كان يعيشها ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل نبوته.
وكان الواقع الاجتماعي والثقافي للعرب يفترض ويتحرك باتجاه الوحدة، فكانت النبوة وسيلة لتحقيق ذلك، لأن العرب لا تقودهم إلا النبوة بسبب أنفتهم وغلظتهم. فالنبوة على ذلك كانت إفرازاً ثقافياً واجتماعياً اقتضاه التطور العربي آنذاك وخطط له أقارب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث "" لم يجد الآخرون [ يقصد أقارب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ] سوى الاهتداء إلى أنه لا حل سوى أن يكون منشئ الدولة المرتقبة نبياً مثل داوود "". فكان ذلك عندما أعلن محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه النبي المنتظر،وأخذ ينادي طيف جده: أي جدي ها آنذا أحقق حلمك.
لقد كان الواقع إذن مهيأ لخروج نبي، وكانت الظروف تحتم وتفرض ظهور مصلح في الجزيرة العربية فكان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي هيأته الأسباب لذلك، هذه هي القراءة الماركسية للواقع الاجتماعي الذي كان يسير حتماً باتجاه إفراز تغيير جديد في حياة العرب. وهكذا تقرر الماركسية "" إن مسألة ظهور فرد معين لا أي فرد آخر في عصر محدد، بل في بلد محدد هي بالطبع مسألة متعلقة بالصدفة الخالصة، ولكننا إذا ما حذفناه سوف يكون دوماً بحاجة إلى بديل، وهذا البديل سيوجد بهذه الصورة أو تلك، سيوجد حتماً مع مر الزمن فلو لم يوجد نابليون هذا لقام غيره بمهمته "".(1/999)
وهكذا – وطبقاً للتحليل الماركسي - تُفسَّر أيضاً قداسة الكعبة المشرفة فهي واحدة من جملة كعبات كانت منتشرة في الجزيرة العربية، وتَميُّزها عن غيرها كان بسبب تحول الطرق التجارية إليها، وقبول مكة لوضع أرباب الآلهة الأخرى في الكعبة مما أدى إلى سيادتها واستئثارها فيما بعد بالقداسة. فالقضية إذن ليست أكثر من انعكاس اقتصادي، أليس ماركس هو الذي يقرر أنه "" مع تغير الأساس الاقتصادي يحدث انقلاب في كل البناء الفوقي "". وأنه "" لا يجب البحث عن مفتاح التاريخ في أدمغة الناس وآرائهم وأفكارهم، بل في علاقات الإنتاج والقوانين الاقتصادية والموضوعية التي تعمل مستقلة عن إرادة الناس "".
وهكذا يتوالى الإسقاط الماركسي على الإسلام فلأن "" الآفاق المعرفية للجماعة التاريخية هي آفاق تحكمها طبيعة البنى الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجماعة ""، فإن تحريم القتال في الأشهر الحرم كان من أجل الحفاظ على وسائل الإنتاج الاقتصادي من الدمار الكامل. والبحث عن دين إبراهيم عليه السلام كان بحثاً عن الهوية الخاصة للعرب الذين يتهددهم الخطر الاقتصادي النابع من ضيق الموارد الاقتصادية.
أما الأحناف فقد كانوا تجسيداً لنزوع ما لاتجاه جديد في رؤية العالم في هذه الثقافة يبحث عن الوحدة والهوية وتحقيق الذات، وكان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ جزءاً من هذا الاتجاه، ومعبراً عن هذا النزوع، ومجسداً لكل هذه الأحلام والطموحات "" كان محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تجسدت في داخله أحلام الجماعة البشرية التي ينتمي إليها، إنسان لا يمثل ذاتاً مستقلة منفصلة عن حركة الواقع، بل إنسان تجسدت في داخله أشواق الواقع وأحلام المستقبل "". وهكذا قررت الماركسية أنه "" ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم ""، و "" ليست حركة الفكر سوى انعكاس لحركة الواقع بعد أن انتقلت إلى دماغ الإنسان "".(1/1000)
وهكذا نجد المقولات الماركسية تشكل الخلفية الحقيقية للخطاب العلماني في قراءته للإسلام والقرآن فنلاحظ:
- جدلية البنى التحتية والفوقية في النصوص التالية: "" ولم يكن لهذا البحث أن يتجاوز الآفاق المعرفية للجماعة التاريخية، وهي آفاق تحكمها طبيعة البنى الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجماعة "". وذلك من منظور "" أن البنى التحتية، والفوقية تتفاعل في جدلية معقدة "".
- التفسير الاقتصادي للعلاقات الاجتماعية وذلك يتجلى في: اعتبار البحث عن دين
إبراهيم بحثاً عن الهوية الخاصة بالعرب، وحماية للذات من الحاجة الاقتصادية.
- نفي النفي وذلك حين يقرر الخطاب العلماني أنه "" ليس معنى القول إن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ ابن الواقع ونتاجه أنه نسخة كربونية من صورة العربي الجاهلي... إن الواقع الذي ينتمي إليه محمد ليس بالضرورة هو الواقع المسيطر فالواقع... يحتوي في داخله وفي بنائه الثقافي نمطين من القيم: النمط السائد المسيطر، ونمط القيم النقيض الذي يكون ضعيفاً خافت الصوت، لكنه يسعى لمناهضة نمط القيم السائد، وليس هذان النمطان من القيم إلا تعبيراً عن قوى اجتماعية وعن صراعات اقتصادية واجتماعية "".
هذا ما قرره الخطاب العلماني وهو ذاته الذي تقرره الماركسية حين تؤكد أن "" الظاهرة الجديدة التي تبرز في الطبيعة والمجتمع تمر هي أيضاً في طريقها الطبيعي، أي أنها مع مرور الزمن تهرم وتخلي المكان لظاهرات وقوى أكثر جدة منها، وإذا كانت في السابق قد نفت القديم لكونها جديدة، فإنها أصبحت الآن هي نفسها قديمة يجري نفيها من قبل ظاهرات أفتى منها وأجدى وأقوى، وهذا هو نفي النفي "".(1/1001)
وأيضاً: "" يوجد في كل مرحلة من مراحل التاريخ في جميع المجتمعات جنباً إلى جنب أفكاراً مختلفة متناقضة، لأنها انعكاس لتناقضات المجتمع الموضوعية، ومع ذلك فلا تتساوى هذه الأفكار في القيمة، منها ما يصبو إلى الإبقاء على المجتمع في أوضاعه القديمة، ومنها ما يسعى إلى تجديد هذا المجتمع "". وهو ذاته الذي يؤكده ماركس حين يقرر أننا "" لا نستطيع الحكم على عصر من العصور بناء على وعيه لنفسه، وحدها التناقضات بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج تؤلف الأسباب الموجبة أي القوى المقررة الحاسمة "".
وهكذا فالأفكار الجديدة - في الماركسية – تتولد كحل لتناقض موضوعي نشأ في المجتمع، لأن الدافع على كل تغيير هو التناقض، ونمو هذه التناقضات داخل مجتمع معين يثير مهمة حلها عند اشتدادها، فتظهر حينئذ الأفكار الجديدة كمحاولة لحل هذه التناقضات. ذلك لأن قانون نضال الأضداد هو الدافع لكل تغيير، وهو وراء كل حركة، وطبقاً لهذا القانون يتم تفسير كل التطورات التي تنشأ في الوجود والتي تطال الإنسان والعقل والمجتمع.
وبذلك يتم فهم التطور الذي حصل في المجتمع العربي طبقاً لقوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية بعيداً عن أي ميتافيزيقا تنظر إلى تاريخ المجتمعات على أنه عبارة عن خليط من العوارض التي لا سبب لها، فالمادية الجدلية هي وحدها التي تحمل جواباً علمياً على مشكلة الوعي كما أنها تتيح لنا فهم أصل الأفكار وعملها، وفهم النظريات الاجتماعية والآراء السياسية.
هذه هي الرؤية الماركسية الجدلية التي يراد لها أن تحكم الوجود بكل ذراته، وتفسر كل أسراره فـ "" الطبيعة بحذافيرها من الجزئيات الدقيقة إلى الأجسام الضخمة، ومن حبة الرمل إلى الشمس أو من الخلية الأولى إلى الإنسان، كلها رهينة بدوام الظهور والاختفاء، هي في جريان لا ينقطع، وفي حركة وتبدل دائمين "". وهكذا يتم تفسير الوحي.
------------------
سؤال:(1/1002)
لنعد إلى الجذور التاريخية لنظرية الأنسنة ؟
كان بروتاغوراس قد اعتبر الإنسان مقياساً لجميع الأشياء، فتصدى له سقراط ثم تلاميذه من بعده حتى أُجهضت السفسطة البروتاغوراسية، وفي عهد شيشرون عرف اليونان فكرة التعليم المتوازن الذي يتناول مختلف المعارف الإنسانية وكانت الكلمة التي اختارها شيشرون للتعبير عن هذه الفكرة هي HUMANITAS وفي عصر النهضة أصبح المصطلح الخاص بالمواد المدروسة في مجال اللغات والآداب الكلاسيكية هو STU DIA HUMANITISالتي تترجم " الإنسانيات HUMANITIEST.
وكانت الدراسات الإنسانية في القرن الخامس عشر تشير إلى دراسة القواعد اللغوية والبلاغة والتاريخ والآداب، والفلسفة الأخلاقية، وكانت تتكون من قراءة النصوص اللاتينية الخاصة بالعصر الكلاسيكي ما قبل المسيحي، أما كلمة هيومانزم فلم تكن معروفة لا للقدماء، ولا لعصر النهضة، وإنما صاغها في سنة 1808 م المفكر التربوي الألماني " نيثامر " أثناء مجادلة حول مكانة الدراسات الكلاسيكية في التعليم الثانوي، أما من طبقها في عصر النهضة فقد كانا المؤرخين " بروكهارت " و" نويجت " في كتاب " إحياء الكلاسيكيات القديمة أو القرن الأول للهيومانزم " سنة 1859 م.
إلا أن اسم الإنسانيين أو أصحاب النزعة الإنسانية قد كان يطلق قبل ذلك على المفكرين الذين اهتموا بالإنسان في عصر النهضة وهم الذين " آمنوا بأن الإنسان معيار كل شيء، وأن كل إنسان معيار ذاته ". فأعادوا الحياة لفلسفة بروتاغوراس التي كانت راقدة ومحاصرة بالأرسطية والمسيحية، فهي لذلك نزعة تطوي تحتها كل من كانت له نظرة إلى العالم لا هي لاهوتية أساساً ولا هي عقلانية في المقام الأول وتتمرد على تصورات العصور الوسطى.(1/1003)
وأصبح التنوير يعني التحول من نعيم المسيحية الغيبي في السماء بعد الموت إلى النعيم العقلاني على هذه الأرض. ولذلك يمكن اعتبار البروتستانتية هي بداية الأنسنة في العصور الحديثة باعتبارها ركزت على الإنسان وآمنت بقدرته على الفهم، وشكلت ردة فعل قوية ضد الدين المسيحي الذي يميل بأهله إلى الزهد، وإنكار الذات دون مراعاة لحاجات الإنسان ورغباته الأساسية، واتجهت الأنظار لمركزة الإنسان بدلاً من الله عز وجل وتمثل ذلك في:
- الاهتمام بالحياة الدنيوية والعمل والنشاط بدلاً من حياة التأمل والتفكير المجرد.
- دفع المجتمع باتجاه التنافس والإبداع والمجد في هذا العالم.
- تبني معيار جديد للقيم علماني الطابع بحيث ينظر إلى العالم عن أنه نتاج لفعاليات الإنسان ومحاولاته وتجاربه.
- التأكيد على ضرورة التعليم ومركزيته، والتعليم المقصود هو التعليم الدنيوي الذي يخدم الإنسان في هذه الحياة بعكس ما يسعى لتكريسه اللاهوت المسيحي.
- التأكيد على قدرة الإنسان في مواجهة القدر، وحريته في تشكيل حياته الشخصية، وقدرته على تحقيق طموحاته وفق مواهبه دون اعتداد بالفاعلية الإلهية. ويعبر " رابليه " أحد هؤلاء الإنسانيين عن وجهة نظر هؤلاء في معنى الحرية عندما يصور ديراً علمانياً يضم الجنسين وقد كتبت على بوابته عبارة تقول: " إفعل ما بدا لك ".
ثم تفاقمت الأنسنة في عصر التنوير بسبب الاكتشافات العلمية وبروز جيل واسع من المثقفين تجمعهم الرغبة في التخلص من التدخل الكنسي في شؤون الحياة الفردية والاجتماعية واتفق أغلب الإنسانيين على استبعاد التفسيرات التي تقدمها أديان الوحي واعتبارها ضرباً من الأوهام. وإذا كانت هناك ضرورة لقراءة الكتاب المقدس فيمكن قراءته قراءة رمزية بحيث يصبح من الممكن أن يكون الإله إنساناً.
-------------------
سؤال:
ما هي أشهر مدارس الفلسفات الإنسية ؟(1/1004)
يمكن إذا أردنا أن نشير إلى أبرز الفلسفات الإنسية أن نعتبر فلسفة سبينوزا 1634 – 1677 م تكريساً لهذا الاتجاه، وذلك عندما أنزل الإله من عليائه وأدمجه في الطبيعة وجعله مساوياً لها، بل أصبح العالم – عنده - هو الله سبحانه وتعالى، واقترب الإله السبينوزي جداً من الإنسان، لأنه أصبح إلهاً ذا قدرات محدودة ولا يملك المشيئة الكاملة.
وتُصنَّف فلسفة فختة أو فشتة 1762، 1814 م الألماني في هذا الاتجاه الإنسي الذي لا يقبل من الوحي إلا ما يتطابق مع العقل، وماهية الدين عنده أن يؤمن الإنسان بالنظام الخلقي، ويعتبره مصدر واجباته ويساعد على نموه، ولا بأس أن يُشخِّص شعوره بهذا النظام في موجود معين إذا كان الغرض تقوية هذا الشعور في ضميره، أما إذا تصور الله سلطاناً حاكماً آمراً وانتظر من وجوده لذَّات مقبلة كان عابد صنم، وكان جديراً بأن يُدعى ملحداً. وإن الإله الحقيقي عنده هو الإنسان والنظام والحرية التي تتحقق في العالم بالتدريج.
أما أوجست كونت 1768، 1857 م فقد عُرف بدين الإنسانية الذي يقوم على عبادة الإنسانية بدلاً من عبادة الله عز وجل. ويقسم التاريخ الإنساني إلى ثلاث مراحل: المرحلة اللاهوتية، والمرحلة الميتافيزيقية، والمرحلة الوضعية. والمرحلتان الأوليتان تجاوزهما العلم، ويجب أن تزولا من الحياة، ويجب أن تسود الفلسفة الوضعية بنظره لأنها إيجابية وبناءة، وتجعل الموجود الأعظم هو البشرية، وإذا كان لا بد للناس من موجود عظيم يعطونه ولاءهم فيجب أن يكون هو البشرية، وعلينا أن نصلي ونترنم للبشرية بدلاً من الله عز وجل. وإذا كان لا بد للناس من ثالوث يعظمونه فليكن هذا الثالوث هو: الإنسانية " الموجود الأعظم " والسماء أو الهواء " الوسط الأعظم " والأرض " الفيتش الأعظم " وشعار هذا الثالوث هو: المحبة كمبدأ، والنظام كأساس، والتقدم كغاية.(1/1005)
والعبادة عنده مشتركة وفردية أما المشتركة فتقوم على أعياد تذكارية يُكرَّم فيها عظماء البشرية عرفاناً بجميلهم، وقد وضع كونت تقويماً واقعياً دل فيه على كل يوم وكل شهر بأسماء الرجال الذين امتازوا بالعمل على تقدم الإنسانية، وأما العبادة الفردية فعلى كل شخص أن يتخذ لنفسه أشخاصاً أعزاء عليه يجعلهم مثلاً أعلى يحتذى بهم في حياته.
إلا أن أبرز ممثلي النزعة الإنسية هما لودفيج فيورباخ 1804، 1872 م وفريدرش فلهلم نيتشة 1844، 1900م وكلاهما ألماني.
كان فيورباخ يرمي في فلسفته إلى إزالة إله المسيحية ومطلق هيجل، ويرى أن مهمته الأساسية هي تأنيس الإله واعتبار الوجود الحقيقي الفعلي صفة للإنسان وحده، فالإنسان عنده هو الإله الحقيقي الوحيد لنفسه، والله ليس إلا تجسيداً للطبيعة الإنسانية في طموحها إلى الكمال "" فالإنسان يبدأ بأن يرى طبيعته وكأنها خارج نفسه قبل أن يجدها في نفسه، وفي الحالة الأولى يتأمل نفسه وكأنها نفس كائن آخر، وليس الله سوى هذه الطريقة العازلة في النظر إلى الماهية الإنسانية، وكأنها كائن آخر، فهو المثل الأعلى للماهية الإنسانية التي نجردها من أفراد التجربة ثم نعزلها كرصيد حقيقي لكل صفات الطبيعة الإنسانية وكمالاتها، والدين هو عملية إسقاط وجودنا الجوهري على مجال الألوهية المثالي، ثم العودة إلى إذلال أنفسنا أمام ماهيتنا الخاصة التي أحلناها إلى موضوع، والواقع أن الناس في عبادتهم لله يمجدون ماهيتهم المعزولة منظوراً إليها من مسافة مثالية "".(1/1006)
وأما نيتشة فقد أعلن عن موت " الله [سبحانه وتعالى] من أجل أن يفسح المجال للإنسان، لأن الاعتقاد بالله " عز وجل " - في نظره - يحول دون تأكيد الإنسان لذاته. ولذلك يقول: "" لو كان هناك إله فكيف كنت أطيق أن لا أكون إلهاً "". ودعا إلى الإنسان الأرقى أو الإنسان الأقوى، وأخلاق القوة، وسخر من الضعفاء والفقراء الذين يحسبون أنفسهم صالحين لأنهم لا يملكون مخالب لينشبوها في الآخرين.
وحارب المسيحية لأنها تحض على أخلاق الرقيق كالحب والتسامح والغفران والتواضع وقال عن العهد الجديد بأنه إنجيل إنسان من نوع وضيع، لأن مثله الأعلى إنسان متجرد تماماً من التعاطف والرحمة، متحجر القلب، لا يعرف الشفقة، خبيث لا يعبأ إلا بقوته. وهو يعلل نفسه بأن تغدو الحياة أكثر شراً ومعاناة دائماً، ويرغب بالقضاء على الملايين من الضعفاء والفقراء، لأنه لا يؤمن إلا بالبطل وأخلاق القوة.
على هذا الشكل تتوزع فلسفات أخرى متعددة في أوربا تكرس المركزية الإنسية كالفلسفات النفعية التي نادى بها بنتام 1748، 1832 م وجون استيوارت مل 1806، 1873 م ووليم جيمس 1842، 1910 م وجون ديوي 1859، 1952 م وبرجسون الذي يعتبر الله عز وجل " كامن فينا، وفي أعماقنا الذاتية فهو محايث وليس مفارقاً، وكلما تغلغلنا في أعماقنا عثرنا على الله سبحانه وتعالى.
ولا ننس أيضاً الفرويدية التي تعتبر الحاجة إلى التدين حاجة نفسية تنبع من الخوف ومحاولة الانتصار على هذا الخوف بأنسنة الطبيعة، وخلق إله يتمتع بنفس الصفات التي يرغب الإنسان نفسه بها، ولذلك فالتدين عند فرويد مرض عصابي قهري يصيب الأفراد كما يصيب المجموع. هكذا يجب أن نفسر - بنظره - ديانات الإنسانية فما هي إلا استرجاع لحوادث عفى عليها الزمن وطواها النسيان من التاريخ البدائي للبشرية.(1/1007)
أما في القرن العشرين فإن أبرز الفلسفات التي تمجد الإنسان هي الوجودية وقد عرضها سارتر في محاضراته على أنها مذهب إنساني مغلق أي أن الإنسان هو الخالق الوحيد للقيم في العالم، والإنسان متروك لذاته لكي يحقق ما يستطيع من القيم والإنسان وحده هو الذي يوجد خارج ذاته ولذلك فإن الفكرة الأساسية في الوجودية هي فكرة " الإنسان الأوحد " "" إنني لست إلا ذاتي "" ولذلك يرفض الوجودي أن يُحشر ضمن مجموعة من الناس أو يُصنَّف فيها. وموقفها من الخالق عز وجل هو ترديد لموقف الفلسفات الإلحادية الإنسية التي سبقته فعنده فكرة الله عز وجل كغيرها من الأفكار من نتاج الوعي الإنساني الخلاق، ومع ذلك فثمة شيء في هذه الفكرة الخاصة يجعلها اختيارية صرفة، بل هي من الأفكار الحتمية التي لا مندوحة للعقل عنها، لأنها تعبر عن ميل ضروري في طبيعتنا "" فالإنسان في جوهره رغبة في أن يكون إلهاً "" ولذا عليه أن يبدع قيمه الخاصة دون اعتماد على أي معيار إلهي.(1/1008)
"" وألح سارتر في تحليل النواحي القذرة في الإنسان في قصص تلقى رواجاً كبيراً"". واعتبر الوجود الإنساني سابقاً على الماهية، ولذلك ليس في الإنسان شيءٌ يحد من حريته أو يقيد سلوكه، وعلى الإنسان أن يفسر الأشياء بنفسه كما يشاء، لأنه محكوم عليه في كل لحظة أن يخترع الإنسان، وما الإنسان إلا ما يصنع نفسه، وما يريد نفسه، وما يتصور نفسه بعد الوجود. والوجود لديه نوعان: وجود ذاتي، ووجود موضوعي، فالوجود الذاتي هو وجود الإنسان، أما الوجود الموضوعي فهو وجود كل ما عداه، وهو بنظرهم وجود تافه لا قيمة له إلا من حيث أنه يدور على محور الوجود الإنساني ويسعى إلى تحقيقه. فالوجود الرئيس في الفلسفة الوجودية هو الوجود الإنساني والموضوعات السائدة فيها هي: الحرية واتخاذ القرار الحر والمسؤولية وتحقيق الإنسان لذاته الحقة وتتكرر لدى الوجوديين مفردات مثل التناهي والإثم والاغتراب واليأس والموت لتعبر عن العصر الغارق في الشك والإحباط والعدمية وهكذا لم تكن الوجودية إلا جزءاً في كل الحداثة التي تعني: "" أن الإنسان هو ما يفعله "".
----------------------------------------
سؤال:
ماذا عن الأنسنة في العالم العربي ؟
أولاً - النُسخ العربية:
يمكننا أن نفرز ثلاث نسخ أساسية مترجمة إلى العربية عن الإنسية الغربية وكل نسخة من هذه النسخ تمثل شكلاً من أشكال الأنسنة أو بعداً من أبعادها:
النسخة الأولى:(1/1009)
القصيمية " النيتشوية " يمكننا أن نعتبر عبد الله القصيمي نيتشة العربي وإذا كانت الإنسية تعني تمجيد الإنسان على حساب الخالق عز وجل فإن القصيمي قد بلغ الذروة في ذلك، وتفنن في التعبير عن جبروته وطغيانه وسخريته من الباري عز وجل بشكل قد لا يوجد له مثيل في تاريخ الزندقة والإلحاد إلا عند نيتشة. يَعتبر القصيمي فكرة ألوهية المسيح دعوة لكل الناس إلى التأله، والارتفاع إلى مستوى الألوهية، وما انتصار الإنسان في الحضارة الحديثة على الأمراض المستعصية إلا خطوة في طريق ألوهية الإنسان وتجسيد عظمته وجبروته وكبريائه. حتى لقد كاد الإنسان بنظره أن يصبح إلهاً يمشي على الأرض يقول للشيء كن فيكون. وإذا كان هناك إله فإن الإنسان قد خُلق لينازع هذا الإله في علمه وقدرته وقوته. وإذا كان الإنسان لا يمكنه أن يسمو إلى صفات الكمال فإن القصيمي يسعى لإنزال الخالق " سبحانه وتعالى " من عرش الكمال والجلال لكي يتساوى بالإنسان، وبذلك يصبح الإله أقرب إلى الإنسان فيوصف الباري عز وجل في العبثية القصيمية بكل صفات الضعف البشري، والمجون، وكل حاجاته من طعام وشراب ونوم وجنس، وهو في كل ذلك يتفنن في التعبير عن إلحاده البغيض بكل فنون السخف والعدمية النيتشوية.
النسخة الثانية:
د. عبد الرحمن بدوي " الوجودية " وهو أول وأبرز - فيما أعلم - من أدخل الوجودية كمذهب إنسي إلى الفكر العربي، وتابع أستاذه سارتر في التأكيد على محورية الإنسان، فالأنسنة عنده هي العود المحوري إلى الوجود الروحي الأصيل. والوجود الحق أو الوحيد بنظر الوجودية هو الوجود الإنساني، فكل شيء من الإنسان وإلى الإنسان بالإنسان، ومعيار التقويم هو الإنسان، وتلح الوجودية البدوية على فكرة " الإنسان الأوحد " وتقارن بين هذه الفكرة الوجودية وبين ما يتردد لدى أصحاب التصوف الفلسفي عن "الإنسان الكامل".
النسخة الثالثة:(1/1010)
الحسنفية " الفيورباخية و " السبينوزية ": يُعتبر المشروع الحسنفي [ نسبة إلى حسن حنفي ] نسخة ملفقة من مجموعة فلسفات غربية أبرزها الفيورباخية، والسبينوزية، والهوسرلية – نسبة إلى هوسرل - والشبنغلرية – نسبة إلى شبنغلر – واللسنجية – نسبة إلى لسنج. والجانب البارز فيه من هذه الفلسفات هو النزعة الإنسية، والتركيز على الإنسان. ولكنه يحاول أن يُلوِّن نسخته العربية ويزركشها ببعض المنمنمات الإسلامية عن طريق استخدام الدين " كأيديولوجيا" لتحقيق مشروعه في الأنسنة "" تحويل الوحي إلى إيديولوجية "". "" تحويل الوحي ذاته إلى علم إنساني "" ولذلك فالأثر الفيورباخي أكثر ظهوراً من غيره بشكل واضح حتى لقد وصف المشروع الحسنفي بأنه " مشروع فيورباخي تماماً منقول التطبيق من المسيحية إلى علم الكلام في الإسلام، وغايته الانتقال من علم الله إلى علم الإنسان.
-------------------
سؤال:
ما خطورة الأنسنة على الثوابت العقدية ؟
ليس من المهم أن نكتشف مدى الاجترار العلماني وخطورته، وإنما المهم أن نلاحظ أن مصادمة الثوابت هي السمة البارزة لهذا الاجترار، فكأن الغربيين اختُزلت جهودهم النهضوية في هذه السمة ولا يوجد غيرها، لتنقل إلينا كمشاريع للإصلاح والنهضة بكل ما تتضمنه من استفزاز، وتثيره من رفض، ولا يقف الأمر عند حد الاستيراد للمشاريع الآنفة الوصف، وإنما لا بد من تطعيمها بجذور تراثية يتم التنقيب عنها في طبقات رسوبية بعيدة القعر، وهي جذور ميتة في الأساس، ولكن يراد لها أن تُسقى وتُهيأ لها التربة وتُستنبت من جديد لكي ترفد الفلسفات الإلحادية المستوردة.(1/1011)
ولذلك نجد أن أبرز من يمثل النزعة الإنسية في تاريخنا عند دعاتها المعاصرين هم ثلة من الزنادقة والمُجَّان الذين ظهروا ثم اندثروا في الحضارة الإسلامية من أمثال بشار بن برد، وابن الراوندي، والرازي، وأبي نواس، ويُقدَّم هؤلاء على أنهم قادة الفكر والحرية والممثلين الحقيقيين للنزعة الإنسية في الفكر العربي، لأنهم جعلوا الإنسان مركز الوجود، وأعلوا من شأن العقل وفاعليته.
وكانوا – بنظر الخطاب العلماني - ثواراً إنسانيين في مواجهة الإسلام الذي يعتبرونه ضد الثورة، ولا يسمح بها، تلك الثورة التي تعني تغييراً في نظرة الإنسان إلى الكون والحياة.
وفي هذا الإطار يدعونا هؤلاء إلى أن نفهم أهمية ثورة الزنج والقرامطة فقد كانت ثورة ضد الظلم والقمع والاضطهاد، كانت ثورة لتوليد الشروط الملائمة لحياة الإنسان. وهو ما يعني - بنظرهم - نفي النبوة الإسلامية، وإقامة نبوة على أنقاضها، وإقامة دين العقل، ودين الإنسان. ولم يعد الدين هبوطاً ليس للإنسان فيه إلا دور التلقي، بل أصبح صعوداً للإنسان فيه دور الإبداع "" الدين للإنسان، وليس الإنسان للدين "".
وهكذا كان الرازي وابن الراوندي مؤسِّسيَن للعقل مكانه بديلاً للوحي، ومؤسِّسَين لحرية الإنسان وممهدين للتحرر من الانغلاقية الدينية. ومثلهما مسكويه والتوحيدي عند أركون في ترسيخ الأنسنة، باعتبارها موقفاً نضالياً ضد نوعين من العنف يمارَسان ضد الإنسان على مدى تاريخه: عنفٌ مقدس يخلع المشروعية على ذاته من خلال التعاليم الإلهية للأديان والتي لم تتعرض بعد للنقد العلمي. وعنف مادي أو دنيوي: محض يشكك في قدرة الإنسان على تحسين طبيعته البشرية. وعلى ذلك فالموقف الإنسي يمثل مقاومة الإنسان لكل ما يريد أن يسحق إنسانيته وحريته. فالعقل لوحده قادر بنفسه وبإمكانياته الخاصة على تحقيق التقدم للبشرية. وفهم كل الأشياء والسيطرة عليها، وهو جدير أيضاً بمخاطبة الإله وطرح الأسئلة عليه.(1/1012)
ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بإلغاء النبوة، ومن هنا يحرص الخطاب العلماني على الإشادة بكلمة محمد إقبال في هذا الخصوص والتي يقول فيها: "" إن النبوة في الإسلام لتبلغ كمالها الأخير في إدراك الحاجة إلى إلغاء النبوة نفسها، وهو أمر ينطوي على إدراكها العميق لاستحالة بقاء الوجود معتمداً إلى الأبد على مِقْود يُقاد منه، وأن الإنسان لكي يُحصِّل كمال معرفته لنفسه، ينبغي أن يترك ليعتمد في النهاية على وسائله هو "". فيُعتبر هذا النص بنظر الخطاب العلماني دعوة من الفيلسوف والشاعر الإسلامي إلى التحرر من النصوص واستقلال الإنسان بشكل مطلق، وإنهاء أي مصدر آخر للمعرفة خارج الإنسان ومؤهلاته الذاتية، وإيذان بانفتاح عهد جديد في وجه البشرية قاطبة وقد بلغت سن الرشد لكي تتحمل مسؤولياتها، وتبعات اختياراتها.
وبذلك يكون محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد ختم النبوة ليقضي على التكرار، والاجترار ليفتح المجال للمستقبل الذي يبنيه الإنسان مع أبناء جنسه في كنف الحرية الذاتية والمسؤولية الفردية والتضامن الخلاق.
من الواضح أن أهم ملمح تؤكد عليه النزعة الإنسية هو إنكار أي معرفة خارج الإنسان " كالوحي أو الدين " وتحقيق الإنسان لقواه وقدراته الخلاقة واعتبار السعادة الإنسانية غاية في ذاتها لا تتطلب أي تبريرات خارج الإنسان ".
ولكن تحقيق الإنسان لقواه وقدراته الخلاقة لا يمكن أن يتم إلا بظهور " الإنسان الكوني " كما يأمل مراد وهبة، حيث يتمكن الإنسان من ناصية الكون والغيب، ويحصل ذلك عندما يكتمل الوعي الإنساني، ويتحد الإنسان بالكون وهو ما سيتحقق بنظر - وهبة - استناداً إلى قانونين:
- قانون النشوء والارتقاء.
- وقانون الانتقال من الكم إلى الكيف.(1/1013)
والفيزياء النووية هي بداية الخيط في تحكم الإنسان بالكون، وستسهم في بزوغ الإنسان الكوني. وغزو الفضاء يستلزم تعَوُّد الإنسان على الحياة في الفضاء، وهو من شانه أن يُحدث تغييراً جذرياً في الإنسان ينبئ ببزوغ نوع جديد يكون في مقدوره تمثل الأبعاد الأربعة للزمكان الذي تنبأ به أينشتاين، ومن شأن هذا التمثل أن يسمح للإنسان برؤية الأحداث قبل أن تقع فتزول غربة الإنسان في الكون.
وغربة الإنسان في الكون يعمقها الدين، وبالتحديد مقولة الفارق [أي الله عز وجل] التي تعني أن الله هو السيد، والإنسان هو العبد، وهو نقيض للأنسنة التي يرغب بها الخطاب العلماني.
لقد تفرغ فيورباخ لنقد هذا الاغتراب، ولكنه - بنظر مراد وهبة - غير مجدٍ لأنه على المستوى النظري لا يفضي إلى الحل، رؤية ماركس هي التي تؤدي إلى تحرير الإنسان من الاغتراب، لأنه يرى أن الإنسان هو الذي يصنع الدين وليس العكس، فالدين في حقيقته هو الوعي الذاتي للإنسان. والدولة والمجتمع هما اللذان يصنعان الدين: الوعي المقلوب للعالم، ولهذا فإن النضال ضد الدين هو نضال بطريق غير مباشر ضد اغتراب الإنسان.
-------------------------------------
سؤال:
أرجو التكرم بتلخيص ما سبق.(1/1014)
بناءً على ما أوجزناه سابقاً من تاريخ الأنسنة في الفكر الغربي، ثم انتقال ذلك إلى الفكر العربي الإسلامي لعلنا نستطيع أن ندرك بسهولة أن المداخل التي يستند عليها الخطاب العلماني لقراءة النص القرآني قراءة " تاريخية " هي بالفعل مداخل أو أسس وهمية، وأن الأساس الحقيقي هو النزعة الإنسية التي بالغت في تمجيد العقل الإنساني، وإحلاله محل الوحي والإله سبحانه وتعالى، ومما ساعد على سرعة انتشار هذه النزعة الإنسية وتفاقمها اكتشافات الإنسان المتلاحقة للكون، وبروز قدرات خارقة أنجزها العقل الإنساني كانت أقرب إلى الخيال في العصور السالفة، وهو ما أصاب الإنسان بغرور شديد وصلافة وغطرسة، وأبرز ما تجلى ذلك في تعامله مع المقدسات والمطلقات، وخصوصاً النصوص الدينية.
إن قراءة النص المقدس والقرآن الكريم كمثال - في داخل هذا المنظور - يجب أن تتخلص من كل المعايير والضوابط التي تحول دون مراد الإنسان أياً كان هذا المراد، وكما صرح بذلك الخطاب العلماني فإن الهدف الأساسي هو التحرر من سلطة النصوص، ومن المعلوم أن النصوص ليست شيئاً يقيد الإنسان إلا من خلال مضامينها وما تطرحه من رؤى متضمنة في داخل لغة بشرية يفهمها الإنسان، ومن هنا يجب قبل كل شيء، إزاحة اللغة كمعيار وضابط يحول دون تحقيق الإنسان لمراده، وطرح بدائل جديدة تكون أكثر مرونة ومتحررة من المعايير كالمقاصد، والمقاصد المرادة هنا هي ليست مقاصد الخالق عز وجل وقائل النص، وإنما مقاصد الإنسان ومراداته، وأهدافه وغاياته، ومما يرفد ذلك أيضاً المنهج الأدبي حيث يقلل من معيارية اللغة وضبطها للمعاني، لأنه في المنهج الأدبي يحتل المجاز دوراً قبل الحقيقة، ولا يشترط لاختياره تعذر الحقيقة أصلاً، وتصبح الكلمات رموزاً وإشارات يقوِّلها الإنسان ما يشاء.(1/1015)
وهكذا كما ألح الخطاب العلماني يصبح القرآن بالفعل لا يقول شيئاً، ويقول كل شيء، والعبارة في الحقيقة إذا أردنا أن تكون دقيقة فالمقصود أن القرآن لا يقول شيئاً لا يرغب به الإنسان، ويقول كل شيء لكل إنسان، فهو فضاء لكل إسقاطات الإنسان ورغباته وفكرانياته. ويصبح القرآن بذلك عجينة يُصنع منها ما يشاء من الأشكال والألوان، وتصبح مهمة القرآن في كل هذه الحالات ليست مهمة معيارية قيادية تربوية، وإنما مهمة ترويجية تبريرية، وعلى كل إنسان أن يختار معتقده وسلوكه أولاً ثم يبحث في القرآن عما يبارك له في ذلك، وهو ما لن يُعدمَه إذا ما أحسن استخدام المداخل الآنفة التي يسلكها الخطاب العلماني.
وهكذا يبدو لنا بوضوح أن الأنسنة تعتبر ركيزة أساسية أولى في تحقيق القراءة التاريخية التي يتوخاها الخطاب العلماني للنص القرآني ولكي نزيد الأمر وضوحاً سننظر في انعكاسات هذا المنزع الإنسي على النظرة العلمانية إلى الوحي.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
الوحي
سؤال:
ما يهمنا هنا في ملتقى أهل التفسير، هو الوحي. ولنبدأ من الجذور الفلسفية لموقف العلمانيين من الوحي.
إن الهاجس الأساسي الذي يسيطر على الخطاب العلماني الوضعي هو استبعاد أي تفسير مفارق للوحي، وإقصاء أي مفهوم غيبي أو سماوي، وهو ما يعني قبول كل مفهوم يكرس بشرية الوحي، ويؤكد على " وضعانيته " وإنسيته حتى لو اقتضى ذلك مناطحة الحقائق ومشاكسة البدائه.
الوحي عند علماء المسلمين هو إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي أو هو كلام الله تعالى المنزل على نبي من أنبيائه. أو هو أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر.(1/1016)
والمقصود بالوحي الذي نتحدث عنه هنا هو وحي الله عز وجل إلى أنبيائه فليس حديثنا عن أنواع الوحي الأخرى، والتي تُفسَّر بحسب سياق الآيات أو قرائن الأحوال كالوحي إلى النحل أو الوحي إلى مريم عليها السلام، أو إلى أم موسى عليهم السلام جميعاً.
وأما عند الفلاسفة فالوحي: "" إلقاء خفي من الأمر العقلي بإذن الله تعالى في النفوس البشرية المستعدة لقبول مثل هذا الإلقاء "". أو هو "" إفاضة العقل الفعال على العقل المنفعل بتوسط العقل المستفاد ". وعند الشيخ محمد عبده الوحي هو "" عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة "".
- مكمن الخطأ:
في التعريفات السابقة ثلاثة مصطلحات يمكن أن يستند إليها الخطاب العلماني في تأكيد ه على كسبية النبوة ومن ثم أنسنة الوحي.
الأول: الاستعداد النفسي لقبول وتلقي الوحي في تعريف ابن سينا يغيب الإرادة والاصطفاء الإلهيين " اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " [الأنعام: 124]، " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " [الحج: 75]. لأن التعريف لم يشِر إلى الإعداد والاصطفاء الإلهي لأنبيائه.
الثاني: الإفاضة في تعريف الفارابي، بالإضافة إلى تغييب مُنزِّل الوحي سبحانه وتعالى لأن العقل الفعال في المنظور الفلسفي يقوم مقام جبريل عليه السلام وليس مقام الباري عز وجل، إذا افترضنا أن ذلك صحيحاً.
الثالث: العرفان في تعريف الشيخ محمد عبده يُقرِّب الوحي من الإيحاء النفسي والوحي الشعوري.(1/1017)
إن الخطاب العلماني استند على هذه العناصر وعلى كل ما يبرر له القول بكسبية النبوة من أجل أن يطرح نظرياته الإنسية في الوحي، فوجد في الموقف الفلسفي من النبوة ما يخدم أطروحاته، لأن النبوة في الرؤية الفلسفية تستند على المخيلة، بينما الفلسفة تستند على العقل وهو ما يلزم منه أن النبوة أدنى من الفلسفة، وهو ما رأيناه سابقاً عند كلٍ من سبينوزا وحسن حنفي.
وإذا كان عدد من المستشرقين قديماً وحديثاً قد اعتبر الوحي الذي يتنزل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حالة مرضية بعضهم وصفها بالهستريا، وبعضهم وصفها بالصرع ثم بدأوا يتخلون عن ذلك منذ بداية القرن العشرين أمام الانتقادات التي وُجِّهت إليهم من داخل مدرستهم فإن بعض الباحثين العرب لا بد وأن يُعبروا عن استلابهم للآخر حتى وإن كانت أفكاره تعتبر من نفايات الفكر وحثالاته.
ومن هؤلاء هشام جعيط الذي يحلو له أن يردد مقولات فرويد وماكس فيبر حول النبوة فيعتبر الأنبياء مطبوعين بشيء من العصاب، ويعتبر حالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي يعيشها أثناء الوحي من النمط الاستلابي أو الاستحواذي أو الامتلاكي. وهي حالة مرضية تُصنَّف في الأمراض النفسية، ولكنه يرى أن حالة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المرضية هذه حالة متحضرة إذا ما قورنت بأنبياء بني إسرائيل في نوباتهم العصبية، لأن ما كان يمس محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجري - بنظر جعيط - في داخل الضمير فلا يُبرهَن عليه بأي اضطراب خارجي.
ثم يجعل - جعيط - الجنون أصلاً للوحي، والجنون في القرآن – بنظره - لا يعني الاختلاط العقلي وذهاب العقل والتمييز، وإنما يعني أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسكون من الجن !!.
والأنبياء اقتربوا من الجنون دون الوقوع فيه.
والوحي هجوم مباغت داخل الضمير.(1/1018)
والاستلاب والامتلاك والاستحواذ مفردات غريبة يصف بها حالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أثناء تَنزُّل الوحي عليه. والهلس والهلوسة - بنظره - تفسير صحيح للوحي في الغرب نادى به ماكس فيبر وهذا التفسير سينتشر يوماً بين المسلمين فيسبب لهم تشنجاً.
---------------------
سؤال:
يبدو التقارب بين نظرة كثير من المستشرقين إلى الوحي، ونظرة العلمانيين، ما رأيكم ؟
نعم، وقد عبَّرتُ عن ذلك التقراب بالأنسنة والوحي الشعوري عند النسخة الاستشراقية والمُسخة العلمانية:
وسبب التعبير هنا بكلمة (مُسخة)؛ لكي تفيد أنها نسخة مشوهة للخطاب الاستشراقي
قال بعض المستشرقين إن الوحي المحمدي يمكن أن يكون شعوراً داخلياً، أو حالة نفسية وصلت إلى شعور محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من لا شعوره وإلى وعيه من لا وعيه. وهي فكرة تقوم على أن اللبيدو – الطاقة النفسية أو الحيوية – تولِّد الوحي من اللاشعور، وأن هذا اللا شعور قد يكون اللاشعور الجمعي الذي تتراكم فيه الرغبات أو الطاقات ثم تتجمع في لا شعور فرد من أفراد المجتمع يقوم بالتعبير عن مجتمعه ككل.
في الرؤية السابقة صحيح أن الوحي يبدأ من اللاشعور، ويفيض منه إلا أنه ينتقل إلى الشعور ويصبح واقعة شعورية، وهو ما يعبر عنه حسن حنفي بقوله: "" والوحي ينبت في الشعور "" "" ويحدث كله في الشعور "".
فهو كما هو مصرح ينبت نباتاً في الشعور، وينشأ نشوءاً في النفس الإنسانية وليس للإنزال أي حضور، وليس للوحي أي مصدر خارج الزمان والمكان "" ويكون العيب كل العيب في جعل الوحي مطلقاً خارج الزمان والمكان أو حرفاً في نص مدون ""، فالوحي ليس معطى من الله في لا زمان ولا مكان، بل هو تنزيل إلى البشر، وحلول في التاريخ.
وهو على أربعة أنواع عند د. حسن حنفي:(1/1019)
وحي مباشر من الله وهو الكتاب، ووحي تفصيلي من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتوجيه من الله، ووحي جماعي من الأمة، فالأمة خليفة الله، ووحي فردي من العقل مستند إلى وحي الكتاب والسنة والجماعة. والأصلان الأولان – أي الكتاب والسنة - يدلان على الوحي المكتوب، والأخيران – أي الوحي الجماعي والعقلي - يدلان على الوحي الحي المستمر. ولأن الوحي لم ينزل دفعة واحدة بل حسب حاجات الناس فهو إذن ليس وحياً معطى، بل وحي مُنادَى به اقتضته أحوال الناس واحتياجاتهم.
"" ونصوص الوحي ذاتها نشأت في الشعور، إما الشعور العام الشامل، وهو ذات الله [عز وجل] أو في الشعور المرسَل إليه وهو شعور الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو شعور المتلقي للرسالة وهو شعور الإنسان العادي الذي يشعر بأزمة فينادي على حل ثم يأتي الوحي مصدقاً لما طلب "".
هذا هو مفهوم الوحي عند د.حسن حنفي لا يتجاوز كونه رد فعل انفعالي يشعر به أي إنسان حينما تواجهه مشكلة في حياته فيبحث لها عن حل، إنه إذن في متناول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستطيع أن يستدعيه في الوقت الذي يريد، ويصرفه عندما لا يريد، إنه شعور كسبي يصل إليه الإنسان عن طريق بعض الممارسات والمحاولات بل هو مجرد تبرير يُكسب تصرفات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الشرعية السياسية ليضمن استجابة الناس له.
الوحي في كل ما سبق ليس نازلاً من الباري عز وجل وبمشيئةٍ منه سبحانه وتعالى، وإنما صادر من داخل الحياة الأرضية البشرية، وهو بهذا الشكل مفردة لا تتجاوز المنظور والخبرة الإنسانية لأنه:
- مجموعة حلول قابلة للتعديل والتطوير، فالوحي ليس خارج الزمان بل في داخله ويتطور بتطوره.
- معطى بشرياً إنسانياً وليس ربانياً.(1/1020)
ولذلك يجب أن تُؤوّل نصوص الوحي التي تخالف اختياراتنا أو مصالحنا [ أو نزواتنا وأهوائنا ] فإذا لم تخضع للتأويل يجب تعطيلها إما عملاً بقاعدة النسخ التي شهدها العصر الإسلامي الأول وأقرها الأصوليون، وإما بتحويل النصوص إلى عالم المعاني أي إلى أنساق من التصورات والتجريدات.
الغاية الأساسية لحسن حنفي كما يصرح إذن هي ليست فهم الوحي والتفاعل معه، وإنما "" تحويل الوحي من علوم حضارية إلى إيديولوجيا "". لأنه لا يهمنا في الوحي مراد المُرسِل ومقاصده، فلا يهمنا البعد الرأسي في الوحي وإنما البعد الأفقي، لأن الوحي هدفه الإنسان، ومصلحه الإنسان وسعادة الإنسان،"" فالإنسان هو اتجاه الوحي وموضوعه وهدفه وغايته ""،""وهذا هو معنى أن الوحي أنتروبولوجيا وليس ثيولوجيا أي علم إنسان وليس علم إله"".
وعلى ذلك فلا يمكن أن ينقطع الوحي لأنه تعبير عن الطبيعة الإنسانية وهو مفهوم لا ينكر النبوة بل يعني استمرارها ودوامها عن "" طريق نزوع الطبيعة، فالطبيعة هي الوحي، والوحي هو الطبيعة وكل ما يميل إليه الإنسان بطبعه هو الوحي، وكل ما يتوجه به الوحي هو اتجاه في الطبيعة، الوحي والطبيعة شيء واحد، ولما كانت الطبيعة مستمرة فالوحي بهذا المعنى مستمر، والنبوة دائمة، ولكننا أنبياء يوحى إلينا من الطبيعة، وصوت الطبيعة هو صوت الله، والوحي الطبيعي هو أكبر رد فعل على الوحي الرأسي فهو وحي بلا معجزات ولا ملائكة ولا أنبياء "". وبذلك "" لا يكون الوحي مجرد واقعة حدثت في الماضي عدة مرات ثم توقفت تاركاً شأن البشرية سدى بل الوحي اسم يُطلق على النشاط الذهني للإنسان في كل زمان ومكان "".
"" وهكذا يكاد الخطاب اليساري أن يُحوِّل الوحي إلى الطبيعة، ويرد الميتافيزيقي إلى الفيزيقي ويبلور فهماً تنويرياً للعقيدة والوحي، فهماً يجعل من كل إنجاز بشري عقلاني في مجال معرفة الطبيعة والواقع إضافة للوحي، واستمراراً له "".(1/1021)
وهنا تبدو الدهرية المطلقة بصبغتها المادية، فالتنوير هو هذا الذي يطرحه د.حنفي حيث تصبح الطبيعة هي الإله، والوحي منها وإليها، والغيب يرتد إلى المادة والمحسوس والمشاهد، وبذلك لا ينقطع الوحي ولا ينتهي فهو مستمر ولا أدل على استمراره من الإنجازات البشرية المذهلة والمتواصلة، لأن الوحي اسم يطلق على النشاط الذهني للإنسان في زمان ومكان.
هذا هو إذن الفهم التنويري العقلاني للوحي في الخطاب العلماني يبقي عليه مستمراً دائماً في كل عمليات التفكير أو الإبداع أو الابتداع البشرية، إنه ينبع من البشر من أجل البشر، ولا حاجة لمرسِل ولا لمرسَل إليه ولا لرسول، فهو واقعة إنسانية لا صلة لها بالدين، ويحدث بناء على اقتراحات الأفراد وأزماتهم ومطالبهم.
هذه الرؤية الحسنفية للوحي القائمة على المنهج الشعوري "" الوحي تجربة في شعور الرسول الذي يشعر بأزمة "" والذي يحكم نظرتها إلى التراث ككل وليس إلى الوحي فقط هو بغض النظر عن كونه منهجاً مستعاراً من هوسرل كما يشير بعض الباحثين فإنه يؤدي إلى تفريغ الوحي من مضمونه، وإعادة شحنه بمضامين يختارها كل قارئ وكل مغرض فهو منهج "" في التعامل مع النصوص ينتهي في التحليل الأخير إلى التعامل معها بوصفها صوراً عامة فارغة قابلة للامتلاء بالمضمون الذي يفرضه المنهج، منهج الشعور الذاتي، وفي مثل هذا التصور لطبيعية النص تتساوى النصوص الدينية والنصوص الفكرية الكلامية "".
--------------------------------------------
سؤال:
لماذا يُحاط الوحي القرآني بكل هذه (الإشكالات) المتوهمة في رأيكم ؟
ممكن تلخيص سبب أشكلة مفهوم الوحي الحقيقي من أجل زحزحته:(1/1022)
فتلك الرؤية الحسنفية - السابقة - لا تختلف عن الرؤية الأركونية للوحي وخصوصاً إذا علمنا أن الوحي المستقر في المفهوم الإسلامي بنظر أركون مفهوم أسطوري ثُبِّت نتيجة البلورة التاريخية الطويلة والتعليم والتلقين المتواصلين، مع أن ذلك رُفِض من معاصري محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ المشركين.
وهو ما يجعل هاشم صالح - مترجم أركون - يعبر عن أسفه لأن العقل العلمي والفلسفي الحديث لم يحُلّ محل الوحي أو العقل اللاهوتي في بلادنا الإسلامية في حين حصل هذا في الغرب، وهُجر مفهوم الوحي التقليدي من قِبل العقل العلمي.
ومما يجعل تجاوز مفهوم الوحي التقليدي بنظر أركون صعباً هو أنه شديد الوضوح والبساطة مما يجعل " أشكلته " صعبة، وهو ما يعني أن أركون يريد أن يحوِّل الوضوح والبسااطة اللتين يتميز بهما الوحي في المفهوم التقليدي إلى غموض وتعقيد، وذلك لكي تتحول اللامشكلة إلى مشكلة في تصور الناس، والقصد من ذلك هو زحزحة المفهوم التقليدي الساذج للوحي وتجاوزه.
هذا هو مفهوم " الأشكلة " الذي يطرحه أركون ويفسره هاشم صالح بأن الأشكلة وسيلة لتحقيق " الأرخنة " يعني أن نجعل البدهيات والثوابت مشكلة، لكي نتمكن من تجاوزها عن طريق طرح أفهام جديدة تزحزح الفهم السائد والمستقر.
----------------------------
سؤال:
ما هي الزحزحة التي ينجزها أركون وهل تختلف عما رآه حسن حنفي ؟
ليس فيما يطرحه أركون إضافة على ما رأيناه عند حسن حنفي إلا في طريقة العرض والأداء والتي تسهم الترجمة أيضاً بدور في إبراز الإطار الذي تدور في فلكه، إنها الزحزحة من المفهوم الإسلامي للوحي، إلى المفهوم الوضعي الغربي المادي أو " الإنسي ".(1/1023)
فـ "" الوحي ليس كلاماً معيارياً نازلاً من السماء من أجل إكراه البشر على تكرار نفس طقوس الطاعة والممارسة إلى ما لا نهاية، وإنما يقترح معنى للوجود، وهو معنى قابل للمراجعة والنقض بناء على وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن، كما أنه قابل للتأويل داخل إطار الميثاق أو العهد المعقود بكل حرية بين الإنسان والله "" عز وجل.
وإذا تأملنا في النص السابق نلاحظ أن:
- الوحي هنا بكل صراحة ليس معيارياً، أي ليس له حق الحاكمية والإلزام، أقصى ما هنالك أنه مجرد نصائح يحق للإنسان قبولها أو رفضها أو تعديلها عن طريق النسخ، إنها مجرد اقتراحات، وبذلك تكون وظيفة الوحي أنه "" دينامو روحي يغذي الطموح المطلق والبحث عن الكمال، وليست وظيفته الضبط والتنظيم والتسويغ "".
- ولكن يقال هنا: إن العهد المعقود بكل حرية بين الله والإنسان يُحمِّل الإنسان التزامات وواجبات قبِل أن يلتزم بها الإنسان نفسه فلماذا يراوغ لينقض العهد ويتحلل من مسؤلياته، ويتبرم بطقوس الطاعة والعبادة. إن الإنسان قبل التكليف مقابل الخلافة في الأرض فعليه أن يفي بالتزاماته.
ولكن الخطاب العلماني يريد أن يعيد المفاوضات من جديد بينه وبين الخالق عز وجل ليقرر الإنسان بناء على نموه المعرفي ماذا يقبل وماذا يرفض من الوحي إذ "" الوحي يكون موجوداً كلما جاءت لغة جديدة لتعدل جذرياً نظرة الإنسان إلى وضعه إلى كينونته في العالم إلى علاقته بالتاريخ إلى نشاطه في إنتاج المعنى "". الإنسان هذه المرة هو الذي يريد أن يملي على الباري عز وجل ماذا يريد، هو الذي يسهم ويشترك في إنتاج المعنى، الوحي يصبح من الإنسان من الأسفل، والباري عز وجل عليه أن يبارك ويقبل.(1/1024)
ومع أن نسخ الوحي المتلاحقة والرسالات المتتابعة لا تحمل تغييراً جذرياً - كما يزعم الخطاب المذكور - إلى الكون لأنها في الأصل نسخة واحدة من حيث القضايا الكونية والمصيرية المشتركة للإنسان، والتغيير لا يمس إلا التفاصيل التشريعية، وبعض الأحكام، إلا أن الخطاب العلماني يريد أن يبقى الباب مفتوحاً لتعديل العهد والميثاق، يريد أن تظل اتفاقيات السلام بينه وبين خالقه دائماً مفتوحة وفي نقطة الصفر، ودائماً قابلة للمراجعة والتغيير، وغير خاضعة للحسم والإلزام ليظل التنزيل متواصلاً من داخل الإنسان فـ "" التنزيل هو ورود هكذا يُكوِّن معنى غير معهود، يفتح إمكانات غير محدودة أو متواترة بدلالاتها على الوجود الإنساني، وردوده إلى الحيِّز الداخلي للإنسان إلى قلبه "".
هذا الورود لا يمكن أن يُفهم منه أن الوحي هابط من الأعلى إلى الإنسان لأن هذا سيُخرج أشكالاً كثيرة من الوحي يقول أركون: "" إن تعريفنا للتنزيل له هذه المزية، ويجعله يفسح المجال لتعاليم بوذا وكونفوشيوس وحكماء إفريقيا وجميع الأصوات العظمى التي تحمل تجربة المجموعة البشرية الجماعية لتُسقطَها على مصائر جديدة، ولتغني التجربة الإنسانية للألوهية "".
في هذا النص السابق يلتقي كل من حنفي وأركون في اعتبار الوحي والألوهية كلتاهما تجربة بشرية إنسانية تخضعان لإرادة البشر ومطالبهم فالوحي "" تركيبة اجتماعية لغوية مُدعّمة من قبل العصبيات التاريخية المشتركة ""، "" وهذا هو معنى الوحي الذي يهبط كلما وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقرار منه المستقبل الروحي للجماعة "".
ويلتقيان كذلك في اعتبار الوحي تجربة شعورية "" إن الوحي حدوث معنى جديد في الفضاء الداخلي للإنسان، القرآن يقول: في القلب، وهذا المعنى يفتح إمكانيات لا نهائية أو متواترة من المعاني بالنسبة إلى الوجود البشري "".(1/1025)
وهكذا يصبح الوحي في النصوص السابقة شاملاً لكل خواطر الإنسان وهواجسه ومشاعره ما دامت تحدث في القلب الفضاء الداخلي للإنسان، وشاملاً لكل جهود المصلحين عبر التاريخ من بوذا إلى كونفوشيوس وربما أركون وحنفي، فالنبوة ليست بالضرورة أن تكون علاقة مخصوصة بالله عز وجل وليست بالضرورة ذات طابع ديني ففي الشعر نبوءة، وهذا شاعر كأدونيس يذهب إلى أنه نبي وثني، والقرآن شكل من أشكال النبوءة.
وبذلك يصبح الوحي في الخطاب العلماني "" أوسع من أن يحصره معتقد أو تستنفده قراءة "" أي يتحول إلى مفهوم غائم مُشْكِل كما أراد الخطاب العلماني لكل إنسان الحق في أن يعبر عنه كما يشاء ويفهمه كما يريد، ويقرأه كما يحب، ويعتقده كما يحلو له.
هذه الرؤية الأركونية تحظى بالقبول المطلق لدى تلاميذه المُستَلبين لظاهرة الحداثة، والمنبهرين بالجديد أياً كان مضمونه ومحتواه، وهو ما يعبر عنه أحد هؤلاء التلاميذ بقوله: "" هكذا وبهذا الفهم التاريخي والنقدي للوحي يكون أركون قد تجاوز الفهم السائد للوحي بما هو نص مكتوب مغلق ونهائي الدلالة، وهو بذلك يؤكد على فاعلية العقل في فهم ظاهرة الوحي، ويجعل من النص الديني مفتوحاً ولا نهائي الدلالة، ويُخرج النص من الفهم الضيق المنغلق اللاتاريخي الذي تكرسه الثقافة الرسمية عادة والمحافظة، نظراً لفراغها الداخلي معرفياً وعدم قدرتها على الإضافة النوعية التي تتطلبها شروط اللحظة التاريخية لتفاعل النص الديني مع الواقع تفاعلاً حوارياً إيجابياً، ومنتجاً حضارياً وثقافياً "".
ويضيف التلميذ المخدَّر: "" هكذا نتبين مدى تاريخية القراءة الأركونية للنص القرآني باعتباره وحياً منزَّلاً من قبل الله، وبالتالي مدى علمية هذه القراءة باعتبارها قراءة مفتوحة، ونقدية، وليست قراءة منغلقة ودوغمائية نهائية وأبدية الدلالة "".(1/1026)
في النصين السابقين تتسارع الأحكام الجزافية المطلقة التي لا تستند إلى دليل أو برهان كقوله: بأن الفهم السلفي السائد والمستقر للوحي هو فهم منغلق ونهائي الدلالة، وهو غير صحيح فالفهم السلفي ليس منغلق الدلالة، كما أنه ليس لا نهائي الدلالة، وإنما منضبط الدلالة، فلا بد لكل دلالة من دليل وضابط حتى لا يصبح العبث واللعب هو الغاية من القراءة.
ولكن تتواتر الأوصاف الشاتمة والأحكام التسفيهية للفكر السلفي السائد والمستقر فهو فكر جامد، محافظ، ضيق، منغلق، لا تاريخي، فارغ معرفياً، غير قادر على الإضافة. أما الفكر الأركوني فيُحاط بهالة من التقديس والتمجيد فهو فكر تاريخي، نقدي، متفاعل مع الواقع، مفتوح على كل المعاني، قادر على الإضافة، علمي القراءة، كل ذلك لأنه تجاوز الفهم السائد والمستقر للوحي، فقد أصبح كل ما هو سائد ومستقر سُبَّة في منظور الحداثة والحداثيين. إنها الفاشية المعاصرة.
--------------------------------
سؤال:
حدثنا باختصار عن خلاصة الموقف العلماني من الوحي.
يمكننا الآن أن نوجز الموقف العلماني من الوحي بالعناصر التالية:
- الوحي هجوم مباغت داخل الضمير، والجنون يمكن أن يعتبر أصلاً للوحي، والنبوة مطبوعة بشيء من العصاب.
- الهلس والهلوسة تفسيرات صحيحة للوحي ستسود ذات يوم في الفكر الإسلامي.
- الوحي يبدأ من اللاشعور، ثم يتحول إلى واقعة شعورية.
- الوحي حدوث معنى في الفضاء الداخلي للإنسان.
ومن الواضح أن هذه العناصر جميعاً ترد الوحي إلى الحيِّز الإنساني الوضعي، وتسعى جاهدة لجعل الوحي نابعاً من ذات الإنسان، وليس نازلاً عليها من المطلق المفارق "" إنه حالة استثنائية يغيب فيها الوعي، وتتعطل الملكات ليبرز المخزون المدفون في أعماق اللاوعي بقوة خارقة لا يقدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على دفعها ولا تتحكم فيها إرادته "".(1/1027)
إنه ليس واقعة خارجية منفصلة عن ذات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن "" العلم الوضعي العقلاني لا يمكن له أن يقول بحقيقة تجلي كائن ميتافيزيقي كحقيقة موضوعية "". لماذا !؟ لأنه عندئذ "" عليه أن يعتبر أنه موجود فعلاً "" بينما الوحي "" ظاهرة دينية فحسب معطاة من التاريخ والعقلانيون لا يؤمنون بواقعيته الفعلية هذا شأن المؤمن وليس شأن العالم أو الفيلسوف "".
ولأننا إذا اعترفنا بالوحي كما هو في المفهوم السلفي السائد المستقر فإن ذلك سيدفعنا إلى الاعتراف باستمرارية الإسلام وفاعليته من خلال القدوة النبوية "" ولكننا لا نستطيع العودة إلى النموذج النبوي لأننا أصبحنا نرى بوضوح تاريخيته واندماجه في الأنماط العابرة لإنتاج المعنى داخل التاريخ "".
--------------------------
سؤال:
بعد كل الإشكالات المطروحة من الفكر العلماني حول الوحي، كيف ننقضها ؟
في البداية: من حقنا أن نسأل هنا:
هل حقق العلمانيون الزحزحة المرادة أم أنهم يجترُّون كل ما ردده فلاسفة الغرب ومستشرقوهم حول الوحي، وأن التجديد الذي يزعمون أنهم يمارسونه ليس أكثر من عملية نقل أو سطو على ما هو شائع في الثقافة الغربية الوضعية وعرضه في الساحة الثقافية العربية والإسلامية على أنه إبداع أصيل ؟
في الواقع لم يختلف الموقف العلماني عن الموقف الاستشراقي في هذا الصدد فلقد اتفق جل المستشرقين قديماً وحديثاً على أن الوحي لا يمكن أن يكون واقعة مستقلة عن كيان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونفسيته أو شعوره، وإن كانت اختلفت تعبيراتهم وصياغاتهم في ذلك فهو لدى بعضهم نوع من أنواع الصرع، ولدى آخرين نوع من أنواع الهوس، أو الهلوسة، أو الهذيان أو الاستبطان، أو الهستريا العصبية، أو الشعور الداخلي، أو التصوف العميق.(1/1028)
والمتأمل في الرؤيتين الاستشراقية والعلمانية يجد أنهما انعكاس للفلسفة المادية الوضعية التي كرّسها فلاسفة النهضة الأوربيين منذ ديكارت وسبينوزا إلى فيورباخ وماركس، ثم فلسفة الحداثة المعاصرة. لقد قال سبينوزا: يختلف الوحي عند الأنبياء تبعاً لمزاجهم وبيآتهم واحوالهم، فالنبي الفرح توحي إليه الحوادثُ السلامَ، والانتصارتِ، والنبي الحزين توحي إليه الشرورَ، والهزائم، والأحزان. فكان الصدى من د.حسن حنفي: الوحي عبارة عن مواقف إنسانية زاخرة بالأمل والمعاناة والجهد والفرح والألم وتجارب النفاق، والخداع، إنه قلقٌ وضيقٌ، وأملٌ وألمٌ وتوجعٌ يحس به الفرد. وكان الصدى من أركون "" الأنبياء كالشعراء والكبار، و "" كالفنانين الكبار "". وكان الصدى من نصر حامد أبو زيد "" فإن الأنبياء والشعراء والعارفين قادرون دون غيرهم على استخدام فاعلية المخيلة في اليقظة والنوم على سواء، وليس معنى ذلك، التسوية بين هذه المستويات من حيث قدرة المخيلة وفاعليتها، فالنبي يأتي من دون شك في قمة الترتيب، يليه الصوفي العارف ثم يأتي الشاعر في نهاية الترتيب "".
والآن يمكننا القول بأن الرؤى العلمانية والاستشراقية التي عرضناها حول الوحي لم تأت بجديد حول مفهوم الوحي أو الاعتراض عليه، وإنما هو تكرار لمواقف المشركين المُحتارة والمضطربة في معارضة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإن كان ثمة جديد فهو الصياغات التي تُعرَض بها التفسيرات الحديثة:
- فلقد قال المشركون شاعر، وقال المُحدَثون - مستشرقون وعلمانيون - شعور داخلي.
- وقال المشركون: مجنون، وقال المُحدَثون: صرع أو هلوسة، أو هوس.
- وقال المشركون: ساحر، وقال المُحدَثون: عبقري.
- وقال المشركون: كاهن، وقال المحدَثون: مصلح اجتماعي أو قائد فريد.
- وقال المشركون: أضغاث أحلام، وقال المحدثون: هذيان أو استبطان.(1/1029)
- وقال المشركون: بل افتراه، وإنما يعلمه بشر، وقال المحدثون، تعلم من بحيرا، أو من أهل الكتاب.
ثم تخلى كثير من المستشرقين عن افتراءاتهم. وسلموا بأن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسمى من كل ذلك وأن واقعة الوحي أجل من كل ما عرضوه من تخمينات أو تخرصات، ولكن العلمانيين لأنهم جاؤوا متأخرين فإنهم يحتاجون إلى بعض الوقت ريثما تزول الغشاوة عن العيون، وتنكشف الحقائق من بين الظنون " كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ " [الرعد: 17].
وهكذا بقي أن الوحي كلام الله عز وجل نزل به جبريل على قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليبلغه إلى الناس، والله عز وجل هو الخالق لهذا الكون بما فيه، وجبريل عليه السلام ملَك وخلْق من خلْق الله الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشر اختاره الله جل شأنه واصطفاه ليكون للناس بشيراً ونذيراً. فأين العجب في كل هذا ؟ وأين المحال ؟ ولماذا يكابر الناس ويجحدون ويتبرمون ؟
حقيقة الوحي كما هيأه الله عز وجل وأراده، تنقض المقولات العلمانية:(1/1030)
لقد فوجئ محمد صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء بجبريل أمامه يراه بعينيه – بعيني رأسه – وهو يقول له: إقرأ حتى يتبين أن ظاهرة الوحي ليست أمراً ذاتياً داخلياً مردُّه إلى حديث النفس المجرد، وإنما هي استقبال وتلق لحقيقة خارجية لا علاقة لها بالنفس، وداخل الذات، وضمَّه الملَك ثلاث مرات حتى بلغ منه الجهد، أي حتى ضاق به نفسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائلاً في كل مرة: إقرأ، ليؤكد أن هذا الذي يراه ليس خيالاً أو شعوراً، وإنما هو حقيقة يُحس بها في ثنايا جسده، ويرى أثرها في أعضاء جسمه، ولقد داخله الخوف والرعب مما سمع ورأى حتى أنه قطع خلوته في الغار وأسرع عائداً إلى بيته يرجف فؤاده، لكي يتضح لكل مفكر عاقل أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن منتظراً رسالة أو متشوفاً أو متشوّقاً إليها، ولم تكن خاطرة له على بال، وإنما طرأت طروءاً مفاجئاً ومثيراً على حياته دون أي توقع، ولا شك أن هذا ليس شأن من يتدرج في التأمل والتفكير إلى أن تتكون في نفسه بطريقة الكشف التدريجي المستمر عقيدة يؤمن بالدعوة إليها.
ثم إن شيئاً من حالات الإلهام أو حديث النفس، أو الإشراق الروحي أو التأملات العلوية لا يستدعي الخوف والرعب واصفرار اللون، كما أن الخوف والرعب ورجفان الجسم وتغير اللون كل ذلك من الانفعالات القسرية التي لا سبيل إلى اصطناعها والتمثيل بها، حتى لو فرضنا إمكان صدور المخادعة والتمثيل منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفرضنا المستحيل من انقلاب طباعه المعروفة قبل البعثة من الصدق والأمانة إلى عكس ذلك تماماً.(1/1031)
ويتجلى مزيد من صورة المفاجأة المخيفة لديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في توهمه بان هذا الذي رآه ووعظه وكلمه في الغار قد يكون طائفاً من الجن إذ قال لخديجة بعد أن أخبرها الخبر، " لقد خشيت على نفسي " ولكنها طمأنته بأنه ليس ممن يطولهم أذى الشياطين والجان لما فيه من الأخلاق الفاضلة، والخصال الحميدة، وقد كان الله عز وجل قادراً على أن يربط على قلب رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويطمئن نفسه بأن هذا الذي كلمه ليس إلا جبريلاً عليه السلام، ملك من الملائكة جاء ليخبره الخبر بأنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الناس، ولكن الحكمة الإلهية الباهرة اقتضت إظهار الانفصال التام بين شخصية محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل البعثة وشخصيته بعدها، وبيان أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يستبطن شيئاً من الرغبات والآمال، ولم يكتنز صنوفاً من المشاعر أو الأحزان، ثم بدأ يعبر عنها بشكل مفاجئ الآن.
أما انقطاع الوحي بعد ذلك وتلبثه أشهراً أو أكثر على الخلاف المعروف فيه فينطوي على مثل المعجزة الإلهية الرائعة إذ في ذلك أبلغ الرد على الذين يفسرون الوحي بأنه إشراق نفسي، أو استبطان داخلي انبعث من أعماق ذاته نتيجة طول التأمل والتفكير.
لقد شاء الله عز وجل أن يحجب عنه الملَك الذي رآه لأول مرة في غار حراء مدة طويلة وأن يستبد به القلق من أجل ذلك، ثم يتحول القلق لديه إلى خوف في نفسه من أن يكون الله عز وجل قد قلاه بعد أن أراد تشريفه بالوحي والرسالة لسوء قد صدر منه، حتى لقد ضاقت الدنيا عليه، وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقي بنفسه منها، إلى أن رأى الملَك جبريل عليه السلام مرة أخرى.(1/1032)
إن هذا الانتظار الحزين ثم ما تلاه من ابتهاج مفاجئ كانا في الواقع الظرفين النفسيين لتلك الحالة من الفيض العقلي لم تعد تخطر معه ظلال الريبة أو الشك. إن هذه الحالة التي مر بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تجعل مجرد التفكير في كون الوحي إلهاماً نفسياً أو شعوراً داخلياً ضرباً من الجنون، إذ من البداهة بمكان أن صاحب الإلهامات النفسية والتأملات الفكرية لا يمر إلهامه أو تأمله بمثل هذه الأحوال.
فلا يمكن للاختلاط أو الهلوسة أن تؤدي أصواتاً وأمراً: إقرأ، ثم ينتج عن ذلك قرآن مفهوم بكلام فصيح يُتلى على الناس فيبهر أسماعهم، وعقولهم، وممن ؟ من أمي لم يتعلم القراءة والكتابة ولم يحاولهما وتتواتر الآيات: " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً " [المزمل: 5]. " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى.. " [النجم:1] لكي تفرض الحقيقة العلوية للوحي نفسها فرضاً على العقل الوضعي، فكل ما يراه وما يسمعه وما يشعر به وما يفهمه يتفق الآن مع حقيقة واضحة تماماً في ذهنه جلية في عينيه هي: الحقيقة القرآنية. وسيتابع الوحي نزوله بسور القرآن سورة سورة، فتتزاحم في وعيه الحقائق التاريخية والكونية والاجتماعية التي لم يسبق أن سُجِّلت في صفحة معارفه بل حتى في معارف عصره واهتمامه.
وكل ذلك يؤكد أن الوحي حقيقة خارجية منفصلة عن ذاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا خيار فيها، وإنما تفاجئه في أي وقت وبغير ميعاد، ويتفاعل معها جسمه وعقله وضميره ووجدانه ليؤدي الرسالة كما تصله، ويبلغها كما سمعها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.(1/1033)
والآن قس هذه الأحوال التي ترافق نزول الوحي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الاحتمالات التي قلّبها المُغرضون واقترحها المُرجفون فهل تستقيم مع واحد منها، وتأمل في تلك الحيرة التي لا تصدر إلا عن عازم على المكابرة والجحود، قاصد إغماض العين عن الحقيقة حتى لا تبهر عينه "" فانظر كم قلبوا من وجوه الرأي في هذه المسألة ؟ حتى أنهم لم يقفوا عند الحدود التي يمكن افتراضها في كلامٍ رصينٍ كالقرآن، وفي عقلٍ رصينٍ كعقل صاحبه، بل ذهبوا إلى أبعد الأحوال النفسية التي يمكن أن يصدر عنها كلام العقلاء والمجانين، إن ذلك لمن أوضح الأدلة على أنهم لم يكونوا يشيرون بهذا الوجه أو ذاك إلى تهمة محققة لها مثار في الخارج أو في اعتقادهم، وإنما أرادوا أن يُدلوا بكل الفروض والتقادير مُغضِين على ما فيها من محالٍ ونابٍ ونافرٍ ليثيروا بها غباراً من الأوهام في عيون المتطلعين إلى ضوء الحقيقة، وليلقوا بها أشواكاً من الشك في طريق السائرين إلى روض اليقين "".(1/1034)
"" ولقد نعلم أنهم في قرارة أنفسهم غير مطمئنين إلى رأي صالح يرضونه من بين تلك الآراء، وأنهم كلما وضعوا يدهم على رأي منها وأرادوا أن ينسجوا منه للقرآن ثوباً وجدوه نابياً عنه في ذوقهم، غير صالح لأن يكون لبوساً له، فيفزعون من فورهم إلى تجربة رأيٍ ثان، فإذا هو ليس بأمثل قياساً مما رفضوه فيعمدون إلى تجربة ثالثة... وهكذا دواليك ما يستقرون على حالٍ من القلق، فإن شئت أن تطلع على هذه الصورة المضحكة من البلبلة الجدلية فاقرأ وصفها في القرآن " بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُون " [الأنبياء: 5]. فهذه الجملة القصيرة تمثل لك بما فيها من توالي حروف الإضراب مقدار ما أصابهم من الحيرة والاضطراب في رأيهم، وتريك من خلالها صورة شاهد الزور إذا شعر بحرج موقفه كيف يتقلب ذات اليمين وذات الشمال، وكيف تتفرق به السبل في تصحيح ما يحاوله من محال "" " انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا " [الإسراء: 48].
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
عودة إلى مصطلحاتهم
سؤال:
لننتقل إلى موضوع آخر: أرجو التكرم بإعادة توضيح أبرز مصطلحاتهم التأويلية التدويلية ( أقصد بكلمة تدويلية " ترويجية " ).
يتداول الخطاب العلماني مصطلح الهرمينوطيقا، وأحياناً القراءة وأحياناً المقاربة وأحياناً التأويلية الحديثة وأحياناً التأويل وهي مصطلحات يُراد بها أحياناً معنى واحداً وأحياناً تختلف المعاني بحسب السياق الذي يُتحدَّث فيه.(1/1035)
ويُستغَل مفهوم التأويل لكونه مفهوماً إسلامياً قرآنياً وتراثياً كمدخل إلى الهرمينوطيقا، وذلك من أجل قراءة النص قراءة جديدة أو معاصرة أو تنويرية أو غنوصية أو غير ذلك، ومن ثَم تصبح المعاني القرآنية المستقرة، والأصول الثابتة، والأفهام السلفية الراسخة والمعلومة من الدين بالضرورة والمجمَع عليها أفهاماً تاريخية خاضعة للتجديد والتغيير والمعاصَرة، لتحِل محلَّها معاني أكثر تطوراً وأكثر ملاءمة للعصر.
- تعريف الهرمينوطيقا:
"" الهرمينوطيقا هي فن كشف الخطاب في الأثر الأدبي "". كما "" تعني تقليدياً فن تأويل النصوص المقدسة الإلهية أو النصوص الدنيوية البشرية، وهي كذلك مساوية للتفسير أو للفلولوجيا بما هي تفسير حر في أو نحوي وصرفي لغوي لبيان معاني الألفاظ والجمل والنصوص، وهذا ما يعرف بالتفسير اللفظي "".
وهو مصطلح مستخدم في دوائر الدراسات اللاهوتية ليشير إلى مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني.
صحيح أن الهرمينوطيقا اتخذت بُعداً شاملاً يتعلق بكافة العلوم الإنسانية إلا أنها ارتبطت أخيراً بعلم النصوص، وأصبحت تعني الكشف عن الطرق والوسائل التي تمكِّن من فهم النص، ولذلك فهي أخص من السيميوطيقا التي تُعنى بالعلامات التي يبدعها البشر عموماً، وتسعى إلى تصنيفها وتحليلها، ولكنهما منهجان يراد منهما تطوير عملية القراءة. وهي كذلك تختلف عن التأويل في أن الأخير يبحث في الدلالة أما في الهرمينوطيقا فمحور البحث هو في آليات الفهم ولذلك يكون التركيز على القارئ فيها أما في التأويل فالتركيز يكون على القائل. كما سنرى.(1/1036)
هذا هو المعنى التقليدي للهرمينوطيقا، ولكن مع تطور نظرية النسبية أصبحت الهرمينوطيقا تُعنى بفن الفهم، وهذا المعنى " فن الفهم " هو الذي سيؤسس له شلاير ماخر 1768 – 1834 م الذي يُعتبر أبا التأويلية الحديثة، وأصبح فن الفهم أو فن التأويل يتناول ليس النصوص المقدسة فقط بل تعدى ذلك إلى النصوص البشرية ذات المضمون الطبيعي اليومي.
ومعنى كونها تجاوزت الكتب المقدسة إلى الكلام البشري اليومي أنها أصبحت تُخضع كل شيء للتأويل، وتعتبر التأويل هو الأصل في الكلام، وبذلك تكون الهرمينوطيقا نمطاً من أنماط القراءة والتأويل للنصوص والتراثات الفكرية.
وتنتهي القراءة في الهرمينوطيقا إلى أن تصبح مفهوماً يمثل تصوراً أو فهماً معيناً للعالم والإنسان والتراث، ويعكس فكر القارئ ومنهج تعامله مع النص كوجود تاريخي، وممارسة للوجود والكون في شروط إمكان زمكانية، وتغدو القراءة بذلك عملية تأويلية وتفسيرية للوجود والكون. "" إن البحث التاريخي في دلالة الهرمينوطيقا يجعلنا نعود إلى دلالة هذا المصطلح في أصله اللغوي إذ يعود في اللغة الإغريقية إلى فعل hermenuo الذي قد يعني traduireأي ترجم وexpliquer بمعنى فسِّر، و exprimer أي عبَّر وأفصَح وأبان، وبذلك تفيد الهرمينوطيقا معنى القراءة بما هي تفسير وتأويل أو شرح وكشف وبيان، أما داخل فضاء اللغة اللاتينية فإن المصادر والمراجع المعتمدة تفيد أن مصطلح الهرمينوطيقا لم يتشكل إلا في بداية العصر الحديث رغم أن فكرة فن أو نوع من التأويل موجودة منذ القدم "". وقد استخدم المصطلح على الأرجح لأول مرة في عنوان كتاب لدانهاور سنة 1654 م.
----------------
- الهرمينوطيقا الخاصة:(1/1037)
في مقابل الهرمينوطيقا العامة التي اهتمت بتفسير الوجود تقوم هرمينوطيقا خاصة تركز بالذات على تفسير النصوص، ومن أبرز ممثليها بول ريكور [ ولد سنة " 1913م ] الذي يُعوِّل كثيراً على التفسير الرمزي، وهو ما سيُعتَبر أساساً تقوم عليه الهرمينوطيقا، إذ يَعتبر ريكور الرمز وسيطاً شفافاً ينم عما وراءه من معنى، ومعنى ذلك أن يقول القائل شيئاً وهو يعني شيئاً آخر في آن واحد، وبغير أن تتعطل الدلالة الأولى وهو ما يسمى " بالوظيفة الأليغورية " للغة بالمعنى الحرفي للكلمة. وهذه الطريقة لجأ إليها بولتمان في تحطيمه للأسطورة الدينية في العهد القديم، والكشف عن المعاني العقلية التي تكشف عنها هذه الأساطير.
وهناك طريقة أخرى يمثلها كل من فرويد وماركس ونيتشة كما يبين ريكورنفسه، وهي التعامل مع الرمز باعتباره حقيقة زائفة لا يجب الوثوق به، بل يجب إزالتها وصولاً إلى المعنى المختبئ وراءها، فالرمز في هذه الحالة لا يشف عن المعنى بل يخفيه ويطرح بدلاً منه معنى زائفاً، ومهمة التفسير هي إزالة المعنى الزائف السطحي وصولاً إلى المعنى الباطني الصحيح. لقد شكك فرويد في الوعي باعتباره مستوى سطحياً يخفي وراءه اللاوعي، وفسر كلٌّ من ماركس ونيتشة الحقيقة الظاهرة باعتبارها زائفة، ووضعا نسقاً من الفكر يقضي عليها ويكشف عن زيفها.(1/1038)
والرمزية الريكورية تقوم على الكشف والإبلاغ عندما تساعد في تفجير دلالات اللغة عوضاً عن انكفائها على ذاتها. وتعتمد على مفهوم العلامة عند سوسير باعتبارها ذات صلة وعلاقة مع غيرها من العلامات، وباعتبارها ذات إمكانات استدعائية عجيبة، وذات قدرة فريدة على تأويل بعضها البعض، وبكون العلامة قادرة على التعبير عن شيء دون أن تتعطل عن التعبير عن شيء آخر. وبذلك يعتبر ريكور رمزيته ظاهرة ملموسة للمعنى على مستوى الخطاب، موثقة على أرضية العمليات الأولية للعلامات، وبذلك تكتسب رمزيته - بنظره - قيَماً وظيفية، فلم يعد الاشتراك اللفظي ظاهرة انحراف في ذاته، ولا الرمزية زينة في اللغة.
ويصل ريكور إلى أن القيمة الفلسفية للرمزية تكمن في كونها تعبر عن غموض الكينونة من خلال تعدد إشارية علاماتنا.
هذه الرمزية تنتهي بريكور إلى تقرير النتائج التي يتفق عليها أغلب الهرمينوطيقيين فالنص بمجرد أن يُدوَّن كتابة يصبح مستقلاً عن قصد الكاتب، وتنفتح عندئذ إمكانيات التأويل المتعددة المفتوحة التي لا تختزلها أية رؤية، وتكون مهمة الهرمينوطيقا هي الكشف عن "" شئ النص غير المحدود "" لا عن نفسية المؤلف، لأن دلالة النص العميقة ليست هي ما أراد الكاتب قوله، بل ما يقوم عليه النص بما فيه إحالاته غير المعلنة. ولذلك يعلن ريكور: "" أحياناً يطيب لي أن أقول: إن قراءة كتاب ما هي النظر إلى مؤلفه كأنه قد مات … وبالفعل تصبح العلاقة مع الكتاب تامة وثابتة بشكل ما عندما يموت الكاتب "".(1/1039)
ونصل الآن إلى هيرش الفيلسوف الأمريكي الذي حاول أن يُعيد الاعتبار للنص والمؤلف بعكس ما سبق أن قرر أسلافه الهرمينوطيقييين، ولكنه اتجه إلى التفرقة في النص بين المعنى والمغزى، فالنص الأدبي قد يختلف ولكن معناه ثابت، المغزى فقط هو المتغير من عصر إلى عصر، ولا يهمنا في النص الأدبي ما يعنيه المؤلف أو ما كان يقصده، أو ما أراد أن يعبر عنه، إنما الذي يعنينا بحق هو المعنى كما يعبر عنه النص.
ونحن إذا تأملنا في الفكرة الأساسية لدى أغلب الفلاسفة الذين عرضنا لهم آنفاً نتبين بوضوح أن الفكرة الأساسية الشائعة لديهم والمتفق عليها أن النص خاضع لأفق القارئ، ومدى قدرته على استنطاقه، ومدى قدرته على الاستدعاء من خلاله. إن مهمة القارئ مع النص هي أن يتمكن من إبداع نصوص إلى جانب النص الأصلي، ولا يهم أن تكون ذات صلة بمقاصد المؤلف الأول أو مراميه، المهم أن يتمكن القارئ من ربط استيحاءاته واستدعاءاته وإبداعاته بالنص بأي شكل من الأشكال، أو بأي رمز من الرموز أو بأي علامة من العلامات "" هذه الدائرة الهرمينوطيقية ستحول الثبات إلى حركة، نظراً لأن المعنى وقع استبداله بالفهم، هذا الفهم مرتبط بذات بشرية متحولة ومتغيرة، لذلك أصبح الفهم بحسب ما يريده القارئ، لا كما يريده المؤلف، لأن زمن التأليف غدا زمناً غائباً ينتمي إلى الماضي، بهذا لا يمكن الاستقرار على معنى، فهناك موت وانهدام للمعاني، وتخلُّق جديد لدلالات أخرى، ومن ثَّم فهذه الدائرة الهرمينوطيقية تجعلنا ندور في مجال لا نهائي ""، ونمتعض من افتراض معنى موجود سلفاً، لأن هذا المعنى سيكون ضد حركة الفكر.
---------------------
- اللسانيات:
اللسانيات فرع من علوم اللغة الحديثة أرسى قواعدها العالم السويسري فرديناند دي سوسير 1857 – 1913م وذلك في محاضراته التي أملاها على طلابه بين عامي 1907 – 1913م.(1/1040)
غير أن ولادة هذا العلم لدى كثير من الباحثين الغربيين ترجع إلى مائة سنة قبل سوسير وذلك لدى الألماني فرانز بوب سنة 1791، 1867 م.
وتطورت على أيدي عدد من الباحثين فيما بعد أمثال: بريس باران الذي كتب كتابه " أبحاث في طبيعة اللغة ووظائفها " سنة 1942م، وبول شوشار الذي كتب كتابه " اللغة والفكر " سنة 1956م وتشومسكي في كتابه " اللسانيات الديكارتية " و " الطبيعة الشكلية للغة " نشره سنة 1966 وغيرهم من أمثال رومان جاكبسون وآيميل بنفنيست.
تقوم اللسانيات على اعتبار اللغة مجموعة مصطلحات أو علامات ارتضاها المجتمع حتى يتيح للأفراد أن يمارسوا قدرتهم على التخاطب يقول دي سوسير "" اللغة نتاج اجتماعي لملكة الكلام ومجموعة المواضعات التي يتبناها الكيان الاجتماعي ليمكن الأفراد من ممارسة هذه الملكة "". وتنشأ بين الكلمة والفكرة رابطة، أو تلازم نفسي يحدد اللسان باعتباره ظاهرة نفسية جماعية، ولذلك يُفترض بالتخاطب حتى يؤدي عمله أن يصل بين شخصين يملكان قدراً مشتركاً من الأفكار والألفاظ.
ويميز سوسور بين اللسان والكلام، فاللسان هو مجموع الكلمات التي يملكها المجتمع والتي تُدوَّن في المعجم بينما الكلام هو ما يملكه الفرد من مصطلحات في ذاكرته أو قاموسه اللغوي.
وأطلق سوسور على التصور الفكري للعلامة أو الإشارة اسم المدلول، وأطلق على الصورة السمعية لها اسم الدال، وهذان المفهومان متلازمان في كياننا النفسي، وهذا التلازم هو الذي يكوِّن الإشارة، وبذلك يكون الدال والمدلول مترابطان بالضرورة، فهما أشبه بصفحة من الورق يشكل المدلول وجهها الأمامي والدال وجهها الخلفي. ويتألف من الدال والمدلول ما يسمى بالدلالة التي يمكن تعريفها بأنها كيان يمكن أن يصير محسوساً ويشير بذاته بالنسبة لمجموع مستعمليه إلى أمر غائب.(1/1041)
إن جوهر اللسانيات هو مفهوم العلامة التي تُعتَبر تشكُّلاً لا يستمد قيمته ودلالته من ذاته، وإنما يستمدها من طبيعة العلاقات القائمة بينه وبين سائر العلامات الأخرى، فهو دليل لا يدل في بدئه بمقومات رمزية، وإنما يكتسب دلالته باتفاق عارض يضفي عليه قيمة الرمز دون أن يحوله إلى رمز. ولذلك وصفت العلاقة بين الدال والمدلول بأنها علاقة اعتباطية ولكن العلامة لا بد أن تنطوي على القصد، إذ يقتضي دستورها الدلالي توفر النية في إبلاغ ما تفيده، لأن العلامة إنما تدل بوضع هو اصطلاح متفق عليه تصريحاً أو مُسلَّم به ضمناً.
فالعرف أو الاصطلاح هو الذي يُقر للعلامة بدلالتها لأنه ما من دال إلا وكان يمكن استبداله بدال آخر. فالقواعد أو المواضعات المنظمة والضابطة لمعنى القضايا اللسانية ترجع في أصلها إلى طبيعة اجتماعية أو إلى عرف الجمهور، ولذلك فقيام كل فرد بإنشاء لسان خاص لنفسه يقضي على ضرورة التواصل بين الناس، لأن اللسان ليس ملكاً مخصوصاً، والقواعد اللسانية هي قواعد مشتركة بين الجمهور.
ولذلك حتى عندما تكون اللغة أو أي من الدلائل رمزاً، يجب أن تكون خاضعة لنظام بحيث يكون كل رمز يقابله معنى معين. ومن هنا فإن قواعد التواصل هي الاتفاقات التي يجب مراعاتها عند إرادة الوصول إلى الغرض والقصد والتواصل، وكل ذلك يكوِّن الخاصية اللسانية لتلك القواعد، وهي قضية بدهية لأننا نستخدم اللغة في إيصال أشياء مفرطة في التعقيد للآخرين. وهكذا فإن الاتفاق والتواطؤ والمواضعة الكائنة نتيجة الاستعمال هو طريق التواصل والقصدية، وهو الدال على نوايا المتكلمين.(1/1042)
إن ما نريد أن نصل إليه هنا هو أن اللسانيات علم من علوم اللغة يقوم على النحو ويستند إليه. ويمكن لهذا العلم أن يكون حيادياً ويقوم بدوره في خدمة البحث اللغوي، وإثراء عمليات الاستدلال، إلا أن الأمر لم يسر على هذا النحو من حيث الواقع، ولم يوفَّق هذا العلم لذلك والسبب – بنظري – في غاية الخطورة وهو أنه نشأ وارتبط بتاريخ فلسفي يموج بالشك والعدمية واللاأدرية، وانعكس عليه ذلك في الدراسات التطبيقية إن على مستوى الدراسات الغربية أو على مستوى الدراسات العربية، فالخلفيات الفكرانية هي التي توظف هذا العلم بطريقة تخدم توجهاتها وأغراضها.
لقد أشرنا آنفاً إلى مكانة العلامة في اللسانيات السوسيرية، ونضيف هنا أن هذه العلامات تتكون بشكل اعتباطي كدوال على الأفكار. وهذه الفكرة - اعتباطية الإشارة - تقوم على التقاليد التجريبية التي كان ينادي بها جون لوك كما يرى آرت بيرمان، فلقد كان لوك يرى كما يرى سوسير أن أي صوت محدد يمكن استخدامه حتى تصبح الكلمة بشكل اعتباطي علامة على فكرة معينة، وهذه الرابطة التجريبية هي التي تُكسب اللسانيات السوسيرية سنداً علمياً.(1/1043)
ولكن الارتباط الأكثر يبدو بين اللسانيات واشهر المذاهب الفلسفية التي مهدت لها مثل ظواهرية هيجل، ومادية وماركس، ووضعية أوجست كونت 1798 – 1857م، واجتماعية دوركايم 1858 – 1917م فلقد كرست هذه المذاهب مَنزَعَين هما الوعي بنواميس الصيرورة التاريخية، والثاني البحث عن القوانين المتحكمة في نظام الظواهر عبر حركة التاريخ، وهما منزعان استوعبتهما العلوم اللغوية على أكمل وجه "" فما أفاض فيه اللغويون من دراسات النحو المقارن كشفاً للقرابات اللغوية، وتصنيفاً للألسنة البشرية بين أسر وفصائل، وإحكاماً لشجرة الأنساب عن طريق التدرج السُلالي بحثاً عن الأصل الأوحد المصفى، إنما كان امتثالاً أميناً لتصور مبدئي يخص علاقة الإنسان بالوجود والكون والطبيعة والتاريخ، مما طفت فقاقيعه على سطح الوعي الفلسفي والاجتماعي"" مرتبطاً "" بظواهرية هيجل، ومادية ماركس، ووضعية كونت واجتماعية دوركايم، وتطورية داروين "".
وأبرز مظاهر الارتباط بين لسانيات سوسير والبيئة الفلسفية التي نشات فيها يمكن أن يظهر في العلامة، والعلامة اللغوية والرمزية بالذات، فلقد كانت الكلمة المفردة ممثلة لشيء محدد في الواقع الخارجي داخل رؤية جزئية، فأصبحت اللغة عبارة عن تراكيب وأنساق من مفردات لغوية ترمز لعمليات ذهنية في إطار رؤية سياقية. إنه تطور يعبر عن ابتعاد تدريجي عن الوضوح والشفافية الأولى التي كانت تتميز بها اللغة كما منحها الله عز وجل للبشر.(1/1044)
لكن الأمر لم يقف عند حد الابتعاد عن الوضوح، وإنما تحول فيما بعد على يد شتراوس وياكبسون ورولان بارت وميشال فوكو إلى ألغاز وشفرات، وتطور مفهوم العلامة إلى رمزية معقدة لا يمكن أن تعني شيئاً، ولكنها يمكن أن تعني كل شيء. وهو ما نريد أن نخلص إليه في هذه الفقرة، وهو أن مفهوم العلامة في اللسانيات أتاح أو استُغل لكي يصبح أساساً تُبنى عليه النظريات اللغوية اللاحقة كالبنيوية والتفكيكية التي تقرأ في النص كل شيء وهو ما سيقرأ العلمانيون من خلاله النص القرآني.
---------------
- البنيوية:
"" جاء لفظ البنيوية من البنية، وهي كلمة تعني الكيفية التي شُيِّد عليها بناء ما، وبناء على ذلك أصبحت الكلمة تعني الكيفية التي تنتظم بها عناصر مجموعة ما، أي أنها تعني مجموعة العناصر المتماسكة فيما بينها بحيث يتوقف كل عنصر على باقي العناصر الأخرى، وبحيث يتحدد هذا العنصر بعلاقته بتلك العناصر، فالبنية هي مجموع العلاقات الداخلية الثابتة التي تميز مجموعة ما، بحيث تكون هناك أسبقية منطقية للكل على الأجزاء. وعلى هذا فالبنيوية تهتم بكشف الارتباطات القائمة بين البنيات المختلفة بعضها ببعض "".(1/1045)
و"" تُعنى البنيوية في معناها الواسع بدراسة ظواهر مختلفة كالمجتمعات والعقول واللغات والاداب والأساطير، فتنظر إلى كل ظاهرة من هذه الظواهر بوصفها نظاماً تاماً، أو كلا مترابطاً، أي بوصفها بنية، فتدرسها من حيث نسق ترابطها الداخلي لا من حيث تعاقبها وتطورها التاريخيين، كما تُعنى أيضاً بدراسة الكيفية التي تؤثر بها بُنى هذه الكيانات على طريقة قيامها بوظائفها. أما في معناها الضيق والمألوف فالبنيوية محاولة لإيجاد نموذج لكلٍّ من بنية هذه الظواهر ووظيفتها، على غرار النموذج البنيوي للغة، وهو النموذج الذي وضعته الألسنية في أوائل القرن العشرين... ويمثل كتاب فرديناند دو سوسور " محاضرات في الألسنية العامة " نسخة باكرة من النموذج البنيوي للغة، أما محاولات تطبيق هذا النموذج على الأدب فتعود إلى عام 1928م حين وضع كل من جاكوبسون وتينيانوف برنامجاً بهذا الخصوص وكانت تلك بداية البنيوية الأدبية "".
نتبين مما سبق أن البنيوية اللغوية مرتبطة جنينياً باللسانيات لأنها أتاحت للوعي أن يكتشف خبايا اللغة الطبيعية، فاللغة هي الرحم الأولى لنشأة المعيار البنيوي، فهي على ذلك فرع من الألسنية. وعلى ذلك تعرف البنيوية الأدبية بأنها "" الكشف عن النسق أو النظام الكلي الذي يُفترض وجوده وانتماء النص اللغوي إليه، وذلك عن طريق دراسة الأنساق الصغرى "". ويعتبر رومان ياكبسون أول من نحت مصطلح بنيوية في مؤتمر عقد سنة 1929م. ولكن الأب الروحي للبنيوية والذي يعتبر من أشهر مؤسسيها هو الفرنسي كلود ليفي ستروس إلى جانب مفكريها المشهورين أيضاً أمثال لوي ألتوسير، وميشال فوكو، ورولان بارت.(1/1046)
انعكست الفلسفة الماركسية على المفهوم البنيوي وذلك عبر مقولتها في البنية الفوقية والبنية التحتية، فالبنية الفوقية هي " الأيديولوجيا " والدين والسياسة والثقافة والقانون، أما البنية التحتية أو القاعدة فهي القوى الاقتصادية والاجتماعية والعلاقات المتغيرة بينهما من صراع طبقي مستمر بين قوى مسيطرة وقوى مقهورة، وفي ظل هذا المفهوم فإن مكونات البنية الفوقية لا يمكن دراستها بمعزل عن البنية التحتية التي تحددها وتحكم حركتها، ومن هنا فلا نستطيع أن نناقش الثقافة أو الأدب بمعزل عن القوى التي تحكم النظام الاجتماعي والاقتصادي، والظروف التي تقرر حياة البشر المادية وكما قال ماركس "" ليس وعي البشر هو الذي يحدد وجودهم، وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم "".
------------------
- التفكيكية:
لم تعمِّر البنيوية كثيراً فقد دُفنت في سنة 1966م بعد محاضرة جاك دريدا المشهورة في مؤتمر جونزهوبكنز والتي تعتبر أساس ما يعرف الآن بالتفكيك. هذا مع أن التفكيك يرتبط بهايدغر في الأصل ولكن جاك دريدا هو الذي عممه بشكل سريع في الفكر الفرنسي المعاصر.
التفكيك والبعض يطلق عليه التقويض هو المصطلح الذي أطلقه الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا على القراءة النقدية التي اتبعها في مهاجمته للفكر الغربي " الماورائي " منذ بداية هذا الفكر حتى يومنا هذا. والقراءة التفكيكية هي قراءة مزدوجة تسعى إلى دراسة النص أياً كان دراسة تقليدية أولاً لإثبات معانيه الصريحة، ثم تسعى إلى تقويض ما تصل إليه من نتائج في قراءة معاكسة تعتمد على ما ينطوي عليه النص من معان تتناقض مع ما يصرح به. ويمكن القول إن دريدا يسير على أثر كلٍّ من نيتشة وهايدغر في فلسفتهما العدمية والهدمية.(1/1047)
لقد استطاع التفكيك أن يسهم في زعزعة المسلمات التقليدية الميتافيزيقية الغربية إلا أنه وصل إلى دوامة محيِّرة، إذ إن دريدا لم يطرح بديلاً عن هذه المسلمات بعد أن قوّضها، بل إن البديل نفسه كما يرى دريدا لا بد يتسم بسمات الميتافيزيقا لا محالة.
لقد انبثق التفكيك على يد دريدا بعد قراءة لفلسفات أفلاطون وكانط وهيجل وروسو ونيتشة وهوسرل وهايدغر. ولكن يبدو أن أكثر الفلسفات تأثيراً في التفكيك هي الفلسفة النيتشوية حتى إن دريدا يجعل النص يتماهى مع نيتشة فيقول: "" إن مستقبل النص / نيتشة لم يقفل "" ذلك لأن النص قابل لأن تعاد كتابته وقراءته ضمن سياقات جديدة، وإن حقيقة النص لا تقتصر على إرادة مؤلفه، وإنما على إرادة قارئه. ولذلك فإذا كان هناك من يختزل فلسفة نيتشة كلها بكونها تقوم مبدأ " إرادة القوة "، فإن تفكيكية دريدا وهايدغر يمكن أن تُختزَل بكونها إرادة الإرادة. وإذا كان نيتشة قام بتفكيك فكرة الحقيقة عن طريق جمهرة عاجَّة من الاستعارات، فإن دريدا يمارس ذلك أيضاً على مستوى النص والفلسفة عموماً بتحويلها أيضاً إلى استعارات وإيحاءات ورموز لا يمكن أن تعني شيئاً، وبذلك تكون التفكيكية قائمة على تلاعبات بلاغية نيتشوية بالألفاظ.
من هنا يمكننا أن نؤكد أيضاً أن التفكيك في الواقع لا ينفصل عن محيطه الفلسفي الذي نشأ فيه، ولا يمكن فصله عن الشك السائد في الفلسفة الغربية، إذ تنطلق استراتيجية التفكيك من موقف فلسفي مبدئي قائم على الشك، يمتزج هذا الشك بإحساس شديد باليأس والإحباط، وخصوصاً بعد فشل العلم في تحقيق السعادة والأمان والمعرفة اليقينية للإنسان، وذلك بعد إلقاء قنبلتين ذريتيين في الحرب العالمية الثانية، وارتبط ذلك أيضاً بإحساس جديد بالخديعة، تمخض ذلك عن تجربة الإنسان مع العلم والتكنولوجيا حيث لم يجن الإنسان بعد طول اعتداد بالعلم إلا الدمار والجهل المتفاقم.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
التأويل
سؤال:(1/1048)
لماذا يعمد الخطاب العلماني إلى الإكثار من التأويل شديد التعسف ؟
يُعوِّل الخطاب العلماني كثيراً على التأويل في قراءته للقرآن الكريم، لأن التأويل مفهوم قرآني يمكن الولوج منه بسهولة إلى الغايات التي يبحث عنها هذا الخطاب وتحت هذه المظلة يمارس هذا الخطاب آلياته في القراءة والتي لا صلة لها بالمفهوم القرآني مطلقاً.
لقد قال هاملتون جب بصراحة: "".. لكن الأجيال الإسلامية المعاصرة تحتاج إلى أكثر من هذا القول، فيجب أن يُثبَت لها أن لا شيء في القرآن من التناقض ولا من الباطل... وأن الفكر العلمي أو الروائي التاريخي المعاصر لم يكتشف شيئاً يعارض سلطة القرآن وأوامره، لنصل بها إلى نتيجة لا نبلغها إلا إذا اعتمدنا على القول بأنه من كلام الله، وأنه لا يجوز الخوض فيه قليلاً أو كثيراً... فالمطلوب أساساً هو التأويل "". وعلى هذا الدرب يخطو الخطاب العلماني حين يقرر "".. ولهذا كان التأويل الطريق الملَكيُّ الذي انتهجه العقل العربي في طلب الحق، بل إنه في النهاية طريق كل عقل في تعامله مع النص وفي قراءته لتاريخه "".(1/1049)
هكذا فالتأويل طريق ملكي، ثم إنه الطريق الوحيد لأنه طريق كل عقل، وفي طلب الحق أيضاً، ولكن التأويل عند الخطاب الآنف الذكر هو التحريف، والنسخ، والتزوير، والتقويل !! ربما يظن القارئ أنني أتجنى وأبالغ، ولكن لنقرأ النص التالي: "" مع أن مبرر كل مفكر جدير بلقبه أن يمارس التفكير بطريقة مغايرة للذين سبقوه إذا لم يشأ أن يكون مجرد شارح مبسط أو تابع مقلد، أو حارس مدافع عن العقيدة والحقيقة، والتفكير بصورة مغايرة يعني أن نُبدِّل وننسخ أو نُحرِّف ونُحوِّر أو نُزحزح ونُقلِّب أو نُنقِّب ونكشف أو نحفر ونُفكِّك، أو نُرمِّم ونُطعِّم، أو نُفسِّر ونُؤوِّل، فهذه وجوه للتفكير وللقراءة في النصوص لا أزعم أني أقوم بحصرها واستقصائها "". إنها جميعاً معاني وآليات ممكنة لقراءة النصوص والتفكير فيها ومن هنا نجد أركون "" منشغل منذ زمن بتأويل النص المقدس أو الذي قدسه تراكم الزمن ومرور القرون "".
ربما يكون ذلك لأن التأويل بنظر الخطاب العلماني "" هو الصخرة العاتية التي تكسرت عليها وحدة الفكر الإسلامي"". وبالتالي يمكن لهذا الخطاب أن يُسهم بدوره في تكسير هذه الوحدة "" إن التأويل إحياء لثقافتنا، بل لا إحياء دون تأويل، التأويل هو طريقنا إلى الحياة "". وذلك لأنه عن طريقه يتم اختراق النص بأفق اجتهادي تجديدي، وإقامة توازن بينه وبين الواقع المتغير.
هذا هو - إذن - الباعث الذي يدفع الخطاب العلماني للدفاع عن مفهوم التأويل ووضْعه في موضع المظلوم والمُدان في تراثنا وثقافتنا، فالفكرة الشائعة – بنظره - في تراثنا تُعلي من قيمة التفسير، وتغض من قيمة التأويل، وتتقبل الأول وترفض الثاني وتصمه بأنه ضلال وزيغ.(1/1050)
حصل هذا – بنظره - في مرحلة متأخرة وخصوصاً على أيدي الأشاعرة، ولذلك فالعودة إلى التأويل عودة إلى الأصل، لأن السلف - وفيهم الطبري ومن قبْله - كانوا يستخدمون التفسير والتأويل بمعنى واحد، ولأن كلمة تفسير وردت مرة واحدة في القرآن، وكلمة تأويل وردت سبع عشرة مرة، مما يدل على أن التأويل أكثر لزوماً وضرورة من التفسير.
كما أن كلمة تفسير في أصل استخدامها تعني الواضح البين، وهي بهذا المعنى لا تعكس المعنى المقصود من حركة الذهن المعرفية إزاء موضوع المعرفة وهو المعنى الذي تدل عليه كلمة تأويل. التفسير يرمي فقط إلى الكشف عن مراد قائل النص ومعنى الخطاب وهو ما لا يكتفي به الخطاب العلماني، لأنه يطمح إلى أكثر من ذلك، إلى انتهاك النص عن طريق التأويل، لأن التأويل صرفٌ للفظ إلى معنى يحتمله. بل يطمح إلى أكثر من ذلك، إلى التفكيك الذي يقْطع الصلة بين النص وقائله وبين المعنى واحتمالاته.
هذا هو التأويل في المفهوم العلماني من حيث المبدأ وهو يبدو لنا جلياً من خلال الأسس التي يقوم عليها.
-----------------------------------
سؤال:
ما هي الأسس والمنطلقات للتأويل في الخطاب العلماني العربي " التأويل المنفلت المتعسف " ؟
أبرز أسسهم:
1 – الأصل في الكلام التأويل:
كل كلام يُتأول لأننا نتعامل مع لغة بشرية نسبية، فالتأويل لازم من لوازم اللغة، وهو صفة ملازمة لكل خطاب دون تفريق بين النص الواضح، النص " النص " في المصطلح الأصولي، وبين المجمل أو المبهم أو المتشابه. ودون تفريق أيضاً بين العقائد والأمور المعلومة من الدين بالضرورة والمجمع عليها، وبين غيرها مما هو خاضع للاجتهاد والرأي. "" ومن ثم فالتأويل ضرورة للنص، ولا يوجد نص إلا ويمكن تأويله من أجل إيجاد الواقع الخاص به... حتى النصوص الجلية الواضحة التي لا تحتاج في فهمها إلى تأويل... حتى هذه النصوص لفهمها حدساً تحتاج إلى مضمون معاصر يكون أساس الحدس ""(1/1051)
وعلى ذلك يُعتبر أي شرح وأي تفسير نوعاً من التأويل لأن فيه اختياراً بين الألفاظ والكلمات، وترجيحاً بين الآراء وهذا كله يعكس موقف الباحث، فلا بد - بنظر الخطاب العلماني - من ملازمة التأويل لذاتية المفسر. لأن فهم النص لا يبدأ من قراءة النص وإنما يبدأ من خلفية القارئ وثقافته والدوال المكونة لهذه الثقافة وآفاقه المعرفية وبين النص.
والقرآن على ذلك كله متشابه وفيه دلالات محتملة لا تحصى، وتتيح للكل أن ينطقوا باسمه. وعلى ذلك لا يوجد نص مُحكم أو بالتعبير الأصولي " نصٌّ نص " يدل بمنطوقه على مفهومه دلالة مباشرة ولا يحتمل إلا وجهاً واحداً، وإن وُجد فهو نادر جداً، لأن طبيعة اللغة تعتمد على التجريد والتعميم في دلالتها، ""وهذا من شأنه أن يجعل إنتاج الدلالة في اللغة بشكل عام وفي النصوص الممتازة بشكل خاص لا يفارق جدلية النص / القارئ. إن تحديد المعنى المرجوح من المعنى الراجح في الظاهر أو المؤول تحديد مرهون بأفق القارئ وعقله "".
إن النص المحكم - بنظر الخطاب العلماني - الذي لا يحتمل إلا دلالة واحدة لا وجود له في الأرض، قد يكون موجوداً السماء، وليكن أما أهل الأرض فيريدون النص المتشابه المتعدد الاحتمالات الذي يلبي حاجات الواقع في كل تغيراته وتطوراته، لأن النص المحكم ذو البعد الواحد الذي يكون أُحادي التصور نص إمبريالي دكتاتوري، أما النص المتشابه المراوغ فهو النص الثري الذي يستجيب لإمكانيات القراءة المتعددة.
إن قوة النص في حجبه ومخاتلته لا في إفصاحه وبيانه، في اشتباهه والتباسه، لا في إحكامه وأحكامه، فالنص ليس نصاً على المراد بقدر ما هو حيِّز لممارسة آلياته المختلفة في الحجب والخداع والتحوير، والكبت والاستبعاد، وهذا شأن كلمة الحقيقة ذاتها فهي تُخفي بالضبط ما تشير إليه.(1/1052)
ولشدة وقع الكلام الآنف الذكر قد يظن القارئ المسلم أن هذا الكلام بما أنه صادر عن مسلمين لا يمكن أن يكون القرآن داخلاً فيه، أي لعل المقصود هو النصوص الأدبية وغيرها من
نصوص البشر ؟ ولكن الحقيقة أن الخطاب المذكور يصرح بأنه لا يفرق بين النص القرآني وغيره من نصوص البشر "" فالنصوص جميعها سواء "" والقرآن ليس بمنأى عن ذلك ولا عبرة بكلام مفسري القرآن التقليديين.
2 - لا توجد قراءة بريئة:
هذا منطلق الخطاب العلماني لأن أي تأويل بنظره لابد من أن يستر وراءه بواعث أو غايات " أيديولوجية " فالقراءة لا يمكن أن تكون حيادية على ذلك لأنها تستند إلى ثقافة القارئ ومكوناته الفكرية والعلمية. وإن القول بقراءة بريئة أو خطاب برئ على صعيد الفكر الإسلامي يمثل خطلاً معرفياً لا بد أن يتحدر من موقع " إيديولوجي " وهمي إيهامي.
ومن هنا ذهب الخطاب العلماني يردد في مواطن كثيرة هذه الكلمة التي قالها آلتوسير وهي أنه لا توجد قراءة بريئة.
3 - ليس للنصوص معاني ثابتة أو دلالات ذاتية:
فلا توجد عناصر جوهرية ثابتة للنصوص، بل لكل قراءة بالمعنى التاريخي، الاجتماعي جوهرها الذي تكشفه في النص، وليس للألفاظ أي دلالة ذاتية، فالنص لا يحمل في ذاته دلالة جاهزة ونهائية، بل هو فضاء دلالي، وإمكان تأويلي.(1/1053)
والقراءة لا تخرج من مأزقها إلا إذا توقفنا عن النظر إلى النص بوصفه أُحادي المعنى، وإلى القراءة بوصفها تتطابق مع النص، لأن أحادية المعنى خداع على المستوى المعرفي، وأحادية المعنى تعني حقاً إمبريالية النص، ولذلك فالنص الذي ينص على الحقيقة ينتهي بانتهائها، ولكن النص لا يقول الحقيقة. إن النص صورة، بلا مضمون وروح بلا جسد، والقراءة هي التي تعطيه المعنى، لأنه عمل إنساني خالص منذ تدوينه الأول حتى قراءته الأخيرة، ولا يحتوي على معنى موضوعي، والقراءة هي التي تحيله إلى معنى، النص عمل إيديولوجي صرف. ولا يمكن الوصول إلى المعنى الحقيقي الموضوعي للنص، والقصد الإلهي منه، لأنه لا وجود لهذا المعنى فالمعنى متغير من عصر إلى عصر.
4 - تأنسن النص القرآني:
إن القرآن الكريم في منظور الخطاب العلماني كما أسلفنا لا يفلت من هذه القراءة النسبية المفتوحة فهو "" ما إن انتقل من فضائه الإلهي إلى الفضاء الإنساني حتى أخذ يعيش حالة من التشظي الدلالي المعنمي [!!] عبر البشر الفرادى والمجتمعين المتشظين وفق مواقعهم المجتمعية [!!] والمعرفية الأيديولوجية "".
فمنذ أن نزل القرآن إلى البشر أصبح نصاً تاريخياً لأنه تحول من كتاب تنزيل إلى كتاب تأويل فأصبح كتاباً بشرياً "" تاريخياً واجتماعياً وتراثياً "". إن كتاب التنزيل أطلق كتاب التأويل وأحدث معه نمطاً من القطيعة الإبستمولوجية النسبية وتحول "" النص منذ لحظة نزوله الأولى - أي مع قراءة النبي له لحظة الوحي - تحول من كونه نصاً إلهياً، وصار فهماً " نصاً إنسانياً " لأنه تحول من التنزيل إلى التأويل. إن فهم النبي للنص يمثل أولى مراحل حركة النص في تفاعله بالعقل البشري "" لقد " تأنسن " النص..(1/1054)
فالنص تدوين لروح العصر من خلال تجارب فردية وجماعية في مواقف معينة متعددة متباينة فهو عمل إنساني خالص لأنه يتحدث بلغة إنسانية نسبية، فالوحي على ذلك تأنسن عندما تحول عبر الرسول إلى كلمة إنسانية "" إن النصوص الدينية... تأنست منذ تجسدت في التاريخ واللغة وتوجهت بمنطوقها ومدلولها إلى البشر في واقع تاريخي محدد، إنها محكومة بجدلية الثبات والتغير، فالنصوص ثابتة في المنطوق متغيرة في المفهوم "".
5 - النسبية:
ما دام القرآن تأنس فليس من حق أحد من البشر في منظور الخطاب العلماني أن يُقرر معنىً نهائياً للقرآن، لأنه عندئذ سيضع نفسه وصياً على الناس بوصاية إلهية.
حتى على مستوى العقائد لا يمكن لأحد من الناس أن يتكلم باسم الله لأنه سيجعل من نفسه نائباً عن الإله، ومن هنا فليس من حق أحد أن يفرض تصوراً معيناً لله، لأن الله بعيد عن المنال، بعيد عن التصور، ولا يمكن للبشر أن يصلوا إليه بشكل مباشر، وإنما يقدمون عنه تصورات مختلفة بحسب المجتمعات والعصور، ثم يتخيلون أن هذه الصورة هي الله ذاته، إن البشر لا يمكنهم أن يتوصلوا إلى الله إلا عن طريق وساطة بشرية هي اللغة، وهي لغة نسبية خاضعة للتأويل، ولذلك على المسلمين أن يُعيدوا النظر في العلاقة القديمة بين الإنسان والله، كما فعل نيتشة، عليهم أن يقوموا بتأويل التصور الموروث عن العصور الوسطى، لأن هذا التصور مرعب مخيف يشل حركة الإنسان.
وعندما أعلن نيتشة عن موت الله فهو يعني موت تصور معين لله، ذلك التصور كان ينبغي أن يموت لأنه تصور مظلم قمعي، ليحل محله تصور أكثر محبة ورحمة وغفراناً. ويمكن القول إن التصور الحديث يتجلى بالأمل، والخلود، والحرية والعدالة، هذا هو الله بالنسبة للتصور الحديث والعالم الحديث.(1/1055)
هذا هو التأويل العلماني لقضية الألوهية - أهم قضية يتحدث عنها القرآن الكريم - فليس من الضروري أن تظل كما فهمها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته والتابعون، لأن تصورهم لله تصور قروسطي، قمعي، مظلم، عنيف، مرعب "" إذ لا شك أن أي مؤمن وأي شاك ستطيب نفسه إن تمَكَّن من تفسير الحكمة الإلهية في إهلاك شعب مقابل ناقة تلدها صخرة، كما لا جدال أن إيجاد تفسير معقول لإفناء قوم نوح في ضوء المعقول الآني الذي يفرض حرية الاعتقاد سيكون مريحاً لكثير من النفوس الحيرى والقلقة "".
ومن هنا فإن القرآن بنظر الخطاب العلماني ليس له ثوابت، بل هو مجموعة من المتغيرات يَقرأ كل عصر فيه نفسه، وهو قابل لكل ما يُراد منه، وهكذا وُظِّف في التاريخ، ولا توجد قراءات صحيحة وأخرى خاطئة، فالقراءات كلها صحيحة، والخطأ هو قراءة المعاصرين للقرآن بمنظور غير عصري. ولذلك فمن "" السخف الحقيقي الذي نأباه على أنفسنا أن نحدد أخيراً المعنى الحقيقي للقرآن ""، فليس للقرآن معنى محدد نهائي إنه "" يقول كل شيءٍ دون أن يقول شيئاً "". إنه مفتوح على جميع المعاني، إنه كون من العلامات والرموز، ويمكن أن يتسع حتى لتأويلات المخالفين للإسلام، ويتكيف مع كل الاتجاهات والأغراض، لأنه من حق غير المسلمين الذين يعيشون في المجتمع الإسلامي أن يفسروا القرآن بما يوافق ثقافاتهم ومعتقداتهم، ولذلك جاء النص مجملاً عاماً كلياً لأنه رحمة للعالمين وهداية للناس،
ومن يتمسك بفهم خاص يعتبره هو الفهم الصحيح بإطلاق يخرج من مظلة الرحمة الإلهية، ذلك أن القرآن الكريم - بنظر الخطاب العلماني – "" لا ينُص على الحقيقة، لأن الخطاب الذي يكون مجرد نص على الحقيقة ينتهي بانتهاء الوقائع التي هي إجراءات للحقيقة... النص لا يقول الحقيقة بل يفتح علاقة مع الحقيقة "".(1/1056)
ولذلك فالتأويل يعني أن الحقيقة لم تُقَل مرة واحدة، وأن كل تأويل هو إعادة تَأَوُّل، ولا مانع أن يأتي التأويل بالمتناقضات، وكلما كان النص عصيِّاً عل الفهم كلما أمكن توظيفه بشكل أكثر والنص القرآني قادر على توليد مختلف القراءات والتأويلات حتى التعارض والشقاق
6 - لا نهائية المعنى:
مضمون هذه الفقرة في الواقع لا يختلف عن مضمون الفقرة السابقة، ولكننا أفردناها مستقلة فقط للتأكيد على أن النسبية التي يتحدث عنها الخطاب العلماني تؤدي إلى هذه النتيجة " الهرمينوطيقية ".
فما دام القرآن كما رأينا لا ينص على الحقيقة، ولا يقول شيئاً ويقول كل شيءٍ فإن المعاني فيه لا نهائية ولا تقف عند حد "" والذين يسعون لإرجاع نص حر غير منتظم تتفجر منه آلاف المعاني... إلى عرض منهجي خطي إنما يقعون في تناقض لغوي سمج، فلا يمكن نقل الكلام ذي البنية الأسطورية إلى مجرد كلام دال بدون إفقار قصي لجملة معقدة من المفاهيم "" ولذلك فلا يحق لأي تفسير أن يُغلق القرآن، لأن النصوص تُنتِج دائماً دلالات جديدة مفتوحة مطردة،والركون إلى التفسير الحرفي موت للنص. ولذلك يجب أن يكون التأويل بلا حدود حيث تصل الكلمة إلى مرحلة التحرير، تحرير الكلمة وإطلاق قيدها لتصل إلى درجة الصفر درجة اللامعنى، أي درجة كل الاحتمالات الممكنة، فالكلمة حرة مطلقة من كل ما يُقيِّدها، وبذلك فهي لا تعني شيئاً، وهي قادرة في نفس الوقت على أن تعني كل شيء.
7 - الفراغات أو ما بين السطور:
لا يثق الخطاب العلماني بالنص القرآني، لماذا ؟ بسبب قوته وممارسته للحجب والاستبعاد لهذا قالوا: "" نحن لا نثق بالنصوص كل الثقة، ليس لأنها تتصف بالضعف والركاكة، بل بالعكس بسبب من قوتها بالذات... ذلك أن الكلام القوي يمارس سلطته في الحجب والمنع والاستبعاد … يصدق هذا على كل النصوص التي تحتمل التأويل وبنوع خاص على النصوص الشعرية والنبوية والفلسفية "".(1/1057)
ولأنه خطاب مثله مثل غيره في كونه إنتاجاً معرفياً ضمن منتوجات أخرى خاضع لإكراهات اللغة، بالإضافة إلى كون النص القرآني - بنظر الخطاب العلماني - ذا بنية أسطورية فإنه يمارس آليات الحجب والطمس والتحوير والتحويل.
ولذلك على القارئ - بنظر الخطاب العلماني - أن لا يُعنى ""بما ينطق به الخطاب بقدر ما يُعنى بما يسكت عنه ويحجبه من بداهات ومصادرات "". لأن "" مهمة الفهم هي السعي لكشف الغامض والمستتر من خلال الواضح المكشوف، اكتشاف ما لم يقله النص من خلال ما يقوله بالفعل "" لأن ""الكلام مخادع مخاتل، والنص عمل متشابه مراوغ...فهو يلعب من وراء الذات "" "" وإذا كان النص لا يقول الحقيقة بل يخلق حقيقته فلا ينبغي التعامل مع النصوص بما تقول وتنص عليه، أو بما تعلنه وتصرح به، بل بما تسكت عنه ولا تقوله، بما تخفيه وتستبعده""."" يجب أن نبحث في النص عما لم يقله المؤلف، فنجد فيه عكس ما يصرح به"" "" فالنص يحتاج إلى عين ترى فيه ما لم يره المؤلف، وما لم يخطر له "". ""مهمة القارئ الناقد أن لا يؤخذ بما يقوله النص، مهمته أن يتحرر من سلطة النص لكي يقرأ ما لا يقوله "" "" إن نقد النص هو قراءة ما لم يقرأ "" وذلك حتى نعثر على معنى المعنى، فنتحرر من سلطة النصوص، ونكف عن التعامل معها وكأنها أو ثان تعبد.
هذه هي إذن المعاصرة التي يتوخاها الخطاب العلماني في قراءة النص، فلكي يكون النص معاصراً لنا علينا أن نضفي عليه ما نريده نحن، ونُقوِّله ما لم يقل.
8 - التأويل إنتاج للنص:(1/1058)
التفسير والشرح للنص في منظور الخطاب العلماني خُدعة، لأن الشرح يحل محل النص، ويعيد إنتاج النص، فهو نص جديد، لأنه لا ترادف في اللغة ولا اشتراك. إن القارئ يخلق النص، فهو خلاق آخر يواكب خلاق النص حيث "" يصبح القارئ مؤلفاً كما كان المؤلف قارئاً، ويتحول العمل الفردي إلى عمل جماعي، النص إذن إبداع مستمر، وخلق جماعي، لا فرق بين تأليفه وقراءاته، بين وضعه وانتحاله، بين فهمه وشرحه"".
فالقراءة للنص هي عملية إكمال من خلال التراكم المعرفي، تتم في الزمانين الوجودي والتاريخي من خلال شعور الفرد والجماعة وتراكم الخبرات فيهما معاً، وبعد كل تراكم معرفي يأخذ النص أبعاداً جديدة لم تكن مقروءة فيه من قبل، ولا تكون موجودة في النواة الأولى للنص، وهذا هو معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف أي على مستويات تفسير النص طبقاً لأعماق الشعور، وطبقاً لتراكم المعرفة من عصر إلى عصر، فالآيات ليس لها حقيقة معينة إلا ما في شعور الإنسان، وقراءتها لا تحتاج إلا إلى خبرة القارئ الشخصية واليومية التي يكتسبها من خلال تجربته ومعايشته للحياة والواقع.
وهكذا في منظور الخطاب العلماني فإن الشرح " الفرع " ينسخ الأصل، أي أن النص الشارح ينسخ النص المشروح، فالمؤلف الذي يؤلف كتاباً لكي ينقذك من ضلالك يصبح كلامه أولى من الكلام الإلهي، وهذا شأن كل خطاب يدور حول النبوة والله والأصول، إنه يعمل للحلول محل النصوص التي سبقته بدءاً من النص القرآني حتى آخر كلام قيل حوله، لأنه من المستحيل حصول تطابق دلالي بين خطاب التفسير، والنص المراد تفسيره.(1/1059)
وبذلك تتحول علاقة القارئ بالنص إلى علاقة ناسخ بمنسوخ، لأن القراءة للنص ليست استهلاكاً، وإنما إعادة إنتاج وإعادة كتابة له، وعليه فلا سبيل إلى إيجاد قراءة موضوعية لأي نص، وستظل القراءة تجربة شخصيته، ويظل إنتاج الدلالة فعلاً مشتركاً بين القارئ والنص، ويظل النص متجدداً بتعدد القراء من جهة، وباختلاف الظروف من جهة أخرى.
9 - الرمزية:
الإنسان في الخطاب العلماني "" يحيا بالرمز وفي الرمز وللرمز "". ومن هنا يلح هذا الخطاب على جعل القرآن الكريم مجموعة رموز أو مجازات لكي يستطيع أن يرمز بها لما يريد، ويضمنها بما يرغب، فالرمزية تُتيح للقارئ حرية أوسع في تقويل النص، وعليه فالقرآن - بنظر الخطاب العلماني - كالأناجيل ليس إلا "" مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري، إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانوناً واضحاً "". ولغة القرآن بنظر هذا الخطاب نادراً ما تكون تصريحية، وإنما هي تلميحية في معظم الأحيان ولذلك فإنها قابلة للتعميم على الأحوال المختلفة.
ومن هنا يستدل الخطاب العلماني بأحاديث منسوبة إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل "" لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوهاً كثيرة "". وأيضاً "" القرآن نزل على وجوه كثيرة فخذوا بوجهه الحسن أو الأحسن "". يقولون ذلك من أجل أن يقبل القرآن التعددية القرائية ويقبل عملية التشظي إلى ما لا نهاية أي"" قابليته لأن يعني باستمرار "". "" لو لم نتخذ هذا الموقف التعددي منهجياً لكنا طمسنا إحدى خصائص القرآن الأساسية ألا وهي قابليته لأن يعني، أي لأن يعطي معنى باستمرار ويولد هذا المعنى "" أي "" قابليته لتوليد المعنى وللإيحاء...هذه الفكرة الغالية جداً على رولان بارت "".
10- التناص:
ويعنون بذلك أن القرآن الكريم أسهمت في تشكيله نصوص سابقة عليه كالتوراة والإنجيل والشعر الجاهلي والسجع وغير ذلك. وهو ما حاول أن يؤسس له من خلفية ماركسية نصر حامد أبو زيد.(1/1060)
هذه هي الأسس التأويلية التي تتم قراءة القرآن الكريم من خلالها وهي أسس هرمينوطيقية كما سيتضح لنا فيما بعد لا صلة لها بمفهوم التأويل في الإسلام ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه التأويلية العلمانية المفتوحة تستند في قراءتها للنص القرآني على بعض المفاهيم الأصولية والصوفية وذلك لتقويل القرآن بكل ما يرغب به قراؤه ومن ثم تكريس تاريخيته ونسبيته ومن هذه المفاهيم: - الكلية والإجمالية التي تبدو في القرآن " المجمل في أصول الفقه ".
- المحكم والمتشابه.
- الظاهر والباطن.
- القراءات والأحرف السبعة. وهو ما يسميه طيب تيزيني "" اختراق النص متنياً "".
-العموم والخصوص.
هذه بنظر الخطاب العلماني مداخل كبرى لجعل النص مرناً مطواعاً لكل التأويلات والتفسيرات والاجتهادات.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
حتمية العلمانية
سؤال:
هل ستعم العلمانية العالم بشكل لا مفر منه، أي هل العلمانية حتمية ؟
0000000000
أولاً: ماذا يقول العلمانيون ؟
العلمانية عند هذه الثلة من المفكرين ليست خياراً إيديولوجياً بقدر ما هي واقع تاريخي موضوعي في آن، وهذا يعني أنها ظاهرة حتمية لا مرد لها، أو ظاهرة طبيعية كالزلزال والبراكين، وهي واقعة لا محالة، لأن الغرب هو السائق والقطار تحرك، ولذلك ينصحنا دعاتها أن نكف عن المقاومة والمواجهة لأن هذا لن ينفعنا ولن يجدينا شيئاً فالتيار جارف.
ولكن السؤال: لماذا هذه الوثوقية المطلقة في تأكيد حتمية العلمانية، ولماذا هذه المصادرة على التاريخ والمستقبل ؟
الإجابة: من منظور علماني تتمثل في كون الدراسات الأوربية والأمريكية المتطورة اعتبرت العلمانية واقعاً مُسلَّماً به ولا يختلف في ذلك اثنان، واعتبرت العلمانية أمراً محسوماً أو يكاد.!! وما دامت – أمريكا – قالت فقد صدقت !!!.(1/1061)
أما نحن فلا نزال نسمع نداءات تعتبر العلمانية أمراً مدسوساً، ولا يزال الحديث عن العلمانية في واقعنا العربي يجلب التهم بالوقوع تحت هيمنة الغزو الغربي، ويغلب على الكتابات الإسلامية المنطق العدائي، والأفكار المتشنجة، ومعالجات يغلب عليها الخطاب الاحتفالي ويلاحظ ذلك فيما يكتبه أنور الجندي، وعماد الدين خليل، ومحمد مهدي شمس الدين ومحسن الميلي، هذا " النوع من المفكرين الإسلامويين " !! الذين يستبطنون مواقف " أيديولوجية " عن العلمانية.
ولكي يدعم الفكر العلماني رؤيته في حتمية الظاهرة العلمانية يبحث في الواقع الاجتماعي عما يؤكد ذلك:
لقد قال قاسم أمين قبل مائة سنة: "" وكل ناظر في أحوال هيئتنا الاجتماعية الحاضرة يجد فيها ما يدل على أن النساء عندنا قطعن دور الاستعباد، ولم يبق بينهن وبين الحرية إلا حجاب رقيق إذ يرى:
- شعوراً جديداً عند المصريين بالحاجة إلى تربية بناتهم بعد أن كن جاهلات.
- انزواء ظاهرة الحجاب وتلاشيها شيئاً فشيئاً.
- تراجع الشبان عن الزواج على الطريقة التقليدية وتأففهم من الفصل بينهم وبين مخطوباتهم.
- اهتمام الحكومة وبعض أبناء البلاد وفي مقدمتهم صاحب الفضيلة الشيخ محمد عبده بإصلاح المحاكم الشرعية "".
وعبر طه حسين عن أثر العلمانية في الحياة المصرية عندما قال: "" حياتنا المادية أوربية خالصة في الطبقات الراقية وهي في الطبقات الأخرى تختلف قرباً وبعداً من الحياة الأوربية باختلاف قدرة الأفراد والجماعات..."".
هكذا وصف دعاة العلمانية الحال في الربع الأول من القرن العشرين فما حالها عند دعاتها اليوم ؟
"" العلمنة تكتسح اليوم تحت غطاء ديني وشعارات دينية كل أرض الإسلام ولا أحد يعلم ذلك "" والأمارات الدالة على العلمانية في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بينة أكثر من أي وقت مضى مثل تولي المحاكم المدنية لزمام القضاء، وإزاحة المحاكم الشرعية عن مركز الصدارة وتهميشها.(1/1062)
وتعلْمَن الزمان باستخدام التقويم الشمسي بدلاً من التقويم القمري المرتبط بالشعائر والطقوس، وتَعلْمَن المكان بحيث أصبح الاعتبار للوطن والقومية بدلاً من الدين، وتَعلْمَنت المعرفة عندما استندت إلى الطبيعة والتاريخ بدلاً من الكتب المقدسة كمرجعيات، وتعلمنت السلطة السياسية عندما اعتَبر الدستور المشاركة الشعبية بدلاً من الاستخلاف في الأرض.
حصل هذا لدينا عندما استبدلنا المحاميين والقضاة والأساتذة المدنيين بالشيوخ والفقهاء وقضاة الشرع، والمكاتب الرشدية بالمدارس الشرعية والكتاتيب، ثم بالمدارس والجامعات، وعندما اعتمدنا أسساً لمعارفنا العقلية العلوم الطبيعية والتاريخية والجغرافية بدلاً من الركون إلى المعرفة بالجن والعفاريت والزقوم ويأجوج ومأجوج، وموقع جبل قاف !!، والتداوي بالرقي والطلاسم والأسماء الحسنى.
حصل هذا عندما أقمنا نُظُماً قضائية تتناسب وحياة العصر وسنن الرقي، بإلغاء أحكام الردة في الدولة العثمانية في عام 1858م وقبول شهادة الذميين في السنة نفسها، واعتبار المسلم غير العثماني بحكم الأجنبي، وإلغاء الجزية، وتجنيد الأقباط في الجيش المصري ابتداء من عام 1855 م.
كما يتضح الاكتساح العلماني لمجتمعاتنا فيما نلاحظه من شيوع النماذج الغربية في وسائل الإعلام، والمبادلات التجارية، والمواصلات، والسياحة، وكل المظاهر المادية، ويتبع ذلك كثيراً من القيم الجديدة، وبروز الخلل واضحاً بين الاستمساك بالأنماط التقليدية في شؤون الحياة والعيش، وبين ما نلاحظه من إقبال على التغرب بكل أشكاله الملازمة لحياتنا.
ولعل أهم المرتكزات التي تؤكد اجتياح العلمنة لحياتنا هو انقراض المدرسة القرآنية التقليدية التي كانت قائمةً في المساجد، وظهور نظام التعليم الغربي، بدلاً من نظام التعليم العتيق في الكتاتيب والمدارس القرآنية والجوامع.(1/1063)
كل هذا يؤكد – في المنظور العلماني - أن مسار العلمنة يفعل فعله في المجتمعات الإسلامية كأعمق ما يكون الفعل، وأن العلمنة ما فتئت تغزو المجتمعات العربية في العمق، وبصفة ثابتة لا رجعة فيها على المدى الطويل، المدى الوحيد الذي تعترف به الحضارة. كما يؤكد "" أن الإسلام قد فقد بعدُ قسماً كبيراً من قيمة تفسيره للكون، وهو من جهة أخرى في هذا المستوى يعيش نفس المشاكل التي تعيشها سائر الديانات التي أصبح اعتناقها ينزع شيئاً فشيئاً إلى أن يكون اختياراً قلقاً "".
000000000000000000
ثانياً: كيف ننقض مقولاتهم ؟
بغض النظر عن اللهجة العدوانية والاستفزازية التي يتحدث بها عزيز العظمة والتي تفتقر إلى أدنى مقومات المنطق العلمي والمحاكمة العقلية، فإن ما يشير إليه هو وعبد المجيد الشرفي من مظاهر يؤكدون بها حتمية العلمنة وسيرورتها التي لا مفر منها - كما يزعمون - ليست اختياراً ديمقراطياً للأمة، ولم تقبله الأمة في أي يوم من الأيام، وكانت كل هذه المظاهر التي يتحدثون عنها مرفوضة، ولا تزال مرفوضة لدى الغالبية الساحقة من أبناء هذه الأمة.
إن إلغاء المحاكم الشرعية والكتاتيب وإلغاء تطبيق الشريعة الإسلامية، وإلغاء التقويم الهجري، وفرْض النظم والقوانين الغربية الوضعية وغير ذلك من المظاهر فُرض على هذه الأمة بالحديد والنار، وبالقتل والإبادة، والتعذيب والإرهاب من شرذمة من الحكام المستبدين الذين يمارسون كل ذلك تحت مباركة الاستعمار الغربي وتحالف " العلمانية الفاشية ".
إن الأمة لو أتيح لها الآن الاختيار - بعد كل سنوات العلمنة - لاختارت إسلامها وشريعتها دون تردد وإن أبرز مثال على ذلك حالة تركيا التي مُورست فيها العلمانية الفاشية بأبشع صورها على يد أتاتورك وأتباعه ولكن ماذا حصدت العلمانية ؟(1/1064)
يجيب على ذلك باحث تركي فيقول: "" ومع كل هذا - جهود العلمانية – فإن أهم سمة تلفت الانتباه في سلوك الأتراك هي أن رسوخ العقيدة الدينية وعمقها لم تتغيرا، وما زالا يفعلان فعلهما في مجموعات واسعة من الشعب التركي [ بعد عقود طويلة من سياسة العلمنة ]، ومع ذلك أيضاً لا يزال العلمانيون الأتراك يعتبرون ذلك انتصاراً للظلامية على العلم "".
وما يزعمه الشرفي من انقراض الكتاتيب والمدارس القرآنية كعلامة على الاكتساح العلماني قد ينطبق على البيئة التي يعيش فيها هو، والمحيط الذي ينتمي إليه، ولكن هذا لا يعني أكثر من أنه هو وأمثاله يعيشون في أبراجٍ عاجية بعيدين عن سواد الأمة، فالمساجد لا تزال عامرة بالقرآن في كل بقاع العالم الإسلامي، والمدارس القرآنية في العطلة الصيفية تنشط في كافة الأوساط الإسلامية.
إن ما أريد أن أقوله هنا: إن العلمانية في البلاد الإسلامية ظاهرة موجودة لا يمكن إنكارها، ولكنها لم تشكل في الإسلام إلا قشرة رقيقة جداً لا تلبث طويلاً حتى تيبس ثم تتساقط متناثرة، إنها لم تنفذ ولن تنفذ أبداً إلى جوهر الإسلام وحقيقته، لأن الإسلام بطبيعته يستعصي على العلمنة، وقد أثبت خلال القرنين الماضيين أنه ليس كالمسيحية في الرضوخ للعلمنة، ذلك لأن ثوابته ومرتكزاته لا تقبل العبث مهما جهد العابثون، والسبب هو أنها قائمة على معجزة خالدة رَسَمت حدود هذه الثوابت والمرتكزات رسماً واضحاً لا لبس فيه فجاءت " كمثل المحجة البيضاء ليلها كنهارها " وستظل دائماً شاهدة على زيف المزيفين، وإرجاف المرجفين.
ولكن مع هذا فإن المشكلات التي نجمت عن مسار العلمنة وإن لم تمس جوهر الإسلام ولكنها أحدثت اضطراباً في أوساط المسلمين وفرقة في صفوفهم، وأبرز هذه المخاطر هو استيلاء التقليد والتغرب على عقول ثلة من النخبة المفكرة، حتى أصبحت هذه العقول في تبعية فكرية وحضارية تهدد مستقبل الأمة الحضاري.(1/1065)
إن شهادة التاريخ تثبت أن المسيحية الأولى كانت ضد العلمنة بصورة أكيدة وصريحة، وقد استمر ذلك عبر التاريخ حتى دخلت المسيحية في صراع مع العلمنة، كانت المسيحية هي الخاسرة، لقد حاولت المسيحية عبر القرون أن تقاوم ولكنها أخفقت، ومكمن الخطورة أنها عندما أخفقت أخذ منظروها المحدَثون يدعون المسيحيين إلى الانخراط في التيار، وتطوير المسيحية.
""إن جذور العلمنة لا تكمن في عقائد الكتاب المقدس بل في تأويلات الإنسان الغربي لها، إنها ليست ثمرة الإنجيل، بل هي ثمرة للتاريخ الطويل للصراع الفلسفي والميتافيزيقي بين رؤيتين كليتين للوجود يصدر عنهما الإنسان الغربي واحدة دينية والأخرى عقلانية خالصة "" "" وقد انفردت المسيحية وحدها من دون أديان العالم الكبرى جميعاً بأنها قد حولت مركز ظهورها من القدس إلى روما علامة على بداية تغريبها ""، وكان ذلك مؤشراً على بداية تعلمُنها، وقد ظلت المسيحية تُعدّل في معتقداتها وتتنازل عن ثوابتها، وتنقح الكتاب المقدس عبر المجامع المختلفة حتى انهارت قداستها وفقدت قيمتها كمرجعية أخلاقية دينية للإنسان الغربي.
أما الإسلام فتاريخ صراعه مع العلمنة عبر قرنين من الزمان يثبت أنها لم تؤثر فيه إلا على الشكل وقد بقي الجوهر والمضمون في غاية النقاء، وهذا الجوهر يشد الأمة دائماً إليه فتعيد صياغة نفسها شكلاً ومضموناً. ويمكن القول إن الجوهر والمضمون في الإسلام مثله مثل الراية التي تُرفع في المعركة فيظل الجنود ينجذبون إليها ويتراصُّون حولها، ويعيدون تنظيم أنفسهم لجولة جديدة من النزال.(1/1066)
إن استعصاء الإسلام على العلمنة أمرٌ أدهش باحثي علم الاجتماع فالعالم الإنجليزي " إرنست جيلنر " يقول: "" إن النظرية الاجتماعية التي تقول: إن المجتمع الصناعي والعلمي الحديث يُقوِّض الإيمان الديني - مقولة العلمنة - صالحة على العموم، لكن عالم الإسلام استثناء مدهش وتام جداً من هذا !! إنه لم تتم أي علمنة في عالم الإسلام، إن سيطرة الإسلام على المؤمنين به قوية، وهي أقوى مما كانت من مائة سنة مضت، إن الإسلام مقاوم للعلمنة في ظل مختلف النظم الراديكالية والتقليدية والتي تقف بين النوعين... والإصلاح الذاتي استجابة لدواعي الحداثة في عالم الإسلام يمكن أن يتم باسم الإيمان المحلي، وليس على حساب الإيمان "".
---------------
سؤال:
صحيح أن المسيحية مانعت العلمانية في البداية، لكنها سرعان ما استسلمت لها، يعني بعبارة أخرى: لمَ كانت ممانعة المسيحية للعلمانية أدنى من مستوى ممانعة الإسلام ؟
لبيان العوامل التي أسهمت في انخراط المسيحية في تيار العلمنة، واستعصاء الإسلام على ذلك يمكن ملاحظة ما يلي:
أولاً: صورة الله عز وجل وعنايته بالكون: إنها في الفكر الأرسطي الذي تبنته المسيحية صورة تساعد على العلمنة فالله مجرد خالق للعالم، لا علاقة له بتدبيره ورعايته. إن العالم كالساعة، ووظيفة الله أن يُشغّل هذه الساعة ثم يجلس بلا عمل [ سبحانه وتعالى ] وقد أكد الفلك الكوبرنيقي هذه الصورة، وأضاف إلى ذلك أن أزاح الإنسان عن المركز. وقد أفضنا في ذلك في الفصل الأول.
ثانياً: المقاصد الدنيوية اللاأخلاقية للقانون الروماني القائم على المنفعة المحضة دون نظر لأي اعتبارات دينية أو ماورائية. إن هذا القانون السائد في دولة ديانتها المسيحية أسهم في إخضاعها للتيار عندما أصبح جارفاً.
ثالثاً: الفصل في المسيحية بين ما لقيصر وما لله أعطى المبرر للعلمنة السياسية أولاً، ثم القانونية، ثم الأخلاقية.(1/1067)
رابعاً: عقيدة الصلب التي جعلت موت الإله ممكناً في الفكر المسيحي، فما دام الابن قد مات وهو إله، فلماذا لا يموت الأب أيضاً. ولمْ ينتظر الغرب طويلاً فقد أعلن نيتشه عن موته. سبحانه وتعالى.
خامساً: الثنائية الحادة والمتناقضة في تاريخ العلاقة بين لاهوتيين لا عقول لهم يمثلون الكنيسة، وعلماء طبيعيين لا أرواح ولا قلوب لهم يمثلون الدنيوية والمادية. ولا ننسى هنا الانفصام الشديد بين أخلاق الزهد والضعف والاستكانة التي تكرسها المسيحية، وبين الواقع الذي كان يعيشه الرهبان والبابوات من بذخ وفساد وترف، مما أفقد المسيحية الواقعية القابلة لإمكانية التطبيق.
------------------------------
سؤال:
لماذا يستعصي الإسلام على العلمنة ؟
إذا ما قورنت عوامل استسلام المسيحية للعلمانية بما يقابلها في الإسلام وجدنا:
أولاً: الله عز وجل – في الإسلام - ليس خالقاً عاطلاً عن العمل إنه - سبحانه وتعالى - خالق ومدبر " أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " [الأعراف: 54] بل إنه قيوم السماوات والأرض، أي إن استمرار قيام الكون بإرادته عز وجل " إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " [فاطر: 41] وهو ما كرسه الأشاعرة في نظرية الخلق المستمر. إن الله عز وجل إذا قطع إمداده للكون بالوجود تلاشى بما فيه.(1/1068)
ثانياً: علاقة الدين بالدنيا قائمة على الوصل وليس الفصل، فالدنيا خادمة للدين، وهي مزرعة الآخرة، وهي دار العبور، ولا بد من التزود منها " وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " ولكن الآخرة هي المراد والمقصد " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ... " [القصص: 77].
ثالثاً: الأخلاق في الإسلام واقعية لا تُحلِّق في المثالية، ومن شاء أن يسمو إلى المثالية فهو وذاك. إن المراد في الإسلام هو العدل، أما الإحسان فهو لمن أراد أن يتجاوز الحدود البشرية ويقترب من الملائكية، فالإسلام لا يمنعه بل يبارك له جهاده " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " [العنكبوت: 69]، ولن يضيع الله عز وجل عمله " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ " [البقرة: 143] وسيكافئه على ذلك " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه " [الزلزلة: 7]. ولكن النزول عن مرتبة العدل إلى الظلم هو المرفوض.
رابعاً: ليس هناك مقابلة بين العقل والنقل في الإسلام، إن ما يقابل العقل هو الجنون، إننا نقرأ النقل بالعقل ونفهمه به، والنقل هو القائد والهادي والمرشد.
خامساً: الوضوح: فالعقائد في الإسلام واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا رموز ولا أسرار ولا تعقيدات، أما في المسيحية فالعقائد غير مفهومة مبنية على الغموض والرموز ولذلك يقولون لك " آمن ثم أفهم " أما في الإسلام " إفهم ثم آمن " " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسؤولاً " [الإسراء: 36].
---
عبدالرحيم
01-21-2006, 02:56 PM(1/1069)
إخوتي بهذا تنتهي المقابلة مع الأخ الفاضل الدكتور أحمد الطعان..
ونفتح باب الأسئلة للإخوة في هذا الملتقى...
وأرجو من الأخ أحمد الطعان الإجابة عن السؤالين التاليين:
1. كيف تردون على المستدلين بالتاريخ في عدم صلاحية أحكام القرآن الكريم للتطبيق.
2. ما هي أخبث وأخطر مذاهب العلمانيين على القرآن الكريم.
وشكراً
---
أحمد الطعان
01-21-2006, 08:08 PM
إخوتي بهذا تنتهي المقابلة مع الأخ الفاضل الدكتور أحمد الطعان..
ونفتح باب الأسئلة للإخوة في هذا الملتقى...
وأرجو من الأخ أحمد الطعان الإجابة عن السؤالين التاليين:
1. كيف تردون على المستدلين بالتاريخ في عدم صلاحية أحكام القرآن الكريم للتطبيق.
2. ما هي أخبث وأخطر مذاهب العلمانيين على القرآن الكريم.
وشكراً
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل الأستاذ عبد الرحيم أشكرك على ثقتك وبارك الله في جهودك
أما فيما يتعلق بالاستدلال العلماني بالتاريخ فيكتنفه مغالطات :
- أولاً : أن التاريخ نُقل إلينا بغثه وثمينه والخطاب العلماني اعتاد على البحث في القمامة ولذلك فهو لا يرى في تاريخنا الوجه المشرق ولا يرى فيه إلا اللحظات المظلمة .
- ثانياً : على العلمانيين أن يأتونا بأزمة تاريخية أو حضارية أوقعنا فيها القرآن الكريم وليس انفصام المسلمين عنه .
- لماذا نتجاهل أن تاريخنا في أصله ومعظمه تاريخ مشرف والحالات البائسة حالات استثنائية لا يمكن اعتبارها معياراً للصلاح أو عدمه في تاريخ الأمم .
- إن وجود مذاهب متعددة ومختلفة في الإسلام لهو دليل ناصع على التعددية الفكرية والمساحة الواسعة المتاحة للاختلاف وهذا ما أنتجه الهدي القرآني في الأمة .
وأما فيما يتعلق بأخبث مذاهب العلمانيين :
فكلهم خبثاء لأنهم إما باحثون عن الشهرة أو عن أهوائهم وملذاتهم وكل ذلك على حساب الحقيقة .
والمخدوعون منهم سرعان ما يكتشفون العبث ويعودون إلى الجادة القويمة .(1/1070)
ومع ذلك يمكن القول إن أكثرهم دهاء ومكراً هم المؤولة أو بعبارة أصح المقوّلة وهم الذين يمارسون هدم الدين من داخله وبأدوات تبدو للناظر الساذج مشروعة ... إنه الهدم والتفكيك كما صرح كثير منهم عن طريق التأويل المنفلت ، فهم لا يظهرون التنكر للدين والرفض له وإنما القبول ومن ثم محاولة اللعب . تماماً كما فعل بولس بالمسيحية وكما حاول أن يفعل ابن سبأ لكن الله عز وجل حفظ هذه الأمة بحفظه لكتابها المبارك .
والله أعلم .
---
ماجد الخير
03-01-2006, 01:35 PM
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حبيت أطرح سؤال دائما يراودني الأ وهو :
س / ماهي العلمانيه ؟ ومتى نشئت ؟
وشكرا..........................
---
صفوت احمد حسن عوض
03-03-2006, 11:44 PM
استاذى الفاضل الدكتور احمد الطعان ...فى تصورى ان العلمانيين لا يهدفون بالضرورة الى الفصل بين الدين والدولة يقدر ما يهدفون الى الغاء الدين اساسا ... فالدين يفرض عليهم ما لا يطيقون من تبعات التكاليف الشرعية والعبادات المفروضة ... ولدينا الكثيرين فى مصر الذين يستنكرون رفع الاذان للصلاة لما يسبب لهم من الازعاج وعدم القدرة على مواصلة النوم بعد ليل حافل بالمساخر فما قولكم استاذى الفاضل؟ صفوت اجمد حسن
---
أحمد الطعان
03-04-2006, 02:44 PM
الأخ ماجد الخير
الأخ صفوت أحمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
ما تفضلتم به تم التعرض له بتفصيل في الحوار ... أرجو الاطلاع على الحوار
والسلام .
---
مسلم السعدون
03-17-2006, 03:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي سؤال اثاره احدهم مشككا بالقرآن قائلا:كيف يدعى تواتر القرآن مع هذا الخلاف الشديد في القرآت والمصاحف الخطية والاعراب والتفسير.ولا يوجد دليل حسي وثائقي يدل على نص واحد فقط. بل بعضهم حذف بعض السور من مصحفه. ارجوكم اجيبوني.
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته
---
أحمد الطعان
03-23-2006, 12:13 AM(1/1071)
هذا السؤال الذي أثاره فيك هذا المشكك هو من الغثاء الذي يجب أن ترتفع بعقلك عنه كيف لا يوجد دليل وثائقي والقرآن بين يديك وقد أجمعت عليه الأمة ؟ ! أما القراءات فيمكن مراجعة الكتب المتخصصة في ذلك ، وأما المصاحف الخطية فما مشكلتها إذا كان كل صحابي لديه مصحف خاص به يضيف إليه تفسيراته الخاصة وأفهامه فهو نسخة شخصية لا تعارض المتواتر لدى كل الأمة أما الإعراب والتفسير فماذا فيه ؟ ! ومن هو الصحابي الذي حذف بعض السور ؟ ولو فرضنا جدلا حصول ذلك فهل فعله يعارض آلاف الصحابة المتفرقين في الأمصار ؟ !
يمكن الاطلاع على هذا البحث :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2191
---
أحمد البريدي
03-31-2006, 03:02 PM
نشكر د. أحمد الطعان على هذه الإجابات المسددة , ولعلنا نكتفي بهذا القدر وشكر الله للجميع جهودهم .
---
(1/1072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب ( القول الفصل في قضية الهم بين يوسف وإمرأة العزيز)
---
كتاب ( القول الفصل في قضية الهم بين يوسف وإمرأة العزيز)
---
محمد حامد سليم
08-23-2005, 03:56 PM
هذا الكتاب يفند في 14 دليل قضية الهم التي كانت بين نبي الله يوسف وإمرأة العزيزعلى هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=1448
---
(1/1073)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل ( تفسير الخازن ) لباب التأويل في معاني التنزيل
---
حمّل ( تفسير الخازن ) لباب التأويل في معاني التنزيل
---
مسك
01-25-2006, 12:58 PM
اسم الكتاب : لباب التأويل في معاني التنزيل
اسم المؤلف : أبو الحسن علي بن محمد الخازن
نبذة عن الكتاب :
هذا الكتاب هو بمثابة تهذيب لتفسير الإمام البغوي يقول مصنفه في اختصاره هذا : ولم أجعل لنفسي تصرفا سوى النقل والانتخاب. ابتعد فيه عن التطويل، وحذف منه الأسانيد، أورد فيه التفسير الإفرادي والإجمالي واللغوي، وفضائل السور، وأسباب النزول، معتمدا في ذلك غالبا على الأحاديث النبوية والآثار الصحيحة مع تخريج الأحاديث والآثار، إضافة إلى الشواهد الشعرية العربية
:::: اضغط لتحميل نفسير الخازن رحمه الله :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=6&book=2281)
الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني ...
---
(1/1074)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مطلب : إلى أساتذة اللغة العربية
---
مطلب : إلى أساتذة اللغة العربية
---
لؤي أبو محمد
02-25-2005, 05:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضَّل لغتنا على غيرها تفضيلا فأنزل بها النور المبين تنزيلا
أما بعد فهذا رجاء إلى من يعلِّم اللغة العربية لم يسألني فيه أحد لعلمهم أني قليل البضاعة غير دري بهذه الصناعة
فإني والله لست أهلاً لقول ولا عمل ،ولكن الكريم يقبل من تطفل ولا يخيب من عليه عول فلذلك أطلب منكم هذين الطلبين
1- ربط الدروس النحوية بالقرآن عن طريق الاستشهاد بآيات القرآن الكريم فإن لم نجد شاهدا في القرآن الكريم- في القراءات المتواترة والشاذة - ففي الحديث الشريف .
فالقرآن الكريم والحديث المطهر لا يخلوان من شواهد اللغة العربية ودعونا نترك زيداً وعمروً في حالهما
فالمقصد هنا ربط طلاب اللغة العربية بالقرآن الكريم فلا تتركوهم يدعون الاستشهاد بكلام ربهم ليستشهدوا بكلام أعرابي بوال على عقبيه
2- ربط إعراب القرآن الكريم بالمعاني وبتفسير أهل السنة والجماعة - فالإعراب هو إيضاح المعنى - فلا نسقط القواعد الإعرابية دائما على آيات الله سبحانه وتعالى فمثلا في قوله تعالى ( وكان الله عليما حكيما)
لايستقيم المعنى في عقيدتنا إن قلنا أن كان : فعل ماض ناقص والأولى أن نقول كان : فعل دائم
وفي قوله سبحانه وتعالى {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2) سورة الفاتحة
لله: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره كائن أو موجود فيكون المعنى - الحمد كائن أو موجود لله والأولى تقديرنا كالآتي
لله: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره مستحق فيكون المعنى الحمد مستحق لله
أرجو لمن له تعليق أو إفادة أو رأي في هذا الموضوع أن لا يبخل به علينا
---
(1/1075)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الاستشراق كما في الموسوعة العربية العالمية
---
الاستشراق كما في الموسوعة العربية العالمية
---
مرهف
11-07-2005, 11:09 PM
في الحقيقة كنت أجمع همتي للكتابة في هذا الملتقى المبارك لأكتب لمحة عن الاستشراق وتاريخه وأعماله وخطورته وغير ذلك ولكني أثناء بحثي وجدت هذا الببحث في الموسوعة العربية العالمية وفيها نبذة جيدة ومختصرة وإن كان لي تعليق سأذكره فيما بعد على فقرة منه وهذا هو البحث :
الاستشراق تاريخه وأعماله :
الاستشراق حقل معرفي وإبداعي ضخم نشأ في الغرب (أوروبا وأمريكا الشمالية) لدراسة الثقافات الشرقية (الآسيوية غالبًا) وتمثلها في الفنون المختلفة. وتعتبر الجوانب العلمية والسياسية والدينية للاستشراق هي الأبرز بين جوانبه المختلفة، فقد كانت الهاجس الرئيسي وراء نشوئه. غير أن الجوانب الأخرى، في الفنون والآداب الغربية، ذات أهمية لمن يريد التعرف على ذلك الحقل في مختلف جوانبه. وقد اتضحت ضخامة الاستشراق وتعدد نواحي النشاط فيه في دراسة للناقد والمفكر العربي الأمريكي إدوارد سعيد. بعنوان الاستشراق (1978م) صدرت باللغة الإنجليزية ثم ترجمت إلى العربية. انظر: سعيد، إدوارد.
تاريخ الاستشراق وتطوره
بدأ الاستشراق في الأندلس (أسبانيا) في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، حين اشتدت حملة الصليبيين الأسبان على المسلمين. فقد دعا ألفونس -ملك قشتالة- ميشيل سكوت ليقوم بالبحث في علوم المسلمين وحضارتهم، فجمع سكوت طائفة من الرهبان بدير قرب طليطلة، وشرعوا في ترجمة بعض الكتب الإسلامية العربية إلى اللغات الأجنبية، ثم قدمها سكوت لملك صقلية الذي أمر باستنساخ نسخ منها وبعث بها هدية إلى جامعة باريس.(1/1076)
وكذلك، قام رئيس أساقفة طليطلة ريمون لول بنشاط كبير في الترجمة. ومع مرور الزمن توسع الأوروبيون في النقل والترجمة في مختلف الدراسات الإسلامية، وأنشئت في أوروبا مطابع عربية ـ بعد اختراع الطباعة ـ لطبع عدد من الكتب التي كانت تدرس في المدارس والجامعات الأوروبية.
وأنشئت كليات لتدريس اللغات الشرقية في عواصم أوروبا في مطلع القرن الثالث عشر الهجري (أواخر القرن الثامن عشر الميلادي)، وكان الغرض الأول منها تزويد السلطات الاستعمارية بخبراء في الشؤون الإسلامية ثم أخذ الطلاب المسلمون يؤمُّون هذه الكليات الأوروبية للدراسة فيها. ثم عمل المستشرقون في الدوائر العلمية والجامعات في كثير من الدول الإسلامية.
وأنشأت الدول الاستعمارية عدة مؤسسات في البلاد الإسلامية التي خضعت لنفوذها لخدمة الاستشراق ظاهريًا، وخدمة الاستعمار والتنصير حقيقة، منها في مصر: المعهد الشرقي بدير الدومينيكان، والمعهد الفرنسي، وندوة الكتاب، وكلية السلام، والجامعة الأمريكية وكلية فكتوريا ومدارس الراهبات والفرنسيسكان والفرير، وفي لبنان: جامعة القديس يوسف (الجامعة اليسوعية حاليًا) والجامعة الأمريكية، وفي سوريا: مدارس اللاييك، والفرير، وكلية السلام، وغيرها... وهكذا في كثير من الأقطار الإسلامية.
واشتهر في العهد الاستعماري عدد من المستشرقين الذين قاموا بإصدار مجلات في جميع الدول الإسلامية، وجمعوا بشتى الطرق المخطوطات العربية الإسلامية ونقلوها إلى بلادهم بأعداد هائلة بلغت في أوائل القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) مائتين وخمسين ألف مجلد من نوادر المخطوطات، ومازال العدد في تزايد حتى يومنا هذا.
عقد المستشرقون أول مؤتمر لهم في باريس عام 1290هـ، 1873م ثم توالت بعد ذلك المؤتمرات الاستشراقية التي تُلقى فيها البحوث والدراسات عن الشرق وأديانه وحضاراته، وما تزال مثل هذه المؤتمرات تُعقد حتى اليوم.
دوافع الاستشراق
الدافع الديني:(1/1077)
بدأ الاستشراق بالرهبان كما مضى، واستمر كذلك حتى العصر الحاضر. فكثير من المستشرقين تخصصوا في الدراسات اللاهوتية المتعلقة بالتوراة والإنجيل وأُعِدُّوا إعدادًا خاصًا للقيام بمهمة دراسة الإسلام والمسلمين لأهداف تنصيرية. يقول المستشرق البريطاني برنارد لويس: "إن آثار التعصب الديني الغربي لا تزال ظاهرة في مؤلفات عدد من العلماء المعاصرين وبعضها لا يزال مستترًا وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية". ويقول الباحثون إن الصورة المشوهة والتعصب الديني مازال قائمًا وخاصة في تصور المستشرقين للقرآن والرسول والإسلام عمومًا، ذلك أن الصورة التي شكَّلها الاستشراق إنما استمدها من مصادر كنسية كُتبت أيام الصراع العنيف بين الشرق والغرب إبان الحروب الصليبية وحروب الدولة العثمانية في أوروبا.
الدافع الاستعماري والسياسي:(1/1078)
ترتبط ظاهرة الاستشراق ارتباطًا عضويًا بظاهرة الاستعمار. فلكل الدول الاستعمارية الغربية مؤسسات استشراقية. وعندما فشلت الحروب الصليبية في تحقيق أهدافها الدينية والسياسية في العصور الوسطى، عاد الأوروبيون مرة أخرى إلى الشرق في ثوب الاستعمار، واتجهوا إلى دراسة كل شؤون البلاد الشرقية ليتعرفوا مواطن القوة فيها فيقضوا عليها، ومواطن الضعف فيغتنموها. وكان كثير من المستشرقين ـ وما زالوا ـ يعملون مستشارين لحكوماتهم في التخطيط لسياساتها الاستعمارية والتنصيرية في الشرق الإسلامي، وعلى سبيل المثال: كان المستشرق الهولندي سنوك هرخرونيه يعمل مستشارًا لحكومته في تخطيط سياستها ضد إندونيسيا المسلمة. وكان المستشرقان البريطانيان ماكدونالد وجِبْ يعملان مستشاريْن لحكومتهما في تخطيط سياستها ضد المسلمين في شبه القارة الهندية وغيرها، وعمل ماسينيون مستشارًا للحكومة الفرنسية في تخطيط سياستها ضد المسلمين في شمالي إفريقيا. وما زال المستشرق اليهودي برنارد لويس يعمل مستشارًا للحكومة الإسرائيلية في تخطيط سياستها ضد العرب والمسلمين. ولا تكاد تخلو سفارة من سفارات الدول الغربية لدى الدول الإسلامية من سكرتير أو ملحق ثقافي يجيد اللغة العربية يتمكن من الاتصال برجال الفكر والسياسة فيتعرف أفكارهم ويبث فيهم من الاتجاهات السياسية ما تريده دولته.
الدافع التجاري:
حرص بعض الغربيين على تشجيع الاستشراق الذي يُعينهم على معرفة أحوال الشرق الاقتصادية لترويج بضائعهم وشراء موارد الشرق الطبيعية والمواد الخام ومنافسة الصناعات المحلية التي كانت لها مصانع مزدهرة في مختلف البلاد الإسلامية.
الدافع العلمي:(1/1079)
أقبل بعض المستشرقين على دراسة حضارات الشرق من جميع جوانبها بدافع من حب الاطلاع المعرفي، وكان هؤلاء أقل من غيرهم خطأ في فهم الإسلام وحضارته، فجاءت أبحاثهم أقرب إلى الحق وإلى المنهج العلمي السليم من أبحاث الجمهرة الغالبة من المستشرقين، بل اهتدى بعضهم إلى الإسلام، مثل المستشرق الفرنسي رينيه الذي عاش في الجزائر فأعجب بالإسلام وأعلن إسلامه وتسمى باسم ناصر الدين رينيه وألف مع عالم جزائري كتابًا عن سيرة الرسول محمد ³، وله كتاب أشعة خاصة بنور الإسلام بين فيه تحامل قومه على الإسلام ورسوله.
الدافع الأدبي/ الفني :
منذ بداية الاتصال بين الشرق والغرب، لاسيما في بداية العصور الوسطى، كانت المعلومات عن الشرق والإسلام بوجه خاص تدخل الخيال الغربي وتؤثر في تشكل تقاليد أدبية وفنية ماتزال مستمرة في العديد من الأعمال الإبداعية. في ملحمة الشاعر الإيطالي دانتي "الكوميديا الإلهية" في القرن الثالث عشر الميلادي، نجد تصويرًا لشخصيات إسلامية تعكس الكيفية التي تصورت بها أوروبا النصرانية المسلمين آنذاك. انظر: دانتي أليجيري [ في الموسوعة ]. ثم نجد جانبًا مغايرًا إلى حد ما في بعض أعمال الشاعر الإنجليزي تشوسر في القرن الرابع عشر الميلادي ثم شكسبير في السادس عشر وفولتير في السابع عشر وهكذا عبر العصور حتى نصل العصر الحديث لتتواصل التناولات والتصورات الاستشراقية في أعمال العديد من الكتاب الغربيين ومنهم على سبيل المثال الروائي الأمريكي جون بارث الذي اهتم بـ ألف ليلة وليلة على نحو خاص.
أما على مستوى الفنون التشكيلية فإن أشهر ما أسفرت عنه التقاليد الاستشراقية هي اللوحات التي أنتجها فنانو العصرين الثامن عشر والتاسع عشر في أوروبا من أمثال الفرنسي دي لاكروا. انظر: التصوير التشكيلي.
أبرز وسائل المستشرقين لنشر أفكارهم:
1- تأليف الكتب المتخصصة في موضوعات مختلفة عن الإسلام وتراثه الحضاري.(1/1080)
2- إصدار المجلات الخاصة ببحوثهم عن المجتمعات الإسلامية، مثل مجلة العالم الإسلامي.
3- إلقاء المحاضرات في الجامعات والجمعيات العلمية.
4- الكتابة في الصحف المحلية ببلادهم والبلاد التي لهم فيها نفوذ.
5- عقد المؤتمرات لمناقشة القضايا الإسلامية للوصول إلى آراء تحقق لهم أهدافهم.
6- إنشاء موسوعة دائرة المعارف الإسلامية بعدة لغات.
7- إنشاء الجمعيات، مثل جمعيتي: المستشرقين الفرنسيين، الذين أصدروا المجلة الآسيوية، والمستشرقين الإنجليز الذين أصدروا مجلة الجمعية الآسيوية الملكية وجمعية المستشرقين الأمريكيين، الذين أصدروا مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية، وكذلك فعل المستشرقون في كل بلد من بلدان أوروبا.
أهم مؤلفات المستشرقين:
1- دائرة المعارف الإسلامية، صدرت في الفترة من 1332-1357هـ، 1913-1938م. وظهرت لها طبعة جديدة في الفترة من 1365 - 1397هـ، 1945 - 1977م.
2- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف، في ثمانية مجلدات، وشمل الكتب الستة المشهورة، بالإضافة إلى مسند الدارمي ومسند الإمام أحمد بن حنبل وموطأ الإمام مالك، رتَّبه ونظَّمه لفيف من المستشرقين ونشره الدكتور أ. ي. فينْسنك.
3- مفتاح كنوز السنة، تأليف الدكتور أ. ي. فينسنك. وضعه للكشف عن الأحاديث النبوية الشريفة المدونة في كتب أربعة عشر إمامًا.
4 - تاريخ الأدب العربي، ومؤلفه كارل بروكلمان.
أبرز المستشرقين المعتدلين :
1- توماس آرنولد (ت 1349هـ، 1930م)، إنجليزي، له كتاب الدعوة إلى الإسلام.
2- زيجريد هونكه، التي أبرزت تأثير الحضارة العربية الإسلامية على الغرب في مؤلفها الشهير شمس العرب تسطع على الغرب.
3- يوهان ج. رايسكه (ت 1188هـ، 1774م) ألماني، اتهم بالزندقة لموقفه الإيجابي من بعض جوانب الإسلام.(1/1081)
4- هادريان ربلاند (ت 1131هـ، 1718م)، هولندي، له كتاب الديانة المحمدية في جزءين، وضعته الكنيسة في قائمة الكتب المحرم تداولها لما فيه من بعض الإنصاف للإسلام.
أبرز المستشرقين المتعصبين :
1- لوي ماسينيون (1883 - 1962م)، فرنسي، منصِّر، له كتاب الحلاج الصوفي الشهير في الإسلام (1341هـ، 1922م).
2- د. س. مرجليوث (ت 1359هـ، 1940م، إنجليزي، له من الكتب التطورات المبكرة في الإسلام (1332هـ، 1913م)؛ محمد ومطلع الإسلام، (1323هـ، 1905م)؛ الجامعة الإسلامية (1331 هـ، 1912م).
3- أ. ج. آربري (1905م - 1969م)، إنجليزي، من كتبه: الإسلام اليوم (1362هـ، 1943م)؛ التصوف.
4- هـ. أ.ر. جب (ت 1385هـ، 1965م)، إنجليزي، من كتبه: المذهب المحمدي (1367هـ، 1947م)؛ الاتجاهات الحديثة في الإسلام (1367هـ، 1947م).
5- هنري لامانس اليسوعي (ت 1356هـ، 1937م)، فرنسي من محرري دائرة المعارف الإسلامية، له كتابا : الإسلام؛ الطائف.
6- جوزيف شاخت (1902 - 1969م)، ألماني، له كتابا: المدخل إلى الفقه الإسلامي؛ أصول الشريعة المحمدية.
7- د.ب. ماكدونالد (1863-1943م)، أمريكي، منصِّر، له كتابا: تطور علم الكلام والفقه والنظرية الدستورية (1349هـ، 1930م)؛ الموقف الديني والحياة في الإسلام (1326هـ، 1908م).
8- ر. أ. نيكولسون (1868 - 1945م)، إنجليزي، له كتابا: متصوفو الإسلام (1328هـ، 1910م)؛ التاريخ الأدبي للعرب، (1349هـ، 1930م).
9 - جولدزيهر (ت 1339هـ، 1920م)، مجري يهودي، من كتبه: تاريخ مذاهب التفسير الإسلامي.
10- أ. ج. فينسنك، وله كتاب عقيدة الإسلام (1351هـ، 1932م).
11- س.م. زويمر (1867 - 1952م)، أشهر منصِّر في هذا القرن، مؤسس مجلة العالم الإسلامي الأمريكية، له كتاب: الإسلام تَحَدٍّ لعقيدة، (1326هـ، 1908م).
12- غ. فون. غرونباوم، ألماني يهودي، له كتابا الأعياد المحمدية (1371هـ، 1951م)؛ دراسات في تاريخ الثقافة الإسلامية (1374هـ،1954م).(1/1082)
أبرز إيجابيات الاستشراق
1- الإسهام في تحقيق ونشر الكثير من كتب التراث الإسلامي.
2- تَمَيُّز بعضهم بالمنهجية العلمية التي تعينهم على البحث.
3- تعرف بعض الغربيين حقيقة الإسلام من كتابات المنصفين من المستشرقين.
أبرز سلبيات الاستشراق:
الانقياد للتحيز الثقافي. يقع معظم المستشرقين تحت هيمنة تكوينهم الثقافي الغربي الأساسي سواء كان نصرانيًا أم يهوديًا أم علمانيًا لا دينيًا، ويميلون نتيجة لذلك إلى التشكيك في صحة العقيدة الإسلامية، كما فعل مونتجمري واط في كتابه محمد في المدينة حين سعى إلى التشكيك في أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام، أو القول بعجز العرب بوصفهم من جنس بشري متدن عن صنع الحضارة، كما فعل إرنست رينان في تأريخه العنصري المؤيد للجنس الآري على الجنس السامي، وهكذا.
وقد دحض العلماء المحققون من أبناء الأمة الإسلامية هذه المزاعم في أبحاث ورسائل علمية لا يتسع المجال لذكرها. لكننا نذكر منها رأي بعض المستشرقين المنصفين ومنهم موريس بوكاي عن القرآن الكريم حيث يقول: "صحة القرآن الكريم لا تقبل الجدل، فهي تعطي النص مكانة خاصة بين كتب التنزيل ولا يشترك مع نص القرآن في هذه الصحة لا العهد القديم ولا العهد الجديد". وقد ألف موريس بوكاي كتابه: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ـ دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ليثبت أن القرآن وحي من الله، وأن التوراة والإنجيل مليئان بتحريف البشر وتأليفهم.
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid0
---
مرهف
11-09-2005, 12:52 AM
ملاحظات على بحث الاستشراق في الموسوعة السابقة :(1/1083)
أول هذه الملاحظات : أنها عرفت الاستشراق بحقل معرفي إبداعي ، وبرأيي أن تعريفها بهذا الوصف هو إلباسها ثوبا يغطي عورتها التي تفضح أصلها، فالاستشراق لم ينشأ لأجل المعرفة والابداع بل إنه لم يبدع إلا المغالطات والشبهات والتشكيكات تحت ستار الموضوعية والعلم والإنصاف مع أن الحقائق العلمية والتاريخية أثبتت أنهم أبعد الباحثين عنها.فكان الأولى أن يعرف الاستشراق بأنه ظاهرة فكرية ذات مرجعية دينية استعمارية عدوانية ،وذو نزعة عنصرية أوربية تهدف إلى تشويه الحضارة الإسلامية وتصدير الثقافة الإسلامية للمسلمين بلبوس تغريبي وتنصيري ويتخذ من الموضوعية والعلمية والتنوير والتجديد والتطوير ترساً له يتطفل من خلاله.
أما عن بدايته "من الصعب تحديد بداية للاستشراق ، إذ أن بعض المؤرخين يعودون به إلى أيام الدولة الإسلامية في الأندلس ، في حين يعود به آخرون إلى أيام الصليبيين ، بينما يرجعه كثيرون إلى أيام الدولة الأموية في القرن الثاني الهجري . وأنه نشط في الشام بواسطة الراهب يوحنا الدمشقي في كتابين الأول : حياة محمد . والثاني : حوار بين مسيحي ومسلم . وكان هدفه إرشاد النصارى في جدل المسلمين . وأيا كان الأمر فإن حركة الاستشراق قد انطلقت بباعث ديني يستهدف خدمة الاستعمار وتسهيل عمله ونشر المسيحية ".[1]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ http://www.khayma.com/bosaeed/adeaan/adeaan.htm
---
أنس
04-01-2006, 09:36 PM
أشكرك يا أخ :مرهف على مشاركتك الفعالة وشكراً .
---
(1/1084)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها
---
سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها
---
سلسبيل
02-24-2005, 01:24 PM
توطئة لابد منها
ما أشد حاجتنا اليوم إلى توحيد طاقات علمائنا فيما ينفع الأمة ويوحد كلمتها - والبعد عن المناظرات وتدبيج الكلام بما لا نفع فيه أو الخوض في مناظرات لاطائل منها ولا تمت بأي صلة لواقع الأمة وما تعيشة وكأن المهتمين بذلك في عالم غير العالم وهمٍّ غير الهم -فلئن توحدت كلمة العلماء فلعمري أي شقاق نخشى ؟!ولئن تفرقت فأي وحدة نرجو بعدها ؟ فالأمة ستعود لعزها يوم أن يعود العلماء لسلطانهم ويعودوا علماء ربانيين "لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله "
وأول طريق عودتهم هو تجريدهم هذا العلم لله تعالى والعمل به ثم ترك الجدل وحب الظهور والمناظرات والخلاف مما ابتلي به كثير من العلماء إلا من رحم ربي ولأن هذا الضرب من التناظر المذموم والجدل مما عمت به البلوى واستفحل الخطب سواء في المعاهد والكليات أو مجالس العلم والملتقيات بل حتى في المنتديات ولا نبالغ بالقول إنه أصبح السمة والمعلَم البارز للتجمعات العلمية ... فصرنا لا نخرج من تجمعاتنا – في الغالب – إلا بزيادة الخرق وتوسيع هوة الخلاف ، قال تعالى : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "
ولأننا في مركب واحد ونجاة العلماء نجاتنا جميعا
وغرقهم غرق للأمة بأسرها ولأنه رب مبلغ أوعى من سامع ... فإنني أسوق أسباب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها من كتاب إحياء علوم الدين لأبو حامد الغزالي وقد نقلتها بتصرف وإيجاز....لما رأيت من أهميتها وحاجتنا لها .(1/1085)
ولا يعرضن أحد عن الحق لمجرد أنه ظهر على لسان هذا العالم أو ذاك.... ولنقرأ الكلمات لا الهفوات السابقات
ولنتدبر المعاني لا الأسامي .
*********************
سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها " بتصرف "
أولا : سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وبداية ظهوره
" اعلم أن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم تولاها الخلفاء الراشدون المهديون وكانوا أئمة علماء بالله تعالى فقهاء في أحكامه وكانوا مستقلين بالفتاوى في الأقضية فكانوا لا يستعينون بالفقهاء إلا نادرا في وقائع لا يستغنى فيها عن المشاورة فتفرغ العلماء لعلم الآخرة وتجردوا لها وكانوا يتدافعون الفتاوى وما يتعلق بأحكام الخلق من الدنيا وأقبلوا على الله تعالى بكنه اجتهادهم كما نقل من سيرهم فلما أفضت الخلافة بعدهم إلى أقوام تولوها بغير استحقاق ولا استقلال بعلم الفتاوى والأحكام اضطروا إلى الاستعانة بالفقهاء وإلى استصحابهم في جميع أحوالهم لاستفتائهم في مجاري أحكامهم وكان قد بقي من علماء التابعين من هو مستمر على الطراز الأول وملازم صفو الدين ومواظب على سمت علماء السلف فكانوا إذا طلبوا هربوا وأعرضوا فاضطر الخلفاء إلى الإلحاح في طلبهم لتولية القضاء والحكومات فرأى أهل تلك الأعصار عز العلماء وإقبال الأئمة والولاة عليهم مع إعراضهم عنهم فاشرأبوا لطلب العلم توصلا إلى نيل العز ودرك الجاه من قبل الولاة فأكبوا على علم الفتاوى وعرضوا أنفسهم على الولاة وتعرفوا إليهم وطلبوا الولايات والصلات منهم فمنهم من حرم ومنهم من أنجح والمنجح لم يخل من ذل الطلب ومهانة الابتذال فأصبح الفقهاء بعد أن كانوا مطلوبين طالبين وبعد أن كانوا أعزة بالإعراض عن السلاطين أذلة بالإقبال عليهم إلا من وفقه الله تعالى في كل عصر من علماء دين الله وقد كان أكثر الإقبال في تلك الأعصار على علم الفتاوى والأقضية لشدة الحاجة إليها في الولايات والحكومات(1/1086)
ثم ظهر بعدهم من الصدور والأمراء من يسمع مقالات الناس في قواعد العقائد ومالت نفسه إلى سماع الحجج فيها فعلمت رغبته إلى المناظرة والمجادلة في الكلام فأكب الناس على علم الكلام وأكثروا فيه التصانيف ورتبوا فيه طرق المجادلات واستخرجوا فنون المناقضات في المقالات وزعموا أن غرضهم الذب عن دين الله والنضال عن السنة وقمع المبتدعة كما زعم من قبلهم أن غرضهم بالاشتغال بالفتاوى الدين وتقلد أحكام المسلمين إشفاقا على خلق الله ونصيحة لهم ثم ظهر بعد ذلك من الصدور من لم يستصوب الخوض في الكلام وفتح باب المناظرة فيه لما كان قد تولد من فتح بابه من التعصبات الفاحشة والخصومات الفاشية المفضية إلى إهراق الدماء وتخريب البلاد ومالت نفسه إلى المناظرة في الفقه وبيان الأولى من مذهب الشافعي وأبي حنيفة رضي الله عنهما على الخصوص فترك الناس الكلام وفنون العلم وانثالوا على المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة على الخصوص وزعموا أن غرضهم استنباط دقائق الشرع وتقرير علل المذهب وتمهيد أصول الفتاوى وأكثروا فيها التصانيف والاستنباطات ورتبوا فيها أنواع المجادلات والتصنيفات وهم مستمرون عليه إلى الآن فهذا هو الباعث على الإكباب على الخلافيات والمناظرات لا غير ولو مالت نفوس أرباب الدنيا إلى الخلاف مع إمام آخر من الأئمة أو إلى علم آخر من العلوم لمالوا أيضا معهم ولم يسكنوا عن التعلل بأن ما اشتغلوا به هو علم الدين وأن لا مطلب لهم سوى التقرب إلى رب العالمين . و التلبيس في تشبيه هذه المناظرات بمشاورات الصحابة ومفاوضات السلف و اعلم أن هؤلاء قد يستدرجون الناس إلى ذلك بأن غرضنا من المناظرات المباحثة عن الحق ليتضح فإن الحق مطلوب والتعاون على النظر في العلم وتوارد الخواطر مفيد ومؤثر هكذا كان عادة الصحابة رضي الله عنهم في مشاوراتهم .
ثم ذكر شروط وعلامات طلب الحق وهي ( بايجاز )(1/1087)
1- أن لا يشتغل به وهو من فروض الكفايات من لم يتفرغ من فروض الأعيان
2- أن لا يرى فرض كفاية أهم من المناظرة فإن رأى ما هو أهم وفعل غيره عصى بفعله .......... وربما يكون المناظر في مجلس مناظرته مشاهدا للحرير ملبوسا ومفروشا وهو ساكت ويناظر في مسألة لا يتفق وقوعها قط وإن وقعت قام بها جماعة من الفقهاء ثم يزعم أنه يريد أن يتقرب إلى الله تعالى بفروض الكفايات وقد روى أنس رضي الله عنه أنه قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عليه السلام إذا ظهرت المداهنة في خياركم والفاحشة في شراركم وتحول الملك في صغاركم والفقه في أراذلكم حديث أنس قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحديث أخرجه ابن ماجه بإسناد حسن
3- أن يكون المناظر مجتهدا يفتي برأيه لا بمذهب الشافعي وأبي حنيفة وغيرهما حتى إذا ظهر له الحق من مذهب أبي حنيفة ترك ما يوافق رأي الشافعي وأفتى بما ظهر له
4- الرابع أن لا يناظر إلا في مسألة واقعة أو قريبة الوقوع غالبا
فإن الصحابة رضي الله عنهم ما تشاوروا إلا فيما تجدد من الوقائع أو ما يغلب وقوعه كالفرائض ولا نرى المناظرين يهتمون بانتقاد المسائل التي تعم البلوى بالفتوى فيها بل يطلبون الطبوليات التي تسمع فيتسع مجال الجدل فيها كيفما كان الأمر وربما يتركون ما يكثر وقوعه ويقولون هذه مسألة خبرية أو هي من الزوايا فمن العجائب أن يكون المطلب هو الحق ثم يتركون المسألة لأنها خبرية ومدرك الحق فيها هو الإخبار أو لأنها ليست من الطبول فلا نطول فيها الكلام والمقصود في الحق أن يقصر الكلام ويبلغ الغاية على القرب لا أن يطول
5- أن تكون المناظرة في الخلوة أحب إليه وأهم من المحافل وبين أظهر الأكابر والسلاطين(1/1088)
6- أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه ويرى رفيقه معينا لا خصما ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق أن امرأة ردت على عمر رضي الله عنه ونبهته على الحق وهو في خطبته على ملإ من الناس فقال أصابت امرأة وأخطأ رجل.. فانظر إلى مناظري زمانك اليوم كيف يسود وجه أحدهم إذا اتضح الحق على لسان خصمه وكيف يخجل به وكيف يجهد في مجاحدته بأقصى قدرته وكيف يذم من أفحمه طول عمره ثم لا يستحي من تشبيه نفسه بالصحابة رضي الله عنهم في تعاونهم على النظر في الحق
7- أن لا يمنع معينه في النظر من الانتقال من دليل إلى دليل ومن إشكال إلى إشكال فهكذا كانت مناظرات السلف ويخرج من كلامه جميع دقائق الجدل المبتدعة فيما له وعليه كقوله هذا لا يلزمني ذكره ولا خلاف أن إظهار ما علم من علوم الدين بعد السؤال عنه واجب لازم فمعنى قوله لا يلزمني أي في شرع الجدل الذي أبدعناه بحكم التشهي والرغبة في طريق الاحتيال والمصارعة بالكلام لا يلزمني وإلا فهو لازم بالشرع فإنه بامتناعه عن الذكر إما كاذب وإما فاسق
8- أن يناظر من يتوقع الاستفادة منه ممن هو مشتغل بالعلم والغالب أنهم يحترزون من مناظرة الفحول والأكابر خوفا من ظهور الحق على ألسنتهم فيرغبون فيمن دونهم طمعا في ترويج الباطل عليهم.
ثم علق إجمالا على ماسبق بقوله " واعلم بالجملة أن من لا يناظر الشيطان وهو مستول على قلبه وهو أعدى عدو له ولا يزال يدعوه إلى هلاكه ثم يشتغل بمناظرة غيره في المسائل التي المجتهد فيها مصيب أو مساهم للمصيب في الأجر فهو ضحكة الشيطان وعبرة للمخلصين "
وقوله " فكذلك من غلب عليه حب الإفحام والغلبة في المناظرة وطلب الجاه والمباهاة دعاه ذلك إلى إضمار الخبائث كلها في النفس وهيج فيه جميع الأخلاق المذمومة "
بيان آفات المناظرة وما يتولد منها من مهلكات الأخلاق(1/1089)
1- الحسد، ولا ينفك المناظر عن الحسد فإنه تارة يغلب وتارة يغلب وتارة يحمد كلامه وأخرى يحمد كلام غيره فما دام يبقى في الدنيا واحد يذكره بقوة العلم والنظر أو يظن أنه أحسن منه كلاما وأقوى نظرا فلا بد أن يحسده ويحب زوال النعم عنه وانصراف القلوب والوجوه عنه إليه.
2- التكبر والترفع على الناس ، ولا ينفك المناظر عن التكبر على الأقران والأمثال والترفع إلى فوق قدره حتى إنهم ليتقاتلون على مجلس من المجالس يتنافسون فيه في الارتفاع والانخفاض والقرب من وسادة الصدر والبعد منها والتقدم في الدخول عند مضايق الطرق.
3- الحقد فلا يكاد المناظر يخلو عنه ، ولا ترى مناظرا يقدر على أن لا يضمر حقدا على من يحرك رأسه من كلام خصمه ويتوقف في كلامه فلا يقابله بحسن الإصغاء بل يضطر إذا شاهد ذلك إلى إضمار الحقد وتربيته في نفسه وغاية تماسكه الإخفاء بالنفاق ويترشح منه إلى الظاهر لا محالة في غالب الأمر بل لو صدر من خصمه أدنى سبب فيه قلة مبالاة بكلامه انغرس في صدره حقد لا يقلعه مدى الدهر إلى آخر العمر.
4- الغيبة وقد شبهها الله بأكل الميتة ولا يزال المناظر مثابرا على أكل الميتة فإنه لا ينفك عن حكاية كلام خصمه ومذمته وغاية تحفظه أن يصدق فيما يحكيه عليه ولا يكذب في الحكاية عنه فيحكي عنه لا محالة ما يدل على قصور كلامه وعجزه ونقصان فضله وهو الغيبة.
5- تزكية النفس قال الله سبحانه وتعالى فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى وقيل لحكيم ما الصدق القبيح فقال ثناء المرء على نفسه ولا يخلو المناظر من الثناء على نفسه بالقوة والغلبة والتقدم على الأقران ولا ينفك في أثناء المناظرة عن قوله لست ممن يخفى عليه أمثال هذه الأمور وأنا المتفنن في العلوم والمستقل بالأصول وحفظ الأحاديث وغير ذلك مما يتمدح به تارة على سبيل الصلف وتارة للحاجة إلى ترويج كلامه ومعلوم أن الصلف والتمدح مذمومان شرعا وعقلا.(1/1090)
6- التجسس وتتبع عورات الناس وقد قال تعالى ولا تجسسوا والمناظر لا ينفك عن طلب عثرات أقرانه وتتبع عورات خصومه حتى إنه ليخبر بورود مناظر إلى بلده فيطلب من يخبر بواطن أحواله ويستخرج بالسؤال مقابحه حتى يعدها ذخيرة لنفسه في إفضاحه وتخجيله إذا مست إليه حاجة حتى إنه ليستكشف عن أحوال صباه وعن عيوب بدنه فعساه يعثر على هفوة أو على عيب به.
7- الفرح لمساءة الناس والغم لمسارهم ومن لا يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه فهو بعيد من أخلاق المؤمنين فكل من طلب المباهاة بإظهار الفضل يسره لا محالة ما يسوء أقرانه وأشكاله الذين يسامونه في الفضل ويكون التباغض بينهم كما بين الضرائر.
8- النفاق فلا يحتاج إلى ذكر الشواهد في ذمه وهم مضطرون إليه فإنهم يلقون الخصوم ومحبيهم وأشياعهم ولا يجدون بدا من التودد إليهم باللسان وإظهار الشوق والاعتداد بمكانهم وأحوالهم ويعلم ذلك المخاطب والمخاطب وكل من يسمع منهم أن ذلك كذب وزور ونفاق وفجور فإنهم متوددون بالألسنة متباغضون بالقلوب نعوذ بالله العظيم منه فقد قال صلى الله عليه وسلم إذا تعلم الناس العلم وتركوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم.. الحديث أخرجه الطبراني من حديث سلمان بإسناد ضعيف رواه الحسن.(1/1091)
9- الاستكبار عن الحق وكراهته والحرص على المماراة فيه حتى إن أبغض شيء إلى المناظر أن يظهر على لسان خصمه الحق ومنهما ظهر تشمر لجحده وإنكاره بأقصى جهده وبذل غاية إمكانه في المخادعة والمكر والحيلة لدفعه حتى تصير المماراة فيه عادة طبيعية فلا يسمع كلاما إلا وينبعث من طبعه داعية الاعتراض عليه حتى يغلب ذلك على قلبه في أدلة القرآن وألفاظ الشرع فيضرب البعض منها بالبعض والمراء في مقابلة الباطل محذور إذ ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ترك المراء بالحق على الباطل قال صلى الله عليه وسلم من ترك المراء وهو مبطل بنى الله له بيتا في في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محق بنى الله له بيتا في أعلى الجنة حديث من ترك المراء وهو مبطل الحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس مع اختلاف قال الترمذي حسن.
10- الرياء وملاحظة الخلق والجهد في استمالة قلوبهم وصرف وجوههم والرياء هو الداء العضال الذي يدعو إلى أكبر الكبائر .
ثم ذكر أن هناك آفات أخرى متولدة عن هذه الآفات مثل :
الأنفة والغضب والبغضاء والطمع وحب طلب المال والجاه للتمكن من الغلبة والمباهاة والأشر والبطر وتعظيم الأغنياء والسلاطين والتردد إليهم والأخذ من حرامهم والتجمل بالخيول والمراكب والثياب المحظورة والاستحقار للناس بالفخر والخيلاء والخوض فيما لا يعني وكثرة الكلام وخروج الخشية والخوف والرحمة من القلب واستيلاء الغفلة عليه حتى لا يدري المصلي منهم في صلاته ما صلى وما الذي يقرأ ومن الذي يناجيه ولايحس بالخشوع من قلبه مع استغراق العمر في العلوم التي تعين في المناظرة مع أنها لا تنفع في الآخرة من تحسين العبارة وتسجيع اللفظ وحفظ النوادر إلى غير ذلك من أمور لا تحصى والمناظرون يتفاوتون فيها على حسب درجاتهم ولهم درجات شتى ولا ينفك أعظمهم دينا وأكثرهم عقلا عن جمل من مواد هذه الأخلاق وإنما غايته إخفاؤها ومجاهدة النفس بها .(1/1092)
ثم يختتم بقوله .....". وبالجملة هي لازمة لكل من يطلب بالعلم غير ثواب الله تعالى في الآخرة فالعلم لا يهمل العالم بل يهلكه هلاك الأبد أو يحييه حياة الأبد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه فلقد ضره مع أنه لم ينفعه وليته نجا منه رأسا برأس وهيهات هيهات فخطر العلم عظيم وطالبه طلب الملك المؤبد والنعيم السرمد فلا ينفك عن الملك أو الهلك "
---
عبدالرحمن الشهري
02-25-2005, 01:08 PM
موضوع جدير بالتأمل ، جزاك الله خيراً.
---
(1/1093)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من نفائس عبارات السلف في التفسير
---
من نفائس عبارات السلف في التفسير
---
العتيق
09-29-2006, 12:53 AM
للسلف الصالح رحمهم الله في التفسير عبارات نفيسة يستخرج منها الكثير من الفوائد في التفسير وأصوله , ولعلي اذكر منها مثالاً , وأحسب أن الأمثلة كثيرة :
قال الطبري (29/212) : حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد ـ في قوله : ( والتفت الساق بالساق )ـ قال : العلماء يقولون فيه قولين :
منهم من يقول : ساق الآخرة بساق الدنيا . وقال آخرون : قَلَّ ميت يموتُ إلا التفت إحدى ساقيه بالأخرى .
قال ابن زيد : غير أنا لا نشك أنها ساق الآخرة , وقرأ : ( إلى ربك يومئذ المساق ) قال : لما التفت الآخرة بالدنيا ؛ كان المساق إلى الله . قال : وهو أكثر قول من يقول ذلك .
من فوائد تفسير ابن زيد رحمه الله :
1 ـ حدوث الخلاف في التفسير بين السلف , ومعرفتهم بذلك .
2 ـ كيفية تعامل السلف مع الخلاف في التفسير . ( ويظهر في هذا المثال نقل الخلاف , والترجيح بدليل ) .
3 ـ التصريح بالاختيار .
4 ـ الاستدلال على الاختيار بقاعدتين هما :
أ ـ قاعدة السياق , وقوله تعالى : ( إلى ربك يومئذ المساق ) .
ب ـ قاعدة : قول الأكثر .
وهذا المثال يصلح في التأصيل لهاتين القاعدتين من قواعد الترجيح .
---
مساعد الطيار
09-29-2006, 02:12 PM
أخي ( العتيق ) أعتقني الله وإياك وإخواننا من النار
هذا تعليق مليح للغاية ، ولو عُمِل على تفسير السلف مثل هذا في استنباط الفوائد لخرجنا بأصول التفسير من عندهم هم ، ولحصل لنا فهم علمهم وطريقتهم عليهم رحمة الله .
ولأخينا نايف الزهراني تنكيتات كهذه ، اطلعت عليها في رسالته التي قدمها ـ وهي تنتظر المناقشة ـ لنيل درجة الماجستير ، ولعله يتحفنا بشيء مما عنده فيها .
---
أبو بيان(1/1094)
09-30-2006, 06:42 AM
من أعظم نعم الله على عبده أن يفتح له باباً من العلم يَصِله بعلم السلف وفقههم ومنهجهم, وقد استمتعت بشيء من ذلك في فترة أحسبها من أحسن الأيام وأكثرها فائدة.
وفكرة استخراج فوائد في التفسير وأصوله من عبارات السلف من أفضل وأحسن ما يمكن تقديمه لعلم التفسير, والعناية بهذا الجانب قليلة جداً, إلا في كتابات متناثرة هنا وهناك, على غير قصد للجمع, أو منهج محدد للدراسة.
ولو لم يكن من حسنات الشيخ الكريم أبي عبد الملك مساعد الطيار وفقه الله إلا إثارة هذا الجانب في نفوس الباحثين والدارسين لكفاه فضلاً وشرفاً.
ولعلي أشير إلى تفاصيل هذه الطريقة في موضوع خاص بإذن الله, مع نماذج تطبيقية.
وادعوا لأخيكم.
---
العتيق
12-14-2006, 07:35 AM
شيخنا المبارك : الشيخ مساعد الطيار حفظه الله تعالى , أشكر لك تشجيعك , وحسن ثنائك , فإنَّ ما كتبت ـ إن كنتُ وفقت فيه ـ فهو تطبيق لبعض ما ناديتَ , وكنتَ تُنادي به في كتبك ودروسك , فالفضل بعد الله جل وعز في كل ذلك لك , فإن نسيتُ لا أنسى ذلك الكتاب القيم ( فصول في أصول التفسير) بمقدمته الرائعة , وطرحه العلمي , واحسبُ أن رَحِمَ هذا الكتاب أخرجت أفكاراً وأبحاثاً للمتخصصين . وإن نسيتُ أخرى فلا أنسى تفسير جزء عم , والذي فيه كتبت , وبه أبنت عما كنت تنادي به . ولو لم يكن في هذا التفسير إلا الدعوة لقراءة تفسيرات السلف والتأمل فيها , وإخراج كنوزها , وتوجيه أقوالهم . ودراسة بعض ما اصطلحوا عليه . أقول لو لم يكن فيه إلا ذلك لكفى .
محبكم : العتيق
الخميس 23/11/1427هـ
---
رحمة
12-14-2006, 07:04 PM(1/1095)
أخي العتيق بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على إثرائك وفكرتك رائعة جداً حقاً هذا ما نحتاج إليه وخاصة للمتخصص فجزاك الله خير الجزاء وكما أشكر الأستاذ الدكتور مساعد الطيار جزيل الشكر على كتابه القيم فصول في أصول التفسير فقد قرأت هذا الكتاب وتفسيره لجزء عم فأسلوبه رائع جداً وقد استوقفتني بعض النقاط المهمة جداً لتفسير القرآن فلا يسعني إلا الثتاء والدعاء لأستاذنا بمزيد من التقدم لإرساء تعاليم الدين الحنيف
---
(1/1096)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا الفعل مشروع ؟
---
هل هذا الفعل مشروع ؟
---
أحمد الفالح
08-05-2006, 03:07 AM
الإخوة في الملتقى
أحد الإئمة يقرأ بجماعة المسجد في المغرب والعشاء والفجر من القرآن ، يبدأ بالبقرة إلى أن ينتهي ثم يعيد ، مع مراعاة أنه لا يفوت بعض السنن كأن يقرأ السجدة والإنسان فجر الجمعة وهكذا .
أرجوا من المشايخ الفضلاء إبداء وجهة النظر حول هذه المسألة ، أو النقل عن أحد مشايخنا ، فقد سمعت أن للشيخ بكر أبو زيد كلام فيها .
ولكم جزيل الشكر ،،،،،،
---
عبدالرحمن الشهري
08-08-2006, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم مانعاً شرعياً يمنع من مثل عمل هذا الإمام ، وسيره في إمامته للناس في الصلوات الجهرية على هذا المنوال ، وهي مسألة تنظيمية للقراءة إن لم يسلكها الإمام ، فسوف يقرأ في كل صلاة بما تيسر له دون ضابط وهذا لا إشكال فيه أيضاً ، غير أنه يظهر لي في تنظيم القراءة أثناء الإمامة على هذه الطريقة فوائد جمة ، أظن من يسير عليها يتوخاها ، ومنها :
1- إسماع المأمومين القرآن كاملاً طيلة مدة قراءته ، إضافة إلى تكثيف ذلك في شهر القرآن الكريم شهر رمضان ، ومع مراعاته لبعض السنن في فجر يوم الجمعة ، أو في صلاة المغرب بين الحين والآخر .
2- مراجعة الإمام لحفظه للقرآن الكريم وضبطه له ، فإن المراجعة للحفظ أثناء إمامة المصلين من أقوى وأنفع ما يعين على تثبيت الحفظ وضبطه .(1/1097)
3- إذهاب ما قد يعتري المأمومين من السأم ، وإعانتهم على التدبر عندما يسمعون كل صلاة آيات جديدة من القرآن الكريم ، بخلاف ما إذا داوم الإمام على قراءة مقاطع معينة لا يتجاوزها طيلة العام ، كأواخر سورة البقرة ، وسورة الحشر ، وقصار السور ، ونحوها . وقد كنت أعتب على أحد الإئمة الفضلاء مداومته على ثلاثة مقاطع لا يتجاوزها أبداً ، حيث أصبحنا نعرف ماذا سيقرأ قبل أن يبدأ ، مما يعني أن الملل قد يدخل إلى نفوس المأمومين من هذا الفعل . وما دام المقام مقام عبادة لله وخشوع وخضوع ، فإن الحرص على ما يعين على التدبر والخشوع مطلوبٌ .
4- في هذه الطريقة عون للإمام الذي يفسر القرآن الكريم لجماعة المسجد ، حيث يفسر لهم ما تلاه في إحدى الركعتين بعد الصلاة كصلاة العشاء ، ويأتي التفسير للآيات بعد سماعها مرتلة في الصلاة ، فيكون ذلك أدعى لتدبرها وفهم معانيها بالنسبة للمأمومين ، وقد جربت هذه الطريقة فوجدت فيها نفعاً عظيماً للإمام والمأموم على حد سواء .
وقد كتبت هذا دون مراجعة ما كتبه الدكتور بكر أبو زيد وفقه الله في كتابه (بدع القراء) إن كان له في ذلك كلام حسب إشارة أخي الكريم أحمد الفالح ، أو كلام غيره ممن تناول هذا الموضوع ، ولعله ييسر الله لي أو لغيري مراجعة ما قد يكون كُتب في هذا حتى يكتمل النظر في هذه المسألة إن شاء الله ، والله الموفق .
---
ناصر الماجد
08-08-2006, 06:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما ذكره السائل الكريم يفعله عدد من الأئمة بغية تحقيق عدد من المقاصد قد أشار إليها أخي د. عبد الرحمن وفقه الله(1/1098)
ولا أخفيكم فالنفس فيها شيء من هذا الفعل لا في أصله بل في المداومة عليه فإن البدع في الدين ـ ومن خلال الاستقراء ـ إما أن تقع في أصل الفعل المبتدع كمن يحدث عبادة جديدة في الدين، والقسم الثاني ما تعلق بصفة العبادة، فقد تكون العبادة مشروعة في أصلها، إلا أن المبتدع تتعلق بدعته بصفة العبادة، فالذكر والاستغفار مشروع في أصله لا يختلف في ذلك أحد، لكن بعض الصفات فيه قد تكون مبتدعة، كما يفعله طوائف من الصوفيه من الترنم والاهتزاز والاضطراب عند الدعاء وذكر الله تعالى، فهذه أمور مبتدعة لا في أصل العبادة، وإنما في في صفتها، وهذا قد يكون قريبا مما سأل عنه الأخ الكريم فإن قراءة القران مشروعة لا خلاف في ذلك، وإنما محل النظر إحداث طريقة في التلاوة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولم تؤثر عن صحابته، مع الملازمة لها والمداومة عليها.
هذا جانب، ومن جانب آخر؛ فإن من نظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهديه في قراءته؛ وجدها على خلاف ذلك، فقد كان النبي صلى الله يقرأ في صلاته بالسورة فيختمها جميعا، وربما قرأ من آخر السورة ـ وبحسب ما أعلم ـ فلم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرأ من وسط السورة، فالتزام سنته صلى الله عليه وسلم أولى وأحرى بنا.
ومما يمكن أن يحقق هذه المقاصد الحسنة التي أشار إليها أخي د. عبد الرحمن، أن يجعل الإمام لنفسه حزبا يقرأه في يومه وليلته شاملا للصلاة وخارجها يختم به القرآن، فحيث وقف استأنف قارئا بالمصلين، دون أن يخص ذلك بالصلاة خروجا من الإشكال. والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
08-08-2006, 07:26 PM(1/1099)
جزاكم الله أخيراً يا أبا فارس على هذه الإضافة النافعة للموضوع ، والمحذور الذي تفضلتم به هو في(الملازمة لها والمداومة عليها) ، ويمكن الخروج منه كما تفضلتم بعدم المداومة على هذا الفعل طيلة العام ، بل يفعله ثم يدعه حيناً وهكذا ، وبأن يواصل الإمام حيث وقف به ورده . وفي التنويع بينهما تحقيق لكثير من الفوائد التي ذكرتها .
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لمرضاته ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ففيها الخير كله .
---
أحمد الفالح
08-08-2006, 10:30 PM
أشكر لكما مروركما على هذا الموضوع
والحقيقة أنني أوافق الشيخ عبدالرحمن رأيه ونفسي تميل إلى ماقال ، وأقول للشيخ ناصر ألا يكون فعل الإمام هذا داخل في قوله تعالى " فاقرؤا ماتيسر منه " ، وحافظ القرآن متيسر له هذا ، مع مراعاة أنه يتقيد بفعل السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا سيما وأنه لم يرد مايمنع من فعله هذا ، وقد جربت هذا بنفسي ، وكان له وقعاً خاصاً على جماعة الجامع ، وقد أخبروني بذلك ،،،،
أرجوا إثراء الموضوع أكثر حتى نستفيد أكثر ، ونصحح المسار إن كنا على خطأ ،،،
أكرر الشكر والتقدير
---
مرهف
08-13-2006, 05:32 AM(1/1100)
لعل وصف ما يفعله الإمام بالبدعة تحجير لواسع والاستدلال على ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فيه نظر، وذلك لأن القرآن ما زال ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم واكتمل نزوله قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بفترة قصيرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن القراءة في الصلاة ليست وصفاً زائداً على العبادة بل هي عبادة وعند بعض الفقهاء واجب كما عند الحنفية مثلاً ، أما طريقة القراءة في الصلاة فهذا أمر مسكوت عنه شرعاً فيدخل في المباحات ولكل إمام طريقته واجتهاده في القراءة وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في قراءته في الصلاة هو من باب التشريع والجواز لا من باب الإلزام ولا من باب منع غيره فقد ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يختمون القرآن في التراويح في رمضان ولم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه أحد فهل نسمي فعلهم هذا بدعة!؟، وعلى فرض وجود الإنكار فإنه يكون من باب الاجتهاد من المنكر، والاختلاف في الاجتهاد باب واسع وفيه رحمة للأمة ولا يجوز حمل الناس على اجتهاد دون غيره ولذلك لا أرى أن فعل الإمام الذي يختم القرآن في القراءة في الصلاة له هذه الخطورة أو الأمر المبتدع كما ذكر بل هو أمر يجتهد فيه الإمام وله من الفوائد التي تعود على المصلين خاصة إن كان بينهم من يتعلم قراءة القرآن ويتابع الإمام في قراءته عداك عما ذكره الأخ د عبد الرحمن والله أعلم.
ولو كانت المداومة على القراءة بهذا الشكل من البدع إذن فالأئمة الذين يداومون على قراءة أربع آيات في كل ركعة من الصلوات الجهرية ـ وهذا أمر شهدته وحضرته في بعض المساجد ـ أيضاً مبتدعين في الصلاة وينجر الحكم بذلك على شريحة واسعة من الأئمة ..(1/1101)
ولذلك أرجو التمعن في الأمر والتروي في الحكم إذ لو اعتبرنا كل وصف غير وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أمراً مبتدعاً لفتح باب من الصعب سده ولنعتبر كل من يواظب مثلاً على لباس معين للصلاة ـ كما في بعض البلدان ـ أيضاً مبتدع مع أن اللباس أمر مشروع وهو متروك لأعراف الناس واجتهاداتهم وهكذا نوقع الناس في الحرج والاضطراب.
نعم إن ظن الناس أن المداومة على هذا العمل أو القراءة أن ذلك واجب أو فرض أو سنة فيترك أحياناً أو يبين الإمام الأمر لا على أنه بدعة وإنما رفعاً للبس يصيب الناس والله أعلم
---
(1/1102)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حول أفضل طبعة من شرح السنة؟
---
حول أفضل طبعة من شرح السنة؟
---
عبد الحي محمد
11-11-2006, 11:35 AM
أحسن الله لكم
أود أن أشتري كتاب (شرح السنة ) للبغوي ولكن يعترضني سؤال
ماهي أفضل طبعة لهذا الكتاب؟
رحمكم الله..
---
أبو العالية
11-11-2006, 12:30 PM
الحمد لله ، وبعد ..
عليك بطبعة المكتب الإسلامي ، تحقيق شيخنا شعيب الأرنؤوط حفظه الله تعالى .
فتح الله عليك وألهمك رشد نفسك .
---
(1/1103)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في القنوت على ضوء القرآن الكريم
---
بحث في القنوت على ضوء القرآن الكريم
---
ابنة الإسلام
09-15-2005, 12:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيوخي الأفاضل لدي بحث في القنوت فأرجوا منكم أن تدلوني على كتب تفيدني في البحث
وجزاكم الله خيرا
---
إبراهيم الحميضي
09-15-2005, 02:06 PM
أختي الكريمة : هناك بعض البحوث القصيرة والمختصرة في بحث هذا الموضوع من الناحية الفقهية منها :
1/ بحث للعلامة الشيخ بكر أبو زيد ضمن كتابه : تصحيح الدعاء .
2م بحث للشيخ عدنان عرعور بعنوان : أحكام القنوت .
3/ بحث بعنوان : دعاء القنوت ، بقلم علي العايد .
4/ هناك أيضا رسالة ماجستير في أحكام القنوت مسجلة في المعهد العالي للقضاء تقدم بها ابن أخي عبد الله الحميضي وهي في طور الإعداد .
ويمكن الاستفادة من رسالة الدعاء في القرآن الكريم ، ولم أطلع عليها .
ويبدو أن بحثك في التفسير الموضوعي ؛ فإن كان كذلك فلا بد من جمع موارد هذه الكلمة في القرآن ثم ترتيبها ترتيبا موضوعيا ، ثم تفسيرها ، واستنباط ما فيها من المعاني والهدايات والفوائد ، حسب المنهج المرسوم لك .
---
(1/1104)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عاجل.. رسالة من أهل السنة في العراق الى علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها
---
عاجل.. رسالة من أهل السنة في العراق الى علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها
---
العبادي
07-14-2006, 09:47 PM
كان فضيلة الشيخ المفضال الدكتور عبدالرحمن الشهري قد نشر مقالا في هذا المنتدى المبارك بعنوان: (هل غابت معاني القرآن في أحداث العراق؟) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2694) ورأينا من الإخوة الأفاضل المشاركة والتفاعل البنّاء، وهذا هو المنتظر من طلبة العلم في كل زمان، وهو أن يقفوا مع واقعهم، ويعرفوا ما يُحاك حولهم، بعين باصرة حكيمة، تدرك الأبعاد، وتفهم مرامي الأعداء، فعين طالب العلم ليست ككل عين، إنها عين متنورة بنور الوحيين، مهتدية بهداه، تردّ الفرع إلى الأصل، وتدرك مقتضى الحال، وتعطي البشرية الرؤية الصحيحة تجاه كل جديد، وما ينبغي لهم فعله، وما الدور الذي من الممكن القيام به.
هم العلماء وحدهم من يقدرون على هذا، أما الرعاع، والمتشبعين ما لم يُعطَوا، وأشباه العلماء من مدّعيه، فليس هذا مجالهم.
ومن هذا المنطلق أحببت أن أنقل للعلماء والأفاضل في هذا المنتدى رسالة إخواننا السنة في بلاد الرافدين الغالية، بلسانهم هم من هناك، نقلا عن موقعهم: (وكالة حق) (http://www.76news.net/) فإليكم معشر الكرام رسالة إخوانكم، وعلّقوا عليها بما ترونه صالحا والله من وراء القصد:
[line]
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، ونشهد ان محمدا عبده ورسوله .(1/1105)
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ! يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )).
أما بعد..
فهذه رسالة من المسلمين في ارض السواد إلى كل علماء المسلمين تحت أديم السماء
الى علماء الأمة
إلى ورثة الأنبياء
نقول لكم بأن هذه الرسالة لم تكن الأولى لكنها قد تكون الأخيرة وذلك لانتفاء سبب إرسال مثلها إما ليأس المرسل أو لاستجابة المرسل إليه ..
وما إرسالنا لهذه الرسالة إلا لعلمنا بأنكم ورثة نبينا صلى الله عليه وسلم لذلك نرجو منكم ان تسمعوا لنا كسماع رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي
منذ ثلاث سنوات ونحن نصرخ وننادي ..
يا امة محمد صلى الله عليه وسلم
يا امة الإسلام ..
يا امة التوحيد
يا علماء الإسلام .. يا علماء الإسلام.. يا علماء الإسلام
المسلمون يقتلون في العراق .. وما من مجيب
أعراضكم تنتهك في ارض السواد.. وما من مجيب
كتاب الله يهان في ارض العراق.. وما من مجيب
أرسلنا لكم الرسائل المكتوبة ..
أرسلنا لكم الرسل ..
صورنا جثث إخوانكم الذين قتلهم أعداء الله الرافضة بلا ذنب سوى أنهم يقولون لا اله إلا الله فأرسلناها لكم لعلها تحرك الساكن..
فلم نسمع جوابا من علماءنا (إلا من رحم الله ) سوى كلمات العدو تتردد على ألسنتهم : الإرهاب، الإرهابيون، التكفيريون، المتطرفون ..(1/1106)
للأسف كذب العدو عليكم كذبة فصدقتموه ... وتمنى عليكم تأييده في كذبته فأطعتموه .. وبذلك على حرب أحباب الله أعنتموه .. واستمر القتل وانتم صامتون... أي قلوب يا علماءنا تحملون ....
ماذا ستقولون لله يوم الدين .. إن سألكم عن دماء المسلمين...
نحن نأسف لأننا نخاطبكم بهذا الأسلوب وانتم علماءنا الأكابر .. ولكن ما أصابنا اكبر بكثير .. ما أصاب ديننا أمر خطير .. لابد للسكوت أن ينقطع .. ولابد للسكون أن يتحول إلى حركة .. لا نريد الكلام .. ولا نريد المحاضرات .. ولا نريد الكتب .. بيوتنا مليئة بالكتب .. والأشرطة ... كل يوم نراكم على الفضائيات ونسمع كلامكم وفتاواكم..
يا علماء الأمة نقول لكم باختصار:
المسلمون هنا ليسوا بحاجة لمن يعلمهم أركان الصلاة إنما بحاجة إلى مكان يقيمون فيه الصلاة .
والله لقد حفظنا مقدار نصاب الزكاة لكنكم لم تقولوا لنا ماذا نفعل إذا منعنا من إخراج الزكاة .
سينسى المسلمون هنا صوت الأذان وعلماءنا مشغولون بأحكام تلاوة القرآن.
أفتونا مأجورين يرحمكم الله ..
ماحكم من يسب الله ... ماحكم من يسب رسول الله
ما حكم من يهين كتاب الله .. ما حكم من يجهر بسب صحابة رسول الله ..
ما حكم من يتحالف مع اعداء الله لقتل أحباب الله ..
ما حكم من يحرق بيوت الله... ما حكم من يمنع الأذان والصلاة في مساجد الله ...
ما حكم من يسكت على هؤلاء ..
ما حكم من يحول ارض الإسلام إلى ارض شرك يعبد عليها غير الله ..
ما حكم من يقتل المسلمين بغير ذنب .
ما حكم من سكت على قتل المسلمين..
ما حكم من كان سكوته سببا في قتل المسلمين...
ما حكم من لم يستجب لاستغاثة إخوانه المسلمين ...
ما حكم من ينظر إلى أخيه المسلم وهو يذبح أمام عينيه ولا يحرك ساكنا ..
ما حكم من يرى مساجد الله تهدم ولا يتحرك لإنقاذها ..
ما حكمكم يا صامتون(1/1107)
إخوانكم أهل السنة في العراق يقولون لكم .. الوقت ليس وقت تأليف الكتب .. ولا وقت محاضرات .. الوقت ليس وقت كلام ..
ترجموا لنا عمليا ما كنتم تأمرون به وتنهون عنه ترجموا الكلام الى عمل ..
فوالله لن نغفر لكم سكوتكم وبيوت الله تحرق في بلادنا ..
والله لن نغفر لكم سكوتكم والصلاة قد منعت في مساجدنا
والله لن نغفر لكم ومساجدنا حولها الرافضة إلى معابد لهم يرفع من على مآذنها صوت الشرك .
ألا تثأرون لدين الله... ألا تثأرون لإخوانكم الذين يقتلهم الرافضة ..
أين انتم من الجسد الواحد الذي شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين به وقال ( إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
لقد ناديناكم كثيرا فلم تستجيبوا .. إلا من رحم الله
اعذرونا يا سادتنا ياعلماءنا لأننا نخاطبكم بهذا الأسلوب لكن الأمر جلل وليس الخبر كالمعاينة
عذرا يا علماءنا إن كنا قد أسأنا الأدب معكم ...
لكن والله انه أهون عليكم بكثير من عتاب الله لكم يوم الحساب
يا علماءنا الأجلاء .. والله لقد تربينا على كتبكم .. وخطبكم ودروسكم
تعلمنا الإسلام منكم .. ونشرنا في أهلينا الإسلام بصوتكم .. ولا زالت كلماتكم ترن في آذاننا
لكننا اليوم نطالبكم بترجمة عملية لكل ما قلتموه.. لكل الكلمات التي تفوهمتم بها تعليما لنا ولكل المسلمين .
يا علماءنا لتكن أصواتكم التي تلوتم بها قول الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ! كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ))
لتكن تلك الاصوات هي نفسها التي تنادي المسلمين في العالم اليوم لينهضوا من نومهم .. لينقذوا بيوت الله .. لينقذوا الإسلام في ارض الرافدين .
يا علماء الأمة .. يا ورثة الانبياء ..(1/1108)
نكتب لكم هذا الكلام اليوم واكثر من 200 مسجد قد اعتدى عليها الرافضة .. استولوا على بعضها وحرقوا البعض الآخر .. نعم ياعلماء الامة لقد احرقوها بما فيها من مصاحف وكتب علم .. احرقوا المنابر.. فعلو مالم يفعله المغول في بغداد ... نكتب لكم هذه الكلمات وقلوبنا تنزف دما على اخواننا الذين قتلهم الرافضة خلال هذه الايام .. نعم ياعلماء الامة قتلوا شيوخ المساجد .. قتلوا علماءنا قتلوا المصلين ... نكتب لكم هذه الكلمات في هذه الليلة وأجساد اخواننا الذين استشهدوا لم تبرد بعد ودماءهم لم تجف ... نعم يا علماء الامة استشهدوا قبل سويعات من كتابة هذه الرسالة وهم يدافعون عن بيوت الله وبيوتهم واعراضهم بعد ان اغار عليهم الروافض في هذه الليلة ...
يا علماء الأمة , انقذو انفسكم بمواقف نرى اثرها اليوم قبل غد ...
فبعزة الله وجلاله لن نغفر لكم سكوتكم على ما يجري لنا ولديننا في ارض العراق وسنكون خصما يوم القيامة لكل من لم يتحرك لإنقاذ المسلمين في هذا البلد أو يبدي أي موقف هو قادر عليه ولم يفعل ..
أعلنوا ما سكتم عن إعلانه ... لم يبق مبررا للسكوت ...
نشهد المولى بأننا كنا لكم مبلغين
ولقاؤنا يوم الدين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ...
أهل السنة في العراق .
ننتظر مشاركاتكم وتعليقاتكم البنّاءة .. وجزى الله خيرا من أعان على النشر
---
منصور مهران
07-14-2006, 11:01 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
اللهم ثبت قلوب إخواننا السنة في العراق وفي كل مكان ،
اللهم أعنا لغوثهم ونصرتهم ،
اللهم اجمع شملهم ، وقوِّ فيهم رضاك عنهم ، وثبت أقدامهم ، وزلزل عدوهم .
اللهم آمين .
---
علال بوربيق
07-15-2006, 12:25 AM
اللهم أرفرغ على إخواننا صبرا وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين
ضجت نجوم الليل من حسراتي **** وشكى الفرات إلي من عبراتي
يا إخوة الإسلام يا أهل النهى **** في الأرض يا من تسمعون شكاتي(1/1109)
يا إخوة الإسلام دونكم اللظى **** مازال يحرق دجلتي وفراتي
مازال يعبث بالمقدس بكرة **** وأنا الجبان أعيش في غفلاتي
ما ذنب أرملة تكفكف دمعها **** ودموع أبناء لها وبناتي
أواه من جورالحصار ومن يد **** تغتالني وتنام فوق رفاتي
أواه من قصف المدافع فوقهم **** والناس سكرى بحفلة وكُرات
---
مرهف
07-15-2006, 11:24 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم إليك نشكوا ضعف قوتنا وقوة إخواننا في العراق وفلسطين وقلة حيلتنا وحيلتهم ،وهواننا على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا يا أرحم الراحمين إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير أن عافيتك أوسع لنا.
اللهم لا حيلة لنا إلا أن ندعوك ونسألك باسمك الأعظم الذي إن دعيت به أجبت وإن سئلت به أعطيت، أنت الذي ترفع دعوة المظلوم إلى سابع سماء ويهتز لها عرشك وتقول لها وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ، وها هم المظلومون يدعونك بدموع محترقة وبأنفاس ملتهبة وبدماء مهراقة وبنساء ثكالى وبأطفال شردوا وجاعوا وقتلوا ، فانصرنا وانصرهم يا قوي يا متين، اللهم هازم الأحزاب منزل الكتاب انصر عبادك واهزم أعداءك.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليتني مت قبل أن أقرأ هذا النداء، ليت أمي لم تلدني.
وكالة حق – خاص
قال عدد من أبناء اهل السنة في منطقة الدولعي بمدينة بغداد باتصال هاتفي مع وكالة حق انهم تلقوا تهديدات مكتوبة مجهولة المصدر تنذرهم بمغادرة منازلهم في المنطقة خلال 48 ساعة والا تعرضوا للتصفية والقتل .
وأكدوا ان التهديدات التي وصلتهم فيها عبارات سب وشتم للصحابة الأطهار ومعلومات تؤكد ان مليشيات مسلحة تتابعهم وتعلم أين يسكنون وكيف يتحركون وإنهم ان لم يغادروا فستكون منطقة الدولعي مقبرة لهم .(1/1110)
وأضافوا ان التهديدات المكتوبة وصفت اهل السنة بالارذال ، وخاطبت عشائر المشاهدة والد ليم والجنابات والجبور والبطة وكل من ينتمي إليهم مطالبة كل اهل السنة المنتمين لهذه العشائر بالمغادرة 48 ساعة والا تعرضوا للقتل والتصفية .
السبت 15/7/2006
---
أبو ذر الفاضلي
07-17-2006, 01:42 AM
أعتقد أن زمن الكلام ولى ، والمطلوب فعل جاد ودعم حقيقي ، إن لم يكن لأجل نصرة العراقيين فمن أجل نصرة أنفسكم من التيار الشعوبي الفارسي الذي يهدد سواحل الخليج . ولا ننسى شعار خميني بتصدير الثورة الإيرانية أي تشييع المنطقة العربية ، والصمت المخزي لا أظن ـ والله أعلم ـ أنه مقبول ولا معذور صاحبه .
---
أريام
07-17-2006, 04:14 AM
يجب على اهل السنة ان يتحالف العلماء منهم مع القادرين بتبني مشروع يقوم بفضح معتقد الرافضة وبيان مدى كراهته لأهل السنة ونشر ذلك بين العامة ،حتى لايتعاطف معهم او يغتر بهم كما هو الحال الان مع هذه الاوضاع الراهنة
نسأل الله تعالى أن يخذلهم في العراق وفي كل مكان ولا يقيم لهم قائمة
---
أم معاذ
07-18-2006, 11:59 AM
أحسنت يا أريام اقتراح جيد أتمنى من الإخوة في الملتقى تفعيل هذا الاقتراح
جزاك الله خيرا.
---
(1/1111)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب "رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة" - شعبان محمد إسماعيل pdf
---
حمل كتاب "رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة" - شعبان محمد إسماعيل pdf
---
طويلب علم صغير
09-25-2005, 12:46 AM
حمل كتاب "رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة" - شعبان محمد إسماعيل pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38515
---
(1/1112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دلالة المثلية في آيات التحدي دراسة بيانية ناقدة
---
دلالة المثلية في آيات التحدي دراسة بيانية ناقدة
---
د/ سعيد جمعة
04-28-2005, 11:40 PM
دلالة المثلية في آيات التحدي
دراسة بيانية ناقدة
تقديمالحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ، والتابعين لهم بإحسان ، إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإنني لا أكاد أعلم قضية نالت من العناية والاهتمام ، وتنوعت فيها الكتب والدراسات مثل قضية الإعجاز في القرآن الكريم.
فكل من تناول القرآن الكريم على أي مستوى من مستويات التناول وقف بلا شك أمام الإعجاز ، سواء كان التناول بالشرح والتحليل ، أو النظر والتدبر واستخلاص الدروس ، أو حتى بالنقد والهجوم.
كل هؤلاء وغيرهم ( ممن تناول قضية الإعجاز ) وقف أمام عدة آيات يقال لها : ( آيات التحدى ).
وهذه الآيات - على قلتها – تمثل لب الإعجاز ، لأنها تطلب من الخلق كافة ومن المكذبين خاصة الإتيان بمثل القرآن ، أو ببعض من القرآن.
ومع كثرة المؤلفات إلا أنك لاتجد مايروي الغلة ، ويريح الفؤاد ، في توضيح معنى ( من مثله ) مع أن هذا هو المتحدى به ، وهو بيت القصيد وجوهر المراد.
فالتحدي في : ( حديث مثله ) ، أو في ( مثل هذا القرآن ) ، أو ( عشر سور مثله ) ، ( أو سورة من مثله ).
ذاك هو مناط التحدي .
ليس التحدي في المجيء بأعلى كلام في البلاغة ولا المجيء بأسهل لفظ وأحسن سبك وأجمل أسلوب 0 ، ولا المجيء بكتاب أو بعض كتاب يشمل تنبؤات عن الزراعة والفلك والطب ، وغير ذلك 0
الإعجاز يكمن في هذا اللفظ ( المثل )0
فما المراد بكلمة المثل ؟
ذاك هو الموضوع 0(1/1113)
وحقيقة لقد دفعني إلى ولوج هذا الخضمّ ماظهر في عصرنا من كتابات كانت في الماضي تختمر بخمار الخجل ، وتتقنع بقناع الحياء ، وكانت تغمز حينا وتلمز أحيانا أخرى وتدعى إمكان المجيء بمثل القرآن 0
وظل هذا يبدو ساعة ويختفي أخرى حتى فتحت علينا الأبواب كما تفتح يأجوج ومأجوج ، فامتلأت الأسماع والأبصار بكتابات وأصوات يصرخ أهلها ليل نهار ، بكلام زعموا أنه ( مثل القرآن ) ، وبهذا يسقط ( في زعمهم ) التحدي 0
لقد كتبوا كلاما ً على هيئة آيات القرآن الكريم ، وحوروا ، وبدلوا ، لكنهم جاءوا بالهيئة والنسق وتقسيم العبارات ونغماتها وفواصلها ، وصارت حربا ثقافية يريدون من ورائها سلخ الأمة من دينها وتشويه الكتاب المقدس الذي يحفظ لها هويتها ، ووحدتها ،حتى أن الأمر وصل إلى درجة أن يؤلف كتاب سموه ( الفرقان الحق ) وأرادوا تقريره على العالم الإسلامي والعربي ليكون بديلا عن القرآن الكريم !!!!
لقد وصل الأمر إلى هذا المدى وأكثر ، ناهيك عن مطبوعاتهم التي تقذف بها وسائل الإعلام صباح مساء0
ولكي أضع القارئ أمام هذا الذي يسمونه سورا تتحدى القرآن الكريم أنقل لكم سورة واحدة سماها صاحبها سورة الشجرة وقال إن عندي سبعين سورة على غرارها ويستطيع القارئ أن يرجع إلى مثل هذا فى مواقع الأنترنت مثل موقع منتدى نادي الفكر العربي والذي نقلت منه هذه الجمل التي يسميها صاحبها سورة الشجرة ، وهاهي تي :
سُورَةُ الشَّجَرَةِ(1/1114)
سُبْحَانَ الّذِي خَلَقَ فَقَدَّرَ (1) وَ جَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2) وَ أَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ (3) وَ فَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فَأَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينِ (4) فَمَنْ شَاءَ الهُدَى هَدَيْنَاهُ إِلَيْهِ وَ يَسَّرْنَا أَمْرَهُ وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهُ فَالزَّيْغُ طَرِيقُهُ وَ مَا نَحْنُ بِظَالِمِينَ (5) سُنَّةُ اللهِ مُذْ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ فَرِيقٌ إِلَى جَهَنَّمَ وَ فَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ مُكْرَمِينَ (6) وَ اذْكُرْ فِي الكِتَابِ ذَا الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى بَني إِسْرَائيِلَ وَ أَيَّدْناهُ بِذِكْرٍ مُبِينٍ (7) فَكَذّبُوُهُ وَ قَالُوا إِنْ أَنْتَ إِلاَّ كَاهِنٌ مَجْنُونٌ (8) أَلاَ إِنَّهُم فِي ضَلالِهِم يُوغِلُونَ (9) فَفَجَّرْنَا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِم مَاءًا حَتّى بَلَغَ الْحَنَاجِرَ فَقَالوُا هذا سِحْرٌ مَكِينٌ (10) وَ غَرِقُوُا فِي اليَمِّ أَوْ كَادُوا يَغْرَقُونَ (11) فَقَالُوا ادْعُ لَنَا الْلّهَ يَرْحَمنَا فَنَكُونُ مِنَ التَّابِعِين (12) فَغِيضَ الْمَاءُ إِلَى بَطْنِ الأَرْضِ لَعَلَّهُمْ يُؤْمِنُونَ (13) فَقَالَ لَهُمْ هَذِهِ آَيةُ اللّهِ فَهَلْ أَنْتُم مُهْتَدُون (14) فَقَالُوا إِنَّا قَوْمٌ نَجُوعُ فَأَشْبِعْنَا أَبَدَ الدَّهْرِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين (15) فَأَنْبَتْنَا لَهُمْ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ شَجَرَةً مُبَارَكَةً تَسْقِيهَا المَلاَئِكَةُ بُكْرَةً وَ عَشِيّةً مِنْ مَاءٍ طَهُورٍ (16) وَ قُلْنَا لَهُمْ هَذِهِ شَجَرَةٌ مُبَارَكَةٌ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهَا لاَ يَجُوعُ أَبَداً عَلَّكُمْ تَشْكُرُونِ (17) فَأَكَلُوا مِنْهَا وَ لَمْ يَجُوعُوا أَبَداً وَ مَا كَانُوا مِن الشَّاكِرِينَ (18) فَقَالُوا(1/1115)
يَا ذَا الْهِمَّةِ إِنَّا نَشْتَاقُ إِلَى الطَّعَامِ كَمَا يَشْتَاقُ الْعَاقِرُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ فَانْزَعْ عَنَّا الْشَّبَعَ نُعُودُ نَأْكُلُ فَكِهِينَ (19) فَنَزَعْنَا عَنْهُمُ الْشَّبَعَ عَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (20) فَاتَّبَعُوهُ حِيناً مِنَ الْدَّهْرِ وَ أَقَامُوا الْصَّلاةَ وَ آتُوا الْزَّكَاةَ وَ رَكَعُوا مَعَ الْرَّاكِعِينَ (21) فَكَتَبْنَا عَلَيْهِم الْجِهَادَ سُنَّة اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (22) فَقَالُوا كَيْفَ نُجَاهِدُ مَعَكَ وَ فِينَا الْشُّيُوخُ وَ الْغِلْمَانُ وَ الْمَرْضَى وَ الْنِّسَاءُ (23) قُلْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنْ قَرُّوا فِي بُيُوتِهِمْ هَذا وَعْدُهُمْ مِنَ اللهِ الْغَفُورِ الْرَّحِيمِ (24) لَيْسَ عَلَى الْشُّيُوخِ وَ لاَ الْغِلْمَانِ وَ لاَ الْمَرْضَى وَ لاَ الْنِّسَاءِ قِتَالٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَ مَنْ جَاهَدَ عَنْ نَفْسِهِ بِالمَالِ فَقَدْ حَقَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْدِّينِ (25) قَالُوا وَ إِنْ تَظَاهَرَ عَلَيْهِمْ أَعْدَاءُ اللهِ مِنْ خَلْفِ ظُهُورِنَا فَمَاذَا نَحْنُ فَاعِلُونَ (26) فَأَنْزَلْنَا مَلاَئِكَةً مُسَوَّمِينَ يَحْرُسُونَهُمْ فِي الْلَّيْلِ وَ الْنَّهَارِ فَلاَ تَخَافُوا عَلَيْهِمْ وَ أَطِيعُونِِ (27) فَقَالَ قَائِلُهُمْ يَا ذَا الْهِمَّةِ كَيْفَ نُقَاتِلُ مَعَكَ وَ نَحْنُ قَوْمٌ نَجُوعُ حِيناً وَ نَشْبَعُ حِيناً فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُشْبِعْنَا أَبَدَ الْدَّهْرِ فَنَكُونُ لَكَ بِإِذْنِ اللهِ مِنَ الْنَّاصِرِينَ (28) فَارْبَدَّ وَجْهُ الْنَّبِيِّ وَ قَالَ بِئْسَ مَا أَنْتُمْ طَالِبُونَ (29) قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ وَ رَفَعَكُمْ دَرَجَاتٍ وَ أَمَدَّكُمْ بِالْخَيْرَاتِ وَ أَنْتُمْ أَخْزَيْتُمُونِ (30) هَذَا فِرَاق ٌ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ (31) وَ مَا تَبِعَهُ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ أُولَئِكَ(1/1116)
هُمُ الْمُفْلِحُونَ (32) وَ تَرَبَّصُوا بِهِ عِنْدَ الْشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ وَ قَالُوا جِئْنَاكَ طَائِعِينَ (33) وَ أَحَاطُوا بِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُ مِن الْمُؤْمِنِينَ (34) وَ انْدَفَعَ أَشْقَاهُمْ مِن خَلْفِهِ وَ طَعَنَهُ فَارْتَجَّت الأَرْضُ وَ كَادَتْ تَنْفَطِرُ الْسَّمَاءُ فَقُلْنَا لَهَا اعْقِلِي مَوْعِدُهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ المَآَلِ (35) وَ أَحَاطَهُمْ غَضَبٌ مِن اللهِ فَكَتَبْنَا عَلَيْهِم الْتِّيهَ فِي الأَرْضِ وَ كَتَمْنَا عَلَى أَفْوَاهِهِم وَ عُيُونِهِم وَ قَطَعْنَا نَسْلَهُم إِلاَّ فِئَةً قَلِيلَةً لِتَكُونَ شَاهِدَةً عَلَى سَخَطِ اللهَ وَ فِي ذَلِكَ عِبْرَةٌ لِكُلِّ جَاحِدٍ أَثِيمٍ (36) يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اذْكُرُوا يَوْمَ تَقُومُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ تَجُرُّونَ خَطَايَاكُمْ لاَ يَخْفَى مِنْكُمْ قَوْلٌ وَ لاَ فِعْلٌ وَ لاَ خَاطِرٌ وَعَلَيْنَا تُعْرَضُونَ (37) فَمَنْ نَجَا مِنْكُمْ فَقَدْ آَبَ إِلَى دَارِ الْسَّكِينَةِ أَنْهَارُهَا طِيِبٌ وَ نِسَاؤُهَا أَبْكَارٌ لاَ تُشَارَكُونَ بِهِنَّ وَ إِلَيْهِنَّ تَخْلُدُونَ (38) وَ أَمَّا مَنْ سَقَطَ السَّقْطَةَ الْكُبْرَى فَأُولَئِكَ يُجَرُّونَ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ آَذَانِهِمْ وَ عُيُونِهِمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلِهِمْ وَ فُرُوجِهِمْ عَلَى بَلاَطِ جَهَنَّمَ يَغْلِي رُؤُوسَهُمْ وَ يُقَالُ لَهُمْ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَهْزِئُونَ (39) كَفَرُوا بِاللهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ قَلَمِهِ وَ قَالُوا مَا لَنَا مِنْ مَآَبٍ بَعْدَ مَوْتِنَا وَ هَاؤُمُ الآَنَ يَبْكُونَ (40) وَ أَشْرَكُوا مَعَ اللهِ أَرْبَابَ الْجِنِّ وَ الإِنْسِ وَ مَا لاَ يَضُرُّ وَ لاَ يَنْفَعُ يَدْعُونَهُمْ جَهْلاً وَ لاَ يُعْذَرُونَ (41) وَ لَمْ يَقُومُوا إِلَى الْصَّلاَةِ وَلَمْ يُؤْتُوا الْزَّكَاةَ وَ قَتَلُوا الْنَّفْسَ(1/1117)
الْغَافِلَةََ أَلاَ بِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (42) وَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْفَاحِشَةِ كَمَا يَجْتَمِعُ الْذُّبَابُ عَلَى جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ أُولَئِكَ حَطَبُ جَهَنَّمَ وَ أُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (43) يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ اذْكُرُوا يَوْمَ خَلَقْنَاكُمْ مِنْ عَدَمٍ وَ هَيَّئْنَا لّكُمْ الأَرْضَ لِتَعْمُرُوهَا وَ تَأْكُلُوا مِنْهَا أَنْتُمْ وَ أَنْعَامُكُمْ وَ تُوَارِي أَمْوَاتَكُمْ وَ سَوْآتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ حِكْمَةً وَ طَهَارَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (44) وَ سَخَّرْنَا لَكُمْ الْهَوَاءَ يَحْمِلُكُمْ فِي الْبَحْرِ إِلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ لِتَعْمُرُوهَا بِإِذْنِ اللهِ وَ يَحْمِلُكُمْ فِي الْسَّمَاءِ لِتَرَوْا آَيَاتِنَا رَأْيَ الْعَيْنِ وَ تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ تَرْكَعُوا مَعَ الْرَّاكِعِينَ (45) وَ أَسْقَيْنَاكُمْ مَاءَاً عَذْبَاً جَارِيَاً يُذْهُبُ الظَّمَأَ قُلْ لَوْ كَانَ مِلْحَاً أُجَاجَاً أَوْ عَذْبَاً آَسِناً فَكَيْفَ مِنْهُ تَشْرَبُونَ (46) وَ جَعَلْنَا إِخْوَاناً لَكُمْ مِنْ آَبَائِكُمْ وَ مِنْ غَيْرِ آَبَائِكُمْ وَ أَبْنَاءً لَكُمْ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَ مِنْ غَيْرِ أصْلاَبِكُمْ يُؤْنِسُونَكُمْ وَ يُظَاهِرُونَكُمْ أَفَلاَ تَشْكُرُونَ (47) مَا ضَرَّ اللهَ لَوْ حَبَسَكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ أَسْقَطَكُمْ مُضْغَةً فِإِذَا أَنْشَأَكُمْ وَ اشْتَدَّ بَأْسُكُمْ افْتَرَيْتُمْ عَلَى اللهِ وَ قُلْتُمْ مَا خَلَقَنَا غَيْرُ أُمَّهَاتِنَا قُلْ فَمَنْ خَلَقَ لَكُمْ أُمَّهَاتِكُمْ مِنْ قَبْلُ قَلِيلاً مَا تَعْقِلُونَ (48) وَ لَوْ شِئْنَا لَحَبَسْنَا عَنْكُمْ الْمَاءَ وَ الْهَوَاءَ وَ فَجَّرْنَا نَاراً مِنْ تَحْتِكُمْ وَ أَظْلَمْنَا الْسَّمَاءَ عَلَيْكُمْ وَ نَشَرْنَا فِيكُمْ الْمَرَضَ كَمَا فَعَلْنَا بالْكَافِرِينَ مِنْ قَبْلُ لَكِنَّا عَلِمْنَا أَنَّ(1/1118)
فِيكُمْ مُؤْمِنِينَ فَانْتَظِرُوا يَوْمَ الْمَآَبِ (49) مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ سَمِعْنَا وَ أطَعْنَا وَ مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يَقُولُ سَمِعْنَا وَ عَقِلْنَا وَ مِنَ الْنَّاسِ مَنْ يُجَادِلْ وَ هُمْ لاَ يَسْمَعُونَ (50) فَإِنْ جَادَلُوكَ أَقِمْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةََ بِالْحَقِّ تَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى أَسْيَادِهِمْ أُسْقِطَ في أيديهِم وَ بَاتُوا بُكْماً كَأَهْلِ الْقُبُورِ (51) فَيقولُونَ شَاعِرٌ قُلْ هَاتُوا شُعَرَاءَكُمْ وَ مَنْ يَفْتَرِي فَلَهُ الْخِزْيُ أَبَداً لاَ يَسْتَطِيعُونَ لِهَذَا الْكِتَابِ رَدّاً وَلاَ شَبَهاً مَشِيئَةَ اللهِ الْقَدِيرِ الْحَكِيمِ (52) وَ يَقُولُونَ شَاعِرٌ قُلْ هَاتُوا شُعَرَاءَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ قَادِرِينَ (53) وَ إِنْ قَالُوا ائْتِنَا بِالسَّحَابِ مُسَيَّراً أَوْ اجْعَلْ لَنَا الْجِبَالَ ذَهَباً أَوْ طِرْ إِلَى الْقَمَرِ قُلْ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ اللهِ وَ مَا كُنْتُ سَاحِراً وَ لاَ يَنْبَغِي لِي أَنْ أَكُونَ(54) وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَفْتَرِي عَلَيْنَا آَيَاتٍ خَدَاجٍ وَ يَقُولُ أُوتِيتُ كَمَا أُوتِيَ هَذَا الرَّجُلُ قُلْ هَلْ لَكَ أَنْ تَهْدِي بِهِ أَقْوَاماً إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (55) أُولَئِكَ كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ الذِّلَّةَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا بِمَا زَيَّنَتْ لَهُمْ أَهْوَاؤُهُمْ وَ فِي الآَخِرَةِ لَهُمْ شَرُّ الْعَذَابِ (56) هَذَا كِتَابُ اللهِ آَيَةً أَبَداً فَمَنْ شَاءَ الإِيمَانَ فَلَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ وَ مَنْ شَاءَ الْكُفْرَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَ مَا لَهُ مِنْ حُجَّةٍ عَلَى اللهِ قَدَراً قَضَيْنَاهُ عَلَى الْعَالَمِينِ (57)(1/1119)
وهذه نقطة من طوفان غمر المواقع المختلفة على الانترنت وراح بعضهم يشجع بعضا ويمدحه على هذه السورة العظيمة مما يؤكد أن هؤلاء يرمون عن قوس واحدة ، وأن لهم غاية لن ينفكوا عنها ، وهي إسقاط قدسية القرآن الكريم من عيون الشباب 0
وحقيقة لقد خرج جمع من طلبة العلم وشمروا سواعدهم ليكشفوا زيف هؤلاء ، ويردوا عن القرآن ، ويزودوا عن حماه ، ويفندوا هذه الأباطيل ويوضحوا للناس تهافت هذا الكلام الذي لايخلو من الخطأ النحوي فضلا عن غيره 0
وراح آخرون ينافحون عن القرآن الكريم من خلال الدعوة إلى النظر إلى إعجازه العلمي ، و العددي ، ورأوا أن ذاك هو المخرج من هذا الجدل حول بلاغة القرآن وبلاغة العرب ، وحتى لا تبدوا لغتنا متخلفة عن الركب ، هكذا زعموا !!
ومن هنا كان لابد على طلاب العلم ، والمشتغلين بالبلاغة العربية خاصة من الوقوف في الميدان ، فالقضية تعنيهم في المقام الأول قبل غيرهم ، ليبينوا للناس ما نزل على رسول الله والفارق بين كلام البشر وكلام رب البشر ويفضحوا سمادير هؤلاء وترهاتهم التي أغرقت الساحات الثقافية المختلفة 0
وكان هذا البحث ضوءا على الطريق يكشف صاحبه من خلاله موطن التحدي ومناط الإعجاز كما تبين له0
فما معنى المثلية المنصوص عليها في آيات التحدي ؟
وهل كل معجز في القرآن الكريم يقع التحدي به ؟
وإذا كان علماؤنا الأوائل _ ولأسباب مفهومة _ قد وجهوا جل اهتمامهم إلى الإعجاز البلاغي ، وربطوا ذلك بفصاحة العرب وبراعتهم في اللغة وقدرتهم على صوغ الكلام وحبكه ، فهل هذا التوجه يناسب عصرنا الحاضر ؟ أم أن الأمر يحتاج إلى مراجعة لإظهار موطن الإعجاز البلاغى أو لتحويله إلى ما هو أولى منه ؟
وبخاصة أنه لا يوجد في صريح القرآن الكريم ولا صريح السنة الشريفة – على حد معرفتي – ما ينص على أن التحدي في بلاغة القرآن الكريم ونظمه 0(1/1120)
ولا يظن القارئ أنني اتخذت قبل البحث موقفاً أنافح عنه ، فالواقع أنني ظللت أياما طويله أرجح رأيا من الآراء ، ثم بعد فترة أراه يتهاوى أمام النظر ، فأرجح غيره وظللت هكذا ما يقرب من العام افترض شيئا ثم أراه يتهاوى عند التأمل حتى وصل البحث إلى النتيجة التي أرتضيها والتي أدين بها لربي سبحانه وتعالى 0
أقول هذا وأنا أدرك ، بل أنا على يقين من أن كتاب الله تعالى لا يبخل على ناظر فيه 0
كيف وهو الكريم ؟
أقول هذا وأنا أعي مراد هؤلاء الطاعنين في كلام الله تعالى الزاعمين أنهم جاءوا بشيء ؟
أقول هذا وأنا أستحضر قول الله تعالى ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) (النساء:89)
هذا وقد سلك البحث منهجا نقديا أحاول من ورائه تحليل ما قاله علماؤنا ووضعه أمام النظر من خلال توافق أو اختلاف النصوص بعضها مع بعض وربط ذلك بنصوص القرآن الكريم وما يموج به عصرنا من توجهات والوصول من وراء ذلك كله إلى ما أرتضيه لكتاب الله تعالى 0
وغايتي بعد رضا الله تعالى النصح لكتابه الكريم فالدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
وقد اختط هذا البحث لنفسه خطة يتبدى من خلالها للقارئ الكريم وهي على النحو التالي :
( مقدمة ، وستة مباحث ، وخلاصة ، ثم فهرس للعناوين وآخر للكتب ) .
في المقدمة :
طرحت فكرة البحث ، والدافع إليه ، وغايته ، وخطته .
وفي التمهيد :
تناولت كثرة الحديث حول الإعجاز إثباتاً أو نفياً ، وعرجت على من سبقني إلى هذا المضمار الخاص وهو دلالة المثلية .
وفي المبحث الأول :
تناولت دلالة المثلية في لغة العرب وفي كتاب الله تعالى ، بحيث يستطيع القارئ أن يرسم شخصية لهذه الكلمة تميزها عن جاراتها في المعني .
وفي المبحث الثاني :
علقت على المقصودين بالتحدي وهل هم الإنس والجن أم طائفة أخرى ؟ .
وفي المبحث الثالث :(1/1121)
كان حديثي عن ترتيب آيات التحدي التي وردت فيها لفظة ( المثل ) من حيث النزول ومن حيث الكتابة في المصحف والمعاني الكامنة خلف كل ترتيب .
وفي المبحث الرابع :
تحدثت عن مفهوم الإعجاز في تراث العلماء والفرق بين مناط الإعجاز ومناط التحدي ، ثم اختلاف وجوه الإعجاز في القرآن الكريم وتعددها .
وفي المبحث الخامس :
وقفت مع أشهر وجوه الإعجاز ـ أو وجوه التحدي ـ وهي الإعجاز العلمي ـ ثم التأثيري ـ ثم الإخبار عن الغيب ، وبينت مدى الصلة بينها وبين القرآن الكريم .
ثم المبحث السادس :
وفيه وقفت مع الإعجاز البلاغي ، وبينت علاقته بآيات التحدي وهل المثلية المتحدي بها مثلية بلاغة أم شيء آخر ؟
ثم كانت خلاصة هذه البحث وفيها سطرت وجهة نظري في المقصود بقوله ( من مثله ) عند التحدي وأردفت ذلك ببعض الأدلة .
ثم جاء في النهاية فهرس العناوين وتلاه فهرس الكتب والمراجع .
تمهيد
إذا كانت قضايا اللغة يصعب حصرها ، فإن الحديث حول القرآن الكريم ، وبخاصة إعجازه لا يكاد يحصيه المحصي ولم أر قضية أخذت من الدراسة قديماً وحديثاً مثل قضية الإعجاز ، ووجوهه المتنوعة ، فلقد شغل العلماء ولا يزال على اختلاف توجهاتهم وفي مقدمتهم علماء اللغة .
بل إن علم البلاغة كان ثمرة من ثمار الحديث عن إعجاز القرآن الكريم ، وفصاحته ، وكان نبتاً في الأرض الطيبة التي وقف عليها أهل اللغة ليفرقوا بين الحقيقة والمجاز ، وبين لغة البشر وكلام رب البشر.
وفي وسط هذه الدراسات القرآنية ، واجتماع العقول والقلوب حول هذا الكتاب ظهرت قضية الإعجاز ، وتحدي القرآن للناس حيث قال القرآن الكريم .(1/1122)
(وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ )(العنكبوت: الآية51) فالقرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الباقية إلى يوم القيامة ، وهو المعجزة العامة التي جاءت لتتحدى الناس جميعاً .
ومن هذا المنطلق أهتم العلماء بقضية الإعجاز - المسلم منهم وغير المسلم - .
أما المسلم فلأنه يرى في الإعجاز برهاناً على أن هذا الكتاب حق وأن الرسول حق ، وفي النهاية فهو متمسك بالدين الحق ، ومن هنا أيضاً كان دفاعه عن الإعجاز دفاعاً عن دينه ومعتقداته .
وأما غير المسلم فراح يلقى سهامه إلى الإعجاز لينقضه ويدحضه ليخلص من وراء ذلك إلى إبطال نسبة هذا الكتاب إلى الله تعالى ، وبهذا يتداعى هذا الدين ، وينسلخ منه أتباعه ، وهذا ما يريدونه .
ومن هنا نالت قضية الإعجاز هذه الأهمية ووضعت لها المؤلفات ودرست في الجامعات .
لكن المتابع لحركة العلم في العصر الحديث يرى تطوراً أذهل الجميع ، مما حدا بالكثيرين إلى مسايرة هذه التطورات وأخذ قضية الإعجاز إلى هذا المعترك فوجدوا القرآن الكريم لا يبخل عليهم ، فراحوا يؤسسون لميدان جديد يعتمد على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .
وقد ظهر في شبكة المعلومات العالمية مواقع كاملة تتحدث عن الإعجاز في القرآن الكريم وبأكثر من لغة ، ويكفي أن تزور موقعاً واحداً لنرى إلى أي مدى وصل الحديث عن الإعجاز في القرآن الكريم إثباتاً تارة ، ونفياً تارة أخرى .
ومن يثبتون راحوا يقلبون في كل شيء ويستخرجون له أصولاً من القرآن الكريم فهذا في الإعجاز الاقتصادي ، وهذا في الإعجاز في طبقات الأرض ، وهذا في الطب ، وذاك في البحار ، وهذا في الزراعة ... إلى آخره .(1/1123)
ومن الجهة المقابلة ترى أمواجاً هادرة من الطعن في القرآن الكريم ومحاولة إبطال الإعجاز فيه ، ولقد اجتمع على ذلك اليهود والنصارى والملحدون والعلمانيون ، والحداثيون ، وضربوا جميعاً عن قوس واحدة ، وهو إبطال معجزة القرآن ، لهدم هذا الدين .
وفي وسط هذا المحيط الهادر والأمواج العالية لا يستطيع المسلم إلا أنه يقف ليبحث عن الأسس من خلال الاطلاع على كلام كل فريق ووضع بعضها بإزاء بعض .
كما أنه لابد من وضع اجتهاد السابقين من علمائنا الأجلاء أمام البحث لإبراز وجه التحدي في هذا الكتاب الكريم ، وهو المقصود من قوله :(من مثله )
وبخاصة وأن طعن الطاعنين بات يهجم على الناس هجوماً بعد خروج عالم الكمبيوتر وشبكة النت إلى سطح الثقافة الإنسانية فغدت المعين الأول لتبادل الثقافات بين أهل الكرة الأرضية ، وأصبحت بسببها جميع الآراء مطروحة في الطريق ، وانتشر من يروجون لما يزعمونه أنه سور تعارض القرآن الكريم .
ولقد تنبه الأزهر الشريف إلى ذلك ، ونشرت الصحف في هذا الأسبوع الأول من شهر محرم 1425هـ مطالبة علماء الأزهر لجميع المسلمين بأن يدافعوا عن الإسلام ضد هذه الهجمات الشرسة على مواقع الإنترنت .
ومن هنا كان من حق كتاب الله على طلبة العلم ، ومن باب النصح لهذا الكتاب أن شرعت في هذا البحث لأبين المراد من المثلية في آيات التحدي ، ليكون ذلك أبلغ رد على هذه السمادير وتلك الترهات التي ملأت العيون .
ولقد كان شغفي بهذا البحث كبيراً وبخاصة وأنا أنظر إلى قراء هذه المواقع فأجد طائفة من الشباب المسلم ما زالوا حديثي عهد بالثقافة الإسلامية ولكنهم يقرؤن ويدافعون على قدر ثقافتهم 0
إنهم شباب ليسو على علم الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ ولا فقه الدكتور القرضاوي – حفظه الله – ولا فطنة ولقانية واستيعاب الشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ .(1/1124)
إن الذين يقرؤن وتفتح لهم هذه النوافذ شباب علاقتهم بالإسلام ضعيفة فمبلغ جهدهم أن يصلوا ويصوموا ، ومن هنا يكمن الخطر ، [1].
المبحث الأول
دلالة المثلية بين لغة العرب
والقرآن الكريم إن أول ما يبتدأ به في هذا البحث هو الوقوف على معني ( المثل ) في لغة العرب وفي كلام الله تعالى ، يقول ابن فارس في مقاييس اللغة :
[ الميم والتاء واللام أصل صحيح يدل على مناظرة الشيء للشيء ، وهذا مثل هذا ، أي : نظيره ، والمثل والمثال في معنى واحد ، وربما قالوا : مثيل كشبيه ، تقول العرب : أمثل السلطان فلاناً : قتله قوداً ، والمعني : أنه فعل به مثل ما كان فعله ... والمَثَل المضروب مأخوذ من هذا أيضاً ؛ لأن المعنى فيه إذا نكل به جعل ذلك مثالاً لكل من صنع ذلك الصنيع أو أراد صنعه ... والمَثُلات من هذا أيضاً ، قال الله تعالى (وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ)(الرعد: من الآية6)
أي العقوبات التي تزجر عن مثل ما وقعت لأجله .. ويحتمل أنها التي تنزل بالإنسان فتُجعل مثالاً ينزجر به ويرتدع غيره ،
ومثل الرجل قائماً : أنتصب ، والمعني ذاك لأنه مثال نُصب . ] [2]
ويقول ابن منظور :[ مثل : كلمة تسوية ، يقال : هذا مِثلُه ومَثَله كما يقال : شِبهُه وشََبَهه 0
قال ابن بري : الفرق بين المماثلة والمساواة ، أن المساواة تكون بين المختلفين في الجنس والمتفقين ، لأن التساوي هو التكافؤ في المقدار لا يزيد ولا ينقص وأما المماثلة فلا تكون إلا بين المتفقين ، تقول : نحوُه كنحِوه ، وفقهه كفقهه ولونه كلونه ، وطعمه كطعمه .
فإذا قيل : هو مثله على الإطلاق فمعناه أنه يسد مسده .
وإذا قيل : هو مثله في كذا فهو مساوٍ له في جهة دون جهة . ومثل الشيء أيضاً صفته . ] [3]
ويقول العسكري في الفروق : [ الفرق بين المِثل والمَثَل :(1/1125)
المِثلان : ما تكافآ في الذات ، والمَثَل بالتحريك : الصفة ، قال الله تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ )(الرعد: من الآية35) أي : صفة الجنة . وقولك : ضربت لفلان مثلاً ، معناه : أنك وصفت له شيئاً ، وقولك مِثل هذا كمثل هذا ، أي : صفته كصفته وقال الله تعالى (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً )(الجمعة: الآية5) وحاملوا التوراة لا يماثلون الحمار ، ولكن جَمَعَهم وإياه صفة فاشتركوا فيها . ] [4]
ويقول أيضاً في الفروق . [ الفرق بين المثل والند :
إن الند هو المثل المناد ، من قولك : نادّ فلان فلاناً ، إذا عاداه وباعده ، ولهذا سمى الضد نداً ، وقال صاحب العين : الند ما كان مثل الشيء يضاده في أموره ، والنديد : مثله ، والندود : الشرود ، والتناد : التنافر ، ونددت بالرجل : سمعت بعيوبه ....
الفرق بين المثل والشكل :
أن الشكل هو الذي يشبه الشيء في أكثر صفاته حتى يشكل الفرق بينهما ولا يستعمل الشكل إلا في الصور ، فيقال : هذا الطائر شكل هذا الطائر ، ولا يقال : الحلاوة شكل الحلاوة ، ومثل الشيء ما يماثله في ذاته .
الفرق بين المثل والنظير :
أن المثلين ما تكافآ في الذات ، والنظير ما قابل نظيره في جنس أفعاله وهو متمكن منها ، كالنحوى نظير النحوي ، وإن لم يكن له مثل كلامه في النحو أو كتبه فيه .
ولا يقال : النحوي مثل النحوي ، لأن التماثل يكون حقيقة في أخص الأوصاف وهو الذات .....
الفرق بين المثلين والمتفقين :
أن التماثل يكون بين الذوات ، والاتفاق يكون في الحكم والفعل ، تقول : وافق فلان فلاناً في الأمر ولا تقول : ماثله فيه ...
الفرق بين المثل والعديل : أن العديل ما عادل أحكامه أحكام غيره وإن لم يكن مثلاً له في ذاته ولهذا سمي العدلان عدلين وإن لم يكونا مثلين في ذاتهما ، ولكن لاستوائهما في الوزن فقط .(1/1126)
الفرق بين الشبة والمثل : أن الشبه يستعمل فيما يشاهد ، فيقال : السواد شبه السواء ... وليس في الكلام شيء يصلح في المماثلة إلا الكاف فأما الشبه والنظير فهما من جنس المثل ....
الفرق بين المساواة والمماثلة : أن المساواة تكون في المقدارين اللذين يزيد أحدهما على الآخر ، ولا ينقص عنه ، والتساوي والتكافؤ في المقدار ، والمماثلة هي أن يسد أحد الشيئين مسد الآخر كالسوادين .
الفرق بين كاف التشبيه وبين المثل : أن التشبيه بالكاف يفيد تشبيه الصفات بعضها ببعض ، وبالمثل يفيد تشبيه الذوات بعضها ببعض .
تقول : ليس كزيد رجل ، أي بعض صفاته لأن كل أحد مثله في الذات وفلان كالأسد ، أي : في الشجاعة دون الهيئة وغيرها من صفاته].[5]
ومن خلال هذه الإطلالة على الكلمة عند أهل اللغة نستطيع أن نرسم لها شخصية ذات ملامح فارقه بينها وبين غيرها .
فالكلمة تدل على المناظرة والتساوي والاتفاق ، وكون الشيء يسد مسد الآخر لأن الذات متكافئة في الحقيقة وفي أخص الأوصاف .....
وبعد ، هل للكلمة ملامح أخرى في القرآن الكريم ؟
لننظر :
دلالة الكلمة في القرآن الكريم
يقول الراغب في المفردات : [ مثل : أصل المثول : الانتصاب ، والممثل : المصور على مثال غيره ، يقال : مَثُل الشيءُ أي : انتصب وتصور ، ومنه قول صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار ) . [6]
والتماثل : الشيء المصور : وتمثل كذا : تصور ، قال تعلى (فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً)(مريم: من الآية17)
والمَثَل : عبارة عن قولٍ في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره ، قال تعالى (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الحشر: من الآية21) وفي أخرى (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)(العنكبوت: من الآية43)
والمثل يقال على وجهين :
أحدهما : بمعنى المثل نحو شبيه وشبه ..(1/1127)
والثاني : عبارة عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني ، وهو أعم الألفاظ الموضوعة للمشابهة ، وذلك أن الند يقال فيما يشارك في الجوهر فقط ، والشبه يقال فيما يشارك في الكيفية فقط .
والمساوي يقال فيما يشارك في الكمية فقط .
والشكل يقال فيما يشاركه في القدر والمساحة فقط .
والمثل عام في جميع ذلك .
ولهذا لما أراد الله تعالى نفي الشبيه من كل وجه خصه بالذكر فقال : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى: من الآية11) [7]
وعلى هذا فالمثلية عند الاصفهاني لفظ وضع لعموم المشابهة ويشمل معنى
[ الند ـ الشبه ـ المساوي ـ الشكل ] .
وتلك عمومية لا أميل إليها ، ولا يرتضيها منهج البحث وهذا يقتضي الرجوع إلى تراث العلماء للوقوف على دلالة المثلية في كتبهم .
والناظر في تراث العلماء يجد هذه المثلية قد حامت حول عدة معان ولم تقف عند دلالة واحدة .
وهذه المعاني وتلك الدلالات تتلاقي في بعض الأحايين وتتباين في أحايين أخرى .
ودعنا نقف على ذلك :
أول هذه المعاني التشابه في بعض الصفات : يقول ابن كثير عند قول الله تعالى : (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً )(النور: من الآية17) [ أي : ينهاكم الله متوعداً أن يقع منكم ما يشبه هذا أبداً ، أي : فيما يستقبل ، والمثلية هنا هي تلقى الإفك الذي روي عن أم المؤمنين بالألسنة والأفواه وهذا شيء ليس لهم به علم . ] [8]
[ فالمماثلة ليست في جميع الصفات ولكنه إلزام شبه بحكم ظاهر من المماثلة ] [9] فالمماثلة هنا تشابه ، والتشابه هو أقل درجات المثلية .
ثم يأتي رأي آخر يخلع ثوب الشكل ويتغلغل إلى الداخل فيجعل المثلية تطابقاً في أغلب الأوجه .
ففي قوله تعالى : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)(آل عمران: من الآية140)
يقول أهل التفسير : [ فالمعنى أن أصابوا منكم يوم أحد فقد أصبتم منهم يوم بدر ] [10](1/1128)
[ فالمثلية هنا باعتبار كثرة القتلى في الجملة ، فلا يَرِد أن المسلمين قتلوا من المشركين يوم بدر سبعين ، وأسروا سبعين ، وقتل المشركون من المسلمين يوم أحد خمسة وسبعين ، وجرحوا سبعين ، والتزام بعضهم تفسير القرح بمجرد الانهزام دون تكثير القتلى فراراً من هذا الإيراد ] [11]
وعلى هذا فليس المقصود المطابقة الكاملة بين المثل والمثل ، بل الأمر على الغالب الأعم والظاهر الواضح .
[ إن المماثلة بين الذوات المتنائية إنما تكون باعتبار الصفات الجامعة بينهما إذ هي أسباب في ثبوت المماثلة بينهما .
وتقوى المماثلة بقوة أسبابها ، وتضعف بضعفها ، فإذا سلب وصف ثابت لإحدى الذاتين عن الأخرى انتفي وجه من المماثلة ، ثم لا يزال يسلب أسباب المماثلة أقواها فأقواها حتى تنتفي المماثلة كلها بهذا التدرج . ] [12]
وعليه فالمثل هو الذي يكون مساوياً للمثل في بعض الصفات أوفي أغلب الصفات ، أو قل :
[ المثلية لا تستلزم التساوي من كل جهة . ] [13]
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
( من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له مثله في الجنة ) [14]
[ حمل العلماء ذلك على المبالغة لأن المكان الذي تفحصه القطاة لتضع فيه بيضها ، وترقد عليه لا يكفى مقداره للصلاة .
وقيل : هي على ظاهرها ، والمعنى : أنه يزيد في مسجدٍ قدراً يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر ، أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم على ذلك القدر ....
وقد اختلف العلماء في معنى المماثلة ، فقال ابن العربي : مثله في القدر والمساحة ... وقيل : مثله في الجودة والحصانة وطول البقاء .... وقيل : هذه المثلية ليست على ظاهرها ، وإنما يعنى أنه يبنى له بثوابه بيتاً اشرف وأرفع وأعظم .
وقيل : يحتمل أن يكون (مثله) معناه : بنى الله له مثله في مسمى البيت ، وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها ، فإنها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ...(1/1129)
قال الحافظ : لفظ المثل له استعمالان :
أحدهما : الإفراد مطلقاً كقوله تعالى : (فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا)(المؤمنون: من الآية47) .
والآخر : المطابقة كقوله تعالى : (أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ)(الأنعام: من الآية38)
فعلى الأول لا يمتنع أن يكون الجزاء أبنية متعددة ، فيحصل جواب من استشكل تقييده بقوله (مثله) مع أن الحسنة بعشر أمثالها ، لاحتمال أن يكون المراد بنى الله له عشرة أبنية مثله ...
ومن الأجوبة المرضية :
أن المثلية هنا ، بحسب الكمية والزيادة حاصلة بحسب الكيفية ، فكم من بيت خير من عشرة ، بل من مائة ...
وقيل : إن المثلية هي أن جزاء هذه الحسنة من جنس البناء لا من غيره . ] [15]
--------------------
وهذه التخريجات المتنوعة تثبت أن المثلية لا تعنى التطابق في كل شيء إنما في بعض الصفات سواء كثرت هذه الصفات أم قلت ..
حتى أن البعض يلمح صفة واحدة بين المثلين ، ومن ذلك .
[ في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ )(الكهف: من الآية110) أي في البشرية والمعنى : أنسى كما تنسون . ] [16]
وفي الحديث : ( نهى النبي عن بيع الطعام بالطعام إلا مثلاً بمثل ) [17]
[ فالمماثلة المعتبره هنا هي المماثلة في الكيل والوزن ] [18]
وفي حديث آخر :
( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ... ) [19]
[ فلفظة المثل هنا لا تقتضي المساواة من كل وجه ولا يراد المماثلة في كل الأوصاف كالجهر برفع الصوت مثلاً . ] [20]
وهذه الأحاديث ، وتلك الآيات التي ورد فيها لفظ المثل تدل بجلاء على أن المثلية تكون في بعض الصفات ، أو في الكثير منها .
----------
لكن على جانب آخر :
هناك في تراث العلماء ما يدل على أن المثلية تعنى التطابق في الأصل ، والتوحّد في الماهية والتناظر في الحقيقة ، وعلى هذا وردت قراءة ابن مسعود ( فإن آمنوا بما آمنتم به ... )(1/1130)
وقال : [ لا تقولوا : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ، فإن الله ليس له مثل ولكن قولوا بالذي آمنتم به ... ] [21]
وكأنه جعل محل الإيمان هنا ومتعلق المثلية هنا هو الله تعالى .
وخرج الطبري الأمر على محمل آخر حيث قال : [ إنما وقع التمثيل بين الإيمانين لا بين المؤمن به . ] [22]
وعلى آية حال فالآيات القرآنية العديدة تدل على أن المثلية تعنى الأصل والحقيقة والتطابق بين المثل ومثيله ، واقرأ معي هذا
قال الله تعالى :
v (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )(البقرة: من الآية228)
v (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا )(البقرة: من الآية275)
v (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )(البقرة: من الآية194)
v (وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ )(البقرة: من الآية233)
فالمثلية تعني التطابق حتى لا يعرف هذا من هذا ، وقد لفت البيضاوي إلى هذا بجملة عجيبة حيث قال عند عرضه لقول الله تعالى حكاية عن السحرة (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ )(طه: الآية58)
قال :[ مثله سحرك] [23] فجعل ما رآه السحرة في بادئ الأمر هو المثل ، وجعل الأصل هو السحر عند السحرة .
لكن التعبير القرآني ( بسحر مثله ) يشير إلى أن ما رآه السحرة في البداية شيء جديد فتعاهدوا على أن يأتوا بمثل هذا السحر ولذلك جاءوا بالحبال والعصى لما رأوه من إلقاء موسى للعصي قبل ذلك ، فأرادوا أن يصنعوا سحراً مثل الذي جاء به موسى ، وأحضروا أدوات مثل أدواته ولذلك قال :(بسحر مثله)
لكن اللفتة التي لفت إليها البيضاوي ـ رحمه الله ـ أراد بها أنهم أرادوا أن يأتوا بشيء لا يختلف عما جاء به حتى في الصورة .
--------
[ فالمثل المطلق في الكتاب والسنة وإجماع الأمة والمعقول يراد به :
v إما المثل صورة ومعنى .
v وإما المثل صورة بلا معنى .(1/1131)
وإن لم يكن إرادة الأول إجماعاً تعينت إرادة الثاني لكونه معهوداً في الشرح كما في حقوق العبادة. ] [24]
وأزيدكم توضيحاً هنا :
في سورة المؤمنون قال الله تعالى : (بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ) (المؤمنون:81)
فماذا قال الأولون ؟
ولنحاول أن نتبين ذلك من خلال السورة نفسها فقوم نوح مثلاً في الآية رقم 24 حكي عنهم أنهم قالوا :
(مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ)
وفي الآية 33 قيل (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ .... وقال الملأ ... ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ..)
وأنا هنا أقتصر على العبارة حتى لا يضيع منك الخيط .
ثم توالي السورة فتحدثك عن موسى ..
(ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ * فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ) (المؤمنون 45 :47)
ثم قيل في شأن كفار مكة ( بل قالوا مثل ما قال الأولون ) .
فالنص الذي قيل على لسان كل من كذبوا الرسل هو إثبات بشرية الرسل 0
ولكنه قيل مرة ( انؤمن لبشرين مثلنا ) وقيل مرة ( ما هذا إلا بشر مثلكم )
ولا شك أن المضمون واحد ، واللفظ متنوع حتى وإن كان التنوع في ضمير التكلم أو الغيبة لأن [ المثلية إنما هي باعتبار تطابق المعاني وإن اختلفت الألفاظ ] [25]
فالمثلية تكون في الأصل كما يقول الزرقاني -[26] -
أو في الذات كما يقول أبو السعود - [27] -
ولا تكون إلا بين المتفقين وفي أخص الأوصاف .
لكنها في النهاية تكون بين شيئين ولذلك قيل
[ المثل المطلق لا يتصور . ][28] لماذا ؟
لأن المثل المطلق يعني أن الشيئين شيء واحد ، وعليه حين يقال :( فأتوا بسورة مثله يراد فقط : [ التعجيز ، كما في قوله ( فأت بها من المغرب ) [29]
****
المبحث الثاني(1/1132)
لمن التحدي ؟
تعددت رؤى العلماء في تحديد المتحدي بالقرآن الكريم ، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن القرآن [ تحدى الخلق كلهم من الجن والإنس بالعجز عن الإتيان بمثله لقوله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88)
حيث أفاد بذلك عجز الجميع عنه في حال الاجتماع والانفراد . ] [30]
يرى آخرون أن [ التحدي وقع للإنس دون الجن لأن الجن ليسوا من أهل اللسان العربي الذي جاء القرآن على أساليبه ، وإنما ذكروا في قوله ( قل لئن اجتمعت ..... ) تعظيماً لإعجازه لأن الهيئة الاجتماعية لها من القوة ما ليس للأفراد فإذا فرض اجتماع جميع الإنس والجن وظاهَرَ بعضهم بعضاً وعجزوا عن المعارضة كان الفريق الواحد أعجز . ] [31]
فالجن ـ على هذا ـ ليسوا ممن تحداهم القرآن ، ودخولهم في الآية دخول افترض بناء على هذا الرأي .
وفي جانب آخر قال البعض [ بل وقع للجن والملائكة أيضاً فهم منويّون في الآية لأنهم لا يقدرون أيضاً على الإيتان بمثل هذا القرآن ، واقتُصِر على الإنس والجن لأنه كان مبعوثاً إلى الثقلين دون الملائكة.] [32]
ودعنا نقتصر على الإنس الآن ، حيث من العجيب أن يدخل البعض الملائكة مع الإنس والجن ، ثم نرى من يقول إن القرآن تحدى العرب دون العجم ، أو تحدي العرب ثم كان تحدي العجم تالياً لتحدي العرب
والسؤال لم ؟
- إن العلة في ذلك : أن الإعجاز عندهم قائم في اللغة أو البلاغة أو النظم يقول الجصاص :
- [ معلوم أن العجم لا يتحدون من طريق النظم ، فوجب أن يكون التحدي لهم من جهة المعاني وترتيبها على هذا النظام ..
ويجوز أن يكون التحدي واقعاً للعجم بأن يأتوا بكلام في أعلى طبقات البلاغة بلغتهم التي يتكلمون بها . ] [33](1/1133)
والذي يظهر أن تحدي القرآن للعجم لا يتصور أن يكون من جهة الفصاحة والبلاغة فهو لا يعرف لغة العرب ، وإن تعلم فكلمات يقيم بها أوده .
ولا يكفي ـ كما أري ـ أن يكون التحدي له كامناً في علمه بعجز العرب عنه كما يقول الباقلاني أنه [ إذا عرف عجز أهل الصنعة حل محلهم وجرى مجراهم في توجيه الحجة عليه . ] [34] لأن ذلك يعني أن معجزة القرآن وتحديه كانت للعرب وحدهم ، بل للفصحاء منهم ، وأن العجم خارجون عن هذه الدائرة ، والمعلوم بداهة أن العجمي مهما بلغ في تعلم اللغة فلن يكون مثل العرب الأقحاح الذين علكوا اللغة وشربوا من عيونها ، وتمرسوا في دروبها ، وعايشوها وخادنوها ، فأحبتهم وأحبوها ... وما دام الأمر كذلك فأين الأعجمي منه ؟!
أقول : لا يكفي أن يثبت عجز الأعجمي بعجز العرب ، فليس العرب حجة عليهم إلا إذا كان الإعجاز بلاغياً ، وأنت تلاحظ أن حصر الإعجاز في هذا الخندق تجعلنا نفترض أموراً ونقرها وندافع عنها ونجعلها من المسلمات وحي بلا شك تحتاج إلى النظر .
يقول الباقلاني مثلاً : [ لا يتهيأ لمن كان لسانه غير العربية من العجم والترك وغيرهم أن يعرفوا إعجاز القرآن إلا بأن يعلموا أن العرب قد عجزوا عن ذلك ، فإذا عرفوا هذا بأن علموا أنهم تحدوا إلى أن يأتوا بمثله ، وقرِّعوا على ترك الإتيان بمثله ولم يأتوا به تبينوا أنهم عاجزون عنه .
وإذا عجز أهل ذلك اللسان فهم عنه أعجز ..
وكذلك نقول : ـ والكلام له ـ
إن من كان من أهل اللسان العربي إلا أنه ليس يبلغ في الفصاحة الحد الذي يتناهى إلى معرفة أساليب الكلام ووجوه تصرف اللغة وما يعدونه فصيحاً بليغاً من غيره فهو كالأعجمي في أنه لا يمكنه أن يعرف إعجاز القرآن إلا بمثل ما بينا أن يعرف به الناس الذي بدأنا بذكره وهو ومن ليس من أهل اللسان سواء . ] [35]
هل رأيت هذا ؟ !
هل رأيت إلى أي مدى حصرنا الإعجاز والتحدي في طائفة قليلة ؟!(1/1134)
والسبب : [ أن البلاغة إذا لم تكن هي مجال المعاجزة لكن اختيار العرب للمعاجزة لا مقتضى له . ] [36]
وليت شعري ، إذا كان هذا القياس صحيحاً فعلينا أن نقول للأعاجم جميعاً ، بل ولأغلب العرب أيضاً : إن القرآن لا يتحدى أحداً الآن ، لأنكم مهما بذلتم من جهد ومهما توصلتم من فهم للغة فلن تستطيعوا التحدي فلقد عجز العرب الأوائل ، ومن منكم مثلهم ؟! .
أليس عجيباً أن يقول القرآن الكريم
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ )(الإسراء: من الآية88)
ثم نقول فمن :إذا عجز أهل اللسان الأوائل فغيرهم أعجز . [37]
ونغلق الباب لأن القوم الذين تحداهم القرآن قد ذهبوا !!!!
إن القرآن الكريم حين قال : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38) .
لم يكن يقصد العرب وحدهم ، وإلا لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالرسائل إلى كسرى وقيصر والنجاشي والمقوقس وفي كل رسالة كلام الله يتلى عليهم .
إن الذي دفعنا إلى هذا السبيل ، وألجأنا إلى هذا الملجأ هو حصر التحدي في البلاغة ، وتلك قضية جعلت بعض أهل الكلام يقول :
[ إن التحدي قد انقطع بانقطاع زمن البعثة والوحي ..... مع أن جمهور أهل الإسلام على أن التحدي باق إلى يوم القيامة وهذا هو الحق الذي لا يحل القول بغيره . ] [38]
نعم : الحكمة تقتضي نزول الكتاب بلغة النبي وقومه ، لكن من قال إن التحدي في هذه اللغة ، وهل نزول القرآن عربياً يعني التسليم بأن التحدي في البلاغة لأن القوم كانوا فصحاء .
لقد افترضنا هذا وجعلناه حقيقة مسلمة مع أنه اجتهاد وليس نصاً في قرآن أو سنة ، فلماذا جعلناه قاعدة ورحنا ندافع عنه .
***
المبحث الثالث
آيات التحدي بين الترتيب النزولي
والترتيب المصحفي(1/1135)
[ القرآن الكريم عندنا معاشر المسلمين كلام دال على معانيه دلالة مأخوذة بالطريق الواضح العادي لدلالة الكلام العربي ، فليس هو على ذلك بمحتاج إلى التفسير احتياجاً أصلياً ، ولكن الحاجة إلى تفسير القرآن إنما هي حاجة عارضة نشأت من سببين :
السبب الأول : هو أن القرآن الكريم لم ينزل دفعة واحدة ، وإنما كان نزوله وتبليغه في ظرف زمني متسع جداً ، قدرهُ أكثر من عشرين عاماً ، فكان ينزل منجماً على أجزاء مع فواصل زمنية متراخية بين تلك الأجزاء .
وكان نزوله في تقدم بعض أجزائه وتأخر البعض الآخر على ترتيب معروف يختلف عن ترتيبه التعبدي ، لأن ترتيب تاريخ النزول كان منظوراً فيه إلى مناسبة الظروف والوقائع ، مناسبةً ترجع إلى ركن من أركان مطابقة الكلام لمقتضى الحال .
وترتيب التلاوة ، أو الترتيب التعبدي كان منظوراً فيه إلى تسلسل المعاني وتناسب أجزاء الكلام بعضها مع بعض ، وذلك يرجع إلى ركن آخر من أركان مطابقة الكلام لمقتضى الحال .
وكلا الترتيبين راجع إلى الوحى ، وكلاهما وقع به التحدي الإعجازي إلا أن أولهما مؤقت زائل بزوال ملابساته من الوقائع والأزمنة والأمكنة ، والترتيب الآخر ، وهو ترتيب التلاوة التعبدي باق لأنه في ذات الكلام يدركه كل واقف عليه وتالٍ له من الأجيال المتعاقبة بينما الترتيب التاريخي لا يدركه إلا شاهد العيان لتلك الملابسات ، من الجيل الذي كان معاصراً لنزول القرآن جملة ممن كانت لهم تلك الملابسات دلائل وقرائن على ما أريد من المعاني التي استفادوها من التراكيب القرآنية . ] [39]
وآيات التحدي التي هي مدار البحث خمسة ، مذكورة في السور التالية :
[ البقرة ـ يونس ـ هود ـ الإسراء ـ الطور ] .(1/1136)
هكذا رتبت الآيات في المصحف حسب ترتيب السور ، وليس هذا ترتيب نزولها ، ولابد من معرفة ترتيب النزول حتى نقف على مراحل التحدي ، كيف بدأ ؟ وكيف تنامي ؟ ومن خلال النظرتين يمكن استخلاص بعض الدلالات التي تعين على فهم المراد من المثلية المتحدي بها .
وترتيب النزول كان على النحو التالي :
1) سورة الإسراء وفيها :(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88)
2) سورة يونس وفيها :(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38)
3) سورة هود وفيها : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود:13)
4) سورة الطور وفيها : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ*فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (الطور33 :34)
5) سورة البقرة وفيها :(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23) .
--------------
وأول ما يلفت النظر في هذا الترتيب أن التحدي بني على جذر واحد واضح يبين أن الضمير في قوله (مثله ) لا يعود إلى على القرآن الكريم 0
فالبداية هي ( يأتوا بمثل هذا القرآن ) ولا يتصور بعد هذا عود الضمير على الرسول [40] هذا أولاً
ثانياً : أن الآيات بدأت بافتراض اجتماع الإنس والجن ( لئن اجتمعت الإنس والجن ) وهذا الافتراض لا يتصور عقلاً ، مما يعني أن نتيجة هذا الافتراض ـ وهو المجيء بمثل القرآن ـ لا يتصور عقلاً .(1/1137)
ثالثاً : أن المدعوين أولاً للتحدي هم الإنس والجن ، ثم تدني الأمر فطلب منهم دعوة من يستطيعون من دون الله ، ثم تدني الأمر إلى دعوة الشهداء وهم المناصرون لفكرة إمكانية المجيء بمثله وهؤلاء قلة .
رابعاً :كانت الآية الأولى إعلاناً من الله تعالى على لسان نبيه بعجز الخلق جميعاً عن المجيء بمثله ، فقيل ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن .......
هذا بلاغ من الله تعالى للخلق جميعاً ، ثم جاءت باقي الآيات لترد على دعوى افتراء القرآن من عند الرسول فقيل ( أم يقولون افتراه .... قل فأتوا بسورة أم يقولون افتراه .... قل فأتوا بعشرة سور
أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون ....
كل ذلك في الآيات المكية الأولى : أما آية المدينة وهي آية البقرة فليست رداً على هؤلاء بل هي رد على من دخل قلبه الشك ولذا قيل ( وإن كنت في ريب ... )0
إن السور المكية خطاب لجميع الناس . أما السورة المدنية فأغلبها [ خطاب لمن أقر بالأنبياء من أهل الكتاب والمؤمنون . ] [41]
خامساً :الملاحظ في الآيات الخمس أن كل وجه من التحدي يغاير الآخر ولا يوجد وجهان متماثلان في التحدي ، وها هي أوجه التحدي حسب نزولها :
[ مثل هذا القرآن ] [ سورة مثله ] [ عشرة سور مثله ] [ حديث مثله ] [ سورة من مثله ] .
سادساً :إن هذا الترتيب من الممكن فهمه على أنه تدلٍ في التحدي من الأكثر إلى الأقل من حيث العدد ، ولكن بضرب من التأويل ، فماذا يفهم من الترتيب المصحفي ؟
لننظر ....
الترتيب المصحفي :
جاء ترتيب الآيات في المصحف كما هو معلوم : [سورة البقرة ثم يونس فهود ثم الإسراء ثم الطور . ] .
وهذا الترتيب سألخصه لك على النحو التالي حيث كان التحدي في [ سورة من مثله – ثم سورة مثله – فعشر سور من مثله – ثم مثل هذا القرآن – ثم حديث مثله . ](1/1138)
ولقد وقف العلماء أمام هذا التدرج وحاولوا تأويله على غير ترتيبه فقالوا : [ إن التحدي بعشر سور وقع أولاً ، فلما عجزوا تحداهم بسورة من مثله ، كما نطقت به سورة البقرة ويونس ، وهو إن تأخر تلاوة إلا أنه متقدم نزولاً ، وأنه لا يجوز العكس إذا لا معنى للتحدي بعشر لمن عجز عن التحدي بواحدة ، وأنه ليس المراد تعجيزهم عن الإتيان بعشر سور مماثلات لعشرٍ معينة من القرآن .
وذهب ابن عطية إلى أن التحدي بعشر سور وقع بعد التحدي بسورة وأنكر تقدم نزول هذه السورة ... وقال .. :
إن ما وقع أولاً هو التحدي بسورة مثله في البلاغة والاشتمال على ما اشتمل عليه من الأخبار عن المغيبات والأحكام ، فلما عجزوا عن ذلك أمر بأن يأتوا بعشر سور مثله في النظم وإن لم تشتمل على ما اشتمل عليه ...
وقيل إنه لا يطرد في كل سورة من سور القرآن
وهب أن السورة متقدمة النزول إلا أنها لما نزلت على التدريج جاز أن تتأخر تلك الآية عن هذه ، ولا ينافي تقدم السورة . ] [42]
هكذا قالوا ..
وأنا أسأل هنا : هل نزول بعض الآيات قبل بعض مسألة اجتهادية ؟ !
أليس عجيباً أن يقال : إن التحدي وقع أولاً بكذا حتى وإن تأخر في النزول ؟!
لقد قلت : إن الترتيب النزولي يُثبت ضرباً من التدلي ، أعني أن التحدي في الأكثر ثم في الأقل .
وهنا أقول أن الترتيب المصحفي يعكس ذلك 000 أي أنه يتدرج في التحدي من سورة إلى عشر سور إلى القرآن الكريم كله .
وكأن القرآن ـ كما أفهم ـ يعرض قضية التحدي من الوجهتين صعوداً ونزولاً ، وعلى من يريد المعارضة والتحدي أن يختار لنفسه ، ومن هنا يثبت العجز من كل وجه .
***
المبحث الرابع
مفهوم الإعجاز في كتب العلماء
يقول ابن فارس في المقاييس إن [ العين والجيم والزاء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على الضعف ، والآخر على مؤخر الشيء .
فالأول : عَجَزَ عن الشيء يعجز عجزاً فهو عاجز ، أي ضعيف ، وقولهم : إن العجز نقيض الحزم ، لأنه يضعف رأيه .(1/1139)
ويقولون : " المرء يعجز لا محالة " ويقال : أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه ، ولن يعجز الله شيء ، أي : لا يعجز الله تعالى عنه متى شاء .
وفي القرآن الكريم : (لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً)(الجن: من الآية12)
وقال تعالى : (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ )(الشورى: من الآية31)
ويقولون : عَجَز ، بفتح الجيم ، ولا يقال : عجِز إلا إذا عظمت عجيزته ، ومن الباب : العجوز : المرأة الشيخة .
وأما الأصل الآخر :
فالعجز : مؤخر الشيء ، والجمع : أعجاز ، حتى أنهم يقولون عجُزُ الأمر ، وأعجاز الأمور ..][43]
-------------------
وهذه الدلالة لم تتغير في كتاب الله تعالى ، فقد جاءت بمعنى مؤخرة الشيء ، كما في قوله سبحانه: (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)(القمر: من الآية20) .
وأيضاً بمعنى عدم القدرة كما في قوله سبحانه (أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ)(المائدة: من الآية31) .
وقد يظن القارئ أن الأصلين لا رحم بينهما [ ولكن الرحم بينهما موصولة فإن الضعف من ولائد التأخر ، فالذي يعجز عن الأمر ، أي يضعف عنه إنما هو آتيه في آخر ذلك الأمر ، فلا يستقيم له الاقتدار عليه ... وكل من تأخر عن القيام بالأمر في عجزه : ضعف عنه .
وأيضاً من حاول في آخر أمره شيئاً لم يقتدر عليه في أوله ، فسواء أكان التأخير من شأن الفاعل أو من شأن المفعول فإنه يترتب على ذلك ضعف . ] [44]
ومن الممكن ( في رأيي ) أن يقال : عجز عن كذا مع أنه لم يحاوله ولم يرغب في المحاولة ذلك لأنه يعلم علم اليقين أن هذه المعجزة خارجة عن طوقه ، ولذا قالت الجن : (لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً)(الجن: من الآية12) .
فهم لم يحاولوا : ولم يدر بخلدهم أن يحاولوا .(1/1140)
أما أن يقال : [ إن علمه بحال نفسه : وحال ما يريد محاولته بمنزلة من أراد ، وحاول فثبت له ضعفه عما حاوله ] [45] فهذا لا أميل إليه لأن المعجزات ظهرت للناس ومن الوهلة الأولى وهي خارجة عن طوقهم ، وبعيدة عن مقدورهم ، وإذا رجعت مثلاً إلى إحياء الموتى لسيدنا عيسى وإخراج الناقة لسيدنا صالح وشق البحر لسيدنا موسى تجد أن القوم لم يحاولوا ذلك ولم يدر بخلدهم أن يحاولوا .
والعجيب أننا وضعنا كل ذلك في دائرة المعجزات ، مع أن الناس لم يفكروا في تحدي ذلك لعلمهم اليقين أنه ليس في مقدورهم .
ومن هنا أرى أن تسمية هذه الآيات معجزات يحتاج إلى مراجعة حيث لم تطلب الرسل من أقوامهم المجيء بمثلها ، وعلى الجانب الآخر لم يحاول الناس المجيء بمثلها .
إنها آيات وليست معجزات ، إنها براهين على صدق الأنبياء وحين أطلقنا على هذه الآيات معجزات وضعنا الناس موضع المتحدي مع أنهم لم يفعلوا .
أضف إلى ذلك أن هذه الكلمة لم ترد في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالمعنى المفهوم به التحدي مما يعني أن لفظ (معجزة) نتاج عقلي فلسفي وليس نتاجاً شرعياً ، لأن العلماء ربطوا بين آيات التحدي الخمسة وبين عدم مجيئهم بقرآن مثل القرآن ، ولما لم يأتوا بذلك كان ذلك عجزاً منهم فسميت المسألة : الإعجاز القرآني .
وحين نربط بين القرآن الكريم والإعجاز نربط بين أشياء كثيرة وهذه اللفظة ، فهناك ألفاظ وأساليب ، ومعان ، ونظم وترتيب ... كما أن هناك الغيب والعلم التجريبي ، فهل الإعجاز في كل ذلك أما في شيء واحد ؟
إن القرآن الكريم حمل وجهتين :
فهو من جهة برهان وآية على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، تماماً مثل الآيات التي جاء بها الأنبياء .
ومن الجهة الأخرى : يتحدى الجميع بأن يأتوا بمثل هذه الآية ، وتلك إضافة لم تكن في آيات الأنبياء السابقين .(1/1141)
والثابت ـ عندي ـ أن الآية والبرهان الدال على صدق النبي لا يمكن للعباد أن يأتوا بمثلها ، لأن من بدهيات الآيات كونها خارجة عن طوق البشر ولو كانت في مقدورهم لما كانت آية خارقة ، ولقد فطن الناس إلى هذا فلم يحاولوا .
ويبقي السؤال : ما الوجه الذي وجدوه في هذا القرآن وعلموا ، أنهم عنه عاجزون فسكتوا رغم التحدي ؟ ذاك ما يجيب عنه هذا البحث ، وذاك لب الإعجاز وجوهره أو أن شئت قل : لب التحدي وجوهره وذاك معنى ( من مثله ) 0
ولكن ما الفرق بين وجه التحدي ووجه الإعجاز ؟
إن هناك فرقاً كبيراً بين وجوه الإعجاز ووجه التحدي ، ولعل أول من لفت النظر إلى هذه القضية هو ابن عطية حين قال : [ وجه التحدي في القرآن إنما هو بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه .
ووجه إعجازه أن الله قد أحاط بكل شيء علماً 0000’ وأحاط بالكلام كله علما فعلم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعني بعد المعني ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره . ] [46]
ويقول شيخي محمود توفيق ـ أعزه الله ـ [ علينا أن نفرق بين أمرين : مناط التحدي ومناط الإعجاز ...
ثم يقول : أذهب إلى أن كل شيء في القرآن هو مناط إعجاز ، وأن مناط التحدي هو نظمه ... أي صورة المعني وليس المعني نفسه ، فالمعني القرآني نفسه معجز ولكنه ليس هو مناط التحدي .
والنظم القرآني معجز ومناط تحدٍ .] [47]
وسواء اتفقنا مع هذا أو اختلفنا معه إلا أن الإشارة إلى وجود مناط للإعجاز ومناط للتحدي أمر بالغ الأهمية ، فعلماؤنا خلطوا بين الأمرين ، وحدثونا عن الإعجاز وهم يقصدون التحدي تارة ولا يقصدونه أخرى ، ولهذا تباين كلامهم ، وتعددت اتجاهاتهم .
لا لشيء إلا لأنهم أدخلوا هذا في ذلك ، وأصبح كل عالم يتناول ما في القرآن الكريم من قضايا – كل بحسب تخصصه – ولكنها جميعاً في عرفهم معجزة .
يقول شيخي ـ أعزه الله ـ : [ إن هناك ثلاث جهات كلية تناولت قضية الإعجاز :
الأولي : جهة الكلام في العقيدة .(1/1142)
والثانية : جهة تأويل القرآن وعلومه .
والثالثة : جهة علماء البلاغة .
. أما علماء العقيدة فمعنيون بما يعرف بوجوه دلالته على صدق النبوة المحمدية ... فإذا ما تقرر من بيان علماء العقيدة إعجاز القرآن الكريم بأي وجه من وجوه الإعجاز فقد قاموا برسالتهم ، فإذا امتد القول بهم إلى جهات إعجازه فنافلة .
فخطاب علماء العقيدة مرمي به إلى الكافرين .
أما علماء التأويل فكلامهم ينصب في باب وجوه الإعجاز ، وتعديد هذه الوجوه وبيان منازلها وكلام هؤلاء مبني على تحقيقات علماء العقيدة ... ويكون مع من آمن بإعجاز القرآن الكريم ...
أما علماء البلاغة ... ففريضتهم النظر في جهة واحدة من جهات إعجاز القرآن الكريم : بلاغته وفصاحته . ] [48]
وكلام شيخي ـ أعزه الله ـ يجعل الباحث في دلالة المثلية لا يخرج عن إطار البلاغة وكأنها آيات محكمات مما يجعلني أضع نفسي في إطار لا أخرج منه لأنني أدرس القرآن من جهة البلاغة .
ولكن : لم أضع نفسي في هذا القالب ، وماذا سأضيفه للبحث إن كنت سأقيد نفسي بهذا القيد ؟
إنني معنيٌ هنا بالكشف عن مراد كلمة ( المثل ) في قوله ( من مثله ) ليس من باب العقيدة ، ولا من باب التأويل ولكن من باب البلاغة ، فالبحث يتخذ من علم البلاغة ميداناً للنظر للوصول إلى مقصودهذه الكلمة وبعد الوصول إلى مقصودها يستطيع البحث أن يبني على هذا المراد عقيدة توضح مفهوم التحدي ومقصوده فالعفيدة لابد أن تكون مبنية على فهم صحيح للكلام والفهم الصحيح لاينشأ إلا من عند أهل اللغة وفي طليعتهم علماء البلاغة
ومن هنا نحن في صدد البحث عن دلالة ( المثل ) المتحى به وهل هو مثلية في البلاغة أم في غيرها ؟
وأول ما يلفت النظر هنا أن العلماء لم يتفقوا على وجه واحد من الإعجاز ليكون هو مناط التحدي بل تعددت آراؤهم مع أنهم جميعا وهم يعرضون أوجه الإعجاز يستدلون بآيات المثلية 0
وإليك بعضا من ذلك :
اختلاف وجوه الإعجاز في تراث العلماء(1/1143)
تزخر مكتبة الإعجاز القرآني بآراء علمائنا في وجوه الإعجاز ، ولا تكاد ترى عالماً ينفرد بوجه واحد ويقول : هذا هو وجه الإعجاز ، وما عداه فلا ، ذلك لأنهم جميعاً يرون الإعجاز في وجوه شتى وإن كان البعض يميل إلى رأي دون آخر .
وتتعدد أوجه الإعجاز في كتاب الله تعالى بتعدد جوانب النظر فيه ، فكل آياته فيها إعجاز لفظي ، وبياني ودلالي ، وكل مجموعة من الآيات وكل سورة من السور طالت أما قصرت بما فيها من قواعد عقدية أو أوامر تعبدية ، أو قيم أخلاقية أو ضوابط سلوكية ، أو إشارات علمية ، وكل شيء من أشياء هذا الكون الفسيح وما فيه من ظواهر وكائنات وكل تشريع وكل قصة وكل واقعة تاريخية وكل وسيلة تربوية وكل نبوءة مستقبلية كل ذلك يفيض بجلال الربوبية ويتميز عن كل صياغة إنسانية ويشهد للقرآن بالتفرد كما يشهد بعجز الإنسان عن أن يأتي بشيء من مثله ) [49]
ولأجل كل هذا عقد العلماء في كتبهم فصولاً وعنونوها بـ ( وجوه الإعجاز ) مثل الباقلاني ، والزركشي وقالوا : [ لا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله معجز واختلفوا في إعجازه ] [50] فهذا قال بالصرفة ، وهذا قال الإعجاز في حديثه عن الغيب ، وهذا في إخباره عن قصص الأولين ، وهذا في تأثيره على القلوب وذاك في كشفه لما في الضمائر ، وآخر في غرابة الأسلوب والسلامة من العيوب لكن الغالبية منهم أعلت من شأن النظم وقالوا [ إنه الذي عليه الجمهور والحذاق . ] [51]
وهناك من تحير في وجه الإعجاز حين سئل عنه فقال :[ هذه مسألة فيها حيف على المفتي ، وذلك أنه شبيه بقولك : ما موضع الإنسان من الإنسان ؟ فليس للإنسان موضع من الإنسان ، بل متى أشرت إلى جملته فقد حققته ودللت على ذاته .
كذلك القرآن لشرفه لا يشار إلى شيء منه إلا وكان ذلك المعني آيه في نفسه ومعجزة لمحاولة وهدي لقائله ، وليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله من كلامه ، وأسراره في كتابه فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده . ] [52](1/1144)
وإذا كانت هذه التوجهات قد قيل بها في زمان اشتغل الناس فيه بالقرآن الكريم كلغة وبيان ونظم وبرهان ، فلقد جاء زمان امتاز بنمط آخر من الاهتمام وهو الاهتمام بالعلم التجريبي ، ولم يبخل القرآن عليهم بما يمدهم من وجوه أخرى غابت عن أسلافهم .
وسواء اتفقنا مع هؤلاء أو اختلفنا معهم فإنه يجدر بنا الوقوف على جهدهم وعدم إغفاله عند الحديث عن إعجاز القرآن الكريم أو تحدي القرآن الكريم للناس .
ذلك لأنه هؤلاء ينطلقون من قاعدة لا يعتريها شك وهي أنه : إذا كان القرآن الكريم معجزاً في نظمه فإن فيه أيضاً حقائق أخرى متعلقة بالغيب ، وموصولة بالتشريع ومربوطة بأسرار الكون .
وكل ذلك لا يعقل أن يكون العرب قد طولبوا به ، لأنه لا علم لهم به .
أضف إلى ذلك : أن ابتعاد الناس عن اللغة الفصيحة اليوم يقلل من الأضواء التي ألقيت في السابق على الإعجاز البلاغي ، ولا تنس أيضاً أن الإعجاز للإنس والجن كما صرح القرآن الكريم وهو تحد مستمر إلى يوم الدين ، مما يعني أن تحجيم الإعجاز وقصر التحدي على اللغة وبلاغتها تغييب لعصٍر يحياه الناس الآن ، أو تغييب للقرآن الكريم ، وكلا الأمرين خطأ في ظل هذا الصراع القائم بين الإسلام وغيره من العقائد المختلفة .
فدعونا نقف قليلاً على هذا الوارد الجديد ، وهو الإعجاز العلمي أولاً :
***
المبحث الخامس
أشهر وجوه الإعجاز
[ الإعجاز العلمي ـ الإعجاز التأثيري ـ الإعجاز الغيبي ]أولاً : الإعجاز العلمي :(1/1145)
على الرغم من وجود طائفة من العلماء الآن تجد أن اللغة التي تناسب العصر هي لغة الإعجاز العلمي ، وأنه ينبغي إغلاق الباب الآن حول الوجوه الأخرى لأنها لا تتساوق مع حديث الناس اليومي واهتماماتهم ، فلغة الناس اليوم هي لغة الكمبيوتر والذرة وغزو الفضاء وعلم الجينات ... إلى آخر هذا الفيض من المكتشفات ، 000 أقول على الرغم من هذا إلا أن هناك من يرى أن الأولى أن نجنب القرآن كل هذا ، لأن اللفتات العلمية فيه ليست مقصودة لذاتها بل هي داخلة في إطار الهداية ، ودلالة الخلق على الخالق.
وأنا هنا أسجل الموقفين ثم أدلف إلى مراد البحث :
فالفريق الأول يرى أن القرآن الكريم يفيض بالآيات العلمية عن الكون ومراحل تكونه وظواهره المختلفة ، والسنن التي تحكم هذه الظواهر ووصل عدد هذه الآيات في الإحصاء إلى ألف آية صريحة عدا الآيات الأخرى التي تدنو أو تبعد .
وعمدتهم في كل هذا قول الله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ)(فصلت: من الآية53)
حتى نادي صاحب كتاب جواهر القرآن على الناس قائلاً :
[ يا أمة الإسلام آيات معدودات في الفرائض اجتذبت فرعاً في علم الرياضيات فما بالكم أيها الناس بسبعمائة آية فيها عجائب الدنيا كلها .... هذا زمان العلوم ، وهذا زمان ظهور الإسلام ....
يا ليت شعري لماذا لا نعمل في آيات العلوم الكونية ما فعله آباؤنا في علوم الميراث ؟ ....
إن نظام التعليم الإسلامي لابد من ارتقائه ، فعلوم البلاغة ليست هي نهاية علوم القرآن ، بل هي علوم لفظه .... ] [53]
فهذا الوجه يعتمد أهله على أن القرآن الكريم كتاب علم بجانب كونه كتاب هداية ، وأن طلاب العلم ينبغي أن يولوا وجوههم تجاه هذه القبلة ، قبلة العلوم فهي لغة العصر ، وميزان التقدم ، كما كانت البلاغة والفصاحة هي لغة العصر وميزان التقدم في العصر الجاهلي .(1/1146)
ومن هنا تعددت المؤلفات التي تتناول القرآن الكريم من وجهات أخرى مثل الفلك ، والطب والهندسة ، وعلوم النبات ، وطبقات الأرض ، إلى آخر ذلك ووصل الأمر إلى إنشاء المجامع العلمية ، ودور البحث المتخصصة في الإعجاز العلمي وانتشر في شبكة المعلومات العديد ، بل الذي لا حصر له من هذه المواقع التي تتحدث بهذا اللسان وتنطق هذه اللغة ، لغة العلوم وتقدم العلوم التجريبية حتى وصل الأمر إلى إنشاء المجامع العلمية ودور البحث المتخصصة في الإعجاز العلمي فالعصر عصر العلوم التجريبية وليس عصر اللغة وظهرت بعض التفاسير المهتمة بالإعجاز العلمي مثل تفسير ( المنتخب ) وهو معنى بدلالة الآيات على نواميس الكون وأسراره العلمية .
-------
وعلى الجانب الآخر ، وفي خضم هذا الجانب ـ المحمود عندي ـ ظهر ما يعارض هذا التوجه ، بل ويجرحه في بعض الأحايين ، ذلك لأن القرآن لا يقصد إلا إنقاذ الإنسانية العاثرة وهداية الثقلين إلى سعادة الدنيا والآخرة ، فالقرآن الكريم كتاب هداية وإعجاز بلاغي .
وعليه فلا يليق أن نتجاوز به حدودهما حتى وإن ذكر فيه شيء من الكونيات فهو لا يقصد مطلقاً أن يشرح حقيقة علمية في الفلك أو الكيمياء ، ولا أن يحل مسألة حسابية أو معادلة جبرية ، أو نظرية هندسية ولا أن يزيد في علم الطب باباً ولا في علم التشريع فصلاً ، ولا أن يتحدث عن علم الحيوان .. إلى غير ذلك .
ولكن بعض الباحثين طاب لهم أن يتوسعوا في علوم القرآن ومعارفه فنظموا في سلكها ما بدا لهم من علوم الكون .
وهم في ذلك مخطئون ومسرفون وإن كانت نيتهم حسنة وشعورهم نبيلاً ، ولكن النية والشعور مهما حسنا لا يسوغان أن يحكي الإنسان غير الواقع ويحمل كتاب الله ما ليس من وظيفته خصوصاً بعد أن أعلن كتاب الله عن نفسه هذه الوظيفة وحددها مرات كثيرة منها قوله تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه هدى للمتقين ِ)(البقرة: من الآية2)(1/1147)
ومما يجب التفطن له أن عظمة القرآن لا تتوقف على أن تنتحل له وظيفة جديدة ولا أن نحمله مهمة ما أنزل الله بها من سلطان فإن وظيفته في هداية العالم أسمي وظيفة في الوجود ، ومهمته في إنقاذ الإنسانية أعلى مهمة في الحياة ....
إن القرآن حين يعرض لآية كونية .... يتحدث عنها حديث المحيط بعلوم الكون الخبير بأسرار السماوات والأرض الذي لا تخفي عليه خافية 0
إن هناك مؤلفات جمة تموج وتضطرب باستنباط علوم الكون من القرآن الكريم ، ولقد تبين أن علوم الكون خاضعة لطبيعة الجزر والمد وأن أبحاثاً كثيرة منها لا تزال قلقة حائرة بين إثبات ونفي ... مما زعزع ثقتنا بما يسمونه العلم ، وجعلنا لا نطمئن إلى كل ما قرروه باسم هذا العلم ، فهل يليق أن نبقي مخدوعين مغرورين بعلمهم الذي اصطلحوا عليه ، وتحاكموا إليه وقد سجنوه وسجنوا أنفسهم معه في سجن ضيق هو دائرة المادة ، تلك الدائرة المسجونة هي أيضاً في حدود ما تفهم عقولهم وتصل تجاربهم ، وقد تكون عقولهم خاطئة ، وتجاربهم فاشلة .
ثم هل يليق بعد ذلك كله أن نحاكم القرآن الكريم إلى هذه العلوم المادية القلقة الحائرة ، بينما القرآن هو تلك الحقائق الإلهية العلوية القارة الثابتة المتنزلة من أفق الحق الأعلى الذي يعلم السر وأخفي.
ألا إن القرآن لا يفر من وجه العلم ولكنه يهفو إلى العلم ويدعوا إليه ويقيم بناءه عليه فأثبتوا العلم أولاً ووفروا له الثقة وحققوه ثم اطلبوه في القرآن فإنكم لا شك يومئذ واجدوه . ] [54]
وبعد هذا العرض لوجهتي النظر يحسن أن أسأل هنا :
ألا يعد الإعجاز العلمي أيسر الطرق لجذب عقول الغربيين إلى الإسلام ؟
ألا يعد أفضل الوسائل لإقناع الماديين والملحدين والعلمانيين بعظمته وبخاصة في عصرنا الحاضر؟(1/1148)
وإذا كان علماؤنا قد استفرغوا جهدهم في العناية بالإعجاز البلاغي في وقت كان العلم فيه لغة ، وكانت اللغة هي مدار العلوم أفلا يحق لأهل العلم الآن أن يستفرغوا جهدهم في إعجازه العلمي ويكون هو المنطلق والباعث وليس كما يقال : حققوا العلم ثم اطلبوه في القرآن فإنكم واجدوه ؟
إنني لا أري عيباً في أن ننظر إلى القرآن الكريم على أنه معجزة علمية شريطة أن يتناول ذلك أهل الاختصاص .
فالقرآن الكريم رسالة متجددة لكل العصور وحين يكون العصر عصراً لغوياً فهو معجزة بلاغية ، وحين يكون العصر يموج بالعلوم التجريبية فهو معجزة علمية ولا ننكر الأخرى ، وكلما تقدم علم الإنسان وتقدمت اهتماماته فتح القرآن من خزائنه ما يبرهن على أنه كلام الله تعالى 0
ولم أجد أحداً قديماً أو حديثاً من علمائنا الأجلاء توقف عند وجه واحد من وجوه الإعجاز وأنكر الباقي ، بداية من الأوائل مثل الرماني والخطابي وعبد القاهر وانتهاء بأساتذتنا مثل محمود شاكر ورجب البيومي وأبي موسى ومحمود توفيق وغيرهم 0
ولا عجب في أن يروا هم أن المقدم من الوجوه هو الإعجاز البلاغي ويري البحث غير ذلك .
ثانياً : الإعجاز التأثيري :
تأثير القرآن في الناس أمر بدهي لكل ذي عينين ، حتى سماه المشركون سحراً ، والذي ينبغي التوكيد عليه هنا أن القرآن الكريم كتاب هداية .
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الإسراء:9)
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)
( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:138)
ذاك هو الهدف من القرآن الكريم ، بل هو الهدف من وراء كل معجزة أتي بها الأنبياء .(1/1149)
ولقد كان العرب قديماً يعرفون له هذا الأثر فقالوا : ( هذا سحر مبين ) وقالوا ( إن له لحلاوة ) وقالوا لبعضهم ( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) .لأنهم إن سمعوه بقلب فارغ من العداء أسرهم وأحاط بهم وأخذ بمقاليدهم فلا يجدون مفراً من التسليم له واتباع ما فيه .
والقصة التي أوردها ابن خلكان في شأن أبي عبيدة معمر بن المثني وهو يدافع عن القرآن الكريم ، والتي قيل إنها سبب نشأة علم البلاغة هذه القصة تبين بجلاء أن قضية القرآن ، ليست قضية لغوية ، وأن التحدي فيه لم يكن في اللغة وفصاحتها وسموها .. إنما في شيء آخر ، والقصة ملخصها :
أن إبراهيم بن إسماعيل الكتب سأل عن قول الله تعالى (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) (الصافات:65) . وكان العجب أن يقع الوعيد بمثل هذا حيث لم ير أحد رءوس الشياطين ، وكانت إجابة أبي عبيدة مضيئة لكثير مما غمض علينا ، فماذا قال ؟ لقد قال : إنما كلم الله تعالى العرب على قدر كلامهم . ثم ذكر من شعر أمرئ القيس ما يؤيد هنا وذلك قوله :
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال
والعرب لم تر الغول ، ولكن لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به .] [55]
المهم هنا قوله : إنما كلم الله تعالى العرب على قدر كلامهم .
وهذا يؤيد أن أغلب تعليقات العرب على القرآن الكريم لم تكن على بلاغته بل على هديه وأثره في نفوسهم .
ولقد بعث أكثم بن صيفي ـ وهو من حكماء العرب المعدودين ـ ولده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمع منه ...
فاستمع الولد إلى رسول الله ، ولا يخفي أن رسول الله كان يُسمِع كل وافد القرآن الكريم ..فلما جاء الولد أباه وأخبره بما سمعه من رسول الله جمع أكثم قومه ثم قال لهم : إن ابني شافه هذا الرجل مشافهة وأتاني بخبره وكتابه يأمر فيه بالمعروف وينهي عن المنكر ويأخذ بمحاسن الأخلاق ويدعو إلى توحيد الله .... الخ وهذا الكلام لا ذكر فيه لبلاغة أو فصاحته .(1/1150)
[ ولقد كان كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة أول كتاب يبحث في أسلوب القرآن الكريم ويوازن بينه وبين كلام العرب لينتهي من الموازنة إلى أنه نمط من ذلك الكلام ... وكلمات من كلام الناس ولكن يفعلن هذا الأمر العجيب في النفوس ويقمن هذا السلطان القاهر على القلوب ...
وهذا الوجه من وجوه الإعجاز هو المعجزة القائمة في القرآن الكريم أبداً الحاضرة في كل حين ، وهي التي تسع الناس جميعاً ، عالمهم وجاهلهم ، عربيهم وأعجميهم ، إنسهم وجنهم .
إن هذا الوجه عمدة وجوه الإعجاز في القرآن ، فالروعة التي كانت تلحق قلوب سامعيه عند سماعه والهيبة التي تعتريهم عند تلاوته هي مثال إعجازه ، وهي المعجزة القائمة أبد الدهر وهو الوجه الذي من حقه في رأينا ، أن يكون وجه الإعجاز وحده . ] [56]
وهكذا نظر العلماء إلى الإعجاز التأثيري ، وعدوه الوجه الذي من حقه أن يكون وجه الإعجاز وحده .
وكأنهم يؤكدون عدة أمور ، من خلال كلامهم ، منها :
إن الإعجاز البلاغي والتحدي في البلاغة يتصادم مع وجود العالم والجاهل والعرب والعجم ، والإنس والجن ، وقيام المعجزة على طول الزمان والمكان .
لذا راحوا يضعون هذا عن عاتقهم ويحملون هذا الوجه البديل الذي لا مطعن فيه ولا خلاف عليه حتى قال الشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ [ ما أظن امرءاً سليم الفكر والضمير يتلو القرآن أو يستمع إليه ثم يزعم أنه لم يتأثر به . ] [57]
ولا يغرنك عدم تأثر أهل الإلحاد والشرك [ فأثر القرآن مختلف حسب نوع المتلقي ، وما لديه من استعدادات لاستقبال المؤثرات القرآنية أو موانع من أمراض القلوب المتنوعة ، فأثر هذا القرآن ومظاهر هذا التأثير واضحة في الفريقين :
في المؤمنين : زيادة في الإيمان واستبشار في الوجوه
وفي المنافقين : زيادة في الرجس والشر والدنس وخاتمة
سيئة هي الموت على الكفر . ] [58](1/1151)
وإذا كنت أتفق في أثر القرآن على القلوب لكن هل المثلية المتحدى بها مثلية تأثير على الناس ، بمعنى هل طلب منهم المجيء بكلام مؤثر في القلوب ؟ إن أهل الشرك والإلحاد لا يزالون يجادلون ويقولون ولم لم نتأثر نحن فإن قلت إنه يزيدهم رجساً إلى رجسهم اتهموك بالهروب والمماطلة لأنهم يريدون التأثير بمعنى الهداية ، وأري أن لهم وجهاً ، ولذا أود أن نمضي إلى وجه آخر قد يكون محل اتفاق وهو :
--------
ثالثاً : الإخبار عن الغيب
أغلب المتحدثين عن الإعجاز اهتموا بذكر هذا الوجه ، وجعلوه في بعض الآراء الوجه الأهم ، يقول البيهقي :[ في القرآن وجهان من الإعجاز :
أحدهما : ما فيه من الخبر عن الغيب ، وذلك في قوله عز وجل : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(التوبة: من الآية33) وقوله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ )(النور: من الآية55) وقوله في أول الروم (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)(الروم: من الآية3) وغير ذلك من وعده إياه بالفتوح في زمانه ، وبعد زمانه ، ثم كان كما أخبر ... والآخر : ما فيه من الخبر عن قصص الأولين ... ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان أمياً لا يقرأ كتاباً ولا يخطه ، ولا يجالس أهل الكتاب للأخذ عنهم وحين زعم بعضهم أنه يعلمه بشر رد الله ذلك عليه فقال : (لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)(النحل: من الآية103) .[59](1/1152)
وفي كلتا الحالتين فالإعجاز إعجاز غيبي ، فالخبر عن المستقبل غيب ، والحديث عن السابقين غيب ، وكأن البيهقي ـ رحمه الله ـ يحصر الإعجاز والتحدي في الغيب لكن هذا الوجه لم يسلم من النقض فضلاً عن النقد ، حيث يقول شيخي محمود توفيق ـ حفظه الله ـ [ إن القول بأن الإخبار بالغيوب هو وحده مناط للإعجاز ، متعاند مع ما جاءت به آية التحدي في سورة هود(13) وهي قوله (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) .
فقوله ( مفتريات ) قاطع بأن مناط التحدي ليس ما تضمنه من معاني الحق سواء ما كان منها ، من باب الإخبار بغيب مضى أو غيب قائم أو غيب قادم . ] [60]
وأري أن الإخبار بالغيب وجه من وجوه الإعجاز الظاهرة التي يُستند إليها لكنها ـ كما قال شيخي ـ لا يكتفي بها [ ولقد كان كفار مكة أحرص الناس على إبطال قوله صلى الله عليه وسلم مجتهدين بكل طريق يمكن ، فتارة يذهبون إلى أهل الكتاب يسألونهم عن أمور من الغيب حتى يسألوه عنها ، كما سألوه عن قصة يوسف وأهل الكهف وذي القرنين ... ] [61]
وحين قالوا ( لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا)(لأنفال: من الآية31) كان تعريفهم له أنه (أساطير الأولين ) فقالوا (إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) .
والقرآن يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ )(يوسف: من الآية3) .
ولكن هناك أمر ينبغي الإشارة إليه وهو أن الغيب ليس مقصوراً على القصص أو التنبؤ بما سيكون(1/1153)
إن الغيب هو القرآن الكريم ، هو الحديث عن الله وملائكته ورسله وعن الكون بما فيه وعن القيامة بما فيها ، وعن الماضي كله والمستقبل كله ، ولو تصفحت كتاب الله تعالى لن تعدم شيئاً من هذه الأمور ، حتى في السور القصيرة ، وأقرأ من أول سورة الناس وهي تحدثك عن إله واحد مالك للجميع يعيذك من شر الشيطان الذي يوسوس في الصدور ... وكل ذلك كما تلحظ غيب .
ثم انتقل إلى سورة العلق وهي تحدثك عن [ ثلاثة أنواع من الشرور :
أحدهما : وقت يغلب وقوع الشر فيه وهو الليل .
والثاني : صنف من الناس أقيمت صناعتهم على إرادة الشر بالغير .
والثالث : صنف من الناس ذو خلق من شأنه أن يبعث على إلحاق الأذى بمن تعلق به.] [62]
وكل هؤلاء غيب : حتى في أقصر صورة في القرآن وهي سورة الكوثر حديثان عن الغيب
الأول : الكوثر وهو نهر في الجنة .
والآخر : الإخبار بأن مبغض النبي هو الأبتر بقطع ذكره الطيب إلى يوم القيامة 0
والذي أريد أن أقرره هنا أن الغيب وجه من وجوه الإعجاز ، لكن هل وقع التحدي به ؟ وهل المثلية المرادة هنا مثلية غيب ؟
وهل المطلوب من الجن والإنس أن يأتوا بكلام يحدث الناس عما وقع في الماضي أو ما سيقع في المستقبل؟
إن القرآن يقول :
1- (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْب ...ِ)(البقرة 2 :3)
2- (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ )(آل عمران: من الآية44)
3- (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)(الجن 26 : 27)
إن الغيب والإطلاع عليه وجه من وجوه التحدي ، أتي به النبي من عند ربه ولكنه ليس كل التحدي ، وحين يقول القرآن ( فأتوا بسورة من مثله ) قد يعني الغيب وقد يعني غيره ، وبخاصة أن البشر لا إطلاع لهم على الغيب .
إن الأمر قد يكون ، وقد لا يكون ، في كل ما سبق .(1/1154)
قد تكون المثلية المطلوبة مثلية علم ، أو مثلية هداية ، أو مثلية غيب وقد تكون المثلية غير ذلك ، وقد تكون في مجموع ذلك .
ولقد عرضت لك حديث العلماء عن الإعجاز العلمي والتأثيري ، والغيبي وفي كل مرة نرى أنه من الممكن حمل المثلية على هذا الوجه ، ومن الممكن لا .
لكن الشائع في ميدان البلاغة حتى صار هو الأصل في كتبهم أن المثلية المطلوبة في آيات التحدي هي مثلية أسلوب ونظم وبلاغة ، ... وغير ذلك من أوصاف تعود على لغة القرآن .
وأقف بك على هذا بعض الوقت .
***
المبحث السادس
الإعجاز البلاغي
رؤية نقدية
ارتبط الإعجاز بالبلاغة منذ نزول القرآن الكريم على العرب ، والمعلوم سلفاً أن العرب قوم بضاعتهم البلاغة والفصاحة المتمثلة في الشعر والخطابة والحكم والأمثال ، وحين نزل القرآن الكريم وهو كلام الله على قوم هذه بضاعتهم انصرفت الأذهان مباشرة إلى جمال هذا الكلام وحلاوته ، وعلو منزلته ، وسمو تراكيبه ، حتى التصق الإعجاز بالفصاحة والبلاغة ، وهنا يطرح سؤال مهم :
ما الذي ربط الإعجاز بالبلاغة هكذا حتى بدا كأنه إجماع للأمة ، أو على الأقل : ما عليه جمهور العلماء ؟
الذي يظهر لي ، أن هذا الارتباط نشأ من عدة أمور منها :
1- أن القرآن نزل على العرب .
2- أن العرب اشتهروا بالفصاحة والبلاغة وهم يعتقدون أن المعجزة من جنس ما نبغ فيه القوم .
3- أن هذه المعجزة ما هي إلا كلام .
4- ما أثر عن بعض العرب في وصفهم للقرآن حين تأثروا به بأن له حلاوة وأن عليه طلاوة ... الخ.
كل ذلك حسب ظني هو الذي حبس الإعجاز في هذا الركن الضيق وصرف الأذهان عن غيره زمناً طويلاً .(1/1155)
لقد نظرنا إلى القرآن الكريم نَظَرَنا إلى القصيدة أو الخطبة أو الحكمة فما دامت المعجزة كلاماً ، فإعجازها وتحديها في ألفاظها وتراكيبها ، ورحنا نقول أن هذه المعجزة تكمن في إحاطة الله علماً بكل شيء , ومن هذه الأشياء الكلام وترتيب الألفاظ ، وأي لفظة تصلح أن تلي اللفظة الأولى ، وأي الألفاظ يثلث بها لبيان المعني ، ومطابقة هذا الكلام لمقتضى أوال الناس 0000 .
ولما كان علم الله تعالى محيطاً علم أي الألفاظ يبدأ بها ، وأيها يثني بها ، وأيها يثلث بها حتى جاء النظم القرآني في المرتبة التي يعجز عنها البشر .وبدأت الفكرة تتسع شيئاً فشيئاً فقيل [ إن القرآن الكريم لو تركت منه لفظة ثم أدير اللسان العربي على لفظه أحسن منها لما وجدنا . ] [63] لقد ظل هذا القول يتسع حتى عقدت موازنات بين ألفاظ القرآن الكريم وألفاظ الشعراء والحكماء ، وكيف يوظف القرآن اللفظة في مكانها التوظيف الأمثل وكيف ينتقي التركيب الأعلى في الإيجاز والدلالة ، مثل قوله سبحانه ( القصاص حياة ) وقول العرب ( القتل أنفي للقتل ) .
وهكذا اتسعت دائرة البلاغة شيئاً فشيئاً حتى استحال على القائلين بالإعجاز تجاهلها أو التغاضي عنها ، أو تقديم شيء عليها وأنا لا أختلف مع كل ذلك لكني أبحث عن موطن التحدي .
وأمر آخر وهو أن علماءنا نظروا إلى العرب على أنهم أهل التحدي وحدهم فما دام القرآن عربياً ونزل على العرب فالمعجزة عربية ، وبخاصة أن القوم أرباب فصاحة وبلاغة 000
وأسأل أيضاً هنا وأقول : إن الإنجيل نزل بلغة بني إسرائيل وقتها فلم لم تكن معجزة عيسى في اللغة ، وإذا اتفقت معك على أنهم قوم لم يشتهروا بالفصاحة بل بالطب فهل اقتصرت معجزة عيسى على الطب ، ألم يقل (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(آل عمران: من الآية49)
ألم يُنزل عليهم مائدة من السماء بدعائه ؟(1/1156)
ألم يخلق طيراً بإذن الله ؟
فهل كل هذا له علاقة بالطب ؟!
إن القول بأن المعجزة من جنس ما برع فيه القوم يحتاج إلى وقفة ، وهذا يعني أن ربط معجزة القرآن بفصاحة العرب وبلاغتهم وأن التحدي في ذلك يحتاج أيضاً إلى وقفة .
ثم أن المعلوم بجلاء أن اللغة وسيلة وليست غاية ، وأداة وليست هدفاً 0
نعم : نزل القرآن بلغة العرب .
راجع هذه الجملة :نزل القرآن بلغة العرب . إذن هناك قرآن ، وهو كلام الله تعالى . وهذا القرآن الذي هو كلام الله تعالى : نزل بلغة العرب .
وعند التحدي نطلب كلام الله ، وليس لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم .
إن سحرة موسى حين جاؤا بسحرهم جاؤا بالشكل والهيئة فسحروا أعين الناس حتى خاف موسى عليه السلام .
ولكن أفعالهم كانت هيئات وليست حقائق ، كانت أشكالاً مثل لغة القرآن ، ولم تكن حقائق مثل القرآن ، وحين ألقي موسى عصاه انقلبت حية حقيقية ، ومن هنا كان التحدي في الحقائق وليس في الأشكال والمطلوب من الناس الآن أن يأتوا بالقرآن وليس لغة القرآن .
ولو كان التحدي في الهيئة والشكل لقال سحرة فرعون لقد جئنا بمثل ما جاء به موسى ، فهل قالوا هذا ؟
ومن هنا أقول : إن التحدي ليس في البلاغة والفصاحة وإن كنت لا أنكر أن القرآن الكريم يقف في الغاية القصوى التي لا يطمح إليها بشر .
وما أثر عن العرب في حديثهم عن القرآن حيث يتخذ دليلاً على أن التحدي في البلاغة فإنه يحتاج إلى قراءة أخرى وهاك بعض الأمثلة :
نقل القرطبي ـ رحمه الله ـ [ أن أبا طالب لما قيل له : إن ابن أخيك زعم أن الله أنزل عليه ... (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) قال اتبعوا ابن أخي فوالله إنه لا يأمر إلا بمحاسن الأخلاق .(1/1157)
وقال عكرمة :قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوليد بن المغيرة ، إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... إلى آخرها فقال : يا ابن أخي أعد ، فأعاد عليه فقال والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أصله لمورق ، وأعلاه لمثمر ، وما هو بقول بشر . ] [64]
ففي موقف أبي طالب كان الانبهار ودعوة الناس إلى الإيمان بسبب ما في القرآن من خير دعوة إلى مكارم الأخلاق .
أما كلام الوليد فوصف للمعنى وليس وصفاً للفظ ، فالحلاوة والطلاوة والإثمار والإيراق كل ذلك وصف للمعاني كما قال الإمام [ إنهم لم يوجبوا للفظ ما أوجبوه من الفضيلة وهم يعنون نطق اللسان وأجراس الحروف ولكن جعلوا كالمواضعة فيما بينهم أن يقولوا اللفظ وهم يريدون الصورة التي تحدث في المعني] [65]
والآية التي وصفها الوليد فيها من المعاني ما يستولي على العقول حيث أوجبت العدل والإحسان وصلة الرحم و النهي عن كل منكر ...
كل ذلك معانٍ تأخذ بالقلوب قبل الأسماع ، ووضعت هذه المعاني في صورة تقابلية تجمع بين الأمر بالخير والنهي عن الشر في إطار واحد ، ولا يتأتى هذا إلا مِن إله يريد للناس الخير ولذلك ختم الوليد مقولته بأن قال : ( وما هو بقول بشر ) .
وذاك بيت القصيد : ( ما هو بقول بشر ) .
وحين تراجع قول النجاشي حين سمع القرآن الكريم ورويت له قصة عيسى عليه السلام وأمه الصديقة قال :
( هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ] [66]
إنه علق على المصدر الذي جاء منه القرآن والذي جاء منه كتاب موسى إنه من عند الله .
هذا ما جذبه وجعله يؤمن بهذا الكلام .(1/1158)
وفي قصة إسلام عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ روايات ، منها رواية لعطاء ومجاهد نقلها ابن اسحق عن عبد الله بن أبي نجيح وفيها أن عمر قال : ( كنت للإسلام مباعداً وكنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأشربها وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش ، فخرجت أريد جلسائي أولئك فلم أجد منهم أحداً ، فقلت : لو أنني جئت فلاناً الخمار ، وخرجت فجئته فلم أجده ، قلت : لو أنني جئت الكعبة فطفت بها سبعاً أو سبعين فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ، وكان إذا صلى استقبل الشام ، وجعل الكعبة بينه وبين الشام واتخذ مكانه بين الركنين ، الركن اليماني والركن الأسود ، فقلت حين رأيته : والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول ، وقام بنفسي أنني دنوت منه أسمع لأروعنه ، فجئت من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة ، فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام ] [67]
فهذا الحديث حديث تأثر ورقة القلب حين سماع القرآن ، ولا مجال هنا لبلاغة أو بيان أو نحو ذلك .
ومن خلال تلك الروايات يمكن القول بأن القوم حين استمعوا إلى القرآن الكريم كان رد فعلهم يدور في فلكين :
الأول : تأثرهم بهذا القرآن .
الآخر : إجماعهم على أنه ليس بكلام بشر .
[ فقعود الكفار عن المعارضة كان بسبب شعورهم بعجزهم عن هذه المعارضة واقتناعهم بإعجاز القرآن الكريم ] [68]
( ولكن ما السبب في قعودهم ؟ )
السبب أن [ للقرآن شأناً آخر وهو : أنهم رأوا فيه من مسحة الألوهية ما جعله روحاً من أمر الله يتحرك به كل من سمع صوته .
وفي الحديث ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلامي ربي . ] [69]
فتأمل هذه الكلمة الموجزة عن القرآن ( كلام ربي ) .(1/1159)
وهكذا آمن الناس لأنهم سمعوا كلام الله فاستقبلوه استقبال الشفاء والهداية النازلة من السماء ، ولم يدر بخلد واحد منهم أن يعارض ليس لما رأي فيه من البلاغة ( وهي فوق الطاقة كما أعتقد ) ، ولكن لأنه مهما قال فسيقول كلام البشر ولغة البشر وأين كلام البشر من كلام خالق البشر ؟!
إن العربي بطبعه ، بل إن النفس البشرية بطبعها إذا طلب منها التحدي في أمر من الأمور خاضت فيه ، وبخاصة إذا كان عندها شيء من أولياته فلو طلبنا مثلاً من رجل لا يعرف معنى الشعر ، ولم يقرأ كتاباً في اللغة ، لو طلبنا منه أن يأتي بقصيدة مثل قصائد المتنبي لحاول وخاض ، ولأتي بألفاظ لها من الهيئة والتركيب ما لقصيدة المتنبي من الهيئة والتركيب أو قال كلاماً وادعي أنه مثل ما قال المتنبي .
لماذا ؟
لأنه بشر والمتنبي بشر .
ومهما بلغ المتنبي من الفصاحة والبلاغة والبيان والبراعة فهو بشر فالتحدي ممكن وله مسوغاته .
أما أن يقال لبشر يستطيع أن يقف النهار كله يخطب الخطبة ولا يعيد فيها شيئاً كما أثر عن قس بن ساعده الأيادي ، أو يقال لهؤلاء جميعاً إيتونا بسورة مكونة من سطر واحد فيسكتون ، ويمسكون ، ويحجمون ، فإن سكوتهم ليس ناشئاً عن عجز من قبل الكلام ، وإن كان الكلام خارجاً عن طوقهم ، بل من يقينهم بأن هذا الكلام كلام الله ونحن نريد كلاماً من عند الله وليس من عندكم .
والسؤال :
لنفترض ـ جدلاً ـ أن هذا الكلام قال به بشر ، وأن القرآن كلام بشر ـ أقول لنفترض ـ ثم تحدي به الناس ، هل كانوا سيقعدون عنه ؟
راجع نفسك وستعلم أن قعودهم عن التحدي إنما كان لأنه كلام الله .
--------------
ما المقصود بالبلاغة في كلامهم ؟
ما المقصود بالبلاغة التي تحدي بها القرآن الناس ؟(1/1160)
إن البلاغة والإعجاز البلاغي ، مصطلح لم يتفق عليه أهل البلاغة ، فلقد ذكروا كلاماً كثيراً قد نتفق معه حيناً وقد نختلف معه أحياناً أخرى ، لكن الذي لا شك فيه أنه لم يكن كلاماً واحداً ، ولا مضموناً واحداً .
فهناك من يرى البلاغة في نظم الحروف وتتابعها كما يقول الباقلاني :
( الذي تحداهم به أن يأتوا بمثل الحروف التي هي نظم القرآن ، منظومة كنظمها ، متتابعة كتتابعها مطردة كاطرادها ، ولم يتحداهم إلى أن يأتوا بمثل الكلام القديم الذي لا مثل له . ] [70]
ثم يقول : [ فالتحدي واقع إلى أن يأتوا بمثل الحروف المنظومة التي هي عبارة عن كلام الله تعالى في نظمها وتأليفها . ] [71]
فنظم الحروف هنا هو البلاغة ، وهو مناط التحدي ، وهذا ما أنكره الإمام عبد القاهر بل عقد له فصلاً قال فيه :
[ وما يجب إحكامه الفرق بين قولنا : حروف منظومة ، وكلم منظوم ، وذلك أن نظم الحروف هو تواليها في النطق ، وليس نظمها بمقتضٍ عن معنى ولا الناظم لها بمقتف في ذلك رسماً من العقل اقتضى أن يتحرى في نظمه لها ما تحراه ، فلو أن واضع اللغة كان قد كقال ( ربض ) مكان ( ضرب ) لما كان في ذلك ما يؤدي إلى فساده . ] [72]
ومن هنا سقط القول القائل بأن البلاغة هي نظم الحروف وأن الإعجاز في نظم تلك الحروف .
وفي جانب آخر جعلت البلاغة مخصوصة باللفظ والمعني ، ففصاحة الألفاظ وشرف المعاني هي موطن الإعجاز ، وحديث علمائنا عن اللفظ والمعني يكاد يكون تلخيصاً لقضية النظم والتأليف عندهم ، فالنظم أمر متعلق باللفظ والمعنى معاً ، وإن كنت تلمح في كلام البعض إعلاءً لشأن اللفظ ، وللبعض الآخر إعلاءً لشأن المعنى .(1/1161)
ففي كلام ابن عطية مثلاً أن الصحيح في وجه الإعجاز هو [ النظم وصحة معانيه ، وتوالي فصاحة ألفاظه ، وذلك أن الله تعالى أحاط بكل شيء وأحاط بالكلام كله علماً فترتيب الألفاظ من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره ...
فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة ... والصحيح أنه لم يكن في قدرة أحد قط ، ولهذا ترى البليغ ينقح القصيدة أو الخطبة حولاً ثم ينظر فيها فيغير فيها . وهلم جراً .
وكتاب الله عز وجل لو نزعت منه لفظ ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم يوجد . ] [73]
[ فالقرآن جاء بالأسلوب الرائع الخلاب الذي اشتمل على الخصائص العليا التي لم تجتمع بل لم توجد في كلام آخر مما أعجز أساطين الفصحاء ومقاويل البلغاء وأخرس ألسنة فحول البيان من أهل صناعة اللسان . ] [74]
فهؤلاء جميعاً جنحوا بالنظم إلى جهة اللفظ ، وأخذ بعضهم يوازن بين بعض التراكيب في لغة العرب ولغة القرآن الكريم ، كما في نحو ( القصاص حياة ) و ( القتل أنفي للقتل ) [75] بل بين لغة النبي صلى الله عليه وسلم ولغة القرآن الكريم مثل وصف الجنة في كلامه صلى الله عليه وسلم ، ووصفها في كلام الله تعالى ، ففي القرآن قيل (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)(السجدة: من الآية17) وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) [76]
ومع أن الحديث حديث قدسي إلا أن لفظه للنبي صلى الله عليه وسلم ومن هنا كانت الموازنة بين لغة البشر ولغة القرآن الكريم .
وعليه فإن الإعجاز هنا يبرز فيه دور الألفاظ أكثر مما يبرز دور المعاني ، لأن المعنى في القرآن الكريم وفي الحديث القدسي من الله تعالى فالموازنة إذاً في اللفظ 0(1/1162)
وترى طائفة أخرى من العلماء عكس هذا ، حيث يرون المعنى أعلى قامة من اللفظ كما صنع عبد القاهر الجرجاني ـ رحمه الله ـ فهو لا يبخس حق اللفظ ولا يطرحه اطراحاً ولكنه حامل للمعنى ، ورسول له ، وهذا ما استخلصه أستاذنا أبو موسى بعد مصاحبة طويلة للإمام عبد القاهر حيث خلص إلى أن :
[ الإعجاز قائم بالمعاني وأنه الأقوى والأظهر ، وأن القرآن الكريم حين قال : (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ) [77](هود: من الآية13)
إنما كان بهذا يتنزل معهم ويمد لهم مجال الإمكان ، ويوسعه لهم ، وكأنه يقول : إذا كانت المعاني مما لا عهد لكم بها ، ولا طاقة لكم عليها وليست من معادن معانيكم وقد بلغتم الغاية في إدارة اللغة على وجه معانيكم التي اخترعتم واختلفتم ، وأنتم في هذا سابقون ، وله مطيقون .
وهذا قاطع بأن الإعجاز بصحة المعاني ، واطراد استقامتها وسدادها أظهر وأبهر .
ولكن عبد القاهر وقف عند البناء البياني لمعاني القرآن . ] [78]
وإذا كان هذا هو رأي الإمام فإن المعاني عنده باب مستور ،وجوهر مكنون ما زال يحيطه الغموض ولذلك قال : [ وأعلم أن غرضي من الكلام الذي ابتدأته والأساس الذي وضعته أن أتوصل إلى بيان أمر المعاني كيف تختلف وتتفق ؟ ومن أين تجتمع وتفترق ؟ وأفصل أجناسها وأنواعها ، وأتتبع خاصها ومشاعها ، وأبين أحوالها في كرم منصبها من العقل ، وتمكنها في نصابه ، وقرب رحمها منه ، أو بعدها عنه . ] [79]
وكلام الإمام يثير في النفس سؤالاً ، بل أسئلة ، وهو الذي يتحدث عن أسرار بلاغة القرآن ودلائل إعجازه ، فهو إذن يقصد إلى بيان معاني القرآن وعلاقاتها المتوافقة تارة ، والمختلفة تارة أخرى .(1/1163)
فكثير من السور المكية ـ مثلاً ـ جاءت لترسخ أمور العقيدة ، وذاك توافق في المعنى ولكن تلك السورة حملت من المعاني ما لا يمكن إدراجه تحت نوع واحد من الأهداف ، ولا تحت باب واحد من المقاصد ، فكل سورة تمثل شخصية مستقلة مختلفة عن غيرها .
ثم إن معاني القرآن الكريم تترابط بروابط ظاهرة مرة وخافية أخرى ، وهذه الروابط لا تجعل هذا هذا ، بل تجعل لكل معنى جنساً بارزاً متوافقاً مع سياقه ومقاومة .
كما أن السور القرآنية فيها معان خاصة لم ترد إلا فيها ، كما اختصت سورة البقرة مثلاً بالحديث عن قصة البقرة ، وقصة طالوت وجالوت وقصة إبراهيم حين سأل ربه كيف يحيي الموتى ؟ كما اختصت بالحديث عن الديون .
وكذلك اختصت سورة النمل بالحديث عن النمل ، وسورة الكهف بالحديث عن أهل الكهف .
هذه معان خاصة ، وهناك معان مشاعة بين السور كما في قصة موسى مع قومه والحديث عن مشاهد القيامة ، وبدأ الخلق ، وعصيان إبليس ... الخ .
وهكذا يمكن فهم كلام الإمام ، وهو كلام أحيط بضرب من الغموض جعل الشيخ أبا موسى –حفظه الله - يراجع دراسة البلاغة بجملتها ويقول بعد سرده : [ وهذا من غوامض هذا الكتاب ، ولم يتضح لي وجهة إلا على ضرب من المسامحة وذلك لأن الكتاب بُني على ما سماه الشيخ مقدمات ، وليس في الكتاب ـ يعني أسرار البلاغة ـ إلا التشبيه والمجاز والكناية .
والشيخ يقول إنها مقدمات تُقدم ، وأصول تُمهد ، وكالأدوات لهذا الغرض حقها أن تجمع ، وضروب من القول هي كالمسافات دون ـ أي دون عرض الكتاب ـ يجب أن يسار فيها بالفكر وتقطع .
وإذا كان كذلك ، وهو كذلك بلا ريب فأين الغرض من علم البيان الذي نقول إن الشيخ هو الذي وضعه؟.
هل ضللنا الطريق ؟
هل درسنا مقدمات العلم على أنها العلم ؟
هل أنت معي في هذا الغموض أم أنني ضللت فهم كلام الشيخ وهو- فيما أراه - صريح مكشوف ؟
ذكر عبد القاهر شيئاً كهذا في دلائل الإعجاز حين قال :(1/1164)
إن ها هنا أسراراً ودقائق لا يمكن معرفتها إلا بعد أن يُعَد جملة من القول في النظم ، وفي تفسيره ، والمراد به ، وأي شيء هو ؟ .... الخ
وهذا يعني أن القول في النظم مقدمة للمقصود ، وأن دراسة الأسرار والدقائق هي المقصود . ] [80]
-------------
هل يجعلنا هذا الكلام نراجع هذا الكم الهائل من كتب الإعجاز لننظر إلى القرآن الكريم من جديد .؟
إن ما أفهمه أنا ، من كلام الإمام أن البلاغة والنظم والألفاظ والمعاني ، كل ذلك دلائل على الإعجاز ، وليست هي الإعجاز ، كلها مقدمات للتحدي وليست هي موطن التحدي .
إن الأصل في اللغة وفي أجناسها من ( شعر وخطابة ورسالة وقصة ... الخ ) وكل كلام هو استنباط المعنى أو تصوير المعنى ، وليست فنون البلاغة إلا أحوالاً لغوية تقتضيها هذه المعاني وتتطلب وقوعها على وجه دون وجه فالمعاني صاحبة السلطان على كل فنون البلاغة ، هي الملك في عالم النص وحين ترسل لا تكتسب إلا بما يليق بها .
وإنما يروم المتكلم المعاني ، فإذا انبجست له من ينبوعها وجد اللغة بين يديه ، وقد نشرت بزها حواليه 0
فالمعني هو المحور ، وهو العمود ، وهو الأصل ، وهو الذي ضاع منا درسه وصعب علينا الخوض فيه ، وعاشت البلاغة ، وعاش النحو ، وعاشت علوم العربية كلها وعشنا معها ندور حول اللغة ، حول الكلمات ، وتدور بنا اللغة ، وتدور بنا الكلمات ، حتى أتعبتنا اللغة وأتعبناها ، لأننا نحركها في الهواء ولم نحركها على ينابيع المعاني ، التي هي منابعها ..
هذه المعاني ... هي المقصود الأسمى ، والمطلب الأرفع ، والماء الكوثر الذي إذا تقاطر في قلب ظل تائقاً إليه .
لقد تركنا هذا الذي سماه العلماء ودائع العقول وثمر القلوب وشغلتنا عنه العبارة عنه ... فصرنا نتكلم في العبارة عن المعنى ، والمعنى غائب ... !!!
ليست القيمة في ألفاظ اللغة وإن كانت معجونة بالسحر ، وإنما قيمتها حين تفرى عن وجه المعنى الحر . ] [81](1/1165)
وهكذا يلخص أستاذنا وجهة نظر الإمام في أن الإعجاز إعجاز في المعنى ..
وبعد هذا الفهم لمضمون النظم وغايته ومقصود البلاغة وعمودها ألا ترى معي أننا رجعنا إلى أول الطريق بعد أن ظننا أننا خطونا خطوات ، لأن القول بأن الإعجاز في النظم ، والنظم هو نظم المعاني يسلمنا إلى بحر زاخر فالحديث عن المعنى القرآني هو حديث عن كل شيء ، فما المعنى القرآني الذي تحداهم فيه وطلب منهم المجيء بمثله ؟
لا زال العقل يسير في مبهمات ، وهذا الأمر الذي يخيل إليك تارة أنه واضح وضوح الشمس ما تلبث إلا أن تراه خافياً خفاء الروح ، أقول هذا الأمر دفع طائفة من العلماء إلى مزج بعض الوجوه هي إلى الإحكام أقرب و إلى الضبط أميل مثل حديث القرآن عن الغيب ، وعن العلوم وأثره في قلوب السامعين .. الخ
وهذه الأمور إذا طلب من أي إنسان أن يتحدث فيها وجدها بين يديه بارزة شامخة لكل ناظر .
ولكن سيطرة كلام السابقين عن الإعجاز النظمي جعل البعض يحاول أن يخرج من هذه الدائرة ( دائرة اللفظ والمعنى ) ومن هنا جاء الحديث عن أن البلاغة هي جميع ما سبق من نظم وصحة معاني وتوالي فصاحته كما قال ابن عطية [82] وهذا يعني أن الوقوف على الحروف أو الألفاظ أو المعاني لم يلق قبولاً من جميع العلماء فراحوا يطلقون الإعجاز على كل ما يتعلق باللغة من نظم ولفظ ومعنى واستمرار ذلك ودوامه من أول القرآن إلى آخره ، يقول حازم القرطاجني :
[ يتوجه الإعجاز في القرآن من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها استمراراً لا يوجد له فترة ، ولا يقدر عليه أحد من البشر ، وكلام العربي ومن يتكلم بلغتهم لا تستمر الفصاحة والبلاغة في جميع أنحائها في العالي منه إلا في الشيء اليسير المعدود . ] [83](1/1166)
والعجيب هنا أن نجعل كثرة هذه النكات وتتابعها هو مقياس التفاضل عند العرب وأن البلغاء من العرب كانوا يتفاضلون بكثرة هذه النكات البلاغية وكأن من يأتي منها بأكبر عدد هو الأبلغ وهو الأعلى قدراً بين الآخرين ..
واسمع إلى العلامة ابن عاشور وهو يقول : [ إن بلغاء العرب كان تنافسهم في وفرة إبداع الكلام من هذه النكت ، وبذلك تفاضل بلغاؤهم ، فلما سمعوا القرآن انثالت على كل من سمعه من بلغائهم من النكت التي تفطن لها ما لم يجد من قدرته قبلاً بمثله .
وأحسب أن كل بليغ منهم قد فكر في الاستعانة بزملائه من أهل اللسان فعلم ألا مبلغ بهم إلى التظاهر على الإتيان بمثل القرآن فيما عهده كل واحد من ذوق زميله .
هذا كله بسبب ما بلغت إليه قريحة كل واحد ممن سمع القرآن منهم التفطن إلى نكت القرآن وخصائصه
ووراء ذلك نكت لا يتفطن إليها كل واحد .
وأحسب أنهم تآمروا وتدارسوا بينهم في نواديهم أمر تحدي الرسول إياهم بمعارضة القرآن ، وتواصفوا ما اشتملت عليه بعض آياته العالقة بحوافظهم وأسماعهم من النكت والخصائص وأوقف بعضهم على مالاح من تلك الخصائص : وفكروا وقدروا وتدبروا فعلموا أنهم عاجزون عن الإتيان بمثلها إن انفردوا ، أو اجتمعوا ، ولذلك سجل القرآن عليهم عجزهم في الحالتين ، فقال تارة : (فأتوا بسورة من مثله) وقال لهم مرة (لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ...)
فحالة اجتماعهم وتظاهرهم لم تكن مغفولاً عنها بينهم ضرورة أنهم مُتَحَدون بها ، وهذه الناحية من هذه الجهة من الإعجاز هي أقوى نواحي إعجاز القرآن وهي التي يتحقق بها إعجاز أقصر سورة منه .][84]
أرأيت ؟
إن القضية ـ كما يراها ابن عاشور ـ هي كثرة النكات إلى الحد الذي فاق طاقات العرب ، فوقفوا عاجزين حتى وإن استعانوا بأهل الفصاحة جميعاً .
وهذا أمر لا أميل إليه لأنه يدخلنا في دائرة الكثرة والقلة ، مما يجعلنا ننشغل عن القرآن بعدد ما فيه من وجوه البلاغة .(1/1167)
وعلى جانب آخر يرى فريق من العلماء أن الإعجاز يكمن في أن القرآن جاء بشيء غريب غير معهود ، والعجيب أن دليلهم في ذلك هو قول عتبة حين سمع القرآن الكريم أنه ما سمع بمثله .. وقالوا :
[ إذا اعترف عتبة ، على موضعه من اللسان ، وموضعه من الفصاحة والبلاغة بأنه ما سمع مثل القرآن قط ، كان في هذا القول مقراً بإعجاز القرآن له ولضربائه من المتحققين بالفصاحة والقدرة على التكلم بجميع أجناس القول وأنواعها .] [85]
[ وأجناس الكلام التي تكلمت بها العرب خمسة :
1- المنثور الذي تستعمله العرب في محاورة بعضهم بعضا .
2- الشعر الموزون .
3- الخطب .
4- الرسائل .
5- السجع .
ونظم كلام القرآن مباين لهذه الأوجه الخمسة مباينة لا تخفي علي من يسمعه من عربي فصيح أو ذي معرفة بلسان العرب من غيرهم حتى إذا سمعه لم يلبث أن يشهد بمخالفته لسائر هذه الأنواع من الكلام .
والحجة إنما قامت على قريش وسائر العرب بوقوفهم على ذلك من أمره وأن هذا الفرق بينه وبين سائر الكلام هو موضع الحجة ، وبذلك صار معجزاً للخلق وقائماً مقام الحجج التي بعث الله بها رسله واحتج بها على الناس مثل فلق البحر وإحياء الموتى . ] [86]
ولكن ما معنى أنه غير معهود ؟ وفي أي شيء لم يعهد ؟
إن [ المستقر في أذهان الناس أن ألفاظ القرآن ومعانيه إنما هي تجرى على نفس النمط الذي تجري عليه ألفاظ العرب ومعانيهم ] [87]
لقد قالوا إنه [ النظم والأسلوب والجزالة فهي لازمة كل سورة بل هي لازمة كل آية ، وبمجموع هذه الثلاثة يتميز عن سائر كلام البشر وبها وقع التحدي والتعجيز . ] [88]
ودعني اتفق هنا مع هذه المقولة .
نعم : نظم القرآن غير معهود ، فهل هذا يعني أنه وقع التحدي به ؟ وهل يعني هذا أن كل ما جاء بنظم غير معهود ، وأسلوب غير معهود يكون معجزاً ؟
وهل يمكن أن نطلق على الشعر الحر مثلاً ، أو الشعر النثري أو الشعر الحداثي أو ما يقرب من هذا النمط ، هل يمكن أن نقول إنه معجز ؟(1/1168)
إنه نظم غير معهود وأسلوب غير معهود ، وما قال أحد من الناس إنه معجز 0
إذن هذه القضية لا تقف على رجلين ، وأما كلام القرطبي فإنه كان يعدد وجوه الإعجاز ولم يقتصر على هذا الوجه ، وراجع كلامه ستجد أنه ضم إلى ذلك الإخبار عن الغيب ، والحكم البالغة ، والتناسب في جميع ما تضمنه ... الخ .
إننا حين نضع القرآن الكريم بجوار الكلام العالي عند الحكماء والشعراء نجد القرآن الكريم قد بلغ أعلى منازل البيان ، وسما إلى أعلى مراتبه لما جمع من وجوه الحسن وأسبابه وطرقه وأبوابه .
إن هناك بيان ولكن القرآن أعلاه وأحسنه .
وحين يتسابق فرسان ويسبق أحدها الآخر ، ويتفوق عليه لا نقول إنه أعجزه ، ولكنه سبق فقط ، سبق في كل شيء ، في [ الفواتح والخواتم والمبادئ والمثاني ، والطوالع والمقاطع ، والوسائط والفواصل ، ثم في نظم السور والآيات ، ثم في تفاصيل التفاصيل ، ثم في الكثير والقليل ثم الكلام الموشح والمرصع والمفصل والمصرع والمجنس والموشح ، والمحلى والمكلل والمطوف والمتوج ، والموزون والخارج عن الوزن ، والمعتدل في النظم والمتشابه فيه ...
ثم الخروج من فصل إلى فصل ، ووصل إلى وصل ، ومعنى إلى معنىً ، ومعنى في معنىً ، والبسط والقبض ، والبناء والنقض ، والاختصار والشرح ... وكل ذلك دال على أنه يصور عن عزة الملكوت وشرف الجبروت . ] [89]
إن علماءنا وهم يتحدثون عن آيات التحدي راحوا يتحدثون عن صفات القرآن وجمال أسلوبه .
وأنا أسأل : ما علاقة هذه الأوصاف بما نحن فيه؟
لقد حدث خلط شديد بين بلاغة القرآن الكريم وتحدى القرآن الكريم للناس0
إن بلاغة القرآن وعلو منزلته أمر لا يختلف عليه أحد من ا لمنصفين ولو أن البلاغة هي موطن التحدي لما وجدت هذا الخلاف بين العلماء من المراد منها.
وفي جانب ثالث ذهب البعض إلى أن بلاغة القرآن وإعجازه تعرف ولا تدرك بالحواس فجعلوها ضرباً من الأسرار الغائبة التي لا يمكن تحديدها أو وصفها .حتى قيل إن الجاحظ :(1/1169)
[ قال بالصرفة بعد أن أعياه الوقوع على الضوابط الدقيقة التي يضبط بها وجه الإعجاز ، فذلك أمر إن أعجز الجاحظ فقد أعجز الإنس والجن جميعاً فلو أن سر الإعجاز قد انكشف- وهيهات ـ لعرفه الناس ،
ومن ثم لم يعد بعيداً عن متناول أيديهم وكان في مستطاعهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن ] [90]
إن إعجاز القرآن في نظهرهم [شيء] كالنغم يسري إلى النفس ويستقر في أعماقها دون أن تكون لدينا القدرة على تحديده وإيضاحه ] [91]
[فكل ما ندركه بعقولنا ففي غالب الأمر نتمكن من التعبير عنه ،والإعجاز ليس كذلك ،لأنا نعلم قطعاً من كلام الله انه بحيث لا يمكن للبشر معارضته والإتيان بمثله ، ولا يماثله شيء من كلام فصحاء العرب مع أن كلماته كلمات كلامهم وكذا هيئات تراكيبه .
كم أنا نجد كلاماً نعلم قطعاً أنه مستقيم الوزن دون آخر لكن فيه شيء نسميه الملاحة ولا نعرف ما هو ] [92]
------------------
وهكذا فالإعجاز ندركه ولا نحسه ، والبلاغة شيء كالنغم لا نحدده ، فهي سر من الأسرار ولا يمكن لأحد بحسب هذا الكلام أن يدرك هذا الإدراك إلا إذا اشتعل بعلم المعاني والبيان .
وهذا ما أراه يناقض طبيعة التحدي ،إذا لا بد من معرفة وجه التحدي وطبيعته .
أما أن أحيل على أمور تدرك ولا توصف ، وأشياء لا يمكن ضبطها ولا تعليلها ، أشياء كالنغم تسري إلى النفوس وتستقر في الأعماق وليس لدينا قدرة على تحديدها ولا نعرف علتها فهذا أعجب العجب.
أقول : إن الحديث عن الإعجاز البلاغي حديث جميل ،ولقد أخذناه دون إطالة نظر ولقد ظهر بجلاء أن العلماء لم يتفقوا على المراد من الإعجاز البلاغي فجعلوه مرة في حروف القرآن ومرة في الألفاظ ، وثالثة في المعاني ، ورابعة في كل ذلك ، وخامسة في توالي هذه الفصاحة وتتابعها واستمرارها .
ثم قيل في النهاية إنها سر من الأسرار وأمور تستقر في الأعماق فتدرك ولا توصف ، وهذا مما لاأتفق معه ولا أراه ناصحاٍ للقرآن في عصرنا الحاضر.(1/1170)
أقول أيضاً : إن إرجاع التحدي إلى البلاغة إرجاع إلى لغة القرآن ، وليس إلى القرآن 0
إن إرجاع التحدي إلى البلاغة إرجاع إلى شيء يختلف فيه الناس فمنهم العرب والعجم ومنهج الفصيح وغيره ،ومنهم العالم وغيره فأي بلاغة نقصد ؟ ، وأي قوم من هؤلاء يتحداهم القرآن ببلاغته ؟
وفي أي زمان؟ هل في زمان كانت العربية فيه سليقة ؟ أم في زماننا الذي باتت العربية فيه تبحث عن لسان ينطق بها وعقل يفهمها ؟
خلاصة القول
إن الذي لا أشك فيه الآن أن المشركين الأوائل فقهوا المقصود من التحدي فسكتوا ، وجهل المشركون الجدد المقصود فاقتحموا ..
لقد علم المشركون الأوائل أن المقصود من قوله( فأتوا بسورة من مثله ) ( وبعشر سور ) أو (بحديث مثله ) يعني( إيتوا بالقرآن الكريم ) 0
ومن هنا عجزوا ووقفوا ،وألقموا الحجر فمن منهم سيقول قرآناً .
أعنى من منهم سيقول كلاماً ثم يدعى أنه من عند الله .. ؟
إن العرب الفصحاء لو طلب منهم أن يقولوا كلاماً ـ أي كلام ـ مهما كان بليغاً لحاولوا حتى وإن لم يستطيعوا ، لكنهم لن يكفوا عن المحاولة .
هذا إذا طلب منهم أن يأتوا بكلام فصيح بليغ منظوم على هيئة خاصة ، هذا أمر تراه حتى في صغار الناشئة حيث يحاولون النظم على غرار معلقة أمرئ القيس أو عنتره ، وأنت تعرف الفرق بين كلامهم والمعلقات ولكنهم يحاولون .
لكن العرب وهم من هم سكتوا وأمسكوا .
إذن التحدي لم يكن أن يأتوا بكلام فصيح بليغ ـ بل لم يخطر على بال أحدهم أن يعارض القرآن لا لشيء إلا لعلمهم أنهم مهما قلوا فلن يقبل منهم .
لماذا ؟
لأنهم سيقولون كلاماً من عند أنفسهم وليس من عند الله ولذلك حملت كتب التراث محاولات مسيلمة ، ومسيلمة لم يعارض القرآن إنما ادعى النبوة وكان يقول [أوحي إلى بكذا] 0
وانظر إلى هذا :
[ كتب مسيلمة ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً قال فيه :
من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أما بعد : فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك .(1/1171)
فإجابه : من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد :
فإن الأرض لله يورثها من يشاء و العاقبة للمتقين ) [93]
فمسيلمة سمى نفسه رسول الله وعليه حين يعارض القرآن يعارضه من منطلق أنه وحي ، وأنه من عند الله ، وليس من باب أنه كلام بليغ ...
ولقد وفد عمرو بن العاص - قبل أن يسلم -على مسيلمة الكذاب فقال له مسيلمة : ماذا أنزل على صاحبكم بمكة في هذا الحين ؟
فقال له عمرو : لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة . فقال : وما هي ؟
فقال : والعصر إن الإنسان لفي خسر .
ففكر ساعة ثم رفع رأسه فقال :
ولقد أنزل علىّ مثلها
فقال وما هو ؟
فقال : ياوبر ياوبر : إنما أنت أذنان وصدر ، وسائرك صقر فقر 0
ثم قال : كيف ترى يا عمرو ؟!
فقال له عمرو : والله إنك لتعلم إني لأعلم أنك تكذب ) [94]
فعمرو بن العاص لم ينظر في الكلام ولم يتطرق إليه ، إنما كذبه في جملة واحدة وهي " لقد أنزل على"
فمعارضه مسيلمة في الوحي وليس في الكلام .
ولو أن مسيلمة قال ما قال ثم لم يزعم أنه أوحى إليه لما التفت إليه أحد .
ومن هنا فإن دلالة المثلية هي دلالة وحى ، وحين يقول القرآن ا لكريم " فأتوا بسورة من مثله " يعنى كما أفهم فأتوا بسورة من عند الله .
فلا ينبغي الالتفات إلى معارضات الناس ليس لأن كلامهم ناقص عن حد البلاغة وإنما لأن كلامهم ليس من عند الله .
نعم كل ما في القرآن الكريم معجز بمعنى أنه بلغ المنتهى في بابه لكن التحدي في أن يأتوا بسورة من عند الله.
ودعنى أعود إلى كلام الله تعالى لأثبت لك ما ذهبت إليه .
أولاً: تعددت الآيات وتكاثرت لإثبات أن القرآن منزل من عند الله وصاحَبَ ذلك نفي الريب عنه أعنى عن الإنزال وهاك أمثله :(1/1172)
في أول البقرة قيل "لا ريب فيه " ثم قيل "والذين يؤمنون بما أنزل إليك " . في آية التحدي في البقرة قيل " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ... " في سورة يونس قيل " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله " ثم قيل " لا ريب فيه من رب العالمين " 37 وفي سورة العنكبوت قيل " وقولوا آمنا بما أنزل إلينا وأنزل إليكم ثم قيل "وما كنت تتلوا من قبل من كتاب ولا تخطه بيمنك إذا لارتاب المبطلون ... " 48 وفي سورة السجدة قيل " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين "
فالشك والريب لم يكن في القرآن على إطلاقه وإنما في قضية أخص وهي أن هذا الكلام من عند الله . ما يعني أن التحدي في هذه الجملة ( من عند الله ) 0
ثانياً : لا يكاد يُذكر لفظ القرآن أو الكتاب إلا ويذكر معه أنه منزل من عندالله ، واسمع لما يلي :
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ).... (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْك) (البقرة:2 البقرة: من الآية4)
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) (البقرة: من الآية89)
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَاب) (البقرة: من الآية174)
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) (البقرة: من الآية176)
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَاب) (آل عمران: من الآية7) "
(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ (آل عمران: من الآية79)
وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا) (النساء: من الآية47)
(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) (النساء: من الآية105) "
( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) (الأنعام: من الآية92) "
(قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ) (القصص: من الآية49)(1/1173)
وهذا غيض من فيض ،فالعين الناظرة لا تخطئ هذه الصحبة اللازمة بين ذكر لفظ ( الكتاب ) وأنه منزل من عند الله وهذا يبين معنى المثلية المقصودة في آيات التحدي .
وإذا كان هذا شاخصاً في لفظ (الكتاب ) فإنه أشد وضوحاً في لفظ ( القرآن ) 0
فحين يذكر لفظ (القرآن ) يذكر معه – غالباً - أنه منزل من عند الله وموحاُ به من عنده سبحانه واسمع إلى ذلك :
( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِه) (الأنعام: من الآية19)
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ) (يوسف: من الآية3)
( طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) (طه:2)
( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) (طه: من الآية114)
(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6)
(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَل) (الحشر: من الآية21)
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) (الإنسان:23)
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً) (يوسف: من الآية2)
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً) (الشورى: من الآية7)
وعلى هذا فلفظ (الكتاب) ولفظ (القرآن ) يلتصقان التصاقاً مع لفظ الإنزال والوحي وهذا يدل بجلاء على أن أول شيء يعرف به القرآن الكريم أنه "تنزيل من حكيم حميد" .
وحين يعرض هذا القرآن نفسه للتحدي فأول شيء يطالب به هو "كتاب من عند الله "
والتطرق إلى شيء آخر إنما هو تبع ورديف 0
فإذا قلنا إنه كتاب هداية والمثلية المتحدى بها مثلية هداية نقول إن الهداية من وظائف هذا الكتاب ولكنها ليست موطن التحدي ، والقرآن حين حكى هذه الوظيفة ذكرها بعد إثبات أنها من عند الله تعالى :
"(قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى) (القصص: من الآية49)(1/1174)
ولقد حاول بعض أهل الكتاب معارضة القرآن فماذا فعلوا ؟
يقول القرآن الكريم :ـ
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78)
أرأيت ... ؟!
إنهم يقولون عند المعارضة (هو من عند الله)
لأن من يريد المعارضة فليقل كلاماً من عند الله وليس من عند نفسه 00
تلك هي معنى (حديث مثله ) (وسورة من مثله)
ولما كان الكلام البشري لا يرقى إلى الكلام الرباني قالوا كذباً (هو من عند الله) ولقد أصاب ابن كثير المحز حين قال : [ وأنى يتأنى لبشر أن يعارض القرآن والقرآن كلام الله خالق كل شيء وكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين ] . [95]
ثالثاً : حين سمعت الجن هذا القرآن قالوا : ( إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى)(الاحقاف: من الآية30)
لاحظ : " أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى "
رابعاً : في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم فرق فيه بين معجزته ومعجزات الأنبياء يقول فيما يرويه
أبو هريرة-رض الله عنه - :
" ما من نبي من الأنبياء إلا قد أعطى من الآيات ما آمن على مثله البشر .وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلىّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ...[96]
لاحظ هذا التعريف النبوي للقرآن الكريم :
" وحياً أوحاه الله إلىّ "
فمن أراد التحدي فليقف هنا ويأتي بمثله .
ما معنى " مثله " ؟
أي : وحياً أوحاه الله إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -0
ومن هنا عجز الجميع وسيعجز الجميع (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )(البقرة: من الآية24) هكذا قال القرآن الكريم 0(1/1175)
خامساً : حديث علمائنا عن الإعجاز البلاغي والعلمي والغيبي .. وغير ذلك يدخل كله ـ في رأيي ـ تحت قوله ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ )(هود: من الآية1)
والإحكام يعنى وضع كل شيء في موضعه ، وهذا يشمل الإحكام النظمي والإحكام في التشريع والإحكام في علاقاته المتنوعة والمتشابكة بين كلماته وجمله وتراكيبه وآياته وسوره.
ومرجعية هذا الإحكام أنه من عند الله أيضاً ، واسمع إلى قوله تعالى :
( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء: من الآية82)
-----------------
وبعد :
فإن جهود علمائنا من إثبات أوجه الإعجاز وتسليط الضوء على مناط التحدي كانت كلها تصب في دلالة "المثلية " وإن لم يذكروا ذلك صراحة ،وأستطيع أن أخلص من هذا البحث بأن دلالة المثلية تكمن في قوله تعالى :(قل فأتوا بكتاب من عند الله )
هذا هو معنى المثلثة ، وهذا هو مناط التحدي وذاك هو بيت القصيد فالمثلية هنا مثلية وحي وتنزيل .
هذا ماتوصلت إليه .. فإن كان صواباً فالفضل لله وحده وإلا فحسبي أنني اجتهدت والله أعلى وأعلم وهو من وراء القصد .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سعيد جمعه
أستاذ البلاغة والنقد المساعد
في كلية اللغة العربية بالمنوفية - فرع جامعة الأزهر الشريف
* أهم المصادر والمراجع
- الإتقان في علوم القرآن للسيوطى ـ مكتبة الحلبي .ط الثالثة مصر 1370هـ
- أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص ت 370هـ دار إحياء التراث العربي ت/محمد الصادق قمحاوي
- إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم لأبي السعود ت/951هو ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .
- أسرار البلاغة لعبد الظاهر الجرجاني قرأه أبو فهد طبعة 1412هـ مطبعة المدني القاهرة .
- أسرار ترتيب القرآن للسيوطي ت 911هـ دار الإعتصام القاهرة ت/ عبدالقادر عطا
- إعجاز القرآن بالصرفة دراسة ناقدة لمحمود توفيق سعد ـ شبكة المعلومات ـ ملتقى أهل الحديث(1/1176)
- إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني ـ دار المعارف القاهرة ـ تحقيق السيد صقر
- البرهان في علوم القرآن للزركشي ت 794هـ دار المعرفة ـ بيروت سنة 1319هـ ت/ محمد أبو الفضل إبراهيم 0
- التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور ـ دار سحنون ـ تونس سنة 1395هـ
- التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب مكتب الشروق ـ القاهرة ط الرابعة عشرة 1407هـ
- تفسير البيضاوي ت791هـ دار الفكر بيروت سنة 1416هـ ت/عبد القادر عرفات حسونه .
- تفسير القرآن العظيم لإبن كثير ت 774هـ دار الفكر بيروت سنة 1401هـ
- التفسير ورجاله لمحمد الطاهربن عاشور ـ هدية مع مجلة الأزهر جمادى الأولى سنة 1425هـ
- ثلاث رسائل في الإعجاز ـ الرماني ـ الخطابي ـ عبد القاهر ـ ت / محمد زغلول سلام دار المعارف ـ مصر سنة 1376هـ
- جامع البيان عن تأويل القرآن للطبري .ت 310هـ دار الفكر ـ بيروت 1401هـ
- جواهر القرآن لأبي حامد الغزالي ت 505هـ دار إحياء العلوم ـ بيروت ط الأولى سنة 1415هـ ت / محمد سعيد رضا القباني
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ـ دار الفكر ـ بيروت 1993م
- دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرحاني ت / محمود شاكر ـ الخانجي ـ القاهرة .
- روح المعاني من تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوس ت 1270هـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .
- سبل السلام لمحمد بن إسماعيل الصنعاني الأمير ت852هـ دار إحياء التراث العربي بيروت 1379هـ ط/الرابعة . ت / محمد عبدالعزيز الخولي .
- سنن أبي داود .دار الفكر بيروت ـ ت / محمد محي الدين عبدالحميد .
- سنن الترميذي ت279هـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ت/أحمد شاكر وآخرون
- السيل الجرار للشوكاني ت/1255هـ ـ دار الجبل ـ بيروت
- شرح الزرقاني علي موطأ مالك لمحمد عبد الباقي الزرقاني ت/1122هـ ـ دار الكتب العلمية بيروت 1412هـ ط/الأولى .
- شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت .(1/1177)
- صحيح مسلم ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ ت / محمد فؤاد عبدالباقي .
- الصناعتين لأبي هلال العسكري ت/مفيد خميمة ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت 1989هـ
- عون المعبود شرح سنن أبي داود لشمس الحق العظيم أبادى ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت سنة 1415هـ ط/ الثانية .
- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ت/852هـ دار المعرفة ـ بيروت ت/محمد فؤاد عبد الباقي ومحي الدين الخطيب.
- فتح القدير للشوكاني ـ دار الفكر ـ بيروت .
- الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ط/ الرابعة سنة1405هـ0
- قواطع الأدلة في الأصول للسمعاني ت/489هـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ط /الأولى سنة1997م ت/محمد حسن محمد حسن .
- الكشاف للزمخشري طبعة مصطفى الحلبي سنة 1392هـ القاهرة ومعه حاشية السيد الشريف وابن المنير .
- لسان العرب لابن منظورت 711هـ دار صادر بيروت ـ ط الأولى .
- المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز لابن عطية ـ دار الفكر ـ بيروت سنة 1405هـ
- مدخل إلى كتابي عبد القاهر لمحمد أبي موسى ـ مكتبة وهبة القاهرة .
- المستصفي في علم الأصول لأبي حامد الغزالي ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ط/الأولى سنة 1413هـ ت/ محمد عبد السلام عبد الشافي .
- مفتاح العلوم للسكاكي ط/عيسى الحلبي ـ القاهرة ـ 1392هـ
- المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ـ دار المعرفة ـ بيروت ضبط محمد خليل عتياني ط الأولى سنة 1418هـ
- المقاييس في اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس ت 395هـ دار الفكر بيروت ت/ شهاب الدين أبو عمرو
- منار السبيل لإبراهيم بن ضويان ت 1353هـ مكتبة المعارف ـ الرياض ط/الثانية 1405هـ ت/عصام الفلعجي .
- مناهل العرفان للزرقاني ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ط/ الأولى سنة 1996م
- نظرات في القرآن لمحمد الغزالي ـ ط /الخامسة دار الكتب الحديثة القاهرة .
- نيل الأوطار للشوكاني ـ دار الجيل ـ بيروت
---------------(1/1178)
[1] -هذا ومن الواجب هنا أن أشير إلى من سبق وتناول آيات التحدي بالدراسة أو التعليق فلقد سبق إلى هذا الميدان ـ أعني الحديث عن آيات التحدى ـ فيما أعلم ـ ما نقله صحاب طبقات الشافعية الكبرى من حديث حول مرجع الضمير في قوله ( من مثله ) ، حيث [ طرح عضد الدين الإيجي مكاتبة له يناشد فيها العلماء تفسير كلام الكشاف في معني ( من مثله ) حيث يقول :
( من مثله ـ الضمير متعلق (بسورة) صفة لها ، أي يسورة كائنة من مثل والضمير ( لما نزلنا ) أو ( لعبدنا ) ويجوز أن يتعلق بقوله ( فأتوا ) والضمير للعبد * .
فليت شعري ما الفرق بين : فأتوا بسورة كائنة من مثل ما نزلنا
وـ فأتوا من مثل ما نزلنا بسورة) * ( 1 / 58 ) طبعة دار الفكر بيروت
وشارك في الإجابة على ذلك جمع من العلماء وسطر السبكي ـ رحمه الله ـ إجابتهم في طبقاته .
والملاحظة على هذا السجال أمران .
الأول : أنه أخذ المنحى الفلسفي مما حدا بالبعض بالهجوم على الآخر واتهامه بالغموض :
والآخر : أن حديثهم كان في مرجع الضمير في قوله ( من مثله ) .وليس حديثا عن دلالة المثلية أو مناط التحدي مما يعني أن الأمر بعيد عن طبيعة هذا البحث واهتماماته 0 ( راجع طبقات الشافعية الكبرى لأبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي ت 771 دار هجر للطباعة ط الثانية ت دكتور الطناحي
وسبق أيضاً إلى هذا الميدان الأستاذ الدكتور أحمد هنداوي في بحث له منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالمنوفية العدد الثالث عشر عام1413هـ 1993م وهو بعنوان آيات التحدي ودقائق في نظمها وقد تناول فيه ( مراتب التحدي عند الإمام الفخر الرازي ، وتنكير لفظ (سورة) ، والقدر المتحدى به ، ومرجع الضمير في قوله (من مثله) ، وإيثار حرف الجر (من) في سورة البقرة دون سواها ووصف لفظ (عشر سور) بكلمة ( مفتريات ) ودلالة ذلك ) .(1/1179)
وهذا كله بعيد عن مضمون بحثي هذا ، حيث أتناول أنا هنا دلالة المثلية والمراد منها ، لنضع أيدينا على موطن التحدي ، حتى إذا قيل للناس ائتوا بسورة من مثله ـ معناها ائتوا بكذا 0
* الكشاف للزمخشري 1 / 58 ـ طبعة دار الفكر ـ بيروت
* طبقات الشافعين الكبرى لأبي زهر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي 10/47 السبكي ت 771 دار هجر للطباعة ط الثانية ت/د الطناحي .
[2] - مقاييس اللغة لأحمد بن فارس ص 974 ط / دار الفكر .
[3] - لسان العرب لابن منظور 11/612 (مثل) ط / دار الشعب القاهرة .
[4] - الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري ص 175 ـ ط/ المكتبة العلمية .
[5] - الفروق لأبي هلال العسكري ص 176 دار الفكر
[6] - سنن أبي داوود 4 / 358 والحديث رواه أبو قتادة رقم 5228
[7] - المفردات في غريب القرآن للراغب الاصفهاني صـ 465 ، 466 .
[8] - تفسير ابن كثير 3/275 .
[9] - تفسير القرطبي 5/418 ، وابن السعود 3/80 والبيضاوي 4/43 .
[10] - تفسير البيضاوي 4/68 .والقرطبي 5 /418 وأبو السعود 3 / 80
[11] - البيضاوي 4 /68
[12] - البرهان في علوم القرآن للزركش 3/271 .
[13] - فتح الباري شرح صحيح البخاري 4/220 ط/ دار الشروق ـ مصر .
[14] - الحديث رواه سيدنا عثمان بن عفان وأخرجه الإمام مسلم في باب فضل من بنى لله مسجداً 2/133 والترمذي عن عثمان أيضاً 2/134[15] - نيل الأوطار لمحمد بن علي الشوكاني 2/156 ت 1255هـ ط/ دار الجيل ـ بيروت ـ 1973م .
[16] - سبل السلام لمحمد بن إسماعيل الصنعاني الأمير 1/106 دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ت / محمد عبد العزيز الخولي ـ ط/ الرابعة
[17] - رواه مسلم 3/1208 في باب الربا رقم 1584 عن أبي سعيد الخدري .
[18] - منار السبيل لإبراهيم بن محمد بن سالم بن ضوبان 2/54 مكتبة المعارف ـ الرياض ت /1353هـ ت/ عصام القلعجي ط/ الثانية 1405هـ .(1/1180)
[19] - رواه البخاري 1/221 رقم 586 ومسلم رقم 383 باب استحباب القول مثل قول المؤذن .
[20] - شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد 1/183 دار الكتب العلمية ـ بيروت .
[21] - تفسير القرطبي 1/569 .
[22] - السابق 1/569 .
[23] - تفسير البيضاوي 4/56 .
[24] - تفسير أبي السعود 3/80 .
[25] - فتح القدير للشوكاني 5/16 .
[26] - شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك 2/241 دار الكتب العلمية ـ بيروت ط/ الأولى 1411هـ .
[27] - تفسير أبي السعود 8/25 .
[28] - المستصفي في علم الأصول لأبي حامد الغزالي 1/304 دار الكتب العلمية ط/ الأولى 1413هـ ت / محمد عبد السلام عبد الشافي .
[29] - روح المعاني للألوسي 12 / 20
[30] - أحكام القرآن لأحمد بن علي الرازي الجصاص أبو بكر 1/34 ت 370هـ دار إحياء التراث العربي بيروت .
[31] - البرهان في علوم القرآن للزركش 2/108 ـ ت 794هـ ـ دار المعرفة بيروت ـ ت / محمد أبو الفضل إبراهيم .
[32] - الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/326 ـ دار المعرفة ـ بيروت .
[33] - أحكام القرآن للجصاص ص 5/35 .
[34] - إعجاز القرآن للباقلاني . 1/25 ـ دار الفكر ـ بيروت .
[35] - السابق 1/113 .
[36] - الإعجاز بالصرفة لمحمود توفيق ( كتاب منشور على الإنترنت في موقع : ملتقى أهل الحديث ) صـ 58 .
[37] - إعجاز القرآن للباقلاني 1/113 .
[38] - البلاغة القرآنية للرافعي صـ163
[39] - التفسير ورجاله لمحمد الطاهر بن عاشور ص 32 ـ 34 بحث منشور مع مجلة الأزهر عدد جمادى الثاني 1425هـ .(1/1181)
[40] - ولقد أورد ابن السبكي في الطبقات الشافعية الكبرى ما كتبه عضد الدين الأيجي يستفتي فيه أهل عصره فيما وقع في تفسير الكشاف في قوله (فأتوا بسورة من مثله ) حيث أجابه الشيخ فخر الدين الجايردي ، وحدث سجال بين العلماء يدور حول عود الضمير في قوله ( من مثله ) والمراد من لفظ المثل ، ولقد غلب على هذا السجال الناحية الفلسفية مما أثر على البعض فأحتد وشغب على أخيه فضاعت المسألة وراجع ذلك في طبقات الشافعية الكبرى لأبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي 10/54 ت / 771هـ دار الهجرة للطباعة والنشر ـ مصر ت/ محمود الطناحي ط الثانية 1992م .
[41] - أسرار ترتيب القرآن للسيوطي 1/116 ت 911هـ دار الاعتصام القاهرة .
[42] - روح المعاني للألوس 12/ 20 ، 21
[43] - معجم المقاييس في اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ت 395هـ ص 739 دار الفكر ـ بيروت . ط الأولى 1415هـ وانظر المفردات في غريب القرآن للراغب الاصفهاني ت محمد خليل عيتاني دار المعرفة ـ بيروت ص 325 .
[44] - الإعجاز بالصرفة لمحمود توفيق صـ 3
[45] - إعجاز القرآن الكريم بالصرفة ، دراسة ناقدة لمحمود توفيق سعد ـ صـ 3
[46] - إعجاز القرآن للباقلاني1/25
[47] - الإعجاز بالصرفة دراسة بيانية ناقدة لمحمود توفيق صـ75
[48] - الإعجاز بالصرفة صـ 11 ، 12
[49] - د. زغلول النجار وهو يجيب عن سؤال حول الإعجاز العلمي في موقع فتاوى إسلامية على شبكة الإنترنت .
[50] - البرهان للزركشي 2/91 .
[51] - السابق 2 / 93 .
[52] - السابق 2/100
[53] - جواهر القرآن لأبي حامد محمد الغزالي ت 505هـ ج1 ص 22 دار إحياء العلوم بيروت 1985م ط/ الأولى ت/ محمد رشيد رضا القباني .
[54] - مناهل العرفان ، في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزرقاني 2/158 ، 159 ـ مكتبة البحث والدراسات ط/ الأولى ـ دار الفكر ـ بيروت .(1/1182)
[55] - وفيات الأعيان لابن خلكان 1/155 ، وأنظر معجم الأدباء لياقوت الحموي 19/158 .
[56] - الإعجاز في دراسات السابقين لعبد الكريم الخطيب صـ 68 ، 321 .
[57] - نظرات في القرآن لمحمد الغزالي صـ 123 دار الكتب الحديثة ـ القاهرة .
[58] - التصوير الفني في القرآن الكريم صـ 61 لسيد قطب .
[59] - شغب الإيمان للبيهقي 1/155 .
[60] - الإعجاز بالصرفة صـ 46 لمحمود توفيق .
[61] - تفسير ابن تيمية 1/154 .
[62] - التحرير والتنوير 11/627 .
[63] - معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي 1/24 ـ دار الفكر ـ بيروت ـ ط/ الأولى 1985م .
[64] - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/165 ط/ دار الغد العربي مصر ـ ط الأولى 1998م .
[65] - دلائل الإعجاز لعبد الطاهر الجرجاني صـ 296 ت شاكر ط الخانجي ـ مصر .
[66] - الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي 5/476 دار الفكر 1993م .
[67] - الجامع لأحكام القرآن القرطبي 11/73 .
[68] - نظرات في القرآن الكريم لمحمد الغزالي صـ 135 .
[69] - السابق صـ 135 ، والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ورواه سيدنا جابر بن عبد الله رقم 4220 ج2 صـ 669 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ط الأولى ت مصطفى عبد القادر عطا .
[70] - إعجاز القرآن للياقلاني 1/260 .
[71] - السابق 1/260 .
[72] - دلائل الإعجاز صـ 49 ت شاكر .
[73] - المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز لابن عطية 1/216 وراجع القرطبي 1/76 ، الإتقان 2/216 .
[74] - مناهل العرفان للزرقاني 2/239 .
[75] - تفسير ابن كثير 1/212 .
[76] - صحيح البخاري 3/1185 وصحيح مسلم 4/2175 .
[77] - اختصاص ( عشر سور ) هنا ـ كما أري ـ لأن سورة هود سبقت بعشر سور وهي كما يلي [ الفاتحة ـ البقرة ـ آل عمران ـ النساء ـ المائدة ـ الأنعام ـ الأعراف ـ الأنفال ـ التوبة ـ يونس ] .(1/1183)
[78] - مدخل إلى كتابي عبد القاهر ـ لمحمد أبي موسى ـ صـ 198 مكتبة وهبة القاهرة .
[79] - أسرار البلاغة صـ 26 ـ لعبد القاهر ت / هـ . ريتر ، الخانجي .
[80] - مدخل إلى كتابي عبد القاهر للدكتور محمد أبي موسى صـ 149 ـ 151 .
[81] - مدخل إلى كتابي عبد القاهر لمحمد أبي موسى صـ 151 .
[82] - تفسير ابن عطية 1/23 .
[83] - منهاج البلغاء لحازم القرطاجني طبعة دار الفكر بيروت 1/24 .
[84] - التحرير والتنوير 1/90 .
[85] - تفسير القرطبي 1/75 .
[86] - الاعتقاد لأحمد بن الحسين البيهقي 1/266 ت / 458هـ ـ دار الآفاق الجديدة ـ بيروت ط الأولى 1401 هـ .
[87] - مختصر تاريخ البلاغة صـ 21 .
[88] - تفسير القرطبي 1/75 .
[89] - إعجاز القرآن للباقلاني 1/300 .
[90] - إعجاز القرآن لعبد الكريم الخطيب ص38
[91] - مختصر تاريخ البلاغة لعبدالقادر حسين ص21، 22 وراجع أيضاً ثلاث رسائل الإعجاز ص22
[92] - التحرير والتنوير لابن عااشور 1/87
[93] - تفسير البضاوي 2/337
[94] ) تفير ابن كثير 1/63
[95] - تفسير القرآن العظيم 1/61
[96] - أخرجه الإمام النجاري عن أبي هريرة تحت باب قول النبي (بنيت بجوامع الكلم رقم 6846 ج 6 في 2664 وسلم في باب وجوب الإيمان رقم 152 ج 1 ص 134
---
جمال أبو حسان
05-08-2005, 11:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله
ارجو لك دوام الخير والعافية يا دكتور سعيد وما رايك ان تاتي الى الاردن لتلقي هذا البحث بعد ان تختصره الى قرابة 30 صفحة في مؤتمر اعجاز القران الذي سيعقد في الزرقاء في الاردن في جامعة الزرقاء الاهلية فتكون انت والبحث وجها لوجه مع العلماء والباحثين انا نتظر الرد على الهاتف 0795300663 وهو هاتف جوال وانا اتكلم باسم انني رئيس اللجنة التحضيرية لذلك المؤتمر المزمع عقده في تاريخ 23-25/8/2005 القادم وانا الان انتظر الرد
واقبل التحيات
---
الجندى
05-08-2005, 05:04 PM(1/1184)
موضوع قيم جداً ، جزاك الله خيراً يا دكتور سعيد ...
ولتسمح لنا بنشر هذا الموضوع فى المنتديات المختصة بالرد على شبهات النصارى والملاحدة .
---
محمد إسماعيل
05-08-2005, 10:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.
أولاً- الأخ الفاضل الدكتور سعيد! جزاك الله خير الجزاء على هذا البحث القيم الممتع، وأسأل الله تعالى أن يمدَّك بالصحة والعافية، وأن يزيدك علمًا وفقهًا في كتابه.
ثانيًا- استوقفني في المبحث الأول ( دلالة المثلية بين لغة العرب والقرآن الكريم ) قولك:
( وهذه التخريجات المتنوعة تثبت أن المثلية لا تعنى التطابق في كل شيء إنما في بعض الصفات سواء كثرت هذه الصفات أم قلت..
حتى أن البعض يلمح صفة واحدة بين المثلين ، ومن ذلك:
في قوله تعالى:( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ )(الكهف:من الآية110) أي في البشرية. والمعنى :
أنسى كما تنسون ).
فهل يصح في رأيك يا أخي أن يكون المراد بالمثلية هنا: التطابق في بعض الصفات، أو في صفة واحدة؟ وهل يصح أن يكون المعنى المراد من { مثلكم } في آية الكهف السابقة أن النبي صلى الله عليه وسلم ينسى كما ننسى نحن؟ وهل المماثلة في البشرية في الآية، ونحوها مما ذكرت بعد ذلك من آيات، تعني ما ذكرت من معنى النسيان، أو غيرها من الصفات؟
ثالثًا- ثم قلت:( [ فالمثل المطلق في الكتاب والسنة وإجماع الأمة والمعقول يراد به :
إما المثل صورة ومعنى.
وإما المثل صورة بلا معنى.
وإن لم يكن إرادة الأول إجماعاً، تعينت إرادة الثاني، لكونه معهوداً في الشرح؛ كما في حقوق العبادة ].
ثم قلت:( فالمثلية تكون في الأصل كما يقول الزرقاني - -
أو في الذات كما يقول أبو السعود
ولا تكون إلا بين المتفقين وفي أخص الأوصاف ) .
فإذا كانت هذه الأقوال تنطبق على لفظ ( المِثل )، بكسر فسكون، فما الفرق بينه، وبين( المَثَل )، بفتحتين ؟
رابعًا- ثم قلت:( [ المثل المطلق لا يتصور ].
لماذا ؟(1/1185)
لأن المثل المطلق يعني أن الشيئين شيء واحد ، وعليه حين يقال: فأتوا بسورة مثله يراد فقط:[ التعجيز ، كما في قوله ( فأت بها من المغرب ] ).
فهل المراد بـ( مثله ): المثلية في الأصل؟ أم المراد: المثلية في الذات؟ أم المراد: المثلية في الصفات؟ أم المراد بالمثلية: الأصل والذات والصفات؟
ثم إذا كان المراد من ذلك التعجيز، فلماذا قال الله تعالى في الإسراء بعد قوله{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ }:{ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } (الإسراء:88)، فنفى فعل الإتيان بمثله بأداة النفي( لا ).
ثم قال سبحانه في البقرة بعد قوله{ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ }:{ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا } (البقرة:24)
فنفى الفعل( تفعلوا ) الثاني بـ( لن )؟ وهل من فرق بين النفيين؟
أرجو منك أخي الدكتور سعيد أن تجيب عن تساؤلاتي هذه، بعد الاطلاع على المقالين على هذين الرابطين.. ولك كل الشكر والتقدير.
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1086303990&archive=1110783259&start_from=&ucat=1&do=maqalat
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1572
---
د/ سعيد جمعة
05-09-2005, 05:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أقدم شكري وتقديري لكل من بذل جهدا ووقتا في قراءة هذا البحث وأدعو الله تعالى أن ينفع به صاحبه والمسلمين جميعا .
كما أتقدم بخالص الحب والتقدير للأساتذة الكرام الذين ساهموا بالتعليق عليه وأدعو الله تعالى للجميع بأن يرضيهم في الدنيا والآخرة .(1/1186)
وبداية أقول للأستاذ الفاضل الدكتور / جمال أبو حسان رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر إعجاز القرآن المزمع عقده في جامعة الزرقا بالمملكة الأردنية حفظها الله بأنني أسعد بحضور هذا المؤتمر ويشرفني الالتقاء بالعلماء الكرام المشاركين فيه ويمكن مراسلتي على عنواني البريدي saidgomaa4@hotmail.com أو تليفوني في المملكة العربية السعودية وهو 73266028 أو الجوال 0507826129
أما الأستاذ الفاضل الأستاذ / الجندي فإنني أجيز نشر هذا البحث في كافة المنتديات وبخاصة التي ترد على شبهات الآخرين والله يتقبل منا جميعا
ثم آتي إل الأستاذ الفاضل / محمد إسماعيل عتوك - حفظه الله - .
وأقول إن الفقرات التي نقلها فضيلته ليست هي نتيجة البحث وإنما هي فقرات مكتوبة في سياق عرض آراء العلماء في دلالة كلمة المثل وعليه فلا وجه لنسبتها إلي وبخاصة الرأي القائل بأن تأويل قول الله تعالى " قل إنما أنا بشر مثلكم " تعني أنني أنسى كما تنسون
فهذا كلام الإمام الصنعانى في كتابه سبل السلام وقد أشرت إلى ذلك في البحث
إن سياق الكلام كان عرضا لأراء العلماء في معنى المثلية وهل يشترط التطابق في كل شيء حتى يكون الأمران متماثلين أم يمكن الاكتفاء بالتطابق في بعض الصفات أم أن المثلية تعني مجرد التشابه ؟
ولقد وضحت في ختام البحث أن المثلية المعتبرة في القرآن الكريم والتي قام التحدي فيها هي مثلية الوحي وفصلت ذلك بالأدلة
ويسعدني الاستفادة يا أستاذنا الفاضل من علمكم وفضلكم وتقبلوا خالص تحياتي
---
محمد إسماعيل
05-09-2005, 07:13 PM
أخي الفاضل الدكتور سعيد!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.(1/1187)
أولاً- أخي الفاضل! أنا لم أناقشك في النتيجة التي توصلت إليها في بحثك القيم والفريد هذا، وهي أن المراد بالمثلية هو مثلية وحي وتنزيل.. فأولئك الضالون والمضللون قد زعموا زورًا وبهتنًا أن ما سمَّوه فرقانًا؛ إنما هو وحي منزل من عند الله سبحانه.. تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
ثانيًا- أنا لم أقل إن الفقرات التي نقلتها هي نتيجة البحث، ولم أنسبها إليك، فأنا أعلم أنها ليست من أقوالك، ولذلك نقلتها كما ذكرتها أنت في بحثك بين معكوفتين هكذا[ ]، بدليل أنني أسألك عن رأيك أنت فيها.
ثالثًا- إذا وقع الالتباس في بعض الفقرات المنقولة، فلا أظن أنه يقع فيما نقلته في الفقرة الأخيرة من تعقيبي السابق، وهو قولك:( لماذا.. لأن المثل المطلق يعني أن الشيئين شيء واحد ، وعليه حين يقال: فأتوا بسورة مثله يراد فقط:[ التعجيز، كما في قوله ( فأت بها من المغرب ].. وكان ذلك جوابًا منك عما قيل:[ المثل المطلق لا يتصور ].
ومع ذلك، إن حدث التباس، فأنا أعتذر إليك وبكل تواضع، وأكرر ما بدأت به فأقول: إن بحثك رائع وقيم وممتع، ولا أقول ذلك من باب المجاملة، فما في نفسي منه قد سألتك عنه، ولك الحق في أن تجيب، وألا تجيب.. وفقك الله لما يحب ويرضى، وتقبل اعتذاري وتحياتي.
---
جمال حسني الشرباتي
05-10-2005, 05:15 PM
السيد الأخ الدكتور سعيد
هل يمكن أن تلخص لنا رأيك بعدة سطور----أنا لم أشعر بالراحة وأخاف أن يكون حكمي على رأيك غير دقيق للتفصيل الشديد في بحثك
---
د/ سعيد جمعة
05-11-2005, 09:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل / محمدإسماعيل عتوك المحترم متعك الله تعالى بالصحة والعافية وحسن الخاتمة أما بعد
فاسمح لي أن أعبر لك عن عميق تقديري وشكري على اهتمامك ببحثي هذا ولك أدعو ولكل مسلم يقف في وجه هذه الهجمة الشرسة على كتاب الله تعالى بأن يبيض الله وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه(1/1188)
أما استفسارك عن : هل يصح أن تكون المثلية في لغة العرب تطابقا في بعض الصفات ؟
فالجواب نعم بل إنه لا يمكن لها أن تكون غير ذلك فالمثلية لا يمكن أن يتصور لها أن تكون تطابقا في كل شيء .
والآية التي استدل بها العلامة الصنعاني رحمه الله تثبت ذلك وهي قول الله تعالى " قل إنما أنا بشر مثلكم " فالآية لم تقل إنما أنا مثلكم بل خصصت المثلية هنا في شيء واحد وهو البشرية فرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلنا في البشرية لكنه ليس مثلنا في أمور كثيرة .
ومنها مثلا :أنه يوحى إليه ولسنا كذلك
ومنها أنه يُتطيب بعرقه ولسنا كذلك
ومنها أنه يرى من ورائه كما يرى من أمامه ولسنا كذلك
ومنها ومنها ومنها الكثير مما اختص به صلى الله عليه وسلم
إذن المثلية في الآية مثلية بشرية
أما تفسير الببشرية في الآية على أنها أنسى كما تنسون فليس ذلك على الإطلاق فالنسيان جزء من البشرية لكن العلامة الصنعاني رحمه الله ذهب هذا المذهب معتمدا على الحديث الذي أخرجه الترمذى والذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وفيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس العصر ركعتين فلما سلم قيل يارسول الله أحدث في الصلاة شيء ؟ قال وماذاك ؟ قالوا صليت كذا وكذا قال : فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم ثم أقبل على الناس بوجهه فقال إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به ولكن ( إنما أنا بشر مثلكم ) أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ......... إلخ سبل السلام للصنعاني 1 / 206
فالإمام الصنعاني مازاد على أن نقل نص الحديث
أما قولهم إن المثل الطلق لايتصور فهذا صحيح في رأيي لأنك لاتقول " مثله " إلا إذا لاحظت فرقا فإن تطابق الأمران فلا يقال مثله بل يقال هو هو ولذلك قالت ملكة سبأ حين سئلت أهكذا عرشك ؟ قالت كأنه هو ولم تقل كأنه مثله لأنه كان عرشها بالفعل(1/1189)
والقرآن الكريم لو طلب منهم مثله على اعتبار المثل المطلق لكان المقصود أن يدعوا نسبة القرآن إليهم وليس المجيء بكتاب آخر
فالمثل المطلق للقرآن الكريم هو القرآن الكريم نفسه فهل يتصور أن يتحداهم القرآن بأن يأتوا بالقرآن وهو موجود ؟؟؟
وعليه فالتحدي بشيء آخر غير القرآن ويكون مثل القرآن .
أما قولهم إن طلب المثل المطلق يراد منه التعجيز فنعم لأن المطلوب ليس كلاما بشريا إنما المطلوب وحي من عند الله وهم يظنون أن المطلوب كلام بليغ أو نحو ذلك
وبعد تقبل احترامي وتقديرى
سعيد جمعة
الأستاذ المساعد في جامعة الأزهر الشريف والمعار حاليا إلى المملكة العربية السعودية في كليات البنات صبيا جازان
---
د/ سعيد جمعة
05-11-2005, 09:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأستاذ الكريم / جمال حسنى الشرباتي حفظك الله من كل سوء وبعد
فإن ملخص بحثى في كلمات قليله هو
ان القرآن الكريم تحدى الإنس والجن جميعا بأن يأتوا بمثله وجعل عجز الجميع عن المجيء بمثله دليلا على صدق الرسول وأنه نبي يوحى إليه وظل التحدي قائما طوال حياة النبي وبعد مماته إلى يوم القيامة
وهذا التحدي يثبت كل يوم صدق الرسول فيما ادعاه وهو أنه نبي يوحى إليه وأن هذا الكلام من عند الله
ولكن طرأ في العصر الحديث من خرج علينا بكلام وزعم أنه يتحدى به القرآن ليثبت من وراء ذلك بطلان الدعوى التي جاء بها محمد في أنه رسول من عند الله
وذهب العلماء قديما وحديثا في تفسير التحدي هذا في أنه يكمن في بلاغة القرآن أو في ما يحويه القرآن من لفتات علمية أو إخباره عن أمور غيبية
وهنا وقف المكذبون ليطعنوا في بلاغة القرآن ويشككوا في الحقائق العلمية التي أخبر بها
وكذلك يشككون في الغيب الذي أنبأ به
وبهذا يسقط التحدي ويبطل زعم محمد بن عبد الله في أنه رسول وأن ما جاء به وحي من الله(1/1190)
وهذا البحث يثبت أن التحدي ليس في كل ما سبق إنما يكمن في نقطة واحدة وهي أن يأتوا بكلام من عند الله كما جاء محمد بكلام من عند الله
ولو سألت ومن أدراني أن محمدا صادق في دعواه نقول وازنوا بين كلام البشر والقرآن الكريم ليتبين لكم الفرق
هذا مضمون البحث باختصار
والله يشرح صدري وصدرك لما يحبه ويرضاه والسلام
سعيد جمعة
الأستاذ المساعد في جامعة الأزهر الشريف في مصر فرع المنوفية
والمعار حاليا في السعودية كليات البنات جازان صبيا
---
جمال حسني الشرباتي
05-11-2005, 02:28 PM
أشكر الدكتور سعيد على التوضيح
وأرجو من الأخوة أن يشاركونا النقاش فقد أغفل عن نقاط فيذكرونها
#قلت (وهذا البحث يثبت أن التحدي ليس في كل ما سبق إنما يكمن في نقطة واحدة وهي أن يأتوا بكلام من عند الله كما جاء محمد بكلام من عند الله
ولو سألت ومن أدراني أن محمدا صادق في دعواه نقول وازنوا بين كلام البشر والقرآن الكريم ليتبين لكم الفرق ))
وهنا أنت تعرضت لتفي الإعجاز البلاغي---
فإذا كنا سنوازن بين كلام القرآن وكلام البشر فمن أي زاوية تكون الموازنة؟؟
أعني عندما أناقش شخصا واقول له القرآن الكريم كلام رب العالمين كيف سأثبت له ذلك؟؟---إذا قلت له قارن بينه وبين غيره من كلام البشر فعلى أي أساس ستتم المقارنة؟؟
هو كلام رب العالمين قطعا فما هو مميزه عن كلام البشر؟؟
هل يعني كلامك تبنيا لرأي المعتزلة بالصرفة؟
وهل يعني كلامك تراجعا عما أقر به غالبية علماء الإسلام قديما وحديثا من كون إعجازه الرئيس ينجم من كونه كلاما لا يدانيه أي كلام من حيث البلاغة والفصاحة والنظم الفريد
---
لؤي الطيبي
05-12-2005, 03:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فضيلة الدكتور سعيد جمعة حفظه الله ،
لقد قرأت بحثكم المطوّل ، وفيه بعض الأمور التي أشكلت علي ، فأذن لي بهذه الملاحظات السريعة ..(1/1191)
أولاً : قولكم : " ليس التحدي في المجيء بأعلى كلام في البلاغة ولا المجيء بأسهل لفظ وأحسن سبك وأجمل أسلوب ، ولا المجيء بكتاب أو بعض كتاب يشمل تنبؤات عن الزراعة والفلك والطب ، وغير ذلك . الإعجاز يكمن في هذا اللفظ ( المثل ) "
التعقيب : هل نفهم من ذلك أن القرآن لم يكن معجزاً ببلاغته وفصاحته وعلومه وإخباره بالغيب ؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فهل تنفي أن القرآن معجز بذاته ؟ إذ إن الإجماع منعقد على إضافة الإعجاز إلى القرآن ، فكيف يكون معجزاً وليس فيه صفة إعجاز ؟
ثانياً : قولكم : "إن الإنجيل نزل بلغة بني إسرائيل وقتها ، فلِمَ لم تكن معجزة عيسى في اللغة ؟ "(1/1192)
التعقيب : من عدّة وجوه ، أهمها يكمن في الفرق بين المعجزة والرسالة . فالرسل عليهم السلام بعثهم الله لهداية أجيال محدّدة ، في أزمان محدّدة ، وأماكن محدّدة ، وأيّدهم برسالات تكون هي منهج الحياة والتشريع ، ثمّ أيّدهم في الوقت نفسه بالمعجزات ، لتكون دليلاً على صدق دعواتهم . فمعجزات موسى وعيسى عليهما السلام شيء ، ومنهجهما ، المتمثّل في التوراة والإنجيل ، شيء آخر . أما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم ، فقد بعثه الله تعالى هدى للناس ورحمة للعالمين ، مؤيَّداً بالقرآن الكريم ليكون المنهج القويم والتشريع الخالد لأمم العالم أجمعين ، وليكون في الوقت نفسه المعجزة الخالدة إلى يوم الدين . فهو إذن معجزة ومنهج في آن واحد . هذا من جهة . ومن جهة أخرى ، لم يبلغنا القرآن الكريم ولم يرد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في الأثر أن الله تعالى أنزل على الأمم الكتابية كتاباً معجزاً . بل لقد أثبتت بحوث مؤرخي الأديان أن التوراة والإنجيل والزبور لم تُدوّن حتى بلغة واحدة ، ولم تُكتب في وقت واحد ، بل لم تحتفظ بصحّتها من الأصل ، فضلاً عن المعجز وغير المعجز . بل إن الله عزّ وجلّ تكفّل بحفظ كتابه العزيز في قوله : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ، أما التوراة والإنجيل فقد قال عنها سبحانه وتعالى : " وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ " . فكان حفظ التوراة والإنجيل موكولا إلى الربانيين والأحبار . وفرق كبير بين أن يكون الكتاب موكول الحفظ إلى الله ، كما هو الشأن بالنسبة إلى القرآن ، وبين أن يكون موكولا إلى الربانيين والأحبار وهم بشر . فأي إعجاز يكون في كتاب حرّفه أصحابه ؟(1/1193)
ثالثاً : قولكم : "إذن التحدي لم يكن أن يأتوا بكلام فصيح بليغ ـ بل لم يخطر على بال أحدهم أن يعارض القرآن لا لشيء إلا لعلمهم أنهم مهما قلوا فلن يقبل منهم . لماذا ؟ لأنهم سيقولون كلاماً من عند أنفسهم وليس من عند الله "
التعقيب : هل نفهم من هذا أن العرب كان بمقدورهم أن يأتوا بمثل القرآن لغة ، ولكن لم يجرؤ أحد على الإدعاء بأنه من عند الله ؟ وإذا كان ذلك كذلك ، فما تأويلكم لقول الله تعالى : " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَاذَا إِنْ هَاذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ " (الأنفال :31) ؟
كانت هذه بعض الملاحظات السريعة التي راودتني حين تصفّحت مقالتكم ، وسأعقّب على المزيد منها بعد تكرّمكم بالإجابة مشكورين ..
---
الإسلام ديني
05-12-2005, 11:25 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
على هذا البحث الطيب الجميل
و على محاوريك الذين سئلوا أسئلة وجيهة
لماذا - لا يكون بحث الدكتور الفاضل مكملا للبحوث الأخرى التي أثبتت شتى أنواع الإعجاز في القرآن الكريم
بمعنى - أن - كل ما تفضل به علمائنا القدماء و الجدد في إثبات إعجاز القرآن إعجازا
طبيا - علميا - تاريخيا - بلاغيا ......الخ
ايضا - يكون أنه من عند الله بإعجازه
أن تضيف بحثك الي البحوث الأخرى - و لا تنفي البحوث الثابقة التي أثبتت تنوع إعجاز القرآن
و الله أعلم
/////////////////////////////////////////////////
---
أبو تيمية
05-13-2005, 06:26 PM
الأخ الفاضل الدكتور سعيد جمعة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، و بعد :
فأولا أشكر لكم غيرتكم الحميدة على كتاب الله ، و كذلك تلكم الجرأة العلمية و الأدبية في طرحكم لما تعتقدون صوابه ،،،،،(1/1194)
و الحقيقة قرأت مقالكم المثبت أعلاه ، كما قرأت ملخصه الذي جاء بناء على طلب الأستاذ جمال ، و مما جاء فيهما :
قولكم - حفظكم الله - : " و أستطيع أن أخلص من هذا البحث بأن دلالة المثلية تكمن في قوله تعالى :
(قل فأتوا بكتاب من عند الله )
هذا هو معنى المثلثة ، وهذا هو مناط التحدي وذاك هو بيت القصيد فالمثلية هنا مثلية وحي وتنزيل .
هذا ماتوصلت إليه .. فإن كان صواباً فالفضل لله وحده وإلا فحسبي أنني اجتهدت والله أعلى وأعلم وهو من وراء القصد ".
و قولكم في الملخص : " ......وهذا البحث يثبت أن التحدي ليس في كل ما سبق إنما يكمن في نقطة واحدة وهي أن يأتوا بكلام من عند الله كما جاء محمد بكلام من عند الله ".
.......................
فرأيتكم قد جانبتم فيه الصواب ، و أراكم قد أخطأتم في الاستدلال لقولكم من جهة السياق القرآني ، و من جهة دلالة المثلية في لغة العرب و التخريج الغريب الذي خرجتموه عليها ، و خالفتم ما يعلمه الخاص و العام من مقاصد القرآن في المراد من ذلكم التحدي الخالد ، لا سيما أولئك المخاطبين بتلكم الآية زمن التنزيل ، فضلا عمن جاء من بعدهم إلى يوم الناس هذا .
إضافة إلى أنه يترتب على تفسيركم المذكور لمناط التحدي = مما لا يخفى بطلانه الشيء الكثير ، و سأوضح هذا جليا - إن شاء الله - قريبا جدا ، و اعذرني الآن فأنا أكتب على عجل من على نفس صفحة المشاركة ، مع انشغالي الليلة بابنتي فهي مريضة ، و التوضيح سيأتي موثقا - بإذن الله تعالى - .......
و الله الموفق لما فيه الخير
( يتبع بإذن الله ....).
---
د/ سعيد جمعة
05-15-2005, 12:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فأحمد الله تعالى حمدا يليق بجلاله وكماله وأسأله سبحانه أن يجعل جهدنا جميعا في خدمة كتابه الكريم وأن يشفع فينا قرآنه العظيم وأن يجعله قائدا لنا جميعا إلى مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه(1/1195)
وبعد فإنني سعيد باهتمام الكرام بهذا البحث وتعقيباتهم له أو عليه واود أن أجيب عن أسئلة الأساتذة الكرام
وأبدا بالأخ الكريم / جمال حسني الشرباتي أكرمه الله
لقد وضحت يا أخي الكريم الفرق بين وجه الإعجاز ووجه التحدي
فكل مافي القرآن معجز وماقلت غير ذلك بداية من بلاغته العالية التي لايطمح إليها بشر كما قال الرافعي رحمه الله فبلاغة القرآن ليست محلا لنزاع أحد
وأسأل وأجيب عن نفسي :
القرآن معجز ببلاغته ؟ الجواب نعم
القرآن الكريم معجز بإخباره عن الغيب ؟ نعم
القرآن الكريم مِِِِِِِِِعجزة طبية ؟ نعم
القرآن معجزة فلكية و وحسابية وجيولوجية ........ إلخ ؟ نعم نعم نعم
لكن هل القرآن حين تحدي الخلق كلهم تحداهم في البلاغة أو الطب أو الفلك أو غير ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب --- كما أرى --- لا .
إنه لم يطلب من الخلق سورة فائقة في البلاغة .
وهل يظن أحد أن العرب وهم من هم في الفصاحة يعجزون عن قول مقدار سورة في حجم سورة الكوثر مثلا ؟
هذا إذا اعتبرنا أن التحدي للعرب أو لهم أولا ثم للخلق كافة . والثابت أن القرآن يتحى الخلق كافة العرب منهمة والعجم .
إذن قضية البلاغة والإعجاز البلاغي لاخلاف فيها الخلاف هل البلاغة وجه التحدي أم لا ؟
ثم ننتقل إلى باقي الأوجه ففي القرآن الكريم إعجاز في الطب لكن هل الطب وجه التحدي ؟ وهل الغيب وجه تحدي ......إلخ
ذاك هو الكلام يا أخي الفاضل
أما حديثك عن الموازنة وعلى أي شيء سنوازن عند التحدي
فأقول لك إن الموازنة لاينبغي أن تتم إلا إذا ادعى أحدهم أن كلامه من عند الله تعالى . عندها من الممكن أن نقف ونوازن ليظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويتبين للجميع قول البشر من قول رب البشر سبحانه وتعالى(1/1196)
أما سؤالك إذا ناقشني أحد في كون القرآن كلام رب العالمين وكيف سأثبت له فالآية القرآتية تجيب عن ذلك وهي قوله تعالى " قل لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " وهنا يبرز دور البلاغة والإخبار عن الغيب والعلوم لتثبت ذلك فكل هذه دلائل على الإعجاز وليست هي موطن التحدي وعليه فيجب الا نقف أمام هذا الغثاء الذي يقوله الملحدون أو المشككون في القرآن الكريم لأنه ببساطة ليس كلام الله تعالى إنه كلامهم هم وهم يعترفون بذلك .
اما رأي المعتزلة فأنا لا أميل إليه ولقد ثبت تهاويه أمام النظر وياليتك تقرأ البحث الذي كتبه شيخي العلامة / محمود توفيق سعد وهو منشور أيضا على النت بعنوان إعجاز القرآن بالصرفة دراسة ناقدة
إن النقطة الجوهرية التي التبست على الكثيرين ياأخي الكريم هي عدم التفريق بين ( وجه الإعجاز ووجه التحدي ) والخلط بينهما لايجعلنا نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود
وبعد فتقبل تحياتى وشكري على اهتمامك
---------------------
ثم اجيب الأخ الفاضل لؤ ي الخطيب بارك الله فيه فأقول
لايمكن هذا الفصل يا أخي الكريم
وحديثك عن إعجاز القرآن بذاته أو الإعجاز الذاتي للقرآن الكريم يجعلنا نفصل بين القرآن الكريم وقائله وهذا الفصل ياسيدي مستحيل
فالقرآن لايمكن أن يقال له كلام وفقط إذ لابد أن تضيفه إلى قائله فتقول كلام الله وهذا أبسط تعريف للقرآن الكريم
ولعلك قرأت تلك النظريات الغربية التي تفصل النص عن المبدع وتقول باستقلالية النص وأنه يحمل مقومات إبداعه وهذا شيء لايستقر في عقلى ولايستوي على قدمين في نظري فالكلام ما هو إلا صفة لقائله ولذلك اتصف القرآن بصفات الله تعالى فهو قرآن كريم ومجيد وعظيم وهذه كلها صفات الله تعالى وعليه لايمكن الفصل بينهما وعليه فالقول بالإعجاز الذاتي لا مجال له هنا ووجه الإعجاز الأول في القرآن هو أنه " كلام الله "
أما قولك هل كان العرب بمقدورهم أن يأتوا بمثل القرآن لغة ؟(1/1197)
فأنا أعيدك إلى السؤال الأهم : وهو هل تحدى القرآن الكريم العرب وحدهم حتى نسأل هذا السؤال ؟
-----------------
ثم أتوجه إلى الأخ المفضال الملقب بـ " الإسلام ديني "
وأقول له : أوافقك يا أخي الكريم .
نعم هذا البحث أراه إضافة وليس هدما لكلام العلماء السابقين فإن كانوا تحدثوا عن الإعجاز فأنا أتحث عن وجه التحدي وما دعمت كلامي إلا من كلامهم وارجع إلى نقلي عن المحدث ابن كثير رحمه الله وأنه أصاب المحز حيث قال ( وأنى يتأتى لبشر أن يعارض كلام الله ؟ وكيف يشبه كلام الخالق كلام المخلوقين؟
------------
ثم أتوجه إلى الشيخ الكريم المكنى بـ " ابن تيمية " أكرمه الله
وفي البداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافى ابنته وأن يعجل بشفائها كما أسأله وهو رب الناس أن يذهب الباس وأن يشفيها وهو الشافي شفاء لا يغادر سقما
ثم اقول للأخ الكريم قل لى يا أخي كيف خالفت كلام العلماء وما يعلمه الخاص والعام والقضية أصلا محل خلاف بينهم وراجع كتاب الباقلاني المسمى إعجاز القرآن لتر حقيقة هذا الخلاف
ثم إنك رميتني بعدة مخالفات دون توضيح وكان ودي أن تؤجل هذه الاعتراضات حتى تبينها لى ونصل سويا إلى مايرضي ربنا وما فيه النصح لكتابه الكريم
ثم أقول لك إنني يأخي العزيز قدمت فهما أراه صوابا كما أراه في الوقت نفسه يرد على هؤلاء الملحدين والمشككين في كتاب الله تعالى
وتقبل تحياتي
---
جمال حسني الشرباتي
05-15-2005, 05:40 AM
دكتور سعيد حفظه الله
أثلج لي صدري تواضعكم وردكم على من هو مثلي---أشكركم
---
جمال أبو حسان
05-15-2005, 01:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أولا أن أقول بأنني أرجو ألا تصدك هذه الملاحظات عن المشاركة في مؤتمر الاعجاز إن رغبت. وأما ثانياً فإني أرجو أن يتسع صدرك لها ولغيرها.(1/1198)
أولاً : اضطرب الباحث في أشياء أهمها أنه مرةً قال : إن ما تقدم من الوجوه لا يشفي غليلاً ، ثم عاد في آخر البحث دون أن ينكر منها وجهاً بل جعلها كلها من الوجوه المحمودة.
ثانياً: قال الباحث : إن آيات التحدي تمثل لب الاعجاز ، ثم عاد ليفرق بين التحدي والاعجاز ، بحيث لم يستطع القاريء الوصول إلى مراد الباحث.
ثالثاً: هناك تداخل شديد في الكلام بين المِثل بكسر الميم والمَثَل بفتحها وتحريك ما بعدها.
وقف الباحث عند قول البيضاوي واحتفل به مع إن عبارة البيضاوي يجب أن يشار فيها إلى أن الكلام دعوى فرعون بأن ما جاء به موسى عليه السلام هو كذلك ، لا أن الله تعالى قد قاله ابتداءا.
رابعاً: تحدث الكاتب عن أن العلماء السابقين قد حصروا الاعجاز في طائفة قليلة ، وهذا فهم الكاتب ، وليس هو رأي العلماء كما لا يخفى على من طالع كتبهم.
خامساً: نقل الكاتب عن من لم يذكره بأن التحدي قد انقطع بانقطاع زمن الوحي ، ولا أدري من القائل؟ وما منزلة قوله ؟ وهل وافقه عليه أحد ؟وهل علينا أن نحتفل بكل قولٍ كهذا القول ؟
سادساً: من أين جاء الكاتب الكريم بأن السور المكية خطاب لجميع الناس والسور المدنية خطاب لمن أقر بالانبياء؟
سابعاً: إن الترتيب في آيات التحدي الذي جاء به الكاتب ليس صواباً ، بل الصواب الترتيب بحسب نزول السور وهو على النحو التالي :
أولا سورة الطور، ثم هود ، ثم يونس ، ثم البقرة . هذا هو الترتيب الملائم لطبيعة التحدي كما فصله مولانا العلامة فضل عباس في كتابه الاعجاز الصفحة الحادية والثانية والثلاثين .
ثامناً : كيف هجم الباحث على قلوب الناس حتى خرج بأن العجز قد يصدر عمن لم يخطر بباله التحدي سواء كان جنياً أم إنسياً ؟(1/1199)
تاسعاً : أليس في صنيع الباحث من التحكم العجيب حين رفض القول بما سمي بالاعجاز البلاغي لانه يحصر التحدي في فئة خاصة ثم أثبت ما يسمى بالاعجاز العلمي وقال : إنه يُعد النافذه لجذب عقول الاخرين . وهل الاعجاز العلمي إلا مناسباً لبعض الناس دون بعض ؟ فلم رفضت تلك الخصوصية وأثبتت هذه ؟
عاشراً : أن القصة الواردة عن أبي عبيدة في شأن تاليفه لكتاب المجاز غير ثابتة والذي يدل على هذا أنه لم يثبتها في أول كتابه فلو كانت هي السبب لما تورع عن ذكرها .
حادي عشر: أن الكاتب الكريم لم يفرق بين الاعجاب والاعجاز فجعلهما شيئا واحدا وهذا يحوج إلى إعادة نظر.
ثاني عشر : هل صحيح أن كتاب أبي عبيدة هو أول كتاب يتحدث عن أسلوب القران ويوازن بينه وبين كلام العرب؟ أين الدليل على مثل هذا القول ؟
ثالث عشر : أثبت الكاتب أن الشك والريب ليس في القران على اطلاقه وانما في انه من عند الله . وهذا بعيدٌ عن الصواب؛ إذ الشك والريب لم يقع أصلاً ، بدليل التعبير بقوله تعالى :(وان كنتم في ريب) دون أن يقول : واذا كنتم في ريب. فأين هذا من ذاك ؟
رابع عشر : الكاتب الكريم يرى أن المثليه مثلية وحي وهذا يبطل الاعجاز الذاتي للقران ، بمعنى أن القران معجز لأنه من عند الله لا لما حواه من المضامين والأساليب التي أعجزت العرب ، وهذا القول يقترب رويداً رويداً من الصرفة إن لم يكن هو. والكاتب يرى أن هذا هو التحدي.
أوليس يصدق هذا على من قال: إن الرسول تحداهم أن يخرج منهم رسول غيره ؟ فما الفرق بين هذا وذاك؟
خامس عشر : على هذا الوجه كيف يمكن ان نفهم قوله تعالى ( من مثله) كيف يمكن فهم هذا التبعيض على راي الكاتب الكريم(1/1200)
أخيراً : إن هذا البحث فيه جهدٌ كبير ، لكن صاحبه - أكرمه الله - قد تعجل نتيجته دون أن ينظرها على نارٍ هادئةٍ وفقه الله ، وأوجد في المسلمين من الباحثين الجادين ما يرفع عنهم غشاوة التقليد والهدم. أسدي أصدق التحيات للباحث ولشيخه ، وأرجوه أن يسألَ شيخه أن يدخل إلى هذا المنتدى حتى نتعرف إليه عن قربٍ ، وأنا اليوم منشغل بقراة كتابهِ عن الصرفةِ ، وأرجو أن أجد فيه بغيتي أو بعضها .والسلام عليكم أجمعين.
---
جمال أبو حسان
05-15-2005, 02:24 PM
قد قرا بعض الاخوة المحبين هذا الكلام الذي كتبته وقالوا ان فيه بعضا من القسوة وكان ينبغي ان لا يكون كذلك
فان كان الامر على ما قالوه والمرء لا يكاد يدري بعيوب نفسه فاني من على هذا المنبر اقدم كامل الاعتذارللدكتور سعيد واقول انني لم اقصد القسوة ولا ما يستتبعها وحسبه من محبتي انني احتفلت ببحثه ولولا اني رايت فيه فائدة وفضلا ما قراته وكتبت عنه
ورحم الله تعالى من اهدى الي عيوبي
والسلام عليكم ايها الباحثون المجدون جميعا
---
لؤي الطيبي
05-15-2005, 03:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فضيلة الدكتور سعيد جمعة حفظه الله ووفّقه لكل خير ..
شكر الله لك إجاباتك الكريمة ، ولكن ما زالت عندي بعض الملاحظات على كلامكم ، فأرجو أن تتقبّلوها بسعة صدر ..
أولاً :
قولكم : وهل يظنّ أحد أن العرب وهم من هم في الفصاحة يعجزون عن قول مقدار سورة في حجم سورة الكوثر مثلاً ؟
وأنا أسأل : وأنّى لهم ذلك ؟ فهل أنت تشكّ في أن العرب عجزوا عن الإتيان بمثلها ؟ إذ إن قولك هذا يذكّرنا بمزاعم بعضهم أن مِن العرب مَن عارض القرآن معارضة تبطل التحدّي ، غير أن المسلمين أخفوا هذه المعارضات ، ولم يستطع أحد من غيرهم أن ينقلها خوفاً منهم .
فهذه بنظرنا قضية خطيرة جداً ، وهي باطلة لأمور :(1/1201)
أ – لقد لجأ كفار قريش إلى الحرب ، ولو أنهم عارضوه ، أو كان بإمكانهم أن يعارضوه ، لأبطلوا حُجّته من أيسر طريق . ومن بدائه العقل أن الخصم الذي يستطيع أن يبطل حُجّة خصمه بطريق لا يلحقه منه ضرر لا يلجأ بطبيعة الحال إلى وسيلة يكون الضرر متحقّق فيها. فما الذي دعا كفار قريش وهم أصحاب العقول الراجحة إلى أن يعلنوا الحرب على الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه ، والجميع إخوتهم وأبناؤهم ، وهم يعلمون أن هذه الحرب لا بدّ أن تصيبهم وتصيب أهليهم الذين أسلموا بأقدح الأضرار ؟ فقد كان حسم القضية يسيراً عليهم ، لو أنهم استطاعوا إبطال الدعوة بأي معارضة مقبولة لما جاء به .
ب – لم تجرِ العادة في كتمان مثل هذا الأمر العظيم ، وإلا لافترضنا أن أشياء كثيرة حدثت في التاريخ ، وكتمها الناس . على أنه نُقل إلينا من أخبار مشركي العرب ما هو دون ذلك من نسبتهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجنون والسحر والإفتراء ، وأنه أتى بأساطير الأولين ، ثم نسبته إلى الشعر والكهانة . ولا نشكّ في أن مشركي قريش استطاعوا أن يفرّقوا بين القرآن ، وبين الشعر وأسجاع الكهّان .
ج – لو صحّت المعارضة ، أو لو صحّ أن العرب كان بمقدورهم الإتيان بسورة مثل سورة الكوثر ، لكانت هذه كالحُجّة ، وكان القرآن كالشبهة . لأن بالمعارضة يُعلم من حاله أنه ليس بمعجز ، وتكون المعارضة من حيث كشفت ذلك من حال القرآن الكريم ودلّت عليه حُجّة . فكان يجب أن تكون بالنقل أولى من القرآن لأن الحاجة في الدين إليها أمسّ ، وكما وقعت الحاجة إليها أولاً ، فالحاجة إليها ماسّة على الدوام ما دام القرآن منقولاً ، فكيف يصحّ والحال هذه أن يُنقل القرآن ، ولا تُنقل المعارضة ؟(1/1202)
د – لو كان بمقدور مشركي قريش أن يأتوا بمثل سورة الكوثر ، لأوجب ذلك اضطراباً في نفوس الذين دخلوا في الإسلام . وقد كانوا – كما ظهر من سيرهم فيما بعد – أصحاب عقول راجحة ، وإرادات قويّة . فلا يُتصوّر أنهم داسوا على أنفسهم حين ظهر لهم بطلان الدين الجديد الذي دخلوا فيه . وقد كان بعضهم شديد العداوة له قبل أن يُسلم . فلو وجدوا أي ضعف في الدعوة لعادوا إلى عداوتهم لها . فثبات هؤلاء العقلاء على ما دخلوا فيه دليل على أنهم ما وجدوا فيه غميزة ، وما سمعوا من أحد مثل قوله .
هـ – احتججت بنقل المعارضة التي رُويت عن مسيلمة الكذّاب حين أراد أن يأتي بمثل سورة (والعصر) ، وعلّقت عليها بأن عمرو بن العاص لم ينظر فيها ولم يتطرّق إليها ، إنما كذّبه في جملة واحدة ، وهي (لقد أنزل علي) . ولكن ما دليلك على ذلك ؟ أولم يدرك عمرو بن العاص أن الكلمات التي تقوّل بها هذا الماجن ضعيفة الأسلوب ، سخيفة المعنى ، وأنها ليست إلا مما تفكّه به الرواة والقصاص في مجالس القصص ؟
و – أي سلطان كان للمسلمين وهم في مكة – شرّفها الله – وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثلاثة عشر عاماً ، وهي مدّة تكفي لأن تُذاع أيّة معارضة حتى تبلغ أسماع كل من بلغته دعوة الإسلام ؟ ولا شك في أن القوم كانوا حريصين كل الحرص على إبطال هذا الدين الجديد . فلو كان منهم ما يبطله لجهدوا في إذاعته ، ولوجدوا من الذين يفدون إلى مكة – شرّفها الله – للحج والتجارة مَن يسير بهذه البشرى ، وينشرها في كل مكان يمكن أن يبلغ صوته إليه .
ثانياً :
قولكم : القول بالإعجاز الذاتي لا مجال له هنا ، ووجه الإعجاز الأول في القرآن هو أنه " كلام الله "
وأنا أسأل : وكيف يمكننا أن نفهم الإعجاز إذا عطّلنا ما في القرآن الكريم من مضامين وأساليب ؟
ثالثاً :(1/1203)
قولكم : تعقيباً على سؤالي : هل كان بمقدور العرب أن يأتوا بمثل القرآن لغة ؟ قلتم : وهل تحدّى القرآن الكريم العرب وحدهم حتى نسأل هذا السؤال ؟
نقول : لقد نبّهتم إلى قضية ما زال الخلاف فيها قائماً بين العلماء ، فمنهم من اقتصر التحدّي على العرب ، ومنهم من ذهب إلى القول بأن التحدّي إنما كان للناس جميعاً ، عرباً وعجماً .
وأنا أميل إلى ما ذهب إليه فضيلة الدكتور فضل عباس في كتابه القيم (إتقان البرهان في علوم القرآن) . فقد قسم فضيلته التحدّي إلى ثلاثة مراحل : المرحلة المكية ، وهي التي جاء فيها التحدّي للعرب على الخصوص في السور المكية الثلاثة (الطور وهود ويونس) ، والمرحلة المدنية المتمثّلة بآية سورة (البقرة) .
ثم بعد هذه التفرقة يقول حفظه الله : "إن المراحل الثلاث الأولى خوطب بها العرب ، لأنهم هم المتحدّون في هذه السور الثلاث ، أما المرحلة الرابعة فقد خوطب بها الناس جميعاً ، يدلّ لذلك سياق الآيات "يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلّكم تتّقون .. الآيات " . ثم بيّن أن المراحل الثلاث الأولى مختلفة من حيث الأسلوب عن المرحلة الرابعة ، كما يلي :
المرحلة الأولى "فليأتوا بحديث مثله" ، والثانية "قل فأتوا بعشر سور مثله" ، والثالثة "فأتوا بسورة مثله" . أما المرحلة الرابعة فجاء الألوب فيها "فأتوا بسورة من مثله" . فكلمة "من" لم تُذكر إلا في المرحلة الرابعة . هناك اختلاف إذن بين المراحل الثلاث والمرحلة الرابعة من حيث التنزّل ، ومن حيث السياق ، ومن حيث الأسلوب . ولهذه الفروق دلالتها في تعيين أو ترجيح أحد القولين السابقين في بيان وجوه الإعجاز .(1/1204)
فإذا كان التحدّي في المراحل الثلاث المخاطب به العرب ، والعرب كان البيان بضاعتهم والبلاغة سجيتهم ، فإن المرحلة الرابعة المخاطب بها الناس جميعاً عربهم وعجمهم . وإذا كانت المراحل الأولى خالية من كلمة "من" ، فلقد جاءت المرحلة الرابعة مشتملة على هذا الحرف الدال على التبعيض . ومعنى هذا أن المرحلة الأخيرة كان التحدّي فيها للناس جميعاً ، ولا يعقل أن يتحدّى الناس جميعاً بالبيان وحده ، وإنما هو تحدّ عام عموم المخاطبين به ."
ثم يقرّر فضيلته بعد هذه الدراسة "أن وجوه الإعجاز متعدّدة ، وأن القرآن معجز من حيث بيانه ، ومن حيث تشريعه ، ومن حيث ما فيه من حقائق علمية وكونية ، ومن حيث ما فيه من أخبار غيبية إلى ما هنالك من وجوه أخر ." (إتقان البرهان في علوم القرآن لفضيلة الدكتور فضل عباس ، ص111-113) .
وعلى هذا ، فإن القرآن تحدّى العرب في زمانهم على أن يأتوا بمثل بيانه المعجز . فدعوة مشركي قريش إلى المعارضة كانت قائمة . ولكنهم عجزوا ! ولماذا عجزوا ؟ ليس لأن القرآن من عنده سبحانه وتعالى فحسب – فهذا أمر مسلّم به أصلاً – ولكن لأنهم لم يقدروا على أن يأتوا بسورة مثله ، ولا بعشر سور مثله مفتريات . وما زال التحدّي قائماً يدعو من استطاع إلى الإتيان "بسورة من مثله" في البيان ، أو في العلوم المكنونة في هذا الكتاب الحكيم .
وأخيراً أرجو أن لا أكون قد أطلت في الموضوع بغير فائدة ترتضى لنا جميعاً ..
فالهدف الأول من مداخلتي التعلم من أمثالكم .. فبارك الله فيكم على جهودكم ..
---
د/ سعيد جمعة
05-16-2005, 01:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر للدكتور جمال أبي حسان ملاحظاته التي أفدت منها ولا حاجة للعذر فنحن جميعا نبتغي وجه الله تعالى فيما نكتب وفيما نقول ، ومادام وجه الله تعالى هو غايتنا فالدين النصيحة .(1/1205)
حديثكم يافضيلة الدكتور عن الاضطراب لا محل له وذلك لأن الوجوه التي قلت بأنها لا تشفي الغلة مخصوصة بدلالة كلمة ( المثل ) المتحدى بها في القرآن ، ولم أعثر على شيء من ذلك إلا إشارتين إحداهما تتحدث عن مرجع الضمير في قوله " من مثله " والأخرى تتحدث عن بلاغة النظم في هذه الآيات ولقد أثبت ذلك في الهوامش
أما عدم إنكاري للوجوه في آخر البحث فكان في شأن وجوه الإعجاز ولقد ذكرت اكثر من مرة ان كل مافي القرآن معجز ولا إنكار لوجه من هذه الوجوه
وعليه فلا مجال للاضطراب .
ثانياً :نعم قلت إن آيات التحدي تمثل لب الإعجاز لأن علماءنا تناولوها في حديثهم عن التحدي لكن الواقع أن هناك فرق بينهما بينته كثيرا في بحثي .
ولا أظن أن القارئ لم يصل إلى مرادي فمرادي من البحث هو الوصول إلى معنى ( المثلية ) المتحدى بها
ونتيجة البحث أن المثلية تعني ( من عند الله ) وهذا واضح ، كما أرى .
ثالثاً: لاتداخل بين المثل والمثل وراجع كلام العسكري في الفروق اللغوية يظهر لكم ذلك جليا .
أما كلام العلامة البيضاوي وقوله ( مثله سحرك ) فلقد كان يلفت النظر إلى الوقوف على أيهما الأصل هل ما فعله موسى هو الأصل وما فعلوه هو المثل أم أن ما جاءوا به هو الأصل وما جاء به موسى هو المثل والقرآن الكريم جعل ماجاء به سيدنا موسى هو الأصل لأنه ليس سحرا وأن ما سياتون به هو المثل لأنه صورة وليس حقيقة .
رابعاً: نعم إنني أزعم ان كل من قال بأن التحدي في البلاغة كأنما يقول إن القرآن تحدي العرب الأوائل وحدهم .
خامساً: ترتيب السور ياسيدي ليس أمرا اجتهاديا حتى نقدم أو نؤخر فيه إنه توقيفي سواء الترتيب النزولي أو الترتيب المصحفي وأنا لم آت بترتيب من عندي لآيات التحدي إنما عرضت الأمرين وحاولت فهم الآيات بحسب كل ترتيب .(1/1206)
سادساً: أنا لم أرفض الإعجاز البلاغي ولا غيره وكل مافي الأمر أنني كنت أتتبع الخطوات المثلى لأي بحث فكنت أفترض صحة رأي وأظل أناقشه حتى يثبت أو يتهاوي وعليه فحين أمدح رأيا من الآراء أو وجها من الوجوه في اول البحث فلا يثبت هذا أنه موطن التحدي ولايثبت أيضا أنني أتناقض في كلامي فطبيعة البحث العلمي تتطلب هذا المنهج .
سايعاً: كتاب أبي عبيدة ليس هو موضوعنا وصحة القصة لادخل لها فيما نحن فيه ولذلك سأمررها هنا دون تعليق
ثامناً: إن المنصوص عليه عند أهل اللغة أن أداة الشرط ( إن ) تفيد الندرة ولاتنفي الوقوع كما تفضلتم وكيف يقال إن قوله " وإن كنتم في ريب ) تفيد عدم وقوع الشك أصلا ؟
تاسعاً: الإعجاز بالصرفة لا يتصور هنا ولادلالة عليه في كلامي وقضية الإعجاز الذاتي لاتثبت في عقلى ولا تستقر في صدري فأنا لا أتصور القرآن الكريم إلا ومعه قائله سبحانه وتعالى فلماذا تفصلون بين الكلام وقائله ؟
ثم من قال إن (من ) حرف تبعيض دائما ولماذا لاتكون بيانيه بدليل خلو الآيات الأخري منها ؟
وفي الختام تقبل تحياتي
--------------------------------------
ثم أنتقل إلى الأستاذ الطيب / لؤي الطيبي طيب الله تعالى ذكره في الدنيا والآخرة .
أتدري ياسيدي مالذي جر هؤلاء الغوغاء إلى الادعاء بأنهم قالوا مثل القرآن ؟
الذي جرأهم هو اعتقادهم بأن القرآن الكريم ماهو إلا كلام " محمد بن عبد الله" صلى الله عليه وسلم .
ثم افترض جدلا أننا قلنا لواحد من العرب الخُلص سنقول لك كلاما وحاول أن تقول مثله ولم نذكر له أنه كلام الله ألا تظن أن سيحاول ؟
بالطبع ياسيدي سيحاول حتى وإن أعجزته العبارات لكنه في النهاية سيحاول .
لكن قل له إن هذا كلام الله والله يتحداك أن تأتي بمثله وانتظر النتيجة ؟
وما المانع أن تجرب ذلك وتحكي لنا النتيجة ؟(1/1207)
نعم اتفق معك في أن العرب فرقت بين القرآن وبين الشعر والكهانة وهذا التفريق ليس دليلا لك بل هو دليل لى لأنهم عرفوا الفارق بين الكلام البشري والكلام الإلهي حتى قال أحدهم ( وما هو بقول بشر ).
إذن الحديث ليس عن قدرتهم في المجيء بسورة من الكلام ولكن في تحدي ربهم ولاطاقة لهم بذلك .
وهل تعتقد مثلا أن قول قس بن ساعدة ( ايها الناس اسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ماهو آت آت ..........إلخ
لو قال رسول الله إن هذا من سور القرآن هل سيعارضه أحد أو سيحاول أن يقول مثله واسمع إلى أكثم ابن صيفي وهويقول ( إياك والتبذير فإن التبذير مفتاح البؤس ومن التواني والعجز نتجت الهلكة ، وأحوج الناس إلى الغنى من لا يصلحه إلا الغنى وحب المديح رأس الضياع وفي المشورة صلاح الرعية ورضا الناس غاية لاتدرك فتحر الخير بجهدك ولا تحفل سخط من رضاه الجور ............... إلخ )
حاول واجتهد ودع عنك ماقد قيل كله
أقول لو قيل هذا كلام الله ووضع في صلب المصحف هل ترى أن أحدا سيعارضه ؟
وهل هذا القدر القليل من الكلام لايفي بمقدار سورة من سور القرآن القصيرة ؟
إنني لا اريد أن نغلق الباب على كلام علمائنا الأوائل فلقد أفاضوا وجزاهم الله خيرا ولا عيب ان يرى الآخرون رأيا آخر مادام ليس هناك نص وما دام عندنا فهما وإخلاصا لله رب العالمين
وإذا أجبت عن هذا السؤال فأظن أن فيه الغنية عن باق الكلام . والسلام .
---
أبو تيمية
05-16-2005, 06:03 AM
أولا أعتذر إلى الدكتور و إلى الإخوة القراء ، فإني سأنزل تعقيبي على ما ذكره الدكتور سعيد على مراحل لألا تختلط على القارئ مضامينه ، و أنا أعلم أن كثيرا ممن يقرؤون البحوث في المنتديات يملون من طول المكتوب على الصفحة الإلكترونية ، فالتجزئة تكاد تكون ضرورية لحسن الاستيعاب و سهولة الإدراك ،و الله أعلم(1/1208)
كما أعتذر للدكتور سعيد إن وجد في كلامي ما قد يبدو قساوة في الرد ، فليعلم أخانا الدكتور أن المردود عليه بين عيني هو الرأي ، لا صاحبه ، و لم يخطر ببالي غير ذلك ، و أالعبد الفقير إلى الله لا يعرف الدكتور سعيد معرفة شخصية ، و لم تكن بيني و بينه اتصالات ، و هو حفظه الله له مني و من كل مسلم بمقتضى الأخوة الإيمانية و الحقوق الإسلامية المحبة و الاحترام و التقدير .
ملاحظة : بعد اكتمال التنزيل سأضع التعقيب على ملف وورد .
---
أبو تيمية
05-16-2005, 06:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرًا طيبًا مبَاركًا فيه ، و الصلاةُ و السَّلامُ الأتمان الأكملانِ على نبينا محمَّد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أما بعد :
فلقد قرأت بحث الدكتور الفاضل سعيد جمعة حول تفسيره للمثلية المتحدى بها في آيات الكتاب كقوله تعالى ? فأتوا بسورة من مثله ..? ، و تبين لي بأدنى نظر أن نتيجته بعيدة عن الحق ، مجانبة للصواب ، و أن المقدمات التي بنى عليها منها ما هو حق و منها ما هو باطل ، و سأبين في مقالي هذا فساد ما ذهب إليه ، رغم أني شديد الانشغال في هذه الأيام ، و ليس لي من الوقت ما أحرر فيه ما أريد بيانه ، و لهذا سأتجاوز المسائل الجزئية التي أرى أن الباحث قد أخطأ فيها ، و أدخل إلى صلب الموضوع ، فأقول – مستعينا بالله وحده - :(1/1209)
إن المثْل و المثليَّة و الممَاثلة ألفاظٌ يكثُرُ ورودها في كتب الفقه و العقيدة و التفسير و شروح كتب الحديث ، و في علم الرواية منها ، و في غيرها ؛ فتجدها في كتب الفقه في بيان معنى المثلية في الربويات و في القصاص و جزاء الصيد و في مهر المثل و أجرة المثل و في غيرها ، و تجدها في كتب العقيدة في مبحث نفي التمثيل و نفي مماثلة المخلوقين : عن الله و عن صفاته ، و في كتب التفسير في آيات عدة – منها ما نحن بصدده – و في شروح كتب الحديث بيانًا لما أُسنِد فيها من أقوال النبي ×، كمثل قوله ×: (( من سمع المؤذن فقال مثلَ ما يقول ..)) ، و كقوله ×: (( الذهب بالذهب ..مثلا بمثل ..)) ، و في كتب علم الرواية في مبحث قول الراوي عن متن الحديث : (( مثله )) أو (( نحوه )) (1) - إذا ساق السند دون المتن - ، إلى آخر تلكم الكتب ، ولو أردت أن أسوق عباراتهم في هذا لجاءت في مجلدٍ فأكثر ، و في وسع كل أحدٍ أن يقف عليها بلا عناء و لا مشقة .
و يمكن تلخيصُ ما جاء فيها ، فأقول :
المثل في لغة العرب يطلق على معانٍ ، أصلها : التسوية و المناظرة بين الشيئين.
فيطلق على التسوية في الذوات .
أو على التسوية في الصفات .
أو التسوية في المقدار (2).
كما أنها تأتي مقيدة باللفظ ، فيقال : مثله في كذا و كذا.
و بعضُ أهل العلم يعبِّر بتعبير آخر ، فيقسمها إلى مماثلة في الصورة ، و أخرى في المعنى أو في الصورة و المعنى و بعضهم يعبر بالخلقة و الصورة ، أو في الصفات و الأخلاق ، و بعضهم بغير هذا .
قال ابن فارس )) :مثل ، الميم و الثاء و اللام أصلٌ صحيح يدل على مناظرة الشيء للشيء ، و هذا مثل هذا ، و المِثل و المثال في معنى واحد ، و ربما قالوا : مثيل كشبيه))( معجم مقاييس اللغة 5/296).
و قال أيضا : (( المِثْل : النظير )) ( مجمل اللغة 4/309-ط معهد المخطوطات ).(1/1210)
فقوله رحمه الله : (( و المِثل و المثال في معنى واحد )) يدل على استعمال المثل في معنى المقدار .
قال في القاموس : ( و المثال : المقدار ).
قال في شرحه : (( و المثال – بالكسر : المقدار ، و هو من الشِّبه و المِثل : ما جُعلَ مثالا ، أي : مقدارا لغيره يحذى عليه ، والجمع أمثلة و مثل )) ( التاج للزبيدي 30/382).
و في التعاريف ص 636 للمناوي قال : (( المثال : مقابلة شيء بشيء وهو نظيره أو وضع شيء ما ليحتذى فيه بما يفعل )) ، ثم ذكر المثل في الشيئين المتفقين جنسا و أنه ما سد مسده ، و ما كان مختلف الجنس فهو ما كان فيه معنى يقرب به من غيره .
و هكذا كان رأي معجم المجمع اللغوي المصري في (( المعجم الوسيط)) ( 2/860).
و قد فرق بعضهم بين المثل و المثال ، فقال : (( المثل هو المشارك في جميع الأوصاف و المثال هو المشارك في أحد الأوصاف سواء كان مشاركا في جميع الأوصاف أو لا )). (جامع العلوم في اصطلاحات الفنون 3/208-209 للأحمد نكري ).
و كثيرا ما يسوون في التفسير بين المثيل و الكفء و النظير و العدل و الند ؛ بل و الشبيه ، و هي كذلك معانيها متقاربة جدا ، والفروق بينها يسيرة جدا ، و قد عددها العلامة أبو هلالٍ العسكري في كتابه النافع (( الفروق )) (ص 257-260)، و مما قاله ص 259 : (( وليس في الكلام شيء يصلح في المماثلة إلا الكاف و المثل ، فأما الشبه والنظير فهما من جنس المثل )) .
و قال ص 260 : (( و الفرق بين كاف التشبيه و بين المِثل ، أن الشيء يشبَّه بالشيء من وجه واحد لا يكون مثله في الحقيقة إلا إذا أشبهه من جميع الوجوه لذاته ، فكأن الله تعالى لما قال ? ليس كمثله شيء ? أفاد أنه لا شبه له و لا مثل .. )) .
و صنيعُ الأئمة في هذا = المرادُ منه تقريبُ المعنى و محاولة تصويره في ذهن القارئ ، و هكذا صنيعهم في مفردات معاجم و قواميس اللغة .(1/1211)
و للعلم فإن تفسير المثل – بفتح الثاء – بمعنى : صفة الشيء ، قد رده المبرد في المقتضب 3/225 و خطَّأ قائله ، و كذلك فعل أبو علي الفارسي فإنه قال : (( تفسير المثَل بالصفة غير معروف في كلام العرب ؛ إنما معناها التمثيل )) ( التاج 30/382 ) ، و المسالة محل اختلاف.
.............................
الهوامش :
(1) : قال أبو عبد الله الحاكم في الرسالة البغدادية : " إن مما يلزم الحديثي من الضبط و الإتقان إذا ذكر حديثا و ساق المتن ثم أعقبه بإسناد آخر أن يفرق بين أن يقول : مثله أو نحوه ، فإنه لا يحل له أن يقول : مثله إلا بعد أن يقف على المتنين و الحديث جميعا فيعلم أنهما على لفظ واحد ، فإذا لم يميز ذلك حل له أن يقول : نحوه ، فإنه إذا قال : نحوه فقد بين أنه مثل معانيه .." نقله الزبيدي في التاج من نسخة لديه من كتاب الحاكم (30/380)، و في الفتح شرح لهذا الفرق في مواضع منه .
(2) انظر شرح العمدة 3/285 و 302 و مجموع الفتاوى 2/384 و 3/166 لابن تيمية و سيأتي الإحالة إلى غيرها في تضاعيف البحث .
يتبع .............
---
أبو تيمية
05-16-2005, 06:17 AM
تفسير آيات التحدي
قبل بيان الأغلاط التي وقعت في بحث أخينا الفاضل الدكتور سعيد جمعة يحسن بي أن أبين في هذا المبحث معاني آيات التحدي مقتصرًا على ما فسَّر به إمامُ المفسرين محمد بن جرير رحمه الله في كتابه العظيم ( جامع البيان ) تلكم الآيات الكريمة ، ثم أتبعه بما يؤيِّده من كلام الإمامين الجليلين ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله ، و اخترتهما دون غيرهما لما تضمنه كلامهما من الزيادات المهمة فيما نحن بصدد بيانه ، بل الجواب المفصَّل عن كل شبهة أثيرت في مسألتنا هذه ، فإليكم تفسيرها – على حسب ترتيبها في المصحف الإمام :
1- ففي قوله تعالى ?و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ?(1/1212)
قال ابن جرير : (( و هذا من الله عز وجل احتجاج لنبيه محمد × على مشركي قومه من العرب ومنافقيهم وكفار أهل الكتاب وضلالهم الذين افتتح بقصصهم قوله - جل ثناؤه - ?إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ? وإياهم يخاطب بهذه الآيات وأخبر بأهم نعوتها قال الله جل ثناؤه ? وإن كنتم ? أيها المشركون من العرب والكفار من أهل الكتابين في شك وهو الريب مما نزلنا على عبدنا محمد × من النور والبرهان وآيات الفرقان أنه من عندي وأني الذي أنزلته إليه فلم تؤمنوا به ولم تصدقوه فيما يقول فأتوا بحجة تدفع حجته لأنكم تعلمون أن حجة كل ذي نبوة على صدقه في دعواه النبوة أن يأتي ببرهان يعجز عن أن يأتي بمثله جميع الخلق ومن حجة محمد × على صدقه وبرهانه على نبوته وأن ما جاء به من عندي عجز جميعكم وجميع من تستعينون به من أعوانكم وأنصاركم عن أن تأتوا بسورة من مثله .
وإذا عجزتم عن ذلك - وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة والدراية - = فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز .
كما كان برهان من سلف من رسلي وأنبيائي على صدقه وحجته على نبوته من الآيات ما يعجز عن الإتيان بمثله جميع خلقي = فيتقرر حينئذ عندكم أنَّ محمدا لم يتقوله ولم يختلقه ؛ لأن ذلك لو كان منه اختلافا وتقولا لم يعجزوا وجميع خلقه عن الإتيان بمثله ؛ لأن محمدا × لم يعد أن يكون بشرا مثلكم وفي مثل حالكم في الجسم وبسطة الخلق وذرابة اللسان فيمكن أن يظن به اقتدار على ما عجزتم عنه أو يتوهم منكم عجز عما اقتدر عليه ...)) .(1/1213)
و قال : (( فإن قال قائل : إنك ذكرت أن الله عنى بقوله ?فأتوا بسورة من مثله ? من مثل هذا القرآن ،فهل للقرآن من مثل ؟ فيقال : ائتوا بسورة من مثله ، قيل : إنه لم يعن به ائتوا بسورة من مثله في التأليف والمعاني التي باين بها سائر الكلام غيره ؛ وإنما عنى ائتوا بسورة من مثله في البيان ؛ لأن القرآن أنزله الله بلسان عربي ، فكلام العرب لا شك له مثل في معنى العربية ، فأما في المعنى الذي باين به القرآن سائر كلام المخلوقين فلا مثل له من ذلك الوجه ولا نظير ولا شبيه.
وإنما احتج الله - جل ثناؤه - عليهم لنبيه × بما احتج به له عليهم من القرآن إذ ظهر عجز القوم عن أن يأتوا بسورة من مثله في البيان إذ كان القرآن بيانا مثل بيانهم وكلاما نزل بلسانهم فقال لهم - جل ثناؤه – ? وإن كنتم في ريب ? من أن ما أنزلت على عبدي من القرآن من عندي فأتوا بسورة من كلامكم الذي هو مثله في العربية إذ كنتم عربا وهو بيان نظير بيانكم وكلام شبيه كلامكم
فلم يكلفهم جل ثناؤه أن يأتوا بسورة من غير اللسان الذي هو نظير اللسان الذي نزل به القرآن فيقدروا أن يقولوا : كلفتنا ما لو أحسناه أتينا به ؛ وإنا لا نقدر على الإتيان به ؛ لأنا لسنا من أهل اللسان الذي كلفتنا الإتيان به ، فليس لك علينا حجة بهذا ؛ لأنا وإن عجزنا عن أن نأتي بمثله من غير ألسنتنا ؛ لأنا لسنا بأهله = ففي الناس خلقٌ كثير من غير أهل لساننا يقدرُ على أن يأتي بمثله من اللسان الذي كلفتنا الإتيان به .
ولكنه جل ثناؤه قال لهم ?ائتوا بسورة مثله ? لأن مثله من الألسن ألسنتكم ، وأنتم : إن كان محمد اختلقه وافتراه - إذا اجتمعتم وتظاهرتم على الإتيان بمثل سورة منه من لسانكم وبيانكم - = أقدرُ على اختلاقه ووضعه وتأليفه من محمد ×.(1/1214)
و إن لم تكونوا أقدر عليه منه = فلن تعجزوا – و أنتم جميع - عما قدر عليه محمد من ذلك ، وهو وحده - إن كنتم صادقين في دعواكم وزعمكم أن محمدًا افتراه واختلقه ، وأنه من عند غيري )) جامع البيان 1/165-166.
2 - و في قوله تعالى ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ?
قال ابن جرير : (( يقول - تعالى ذكره - أم يقول هؤلاء المشركون افترى محمدٌ هذا القرآن من نفسه فاختلقه وافتعله ، قل - يا محمد لهم - : إن كان كما تقولون : إني اختلقته و افتريته = فإنكم مثلي من العرب ، و لساني وكلامي = مثل لسانكم ، فجيئوا بسورة مثل هذا القرآن )) الجامع 11/117 .
3- و في قوله تعالى ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ?
قال ابن جرير : (( يقول - تعالى ذكره لنبيه محمد ×- : كفاك حجة على حقيقة ما أتيتهم به ودلالة على صحَّة نبوتك هذا القرآن من سائر الآيات غيره ؛ إذ كانت الآيات إنما تكون لمن أعطيها دلالة على صدقه لعجز جميع الخلق عن أن يأتوا بمثلها وهذا القرآن جميع الخلق عجزة عن أن يأتوا بمثله .(1/1215)
فإن هم قالوا : افتريته أي : اختلقته وتكذبته – و دل على أن معنى الكلام ما ذكرنا قوله ?أم يقولون افتراه? إلى آخر الآية ، و يعني تعالى ذكره بقوله ?أم يقولون افتراه ? أي : أيقولون افتراه ، و قد دللنا على سبب إدخال العرب " أم " في مثل هذا الموضع - = فقل لهم : يأتوا بعشر سور مثل هذا القرآن مفترياتٍ - يعني : مفتعلات مختلفات - إن كان ما أتيتكم به من هذا القرآن مفترى ، و ليس بآية معجزة كسائر ما سئلته من الآيات ؛كالكنز الذي قلتم : هلا أنزل عليه ، أو الملك الذي قلتم : هلا جاء معه نذيرا له مصدقا ؛ فإنكم قومي وأنتم من أهل لساني ، وأنا رجل منكم ، ومحال أن أقدر أخلق وحدي مئة سورة وأربع عشرة سورة ولا تقدروا بأجمعكم أن تفتروا و تختلقوا عشر سور مثلها ولا سيما إذا استعنتم في ذلك بمن شئتم من الخلق .
يقول - جل ثناؤه - : قل لهم ? وادعوا من استطعتم? أن تدعوهم من دون الله : - يعني : سوى الله ، لافتراء ذلك واختلاقه - : من الآلهة ؛ فإن أنتم لم تقدروا على أن تفتروا عشر سور مثله = فقد تبين لكم أنكم كذبة في قولكم : افتراه ، وصحت عندكم حقيقة ما أتيتكم به : أنه من عند الله ، ولم يكن لكم أن تتخيروا الآيات على ربكم ، و قد جاءكم من الحجة على حقيقة ما تكذبون به أنه من عند الله = مثل الذي تسألون من الحجة و ترغبون أنكم تصدقون بمجيئها .
وقوله ? إن كنتم صادقين ? لقوله ? فأتوا بعشر سور مثله ? و إنما هو قل : فأتوا بعشر سور مثله مفتريات إن كنتم صادقين أن هذا القرآن افتراه محمد ، وادعوا من استطعتم من دون الله على ذلك من الآلهة والأنداد " ( الجامع 12/9-10).
4- و في قوله تعالى : ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? .(1/1216)
قال ابن جرير : " يقول - جل ثناؤه - قل يا محمد للذين قالوا لك أنا نأتي بمثل هذا القرآن لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لا يأتون أبدا بمثله ولو كان بعضهم لبعض عونا وظهرا
وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله × بسبب قوم من اليهود جادلوه في القرآن وسألوه أن يأتيهم بآية غيره شاهدة له على نبوته لأن مثل هذا القرآن بهم قدرة على أن يأتوا به تجدونه مكتوبا عندكم ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ما جاؤوا به فقال عند ذلك وهم جميعا فنحاص وعبد الله بن صوريا وكنانة بن أبي الحقيق وأشيع وكعب بن أسد وسموءل بن زيد وجبل بن عمرو يا محمد ما يعلمك هذا إنس ولا جان فقال رسول الله × أما والله إنكم لتعلمون أنه من عند الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل فقالوا يا محمد إن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما شاء ويقدر منه على ما أراد فأنزل علينا كتابا نقرؤه ونعرفه وإلا جئناك بمثل ما تأتي به فأنزل الله عز وجل فيهم وفيما قالوا قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " الجامع 15/158-159 .
5- و في قوله تعالى : ? أم تأمرهم أحلامهم بهذآ أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ?
قال ابن جرير : (( يقول - تعالى ذكره - : أتأمر هؤلاء المشركين أحلامهم بأن يقولوا لمحمد × هو شاعر وأن ما جاء به شعر أم هم قوم طاغون يقول جل ثناؤه ما تأمرهم بذلك أحلامهم وعقولهم بل هم قوم طاغون قد طغوا على ربهم فتجاوزوا ما أذن لهم وأمرهم به من الإيمان إلى الكفر به
و قوله ?أم يقولون تقوله ? يقول تعالى ذكره : أم يقول هؤلاء المشركون تقول محمد هذا القرآن و تخلقه .
وقوله ?بل لا يؤمنون ?يقول جل ثناؤه : كذبوا فيما قالوا من ذلك ؛ بل لا يؤمنون ؛ فيصدقوا بالحق الذي جاءهم من عند ربهم(1/1217)
وقوله ? فليأتوا بحديث مثله ? يقول جل ثناؤه : فليأت قائلو ذلك له من المشركين بقرآن مثله ؛ فإنهم من أهل لسان محمد صلى الله عليه وسلم ولن يتعذر عليهم أن يأتوا من ذلك بمثل الذي أتى به محمد × إن كانوا صادقين في أن محمدا × تقوله وتخلقه " ( الجامع 27/32-33 ).
---
أبو تيمية
05-16-2005, 06:28 AM
و بمثل الذي قال : قال أئمة الدين المقتدى بهم ، و من هؤلاء شيخا الإسلام ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله تعالى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( و القرآن يظهر كونه آية و برهانا له من وجوه جملة وتفصيلا :
أما الجملة : فإنه قد علمت الخاصة والعامة من عامة الأمم علما متواترا أنه هو الذي أتى بهذا القرآن ، وتواترت بذلك الأخبار أعظم من تواترها بخبر كل أحد من الأنبياء والملوك والفلاسفة وغيرهم.
والقرآن نفسه فيه تحدي الأمم بالمعارضة ، والتحدي هو أن يحدوهم أي : يدعوهم فيبعثهم إلى أن يعارضوه ، فيقال فيه : حداني على هذا الأمر، أي : بعثني عليه ، ومنه سمي حادي العيس ؛ لأنه بحداه يبعثها على السير .
وقد يريد بعض الناس بالتحدي :دعوى النبوة ؛ ولكنه أصله الأول ، قال تعالى في سورة الطور ? أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين?
فهنا قال ?فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? - في أنه تقوله ؛ فإنه إذا كان محمد قادرا على أن يتقوله كما يقدر الإنسان على أن يتكلم بما يتكلم به من نظم ونثر = كان هذا ممكنا للناس الذين هم من جنسه ، فأمكن الناس أن يأتوا بمثله.
ثم إنه تحداهم بعشر سور مثله فقال تعالى ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين?.(1/1218)
ثم تحداهم بسورة واحدة منه فقال تعالى ? وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين? .
فطلب منهم أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات - هم وكل من استطاعوا من دون الله- ثم تحداهم بسورة واحدة - هم ومن استطاعوا – قال ? فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو?.
و هذا أصل دعوته ، وهو الشهادة بأنه لا إله إلا الله والشهادة بأن محمدا رسول الله
وقال تعالى ?فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله?
كما قال ?لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ?
أي : هو يعلم أنه منزل لا يعلم أنه مفترى كما قال ? وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ? أي: ما كان لأن يفتري ، يقول : ما كان ليفعل هذا ، فلم ينف مجرد فعله ؛ بل نفي احتمال فعله ، وأخبر بأن مثل هذا لا يقع ؛ بل يمتنع وقوعه ، فيكون المعنى : ما يمكن ولا يحتمل ، ولا يجوز أن يفتري هذا القرآن من دون الله ؛ فإن الذي يفتريه من دون الله مخلوق ، و المخلوق لا يقدر على ذلك .
وهذا التحدي كان بمكة فإن هذه السور مكية : سورة يونس وهود والطور.
ثم أعاد التحدي في المدينة بعد الهجرة ، فقال في البقرة - وهي سورة مدنية- ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين?
ثم قال ?فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة?
فذكر أمرين ، أحدهما قوله ? فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار ?يقول : إذا لم تفعلوا فقد علمتم أنه حق ، فخافوا الله أن تكذبوه ، فيحيق بكم العذاب الذي وعد به المكذبين ، وهذا دعاء إلى سبيل ربه بالموعظة الحسنة بعد أن دعاهم بالحكمة وهو جدالهم بالتي هي أحسن.(1/1219)
والثاني :قوله ?ولن تفعلوا? ، و " لن " لنفي المستقبل .
فثبت الخبر أنهم فيما يستقبل من الزمان لا يأتون بسورة من مثله كما أخبر قبل ذلك ، وأمره أن يقول في سورة سبحان - وهي سورة مكية افتتحها بذكر الإسراء ، و هو كان بمكة بنص القرآن والخبر المتواتر - ، وذكر فيها من مخاطبته للكفار بمكة ما يبين بذلك بقوله? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا?.
فعم بالخبر جميع الخلق معجزا لهم قاطعا بأنهم إذا اجتمعوا كلهم = لا يأتون بمثل هذا القرآن ، و لو تظاهروا وتعاونوا على ذلك ، وهذا التحدي والدعاء هو لجميع الخلق ، وهذا قد سمعه كل من سمع القرآن ، و عرفه الخاص والعام ، وعلم مع ذلك أنهم لم يعارضوه ولا أتوا بسورة مثله ، ومن حين بعث وإلى اليوم ، الأمر على ذلك مع ما علم من أن الخلق كلهم كانوا كفارا قبل أن يبعث ، و لما بعث إنما تبعه قليل ، و كان الكفار من أحرص الناس على إبطال قوله مجتهدين بكل طريق يمكن ؛ تارة يذهبون إلى أهل الكتاب فيسألونهم عن أمور من الغيب حتى يسألوه عنها كما سألوه عن قصة يوسف وأهل الكهف وذي القرنين - كما تقدم - .
و تارة يجتمعون في مجمع بعد مجمع على ما يقولونه فيه ، و صاروا يضربون له الأمثال فيشبهونه بمن ليس مثله لمجرد شبه ما ، مع ظهور الفرق ؛ فتارة يقولون : مجنون وتارة يقولون : ساحر وتارة يقولون : كاهن وتارة يقولون : شاعر ، إلى أمثال ذلك من الأقوال التي يعلمون - هم وكل عاقل سمعها - أنها افتراء عليه.
فإذا كان قد تحداهم بالمعارضة مرة بعد مرة وهي تبطل دعوته ، فمعلوم أنهم لو كانوا قادرين عليها لفعلوها ؛ فإنه مع وجود هذا الداعي التام المؤكد - إذا كانت القدرة حاصلة - = وجب وجود المقدور ، ثم هكذا القول في سائر أهل الأرض.(1/1220)
فهذا القدر يوجب علما بينا لكل أحد بعجز جميع أهل الأرض عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن بحيلة وبغير حيلة ، وهذا أبلغ من الآيات التي يكرر جنسها كإحياء الموتى فإن هذا لم يأت أحد بنظيره )) ( الجواب الصحيح 5/422-428).
و قال في موضع آخر : ((و القرآن معجز بلفظه ونظمه ومعناه ، وإعجازه يعلم بطريقين : جملي وتفصيلي .
أما الجملي : فهو أنه قد علم بالتواتر أن محمد × ادعى النبوة ، وجاء بهذا القرآن وأن في القرآن آيات التحدي والتعجيز ؛ كقوله تعالى ?أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? فتحداهم هنا أن يأتوا بمثله.
وقال في موضع آخر ?فليأتوا بعشر سور مثله مفتريات ? ، وقال في موضع آخر ?فأتوا بسورة من مثله? وأخبر مع ذلك أنهم لن يفعلوا فقال ?وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداؤكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار? بل أخبر أن جميع الإنس والجن إذا اجتمعوا لا يأتون بمثله فقال ?قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ?.
وقد علم أيضا بالتواتر أنه دعا قريشا خاصة والعرب عامة ، وأن جمهورهم في أول الأمر كذبوه وآذوه وآذوا الصحابة ، وقالوا فيه أنواع القول مثل قولهم هو ساحر وشاعر وكاهن ومعلم ومجنون وأمثال ذلك .(1/1221)
وعلم أنهم كانوا يعارضونه ، و لم يأتوا بسورة من مثله ، وذلك يدل على عجزهم عن معارضته لأن الإرادة الجازمة لا يتخلف عنها الفعل مع القدرة.و معلوم أن إرادتهم كانت من أشد الإرادات على تكذيبه وإبطال حجته ، و أنهم كانوا أحرص الناس على ذلك حتى قالوا فيه ما يعلم أنه باطل بأدنى نظر ، و فيلسوفهم الكبير الوحيد ?فكر وقدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر? .
و ليس هذا موضع ذكر جزئيات القصص ؛ إذ المقصود ذكر ما علم بالتواتر من أنهم كانوا من أشد الناس حرصا ورغبةً على إقامة حجة يكذبونه بها حتى كانوا يتعلقون بالنقض مع وجود الفرق ؛ فإنه لما نزل ?إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ? عارضوه بالمسيح حتى فرق الله تعالى بينها بقوله ?إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ?وقال تعالى ?ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ? .
فمن عارضوا خبره بمثل هذا ؛ كيف لا يدعون معارضة القرآن وهم لا يقدرون على ذلك(1)؟ )) .
ثم قال : (( ثم انتشرت دعوته في أرض العرب ثم في سائر الأرض إلى هذا الوقت ، وآيات التحدي قائمة متلوة ، و ما قدر أحد أن يعارضه بما يظن أنه مثل .ولما جاء مسيلمة ونحوه بما أتوا به يزعمون أنهم أتوا بمثله ، كان ما أتوا به من المضاحك التي لا تحتاج للمعرفة بانتفاء مماثلها إلى نظر .
وذلك كمن جاء إلى الرجل الفارس الشجاع ذي اللامة التامة فأراد أن يبارزه بصورة مصورة ربطها على الفرس ، كقول مسيلمة : يا ضفدع بنت ضفدعين ، كم تنقنقين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين ، رأسك في الماء وذنبك في الطين . وقوله أيضا : الفيل وما أدراك ما الفيل ، له زلوم طويل إن ذلك من خلق ربنا الجليل ، وأمثال ذلك .(1/1222)
ولهذا لما قدم وفد بني حنيفة على أبي بكر وسألهم أن يقرؤوا له شيئا من قرآن مسيلمة فاستعفوه ، فأبى أن يعفيهم حتى قرأوا شيئا من هذا ، فقال لهم الصديق : ويحكم ، أين يذهب بعقولكم ، إن هذا كلام لم يخرج من إِلٍّ ، أي : من ربٍّ .
فاستفهم استفهام المنكر عليهم لفرط التباين وعدم الالتباس وظهور الافتراء على هذا الكلام ، وأن الله سبحانه وتعالى لا يتكلم بمثل هذا الهذيان .
وأما الطرق فكثيرة جدا متنوعة من وجوه ، وليس كما يظنه بعض الناس و أن معجزته من جهة صرف الدواعي عن معارضته، وقول بعضهم إنه من جهة فصاحته ، وقول بعضهم من جهة إخباره بالغيوب إلى أمثال ذلك ، فإن كلاّ من الناظرين قد يرى وجها من وجه الإعجاز ، وقد يريد الحجر وإن لم ير غيره ذلك الوجه ، واستيعاب الوجوه ليس هو مما يتسع له شرح هذه العقيدة )) ( شرح العقيدة الأصفهانية ص 266-269).
و سيأتي نقل أقواله الكثيرة في هذا ، وبعض تلك النقول في عشرات الصفحات ، لولا الإطالة لنقلتها لأهميتها .
قال ابن القيم(1) في تفسير آيات التحدِّي : (( و من ذلك احتجاجه سبحانه على نبوة رسوله وصحة(2) ما جاء به من الكتاب وأنه من عنده وكلامه الذي يتكلم به وأنه ليس من صنعة البشر ولا من كلامهم بقوله : ?وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? [البقرة23] .
فأمر من ارتاب في هذا القرآن الذي نزله على عبده و أنه كلامه = أن يأتي بسورة واحدة مثله ، وهذا يتناول أقصر سورة من سوره ، ثم فسح له إن عجز عن ذلك أن يستعين بمن أمكنه الاستعانة به من المخلوقين .
وقال تعالى ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? [يونس38 ].
وقال ?أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? [هود13].(1/1223)
وقال ?أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين? [ الطور34 – 33] .
ثم أسجل سبحانه عليهم إسجالا عاما في كل زمان ومكان بعجزهم عن ذلك ولو تظاهر عليه الثقلان فقال ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? [الإسراء88]
فانظر أي موقع يقع من الأسماع والقلوب هذا الحجاج القاطع الجليل الواضح الذي لا يجد طالب الحق ومؤثره ومريده عنه محيدا ولا فوقه مزيدا ولا وراءه غاية ، ولا أظهر منه آية ولا أصح منه برهانا ولا أبلغ منه بيانا )) .
و قال في كتابه (( بدائع الفوائد ))(2) : ((فلما قرر نوعي التوحيد انتقل إلى النبوة ، فقال ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? إن حصل لكم ريب في القرآن الكريم وصدق من جاء به وقلتم إنه مفتعل = فأتوا بسورة واحدة تشبهه ، وهذا خطاب لأهل الأرض أجمعهم .
و من المحال أن يأت واحد منهم بكلام يفتعله ويختلقه من تلقاء نفسه ، ثم يطالب أهل الأرض بأجمعهم أن يعارضوه في أيسر جزء منه يكون مقداره ثلاث آيات من عدة ألوف ، ثم تعجز الخلائق كلهم عن ذلك حتى أن الذين راموا معارضته = كان ما عارضوه من أقوى الأدلة على صدقه ، فإنهم أتوا بشيء يستحي العقلاء من سماعه ويحكمون بسماجته وقبح ركاكته وخسته .
فهو كمن أظهر طيبا لم يشم أحد مثل ريحه قط وتحدى الخلائق ملوكهم وسوقتهم بأن يأتوا بذرة طيب مثله ، فاستحى العقلاء وعرفوا عجزهم وجاء الحمقان بعذرة منتنة خبيثة ، وقالوا : قد جئنا بمثل ما جئت به ، فهل يزيد هذا ما جاء به إلا قوة وبرهانا وعظمة و جلالة.(1/1224)
و أكد تعالى هذا التوبيخ والتقريع والتعجيز بأن قال ?وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? كما يقول المعجز لمن يدعي مقاومته : اجهد عليَّ بكل مَنْ تقدر عليه من أصحابك وأعوانك وأوليائك ، ولا تبق منهم أحدا حتى تستعين به .
فهذا لا يقدم عليه إلا أجهل العالم و أحمقه و أسخفه عقلا ؛ إن كان غير واثق بصحة ما يدعيه ، أو أكملهم وأفضلهم وأصدقهم وأوثقهم بما يقوله ، والنبي × يقرأ هذه الآية وأمثالها على أصناف الخلائق أميهم وكتابيهم وعربهم وعجمهم ويقول : لن تستطيعوا ذلك ولن تفعلوه أبدا ، فيعدلون معه إلى الحرب والرضى بقتل الأحباب ، فلو قدروا على الإتيان بسورة واحدة لم يعدلوا عنها إلى اختيار المحاربة و إيتام الأولاد و قتل النفوس والإقرار بالعجز عن معارضته .
وتقرير النبوة بهذه الآية له وجوه متعددة : هذا أحدها .
وثانيها : إقدامه هذا الأمر و إسجاله على الخلائق إسجالا عاما إلى يوم القيامة أنهم لن يفعلوا ذلك أبدا ، فهذا لا يقدم عليه ويخبر به إلا عن علم لا يخالجه شك مستند إلى وحي من الله تعالى ؛ و إلا فعلم البشر وقدرته يضعفان عن ذلك .
وثالثها : النظر إلى نفس ما تحدى به وما اشتمل عليه من الأمور التي تعجز قوى البشر على الإتيان بمثله ، الذي فصاحته ونظمه وبلاغته فرد من أفراد إعجازه.
وهذا الوجه يكون معجزة لمن سمعه وتأمله وفهمه ، وبالوجهين الأولين يكون معجزة لكل من بلغة خبره ، ولو لم يفهمه ولم يتأمله ، فتأمل هذا الموضع من إعجاز القرآن تعرف فيه قصور كثير من المتكلمين وتقصيرهم في بيان إعجازه وأنهم لم يوفوه عشر معشار حقه حتى قَصَر بعضهم الإعجاز على صرف الدواعي عن معارض0ته مع القدرة عليها ، وبعضهم قصر الإعجاز على مجرد فصاحته وبلاغته ، وبعضهم على مخالفة أسلوب نظمه لأساليب نظم الكلام ، وبعضهم على ما اشتمل عليه من الإخبار بالغيوب ، إلى غير ذلك من الأقوال القاصرة التي لا تشفي ولا تجدي .(1/1225)
وإعجازه فوق ذلك ووراء ذلك كله )) .
---
أبو تيمية
05-16-2005, 07:50 AM
و بعد هذا البيان من هؤلاء الأئمة ، أذكِّر بمسألة غير خفية ؛ إلا أن التذكير بها في هذا الموطن مهم – كما سيأتي بيان ذلك في موضعه - ، ألا وهي :
على ماذا كان اعتراض قريش ؟
الجواب بلا عناء : كان كفار قريش معترضين على صحة دعوى نبوة محمد × ، و أن الذي جاء به هو كلام الله ، و كذلك القول في كفار أهل الكتاب .
و الآيات المتقدمة واضحة الدلالة في هذا ، فهم يدعون أن محمدا افترى هذا الكلام – وهو القرآن - و تقوَّله ، و لهذا خاطبهم الله بالآيات السابقة ، و أمر نبيه ×أن يقول لهم ذلك .
ثم أنبه إلى أمر دقيقٍ ، قلَّ مَن يتفطن إليه ، ألا و هو أنه شاع في تفاسير أهل العلم تفسير الألفاظ ذات المعاني الخاصة بالمعنى الأوسع دلالة منه ، كما حصل عكسه من السلف في ذكر بعض أفراد العام دون بعض في اللفظ القرآني العام أو الذي له أكثر من معنى ، فيظن من لا خبرة له أن المراد بذلك حصر التفسير في ذلكم المعنى المعيَّن ، و هذا كما سبق و أن ذكرنا – فالمراد من تلكم التفسيرات تقريب المعنى .
و لهذا تجد أن ابن القيم في كلامه المنقول قبل ، قال : " فأتوا بسورة واحدة تشبهه ".
ففسر المثل بالشبيه .
و قد سبق أن ذكرت أن من العلماء من يفسر المثل بالشبيه و الكفء و العدل و النظير و غيرها ، مع علمهم بعدم ترادفها في المعنى .
و المشابهة أوسع دلالة من المماثلة .
فالمماثل مشابه و ليس كل مشابه مماثلا .
و لذلك نفى الله تعالى عن نفسه المثلية و لم ينف المشابهة ، فقال سبحانه ? ليس كمثله شيء ? .
مع أن نفي التشبيه المفضي إلى التمثيل = منفي عن الله عز و جل ، و لذلك جرى استعمال هذا اللفظ في كلام بعض السلف ، و المراد منه تشبيه خاص لا مطلق التشبيه ؛ لأن نفي مشابهة شيء لشيء آخر مطلقا = غير واقع ، فما من شيئين إلا و بينهما قدر اشتباه .(1/1226)
و لهذا لما أراد شيخ الإسلام كتابة العقيدة لأهل واسط توخى فيها أن لا يذكر فيها إلا ما كان من ألفاظ الكتاب و السنة ، فنفى التمثيل و لم يتطرق إلى التشبيه ، و قال في المناظر ة المشهورة التي عقدت له لأجل (( الواسطية )) : (( وقلت له أيضا : ذكرت في النفي التمثيل ، و لم أذكر التشبيه ؛ لأن التمثيل نفاه الله بنص كتابه حيث قال? ليس كمثله شيء? وقال ?هل تعلم له سميا ?وكان أحب إلي من لفظ ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله ، وإن كان قد يعنى بنفيه معنى صحيحًا ، كما قد يعنى به معنى فاسدًا )) المجموع 3/166 .
و قال رحمه الله في معرض رده على من نفى الصفات الثابتة لله بدعوى لزوم التشبيه : (والتشبيه الممتنع على الله أن يشارك المخلوقات في شيء من خصائصها ، و إن يكون مماثلا لها في شيء من صفاته ) (المجموع 6/122 ).
و قال رحمه الله في بيان بديعٍ لهذه المسألة ، و أن التشبيه لفظٌ فيه إجمال ، كما قال غيره عن لفظ المثل : إن فيه إجمالا : ( وسبب هذا الضلال أن لفظ (( التشبيه )) و (( التركيب )) لفظ فيه إجمال ، وهؤلاء أنفسهم - هم وجماهير العقلاء - يعلمون أن ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك ، ونفي ذلك القدر المشترك ليس هو نفس التمثيل ، والتشبيه الذي قام الدليل العقلي والسمعي على نفيه ،وإنما التشبيه الذي قام الدليل على نفيه ما يستلزم ثبوت شيء من خصائص المخلوقين لله سبحانه وتعالى إذ هو سبحانه : ? ليس كمثله شيء ? [ الشورى : 11 ] ولا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله .(1/1227)
ولهذا اتفق جميع طوائف المسلمين وغيرهم على الرد على هؤلاء الملاحدة ، وبيان أنه ليس كل ما اتفق شيئان في شيء من الأشياء يجب أن يكون أحدهما مثلا للآخر ، ولا يجوز أن ينفى عن الخالق سبحانه كل ما يكون فيه موافقة لغيره في معنى ما ؛ فإنه يلزمه عدمه بالكلية ، كما فعله هؤلاء الملاحدة ، بل يلزم نفي وجوده ونفي عدمه وهو غاية التناقض والإلحاد والكفر والجهل ) ( الدرء 3/67).
و قال : (والمشابهة من وجه لا تقتضي المماثلة في الذات والصفات والمقدار) الدرء 10/108 .(1/1228)
و قال في الصفدية 1/99-102 : (والمقصود هنا التنبيه على مجامع الأقوال ومنشأ الضلال حيث أخذوا لفظ التشبيه بمعنًى مشترك مجمل ، فأرادوا نفيه بكل معنى من المعاني ومن المعلوم أنه ما من موجودين إلا و بينهما قدر يتفقان فيه ، و إن كان المعنى الكلي المشترك وجوده في الأذهان لا في الأعيان فلا بد أن يكون بين أفراد الاسم العام الكلي نوع من المشابهة باعتبار اتفاقهما في ذلك المعنى العام ، و هذا موضع غلط فيه كثير من الناس في أحكام الأمور الكلية التي تشتبه فيها أعيانها ...) إلى قوله : ( فيقال لهؤلاء : التشبيه الممتنع إنما هو مشابهة الخالق للمخلوق في شيء من خصائص المخلوق ، أو أن يماثله في شيء من صفات الخالق ، فإن الرب تعالى منزه عن أن يوصف بشيء من خصائص المخلوق أو أن يكون له مماثل في شيء من صفات كماله ، و كذلك يمتنع أن يشاركه غيره في شيء من أموره بوجه من الوجوه ، بل يمتنع أن يشترك مخلوقان في شيء موجود في الخارج ، بل كل موجود في الخارج فإنه مختص بذاته وصفاته القائمة به ، لا يشاركه غيره فيها ألبتة ....) ، و فيها : ( و ليس مطلق الموافقة في بعض الأسماء والصفات الموجبة نوعا من المشابهة = تكون مقتضية للتماثل والتكافؤ ، بل ذلك لازم لكل موجودين ، فإنهما لا بد أن يتفقا في بعض الأسماء والصفات ، و يشتبها من هذا الوجه ، فمن نفى ما لا بد منه = كان معطلا ، ومن جعل شيئا من صفات الله مماثلا لشيء من صفات المخلوقين = كان ممثلا ، والحق هو نفي التمثيل ونفي التعطيل ، فلا بد من إثبات صفات الكمال المستلزمة نفى التعطيل ولا بد من إثبات اختصاصه بما له على وجه ينفي التمثيل .(1/1229)
ولكن طائفة من الناس يجعلون التمثيل والتشبيه واحدا ويقولون : يمتنع أن يكون الشيء يشبه غيره من وجه ويخالفه من وجه ، بل عندهم كل مختلفين كالسواد والبياض فإنهما لم يشتبها من وجه ، وكل مشتبهين كالأجسام عندهم يقولون بتماثلها ، فإنها مماثلة عندهم من كل وجه لا اختلاف بينهما إلا في أمور عارضة لها .
... وأما جمهور الناس فيقولون : إن الشيء قد يشبه غيره من وجه دون وجه ، وهذا القول هو المنقول عن السلف والأئمة ..) إلى آخر كلامه و هو نفيس يحسن الوقوف عليه .
و هذه المسألة – أعني مسألة الألفاظ المجملة و منها لفظ التشبيه - لشيخ الإسلام ابن تيمية بها اعتناء ظاهر ، يظهر لكل من له عناية بمصنفاته رحمه الله .
يتبع ..............
---
أبو تيمية
05-16-2005, 09:19 AM
نقض ما توصل إليه الدكتور سعيد جمعة
قبل بيان أوجه بطلان ما توصل إليه الدكتور الفاضل يحسن بي التنبيه إلى مسألتين مهمتين تطرق غليهما الدكتور :
الأولى : هي الفرق بين التحدي و الإعجاز ، فأقول : الإعجاز هو أثر التحدي ، فهو نتيجة له ، فالتحدي كان بالإتيان بمثل القرآن أو بعضه ، فلما لم يفعلوا = حصل العجز منهم و هو الإعجاز .الثاني: أن لفظ الإعجاز و المعجزة لم يأت في كتاب الله و لا في سنة النبي ×، و قد أفاض الكلام فيها شيخ الإسلام في كتابه العظيم " النبوات " ، و بين أن الله سماها آيات و براهين و بينات ، قال رحمه الله : ( والآيات والبراهين الدالة على نبوة محمد كثيرة متنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء ويسميها من يسميها من النظار معجزات وتسمى دلائل النبوة وأعلام النبوة .
وهذه الألفاظ إذا سميت بها آيات الأنبياء كانت أدل على المقصود من لفظ المعجزات ولهذا لم يكن لفظ المعجزات موجودا في الكتاب والسنة وإنما فيه لفظ الآية والبينة والبرهان ) ( الجواب الصحيح 5/412 ).(1/1230)
ثم أقول : إذا تبيين للقارئ معنى التحدي المراد من الآيات ، و وجه اعتراض المشركين ، و المراد بالمثلية في اللغة و الشرع = تبين له بطلان النتيجة التي توصل إليها الأخ الكريم الدكتور سعيد ، و هي أن مناط التحدي في الإتيان بكلام من عند الله ، كما أن محمدا جاء بكلام من عند الله ، و ذلك في أوجه :
أولا : أن هذا التفسير الذي قال به الدكتور الفاضل = غير مقبول عقلا ، فضلا عن الشرع ، فالدعوى هي نبوة محمد × ، و المشركون يرفضون نبوته و يطعنون فيما جاء به بأنه كلام افتراه و تقوله ، فكيف يتحداهم بما طالبوا إقامة الدليل عليه ، هذه مصادرة على المطلوب ، و يلزم منها الدور ، و هو باطل عقلا ، فلو قال مشرك للنبي × جدلا على تفسيركم : دعواك أن هذا الكلام من عند الله = محض دعوى عارية عن البرهان ، فما برهانك على صحة دعواك ؟ ، فقال له : إيت بسورة من عند الله – على تفسيركم للمثلية – فسيقول المشرك : هذا مصادرة على المطلوب ، فأنا لم أدع ذلك حتى أطالب بأن آتي بكلام أنسبه إلى الله ، فالمطالب بذلك هو المدعي ، و هذا بين .
فالقائل :إن كلامي هذا من عند الله هو قائل بنوته و انه نبي الله .
و الدكتور بقوله هذا جعل الدعوى – دعوى النبوة - جزءا من الدليل ، كما فعل الأشاعرة في تعريفهم للمعجزة .
و هذا القول قال عنه شيخ الإسلام إنه خلاف الكتاب و الإجماع ؛ بل خلاف قول العقلاء جميعا .
فالمعارضة على رأي الدكتور لا تكون إلا مقترنة بدعوى النبوة و هي أنه كلام من عند الله ، قال شيخ الإسلام في النبوات 1/538 : (فلو أتوا بمثل القرآن من غير دعوى النبوة لم يكونوا عارضوه وهذا خلاف ما في القرآن وخلاف ما أجمع المسلمون بل العقلاء ).(1/1231)
ثانيا : يقال للدكتور الفاضل : لو كان مناط التحدي في المثلية هو نسبة ذلك إلى الله = فلم افترق القرآن عن باقي الكتب السماوية ، لم كان التحدي بالقرآن خاصا بمحمد دون باقي الأنبياء ؟ مع أنهم شاركوه في أصل التلقي بالوحي ؟؟
كان المفترض على رايكم أن تتساوى الكتب السماوية في ذلك ، و أن يتحدى كل نبي قومه بما أوحي إليه !!
و كلام رسول الله بين في هذا ، قال × : " ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " و الحديث في الصحيحين .
فالتوراة و الإنجيل و الزبور كذلك من الوحي المنزل ، لكن لم يتحد بها ، فلم إذًا خصه الله بالتحدي دون باقي آياته الأخرى .
قال ابن تيمية : (بل لم ينقل عنه التحدي إلا في القرآن خاصة ولا نقل التحدي عن غيره من الأنبياء مثل موسى والمسيح وصالح ) النبوات 1/541 .
و قال رحمه الله 2/793-794 في رده على الأشاعرة في تعريفهم اشتراطهم للمعجزة دعوى النبوة : (منها : أنهم جعلوا المدلول عليه وهو إخبار النبي بنبوته وشهودها وثبوتها جزءا من الدليل ) و قال : ( وأيضا فإن عامة معجزات الرسول لم يكن يتحدى بها ويقول : ائتوا بمثلها ، والقرآن إنما تحداهم لما قالوا : إنه افتراه ، ولم يتحدهم به ابتداء وسائر المعجزات لم يتحد بها ، وليس فيما نقل تحد إلا بالقرآن ؛ لكن قد علم أنهم لا يأتون بمثل آيات الانبياء ).
و على قول الدكتور الفاضل : لو كان القرآن نزل على قلب محمد و تحداهم على أن يأتوا بمثله من غير دعواه النبوة = لأمكن الإتيان بمثله ؛ إذ لم ينسبه إلى الله و لم يدع نبوة بعدُ .
و هذا من أبطل الباطل ، و لذا كان هذا القول هو سبب ضلال طوائف كثيرة في باب النبوة ، و قد أفاض شيخ الإسلام في نقض شبهاتهم في كتابه العظيم النبوات ، فارجع إليه ؛ فإنه لولا خشية الإطالة لنقلت لك ما يظهر لك تطابق القولين .(1/1232)
يقول الجويني و هو من أئمة الأشاعرة : ( إن المعجزة لا تدل لعينها و إنما لتعلقها بدعوى النبي و الرسالة ) الإرشاد ص 319
و قال الشهرستاني : ( إذا لم يدع الكاذب النبوة فلا محذور و لا مانع من ظهور الخوارق ) نهاية الإقدام ص 434 .
و لذلك عندهم يقع من الساحر و الكاذب و الدجال ما يقع من يقع من الأنبياء و أكثر إلا أنها من غير اقتران بدعوى النبوة .
قال ابن تيمية ) :و لهذا يقيم أكابر فضلائهم مدة يطلبون الفرق بين المعجزات و السحر فلا يجدون فرقا ؛ إذ لا فق عندهم في نفس الأمر ) النبوات 2/798.
بل قال أيضا في معرض بيام معتقد الأشاعرة : ( الوجه الثالث : المعارضة بالمثل : أن يأتي بحجة مثل حجة النبي .
وحجته عندهم - أي الأشاعرة - مجموع دعوى النبوة والاثبات بالخارق ، فيلزم على هذا أن تكون المعارضة بأن يدعي غيره النبوة ويأتي بالخارق وعلى هذا فليست معارضة الرسول بأن يأتوا بالقرآن أو عشر سور أو سورة بل أن يدعي أحدهم النبوة ويفعل ذلك وهذا خلاف العقل والنقل .
ولو قال الرسول لقريش : لا يقدر أحد منكم أن يدعي النبوة ويأتي بمثل القرآن وهذا هو الآية ، وإلا فمجرد تلاوة القرآن ليس آية بل قد يقرأه المتعلم له فلا تكون آيه لأنه لم يدع النبوة ولو ادعاها لكان الله ينسيه إياه أو يقيض له من يعارضه كما ذكرتم لكانت قريش وسائر العلماء يعلمون أن هذا باطل ) النبوات 1/490 .
يتبع ......................
---
أبو تيمية
05-16-2005, 10:23 AM
ثالثا : يقال على تفسيركم للمثلية هنا ، لم تتبعوا فيها المعاني اللغوية التي تطلق عليها المثلية ، فلا أعرف أحدا سبقكم إلى تفسيركم المذكور ، و فسر المثلية هنا ، بوحدة المصدر و المنشأ .
فلا السياق القرآني في الآيات يدل عليه ، و لا الدلالة اللغوية لكلمة المثل .(1/1233)
فالسياق القرآني بين واضح جلي ، فالمشركون يقولون عن اللفظ القرآني المتلو عليهم : إنه مفترى ، و هو قول محمد×، فالاعتراض على شيء ظاهر و هو القرآن ، فهم لا يسلمون للنبي أنه كلام الله ، فجاءت الآيات مطالبة إياهم بالإتيان بمثله ، أي : بكلام مثله .
فالمثلية هنا في الكلام لا في المصدر ، و هذا لا يختلف فيه .
و قد سقت كلام أئمة التفسير بما لا مجال لإعادته .
رابعا : معلوم أن دعوى النبوة هي محل اعتراض المشركين ، و المدعي مطالب بإقامة الحجة عليها لا العكس .
و المسألة هكذا صورتها : حصلت دعوى الرسول في رسالته و نبوته ، ثم جاءت المطالبة من المشركين له بإثبات ذلك ، فجاء بالدليل المبرهن و المبين لصحة نبوته ، وهو القرآن ، فكذبوا الدليل : و أن الكلام هو كلامه اختلقه و افتراه ، وليس كلام الله ، فحينئذ جاء التحدي بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بعضه ، فلو كان هذا بمقدور البشر ، فليستعينوا بمن شاؤوا من الجن والإنس ، فلم يفعلوا و هذا كافٍ في إثبات نبوته فكيف إذا انضاف إلى هذا الإخبار بأنهم لن يفعلوا في المستقبل ؛ " فهذا لا يقدم عليه ويخبر به إلا عن علم لا يخالجه شك مستند إلى وحي من الله تعالى " .
قال شيخ الإسلام : ( وهؤلاء جعلوا من جملة الدليل :دعوى النبوة ،والاحتجاج به ، والتحدي بالمثل :ثلاثة أشياء ، وهذه الثلاثة هي أجزاء الدليل .
ودعوى النبوة هو الذي تقام عليه البينة والذي تقام عليه الحجة ليس هو جزءا من الحجة ) النبوات 1/542.
خامسا : لو كان التحدي محصورا في دعوى النبوة و أنه كلام من عند الله لكان كافيا في إثبات عجزهم =التحدي بآية واحدة .فلو قرأ عليهم آية من كتاب الله و نسبها إلى الله و تحداهم في الإتيان بمثلها من عند الله لكان كافيا في إثبات عجزهم على حد تفسيركم المذكور ، فلما لم يحصل ذلك = دل على بطلان تفسيركم للمثلية بمثلية الوحي .(1/1234)
سادسا : أن التفسير المذكور منكم يلزم منه أن لا يكون القرآن معجزا في نفسه ؛ لأن قولكم بالإعجاز تابع لتفسيركم لمناط التحدي ، و ما ذكرتموه من أنكم تقولون بالإعجاز ينافي تفسيركم لمناط التحدي ، فعل أيِّ شيء بنيتم إعجازه ما دمتم لا ترون التحدي في نفس الكلام ، بل في مصدره و هو الوحي .
---
أبو تيمية
05-16-2005, 05:15 PM
سابعا : أن محل التحدي جاء مصرحا – كما أشرت قبل – في الآيات بأنه في القرآن ، فقال تعالى? وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين? .
فالمشار إليه في الآيات هو هذا القرآن ، و طلب الإتيان بالمثل = كان به كلِّه ، أو بسور أو بسورة منه ، و كلها دالة على المماثلة في شيء ظاهر لا شيء خفي ، ثم إنه طالبهم بالاستعانة في ذلك بمن يستطيعون ، و في هذا دلالة على أن مثله ليس في مقدور فرد معارضته ؛ و لا كذلك في مقدور جميع الثقلين ؛ و لو كان التحدي في دعوى نسبته إلى الله = لكان هذا مقدورا لكل أحد ، كما فعل مسليمة الكذاب .
فصنيعه منتقض – مع أنه نسبه إلى الله – لكن لم يكن أبدا مثل كلام الله في لفظه و معناه و نظمه ، و لهذا كانت عبارة الصديق دقيقة المعنى و اللفظ حيث قال : ((إن هذا كلام لم يخرج من إِلٍّ ، أي : من ربٍّ )) .
و لم يقل : لم ينسبه إلى الله ، أو لم يدع أنه كلام الله ؛ لأن الواقع يدل على خلافه ، و أن مسليمة زعم أنه وحي من الله إليه .
تلكم هي أوجه بطلانه ، و هناك غيرها ، لكن فيما ذكرت كفاية .
و قبل الختام أسلط الضوء عن بيان مواقع الإعجاز في الكلام الإلهي الخالد(1/1235)
فأقول : إن العلماء المتقدمين منهم و المتأخرين لما خاضوا في غمار البحث عن موقع الإعجاز في كتاب الله إنما كان دافعهم إلى ذلك معرفة ما الذي أعجز الكفار بل الثقلين عن الإتيان بمثل كلام الله .
فإنه لما جاء التحدي الإلهي في الإتيان بمثل سورة من كلامه أو سور منه أو بمثله كله = عجزت الخليقة كلها – وحق لها أن تعجز ؛ لأن المتحدى به هو كلام الله – حينئذ لجأ العلماء إلى البحث في أثر هذا التحدي و محله في كتاب الله .
و هي المميزات التي تميز بها هذا الكلام الإلهي و خالف بها سائر الكلام .
و لقد وقفت على كلام كثير لشيخي الإسلام ابن تيمية و ابن القيم في قضية الإعجاز و مواقعه في كتاب الله =رأيت أنه يحسن بي سياقها .
قال شيخ الإسلام : (( وكون القرآن أنه معجزة ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط ، أو نظمه وأسلوبه فقط ، ولا من جهة إخباره بالغيب فقط ، ولا من جهة صرف الدواعي عن معارضته فقط ، ولا من جهة سلب قدرتهم على معارضته فقط ، بل هو آية بينة معجزة من وجوه متعددة :
1 -من جهة اللفظ ، 2- ومن جهة النظم 3 - ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى 4 - ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك
5 – و من جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي وعن الغيب المستقبل 6 - ومن جهة ما أخبر به عن المعاد 7 - ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية التي هي الأمثال المضروبة كما قال تعالى ? ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا? و قال تعالى? ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا? وقال ?ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون? .
و كل ما ذكره الناس من الوجوه في إعجاز القرآن هو حجة على إعجازه ولا تناقض في ذلك ، بل كل قوم تنبهوا لما تنبهوا له.(1/1236)
ومن أضعف الأقوال قول من يقول من أهل الكلام إنه معجز بصرف الدواعي مع تمام الموجب لها أو بسلب القدرة التامة أو بسلبهم القدرة المعتادة في مثله سلبا عاما مثل قوله تعالى لزكريا ?آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا? و هو أن الله صرف قلوب الأمم عن معارضته مع قيام المقتضي التام ؛ فإن هذا يقال على سبيل التقدير والتنزيل ، وهو أنه إذا قدر أن هذا الكلام يقدر الناس على الإتيان بمثله فامتناعهم جميعهم عن هذه المعارضة مع قيام الدواعي العظيمة إلى المعارضة = من أبلغ الآيات الخارقة للعادات بمنزلة من يقول : إني آخذ أموال جميع أهل هذا البلد العظيم وأضربهم جميعهم وأجوِّعهم وهم قادرون على أن يشكوا إلى الله أو إلى ولي الأمر وليس فيهم مع ذلك من يشتكي = فهذا من أبلغ العجائب الخارقة للعادة .
ولو قدِّر أن واحدا صنف كتابا يقدر أمثاله على تصنيف مثله أو قال شعرا يقدر أمثاله أن يقولوا مثله وتحداهم كلهم فقال : عارضوني وإن لم تعارضوني فأنتم كفار مأواكم النار ودماؤكم لي حلال = امتنع في العادة أن لا يعارضه أحد ، فإذا لم يعارضوه = كان هذا من أبلغ العجائب الخارقة للعادة .
والذي جاء بالقرآن قال للخلق كلهم : أنا رسول الله إليكم جميعا ، ومن آمن بي دخل الجنة ومن لم يؤمن بي دخل النار ، وقد أبيح لي قتل رجالهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم ووجب عليهم كلهم طاعتي ، ومن لم يطعني كان من أشقى الخلق ، ومن آياتي هذا القرآن ، فإنه لا يقدر أحد على أن يأتي بمثله ، و أنا أخبركم أن أحدا لا يأتي بمثله.
فيقال : لا يخلو ؛ إما أن يكون الناس قادرين على المعارضة أو عاجزين.(1/1237)
فإن كانوا قادرين ولم يعارضوه ، بل صرف الله دواعي قلوبهم ومنعها أن تريد معارضته مع هذا التحدي العظيم أو سلبهم القدرة التي كانت فيهم قبل تحديه - فإن سلب القدرة المعتادة أن يقول رجل: معجزتي أنكم كلكم لا يقدر أحد منكم على الكلام ولا على الأكل والشرب فإن المنع من المعتاد كإحداث غير المعتاد - = فهذا من أبلغ الخوارق.
و إن كانوا عاجزين =ثبت أنه خارق للعادة .
فثبت كونه خارقا على تقدير النقيضين النفي والإثبات ، فثبت أنه من العجائب الناقضة للعادة في نفس الأمر .
فهذا غاية التنزل ؛ وإلا فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته لا يقدرون على ذلك ولا يقدر محمد نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة من القرآن بل يظهر الفرق بين القرآن وبين سائر كلامه لكل من له أدنى تدبر كما قد أخبر الله به في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا? .
وأيضا فالناس يجدون دواعيهم إلى المعارضة حاصلة ، لكنهم يحسون من أنفسهم العجز عن المعارضة ولو كانوا قادرين لعارضوه .
وقد انتدب غير واحد لمعارضته لكن جاء بكلام فضح به نفسه وظهر به تحقيق ما أخبر به القرآن من عجز الخلق عن الإتيان بمثله ؛ مثل قرآن مسيلمة الكذاب ، كقوله : " يا ضفدع بنت ضفدعين نقِّي كم تنقين ، لا الماء تكدرين ، ولا الشارب تمنعين ، رأسك في الماء وذنبك في الطين ).
وكذلك أيضا يعرفون أنه لم يختلف حال قدرتهم قبل سماعه وبعد سماعه ، فلا يجدون أنفسهم عاجزين عما كانوا قادرين عليه ، كما وجد زكريا عجزه عن الكلام بعد قدرته عليه).(1/1238)
و قال : ( وليس في العلوم المعتادة أن يعلم الإنسان أن جميع الخلق لا يقدرون أن يأتوا بمثل كلامه إلا إذا علم العالم أنه خارج عن قدرة البشر والعلم بهذا يستلزم كونه معجزا ، فإنا نعلم ذلك وإن لم يكن علمنا بذلك خارقا للعادة ، ولكن يلزم من العلم ثبوت المعلوم و إلا كان العلم جهلا = فثبت أنه على كل تقدير يستلزم كونه خارقا للعادة.
وأما التفصيل ، فيقال :
نفس نظم القرآن وأسلوبه عجيب بديع ليس من جنس أساليب الكلام المعروفة ، و لم يأت أحد بنظير هذا الأسلوب ، فإنه ليس من جنس الشعر ولا الرجز ولا الخطابة ولا الرسائل ، ولا نظمه نظم شيء من كلام الناس : عربهم وعجمهم .
و نفس فصاحة القرآن وبلاغته هذا عجيب خارق للعادة ، ليس له نظير في كلام جميع الخلق ، وبسط هذا وتفصيله طويل ، يعرفه من له نظر وتدبر.
ونفس ما أخبر به القرآن في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته = أمرٌ عجيب خارق للعادة ، لم يوجد مثل ذلك في كلام بشر لا نبي ولا غير نبي .
وكذلك ما أخبر به عن الملائكة والعرش والكرسي والجن وخلق آدم وغير ذلك ، و نفس ما أمر به القرآن من الدين والشرائع كذلك ، و نفس ما أخبر به من الأمثال وبينَهُ من الدلائل هو أيضا كذلك.
و من تدبر ما صنفه جميع العقلاء في العلوم الإلهية والخلقية والسياسية - وجد بينه وبين ما جاء في الكتب الإلهية : التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء = وجد بين ذلك وبين القرآن من التفاوت أعظم مما بين لفظه ونظمه ، و بين سائر ألفاظ العرب ونظمهم.(1/1239)
فالإعجاز في معناه أعظم وأكثر من الإعجاز في لفظه ، وجميع عقلاء الأمم عاجزون عن الإتيان بمثل معانيه أعظم من عجز العرب عن الإتيان بمثل لفظه وما في التوراة والإنجيل : - ولو قدر أنه مثل القرآن - لا يقدح في المقصود ؛ فإن تلك كتب الله أيضا ، ولا يمتنع أن يأتي نبي بنظير آية نبي ، كما أتى المسيح بإحياء الموتى ، وقد وقع إحياء الموتى على يد غيره ، فكيف وليس ما في التوراة والإنجيل مماثلا لمعاني القرآن ؛ لا في الحقيقة ولا في الكيفية ولا الكمية ؟
بل يظهر التفاوت لكل من تدبر القرآن وتدبر الكتب.
وهذه الأمور من ظهرت له من أهل العلم والمعرفة ظهر له إعجازه من هذا الوجه .
ومن لم يظهر له ذلك اكتفى بالأمر الظاهر الذي يظهر له ولأمثاله ؛ كعجز جميع الخلق عن الإتيان بمثله مع تحدي النبي وإخباره بعجزهم ؛ فإن هذا أمر ظاهر لكل أحد .
ودلائل النبوة من جنس دلائل الربوبية ، فيها الظاهر البين لكل أحد كالحوادث المشهودة مثل خلق الحيوان والنبات والسحاب وإنزال المطر وغير ذلك وفيها ما يختص به من عرفه مثل دقائق التشريح ومقادير الكواكب وحركاتها وغير ذلك ، فإن الخلق كلهم محتاجون إلى الإقرار بالخالق والإقرار برسله وما اشتدت الحاجة إليه في الدين والدنيا فإن الله يجود به على عباده جودا عاما ميسرًا ....) الجواب الصحيح 5/428-435.
و انظر ما قبله أيضا في الجواب : 5/408-411 .
وقال : (وهذا التحدي والتعجيز ثابت في لفظه ونظمه ومعناه كما هو مذكور في غير هذا الموضع ) (المجموع 33/42-43).(1/1240)
و قال في النبوات : (و القرآن آيته باقية على طول الزمان من حين جاء به الرسول تتلى آيات التحدي به ويتلى قوله ?فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ?و ?فأتوا بعشر سور مثله ?و ?بسورة مثله ...? و يتلى قوله ?قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? فنفس إخبار الرسول بهذا في أول الأمر وقطعه بذلك مع علمه بكثرة الخلق = دليل على أنه كان خارقا يعجز الثقلين عن معارضته ، وهذا لا يكون لغير الأنبياء ، ثم مع طول الزمان ، قد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم ، وليس في الأمم من أظهر كتابا يقرأه الناس ، وقال : إنه مثله ، وهذا يعرفه كل أحد ، وما من كلام تكلم به الناس و إن كان في أعلى طبقات الكلام لفظًا ومعنى إلا وقد قال الناس نظيره و ما يشبهه و يقاربه سواء كان شعرا أو خطابة أو كلاما في العلوم والحكمة والاستدلال والوعظ والرسائل وغير ذلك وما وجد من ذلك شيء إلا و وُجد ما يشبهه ويقاربه .
والقرآن مما يعلم الناس عربهم و عجمهم أنه لم يوجد له نظير، مع حرص العرب وغير العرب على معارضته ؛ فلفظه آية ونظمه آية وإخباره بالغيوب آية وأمره ونهيه آية ووعده ووعيده آية وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية .
وإذا ترجم بغير العربي = كانت معانيه آية ، كل ذلك لا يوجد له نظير في العالم .
و إذا قيل : إن التوراة والإنجيل والزبور لم يوجد لها نظير أيضا لم يضرنا ذلك ؛ فإنا قلنا إن آيات الانبياء لا تكون لغيرهم ، وإن كانت لجنس الأنبياء كالإخبار بغيب الله ، فهذه آية يشتركون فيها ...) النبوات 1/515-517 و انظر باقيه فهو مهم .
و في الختام
لقد تبين بجلاء تام أن دعوى أن مناط التحدي كان في مصدر الكلام وهو الوحي و التنزيل = دعوى عارية عن البرهان ، مخالفة للمعقول و المنقول ، بل مخالفة – كما قال شيخ الإسلام – لإجماع العقلاء .(1/1241)
و للأسف الشديد فإن هذه الدعوى تصدر عن قول الأشاعرة و الماتريدية في تعريفهم للإعجاز و المعجزة ، و ينتج عنها من الباطل ما لا يوصف ، و قد ذكر شيخ الإسلام و غيره أن لازم القول بما تقوله الأشاعرة في الباب = نفي النبوة ، والله المستعان .
هذا ، و الله أسأل لي و لإخواني المسلمين التوفيق لما فيه خير الإسلام و المسلمين ، والحمد لله رب العالمين و صلواته و سلامه على سيدنا محمد و على آله و صحبه .
و كتب أبو تيمية إبراهيم بن شريف الميلي – عفا الله عنه و عن والديه و جميع المسلمين -
---
أبو تيمية
05-16-2005, 05:20 PM
و هذا التعقيب على ملف وورد .
---
د/ سعيد جمعة
05-16-2005, 06:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإن اعتراضاتك يا سيدي ( ابن تيمية ) اعتراضات وجيهة وتتطلب منى بعض التريث للإجابة عنها أو الموافقة عليه
والله يهدينا إلى سواء الصراط
---
د/ سعيد جمعة
05-17-2005, 12:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم ابن تيمية حفظه الله وسدد خطاه وجمعنا به في مستقر رحمته
سعدت كثيرا بكلامك وحرصك على بيان وجهة نظرك التي أحترمها وأقدرها ، واسمح لى ببعض النقاش والله تعالي يهدينا إلى ما يرضيه .
فبي البداية شغلتني كثيرا أيها الأخ الكريم بالنقول التى أخشى على القاريء من العزوف عن باقي الكلام بسببها مع أنك في ختام كلامك قلت كلاما جيدا لكن كثرة النقول أرهقتني أنا فما بال الأخوة الكرام الذين يتابعون هذا النقاش ؟
وعلى كل حال أود أن أقول لك لم هذا الجهد في تعريف المثلية وهو أمر موجود باستفاضة في البحث ؟
ولم نقلتم كلام ابن جرير في جميع الآيات وكان يكفي آية واحدة لنتبين رأيه في الأمر ؟(1/1242)
وعلى كل حال فإنني أعيد عليك كلام شيخ المفسرين ابن جرير لأنني في الواقع ظننت أنك تستشهد به لرأيي وليس لرأيك وانظر إلى هذا يقول : ( وإن كنتم في ريب أيه المشركون من العرب والكفار من أهل الكتابين مما نزلنا على عبدنا محمد من النور والبرهان وآيات الفرقان أنه من عندي وأني الذي أنزلته إليه فأتوا بحجة تدفع حجته )
هل لاحظت هذا الكلام ؟؟؟؟
أعيد عليك ( أنه من عندي وأني الذي أنزلته )
ومرة ثالثة : ( أنه من عندي وأني الذي أنزلته )
هل هذا دليل لك أم لي ؟
ياسيدي إن كل رسول يحمل معه دليلا من المرسل يشهد على أنه مبعوث من عنده .
ولو افترضنا أن ملكا من الملوك أرسل مبعوثا له إلى قوم وبعث معه بخاتمه دليلا على صدق هذا الرسول فكذبه الناس فقال هذا خاتمه معى دليل على صدقي فقالوا هذا خاتمك أنت فقال لهم إيتوا بخاتم مثله .
هل يعقل عندها ان ننسى كل شيء ونظل نتحدث عن الخاتم وجماله وبهائه وننسى أنه خاتم الملك ؟ ورحم الله الصديق الذي استشهدت بكلامه حيث قال " هذا كلام لايخرج من إل يعني من رب ) فما وصف الكلام ببيان ولافصاحة وإنما بنسبته إلى الرب ؟
فلماذا نحور الكلام ونقرأه كما نريد وليس كما يدل ؟
وحقيقة ياعزيزي نقولك الكثيرة التي أرهقتني في متابعتها لم تلبث أن ختمتها بجملة من الأسئلة كنت أود أن تكتفي بها .
وهي أسئلة وجيهة واعتراضات لها من البهاء ما يقويها ولذلك سأجيب عنها في هدوء وسأوجز حتى لايمل القارئ الكلام ولا تضيع منه الخيوط .
سؤالك الأول تقول فيه : لو قال مشرك للنبي صلي الله عليه وسلم جدلا : دعواك أن هذا الكلام من عند الله محض دعوى عارية عن البرهان فما برهانك على صحة دعواك . ؟
الجواب ياسيدي موجود في القرآن فانتظام القرآن وعدم اختلافه هو الجواب واسمع إلى ربك وهو يقول (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)(1/1243)
ثم جواب آخر وهو أنه كلام لايشبه كلام البشر ، كما قال ابن كثير – رحمه الله –
وسؤالك الثاني : لو كان مناط التحدي في المثلية هو نسبة القرآن إلى الله تعالى فلم افترق القرآن عن باقي الكتب السماوية ؟
والجواب هو : ان الله تعالى أراد ذلك وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يوضح ذلك والذي فيه " وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي وأرجو أن اكون اكثرهم تابعا "
ولا يمكن لنا أن نسأل لم كانت معجزة موسى العصا وليست التوراة أو ليست الطب ؟
فتلك مشيئة الله تعالى ولا تعقيب على مشيئته ،يصطفي من المعجزات ماشاء ، والقول بأن العرب أهل فصاحة وبلاغة يعيدنا إلى السؤال القديم وهل التحدي كان خاصا بهم ؟
وسؤالك الثالث : تقول فيه إن المثلية في الكلام فكيف نجعلها للمصدر ؟
وأنا أقول لك إنني متفق معك فى أن المثلية المتحدى بها في الكلام لكنني أزيد عليه هل هو أي كلام أم الكلام المنسوب لله تعالى ؟
ولا أتصور عقلا فصل القرآن الكريم عن قائله سبحانه ، وهل يتصور بشر أن القرآن الكريم يمكن قراءته او النظر إليه أو تدبره في معزل عن قائله سبحانه .
أما سؤالك الرابع : لو كان التحدي محصورا في دعوى النبوة وأنه كلام من عند الله تعالى لكان كافيا في إثبات عجزهم التحدي بآية واحدة .
وهذا صحيح وكذلك لو أريد إثبا ت نبوة موسى عليه السلام لكان يكفي معجزة واحدة وكل نبي يكفيه معجزة واحدة ولكن شاء الله تعالى إجراء المعجزات تترى كما تحدي بسورة وعشر والقرآن كله .
أما سؤالك الخامس والذي تقول فيه : على أي شئ بنيتم الإعجاز مادمتم لاترون التحدي في نفس الكلام ؟
فكلام في مغالطة فأنا لا أنفي شيئا من إعجاز القرآن فكل مافي القرآن ياقوم معجز والتحدي في نفس الكلام لكن هذا الكلام ليس مفصولا عن قائله .
هل هذا الكلام صعب ؟
لافصل ياقوم بين هاتين الكلمتين ( كلام ) ( الله ) ولا بد ان ينظر إليهما جملةً فهما كلمة واحدة .
وتقبل تحياتي وتقديري وحبي .
---(1/1244)
أبو تيمية
05-17-2005, 08:05 AM
أخي الفاضل الدكتور سعيد نفع الله بك
أولا : أشكركم على هذا الخلق الكريم الذي تناقشون به الموضوع .
و ثانيا : تصحيحا للكنية التي أكنى بها ، فأخوكم أبو تيمية لا ابن تيمية و أين الثرى من الثريا ؟ رحم الله شيخ الإسلام .
...........................
و إجابة عما ذكرتم ، أقول :
بخصوص النقول الكثيرة التي ذكرت ، فأنا قد بينت أول المشاركة أنني سأجعلها على مراحل لألا يحصل الملل من قراءتها ، ثم أقوم بجمعها في ملف وورد ، و قد وفيت بذلك و الحمد لله .
فالملف الآن على الوورد ، و لمواضع المهمة من تلك النقول قد علمت عليها بالألوان : الأحمر و الأزرق و غيرهما .
فالأمر سهل إن شاء الله
ثم كان الغرض من تلكم النقول ، أمرين :
الأول : كونها تضمنت الإجابة عما أثير من شبه في مسألتنا هذه ، و فيها الاعتراض على جميع ما ذكرت كما بينته جليا في مبحث نقض ذلكم الاستنتاج .
و الثاني : أنني حرصت على سياق كلام الأئمة ذوي العقول الراجحة و الفهوم الثاقبة لرجحانها على عقولنا و فهومنا في الجملة ، و مهما كانت عباراتي في البيان و الإيضاح فلن تكون مكافئة لبيانهم و لا قريبة من ذلك .
إضافة إلى أنني كما أشرت أول البحث : أنني أعتذر عن تحرير النقول لانشغالي الشديد هذه الأيام .
...........
بخصوص تعريفي للمثلية ، فالداعي لذلك عدم وضوحها في مبحثكم ، و لأنني لمست فيها بعض الاضطراب ، و قد أشار إلى هذا الدكتور جمال في مشاركته .
هذا أولا ، و ثانيا بيان موطن الخلل في تفسيركم للمثلية في الآية بناء على المعنى اللغوي .
و النقول عن ابن جرير كانت لغرض بينته و هو بيان معاني آيات التحدي ، و المراحل التي مرت بها .
و ذلك لأبني كلامي في النقض عليها ، ولم أكتف بتفسير آية واحدة لأن النتيجة منبنية على فهمكم للآيات جميعا ، و كذلك فعلتم في مبحثكم فلم تقتصروا على واحدة .(1/1245)
و القارئ الآن بوسعه النظر في كلام الأئمة المقتدى بهم في الدين و الفهم.
قلتم حفظكم الله : ( وعلى كل حال فإنني أعيد عليك كلام شيخ المفسرين ابن جرير لأنني في الواقع ظننت أنك تستشهد به لرأيي وليس لرأيك وانظر إلى هذا يقول : ( وإن كنتم في ريب أيه المشركون من العرب والكفار من أهل الكتابين مما نزلنا على عبدنا محمد من النور والبرهان وآيات الفرقان أنه من عندي وأني الذي أنزلته إليه )
هل لاحظت هذا الكلام ؟؟؟؟
أعيد عليك ( أنه من عندي وأني الذي أنزلته )
ومرة ثالثة : ( أنه من عندي وأني الذي أنزلته )
هل هذا دليل لك أم لي ؟ )
أقول : و الله لا أدري كيف استدللتم بهذا الكلام ، فأين ما قلتم مما قال ابن جرير هنا ، و اقرأ كلامه كله الذي لم تذكروه ، فهو يقول : ( وإنما عنى ائتوا بسورة من مثله في البيان ؛ لأن القرآن أنزله الله بلسان عربي ، فكلام العرب لا شك له مثل في معنى العربية ، فأما في المعنى الذي باين به القرآن سائر كلام المخلوقين فلا مثل له من ذلك الوجه ولا نظير ولا شبيه )
و الغريب أنكم وفقكم الله صرتم تتمسكون بكل عبارة فيها من عند الله أو من عندي ، و هل يختلف أحد في أن القرآن = كلام الله ، و أنه من عند الله و أن المشركين اعترضوا لأنه كلام قال عنه محمد ×: إنه من عند الله .
هذا ليس محل الإشكال في نتيجتكم ، الإشكال أنكم قلتم ، إن المثلية هنا مثلية مصدر لا غير .
و العجب أنني أوضحت لكم بما لا مزيد بعده = أن قولكم يلزم منه الدور و هو باطل عقلا ، و هو مصادرة للمطلوب ، فالرسول : يقول إن ما جاء به هو كلام الله و يطالبهم بأن يأتوا بكلام الله !!
فهل هذا ما جاء القرآن بالرد عليه ...؟؟؟
يا فضيلة الأستاذ ، القرآن جاء ليفنذ شبهاتهم حوله ، حيث قالوا عنه : مفترى و متقول ، فطالبهم بالمجيء بمثله ؟؟
فالمثلية ترجع للكلام لا في مصدره .(1/1246)
و كيف تصادر مطلوب القوم ، هم يطالبون بالبينة على أنه كلام من عند الله .و قد سبق بياني لكم في هذا بما لا مزيد عليه.
و هذا مسليمة نسب كلاما إلى الله هل صحت تلك النسبة بمجرد الدعوى أم عرف القوم بطلانها من خلال بيانه ؟
و اعلم يا اخي الدكتور أن الأمة كلها لما تكلمت في آيات التحدي و موضع الإعجاز منها = لم يغب عن بالها أنه كلام الله ، و هذه كانت الدعوى ، فالمدعي مطالب بإقامة البينة على صحة دعواه .
و العجب ، أين العجز إذن ، أهم عاجزون أن يفتروا كلاما بليغا ثم ينسبونه إلى الله ، ألهذا المستوى بلغ ورعهم و تدينهم و خوفهم من الله ؟
يا أخانا الكريم ، إن القوم يعلمون أن بيانهم لفظا و معنى و نظما لن يحاكي كلام الله و لن يدانيه ، مع اجتماعهم و تعاونهم و ووو على ذلك ، فلهذا لم يقدموا على المعارضة ، فهذا هو السر ؟
و العجب كل العجب أنكم تمسكتم بكلمة إل = رب في عبارة الصديق و نسيتم أنها هي عينها ما اعترض عليه المشركون ، فالكلام المسموع خرج من بين شفتي رسول الله كما خرج من بين شفتي ذلكم الكذاب مسليمة ، و الدعوى واحدة ؟
فما الذي جعل دعوى محمد صادقة و دعوى مسلمية كاذبة .الجواب لكم .
وأرجو ألا يكون حرصكم على تتبع كلمة تناسب استنتاجكم ، بعيدة عن السياق و عما أريد بها .
و قد شرحت و لا أريد أن أضيف = أن دعواكم نابعة من تعريفكم للمعجزة ، و هو خلاف القرآن و الإجماع .
و أنا أدعوكم لقراءة ما كتبته على الوورد فهو واضح منسق و بالالوان .
و لا حاجة لكم لقراءة المقدمات لهي لغيركم ، فاكتفوا بقراءة الأوجه
و دمتم في رعاية الله و حفظه .
---
د/ سعيد جمعة
05-17-2005, 05:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1247)
الأستاذ الكريم أبو تيمية / أشكر لكم هدوء النبرة هنا عما ذي قبل ولا تغضب مني في خطئى في كتابة الاسم فلهذا الاسم وقع في نفوس طلبة العلم لايخفى وتشابه الكنى يعيدنا إلى الأصل ومن تشبه بقوم حشر معهم جمعنا الله جميعا تحت ظل عرشه
واعذرني ثانية لأنني لم أستطع رغم محاولاتي العديدة فتح ملف الوورد لكنه أبى على الفتح كما حاولت مرارا إرسال النسخة الموثقة من البحث لكن محاولاتي جميعا باءت بالفشل ولعل الجهاز عندي في حاجة غلى إصلاح
واسمح لي بعد ذلك بالمرور سريعا على ما تفضلتم به .
في تعريف كلمة المثل : لقد ذكرت تعريفها عند أهل اللغة وعلماء التفسير والفقهاء والفروق والحديث وفي الختام اخترت أهم مايميز دلالة المثل عن غيرها والخصائص التي تميز هذا اللفظ عن الألفاظ القريبة منه ولا أظن أن في ذلك اضطرابا .
ثانيا : وبعيدا عن اختلاف وجهات النظر بيننا هل تعتقد أن للقرآن الكريم مثلا ؟
فإن كانت الإجابة : نعم ، فهل هم قادرون عليه أم لا ؟
وإن كانت الإجابة لا فكيف يصح التحدي في أمر غير موجود ؟
ثم استفسار آخر : إن كانوا قادرين عليه فما الذي منعهم ؟
وإن كانوا غير قادرين فهل يدخل ذلك في باب التحدي ؟
إنني ياسيدي العزيز لا أدعي أن التحدي في قول أي كلام بل كلام على هذه الشاكلة من بيا ن وبراعة وفصاحة وعلو وبهاء وانتظام وتكامل وتآلف ونغم ............إلخ وقد تعجب حين تعرف أنني متخصص في البلاغة العربية ولي بحوث في هذا الميدان .
بل إن هناك في نفس الصفحة المنشور عليها بحث دلالة المثلية بحثا آخر لى بعنوان من أسماء الله الحسنى غافر وغفار وغفور مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم .(1/1248)
ومازلت إلى يومنا هذا أتعلم من بلاغة القرآن على أيد مشايخ العربية الكبار من أمثال الأستاذ الدكتور محمد أبي موسى وشيخي الجليل الأستاذ الدكتور محمود توفيق حفظهما الله ومازلت أدرس كتاب العلامة عبد القاهر الجرجاي لطلابى وطالباتي وأكتب البحوث المتعلقة بالبلاغة العربية .
فأنا لست بعيدا عن عالم اابلاغة ولا أهلها بل أنا واحد منهم لكن نظرتي للتحدي تختلف عن نظرتي لمنزلة القرآن البياني وإن كنت أرى أنهما يتكاملان ولا ينفصلان .
وتعلم فضيلتكم كما يعلم الجميع أن قضية الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم لايختلف عليه مسلمان .
لكن الإشكال الذي حدث نتج من أمرين :
الأول : من خلط قضية الإعجاز بقضية التحدي .
والآخر : من اختلاف وجهات النظر في وجه التحدي وتحديد من المتحدى ( بفتح الدال )
لكنني في الختام وبحق أقول لكم لقد أفدت من إجاباتكم وانتفعت كثيرا بها وجزاكم الله خيرا وما زال لكل منا رأيه والله يهدينا جميعا إلى ما يحب ويرضى .
حفظكم الله وسدد خطاكم . ....
---
أبو تيمية
05-17-2005, 07:41 PM
فضيلة الأخ الأستاذ الدكتور سعيد جمعة
أعتذر لكم مما قد رأيتموه من شدة أو قسوة في الرد ، و أعلمكم انه لم يكن من قصدي بالتعقيب الإساءة إليكم و لا الإنقاص من منزلتهم و فضيلتكم ، فأنتم في الموضع التي تحب من قلوبنا ، و حاشا لله أن نكن لإخواننا المعتنين بتدبر كتابه و فهمه غلا أو نضمر لهم شرا ..
و كل كلامي كان في مناقشة ما تضمنه بحثكم الكريم ...
كما إنني أعلم بأنكم من المتخصصين في علم البلاغة ، و قد رأيت بعض جهودكم على الشبكة و منها بحث الغفار المشار إليه و هو في موقع أهل الحديث و لم يتيسر لي الاطلاع عليه بعد ، و سأطلع عليه - إن شاء الله - ..
و مثلكم - نفع الله بكم - ممن يستفاد من علمه و أدبه ، و أنا أحد أولئك - ولا تواضع -
و بخصوص ما سالتم عنه من إمكان المعارضة فهذا سبق التطرق إليه فيما نقلته ،(1/1249)
فقد قال شيخ الإسلام على سبيل التنزل في كلام طويل نقلته و قد مر : ( ... و من آياتي - يتكلم على لسان الرسول - : هذا القرآن ، فإنه لا يقدر أحد على أن يأتي بمثله ، و أنا أخبركم أن أحدا لا يأتي بمثله.
فيقال : لا يخلو ؛ إما أن يكون الناس قادرين على المعارضة أو عاجزين.
فإن كانوا قادرين ولم يعارضوه ، بل صرف الله دواعي قلوبهم ومنعها أن تريد معارضته مع هذا التحدي العظيم أو سلبهم القدرة التي كانت فيهم قبل تحديه - فإن سلب القدرة المعتادة أن يقول رجل: معجزتي أنكم كلكم لا يقدر أحد منكم على الكلام ولا على الأكل والشرب فإن المنع من المعتاد كإحداث غير المعتاد - = فهذا من أبلغ الخوارق.
و إن كانوا عاجزين =ثبت أنه خارق للعادة .
فثبت كونه خارقا على تقدير النقيضين النفي والإثبات ، فثبت أنه من العجائب الناقضة للعادة في نفس الأمر .
فهذا غاية التنزل ؛ وإلا فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته لا يقدرون على ذلك ولا يقدر محمد نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة من القرآن بل يظهر الفرق بين القرآن وبين سائر كلامه لكل من له أدنى تدبر كما قد أخبر الله به في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا? .
وأيضا فالناس يجدون دواعيهم إلى المعارضة حاصلة ، لكنهم يحسون من أنفسهم العجز عن المعارضة ولو كانوا قادرين لعارضوه .
وقد انتدب غير واحد لمعارضته لكن جاء بكلام فضح به نفسه وظهر به تحقيق ما أخبر به القرآن من عجز الخلق عن الإتيان بمثله ...)
و هكذا القول في جميع الآيات و البراهين التي أرسل الله بها رسله لإقامة الحجة على الكافرين و الجاحدين =فهي مما لا يقدر عليها ؛ ليحصل بذلك ثبوت دعوى نبويتهم ورسالتهم ، مثل عصا موسى و ناقة صالح و غيرها فهي مما لا يقدر عليه و ليس لها مثل .(1/1250)
و أخيرا نفع الله بكم و جزاكم عن العلم و أهله خير الجزاء ، كما أسأله أن يمكنكم من تنزيل البحث المرفق .
---
خالد- طالب علم
08-25-2005, 04:12 PM
لقد لفت انتباهي- وأنا أقرأ هذا البحث- قول الدكتور سعيد حفظه الله وهو يخاطب الأخ ابن تيمية:
(( إنني يا سيدي العزيز لا أدعي أن التحدي في قول أي كلام بل كلام على هذه الشاكلة من بيا ن وبراعة وفصاحة وعلو وبهاء وانتظام وتكامل وتآلف ونغم ............إلخ وقد تعجب حين تعرف أنني متخصص في البلاغة العربية ولي بحوث في هذا الميدان.
بل إن هناك في نفس الصفحة المنشور عليها بحث دلالة المثلية بحثا آخر لي بعنوان من أسماء الله الحسنى غافر وغفار وغفور مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم.
ومازلت إلى يومنا هذا أتعلم من بلاغة القرآن على أيد مشايخ العربية الكبار من أمثال الأستاذ الدكتور محمد أبي موسى وشيخي الجليل الأستاذ الدكتور محمود توفيق حفظهما الله ومازلت أدرس كتاب العلامة عبد القاهر الجرجاني لطلابى وطالباتي وأكتب البحوث المتعلقة بالبلاغة العربية.
فأنا لست بعيدا عن عالم البلاغة ولا أهلها بل أنا واحد منهم لكن نظرتي للتحدي تختلف عن نظرتي لمنزلة القرآن البياني وإن كنت أرى أنهما يتكاملان ولا ينفصلان )).
فتعجبت من إنسان يدعي أنه متخصص في البلاغة العربية، وأن له بحوث فيها، وأنه واحد من أهلها، ثم ينتهي بعد ذلك كله من هذا البحث الذي أتعب فيه نفسه كثيرًا، وأنفق من أجله الكثير من الجهد والوقت أن يصل إلى هذه النتيجة الفاسدة التي قال بها الأشاعرة والتي قال فيها الشيخ ابن تيمية إنها( خلاف ما في القرآن وخلاف ما أجمع المسلمون بل العقلاء )، وإنها( خلاف العقل والنقل ) كما هو واضح من النقول التي نقلها الأخ ابن تيمية.(1/1251)
وأضيف هنا إلى هذه النقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية التي رد فيها على الأشاعرة، وبين فساد مذهبهم، وأنه خلاف للعقل والنقل، أن الطاهر بن عاشور قد ذهب في تفسيره للمثلية في آيات التحدي مذهب الأشاعرة، فقال في تفسير قوله تعالى:{ مِنْ مِثْلِهِ } ما نصُّه:
( فالتحدي على صدق القرآن هو مجموع مماثلةِ القرآن في ألفاظه وتراكيبه، ومماثلة الرسول المنزَّل عليه في أنه أمي لم يسبق له تعليم، ولا يعلم الكتب السالفة، قال تعالى:{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ }(العنكبوت:51)؛ فذلك معنى المماثلة ).
ثم قال:( فلو أتوا بشيء من خُطبِ، أو شعرِ بلغائهم غيرِ مشتملٍ على ما يشتمل عليه القرآن من الخصوصيات، لم يكن ذلك إتيانًا بما تحداهم به. ولو أتوا بكلام مشتمل على معان تشريعية، أو من الحكمة من تأليف رجل عالم حكيم، لم يكن ذلك إتيانًا بما تحداهم به. فليس في جعل ( من ) ابتدائية إيهام إجْزاء أن يأتوا بشيء من كلام بلغائهم؛ لأن تلك مماثلة غير تامة ).
وإذا كان ابن عاشور قد ذهب هذا المذهب، فلأنه أجاز عود الهاء في{ مِنْ مِثْلِهِ } على المنزَّل، والمنزَّل عليه في قوله تعالى:{ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا }، فقال:( والضمير في قوله:{ من مثله } يجوز أن يعود إلى{ مَا نَزّلنا } أي من مِثل القرآن، ويجوز أن يعود إلى{ عبدنا } ).
وهذا ما رفضه أكثر المفسرين؛ لأنه لا يتصوَّر عود الهاء على المنزَّل عليه، لظهور عودها على المنزَّل. وهذا هو المروي عن عمر وابن مسعود وابن عباس والحسن وأكثر المحققين،
وإذا كان ابن عاشور قد ذهب إلى أن المثلية المتحدى بها مثلية وحي وتنزيل؛ لأنه يجيز عود الضمير في{ مِنْ مِثْلِهِ } على المنزَّل، والمنزَّل عليه، فإن الدكتور سعيد جمعة قد ذهب هذا المذهب مع قوله بعدم تصور عود الضمير على المنزَّل عليه حين قال:(1/1252)
( التحدي بني على جذر واحد واضح، يبين أن الضمير في قوله{ مِثْلِهِ } لا يعود إلا على القرآن الكريم. فالبداية هي:{ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ } ولا يتصور بعد هذا عود الضمير على الرسول ).فأتى بذلك ما لم يستطع أن يأتي به الأوائل كما قال أبو العلاء المعري:
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل
والأعجب من ذلك كله أن تسمعهم يقولون: إن المثل المذكور في{ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ }، وفي{ فَأْتُوا بِسُوَرٍةٍ مِنْ مِثْلِهِ } هو مثل مقدر مفروض، لا يتصوره العقل. وهذا ما صرح به ابن عاشور، وتابعه فيه الدكتور سعيد جمعة فقال:( الآيات بدأت بافتراض اجتماع الإنس والجن( لئن اجتمعت الإنس والجن ). وهذا الافتراض لا يتصور عقلاً، مما يعني أن نتيجة هذا الافتراض- وهو المجيء بمثل القرآن- لا يتصور عقلاً ).
ولست أدري كيف يقول هذا القول وأمثاله عالم، يزعم أنه متخصِّص بالبلاغة، وله فيها أبحاث، وأنه ومازال يدرس كتاب العلامة عبد القاهر الجرجاني لطلابه وطالباته، ويكتب البحوث المتعلقة بالبلاغة العربية- كما يقول- وهو يعلم أن علماء البلاغة يكادون يجمعون على القول بأن ( إن ) الشرطية تدل على الإمكان، وعدم الإمكان!!!
حتى إن بعض المفسرين قد ادَّعى أن ( إن )- في آية البقرة- معناها:( إذا ). فرد عليهم الشيخ ابن تيمية بقوله:( ومذهب المحققين أن ( إن ) لا تكون بمعنى:( إذا ).. والذي قاله القوم: إن الواقع، ولا بد يعلق بـ( إذا ). وأما ما يجوز أن يقع، ويجوز أن لا يقع فهو الذي يعلق بها، وإن كان بعد وقوعه متعين الوقوع ). النبوات للشيخ ابن تيمية:1/230.
خالد- طالب علم
? وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ?
---
محمد مطني
02-13-2006, 07:23 PM
أتمنى للباحث التوفيق هل تسمح بنشره في مجلة كلية الاداب جامعة الانبار بأسمكم
---
نشر الخزامى
04-19-2006, 12:00 AM(1/1253)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل للدكتور الفاضل أو أحد الإخوة الكرام
أن يبين لنا على ماذا اعتمد في ترتيب نزول آيات التحدي وكيف رتبها على النحو التالي:
وترتيب النزول كان على النحو التالي :
1) سورة الإسراء وفيها : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88)
2) سورة يونس وفيها : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38)
3) سورة هود وفيها : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود:13)
4) سورة الطور وفيها : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ*فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) (الطور33 :34)
5) سورة البقرة وفيها : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23) .
وبارك الله فيكم
---
د/ سعيد جمعة
05-26-2006, 08:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرماء عذرا على تأخري في قراءة الردود وأشكر للجميع اهتمامهم بهذا الموضوع وأسأل الله تعالى أن يجعل القرآن الكريم حجة لنا لا علينا .
كما أنني أقول للأخ محمد مطني - جزاه الله خيرا - : نعم أجيز نشر البحث في أي مجلة بشروط النقل المعروفة لدي طلبة العلم , ولا تنساني من صالح دعائك .
والأخ الكريم الذي يسأل عن مرجع ترتيب النزول فالمرجع سيدي هو كتب التفسير ولقد وضعتها في ذيل البحث وليس ذلك بخاف على أحد.(1/1254)
أما الأخ الفاضل / خالد - طالب علم
فأقول له ترفق يا أخي العزيز في الحوار فالخلاف في وجهات النظر لا يستدعي مثل هذه الأساليب التي نعتني بها كما أنه لا يستدعي إقحام الخلاف بين الفرق واتهامي بما لم تتبينه وليس ذلك من سمت أهل العلم ولا طلابه والله تعالى يعفو عني وعنك وعن المسلمين أجمعين .
---
أبو يزيد
05-27-2006, 05:54 PM
بحثك في آيات التحدي قيم ونفيس، وقد استمتعت حقيقة بقراءة ما خطته يداك - سلمت يداك ـ وقد أفدت منه كثيرا، دعواتي لك، ومزيدا من الدرسات العلمية البلاغية، وأحب أن أذكر هنا أن لي بحثا بعنوان ( آيات التحدي في القرآن الكريم: دلالاتها وإيحاءاتها) وسأنشره - إن شاء الله - في هذا المنتدى المبارك .
---
د/ سعيد جمعة
05-27-2006, 09:51 PM
سلمت من كل سوء يافضيلة الدكتور عبد العزيز وبارك الله فيك ’ وأنا في شوق للاستفادة من بحثكم عن آيات التحدي , وأسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا , وأن يجمعنا مع الحبيب صلى الله عليه وسلم في مستقر رحمته جميعا .
---
همام بن همام
05-31-2006, 10:12 PM
ومن باب إثراء الموضوع فهذا بحث لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه للعقيدة الطحاوية قال ما نصه:
"فلا بأس إذاً أن نقرر هذه المسألة وهي المسألة الموسومة بإعجاز القرآن؛ لأجل ندرة الكلام عليها في كتب العقائد مُفَصَّلَة، ونذكر منها بعض ما يناسب هذه الدروس المختصرة.
لتقرير هذه المسألة وهي مسألة إعجاز القرآن، وقد تكلم فيها أنواع من الناس من جميع الفرق والمذاهب، نجعل البحث فيها في مسائل، نقول:
[المسألة الأولى]:
أنَّ لفظ الإعجاز لم يرد في الكتاب ولا في السنة، وإنما جاء في القرآن وفي السنة أنّ ما يعطيه الله - عز وجل - للأنبياء والرسل وما آتاه محمد صلى الله عليه وسلم هو آية وبرهان على نبوته.(1/1255)
فلفظ المعجزة لم يأتِ كما ذكرنا من قبل في الكتاب ولا في السنة وإنما هو لفظٌ حادث ولا بأس باستعماله إذا عُنِيَ به المعنى الصحيح الذي سيأتي.
الذي جاء في القرآن الآيات والبراهين؛ لكن العلماء استعملوا لفظ الإعجاز لسبب، وهو:
أنَّ القرآن تَحَدَّى الله - عز وجل - العرب بأن يأتوا بمثله، أو أن يأتوا بعشر سور مثله أو أن يأتوا بسورة من مثله، فلما تَحَدَّاهُمْ فلم يَغْلِبُوا، ولم يأتوا بما تَحَدَّاهُمْ به، فدل ذلك على عجزهم، وذلك بسبب أنَّ القرآن مُعْجِزٌ لهم فلم يأتوا بمثله، قال - عز وجل - {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء:88]، وقال - عز وجل - {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(13)فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[هود:13-14].
إذا تبين ذلك فالتحدي لمَّا وَقَعَ وعَجِزُوا، وهم يريدون أي وسيلة لمعارضة القرآن وإثبات أنه قول البشر، {فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ}، ائتوا بمثله، {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ}، لما عَجِزُوا سَمَّى العلماء فِعْلَهُمْ ذلك أو عجزهم سموه: مسألة إعجاز القرآن؛ لأجل التحدي وعجز الكفار أن يأتوا بمثله.
[المسألة الثانية]:
أنَّ كلام الله - عز وجل - هو المُعْجِزْ، وليس أنَّ الله - عز وجل - أعْجَزَ لأجل السماع، أعْجَزَ لما أنزل القرآن.(1/1256)
والفرق بين المسألتين أنَّ الإعجاز صفة القرآن، ولكن لا يقال أنَّ الله - عز وجل - أعْجَزَ البشر عن الإتيان بمثل هذا القرآن؛ لأنَّ هذا القول يتضمن، بل يدل على أنهم قادرون لكنَّ الله - عز وجل - سلبهم القدرة على هذه المعارضة.
فإذاً الإعجاز والبرهان والآية والدليل في القرآن نفسه لم؟
لأنه كلام الله - عز وجل -، ولا يقال إنَّ الله - عز وجل - أعْجَزَ الناس، أن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو صرفهم عن ذلك، كما هي أقوال يأتي بيانها.
فإذاً تنتبه على أنَّ تعبير أهل العلم في هذه المسألة أنَّ القرآن آية، فآية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وآية رسالته القرآن.
بل محمد صلى الله عليه وسلم لمَّا سَمِعَ كلام الله - عز وجل - خاف صلى الله عليه وسلم، فلما فَجَأَه الوحي وهو بغار حراء فأتاه جبريل فَقَالَ له: اقْرَأْ، قَالَ (مَا أَنَا بِقَارِئٍ) فَقَالَ اقْرَأْ، قَالَ: (مَا أَنَا بِقَارِئٍ)، قَالَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ}[العلق:1-2] إلى آخر ما أُنْزِلْ في أول ما نبئ النبي صلى الله عليه وسلم، فرجع بها صلى الله عليه وسلم يرجُف بها فؤاده؛ لأنَّ هذا الكلام لا يشبه كلام أحد، ولم يتحمله صلى الله عليه وسلم لا في ألفاظه ومعانيه ولفظه، ولا في أيضا صفة الوحي والتنزيل، فما استطاع صلى الله عليه وسلم أن يتحمل ذلك فرجع بهن -يعني بالآيات- يرجف بها فؤاده صلى الله عليه وسلم إلى آخر القصة.
إذاً فالنبي صلى الله عليه وسلم أول ما جاء الوحي لم يتحمل هذا الذي جاءه، لم؟
لأنه كلام الله - عز وجل -، وأما كلام البشر فإنه يتحمله لما سمع منه.
[المسألة الثالثة]:
أقوال الناس في إعجاز القرآن.
مسألة إعجاز القرآن -كما ذكرنا- لها صلة بدلائل النبوة.
والقرآن مُعْجِزْ لمن؟
للجن والإنس جميعاً؛ بل معجز لكل المخلوقات، لم؟(1/1257)
لأنه كلام الله - عز وجل -، وكلام الله - عز وجل - لا يشبه كلام الخلق، وكون القرآن معْجِزَاً، راجع إلى أشياء كثيرة يأتي فيها البيان.
فاختلف الناس في وجه الإعجاز لأجل أَنَّ إعجاز القرآن دليل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم في أقوال:
1 - القول الأول:
ذهب إليه طائفة من المعتزلة ومن غيرهم حتى من المعاصرين الذين تأثروا بالمدرسة العقلية في الصفات والكلام، قالوا:
إنَّ الإعجاز في القرآن إنما هو بصرف البشر عن معارضته، وإلا فالعرب قادرة على معارضته في الأصل؛ لكنهم صُرِفُوا عن معارضته، فهذا الصرف هو قدرة الله - عز وجل -، لا يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يصرفهم جميعاً عن معارضته.
وهذا الصرف لابد أن يكون من قوة تَمْلِكُ هؤلاء جميعا وهي قوة الله - عز وجل -.
فإذاً الصَّرْفَةْ التي تسمع عنها، القول بالصَّرْفَةْ؛ يعني أنَّ الله صَرَفَ البشر عن معارضة هذا القرآن، وإلا فإنَّ العرب قادرون على المعارضة.
وهذا القول هو القول المشهور الذي ينسب للنّظّام وجماعة بما هو معلوم.
وهذا القول يرده أشياء نقتصر منها على دليلين:
- الدليل الأول سمعي نقلي من القرآن.
- والدليل الثاني عقلي.
@ أما الدليل الأول وهو الدليل القرآني: فهو قول الله - عز وجل - {قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء:88]، فالله - عز وجل - أثْبَتَ أَنَّ الإنس والجن لو اجتمعت على أنْ تأتي بمثل هذا القرآن وصار بعضهم لبعض معيناً في الإتيان بمثل هذا القرآن أنهم لن يأتوا بمثله، وهذا إثبات لقدرتهم على ذلك؛ لأنَّ اجتماعهم مع سلب القدرة عنهم بمنزلة اجتماع الأموات لتحصيل شيء من الأشياء.(1/1258)
فالله - عز وجل - بيّنَ أنهم لو اجتمعوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن وكان بعضهم لبعض معيناً وظهيرا على المعارضة، فإنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن.
فأثْبَتَ لهم القدرة لو اجتمعوا قادرين وبعضهم لبعض يعين، لكنهم سيعجزون مع قُدَرِتهم التي ستجتمع وسيكون بعضهم لبعض معيناً على المعارضة.
وهذه الآية هي التي احتج بها المعتزلة على إعجاز القرآن، ففيها الدليل ضدهم على بطلان الصَّرْفَةْ.
@ أما الدليل الثاني وهو الدليل العقلي: أنَّ الأمة أجمعت من جميع الفرق والمذاهب أنَّ الإعجاز يُنْسَبْ ويضاف إلى القرآن ولا يضاف إلى الله - عز وجل -.
فلا يقال إعجاز الله بالقرآن، وإنما يقال باتفاق الجميع وبلا خلاف هو إعجاز القرآن.
فإضافة الإعجاز إلى القرآن تدل على أنَّ القرآن مُعْجِزٌ في نفسه، وليس الإعجاز من الله بصفة القدرة.
لأننا لو قلنا الإعجاز إعجاز الله بقدرته الناس عن الإتيان بمثل هذا القرآن، فيكون الإعجاز بأمر خارج عن القرآن.
فلما أجمعت الأمة من جميع الفئات والمذاهب على أنّ الإعجاز وصْفٌ للقرآن علمنا بُطلان أن يكون الإعجاز صفة لقدرة الله - عز وجل -؛ لأنّْ من قال بالصرفة بأنّْ الله سلبهم القدرة هذا راجِعٌ الإعجاز -يعني تعجيز أولئك- راجع إلى صفة القدرة وهذه صفة ربوبية.
فإذاً لا يكون القرآن مُعْجِزَاً في نفسه، وإنما تكون المعجزة في قدرة الله - عز وجل - على ذلك.
وهذا لاشك أنه دليل قوي في إبطال قول هؤلاء.
لهذا المعتزلة المتأخرون ذهبوا على خلاف قول المتقدمين في الإعجاز بالصرفة؛ لأنَّ قولهم لا يستقيم لا نقلاً ولا عقلاً.
2 - القول الثاني:
من قال القرآن مُعْجِزٌ بألفاظه، فألفاظ القرآن بلغت المنتهى في الفصاحة؛ لأنَّ البلاغيين يُعَرِّفُونَ الفصاحة بقولهم:
فصاحة المفرد في سلامته من نُفرة فيه ومن غرابته
فالقرآن مشتمل على أعلا الفصيح في الألفاظ.(1/1259)
ولما تأمل أصحاب هذا القول جميع كلام العرب في خطبهم وأشعارهم، وجدوا أنَّ كلام المتكلم لابد أن يشتمل على لفظ داني في الفصاحة، ولا يستقيم في كلام أي أحد -في المعلقات ولا في خطب العرب ولا في نثرهم ولا في مراسلاتهم إلى آخره- لا يستقيم أن يكون كلامهم دائماً في أعلى الفصاحة، فنظروا إلى هذه الجهة فقالوا الفصاحة هي دليل إعجاز القرآن لأنَّ العرب عاجزون.
وهذا ليس بجيد؛ لأنَّ القرآن اسم للألفاظ والمعاني، فالله - عز وجل - تَحَدَّى أن يُؤْتَى بمثل هذا القرآن، أو بمثل عشر سور مثله مفتريات -كما زعموا- وهذه المثلية إنما هي باللفظ وبالمعنى جميعاً وبصورة الكلام المتركبة.
فإذاً كونه مُعْجِزَاً بألفاظه نعم لكن ليس وجه الإعجاز الألفاظ وحدها.
3 - القول الثالث:
من قال إنَّ الإعجاز في المعاني وأما الألفاظ فهي على قارعة الطريق.
مثل ما يقول الجاحظ وغيره؛ يعني فيما ساقه في كتاب الحيوان يقول: الشأن في المعاني أما الألفاظ فهي ملقاة على قارعة الطريق.
يعني أنَّ الألفاظ يتداولها الناس؛ لكن الشأن في الدِلالة بالألفاظ على المعاني.
وهذا لاشك أنه قصور لأنَّ القرآن كما ذكرنا مشتمل على فصاحة الألفاظ وعظمة المعاني جميعاً.
4 - القول الرابع:
من قال إنَّ القرآن مُعْجِزٌ في نظمه، ومعنى النظم هو الألفاظ المتركبة والمعاني التي دلت عليها الألفاظ وما بينها من الروابط.
يعني أَنَّ الكلام يُحْتَاجُ فيه إلى أشياء، يُحْتَاجُ فيه إلى ألفاظ وإلى معانٍ في داخل هذه الألفاظ يُعَبَّرُ بها، يُعَبَّرُ بالألفاظ عن المعاني وإلى رابط يربط بين هذه الألفاظ والمعاني في صور بلاغية، وفي صور نحوية عالية، وهذا المجموع سماه أصحاب هذا القول النَّظم.
وهذا هو مدرسة الجُرجاني المعروفة، العلامة عبد القادر الجرجاني فيما كتب في دلائل الإعجاز وفي أسرار البلاغة.(1/1260)
وهذا القول لَمَّا قال به الجرجاني وهو مسبوق إليه من جهة الخطّابي وغيره يعني في كلمة، هو أراد به الرد على عبد الجبار المعتزلي في كتابه المغني، فإنه ألف كتاب المغني وجعل مجلداً كاملا في إعجاز القرآن، وردّ عليه بكتاب دلائل الإعجاز وأنَّ الإعجاز راجع إلى اللفظ والمعنى والروابط؛ يعني إلى النظم ،نظم القرآن جميعا، المقصود بالنظم يعني تآلف الألفاظ والجمل مع دلالات المعاني البلاغية واللفظية وما بينها من صلات نحوية عالية.
وهذا القول قول جيد؛ ولكن لا ينبغي أن يُقصر عليه إعجاز القرآن.
5 - القول الخامس:
من قال إنَّ إعجاز القرآن فيما اشتمل عليه.
فالقرآن اشتمل على:
- أمور غيبية لا يمكن أن يأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ بأمر الماضي وبأمر المستقبل.
- واشتمل القرآن أيضا على أمور تشريعية لا يمكن أن تكون من عند النبي صلى الله عليه وسلم.
- واشتمل القرآن على هداية ومخالطة للنفوس لا يمكن أن تكون من عند بشر.
وهذا قول لبعض المتقدمين وجمع من المعاصرين بأنَّ القرآن محتمل على هذه الأشياء جميعاً.
ولكن هذا القول يُشْكِلْ عليه أَنَّ إعجاز القرآن الذي تُحُدِّيَت به العرب، والعرب حينما خوطبوا به ،خوطبوا بكلام مشتمل على أشياء كثيرة، وكان التحدي واقعاً أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بمثل سورة أو بعشر سور مثله مفتريات كما زعموا، وهذا يؤول إلى ما تميزت به العرب، وهو مسألة البلاغة وما تميزوا به من رِفعة الكلام وفصاحته وبلاغته.
والعرب لم تكن متقدمة عارفة بالأمور الطبية ولا بالأمور الفلسفية ولا بالأمور العقدية ولا بالغيبيات، وليس عندهم معرفة بالتواريخ على تفاصيلها ونحو ذلك، حتى يقال إنَّ الإعجاز وقع في هذه الجهة؛ لكنهم خوطبوا بكلام من جنس ما يتكلمون به -يعني من جهة الألفاظ والحروف-؛ لكنهم عجزوا عن الإتيان بذلك لأنه كلام الله - عز وجل -.
6 - القول الأخير -والأقوال متنوعة؛ لأنَّ المدارس كثيرة-:(1/1261)
أنَّ القرآن مُعْجِزْ لأنه كلام الله - عز وجل -، وكلام الله - عز وجل - لا يمكن أن يشبه كلام المخلوق.
وهذا القول هو الذي ذكره الطحاوي هنا ،قال (عَلِمْنَا وأَيْقَنَّا أنه قولُ خالقِ البَشرِ، ولا يُشْبِهُ قولَ البشر، وَمَنْ وَصَفَ الله بِمعنَى مِنْ مَعاني البشر، فقدْ كَفَر، فمن أبْصَرَ هذا اعْتَبر، وعَنْ مِثْلِ قول الكفَّارِ انْزَجَر، وعَلِمَ أنَّه بصفاته-التي منها القرآن- ليسَ كالبشر).
وهذا القول الذي أشار إليه لم يَتَفَرَّعْ إليه شارحوا هذه الرسالة سواء من السلفيين أو من المبتدعة من الماتريديين وغيرهم- في تقرير هذه المسألة، وهو من أرْفَع وأعظم الأقوال؛ بل هو القول الحق في هذه المسألة: أنَّ كلام الله - عز وجل - لا يمكن أن يشبه كلام البشر.
خذ مثلاً فيما يتميز به المخلوقات ترى فلاناً فتقول هذا عربي، وترى آخر فتقول هذا أوروبي، وترى ثالثا فتقول هذا من شرق آسيا، لم؟
لأنَّ الصفة العامة دَلَّتْ على ذلك، ولو أَخَذَ الآخِذْ يُعَدِّدُ أشياء كثيرة متنوعة دلته على أَنَّ هذه الصورة هي صورة عربي، وهذه الصورة صورة أوروبي، هذه الصورة الخَلقية صورة من شرق آسيا وهكذا.
فإذاً الصورة العامة بها تتفرق الأشياء، فالذي يدل على الفرقان ما بين شيء وشيء، وأهمها الصورة العامة له.
كلام الناس -إذا انتقلنا من الصورة الخَلقية- كلام الناس يختلف بعضه عن بعض.
قول الصحابة إذا سمعنا كلاما نقول هذا من قول الصحابة أو من قول السلف؛ لأنَّ كلامهم لا يشبه كلام المتأخرين، كما قال ابن رجب (كلام السلف قليل كثير الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة).
فكلام السلف له صورة عامة تعلم أنَّ هذا من كلام السلف، فلو أتينا بكلام إنسان معاصر وبكلمات له كثيرة وقارناها بكلام السلف لاتضح الفرق.
فإذاً المخلوق البشر في كلامه متباين.(1/1262)
إذا رأيت كلام الإمام أحمد تقول هذا ليس كلام ابن تيمية، ترى كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في تقريره تقول هذا ليس بكلام مثلاً النووي، إذا رأيت كلام الإمام أحمد تقول هذا ليس هو كلام أبي حنيفة وهكذا.
فإذاً الكلام له صورة، له هيئة من سَمِعَهَا مَيَّزَ هذا الكلام.
وهذا هو الذي أشار إليه الطحاوي بأنَّ كلام الله - عز وجل - لا يشبه كلام البشر.
إذا تبين ذلك فإنَّ كلام الله - عز وجل - صِفَتُهُ، فهذا القرآن من سَمِعَهُ أيقن أنه ليس بكلام البشر.
ولهذا بعض الأدباء الغواة مثل ابن المقفع والمعري ونحو ذلك أرادوا معارضة القرآن بصورة أدبية فظهر؛ بل افْتَضَحُوا في ذلك فَغَيَّرُوا منحاهم إلى مَنْحَى التأثير إلى ما أشبه ذلك في كتبهم المعروفة وهي مطبوعة.
أرادوا المعارضة من جهة المعاني، من جهة الألفاظ، أن يأتوا شيء لكنهم افتضحوا لأنَّ كلام البشر لا يمكن أن يكون مثل كلام الله - عز وجل -.
العرب عندهم معرفة بالبيان، هم الغاية في البيان، هم الغاية في معرفة الفصاحة، هم الغاية في معرفة تركيب الكلام؛ لكنهم لما سمعوا القرآن ما استطاعوا أن يعارضوه لم؟
لأنَّ الكلام لا يشبه الكلام، لا يمكن، لا يمكن أن يعارضوا؛ لأنَّ كلام الله - عز وجل - لا يشبه كلام المخلوق.
إذا تبين لك ذلك، فنقول إذاً:
ما نُقَرِّرُهُ هو أنَّ وجه الإعجاز في كلام الله - عز وجل - هو أَنَّ كلام الله ـ لا يشبه كلام البشر، ولا يماثل كلام البشر، وأنَّ البشر لا يمكن أن يقولوا شيئاً يماثل صفة الله - عز وجل -، والناس لا يستطيعون على اختلاف طبقاتهم وتنوِّع مشاربهم أن يَتَلَقَّوا أعظم من هذا الكلام، وإلا فكلام الله - عز وجل - في عظمته لو تَحَمَّلَ البشر أعظم من القرآن لكانت الحجة أعظم؛ لكنهم لا يتحملون أكثر من هذا القرآن.(1/1263)
لهذا تجد التفاسير من أول الزمان إلى الآن وكل واحد يُخْرِجُ من عجائب القرآن ما يُخْرِجُ، والقرآن كنوزه لا تنفذ ولا يفتر على كثرة الرد لا من جهة التِّلاوة ولا من جهة التفسير.
إذا تبين لك ذلك فكلام الطحاوي هذا من أنْفَسْ ما سمعت وأصح الأقوال في مسألة إعجاز القرآن وهو أنَّ الكلام لا يشبه الكلام.
إذا تبين هذا فنقول:
كلام الله - عز وجل - في كونه لا يشبه كلام البشر، له خصائص.
فأوجه إعجاز القرآن التي ذَكَرَهَا من ذَكَر، نقول هي خصائص لكلام الله - عز وجل - أوجبت أن يكون كلام الله - عز وجل - ليس ككلام البشر.
مثل ما يقول الواحد: هذا الشعر موزون، هذا البيت فيه كسر، لماذا ؟، حرف واحد نقص قال فيه كسر، أو هذا البيت ما يمكن أن يكون كذا، لماذا؟
في هيئته العامة؛ لكن له برهان يأتيك، يقول لأنه كذا، وكذا، وكذا.
فلان بخصاله، دلنا بصفاته، حركاته تصرفاته على أنه ليس بعربي، هذه القضية العامة لم؟
له أدلة عليها؛ لكن هذه الخصائص العرب وما تميزوا به عن غيرهم.
يقول هذا الحديث ضعيف أو هذا الحديث معلول، ما وجه علته؟
مثل ما قال أبو حاتم وغيره ممن تقدمه: إنَّ أهل الحديث يعرفون العلة كما يعرف صاحب الجوهر الزيف من النقي.
أنت ترى هل هذا ألماس نقي أو ليس بنقي؟ يأتيك صاحب الخبرة ويقول هذا ألماس ليس بنقي، أنت ترى ما تعرف تُفَرِّقْ هل هذا نقي؟
هذا الكتاب طبعته طبعة حجرية، الذي لا يعرف ما يعرف، هذا الكتاب مطبوع في روسيا كيف عرفت أنه مطبوع وليس عليه اسم البلاد؟
هذا الكتاب مطبوع في بلدة كذا في الهند لماذا؟
عنده البرهان ولكن الصفة العامة هي هذه.
لهذا نقول وانتبه لهذا حتى تخلص من إشكال عظيم في هذه المسألة -مسألة إعجاز القرآن- لتنوع الخطاب فيها وتنوع المدارس فيها نقول:
إنّ كلام الله - عز وجل - ليس ككلام البشر، وكلام الله - عز وجل - له خصائص ميزته عن كلام البشر.
ما هذه الخصائص؟
كل ما قيل داخل في خصائص القرآن:
- أولاً:(1/1264)
القرآن كلام الله - عز وجل -، واشتمل القرآن على ألفاظ العرب جميعاً.
تجد القرآن فيه كلمات بلغة قريش، وفيه كلمات بلغة هذيل، وفيه كلمات بلغة تميم، وفيه كلمات بلغة هوازن، وفيه كلمات بلغة أهل اليمن، وفيه بلغات كثيرة بلغة حِمْيَر، {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ}[النجم:61]، قال ابن عباس (السمود: الغناء بلغة حمير).
بعض قريش خَفِيَ عليها بعض الكلمات مثل ما قال عمر رضي الله عنه لما تلا سورة النحل في يوم الجمعة -يعني في الخطبة-، تلا سورة النحل فوقف عند قوله تعالى {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[النحل:47]، نظر فقال: ما التخوف؟
فسكت الحاضرون، فقام رجل من هذيل فقال: يا أمير المؤمنين التخوّف في لغتنا التَّنَقُّص قال شاعرنا أبو كبير الهذلي:
تخوّف الرَّحْلُ منها تامِكاً فردا كما تَخَوَّف عودُ النّبعة السَّفِنُ
تنقص، يعني {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} يعني يبدأ يتنقص شيئاً فشيئاً، ينقصون عما كانوا فيه من النعمة شيئاً فشيئاً، حتى يأتيهم الأجل، عمر القرشي خفيت عليه هذه الكلمة؛ لأنها بلغة أخرى.
هل يستطيع أحد من العرب أن يحيط بلغة العرب جميعاً؟
لا يمكن، أن يحيط بلغة العرب جميعاً بألفاظها وتفاصيلها لا يمكن.
ولهذا تجد في القرآن الكلمة بلغة مختلفة، وتجد فيه التركيب النحوي بلغة من لغات العرب، فيكون مثلاً على لغة حِمْيَرْ في النحو، أو على لغة [سَدُوسْ] في النحو، أو على لغة هذيل في النحو.
فإذاً الألفاظ والمعاني والتراكيب النحوية في القرآن تنوَّعت ودخل فيها كل لغات في العرب.
هذا لا يمكن أن يكون من كلام أحد، لا يستطيع أن يحيط هذه الإحاطة إلا من خَلَقَ اللغات وهو رب العالمين.
- ثانياً:
الألفاظ، كما ذكرنا ألفاظ القرآن بلغت الأعلى في الفصاحة، والقرآن كله فصيح في ألفاظه، والفصاحة راجعة إلى الكلمات جميعا؛ الأسماء والأفعال والحروف، حتى {الم} فصيح.(1/1265)
إذاً من خصائص القرآن التي دلت على إعجازه أنَّ ألفاظه جميعاً فصيحة، وما استطاع أحد من العرب الذين أنزل عليهم القرآن أن يعيبوا القرآن في لفظٍ مما فيه كما عابوا كلام بعضهم بعضاً، بل قال قائلهم: إنَّ له لحلاوة وإنَّ عليه لطُلاوة. إلى آخر كلامه.
- ثالثاً:
من خصائصه المعاني، المعاني التي يتصورها البشر عند قول كلامه لابد أن يكون فيها قصور.
فإذا تكلم البشر في المعاني العَقَدِيَة فلابد أن يكون عنده لاشك قصور، إذا تكلم في المعاني التشريعية لابد أن يظهر خلل، إذا تكلم في المعاني الإصلاحية التهذيبية لابد أن يكون فيها خلل، ولهذا قال - عز وجل - {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء:82].
فإذاً تَنَوُّعُ المعاني على هذا الوجه التام بما يناسب المعاني الكثيرة التي يحتاجها الناس يدل على أنَّ هذا كلام الله - عز وجل -؛ يعني أنه صفته.
هذه خصائص كلام الله - عز وجل -، فلو قيل تقديراً: إننا سنصف القرآن الذي هو كلام الله - عز وجل - وبه فارق كلام البشر فَسَتُعَدِّدْ هذه جميعا.
فهي خصائص أو أوجه للإعجاز بها صار القرآن معجزاً بجميعها، لا بواحدة منها.
- رابعاً:
أنَّ القرآن فيه النَّظم مثل ما قال الجُرْجَاني وهو من أحسن النظريات والكلام في إعجاز القرآن من جهة البيان.
القرآن فيه القِمَّةْ في فصاحة الألفاظ وفي البلاغة.
البلاغة مُتَرَكِّبَةْ من أشياء؛ مُتَرَكِّبَةْ من ألفاظ ومن معاني ومن روابط -الحروف التي تربط بين الألفاظ والمعاني وتصل الجمل بعضها ببعض-.
فالقرآن إذاً من أوجه إعجازه أو من صفاته وخصائصه أنَّ نظمه - يعني أنَّ ترتيب الكلام والآيات فيه وترتيب الجمل في الآية الواحدة - يدل على أنَّه الغاية في البيان، ولا يمكن لبشر أو لا يمكن للجن والإنس لو اجتمعوا أن يكونوا دائما على أعلى مستوى في هذا النظم.(1/1266)
ولهذا تجد أنَّ تفاسير القرآن حارت في القرآن، حتى التفاسير المتخصصة في النحو تجده ينشط في أوله تجده يعجز في آخره، ما تجده ينشط، آخر تجده في البلاغة يريد أن يبين بلاغة القرآن فيُجَوِّدْ في موضع ثم بعد ذلك تأتي مواضع يكسل، ما يستطيع أن يُبِينْ عن ذلك.
ولهذا قال من قال من أهل العلم: العلوم ثلاثة:
علم نضج واحترق.
وعلم نضج ولم يحترق.
وعلم لم ينضج ولم يحترق.
والثالث هو التفسير، لم ينضج ولم يحترق؛ لأنه على كثرة المؤلفات في التفسير وهي مئات فإنها لم تأتِ على كل ما في القرآن، لم؟
لأنَّ الإنسان يعجز، يعجز المبَيَّن أن يُبَيَّن عن كل ما في القرآن.
إذاً نظرية النظم التي ذكرها عبدالقادر الجرجاني في كتابيه دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة -على تفصيل ما فيها- لا شك أنها دالة على صفة من صفات القرآن.
- خامساً:
أنَّ القرآن له سلطان على النفوس، وليس ثَمَّ من كلام البشر ما له سلطان على النفوس في كل الكلام.
ولكن القرآن له سلطان على النفوس بما تميز به من كلام الله - عز وجل -؛ لأنه كلام الله - عز وجل -، مثل ما صار السلطان على ذلك المشرك؛ يعني أنه يُرْغِمْ الأنوف.
وقد كان مَرَّةً أحد الدعاة يخطب بالعربية وفي أثناء خطبته يورد آيات من القرآن العظيم يتلوها، فكانت امرأة كافرة لا تحسن الكلام العربي ولا تعرفه، فلما انتهى الخطيب من خطبته استوقفته -وكانت خطبته في سفينة-، لما انتهى من خطبته استوقفته، وقالت:
كلامك له نمط، وتأتي في كلامك بكلمات مختلفة في رنتها وفي قرعها للأذن عن بقية كلامك، فما هذه الكلمات؟
فقال: هي القرآن.
وهذا لاشك إذا سمعت القرآن تجد له سلطان على النفس ينبئ النفس على الاستسلام له، إلا لمن ركب هواه.
هذا السلطان تجده في أشياء:
~ أولاً:(1/1267)
أنَّ آيات القرآن في السورة الواحدة -كما هو معلوم- لم تُجْعَلْ آيات العقيدة على حِدَا، وآيات الشريعة على حدا؛ الأحكام، وآيات السلوك على حدا، إلى آخره؛ بل الجميع كانت هذه وراء هذه، فآية تخاطب المؤمنين، وآية أخرى تخاطب المنافقين، وآية تخاطب النفس، وآية فيها العقيدة، وآية فيها قصص الماضين، وآية تليها فيها ما سيأتي، وآية فيها الوعد وآية فيها الوعيد، وآية فيها ذكر الجنة وذكر النار، وآية فيها التشريع، وثم يرجع إلى آية أخرى فيها أصل الخلق قصة آدم، وهكذا في تنوع.
وهذا من أسرار السلطان الذي يكون للقرآن على النفوس؛ لأنَّ الأنفس متنوعة.
بل النفس الواحدة لها مشارب، فالنفس تارة يأتيها الترغيب وتارة يأتيها الترهيب، تارة تتأثر بالمثل، تارة تتأثر بالقصة، تارة هي مُلْزَمَة بالعمل، تارة هي ملزمة بالاعتقاد.
فَكَوْنُ هذه وراء هذه وراء هذه تُغْدِقُ على النفس البشرية أنواع ما تتأثر به.
وهذا لا يمكن أن يكون إلا من كلام من خَلَقَ هذه النفس البشرية، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:14].
فتجد أنَّ القرآن يحاصرك، فأيُّ إنسان أراد أن يفر لا يمكن أن يفر من القرآن، ستأتيه قوة بآية فيها وصف الكافرين، آيات فيها قوة في وصف المنافقين، آيات فيها قوة في وصف المؤمنين، آيات فيها العقيدة، فيها الماضي، فيها الحاضر، فيها النبوة، فيها الرسالة، فيها الدلائل، فيها حال المشركين، إلى آخر [.....] ما يحصر على النفس الحية والعقل الواعي الذي يتحرك وعنده همة يحصر عليه الهروب.
وهذا لا يمكن أن يحصره في أنواع النفس البشرية الواحدة إلا من خَلَقَ هذه النفس وتَكَلَّمَ بهذا القرآن لإصلاحها، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء:9].(1/1268)
فكيف إذاً بأنواع الأنفس المختلفة، هذا الذي يَصْلُحُ له الترغيب، وهذا الذي يَصْلُحُ له الترهيب، وهذا الذي يَصْلُحُ له وصف الجنة، وهذا الذي ينشأ عنده الإيمان بالحب وإلى آخره، وذلك الذي ينشأ عنده الإيمان بالجهاد، ونحو ذلك.
~ ثانياً:
تنوع الأنفس وخطاب القرآن للناس جميعاً على تنوع أنفسهم هذا دليل على أنَّ هذا القرآن له سلطان على النفوس.
أيضاً تجد أن القرآن خُوطب به من عنده فن الشعر وما يسميه بعض الناس موسيقى الكلام؛ يعني رنات الكلام.
بعض الناس عنده شفافية في التأثر باللحن، بالرنات، بالصعود والنزول في نغمة الكلام، هذا النوع من الناس تجد في القرآن ما يجبره على أن يستسلم له.
لَبيد بن رَبيعة صاحب معلقة وصاحب ديوان مشهور، قيل له: ألا تنشدنا من قصائدك، لم وقفت عن الشعر؟ قال أغناني عن الشعر وتذوقه -أو كما قال- سورتا البقرة وآل عمران.
لأنَّ هذا الشيء هو له تذوق في هذا الفن بخصوصه، فيأتي القرآن فيجعل سلطانه على النفس فيقصره قصرا، لهذا قال - عز وجل - {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(41)لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:41-42]، وقال سبحانه {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}[فصلت:44].
- سادساً:
أنَّ القرآن فيه الفصل في أمور الغيبيات، فَثَمَّ أشياء في القرآن أُنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وكان أميا صلى الله عليه وسلم، ما لم يَظْهَرْ وجه بيانها وحجتها في كمال أُطْرِهَا إلا في العصر الحاضر، وهو ما اعتنى به طائفة من الناس وسموه الإعجاز العلمي في القرآن.(1/1269)
والإعجاز العلمي في القرآن حق؛ لكن له ضوابط، توسَّعَ فيه بعضهم فخرجوا به عن المقصود إلى أنَّ يجعلوا آيات القرآن خاضعة للنظريات، وهذا باطل؛ بل النظريات خاضعة للقرآن لأن القرآن حق من عند الله والنظريات من صنع البشر لكن بالفهم الصحيح للقرآن.
فثَم أشياء من الإعجاز العلمي حق لم يكن يعلمها الصحابة رضوان الله عليهم على كمال معناها وإنما علموا أصل المعنى، فظهرت في العصر الحاضر في أصول من الإعجاز العلمي.
الإعجاز الاقتصادي، الإعجاز التشريعي، الإعجاز العَقدي أشياء تكلم عنها الناس في هذا العصر -ما نطيل في بيانها- وكل واحدة منها دالة على أن هذا القرآن من عند الله - عز وجل - {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء:82].
- سابعاً:
أنّ القرآن من صفاته أنّ الإنسان المؤمن كلما ازداد من القرآن ازداد حباً في الله - عز وجل -، وهذا راجع إلى الإيمان، وراجع إلى أنَّ صفة القرآن فيها زيادة في الهدى والشفاء للقلوب.
فالأوامر والنواهي والأخبار التي في القرآن هي هدى وشفاء لما في القلوب، كما قال سبحانه {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}[فصلت:44]، وهذا سلطان خاص على الذين آمنوا في أنه يهديهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور في المسائل العلمية وفي المسائل العملية.
لهذا ما تأتي فتنة ولا اشتباه إلا وعند المؤمن البصيرة لما في هذا القرآن؛ {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء:9].(1/1270)
فإذاً صفة كلام الله - عز وجل - في أنَّ المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعلم حدوده ويعلم معانيه، أنَّ عنده النور في الفصل في المسائل العلمية والعملية، وهذه لا يُلقاها إلا أهل الإيمان {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}[فصلت:44]، {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}[الإسراء:82]، وهذا أيضا سلطان خاص يزيد المؤمن إيمانا.
لهذا إذا تليت على المؤمن آيات الله - عز وجل - {زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال:2]، زادتهم إيماناَ لما فيه من السلطان على النفوس.
إذا تبين لك ذلك فكلام الله - عز وجل - قديم النوع حادث الآحاد.
والقرآن من الحادث الآحاد وقت التَّنَزُّل كما قال - عز وجل - {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ(2)لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}[الأنبياء:2-3] إلى آخر الآيات.
يعني أنّ الله - عز وجل - تَكَلَّمَ به.
وكلام الله - عز وجل - أوسع من الكلام بالقرآن.
والقرآن جاء على هذا النحو؛ لأنه الذي يتحمله الإنسان، الإنس والجن لا يتحملون أكثر من هذا، وإلا لصار عليهم كَلَفَة وعَنَفَة.
بهذا يتبين لك ما ظهر لي من تحصيل أقوال أهل العلم في هذه المسألة العظيمة التي خاض فيها المعتزلة، وخاض فيها الأشاعرة، وقل بل نَدَرْ من أهل السنة من خاض فيها على هذا النحو، بل لا أعلم من جمع فيها الأوجه على هذا النحو في كتب العقائد؛ بل تجدها متفرقة في كتب كثيرة في البلاغة، وفي الدراسات في إعجاز القرآن، وفي التفسير، وفي كتب متنوعة.(1/1271)
وما أجمل قول الطحاوي رحمه الله رحمة واسعة (أَيْقَنَّا أنه قولُ خالقِ البَشرِ، ولا يُشْبِهُ قولَ البشر) وهذا هو الحق فالقرآن بصورته وهيئته وصفته لا يمكن أن يشبه قول البشر، حتى في رسمه وتنوع آياته وسوره لا يمكن أن يشبه قول البشر.
أسال الله - عز وجل - أن يغرس الإيمان في قلوبنا غرسا عظيما، وأن يجعلنا من أوليائه الصالحين، وأن يهيئ لنا من امرنا رشداً".
---
(1/1272)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > زيارة خاصة للدكتور عدنان محمد زرزور ، وعرض لكتابه في علوم القرآن في طبعته الجديدة
---
زيارة خاصة للدكتور عدنان محمد زرزور ، وعرض لكتابه في علوم القرآن في طبعته الجديدة
---
عبدالرحمن الشهري
04-08-2005, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في حي هادئ من أحياء مدينة عيسى بِمَملكةِ البحرين أظنه حي (الرفاع الشرقي)، وعلى مقربةٍ من جامع الأَحْمدي يقعُ مَنْزلُ الدكتور عدنان محمد زرزور حفظه الله ، وهو الآن أستاذ بجامعة البحرين يُدَرِّسُ علومَ القرآنِ الكريمِ والتفسير وما يتعلق بذلك ، وهو من الأساتذة السوريين الأوائل الذين طَوَّحَ بِهمُ الاغترابُ ، وأحسبهُ الآنَ قد جاوزَ الستين مد الله في عمره على الخير والعلم والطاعة. وقد عرض علي الأخ العزيز الدكتور مساعد الطيار وفقه الله زيارةَ الدكتور عدنان للحديث معه حول بعض القضايا العلمية ، التي تعرَّض لها الدكتور عدنان في مؤلفاته ، والاستفادة من خِبْرتهِ بكتب المُعتزلةِ بعد كتابته لرسالته الدكتوراه عن (الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير) وهو من تفاسير المعتزلة التي لم تطبع بعدُ ، والذي ذهب المؤلف فيه إلى أن الزمخشري قد اتكأ عليه في تصنيفه للكشاف دون إشارةٍ إلى ذلك ، مع كونهِ نقلَ كثيراً من القضايا البلاغيةِ منهُ ، كما حققَّ الدكتور عدنان كتابين من كتب المعتزلةِ المُهمِّةِ وهُما كتاب (تَنْزِيه القرآن عن المطاعن) ، وكتاب (متشابه القرآن) كلاهما للقاضي عبدالجبار المعتزلي صاحب كتاب المغني وهو من كتب المعتزلة الكبار المشهورة.(1/1273)
وقد يسَّر الله تلك الزيارة قبل ستة أشهر ليلة الجمعة 24/8/1425هـ وبصحبتنا الأخ الكريم الشيخ عبدالعزيز الضامر الطالب بالدراسات العليا بجامعة أم القرى ، والمدرس بوزارة المعارف بمدينة المُبَرَّز بمنطقة الأحساء ، ومعنا كذلك الأستاذ العزيز خليفة بن عربي المُحاضر بِجامعةِ البحرين ، في تخصص الأدب العربي وهو شاعرٌ مطبوعٌ ، وراويةٌ مُدهش.
وكان لقاءً ماتعاً تحدثنا فيه عن عدد من القضايا العلمية المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن وكتب المعتزلة والشيعة التي تعرضت للقرآن الكريم ، غير أَنَّ طول العهد بِها قد أنساني مُعظم تفاصيلها ، وكنتُ أَنوي تسجيلها في حينها غَيْرَ أَنَّ الموقفَ لم يكن مناسباً ، والحديثَ كان متشعباً ، فآثرتُ أَنْ أتدارك الوقت ، وأشير إلى بعض الفوائد العلمية التي ينتفع بها القارئ الكريم ، ومن ذلك ما وعد به الدكتور عدنان من البدءِ في تَحقيقِ تفسيرِ الحاكم الجُشَميِّ المُسمَّى (التهذيب في التفسير) ، والذي درس الدكتور عدنان في رسالته للدكتوراه منهج مؤلفه في التفسير .
كما أخبرنا أنه بصدد إصدار طبعة جديدة لكتابه في علوم القرآن بعنوان (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه) ، وقد صدر هذا الكتاب وسأقف معه في مشاركةٍ تاليةٍ.
ومن مؤلفات الدكتور غير ما تقدم ، كتابه (المدخل في تفسير القرآن) ، وتحقيق (مقدمة شيخ الإسلام بن تيمية في التفسير) وهو أجود تحقيقاتها ، وحقق كتاب (ملاك التأويل القاطع لذوي الإلحاد والتعطيل) لابن الزبير الغرناطي ولم يتيسر طبعه بعد ، وله من المؤلفات كتاب (متشابه القرآن : دراسة موضوعية) ط.مكتبة دار الفتح بدمشق 1390هـ. وكتاب (جذور الفكر القومي والعلماني) ط.المكتب الإسلامي 1419هـ. وغيرها من المؤلفات والبحوث المنشورة.(1/1274)
والدكتور عدنان زرزور – حفظه الله – لا يزال في نشاطٍ وصحةٍ متَّعهُ الله بالعافيةِ ، ولا يزال لديه من الهمة للتصنيف والتأليف ما لا تجده عند طلاب الدراسات العليا المقبلين على البحث العلمي ، ولا أشك في أنه قد ذاق حلاوة البحث العلمي ، والتحقيق بمعناه الدقيق ، فلم يزده ذلك إلا إقبالاً على العلم رغم وطأة الغربةِ ، وألم الفراق . ولله در أحد الشعراءِ المُحبينَ للدكتور عدنان حيث قال فيه يذكر علمه وصبره على أَلَمِ النَّوى ، وقَهْرِ الغُربة :
نسائِمُ الخُلْدِ هَبَّتْ أَمْ صَبا بَرَدى ؟! = أَمْ نَفحةُ المِسْكِ شَعَّتْ مِنْ دَمِ الشُّهَدا ؟
خِصالكَ الغُرُّ يا عَدنانُ حافِلَةٌ = لو شِئتُ تَعدادَها لَمْ أُحْصِها عَددا
إِنْ كانَ في العِلْمِ سَعْيُ النَّاسِ مُشتَركاً= فقد بدا بالعَميقِ الخِصْبِ مُنْفَرِدا
عِشرونَ سِفْراً بِها شَعَّتْ قَريحتهُ = كالنَّارِ يَلْقى عليها التائِهونَ هُدَى
لَمْ يَفْقِدِ الكوكبُ الهادي تَأَلُّقَهُ = ليتَ الحَصَى للنُّجومِ النَّيّراتِ فِدى
حَمَلتمُ العِبءَ ما هَانَ الصمودُ بِكمْ = ولا اليقينُ بكمْ عَنْ حَمْلهِ قَعَدا
أَنِيْنُ بيتكَ في (الفَيحاءِ) مُتَّصلٌ= يُذكيهِ هَجْرُ أَحبَّاءٍ وغَصبُ عِدَى
وحُجرةُ الكُتْبِ اشتاقَتْ لِصاحبِها= وفَيحُ أَشجانِها كالجَمْرِ ما خَمَدا
أَقولُها ضَوءَ مِشكاةٍ لَدى غَسَقٍ = رُوحي لِمَنْ سَلكُوا النَّهجَ القَويمِ فِدَى
الواهِبِيْنَ لِدِينِ اللهِ أَنْفُسَهُمْ= والواقِفِيْنَ عليهِ المالَ والوَلَدا
---
عبدالرحمن الشهري
04-08-2005, 04:50 PM(1/1275)
لا يزال الدكتور عندنا زرزور وفقه الله يواصل بحثه العلمي حول القرآن الكريم وعلومه ، وقد سبقت الإشارة إلى أنه بصدد إعادة إصدار كتابه في علوم القرآن طبعة جديدة منقحة ، وقد صدرت هذه الطبعة وبعث لي بنسخة عليها إهداء بخطه الكريم ، فأحببت أن أشكره أولاً على هديته ، وأعرض للإخوة القراء طرفاً من خبر هذا الكتاب لما فيه من الفائدة والطرافة.
وقد صدر كتابه هذا في طبعته الأولى بعنوان (علوم القرآن – مدخل إلى تفسير القرآن وبيان إعجازه) وصدر عن المكتب الإسلامي في طبعته الثانية عام 1404هـ. ثم صدر بعنوان (مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه) عن دار القلم بدمشق والدار الشامية ببيروت عام 1416هـ . ثم صدر بعد إضافة عدد كبير من المباحث إليه هذا العام 1426هـ بعنوان (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه) .
http://www.tafsir.net/images/ejaz.jpg
وقد صدر عن دار الإعلام بعمَّان الأردن. ويقع في 688 صفحة من القطع العادي . وقد ناقش المؤلف في كتابه معظم مسائل علوم القرآن بطريقة تحليلية تعتمد على التحليل أكثر من اعتمادها على النقل ، وظهرت في كتابه هذا آثار خبرته الطويلة في التحقيق والتدريس والبحث ، ولذا فإن هذا الكتاب جدير بالقراءة من قبل المتخصصين ، والمدارسة حول كثير من القضايا والمقدمات العلمية التي اشتمل عليها. ولعلنا نناقش كثير من القضايا التي أثارها في كتابه وتستحق التقدير. ومن أمثلة هذه القضايا والإشارات :
1- استخدام القرآن لعبارة (اللسان – الألسن) للدلالة على اللغة ، (ومن مزايا التعبير القرآني باللسان الإشارة إلى الجانب الصوتي مع الجانب الدلالي ، الأمر الذي يدع الباب مفتوحاً لدراسة الألسنيات ، أو الانتفاع بها في دراسة العربية ، أما الاستعانة بها في تفسير القرآن أو دراسة (النص الديني) – كما يقال – فندع مناقشته والبحث فيه إلى مناسبة أخرى) ص 13(1/1276)
2- اعتراضه على تصنيف الكتب باسم (تاريخ القرآن) كما صنع عدد من المستشرقين وغيرهم ، واستخدام عبارة (توثيق القرآن) أو (قطعية النص القرآني وتاريخ توثيقه) لما تحتمله العبارة الأولى من إيهام تعرض القرآن للتحريف شأن القضايا التاريخية التي تدرس في ظل نصوص مختلفة من حيث الثقة.
3- حديثه عن كتابة المصحف ، ولا سيما عن (المصاحف في طور التحسين والتجويد) وإشارته إلى أن معظم من تولى خط المصحف في عصر الطباعة الحديث اسمه عثمان : مولاي عثمان ، الحافظ عثمان ، وعثمان طه (ورضي الله عن ذي النورين عثمان بن عفان الذي نسخ في عهده القرآن ، وبعثت نسخ منه إلى الأمصار ، فقد شاء الله تعالى أن تكون معظم نسخ المصاحف التي بلغت الآفاق – منذ عصر الطباعة حتى الآن – قد خطها من يتسمون باسمه ، ورحم الله الشيخ عامر بن السيد عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية ، الذي كان له أيضاً من هذا الاسم نصيب ، والذي كان أبرز أعضاء اللجنة التي راجعت مصحف المدينة النبوية) ص 159
هناك عدد من الإشارات العلمية الطريفة في مباحث المحكم والمتشابه ، والإعجاز القرآني وغيرها جديرة بالقراءة ، فلا تغني هذه الإشارة المختصرة عن العودة للكتاب ، والاطلاع عليه كاملاً ، والإفادة مما تضمنه من المباحث والتحريرات النفيسة ، وفق الله المؤلف للاستمرار في خدمة القرآن الكريم وعلومه، وبارك في وقته وعلمه.
---
فهد الناصر
02-21-2006, 01:40 PM
بحثت عن كتابه (الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير) ولم أجده في المكتبات ، وكذلك بقية تحقيقاته التي ذكرتم . فكيف يمكننا الحصول عليها لو تكرمتم.
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2006, 02:03 PM
أخي الكريم فهد .(1/1277)
كتابه عن الحاكم الجشمي طبع قديماً ، ولعلك - إن كنت ستزور الرياض قريباً - تبحث عنه في مكتبة دار عالم الكتب ، فقد رأيت عدداً من النسخ هناك قبل مدة قريبة. وأما تحقيقه لكتب القاضي عبدالجبار فأتفق معك أنها أصبحت نادرة الوجود في المكتبات . وأما كتابه (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه) فهو متوفر الآن في المكتبات ، ولعلك تجده في معرض الكتاب القادم في الرياض (23/1/1427هـ) إن شاء الله ، إن كنت ستزوره.
---
جمال أبو حسان
02-22-2006, 12:30 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن ولا حرمنا من بركاتكم
متى حقق الدكتور عدنان كتاب تنزيه القران عن المطاعن وهل طبع واين فانا عندي النسخة القديمة غير المحققة ويا ليتني اظفر بذات التحقيق
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2006, 02:36 PM
حياكم الله أبا محمد ، وكتاب تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبدالجبار الهمذاني ، قد حققه الدكتور عدنان زرزور قديماً ، وطبعته دار التراث بالقاهرة .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-18-2006, 10:26 PM
هل كتاب الدكتور في علوم القرآن متوفر في مكتبات السعودية؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-19-2006, 02:39 PM
نعم يا أبا مجاهد . عهدي بالكتاب يباع في التدمرية والرشد ، ولعلك تجده في مكتبة الرشد .
---
عمار
11-19-2006, 05:01 PM
بإمكانك البحث عن الكتاب في موقع " مكتبة الرشد " على الرابط التالي :
www.rushd.com
---
أبو محمد نائل
11-19-2006, 05:16 PM
صدور طبعة جديدة من (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه) للدكتور عدنان زرزور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
نشكركم وجزاكم الله خيراً ، ولا بد من عودة .
---
أبو العالية
11-20-2006, 12:07 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .ز
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن على هذه النسمةاللطيفة ،و النصح الجميل .(1/1278)
والدكتور عدنان من أمتع من أقرأ له في علوم القرآن ولا شك في تحقيقة وتعليقه على مقدمة شيخ الاسلام رحمه الله
جزاه الله خيراً .
ونفع به وبكم
---
القعقاع محمد
11-21-2006, 12:21 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/1279)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن : أصول التفسير عند الشيعة الإمامية ؟
---
سؤال عن : أصول التفسير عند الشيعة الإمامية ؟
---
طالب المعالي
11-23-2005, 07:35 PM
السلام عليكم
هل أحد من الأعضاء الكرام اطلع على تفاسير الشيعة ؟؟؟
اريد اهم مبادئهم في التفسير ، ومناهجهم فيه ، مع التمثيل بمثال ؟؟
وحبذا لو أفادنا أحد الإخوة بمنهج صاحب كتاب ( الأصفى ) والصافي للكاشاني في تفسيره ؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-25-2005, 09:31 PM
أسئلتكم أخي الحبيب - ومنها هذا السؤال - تحتاج إلى بحث ودراسة طويلين ، ولا يكفي فيها الجواب المبتسر المختصر. فليتك تراجع المراجع والمصادر التي عنيت بتفاسير الشيعة حتى تستفيد. فإن الجواب إذا جاءك دون عناء لم يكن له عندك قيمة ، ولم يبق في ذهنك منه بقية على المدى الطويل ، فابحث في كتب علوم القرآن عند الشيعة وهي كثيرة جداً وإن لم تكن متاحة للجميع ، والمكتبات العامة توفر شيئاً منها في القاعات محدودة الاطلاع.
---
طالب المعالي
11-26-2005, 08:12 PM
أحسن الله إليك أخي الكريم
هل هناك كتب تباع في المكتبات تخص هذا الصدد ؟
وانا بانتظار ردك ولو بعد حين
---
خالد الشبل
11-26-2005, 09:00 PM
انظر في التفسير والمفسرون للذهبي2/42-232
وقد نقل عن الخوانساري في روضاته في صاحب الصافي كلامًا تجده ثَمّ.
---
عبدالرحمن الشهري
12-03-2005, 10:11 PM
من الكتب المفيدة التي يمكنك الاستفادة منها أخي العزيز طالب المعالي وفقك الله لكل خير كتاب :
منهج القمي في تفسيره : دراسة وتقويم
للأستاذ الدكتور زيد عمر عبدالله
الأستاذ بكلية التربية - جامعة الملك سعودفقد تناول فيه باختصار منهج الشيعة الإمامية في التفسير. وسأنقل لك بشيء من التصرف ما ذكره تحت عنوان :(1/1280)
أصول التفسير عند الشيعةللشيعة الإمامية منهج خاص في التفسير يقوم على عدد من الأصول المنبثقة من الأصول العامة للمذهب. ويمكن للباحث في كتب التفسير عند الشيعة ، ومن يديم النظر فيها ، أن يستخلص عدداً من الأصول والمرتكزات التي يقوم عليها تفسيرهم ، وسأعرض لها بشيء من الاختصار :
الأصل الأول : حَصْرُ تفسير القرآن الكريم في الأئمة فقط .
فإن عامة مفسري الشيعة يرون أن تأويل القرآن محصور في الأئمة ، كما كان كامل التنزيل محصوراً فيهم ، والقرآن نزل في بيتهم ، وأهل البيت أدرى بما فيه.
يقول صاحب تفسير الصافي في مقدمته مقرراً هذا الأصل:(ومَنْ عسى يبلغُ علمهم بمعالم التنزيل والتأويل وفي بيوتهم كان ينزل جبريل ؟ وهي البيوت التي أذن الله أن ترفع ، فعنهم يؤخذ ، ومنهم يسمع ، إذ أن أهل البيت بما في البيت أدرى ، والمخاطبون بما خوطبوا به أوعى .. فكل ما لا يخرج من بيتهم فلا تعويل عليه)[تفسير الصافي ½ نقلاً عن التفسير والمفسرون 2/149 للذهبي ].
وقد أشار القمي في تفسيره لهذا الأصل حين نسب إلى جعفر قوله:(والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس وخاطب الله نبيه به ونحن ، فليس يعلمه غيرنا)[تفسير القمي 2/424] وذكر صاحب التبيان أن الآثار المتواترة تدل على حصر التفسير في الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة[التبيان في تفسير القرآن للطوسي 1/4].
ويعلل كاشف الغطاء سبب هذا الحصر فيقول:(إن حكمة التشريع اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ، ولكنه سلام الله عليه أودعها عند أوصيائه ، وكل وصي يعهد به إلى الآخر لينشره في الوقت المناسب)[أصل الشيعة وأصولها 76-77]
وهذا يستلزم أن لا يشاركهم أحد في فهم كتاب الله ، ومحاولة استنباط الأحكام منه ، لأنهم المكلفون من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ببيان ما تضمنه القرآن من أحكام.(1/1281)
ويكشف أحد دعاة الإصلاح الشيعة عن شيء من التلازم القائم بين وجوب الرجوع لأقول الأئمة فقط ، ومنها أقوالهم في التفسير وبين القول بعصمة الأئمة ، فيقول :(إن العصمة التي نسبت إلى الأئمة كان الغرض منها تثبيت تلك الروايات الكاذبة التي تتنافى مع العقل والمنطق ، والتي نسبت إلى الإمام كي يسد باب النقاش في محتواها على العقلاء والأذكياء ، ويرغم الناس على قبولها لأنها صدرت من معصومٍ لا يخطئ)[الشيعة والتصحيح 81-82 للموسوي].
ولا شك أن حصر تفسير القرآن في الأئمة ، والقول بوجوب الأخذ بأقوالهم يستلزم الاعتقاد بعصمتهم ، كما يؤدي إلى نسبة كثير من الروايات الواردة في التفسير إليهم لإضفاء الشرعية عليها ، وسنرى هذا في دراستنا هذه.
الأصل الثاني :إسقاط أقوال الصحابة والتابعين في التفسير.
وهذا الأصل منبثق عن الأصل الأول وثمرة له ، فما دام تفسير القرآن محصوراً في الأئمة فلا قيمة لتفسير غيرهم أياً كان ، بخاصة إذا كان هؤلاء هم الصحابة الكرام المهتمين بتحريف القرآن عند الشيعة.
إن عامة مفسري الشيعة مجمعون على إسقاط أقوال الصحابة والتابعين في التفسير ، وإن كانت قد اختلفت تعليلاتهم لهذا التوجه.
صاحب تفسير الصافي يعيد السبب إلى أن أكثر الصحابة كانوا يبطنون النفاق ، في حين يسقط الطباطبائي صاحب (الميزان في تفسير القرآن) أقوال الصحابة والتابعين لكثرة ما فيها من الخلط والتناقش – كما يتوهم – إذ يقول :(وأما الروايات الواردة عن مفسري الصحابة والتابعين فإنها على ما فيها من الخلط والتناقش لا حجة فيها على مسلم)[الميزان في تفسير القرآن 1/13].(1/1282)
أما كاشف الغطاء فيرى أنها لا تساوي عندهم مقدار بعوضة[أصل الشيعة وأصولها 79] إلا في القليل النادر ، ولهذا أسبابه التي يسهل تلمسها ، فإذا كان القول المنسوب إليهم يخدم قضية متنازعاً عليها بين السنة والشيعة ، وهذه الأقوال تؤيد قول الشيعة ، أو قضية متفقاً عليها – على قلتها – مثل فضل عليّ ، رأيت مفسري الشيعة يذكرون هذه الأقوال من باب (من فمك أدينك).
وقد فعل هذا غير واحد من ، منهم الطباطبائي عندما ساق في تفسيره أقوال بعض الصحابة والتابعين في إباحة نكاح المتعة[الميزان 4/271] وهو الذي ذكر آنفاً أن ليس في أقوالهم حجة على أحد.
وقد يكون ذكر أقوال الصحابة والتابعين في تفاسير الشيعة من باب المداراة والتقية ، بخاصة إذا كان صاحب هذا التفسير على صلة ببعض أعيان أهل السنة ، كما هو الحال مع أبي جعفر الطوسي(ت460)[كان أبو جعفر الطوسي مقدماً عند حكام بغداد في عصره ، ويعد من أعيانها]. صاحب (التبيان في تفسير القرآن) ، الذي ذكرنا أنه يحصر التفسير في أهل العصمة فقط ، مع أنه أورد أقوالاً للصحابة والتابعين في تفسيره.
يكشف النوري الطبرسي عن السبب الذي جعل الطوسي ينهج هذا المنهج المخالف للأصول التي يؤمن بها فيقول:(لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين ، فإنك تراه اقتصر في تفسير الآيات على نقل كلام الحسن ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وابن جريج ، والجبائي ، والزجاج ، وابن زيد ، وأمثالهم ، ولم ينقل من مفسري الإمامية ، ولم يذكر خبراً عن أحد من الأئمة عليهم السلام إلا قليلاً)[فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب ص 34].(1/1283)
فقد عد الطبرسي مجرد ذكر بعض أقوال التابعين في التفسير مداراة ومجاملة ، بالرغم من أن كلامه عن تفسير التبيان فيه مبالغة واضحة ، ويلحظ هذا من يقرأ في التبيان الذي لم يخرج صاحبه كثيراً عن أصول التفسير عندهم[فعلى سبيل المثال يرى الطوسي أن تحديد المراد باللفظ المشترك المتحمل للمعنيين لا يجوز إلا بقول نبي أو إمام معصوم ، وهذا إهمال واضح لقول غيرهم ، ومساواة لأقوال الأئمة بقول الرسول . انظر: التبيان 9/326] إلا أنه أورد – كما أسلفنا – بعض أقوال التابعين في التفسير.
وقد سار القمي على هذا المنهج فأهمل أقوال الصحابة والتابعين في التفسير ولم يعرض لأقوالهم بحال كما سنرى.
الأصل الثالث : القول بأن للقرآن ظهراً وبطناً.
لقد روى مفسرو الشيعة في هذا المعنى روايات كثيرة عن الأئمة تدل بمجموعها على أن للقرآن معنى ظاهراً ومعنى باطناً لا يعرفه إلا الأئمة ، من أشهرها ما رواه جابر الجعفي عن أبي جعفر أنه قال : يا جابر إن للقرآن بطناً وللبطن بطن ، وظهراً وللظهر ظهر[الميزان للطباطبائي 3/73].
وهناك تلازم واضح بين هذا الأصل والأصل الأول عندهم ، فقد حصروا التفسير في الأئمة حتى لا يفتح المجال أمام الطوائف الأخرى ، فتقول في بطن القرآن ما تشاء من أقوال ، وعندها يصبح الشيعة وغيرهم في القول بالباطن سواء ، فليس قولهم في باطن القرآن بأولى من قول غيرهم ، وهذا يكشف عن التلازم بين أصول التفسير عند الشيعة.
الأصل الرابع : أسلوب الجَرْي.
من مرتكزات التفسير عند مفسري الشيعة قاطبة أن القرآن الكريم نزل في الأئمة وأعدائهم ، وفي ضوء هذا المعتقد وجه مفسرو الشيعة الآيات القرآنية ، فإن ذكرت قوماً سابقين بخير فالمراد بهم الأئمة وأتباعهم وهكذا.(1/1284)
وقد رووا عن أبي جعفر ما يسوغ لهم هذا المنهج حين نقلوا عنه قوله :(إذا سمعت الله ذكر قوماً من هذه الأمة بخير فنحن هم ، وإذا سمعت الله ذكر قوماً بسوء ممن مضى فهم عدونا)[تفسير الصافي 1/6 نقلاً عن التفسير والمفسرون 1/156].
ويرى الطباطبائي المفسر أن الأئمة هم الذين وجهوا أتباعهم للعمل بهذا الأصل[الميزان1/41-42] ، فقد قال في مقدمة تفسيره:(واعلم أنَّ الجَرْيَ – وكثيراً ما نستعمله في هذا الكتاب – اصطلاحٌ مأخوذٌ من قول أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وأضاف أن روايات الجري في تطبيق الآيات على الأئمة وعلى أعدائهم كثيرة منتشرة في الأبواب المختلفة) ، الذي فتح المجال أمام مفسري الشيعة ليوجهوا الآيات القرآنية حسب أهوائهم معتمدين على هذا الأصل.
لقد أخذ عامة مفسري الشيعة بهذا الأصل الذي يعد من ابتكاراتهم ؛ إذ أني لم أر أحداً من مفسري الطوائف الأخرى أشار إليه ، أو عمل به ، والقمي في طليعته من نثره في تفسيره وتوسع في حمل الآيات عليه ، فقد ذكره عند قوله تعالى:{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}[الجاثية 23] حيث قال:(نزلت في قريش وجرت بعد رسول الله عليه وسلم في الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام واتخذوا إماماً بأهوائهم)[تفسير القمي 2/269].
الأصل الخامس: القول بتحريف القرآن.
ويمكن أن نضيف إلى هذه الأصول أصلاً خامساً وهو القول بأن القرآن ناقص ومحرف ، فإن غالبية مفسري الشيعة ذكروا هذا في مقدمات تفاسيرهم – وفي مقدمتهم القمي – وفسروا كثيراً من الآيات بناء على هذا المعتقد ، وكان له أثر واضح في تفاسيرهم بعامة ، وسأفرد مبحثاً مستقلاً لهذا الأصل عند الحديث عن منهج القمي.
ويذكرون أيضاً العقل في هذا المقام ويعدونه أصلاً من أصول التفسير عندهم[انظر: تفسير الكاشف لجواد مغنية 1/51] ، ولا أخفي أنني لم أجد أثراً قط للعقل في تفسير القمي كما سنرى.(1/1285)
وقد تأثر مفسرو الشيعة بالجانب السلبي للعقل حين تابعوا المعتزلة في تحريف آيات الصفات.
هذه هي أصول التفسير عند الشيعة عرضت لها بما يتسع له المقام ويلحظها القارئ في تفاسيرهم مع شيء من التأمل على تفاوت بينها في الأسلوب والعرض.
انظر كتاب : منهج القمي في تفسيره للدكتور زيد عمر عبدالله 22-30
---
طالب المعالي
12-03-2005, 10:33 PM
أثابك الله ونفع بعلمك
---
عبدالله الشهري
08-14-2006, 11:59 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن على هذه الإفادة.
وأضيف إلى ما سبق أصلاً مهماً - وإن لم يصرح به أكثرهم - هو تأويل ظاهر القرآن تأثراً بمناطاتهم العقدية. فمثلا ، من العقائد الإمامية المهمة عصمة الأنبياء من كل الصغائر والكبائر حتى من الخطأ والسهو والنسيان (في غير الوحي وتبليغه) ، وبرءاتهم من كل خارم للمروءة [1].
وتأثرا بهذا أولو آيات كثيرة منها قوله تعالى عن موسى (فوكزه موسى فقضى عليه) قالوا أي أن الله قضى على ذلك الموكوز بالموت ، لا أن موسى قضى على الرجل لأن النبي لا يخطيء فضلاً عن أن يذنب. وقال بعضهم في قوله تعالى (فهم بها وهمت به) أي هم بها أن يضربها. والأمثلة كثيرة ومبعثها هنا مجموعة اعتقادات الإمامية فهي بمنزلة النافذة التي يرون بها الحقائق الوجودية ، ولكن بئست النافذة ما أكثر الغبار والوسخ المتراكم عليها.
=================
[1] وهي مسألة مبسوطة في كتب الأصول ، مبحث جواز وقوع الصغائر من الأنبياء.
---
(1/1286)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات الوصية في سورة البقرة،
---
آيات الوصية في سورة البقرة،
---
محب الطبري
01-26-2007, 09:24 PM
هل بحثت آيات الوصية في سورة البقرة، أرجو من الإخوة الدلالة على أفضل من تكلم عنها.
---
(1/1287)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (الدلالات اللفظية وأثرها في استنباط الأحكام من القرآن الكريم)رسالة دكتوراه
---
صدر حديثاً (الدلالات اللفظية وأثرها في استنباط الأحكام من القرآن الكريم)رسالة دكتوراه
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2006, 04:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن دار البشائر الإسلامية في بيروت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
الدلالات اللفظية وأثرها في استنباط الأحكام من القرآن الكريم
http://www.tafsir.net/images/dlalat.jpg
للدكتور علي بن حسن الطويل.
وأصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لنيل درجة العالمية العالية (الدكتوراه) في أصول الفقه من كلية الشريعة في جامعة بيروت الإسلامية عام 1424هـ .
ويقع الكتاب في 319 صفحة من القطع العادي ، وقد اشتمل على :
- المقدمة .
- التمهيد .
- الباب الأول : القرآن الكريم . وفيه أربعة فصول :
1- تعريفه ، تواتره ، حجيته ، بيانه وتنوع أسلوب الكلام فيه.
2- دلالة آياته واستنباط الأحكام منه.
3- الألفاظ في القرآن والعلاقة بين اللفظ والمعنى.
4- طرق دلالة اللفظ على المعنى.
الباب الثاني : علاقة اللفظ بالمعنى ، وفيه أربعة فصول:
1- المشترك.
2- العام.
3- الخاص والإطلاق والتقييد فيه.
4- صيغ التكليف.
الباب الثالث : تطبيق لما جاء في البابين الأول والثاني.
- الخاتمة .
---
(1/1288)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسات تحليلة لشهادات معاصري الوحي ...
---
دراسات تحليلة لشهادات معاصري الوحي ...
---
زكرياء توناني
12-11-2006, 07:24 PM
هل يوجد من قام بدراسة تحليلة لشهادة معاصري الوحي فيما يخص القرآن الكريم ، كشهادة الوليد بن المغيرة وغيره ؟؟؟
الرجاء وضع الرابط .........
---
(1/1289)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم في مشروع (مصحف عمان) ... ؟
---
ما رأيكم في مشروع (مصحف عمان) ... ؟
---
عماد الدين
10-24-2006, 09:52 PM
من المعروف أن سلطنة عمان غالبية سكانها من السنة حسب مصادر عالمية للمختصين بدراسة شؤونها من الغربيين
ولكن يسيطر عليها الأباضية في جانب الأمور الدينية وهم يحاربون كل ما هو (سني) لدرجة أنه لا يوجد داعية أو حتى طالب علم يستطيع أهل السنة الرجوع إليه في أبسط المسائل الشرعية ولا يسمح لمن لديه بعض العلم أن يظهر منهم في وسائل الإعلام أو أن يقوم بالتدريس في المساجد أو الجوامع.
وفي عام 2005 م قامت الأجهزة الأمنية بالكشف عن مخطط (التنظيم السري) الذي عمل لسنوات على محاربة أهل السنة بدعوى (مقاومة الوهابية) ونشرت نتائج التحقيق واعترافات أعضاء التنظيم على الجرائد المحلية بذلك وحكم على بعضهم بسنوات طويلة ... وبعد صدور الأحكام بأيام أصدر السلطان قابوس عفوا عاما عنهم
وكان من نتائج حربهم لأهل السنة .. الاستيلاء على عشرات المساجد السنية في مختلف مناطق السلطنة والتنكيل بدعاة السنة بتهمة (الوهابية) وسجنهم وتشريدهم في بعض دول الخليج .. المشكلة أنه بعد العفو لم ترد الحقوق لأصحابها !!!
ومن باب الإنصاف والعدل فأهل السنة لا يواجهون أي تمييز من قبل حكومة السلطان قابوس بشكل عام في الوظائف أو التعليم أو تولي المناصب القيادية بالدولة فيما عدا ما تقوم به (وزارة الأوقاف والشئون الدينية) التي تمارس أبشع صور الاضطهاد ضد أهل السنة على مرأى ومسمع من سفارات دول مجلس التعاون ومعرفة القاصي والداني بذلك.
وطبعا تنوعت أساليب هذه الوزارة في محاربتها لأهل السنة ولا يتسع المجال لشرح ذلك .. إنما نركز على ما يخص صلب الموضوع بعد هذه المقدمة التي قد توضح الأبعاد الخفية لمشروع (مصحف عمان)(1/1290)
ومن هذه الأساليب عدم استخدام (المصاحف السنية) في مساجد عمان أو السماح بانتشارها بين الناس إلا على نطاق ضيق كتلك النسخ التي يستلمها الحجاج أو ما يوزع خلال معارض الكتب .. ثم طباعة تفسير خاص للقرآن الكريم لتكتمل الصورة الحقيقية للمشروع..
ولأهمية هذا الحدث وإعطاء الفرصة لذوي الاختصاص لمناقشته فكرت في عرضه في هذا المنتدى المبارك
وهذه بعض التفاصيل عن المشروع كما نشرتها وسائل الإعلام :
يرعى معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع يوم الاربعاء القادم تدشين مصحف عمان وذلك بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الاكبر
وقد تحدث الدكتور سالم بن هلال الخروصي مدير عام الوزارة والارشاد بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم امس بديوان عام الوزارة بقوله:(1/1291)
يتزامن من هذا الحدث الهام مع عبق ليالي شهر رمضان المبارك شهر النفحات الايمانية ونزول القرآن الكريم قال تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) مما يعطي لهذا الحدث روعته وروحانيته ولشرف عظيم ان يحتضن الجامع الاكبر هذا الحدث الهام ليضاف الى رصيد تاريخنا الفكري هذا الاسهام الحضاري ويعد مصحف عمان انجازا دينيا فكريا يضاف الى اسهامنا الحضاري المعاصر باعتباره سابقة من نوعه وعن اهم مميزات مصحف عمان قال يتضمن المصحف العديد من الخصائص والمميزات منها حظي بشرف خطه الخطاط التركي توران سوكيلي واشرف على طباعته وزارة الاوقاف والشؤون الدينية وخط المصحف في مدة زمنية مدتها ثلاث سنوات واستغرق تصحيح المصحف خمس سنوات بين تركيا والقاهرة لضبط التصويبات في مواضعها كما قامت لجنة من الازهر الشريف برئاسة الاستاذ الدكتور احمد عيسى المعصراوي شيخ المقارئ المصرية بمجمع البحوث الاسلامية بالازهر وعضوية لجنة مراجعة المصاحف بالازهر بمراجعته كما ان جميع اجزائه الثلاثين في اوائل صفحاتها من اجل الربعات والحفاظ على المصحف واسطر المصحف خمسة عشر سطرا في كل صفحة ويحتوي على جميع الزخارف الحديثة ومصحف عمان على الوجيه أي كل صفحة تنتهي بنهاية الاية وبنط الاحرف متناسقة لاراحة اعين القارئ وتنسيق علامات الربع في اول الصفحة ليساعد على سرعة الحفظ والالتزام بعلامات الوقوف المتعارف عليها عند العلماء والمتفق عليها بينهم.
واضاف الدكتور سالم الخروصي بقوله: ان مصحف عمان يعد الاول من نوعه في الشرق الاوسط حيث يطبع بخط يتميز عن الخطوط السابقة للمصاحف ويجمع العديد من السمات والخصوصيات العمانية في الزخارف والخطوط.(1/1292)
الجدير بالذكر ان حقوق الملكية الفكرية لهذه الطبعة من مصحف عمان ملك لوزارة الاوقاف والشؤون الدينية يصاحب هذا التدشين معرض كتابة المصحف في عمان تحت عنوان (تقاليد الكتابة وجماليات الفن) نهدف من خلاله التعريف بتاريخ خط المصحف في عمان عبر سلسلة القرون المتلاحقة وارتباطها بحركة النسخ وجماليات الزخرفة العمانية والمام العمانيين بعلم القراءات والادوات المستخدمة في كتابة المصحف الشريف وارتباطها بالتقاليد الفنية العربية والاسلامية وظهور الحرف المرتبطة بكتابة المصحف عند العمانيين اضافة الى ما ذكر يصاحب حفل التدشين عرض مسجل لمراحل طباعة المصحف وخطوات انجازه.
كما ستلقى على هامش التدشين محاضرة للدكتور فيصل الحفيان منسق برامج معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية بعنوان المصحف العماني وتقاليد الكتابة وجماليات الفن في اطار المعرض.
---
عبدالرحمن الشهري
10-25-2006, 04:30 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور عماد على هذه الإفادة حول (مصحف عمان) ، وقد جاءني سؤال عن هذا المصحف من أحد المواقع الإسلامية على بريدي فأجبتهم أنني لم أطلع على هذا المصحف ، ولا علم لي بكيفية طباعته ، وأما رسمه وضبطه فلا أظنهم يخرجون عن الاصطلاحات المعروفة ولا سيما أن اللجنة التي راجعته لجنة معروفة برئاسة الدكتور المعصراوي.
وقد استفدتُ من موضوعكم هذا جزيتم خيراً ، وليتكم تتكرمون بإطلاعنا أكثر على هذا المصحف من خلال تصوير صفحاته الأولى وبدايات أحزابه ومصطلحات الضبط التي اعتمدوها فيه ، وحتى ننظر في جمالية خط الخطاط الذي كتبه وهو الخطاط التركي المعروف توران سوكيلي فهو من أشهر الخطاطين المعاصرين بحسب علمي ، والإفادة عن كيفية الحصول على نسخة من هذا المصحف ؟
بارك الله فيكم
---
د.عبدالرحمن الصالح
10-25-2006, 07:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1293)
الحمد لله والصلاة على رسول الله القائل (ما نزع الرفق من شيء الا شانه وما حل في شيء الا زانه )
وبعد فأحببت أن أكتب تعليقا في ظلال كلام الأخ الدكتور شكر الله له حسن قصده
قد جعل الله الأخلاق محكومة بقانون الفعل وردّ الفعل، فالذي يريك خيرا ولطفا فإن السلوك الطبيعي منك أن تريه مثل ذلك
والذي يريك عبوسا وبسورا وكرها فإن ردّ الفعل الطبيعي منك شيء من هذا القبيل
وكلا الموقفين محكوم بقدراتك الاجتماعية والجسدية والمالية
ولذلك قالوا حكمهم حول العفو عند المقدرة وحول الحلم والجبن
إني أصاحب حلمي وهو بي كرم * ولا أصاحب حلمي وهو بي جبن
____
فإن قيل حلم قيل للحلم موضع * وحلم الفتى في غير موضعه جهل
___الى آخر ما قالوا وما يستطيعون أن يقولوا
وقد أمرنا الله تعالى أن ننتج فعلا جديدا فندفع بالتي هي أحسن لكي نضطر المسيء أن يكون ردّ فعله حسنا مقابلا لردنا الحسن.
لكن هذه لا يلقاها الا صابر ذو حظ عظيم.
لكن السبب في اضطهاد أهل السنة أو من احتكروا مسمى أهل السنة هو في طبيعته ردّ فعل على سلوك من يتصدّى للدعوة من أهل السنة.
وهذه قضية كبيرة ناقشها الناس وتحدث عنها بعض فضلاء الشيوخ
ويسكت كثير منهم مجاملة أو خضوعا لغلظ طباع بعض المتصدرين للمجتمع السني.
وليس للأمة مستقبل إلا بقيام (مذهب الأمة) القائم على أسس متينة من محكم التنزيل ومن إجماع الفقهاء على المداليل
، ذاك أن مذهب الأمة يشمل (أهل السنة بتياراتهم من أشعرية وماتريدية وحنابلة يسمون أنفسهم بالسلفية، ويشمل معهم الزيدية والإباضية)
أما من خرج عن الأمة واستقل عنها وأبغضها وعاداها فهم الإمامية والإسماعيلية وسائر فرق الباطنية
على خلاف (السنة-الزيدية-الإباضية)(1/1294)
فهؤلاء الناس لا يزعمون أن الإمامة وصية من الله ولا يلعنون فضلاء أصحاب النبي، والزيدية كالسنة يثقون بجهود العلماء في التدوين، وليس في ما يعتمده الإباضية وهو مسند الربيع بن حبيب ولا في فقه الإباضية ما ينافي إجماع الفقهاء أصلاً.
ولا بد من احترام الناس وعدم تجريحهم وتفسيقهم، فإذا كانوا لا يرضون أن يسموا خوارج فلماذا يزنّهم بعض الناس بها؟
وإن كان بعض العلماء القدماء قد خفف من حدة التسمية بقوله كابن حجر في فتح الباري (أتباع عبدالله بن إباض أقرب فرق الخوارج الى أهل السنة)
وما بي الخوض في مسائل الكلام فلست من علماء أصول الدين ولكني لا أحب السكوت عن الحق وغض الطرف عن أخطائنا نحن قبل أن نعبئ الأمة ضد الآخرين.
لا يريد الإباضية المساكين الا أن يقبلوا داخل الأمة ويقوم سفهاء الأمة بشتمهم وتفسيقهم وتبديعهم وتكفيرهم أحيانا بأبشع الأساليب، على حين أنهم يزوجون أهل السنة ويصاهرونهم ، والسلطان قابوس أمه سنية.
يا إخوة أربعوا على انفسكم
ظللنا نقول الزيدية كالرافضة وأعطني زيديا صغيرا أخرج لك منه رافضيا كبيرا حتى كدنا نخسر الزيدية فينحازوا الى مجتمع الرفض المبغض للإسلام وأهله، فهل تسمون صنيع هؤلاء المحسوبين على أهل السنة صنعا حكيماً.
لست أدري ماذا تفعل كليات أصول الدين إذا كان خريجوها مازالوا يتبعون تصنيفات لا تمت الى الحق بصلة فتجعل الزيدية من فرق الشيعة وتحشرهم في زمرة من زاد في دين الله مالم يأذن به الله كالإمامية والإسماعيلية والباطنية!
شتان بين من ليس له الا اسم الشيعة من التشيع وبين من خرج عن الأمة وكفرها وأبغضها وخوّنها وكفرها!
وهلا قارنا سلوك أجلافنا بأخلاق أسلافنا الذين لم يجرحوا شعور اليهود والنصارى من جيرانهم؟
جمع الله كلمة أمة الإسلام على الحق ورفع بها كلمته وهي العليا دائما وأبدا، وهداها كما هدى سلفها من المؤمنين لما اختلف فيه من الحق بإذنه
اللهم آمين والحمد لله رب العالمين
---(1/1295)
عماد الدين
10-26-2006, 12:02 AM
أخي الدكتور / عبدالرحمن الشهري .. أشكرك على تعليقك وإن شاء الله سألبي لك ما طلبت فور حصولي على نسخة من (مصحف عمان) وقد وعدني الإخوة (بوزارة الأوقاف) بإعطائي نسخة منه ... وللعلم تم طبع نسخ قليلة جدا منه حتى الآن أي أنه غير متداول ...
وأشكر الأخ الدكتور عبدالرحمن الصالح على مداخلته .. والحقيقة أنه ذهب بعيدا عن المقصود من الموضوع ولست بصدد التعليق على ما كتب لأنني شخصيا لا أحب الحديث حول مثل هذه المواضيع إلا لضرورة أراها ملحة..
ومما قاله الأخ :
لكن السبب في اضطهاد أهل السنة أو من احتكروا مسمى أهل السنة هو في طبيعته ردّ فعل على سلوك من يتصدّى للدعوة من أهل السنة.
وهذه قضية كبيرة ناقشها الناس وتحدث عنها بعض فضلاء الشيوخ
ويسكت كثير منهم مجاملة أو خضوعا لغلظ طباع بعض المتصدرين للمجتمع السني.
وتعليقي على هذا الكلام :
أن السبب في اضطهاد أهل السنة في عمان هي عقيدة الإخوة الأباضية ومما سهل عليهم ذلك لين أهل السنة وسمو أخلاقهم ووطنيتهم حتى أنك تسمع وترى العجائب مما يلاقونه وهم سادات القوم في بلادهم ولكنهم بالرغم من ذلك هم صابرون ومحتسبون ... والسبب الآخر خذلان إخوانهم في دول الخليج لهم فلكأنك تظن أن عمان في قارة أخرى وليست عضوا في مجلس التعاون الخليجي لما يحدث فيها دون أن يحرك أحد ساكنا أو يسكن متحركا .. والله المستعان
وعلى كل حال يمكن الاطلاع على هذا الموضوع لبعض ما يلاقيه إخوانكم أهل السنة في عمان من قبل (وزارة الأوقاف والشئون الدينية)
إضغط على هذا الرابط لتذهب لقراءة بعض التفاصيل (http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=168595&page=2)(1/1296)
وهنا أحب أن أكرر ما قلته سابقا أنه لا عبرة لما سيقال أن أهل السنة في عمان يتولون المناصب ويعاملون بالتساوي وأنهم ... وأنهم ... لأننا لسنا بصدد الحديث عن سياسة حكومية متبعة وإنما عن تنظيم سري أباضي متعصب تقوده حاليا (وزارة الأوقاف والشئون الدينية) بعد أن كشفت الأجهزة الأمنية قادة التنظيم وحاكمتهم العام الماضي..
---
الكشاف
10-30-2006, 11:05 PM
شكراً للدكتور عماد . وليتنا نطلع على هذا المصحف بقدر الطاقة في الملتقى . ولا أظنه يوجد خلاف بيننا وبين الإباضية في النظر إلى القرآن الكريم ، وعدد آياته ، وضبطه ورسمه . لكن لعل عمان ترغب في الاستقلال بمصحف ينسب لها ، وهذا شرف كل يسعى إليه .
وأما تعقيب الدكتور الصالح فهو كلام نظري جميل ، لو التزم به معارضوا السنة ، وإلا فمذهب أهل السنة هو مذهب الأمة الذي ينبغي عليها الالتزام به ، واسمه (أهل السنة والجماعة) ، لكن من يعطيك يده من الفرق المخالفة لهم ، وهي مخالفة للحق في الحقيقة لمن أنصف وتأمل الأدلة . وأما الدعوة إلى قبول الآخر والرفق معه وغير هذه العبارات العاطفية الجميلة فهي لا تنفع فتيلاً على أرض الواقع ، لأن هؤلاء المخالفين إذا تولوا الأمور أظهروا أقصى ما يحملونه من المعاندة والشقاق لأهل السنة ، ولا تجد لهذه الدعوات صدى في نفوسهم ، بل يضحكون على من يروج لها ، والله المستعان .
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:15 PM
شكرا لك أخي الكشاف
وقد وصلتني نسخة لـ (مصحف عمان) من أحد الإخوة بوزارة الأوقاف والشئون الدينية جزاه الله خيرا
وعلى بركة الله نبدأ بعرض بعض الصفحات من المصحف الجديد
ولا أخفيكم سرا فقد تفاجأت بهذه الطبعة وسبب ذلك معرفتي بأهل عمان وتميزهم واجتهادهم فيما يعملون ... ولكن كون وزارة الأوقاف والشئون الدينية هي الجهة المشرفة على هذا المشروع فلا غرابة أن نجد التقصير والإهمال في تنفيذه ...(1/1297)
والصور التي ستعرض في هذا المقال عن هذه الطبعة لكتاب الله العزيز بالإمكان مقارنتها مع تلك التي وضعتها سابقا عن آخر طبعات القرآن الكريم الصادرة عن (مجمع الملك فهد) والتي يمكن الوصول إليها عن طريق هذا الرابط
الطبعة الجديدة لمصحف المدينة النبوية - إضغط هنا (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4115)
والله الموفق]
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:25 PM
http://www.tafsir.net/images/oman100.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:27 PM
http://www.tafsir.net/images/oman200.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:30 PM
http://www.tafsir.net/images/oman300.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:32 PM
http://www.tafsir.net/images/oman400.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:33 PM
http://www.tafsir.net/images/oman500.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:33 PM
http://www.tafsir.net/images/oman600.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:34 PM
http://www.tafsir.net/images/oman700.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:35 PM
http://www.tafsir.net/images/oman800.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:36 PM
http://www.tafsir.net/images/oman900.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:38 PM
http://www.tafsir.net/images/oman1000.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:47 PM
http://www.tafsir.net/images/oman1100.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:48 PM
http://www.tafsir.net/images/oman1200.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:50 PM
http://www.tafsir.net/images/oman1300.jpg
---
عماد الدين
11-21-2006, 07:53 PM
http://www.tafsir.net/images/oman1400.jpg
هذا آخر ما تم التعليق عليه
وصفحة الوقف بالمصحف تحوي علامة الوقف الممنوع (لا) التي تم حذفها في الطبعة الجديدة لـ (مصحف المدينة النبوية) كما أشرنا في الرابط أعلاه
وبانتظار تعليقاتكم
---
عبدالرحمن الشهري(1/1298)
11-24-2006, 07:11 AM
جزاكم الله خيراً يا دكتور عماد على هذا الجهد الرائع ، وقد اطلعتُ على الصور أول وضعها هنا ، وأعجبت بحسن إخراجك وتنسيقك لها وتعليقاتك عليها ، وأرجأتُ التعقيب إلى الصباح ، ثم لم أتمكن من رؤيتها مرة أخرى ، فهل تتكرم علينا بإعادة تحميلها على الموقع هنا ، أو تحملها على أي موقع وتبعث لي بروابطها وأرقامها التسلسلية حسب وضعها هنا في المشاركة وسأقوم بإعادة وضعها في المشاركة بحسب ترتيبها الذي تذكره ، حتى لا تذهب من المواقع المجانية لرفع الصور .
أحسن الله إليك وبارك في وقتك وعلمك .
---
إبراهيم الجوريشي
11-25-2006, 02:29 AM
نعم جزاكم الله خيرا فصور المصحف لم تظهر عندنا نرجو اعادة تحميلها بارك الله فيكم
---
عماد الدين
11-25-2006, 09:47 AM
الشيخ العزيز / المشرف العام
بعثت لك جميع الصور على بريدك بالهوت ميل
وترتيبها في العرض حسب أرقامها
---
عبدالرحمن الشهري
11-25-2006, 10:38 AM
جزاك الله خيراً يا دكتور عماد ، فقد وصلتني الصور ورفعتها كما تفضلتم . وأكرر شكري وتقديري لجهدك وتنظيمك البديع .
---
عماد الدين
11-25-2006, 12:32 PM
أشكرك أخي الدكتور عبد الرحمن
وما دام الأمر يتعلق بخدمة كتاب الله العزيز .. فما أجمل تلك اللحظات وما أروع تلك الدقائق التي نقضيها في ذلك
ويبدو أن الصورة في المشاركة رقم 19 لا تظهر واضحة
وأرجو أن تستبدلها بتلك التي وصلتك على الخاص
---
إبراهيم الجوريشي
11-25-2006, 03:07 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا
أحبا أن انوه الى امر هام بعد اطلاعي على نماذج المصحف العماني وجدت ان مستوى خط النسخ غير متقن في رسم حروفه وجمالياته ولا يقارن بمستوى خط الخطاط عثمان طه في مصحف المدينة.
وذكر ان الخطاط التركي المعروف توران سوكيلي فهو من أشهر الخطاطين المعاصرين ، ومن متابعاتي للخط والخطاطين في اتركيا والعالم الاسلامي يوجد من هو اشهر .(1/1299)
فمن امهر الخطاطين وابرزهم في تركيا والعالم الاسلامي محمدأوزجاي وعثمان اوزجاي وداود بكتاش وفي العالم العربي عباس البغدادي وجمال الترك وغيرهم لايتسع المقام لذكرهم.
والله تعالى أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
11-25-2006, 05:02 PM
جزاك الله خيراً يا دكتور عماد . والأمر كما تفضل أخي إبراهيم فقد كنت أسمع عن الخطاط توران سوكيلي أنه من أجود الخطاطين الأتراك المعاصرين ، ثم إذا به دون ذلك وأسأل الله له القبول فقد اجتهد وسعه .
---
أحمد بزوي الضاوي
11-25-2006, 08:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
أما بعد ، فإني أشكر للإخوة في عمان الشقيق هذا المجهود المشكور في خدمة كتاب الله تعالى و العمل على نشره ، ونأمل من سائر الدول الإسلامية أن تحذو حذوهم ، وحذو بعض الدول الإسلامية التي اهتمت بنشر القرآن الكريم .بل إنني أناشد كل دولة إسلامية العمل على نشر القرآن الكريم بخصوصية من خصوصيات البلاد من حيث شكل الكتابة و الزخرفة و التقسيم و الوقف و العد ، فإن ذلك مما يدل على عظمة القرآن الكريم ، وأنه المجال الذي يستوعب الناس جميعا . كما أننا ندعو للحفاظ على القرآن الكريم كما وصلنا من حيث القراءة و الرسم فذلك مجال التوحد و الوحدة . كماأناشد الإخوة الكرام إلى أن يكونوا دعاة إلى الوحدة ، والتعالي عن تصيد الأخطاء ، وتضخيم الفوارق البسيطة ، و التشكيك في النوايا . والأخذ بالظاهر وترك البواطن لله سبحانه ، فهو وحده يعلم الأتقى .
نسأل الله تعالى التوفيق و السداد ، وأن يجعل هذا الموقع موقع وحدة ونبذ الفرقة و الشقاق ، و العمل على المتفق عليه ، و تجاوز المختلف فيه . و التسامي فوق النعرات الطائفية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/1300)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشروعية النقاب في المذاهب الفقهية الأربعة ـ أشرف عبد المقصود
---
مشروعية النقاب في المذاهب الفقهية الأربعة ـ أشرف عبد المقصود
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-16-2006, 12:16 AM
مشروعية النقاب في المذاهب الفقهية الأربعة ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود : بتاريخ 15 - 11 - 2006
في حوار شهير له مع صحيفة الأخبار الحكومية ، نشرته بتاريخ 1 / 4 / 1994م ، أبدى العلامة الراحل الكبير الشيخ محمد متولي الشعراوي غضبه وسخطه على من يهاجمون النقاب والحجاب ، وقال ما نصه :
(( وعجيب أيضا وغريب أمر هؤلاء ، وهم في رفضهم للحجاب والنقاب يرفعون شعار الحرية الشخصية !! ونحن نسألهم أهناك حرية بلا ضوابط تمنع الجنوح بها إلى غير الطريق الصحيح ؟ وأية حرية تلك التي يعارضون بها تشريعات السماء ؟ هذه الحرية التي تضيق الخناق على المحجبات ، وتترك الحبل على الغارب للسافرات فَيُحرضن على الجريمة بعد الافتتان ! وحسبنا من سوابق الخطف للفتيات ، واغتصاب المائلات المميلات ، حسبنا من ذلك دليلا على حكمة الله البالغة فيما شرع من ستر !! إن هؤلاء يحاولون التدخل في صميم عمل الله ، ويريدون أن تُشَرِّع الأرض للسماء وخسئوا وخاب سعيهم )) اهـ(1/1301)
وكان عجبا أن بعض المنتسبين إلى الأزهر يتحدثون عن "بدعة" ستر وجه المرأة ، وكأنهم لأول مرة يعرفونها في دين الإسلام وأقوال أئمته ، بينما شيخ الأزهر الحالي نفسه الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره المسمى (( التفسير الوسيط للقرآن الكريم طبعة دار المعارف جـ 11 ص 245 ) ينتصر لستر البدن كله بما فيه الوجه ، ففي تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } (الأحزاب:59) يقول : (( والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب يستر جميع البدن ، تلبسه المرأة فوق ثيابها . والمعنى : يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك ، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك ، وقل لنساء المؤمنين كافة ، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن ، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن ، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن ؛ زيادة في التستر والاحتشام ، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها )) اهـ . فهذا هو رأي شيخ الأزهر من تفسيره فماذا يقولون ؟
* * * *
إننا بادئ ذي بدء نريد أن ننبه على أمرين مهمين ونجيب عن شبهة مغرضة :
أما الأمر الأول : فيخطىء من يظن أن النقاب قَيْدٌ وُضع على المرأة ليمنعها من ممارسة حقوقها ، أو غُلٌّ ترسُف فيه يحول بينها وبين أداء مهامها . ولكنه في الحقيقة شعار الحياء والخَفَر ، وعنوان الطهارة والعفاف ، تلتزمه ـ منذ قديم الزمان ـ نساء عِلْيَة القوم ، من ذوي الرياسة ، والجاه ، والعلم ، والثراء .(1/1302)
وأما الأمر الثاني : فهو أننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن أخطاء بعض المنتقبات أو سلوكهن ـ وهي موجودة ـ أو أننا نريد أن نجبر النساء على ارتدائه . بل إننا نريد أن يفرق الناس بين النقاب وبين أخطاء وسلوكيات بعض المنتقبات . فالنقاب لايعطي للمرأة العصمة من الذنوب وتظل المنتقبة شأنها شأن بقية المسلمات يجوز عليها الخطأ والصواب ، وبالتالي فالذين يتحدثون عن هذا الجانب يريدون سحب القضية إلى "أزقة" الكلام بعيدا عن جوهرها وصلبها .
وأما الشبهة المغرضة : وهي تلك التي يدندن بها أصحاب النفوس الضعيفة هذه الأيام ويملئون بها الصحف والمجلات صياحا وعويلا : يقولون : إن النقاب قد يرتديه المحتالون والسُّرَّاق والإرهابيون والداعرات فيتخفون وراءه ؟ ثم يروحون يستعرضون القصص المغرضة في هذا الباب .
وللرد على هذه الشبهة نقول :
أولا : المنافقون في الدرك الأسفل من النار ومع ذلك كانوا يتظاهرون بالإسلام فيصلُّون ويُخفون في قلوبهم الزندقة والكفر ويخادعون الله ، فهل نترك الصلاة لأن المنافقين يصلون ؟
ثانيا : هناك من المجرمين واللصوص من يرتدي زي رجل الشرطة ورجل الأمن ، فنرى هذا المجرم ينتحل صفة ضابط الشرطة الأمين فيُغرر بالناس ويحتال عليهم ويسرق أموالهم بل قد يقتلهم ، فهل نقوم بإلغاء زي رجل الشرطة من أجل هؤلاء المحتالين والمجرمين ؟
نحن نعلم أن هناك ظروفا تقتضي أن يُتَحَقَّق من شخصية المنتقبة في المطارات والامتحانات .. وحين يُرتاب أو يشك في أمر يحتاج فيه لذلك . فما المانع أن يتحقق من شخصيتهن ضابطات للأمن أو غيرهن من الموظفات دون أي حساسية ، وباحترام ومعاملة مهذبة ؟
ثالثا : لا شك أن من يريد أن يتخفى وراء شيء ما ليداري جريمة ما فإنه لا يختار شيئا قبيحا ، وإنما يختار شيئا مستحسنا . لنفرض أن هناك امرأة سيئة السير والسلوك تتخفى وراء النقاب فما من شك أنها تتخفى وراءه لأنه مستحسن لا لأنه قبيح !!(1/1303)
لقد وصل الأمر ببعضهم لكي يمنع النقاب إلى التآمر والاحتيال والنصب والدجل . يقول الأستاذ محمد جلال كشك في كتابه ( قراءة في فكر التبعية ) ص ( 421 ) : أن عميد إحدى الكليات اعترف : أنه لكي يمنع الحجاب أو النقاب في كليته استأجر طالبا من كلية أخرى واتفقوا معه على أن يحاول دخول الكلية منقبا ويقبض عليه الحرس وتصبح فضيحة . وتم ذلك فعلا واستغلها العميد فأصدر قرارا بمنع الحجاب أو النقاب ودفعوا للطالب أُجرته مع بعض الأقلام والشلاليت ! وكان العميد يروي هذه القصة مفتخرًا قائلا : بعشرة جنيه حلِّيت مشكلة الحجاب في كُلِّيتي ! ترى كم يتكلف تلميع خائب وترويج بائر ) اهـ
* * * *
والذي دعاني للحديث في هذا الموضوع هو هذه الحملة الموتورة على النقاب وجرأة البعض على الفتوى والزعم بأن المذاهب الأربعة تُحَرِّم أو تُبَدّع النقاب أو تجعله من المكروهات !! ، وبدا أن هناك حملة لإشاعة الجهل بين الناس أو استغلال بعد الناس عن مواطن العلم ، لترويج أباطيل ليست من دين الله في شيئ ، بل هي اعتداء على الدين والعلم وافتراء على فقهاء المسلمين .(1/1304)
فمسألة الحجاب والنقاب من المسائل التي قتلت بحثا وهي تدور بين الوجوب والاستحباب ولكن من العجب العجاب أن ينتقل بنا أقوام يزعمون الاجتهاد ـ وهو منهم براء ـ إلى دائرة التحريم والكراهة ؛ دون أي دليل بل باستخدام الكذب والتزوير . ولو كان لهؤلاء القائلين بكراهة أو تحريم النقاب سلف من هذه الأمة ، أو مستند يعتمدون عليه ولو كان واهيًا ، أو حكوا مذاهب العلماء في وجوب ستر الوجه وعدمه بأمانة ، ونقلوا أدلتهم بنزاهة ، ثم اختاروا القول بعدم الوجوب ، لقلنا : جنحوا لمذهب مرجوح لهم فيه سلف . ولكن العجب العجاب ، قول من يقول أن النقاب بدعة ويدعو لتحريمه أو كراهته . وللأسف الشديد يتم هذا التَّبَجُّح باسم علوم الدين !! وعلومُ الإسلام كلها بريئة إلى اللَّه تعالى من انتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ولذلك أحببت أن أضع بين يدي القراء بعض معالم الحقيقة في هذا الموضوع ، والعمدة في ذلك كتاب شيخنا العلامة الفقيه الدكتور محمد فؤاد البرازي الرائع ( حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) ، على أن نتبع هذا المقال بآخر يعرض كلام المفسرين في هذه المسألة ، وكلام أعلام الفقه قديما وحديثا .
ستر الوجه في المذاهب الأربعة :
من المفيد أن نشير إلى أن القائلين بجواز كشفه ، قد اتجهت مذاهبهم إلى وجوب ستره لخوف الفتنة نظرًا لفساد الزمن . وبناءً على ذلك فقد استقر الكثير من فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم على وجوب ستر الوجه .ويحسن بنا في هذا المقام أن نذكر شذرات قليلة من أقوال علماء كل مذهب من هذه المذاهب ، منقولة من كتب أصحابها ـ ومعظم هذه الكتب تدرس بالأزهر منذ مئات السنين وإلى اليوم ـ ، إبراءً للذمة ، وإقامة للحجة ، وحتى لا يصدق الناس ما يروجه المزورون من أن النقاب لا وجود له في المذاهب الفقهية الكبرى الأربعة !!
أولا : مذهب الحنفية :(1/1305)
1 ـ قال الشرنبلالي في ( متن نور الإيضاح ) : « وجميع بدن الحرة عورة إلا وجهها وكفيها باطنهما وظاهرهما في الأصح ، وهو المختار » . وقد كتب العلامة الطحطاوي في ( حاشيته الشهيرة على مراقي الفلاح شرح متن نور الإيضاح ص 161) عند هذه العبارة ما يلي : « ومَنْعُ الشابة من كشفه ـ أي الوجه ـ لخوف الفتنة ، لا لأنه عورة » اهـ .
2 ـ وقال الشيخ داماد افندي (مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر ـ 1 / 81) : « وفي المنتقى : تمنع الشابة عن كشف وجهها لئلا يؤدي إلى الفتنة . وفي زماننا المنع واجب بل فرض لغلبة الفساد وعن عائشة : جميع بدن الحرة عورة إلا إحدى عينيها فحسب ، لاندفاع الضرورة » اهـ .
3 ـ وقال الشيخ محمد علاء الدين الإمام (الدر المنتقى في شرح الملتقى ـ 1 / 81 ( المطبوع بهامش مجمع الأنهر ) : « وجميع بدن الحرة عورة إلا وجهها وكفيها ، وقدميها في رواية ، وكذا صوتها، وليس بعورة على الأشبه ، وإنما يؤدي إلى الفتنة ، ولذا تمنع من كشف وجهها بين الرجال للفتنة » اهـ .والراجح أن صوت المرأة ليس بعورة ، أما إذا كان هناك خضوع في القول ، وترخيم في الصوت فإنه محرم .
4 ـ وقال الشيخ الحصكفي (الدر المختار بهامش حاشية ابن عابدين ـ 3 / 188 ـ 189) : « يعزر المولى عبده ، والزوج زوجته على تركها الزينة الشرعية مع قدرتها عليها ، وتركها غسل الجنابة ، أو على الخروج من المنزل لو بغير حق ، أو كَشفت وجهها لغير محرم » اهـ باختصار .(1/1306)
5 ـ وقال في موطن آخر : « وتمنع المرأة الشابة من كشف الوجه بين رجال ، لا لأنه عورة ، بل لخوف الفتنة ، كمسّهِ وإن أَمِنَ الشهوة ، لأنه أغلظ ، ولذا ثبتت به حرمة المصاهرة ». قال خاتمة المحققين ، العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة عند هذه العبارة : « والمعنى : تُمنَعُ من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة ، لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة .وقوله : « كمسِّهِ » أي : كما يمنع الرجل من مسِّ وجهها وكفِّها وإنْ أَمِنَ الشهوة » اهـ ( انظر : الدر المختار ، مع حاشية رد المحتار ( 1 / 272) .
6 ـ وقال العلامة ابن نجيم ( البحر الرائق شرح كنز الدقائق ـ 1 / 284) : « قال مشايخنا : تمنع المرأة الشابة من كشف وجهها بين الرجال في زماننا للفتنة » اهـ .
7 ـ وقال أيضًا في موضع آخر ( البحر الرائق شرح كنز الدقائق ـ 2 / 381) : « وفي فتاوى قاضيخان : ودلَّت المسألة على أنها لا تكشف وجهها للأجانب من غير ضرورة . اهـ وهو يدل على أن هذا الإرخاء عند الإمكان ووجود الأجانب واجبٌ عليها » اهـ .
8 ـ وقال الشيخ علاء الدين عابدين (الهدية العلائية ( ص / 244) : « وتُمنع الشابة من كشف وجهها خوف الفتنة » اهـ .
وقد أوجب فقهاء الحنفية على المرأة الْمُحْرِمة بحج أو عمرة ستر وجهها عند وجود الرجال الأجانب .(1/1307)
9ـ قال العلامة المرغيناني (فتح القدير ( 2 / 405) عند كلامه عن إحرام المرأة في الحج : « وتكشف وجهها لقوله عليه السلام : إحرام المرأة في وجهها ». قال العلامة المحقق الكمال بن الهمام تعليقًا على هذه العبارة : « ولا شك في ثبوته موقوفًا . وحديث عائشة رضي الله عنها أخرجه أبو داود وابن ماجه ، قالت : كان الركبان يمرون ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات ، فإذا حاذَونا سَدَلَت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه . قالوا : والمستحب أن تسدل على وجهها شيئًا وتجافيه ، وقد جعلوا لذلك أعوادًا كالقُبة توضع على الوجه يسدل فوقها الثوب . ودلت المسألة على أن المرأة منهية عن إبداء وجهها للأجانب بلا ضرورة وكذا دلَّ الحديث عليه » اهـ .
10 ـ وقال العلامة الحصكفي (الدر المختار ورد المحتار ( 2 / 189 ) عند كلامه عن إحرام المرأة في الحج : « والمرأة كالرجل ، لكنها تكشف وجهها لا رأسها ، ولو سَدَلَت شيئًا عليه وَجَافَتهُ جاز ، بل يندب » .قال خاتمة المحققين ، العلامة ابن عابدين في حاشيته على « الدر المختار » عند قوله : « بل يُندب » ، قال : « أي خوفًا من رؤية الأجانب ، وعبَّر في الفتح بالاستحباب ؛ لكنْ صرَّحَ في « النهاية » بالوجوب . وفي « المحيط » : ودلَّت المسألة على أن المرأة منهية عن إظهار وجهها للأجانب بلا ضرورة ، لأنها منهية عن تغطيته لحقِّ النُّسك لولا ذلك ، وإلا لم يكن لهذا الإرخاء فائدة » . اهـ ونحوه في الخانية . ووفق في البحر بما حاصله : أنَّ مَحْمَلَ الاستحباب عند عدم الأجانب ، وأما عند وجودهم فالإرخاء واجب عليها عند الإمكان ، وعند عدمه يجب على الأجانب غض البصر ... » اهـ باختصار .(1/1308)
فأنت ترى من النصّين التاسع والعاشر تصريح فقهاء الحنفية بنهي المرأة أثناء الإحرام بالحج عن إبداء وجهها للأجانب بلا ضرورة ، وقولهم بوجوب ستره رغم أنها في أقدس الأمكنة مستدلين على ذلك بحديث عائشة السابق ذكره . فإذا كان الأمر كذلك وهي محرمة في أقدس البقاع ، فوجوب ستره في غيرها أَوْلى وأحرى بالاتِّباع .
ثانيا : مذهب المالكية :
1 ـ روى الإمام مالك ( الموطأ ـ 2 / 234 بشرح الزرقاني ، وانظر نحوه في : أوجز المسالك ـ 6 / 196) ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت : « كنا نُخمّر وجوهنا ونحن محرمات ، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق » .قال الشيخ الزرقاني « زاد في رواية : فلا تنكره علينا ، لأنه يجوز للمرأة المحرمة ستر وجهها بقصد الستر عن أعين الناس ، بل يجب إن علمت أو ظنت الفتنة بها ، أو يُنظر لها بقصد لذة . قال ابن المنذر : أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط كله ، والخفاف ، وأن لها أَنْ تغطي رأسها ، وتستر شعرها ، إلا وجهها ، فَتُسدل عليه الثوب سدلًا خفيفًا تستتر به عن نظر الرجال ، ولا تُخَمِّر ، إلا ما روي عن فاطمة بنت المنذر ، فذكر ما هنا ، ثم قال : ويحتمل أن يكون ذلك التخمير سدلًا ، كما جاء عن عائشة قالت : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مُرَّ بنا سَدَلْنا الثوب على وجوهنا ونحن محرمات ، فإذا جاوزْنا رفعناه » اهـ .
2 ـ وقال الشيخ الحطَّاب (مواهب الجليل لشرح مختصر خليل ـ 1 / 499) : « واعلم أنه إن خُشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه والكفين . قاله القاضي عبد الوهاب ، ونقله عنه الشيخ أحمد زرّوق في شرح الرسالة ، وهو ظاهر التوضيح . هذا ما يجب عليها »اهـ .(1/1309)
3 ـ وقال الشيخ الزرقاني في شرحه لمختصر خليل : (( وعورة الحرة مع رجل أجنبي مسلم غير الوجه والكفين من جميع جسدها ، حتى دلاليها وقصَّتها .وأما الوجه والكفان ظاهرهما وباطنهما ، فله رؤيتهما مكشوفين ولو شابة بلا عذر من شهادة أو طب ، إلا لخوف فتنة أو قصد لذة فيحرم ، كنظر لأمرد ، كما للفاكهاني والقلشاني . وفي المواق الكبير ما يفيده . وقال ابن الفاكهاني : مقتضى مذهبنا أن ذلك لا يحرم إلا بما يتضمنه ، فإن غلبت السلامة ولم يكن للقبح مدخل فلا تحريم )) . وهذا كله ـ كما ترى ـ في حكم نظر الرجل الأجنبي المسلم إليها . أما حكم كشف وجهها فلم يتعرض الشارح له في هذا الموضع ، وستجده في الفقرة الرابعة المنقولة من حاشية الشيخ البناني عند كلامه على هذه العبارة نفسها ، فانتظره فإنه بيت القصيد . (( ومذهب الشافعيّ أَمَسُّ بسدِّ الذرائع ، وأقرب للاحتياط ، لا سيَّما في هذا الزمان الذي اتّسع فيه البلاء ، واتسع فيه الخرق على الراقع » . اهـ باختصار يسير ( شرح الزرقاني على مختصر خليل ـ 1 / 176) .
4ـ وقد كتب العلامة البنَّاني في حاشيته على شرح الزرقاني لمختصر خليل على كلام الزرقاني السابق (1 / 176 ، ونحوه في حاشية الصاوي على الشرح الصغير 1 / 289) . ) ما يلي » قول الزرقاني : إلا لخوف فتنة ، أو قصد لذة فيحرم ، أي النظر إليها ، وهل يجب عليها حينئذٍ ستر وجهها ؟ وهو الذي لابن مرزوق في اغتنام الفرصة قائلًا : إنه مشهور المذهب ، ونقل الحطاب أيضًا الوجوب عن القاضي عبد الوهاب ، أو لا يجب عليها ذلك ، وإنما على الرجل غض بصره ، وهو مقتضى نقل مَوَّاق عن عياض . وفصَّل الشيخ زروق في شرح الوغليسية بين الجميلة فيجب عليها ، وغيرها فيُستحب »اهـ .(1/1310)
5 ـ وقال ابن العربي : « والمرأة كلها عورة ، بدنها ، وصوتها ، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة ، أو لحاجة ، كالشهادة عليها ، أو داء يكون ببدنها ، أو سؤالها عما يَعنُّ ويعرض عندها » أحكام القرآن ( 3 / 1579) . قال محمد فؤاد البرازي : الراجح أن صوت المرأة ليس بعورة ، أما إذا كان هناك خضوع في القول ، وترخيم في الصوت ، فإنه محرم كما سبق تقريره .
6 ـ وقال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره ( 12 / 229) : « قال ابن خُويز منداد ــ وهو من كبار علماء المالكية ـ : إن المرأة اذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة ، فعليها ستر ذلك ؛ وإن كانت عجوزًا أو مقبحة جاز أن تكشف وجهها وكفيها » اهـ .
7 ــ وقال الشيخ صالح عبد السميع الآبي الأزهري (جواهر الإكليل ـ 1 / 41 ) : « عورة الحرة مع رجل أجنبي مسلم جميع جسدها غير الوجه والكفين ظهرًا وبطنًا ، فالوجه والكفان ليسا عورة ، فيجوز كشفهما للأجنبي ، وله نظرهما إن لم تُخشَ الفتنة . فإن خيفت الفتنة فقال ابن مرزوق : مشهور المذهب وجوب سترهما . وقال عياض : لا يجب سترهما ويجب غضُّ البصر عند الرؤية . وأما الأجنبي الكافر فجميع جسدها حتى وجهها وكفيها عورة بالنسبة له » اهـ .
8 ـ وقال الشيخ الدردير (جواهر الإكليل ـ 1 / 41 ) : « عورة الحرة مع رجل أجنبي منها ، أي ليس بِمَحْرَمٍ لَهَا ،جميع البدن غير الوجه والكفين ؛ وأما هما فليسا بعورة وإن وجب سترهما لخوف فتنة» اهـ .
ـ وقد أوجب فقهاء المالكية على المرأة المُحْرِمة بحج أو عمرة ستر وجهها عند وجود الرجال الأجانب .(1/1311)
9ـ قال الشيخ صالح عبد السميع الآبي الأزهري ( جواهر الإكليل ـ 1 / 41) في أبواب الحج : « حَرُمَ بسبب الإحرام بحج أو عمرة على المرأة لبس محيط بيدها كقُفَّاز ، وستر وجهٍ بأي ساتر ، وكذا بعضه على أحد القولين الآتيين ، إلا ما يتوقف عليه ستر رأسها ومقاصيصها الواجب ، إلا لقصد ستر عن أعين الرجال فلا يحرم ولو التصق الساتر بوجهها ، وحينئذٍ يجب عليها الستر إن علمت أو ظنت الافتتان بكشف وجهها ، لصيرورته عورة . فلا يقال : كيف تترك الواجب وهو كشف وجهها وتفعل المحَرّم وهو ستره لأجل أمر لا يُطلب منها ، إذ وجهها ليس عورة ؟ وقد علمتَ الجواب بأنه صار عورة بعلمِ أو ظنِّ الافتتان بكشفه »اهـ باختصار .
10ـ وقال الشيخ أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي الأزهري ) الفواكه الدواني على رسالة أبي زيد القيرواني ـ 1 / 431) في باب الحج والعمرة : « واعلم أن إحرام المرأة حرة أو أَمَةً في وجهها وكفيها . قال خليل : وحَرُمَ بالإحرام على المرأة لبس قُفَّاز ، وستر وجه إلا لستر بلا غرز ولا ربط ، فلا تلبس نحو القفاز ، وأما الخاتم فيجوز لها لبسه كسائر أنواع الحلي ، ولا تلبس نحو البرقع ، ولا اللثام إلا أن تكون ممن يخشى منها الفتنة ، فيجب عليها الستر بأن تسدل شيئًا على وجهها من غير غرز ولا ربط » . اهـ باختصار يسير .
11ـ وقال الشيخ الدردير (الشرح الكبير بهامش حاشية الدسوقي ـ 2 / 54، 55) : « حَرُمَ بالإحرام بحج أو عمرة على المرأة ولو أَمَة ، أو صغيرة ، ستر وجه ، إلا لستر عن أعين الناس ، فلا يحرم ، بل يجب إن ظنت الفتنة ... » اهـ .(1/1312)
12ـ وقال الشيخ عبد الباقي الزرقاني ( شرح الزرقاني على مختصر خليل ـ 2 / 290 ـ 291) في أبواب الحج : « حَرُمَ بالإحرام على المرأة لبس قُفَّاز ، وستر وجه ، إلا لستر عن الناس ، فلا يحرم عليها ستره ولو لاصقته له ، بل يجب إن علمت أو ظنت أنه يخشى منها الفتنة ، أو ينظر لها بقصد لذة ، وحينئذٍ فلا يقال : كيف تترك واجبًا وهو ترك الستر في الإحرام وتفعل محرمًا وهو الستر لأجل أمر لا يطلب منها ، إذ وجهها ليس بعورة ؟ فالجواب : أنه عورة يجب ستره فيما إذا علمت ، إلى آخر ما مر » اهـ وتمام العبارة : « أنه عورة يجب ستره فيما إذا علمت أو ظنت أنه يخشى منها الفتنة ، أو ينظر لها بقصد لذة » اهـ .
* ونستخلص من النصوص السابقة المأخوذة من المراجع المعتمدة عند المالكية أنه :
ـ يُسَنُّ للمرأة أن تستر وجهها عند تحقق السلامة والأمن من الفتنة ، وعند عدم النظر إليها بقصد اللذة .
ـ أما إذا علمت أو ظنت أنه يُخشى من كشف وجهها الفتنة ، أو ينظر لها بقصد لذة ، فيصير عورة يجب عليها ـ حينئذٍ ـ ستره ، حتى ولو كانت محرمة بحج أو عمرة . هذا هو مشهور المذهب كما حكاه ابن مرزوق . ولا شك أننا في زمن تحققت فيه الفتنة ، وانتشرت في أطرافه الرذيلة ، وامتلأت الطرقات بالمتسكعين الذين يتلذذون بالنظر إلى النساء ، فلا يجوز ـ والحال على هذا ـ عند المالكية أنفسهم ، ولا عند المذاهب الثلاثة الأخرى خروج المرأة كاشفة عن وجهها ، بل يجب عليها ستره .
* * * *
ثالثًا : مذهب الشافعية :(1/1313)
1 ـ قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في المنهج : « وعورة حُرَّة غير وجه وكفين« ... . قال الشيخ سليمان الجمل في حاشيته على الكتاب السابق عند قوله : « غير وجه وكفين : وهذه عورتها في الصلاة . وأما عورتها عند النساء المسلمات مطلقًا وعند الرجال المحارم ، فما بين السرة والركبة . وأما عند الرجال الأجانب فجميع البدن . وأما عند النساء الكافرات ، فقيل : جميع بدنها ، وقيل : ما عدا ما يبدو عند المهنة » اهـ ( حاشية الجمل على شرح المنهج ـ 1 / 411) .
2ـ وقال الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي ( تحفة المحتاج بشرح المنهاج ـ 3 / 113 ـ 115 ، المطبوع بهامش حاشيتي الشرواني والعبادي ) في « فصل تكفين الميت وحمله وتوابعهما » : « يُكفن الميت بعد غسله بما لَهُ لُبْسُهُ حيًا ... ثم قال : وأقله ثوب يستر العورة المختلفة بالذكورة والأنوثة »اهـ .وقد كتب الشيخ الشرواني ( حاشية الشرواني على تحفة المحتاج ـ 3 / 115) في حاشيته على تلك العبارة : « فيجب على المرأة ما يستر بدنها إلا وجهها وكفيها ، حرَّة كانت أو أمة . ووجوب سترهما في الحياة ليس لكونهما عورة ، بل لكون النظر إليهما يوقع في الفتنة غالبًا . شرح : م ر ــ أي شرح شمس الدين بن الرملي رحمهما الله تعالى .
3 ـ وذكر ابن قاسم العبادي في ( حاشيته على تحفة المحتاج ـ 3 / 115) نحو ذلك على العبارة نفسها ، فقال : « فيجب ما ستر من الأنثى ولو رقيقة ما عدا الوجه والكفين . ووجوب سترهما في الحياة ليس لكونهما عورة ، بل لخوف الفتنة غالبًا . شرح : م ر » اهـ .(1/1314)
4ـ وقال الشيخ الشرواني : « قال الزيادي في شرح المحرر : إن لها ثلاث عورات : عورة في الصلاة ، وهو ما تقدم ـ أي كل بدنها ما سوى الوجه والكفين . وعورة بالنسبة لنظر الأجانب إليها : جميع بدنها حتى الوجه والكفين على المعتمد .وعورة في الخلوة وعند المحارم : كعورة الرجل »اهـ ـ أي ما بين السرة والركبة ـ ( حاشية الشرواني على تحفة المحتاج ـ 2 / 112) .
5 ـ وقال أيضًا : « من تحققت من نظر أجنبي لها يلزمها ستر وجهها عنه ، وإلا كانت معينة له على حرام ، فتأثم » اهـ (حاشية الشرواني على تحفة المحتاج ـ 6 / 193) .
6 ــ وقال الشيخ زكريا الأنصاري : « وعورة الحرة ما سوى الوجه والكفين » فكتب الشيخ الشرقاوي في حاشيته على هذه العبارة : « وعورة الحرة .. أي : في الصلاة . أما عورتها خارجها بالنسبة لنظر الأجنبي إليها فجميع بدنها حتى الوجه والكفين ولو عند أَمنِ الفتنة » اهـ (تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب ـ 1 / 174) .
7 ــ وقال الشيخ محمد الزهري الغمراوي (أنوار المسالك شرح عمدة السالك وعدة الناسك ص 217 ) : (( ويحرم أن ينظر الرجل إلى شيء من الأجنبية ، سواء كان وجهها ، أو شعرها ، أو ظفرها ، حرة كانت أو أمة ...)) ثم قال بعد أربعة أسطر : (( فالأجنبية الحرة يحرم النظر إلى أي جزء منها ولو بلا شهوة ، وكذا اللمس والخلوة ؛ والأَمة على المعتمد مثلها ، ولا فرق فيها بين الجميلة وغيرها ...)) . ثم قال في الصفحة التي تليها : ويحرم عليها ـ أي المرأة ـ كشف شيء من بدنها ، ولو وجهها وكفيها لمراهق أو لامرأة كافرة »اهـ .(1/1315)
8 ــ وقال الشيخ محمد بن عبد الله الجرداني (فتح العلام بشرح مرشد الأنام ( 1 / 34 ـ 35 ) : « واعلم أن العورة قسمان : عورة في الصلاة . وعورة خارجها ، وكل منهما يجب ستره » اهـ .وبعد تفصيل طويل نافع قال تحت عنوان : « عورة المرأة بالنسبة للرجال الأجانب ، وما فيه من كلام الأئمة ، وحكم كشف الوجه : « وبالنسبة لنظر الأجنبي إليها جميع بدنها بدون استثناء شيء منه أصلًا ..ثم قال : ويجب عليها أن تستتر عنه ، هذا هو المعتمد ، ونقل القاضي عياض المالكي عن العلماء : أنه لا يجب على المرأة ستر وجهها في طريقها وإنما ذلك سنة ، وعلى الرجال غض البصر عنها . وقيل : وهذا لا ينافي ما حكاه الإمام من اتفاق المسلمين على منع النساء بأن يخرجن سافرات الوجوه ، أي كاشفاتها ، لأن منعهن من ذلك ليس لوجوب الستر عليهن ، بل لأن فيه مصلحة عامة بسدِّ باب الفتنة . نعم : الوجه وجوبه عليها إذا علمت نظر أجنبي إليها ، لأن في بقاء الكشف إعانة على الحرام . أفاد ذلك السيد أبو بكر في حاشيته على فتح المعين نقلًا عن فتح الجواد . وضعَّفَ الرملي كلام القاضي ، وذكر أن الستر واجب لذاته . ثم قال : وحيث قيل بالجواز كره ، وقيل : خلاف الأَولى .وحيث قيل بالتحريم ــ وهو الراجح ــ حرم النظر إلى المُنَقَّبة التي لا يبين منها غير عينيها ومحاجرها ، أي ما دار بهما ، كما بحثه الأذرعي ، لا سيَّما إذا كانت جميلة » اهـ ( فتح العلام بشرح مرشد الأنام ـ 1 / 41 ـ 42 ) ، ونحوه في مغني المحتاج ( 3 / 129) .
9ـ وقال الشيخ تقي الدين الحصني (كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار ( 1 / 181 ) : « ويُكره أن يصلي في ثوب فيه صورة وتمثيل ، والمرأة متنقّبة إلا أن تكون في مسجد وهناك أجانب لا يحترزون عن النظر ، فإن خيف من النظر إليها ما يجر إلى الفساد حرم عليها رفع النقاب . وهذا كثير في مواضع الزيارة كبيت المقدس ، زاده الله شرفًا ، فليُجتنَب ذلك »اهـ .(1/1316)
10ـ وقال الشيخ محمد بن قاسم الغزي : « وجميع بدن المرأة الحرة عورة إلا وجهها وكفيها ، وهذه عورتها في الصلاة ، أما خارج الصلاة فعورتها جميع بدنها »اهـ (فتح القريب في شرح ألفاظ التقريب ( ص 19) .
11ـ وقد أجاز فقهاء الشافعية للمرأة المُحْرِمة بالحج أو العمرة ستر وجهها عند وجود الرجال الأجانب ؛ بل أوجبه بعضهم . قال العلامة الرملي الشهير بالشافعي الصغير : « وللمرأة أن ترخي على وجهها ثوبًا متجافيًا عنه بنحو خشبة وإن لم يُحتَج لذلك لحرٍّ وفتنة .. ولا يبعد جواز الستر مع الفدية حيث تعيَّن طريقًا لدفع نظر مُحرَّم .وقد كتب الشبراملسي في حاشيته عليه : « قوله : ولا يبعد جواز الستر أي : بل ينبغي وجوبه ، ولا ينافيه التعبير بالجواز ، لأنه جوازٌ بعد مَنع ، فيَصدُق بالواجب » اهـ (نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ، ومعه حاشية الشبراملسي ( 3 / 333) .
12ـ وقال الخطيب الشربيني : « وإذا أرادت المرأة ستر وجهها عن الناس أَرْخَت عليه ما يستره بنحو ثوب متجافٍ عنه بنحو خشبة ، بحيث لا يقع على البشرة . « وقد كتب البجيرمي في حاشيته على هذا القول : « فيه إشارة إلى وجوب كشف وجهها ولو بحضرة الأجانب ومع خوف الفتنة ، ويجب عليهم غض البصر ، وبه قال بعضهم . والمتجه وجوب الستر عليها بما لا يمسُّه » اهـ (حاشية البجيرمي على الخطيب ( 2 / 391) .
13 ــ ونقل الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي ( أوجز المسالك إلى موطأ مالك ـ 6 / 197 ) نقلًا عن : شرح الإقناع .
في « باب تخمير المحرم وجهه » عن « شرح الإقناع » قوله : « وإذا أرادت » ستر وجهها عن الناس أَرْخَت عليه ما يستره بنحو خشبة ، بحيث لا يقع على البشرة . وفي حاشيةِ قوله : « إذا أرادت » ، فيه إشارة إلى وجوب كشف وجهها ــ أي في حالة الإحرام ــ ولو بحضرة الأجانب ، ومع خوف الفتنة ، ويجب عليهم غض البصر ، وبه قال بعضهم . والمتجه في هذه وجوب الستر عليها بما لا يمسُّه »اهـ .
* * * *(1/1317)
رابعًا : مذهب الحنابلة
1ـ قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ : « كل شيء منها ــ أي من المرأة الحرة ــ عورة حتى الظفر » اهـ (زاد المسير في علم التفسير ـ 6 / 31 ) .
2ـ وقال الشيخ يوسف بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي في ( مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام ـ ص 120 ) : « ولا يجوز للرجل النظر إلى أجنبية ، إلا العجوز الكبيرة التي لا تشتهى مثلها ، والصغيرة التي ليست محلًا للشهوة ، ويجب عليه صرف نظره عنها . ويجب عليها ستر وجهها إذا برزت » اهـ .
3ـ وقال الشيخ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي (كشاف القناع عن متن الإقناع ـ 1 / 309) ) : « والحرة البالغة كلها عورة في الصلاة حتى ظفرها وشعرها » لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « المرأة عورة » رواه الترمذي ، وقال : حسن صحيح . وعن أم سلمة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم : « أتصلي المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار ؟ قال : إذا كان الدرع سابغًا يغطي ظهور قدميها » رواه أبو داود ، وصحح عبد الحق وغيره أنه موقوف على أم سلمة . « إلا وجهها » : لا خلاف في المذهب أنه يجوز للمرأة الحرة كشف وجهها في الصلاة . ذكره في المغني وغيره . « قال جمع : وكفيها » واختاره المجد ، وجزم به في العمدة والوجيز لقوله تعالى : ? وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ? [ النور : 31 ] قال ابن عباس وعائشة : وجهها وكفيها . رواه البيهقي ، وفيه ضعف ، وخالفهما ابن مسعود . « وهما » أي : الكفان . « والوجه » من الحرة البالغة « عورة خارجها » أي الصلاة « باعتبار النظر كبقية بدنها » كما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم : « المرأة عورة » اهـ .(1/1318)
4ـ وقال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري (الروض المربع شرح زاد المستقنع للبهوتي ، مع حاشية العنقري ـ 1 / 140 ) : « وكل الحرة البالغة عورة حتى ذوائبها ، صرح به في الرعاية . اهـ إلا وجهها فليس عورة في الصلاة . وأما خارجها فكلها عورة حتى وجهها بالنسبة إلى الرجل والخنثى وبالنسبة إلى مثلها عورتها ما بين السرة إلى الركبة » اهـ .
5ـ وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي ـ رحمه الله تعالى ـ ( الفروع ( 1 / 601 ـ 602): « قال أحمد : ولا تبدي زينتها إلا لمن في الآية. ونقل أبو طالب : « ظفرها عورة ، فإذا خرجت فلا تبين شيئًا ، ولا خُفَّها ، فإنه يصف القدم ، وأحبُّ إليَّ أن تجعل لكمّها زرًا عند يدها » . اختار القاضي قول من قال : المراد بـ ? مَا ظَهَرَ ? من الزينة : الثياب ، لقول ابن مسعود وغيره ، لا قول من فسَّرها ببعض الحلي ، أو ببعضها ، فإنها الخفية ، قال : وقد نصَّ عليه أحمد فقال : الزينة الظاهرة : الثياب ، وكل شيء منها عورة حتى الظفر » اهـ .
6ـ وقال الشيخ يوسف مرعي (غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى ـ 3 / 7 ) : « وحرم في غير ما مرَّ ــ أي من نظر الخاطب إلى مخطوبته ، ونظر الزوج إلى زوجته ، وغير ذلك ــ قصدُ نظرِ أجنبية ، حتى شعر متصل لا بائن . قال أحمد : ظفرها عورة ، فإذا خرجت فلا تبين شيئًا ، ولا خُفَّها فإنه يصف القدم . وأُحبّ أن تجعل لكمّها زرًا عند يدها » اهـ .(1/1319)
7ـ وقد أجاز فقهاء الحنابلة للمرأة المُحْرِمة بحج أو عمرة ستر وجهها عند مرور الرجال الأجانب قريبًا منها . قال الشيخ ابن مفلح الحنبلي (المبدع في شرح المقنع ـ 3 / 168 ) ، وانظر أيضا : الروض المربع ( 1 / 484) : « والمرأة إحرامها في وجهها » فيحرم عليها تغطيته ببرقع ، أو نقاب ، أو غيره ، لما روى ابن عمر مرفوعًا : « لا تنتقب المرأة المحرمة ، ولا تلبس القُفَّازين » رواه البخاري . وقال ابن عمر : إحرام المرأة في وجهها ، وإحرام الرجل في رأسه . رواه الدارقطني بإسناد جيد .. فإن احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبًا منها جاز أن تُسدل الثوب فوق رأسها على وجهها ، لفعل عائشة . رواه أحمد وأبو داود وغيرهما . وشَرَط القاضي في الساتر أن لا يصيب بشرتها ، فإن أصابها ثم ارتفع بسرعة فلا شيء عليها ، وإلَّا فَدَت لاستدامة الستر ، وردَّه المؤلف بأن هذا الشرط ليس عند أحمد ، ولا هو من الخبر ، بل الظاهر منه خلافه ، فإنه لا يكاد يسلم المسدول من إصابة البشرة ، فلو كان شرطًا لبُيِّن »اهـ باختصار .
8ـ وقال الشيخ إبراهيم ضويان (منار السبيل ( 1 / 246 ـ 247 ) أثناء كلامه عن محظورات الإحرام : « ... وتغطية الوجه من الأنثى ، لكن تُسدل على وجهها لحاجة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « لا تنتقب المرأة المحرمة ، ولا تلبس القفازين » رواه أحمد والبخاري قال في الشرح : فيحرم تغطيته . لا نعلم فيه خلافًا إلا ماروي عن أسماء أنها تغطيه ، فيُحمَلُ على السدل ، فلا يكون فيه اختلاف . فإن احتاجت لتغطيته لمرور الرجال قريبًا منها سدلت الثوب من فوق رأسها ، لا نعلم فيه خلافًا . اهـ لحديث عائشة : « كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا حاذَونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه » . رواه أبو داود والأثرم » اهـ .
* * * *(1/1320)
الخُلاصة : يستنتج من تلك النصوص التي سقناها من المصادر المعتمدة عند كل مذهب من تلك المذاهب الأربعة ما يلي :
1ـ وجوب ستر المرأة جميع بدنها ، بما في ذلك وجهها وكفيها عن الرجال الأجانب عنها . وقد رأى بعض أهل العلم أن الوجه والكفين عورة لا يجوز إظهارهما لغير النساء المسلمات والمحارم ، استنادًا إلى الحديث الصحيح : « المرأة عورة . « ورأى البعض الآخر أنهما غير عورة ، لكنهم قالوا بوجوب سترهما لخوف الفتنة نظرًا لفساد الزمن . فانعقدت خناصر المذاهب الأربعة على وجوب سترهما ، وحرمة كشفهما . لذا نقل « الإمام النووي » ، و« التقي الحصني » ، و« الخطيب الشربيني » ، وغيرهم عن « الإمام الجويني » إمام الحرمين اتفاقَ المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه . انظر : روضة الطالبين ( 7 / 21 ) ، وكفاية الأخيار ( 2 / 75 ) ، ومغني المحتاج ( 3 / 128 ـ 129) .
2 ـ دَلَّت النصوص التي سقناها عن المذاهب الأربعة على وجوب ستر المحرمة وجهها بغير البرقع والنقاب عند البعض ، وعلى جواز ستره بغيرهما عند مرور الرجال الأجانب بها عند البعض الآخر . وما ذلك إلا لصيانتها من نظراتهم رغم كونها محرمة .لهذا قال الحافظ ابن عبد البر (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ـ 15 / 108 ) : « أجمعوا أنَّ لها أن تسدل الثوب على وجهها من فوق رأسها سدلًا خفيفًا تستتر به عن نظر الرجال إليها ، ولم يجيزوا لها تغطية وجهها ـ أي وهي محرمة بنحو خمار ـ إلا ما ذكرنا عن أسماء » اهـ .
وفي الوقفات المقبلة نوضح مشروعية النقاب عند أهل العلم من غير المذاهب الأربعة وعند المفسرين كذلك ، والله المستعان .
أشرف بن عبد المقصود
Bokhary63@yahoo.com
نقلا عن صحيفة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=26625&Page=7
---
(1/1321)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طريقة مقترحة لدرس تفسير
---
طريقة مقترحة لدرس تفسير
---
ابو المثنى
09-25-2003, 01:54 PM
نحن مجموعة شباب لدينا درس في التفسير فجر كل خميس ولقد كلفت انا بالتحضير لهذا الدرس
فارجو منكم اخبري باطريقه المناسبه
وجزاكم الله خير
---
أبومجاهدالعبيدي
09-25-2003, 05:53 PM
بسم الله
يا أخي الكريم ؛ طريقة الدرس تختلف باختلاف حال الملقي ، وحال الحاضرين ، وأنت لم تبين ذلك في سؤالك .
ويمكن القول في الجواب على سؤالك العاجل :
لعل الطريقة المناسبة أن يختار كتاب يكون أصلاً يعتمد عليه في الدرس ، وليكن مثلاً تفسير الحافظ ابن كثير أم تفسير السعدي [حسب حال الطلبة ، ويمكنك مراجعة موضوع : مكتبة التفسير على هذا الرابط :مكتبة التفسير وعلوم القرآن (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26) ]
ثم تحضر للدرس من خلال قراءتك للتفسير المقرر وحرصك على فهمه جيداً ، وتستعين بغيره من كتب التفسير الأخرى ، واستفد من أشرطة الشيخ ابن عثيمين وكتبه في التفسير فهي مفيدة جداً ، ثم يقوم أحد الحاضرين بقراءة الكتاب ، وأنت تتولى التعليق والشرح .وإذا انتهيتم من ذلك تفتح المجال للحضور للسؤال والتعليق بذكر الفوائد والاستنباطات وغير ذلك .
والله أعلم
---
السهيلي
09-25-2003, 07:49 PM
الأخ أبو المثنى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر الأخ أبو مجاهد على اقتراحه لك وهو اقتراح جيد يمكنك الاخذ به وجزاه الله خيرا .
واقيرح عليك أيضا أن تأخذ سورة من القرآن الكريم أو جزء منه أو بعض آيات ، وتقوم بدراستها من عدة تفاسير واستخراج مافيها من احكام وعبر وقصص وبلاغة وقضايا نحوية تفيد طلبتك .
وأعانك الله ووفقك
---
أبومجاهدالعبيدي
09-25-2003, 08:15 PM
بسم الله(1/1322)
هذه فائدة كنت قد كتبتها في هذا الملتقى وفي غيره عن الطريقة المثلى للتفسير ولعل لها صلة بما سأل أبو المثنى
الطريقة المثلى لتفسير كلام الله تعالى .
أقول مستعيناً بالله تعالى : أفضل الطرق لتفسير القرآن الكريم هي التي تحقق المقصد والهدف من التفسير على أكمل وجه .
ولسائل أن يسأل ويقول : وما المقصد والهدف من التفسير ؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال أنبه على أن المسلم لا يمكن أن ينتفع بالقرآن ويهتدي به على أكمل الوجوه حتى يقوم بهذه الأمور الثلاثة التي هي من أهم مقاصد إنزال القرآن الكريم ، وهي :
أولاً – تلاوة آياته وترتيلها كما أمر الله سبحانه بذلك في قوله : ( ورتل القرآن ترتيلاً ) .
ثانياً – تدبر آياته والتفكر فيها كما قال الله تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) .
ثالثاً – العمل بما فيه ، وتطبيق أحكامه ، والتحاكم إليه كما قال عز وجل : ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) .
فالأمر الأول يعين على تحقيقه علم التجويد والقراءات مع الحرص على تلقي القرآن من أفواه المقرئين المتقنين لتلاوته .
والأمر الثاني – وهو التدبر – لا يمكن أن يحصل على الوجه المطلوب إلا بفهم معاني القرآن وبيان المراد منه ، وهذا هو التفسير .
والأمر الثالث – وهو العمل بالقرآن – يكون بتطبيق ما ترشد إليه الآيات وتدعو إليه ، وهذا يؤخذ من الآيات عن طريق استنباط الأحكام والفوائد والعبر والعظات من الآيات .
وعليه ؛ فإن الهدف من التفسير هو تحقيق التدبر لكتاب الله ، ومعرفة المعنى الصحيح للآية المؤدي إلى الإستنباط الصحيح .
وبناءً على جميع ما سبق ؛ يمكن أن يقال : إن الطريقة المثلى لتفسير القرآن الكريم هي التي يراعى فيها تحقيق الأمور الثلاثة السابقة ، وذلك باتباع الخطوات التالية :
الخطوة الأولى : أن تتلى الآيات المراد تفسيرها قراءة صحيحة مرتلة مجودة .(1/1323)
الخطوة الثانية : أن يبين ما يحتاج إلى بيان في هذه الآيات ، وذلك ببيان معنى اللفظ المشكل ، وإيراد سبب النزول ، ومعرفة السياق الذي وردت فيه ، وغير ذلك مما لا يتضح معنى الآيات إلا بمعرفته . مع مراعاة عدم الخوض في تفصيلات وتفريعات قد لا تدعو الحاجة إليها ، لأن الخوض في مثل هذه التفاصيل التي تكثر في كثير من كتب التفسير قد يكون عائقاً عن المعاني المهمة التي لها تعلق بالعمل والتطبيق .
الخطوة الثالثة : استنباط الأحكام والفوائد التربوية والعملية والإيمانية من هذه الآيات ، وهذا من أهم ما ينبغي أن يراعى في التفسير ، وهو الذي يحصل بسببه علم كثير وخير عظيم لمن اهتم به وحرص عليه .
وهذه الطريقة – بخطواتها الثلاث – يمكن أن يستدل عليها بقول الله تعالى : ( ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم )
فالخطوة الأولى (يتلو عليهم آياتك) ، والخطوة الثانية ( ويعلمهم الكتاب والحكمة) ، والخطوة الثالثة (ويزكيهم) .
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الخطوات : ( "يتلو عليهم آياتك" لفظاً وحفظاً وتحفيظاً ، "ويعلمهم الكتاب والحكمة" معنىً ، "ويزكيهم" بالتربية على الأعمال الصالحة ، والتبري من الأعمال الردية التي لا تزكو النفوس إلا معها . ) اه كلامه رحمه الله وهو على اختصاره من أجمل ما ذكر في التفسير .
وأختم بقضية أحسبها مهمة جداً ، وهي الحرص على ربط فوائد الآيات بالواقع ، والاستفادة من التفسير في الحياة العملية ، ومما يفيد في ذلك كثيراً كتاب : في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله
---
(1/1324)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > استفسار عن مجال الملتقى بالتحديد
---
استفسار عن مجال الملتقى بالتحديد
---
محب
10-21-2003, 01:54 AM
لاحظت أن موضوعات المنتدى تنصب غالباً على التفسير ، دون الكلام على إعجاز القرآن بوجوهه المتعددة .
فهل هذه الملاحظة صحيحة أم أنى تسرعت ؟
وهل يعنى ذلك أنه غير مباح لى أن أسأل حول إعجاز القرآن الكريم ، وألتزم بمجال التفسير فقط ؟
كما أتمنى أن يفيدنى الإخوة الكرام بروابط لمواقع أو منتديات عن إعجاز القرآن .. وأتمنى أكثر ألا تكون كلها عن الإعجاز العلمى فقط !
أفيدونا أكرمكم الله .
---
أحمد البريدي
11-05-2003, 11:51 PM
حياك الله وافيدك بأن الملتقى عام في كل ما يتعلق بالدراسات القرآنية فاطرح ما لديك سواءً فيما يتعلق بالإعجاز وغيره بل هناك مواضيع طرحت حول هذا الموضوع ارجو مراجعة فهرس الملتقى بارك الله فيك .
---
(1/1325)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موقع "التفسير" أشمل مرجع قرآني مجاني موجود حاليا
---
موقع "التفسير" أشمل مرجع قرآني مجاني موجود حاليا
---
ابو حنيفة
09-09-2006, 11:05 PM
موقع “التفسير “هو أشمل مرجع قرآني مجاني موجود حاليا على شبكة الإنترنت، وهو موقع غير
ربحي يتضمن أوسع مجموعة من تفاسير القرآن الكريم والتراجم والدراسات المتعلقة به. بدأ تطبيق
هذا المشروع عام 2001 عن طريق مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمان- الأردن، والآن يمكن
زيارة الموقع والاستفادة من جميع المزايا الفريدة التي يقدمها حيث يحتوي على النصوص الأصلية
العربية لأكثر من 90 كتاب والتي يمكن من خلالها الإطلاع على التفسير وأحكام التجويد والأحاديث
النبوية الشريفة بالإضافة إلى الدراسات الإسلامية الأخرى المتعلقة بالقرآن وعلومه.
يحتوي موقع التفسير على مواد قيّمة ومتنوعة، فبالإضافة إلى تقديم التفسير الأصلي للقرآن الكريم
للمدارس الدينية الإسلامية السبعة، فإن الموقع يضم أيضاً أعمالاً ذات طابع ديني روحاني ولغوي
وفلسفي. وللمرة الأولى وفي موقع واحد يتم جمع الدراسات المقارِنة بين المذاهب والمدارس الحنفية
والشافعية والمالكية والحنبلية والجعفرية والزيدية والإباضية، والتي يمكن الاطلاع عليها ضمن برامج
البحث والشاشات المتعددة. وبفضل استخدام أحدث التكنولوجيا، وباستخدام الروابط التشعبية فإنه
بالإمكان الوصول إلى النصوص المطلوبة آية بآية أو كلمة بكلمة.
ويمكنك الاستماع للآيات القرآنية بجميع المقامات.
وما ذلك إلا غيض من فيض، تصفحه وستجد العجب العجاب.
www.altafsir.com
منقول ( الدال على الخير كفاعله )
---
محمد العبدالله
09-10-2006, 08:05 PM
جزاكم الله خيرا وأجزل لكم العطاء
---
نورة
09-11-2006, 03:29 AM
جزاكم الله خيراً
---
عبدالله بن بلقاسم
09-11-2006, 09:28 AM(1/1326)
ماذا وراء الأكمة
وهل أضحت تفاسير الرافضة قسيمة لتفاسير أهل السنة
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
وكيف يروج لتفسير القمي والطوسي والكاشاني مع تفاسير الأئمة الطبري وابن كثير
انظر رحمك الله ما في تفسير
الكاشاني حيث ينسب إلى ابي بكر وعمر وحفصة وعائشة أنهم هموا بان يسموا رسول الله
أيحل نقل مثل هذا
قال في سورة التحريم
كان سبب نزولها انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله صلّى الله عليه وآله مارية فعلمت حفصة بذلك فغضبت واقبلت على رسول الله صلّى الله فقالت يا رسول الله في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله منها فقال كفى فقد حرّمت مارية على نفسي ولا اطأها بعد هذا ابداً وانا افضي اليك سرّاً ان انت اخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والنّاس اجمعين فقالت نعم ما هو فقال انّ ابا بكر يلي الخلافة بعدي ثمّ بعده ابوك فقالت مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك واخبرت عائشة ابا بكر فاسأل انت حفصة فجاء عمر الى حفصة فقال ما هذا الذي اخبرت عنك عائشة فأنكرت ذلك وقالت ما قلت لها من ذلك شيئاً فقال لها عمر انّ هذا حقّ فأخبرينا حتى نتقدّم فيه فقالت نعم قد قال رسول الله فاجتمعوا اربعة على ان يسمّوا رسول الله صلّى الله عليه وآله فنزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذه السورة قال واظهره الله عليه يعني اظهره الله على ما اخبرت به وما همّوا به من قتله عرف بعضه أى خبرها وقال لم اخبرت بما اخبرتك واعرض عن بعض قال لم يخبرهم بما يعلم ممّا همّوا به من قتله
---
ابو حنيفة
09-12-2006, 12:27 PM
بارك الله فيكم اخي الكريم(1/1327)
ملاصقة الكتب والعلوم بعضها جنب بعض لايعني تساويها في الصحة والقدر ، ولاأرى ان البحث فيها وخصوصا لمن تخصص في هذا من طلاب العلم في هذا الملتقى بأسا لانهم قد حصونا انفسهم من شبهها .....
وأما هل هذا ترويج لها أقول قد لايكون هذا ترويجا ..... اذ ان الاستدلال من الكتب المخالفة يعتبر أقوى حجية عليهم .... ومااستدلالك بهذا الخبر الا دليل عليه .
وأما انا فناقل لخبر .... ( ومثلك لايخفى عليه حكم الناقل)
---
أبو يعقوب
09-12-2006, 09:21 PM
ماذا وراء الأكمة
وهل أضحت تفاسير الرافضة قسيمة لتفاسير أهل السنة
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصا
وكيف يروج لتفسير القمي والطوسي والكاشاني مع تفاسير الأئمة الطبري وابن كثير
انظر رحمك الله ما في تفسير
الكاشاني حيث ينسب إلى ابي بكر وعمر وحفصة وعائشة أنهم هموا بان يسموا رسول الله
أيحل نقل مثل هذا
قال في سورة التحريم(1/1328)
كان سبب نزولها انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله صلّى الله عليه وآله مارية فعلمت حفصة بذلك فغضبت واقبلت على رسول الله صلّى الله فقالت يا رسول الله في يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله منها فقال كفى فقد حرّمت مارية على نفسي ولا اطأها بعد هذا ابداً وانا افضي اليك سرّاً ان انت اخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والنّاس اجمعين فقالت نعم ما هو فقال انّ ابا بكر يلي الخلافة بعدي ثمّ بعده ابوك فقالت مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك واخبرت عائشة ابا بكر فاسأل انت حفصة فجاء عمر الى حفصة فقال ما هذا الذي اخبرت عنك عائشة فأنكرت ذلك وقالت ما قلت لها من ذلك شيئاً فقال لها عمر انّ هذا حقّ فأخبرينا حتى نتقدّم فيه فقالت نعم قد قال رسول الله فاجتمعوا اربعة على ان يسمّوا رسول الله صلّى الله عليه وآله فنزل جبرئيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذه السورة قال واظهره الله عليه يعني اظهره الله على ما اخبرت به وما همّوا به من قتله عرف بعضه أى خبرها وقال لم اخبرت بما اخبرتك واعرض عن بعض قال لم يخبرهم بما يعلم ممّا همّوا به من قتله
بارك الله فيك
---
أبو عمر السيد
09-16-2006, 11:47 AM
هذا الموقع موقع لا يعلى عليه نسأل الله أن يثبت القائمين عليه على طريق الحق ويوفقهم لكل خير
---
(1/1329)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأساليب الانشائية في القرآن الكريم ؟
---
الأساليب الانشائية في القرآن الكريم ؟
---
JENERAL
04-21-2004, 05:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
لعلكم تقبلوني عضواً - ثقيل الدم - بينكم....
بارك الله فيكم ، طلب منا دكتور مادة البلاغة في الجامعة (( تخصصي لغة انجليزية - ترجمة )) احضار بحث عن الأساليب الانشائية في القرآن الكريم ، بحيث نأخذ سورة من النصف الأول من القرآن الكريم ( البقرة - الكهف ) ونشرحها مستخرجين هذه الأساليب الانشائية التي لا تخفى عليكم ( نهي - استفهام - أمر - فخر -......)
وحاولت جاهداً البحث عن كتب تتكلم في هذا الشان ووجدت :
- التحرير والتنوير - ابن عاشور
- بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
والحقيقة لم أجد ضالتيفي تلك الكتب ، وتسليم البحث خلال اسبوعين ...لا تبخلوا عليّ يا أهل العلم والمعرفة ، ولكم الشكر الجزيل
JENERAL
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2004, 02:12 PM
مرحباً بك أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير ونرجو أن تجد ما ينفعك بإذن الله.
أرجو أن تجد بغيتك في الكتب التالية :
- دراسات لأسلوب القرآن الكريم للشيخ الجليل محمد عبدالخالق عضيمة.وهو كتاب كبير في 11 مجلداً وهو متوفر في المكتبات العامة.
- خصائص التعبير في القرآن الكريم للدكتور عبدالعظيم المطعني.
- كتب البلاغة التي تحدثت عن الإنشاء وذكرت أمثلته من القرآن الكريم وهي كثيرة .
وفقك الله لكل خير.
---
عبد الله الخضيري
04-21-2004, 05:40 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولاً : حياك الله ، و امنياتي الصادقة لك بالتوفيق ،
و شكراً لتواصلك مع الملتقى آملاً أن يدوم ذلك الود و لا يرحل .
ثانياًً :
بالإمكان مراجعة مباحث علوم القرآن مثل الإتقان للسيوطي
أو البرهان للزركشي أو مناهل العرفان للزرقاني(1/1330)
بخصوص ما ذكرته من ( نهي - استفهام - أمر - فخر -......)
أمنياتي لك بالتوفيق
أخوك
عبد الله
---
(1/1331)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات ووقفات (الحلقة الثانية)
---
آيات ووقفات (الحلقة الثانية)
---
سعيد الشهري
08-09-2004, 02:30 PM
آيات ووقفات (الحلقة الثانية)
الحمد لله رب العالمين
الله عز وجل أنزل هذه السورة العظيمة، وفيها من الألفاظ العقائدية، والبلاغة الربانية، وتهذيب ألسننا ، وتعليم أنفسنا ، وخضوع أرواحنا لله عز وجل ، فعلمنا كيف الأدب مع الله ، فالحمد والثناء أولاً ، ثم الدعاء، وفيها أقسام التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد العبادة(الإلوهية) ، وتوحيد الأسماء والصفات، فلنتمعن في آياتها ، ونبحر في معانيها، ونستشف بعض أسرارها، ونغرف من منابعها الرقراقة، قال الله تعالى ( الحمد لله) وتعني هذه الكلمة الثناء على ربنا الله بصفات الكمال، والشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أنعم الله على عبد نعمة فقال : الحمد لله إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذ(2).
فلله الحمد والشكر والثناء الحسن على أكبر نعمة أنعم علينا بأن أنزل على رسوله قرأناً نتلوه ، ومنهجاً ننهجه، وعلماً ننهل منه، وشفاءً للأسقام، ونوراً للأفهام، وانشراحاً للصدور، ونوراً في القبور ، وشفيعاً لقارئه، وحجة للعبد أو عليه نسأل الله أن يجعله حجة لنا وقائدنا إلى الفردوس الأعلى من الجنة.(1/1332)
وقوله (رب العالمين ) فمعناها هو الرب المربي جميع العالمين ، وهم الذين أعد الله لهم النعم العظيمة ، والالاء الجسيمة، التي تستقيم بها الحياة، وتنعم بها البشرية، ونعمه كذلك على العالم الآخر عالم الجن، الذي يشاطر البشر في قوله تعالى ( سنفرغ لكم أيه الثقلان) وقول ( يا معشر الإنس والجن) وقول ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) قهم مكلفون تماماً كالبشر ، فأيضاً لهم أرزاقهم ونعائم الله عليهم لا ينكر ذلك إلا كافر، فهم أيضاً من العالمين الذين ذكرهم الله في الآية، قال ابن كثير رحمه الله : ففي رواية سعيد بن جبير وعكرمة وعن ابن عباس : أي رب الجن والأنس . وقال الفراء وأبو عبيد: العالم عبارة عما يعقل وهم الأنس والجن والملائكة والشياطين. قال السعدي رحمه الله : للتربية الربانية نوعان عامة وخاصة ، فالعامة هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا، أما الخاصة فهي تربيته لأوليائه ، فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له ويكملهم ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه. وهكذا يتبين لنا معنى من المعاني العظيمة، التي يقر الله فيها أن الفضل له والمنة علينا إذ أنه هو ربنا المربي لنا، والمعلم لنا، والهادي لنا، والذي أخرجنا بفضله وإحسانه من الظلمات إلى النور، وهدانا إلى صراطه المستقيم ، فهو الرب المعبود، والإله المألوه الذي تعبده هذه العوالم من الأنس والجن والملائكة والشياطين، و لكن الكثير من الناس لا يعترفون برب العالمين كالملاحدة وغيرهم من أصحاب العقائد الأرضية، الشيطان رغم عصيانه وتمرده على الله إلا أنه لا ينكر بأن الله هو رب العالمين ولكنه حينما تمرد وعصى أمر الله بالسجود لآدم أخرجه الله من جنته، وحل عليه غضب الرب ،ولكنه يعترف ويقر بان الله هو رب العالمين ولا ينكر هذا ، قال الله تبارك وتعالى ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله(1/1333)
رب العالمين) وهذا لا ينكره أحد بأنه هو المعبود، أما الملحدين والعياذ بالله من حالهم فهم ينكرون الرب تبارك وتعالى فيقولون لا إله والحياة مادة. وتدل هذه الآية دلالة واضحة على إنفراد الله بالخلق وتدبيره لهم وإنعامه عليهم وهو سبحانه له كمال الغنى، والعباد مفتقرون إليه لقوله تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) (1).
الوقفات
1- فضل سورة الفاتحة وأنها لا صحة لصلاة المرء إلا بها.
2- الرب سبحانه وتعالى هو المربي لنا بنعمه ومنها نعمة الإسلام الذي هدانا إليه بفضله وإحسانه.
3- التربية الربانية لنا حيث علمنا ربنا كيف نتأدب معه سبحانه فنحمده ونثني عليه ثم ندعوه.
(2) صحيح : الألباني في صحيح الجامع (5563).
(1) سورة فاطر 15.
---
(1/1334)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الأحاديث التي تثبت صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى ؟
---
سؤال عن الأحاديث التي تثبت صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى ؟
---
الحب الكبير
04-18-2006, 07:05 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى..وبعد:
أحبابي في الله..وإخوتي الشرفين..
يوجد عدة أحاديث تدل على أن عز وجل يسمع ويبصر..
فهل لي أن أعرفها منكم..
وما هو موقع الأحاديث المصداقة التي لا شك في تحريفها.
---
إبراهيم الحميضي
04-18-2006, 10:48 PM
أخي الكريم أرجو أن تجد بغيتك في موقع ( الدررالسنية ) ، وهناك كتب كثيرة في هذا الباب من أفضلها للمعاصرين ( صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة (http://www.dorar.net/book_view.asp?book_id=2939) ) للشيخ علوي السقاف .
---
أبو فاطمة الأزهري
04-22-2006, 08:39 AM
من الأحاديث التي تدل على إثبات صفة السمع لله عز وجل ما ثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها موقوفاً : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ؛ لقد أتت المجادلة تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لفي جانب الحجرة يخفى علي بعض حديثها. أو كما قالت رضي الله عنها.
---
الديبو
04-25-2006, 06:43 PM
صفةُ السمع عند أهل السنة صفةٌ أزليَّة قائمة بذاته تعالى، تتعلَّق بالمسموعات أو بالموجودات فتدرك إدراكًا تامًا، لا عن طريق التَّخيل والتَّوهم، ولا عن طريق تأثّر حاسَّة ووصول هواء، والبصر صفة أزلية قائمة بذاته تعالى متعلقة بالمبصرات أو الموجودات، فالسمعُ والبصر صفتان ينكشف بهما الشيء ويتضح كالعلم، إلا أنَّ الانكشاف بهما يزيد على الانكشاف بالعلم ( 1)، أمَّا المعتزلة فالراجحُ عندهم أنَّ الله سميع بصير بمعنى أنَّه حيٌّ لا آفةَ به، فالمرجع عندهم إلى أنَّ الله حي، ولا صفة زائدة على ذلك ( 2).(1/1335)
وقد جمع الله تعالى وصف نفسه بالسميع البصير في آيات كثيرة منها: قال تعالى: ]إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ[ [ الحج: الآية 75، المجادلة 1 ]، وقال تعالى: ( إن الله كان سميعا بصيرا) ( النساء: الآية 58) وقال تعالى: ( إن الله هو السميع البصير) ( غافر: الآية 20)ووصف تعالى نفسه بالسميع العليم في آيات كثيرة ، كما وصف نفسه بالبصير في آيات أخرى. والأحاديث جاءت لتأكد هذا الوصف ومنها:
1- حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا ولا نعلو شرفًا ولا نهبط في وادٍ إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير قال: فدنا منَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( يا أيُّها الناسُ اربَعوا على أنفسكم؛ فإنَّكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً إنَّما تدعون سميعًا بصيرًا، ... )) ( 3).
2- حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم يضرَّه شيء...)) ( 4).
3- حديث عائشة رضي الله عنها قالتْ : (( الحمد لله الذي وسع سمعُه الأصوات، فأنزل الله تعالى على النَّبي صلى الله عليه وسلم :] قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا[ [ المجادلة: الآية :1] )) ( 5).(1/1336)
4- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قرأ:] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [ إلى قوله تعالى: ]إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً [[النساء: الآية 58 ] ووضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه ، قال أبو هريرة رضي الله عنه: (( رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه)) ( 6).قال البيهقي: " قلتُ: والمراد بالإشارة المروية في هذا الخبر تحققُ الوصف لله عزَّ وجلَّ بالسمع والبصر، وأفاد هذا الخبر أنَّه سميع بصير، له سمع وبصر، لا على معنى أنَّه عليم" (7 ).
5- حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، وحجابه النور، لو كشفها لأحرقتْ سُبحات وجهه كلَّ شيء أدركه بصره ))(8 ).
فهذه بعض الأحاديث التي يستدلُّ بها على صفتي السمع والبصر لله تعالى، وهي لم تصرح بأنَّ لله سمعًا وبصرًا - إلا ما جاء من كلام السيدة عائشة في الحديث الثالث، أنَّها وصفت الله تعالى بأنَّ سمعه وسع الأصوات، وما جاء في حديث أبي موسى الأشعري " أدركه بصره" ، وهنا يرد اعتراض أورده الدسوقي في حاشيته، والباجوري في تحفة المريد وهو أنَّ الآيات والأحاديث تتكلَّم عن إثبات كونه تعالى سميعًا بصيرًا، وهو غير المدَّعى، فأجاب كل منهما عن ذلك بأنَّ أهل اللغة لا يفهمون من سميع وبصير إلا ذاتًا ثبت لها السمع والبصر؛ لأنَّ إطلاق المشتق وصفًا لشيء يقتضي ثبوت مأخذ الاشتقاق، فثبت المراد بالآية والحديث والإجماع، مع ضميمة ما يفهمه أهل اللغة( 9).(1/1337)
( 1 ) راجع: عبد السلام اللقاني المالكي: شرح الجوهرة ص 88-89 ، والسنوسي : شرح أم البراهين مع حاشية الدسوقي ص 110، 111. فهناك من المعتزلة من أرجع هاتين الصفتين إلى العلم، فقال الجرجاني: فالمسلمون اتفقوا على أنَّه تعالى سميع بصير واختلفوا في معنى ذلك، فقال الكعبي وأبو الحسين البصري: المراد بذلك العلم، وقال جمهور المتكلمين إنَّهما صفتان زائدتان على العلم. ( راجع: الجرجاني: شرح المواقف 8/89).
(2 ) قال أبو رشيد النيسابوري:" فلما علمنا أنَّ القديم تعالى أو غيره لا يكون حيًا بلا آفة إلا وهو سميع بصير، أو لا يكون هو أو غيره سميعا بصيرًا إلا وهو أو غيره حيٌّ لا آفة به، علم أنَّ المرجع بذلك إلى كونه حيا بلا آفة" ( ديوان الأصول ص 570). وراجع أيضًا: القاضي عبد الجبار: المحيط بالتكليف ص 135، 136.
(3 ) أخرجه البخاري : كتاب القدر ، باب لا حول ولا قوة إلا بالله، رقم الحديث 6120 .
( 4 ) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات ، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى.
( 5 ) أخرجه البخاري معلقاً: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: "وكان الله سميعًا بصيرًا " ، وأخرجه النسائي: كتاب الطلاق، باب الظهار، رقم الحديث 3406 وأخرجه ابن ماجه: كتاب المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، رقم الحديث 184، وكتاب الظهار، باب الطلاق، رقم الحديث 2053 ، وأخرجه أحمد في المسند: باقي مسند الأنصار، مسند السيدة عائشة، رقم الحديث 23063.(1/1338)
( 6) عند أبي داود بلفظ قريب وفيه زيادة: كان أبو هريرة يقرأ هذه الآية: ] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [إلى قوله تعالى: ] سميعًا بصيرًا [ [ النساء الآية 58 ] قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه . قال أبو هريرة: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه . قال ابن يونس: قال المقرئ : يعني:" إن الله سميع بصير" يعني: " أنَّ لله سمعًا وبصرًا " قال أبو داود: وهذا ردٌّ على الجهمية.( أخرجه أبو داود: كتاب السنة، باب في الجهمية ، رقم الحديث 4103 ).
( 7 ) البيهقي:الأسماء والصفات ص 179-180.
( 8) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان ، باب في قوله إنَّ الله لا ينام وفي قوله حجابه النور، رقم الحديث 263.
( 9 ) راجع:الدسوقي: حاشية على أم البراهبن ص 170-171، الباجوري:
---
(1/1339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > توضيح لمعنى أو في قوله تعالى ( ولا تطع منهم آثما أو كفورا ؟
---
توضيح لمعنى أو في قوله تعالى ( ولا تطع منهم آثما أو كفورا ؟
---
أبو صفوت
12-30-2003, 03:02 PM
السلام عليكم
نقل القاسمي عن الفراء في قوله تعالى ولا تطع منهم آثما أو كفورا ) أن أو بمعنى الواو - وهذا واضح - وفي الجحد والاستفهام والجزاء يكون بمعنى لا فما معنى العبارة الأخيرة
---
أبو صفوت
12-31-2003, 10:12 PM
للرفع
---
(1/1340)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير الواضح على نهج السلف الصالح
---
التفسير الواضح على نهج السلف الصالح
---
القحطاني
08-28-2004, 11:14 PM
أيها الإخوة والمشايخ الفضلاء :
قرأت في ترجمة الشيخ /محمد بن نسيب الرفاعي أن له تفسيراً اسمه (التفسير الواضح على نهج السلف الصالح ) على نمط تفسير الجلالين مع بعض التوسع وقد عاجله الإجل قبل طباعته .
هل هذا التفسير مطبوع وما رأيكم فيه ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
11-26-2006, 11:02 AM
يرفع لعل أحدا يجيب ...
---
(1/1341)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل جُمع تفسير آدم بن أبي إياس ؟؟؟
---
هل جُمع تفسير آدم بن أبي إياس ؟؟؟
---
القميحي
06-02-2003, 09:18 AM
الأخوة الأفاضل
لعلكم تعرفون أن آدم ابن أبي إياس من متقدمي مفسري السلف ، ونقل عنه كثيرا الطبري ، وابن ابي حاتم. غير أن تفسيره فُقد ، ولم يعثر له على أثر.
فهل لديكم علم بأن أحد الباحثين او الطلاب جمع تفسيره ؟
جزاكم الله خيرا
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
---
الحارث
06-03-2003, 01:21 AM
هو المطبوع خطأً باسم / تفسير مجاهد , بتحقيق السورتي .
---
برعدي الحوات
04-27-2006, 01:44 AM
الحارث:هو المطبوع خطأً باسم / تفسير مجاهد , بتحقيق السورتي .
--------------------------------
شكرا الأستاذ الحارث على ملاحظتك حول تفسير آدم بن أبي إياس.
وللإشارة الأستاذ الحارث فتفسير مجاهد الذي طبع خطئاً حسب ادعائك يحتاج منك الدليل والبرهان، وذلك لتصحيح ما أخبرتنا به في هذا الملتقى المبارك.
وتفسير مجاهد لم يتفرد بتحقيقه الأستاذ عبد الرحمن السورتي، بل حققه أيضا الأستاذ محمد عبد السلام أبو النيل، ونشرت التفسير دار الفكر الإسلامي الحديثة/ ط:1/ 1410هـ/ 1989.
وملاحظتك أخي الكريم هو تشكيك في عمل المحققيْن الذين نسبا التفسير إلى مجاهد بن جبر رحمه الله من جهة، وتشكيك في اللجان العلمية التي أشرفت وناقشت تفسير مجاهد في إطار البحث العلمي الأكاديمي.
إذن نرجوك إحضار الدليل حفظك الله لتصحيح معلوماتك، ومعلومات الإخوة المهتمين بالتفسير، ومن ثم فإن سلفنا الصالح كان يقول: إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدعيأ فالدليل، وشكراً..ونحن في انتظارك.
---
محمد سفر العتيبي
04-28-2006, 10:02 AM
أحياناً يخطر لي أن تفسير البخاري المفقود, أكثره من تفسير العسقلاني آدم ابن أبي إياس رحمه الله رحمة واسعة.(1/1342)
طبعاً, لا أقول هذا رجماً بالغيب, وإن كنت كتبت يخطر لي, فهناك دلائل على هذا,
والشاهد هنا, أن وجود هذا التفسير طريق لتفاسير أخرى.
---
فهد الرومي
04-28-2006, 09:31 PM
للدكتور حكمت بشيرياسين سلسلة بحوث نشرت في الاعداد من 85 إلى100 من مجلة الجامعة الاسلامية بعنوان استدراكات على كتاب تاريخ التراث الإسلامي في كتب التفسير والقراءات ذكرفيه أن التفسير المنسوب لمجاهد هو لآدم ابن أبي إياس العسقلاني ت 220ه لثلاثة أمور:
1- خطأ الناسخ الذي نسبه لمجاهد وتابعه عليه سزكين والسورتي .
2- أن الزبيدي رجع لتفسير آدم ونقل نصا وهو موجود في تفسير مجاهد .
3- ذكر أنه تتبع اسانيد الجزء الأول فوجدها ترجع إلى آدم وأظن د.حكمت قد طبع تلك البحوث ، وأشار إلى ذلك د.حازم حيدر في كتابه (علوم القران بين البرهان والإتقان).
---
برعدي الحوات
04-29-2006, 12:44 PM
فهد الرومي/ للدكتور حكمت بشيرياسين سلسلة بحوث نشرت في الاعداد من 85 إلى100 من مجلة الجامعة الاسلامية بعنوان استدراكات على كتاب تاريخ التراث الإسلامي في كتب التفسير والقراءات ذكرفيه أن التفسير المنسوب لمجاهد هو لآدم ابن أبي إياس العسقلاني ت 220ه لثلاثة أمور:
1- خطأ الناسخ الذي نسبه لمجاهد وتابعه عليه سزكين والسورتي .
2- أن الزبيدي رجع لتفسير آدم ونقل نصا وهو موجود في تفسير مجاهد .
3- ذكر أنه تتبع اسانيد الجزء الأول فوجدها ترجع إلى آدم وأظن د.حكمت قد طبع تلك البحوث ، وأشار إلى ذلك د.حازم حيدر في كتابه (علوم القران بين البرهان والإتقان).
-----------------------(1/1343)
شكرا لشيخنا وأساذنا الفاضل الدكتور فهد الرومي على ملاحظاتكم وتوجيهاتكم القيمة حول تفسير مجاهد بالأساس، لأن التفسير هذا حُقق مرتين باسم تفسير مجاهد، ومن ثم كان من المفروض على الدكتور عبد الرحمن السورتي، والدكتور محمد عبد السلام أبو النيل أن يشيرا إلى هذه المسألة حتى يرتفع الالتباس لدى الباحثين والمهتمين بالقرآن وتفسيره، لأن ذلك يدخل في صميم البحث العلمي .....وسؤالي أستاذي الكريم هل تفسير آدم بن أبي إياس موجود...؟ ولكم من الله جزيل الشكر.
---
أبو صالح التميمي
04-29-2006, 06:24 PM
انظر"استدراكات على تاريخ التراث العربي"(2/23,103)
---
محمد سفر العتيبي
04-30-2006, 07:45 PM
هو المطبوع خطأً باسم / تفسير مجاهد , بتحقيق السورتي .
أفهم من هذا, أن تفسير مجاهد--كماقيل-- هو في حقيقته تفسير آدم بن أبي إياس.
الدليل على هذا, أن الآثار هناك ليست كلها من طريق ورقاء عن عبد الله ابن أبي نجيح عن مجاهد, ومطالعة هذا التفسير تغني عن التحقيق في الأمر لكي تعلم صحة هذا.
---
(1/1344)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "الأجازة الصيفية ...لا افراط ولا تفريط "
---
"الأجازة الصيفية ...لا افراط ولا تفريط "
---
hedaya
07-29-2004, 01:57 PM
http://upload.serverseed.com/pictars3/agaza.gif
---
(1/1345)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني
---
الملتقى المفتوح والتقني
---
الصفحات : 1 2 3 [4] 5
---
"" أرسم طريقا لحياتك في هذه الغابة .."" (0 ردود)
توفيق رب البرية.........في شرح الأربعين النووية (3 ردود)
قواعد في تغيير النفس (0 ردود)
هل تريد ان تدعوا الناس لدين الله (0 ردود)
احذروا هذه الفتنة !! (3 ردود)
لاتفكر ولاتحتار تعال وادخل المختار (1 ردود)
""أقصانا ولا هيكل لهم .. مسجدنا ولا معبد لهم .."" (2 ردود)
أقوال أهل العلم في حكم إسبال الثياب (13 ردود)
رابط مفيد للمكتبات ودور النشر (3 ردود)
إثبات إفادة خبر الواحد العلم والعمل بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول وأقوال العلماء (11 ردود)
العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله ورعاه (0 ردود)
مصطلح ((الليبرالية الإسلامية)) ... رؤية شرعية (3 ردود)
محاضرات في الحث على طلب العلم والعمل به (0 ردود)
هل تعلم؟ إذًا فاعمل! (0 ردود)
ذكرى .. والم .. (0 ردود)
17 دليلا متواترا تواترا يقينيا على إفادة أخبار الاحاد العلم اليقيني والعمل (4 ردود)
روابط الأذاعات والقنوات الاسلامية (0 ردود)
من هم العلماء ؟ وما علامتهم ؟ (3 ردود)
بالله عليكم ما تقولون في هذا المخلوق؟ (6 ردود)
رسالة من الشيخ أحمد ياسسن (0 ردود)
ليس العهد الجديد كلمة الله وليس عيسى عليه السلام بإله بل هو رسول الله (4 ردود)
مقاهي الإنترنت تختطف الشباب (0 ردود)
إيمانٌ وأمان فضيلة الشيخ بدر المشاري وفقه الله (0 ردود)
أسئلة عن فهارس المخطوطات في بعض المكتبات ؟ (5 ردود)
سؤال إلى المشرفين . (3 ردود)
نداء من أهل القرى: أين طلاب العلم؟ (0 ردود)
لا تجريحا في النبي- حاشا لله- ولكن دفاعا عما نطق به (إن أبي وأباك في النار) (20 ردود)
قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟ لشيخ الإسلام ابن تيمية (3 ردود)
هل تعرف هذه المواقع (1 ردود)(1/1346)
شيخة الإسلام السحاقية" والاجتهاد على الطريقة الأمريكية (4 ردود)
القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم. (0 ردود)
إعلان عن لقاء في اللغة مع الشيخ حسن الحفظي في ملتقى أهل الحديث (1 ردود)
ما اخترنا حبك يا بغداد (0 ردود)
بعض الدورات العلمية التي ستقام في مدينةالرياض صيف 1426هـ ( ملف وورد كامل ) (1 ردود)
ما هي أفضل المكتبات الموجودة في الرياض؟ (6 ردود)
قصيدة في الشيخ الحوالي "طهور.. يا ناصر التوحيد"... (4 ردود)
رجل يحمل هم أمة وأمة مهمومة لرجل (2 ردود)
فنون (0 ردود)
أطفال أمريكا يتعلمون محاربة الإسلام في مناهج مدارسهم (صورة) !!؟ ونحن .. (0 ردود)
العلامة عبدالله بن بيه الذي عرفت (0 ردود)
رسالة ... إلى المسلمين فقط! (0 ردود)
فتاوى( نور على الدرب) للعلامة بن عثيمين رحمه الله (0 ردود)
استفادة العلامة الشاطبي من شيخ الإسلام ابن تيمية في فن : مقاصد الشريعة (6 ردود)
في المعاجم: ما السبيل إلى معرفة أصل الكلمة؟ (3 ردود)
هل تأثر النحو بعلم الكلام؟ (0 ردود)
خذ النحو عن الخليل بن أحمد في ثلاث كلمات (0 ردود)
فائدة في: الاستشهاد بكلام المُتقدِّمين والمُوَلَّدين (0 ردود)
** ضَوابِطُ مُختَارة في اللغة والأدب ** (9 ردود)
* * المنتقى من مقالات العربية * * (10 ردود)
( أدب ): موقع جميل مفيد جامع, للشعر وأهله (0 ردود)
الأمة الإسلامية بين اليأس والتفاؤل (0 ردود)
حكم التصفيق للرجال والنساء. بحث مدعم بالأدلة وأقوال اهل العلم. (1 ردود)
يدٌ واحدة ... أمةٌ واحدة! (0 ردود)
تسولي (0 ردود)
عين على الإعلام الصهيوني (0 ردود)
تهنئة الشيخ ناصر الماجد لحصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله (15 ردود)
أمة مكلومة جراحها تنزف ومع ذلك تغني وترقص (0 ردود)
جدول بث إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية (1 ردود)
برنامج احتساب مدة حفظ القرآن الكريم اعتمادا على قدرة الحفظ اليومي للآيات (0 ردود)(1/1347)
الإسلاميون والانتخابات! (0 ردود)
مثلث النجاح الدراسي! (0 ردود)
مخطوطات الأزهر على الشبكة العالمية (0 ردود)
مساجلات شعرية من نظمك (59 ردود)
قصيدة: ..... "يا أمة الغيث"....... (2 ردود)
حاجة الأمة إلى العلماء الربانيين وخطر رفع العلم (0 ردود)
الاستشراق الألماني ودوره في نقل الثقافة العربية (2 ردود)
حكم خلوة المرأة بالقرد ؟! (1 ردود)
دعوة لإنصاف العلماء (0 ردود)
نرجو منكم المساعدة ... دراسة القراءات .. بمصر (0 ردود)
لمن يستخدم برنامج أهل الحديث والأثر (0 ردود)
من طرائف النحو والنحويين (0 ردود)
تلاوة للمقرئ المتقن ابي الحسن محي الدين الكردي (0 ردود)
مشروع الخطة الاسلامية للتعاون الدولي لمكافحة الارهاب (2 ردود)
دعاة على أبواب جهنم ...في بلاد الإسلام (1 ردود)
((طلب)) مساعدة لإكمال مشروع جامع في الرياض (2 ردود)
الفروق في باب الاعتقاد (16 ردود)
فائدة نفيسة لطلاب العلم (0 ردود)
الداعية الصغير (0 ردود)
فنون (0 ردود)
فأي الفريقين أحق بالسراط (0 ردود)
تنبية :: بخصوص مواضيع سب الرسول وما شابهها التي انتشرت (1 ردود)
الترحيب بانضمام الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد إلى ملتقى أهل التفسير (8 ردود)
الإيضاح في شرح مقامات الحريري ،هل طبع ؟ (2 ردود)
صفحة لمتابعة دروس الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ورعاه (3 ردود)
عندما ولد النبي صلى الله عليه وسلم (0 ردود)
الجرح والتعديل للعلماء والدعاة ؟ للشيخ حامد العلي (0 ردود)
العلامة عبد الله بن بيه (1 ردود)
المُصَنَّف، المُؤَلَّف، المُدَوَّن (0 ردود)
الترقيم وعلاماته (4 ردود)
هلاك اميركا البغيضة: (4 ردود)
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات (وفوائد أخرى) (3 ردود)
مع أفضل أناس بعد الأنبياء ( الصحابة والعلماء ) (0 ردود)
من هم العماء؟؟؟؟ (0 ردود)
التربية الاجتماعية في الإسلام .. (0 ردود)(1/1348)
رسائل الماجستير والدكتوراه بجامعة الإمام على أقراص مدمجة (7 ردود)
فاتحة الكتاب فضلها وتفسيرها للشيخ عبد الباري الثبيتي حفظه الله (0 ردود)
**ّ100فائدة من سورة يوسف**فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد** (2 ردود)
(( الرسالة الموقرة ... للعلمانية المحتقرة )) (0 ردود)
عندما سقطت الأسباب 000وركعت الألباب (0 ردود)
كيف تسجل الاعمال علينا;; (0 ردود)
تساؤلات مأموم ٍ خَلْفَ إمامتِه . (8 ردود)
عود على بدء " هكذا فلتكن رحلة العمر " (0 ردود)
إثبات هوية .. (0 ردود)
المعشوقة الغالية (0 ردود)
برنامج للقرآن (2 ردود)
مع القرآن .. (0 ردود)
المحاسبة وأثرها على زيادة الإيمان (0 ردود)
حرفان لا أكثر (0 ردود)
الدكتورة أمينة تفتي بجواز إمامة المرأة للرجال (أرجو من الجميع المشاركة للرد عليها) (11 ردود)
مشكلة( عجز القادرين على التمام) هل أجد لديكم حلا !!!!!! (5 ردود)
تمت إضافة ( دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية ) في موقع الكاشف (0 ردود)
فضل العلم وشرف أهله (2 ردود)
باستشهاد الزعماء يطيب القتال ويحلو النصر (2 ردود)
الرسالة العتابية (1 ردود)
لابد من عودة وإن طال السفر (6 ردود)
موسوعة المحدث الألباني المسموعة (1 ردود)
فأرة تتزوج جملاً (0 ردود)
سلسة التوحيد العملى 1- اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً (0 ردود)
تقسيم التوحيد الثلاثي <تعال نتناقش ونستفيد> (34 ردود)
بين الجهل وحول البصيرة (0 ردود)
هل ترغب استماع تفسير القران الكريم كاملا (0 ردود)
سلسلة شرح سنن أبي داود [كاملاً بحمد الله] - للشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد - (0 ردود)
دعوة لحضور لقاء القمة مع المرشد العام للأخوان المسلمين (0 ردود)
مجالس العلماء (0 ردود)
منظومة القواعد الفقهية إلقاء صلاح الهاشم.. رااااااااائعة لا تفوتكم..!!! (0 ردود)
منطق الواقع ومنطق الحياة الصحيح (1 ردود)
الضيق والسعة (1 ردود)
الضيق والسعة (0 ردود)
محاور الحياة (0 ردود)(1/1349)
طلب مراجع لبحث عن (التكفير في ضوء السنة النبوية) (2 ردود)
الطريق إلى السعادة بالهموم (2 ردود)
أبحث عن كتب معاصرة تناولت التاريخ الاسلامي (0 ردود)
سؤال عن عصمة الأنبياء ؟ (2 ردود)
ثلاث آيات مقرونة بثلاث ?? (0 ردود)
نفسك اولا : (0 ردود)
«هل تخجل أن تخطب لابنتك ؟؟» (0 ردود)
سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها (1 ردود)
أول محرك بحث للقرآن الكريم والسنة النبوية (2 ردود)
عضو جديد (3 ردود)
وقفات مع حج بيت الله (0 ردود)
يداً بيد حتى نكون من هؤلاء (2 ردود)
إطلاق موقع الكاشف (3 ردود)
دعوة الملايين من غير المسلمين (1 ردود)
مشروع لتسهيل الزواج يرجى من اهل الخير الدخول للضرورة (0 ردود)
ستشمخُ أيّها الأقْصى ... وتعلو المجد بغداد (1 ردود)
ساهم في تدريس اللغة العربية في بريطانيا (1 ردود)
لقد كذبت في دعواك ... !! (3 ردود)
اين اجد هذه القصيده؟ (5 ردود)
عودٌ على بدءٍ خفي!! (4 ردود)
دلالة الأصول على تحريم الطبول (4 ردود)
سؤال عن جامعات أومعاهد لتدريس الشريعة الإسلامية (11 ردود)
¨°؛© حتى تُتقبل أعمالنا ©؛°¨ (2 ردود)
مفتون بمجموعة اخوات... هذه قصتي ( لا يوجد صور) (2 ردود)
محاولة شعرية ... رداً على منتقصي الصحابة رضي الله عنهم (13 ردود)
الإعجاز العلمي في الحج (0 ردود)
الحديث طويل .. اقرأه كله لأنه جميل جداً ومفيد ;; (2 ردود)
فلوجة .. لفجرنا أهزوجة .. شارك بالنصرة ولو بتوقيع ! (0 ردود)
نموذج من مكيدة اليهود (0 ردود)
النقد الفاسد (2 ردود)
وفاة الشيخ الدكتور المقريء عباس المصري (2 ردود)
الأوفى . (0 ردود)
فنون (0 ردود)
هل اشتقت الى هذا المكان؟ (1 ردود)
التخطيط في خدمة الدعوة إلى الله (0 ردود)
أخي جمال (0 ردود)
سؤال للشيخ السديس (1 ردود)
شرح بلوغ المرام لسماحة الشيخ بن باز باب الوضوء (2 ردود)
وفاة الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في دمشق . (4 ردود)(1/1350)
البيان الجلاء لمعنى نقص دين النساء (0 ردود)
اختطاف المشرف العام . (6 ردود)
في العيد ملل فماذا ؟ (2 ردود)
(وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)! محمد المليفي (0 ردود)
للعيد فرحة فلاتقتلوها! مقال يستحق القراءة للدكتور عبد الوهاب الطريري (0 ردود)
ضيف جديد يشرفه الإنتماء لكم. (2 ردود)
نفائسُ ودررٌ ، وطُرَفٌ ومُلَحٌ وفوائد (230 ردود)
الاستعاذه ( تفسير الطبري) (0 ردود)
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة . (0 ردود)
عندما يحزن العيد . (0 ردود)
تهنئة الدكتور إبراهيم الدوسري وفقه الله على ترقيته إلى درجة أستاذ ونسأل له السداد (15 ردود)
هدية القران الكريم كاملا بالرسم العثماني (ملف وورد) (1 ردود)
مبارك--غدا السبت العيد (3 ردود)
«ثلاثة لا يسلم منها احد ??» (0 ردود)
أول وأكبر مكتبة عربية الكترونية (مجانية)+ مواقع مفيدة. (1 ردود)
خصائص حفظ القرآن الكريم (0 ردود)
ليس هذا عيدي (0 ردود)
وولد صالح يدعو لك .....لا تحرم نفسك القراءة (0 ردود)
رسالة الى الفلوجة (1 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات26) (0 ردود)
دع البكاء على الأطلال والدار (1 ردود)
تهنئة بمناسبة العيد (2 ردود)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (2 ردود)
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن...! (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات24) (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات23) (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات22) (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات20) (0 ردود)
Sourate An Nissâ verset 34 (2 ردود)
الرؤية والحساب وما بينهما من كلام أهل العلم (5 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 18) (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات17) (0 ردود)
ندعوكم لحضور محاضرة يوم الأحد ((مفاتيح النصر - أصول وآداب)) (1 ردود)
افتتاح موقع جديد لخدمة السنة (0 ردود)
اسئله عن الصحابه (1 ردود)
كيف نتدبر (0 ردود)
" يوم القدس العالمى على الانترنت " (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 10) (0 ردود)(1/1351)
جديد مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع والكتاب المستعمل ... (0 ردود)
رمضانيات(7، 8، 9) (0 ردود)
الشيخ عبدالله الجهني إمام التراويح بمسجد الشيخ بن باز بمكة (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 6) (0 ردود)
بشرى للرد على إستفساراتكم الشرعية (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 3) (0 ردود)
مع أعظم إنسان (رمضانيات 2) (1 ردود)
هَمسَةٌ فِي أُذنِك... (1 ردود)
تهنئة للشيخ أحمد البريدي على حصوله على درجة الدكتوراه في التفسير (19 ردود)
أبيات عن شهر الصيام (2 ردود)
اعتذار عن توقف الملتقى ، ومرحباً بكم مرة أخرى ! (8 ردود)
عودًا حميدًا (3 ردود)
فن الدعاء (0 ردود)
ذكر الله بعد الصبح إلى طلوع الشمس (0 ردود)
فنون (0 ردود)
هل طبع كتاب تفسير ابن المنذر ؟ وكم ثمنه وأين يباع (1 ردود)
قولي لهم(في حملة الحجاب) (2 ردود)
فنون (فن توجيه الحدث (...) (0 ردود)
مذهب أهل التعطيل فيه تكذيب بالقرآن وتجهيل الرسول ... (0 ردود)
قال أحد الطلاب لزميله : لم يزد الشيخ على ما في الشرح ! (2 ردود)
أنا والصخرة الساجدة للهِ (0 ردود)
فنون (0 ردود)
ضيف جديد (2 ردود)
بشرى عودة دروس فضيلة الشيخ محمد بن سعيد القحطاني (0 ردود)
الحملة الاولى...لمواجهة التبرج (8 ردود)
لوسمحتم00 (0 ردود)
" دارفور بين الحقيقة والاداعاءات .." (0 ردود)
إنما الصبر عند الصدمة الأولى (0 ردود)
عجيبة من العجب من الحافظ ابن رجب (12 ردود)
نظم مقدِّمة الرِّسالة (0 ردود)
الى من يهمه الامر (3 ردود)
بوابة العلم ... طريقك إلى العلم (0 ردود)
أرجوا أن تساعدوني في هذه القصة وهل هي صحيحة أم لا (0 ردود)
ياربُّ قلبي بحبِّ المصطفلى كلفٌ (2 ردود)
سأظل ثابتا .. فالجبال أنا (0 ردود)
من إعجاز القرآن الكريم العلمي والعددي (4 ردود)
الرجاء الحذر من المواقع التاليه (2 ردود)
شاركوا بأبيات عن رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم (8 ردود)
مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم (1 ردود)(1/1352)
قبل أن تغرق في أمواج الانترنت ... (0 ردود)
دعوة الى التوحيد ياأهل التفسير (0 ردود)
وقفات مع عفة النبي يوسف عليه السلام ... !!! (0 ردود)
إلى أسرانا .... لا بل إلينا ! (1 ردود)
مرض يصيب المرأة المتبرجة (0 ردود)
(1/1353)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > تنبيه القراء عن رجوع الشيخ عامر عثمان عن القول بالفرجة في القلب والإخفاء الشفوي
---
تنبيه القراء عن رجوع الشيخ عامر عثمان عن القول بالفرجة في القلب والإخفاء الشفوي
---
فرغلي عرباوي
08-13-2006, 07:40 AM
تنبيه القراء عن رجوع الشيخ عامر عثمان عن القول بالفرجة في القلب والإخفاء الشفوي
صدر حديثاُ بالسوق التحويدة بالقاهرة كتاباً بعنوان ( هداية القراء لوجوب إطباق الشفتين عند القلب والإخفاء ) للشيخ : حمد الله حافظ الصفتي .
وجاء الكتاب مقرظاً من عدّة شيوخ على رأسهم تلميذ الشيخ عامر عثمان محمود أمين طنطاوي الذي أقرَّ في متن كلامه أن الشيخ عامر رجع عن قوله بالفرجة وأطبق الشفتين في آخر عمره وهذا سياق كلامه ص 5 : "
مقدمة العلامة محمود أمين طنطاوي
وكيل مشيخة المقارئ المصرية
ومن تلامذة الشيخ عامر عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبعد:
فقد اطًلعت علي كتاب ( هداية القراء لوجوب إطباق الشفتين عند القلب والإخفاء ) تأليف الأستاذ / حمد الله حافظ الصفتي فوجدت مادته العلمية صحيحة ومفيدة , حيث جاء مدعًماً بالأدلة من كلام الأئمة القدامى الذين لهم باعٌ طويل في هذا المضمار, والذين أجمعوا على قراءة الإخفاء بإطباق الشفتين بما لا يدع مجالا للقراءة بالفرجة , وهو الرأي المستحدث من أحد مشايخنا الذين علمونا ولكنه رجع عن فتواه واتفق على قراءته بالإطباق .
وبالجملة فهو كتاب يستفاد منه لكل من قرأه , وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لتلاوة القرآن تلاوة صحيحة على النحو الذي يرضيه , أنه جواد كريم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الذي أنزل عليه القرآن وعلى آله وصحبه أجمعين آمين
محمود أمين طنطاوي
رئيس لجنة تصحيح المصاحف بالأزهر سابقا(1/1354)
ووكيل مشيحة المقارئ المصرية بالأوقاف
وعميد معهد العمرانية بالجيزة
الكتاب من إصدارات مكتبة أولاد الشيخ بالقاهرة
عنوان الدار : 36 ش اليابان – عمرانية غربية
– الهرم - ت 5628318 – محمول 5112446 / 010
كتاب الموضوع أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم صوتيات التجويد والقراءات
---
إبراهيم الجوريشي
08-13-2006, 04:54 PM
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=57193#post57193
لمزيد من المعلومات
عن الشيخ محمود أمين الطنطاوي
انظر هذا الرابط:
http://www.yah27.com/vb/showthread....57181#post57181
الفرقان: ذكرت شيخنا انك التحقت بمعهد القراءات بالازهر حبذا لو حدثتنا عن هذه المرحلة؟
الشيخ محمود: كما هو معلوم أن المعهد كان له منهجا ونظاما معين في تدريس القراءات فأذكر اننا كنا نقرأ على المشايخ في المعهد القراءات العشر من الشاطبية والدرة وحفظنا متونها ودرسنا شروحها ودرسنا ايضا الرسم والوقف والابتداء وما له علاقة بهذا العلم وهذا الفن واذكر من شيوخنا الذين اخذنا عنهم بالأزهر الشيخ محمد الهمذاني والشيخ محمد سليمان صالح ..... وغيرهم جزاهم الله عنا كل خير .
الفرقان : هل قرأت على أحد شيوخ الإقراء خارج المعهد القراءات أو أفردت عليه إحدى الروايات وحصلت على السند منه ؟
الشيخ محمود: لا لم أقرأ على أحد الشيوخ أو أجاز منه بأي سند حيث أنني لما تخرجت تعاقدت مع السعودية، والحقيقة التي تذكر أنني استفدت كثيرا من حفظي الأول ودراستي للتجويد بالكتاب...............................
............................
..................
الفرقان: بالنسبة لحكم الاقلاب والاخفاء الشفهي عند أدائه هل يكون بالفرجة البسيطة أم باطباق الشفتين ؟(1/1355)
الشيخ محمود: الفرجة في القراءة خطأ ، والصحيح أنه بالاطباق دون كز للشفاه شديد كما تلقيناه عن مشايخنا ، وهذه مشكلة قديمة أحد المشايخ سامحه الله هو الذي اخترقه بمصر ونحن نعالج هذا الأمر ، والله تعالى اعلم.
العدد الأربعون مجلة الفرقان- الاردن- ربيع الآخر 1426هـ أيار 2005م
---
(1/1356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (موسوعة تفاسير المعتزلة) في أربعة أجزاء .
---
صدر حديثاً (موسوعة تفاسير المعتزلة) في أربعة أجزاء .
---
جمال أبو حسان
03-15-2007, 11:19 AM
صدر عن دار الكتب العلمية ببيروت (موسوعة تفاسير المعتزلة) في أربعة اجزاء ، في ثلاثة مجلدات :
- حوى الجزء الاول تفسير أبي بكر الأصم.
والجزء الثاني تفسير أبي مسلم الأصفهاني.
والثالث تفسير أبي علي الجبائي.
والرابع تفسير أبي القاسم الكعبي.
كلها من دراسة وتحقيق الدكتور خضر محمد نبها ، وتقديم الدكتور رضوان السيد ، وكلها صدر في هذا العام 1428هـ .
والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2007, 11:36 AM
جزاك الله خيراً أبا محمد على هذا التنبيه على صدور هذه الكتب المهمة في رصد نشأة تفسير المعتزلة ، وتاريخ التفسير بصورة عامة .
ةهؤلاء من متقدمي مفسري المعتزلة ، وتواريخ وفيات هؤلاء المفسرين كالتالي :
- أبو بكر الأصم توفي سنة 240هـ .
- الجبائي توفي سنة 303 هـ
- أبو القاسم عبدالله الكعبي توفي سنة 319هـ .
- أبو مسلم الأصبهاني توفي سنة 322هـ.
---
(1/1357)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معنى قوله جل في علاه :{ نحن نقص عليك أحسن القصص }
---
معنى قوله جل في علاه :{ نحن نقص عليك أحسن القصص }
---
أبو تيمية
03-02-2005, 02:23 PM
102- بيان معنى ( أحسن القصص ) ، و تخطئة من ظنَّ أنَّ المرادَ بها (قصةُ يوسف ).
مع فوائد أخرى كثيرة منثورة في تضاعيف كلام ابن تيمية رحمه الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله و رضي عنه – و هو يبين أن كلام الله بعضه يفضل بعضا – في كتابه العظيم ( جواب أهل العلم و الإيمان ...) - : ( و من هذا الباب ما في الكتاب والسنة من تفضيل القرآن على غيره من كلام الله : التوراة و الإنجيل وسائر الكتب ، و أن السلف كلَّهم كانوا مقِرِّين بذلك ، ليس فيهم من يقول : "الجميع كلام الله ، فلا يفضل القرآن على غيره ".
قال الله تعالى :{الله نزل أحسن الحديث كتاب متشابها مثاني } فأخبر أنه أحسن الحديث وقال تعالى : { نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن و إن كنت من قبله لمن الغافلين }.
و أحسن القصص ، قيل : إنه مصدر ، وقيل : إنه مفعول به ، قيل : المعنى : نحن نقص عليك أحسنَ الاقتصاص ، كما يقال : نكلمك أحسن التكليم ، و نبين لك أحسن البيان.
قال الزجاج : نحن نبين لك أحسن البيان ، و القاصُّ الذي يأتي بالقصة على حقيقتها .
قال : "وقوله {بما أوحينا إليك هذا القرآن} أي بوحينا إليك هذا القرآن.
وعلى هذا القول فهو كقوله : نقرأ عليك أحسن القراءة ، و نتلو عليك أحسن التلاوة .(1/1358)
والثاني: أن المعنى : نقص عليك أحسن ما يُقصُّ أي : أحسن الأخبار المقصوصات ، كما قال في السورة الأخرى : {الله نزل أحسن الحديث }وقال {ومن أصدق من الله قيلا} ، و يدل على ذلك قوله في قصة موسى { فلما جاءه و قص عليه القَصص} وقوله {لقد كان في قَصصهم عبرة لأولي الألباب }المراد : خبرهم ونبأهم وحديثهم ؛ ليس المراد مجرد المصدر، و القولان متلازمان في المعنى - كما سنبينه -.
و لهذا يجوز أن يكون هذا المنصوب قد جمع معنى المصدر ومعنى المفعول به ؛ لأن فيه كلا المعنيين ، بخلاف المواضع التي يباين فيها الفعل المفعول به ؛ فإنه إذا انتصب بهذا المعنى ، امتنع المعنى الآخر .
و من رجح الأول من النحاة - كالزجاج و غيره - قالوا : القصص مصدر ، يقال : قص أثره يقصه قَصصا ، ومنه قوله تعالى {فارتدا على آثارهما قصصا }وكذلك : اقتص أثره وتقصص ، و قد اقتصصت الحديث : رويته على وجهه ، وقد اقتص عليه الخبر قَصصا.
و ليس القَصص - بالفتح - جمعَ قِصَّة - كما يظنه بعض العامة - ؛ فإن ذلك يقال في قِصص - بالكسر - واحده :قِصة ، والقِصة : هي الأمر والحديث الذي يقص ، فِعلة بمعنى مفعول ، وجمعه قِصص بالكسر .
وقوله{ نحن نقص عليك أحسن القصص }بالفتح ، لم يقل أحسن القِصص - بالكسر - و لكن بعض الناس ظنوا أن المراد أحسن القِصص بالكسر ، وأن تلك القصة قصة يوسف ، وذكر هذا طائفة من المفسرين .(1/1359)
ثم ذكروا : لمَ سمِّيت أحسن القصص ؟ فقيل : لأنه ليس في القرآن قصة تتضمن من العبر والحكم والنكت ما تتضمن هذه القصة ، وقيل : لامتداد الأوقات بين مبتداها ومنتهاها ، وقيل : لحسن محاورة يوسف وإخوته وصبره على أذاهم وإغضائه عن ذكر ما تعاطوه عند اللقاء وكرمه في العفو ، و قيل :لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين و الإنس والجن والأنعام والطير وسير الملوك والمماليك والتجار والعلماء والجهال والرجال والنساء ومكرهن وحيلهن ، وفيها أيضا ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش ، فصارت أحسن القصص لما فيها من المعاني والفوائد التي تصلح للدين والدنيا ، وقيل : فيه ذكر الحبيب والمحبوب ، وقيل : أحسن بمعنى أعجب .
و الذين يجعلون قصة يوسف أحسن القصص ، منهم مَن يعلم أنَّ القَصص بالفتح : هو النبأ و الخبر ، ويقولون هي أحسن الأخبار والأنباء ، و كثير منهم يظن أن المراد أحسن القِصص بالكسر ، وهؤلاء جهَّال بالعربية ، وكلا القولين خطأ ، وليس المراد بقوله {أحسن القصص } قصة يوسف وحدها ؛ بل هي مما قصه الله ، و مما يدخل في أحسن القصص ، ولهذا قال تعالى في آخر السورة {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ، حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ، لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون } .
فبين أن العبرة في قصص المرسلين ، و أمر بالنظر في عاقبة من كذبهم وعاقبتهم بالنصر .(1/1360)
ومن المعلوم أن قصة موسى وما جرى له مع فرعون وغيره أعظم وأشرف من قصة يوسف بكثير كثير ، و لهذا هي أعظم قصص الأنبياء التي تذكر في القرآن ، ثنَّاها الله أكثرَ من غيرها و بسَطها وطوَّلها أكثرَ من غيرها ، بل قصص سائر الأنبياء-كنوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم من المرسلين - أعظم من قصة يوسف ، و لهذا ثنى الله تلك القصص في القرآن ، ولم يثنِّ قصةَ يوسف ، وذلك لأن الذين عادَوا يوسف لم يعادُوه على الدين ؛بل عادَوه عداوةً دنيوية ، و حسدوه على محبة أبيه له ، و ظلموه فصبر واتقى الله ، وابتلي - صلوات الله عليه - بمن ظلمه وبمن دعاه إلى الفاحشة فصبر و اتقى الله في هذا وفي هذا .
وابتلى أيضا بالملك ، فابتلى بالسراء والضراء فصبر واتقى الله في هذا وهذا = فكانت قصته من أحسن القصص ، وهي أحسن من القِصص التي لم تُقص في القرآن ، فإن الناس قد يظلمون ويحسدون ويدعون إلى الفاحشة ويبتلون بالملك ؛ لكن ليس مَن لم يذكر في القرآن ممن اتقى الله و صبر = مثل يوسف ، ولا فيهم من كانت عاقبته أحسن العواقب في الدنيا والآخرة مثل يوسف .
و هذا كما أن قصة أهل الكهف و قصة ذي القرنين كلٌّ منهما هي في جنسها أحسن من غيرها ، فقصة ذي القرنين أحسن قصص الملوك ، وقصة أهل الكهف أحسن قصص أولياء الله الذين كانوا في زمن الفترة ، فقوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص } يتناول كلَّ ما قصه في كتابه ، فهو أحسن مما لم يقصه ، ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قُصَّ في القرآن ، وأين ما جرى ليوسف مما جرى لموسى ونوح وإبراهيم وغيرهم من الرسل ؟؟؟ وأين ما عُودي أولئك مما عودي فيه يوسف ؟؟ وأين فضل أولئك عند الله وعلو درجتهم من يوسف صلوات الله عليهم أجمعين ؟؟ وأين نصر أولئك من نصر يوسف ؟؟(1/1361)
فإن يوسف كما قال الله تعالى { وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين } و أذلَّ الله الذين ظلموه ثم تابوا ، فكان فيها من العبرة أن المظلوم المحسود إذا صبر و اتقى الله كانت له العاقبة ، و أن الظالم الحاسد قد يتوب الله عليه و يعفو عنه ، و أن المظلوم ينبغي له العفو عن ظالمه إذا قدر عليه ، و بهذا اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لما قام على باب الكعبة - وقد أذل الله له الذين عادوه وحاربوه من الطلقاء - فقال : " ماذا أنتم قائلون ؟ فقالوا : نقول أخ كريم و ابن عم كريم ؟ فقال : إني قائل لكم كما قال يوسف لأخوته {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين }.
و كذلك عائشة لما ظُلمت وافتري عليها ، وقيل لها : إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فقالت في كلامها : "أقول كما قال أبو يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون }.
ففي قصة يوسف أنواعٌ من العبرة للمظلوم والمحسود والمبتلى بدواعي الفواحش و الذنوب وغير ذلك .
لكن أين قصة نوح وإبراهيم وموسى والمسيح ونحوهم ممن كانت قصته أنه دعا الخلق إلى عبادة الله و حده لا شريك له فكذبوه وآذوه وآذوا من آمن به ، فإن هؤلاء أوذوا اختيارا منهم لعبادة الله فعودوا وأوذوا في محبة الله وعبادته باختيارهم ؛فإنهم لولا إيمانهم ودعوتهم الخلق إلى عبادة الله لما أوذوا ، وهذا بخلاف من أوذي بغير اختياره ، كما أخذ يوسف من أبيه بغير اختياره ، ولهذا كانت محنة يوسف بالنسوة وامرأة العزيز واختياره السجن على معصية الله أعظم في إيمانه ودرجته عند الله و أجره من صبره على ظلم إخوته له .
و لهذا يعظَّم يوسف بهذا أعظم مما يُعظَّم بذلك ، ولهذا قال تعالى فيه {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين})المجموع 17/18-24.(1/1362)
ثم قال – بعد استطرادٍ آخر – 17/31: ( و أما قصة نوح و إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم صلوات الله عليهم =فتلك أعظم ، و الواقع فيها من الجانبين ؛ فما فعلته الأنبياء من الدعوة إلى توحيد الله وعبادته ودينه و إظهار آياته وأمره و نهيه ووعده ووعيده ومجاهدة المكذبين لهم والصبر على أذاهم = هو أعظم عند الله ، ولهذا كانوا أفضل من يوسف صلوات الله عليهم أجمعين ، و ما صبروا عليه و عنه = أعظم من الذي صبر يوسف عليه وعنه ، و عبادتهم لله وطاعتهم و تقواهم وصبرهم بما فعلوه =أعظم من طاعة يوسف و عبادته وتقواه ؛ أولئك أولو العزم الذين خصهم الله بالذكر في قوله {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم }و قال تعالى {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } ، و هم يوم القيامة الذين تطلب منهم الأمم الشفاعة ، وبهم أمر خاتم الرسل أن يقتدي في الصبر ، فقيل له : {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم } = فقصصهم أحسن من قصة يوسف ، ولهذا ثناها الله في القرآن ؛ لا سيما قصة موسى .
قال الإمام أحمد بن حنبل : " أحسن أحاديث الأنبياء حديث تكليم الله لموسى .
والمقصود هنا أن قوله :{ أحسن القصص } قد قيل : إنه مصدر و قيل : إنه مفعول به ، و القولان متلازمان ، لكن الصحيح أن القصص مفعول به ، و إن كان أصله مصدرا فقد غلب استعماله في المقصوص ، كما في لفظ الخبر و النبأ .
و الاستعمال يدل على ذلك - كما تقدم ذكره -وقد اعترف بذلك أهل اللغة . قال الجوهري : " وقد قص عليه الخبر قصصا ، والاسم أيضا :القَصص بالفتح وُضع موضع المصدر ، حتى صار أغلب عليه .
فقوله {أحسن القصص }كقوله : نخبرك أحسن الخبر ، و ننبئك أحسن النبأ ، ونحدثك أحسن الحديث ..) في كلام مهم ينبغي الرجوع إليه كاملا .(1/1363)
ثم قال 17/39 : ( و المقصود هنا أن قوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص }المراد : الكلام الذي هو أحسن القصص ، وهو عام في كل ما قصه الله ،لم يخص به سورةَ يوسف ، و لهذا قال { بما أوحينا إليك هذا القرآن } ، و لم يقل : بما أوحينا إليك هذه السورة ، و الآثار المأثورة في ذلك عن السلف تدلُّ كلُّها على ذلك ، و على أنهم كانوا يعتقدون أن القرآن أفضل من سائر الكتب ، و هو المراد .
والمراد من هذا حاصلٌ على كل تقدير ؛ فسواء كان أحسن القصص مصدر أو مفعولا أو جامعا للأمرين = فهو يدل على أن القرآن وما في القرآن من القصص أحسنُ من غيره ، فإنا قد ذكرنا أنهما متلازمان ، فأيهما كان أحسن =كان الآخر أحسن .
فتبين أن قوله تعالى { أحسن القصص } كقوله { الله نزل أحسن الحديث } .
والآثار السلفية تدلُّ على ذلك ).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=138145#post138145
---
جمال حسني الشرباتي
03-02-2005, 10:01 PM
لطيف قول المرحوم إبن تيمية
(( فقوله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص } يتناول كلَّ ما قصه في كتابه ، فهو أحسن مما لم يقصه ، ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قُصَّ في القرآن ))
ولقد وجدت نفس المعنى لدى إبن عاشور أيضا إذ قال
((وقصص القرآن أحسن من قصص غيره من جهة حسن نظمه وإعجاز أسلوبه وبما يتضمّنه من العبر والحكم، فكلّ قصص في القرآن هو أحسن القصص في بابه، وكلّ قصة في القرآن هي أحسن من كلّ ما يقصّه القاصّ في غير القرآن. وليس المراد أحسن قصص القرآن حتى تكون قصّة يوسف عليه السّلام أحسن من بقيّة قصص القرآن كما دلّ عليه قوله: بما أوحينا إليك هذا القرآن }.
وأغلب المفسرين يعرجون على معنى أحسنية قصة يوسف بعد أن يذكروا المعنى الأول الذي رجحه إبن تيمية وإبن عاشور
ما عدا إبن عاشور فلم يتطرق إلى مميزات قصة يوسف ولا إلى الحديث عن أحسنيتها على غيرها
---
أبو تيمية
03-05-2005, 08:06 PM
أحسنتم
---(1/1364)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد كلام السيوطي : بأن القرآن وافق عمر في عشرين مسألة ؟؟
---
أين أجد كلام السيوطي : بأن القرآن وافق عمر في عشرين مسألة ؟؟
---
ابواحمد
03-29-2006, 06:26 AM
مأجورين ؟؟؟؟
---
الكشاف
03-29-2006, 09:15 AM
لم أجد أن عمر وافق ربه في عشرين مسألة في كتب السيوطي ، لكن لعلك تقصد ما ذكره السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن . في النوع العاشر :
فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة.
قال السيوطي فيه :( هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول ، والأصل في موافقات عمر ، وقد أفردها بالتصنيف جماعة.
وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) . قال ابن عمر:( وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال ، إلا نزل القرآنُ على نحو ما قال عمر.
وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال : كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن.
وأخرج البخاري وغيره عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث :
1- قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ).
2- وقلت : يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب.
3- واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك.
وأخرج مسلم عن ابن عمر عن عمر قال : وافقت ربي في ثلاث : في الحجاب ، وفي أسرى بدر ، وفي مقام إبراهيم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال : قال عمر: وافقت ربي ، أووافقني ربي في أربع : نزلت هذه الآية ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) الآية ، فلما نزلت قلت أنا : فتبارك الله أحسن الخالقين ، فنزلت ( فتبارك الله أحسن الخالقين ).(1/1365)
وأخرج عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لفي عمر بن الخطاب فقال : إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدوٌّ لنا ، فقال عمر: من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين ، قال: فنزلت على لسان عمر). أنتهى كلام السيوطي .
ولعل موافقات عمر أكثر من هذه التي ذكرها ، وقد ذكر أنه أفردها بعض العلماء بالتصنيف ، مما يدل على كثرتها ، وأنها ليست أربعاً فحسب والله أعلم.
---
السائح
03-29-2006, 09:57 AM
وممن أفردها : السيوطي نفسه في قطف الثمر في موافقات عمر ، وهو مطبوع متداول .
---
الكشاف
03-29-2006, 10:11 AM
جزاك الله خيراً أيها السائح على هذه الفائدة .
لكن هل بلغت عشرين موافقة في كتاب قطف الثمر ؟
---
ابواحمد
03-29-2006, 10:20 PM
جزاكم الله خيرا وقد وجدت رسالة اخرى بهذا العنوان :
فيض الوهاب في موافقات سيدنا عمر بن الخطاب
تأليف : محمد بدر الدين الحسني
تحقيق : عبد الله بدران - عبد الرحيم برمو
النسخ المعتمدة في التحقيق : اعتمد المحققان في إخراج هذه الطبعة على النسخة المطبوعة التي نشرها الشيخ محمود الرنكوسي والتي ذكر المحققان أنه اعتمد في ضبطها على نسخة مكتوبة بخط حفيد المؤلف محمد فخر الدين ، وعليها تصحيحات بخط المؤلف ومقابلة على مسودة المؤلف بحضوره ولكن نظراً لكثرة أخطاء هذه النسخة المطبوعة عمد المحققان إلى إخراجها هذا الإخراج الجيد (جزاهما الله خيراً)
الناشر : دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2002
نوع التغليف: عادي ( ورقي )
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 105
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 22.5 ريال سعودي ($6.00)
التصنيف : / فقه / مذاهب فقهية / فقه أهل السنة
نبذة عن الكتاب : هذا كتابٌ لطيف ، مُؤنِس ، مفيد ، يتحدث عن الأحكام التي وردتْ في القرآن والسنة ، تلك التي وافق فيها الوحي رأي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – .(1/1366)
وقام الإمام السيوطي – رحمه الله – بإحصاء هذه الموافقات ، فوصلتْ إلى عشرين موافقة ، ثم استطرد فذكر موافقتين لأبي بكر الصديق – رضي الله عنه – .
وقد صاغ ذلك في منظومة لطيفة -سماها " قطف الثمر في موافقات عمر " - ليسهل على كل طالب علم حفظها ، وفهمها .
وقام العلامة محمد بدر الدين الحسني – مُحدِّث الديار الشامية – بشرح هذه الأبيات ، وبيان مدلولها ، وتوضيح معانيها .
وتتميماً للفائدة قام المحققان بتحقيق الكتاب ، وضبطه ، وتوثيقه ، فخرج الكتاب بأبهى حلّة .
في هذا الموقع :
http://www.thamarat.org/english/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5539
وقد وجدت الرسالة قطف الثمر على النت يمكنكم تحميلها :
---
(1/1367)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 [15]
---
ما صحة هذا التفسير؟ (3 ردود)
معالم قرآنية في التعامل مع الواقع (6 ردود)
الزمخشري و الرازي وابن عاشور وسيّد (12 ردود)
نفحات من خصائص الكتاب العزيز (1 ردود)
سؤال عن ترجمة عبدالصمد الغزنوي مؤلف (تفسير الفقهاء) ؟ وأين توجد نسخ المخطوطة ؟ (6 ردود)
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير (28 ردود)
ما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي؟ (11 ردود)
سؤال عن كيفية دراسة ( أضواء البيان ) (6 ردود)
سؤال عن تفسير مجاهد رحمه الله (7 ردود)
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتنزيل آيات الكفار على المؤمنين (14 ردود)
سلسلة : مشكل التفسير(1) (6 ردود)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثاني : مسائل مهمة في نزول القرآن ) (10 ردود)
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال) (34 ردود)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (1 ردود)
طلب تقييم لبعض الكتب (10 ردود)
إستفسار عن كتاب مناهل العرفان (13 ردود)
طلب التعريف بتفسير جمال الدين القاسمي رحمه الله (9 ردود)
أجمع التفاسير للمأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم و السلف (0 ردود)
تعريف بأهم مواقع التفسير على الانترنت (3 ردود)
أهمية علم التفسير (2 ردود)
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن (27 ردود)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الأول : مقدمات ) (12 ردود)
رسالة الملتقى (0 ردود)
(1/1368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحذير من قراءة القرآن بصوت هذه الأحرف( Q U R Z ) الإنجليزية الجزء الثاني
---
التحذير من قراءة القرآن بصوت هذه الأحرف( Q U R Z ) الإنجليزية الجزء الثاني
---
فرغلي عرباوي
04-13-2004, 02:04 AM
التحذير من قراءة القرآن بصوت هذه الأحرف( Q U R Z ) الإنجليزية الجزء الثاني
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&threadid=523
---
(1/1369)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > PhotoZoom Pro برنامج يختص في تكبير حجم الصور بدون أن يفقدها جودتها
---
PhotoZoom Pro برنامج يختص في تكبير حجم الصور بدون أن يفقدها جودتها
---
سامي عبدالعزيز
03-17-2006, 11:42 PM
البرنامج أسمه PhotoZoom Professional و هو لشركة أسمها Shortcut و كانت تنتجه من قبل بأسم S-Spline.
موقع الشركة http://www.shortcutinc.com/cms/index.php?sl=US و منه تستطيع أن تحمل الأصدار الأخير من البرنامج Ver 1.2.0 أما الذى أتيتكم به اليوم فهو الأصدارة قبل الأخيرة Ver 1.1.18 و معها الكراك الفعال 100% و يعلم الذين يحبون و يستعملون هذا البرنامج أن الحصول على كراك له ليس بالأمر الهين ، تستطيع أن تحمل البرنامج و الكراك و طريقة أستخدام الكراك من أحد الروابط التالية :
http://img453.imageshack.us/img453/5051/427gm.gif
http://hyperupload.com/download/6d348465/APIDO777.rar.html
http://www.uploading.com/?get=F16RWLEI
http://rapidshare.de/files/14708396/APIDO777.rar.html
وهذة مجموعة صور لشرح سريع للبرنامج و جدتها فى أحد المنتديات
http://img373.imageshack.us/img373/7151/16fx.gif
http://img504.imageshack.us/img504/2927/22ac.gif
http://img504.imageshack.us/img504/4721/34uo.gif
http://img504.imageshack.us/img504/3694/48dg.gif
http://img373.imageshack.us/img373/1936/53yu.gif
http://img504.imageshack.us/img504/9969/65ol.gif
يصدر البرنامج لكثير من البرامج مثل الفوتوشوب
http://img504.imageshack.us/img504/4295/74xa.gif
و قبل أن أختم الموضوع أحب أن أوضح أن الكراك بالمرفقات يصلح أيضا للأصدارة الأخيرة من البرنامج
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2006, 12:01 AM(1/1370)
أحسن الله إليك أخي العزيز سامي على هذا البرنامج المفيد ، وكنت أبحث عنه منذ مدة فالحمد لله على تيسيره. ولا تنسنا من مثل هذه اللفتات التقنية الجميلة ، فالوقت يضيق علينا أن نتابع مواقع البرامج ومنتدياتها جزاك الله خيراً.
---
(1/1371)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال قرأته في منتدى
---
إشكال قرأته في منتدى
---
سليم
11-23-2004, 01:21 AM
قرأت هذا الأشكال في أحد المنتديات الحوارية بين مسيحي ومسلم
حيث يزعم ذلك النصراني أن القرآن لم يحفظ ،بل إن اختلاف القراءات هو أكبر من مجرد اختلاف في تهجية كلمات بل هو اختلاف في وجود كلمات من مصاحف وغيابها في أخرى ،
وأعطى أمثلة منها :
في قراءة حفص :
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد
لذا أرجو من المشايخ أن يجيبونا على هذا الاشكال وجزاكم الله خيرا
---
مساعد الطيار
11-23-2004, 07:07 AM
أخي الكريم سليم
لا زلت أعجب منا ـ نحن المسلمين ـ فنحن دائمًا في خطِّ الدفاع لا الهجوم ، مع أن بين يدينا أكمل الكتب وأتمَّها ، والمحفوظ بحفظ الله له ، بخلاف الكتب السابقة التي دخلها التحريف والتبديل والنقص .
ولقد دخلت في حوار يُديره نصراني ، فرأيت كيف يدير الحوار ، وكيف يلقي الشبه في كتابنا ، وإذا استشهدت له بشي مشابه لما جاء به في كتبهم انبرى بالقول : إننا ناقش القضية من خلال القرآن ، ومالناش دعوى بالكتاب المقدس .
عجيب أمر هؤلاء ، مع أنهم لا يملكون من الأدلة دليلاً واحدًا على صدق ما بأيدهم ، ولا على اتصال سنده ، ويرون ما فيه من الاختلاف والتخليط = ترى عندهم من القدرة على جرِّ بعض المسلمين إلى الحوار عن القرآن وما يلقونه عليهم من الشبهات حوله فحسب .
وموضوع اختلاف القراءات كان مرتعًا خصبًا للمستشرقين والتوراتيين والملحدين للنيل من القرآن ، لكن أنَّى لهم ذلك .
كناطح صخرة يومًا ليوهنا **** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل(1/1372)
وإنني أدعو مثل هذا ـ إن كان على اطلاع على أناجيل النصارىـ أن يتخذ مثل أسلوبهم هذا ، ويسألهم عن الاختلافات الجوهرية التي في كتبهم ، بل يكفي أن يسأل عن إسناد كتبهم هذه ، ليرى ما سيجد من الجواب .
ولتعلم ان هؤلاء يراوغون ، ويستخدمون أسلوب التأويل والمجاز للتخلص من الإحراج في تفسير كثير من عبارات كتابهم في العهدين الجديد والقديم ، ولقد سمعت من هذه التخريجات ما يضحك له الطفل الرضيع فضلاً على من له عقل يفكر به .
وأقول : إن مناقشة جزئية من هذه الجزئيات المتعلقة بالقرآن لا تصلح على انفرادها ، فالمسألة ترجع إلى نقاش الثقة بصحة نقل القرآن ، وكيفية أدائه وتحمله ، والنظر في اختلاف القراءات ، وكونها لا تتناقض ، بل هي متنوعة ، تتعدد فيها المعاني ولا تتناقض ، بخلاف ما في أسفارهم من المتناقضات .
والموضوع رحب واسع ، وهو يحتاج إلى أمور عدَّة
أولاً : تأصيل أصول في معرفة كيفية نقاش هؤلاء ، وذلك أول ما يحتاجه من يريد أن يدخل معهم في النقاش .
ثانيًا : معرفة الحق الذي عند المسلم ، بحيث لا يلتبس عليه بسبب شبهة من الشُّبه .
ثالثًا : معرفة الباطل الذي عند الخصم ، لكي يوجِّه إليه المسلم المطاعن فيما عنده من الباطل .
رابعًا : معرفة طرائق الجدل العقلية التي يستطيع بها أن يُفحم الخصم .
وأقول : إنني من خلال مطالعتي وسماعي لبعض هذه الشبه والجدل الذي يقيمه النصارى لا أجد فيها سوى التشويش والتشويه ، ولم أر جدلاً علميًّا صرفًا ، يريد به صاحبه أن يصل إلى الحق إلا قليلاً ، لذا لا أرى أن يضيع المرء وقته في نقاش هؤلاء إلا من أراد أن ينبري لهم انبراءً تامًّا ، ويجعل ذلك سبيله ، فيكون كافيًا لغيره من المسلمين .(1/1373)
أما أن يخوض جماعة من المسلمين ممن لا علم عندهم ، بل ولا تعقُّل في بعض الأحيان فذلك مما يُفرح الخصم ، ويرتاح له ، فابتعد إن لم تكن قادرًا على نقاشهم ، واعلم أنك لست ملزمًا يمثل هذا ، فالسلامة لا يعدلها شيء ، والله الموفق .
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 08:29 AM
أخي الطيار
لقد قرأت رسالة لإبن حزم في رده على مطاعن النصارى في آيات فلا مانع من إجابة الأخ السائل على ما سأل
((في قراءة حفص :
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد))
وأنا لا علم لي بالقراءات---إلا أن حذف ((هو)) في قراءة ورش لم يخل بالمعنى مطلقا
وظل النص محفوظا
فهل نتلق إجابة على هذه الإشكالية بالذات؟؟؟
---
سليم
11-23-2004, 10:52 AM
جزى الله الأخيون الكريمين مساعد الطيار وجمال الشرباتي
وليسمح الأخ الفاضل الطيار بأن أختلف معه في أسلوب طرقه للموضوع
أنا لست متخصصا في علوم القرآن ، ولكن من باب اسألوا أهل الذكر ، طرحت الموضوع عليكم... والذي منعني من وضع رابط ذلك المنتدى هو أن فيه إساءات كبيرة للأسلام ، ولا أريد أن أحمل وزر إذاعته ، ولكن إذا إذا أردتم أن أضع رابط ذلك المنتدى وضعته لتتكفلوا أنتم بالحوار مع أولئك.
وأعود إلى صلب الموضوع
إن جواب الأخ الفاضل الطيار لا يصلح في زمننا هذا الذي اشتدت فيه الهجمة على الأسلام، والأنترنت هو مجال خصب لتلاقي الأفكار سقيمها وصحيحها، ومثل هذه الشبه لم يعد يصلح جوابا عليها ،الأمساك عن الجواب وتوجيه السائل إلى نقد ما عند الخصم.
نعم أتفق معك إن ما عند النصارى في عهدهم الجديد من أسفار لم يبلغ واحد منها مبلغ ما وصله - لا أقول القرآن- بل حتى مسند من مسانيدنا من ضبط وتحقق من الرواية.
لكن هل يصلح دفاعا عن هذه الشبه أن نقول(1/1374)
إن اكتشفتم في نصوصنا شيء ... ففي نصوصكم المقدسة أكثر من ذلك !!!!!!!
هذا لا يصلح كرد.
وأنا متفق معكم في كون :
قراءة حفص :
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وحذف "هو" في قراءة ورش :
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد
لم يخل بالمعنى أبدا ،بل المعنى محفوظ.
ولكن هذا ما يتعارض مع ما نجده في المصاحف عندما تكرر اللجنة قولها :
ملاحظات اللجنة العلميه لمراجعة طباعة المصحف على رواية ورش كتبت :
(( هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانيه السته السابق ذكرها ))
وفي المصحف على رواية حفص نجد اللجنة تقول أيضا :
(( هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانيه السته السابق ذكرها ))
وأنا إذ أطرح هذا القول أتمنى إن لم أجد عندكم إجابة شافية أن تقوم الأدارة بحذف الموضوع.
وجزاكم الله خيرا
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 10:53 AM
عندي إستفسار
هل القراءة التي أوردتها(( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد)) والتي خلت من ((هو )) هي فعلا قراءة ورش؟؟
أنا أعرف أن الاختلاف في القراءات القرآنية إنما كان فيما يحتمله خط المصحف ورسمه، سواء أكان الاختلاف في اللفظ دون المعنى، كقراءة قوله تعالى: {جَُِذوة } بضم الجيم وكسرها وفتحها، أم كان الاختلاف في اللفظ والمعنى، كقراءة قوله تعالى: {ننشرها } و {ننشزها } وقوله تعالى: {يسيركم } و {ينشركم } وهي قراءات متواترة محتملة لرسم المصحف إذ لم يكن هناك تنقيط يوم جمعه عثمان رضي الله عنه على حرف قريش
فأذا كان في إحدى القراءات لفظ---لا يمكن أن تخلو منه أخرى لكي تتناسق القراءتان مع الرسم العثماني
---
سليم
11-23-2004, 11:09 AM
أجل أنا متأكد من كون مصحف رواية ورش ليس فيه لفظ " هو"، وقد تحققت من ذلك بنفسي من نسخة ورقية .
---
أبو علي(1/1375)
11-23-2004, 11:11 AM
نعم يا أخ جمال هذه قراءة ورش نقرأ بها في المغرب ، وأعطيك مثل آخر في قراءة ورش : فلا يخاف عقباها . سورة الشمس الآية 15
وفي قراءة حفص : ولا يخاف عقباها. سورة الشمس الآية 15
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 11:11 AM
إذن
أرفع يداي مستسلما منتظرا رأي المتخصصين
---
أبو زينب
11-24-2004, 02:13 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كما تعلمون فهناك عشر قراءات مشهورة و متواترة للقرآن و كل قارئ له راويان فمثلا ورش و قالون يرويان عن نافع (قارئ المدينة ) فالرسم في مصحف ورش و قالون متطابق .
و مع الاختلاف في التنقيط أو الحركات هناك بعض الاختلافات في الرسم .
ولكن الأكيد أن كل هذه القراءات صحيحة و متواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم .
و للعلم فهناك - حسب علمي - ثلاث اختلافات في الرسم و هي :
1- في سورة الحديد " الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و من يتول فإن الله هو الغني الحميد "
قرأ نافع ( و بالتالي ورش و قالون) و ابن عامر و أبو جعفر بدون ضمير فصل " فإن الله الغني الحميد " . و كذلك هو مرسوم في مصحف المدينة و مصحف الشام .
و قرأ لباقون بضمير فصل بعد اسم الجلالة " فإن الله هو الغني الحميد " و كذلك هو مرسوم في مصاحف مكة و البصرة و الكوفة فهما روايتان متواترتان ..
و الجملة مفيدة للقصر بدون ضمير فصل لأن تعريف المسند إليه و المسند من طرق القصر , فالقراءة بضمير الفصل تفيد تأكيد القصر .
2 - في سورة غافر ( و تسمى المؤمن ...) " وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أ و أن يظهر في الأرض الفساد " .
قرأ نافع و ابن عامر و أبو جعفر و ابن كثير و أبو عمرو " و أن" بواو العطف .
و قرأ غيرهم " أو أن" بـ أو التي للترديد .
3 - في سورة الشمس و هو الذي ذكره الأخ أبو علي في قوله تعالى " و لا يخاف عقباها " .(1/1376)
قرأ نافع و ابن عامر و أبو جعفر " فلا يخلف عقباها " بفاء العطف تفريعا على " فدمدم عليهم ربهم ..." وهو مكتوب في مصاحف المدينة و مصحف الشام .. و معنى التفريع بالفاء على هذه القراءة تفريع العلم بانتفاء خوف الله منهم مع قوتهم ليرتدع بهذا العلم أمثالهم من المشركين .
و قرأ الباقون من العشرة " و لا يخاف عقباها" بواو العطف أو الحال وهي كذلك في مصاحف أهل مكة و أهل البصرة و الكوفة , وهي رواية قرائها
و قال ابن القاسم و ابن وهب : أخرج لنا مالك مصحفا لجدِِه و زعم أنه كتبه في أيام عثمان بن عفان حين كتب المصاحف و فيه " و لا يخاف " بالواو . و هذا يقتضي أن بعض مصاحف المدينة بالواو و لكنهم لم يقرأوا بذلك لمخالفته روايتهم .
هذا ما وجدته في " التحرير و التنوير " . و لست أدري كيف يمكن إقناع هذا النصراني بصحة كل هذه الروايات المتواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم و التي قرأ بها كلها دون أدنى شك .
---
مساعد الطيار
11-24-2004, 04:03 PM
أخي الكريم سليم
أرجو أن لا أكون قد أخللتُ بالبيان ، فأنا لا أدعو إلى ترك مجادلة هؤلاء البتة ، لكني اهتبلت فرصة سؤالك لأرشد بعض إخواني ممن لا علم لهم ، ويدخلون في جدل عقيم مع هؤلاء ، ولعل آخر كلامي كان واضحًا في أن ينبري نفر من المسلمين لمقارعة هؤلاء ، وقد قلت ( ... إلا من أراد أن ينبري لهم انبراءً تامًّا ، ويجعل ذلك سبيله ، فيكون كافيًا لغيره من المسلمين ) ، وأشكر لك ولجميع المشاركين هذه الغيرة ، ولعل الله ييسر من يفك هذا الاستفسار , ولكم من الله الجزاء الأوفى .
---
سليم
11-24-2004, 04:30 PM
جزاكم الله خيرا على هذه الردود أخي أبو زينب وأخي مساعد الطيار
بالمناسبة إن ما تفضل به الأخ الكريم مساعد الطيار كلام يدل على حصافة ووعي ، فبالفعل إن بعض الحوارات والمناظرات يدخلها بعض الأخوة دون سبق علم وتكوين مما يجعلهم يسيؤون بضعف علمهم للأسلام .(1/1377)
قبل أن أنقل لكم إحدى المقالات المهمة في مبحث القراءات
ألخص الفكرة السابقة لعل أحد الأخوة يفيدنا برد أو يحيلنا على بحث أو دراسة تزيل ذلك الأشكال .
الفكرة هي أن في خاتمة النسخ القرآنية نجد تأكيدا على أن النسخة مطبوعة على رواية ورش / أو حفص ومطابقة حرفيا للنسخة العثمانية.
السؤال الذي أطرحه هلى النسخ العثمانية الستة أو السبعة كانت متشابهة وعلى قراءة واحدة.
إذا كانت كذلك فكيف نفسر الاختلاف الطفيف الذي نلاحظه بين رواية ورش ورواية حفص؟
أرجو ممن له علم بالقراءات أن يفيدنا وجزاه الله خيرا.
وإليكم هذه المقالة المفيدة وإن لم تكن قد أجابت على نحو مباشر على الأشكال المطروح:
-----------------------------
للشيخ أحمد سعد الخطيب
اختلاف القراءات
أسبابه ، وأنواعه ، وفوائده ، ودرء الشبهات عنه .
القراءات جمع قراءة ، والقراءة فى اللغة مصدر قرأ0
وفى الاصطلاح: مذهب من مذاهب النطق فى القرآن، يذهب إليه إمام من الأئمة مخالفاً به غيره ، سواء أكانت هذه المخالفة فى نطق الحروف ، أو فى نطق هيئاتها.
وعلم القراءات:
هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية ، وطريق أدائها اتفاقاً واختلافاً ، مع عزو كل وجه لناقله. فموضوع علم القراءات إذن ، كلمات القرآن الكريم من حيث أحوال النطق بها ، وكيفية أدائها.( )
نشأة القراءات:(1/1378)
الزمن الذى نشأت فيه القراءات القرآنية ، هو نفسه زمن نزول القرآن الكريم ، ضرورة أن هذه القراءات ، قرآن نزل من عند الله فلم تكن من اجتهاد أحد ، بل هى وحى أوحاه الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقد نقلها عنه أصحابه الكرام - رضى الله عنهم - حتى وصلت إلى الأئمة القراء ، فوضعوا أصولها ، وقعدوا قواعدها ، فى ضوء ما وصل إليهم ، منقولاً عن النبى -صلى الله عليه وسلم - وعلى ذلك ، فالمعول عليه فى القراءات ، إنما هو التلقى بطريق التواتر ، جمع عن جمع يؤمن عدم تواطؤهم على الكذب ، وصولاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم. أو التلقى عن طريق نقل الثقة عن الثقة وصولاً كذلك إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، ويضاف إلى هذا القيد قيدان آخران سيذكران فى محلهما عند الحديث عن شروط القراءة الصحيحة ، أو ضوابط قبول القراءة.
وانطلاقاً من ذلك وبناءً عليه ، فإن إضافة هذه القراءات إلى أفراد معينين ، هم القراء الذين قرأوا بها ، ليس لأنهم هم الذين أنشأوها أو اجتهدوا فى تأليفها ، بل هم حلقة فى سلسلة من الرجال الثقات الذين رووا هذه الروايات ونقلوها عن أسلافهم ، انتهاءً بالنبى صلى الله عليه وسلم ، الذى تلقى هذه القراءات وحياً عن ربه - جل وعلا. وإنما نسبت القراءات إلى القراء لأنهم هم الذين اعتنوا بها وضبطوها ووضعوا لها القواعد والأصول.
ما سبب اختلاف القراءات ؟
لقد عرفنا فيما مضى أن هذه القراءات منقولة عن النبى صلى الله عليه وسلم ، ومعنى ذلك أن الوحى قد نزل بها من عند الله.(1/1379)
والإجابة عن السؤال المطروح ، لمسها الصحابة وقت نزول القرآن واقعاً لا نظرية ، وذلك أن الصحابة - رضى الله عنهم - كانوا من قبائل عديدة ، وأماكن مختلفة ، وكما هو معروف أنه كما تختلف العادات والطباع باختلاف البيئات ، فهكذا اللغة أيضاً ، إذ تنفرد كل بيئة ببعض الألفاظ التى قد لا تتوارد على لهجات بيئات أخرى ، مع أن هذه البيئات جميعها تنضوى داخل إطار لغة واحدة ، وهكذا كان الأمر ، الصحابة عرب خلص بيد أن اختلاف قبائلهم ومواطنهم أدى إلى انفراد كل قبيلة ببعض الألفاظ التى قد لا تعرفها القبائل الأخرى مع أن الجميع عرب ، والقرآن الكريم جاء يخاطب الجميع ، لذلك راعى القرآن الكريم هذا الأمر ، فجاءت قراءاته المتعددة موائمة لمجموع من يتلقون القرآن ، فالتيسير على الأمة ، والتهوين عليها هو السبب فى تعدد القراءات.
والأحاديث المتواترة الواردة حول نزول القرآن على سبعة أحرف تدل على ذلك:
جاء فى الصحيحين - عن ابن عباس رضى الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أقرأنى جبريل على حرف فراجعته ، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف"( ) ، وزاد مسلم: " قال ابن شهاب: بلغنى أن تلك السبعة فى الأمر الذى يكون واحداً لا يختلف فى حلال ولا حرام"( )(1/1380)
وأخرج مسلم بسنده عن أبى بن كعب ، أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان عند أَضَاة بنى غفار( ) قال: " فأتاه جبريل - عليه السلام - فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف ، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتى لا تطيق ذلك ، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين ، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتى لا تطيق ذلك ، ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف ، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتى لا تطيق ذلك ، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف. فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا" ( )
والأحاديث الواردة فى هذا المقام كثيرة ، لكنى أكتفى بما ذكرت ، والمزيد فى مظانه ، ويؤخذ من ذلك ما يلى:
1. إن الأحرف السبعة جميعها قرآن نزل من عند الله ، لا مجال للاجتهاد فيها.
2. أن السبب فى هذه التوسعة هو التهوين على الأمة ، والتيسير عليها فى قراءة القرآن الكريم.
المراد بالأحرف السبعة:
أقوال عديدة ساقها العلماء حول مفهوم الأحرف السبعة ، التى تواترت الأحاديث فى إثبات أن القرآن نزل عليها ، الأمر الذى جعل بعض العلماء يفر من ميدان النزال ، ويقول: إن الحديث مشكل.
أقول: الأقوال الواردة فى هذا المقام أكثرها لا تستحق لضعفها أن نعول عليها فى مقامنا هذا ، ويكفينا هنا أن نشير إلى ما يستحق الذكر ، ويستأهل أن ينظر إليه بعين الاعتبار ، وذلك متوافر فى رأيين:
أحدهما : هو ما ذكره أبو الفضل الرازى وقاربه فيه كل من ابن قتيبة وابن الجزرى.
وحاصله أن الأحرف السبعة هى سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف فى القراءات وهى:
1- اختلاف الأسماء من إفراد ، وتثنية ، وجمع ، وتذكير ، وتأنيث.
2- اختلاف تصريف الأفعال من ماضى ومضارع وأمر.
3- اختلاف وجوه الإعراب.
4- الاختلاف بالنقص والزيادة.
5- الاختلاف بالتقديم والتأخير.(1/1381)
6- الاختلاف بالإبدال.
7- اختلاف اللغات - أى اللهجات - كالفتح والإمالة ، والتفخيم ، والترقيق ، والإظهار والإدغام.
وقد تعصب لهذا الرأى صاحب المناهل وساق الأمثلة لكل وجه من الوجوه المذكورة ، ورجحه على غيره مقرراً أنه الرأى الذى تؤيده الأحاديث الواردة فى المقام ، وأنه الرأى المعتمد على الاستقراء التام دون غيره ………( ) ، وقد دافع عنه أيما دفاع بالرد على كل اعتراض وجه إليه ، وإن بدا عليه التكلف فى بعض هذه الردود ، ومن ذلك رده على الاعتراض الثالث الذى وجه إليه.
وحاصل الاعتراض أن الرخصة فى التيسير على الأمة بناءً على هذا الرأى غير واضحة ، فأين اليسر فى قراءة الفعل المبنى للمجهول أو للمعلوم ؟ هنا ظهر التكلف على الشيخ فى الرد( ) - من وجهة نظرى-.
وثانيهما: وهو ما ذهب إليه سفيان بن عيينة ، وابن جرير ، وابن وهب ، والقرطبى ، ونسبه ابن عبدالبر لأكثر العلماء ( )
وحاصله: أن المراد بالأحرف السبعة هى سبع لغات فى كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعانى وتقاربها ، مثل: هلم ، واقبل ، وتعال ، إلى ، وقصدى ، ونحوى ، وقربى. فإن هذه سبعة ألفاظ مختلفة ، يعبر بها عن معنى واحد ، هو طلب الإقبال ، وليس معنى ذلك أن كل معنى فى القرآن عبر عنه بسبعة ألفاظ من سبع لغات ، بل المراد أن منتهى ما يصل إليه عدد الألفاظ المعبرة عن معنى واحد هو سبعة.
وأصحاب هذا الرأى أيدوا كلامهم بأن التيسير المنصوص عليه فى الأحاديث متوفر فى هذا الرأى. ورد أصحاب هذا الرأى كذلك على الاعتراضات الموجهة إلى رأيهم ردوداً مقبولة.(1/1382)
ولا أستطيع أن أطيل أكثر من هذا فى هذه المسالة حتى لا نخرج عن موضوعنا المقصود بالبحث.( ) لكن ما أريد أن أقوله بعد هذا العرض : إنه بناءً على هذا الرأى الأول تكون القراءات التى رواها القراء بوجوه متعددة راجعة إلى الأحرف السبعة. وبناءً على الرأى الثانى تكون راجعة إلى حرف واحد وهو حرف قريش ، الذى نسخت عليه المصاحف العثمانية.
النسبة بين الأحرف السبعة والقراءات السبع ( )
نسبة القراءات السبع إلى الأحرف السبعة هى نسبة الخاص إلى العام ، فالأحرف السبعة تشمل جميع القراءات بما فيها السبع.
ومن يعتقد أن القراءات السبع هى الأحرف السبعة ، فقد أبان عن جهله ، وكشف النقاب عن قلة إدراكه ؛ لأن هؤلاء القراء السبعة وهم: ابن عامر ، وابن كثير ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وحمزة ، ونافع ، وأبو الحسن الكسائى.
أقول: هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا حين ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم - الأحرف السبعة ، فهل معنى ذلك أن حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - "أنزل القرآن على سبعة أحرف" كان عارياً من الفائدة ، وبعيداً عن الواقع ، إلى أن ظهر هؤلاء القراء ، وماذا فهم الصحابة إذن من الحديث؟
ما ابعد هذا القول عن الواقع ، بل ما أجهل قائليه!!
أقسام القراءات
وبيان ما يقبل منها ومالا يقبل
نقل السيوطى عن ابن الجرزى أن أنواع القراءات ستة:
الأول : المتواتر: وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب ، عن مثلهم إلى منتهاه ، حتى يبلغوا به النبى - صلى الله عليه وسلم - ، ومثاله ما اتفقت الطرق على نقله عن السبعة - أو غيرهم - وهذا هو الغالب فى القراءات.(1/1383)
الثانى: المشهور: وهو ما صح سنده بأن رواه العدل الضابط عن مثله ، وهكذا ووافق العربية ولو بوجه ، ووافق رسم المصحف العثمانى ، واشتهر عند القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ ، إلا أنه لم يبلغ درجة المتواتر. ومثاله ما اختلفت الطرق فى نقله عن السبعة ، فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض ، وقد ذكر كثيراً من هذا النوع الدانى فى التيسير والشاطبى فى الشاطبية ، وغيرهما. وهذان النوعان ، هما اللذان يقرأ بهما ، مع وجوب اعتقادهما ولا يجوز إنكار شئ منهما.
الثالث: ما صح سنده ، وخالف الرسم أو العربية ، أو لم يشتهر الاشتهار المذكور ، وهذا النوع لا يقرأ به ولا يجب اعتقاده ، ومثاله قراءة (( متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان )) وقراءة ((لقد جاءكم رسول من أنفَسِكم)) بفتح الفاء.
الرابع : الشاذ ، وهو ما لم يصح سنده ، قراءة ابن السَّميفع ((فاليوم ننحيك ببدنك)) بالحاء المهملة ((لتكون لمن خَلَفك آية)) بفتح اللام من كلمة ((خَلَفك)).
الخامس: الموضوع ، وهو ما نسب إلى قائله من غير أصل ، مثل القراءات التى جمعها محمد بن جعفر الخزاعى ، ونسبها إلى أبى حنيفة.
السادس: ما يشبه المدرج من أنواع الحديث ، وهو ما زيد فى القراءات على وجه التفسير ، كقراءة سعد بن أبى وقاص ((وله أخ أو أخت من أم)) بزيادة لفظ (( من أم)).
قال ابن الجزرى: وربما كانوا يدخلون التفسير فى القراءات إيضاحاً وبياناً ؛ لأنهم محققون لما تلقوه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قرآناً ، فهم آمنون من الالتباس ، وربما كان بعضهم يكتبه معه أ.هـ( )
ومن خلال هذا النقل خلصنا إلى أن النوعين الأولين هما اللذان يقرأ بهما وأما غيرهما ، فلا. والنوع الأول ، وهو المتواتر مقطوع بقرآنيته بلا نزاع. وأما النوع الثانى وهو المشهور الذى اتفقت فيه الضوابط الثلاثة المذكورة ، وهى صحة السند ، وموافقة اللغة العربية ولو بوجه ، وموافقة الرسم العثمانى ولو احتمالاً ، أقول:(1/1384)
هذا النوع لم يوافق عليه بعض العلماء ، بل اشترطوا التواتر دون صحة السند - أى لم يكتفوا بصحة السند- جاء فى الإتقان تعليقاً على ذلك.
وهذا مما لا يخفى ما فيه ، فإن التواتر إذا ثبت ، لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من العربية والرسم ، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وجب قبوله والقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أو لا. ا.هـ ( )
ومن ثم قال بعض العلماء تعليقاً على هذا الرأى فى محاولة لتقريب وجهة النظر حول قبول هذه القراءة ، أو عدم قبولها ، قال: إن هذا القسم - يعنى الذى استجمع الأركان الثلاثة المذكورة - يتنوع إلى نوعين:
الأول: ضرب أو نوع ، استفاض نقله وتلقته الأمة بالقبول ، وهو يلحق بالمتواتر من حيث قبوله والعمل بمقتضاه ؛ لأنه وإن كان من قبيل الآحاد إلا أنه احتفت به قرائن جعلته يفيد العلم لا الظن.
قال صاحب المناهل : إن ركن الصحة فى ضابط القرآن المشهور ، لا يراد بالصحة فيه مطلق صحة ، بل المراد صحة ممتازة ، تصل بالقراءة إلى حد الاستفاضة والشهرة ، وتلقى الأمة لها بالقبول حتى يكون هذا الركن بقرينة الركنين الآخرين فى قوة التواتر الذى لابد منه فى تحقق القرآنية.( )
والنوع الثانى: وهو ما لم تتلقه الأمة بالقبول ولم يستفض ، وهذا فيه خلاف بين العلماء ، من حيث قبوله ، والقراءة به ، أو عدم ذلك والأكثرون على قبوله. ( )
أوجه الاختلاف بين القراءات الثابتة(1/1385)
سبق أن قررنا أن القراءات مرجعها النقل الثابت عن النبى -صلى الله عليه وسلم - ولذلك ، لم يكن الاختلاف بينها على سبيل التضاد فى المعانى ، بل القراءة إما مؤكدة لغيرها ، أو موضحة ، أو مضيفة إليها معنى جديداً ، فتكون كل قراءة بالنسبة للأخرى ، بمنزلة الآية مع الآية ، وكما أن الاختلاف بين هذه القراءات لم يكن على سبيل التضاد فى المعانى ، فإنه كذلك لم يكن على سبيل التباين فى الألفاظ ، وقد حصر بعضهم أوجه الاختلاف بين القراءات فى الوجوه الآتية:
الأول: الاختلاف فى شكل آخر الكلمات ، أو بنيتها ، مما يجعلها جميعاً فى دائرة العربية الفصحى ، بل أفصح هذه اللغة ، المتسقة فى ألفاظها ، وتآخى عباراتها ، ورنة موسيقاها ، والتواؤم بين ألفاظها ومعانيها.
الثاني: الاختلاف فى المد فى الحروف ، من حيث الطول والقصر ، وكون المد لازماً أو غير لازم ، وكل ذلك مع التآخى فى النطق فى القراءة الواحدة ، فكل قراءة متناسقة فى ألفاظها من حيث البنية للكلمة ، ومن حيث طول المد أو قصره.
الثالث: الاختلاف من حيث الإمالة ، أو عدمها فى الحروف ، كالوقوف بالإمالة فى التاء المربوطة ، أو عدم الإمالة فيها.
الرابع: الاختلاف من حيث النقط ومن حيث شكل البنية فى مثل قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)) ( )حيث قرئ متواتراً كذلك ((فتثبتوا)) ومع ذلك فالقراءتان متلاقتيان فى المعنى ، فالأولى طالبت بالتبين المطلق ، والأخرى بينت طريق التبين ، وهو التثبت بتحرى الإثبات.
الخامس: زيادة بعض الحروف فى قراءة ، ونقصها فى أخرى ، مثل قراءة ابن عامر - وهو أحد القراء السبعة- ((قالوا اتخذ الله ولدا )) بدون واو قبل (( قالوا )) بينما قرأ غيره بالواو هكذا((وقالوا اتخذ الله ولدا ))( ) ومثل ذلك قراءة ابن كثير - وهو أحد القراء السبعة كذلك - ((تجرى من تحتها الأنهار)) بزيادة (( من )) بينما قرأ غيره ((تجرى تحتها الأنهار))( )(1/1386)
فإن قيل: ما الثابت من القراءتين فى المصحف العثمانى ؟
قلت: إن المصاحف العثمانية - وعددها ستة أو سبعة - أثبت فيها كل ما يحتمله الرسم بطريقة واحدة ( ) ، وأما ما لا يحتمله الرسم كالزيادة والنقصان فى حالتنا هذه ، فإنه كان يثبت فى بعض المصاحف بقراءة ، وفى بعضها بقراءة أخرى.
وقد قال القرطبى فى ذلك: وما وجد بين هؤلاء القراء السبعة من الاختلاف فى حروف يزيدها بعضهم ، وينقصها بعضهم ، فذلك لأن كلاً منهم اعتمد على ما بلغه فى مصحفه ورواه ، إذ كان عثمان كتب تلك المواضع فى بعض النسخ ، ولم يكتبها فى بعض ، إشعاراً بأن كل ذلك صحيح ، وأن القراءة بكل منها جائزة. ا.هـ ( )
فوائد اختلاف القراءات
مسألة اختلاف القراءات وتعددها ، كانت ولا زالت محل اهتمام العلماء ، ومن اهتمامهم بها بحثهم عن الحكم والفوائد المترتبة عليها ، وهى عديدة نذكر الآن بعضاً منها ، فأقول - وبالله التوفيق-: إن من الحكم المترتبة على اختلاف القراءات ما يلى:-
1) التيسير على الأمة الإسلامية ، ونخص منها الأمة العربية التى شوفهت بالقرآن ، فقد نزل القرآن الكريم باللسان العربى ، والعرب يومئذٍ قبائل كثيرة ، مختلفة اللهجات ، فراعى القرآن الكريم ذلك ، فيما تختلف فيه لهجات هذه القبائل ، فأنزل فيه - أى بين قراءاته - ما يواكب هذه القبائل -على تعددها - دفعاً للمشقة عنهم ، وبذلاً لليسر والتهوين عليهم.
2) الجمع بين حكمين مختلفين مثل قوله تعالى: ((فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)) ( )، حيث قرئ ((يطهرن)) بتخفيف الطاء وتشديدها ، ومجوع القراءتين يفيد أن الحائض ، لا يجوز أن يقربها زوجها إلا إذا طهرت بأمرين: أ- انقطاع الدم ، ب- الاغتسال.(1/1387)
3) الدلالة على حكمين شرعيين فى حالين مختلفين ، ومثال ذلك قوله تعالى: ((فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين))( ) حيث قرئ (( وأرجلكم)) بالنصب عطفاً على ((وجوهكم)) وهى تقتضى غسل الأرجل ، لعطفها على مغسول وهى الوجوه. وقرئ ((وأرجِلكم)) بالجر عطفاً على ((رءوسكم)) وهذه القراءة تقتضى مسح الأرجل ، لعطفها على ممسوح وهو الرءوس. وفى ذلك إقرار لحكم المسح على الخفين.
4) دفع توهم ما ليس مراداً: ومثال ذلك قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله))( ) حيث قرئ ((فامضوا إلى ذكر الله)) ، وفى ذلك دفع لتوهم وجوب السرعة فى المشى إلى صلاة الجمعة المفهوم من القراءة الأولى ، حيث بينت القراءة الثانية أن المراد مجرد الذهاب.( )
5) إظهار كمال الإعجاز بغاية الإيجاز ، حيث إن كل قراءة مع الأخرى بمنزلة الآية مع الآية ، وذلك من دلائل الإعجاز فى القرآن الكريم ، حيث دلت كل قراءة على ما تدل عليه آية مستقلة.
6) اتصال سند هذه القراءات علامة على اتصال الأمة بالسند الإلهى ، فإن قراءة اللفظ الواحد بقراءات مختلفة ، مع اتحاد خطه وخلوه من النقط والشكل ، إنما يتوقف على السماع والتلقى والرواية ، بل بعد نقط المصحف وشكله ؛ لأن الألفاظ إنما نقطت وشكلت فى المصحف على وجه واحد فقط ، وباقى الأوجه متوقف على السند والرواية إلى يومنا هذا. وفى ذلك منقبة عظيمة لهذه الأمة المحمدية بسبب إسنادها كتاب ربها ، واتصال هذا السند بالسند الإلهى ، فكان ذلك تخصيصاً بالفضل لهذه الأمة.( )
7) فى تعدد القراءات تعظيم لأجر الأمة فى حفظها والعناية بجمعها ونقلها بأمانة إلى غيرهم ، ونقلها بضبطها مع كمال العناية بهذا الضبط إلى الحد الذى حاز الإعجاب ( )
درء الشبهات المثارة حول اختلاف القراءات(1/1388)
لا يزال المغرضون يتحينون الفرص للغض من قدر القرآن الكريم ، بمحاولة إثبات التناقض فى القرآن من خلال بعض ما يثبته أو ينفيه ، يحاولون ذلك مع آيات القرآن الكريم بعضها مع بعض ، أو يدّعون وجود التناقض بين القرآن والسنة ، وكل ذلك مردود عليهم بفضل الله كما أشرت إلى ذلك فى مقدمة هذا الكتاب ، ولسوف ترى فيه إن شاء الله شيئاً من ذلك فى المبحث الأخير منه.
وفى مقام اختلاف القراءات الذى نحن بصدده أو ادعى الحاقدون وتبعهم الجاهلون من اتباع هذا الدين ، وهم أخطر على هذا الدين كما قيل:
لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يباغ الجاهل من نفسه
أقول: ادعى هؤلاء وأولئك أن اختلاف القراءات يثبت كذب القرآن ويقرر وجود التناقض فيه.
قلنا: وكيف وصلتم إلى هذا القرار واجترأتم على أن تقولوا هذا الكلام الذى ((تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً ))( ) من هول ما يحمل؟
قالوا: أليس قد جاء فى القرآن - قوله تعالى: (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً))( ) قلنا : بلى.
قالوا: ألستم تقولون إن القراءات توقيفية نازلة من عند الله عن طريق الوحى ؟ قلنا: بلى.
قالوا: أليست هذه القراءات متعددة ؟ قلنا: بلى.
قالوا: أليس فى تعددها واختلافها ما يتعارض والآية القرآنية التى نفت الاختلاف عن القرآن ؟
قلنا: كلا. قالوا: كيف تدفعون هذا التعارض وتثبتون نقيض الدعوى ؟ قلنا: هو سهل ميسور وتقرير الجواب كالتالى:(1/1389)
إن الاختلاف الذى ينفيه القرآن هو الاختلاف فى ذات القرآن بما تحمله آياته من معان ، إذ لا اضطراب فيها ولا تعارض ولا تناقض ، وكل ما أوهم ذلك قد أجاب عنه العلماء بما لا يدع مجالاً لعرضه مرة أخرى ، وقد قلت فى مقدمة هذا الكتاب: لا يرد على ذلك الناسخ والمنسوخ ، فالتعارض بينها مدفوع بإثبات الحكم الناسخ ونفى وإلغاء الحكم المنسوخ. فتحصل من خلال ذلك أن التناقض والتدافع بين معانى القرآن الكريم غير موجود ، وهذا هو الذى تقرره الآية الكريمة.
وأما اختلاف القراءات ، وكون القرآن الكريم قد نزل على سبعة أحرف فهو تنوع من ألفاظ القرآن وتوسعة فى النطق به وتعدد فى وجوه الأداء ، دون أن يثبت ذلك اختلافاً فى القرآن ، ليس هذا فقط بل إن لتعدد القراءات فوائد جمة ، قد ذكرت فى محلها ، هذه الفوائد لا تنفى عن القراءات فقط كونها سلبية ، بل تثبت لها جوانب إيجابية عديدة.
يقول الشيخ الزقانى:
إن نزول القرآن على سبعة أحرف - وتعدد وجوه قراءاته - لا يلزم منه تناقض ولا تخاذل ولا تعارض ولا تضاد ولا تدافع بين مدلولات القرآن ومعانيه ، وتعليمه ومراميه ، بعضها مع بعض ، بل القرآن كله سلسلة واحدة ، متصلة الحلقات ، محكمة السور والآيات ، متآخذة المبادئ والغايات ، مهما تعددت طرق قراءاته ، ومهما تنوعت فنون أدائه.( )
ويتمم الجواب عن هذه الشبهة والرد عليها جواب الإمام الغزالى وقد سئل عن معنى قوله تعالى: ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)) فأجاب بما صورته:
الاختلاف لفظ مشترك بين معان ، وليس المراد نفى اختلاف والناس فيه ، بل نفى الاختلاف عن ذات القرآن. يقال هذا كلام مختلف فيه ، أى: لا يشبه أوله آخره فى الفصاحة ، إذ هو مختلف ، أى: بعضه يدعو إلى الدين ، وبعضه يدعو إلى الدنيا ، أو هو مختلف النظم فبعضه على وزن الشعر ، وبعضه منزحف ، وبعضه على أسلوب مخصوص فى الجزالة ، وبعضه على أسلوب يخالفه.(1/1390)
وكلام الله منزه عن هذه الاختلافات ، فإنه على منهاج واحد فى النظم مناسب أوله آخره ، وعلى مرتبة واحدة فى غاية الفصاحة ، فليس يشتمل على الغث والسمين ، ومسوق لمعنى واحد ، وهو دعوة الخلق إلى الله تعالى ، وصرفهم عن الدنيا إلى الدين. أ.هـ ( )
وقريب من هذا ما نقل عن ابن مسعود رضى الله عنه :
" لا تنازعوا فى القرآن فإنه لا يختلف ولا يتلاشى ، ولا ينفد لكثرة الرد ، وإنه شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه ، ولو كان شئ من الحرفين -أى القراءتين - ينهى عن شئ يأمر به الآخر ، كان ذلك الاختلاف ، ولكنه جامع ذلك كله لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض ، ولا شئ من شرائع الإسلام.
ولقد رأيتنا نتنازع عند رسول - صلى الله عليه وسلم - ، فيأمرنا فنقرأ فيخبرنا أن كلنا محسن….." ( )
وملخص هذا الجواب أن الاختلاف المنفى فى الآية هو الاختلاف بمعنى تباين النظم ، وتناقض الحقائق ، وتعارض الأخبار ، وتضارب المعانى. وأما اختلاف القراءات فهو التنوع فى الأداء والتوسع فى النطق فى إطار ما نزل من عند الله.
الشبهة الثانية:
قالوا كذلك:
إن الاختلاف فى القراءات يوقع فى شك وريب من القرآن ، إذا لاحظنا فى بعض الروايات معنى تخيير الشخص أن يأتى من عنده باللفظ وما يرادفه أو باللفظ ومالا يضاده فى المعنى ، وذلك كحديث أبى بكرة حيث فيه: "كلها شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب ، نحو قولك: تعال ، وأقبل ، وهلم ، واذهب ، وأسرع ، وعجل" جاء بهذا اللفظ من رواية أحمد بإسناد جيد 00 وجاء عن ابن مسعود - رضى الله عنه - أنه أقرأ رجلاً: ((إن شجرة الزقوم طعام الأثيم)) ( ) فقال الرجل: طعام اليثيم ، فردها عليه فلم يستقم بها لسانه. فقال: أتستطيع أن تقول: طعام الفاجر؟ قال: نعم. قال: فافعل.
الجواب عن هذه الشبهة(1/1391)
إننا لا نسلم لهم أولاً : دعوى أن الشخص كان مخيراً بأن يأتى من عند نفسه بألفاظ يختارها تعبيراً عن الآية ، فجميع القراءات نازلة من عند الله بالوحى ، والحديث المذكور لا يدل على ما ذهبوا إليه وسيأتى تأويله فى مبحث الوقف والابتداء ، وإذا لم نسلم لهم هذا فلن نسلم كذلك أن هذه القراءات كانت سبباً فى وقوع الشك والريب من القرآن ؛ لأن القراءات ما دامت نازلة من عند الله فلا يمكن أن تكون سبباً فى الريب من القرآن الذى هو من عند الله كذلك.
وأما بالنسبة للروايات المذكورة فغاية ما تدل عليه كما يقول الشيخ الزرقانى: أن الله تعالى وسع على عباده خصوصاً فى مبدأ عهدهم بالوحى أن يقرأوا القرآن بما تلين به ألسنتهم ، وكان من جملة هذه التوسعة القراءة بمترادفات من اللفظ الواحد للمعنى الواحد مع ملاحظة أن الجميع نازل من عند الله تعالى ، ثم نسخ الله ما شاء أن ينسخ بعد ذلك 000 وقد أجمعت الأمة على أنه لا مدخل لبشر فى نظم القرآن لا من ناحية ألفاظه ، ولا من ناحية أسلوبه ولا قانون أدائه" .
---
موراني
11-24-2004, 05:02 PM
برأيي المتواضع في هذا الشأن ذي أهمية كبرى حول الفهم الصحيح للنص القرآني
ربما أخالف الدكتور مساعد الطيار , فليكن...
لأنني أدعوكم الى ترك مجادلة هؤلاء الناس وهم فرق النصارى بشتى وجوههم واتجاهاتهم التي ينبغي للعاقل أن يشك فيها لأول وهلة .
فلا أعتقد انهم يستطيعون قراءة سطر واحد من الجرائد العربية اليومية بغض النظر عن قراءة المصحف . اذن , فليس لهم من هذا الأمر شيء يذكر .
فمن هنا لا يجوز مجادلتهم , في نظري , لأنهم في الغالب جهلاء , وتابعو فرق معينة ( الانجيلية وما اليها من الفرق الأخرى) بمدارسهم الخاصة خارج المستوى الأكديمي .
تقديرا
موراني
---
أبو تيمية
11-24-2004, 07:27 PM
بخصوص ما أورده ذلك المعترض على كتاب الله المجيد ، فليعلم أولا أنه لا شيء .(1/1392)
كما أنه هو نفسه لا شيء عندنا ، إذ أن الله تعالى أنعم علينا بأن هدانا إليه ، و اختارنا من بين خلقه ، كما قال جل في علاه [ و ربك يخلق ما يشاء و يختار ] .
أرسل إلينا خير رسله ، و أنزل علينا خير كتبه - فضلا منه ورحمة - ، فاللهم لك الحمد ...
و إني - تزييفا لتلك الشبهة و مسابقة للشيطان من أن يزين لتلك الشبهة في قلوب بعض إخواننا - أقول :
معلوم بالأحاديث التي بلغت حد الاستفاضة أن القرآن نزل على سبعة أحرف .
كما أنه معلوم لدى المشتغلين بعلوم القرآن أن القول بأن المصحف الإمام ضم حرفا من تلك الأحرف هو قول أكثر الأئمة و السلف .
كذلك ، فإن القراءات التي قرأ بها النبي صلى الله عليه و سلم ، و أقرأ بها كثيرة ...
و لأجل هذا ؛ فإن عثمان رضي الله عنه لما أمر بنسخ المصاحف و إرسالها إلى الأمصار و هي ست مصاحف و قيل سبع و قيل ثمان ، و قيل غير ذلك ، جعل رسمها واحدا ، بحيث يحصل بذلك الرسم استيعاب جميع أوجه القراءة الثابة عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و هذا وحده إعجازٌ ، أيما إعجاز ، و هو يدل على عظمة الرسم العثماني ، و أن أي محاولة لتغييره بالرسم الإملائي الحديث فهي ضرب من العبث و الطيش .
.....
لكن بقيت كلمات قرأ بها النبي و أصحابه لم يمكن إيجاد رسم متفق لها جميعا ، مثاله ( و وصى ) و في قراءة ( و أوصى ) .
و كذا ( فلا يخاف ) و في قراءة ( و لا يخاف ) ...
فما الحل ؟
هل هو :
1- بأن يجعلوا إحداها في مصحف ، و الأخرى في مصحف آخر ؟
و معناه : توزيع تلك الكلمات على المصاحف المرسلة إلى الأمصار .
أم :
2- بأن يكتبوا الكلمتين جميعا في جميع المصاحف ، برسمين مختلفين ؟
الأول : هو ما فعله الصحابة ، وزعوا تلك الكلمات المعدودة ، فكتبوا مثلا ( ووصى ) بواوين من غير ألف كما في مصحف أهل مكة و مصحف أهل العراق .
و كتبوا ( و أوصى ) بواوين بينهما ألف كما هو حال مصحف أهل المدينة و مصحف أهل الشام .
و هكذا القياس في الباقي .(1/1393)
و لم يأخذوا بالرأي الثاني ؛ خشية أن يتوهم متوهم أن اللفظ المكرر في المصحف كذلك هو في القرآن - أعني مكررا - .
ولو جعلوا واحدا من الرسمين في الأصل و الآخر في الحاشية لتوهم أن الثاني الذي بالحاشية تصحيح للأول الذي بالأصل ، أو العكس .
وإذا كان الريب و الشك و الاختلاف لا مجال له في القرآن ، فإن الصحابة لجودة قرائحهم و ثاقب فهومهم اختاروا الذي ذكرنا لك .
فما أعقلهم ، و ما أفهمهم ، و ما أشد عنايتهم بهذا القرآن !
فاللهم ارض عنهم و ارحمهم .
و إني أنبه ها هنا إلى مسألة مهمة ، ألا و هي :
أن ما يجري ذكره في شروط صحة القراءة ، من كونها موافقة للرسم العثماني أو المصحف الإمام = أن المراد بالرسم العثماني لإحدى تلك المصاحف .
و أن المصحف الإمام في كلامهم هو جنسه الشامل لما اتخذه عثمان لنفسه في المدينة و لما أرسلة لمكة و الشام و العراق و غيرها كما ذكره غير واحد من أئمة القراءة .
و الله أعلم .
---
د. هشام عزمي
11-25-2004, 01:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل ،،
ألخص الفكرة السابقة لعل أحد الأخوة يفيدنا برد أو يحيلنا على بحث أو دراسة تزيل ذلك الأشكال .
الفكرة هي أن في خاتمة النسخ القرآنية نجد تأكيدا على أن النسخة مطبوعة على رواية ورش / أو حفص ومطابقة حرفيا للنسخة العثمانية.
السؤال الذي أطرحه هلى النسخ العثمانية الستة أو السبعة كانت متشابهة وعلى قراءة واحدة.
إذا كانت كذلك فكيف نفسر الاختلاف الطفيف الذي نلاحظه بين رواية ورش ورواية حفص؟(1/1394)
لم تكن المصاحف العثمانية الى الأمصار متطابقة بل اثبت في بعضها حروف لم تثبت في المصاحف الأخرى ليدلل على أن الكل صحيح و قد ذكر هذا العديد من اهل العلم لا اذكر منهم حاليا إلا القرطبي في مقدمة تفسيره فهو يقول : (( و ما وجد بين هؤلاء القراء السبعة من الاختلاف في حروف يزيدها بعضهم و ينقصها بعضهم فذلك لأن كلا منهم اعتمد على ما بلغه في مصحفه و رواه ، إذ قد كان عثمان كتب تلك المواضع في بعض النسخ و لم يكتبها في بعض إشعارا بأن كل ذلك صحيح ، و أن القراءة بكل منها جائزة )) ( أبو عبد الله محمد القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن 1/64-65 )
و لكن . . .
القضية الأهم في نظري ان يستوعب الأخوة الاحباء الذين يناظرون النصارى و يحاورونهم أن النصرانية كديانة قد تهاوت تماما و استسلمت لضربات الملحدين و ان الذين يسمون أنفسهم مسيحيين هم علمانيين باطنا و ما اللقب إلا عنوان بلا موضوع .
و انظروا للكنائس لتروا كم الاقبال عليها و قد قرات في تقرير لأحد المستشرقين - ربما هو دانيال بايبس - أن عدد المسلمين المترددين على المساجد في بريطانيا يفوق عدد النصارى المترددين على الكنائس .
هذا في بريطانيا معقل البروتستانتية !!
و الغالبية الكاسحة من النصارى المثقفين يعلمون أن كتابهم المقدس ليس إلا أساطير لا يعول عليها و انه قد ناله من التحريف و الاضافة و الزيادة ما لا يمكن دفعه و لكنهم عندما يرون تمسك المسلمين بكتابهم و تشبثهم به يتفجرون حقدا و غيظا و يحاولون تشكيكهم فيه بشتى الوسائل .
و الله لقد اخبرني الكثير من المهتدين للإسلام أن اكثر النصارى يعرفون الحق و لكنهم يعاندون و أنه قد أقيمت عليهم الحجة - على الأقل في دار الإسلام .(1/1395)
و لتعلموا يا احبة ان النصرانية الان في موقف الدفاع و لم يعد همها إلا المحافظة على البقية الباقية من مرتادي الكنائس او كما قال أحد اخواننا : صاروا يقاتلون لكيلا يخلو مقعد في الكنيسة .. و هم في دفاعهم المحموم يحاولون النيل من القرآن العزيز و ما هم ببالغي ذلك و لو استحال ماء النيل دما قان !
الخطر الآن هو في الشبهات التي تشكك المسلمين في دينهم و هدف الشبهات دوما هم العوام الذين لا يعلمون عن دينهم شيئًا و للأسف هم كثيرون .. و لا خوف - و الحمد لله - من تنصر أي مسلم و لكن الخوف كله في تشكيك الناس في الإسلام و استهانتهم به في إثر ذلك و الله المستعان .. لهذا السبب يجب أن يكون الغرض من الرد على أي شبهة هو التوضيح للمسلمين أولا لأن المبدأ الذي نسير عليه دوما أن إزالة شبهة من عقل مسلم أهم من إقناع مائة نصراني .
و الحمد لله على نعمة الإسلام .. و كفى بها نعمة !
---
موراني
11-25-2004, 01:42 AM
الدكتور هشام عزمي المحترم
كان في بداية هذا الرابط سؤال حول الخلافات في النص لدى كل من ورش وحفص
وحول القراءات السبعة وحول الحروف السبعة . كل ذلك في نظري من باب العلم .
أما المقارنة بما لدى الآخر , مهما كان عقيدته , وبما لدى الكنائس من المشاكل بسبب قلة زيارة الكنائس , فلا أرى في هذه الملاحظات من جانبكم السعيد خيرا .
للتوضيح : انني لا أتبع كنيسة ما مهما كانت ولا أدافع عنها ولا أنتمي اليها , غير أنني لا ألبّي باختلاط المعاني العلمية والفكرية على الجانب بالمعايير العقائدية على الجانب الآخر .
ولكم الخير والعافية
موراني
---
د. هشام عزمي
11-25-2004, 02:21 AM
معذرة يا دكتور موراني ،، أنا كنت اقصد بكلامي ما أشار إليه الدكتور مساعد الطيار في قوله . . .(1/1396)
ولقد دخلت في حوار يُديره نصراني ، فرأيت كيف يدير الحوار ، وكيف يلقي الشبه في كتابنا ، وإذا استشهدت له بشي مشابه لما جاء به في كتبهم انبرى بالقول : إننا ناقش القضية من خلال القرآن ، ومالناش دعوى بالكتاب المقدس .
عجيب أمر هؤلاء ، مع أنهم لا يملكون من الأدلة دليلاً واحدًا على صدق ما بأيدهم ، ولا على اتصال سنده ، ويرون ما فيه من الاختلاف والتخليط = ترى عندهم من القدرة على جرِّ بعض المسلمين إلى الحوار عن القرآن وما يلقونه عليهم من الشبهات حوله فحسب .
و غرضي أن أوضح ان امتناع النصراني عن مقارنة كتابه بالقرآن إنما هو لعلمه بعجزه عن الدفاع عنه و ليقينه بعدم جدوى ذلك امام مسلم يؤمن بأن كتاب الله لا يجوز فيه تغيير حرف فما بالك بفقرات كاملة بل و اصحاحات بأكملها !!
و أنا اسعى دوما لتحري الدقة في أقوالي و إن كنت في النهاية بشر يخطئ و يصيب . فإن كان لديك ما يخالف كلامي الذي ذكرته فانا ادعوك لمناقشتي فيه في المكان الذي تريده و لسيادتك مني فائق الاحترام .
---
د. أنمار
11-26-2004, 02:54 AM
كاتب الرسالة الأصلية : أبو تيمية
.....
لكن بقيت كلمات قرأ بها النبي و أصحابه لم يمكن إيجاد رسم متفق لها جميعا ، مثاله ( و وصى ) و في قراءة ( و أوصى ) .
و كذا ( فلا يخاف ) و في قراءة ( و لا يخاف ) ...
فما الحل ؟
هل هو :
1- بأن يجعلوا إحداها في مصحف ، و الأخرى في مصحف آخر ؟
و معناه : توزيع تلك الكلمات على المصاحف المرسلة إلى الأمصار .
أم :
2- بأن يكتبوا الكلمتين جميعا في جميع المصاحف ، برسمين مختلفين ؟
الأول : هو ما فعله الصحابة ، وزعوا تلك الكلمات المعدودة ، فكتبوا مثلا ( ووصى ) بواوين من غير ألف كما في مصحف أهل مكة و مصحف أهل العراق .
و كتبوا ( و أوصى ) بواوين بينهما ألف كما هو حال مصحف أهل المدينة و مصحف أهل الشام .
و هكذا القياس في الباقي .(1/1397)
و لم يأخذوا بالرأي الثاني ؛ خشية أن يتوهم متوهم أن اللفظ المكرر في المصحف كذلك هو في القرآن - أعني مكررا - .
ولو جعلوا واحدا من الرسمين في الأصل و الآخر في الحاشية لتوهم أن الثاني الذي بالحاشية تصحيح للأول الذي بالأصل ، أو العكس .
وإذا كان الريب و الشك و الاختلاف لا مجال له في القرآن ، فإن الصحابة لجودة قرائحهم و ثاقب فهومهم اختاروا الذي ذكرنا لك .
فما أعقلهم ، و ما أفهمهم ، و ما أشد عنايتهم بهذا القرآن !
فاللهم ارض عنهم و ارحمهم .
و إني أنبه ها هنا إلى مسألة مهمة ، ألا و هي :
أن ما يجري ذكره في شروط صحة القراءة ، من كونها موافقة للرسم العثماني أو المصحف الإمام = أن المراد بالرسم العثماني لإحدى تلك المصاحف .
و أن المصحف الإمام في كلامهم هو جنسه الشامل لما اتخذه عثمان لنفسه في المدينة و لما أرسلة لمكة و الشام و العراق و غيرها كما ذكره غير واحد من أئمة القراءة .
و الله أعلم .
كلام متين
ويشبه ما سمعت الشيخ أيمن سويد يردده ويزيد عليه بتغليب ظنه أن سيدنا زيد بن ثابت كان ما كتبه في الأصل أيام الصديق بجمع القراءتين في المصحف الأول ثم لما سنحت الفرصة بتفريق ذلك على المصاحف فعل ما تقدم أعلاه.
وبقيت نقطة وهي أن الشيخ سامر النص حفظه الله القارئ على العشر الكبرى تتبع تلك المواضع فوجدها لا تزيد على حرفين ومعظمها حرف
كما في المثال أعلاه وهي مواطن محدودة عندي صورة من القائمة التي كتبها بخطه.
ولا يوجد موضع واحد فيه ثلاثة أحرف البته.
وكله متواتر، وهو يؤيد معنى الأحرف السبعة بحذف كلمة وإثباتها
وهو ما ذكره أبو الفضل الرازى وقاربه فيه كل من ابن قتيبة وابن الجزرى.
وحاصله أن الأحرف السبعة هى سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف فى القراءات وهى:
1- اختلاف الأسماء من إفراد ، وتثنية ، وجمع ، وتذكير ، وتأنيث.
2- اختلاف تصريف الأفعال من ماضى ومضارع وأمر.
3- اختلاف وجوه الإعراب.(1/1398)
4- الاختلاف بالنقص والزيادة.
5- الاختلاف بالتقديم والتأخير.
6- الاختلاف بالإبدال.
7- اختلاف اللغات - أى اللهجات - كالفتح والإمالة ، والتفخيم ، والترقيق ، والإظهار والإدغام
(كما سبق)
وهو الوجه الرابع وبه تكتمل السبعة
ومنه جزء خرج من التواتر ولم يوافق العرضة الأخيرة ترى بعضه في القراءات الشاذة وفي كتب التفسير
وأدخله بعض العلماء في المنسوخ
والله أعلم
---
أبو بيان
11-28-2004, 11:23 AM
د. موراني وفقه الله لكل خير
خطر لي وأنا أقرأ إيضاحك:
(غير أنني لا ألبّي باختلاط المعاني العلمية والفكرية على الجانب بالمعايير العقائدية على الجانب الآخر) فَهماً آخر, وهو:
أن المعايير العقائدية من المعاني العلمية والفكرية, وليست على الجانب الآخر,
إلا إن كان قصدك أنه لا ينبغي الحكم على القضايا العلمية والفكرية من منطلق عقدي فقط, فهذا قد يصح في جانب العلوم التطبيقية والطبيعية, ولا يصح -إطلاقاً- في العلوم الإنسانية ونحوها؛ لأن الحديث فيها يُؤسس على خلال قاعدة واحدة مُشتركة وهي:
تصور الباحث للنفس والكون والحياة.
ومن هنا تبدأ الدراسات في هذه العلوم بالتوجه وجهات مختلفة متباينة تبعاً لهذه التصورات.
على أن القول بعدم تأثر العلوم التطبيقية والطبيعية -القائمة على المحسوس- بالتوجهات العقدية أصبح محل نظر كبير في الدراسات الحديثة لتلك العلوم, وضعفت الثقة بمسألة الموضوعية في البحوث والدراسات في هذه العلوم وفي غيرها من باب أولى, وصار الإطار الفكري للباحث فيها مُحاصِراً لنتائجه الموضوعية المُبتغاة.
ولعلك تُطالعُ -مشكوراً- بعض الموضوعات القيّمة في موقع الدكتور: جعفر شيخ إدريس:http://www.jaafaridris.com/
وعلى الخصوص كتاب: الفيزياء ووجود الخالق:
http://www.jaafaridris.com/Arabic/abooks/physics.htm
مع أخلص الأمنيات.
---
(1/1399)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لا أستطيع.. مستحيل!
---
لا أستطيع.. مستحيل!
---
إمداد
08-27-2005, 03:32 AM
لا أستطيع.. مستحيل!
أ.د.ناصر بن سليمان العمر- المشرف العام على موقع المسلم
*كلمتان تتكرران على الألسنة كثيراً، وهما سبب رئيس لحالة الفشل العامة والخاصة؛ التي تعيشها الأمة,وأفرادها.
إن منبع هاتين الكلمتين؛ هو العجز العقلي, قبل أن يكون عجزاً حقيقياً واقعياً. والعقول العاجزة لا تصنع إلا الفشل. لا مراء ولا جدال أن هناك أموراً في الحياة لا يستطيعها الفرد؛ ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع الصحابة يقول لهم: (فيما استطعت)؛ كما في حديث ابن عمر – رضى الله عنهما - وغيره. بل يقول سبحانه تأكيداً لهذا الأمر: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: من الآية 286)؛ مما يدل على: أن هناك ما هو فوق الوسع والطاقة. ومن هنا فإن هذه الحقيقة ليست مندرجة في هذا الموضوع الذي نحن بصدده, حتى لا ندخل في جدال لا ينتهي؛ بل ينتهي بنا إلى الوهم الكبير: (لا أستطيع – مستحيل) ويزيد على ذلك: بأن نلبسه لباساً شرعياً. إن هاتين الكلمتين - مع ما بينهما من فرق في اللغة والدلالة والمعنى - فقد أصبحتا قانوناً لكل عجز,وتأخر, وتفريط. تساقان للتبرير, والتخدير, وتحطيم العزائم ووأد النجاح. كثير من الناس، وأجيال تتلوها أجيال، جعلت من هاتين الكلمتين: نبراساً لحياتهم ومنهجاً لتفكيرهم، ومنطلقاً للشعور بعدم التقصير، وأساساً للرضى بالواقع المرير. إنني أقف مدهوشاً أمام هذا التخلف الرهيب, في واقع الأمة وحياتها؛ مع ما تملكه من مقومات النجاح, والتفوق, والريادة, والسيادة. ومن ثم, أعملت تفكيري في هذا الأمر الجلل؛ فتوصلت - بعد مراحل من البحث والتحليل، والسبر والتقسيم - إلى أن من أهم الأسباب في ذلك – والأسباب كثيرة–: تحول هذا الوهم(1/1400)
الكبير: (لا أستطيع – مستحيل) إلى قاعدة صلبة في حياة كثير من أفراد الأمة أولاً، وشعوبها ثانياً. منها ينطلقون، وفي ظلامها يسيرون. وكم جر علينا هذا الوهم - ولا يزال-: من مآس , وتأخر, وتقهقر في أمور الدين والدنيا؛ ولذلك فإن من أخطر ما يتعلق بهذا الأمر هو: عدم الإدراك بأنه وهم، لا يثبت عند التحقيق , والتمحيص. فترى من يفني جزءاً من حياته للدفاع عن هذا الصنم؛ ليثبت أنه ركن صلب, وحقيقة قائمة، ومسلمة لا مراء فيها.
إن هذا الوهم لم ينشأ بين عشيه وضحاها؛ وإنما هو ثمرة لمجموعة من التراكمات والعوامل؛ نشأت على مر السنين والأعوام. وهو إفراز لظروف مرت بها الأمة في تاريخها الطويل. فبدل أن تنتج من رحم المعاناة رجالاً؛ يقودون الأمة إلى الرقي, والتقدم دون استسلام للصعوبات، والعقبات وبنيات الطريق؛ وإذا بتلك العوامل تكون سببا لمزيد من الإحباط, واليأس, والفشل, والتردي في هوة الوادي السحيق.
كم يتعجب المرأ عندما يرى أمة وثنية؛ اتخذت من الشدائد منطلقاً لرقيها ومزاحمتها لأشد أعدائها,دون أن تستسلم للهزيمة النفسية، والإحباط المعنوي. فهذه اليابان جعلت من حطام قنبلتي (هيروشيما, وناجازاكي) وقوداً سريع الإنضاج, لما وصلت إليه من رقى, وتحضر في أمور الدنيا؛ حتى أصبحت رقماً مهماً في المعادلة الاقتصادية الدولية، ولم تجعل من تلك الهزائم, والفواجع وسيلة للبكاء , واستدرار عطف الآخرين. أما ألمانيا؛ فقد خرجت من تحت أنقاض الخراب والدمار دولة كبرى. يحسب لها المجتمع الدولي ألف حساب. وأصبح اقتصادها من أقوى ركائز الاقتصاد في العالم مع أنه لم يمر على تدمير ألمانيا سوى سنوات معدودة؛ حيث إن النقلة بين التاريخيين لا تزيد عن (30) عاماً. إنني أسرح في تفكيري بعيداً !! فأقول: يا تُرى , لو أن المجددين والمصلحين -من قادة الأمة - استسلموا لهذا الوهم الكبير: (لا أستطيع – مستحيل)، كيف سيكون حال الأمة ومصيرها ؟!!(1/1401)
لو أن أبا بكر – رضي الله عنه – قال: لا أستطيع مقاتلة العرب بعد ارتدادهم واستسلم لهذا الواقع المرير – وحاشاه من ذلك – كيف ستكون النتيجة ؟! إن مجرد التفكير في ذلك؛ يحدث هزة ورعباً.
لو أن أحمد بن حنبل – رحمه الله – لم يقف ذلك الموقف الصعب الصلب , في وجه قادة الفتنة , من أساطين المبتدعة , المدعومين من حكام لم يدركوا خطورة ما فعلوا واستسلم لـ (لا أستطيع – مستحيل), فهل يا ترى يكون قد تحقق ذلك النصر المذهل , لأهل السنة على يد رجل واحد، تخلى عنه أقرب الناس إليه، وبقى في الميدان وحيداً، يواجه عتاة الفتنة العمياء، وتأول المحبين؟!. لو أن صلاح الدين الأيوبي –رحمه الله - استسلم لذلك الذل الرهيب , الذي كانت تعيشه الأمة تحت استعمار الصليبيين، وهم يدنسون بقعة من أقدس البقاع في الأرض، معللاً نفسه بأنه: لا يستطيع أن يواجه تلك القوى الغاشمة , التي تملك أقوى الأسلحة المادية، مع الدعم اللا محدود من كثير من بلدان العالم، ورضى لنفسه ما رضيه كثير من حكام زمانه؛ بالخضوع والخنوع, مع ضمان الملك والسلطان. لو أنه فعل ذلك، وقال: إن إخراج النصارى ومواجهتهم مستحيلة، أكانت القدس تطهر من براثن الصليبيين وحقدهم ؟!! قد تمر سنوات طويلة؛ حتى يتحقق ما تحقق على يد صلاح الدين في حطين، وما أشبه الليلة بالبارحة!
إن هاتين الكلمتين - مع ما بينهما من فرق في اللغة والدلالة والمعنى - فقد أصبحتا قانوناً لكل عجز,وتأخر, وتفريط. تساقان للتبرير, والتخدير, وتحطيم العزائم ووأد النجاح(1/1402)
لو أن شيخ الإسلام، ابن تيمية – رحمه الله – لم يشمر عن ساعد الجد علماً وعملاً وجهاداً، في زمن سيطر عليه الجمود، وارتفعت فيه أصوات أهل الباطل، من المبتدعة، وأرباب الكلام، مع هزائم سياسية وعسكرية؛ عانت منها الأمة في وقته لو أنه استسلم لعقيدة (لا أستطيع – مستحيل)، أيكون قد حفظ لنا التاريخ ذلك التراث الضخم من البطولات، والصولات، والجولات، والعلم الغزير، والمنهج السديد الرصين، والتحدي للباطل - حتى آخر نفس من حياته، وهو فرد واحد، ولكنه كان يأوي إلى ركن شديد؟!!
ولو أن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وقد وجد الجزيرة تعيش في ظلمة الجهل، والبدع، والتقليد، والتعصب، لو أنه رضي لنفسه ما رضيه غيره من الطيبين والأخيار، وتناغم مع ذلك الوهم الذي أصبح واقعاً: (لا أستطيع – مستحيل)، فهل يا ترى تكون الجزيرة قد تخلصت من بدعها، وشركياتها واستيقظت من نومها , وسباتها ؟!! علم ذلك عند ربي جل وعلا.
وتاريخنا الطويل مليء بمثل أولئك الرواد من القادة، والمصلحين، والمجددين، الذين سطروا بمداد من نور أروع الأمثلة، والنماذج على قدرة المسلم على تحطيم اعتي العقبات الحسية، والمعنوية دون أن يستسلموا للهزيمة النفسية والتخدير المركب.
سيقول كثيرون: إن أولئك الرجال عظماء، وقليل ما هم !!
فأقول: إننا لم نعرف أنهم عظماء؛ إلا بعد أن سجلوا تلك الصفحات المشرقة وقاموا بتلك البطولات الرائعة في شتى الميادين؛ وإلا فإنهم قبل ذلك رجال عاديون؛ ولكنهم - لأسباب كثيرة - تدرجوا في قصة النجاح الطويلة، التي جعلت منهم أبطالاً وقادة. وكان على قمة تلك الأسباب: تحطيم ذلك الوهم الكبير (لا أستطيع – مستحيل).
* * *
---
(1/1403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل قراءة إياك نعبد بتخفيف الياء صحيحة؟
---
هل قراءة إياك نعبد بتخفيف الياء صحيحة؟
---
الماوردي
01-13-2007, 03:21 PM
وجدت في بعض المصادر أنه قرأ بهذه القراءة فهل هي ثابتة
---
د. أنمار
01-13-2007, 03:46 PM
قطعا ليست ثابتة ولا هي قراءة صحيحة متواترة، بل هي مثال لما لا ينبغي أن يذكر إلا لبيانه على سبيل الخطأ والشذوذ في مثله تلك القراءة.
فلا هي في القراءات العشر الصغرى ولا الكبرى ولا في الأربع الزائدة
وقد انفردت المصادر بنسبتها في الشواذ لعمرو بن فائد الإسواري المعتزلي
ذكر ذلك الإمام ابن الجزري في غاية النهاية ج 1 ص 602 في ترجمته وكذا في كتاب الشواذ للكرماني ص 42 وبعض كتب التفسير كما في معجم القراءات القرآنية للدكتور عبد العال ص 154 ج1
ومعجم الدكتور الخطيب ص 14 وفي بعض المصادر أن عمرا هذا نسبها لأبي وحاشاه فها هي القراءات المتواترة التي تنتهي إليه ليس فيها هذا الخطأ البين
فهي قراءة منكرة
قال القرطبي ج 1 ص 108 طبعة الكتب العلمية
الخامسة والعشرون: الجمهور من القرّاء والعلماء على شدّ الياء من «إياك» في الموضعين. وقرأ عمرو بن فائد: «إيَاك» بكسر الهمزة وتخفيف الياء، وذلك أنه كره تضعيف الياء لثقلها وكون الكسرة قبلها. وهذه قراءة مرغوب عنها، فإن المعنى يصير: شمسَك نعبد أو ضوءك؛ وإيَاةُ الشمس (بكسر الهمزة): ضوءها؛ وقد تُفتح. وقال:
سَقَتْهُ إيَاةُ الشّمس إلا لِثاتِه
أُسِفَّ فلم تَكْدِم عليه بإثمد
فإن أسقطت الهاء مددت. ويقال: الإياة للشمس كالهالة للقمر، وهي الدّارة حولها.
اهـ
اما عمرو بن فائد
فتجد ترجمته في اللسان ج 4 ص 321
ونقل قول الدارقطني أنه متروك.
قال ابن المديني: ذاك عندنا ضعيف، يقول بالقدر.
وقال العُقَيلي: كان يذهب إلى القَدَرِ والاعتزال، ولا يقيم الحديث.(1/1404)
وقال ابن عديّ: بصري منكر الحَديث،
وقال يحيى بن سعيد: ليس بشيء.
وقال النَّسَائِي في «الجرح والتعديل»: ليس بثقة، لا يكتب حديثه.
اه
وفي الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ص 371 لسبط ابن العجمي قال:
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات في فضل عثمان ثم قال عن ابن المديني: إنه كان يضع الحديث انتهى
بل إن الحاكم روى حديثا وقال بعده ليس في إسناده مطعون فيه سوى عمرو بن فائد
وبعد ذلك وأهم منه أن القراء لم يرتضوه ولم يعتمدوا على رواياته فلا هو من رجال الصغرى ولا الكبرى ولا من رجال الكتب المشهور كما تعلم ذلك من غاية ابن الجزري
فانفراده بقراءتها أو رفعها لسيدنا أبي باطل لا يقول به مسلم
والحاصل أن إياك بالتخفيف تفسد المعنى
وعلى قول الشافعي وجماعة إن قرأها بدون تشديد بطلت صلاته،
وقال بعضهم إن تعمد فيخشى عليه الشرك لأن الإيا هو ضوء الشمس فيصير معناها نعبد ضوء شمسك بدل نعبدك والعياذ بالله.
---
د. أنمار
01-13-2007, 04:37 PM
وهذه بعض النقول كنت جمعتها لبعض الإخوة تتعلق بموضوع الاعتناء بتشديدات الفاتحة وأقوال الفقهاء رضي الله عنهم
========================================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
هذه بعض أقوال أئمة الدين من السادة الفقهاء التي يسر الله لي نقلها إليكم، وفيها التأكيد على مراعاة جميع التشديدات في سورة الفاتحة على وجه الخصوص.
============================
قال السادة الشافعية
كما في الكتاب الأم للشافعي ج1/ص107
قال الشَّافِعِيُّ وَإِنْ تَرَكَ من أُمِّ الْقُرْآنِ حَرْفًا وَاحِدًا نَاسِيًا أو سَاهِيًا لم يَعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَةِ لِأَنَّ من تَرَكَ منها حَرْفًا لَا يُقَالُ له قَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ على الْكَمَالِ
وفي مختصر المزني ص18(1/1405)
قال (أي الشافعي) فإن ترك من أم القرآن حرفا وهو في الركعة رجع إليه وأتمها وإن لم يذكر حتى خرج من الصلاة وتطاول ذلك أعاد باب طول القراءة وقصرها
في الحاوي الكبير للإمام الماوردي ج2/ص235
فأما تشديد آيات الفاتحة فهي أربع عشرة تشديدة فإن ترك التشديد لم يجز لأن الحروف المشددة تقوم مقام حرفين فإذا ترك التشديد صار كأنه قد ترك حرفاً فلذلك لم يجز فإن حكي عن الشافعي غير هذا فليس بصحيح
مسألة
قال فإن ترك من أم القرآن حرفاً وهو في الركعة رجع إليه وأتمها وإن لم يذكر حتى خرج من الصلاة وتطاول ذلك أعاد قال الماوردي وقد مضيت هذه المسألة واستوفينا الكلام واستوفينا فروعها
وفي الوسيط للإمام الغزالي ت 505 هـ ج2/ص115
كل حرف من الفاتحة ركن فلو ترك تشديدا فهو ترك حرف ولو أبدل حرفا بحرف لم يجز
وقال أبو شجاع ت 592 هـ في تقويم النظر ص285
نص الشافعي رضي الله عنه على أنه من ترك حرفا في فاتحة الكتاب متعمدا بطلت صلاته هذه مقدمة ولا خلاف أن الحرف المشدد بحرفين هذه مقدمة تنتج أن من خفف حرفا مشددا عمدا بطلت صلاته
ولذلك أثبتنا فاتحة الكتاب وفيها 14 تشديدة أعلمنا عليها
منهاج الطالبين للإمام النووي ص10
وتتعين الفاتحة كل ركعة لا ركعة مسبوق والبسملة منها وتشديداتها ولو أبدل ضادا بظاء لم تصح في الأصح
وقال في ص17
ولا (يصح الإئتمام ) بمن تلزمه إعادة كمقيم تيمم ولا قارىء بأمي في الجديد وهو من يخل بحرف أو تشديدة من الفاتحة ومنه أرت يدغم في غير موضعه وألثغ يبدل حرفا بحرف وتصح بمثله
وفي الأذكار للإمام النووي ص38
وتجب قراءة جميع الفاتحة بتشديداتها وهي أربع عشر تشديدة ثلاث في البسملة والباقي بعدها فإن أخل بتشديدة واحدة بطلت قراءته
وقال في روضة الطالبين للنووي ج1/ص242
فرع تجب قراءة الفاتحة بجميع حروفها وتشديداتها
فلو أسقط منها حرفا أو خفف مشددا أو أبدل حرفا بحرف لم تصح قراءته
وفي المجموع للنووي ج3/ص347(1/1406)
تجب قراءة الفاتحة في وهن أربع عشرة تشديدة في البسملة منهن ثلاث فلو أسقط حرفا منها أو خفف مشددا أو أبدل حرفا بحرف مع صحة لسانه لم تصح قراءته
وقال ابن حجر الهيتمي في المنهج القويم ج1/ص178
والتشديدات التي فيها وهي أربع عشرة منها لأنها هيئات لحروفها المشددة فوجوبها لهيئاتها فإن خفف مشددا بطلت قراءته بل قد يكفر به في إياك أن نعلم وتعمد لأنه بالتخفيف ضوء الشمس وإن شدد مخففا أساء ولم تبطل صلاته
وفي حاشية الرملي ج1/ص150
قوله لو خفف حرفا مشددا من الفاتحة إلخ في الحاوي والبحر لو ترك الشدة من إياك فإن تعمد وعرف معناه كفر لأن إياك ضوء الشمس وإن كان ناسيا أو جاهلا سجد للسهو
وفي الإقناع للشربيني ج1/ص134
ويجب رعاية تشديداتها الأربع عشرة منها ثلاث في البسملة فلو خفف منها تشديدة بطلت قراءة تلك الكلمة لتغييره النظم ولو شدد المخفف أساء وأجزأه كما قاله الماوردي
==================================
أما أقوال السادة فقهاء الحنابلة:(وتنبه إلى عدم عدهم للبسملة كآية)
فقد قال ابن قدامة (620 هـ) في الكافي في فقه ابن حنبل ج1/ص131
ويأتي فيها بإحدى عشرة تشديدة فإن أخل بحرف منها أو بشدة لم تصح لأنه لم يقرأها كلها والشدة أقيمت مقام حرف وإن خففت الشدة صح لأنه كالنطق به مع العجلة
قال محمد بن مفلح (ت 762 هـ) في الفروع ج1/ص365
وفي الْفَاتِحَةِ إحْدَى عشر تَشْدِيدَةً فَلَوْ تَرَكَ وَاحِدَةً ابْتَدَأَ وَقِيلَ لَا تَبْطُلُ بِتَرْكِهِ لِأَنَّهُ صِفَةٌ في الْكَلِمَةِ يَبْقَى مَعْنَاهَا بِدُونِهِ كَالْحَرَكَةِ وَيُقَالُ قَرَأَ الْفَاتِحَةَ
وقال إبراهيم ابن مفلح ت 884 هـ في المبدع ج1/ص437
وفيها إحدى عشرة تشديدة فإن ترك ترتيبها أو تشديدة منها أو قطعها بذكر كثير أو سكوت طويل لزمه استئنافها بعض العلماء أن الفاتحة تتعين في ركعة ويأتي حكم المأموم في قراءتها(1/1407)
.. وفيها إحدى عشرة تشديدة بغير خلاف وهذا على المذهب وعلى أن البسملة آية منها فيصير فيها أربعة عشرة تشديدة لأن فيها ثلاثة ويلزمه أن يأتي بقراءتها مرتبة مشددة غير ملحون فيها لحنا يحيل المعنى مثل كسر كاف إياك أو ضم تاء أنعمت أو فتح همزة الوصل في اهدنا فإن ترك ترتيبها أو تشديدة منها أو قطعها بذكر كثير أو سكوت طويل لزمه استئنافها
وفي كشاف القناع ج1/ص336
ثم يقرأ الفاتحة مرتبة متوالية مشددة أي بتشديداته ..
وفيها أي الفاتحة إحدى عشرة تشديدة وذلك في لله ورب والرحمن والرحيم والدين وإياك وإياك والصراط والذين وفي الضالين ثنتان وأما البسملة ففيها ثلاث تشديدات فإن ترك ترتيبها أي الفاتحة بأن قدم بعض الآيات على بعض لم يعتد بها لأن ترتيبها شرط صحة قراءتها فإن من نكسها لا يسمى قارئا لها عرفا وقال في الشرح عن القاضي وإن قدم آية منها في غير موضعها عمدا أبطلها وإن كان غلطا رجع فأتمها أو ترك حرفا منها أي الفاتحة لم يعتد بها لأنه لم يقرأها وإنما قرأ بعضها أو ترك تشديدة منها لم يعتد بها لأن التشديدة بمنزلة حرف فإن الحرف المشدد قائم مقام حرفين فإذا أخل بها فقد أخل بحرف قال في شرح الفروع وهذا إذا فات محلها وبعد عنه بحيث يخل بالموالاة أما لو كان قريبا منه فأعاد الكلمة أجزأه ذلك لأنه يكون بمثابة من نطق بها على غير الصواب فيأتي بها على وجه الصواب قال وهذا كله يقتضي عدم بطلان صلاته ومقتضى ذلك أن يكون ترك التشديدة سهوا أو خطأ أما لو تركها عمدا فقاعدة المذهب تقتضي بطلان صلاته إن انتقل عن محلها كغيرها من الأركان فأما ما دام في محلها وهو حرفها لم تبطل صلاته اه وفيه نظر فإن الفاتحة ركن واحد محله القيام لأن كل حرف ركن تتمة إذا أظهر المدغم مثل أن يظهر لام الرحمن فصلاته صحيحة لأنه إنما ترك الإدغام وهو لحن لا يحيل المعنى ذكره في الشرح
الإنصاف للمرداوي ج2/ص49(1/1408)
قَوْلُهُ فَإِنْ تَرَكَ تَرْتِيبَهَا لَزِمَهُ اسْتِئْنَافُهَا الصَّحِيحُ من الْمَذْهَبِ أَنَّ تَرْتِيبَ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ رُكْنٌ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِتَرْكِهِ مُطْلَقًا وَعَلَيْهِ جَمَاعَةُ الْأَصْحَابِ وَقَطَعَ بِهِ أَكْثَرُهُمْ وقيل وقياس يُتَسَامَحُ إذَا تَرَكَ تَرْتِيبَهَا سَهْوًا
قَوْلُهُ أو تَشْدِيدَةً منها يَعْنِي إذَا تَرَكَ تَشْدِيدَةً منها لَزِمَهُ اسْتِئْنَافُهَا وهو الْمَذْهَبُ وَعَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْأَصْحَابِ وَقَطَعَ بِهِ أَكْثَرُهُمْ
==================================
أما السادة فقهاء الأحناف
فقد قال الشيخ عمر الغزنوي الحنفي (ت 773 هـ) في الغرة المنيفة ج1/ص201
مذهبهم من ترك تشديدة من الفاتحة لا تجوز صلاته وذلك يعسر على أكثر العوام فلا تجوز صلاة القراء خلفهم ولا يجوز للعامة إلا بتقليد أبي حنيفة رضي الله عنه في جواز الصلاة بما تيسر من القرآن
وفي حاشية ابن عابدين ج1/ص631
قوله أو تخفيف مشدد قال في البزازية إن لم يغير المعنى نحو وقتلوا تقتيلا الأحزاب 61 لا يفسد وإن غير نحو برب الناس الناس 1 وظللنا عليهم الغمام الأعراف 160 إن النفس لأمارة بالسوء يوسف 53 واختلفوا والعامة على أنه يفسد ا ه
وفي الفتح عامة المشايخ على أن ترك المد والتشديد كالخطإ في الإعراب فلذا قال كثير بالفساد في تخفيف رب العالمين و إياك نعبد لأن إيا مخففا الشمس والأصح لا يفسد وهو لغة قليلة في إيا المشددة
وعلى قول المتأخرين لا يحتاج إلى هذا وبناء على هذا أفسدوها بمد همزة أكبر على ما تقدم ا ه
قوله وعكسه قال في شرح المنية وحكم تشديد المخفف كحكم عكسه في الخلاف والتفصيل فلو قرأ أفعيينا بالتشديد أو اهدنا الصراط بإظهار اللام لا تفسد ا ه
أقول وجزم في البزازية بالفساد إذا شدد فأولئك هم العادون
============================================
ملحق من أمهات كتب اللغة في معنى إيا بالتخفيف:(1/1409)
قال الفيروزبادي في القاموس المحيط ج1/ص1739
وإيا الشمس بالكسر والقصر وبالفتح والمد وإياتها بالكسر والفتح نورها وحسنها
تاج العروس ج40/ص395
وإيَا الشَّمسِ بالكسْرِ والقَصْرِ أَي مع التّخْفيفِ وبالفَتْح والمدِّ أَيْضاً وأَياتُها بالكسْرِ والفَتْح فهي أَرْبَعُ لُغاتٍ نُورُها وحُسْنُها وضَوْءُها ويقالُ الأَياةُ للشَّمسِ كالهَالَةِ للقَمَرِ وشاهِدُ إياة قولُ طرفَةَ
سَقَتْه إيّاةُ الشمسِ إلاَّ لِثاتِه
أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليه بإثْمِد
ِ
وشاهِدُ إيَا بالكسْرِ مَقْصوراً ومَمْدوداً قولُ مَعْنِ بنِ أوْسٍ أَنْشَدَه ابنُ برِّي
رَفَّعْنَ رَقْماً على أيْلِيَّةٍ جُدُدٍ
لاقَى أيَاها أياءَ الشمسِ فَائتَلَقا
فجمَعَ اللُّغَتَيْن في بَيْتٍ
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ت 458 هـ ج10/ص595
وإِيَا الشَّمْسِ وأَيَاؤُها نُورُها وحُسْنُها وكذلك إِيَاتُها وأَيَاتُها وجَمْعُها أَيًا وإِيَاءٌ
المعجم الوسيط ج1/ص35
إيا الشمس ضوؤها و شعاعها و حسنها و إيا النبات حسنه و زهره ج إياء
إياة الشمس إياها
اهـ النقول المرادة على وجه الاختصار وإلا فهناك غيرها كثير وفيما سبق كفاية لمن لحظته العناية
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
الماوردي
01-13-2007, 04:42 PM
جزاك الله خيرا على هذا الاستيفاء والإفادة
وللأسف يوجد إهمال في تشديد الفاتحة عند بعض الأئمة فضلا عن العامة فنسأل الله الهداية للجميع
---
(1/1410)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > للجوال القران الكريم كاملا بصوت الشيخ عبد الباسط
---
للجوال القران الكريم كاملا بصوت الشيخ عبد الباسط
---
سامي عبدالعزيز
04-28-2006, 07:13 PM
من هنا ويرجى الانتظار 28 ثانية ليتم التحميل
http://www.megaupload.com/?d=0264VBS1
---
نورة
09-19-2006, 04:56 AM
طيّب الله أوقاتك بكل خير
---
(1/1411)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
---
حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
---
العبادي
09-30-2003, 02:28 AM
صدر في العام السابق تفسير كبير يقع في 32 مجلداً للعلامة محمد الأمين الهرري - دار طوق النجاة ...
فما رأي العلماء في هذا الكتاب ؟
وما منزلته بين كتب االتفسير ؟
أرجو بيان ذلك موضحاً .. وجزاكم الله خيراً ،،،،،،،4
---
العبادي
10-06-2003, 11:50 PM
.
---
متعلم
10-12-2003, 02:10 PM
إضافة بسيطة ولو متأخرة .
الذي أعرفه أخي الفاضل انه قد قام بجهد جبار وضخم في جمع المادة العلمية من كتب تفسير كثيرة ربما من المشقة الرجوع إليها ، وضاغها بترتيب جيد وعبارة سهلة .
ولكن يعيبه عدم الإحالة إلى ما ذكر حتى يستفيد الباحث في العزو والرجوع للمصدر الأصلي .
بارك الله فيه ، ومؤلفه قد عرف بالجهد والجلد وله غير هذا التفسير الضخم ، شرح سنن النسائي في اربعين جزء ، وخرج له مؤخرا في مجلد شرح مقدمة مسلم .
والله أعلم .
---
السلامي
10-24-2003, 05:04 PM
يظهر لي أن الكتاب إلى التجميع من كتب التفسير أقرب منه إلى التحقيق والله تعالى أعلم
---
(1/1412)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ما أفضل شروح الجزرية
---
ما أفضل شروح الجزرية
---
إبراهيم الحميضي
10-04-2005, 09:30 PM
حظيت المقدمة الجزرية في التجويد لابن الجزري - رحمه الله - بعناية كبيرة من أهل العلم ، حيث شرحها عدد كبير من المتقدمين والمتأخرين ، ونحن نريد شرحاً متوسطاً وافياً بالمقصود ، سهل العبارة ، خالياً من الحشو والتطويل ، يكون عمدةً للحافظ . أرجو من الإخوة المشتغلين بشرح هذه المقدمة أن يرشحوا شرحاً من شروحها سواء كان للمتقدمين أو المعاصرين . وشكراً لكم ..
---
أبو حسام
10-05-2005, 01:52 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
كما هو معلوم أن هذه المنظومة الموسومة بـ ( المقدمة ) أشهر ما نظم في بابها ، لذا كثرت الشروح عليها قديما وحديثا ، ولعل الذي يعنينا هنا هي الشروح القديمة التي تعتبر الأصل للشروح الحديثة ولكن مع الأسف صارت العناية الآن بمحاولة التأليف والجمع والإختصار فحالت دون إخراج هاتيك الأصول ، وإن كان الحال أحسن من ذي قبل فبدأ الإهتمام بهذا العلم وبدأت بعض الأصول ترى النور التي أرى أنها أولى بالإهتمام والقراءة وتعليمها للنشء لما في ذلك من إعطاء تأصيل قوي للعلم وللقاريء .
طبع حسب علمي القاصر أربعة من الشروح هي بإيجاز :
1/ الطرازات المعلمة في شرح المقدمة للشيخ عبدالدائم الأزهري المتوفى سنة 870هـ ،في دار عمار 1424بتحقيق.نزارعقراوي
2 / الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية ، وهي مشهورة ولها عدة طبعات .
3 / شرح المقدمة الجزرية لعصام الدين أحمد بن مصطفى بن خليل الشهير بـ ( طاش كبرى زادة ) المتوفى سنة 968هـ ، في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1421هـ بتحقيق د. محمد سيدي محمد الأمين .(1/1413)
4 / الجواهر المضية على المقدمة الجزرية للشيخ سيف الدين بن عطاالله الفضالي المصري البصير المتوفى سنة 1020هـ في مكتبة الرشد ، بتقيق عزة بنت هاشم .
والله أعلم .
---
مساعد الطيار
10-05-2005, 10:08 AM
الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم
في نظري أن ما يصلح على شرط طلبك أحد شرحين :
1 ـ الدقائق المحكمة في شرح المقدمة لزكريا الأنصاري ، وهو مطبوع ومتداول .
2 ـ الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية ، لخاد الأزهري ، وهو أقل تداولاً من الذي قبله .
ويتَّسم هذان الكتابان بالإيجاز ، مع الوفاء بغرض الشرح غالبًا ، ويمكن قراءتهما وختمهما في وقت وجيز .
---
مرهف
10-05-2005, 05:35 PM
ولعلي آتيكم من بلاد الشام بنبأ شرح أخر على شرط الشيخ أيضاً أو يقاربه ألفه الشيخ عزت عبيد الدعاس واسمه شرح الجزرية وقد ألفه الشيخ رحمه الله بإسلوب يسهل فهمه على طالب العلم وخاصة المبتدء وبمنهجية أقرب للأكاديمية والكتاب اعتمد تدريساً في عدد من المعاهد لسهولة عبارته وقد استقى الشيخ شرح المقدمة من شرح الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله والحواشي الأزهرية بشكل أساسي على ما أذكر وبعض الشروح الأخرى والكتاب مطبوع في سوريا عدة طبعات وآخر طبعة كانت قبل وفاة الشيخ بعدة شهور من حوالي ثمان سنوات تقريباً وفيها بعض الزيادات مع التصحيحات وطبعت في حمص.
---
الميموني
10-07-2005, 02:41 AM
شرح الشيخ العلامة طاش كبرى زادة الحنفي
من أجودها لكنه يعرب كل بيت فيها و يمكن ترك الإعراب لأنه منفصل عن الشرح
و الكتاب طبع قبل سنتين تقريبا
---
أبو حسن
06-25-2006, 09:38 PM
ما أفضل طبعة لكتاب الدقائق المحكمة
---
محمود الشنقيطي
06-25-2006, 10:18 PM(1/1414)
وهناك شرح للدقائق المحكمة يصلح للمبتدئين ومن يجدون في شرح الدقائق غموضا أو صعوبة وهو يسمى ب(دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة)لفضيلة الوالد المقرئ الشيخ الأديب/ سيد لاشين أبو الفرح متعه الله بصحته وحقق له رجائه في الدارين..
وباعثُ الشيخ على وضعه كما ذكر ذلك في مقدمته(....إلا أن أسلوب كاتبها رحمه الله يصعب على كثير من طلاب العلم فهمه , فضلا عن استيعابه وهضمه , لبلاغة كلماته وقوة عباراته وجزالة ألفاظه وكثرة إشاراته والحاظه. فوجدتني مدفوعا لعمل شرح ميسر لتلك الرسالة يكون سهل العبارة , بعيدا عن الغموض والإشارة... )ص/14
---
أبو حسن
06-25-2006, 11:41 PM
ما أفضل طبعة لكتاب الدقائق المحكمة
---
السلامي
06-27-2006, 12:38 PM
الشروح لهذا المتن كثيرة من مشرقي ومغربي ووجدت شرحا للدكتور عبد الرازق موسى وهوشرح جيد وحسن وهو من أهل القراءة...................
---
(1/1415)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الزندقة
---
الزندقة
---
محمد بن إبراهيم الحمد
09-05-2006, 05:15 PM
لفظ الزندقة، والزنادقة، والزنديق - يرد كثيراً في كتب العقائد، وغيرها.
والحديث عنه سيكون حول المسائل التالية:
أولاً: منشأ كلمة الزندقة: الزندقة اسم اشتقه العرب من كلمة (زندو) بالفارسية، الدالة على كتاب الفرس المقدَّس الذي يقال له بالفارسية: (الزندوفستا).
وهو كتاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير، وقتله بهرام بن هرمز بن سابور، وذلك بعد عيسى - عليه السلام -.
وقد أحدث ديناً بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح، ولا يقول بنبوة موسى - عليهما السلام - (1).
ويقال لأتباعه: المانوية، ويقال لهم: الثنوية؛ لأنهم يثبتون إلهين.
فيقال: تزندق إذا اعتقد اعتقاد المجوس الفرس، أي انتسب للزندو، ثم اشتقوا منه (زندقة) للاعتقاد، و(زنديق) للمعتقد.
ثانياً: على من يطلق لفظ (الزندقة) و(الزنديق)؟ يطلق على من يُسِرُّ اعتقاد المجوس؛ فلا يسمى المجوسي المتظاهر بالمجوسية زنديقاً.
ثم صار اسماً علماً في الفقه يدل على من يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، سواء كان كفره باعتقاد المجوسية الفارسية، أم بالدهرية، أم بغير ذلك.
ولذلك قالوا: الزنديق يرادف المنافق، وخصوا المنافق بمبطن الكفر في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والزنديق بمبطن الكفر بعد ذلك الزمن.
ثالثاً: ظهور الرمي بالزندقة: كان الرمي بالزندقة قد طلع قرنه في أثناء القرن الأول الإسلامي، ثم بلغ أشده في القرن الثاني؛ بسبب ما عظم من المخالفات الاعتقادية، والتعصبات المذهبية، وقضاء الأوطار السياسية.(1/1416)
رابعاً: ما يصير به المرء معرضاً إلى تهمة الزندقة: يصير إذا كان فارسي الأصل، وأُثِر عنه بُغض العرب، وكان من أهل الخلاعة والمجون، أو المزح في الأمور الراجعة إلى العبادات، أو أن يكون لا يحفظ من القرآن شيئاً؛ فقد أخذ بذلك محمد بن أبي عبيدالله وزير المهدي - حسبما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 161هـ -.
هذا والمهدي لم يكن له من أصالة الرأي ما كان للمنصور والسفاح؛ فأغرق في تقصي أحوال الناس، والرمي بالزندقة.
ـــــــــــــــ
1- انظر الملل والنحل للشهرستاني 1/244.
---
(1/1417)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بعض الفوائد المفيدة من أقوال بعض العلماء رحمهم الله
---
بعض الفوائد المفيدة من أقوال بعض العلماء رحمهم الله
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-13-2006, 12:27 PM
بعض الفوائد المفيدة من أقوال بعض العلماء رحمهم الله
قال ابن مسعود رضي الله عنه :" كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً " رواه ابن أبي شيبة في المصنف ابن أبي شيبة رقم ( 34532 ) 7 / 104
قال ابن تيمية رحمه الله : " الخوف من الله يستلزم العلم به والعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته ".
مجموع الفتاوى لابن تيمية 7 / 24 .
قال إبراهيم بن سفيان رحمه الله: " إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها" .
مدارج السالكين لابن القيم 1 / 513 .
قال ابن تيمية رحمه الله : " كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله " .
مجموع الفتاوى لابن تيمية 10 / 300 .
وقال ذو النون : " الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف ، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق " .
مدارج السالكين لابن القيم 1 / 513 .
قال إبراهيم الحربي رحمه الله : أجمع عقلاء كل أمة علي أن النعيم لا يدرك بالنعيم ولا بد من الصبر في جميع الأمور قال تعالي : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
قاعدة في المحبة لابن تيمية ص207(1/1418)
قال ابن القيم رحمه الله : وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فلا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له بل إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة والله المستعان ولا قوة إلا بالله وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل كما قال المتنبي :
وإذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسام .
مفتاح دار السعادة لابن القيم 2 / 15 .
قال النووي رحمه الله : " الحكمة : العلم المشتمل على المعرفة بالله مع نفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق للعمل به ، والكف عن ضده ، والحكيم من حاز ذلك" .
شرح النووي على صحيح مسلم 2 / 33 ، وانظر : فتح الباري شرح صحيح البخاري 1 / 461 .
قال ابن جزي رحمه الله :" التفكر هو ينبوع كل حال ومقام ، فمن تفكر في عظمة الله اكتسب التعظيم ومن تفكر في قدرته استفاد التوكل ومن تفكر في عذابه استفاد الخوف ومن تفكر في رحمته استفاد الرجاء ومن تفكر في الموت وما بعده استفاد قصر الأمل ومن تفكر في ذنوبه اشتد خوفه وصغرت عنده نفسه" . القوانين الفقهية لابن جزي ص284 .(1/1419)
قال الفخر الرازي : إن مراتب السعادة ثلاثة أعلاها هي النفسانية وأوسطها هي البدنية وأدونها هي الخارجية وهي المال والجاه فالقوم عكسوا القضية وظنوا بأخس المراتب أشرافها فلما وجدوا المال والجاه عند غيره أكثر ظنوا أن غيره أشرف منه فحينئذ انعقد هذا القياس الفاسد في أفكارهم ثم إنه تعالى أجاب عن هذه الشبهة من وجوه الأول قوله تعالى بْل هُمْ في شَكّ مّن ذِكْرِى بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ وفيه وجهان أحدهما أن قوله بْل هُمْ في شَكّ مّن ذِكْرِى أي من الدلائل التي لو نظروا فيها لزال هذا الشك عنهم وذلك لأن كل ما ذكروه من الشبهات فهي كلمات ضعيفة وأما الدلائل التي تدل بنفسها على صحة نبوته فهي دلائل قاطعة فلو تأملوا حق التأمل في الكلام لوقفوا على ضعف الشبهات التي تمسكوا بها في إبطال النبوة ولعرفوا صحة الدلائل الدالة على صحة نبوته فحيث لم يعرفوا ذلك كان لأجل أنهم تركوا النظر والاستدلال.
التفسير الكبير للفخر الرازي 26 / 157.
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله : اتفق علماء الاجتماع أن أسس الأخلاق أربعة : هي الحكمة والعفة والشجاعة والعدالة ، ويقابلها رذائل أربعة : هي الجهل والشره والجبن والجور ويتفرع عن كل فضيلة فروعها الحكمة الذكاء وسهولة الفهم وسعة العلم وعن العفة القناعة والورع والحياء والسخاء والدعة والصبر والحريَّة وعن الشجاعة النجدة وعظم الهمة وعن السماحة الكرم والإيثار والمواساة والمسامحة ، أما العدالة وهي أم الفضائل الأخلاقية فيتفرع عنها الصداقة والألفة وصلة الرحم وترك الحقد ومكافاة الشر بالخير واستعمال اللطف فهذه أصول الأخلاق وفروعها فلم تبق خصلة منها إلا وهي مكتملة فيه صلى الله عليه وسلم .
تتمة أضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم 8 / 251 – 252 .
---
أريام
06-21-2006, 04:19 AM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذه الفوائد القيمه والمواعض المفيدة
---
أبو عبد الله محمد مصطفى(1/1420)
06-21-2006, 07:15 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/1421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) .. ما تصريف (سارب) ومعناها؟! ..
---
(ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) .. ما تصريف (سارب) ومعناها؟! ..
---
كادح
11-06-2004, 03:17 AM
قال ابن كثير:
وقوله: {ومن هو مستخف بالليل} أي مختف في قعر بيته في ظلام الليل، {وسارب بالنهار} أي ظاهر ماش في بياض النهار وضيائه، فإن كلاهما في علم اللّه على السواء ..
السؤال هو عن كلمة (سارب) من ناحية صرفية .. هل هي سرب يسرب فهو سارب أم هي اسم جامد؟! ..
فقط ليتضح المعنى أكثر ..
وهل هناك شواهد للفظة سارب لنفس المعنى؟1 ...
وشكرا ..
---
عبدالرحمن الشهري
11-06-2004, 08:38 PM
سَرَب يَسْرُب سُرُوباً بمعنى : خَرَجَ .
وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً : ذَهَبَ .
وفي القرآن كما تفضلت :( وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ )، أَي : ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه.
ويقال : خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه , فالمعنى : الظاهرُ في الطُّرُقاتِ , والمُسْتَخْفِي في الظُّلُماتِ , والجاهرُ بنُطْقِه , والمُضْمِرُ في نفسِه , عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ .
ورُوي عن الأَخفش الأوسط أَنه قال : مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ , و الساربُ المُتواري .
وقال أَبو العباس ثعلب : المستخفي المُسْتَتِر ; قال : والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ , عنده واحدٌ.
وقال قُطْرب : سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ . يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه .
قال الأَزهري وهومن أفضل من شرح اللفظة : تقول العرب : سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ , وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ . والسارِبُ : الذاهبُ على وجهِه في الأَرض.
ومن شواهد ذلك كما طلبت أخي الكريم كادح قول قَيْس بن الخَطيم :(1/1422)
أَنَّى سرَبْتِ , وكنتِ غيرَ سَرُوبِ = وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ
قال ابن بري , رواه ابن دريد : سَرَبْتِ , بباءٍ موحدة , لقوله : وكنتِ غيرَ سَروب .
ومن رواه : سَرَيْت , بالياء باثنتين , فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً , وأَنتِ لا تَسرُبِينَ نَهاراً.
ومن أنحاء الللفظة قولهم سَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً , فهو ساربٌ إِذا توجَّه للمَرْعَى.
قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبي :
وكلُّ أُناسٍ قارُبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ = ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه , فهو سارِبُ
قال ابن بري : قال الأَصْمعي : هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِعٍ واحدٍ , لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره , وقارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم , خوفاً أَن يُغَارَ عليها ; ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ , نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا , فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء , فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه .
وقد أطال أصحاب المعاجم في شرح هذه اللفظة فراجعها على الانترنت على هذا الرابط وفقك الله لكل خير.
http://lexicons.ajeeb.com/Results.asp
---
أبو زينب
11-07-2004, 11:40 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أردت أن أضيف فقرة بسيطة على ما تفضل به أخينا عبد الرحمن - جزاه الله كل خير - و هي من تفسير الشيخ ابن عاشور . يقول:
و السارب اسم فاعل من سرب إذا ذهب في السرب - بفتح السين و سكون الراء - وهو الطريق . و هذا من الأفعال المشتقة من الأسماء الجامدة .
و ذكر الاستخفاء مع الليل لكونه أشد خفاء , و ذكر السروب مع النهار لكونه أشد ظهورا . و المعنى : أن هذين الصنفين سواء لدى علم الله تعالى .
و الله تعالى أعلم .
---
كادح
11-07-2004, 11:48 PM
أخي عبد الرحمن الشهري ..
جزاك الله خيرا ..
وقد نقلت قول الأزهري الذي يدل على أن سارب من فعل مشتق أصله سرَبَ ..(1/1423)
وذكر مثالا وهو: سربت الإبل أي مضت في الأرض ..
ولكن يبدو أن ما نقله أخونا أبو زينب - جزاه الله خيرا - عن ابن عاشور أنه مشتق من اسم جامد هو الأقرب ..
والسبب الذي يظهر لي: هو ندرة استعماله في حياتنا اليومية .. وحتى في الشواهد عدا القليل ..
فلم نسمع: سرب زيد إلى مدرسته ..
ولا: لماذا لم تسرب إلى المسجد؟!! ..
وما أردت إلا الاستفادة ..
وشكرا لكما ..
---
جمال حسني الشرباتي
11-07-2004, 11:59 PM
أبا زينب
أعذرني لجهلي
من هو الشيخ إبن عاشور الذي تنقل عنه؟؟
---
أبو زينب
11-08-2004, 02:49 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي جمال لا لوم عليك فإننا لم نؤت من العلم إلا قليلا .
الشيخ العلامة - كما يوصف و ذلك لغزارة علمه - محمد الطاهر بن عاشور من أكبر علماء الزيتونة التونسية في العصر الحديث . و قد شغل رئيسا للجامعة الزيتونية و مفتيا بعد الاستقلال وهو الذي رفض إقرار بورقيبة على إفطار الناس في رمضان بحجة أن الصوم يقلل من الإنتاج ...
و من أهم مؤلفاته تفسير القرآن " التحرير و التنوير" و الذي كتبه في مدة تجاوزت الثلاثين سنة .و قد سماه في الأصل " تحرير المعنى السديد و تنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد " و اختصره إلى " التحرير و التنوير من التفسير " وهو من نشر دار سحنون ( تونسية ) و جدير بأن يكتسب .
وإن أردت تحميل التفسير فهذا رابطه من موقع المشكاة الإسلامية :
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/althreer_t.zip
و ستجد فيه تعريفا به و بمؤلفاته .
وفقنا الله جميعا لمزيد العلم و العمل . وجعلنا من عتقاء النار في رمضان .
و تحياتي و شكري لك الخاص لنشاطك الملحوظ في هذا المنتدى .
---
جمال حسني الشرباتي
11-08-2004, 03:39 PM
السلام عليكم
لقد وجدت الرجل في تفسيره من الضالعين له رضى من الله على هذا الجهد الراقي(1/1424)
أما بالنسبة للكتاب الموجود على الأنترنت فليس مبوبا بطريقة تسهل الرجوع إلى الآية فحبذا لو ساعدتم بذلك
ولقد أحببت أن أسألك عن توجهه العام في تفسيره
أو بالاحرى عن مذهبه الفقهي والعقدي
---
جمال حسني الشرباتي
11-08-2004, 03:47 PM
أشد ما يعجبني في التفسير هو التركيز على قضايا البلاغة الخارجة عن معهود العرب
وهذا نموذج لإبن عاشور
(()وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريؤن مما أعمل وأنا بريء مما تعملون(
لما كان العلم بتكذيبهم حاصلا مما تقدم من الآيات تعين أن التكذيب المفروض هنا بواسطة أداة الشرط هو التكذيب في المستقبل، أي الاستمرار على التكذيب. وذلك أن كل ما تبين به صدق القرآن هو مثبت لصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أتى به، أي إن أصروا على التكذيب بعد ما قارعتهم به من الحجة فاعلم أنهم لا تنجع فيهم الحجج وأعلن لهم بالبراءة منهم كما تبرؤوا منك.
ومعنى )لي عملي ولكم عملكم(
المتاركة. وهو مما أجري مجرى المثل، ولذلك بني على الاختصار ووفرة المعنى، فأفيد فيه معنى الحصر بتقديم المعمول وبالتعبير بالإضافة ب)عملي( و)عملكم(، ولم يعبر بنحو لي ما أعمل ولكم ما تعملون، كما عبر به بعد.
والبريء: الخلي عن التلبس بشيء وعن مخالطته. وهو فعيل من برأ المضاعف على غير قياس. وفعل برأ مشتق من بريء بكسر الراء من كذا، إذا خلت عنه تبعته والمؤاخذة به.
وهذا التركيب لا يراد به صريحه وإنما يراد به الكناية عن المباعدة. وقد جاء هذا المكنى به مصرحا به في قوله تعالى )فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون(، ولذلك فجملة )أنتم بريئون مما أعمل( إلى آخرها بيان لجملة )لي عملي ولكم عملكم( ولذلك فصلت.(1/1425)
وإنما عدل عن الإتيان بالعمل مصدرا كما أتي به في قوله )لي عملي ولكم عملكم( إلى الإتيان به فعلا صلة ل)ما( الموصولة للدلالة على البراءة من كل عمل يحدث في الحال والاستقبال، وأما العمل الماضي فلكونه قد انقضى لا يتعلق الغرض بذكر البراءة منه. ولو عبر بالعمل لربما توهم أن المراد عمل خاص لأن المصدر المضاف لا يعم، ولتجنب إعادة اللفظ بعينه في الكلام الواحد لأن جملة البيان من تمام المبين، ولأن هذا اللفظ أنسب بسلاسة النظم، لأن في )ما( في قوله )مما أعمل( من المد ما يجعله أسعد بمد النفس في آخر الآية والتهيئة للوقف على قوله )مما تعملون(، ولما في )تعملون( من المد أيضا، ولأنه يراعي الفاصلة.
وهذا من دقائق فصاحة القرآن الخارجة عن الفصاحة المتعارفة بين الفصحاء.
---
(1/1426)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطيفة عن صلاة الضحى في القران
---
لطيفة عن صلاة الضحى في القران
---
العامر
10-21-2006, 04:58 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال "
وقال تعالى ((وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ{31} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ{32}))
فعلينا اخواني ان نحافظ عليها لنكون من المتقين التي تزلف لهم الجنة ..
---
العامر
11-07-2006, 05:13 PM
اكثر من 300 زائر ... ولايوجد اي رد ..
لا ادري هل بسبب عدم الاقتناع بهذا الاستباط ام ماذا !!!!!
على العموم هذا الكلام لم آتيه من كيسي بل من كتاب ((التقوى .. صفات اهلها وثمراتها في الدنيا والاخرة))
للشيخ الدكتور صالح بن ابراهيم بن صالح ال الشيخ ... ص 25
اضافة ..
السيوطي في كتابه النفيس ((الاكليل في استنباط التنزيل )) ذكر ان ابن عباس قال طلبت صلاة الضحى في القران فوجدتها
في قوله تعالى ((( يسبحن بالعشي والاشراق )))) سورة ص ايه 18
---
عماد الدين
11-08-2006, 12:40 PM
جزاك الله خيرا
---
الطبيب
11-08-2006, 02:51 PM
بارك الله فيك وجزاك خيراً أخي العامر ...
والفائدة حصلت، والأجر ثابت إن شاء الله، وليس عدم الرد دليلاً على عدم اقتناع أو إهمال، ولكن كما تعلم أن كثيراً ممن يشاهد المشاركة لا يملك عضوية في الملتقى.
كما لا يخفى عليك أن الهدف من الكتابة هو نفع الناس ونشر الخير، وذلك الذي يسعى إليه الجميع، والمناقشة وتداول الآراء إنما هي وسيلة لذلك.
عمر الله أيامك بطاعته ..
ودمتم ،،،
---
البلاغية
11-08-2006, 03:27 PM
جزاك الله خير
اللهم اجعلنا من الأوابين
---
(1/1427)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المراد من عبارة اعجاز القرآن الكريم ؟
---
ما المراد من عبارة اعجاز القرآن الكريم ؟
---
يوسف خالد
04-11-2006, 02:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله ،،،
ما هو التعريف المرضي لكلمة معجزة ؟ وما المراد من عبارة اعجاز القرآن الكريم ؟
كنت قد قرأت ان الاعجاز بكسر الهمزة مصدر أعجزه صيره عاجزا ، والمعجزة واحدة المعجزات وهي ما أعجز النبي الخصم عند التحدي ، ولذلك كانت دالة على صدق النبي لأنها بمنزلة قول الله تعالى : صدق عبدي في كل ما يقوله عني .
فما هو رأي الاخوة الافاضل ؟
وجزاكم الله خيرا
---
فهد الناصر
04-13-2006, 02:29 AM
أذكر أن بعض أعضاء الملتقى أثار هذا الموضوع ، فبحثت عنه فوجدته وهذا هو .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3226
---
(1/1428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الدكتور غانم قدوري الحمد تحيةٌ .. ورجاء
---
الدكتور غانم قدوري الحمد تحيةٌ .. ورجاء
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-25-2006, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد
شكر الله تعالى لكم سعيكم ووفقكم لما فيه خيركم وخير أمتكم ، ففي مثلكم يصحّ قول الشيخ المعريّ رحمه الله تعالى رحمةً واسعة يرثي أبا حمزة الجََبُّلي (قرية قرب واسط) الفقيه الحنفي:
أنفقَ العُمر ناسِكاً يطلُبُ العِلْـ = ـمَ بكشفٍ عن أصله وانتقادِ
وفقيهٍ أفكارُهُ شِدْنَ للنعـ = ـما ن(1) مالم يشِدهُ شعرُ زيادِ(2)
فالحجازيُّ بعده للعراقيّْـ = ـيِ قليلُ الخلافِ سهلُ القيادِ
(1) النعمان هو أبو حنيفة الفقيه رحمه الله.
(2) زياد هو ابن معاوية المعروف بالنابغة الذبياني .
[هكذا ينبغي وليس كما حرفها الناسخ المتعصب ضد الأحناف، وتبعه الطباع :فالعراقيّ بعده للحجازيّ، لأنه يكون قد نقض معناه]
ونسأل الله تعالى أن يمدّ في عمركم وأن ينفع بعلمكم.
أيها الأستاذ الجليل:
سعدنا بانتفاعكم من الدراسات الصوتية الحديثة ، وإغنائكم الدراسات التجويدية بها وعلى مثل دربكم ينبغي أن يسير طلبة العلم ،وبمثل صنيعكم أن يقتدوا..
فما ضرّ علماء التجويد والأصوات العربية أن يعدوا القاف والطاء مجهورين وأن تكتشف الدراسات الحديثة أنهما مهموسان، حين اتضح وبان مفهوم الجهر والهمس على نحوٍ لم يكن بمقدور الإنسان إتقانه وحذقُه من قبل.
لكني وجدتكم تقولون قولاً أقضَّ مضجعي أن يصدُر عن عالمٍ بمثل مكانتكم ، ولم تمرّ عليّ إلا (ليلة نابغية) منذ اطلعت على قولكم هذا في ملتقى أهل التفسير.
ذلكم رأيكم في قضية (نُطق الضاد) العربية.(1/1429)
حيث تردون قول سيبويه وكأنكم تقيسون "خطأ" القدماء في مسألة الجهر والهمس على مسألة(الشدة والرخاوة)، فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم.
وكان حريًّا بكم أن تدعوهم إلى تصحيح نطقهم والعودة إلى ما أجمع عليه علماء العربية والقراءات من (رخاوة) الضاد واستمرار النفس معها دون انقطاع بدلاً من أن تدعوا إلى نبذ الإجماع وترجيح صحة (شدتها).
لكأنكم أيها الشيخ الجليل تقررون الحكمة الساخرة المتهكمة(خطأ شائع خيرٌ من صحيحٍ ضائع!!!) ، وما بمثل هذا ندين الله تعالى بل بضدّه.
وها أنا ذا أنسخ للإخوة القراء قولكم أستعديهم وأستنصرهم لما أعتقد جازماً أنه الحقّ على رأيكم الذي بان بطلانه، والذي أدعوكم أن تضربوا عنه صفحاً وتثنوا عنه عِطفاً ، فما يليقُ بمثلكم ارتكابه:
قال الدكتور غانم في قضية الضاد :لكن إفراد الضاد بمخرج مستقل لم يعد يتوافق مع النطق المعاصر للصوت ومن ثم فإن القول إن عدد المخارج ستة عشر مخرجاً أو سبعة عشر لم يعد مقبولاً.
وتتلخص قضية صوت الضاد في أن تحديد سيبويه لمخرجه لم يعد يتطابق مع نطقه المعاصر ، كما أشرت ، فسيبويه يقول في مخرجه : " من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد "([الكتاب4/433]) . ونقل علماء العربية وعلماء التجويد هذا التحديد لمخرج الضاد عن سيبويه ، وفعل ذلك المحدثون من المؤلفين في علم التجويد أيضاً . وعدَّ سيبويه الضاد من الأصوات الرخوة بالإضافة إلى كونها صوتاً مجهوراًً ، مُطْبَقاً ، مستطيلاً. ([الكتاب4/434-435]).(1/1430)
والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا ، لا في قراءة القرآن ، ولا في غيرها ، كما يقول علماء الأصوات المحدثون ، وقد تحولت إلى دال مطبقة في نطق كثير من العرب ، كما في بلاد الشام ومصر ، وهو المأخوذ به في قراءة القرآن أيضاً . وصارت على ألسنة آخرين من العرب صوتاً لا يختلف عن الظاء ، كما في العراق وبلدان الخليج العربي([ينظر : إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية ص 48 ، ويوسف الخليفة أبو بكر : أصوات القرآن ص 69 ، وحسام سعيد محمود النعيمي : أصوات العربية ص 50]).
ولم يخرج ما جاء في ( فن الترتيل وعلومه ) و ( المنير في أحكام التجويد ) في تحديد مخرج الضاد عن تحديد القدماء لمخرجه([ينظر : فن الترتيل 2/564 ، والمنير ص 107]).
وإذا أخذنا نطق مجيدي قراءة القرآن في زماننا لصوت الضاد بنظر الاعتبار فإن ذلك يستدعي إعادة النظر في طريقة تحديد مخرجه ، وأنّ تمسك مؤلفي كتب علم التجويد المعاصرين بعبارة سيبويه في تحديد مخرج الضاد لم يعد مناسباً ، وأن عليهم أن يفكروا في وصف جديد لمخرج هذا الصوت يتطابق مع نطقه الفعلي على ألسنة مجيدي القراءة .
والوصف المناسب للضاد اليوم هو : أنه صوت لِثَوِيٌّ ، شديدٌ ، مجهورٌ ، مُطْبَقٌ . فلم يعد مخرجه من الحافة ، كما حدده سيبويه ، وتحول من الرخاوة إلى الشدة ، كما أنه فقد صفة الاستطالة ، هذا هو الراجح في مسألة الضاد ، وقد يكون لبعض الدارسين وجهة نظر مغايرة ، لكن الدليل هو الذي يرجح الأقوال ، أو يردها([49ينظر : مناقشة الموضوع : أبحاث في علم التجويد ص 88- 92 ، وتفصيل قضية الضاد في المصدر نفسه ص 146- 166]).اهـ كلامه.(1/1431)
وأنا- العبد لله- قد أخذ مني البحث في صوت (الضاد) خمسة وعشرين عاماً ، ولم يكن من يُقرئوننا في المساجد مما يضبطونه أو يعبأون كثيراً في الخلاف فيه، وما نلومهم على ذلك، . وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو او رخاوة بل يُقلدون كا عُلِّموا ، ولا نلومهم بعدُ.
لكني قد وجدت كثيرين يضبطونها أيضاً ويوافقون في نُطقهم أوصاف علماء النحو والقراءات ومنهم عراقيون موصليون،وسنغاليون ، وصوماليون، وهذا الملتقى المبارك قد بين لنا أن شيخاً أفغانيًّا جليلاً يضبطها كما ينبغي وهو يُقرئ في الحرم النبوي.
والذي استقرّ عليه استقرائي أن العراقيين وعرب الخليج والجزيرة لا يميزون بين الضاد والظاء فهم يرتكبون مع الضاد خطأً في المخرج ، على حين أن الشاميين والمصريين يجعلون الضاد دالاً مُفخمة فهم يرتكبون خطأً في الصفة.
وقد عرفت سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين التي أيدها الدكتور غانم، ذلك أن بعض كتب الفقه تُشدد على وجوب (التفريق) بين الضاد والظاء. فانخدع الناس بالتفريق ظنا منهم أن التفريق مطلوب لنفسه. والصواب أن التفريق المطلوب هو التفريق الموافق للصواب، وليس مجرد التفريق، والذي يجعل الضاد شديدة كالدال المفخمة ويقطع معها النفس قد أخلّ بصفة أجمع اهل العلم والاختصاص على وجودها وهي الرخاوة.
وهكذا لا يكون الشاميون والمصريون أصحّ من العراقيين وعرب الخليج والجزيرة مطلقاً وإن كان هؤلاء مطالبين بضبط المخرج أيضاً ليحصل التفريق الطفيف.
وإلى ذلك أشار الشاعر الكبير معروف الرصافي في الردّ على الشاميين:
قلْ للألى نطقوا بالضادِ مُدّغماً = لم يدغم الضاد آباءٌ لكم فرطوا
قل لليعاريب قد هانت مكارمكم = حتى ادعاها أناسٌ كلهم نبطُ
أين المكارمُ إن هم أصبحوا عرباً = فإنها في طباع العربِ تُشترطُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
غانم قدوري الحمد(1/1432)
05-31-2006, 05:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإني اطلعتُ على ما كتبتَ - بالحرف الكبير - حول ترجيحي نُطْقَ الضاد الجاري على ألسنة جمهور القُرَّاء في بلاد المسلمين الذين نسمع تلاواتهم صباحَ مساءَ ، فجزاك الله تعالى كل خير على اهتمامك وحرصك ، ونصحك لي بالتخلي عما ترجَّح عندي أنه أولى من غيره ، وتحسبه أنت باطلاً ، ودعوتِكَ لي إلى متابعة ما قرره علماؤنا السابقون حول نطق الضاد ، وأشكر أيضاً الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري الذي أعلمني بمشاركتك مع رغبته بالتعليق عليها ، وكنت متردداً في بادئ الأمر في الكتابة حول الموضوع ، ولكني عدت لقراءة المشاركة مرة ثانية وترجح عندي أهمية مناقشة بعض الأفكار المتعلقة بموضوع الضاد ، وقد لفتت نظري حماستك للدعوة إلى اعتماد نطق الضاد التي وصفها سيبويه في قراءة القرآن ، وتركِ الضاد التي ينطقها جمهور القراء في زماننا ، ولعل الجميع يشاركك هذا الشعور ، ولكن أين هو ذلك النطق ؟
وتواردت على ذهني بعض الملاحظات حول الموضوع ، من غير خوض في التفاصيل ، لأنها أوسع من أن تستوعب في مثل هذا المقام ، ولكني أشير إلى ما يتعلق بالمبادئ التي يجب أن تعتمد في دراسة الموضوع ، والقواعد التي يمكن أن نستند إليها في ترجيح صورة ما من صور نطق الضاد .
(1) وجدتكم تشككون في أداء قراء القرآن من المصريين والشاميين ومن تابعهم في نطقهم من قراء العالم الإسلامي ، وتنسبونهم إلى العُجْمَةِ ، وهذا ما صرحتم به في قولكم :
" فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم".(1/1433)
وقلتم في موضع آخر من مشاركتكم :" وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو رخاوة بل يُقلدون كما عُلِّموا ، ولا نلومهم بعد "ُ.
ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة ، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة ، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة ؟! وقولك عنهم :إنهم "يقلدون كما علِّموا" ، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات ، وقد جاء في الأثر :" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".
(2) لا نختلف في أن نطق جمهور القراء اليوم للضاد لا يتطابق مع وصف سيبويه ومن تابعه في ذلك من علماء السلف ، والقول : إن بعض القراء اليوم ينطق الضاد القديمة الرخوة التي وصفها سيبويه يحتاج إلى دراسة وتحقيق قبل القطع بأنه عين ذلك النطق القديم الذي يجب التحول إليه ، وأحسب أن مثل هذا الأمر لم يتحقق بعد ، فلم يتيسر لنا سماع ذلك النطق ، وهذه محطات التلاوة القرآنية تعمل ليل نهار ولم ألحظ في القراءات المقدمة فيها مثل ذلك النطق ، وأنا لا أنكر أنه بالإمكان تكلف نطق الضاد القديمة لمن يحاول ذلك ، لكننا لا يمكن الجزم أنه عين الضاد القديمة الرخوة الحافيَّة المجهورة المستطيلة ، مع ما في هذا الصوت المصنوع من غرابة وصعوبة تمنع من تعلمه وترداده بالسهولة المطلوبة في نطق القرآن ، ومن ثم فإن المسارعة إلى إطلاق الأحكام في هذا الموضوع الذي شغل العلماء قديماً وحديثاً قبل التحقق منه أمر لا يخلو من المجازفة غير المحمودة ، وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم .(1/1434)
(3) قد لا نختلف في الإقرار بأن هناك إشكالية تتعلق بنطق الضاد اليوم ، وبطريقة وصف الضاد في كتب تعليم التلاوة وكتب علم الأصوات ، والخروج من هذه الإشكاليات لا يتحقق بالدعوة التي أطلقتموها بقولكم :" وها أنا ذا أنسخ للإخوة القراء قولكم أستعديهم وأستنصرهم لما أعتقد جازماً أنه الحقّ على رأيكم الذي بان بطلانه، والذي أدعوكم أن تضربوا عنه صفحاً وتثنوا عنه عِطفاً ، فما يليقُ بمثلكم ارتكابه"، أقول : أثْبِتْ لنا أوَّلاً ما تعتقد جازماً أنه الحق حتى ندع ما تصفه بأنه باطل .
وأود أن ألفت نظركم ونظر القراء إلى أن الأمر لا يمكن أن يقرره شخص واحد أو مجموعة أشخاص ، وكنت قديماً قد دعوت إلى ضرورة التقاء ذوي الاختصاص والاهتمام بالموضوع للتباحث بشأنه وبلورة رأي يحظى بالإجماع حتى تتبناه المؤسسات العلمية و التعليمية ، ولكن لم يتحقق من ذلك شيء إلى الآن ، واكتفى المهتمون بالموضوع بالتحاور والتجادل على صفحات المواقع الإلكترونية ، و كثير مما كُتِبَ فيها يفتقر إلى المعرفة العلمية بالموضوع ، أو المنهجية في تناوله .
ولا أنكر أهمية الآراء الفردية في إنضاج الموضوع وبلورة موقف موحد حوله ، لكن ذلك لن يكون بديلاً عن عقد الندوات العلمية أو الحلقات النقاشية ، للوصول بالموضوع إلى نهايته المرجوة ، لطي صفحة الجدل حول الضاد التي طال أمدها .
(4) لا أجد ما يؤيد قولكم : إن سبب شيوع طريقة المصريين والشاميين في نطق الضاد ما ورد في بعض كتب الفقه من تشديد على وجوب التفريق بين الضاد والظاء ، فيبدو لي أن ذلك النطق عميق الجذور في مصر الشام ، ويجري على ألسنة العامة هناك من دون كلفة ولا مشقة .(1/1435)
(4) أرجو ألا يستنتج أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح من كلامي هذا نزعة عتب أو سورة غضب ، وأنا أقدِّر له نصحي وتنبيهي إلى ما في هذا الموضوع من مزالق ومخاطر ، كنت أدرك بعضها ، فأحاول التأني في ما أكتب حول موضوع الضاد ، ونحن بشر نصيب ونخطئ ، والكمال لله وحده ، والعصمة لأنبيائه ، وأنا غير متمسك بما ترجح عندي إلى الآن ، إذا ثبت بالدليل ما هو أولى بالاتباع منه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
محمد يحيى شريف
06-05-2006, 06:28 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
عندي تعليق بسيط فأقول وبالله التوفيق :
أليس الأولى أن نرجع إلى ما كان عليه القدامى رحمهم الله تعالى في مسألة الضاد ؟ بدل أن نغيّر صفاتها من الرخاوة إلى الشدة ؟ ألست القراءة سنة متبعة ؟ لا شكّ أنّ القدامى دوّنوا في كتبهم ما تلقوه عن مشايخهم بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام ، فإن وقع خلل في المشافهة فلا بدّ من تصحيحه بالرجوع إلى النصوص التي لا تتغيّر مهما طال الأمد والزمان بخلاف المشافهة التي قد يعتريها شيء من التغيير مع مرّ الزمان. فالرجوع إلى النصوص هو الأولى من تغيير النصّ إلى المشافهة التي تغيّرت مع مرّ الزمان ، وقد قال النبيّ عليه الصلاة والسلام " من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى قيام الساعة " ومن نطق بالضاد كما هي واردة في النصوص فلا شكّ أنّه من التجديد وإحياء سنة قد كادت تندثر هذا من جهة. والقول بأنّ الضاد القديمة قد اندثرت فيه نظر لعدّة أسباب :
أوّلاً : قد قرأت القرءان على الشيخ عبيد الله الإفغاني والشيخ محمد الطاهر الرحيمي الباكستاني بالضاد القديمة وقد أخبراني أنهما تلقيا ذلك عن مشايخهما بالسند.(1/1436)
ثانياً : هذا النطق هو الذي كان منتشراً عندنا في الجزائر وفي المغرب عموماً وهو النطق الذي كان متداولاً بين الخواصّ والعوام ومازالت مدارسنا القرءانية والتي تسمّى بالزواية تنطق الضاد الشبيهة بالظاء وقد أخبر الشيخ محمد طاهر أيت علجات أنّه تلقى هذه الضاد في جامعة الزيتونة وكذا الأساتذه التي دراسوا في الزيتونة في وقت الاستعمار الفرنسي وبه كان يتكلم علماؤنا وأدباؤنا ومنهم أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على رأسهم العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ بن باديس وغيرهم رحمهم الله تعالى.وما تغيّر هذا النطق إلاّ بعد دخول المصاحف المرتلة المصرية.
ثالثاً : قد استدرك العلماء على الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في كثير من المسائل بسبب رجوعهم إلى أصول الشاطبية وهي الكتب التي ألّفها مشايخ الشاطبي في الإسناد ككتاب التيسير والتذكرة لابن غلبون وجامع بيان للداني وغيرها فتركوا ما تلقوه عن مشايخهم واتبعوا النصوص ، وهو الذي فعله العلامة الأزميري على ظاهر كتاب النشر لابن الجزري حيث استدرك عليه بالرجوع إلى أصول كتاب النشرفما وافق ظاهر النشر أخذ به وماخالف تركه وتبعه في ذلك المتولي والضباع وغيرهما. وقد استدرك العلامة المتولي على الأزميري بالرجوع إلى النصوص وهكذا. أقول : إن كان هؤلاء الأفذاذ خالفوا المشافهة واتبعوا النصوص فما الذي يمنع ذلك في مسألة الضاد ؟
رابعاً : من اطلع على النشر لابن الجزري يجد أنّه قد نسب كلّ وجه من أوجه القراءات والروايات إلى نصّ من النصوص وهذا السبب الذي حمله أن ينقل أسماء الكتب التي روى منها القراءات مع ذكر الأسانيد. وعلى هذا ، فإنّ المشافهة لا بدّ أن تكون مقرونةً بنصّ من النصوص. والمشافهة لوحدها لا تكفي كما سنبيّنه إن شاء الله.(1/1437)
خامساً : حتّى وإن سلمنا أن الضاد القديمة قد اندثرت ، فنطقها برخاوة شبيهة بالظاء أولى من نطقها دالاً أو طاءاً وما أشبه ذلك عملاً بأخفّ الضررين. فإن غيّر السابقون نطق الضاد الصحيح إلى النطق الخاطئ بالاجتهاد ، ألا يكون تغيير الخطأ إلى الصحيح أو إلى ما يقارب الصحيح من باب أولى.
ومن الأسف أن نغيّر صفة الرخاوة للضاد التي أجمع عليها القدامى قاطبة إلى الشدّة بدل أن نصحح النطق ونرجعه إلى أصله ومنبعه وهذا النهج هو الذي سار عليه المحققون وهو الرجوع إلى النصوص ، والآن نريد تغيير النصوص والصفات وهو معاكس لمنهج المحققين قديماً وحديثاً.(1/1438)
وقد ذكر أبو عمر الداني (ت444 ) في وقته قلّة المهرة من أهل الأداء حيث قال في مقدمة كتابه التحديد " أمّا بعد فقد حداني ما رأيته من إهمال قرّاء عصرنا ومقرئي دهرنا تجويد التلاوة وتحقيق القراءة ......" التحديد ص66. وقال القرطبي (ت461) " ولمّا رأيت من قرأة هذا الزمان وكثيراً من منتهيهم قد أغفلوا اصطلاح ألفاظهم من شوائب اللحن الخفيّ وأهملوا تصفيتها من كَدَرِهِ وتخلّصها من دَرَنِهِ....." الموضح ص54. أقول : إن كان المنتهي من القراء في ذلك الزمان قد وصِف بالغفلة والإهمال فمابالك اليوم ، وفي ذلك الزمان كان هذا العلم لا يؤخذ إلاّ بالمشافهة ولما كان التلقّى قد اعتراه شيء من النقص بالإهمال والغفلة قام الجهابذة كمكّي القيسي والداني والقرطبي والهمذاني وغيرهم رحم الله الجميع بتدوين هذا العلم لتصليح ألستنهم فكانت هذه النصوص سبب في أصلاح الكثير من اللحن الذي قد اعترى أهل الإقراء في تلك الأزمنة والأزمنة التي بعدها. فإن كانت هذه النصوص سبباً في أصلاح ألسنة أهل الإقراء في ذلك الزمان ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولي ؟ إن كان القرّاء في ذلك الزمان قد اعرتهم الغفلة والإهمال ألا يكون ذلك في زماننا من باب أولى؟ وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتمد على المشافهة مائة بالمائة لأجل ما سبق من البيان فكان لزاماً علينا أن نعرض ما تلقيّناه عن مشايخنا على نصوص أئمّتنا فما وافق أخذنا به وما خالف تركناه. ولأجل هذا كان النصّ مقدّماً على المشافهة.(1/1439)
وهذا مايؤيّده قول المرعشي رحمه الله تعالى حيث قال :" ....لكن لما طالت سلسلة الأداء تخلل أشياء من التحريفات في أداء أكثر شيوخ الأداء ، والشيخ الماهر الجامع بين الرواية والدراية المتفطّن لدقائق الخلل في المخارج والصفات أعزّ من الكبريت الأحمر ، فوجب علينا أن لا نعتمد على أداء شيوخنا كلّ الاعتماد ، بل نتامّل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل هذا الفنّ ، ونفيس ما سمعنا من الشيوخ على ما اودع في الكتب ، فما وافق فهو الحقّ ، وما خالفه فالحق ما في الكتب. اه " بيان جهد المقل ص 18 في هامش جهد المقل تحقيق أبوعاصم حسن بن عباس بن قطب طبعة مؤسسة قرطبة.
وعلى ما تقدّم من البيان فأقول أنّ المشافهة هي الأصل ولكن هذا الأصل قد يعتريه شيء من تغيير مع مرّالزمان وما نشاهده اليوم من الخلاف في بعض المسائل التطبيقية أكبردليل على ذلك والكلّ يستتر بالمشافهة والسند مع أنّ المصدر واحدٌ ولأجل ذلك فإنّ النصّ مقدّم على المشافهة ولا عبرة بما تواتر عند القراء اليوم على حساب النصوص ، فالعبرة بما تواتر وأجمع عليه القدامى. والعلم عند الله.
ولا أريد أن يفهم من كلامي انعدام القراء المتقنين فقد قال النبيّ عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم ". أقول لو بقىي سند واحدٌ للضاد القديمة لكفى ذلك لأنّ كلمة "طائفة" قد تطلق على الواحد.
وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
06-05-2006, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
لى تعليق بسيط على التعليق البسيط :
كل ما ذكره الأخ محمد يحي الجزائري حفظنى الله وإياه فيه نظر :(1/1440)
1- ماذكره أولا وثانيأ لايمكن بحال من الأحوال أن يكون فيصلأفى المسألة لأسباب ،منها :أن هؤلاء المذكورين ليسوا عرباً أصلا ،وهذا ليس تقليلأ منهم وليس عنصرية ،معاذ الله تعالى ‘فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ولكن المسألة هي فى حرف العرب الأقحاح الذين هم أهل الفصاحة واللسان كان من ينطق هذا الحرف منهم يكون مبرزأ فيهم ،وهذا فى ذاك الزمان الذى هوهو والعرب هم هم
فما يدرينا عن هؤلاء الأفاضل كيف كان نطقهم للعربية ،وأقول مرة أخرى ليس هذا من العنصرية ولاالتقليل منهم ،ولكن لتستدل على نفي ما هو (مشهور ) حتى بلغ التواتريجب أن تكون أدلتك غير قابلة للطعن ،
2- أما ما ذكرت ثانيأ بخصوص استدراك العلماء على الشاطبى رحمه الله تعالى فلا شك عندى أن الحق معه دونهم في كثير من المسائل ،ولا أبالغ إذا قلت إن المتأخرين ممن يبالغ فى ما سموه (التحريرات ) بنوا مذهبهم هذا على منهج مضطرب منخرم فى كثير من مسائله ،وأيضا فتحوا باب الآجتهاد فى القراءة ،حتى رأينا ما كتبته أنت من أن كل واحد أصبح يستدرك على من جاء بعده ،والكلام فى هذه القضية لايسعه هذا المحل
3- أما قولك رابعاً :إن من اطلع على النشر 000الخ فابن الجزري رحمه الله لم يسند كل وجه من أوجه القراءات والروايات إلى نص من النصوص ،بل فيه كثير من المسائل هي من اختياراته وآرائه التى خالف فيها من سبقه
4- رغم كل ذلك نحتاج إلى دليل حسي يؤكد لنا أن النطق الذي اختاره هؤلاء المشايخ والعلماء الذين ذكرتهم هو النطق الذي كان ينطق به ابن الجزري والداني والعرب قبلهم ،
5- أتفق معك أن نطق الضاد دالا أو طاء خطأ أيأ كان فاعله ،ولكن الذي لاينطقه لادالا ولاطاء هل يجوز له نطقه ظاء ؟ ما هكذا القسمة يا أخى0
6- أما القول بلا عبرة بما تواتر عند القراء اليوم ‘فهذه طامة كبري تحتاج إلى نفس طويل فى البحث 0
والله من وراء القصد
---
عمار
06-06-2006, 09:49 AM(1/1441)
ولي تعليقٌ بسيط على كلام الدكتور عبد الرحمن الصالح - وفقه الله - :
1- قلتم : "وقد رأيت كثيراً ممن لديهم إجازات في القراءات السبع والعشر لا يضبطون نُطقه، ولا يميزون بين جهرٍ وهمس أو شدّةٍ أو رخاوة بل يُقلدون كما عُلِّموا ، ولا نلومهم بعد "اهـ
أخي الكريم ألا ترى معي أن قولكم هذا فيه نوع من المبالغة! فهل يُعقل أن يجاز هؤلاء في السبع والعشر وهم لا يفرقون بين جهر وهمس أو شدة أو رخاوة!
أخي الكريم إن من شروط الإجازة أن يكون المُجَازُ مُلِمّا بمسائل علم التجويد وخاصة باب المخارج والصفات ، بل إن كثيرا من المقرئين يشترطون على طلابهم حفظ وفهم الجزرية كاملة.
أما قولكم : "بل يُقلدون كما عُلِّموا ، ولا نلومهم بعد " فإن الأصل في القراءة الاتباع كما ذكر فضيلة الشيخ د.غانم الحمد جزاه الله خيرا ، وقد رُوِيَ عن السلف أنّ " القراءة سنّة متبعة"
أي: يأخذها الآخر عن الأول أو اللاحق عن السابق.
2-قلتم: "فتميلون مشايعة لمن حوّلت العُجمة أصواتهم من جمهور الشاميين والمصريين إلى أن الصواب في نطق الضاد هو (الشدةُ) لا (الرخاوة). فتريدونها أن تكون دالاً مفخمةً كما ينطقها جمهور القراء اليوم"
لم يقل أحد بشدة الضاد! وإن وجد فلا قيمة لرأي يخالف ما أجمع عليه علماء التجويد وعلماء العربية قاطبة في كون هذا الحرف رخوا ليس بالشديد. ولم أجد في الكلام الذي نقلته عن شيخنا الفاضل الدكتور غانم الحمد ما يشير إلى أنّ الصواب هو شدة الضاد لا رخاوتها! بل كلام الشيخ - حفظه الله - في هذه المسألة العويصة واضحٌ كالشمس ، وفيه إشارة إلى أن صوت الضاد بصفاتها المذكورة في كتب التجويد والعربية لم يعد لها وجود في النطق العربي
الفصيح في زماننا ، وأن هذا الصوت قد تحول من الرخاوة إلى الشدة .(1/1442)
ولذا قال في تعقيبه عليكم: "وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم".
وقد بَيّنَ - حفظه الله - أنّ وصف علماء التجويد المعاصرين لهذا الحرف بالرخاوة لم يعد يتطابق مع نطق وأداء جمهور القراء اليوم ، ولي وقفة بسيطة هنا مع الشيخ - حفظه الله-.
أقول:لماذا لا يسافر الشيخ ليلتقي بكبار المقرئين المتقنين من أصحاب الأسانيد العالية في مصر (كالشيخ أحمد المعصراوي والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ محمد عبدالحميد الإسكندري) والشام (كالشيخ بكري الطرابيشي والشيخ محيي الدين الكردي والشيخ كريم راجح والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ محمد سكر والشيخ خليل هبة) ويعرضُ عليهم رأيه ويسمع كذلك نطقهم لصوت الضاد بأذنيه من غير واسطة.
وهؤلاء الشيوخ المتقنين وغيرهم من أصحاب الأسانيد العالية هم المُعَوّل عليهم في حلّ هذه القضية التي طال الجدل حولها ، ولو حصل الإجماع منهم لسقطت آراء الآخرين ولما التفت إليها أحد.
والمصيبة أن كثيرا من المناقشين يدّعون قدسية آرائهم ويُغرِقون مخالفيهم بالشتائم والسباب!
ولعلي أعود لاحقا -إن سمح لي الوقت- للتعليق على بعض النقاط التي ذكرها الأستاذ محمد يحيى شريف.
وفق الله الجميع،،
---
محمد يحيى شريف
06-06-2006, 11:46 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
لي تعقيب على ما ذكره الشيخ الجكني فأقول وبالله التوفيق(1/1443)
قولكم : " 1- ماذكره أولا وثانيأ لايمكن بحال من الأحوال أن يكون فيصلأفى المسألة لأسباب ،منها :أن هؤلاء المذكورين ليسوا عرباً أصلا ،وهذا ليس تقليلأ منهم وليس عنصرية ،معاذ الله تعالى ‘فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ولكن المسألة هي فى حرف العرب الأقحاح الذين هم أهل الفصاحة واللسان كان من ينطق هذا الحرف منهم يكون مبرزأ فيهم ،وهذا فى ذاك الزمان الذى هوهو والعرب هم هم
فما يدرينا عن هؤلاء الأفاضل كيف كان نطقهم للعربية ،وأقول مرة أخرى ليس هذا من العنصرية ولاالتقليل منهم ،ولكن لتستدل على نفي ما هو (مشهور ) حتى بلغ التواتريجب أن تكون أدلتك غير قابلة للطعن ،"
الجواب : ألا تعلم أنّ الأعاجم قد حملوا هذا العلم على أكتافهم خاصّة علم القراءات وهم علماء أصبهان وهمذان والأتراك والمغاربة والأندلسيين وغيرهم حتّى إمام النحو سيبويه فهو أعجميّ. إن كان نطق الأعجميّ يوافق نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله تعالى أيؤاخذ على عجمته ؟ . ثانيا : هذا القول قال به الشيخ السيّد عامر عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية والشيخ إبراهيم شحاته السمنودي والشيخ إبراهيم الشاعر شيخ قراء المسجد النبوي سابقاً ويقول به الكثير من علماء العرب ، فلماذا لا تردّ على هؤلاء ؟. ففي القرن الواحد العشرين ما نزلنا نتكلم عن العجمة مع أنّ في القرن الثالث جمع البخاري أصحّ كتاب بعد كتاب الله تعالى وهو أعجميّ. لو كنت تعرف منزلة الشيخ الأفغاني والباكستاني في العلوم العربية لما تسرّعت في الكلام.(1/1444)
قولكم : " 2- أما ما ذكرت ثانيأ بخصوص استدراك العلماء على الشاطبى رحمه الله تعالى فلا شك عندى أن الحق معه دونهم في كثير من المسائل ،ولا أبالغ إذا قلت إن المتأخرين ممن يبالغ فى ما سموه (التحريرات ) بنوا مذهبهم هذا على منهج مضطرب منخرم فى كثير من مسائله ،وأيضا فتحوا باب الآجتهاد فى القراءة ،حتى رأينا ما كتبته أنت من أن كل واحد أصبح يستدرك على من جاء بعده ،والكلام فى هذه القضية لايسعه هذا المحل "
الجواب : تسميتك للتحريرات منهج مضطرب يدلّ على عدم فهمكم لهذه الأمر لا من قريب ولا من بعيد وسأبيّن ذلك فأقول وبالله التوفيق :
أوّلاً : لقد أبطلت جميع ما قام به المحققون في القراءات من عهد ابن الجزري إلى يومنا هذا.
ثانياُ : لقد خالفت جهابذة الإقراء الذين يأخذون بهذه التحريرات كابن الجزري والمنصوري والأزميري والطباخ والميهي والخليجي والمتولي والضباع والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ عامر والشيخ الزيات ومشايخ دمشق ومشايخ استنبول وحتى مشايخ الهند وباكستان ، لم ينقل عن هؤلاء الأفذاذ الاستهانة بهذه التحريرات.
رابعاً : هذه التحريرات ليست مبنية على الجتهاد بل هي مبنية على النصوص فقد يذكر ابن الجزري وجهاً في النشر وينسبه إلى إمام أو كتاب ، وعند الرجوع إلى الكتاب المخطوط نجد خلاف ما ذكر وهي قليلة جداً لأنّ الإنسان مجبورٌ على الوهم ، فيؤخذ بالأصل وهذا يعدّ من التحقيق والرجوع إلى النصوص كما فعل الشيخ غانم قدوري الحمد حفظه الله تعالى في مسائل التجويد وهذا النهج هو الذي سار عليه المحققون قديماً وحديثاً. وهذا الخلافات هي خلافات يكمّل بعضها بعضاً لا تمسّ قداسة القرءان حيث نقل إلينا من تلك النصوص بالتواتر الذي يفيد القطع. والاجتهاد لا يكون إلاّ في المسائل التي فيها غموض ولم يرد فيها نصّ كما ذكر ابن الجزري في نشره بخلاف التحريرات فأساسها النصوص. قال الشاطبي رحمه الله تعالى :(1/1445)
وما لقياس في القراءة مدخل.....فدونك ما فيه الرضا متكفلا.
قولكم : "3- أما قولك رابعاً :إن من اطلع على النشر 000الخ فابن الجزري رحمه الله لم يسند كل وجه من أوجه القراءات والروايات إلى نص من النصوص ،بل فيه كثير من المسائل هي من اختياراته وآرائه التى خالف فيها من سبقه "
الجواب : كلّ الأوجه المذكورة في النشر منبعها نصوص للقدامى ويستثنى من ذلك الترجيع في بعض المسائل الخلافية ، تقديم وجهٍ على آخر لقوّته قياساً ، الاجتهاد فيما لا نصّ فيه. أريد منك مثالاً حياً في مسألةٍ قد خالف فيها ابن الجزري جميع من سبقه على أساس اجتهادٍ محض. وأنا في اتنظار الجواب.
قولكم :" 4- رغم كل ذلك نحتاج إلى دليل حسي يؤكد لنا أن النطق الذي اختاره هؤلاء المشايخ والعلماء الذين ذكرتهم هو النطق الذي كان ينطق به ابن الجزري والداني والعرب قبلهم ،"
الجواب : النطق الذي قرأ به القدامى هو الموافق لما دوّنوه في كتبهم فيستحيل أن يخالف تطبيقهم تدوينهم إلاّ إذا اتهمناهم أنهم ما عبرّوا عن الكيفية التي تلقوها عن مشايخهم وحاشاهم رحمهم الله تعالى فالعيب فينا وليس فيهم فقد نقلوا لنا القرءان وعلومه على أحسن وجه رحمهم الله جميعاً.
قولكم : "5- أتفق معك أن نطق الضاد دالا أو طاء خطأ أيأ كان فاعله ،ولكن الذي لاينطقه لادالا ولاطاء هل يجوز له نطقه ظاء ؟ ما هكذا القسمة يا أخى"(1/1446)
الجواب : أقول نطقها ظاءاً خالصة أولى من نطقها دالاً أو طاءاً لأنّ الظاء هي أقرب الحروف إلى الضاد ولأجل ذلك أمر ابن الجزري بالتمييز فقال " ميّز من الظاء" وقال "إذا تلاقيا البيان لازم أنقض ظهرك " وقد أفرد الظاءات كما فعل الداني قبله لأجل التشابه والتقارب في السمع بين الحرفين ، فنطقها ظاءاً أولى عند عدم الاستطاعة عملاً بأخفّ الضررين وقد أفتي بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير ومن المعاصرين الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الألباني رحم الله الجميع ولم ينقل عن أحدٍ نطقها شبيهة بالدال أو الطاء.
قولكم : "6- أما القول بلا عبرة بما تواتر عند القراء اليوم ‘فهذه طامة كبري تحتاج إلى نفس طويل فى البحث "
الجواب : عندي سؤال : أيمكنك أن تحكم على شيء بأنّه متواتر وهو يخالف إجماع القدامى قاطبة ؟ ألا تعلم أنّ الضاد رخوة بإجماع العلماء قاطبة ؟ قد اختلف العلماء في بعض الصفات كصفة التفشي في الضاد مثلاُ ولكن لم يختلفوا في رخاوة الضاد ولم يجعلوها حتى من الصفات البينية أي بين الشدة والرخاوة. ألا تعلم أنّ القرءان قد وصلنا من العلماء الذين أجمعوا على رخاوة الضاد ؟ فكيف تستدلّ بالتواتر المخالف للذين نقلوا لنا القرءان ؟ أليس التواتر هو الذي تواتر جيلاً بعد جيلاً أي من جيل الصحابة والقرون المشهود لها بالخيرية ؟
ألم يدوّن القدامى ما تلقوه بالسند إلى الصحابة والتابعين ومن ضمن تلك التدوينات رخاوة الضاد.
أكتفى بهذا القدر وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
06-07-2006, 07:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عبده المصطفى وبعد :
فهذه وقفات – ولا أقول ردود – مع ما ذكره أخي الشيخ محمد الجزائري ، فأقول مخاطبا له ولغيره ممن يرى رأيه الخطير في جواز القراءة بحرف( الضاد شبيهة بالظاء) في كتاب الله تعالى :(1/1447)
أولا: أثبتوا لنا أن العرب وأئمة اللغة القدماء عندهم حرف سموه (ضاد شبيه بالظاء ) خاصة إذا علمنا أنهم ذكروا حروفاً هي خليط بين حرفين كإشمام الصاد الزاي وكالتسهيل في الهمزة ، أما هذا الذي (ابتكره غير العرب في حروف العرب فلا يلزم العرب أصلا ً ) والقضية لو أنها متعلقة بالتقول على العرب لكان منكراً فما بالك وأنها متعلقة بكتاب الله تعالى الذي به تصحح الألسنة لا العكس 0
ثانياً: قولكم "ألا تعلم أن الأعاجم قد حملوا العلم على أكتافهم 000ا" الخ ، فجوابه :
لا أحد يستطيع إنكار فضل ومكانة علماء الإسلام من غير العرب ،وما قدموه للإسلام والمسلمين في ذلك ، هذه ليست هي القضية المبحوثة هنا ، وذكرها هنا أعتبره خروجاً عن السياق الذي ذكرت أنا فيه ذلك :يا أخي ذكر غير العرب جاء في سياق للدلالة على أن القضية التي نتكلم فيها – وهي كيفية نطق حرف عربي لا يوجد على الأغلب إلا في لسان العرب – لا يحكم فيها على وجه الصواب إلا من لم يختلط لسانه بعجمة،وهذا معناه العربي القح الذي اختلط لسانه بعجمة ، فما بالك إذا كان الشخص أصلاً غير عربي المشأ والولادة ، فإذا كان العلماء يقفون من العربي المختلط لسانه بغير العربية موقف الحزم فكيف سيكون موقفهم من غيرهم ‘ هذا يا أخي هو السياق الذي جئت فيه بذكر غير العرب ،وليس ذلك بضائر غير العرب شيئاً ‘فرجاء لا تجير الكلام عن مقاصده 0
ثالثاً: قولك "لماذا لا أرد على الشيوخ عامر والسمنودي والشاعر " فقبل أن أجيبك أقول لك كلمة أرجو أن تكون واضحة ، وهي :(1/1448)
إن الرجل الوحيد الذي أمرني الله تعالى با تباعه ووعدني الجنة إن أطعته ونهاني عن مخالفته وتوعدني بالنار إن عصيته وخالفته هو سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا غيره مهما ومن كان ‘ فالله تعالى لم يأمرني باتباع غيره ولم ينهني عن معصية غيره ، هذا ما أدين الله تعالى به ، وليس معنى هذا التقليل من العلماء وإنكار فضلهم وحاجتنا إليهم فو الله لولا الله ثم العلماء ما تعلمنا ،ولكن تعلمنا لنرضي الله عز وجل لا لنرضيهم ،وتعجبني في هذا المقام عبارة الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام :"وليس فضلهم – العلماء – بموجب قبول آرائهم ولا بمانع أن يهموا فيما قالوه بظنهم ،لكن فضلهم معفّ على كل خطأ كان منهم وراجح به ، وموجب تعظيمهم وحبهم 0انتهى
وأعود فأقول :يا أخي لم أرد على هؤلاء العلماء لسببين :
الأول : من أنا حتى أرد على هؤلاء،وأحمد الله تعالى الذي شغلني عن الرد على العلماء وتتبع عوراتهم العلمية ، فرحم الله امرءا عرف قدر نفسه 0
الثاني :لأني لم أجد لهم عبارات خطيرة مثل عباراتك ومنهجاً لا يسكت عليه مثل هذا المنهج الذي تدعو إليه أنت ومن وافقك على جواز القراءة بالضاد الشبيهة بالظاء ، فخذ عباراتك واتئد في النظر فيها واحكم بعد ذلك بما شئت:
1- "فنطقها برخاوة شبيهة بالظاء أولى من نطقها دالا00الخ"
وأقول : من الذي جعل ذلك أولى؟ وما سبب الأولية هنا؟
وأيضاً: إذا كانت القضية هي مجرد (إبدال ) فلماذا لا تبدلونه صاداً كما فعلت العرب ،أو تبدلونه لاماً كما فعلت العرب أيضاً ولاتصاله به أيضاً ،ولماذا لا تبدلونه ياء أو جيماً أو شيناً لاشتراكها معه في الحيز ،وعندما أبدلتموه (ظاء ) لماذا لم تبدلوه (ذالاً) ،ولماذا لا تبدلونه (طاء)لمشاركته له في الإطباق؟؟؟
وأقول : إن كلام العلماء في المخارج إنما هو على حسب الطبع لا التكلف (إبراز المعاني :4/303)(1/1449)
2- قلت :"وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتمد على المشافهة مائة بالمائة فكان لزاما علينا أن نعرض ما تلقيناه عن مشايخنا على نصوص أئمتنا ولأجل هذا كان النص مقدماً على المشافهة "وقلت ناقلا كلام المرعشي رحمه الله تعالى ومؤيداً له لاستدلالك به :"فوجب علينا ألا يعتمد على أداء شيوخنا(تأمل )كل الاعتماد ،بل نتأمل فيما أودعه العلماء في كتبهم من بيان المسائل ونقيس (كذا ) ما سمعناه على ما أودع في الكتب " والرد بعد قليل 0
3- قلت :"إن المشافهة هي الأصل ولكن هذا الأصل قد يعتريه شيء من تغيير مع مر الزمن "وقلت :" النص مقدم على المشافهة ولعبرة بما تواتر عند القراء اليوم على حساب النصوص ،فالعبرة بما تواتر وأجمع عليه القدامى"0
الرد :
لا أملك إلا أن أقول لكل من يقرأ هذا الكلام : انظر وحلل هذه النصوص واقرأ ما بين سطورها لعلك تجد فيها ما لم أجده ، فما وجدت فيها غير منهج يحاول هدم شيء أساسي عند المسلمين تجاه كتاب ربهم وهو (التلقي من أفواه المشايخ )ويحاول عن قصد أو غير قصد أن يبدلهم بأخذ القرآن عن الصحف والكتب ، وهنا أترحم كثيراً على الإمام أبي العلاء الهمداني حينما نقل لنا نصوصاً بأسانيده تحذر مما يدعونا إليه الشيخ المرعشي والجزائري ،وهذه بعضا نقلتها للقراء من كتابه (التمهيد في علم التجويد بتحقيق د/غانم الحمد :
قال رحمه الله بسنده عن عروة بن الزبير : إن قراءة القرآن سنة من السنن ،فاقرؤوا كما أقرئتموه )ص244
وقال :"أحدثك عن رسول الله وتخبرني عن الصحف "
وقال :"لاتقرؤا القرآن على المصحفيين ولا تأخذوا العلم من الصحفيين "(1/1450)
وقال :"لا يفت الناس صحفي ولا يقرئهم مصحفي :247 واستوقفتني في هذا الكتاب قصة لها تعلق شديد بما نحن فيه رواها بسنده وهي : قرأ إمام بقوم سورة الحمد ،فقرأ (ولا الظالين ) بالظاء فرفسه رجل من خلفه ، فقال الإمام : آوّه ضهري ،بالضاد، فقال له الرجل : يا كذا وكذا ،خذ الضاد من ظهرك واجعلها في الضالين وأنت في عافية0انتهى :266
القرآن يا أخي لا يؤخذ إلا عن الشيوخ ، وأيضا : لماذا لاتريحوا أنفسكم وتختصروا الطريق وتأخذوا من الكتب مباشرة دون الرجوع إلى الشيوخ ،ولماذا تجعلون الكتب هي المصححة على النقل المتواتر ،فإذا كان قولكم أن المشافهة يعتريها تغيير مع مرور الزمن ‘فأثبتوا لنا أن الكتب تسلم من عوادي الزمن ‘ والإنصاف مطلوب 0
هذه عبارات ما وجدتها ولا مثلها عند هؤلاء العلماء حتى تسأل لماذا لا أرد عليهم 0
رابعاً:قلت :"ففي القرن الواحد والعشرين 0000الخ ،
أقول : ما يخص غير العرب بينت وجهة النظر من ذكره ، وأضف هنا : أليس من الغريب عندك – ولا أقصد شخصك الكريم وإنما أقصد من يقول هذا القول – أنك تحاكم العرب في حرف من حروفهم لغير العرب 0
خامساً :موضوع التحريرات :
استدللت علي من كلامي والرأي الذي طرحته عن منهج أهلها وأنه (مضطرب ) بعدم فهمي لهذا الأمر من قريب أو من بعيد ،وأجيبك :
اعلم يا أخي أن رأيي في ما تسموه ( التحريرات ) والله العلي العظيم لا أبتغي به رضا فلان أو غضب فلان ، وإنما أريد به وجه الله تعالى حفاظا على القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى للأمة كلها ،( وتفصيل ذلك ليس ذا محله )0
لكن يظهر لي أنك استعجلت بالحكم قبل أن تستفسر عن الدليل والعلة وغير ذلك مما يساعدك على الحكم – إن كان أصلاً يحق لك أو لغيرك الحكم علي أو على غيري ، لكن يخفف ذلك معرفتنا أننا في زمن ( السرعة ) و(الاستعجال ) خاصة في الحكم على كل من أتى بقول يخالف ما وجدنا عليه آباءنا ، وأقول :(1/1451)
نعم إن منهج المحررين فيما سموه (تحريرات ) منهج مضطرب مضطرب(مرتين) ،وإذا فتحت مجالا لهذا فا لعبد الضعيف على استعداد لبيان ذلك ، نبرأ إلى الله تعالى من قول ليس لنا عليه دليل 0
سادساً: أما القول بأني خالفت وأبطلت جميع ما قام به المحققون من عهد ابن الجزري إلى يومنا هذا،فأسألك سؤالا ولا تستعجل في الجواب عنه وهو : هل يوجد أصلا محقق في القراءات بعد ابن الجزري رحمه الله ، أما عندي فوالله لا يوجد ولا أستثني الإزميري ولا المتولي وهما قطبا هذا المسمي (تحريرات ) فضلاً عن غيرهما ، فكل من جاء بعد ابن الجزري فهو عالة عليه لم يخرج عنه ولا عن نشره 0والتفصيل في هذا يطول 0
والعجب أنك ذكرت ابن الجزري مع أن كتابه النشر ليس فيه ما في كتب التحريرات كالبدائع والروض وغيرها ،والعجب الثاني أنك ذكرت الشيخ القاضي وهو قد ألف رسالة ينكر فيها التحريرات ‘وادعاء أنه رجع عن رأيه هذا يحتاج إلى دليل ملموس خاصة وأنه ألفها وهو في الجامعة ألإسلامية أي بعد البدور والله أعلم 0
سابعاً : قولك بأن التحريرات ليست مبنية على الاجتهاد 00الخ ،قول يخالفه الواقع من اختلاف المؤلفين فيها فما يجوزه فلان يمنعه أو يضعفه فلان ،وباب الاستدراك فيها باب واسع لا أوسع منه إلا رحمة الله تعالى التي نسأله ألا يحرمنا ولا إياكم ولا المسلمين منها0
وأيضاً يا أخي لو رجعت إلى ما كتبت لوجدت أنك تناقض نفسك فمرة تقول فيها بالاجتهاد ومرة بالنص ،فتأمل 0
ثامناً: قولك : "النطق الذي قرأبه القدامى00الخ ،أقول:الطعن ليس فيما نقلوه عن مشايخهم وإنما نتكلم في (تعبيرهم ) عن كيفية نطقهم لذلك الحرف ،فالعبارة كثيرا ما تخون ، ولو قيل لشخص الآن صف لنا القراءة بالتسهيل مع الإدخال في نحو (ء أنذرتهم ) ما ذا سيقول وماذا سيقول الآخر وكل منهما طبق اللفظ على شيخه وأجازه لكن عبارة كل منهما قد لا تفي بالغرض ،فهذا شيء وذاك شيء 0(1/1452)
تاسعاً: أما ما يخص الفتوى التي نسبتها أنت للشيوخ ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى فالنفس منها في شيء ،لأني أنزه صغار طلاب العلم فضلاً عن هؤلاء الأئمة من تجويز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم ، وأيضا لعلم الناس بأن هؤلاء العلماء بالذات ما كانوا يخوضون في صغار مسائل العلم كمسألتنا هذه ،وكل علم يسأل عنه أهله0
وأختم الكلام بعبارة وجدتها للإمام الشنتمري "النكت في تفسير كتاب سبويه ":
" والضاد الضعيفة من لغة قوم ليس في أصل حروفهم ضاد ،فإذا احتاجوا لإلى التكلم بها في العربية اعتاصت عليهم فربما أخرجوها (ظاء) وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا وربما تكلفوا لإخراجها من مخرج الضاد فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء انتهى 2/1245تحقيق د/زهير عبد المحسن0
هذا ما كتبته بيدي وسطرته بقلمي،فلئن كان صواباً فمن الله ،وإن كان غير ذلك فهو منى 0
الضعيف :د/السالم محمد محمود ( الجكني )
---
محمد يحيى شريف
06-10-2006, 03:17 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فضيلة الشيخ الدكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقول وبالله التوفيق :
ما تعرضتُ إلى مسألة العجمة إلاّ لردّكم لأقوال بعض العلماء الموثوقين في القراءة بسبب عجمتهم فالعبرة بالنص وما أجمع عليه القدامى الذين صرّحوا على التشابه بين الحرفين في السمع ولا داعي لنقل أقاويلهم لأنّها معلومة لدى الجميع. وأمّا الخلط بين الصاد والزاي فلا علاقة له بالبحث لأنّ هذا النطق نتج من حرفين اتفقا في المخرج بخلاف الضاد فنحن نتكلم عن التشابه والتشابه لا يكون بمعنى الخلط قد يتشابه الحرفان في السمع مع اختلافهم في المخرج والصفة بخلاف الخلط فهو خلطٌ بين حرفين للحصول على حرف مستقلّ في النطق الذي يشبه أصوله.(1/1453)
والضاد الصحيحة مستقلة لها مخرج وصفات قد انفردت بمخرجها وبصفة الاستطالة ومع كلّ هذا فقد وصفها القدامى بصراحة على أنّ لفظها يشبه لفظ الظاء وأجمعوا على رخاوتها وهو المدوّن في كتبهم وهو الذي تلقوه عن مشايخهم وقد اتفق علماء الأصوات على أنّ المنطوق به من حرف الضاد اليوم مخالف لأقاويل الذين نقلوا لنا هذا القرءان.
-------------------------------------------------------------
قولكم : " ثالثاً: قولك "لماذا لا أرد على الشيوخ عامر والسمنودي والشاعر " فقبل أن أجيبك أقول لك كلمة أرجو أن تكون واضحة ، وهي :
إن الرجل الوحيد الذي أمرني الله تعالى با تباعه ووعدني الجنة إن أطعته ونهاني عن مخالفته وتوعدني بالنار إن عصيته وخالفته هو سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا غيره مهما ومن كان ‘ فالله تعالى لم يأمرني باتباع غيره ولم ينهني عن معصية غيره ، هذا ما أدين الله تعالى به ، وليس معنى هذا التقليل من العلماء وإنكار فضلهم وحاجتنا إليهم فو الله لولا الله ثم العلماء ما تعلمنا ،ولكن تعلمنا لنرضي الله عز وجل لا لنرضيهم ،وتعجبني في هذا المقام عبارة الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام :"وليس فضلهم – العلماء – بموجب قبول آرائهم ولا بمانع أن يهموا فيما قالوه بظنهم ،لكن فضلهم معفّ على كل خطأ كان منهم وراجح به ، وموجب تعظيمهم وحبهم 0انتهى "
----------------------------------------------------------(1/1454)
الجواب : لم أقل اتّبع الشيخ عامر رحمه الله بل أتكلم عن إجماع القدامى على رخاوة الضاد. الضاد رخوة بإجماع الأمّة والرخاوة هو جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج ، فهل الصوت يجري في الضاد المنطوق بها اليوم هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم قوّة ، لماذا ألحّ ابن الجزري على التمييز بين الحرفين لو كانت هذه الضاد الشديدة صحيحة ؟ ما الذي حمل ابن الجزري أن يقول " إذا تلاقيا البيان لازم أنقض ظهرك يعض الظالم " ؟ ما الذي حمله وحمل من سبقه إلى إفراد الظاءات لو كان هذا النطق الذي نسمعه متواتراً في تلك العهود ؟ لماذا لم يتعرض ابن الجزري على القدامى الذين صرحوا على تشابه الحرفين في السمع ، ألا يدلّ عدم إنكاره لهذا التشابه إقراره بذلك ؟ قد وصف بعض القدامى الضاد بالتفشي والتفشي هو انتشار الصوت في الفم ، أهو كذلك في الضاد المسموعة اليوم ؟
لم يستطع لحدّ الآن واحدا من العلماء الردّ على أدلّة المرعشي وابن غانم المقدسي رحمهما الله تعالى وقد ذكر بعض العلماء أنّ إسماعيل الأزميري ردّ على المرعشي فأقول لهؤلاء أين هذا الردّ ؟ كيف تحكمون عليه بأنّه مفحم والكتاب لم يطبع ؟ لماذا لا تردون أنتم على أدلتهما ؟
ما اتستطاع واحدًٌ من العلماء أن يذكر دليلاً واحداً من النصوص المعتبرة على صحة هذا النطق المتدوال اليوم سوى أنّه عندما نقف على الضاد يحصل امتداد قليل في الصوت لأجل الاستطالة ويقولون أنّ هذا الامتداد هو الرخاوة ، وهذا دليل مردود لأنّهم يعتمدون على المخرج اعتماداً قوياً وهو مخالف لصفة الرخاوة التي تستلزم ضعف الاعتماد على المخرج.(1/1455)
- ذكرتُ جواز النطق بالظاء مكان الضاد عند عدم القدرة ، والضاد من أصعب الحروف حتى قال مكي في الرعاية في معنى كلامه " وقلّ من يقيمه من أهل الأداء" ولأجل هذا أجاز العلماء استعمال أحمهما مكان الآخر وهو مذهب الكثير من الفقهاء والأصوليين وأهل التفسير وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام وابن كثير والكبار المعاصرين كالشيخ بن باز والشيخ العثيمين والشيخ الألباني رحم الله الجميع ولم ينقل عن أحد من القدامى أو من المعاصرين اشتباه الضاد بالدال أو الطاء أو ما يقاربهما ولم يقل أحد بجواز استعمال الدال أو الطاء مكان الضاد. إذن فكلامي مبنيّ على الضرورة فقط لمن صعب عليه النطق بحرف الضاد وليس بقصد التعميم لأنّ أبدال الضاد ظاءاً مطلقاً هو مخالف لما ذكره العلماء قاطبة إذ لا بدّ من التمييز بينهما في الاستطالة والمخرج.
قولكم : وأقول : إن كلام العلماء في المخارج إنما هو على حسب الطبع لا التكلف (إبراز المعاني :4/303"
الجواب : ما دخل التكلف في هذه المسألة إن كانت الضاد رخوة بالسليقة والطبع ؟
------------------------------------------------------------
قولكم : " لا أملك إلا أن أقول لكل من يقرأ هذا الكلام : انظر وحلل هذه النصوص واقرأ ما بين سطورها لعلك تجد فيها ما لم أجده ، فما وجدت فيها غير منهج يحاول هدم شيء أساسي عند المسلمين تجاه كتاب ربهم وهو (التلقي من أفواه المشايخ )ويحاول عن قصد أو غير قصد أن يبدلهم بأخذ القرآن عن الصحف والكتب ، وهنا أترحم كثيراً على الإمام أبي العلاء الهمداني حينما نقل لنا نصوصاً بأسانيده تحذر مما يدعونا إليه الشيخ المرعشي والجزائري ،وهذه بعضا نقلتها للقراء من كتابه (التمهيد في علم التجويد بتحقيق د/غانم الحمد :
قال رحمه الله بسنده عن عروة بن الزبير : إن قراءة القرآن سنة من السنن ،فاقرؤوا كما أقرئتموه )ص244
وقال :"أحدثك عن رسول الله وتخبرني عن الصحف "(1/1456)
وقال :"لاتقرؤا القرآن على المصحفيين ولا تأخذوا العلم من الصحفيين "
وقال :"لا يفت الناس صحفي ولا يقرئهم مصحفي :247 واستوقفتني في هذا الكتاب قصة لها تعلق شديد بما نحن فيه رواها بسنده وهي : قرأ إمام بقوم سورة الحمد ،فقرأ (ولا الظالين ) بالظاء فرفسه رجل من خلفه ، فقال الإمام : آوّه ضهري ،بالضاد، فقال له الرجل : يا كذا وكذا ،خذ الضاد من ظهرك واجعلها في الضالين وأنت في عافية"انتهى :266
القرآن يا أخي لا يؤخذ إلا عن الشيوخ ، وأيضا : لماذا لاتريحوا أنفسكم وتختصروا الطريق وتأخذوا من الكتب مباشرة دون الرجوع إلى الشيوخ ،ولماذا تجعلون الكتب هي المصححة على النقل المتواتر ،فإذا كان قولكم أن المشافهة يعتريها تغيير مع مرور الزمن ‘فأثبتوا لنا أن الكتب تسلم من عوادي الزمن ‘ والإنصاف مطلوب"
هذه عبارات ما وجدتها ولا مثلها عند هؤلاء العلماء حتى تسأل لماذا لا أرد عليهم0"
الجواب : هل قلتُ أن القرءان تؤخذ من الصحف ؟ بل قلتُ : " فكان لزاماً علينا أن نعرض ما تلقيناه عن مشايخنا على نصوص أئمّتنا فما وافق أخذنا به وما خالف تركناه." فكلامي واضح وهو عرض المشافهة أي بعد ما يحصل التلقي من المشايخ نقارن ما تلقيناه على النصوص " فالمشافهة لا بدّ منها في كلّ الأحوال ومن لم يشافه المشايخ لا دخل له في بحثنا لا من قريب ولا من بعيد." وهو مراد الشيخ المرعشي لمن تأملّ كلامه جيّداً.
قولكم : " رابعاً:قلت :"ففي القرن الواحد والعشرين 0000الخ ،
أقول : ما يخص غير العرب بينت وجهة النظر من ذكره ، وأضف هنا : أليس من الغريب عندك – ولا أقصد شخصك الكريم وإنما أقصد من يقول هذا القول – أنك تحاكم العرب في حرف من حروفهم لغير العرب 0"
الجواب : هذه ليست محاكمة العرب إلى غيرهم بل هي محاكمة العرب إلى نصوصهم الذين أجمعوا عليها قديماً وماكان مطابقاً لما ذكره سيبويه وغير من أهل اللغة
قولكم " خامساً :موضوع التحريرات :(1/1457)
استدللت علي من كلامي والرأي الذي طرحته عن منهج أهلها وأنه (مضطرب ) بعدم فهمي لهذا الأمر من قريب أو من بعيد ،وأجيبك :
اعلم يا أخي أن رأيي في ما تسموه ( التحريرات ) والله العلي العظيم لا أبتغي به رضا فلان أو غضب فلان ، وإنما أريد به وجه الله تعالى حفاظا على القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى للأمة كلها ،( وتفصيل ذلك ليس ذا محله )0
لكن يظهر لي أنك استعجلت بالحكم قبل أن تستفسر عن الدليل والعلة وغير ذلك مما يساعدك على الحكم – إن كان أصلاً يحق لك أو لغيرك الحكم علي أو على غيري ، لكن يخفف ذلك معرفتنا أننا في زمن ( السرعة ) و(الاستعجال ) خاصة في الحكم على كل من أتى بقول يخالف ما وجدنا عليه آباءنا ، وأقول :
نعم إن منهج المحررين فيما سموه (تحريرات ) منهج مضطرب مضطرب(مرتين) ،وإذا فتحت مجالا لهذا فا لعبد الضعيف على استعداد لبيان ذلك ، نبرأ إلى الله تعالى من قول ليس لنا عليه دليل "(1/1458)
الجواب : كيف تخالف جميع القراء في هذه المسألة وتقول أنّ التحريرات منهح مضطرب. والعمل بالتحريرات هو الذي كان منذ القديم فلا يعرف عند القراء القراءة بتوسط البدل مع الفتح في ذوات الياء في رواية ورش من طريق الأزرق ولا بالهمز مع الإدغام الكبير للسوسي عن أبي عمرو وهكذا. ولم يرخصّ واحد من أهل الأداء الخلط بين الروايات والطرق وهو ما يسمى بالتلفيق ولم يُروى عن عاصم أنّه قرأ أو أقرأ ب"ملك يوم الدين" أي بغير ألف وإن قرأ بها أهل الحجاز لأنهّا لم تتواتر عنده مع علمه بتواترها عند غيره. ولم يُروى عن نافع أنّه قرأ أو أقرأ بالألف في "مالك يوم الدين " مع علمه بتواترها عند غيره وعلى هذا الأساس منع العلماء الخلط بين الروايات والقراءات والطرق اتباعاً لمنهج السلف. فعلم التحريرات قائم على هذا الأساس وجرى عليه العمل من عهد السلف والخلاف في التحريرات يدور بين مذهبين مذهب يعتمد على ظاهر كلام النشر لابن الجزري ومذهب يعتمد على نصوص أصول كتاب النشر فالكلّ يعتمد على المنصوص.
-------------------------------------------------------------
سادساً: أما القول بأني خالفت وأبطلت جميع ما قام به المحققون من عهد ابن الجزري إلى يومنا هذا،فأسألك سؤالا ولا تستعجل في الجواب عنه وهو : هل يوجد أصلا محقق في القراءات بعد ابن الجزري رحمه الله ، أما عندي فوالله لا يوجد ولا أستثني الإزميري ولا المتولي وهما قطبا هذا المسمي (تحريرات ) فضلاً عن غيرهما ، فكل من جاء بعد ابن الجزري فهو عالة عليه لم يخرج عنه ولا عن نشره 0والتفصيل في هذا يطول 0"
الجواب : لم تجب عن السؤال وأطلب من فضيلتكم التفصيل.
--------------------------------------------------------------(1/1459)
والعجب أنك ذكرت ابن الجزري مع أن كتابه النشر ليس فيه ما في كتب التحريرات كالبدائع والروض وغيرها ،والعجب الثاني أنك ذكرت الشيخ القاضي وهو قد ألف رسالة ينكر فيها التحريرات ‘وادعاء أنه رجع عن رأيه هذا يحتاج إلى دليل ملموس خاصة وأنه ألفها وهو في الجامعة ألإسلامية أي بعد البدور والله أعلم 0"
الجواب : معظم ما في كتاب النشر هو عبارة عن تحريرات وهو نسبة كلّ وجه إلى طريق من الطرق فقد أنكر الهمز مع الإدغام الكبير للسوسي وهذا من التحريرات. وأريد أن تنقل كلام الشيخ عبد الفتاح القاضي في ردّه على التحريرات حيث أنّ كتابه البدور الزاهرة مملوء بالتحريرات وبإمكاني أن أنقل لك مئات الأمثلة في التحريرات المذكورة في البدور الزاهرة والله الذي لا إله إلاّ هو."
--------------------------------------------------------------
قولك : سابعاً : قولك بأن التحريرات ليست مبنية على الاجتهاد 00الخ ،قول يخالفه الواقع من اختلاف المؤلفين فيها فما يجوزه فلان يمنعه أو يضعفه فلان ،وباب الاستدراك فيها باب واسع لا أوسع منه إلا رحمة الله تعالى التي نسأله ألا يحرمنا ولا إياكم ولا المسلمين منها0"
الجواب : كلّ هذه الخلافات مبنية على النصوص إمّا من ظاهر كلام النشر أو من أصول كتاب النشر ولا اجتهاد فيها وأطلب منك مثالاً واحداً على وجه أُخِذََ به على أساس اجتهادٍ محض. وأنا في انتظار ذلك.
-----------------------------------------------------------
قولكم : "وأيضاً يا أخي لو رجعت إلى ما كتبت لوجدت أنك تناقض نفسك فمرة تقول فيها بالاجتهاد ومرة بالنص ،فتأمل "
الجواب : أريد وضوحاً أكثر.
--------------------------------------------------------------(1/1460)
ثامناً: قولك : "النطق الذي قرأبه القدامى00الخ ،أقول:الطعن ليس فيما نقلوه عن مشايخهم وإنما نتكلم في (تعبيرهم ) عن كيفية نطقهم لذلك الحرف ،فالعبارة كثيرا ما تخون ، ولو قيل لشخص الآن صف لنا القراءة بالتسهيل مع الإدخال في نحو (ء أنذرتهم ) ما ذا سيقول وماذا سيقول الآخر وكل منهما طبق اللفظ على شيخه وأجازه لكن عبارة كل منهما قد لا تفي بالغرض ،فهذا شيء وذاك شيء 0
الجواب : نصوص الضاد محكمة لا احتمال فيها ولا خلاف فيها.
------------------------------------------------------------
تاسعاً: أما ما يخص الفتوى التي نسبتها أنت للشيوخ ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى فالنفس منها في شيء ،لأني أنزه صغار طلاب العلم فضلاً عن هؤلاء الأئمة من تجويز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم ، وأيضا لعلم الناس بأن هؤلاء العلماء بالذات ما كانوا يخوضون في صغار مسائل العلم كمسألتنا هذه ،وكل علم يسأل عنه أهله0
الجواب : فتلواهم موجوة في كتاب "تنبيه العباد إلى كيفية النطق بحرف الضاد " للشيخ العلامة عبيد الله الأفغاني رحمه الله تعالى.
قولكم : "وأختم الكلام بعبارة وجدتها للإمام الشنتمري "النكت في تفسير كتاب سبويه ":
" والضاد الضعيفة من لغة قوم ليس في أصل حروفهم ضاد ،فإذا احتاجوا لإلى التكلم بها في العربية اعتاصت عليهم فربما أخرجوها (ظاء) وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا وربما تكلفوا لإخراجها من مخرج الضاد فلم يتأت لهم فخرجت بين الضاد والظاء انتهى 2/1245تحقيق د/زهير عبد المحسن0"
الجواب : هذا الكلام لا يدلّ على صحة الضاد المنطوق بها اليوم والسلام عليكم.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
الجكني
06-15-2006, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1461)
الحمد لله الذي (حررنا ) من العبودية إلا له ، والصلاة والسلام على النبي المعصوم؛أقواله وأفعاله،ورضي الله عن الأزواج والآل والأصحاب ،ومن تبعهم إلى المآب وبعد :
أخي الشيخ محمد يحي شريف :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
أرى أن بحثنا في (الضاد ) لن نصل فيه إلى أن يسلم أحدنا للآخر ، ولكن قبل أن أرفع القلم أحب أن ألخص ما عندي في هذه المداخلة والتعليق الذي تكرمتم به،فأقول والله الموفق :
1- قولك :" إلا لردكم أقوال العلماء الموثوقين في القراءة " لا حجة عندي لأي عالم مهما كان ومن كان يقول بجواز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم ، فالضاد ليس هو الظاء ،كما أن الظاء ليس هو الضاد ،مع أنه ليس من شرط العالم الموثوق به عدم الخطأ ومخالفة الصواب إما اجتهاداً وإما سهواً، وأيضاً ما قلته أنا ليس من عندي ولا من كيسي بل قول علماء أيضاً إن كانت المسألة هي قول العلماء 0
وأشكر لك قولك (بعض ) ولم تقل ( جميع ) مما يدل أن في المسألة قولاً قال به بعض العلماء الموثوق بهم ، مع أني في حاجة لمعرفة ضابط هذا (الوثوق ) ما هو ؟ ومن هو العالم الموثوق به هنا من العالم غير الموثوق به ؟؟؟
2- قلت َ:"التشابه لا يكون بمعنى الخلط 00الخ " وهذا تقول على العرب أيضاً في كلامهم ،وارجع إلى شرح القاموس، وأيضاً هل أدى القول بالضاد (الشبيهة بالظاء )إلا الخلط ؟
3- رأيتك سطرت كلاماً طويلاً في مسألة التشابه بين الضاد والظاء ،ومسألة إجماع العلماء على رخاوة الضاد ، وكأن أحداً ينكر ذلك ،بل وكأنه هو الموضوع المتنازع فيه ، وهذا كله خروج عن البحث ، الذي هو إبدال الضاد ظاء في القرآن الكريم ،وأن المتواتر عند القراء اليوم الذين أخذوا القرآن عن الشيوخ بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ضاد خطأ 0(1/1462)
4- سألت لماذا ألح ابن الجزري على التمييز بين الحرفين ؟ والجواب: لئلا يأتي من بعده ويقول بجواز إبدال أحدهما مكان الآخر ، ولولا ذلك لما كان لكلامه فائدة ،وكذلك ألفت الكتب في الفرق بين الحرفين 0
5- قلت :" لم يستطع لحد الآن واحداً(كذا ) من العلماء الرد على المرعشي وابن قاسم00
الجواب : أولاً هذا (تسرع ) في الحكم وعدم استقراء فيما ألف في المسألة ، وقد كفانا الشيخ عبد الرازق موسى ،وهو من كبار علماء القراءات المعاصرين وأحد أعضاء لجنة تصحيح المصحف في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة ،في كتابه (الفوائد التجويدية ) الرد على هذه المسألة برمتها ،وأضاف إليها ذكر الردود التي ألفت للرد على المرعشي ،وإليك بعض ذلك :
قال الشيخ عبد الرازق : كثر التشويش من بعض الناس الذين يدعون معرفة التجويد وينصرون النطق بالضاد شبيهة بالظاء في هذه الأيام ،ويجب علينا أن نرد هذا النطق دفاعاً عن القرآن الكريم 0ص:97
وقال أيضاً:أول من ادعى بأن النطق بالضاد كالظاء أو ممزوجة به ، ما نسب إلى الشيخ علي بن محمد بن غانم المقدسي (ت1004)،وقد ذكر الشيخ الضباع أن ابن غانم المذكور ألَّف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد" فرغ من تأليفها سنة(985)وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحادة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما يقول باختلاس الضاد ليضعف إطباقها وتخف قوتها0ص:105-106
وقال : ذكر الشيخ على المنصوري في كتابه "رد الإلحاد في النطق بالضاد "أن نسبة رسالة بغية المرتاد إلى المقدسي غير صحيحة وإنما نسبها إليه بعض المبتدعين وهي أحق أن تسمي "بغية الفساد بالابتداع بالضاد"انتهى(1/1463)
قال : ثم أتى الشيخ المرعشي (1150)فجدد دعوي الشيخ ابن غانم فألف "جهد المقل " يذكر فيه تحريف الضاد واشتباهها بالظاء في اللفظ والسمع ،فرد عليه الشيخ يوسف أفندي زادة في رسالة بين فيها أن الشيخ المرعشي استند على أقوال بعض من أصحابه بأن الضاد شبيهة بالظاء المعجمة وأنهما لا يفرق بينهما بحاسة السمع ،ففند الشيخ يوسف أقواله وأنها لا تثبت مدعى صاحبها 0
ثم قال الشيخ عبد الرازق : ولقد بذل علماء المسلمين في ذلك العصر الذي ظهرت فيه تلك الفتنة ما وسعهم لدحض تلك الدعوى الباطلة فقاموا بتصنيف عدة كتب للرد على من قال بذلك،ومن تلك المؤلفات :
1- رد الإلحاد في النطق بالضاد للمنصوري
2-الاقتصاد في النطق بالضاد لعبد الغني النابلسي
3- رسالتان للشيخ الحاج محمود ،وهما مخطوطتان ،إحداهما :"هداية الطلاب في النطق بالضاد على سبيل الصواب "وثانيهما" رسالة ضاد " وهما بدار الكتب المصرية برقم (119)
4-رسالة للشيخ الأزميري
5- رسالة الضاد وأحكامها للحافظ إسماعيل القونوي
6- رسالة الشيخ يوسف السابقة الذكر
7- رسالة لأحد تلاميذ الشيخ يوسف زادة
ثم قال : ثم يقول الشيخ الضباع في رسالته ص3 : أنه في سنة (1280)وصل لإلى الشيخ سليمان أفندي البروسوي وكان من نزلاء الأزهر نسخة من كل من (البغية ) و(جهد المقل ) فاغتر بهما ولخص منهما رسالة في الضاد وأخذ في نشرها حتى قامت فتنة عظيمة في الأزهر ،فقام الشيخ أحمد مقيبل واستفتى في أمره مفتي السادة المالكية وقتئذ فأفتى بضربه وحبسه ورفع أمره إلى الشيخ خليفة الصفتي شيخ المقاريء ووكيل الأزهر فاستحضره ومن تبعه واستتابهم فتابوا ورجعوا إلى الصواب 0ص:107-108
ثم أطال الشيخ عبد الرازق في الرد على القائلين بقول المرعشي وشبهتهم ، فليراجعه من أراده 0(1/1464)
ومن الفوائد في هذا الكتاب قول الشيخ رداً على من أجرى حديثاً مسجلاً على شريط كاسيت مع بعض الشيوخ يزعمون فيها أن النطق بالضاد ظاء أمر مجمع عليه ،ومنهم الشيخ إبراهيم السمنودي وسليمان إمام وغيرهم ، قال الشيخ :
وهذان العالمان – السمنودي وإمام – حضرنا عليهما وكنا نقضي معهما أغلب أوقاتنا في معهد القراءات وخارجه ،فلم نسمع أحداً منهم ينطق بهذه الضاد الظائية ولا أقرؤوا بها طلابهم وكما قال الشيخ إبراهيم شحاتة في هذه الأشرطة : إنه كان عضواً في لجنة الإشراف على تسجيل المصحف المرتل في مصر بصوت الشيخ الحصري ومعه الشيخ عامر السيد عثمان واقترحا على المسؤلين أن يكون التسجيل بالنطق بالضاد الظائية فقالوا لهما :اتركوا الأمر على ما هو عليه ،وقد رجع الشيخ السمنودي عن هذا القول ،ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة،ولما سئل :هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء ؟ قال : لا ،وإنما أخذتها من كتب النحو والأصوات 0انتهى ،ثم ذكر قصة عن الشيخ السباعي فلتراجع ،لاداعي لذكرها هنا 0
6- قلت :"ولأجل هذا أجاز العلماء استعمال أحدهما مكان الآخر وهو مذهب الكثير من الفقهاء والأصوليين وأهل التفسير وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام وابن كثير وابن باز وابن عثيمين والألباني "
فالجواب :ما للأصوليين ولأهل التفسير ولهذه المسألة؟ ليست هي من مسائلهم ،ثم الاقتصار على ذكر عدة شيوخ معينين في كل وقت وفي كل مسألة وكأن ليس عندك أقوال لعلماء غيرهم ،أو كأن أقوالهم واجب التسليم بها ،أفهم منه كأنك تريد وجوب إقناعي وغيري بما ذهبت وفهمته عنهم ، وإلا لماذا لا تذكر كلام ابن قدامة وهو إمام معتبر في المذهب الحنبلي ، ولماذا لا تذكر كلام النووي وهو إمام معتبر في المذهب الشافعي 000الخ(1/1465)
فهذه مسألة تؤخذ عن القراء أولاً ثم عن الفقهاء ،إذ كل علم إنما يؤخذ عن أهله ،ويجب علينا المحافظة على كبار العلماء كشيخ الإسلام وغيره فلا ندخله في كل جزئية وفي كل مسألة صغيرة من مسائل العلم فننصر به الخطأ الواضح للعيان ونجعل قوله هو الفصل في المسألة 0
7- وأما نسبة القول لابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى ،فالأول لم يزد على أنه ذكر نص كلام ابن كثير وصوبه ، وما لابن كثير رحمه الله تعالى وللفتوى ،والثاني إنما ذكر القولين في المسألة واختار أحدهما ،وأيا كان الأمر فلا يعدو صنيع العلماء المذكورين سوى (فتوى ) على رأيك وليس قضاء ،وشتان ما بينهما 0
8- قلت :" هل قلت إن القرآن يؤخذ من الصحف 000الخ " وأقول : إنما ألزمتك بكلامك ،فهذا الذي تلقيته عن شيوخك وتريد عرضه على الكتب ما هو ؟ ؟
9- أما مسألة ( المحاكمة ) التي أنكرتها أنت ، فقصدي منها أنك تبطل وتخطىء أهل القرآن في نطقهم بالضاد التي تلقوها شيخاً عن شيخ تبعا لشيخك وهو حفظه الله تعالى تبعاً لشيوخه –وهم كلهم غير عرب - ،ولو وقفت هنا لكان الأمر سهلاً ،ولكنك أنكرت تواتره وادعيت أن هذا التواتر أيضاً خطأ ،وطلبت الرجوع إلى الكتب التي اعتمدها شيخك واتبعته وجعلتها هي الفصل ولا عبرة بما خالفها ، وقبل الجواب أستشهد بقول القائل :
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم وأقول هنا :
أنا أعذر شيخك وشيوخه في ما ذهبوا إليه من أن من لم يستطع نطق الضاد فلينطقه ظاء ‘لكن ليس على العموم لكل الناس ‘فهذا الكلام إنما هو لغير العرب ،يعني للبيئة التي نشأ فيها هؤلاء الشيوخ وأمثالها من البيئات غير العربية ، أما تعميمه والحكم به على كل المسلمين وادعاء أن القراء العرب الذين لم يتأثر لسانهم بعجمية ينطقون الضاد نطقاً غير صحيح فهذا شطط أيما شطط ،0(1/1466)
وهنا أستفسر : لنفرض أن رجلاً بلغ من العمر أربعين عاماً في تعلم قراءة القرآن الكريم وتعليمه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عربي ولسانه عربي لم يتعلم لغة أخرى بعد أن قرأه على الشيوخ مسنداً وأجازوه بالإقراء ،وفي المقابل رجل مثله لكنه غير عربي ولسانه الأصلي غير عربي ، ثم جاء هذا الأخير وقال للأول إن نطقك لهذا الحرف – والذي هو أصلاً ليس في لغته – خطأ غير صحيح ، فما هو رأيك إن كنت متجرداً للحق ؟
يا أخي : القضية هي أنك جئت تبعاً لشيوخك وألزمت سيبويه وغيره من علماء اللغة بما لا يلزمهم ،وأدخلتم كلامهم في غير مقصده ،ثم طعنتم في رواية الملايين من قراء المسلمين على مر العصور وادعيتم عليهم بأنهم لا ينطقون الضاد نطقاً صحيحاً فيجب عليهم في المقابل اتباعكم في نطقكم الذي هو والله عندي تحريف لكلام الله تعالى ،وكأنكم حضرتم مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذتم عنه هذا النطق ، وحاشا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من ذلك 0ولم تكتف بذلك بل جعلت المرجع هو إلى الكتب أو إلى الشيوخ (غير العرب )؟؟؟
10- موضوع التحريرات :
قلت يا أخي هنا كلاماً كثيراً جزم أنك (تسرعت ) فيه ولم تراجعه ‘ولكن سأركز على ما أري أن الخلاف معك فيه جوهري وليس لفظياً :
1- قلت :" كيف تخالف جميع القراء " أولا أثبت لي صحة هذا الإدعاء وهو أن (جميع القراء ) قالوا بالتحريرات 0
يا أخي هذا الكلام يقال لمن ليس له اطلاع على كتب القراءات ولم يسبر غورها ويسبح في بحرها بل في أعماق محيطها ، هذا هو الذي يمكن أن يلبس عليه بمثل هذا الكلام – سهواً أو خطأً- فكل من له أدنى معرفة بلغة العرب يفهم من كلمة (جميع ) كل من يصلح عليه إطلاق ذلك الوصف في كل زمان وكل مكان ،فهل هذا كذلك ؟؟
وأيضاً أثبت لنا أن علماء القراءات قبل أن يضع ابن الجزري كتابه (النشر )(1/1467)
وقلت :"العمل بالتحريرات هو الذي كان عليه العمل منذ القديم " وهنا أسأل : ما تحديد هذا القدم ؟فإنه يصدق على 1427 سنة كما يصدق على50 سنة وما بينهما وما تحتهما 0
وقلت :"لا يعرف عند القراء توسط البدل مع الفتح في ذوات الياء في رواية ورش من طريق الأزرق"وهذا لم أر أحداً سبقك إليه ،وكان الصواب أن تقول : لايقرأ لورش بذلك " وهذه هي عبارة المحررين عدم تجويزهم القراءة لا عدم معرفتهم ،وإلا من أين جاء بها الشاطبي وغيره 0
وقلت:"ولا بالهمز والإدغام الكبير للسوسي عن أبي عمرو " وهذا كسابقه ،فالوجه معروف والممنوع عند أهل التحريرات هو القراءة به لا المعرفة0
وقلت :"لم يرخص أحد من أهل الأداء الخلط بين الروايات والطرق 00الخ" هذا التعميم خطأ ،بل ابن الجزري نفسه قال به ضمناً عندما قال "نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله 00النشر:1/19
وقلت:"نافع وعاصم لم يقرآ بذلك " السبب ليس ما ذكرته ،بل لأنهما ما قرآ على شيوخهما به ،وليس لأن ذلك لم يتواتر عندهما ، لأن التواتر لم يكن في ذلك الوقت معلوما ً بل هو مصطلح مستحدث بعدهما ،ولأن القراءة عندهما وغيرهما سنة متبعة 0
2- وقلت :" اتباعاً لمنهج السلف " :
أقول : هذا المصطلح (منهج السلف ) ليس من مصطلحات القراءات ولا كتبها ؛فإقحامها هنا لا وجه له البتة لما قد يوحي للقارىء أن الخلاف إنما هو بين السلف ومن هو ليس على منهج السلف ،فهذا مصطلح (كلامي ) (عقدي ) له دلالات خطيرة من أهمها (تصنيف ) الناس و(تحجير )الآراء ،وفوق ذلك كله (تزكية )النفس ،فليس في كتب القراءات قديمها وحديثها (منهج السلف ) ولا ( منهج أهل السنة والجماعة ) ولا (منهج المخالفين ) ولا غير ذلك ،وإن وجدت فإنما هي دخيل ممن لا علاقة له بالقراءات وكتبها ،فيا حبذا المحافظة على المصطلحات العلمية الخاصة بكل علم(1/1468)
ثم : من المراد بالسلف ؟
الذي أعرفه ومتيقن منه أن السلف هو : النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ،ومن بعد ذلك فكل بحسب قربه وبعده عنهم ،وعلى ذلك :إيت بنص واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة أنه قال بالتحريرات ،بمعنى أنه منع وجهاً لوجه أو بنى وجهاً لوجه، ثم نتنزل إلى القراء العشرة ونأخذ ورشاً كمثال ونقول : إيت بنص عن ورش أنه منع من تقليل ذات الياء على وجه قصر البدل ، ثم نتنزل قليلاً أيضاً إلى علماء القراءات قبل ابن الجزري ونقول :إيت بنص عن ابن مجاهد أو الداني أو مكي أو غيرهم منع وجهاً لوجه 0
يا أخي الكلام في التحريرات يحتاج إلى نفس طويل وبحث قائم على الاستقراء لا على التقليد والتسليم المطلق (لاجتهاد ) الشيوخ ، ورحم الله من قال : "العلماء مصدقون فيما ينقلون ،مبحوث معهم فيما قالوه باجتهادهم
3- قلت :الخلاف في التحريرات يدور بين مذهبين 00الخ " ألا ترى أنكم حجرتم واسعاً عندما جعلتم الاعتماد إنما هو على رجل واحد وكتاب واحد ، وهذا بسطه يحتاج إلى (تحرير )
4- أما طلبك بنقل كلام الشيخ القاضي فيكفى الآن أن أحيلك على كتابه في التحريرات لعدم وجوده الآن عندي ،وهو قد ألفه بعد البدور الزاهرة دون شك 0
هذا يا أخي ما أحببت قوله بعد أن فكرت أولاً بعدم الرد محافظة على الوقت ،لأن ما أذهب إليه في المسألتين : الضاد والتحريرات وضحته جلياً ،ولم تأت حفظك الله بدليل علمي ينقض ذلك ،كما أني قد أكون لم آت بدليل علمي على رأيك ينقض ما تقول ولكن :
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير
والله من وراء القصد
---
محمد يحيى شريف
06-25-2006, 11:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي فضيلة الشيخ الدكتور ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------------------------------------------------------(1/1469)
قولكم : " أرى أن بحثنا في (الضاد ) لن نصل فيه إلى أن يسلم أحدنا للآخر ، ولكن قبل أن أرفع القلم أحب أن ألخص ما عندي في هذه المداخلة والتعليق الذي تكرمتم به،فأقول والله الموفق :
1- قولك :" إلا لردكم أقوال العلماء الموثوقين في القراءة " لا حجة عندي لأي عالم مهما كان ومن كان يقول بجواز إبدال حرف مكان حرف في القرآن الكريم ، فالضاد ليس هو الظاء ،كما أن الظاء ليس هو الضاد ،مع أنه ليس من شرط العالم الموثوق به عدم الخطأ ومخالفة الصواب إما اجتهاداً وإما سهواً، وأيضاً ما قلته أنا ليس من عندي ولا من كيسي بل قول علماء أيضاً إن كانت المسألة هي قول العلماء 0
وأشكر لك قولك (بعض ) ولم تقل ( جميع ) مما يدل أن في المسألة قولاً قال به بعض العلماء الموثوق بهم ، مع أني في حاجة لمعرفة ضابط هذا (الوثوق ) ما هو ؟ ومن هو العالم الموثوق به هنا من العالم غير الموثوق به ؟؟؟"(1/1470)
الجواب : يا فضيلة الشيخ نحن لا نقول بإبدال الضاد ظاءاً مطلقاً ومن قال بذلك فلاشكّ أنّه خرق لما اتفق عليه أهل الإقراء جميعاً وهو التمييز بينهما في المخرج والاستطالة ، وإنّما رخصّ أقول رخّص بعض العلماء استعمال أحدهما مكان الآخر عند عدم القدرة على التمييز بينهما في المخرج والاستطالة وقد قال تعالى { لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها } ولا يختلف اثنان على أنّ الظاء أقرب الحروف إلى الضاد ، وعند عدم القدرة على النطق بحرف الضاد فلا شك أنّه يجوز ضرورة إبدالها بأقرب الحروف إليها عملاً بأخف الضررين وليس على الإطلاق. وسبب ذلك أنّ الضاد من أصعب الحروف ونصوص القدامى تدلّ على ذلك فقد ذكر مكي القيسي في كتابه الرعاية أنّه قلّ من يقيم هذا الحرف من أهل الأداء وهو من علماء القرن الخامس زيادة على ذلك نصّ على التشابه في السمع بين الحرفين فقال رحمه الله " والضاد يشبه لفظها بلفظ الظاء" ولأجل ذلك قام العلماء بحصر الكلمات الظائية حتى تُميّز من الضاد وألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين في السمع. ولا شكّ أنّه لوكان ما نسمعه اليوم من صوت الضاد صحيحاً لما حمل هؤلاء العلماء على هذا التصريح ؟ وللأسف أنّ بعض المحققين قال بأنّ نصّ مكي القيسي مصحّف ولا يطابق المخطوط ، ولكنّ الله يظهر الحقّ فقد حُققَ كتاب الرعاية مرّة أخرى ولم يختلف المحققون للكتاب في عبارة التشابه.(1/1471)
إذن فاتشابه لا يستلزم الخلط ، فإن أخرجت الضاد من حافة اللسان مع الأضراس العليا وأتيت بصفة الاستطالة وهو اعتماد حافّة للسان على الأضراس اعتماداً ضعيفاً بحيث يخرج الصوت ويجري جرياناً كلياً فيكون هذا النطق موافقا لأقاويل الأئمّة في الكتبهم وحينئذ يشبه صوتها صوت الظاء ضرورة كما صرّح بذلك الأئمّة عليهم رحمة الله ، فلا يقال في هذه الحالة خلط لأننا ميّزنا بين الحرفين مخرجاً واستطالة. أمّا الخلط فهو إخراج الضاد من طرف اللسان وبالتالي تزول صفة الاستطالة فيقع الخلط والتماثل وهذا الذي حذّر منه العلماء وأجازوه ضرورة. والعالم الموثوق به هو الذي يجمع بين الرواية والدراية . قال مكيّ القيسي في الرعاية "القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد : فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن. ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً ، فذلك الوهن الضعيف. لا يلبثُ أن يشكّ ويدخله التحريف والتصحيف إذ لم يبن على أصل ولا نقل عن فهم. فنقل القرءان فطنة ودرايةً أحسن منه سماعاً وروايةً. فالرواية لها نقلها ، والدراية لها ضبطها وعلمها. فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. ( الرعاية ص90).
قال أبو عمرو الداني :" وقرّاء القرءان متفاضلون في العلم بالتجويد والمعرفة بالتحقيق ، فمنهم من يعلم ذلك قياساً وتمييزاً ، وهو الحاذق النبيه ، ومنهم من يعلمُهُ سماعاً وتقليداً ، وهو الغبيّ الفهيه ، والعلم فطنةً ودرايةً آكذ منه سماعاً وروايةً. وللدراية ضبطها وعلمها ، وللرواية نقلها وتعلّمها ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم." التحديد ص67.
أقول : وهذا يدلّ على أفضلية علم الدراية وهو العلم بنصوص أهل الأداء على علم الرواية وهو المشافهة من المشايخ وذلك عند قولهم رحمهم الله " فنقل القرءان فطنةً ودراية أحسن منه سماعاً ورواية ".(1/1472)
قال المرعشي رحمه الله " وتجويد القرءان قد يحصّله الطالب بمشافهة الشيخ الموجود بدون معرفة مسائل هذا العلم ، بل المشافهة هي العمدة في تحصيله ، لكنّ بذلك العلم يسهل الأخذ بالمشافهة ، ويزيد به المهارة ويُصانُ به المأخوذ عن طريان الشكّ والتحريف كما صرّح به في الرعاية." جهد المقل ص110.
فالخلاصة أنّ العالم الموثوق بعلمه هو الذي يجمع بين الرواية والدراية أيّ بين المشافهة والنصوص ولا شكّ أنّ الضاد المنطوق بها اليوم تخالف نصوص الأئمّة بشهادة علماء الأصوات أنفسهم.
-------------------------------------------------------------
قولكم : 2- قلت َ:"التشابه لا يكون بمعنى الخلط 00الخ " وهذا تقول على العرب أيضاً في كلامهم ،وارجع إلى شرح القاموس، وأيضاً هل أدى القول بالضاد (الشبيهة بالظاء )إلا الخلط ؟
الجواب : التشابه لا يستلزم الخلط والدليل على ذلك أنّ العلماء صرحوا بتشابه الضاد والظاء في السمع وحذّروا في نفس الوقت الخلط بينهما وألحّوا على التمييز بينهما مع تشابههما في السمع. وأمّا الخلط فإنّه يستلزم المشابهة.
--------------------------------------------------------------
قولكم : "3- رأيتك سطرت كلاماً طويلاً في مسألة التشابه بين الضاد والظاء ،ومسألة إجماع العلماء على رخاوة الضاد ، وكأن أحداً ينكر ذلك ،بل وكأنه هو الموضوع المتنازع فيه ، وهذا كله خروج عن البحث ، الذي هو إبدال الضاد ظاء في القرآن الكريم ،وأن المتواتر عند القراء اليوم الذين أخذوا القرآن عن الشيوخ بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ضاد خطأ 0"(1/1473)
الجواب : إجماع القراء على رخاوة الضاد والتشابه بين الحرفين في السمع هو بيت القصيد لأنّ الرخاوة والتشابه بين الحرفين لا يتناسب مع النطق الحالي ، إلاّ أنّكم تريدون أن تنحرفوا بالمهمّ وهو مسألة الرخاوة والتشابه وتُميلون النقاش نحو الخلط وتعضّون على ذلك بالنواجد حيدة عن الجواب. وقد قلنا مراراً وتكراراً أننا لا نقول بإبدال الضاد ظاءاً إلاّ ضرورة.
---------------------------------------------------------------
قولكم : "4- سألت لماذا ألح ابن الجزري على التمييز بين الحرفين ؟ والجواب: لئلا يأتي من بعده ويقول بجواز إبدال أحدهما مكان الآخر ، ولولا ذلك لما كان لكلامه فائدة ،وكذلك ألفت الكتب في الفرق بين الحرفين "
الجواب : جوابك لا دليل عليه ، إذ لم يقل ذلك واحد من شراح الجزرية. إن كان كما تقولون فلماذا لم يصرّح بذلك في كتابه النشر ؟ أيعلم الغيب؟ كيف تترك القطع وتأخذ بالظنّ ؟ صرّح القدامى على رخاوة الضاد وعلى تشابهها مع الظاء في السمع فكيف تترك المحكم وتعامله كالمتشابه ؟
----------------------------------------------------------------
قولكم : "5- قلت :" لم يستطع لحد الآن واحداً(كذا ) من العلماء الرد على المرعشي وابن قاسم00
الجواب : أولاً هذا (تسرع ) في الحكم وعدم استقراء فيما ألف في المسألة ، وقد كفانا الشيخ عبد الرازق موسى ،وهو من كبار علماء القراءات المعاصرين وأحد أعضاء لجنة تصحيح المصحف في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة ،في كتابه (الفوائد التجويدية ) الرد على هذه المسألة برمتها ،وأضاف إليها ذكر الردود التي ألفت للرد على المرعشي ،وإليك بعض ذلك :
قال الشيخ عبد الرازق : كثر التشويش من بعض الناس الذين يدعون معرفة التجويد وينصرون النطق بالضاد شبيهة بالظاء في هذه الأيام ،ويجب علينا أن نرد هذا النطق دفاعاً عن القرآن الكريم 0ص:97(1/1474)
وقال أيضاً:أول من ادعى بأن النطق بالضاد كالظاء أو ممزوجة به ، ما نسب إلى الشيخ علي بن محمد بن غانم المقدسي (ت1004)،وقد ذكر الشيخ الضباع أن ابن غانم المذكور ألَّف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد" فرغ من تأليفها سنة(985)وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحادة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما يقول باختلاس الضاد ليضعف إطباقها وتخف قوتها0ص:105-106
وقال : ذكر الشيخ على المنصوري في كتابه "رد الإلحاد في النطق بالضاد "أن نسبة رسالة بغية المرتاد إلى المقدسي غير صحيحة وإنما نسبها إليه بعض المبتدعين وهي أحق أن تسمي "بغية الفساد بالابتداع بالضاد"انتهى
قال : ثم أتى الشيخ المرعشي (1150)فجدد دعوي الشيخ ابن غانم فألف "جهد المقل " يذكر فيه تحريف الضاد واشتباهها بالظاء في اللفظ والسمع ،فرد عليه الشيخ يوسف أفندي زادة في رسالة بين فيها أن الشيخ المرعشي استند على أقوال بعض من أصحابه بأن الضاد شبيهة بالظاء المعجمة وأنهما لا يفرق بينهما بحاسة السمع ،ففند الشيخ يوسف أقواله وأنها لا تثبت مدعى صاحبها 0
ثم قال الشيخ عبد الرازق : ولقد بذل علماء المسلمين في ذلك العصر الذي ظهرت فيه تلك الفتنة ما وسعهم لدحض تلك الدعوى الباطلة فقاموا بتصنيف عدة كتب للرد على من قال بذلك،ومن تلك المؤلفات :
1- رد الإلحاد في النطق بالضاد للمنصوري
2-الاقتصاد في النطق بالضاد لعبد الغني النابلسي
3- رسالتان للشيخ الحاج محمود ،وهما مخطوطتان ،إحداهما :"هداية الطلاب في النطق بالضاد على سبيل الصواب "وثانيهما" رسالة ضاد " وهما بدار الكتب المصرية برقم (119)
4-رسالة للشيخ الأزميري
5- رسالة الضاد وأحكامها للحافظ إسماعيل القونوي
6- رسالة الشيخ يوسف السابقة الذكر
7- رسالة لأحد تلاميذ الشيخ يوسف زادة(1/1475)
ثم قال : ثم يقول الشيخ الضباع في رسالته ص3 : أنه في سنة (1280)وصل لإلى الشيخ سليمان أفندي البروسوي وكان من نزلاء الأزهر نسخة من كل من (البغية ) و(جهد المقل ) فاغتر بهما ولخص منهما رسالة في الضاد وأخذ في نشرها حتى قامت فتنة عظيمة في الأزهر ،فقام الشيخ أحمد مقيبل واستفتى في أمره مفتي السادة المالكية وقتئذ فأفتى بضربه وحبسه ورفع أمره إلى الشيخ خليفة الصفتي شيخ المقاريء ووكيل الأزهر فاستحضره ومن تبعه واستتابهم فتابوا ورجعوا إلى الصواب 0ص:107-108
ثم أطال الشيخ عبد الرازق في الرد على القائلين بقول المرعشي وشبهتهم ، فليراجعه من أراده 0
ومن الفوائد في هذا الكتاب قول الشيخ رداً على من أجرى حديثاً مسجلاً على شريط كاسيت مع بعض الشيوخ يزعمون فيها أن النطق بالضاد ظاء أمر مجمع عليه ،ومنهم الشيخ إبراهيم السمنودي وسليمان إمام وغيرهم ، قال الشيخ :
وهذان العالمان – السمنودي وإمام – حضرنا عليهما وكنا نقضي معهما أغلب أوقاتنا في معهد القراءات وخارجه ،فلم نسمع أحداً منهم ينطق بهذه الضاد الظائية ولا أقرؤوا بها طلابهم وكما قال الشيخ إبراهيم شحاتة في هذه الأشرطة : إنه كان عضواً في لجنة الإشراف على تسجيل المصحف المرتل في مصر بصوت الشيخ الحصري ومعه الشيخ عامر السيد عثمان واقترحا على المسؤلين أن يكون التسجيل بالنطق بالضاد الظائية فقالوا لهما :اتركوا الأمر على ما هو عليه ،وقد رجع الشيخ السمنودي عن هذا القول ،ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة،ولما سئل :هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء ؟ قال : لا ،وإنما أخذتها من كتب النحو والأصوات 0انتهى ،ثم ذكر قصة عن الشيخ السباعي فلتراجع ،لاداعي لذكرها هنا 0"
الجواب : ما قلتُه ليس من التسرّع بل العكس وسأبيّن لك ذلك فانتبه جيّداً :(1/1476)
أوّلاً : لم يقم الشيخ عبد الرازق حفظه الله تعالى بالردّ على أدلّة ابن غانم المقدسي والمرعشي رحمهما الله تعالى ، وأقصد بالردّ أي الردّ على أدلتهما دليلاً دليلاً مع أنّ أدلتهما في متناول الجميع. وأطالبك أن تنقل ردّه على أدلتهما دليلاً دليلاً إن وُجد.
ثانياً : هناك فرق كبير بين نقل أسماء الكتب التي ردّت على المقدسي والمرعشي وبين الردّ على أدلتهما.
ثالثاً : لماذا لم تطبع هذه الكتب التي تردّ عليهما ؟ نريد أن نطلع عليها. آطّلعت عليها ؟ آطّلع عليها الشيخ عبد الرازق ؟ آطلع عليها الذين حكموا على أنّ هذه الكتب أفحمت المرعشي والمقدسي ؟ إن كانت هذه الكتب مفحمة حقيقة فلماذا لم تنشر لنطلع عليها ؟ هؤلاء العلماء الذين ينقلون هذه الأقوال لماذا لا يقومون هم بالردّ على أدلتهما ؟ فنقلهم لأسماء هذه الكتب دلالة على عجزهم للردّ على أدلتهما إذ لو استطاعوا لم يكن ثمّة سبباً لنقل أسماء تلك الكتب.
رابعاً : عندما استتيب الشيخ سليمان أفندي البروسيوي فتاب ورجع. أقول دعونا من هذا الكلام نريد أن نعرف ما هي الأدلّة التي جعلته يتوب ، نحن نريد نسخة من هذا المحضر ، نحن نريد الملموس كفانا من الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع مع كلّ احتراماتي لفضيلة الشيخ. لعلّه تاب خوفاً أو درءاً للفتنة وهذا احتمالٌ معتبرٌ ، إذ لو نُقل لنا المحضر والأدلّة التي جعلته يتوب وكانت هذه الأدلّة مفحمة لا رادّ لها لتبنا جميعاً ولكن هيهات.
وعلى هذا أؤكد على أنّه لم أر لحدّ الآن من ردّ على أدلتهما رداً مفحماً ومن رءى غير ذلك فإننا نطالبه بنقل الردّ دليلاً دليلاً.
-----------------------------------------------------------(1/1477)
قولكم "فالجواب :ما للأصوليين ولأهل التفسير ولهذه المسألة؟ ليست هي من مسائلهم ،ثم الاقتصار على ذكر عدة شيوخ معينين في كل وقت وفي كل مسألة وكأن ليس عندك أقوال لعلماء غيرهم ،أو كأن أقوالهم واجب التسليم بها ،أفهم منه كأنك تريد وجوب إقناعي وغيري بما ذهبت وفهمته عنهم ، وإلا لماذا لا تذكر كلام ابن قدامة وهو إمام معتبر في المذهب الحنبلي ، ولماذا لا تذكر كلام النووي وهو إمام معتبر في المذهب الشافعي 000الخ
فهذه مسألة تؤخذ عن القراء أولاً ثم عن الفقهاء ،إذ كل علم إنما يؤخذ عن أهله ،ويجب علينا المحافظة على كبار العلماء كشيخ الإسلام وغيره فلا ندخله في كل جزئية وفي كل مسألة صغيرة من مسائل العلم فننصر به الخطأ الواضح للعيان ونجعل قوله هو الفصل في المسألة 0"
الجواب : إن كانت مسألة الضاد داخلة في أحكام التكليف من جواز أو تحريم أو غير ذلك فلا شكّ أنّ للفقهاء والأصوليين نصيب في هذه المسألة لتعلّقها ببطلان الصلاة ، والمشكلة ليست في الجواز والتحريم لأنّ العلماء الذين أجازوا الخلط بين الحرفين ضرورة لا شكّ أنهم يعلمون أن الحرفين متشابهان في السمع ويعلمون أنّ التمييز بينهما صعب خاصّة عند دخول الأعاجم في الإسلام ولأجل هذا التقارب والتشابه رخصوا في جواز استعمال أحدهما مكان الآخر ضرورة ولو كانت الضاد المنطوق بها اليوم صحيحة فما الذي حملهم على هذا الترخيص ؟ فهذا هو الشاهد ، وهذا هو بيت القصيد ، زيادة على ذلك أنّ ترخيصهم منوط بتشابه الحرفين في السمع وإجماع القدامى على رخاوة الضاد كما ذكر علماء التجويد والقراءات ، فماذا بعد الحقّ إلا الضلال. إذن فإن مناط الحكم في الترخيص موافق لما ذكره أهل الأداء قاطبة فليس ثمّ تعارض خاصّة إذا كانت الفتوى مبتية على الضرورة والرخصة.
---------------------------------------------------------(1/1478)
قولكم : "7- وأما نسبة القول لابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى ،فالأول لم يزد على أنه ذكر نص كلام ابن كثير وصوبه ، وما لابن كثير رحمه الله تعالى وللفتوى ،والثاني إنما ذكر القولين في المسألة واختار أحدهما ،وأيا كان الأمر فلا يعدو صنيع العلماء المذكورين سوى (فتوى ) على رأيك وليس قضاء ،وشتان ما بينهما "
الجواب : لماذا كان الترخيص بين الضاد والظاء فقط ولم يُرخّص في غيرهما ؟ أرجوا الجواب.
---------------------------------------------------------
قولكم : "8- قلت :" هل قلت إن القرآن يؤخذ من الصحف 000الخ " وأقول : إنما ألزمتك بكلامك ،فهذا الذي تلقيته عن شيوخك وتريد عرضه على الكتب ما هو ؟ ؟"
الجواب : نعم أقولها وأكررها وإنّي أعرف ما أقول جيّداً يا فضيلة الشيخ ، فلذلك قال مكي والداني كما سبق " قالعلم فطنة ودراية أكثر منه سماعاً ورواية " وكلام المرعشي صريح في ذلك أيضاً.
--------------------------------------------------------------
قولكم "9- أما مسألة ( المحاكمة ) التي أنكرتها أنت ، فقصدي منها أنك تبطل وتخطىء أهل القرآن في نطقهم بالضاد التي تلقوها شيخاً عن شيخ تبعا لشيخك وهو حفظه الله تعالى تبعاً لشيوخه –وهم كلهم غير عرب - ،ولو وقفت هنا لكان الأمر سهلاً ،ولكنك أنكرت تواتره وادعيت أن هذا التواتر أيضاً خطأ ،وطلبت الرجوع إلى الكتب التي اعتمدها شيخك واتبعته وجعلتها هي الفصل ولا عبرة بما خالفها ، وقبل الجواب أستشهد بقول القائل :
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم وأقول هنا :(1/1479)
أنا أعذر شيخك وشيوخه في ما ذهبوا إليه من أن من لم يستطع نطق الضاد فلينطقه ظاء ‘لكن ليس على العموم لكل الناس ‘فهذا الكلام إنما هو لغير العرب ،يعني للبيئة التي نشأ فيها هؤلاء الشيوخ وأمثالها من البيئات غير العربية ، أما تعميمه والحكم به على كل المسلمين وادعاء أن القراء العرب الذين لم يتأثر لسانهم بعجمية ينطقون الضاد نطقاً غير صحيح فهذا شطط أيما شطط ،0
وهنا أستفسر : لنفرض أن رجلاً بلغ من العمر أربعين عاماً في تعلم قراءة القرآن الكريم وتعليمه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عربي ولسانه عربي لم يتعلم لغة أخرى بعد أن قرأه على الشيوخ مسنداً وأجازوه بالإقراء ،وفي المقابل رجل مثله لكنه غير عربي ولسانه الأصلي غير عربي ، ثم جاء هذا الأخير وقال للأول إن نطقك لهذا الحرف – والذي هو أصلاً ليس في لغته – خطأ غير صحيح ، فما هو رأيك إن كنت متجرداً للحق ؟
يا أخي : القضية هي أنك جئت تبعاً لشيوخك وألزمت سيبويه وغيره من علماء اللغة بما لا يلزمهم ،وأدخلتم كلامهم في غير مقصده ،ثم طعنتم في رواية الملايين من قراء المسلمين على مر العصور وادعيتم عليهم بأنهم لا ينطقون الضاد نطقاً صحيحاً فيجب عليهم في المقابل اتباعكم في نطقكم الذي هو والله عندي تحريف لكلام الله تعالى ،وكأنكم حضرتم مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذتم عنه هذا النطق ، وحاشا لرسول الله عليه الصلاة والسلام من ذلك 0ولم تكتف بذلك بل جعلت المرجع هو إلى الكتب أو إلى الشيوخ (غير العرب )؟؟؟(1/1480)
الجواب : التحاكم يكون إلى نصوص أئمّنتا الذين نقلوا لنا هذا العلم والنصّ لا يتغيّر مهما طال الزمن فالعلم فطنة ودراية أكثر منه سماعاً ورواية ، وتدري جيّداً من قال هذا الكلام ، فالحقّ ما وافق النصّ لأنّ النصّ يعبّر عن الكيفية التي تلقاها القدامى بأسانيدهم والذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرية ، فالعبرة بالنصّ بعض النظر عن القائل في كونه عربيّ أم أعجميّ. أمّا قول القائل :
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يك من الزيغ والتصحيف في حرم ومن يكن آخذا للعلم عن صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم. قالجواب : كيف تلقّى القدامى الضاد ؟ فإن تلقوها رخوة تشبه الظاء كما وصفوها فيكون قول الشاعر تأكيداً لذلك. وأمّا إن تلقوها كما نسمعها الآن فلماذا نصّوا على خلاف ما تلقوه ؟
--------------------------------------------------------------
قولك : "10- موضوع التحريرات :
قلت يا أخي هنا كلاماً كثيراً جزم أنك (تسرعت ) فيه ولم تراجعه ‘ولكن سأركز على ما أري أن الخلاف معك فيه جوهري وليس لفظياً :
1- قلت :" كيف تخالف جميع القراء " أولا أثبت لي صحة هذا الإدعاء وهو أن (جميع القراء ) قالوا بالتحريرات 0
يا أخي هذا الكلام يقال لمن ليس له اطلاع على كتب القراءات ولم يسبر غورها ويسبح في بحرها بل في أعماق محيطها ، هذا هو الذي يمكن أن يلبس عليه بمثل هذا الكلام – سهواً أو خطأً- فكل من له أدنى معرفة بلغة العرب يفهم من كلمة (جميع ) كل من يصلح عليه إطلاق ذلك الوصف في كل زمان وكل مكان ،فهل هذا كذلك ؟؟
وأيضاً أثبت لنا أن علماء القراءات قبل أن يضع ابن الجزري كتابه (النشر )
وقلت :"العمل بالتحريرات هو الذي كان عليه العمل منذ القديم " وهنا أسأل : ما تحديد هذا القدم ؟فإنه يصدق على 1427 سنة كما يصدق على50 سنة وما بينهما وما تحتهما 0(1/1481)
وقلت :"لا يعرف عند القراء توسط البدل مع الفتح في ذوات الياء في رواية ورش من طريق الأزرق"وهذا لم أر أحداً سبقك إليه ،وكان الصواب أن تقول : لايقرأ لورش بذلك " وهذه هي عبارة المحررين عدم تجويزهم القراءة لا عدم معرفتهم ،وإلا من أين جاء بها الشاطبي وغيره 0
وقلت:"ولا بالهمز والإدغام الكبير للسوسي عن أبي عمرو " وهذا كسابقه ،فالوجه معروف والممنوع عند أهل التحريرات هو القراءة به لا المعرفة0
وقلت :"لم يرخص أحد من أهل الأداء الخلط بين الروايات والطرق 00الخ" هذا التعميم خطأ ،بل ابن الجزري نفسه قال به ضمناً عندما قال "نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله 00النشر:1/19
وقلت:"نافع وعاصم لم يقرآ بذلك " السبب ليس ما ذكرته ،بل لأنهما ما قرآ على شيوخهما به ،وليس لأن ذلك لم يتواتر عندهما ، لأن التواتر لم يكن في ذلك الوقت معلوما ً بل هو مصطلح مستحدث بعدهما ،ولأن القراءة عندهما وغيرهما سنة متبعة 0
2- وقلت :" اتباعاً لمنهج السلف " :
أقول : هذا المصطلح (منهج السلف ) ليس من مصطلحات القراءات ولا كتبها ؛فإقحامها هنا لا وجه له البتة لما قد يوحي للقارىء أن الخلاف إنما هو بين السلف ومن هو ليس على منهج السلف ،فهذا مصطلح (كلامي ) (عقدي ) له دلالات خطيرة من أهمها (تصنيف ) الناس و(تحجير )الآراء ،وفوق ذلك كله (تزكية )النفس ،فليس في كتب القراءات قديمها وحديثها (منهج السلف ) ولا ( منهج أهل السنة والجماعة ) ولا (منهج المخالفين ) ولا غير ذلك ،وإن وجدت فإنما هي دخيل ممن لا علاقة له بالقراءات وكتبها ،فيا حبذا المحافظة على المصطلحات العلمية الخاصة بكل علم
ثم : من المراد بالسلف ؟(1/1482)
الذي أعرفه ومتيقن منه أن السلف هو : النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ،ومن بعد ذلك فكل بحسب قربه وبعده عنهم ،وعلى ذلك :إيت بنص واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة أنه قال بالتحريرات ،بمعنى أنه منع وجهاً لوجه أو بنى وجهاً لوجه، ثم نتنزل إلى القراء العشرة ونأخذ ورشاً كمثال ونقول : إيت بنص عن ورش أنه منع من تقليل ذات الياء على وجه قصر البدل ، ثم نتنزل قليلاً أيضاً إلى علماء القراءات قبل ابن الجزري ونقول :إيت بنص عن ابن مجاهد أو الداني أو مكي أو غيرهم منع وجهاً لوجه 0
يا أخي الكلام في التحريرات يحتاج إلى نفس طويل وبحث قائم على الاستقراء لا على التقليد والتسليم المطلق (لاجتهاد ) الشيوخ ، ورحم الله من قال : "العلماء مصدقون فيما ينقلون ،مبحوث معهم فيما قالوه باجتهادهم
3- قلت :الخلاف في التحريرات يدور بين مذهبين 00الخ " ألا ترى أنكم حجرتم واسعاً عندما جعلتم الاعتماد إنما هو على رجل واحد وكتاب واحد ، وهذا بسطه يحتاج إلى (تحرير )
4- أما طلبك بنقل كلام الشيخ القاضي فيكفى الآن أن أحيلك على كتابه في التحريرات لعدم وجوده الآن عندي ،وهو قد ألفه بعد البدور الزاهرة دون شك 0
هذا يا أخي ما أحببت قوله بعد أن فكرت أولاً بعدم الرد محافظة على الوقت ،لأن ما أذهب إليه في المسألتين : الضاد والتحريرات وضحته جلياً ،ولم تأت حفظك الله بدليل علمي ينقض ذلك ،كما أني قد أكون لم آت بدليل علمي على رأيك ينقض ما تقول ولكن :
عباراتنا شتى وحسنك واحد وكل إلى ذاك الجمال يشير
والله من وراء القصد"
الجواب : ليس لي نفس طويل في هذه المسائل ولكنّي سأنقل لك أقوال من له نفس طويل في ذلك وهو الشيخ الذي استدلت به في مسألة الضاد.(1/1483)
قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تحت عنوان " تعريف الاختيار " : الاختيار في القراءات هو اختيار بعض المرويّ دون بعض عند الإقراء والتلقي لأنّ كلّ قارئ من الأئمة وغيرهم ، يأخذ الأحرف القرءانية من عدد من الشيوخ ويحاول قدر جهده أن يتلقى على أكبر عدد منهم ، فصاروا يجوبون الأقطار بحثاً عن النقلة الضابطين لكتلب الله يأخذون عنهم ، ويتلقّون منهم ولكن القارئ إذا أراد أن يقرئ غيره من الطلاب فإنّه لا يُقرئه بكلّ ما سمع ، بل هو يختار من مسموعاته فيُقرئ به ويترك بعضاً آخر فلا يُقرئ به.
والسبب في ذلك : أنّه يراعي أولاً الترجيح بين الروايات ، ويختار أشهرها وأكثرها رواة ، ويتجنّب ما شذّ به واحد ، كلّ ذلك حسب علمه في ذلك ، وما بلغه وما بلع أهل مصره ، فهذا نافع المدني يقول : قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق عليه اثنان أخذته ، وما شذّ فيه واحد تركته ..."
والسبب الثاني : التخفيف على التلاميذ واختيار ما يناسب بعضهم دون بعض أو حسبما يُقرأ به أهل بلد التلميذ ، فهذا ورش عن نافع لم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه ، وذلك لأنّ ورشاً قرأ عليه بما تعلّم في بلده أي بلد ورش فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمّته فتركه على ذلك.
ومن هنا يظهر لنا أنّه لا دخل للرأي وللقياس في القراءات ، فإذا وجدنا أحداً يقول : هذا اختيار فلان فلا نفسّر هذا بأنّه استحسان منه أو تدخّل من القراء بقياس قراءة على قراءة أخرى حاشاهم الله من ذلك فقد أجمعوا على منعه وحرمته كما سبق." ( تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة ص26).(1/1484)
ثمّ قال حفظه الله تعالى : " بعد استعراض السريع في تعدد القراءات تبين لنا أنّ القراء لم يختاروا قراءة باستحسان منهم أو راق في نظرهم كما قال الشيخ الجليل يغفر الله لنا وله ، فلعلّ ما قاله الشيخ يرحمه الله في حقّ القراء والمحررين منهم سهو منه ، ولكلّ عالم هفوة. ثمّ ذكر – يرحمه الله – أنّه قد وقع بين علماء التحرير اتفاق في مواضع واختلاف في أخرى ونقدٌ لأعمال بعضهم البعض فما يثبته هذا ينفيه ذاك وما يجيزه البعض يمنعه البعض الآخر. أقول – أي الشيخ عبد الرازق – هذا شأن المجتهدين في أيّ بحث علميّ ولا ينبغي أن نسميه اختلافاً إنّما هي استدراكات بعضهم على بعض للوصول إلى الصواب ، ولا عيب في هذا فقد استدرك الحاكم على البخاري ومسلم واستدرك الذهبي على الحاكم وهكذا ، فجزى الله الجميع خيراً ولا ننكر عليهم جهدهم. " انتهى كلامه ( نفس المصدر ص36).
ثمّ قال حفظه الله تعالى : " المسألة الثانية : تتعلّق بقوله تعالى { فأجمعوا أمركم وشركاءكم } ، قال ابن الجزري في نظم الدرة : ووصل فأجمعوا افتح طوى. ومعناه : أنّ ابن الجزري أمر بقراءة { فاجمعوا} بهمزة الوصل مع فتح الميم لمرموز طوى وهو رويس وكلّ العلماء الذين شرحوا الدرة خصوصاً القدامى منهم فسروا النظم على ظاهره على ما أراده مؤلّفه دون تحقيقٍ لطرق الرواية الصحيحة حتى جاء العلامة المتولي في الوجوه المفسرة وكذلك العلامة الشيخ الضباع في شرحه على الدرة فقد ذكرا أنّ هذه القراءة ليست من طريق الدرة والتحبير ووافقهما جميع القراء في وقتهما إلى اليوم ، وعملوا بالصواب ولم يقرءوا بها من طريق الدرة وأهملوا نصّ ابن الجزري في الدرة لأنّه مخالف لما جاء في التحبير.
ويستفاد من هذه المسألة الأمور التالية :
1 – أهمية التحرير والتحقيق لإثبات القراءة التي ذكرت في النشر وغيره من طريقها الصحيح.(1/1485)
2 – عدم التمسّك بقراءة الشيخ المقرئ إذا ثبت عدم صحتها وهذا ما فعله القراء في عصر الضباع والمتولي في هذه المسألة وغيرها إلى اليوم.
3 – لا يجوز التمسّك بظاهر نظم الدرة أو غيرها أذا ثبت بالتحقيق العلمي أنّ فيه نظر كما ثبت في هذه المسألة وغيرها كما سبق في نظم الشاطبي.
4 – قولهم : القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأوّل ليس على إطلاقه بل ذلك مشروط بأن تكون القراءة صحيحة لا تخالف الكتب الثلاثة الشاطبية والدرة والطيبة بعد تحقيقها فإذا ثبت عدم صحتها وجب العدول إلى الصواب دون التمسّك بقراءة الشيخ ، وهذا ما فعله القراء إلى اليوم في هذه المسألة ولا خلاف فيها بينهم.
فقد كان شيوخ الإقراء والمؤلفون يشرحون النظم على ظاهره وبالتالي يطبقونه في القراءة والإقراء ،وبعد التحقيق عملوا بالصواب في إقرائهم وتأليفهم كالشيخ الضباع والشيخ القاضي في الإيضاح وغيرهما ، وتركوا ما كانوا عليه. " انتهى كلامه حفظه الله تعالى (نفس المصدر ص 46 ، 47)
أقول : من خلال ما ذكره المحقق الشيخ عبد الرازق تبيّن :
أوّلاً : أنّ التحريرات لا تقوم على الرأي المحض بل الخلاف يدور بين ظاهر النصّ و أصول النصّ والكلّ لا يخرج عن المنصوص.
ثانياً : أنّ المشافهة لوحدها لا تكفي بل لا بدّ من التحقيق وعرض المشافهة على النصوص وهي إمّا على ظاهر النشر والمنظومات التي تندرج تحتها كالشاطبية والدرة والطيبة ، وإمّا على أصول النشر وهي الكتب التي روى منها ابن الجزري القراءات وهي التي تسمّى بأصول النشر ككتاب التيسير وجامع البيان للداني والتذكرة لابن غلبون والوجيز للأهوازي وغير ذلك فإن ثبت في الأصول ما يخالف ظاهر النظم عملوا بالأصل. وهو المنهج الذي سار عليه المحققون لذا كان النصّ مقدّم على المشافهة وهذا ما يؤكده قول مكي والداني " العلم فطنة ودراية أكثر منه سماعاً ورواية ".(1/1486)
ثالثاً : مخالفة المشافهة والعدول عنها إذا ثبت ما يخالفها من النصوص المعتبرة لا سيما المجمع عليها.
رابعاً : يدخل الاجتهاد عند غموض نصٍ من النصوص القديمة بحيث يكون معناه قد يحتمل عدّة معاني فيؤخذ بظاهر النشر لغموض الأصل أو العكس فقد تكون عبارة النشر فيها غموض وهذا الغموض يزول عند الرجوع إلى الأصل وهكذا. فالخلاصة أنّ الرأي لا دخل له إلاّ فيما لا نصّ فيه أو عند غموض النصّ وهذا قليل جداً.
وهذا يدلّ أنّي لم أخترع ما قلته من نفسي وما يحقّ لمثلي ذلك ، فأرجوا أن تقبل هذه القاعدة من محقق عالمٍ مصريّ معروف إن لم تقبلها من نكرة وطالب علم جزائري.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
محمد يحيى شريف الجزائري
---
(1/1487)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أهناك من المفسرين من قال بأن الله شق البحر لموسى عن طريق واحد لا عن 12 طريقا؟
---
أهناك من المفسرين من قال بأن الله شق البحر لموسى عن طريق واحد لا عن 12 طريقا؟
---
أخوكم
04-01-2004, 12:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي سبب لي ذلك الإشكال "بعض" الآيات التي ظاهرها يدل أنه طريق واحد ومنها قوله سبحانه :
( فاضرب لهم طريقا في البحر )
حيث قال طريقا ولم يقل طرقا
ثم تبادر أن كلمة طريق ربما تكون اسم جنس فتشمل كل الطرق ...
فرأيت أن الأحسن أن أتأكد أولا :
أهناك ما يشبه الإجماع من المفسرين بأنها اثنا عشر طريقا أم أن هناك من خالفهم
فليتك تفيدوني بارك الله فيكم
---
خالدعبدالرحمن
04-01-2004, 11:53 PM
أخي في الله
بارك الله فيك
نعم ، حوت كتب التفسير كلا الرأيين ......!
لكن.......
الأصل لا أن نسأل عن هل قيل كذا أو كذا بل أن نسأل عن حجة من قال !
فالحق أحق أن يتبع ...والحق ما أظهرته البينة !
---
أخوكم
04-02-2004, 06:22 PM
الأخ الكريم خالدعبدالرحمن اللهم ارفع قدره
ليتك أخي تزودني بكلامهم مع الإحالة إلى المصادر
وأكون لك شاكرا
ثم بعد ذلك ربما يكون للحديث بقية إن شاء الله ...
---
(1/1488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وعد و وعيد
---
وعد و وعيد
---
جمال حسني الشرباتي
02-09-2005, 10:44 PM
قال تعالى
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))
كنت قد قرأت للزركشي قولا في هذا الجزء من الآية مفاده أن السين فيها أفادت وعدا ووعيدا---فالوعد لأجل المؤمنين المحبين
والوعيد لما تضمنته من كون القوم الذين سيأتي بهم الله أعزة على الكافرين
والسؤال هو--من هم القوم الذين سيأتي بهم الله عند ارتداد البعض؟؟
الطبري رحمه الله بعد أن ساق أقوالا كثيرة بأنهم الصديق وصحبه الذين قاتلوا المرتدين رجح القول القائل بأنهم قوم أبي موسى الأشعري لورود حديث بذلك
قال ((وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب، ما رُوي به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أهل اليمن قوم أبي موسى الأشعري. ولولا الخبر الذي رُوي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر الذي روي عنه ما كان القول عندي في ذلك إلاَّ قول من قال: هم أبو بكر وأصحابه وذلك أنه لم يقاتل قوماً كانوا أظهروا الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدّوا على أعقابهم كفاراً، غير أبي بكر ومن كان معه ممن قاتل أهل الردة معه ))
وبالفعل فقد جاء هؤلاء مسلمين نافعين للإسلام مدافعين عنه في عهد عمر رضي الله عنه--وكأن الله قد بدل بهم المرتدين الذين قاتلهم أبو بكر رضي الله عنه وأبادهم
---
أبومجاهدالعبيدي
02-09-2005, 11:22 PM(1/1489)
ويبقى حمل الآية على العموم هو الأصل ؛ ( فكلّ أمّة أو فريق أو قوم تحقّق فيهم وصف: {يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يحاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم} فهُم من القوم المنوّه بهم ) كما قال ابن عاشور
---
(1/1490)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الفرق بين التعبير بـ (أَنْزَل) و (نَزَّلَ) ؟
---
سؤال عن الفرق بين التعبير بـ (أَنْزَل) و (نَزَّلَ) ؟
---
سامي العتيبي
03-31-2006, 05:12 PM
قال تعالى {نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة } آل عمران الآية:2 وقال تعالى {..وأنزل الفرقان...} آل عمران الآية 3 مالفرق بين أنزل ونزل يالآيات السابقة السابقة .
---
أبو إسحاق
03-31-2006, 07:34 PM
السلام عليكم
قال الاصفهاني في كتابه "مفردات القرآن الكريم" :النزول في الأصل هو انحطاط من علو. يقال: نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا: حط رحله فيه، وأنزله غيره. قال تعالى: "أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" [المؤمنون/29] ونزل بكذا، وأنزله بمعنى، وإنزال الله تعالى نعمه ونقمه على الخلق، وإعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، إما بإنزال أسبابه والهداية إليه، كإنزال الحديد واللباس، ونحو ذلك، قال تعالى: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب" [الكهف/1
وإنما خص لفظ الإنزال دون التنزيل، لما روي: (أن القرآن نزل دفعة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم نزل نجم فنجما) (أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل على رسول الله نجوما بجواب كلام الناس.
وقال القرطبي :يَعْنِي الْقُرْآن وَالْقُرْآن نُزِّلَ نُجُومًا : شَيْئًا بَعْد شَيْء ; فَلِذَلِكَ قَالَ " نَزَّلَ " وَالتَّنْزِيل مَرَّة بَعْد مَرَّة . وَالتَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل نَزَلَا دُفْعَة وَاحِدَة فَلِذَلِكَ قَالَ " أَنْزَلَ " .
---
جمال حسني الشرباتي
03-31-2006, 08:59 PM
السلام عليكم
يجدر بنا أن نضع الآية مع ما قبلها وما بعدها ثم نواصل(1/1491)
قال تعالى (الم اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)
فإذا كان الكتاب هو القرآن---والتوراة هي التوراة---والإنجيل هو الإنجيل---فما الفرقان؟؟
بانتظاركم لنتحاور
---
د.أبو بكر خليل
04-01-2006, 02:33 PM
أخي الكريم الأستاذ ( جمال الشرباتي )
سلام الله عليكم
سؤالكم وجيه و طيب ،
و إن جاز لي أن أسبق إلى بيان ما تفضلتم بطرحه ، و ربما تكملون جوابه ،
فوجهه : أن الفرقان هنا غير الكتاب المذكور في أول الآية ، و إلا كان تكرارا بلا داع ،
فالكتاب المذكور هو القرآن ،
و الفرقان هنا :هو الفصل بين بين الحق و الباطل في أمر ما ،
و اختلف في محل هذا الفصل بين الحق و الباطل ،
قال الإمام الطبري في تفسيره :
( يعني جل ثناؤه بذلك: وأنزل الفصل بين الحقّ والباطل، فيما اختلفت فيه الأحزاب وأهل الملل في أمر عيسى وغيره. وقد بينا فيما مضى أن الفُرقان إنما هو الفُعلان من قولهم: فرق الله بين الحقّ والباطل يفصل بينهما بنصره بالحق على الباطل؛ إما بالحجة البالغة، وإما بالقهر والغلبة بالأيدي والقوّة.
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل، غير أن بعضهم وجه تأويله إلى أنه فصل بين الحق والباطل في أمر عيسى، وبعضهم إلى أنه فصل بين الحق والباطل في أحكام الشرائع. ذكر من قال: معناه: الفصل بين الحقّ والباطل في أمر عيسى والأحزاب:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: { وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ } أي الفصل بين الحقّ والباطل، فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره.
ذكر من قال: معنى ذلك الفصل بين الحقّ والباطل في الأحكام وشرائع الإسلام:(1/1492)
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وَأَنزَلَ الفُرْقَانَ } هو القرآن أنزله على محمد وفرق به بين الحقّ والباطل، فأحلّ فيه حلاله، وحرّم فيه حرامه، وشرع فيه شرائعه، وحدّ فيه حدوده، وفرض فيه فرائضه، وبين فيه بيانه، وأمر بطاعته، ونهى عن معصيته.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: { وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ } قال: الفرقان: القرآن فرق بين الحقّ والباطل.
والتأويل الذي ذكرناه عن محمد بن جعفر بن الزبير في ذلك، أولى بالصحة من التأويل الذي ذكرناه عن قتادة والربيع، وأن يكون معنى الفرقان في هذا الموضع: فصل الله بين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذي حاجوه في أمر عيسى وفي غير ذلك من أموره بالحجة البالغة القاطعة عُذْرَهم وعُذْرَ نظرائهم من أهل الكفر بالله.
وإنما قلنا هذا القول أولى بالصواب، لأن إخبار الله عن تنزيله القرآن قبل إخباره عن تنزيله التوراة والإنجيل في هذه الآية قد مضى بقوله: { نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بالحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } ولا شك أن ذلك الكتاب هو القرآن لا غيره، فلا وجه لتكريره مرّة أخرى، إذ لا فائدة في تكريره، ليست في ذكره إياه وخبره عنه ابتداء ) .
---
جمال حسني الشرباتي
04-01-2006, 04:47 PM
الأخ الدكتور أبو بكر الفاضل المحترم
أعجبني كلامك الطيّب والذي فحواه بما نقلت لنا من قول الطبري أنّ الفرقان غير القرآن(1/1493)
ولكنّي رأيت للرازي رحمه الله قولا فيها نصه ( والمختار عندي في تفسير هذه الآية وجه رابع، وهو أن المراد من هذا الفرقان المعجزات التي قرنها الله تعالى بإنزال هذه الكتب، وذلك لأنهم لما أتوا بهذه الكتب وادعوا أنها كتب نازلة عليهم من عند الله تعالى افتقروا في إثبات هذه الدعوى إلى دليل حتى يحصل الفرق بين دعواهم وبين دعوى الكذابين، فلما أظهر الله تعالى على وفق دعواهم تلك المعجزات حصلت المفارقة بين دعوى الصادق وبين دعوى الكاذب، فالمعجزة هي الفرقان، فلما ذكر الله تعالى أنه أنزل الكتاب بالحق، وأنه أنزل التوراة والإنجيل من قبل ذلك، بين أنه تعالى أنزل معها ما هو الفرقان الحق، وهو المعجز القاهر الذي يدل على صحتها، ويفيد الفرق بينها وبين سائر الكتب المختلفة، فهذا هو ما عندي في تفسير هذه الآية، )
فهل هو بالفعل قول رابع؟؟
أم أنّه من جنس قول الطبري الذي نصه
(وأن يكون معنى الفرقان في هذا الموضع: فصل الله بين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والذي حاجوه في أمر عيسى وفي غير ذلك من أموره بالحجة البالغة القاطعة عُذْرَهم وعُذْرَ نظرائهم من أهل الكفر بالله.)
بالإنتظار
---
البحر الرائق
04-03-2006, 02:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
الأخوة الكرام : سلام الله عليكم و رحمته وبركاته ، وجزاكم الله خيرا و أجزل لكم العطاء .
لقد كان السؤال الأصلى فى المشاركة هو الفرق بين التعبير القرآنى أنزل و نزل ، ولأن الكلام ذو شجون فقد تطرق بحثكم لمعنى كلمة الفرقان فى اية سورة آل عمران .
و عود على بدء ارجع للسؤال الأول و هو الفرق بين أنزل و نزل و الفرق بين أنزل و نزل يستتبعه التوسع بالحديث عن نزول القرآن و هو مبحث مهم فى علوم القرآن ، أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنى فى عرض هذا الموضوع .(1/1494)
ذكر العلماء فى الفرق بين أنزل و نزل أن أنزل تذكر مع تنزيل القرآن جملة إلى السماء الدنيا و استدلوا على ذلك بقول الله تبارك وتعالى (إنا أنزلناه فى ليلة القدر ) (إنا أنزلناه فى ليلة مباركة ) (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى و الفرقان )، ونزل تستخدم فى التنعبير على النزول المنجم المفرق خلال ثلاث و عشرين عاما ،واستدلوا على ذلك بقول الله تبارك وتعالى (و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا ).
و هنا يتبين لنا أن للعلماء فى هذه المسألة أقوال:
القول الأول : و هو أن للقرآن نزولان ؛ نزول جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة فى السماء الدنيا و هذا النزول إنزال كلى للقرآن الكريم ، و الثانى نزول منجم مفرق حسب الأحداث على النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى ثلاث و عشرين سنة ، ومن أصحاب هذا الفريق الصحابى الجليل عبدالله بن عباس رضى الله عنهما ، ولقد وردت أخبار صحيحة كثيرة عن ابن عباس فى هذا الشأن منها :
1-(أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك فى عشرين سنة ، ثم قرأ : (و لا يأتونك بمثل إلاجئناك بالحق و أحسن تفسيرا ) (و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) رواه الحاكم والبيهقى والنسائى .
2-( فصل القرآن من الذكر فوضع فى بيت العزة من السماء الدنيا ، فجعل جبريل ينزل به على النبى صلى الله عليه وسلم ) رواه الحاكم .
3-(أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ، وكان بمواقع النجوم ، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه فى إثر بعض )رواه الحاكم و البيهقى .
4- (أنزل القرآن فى ليلة القدر فى شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة ، ثم أنزل نجوما ) رواه الطبرانى .(1/1495)
القول الثانى : وهو الذى روى عن الشعبى أن المراد من نزول القرآن فى الآيات الثلاث هو ابتداء نزوله فى ليلة القدر فى شهر رمضان و هى الليلة المباركة ، ثم تتابع نزوله متدرجا مع الوقائع و الاحداث فى قرابة ثلاث و عشرين سنة فليس للقرآن سوى نزول واحد و هو نزوله منجما على رسول الله لأن هذا هو الذى جاء به القرآن ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا )بل إنه ما اعترض الكفار إلا على نزول القرآن منجما فقالوا ( وقال الذين كفروا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا و لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا ) و يؤيد هذا ما عليه المحققون فى حديث بدء الوحى عن عائشة قالت :(أول ما بدىء به النبى من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتى حراء فيتحنث فيه الليالى ذوات العدد و يتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة رضى الله عنها فتزوده لمثلها ، حتى فاجأه الحق و هو فى غار حراء ، فجاءه الملك فيه فقال : اقرأ، قال رسول الله :فقلت ما أنا بقارىء ، فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال : اقرأ، فقلت : ما أنا بقارىء ، فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال : اقرأ، فقلت ما أنا بقارىء ، فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى فقال : ( اقرأباسم ربك الذى خلق ..)
القول الثالث : يرى أن القرآن أنزل إلى السماء الدنيا فى ثلاث و عشرين ليلة قدر فى كل ليلة منها ما يقدر الله إنزاله فى كل السنة و هذا القدر الذى يخص السنة ينزل بعدها على النبى على مدار السنة ، وهذا الرأى مجرد اجتهاد من العلماء و لا دليل عليه .(1/1496)
القول الرابع : ومن العلماء من يرى أن القرآن نزل أولا جملة إلى اللوح المحفوظ مستدلا بقوله تعالى (بل هو قرآن مجيد * فى لوح محفوظ ) ثم أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى السماء الدنيا ، ثم نزل مفرقا على النبى صلى الله عليه وسلم ، فهى بذلك تنزلات ثلاثة .
و الذى يترجح لنا بعد هذا العرض لأقوال أهل العلم ، أن القرآن الكريم مثبت فى اللوح المحفوظ - شأنه فى ذلك شأن سائر المغيبات المثبتة فيه - ونزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة فى السماء الدنيا فى ليلة القدر فى شهر رمضان - كما روى عن ابن عباس - ثم نزل منجما تبعا للحوادث و متطلبات التشريع - كما روى عن ابن عباس و الشعبى - ، و بهذا يتنافى التناقض و التعارض بين الأقوال كلها -إذا استثنينا القول الاجتهادى الثالث - و الحمد لله .
و معلوم أن الكتب السماوية قبل القرآن كانت تنزل جملة واحدة و يدل على هذا قول الله تبارك وتعالى ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا)و هذه الآية تدل على أن الكتب السماوية نزلت جملة واحدة ، وهو ما عليه جمهور العلماء ، ولو كان نزولها منجما لما كان هناك ما يدعو الكفار إلى التعجب من نزول القرآن منجما . و أسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننى لأكتب عن الحكمة من نزول القرآن الكريم منجما فى القريب .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
---
البحر الرائق
04-03-2006, 03:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ،(1/1497)
أما السؤال الثانى فى المشاركة فكان عن معنى كلمة الفرقان فى آية أل عمران (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه و أنزل التوراة و الإنجيل * من قبل هدى للناس و أنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد و الله عزيز ذو انتقام )صدق الله العظيم و أسوق إلى حضراتكم تفسير الامام ابن كثير لهذه الآية قال :
( و قوله تعالى ( نزل عليك الكتاب بالحق) يعنى نزل عليك القرآن يا محمد ( بالحق ) أى لا شك فيه و لا ريب ، بل هو منزل من عند الله ، أنزله بعلمه و الملائكة يشهدون ، وكفى بالله شهيدا ، وقوله ( مصدقا لما بين يديه ) أى من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله و الانبياء فهى تصدقه بما أخبرت به و بشرت فى قديم الزمان ، وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به و بشرت من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم و إنزال القرآن العظيم عليه . وقوله (و أنزل التوراة ) أى على موسى بن عمران ، ( و الإنجيل ) أى على عيسى بن مريم عليهما السلام ، ( من قبل ) أى من قبل هذا القرآن ، ( هدى للناس ) أى فى زمانهما ، ( و أنزل الفرقان ) و هو الفارق بين الهدى و الضلال و الحق والباطل و الغى و الرشاد بما يذكره الله تعالى من الحجج و البينات و الدلائل الواضحات و البراهين القاطعات و يبينه و يوضحه و يفسره و يقرره و يرشد إليه و ينبه عليه من ذلك ، وقال قتاده و الربيع بن أنس : الفرقان ههنا القرآن ، و اختار ابن جرير أنه مصدر ههنا لتقدم ذكر القرآن فى قوله ( نزل عليك الكتاب بالحق ) وهو القرآن . و أما ما رواه بن أبى حاتم عن أبى صالح أن المراد بالفرقان ههنا التوراة فضعيف جدا لتقدم ذكر التوراه و الله أعلم ) انتهى .
و من خلال عرض رأى الامام ابن كثير نرى أنه عرض ثلاث أراء :
1- أن الفرقان بمعنى الفارق بين الحق و الباطل و الهدى و الضلال و الرشد و الغى .(1/1498)
2-أن الفرقان بمعنى القرآن و نقله عن قتاده و الربيع بن أنس ، وسكت عليه و لم يعقب.
3- أن الفرقان بمعنى التوراة و نقله عن ابى صالح و قد ضعفه .
و ربما يكون المراد من المراد بالفرقان اى الفارق الذى يفرق بين هذه الكتب أو بين أتباع كل كتاب عن الكتب الأخرى ، أو بين أتباع الكتب ومخالفيها من أصحاب الديانة الواحدة .و الله تعالى أعلى و أعلم .
اللهم علمنا من القرآن ما جهلنا و ذكرنا منه ما نسينا و ارزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الذى يرضيك عنا .
---
البحر الرائق
04-03-2006, 05:27 PM
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لانبى بعده ،
أما عن الحكمة فى نزول القرآن منجما فقد ذكر العلماء منها حكما كثيرة لغل أهمها :
1- تثبيت فؤاد النبى صلى الله عليه و سلم :و هذا ما تدل عليه الآية الكريمة (و قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا)، وكان القرآن ينزل على قلب النبى صلى الله عليه و سلم فيجد و يجتهد فى إبلاغه للناس و كان يحزن و يشقى النبى بعناد القوم له و تكذيبهم إياه حتى قال الله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )فكان الوحى ينزل على النبى صلى الله عليه و سلم فترة بعد فترة بما يثبت قلبه على الحق و يشحذ عزمه للمضى قدما فى طريق دعوته .(1/1499)
و حينما يشتذ إيذاء قومه له و تكذيبهم إياه يتنزل عليه القرآن الكريم بقصص الرسل الذين سبقوه و يحكى له معاناة الرسل قبله و تكذيب قومهم لهم و أنه ليس بدعا فى هذا الأمر ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا )(فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات و الزبر و الكتاب المنير ) و يأمره القرآن بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل )بل صرح الله سبحانه و تعالى من حكمة قص قصص الأنبياء على النبى فقال جل شأنه (و كلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ).
و هكذا كانت آيات القرآن الكريم تتنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم تباعا تسلية له بعد تسلية ، و عزاء له بعد عزاء ، حتى لا يأخذ منه الحزن مأخذه و لا يستبد به الأسى ، و لا يجد اليأس إلى نفسه سبيلا ، فله فى قصص الأنبياء أسوة ، و فى مصير المكذبين سلوى ، و فى العدة بالنصر بشرى ، وكلما عرض له شىء من الحزن بمقتضى الطبع البشرى تكررت التسلية ، فثبت قلبه على دعوته ، و اطمأن إلى النصر .
2- تيسير حفظه وفهمه : فلقد نزل القرآن فى أمة أمية لا تعرف القراءة و الكتابة - فى الغالب - بل سجلها فى تلك الذاكرة الحافظة التى أنعم الله عليهم بها ، فما كانت الأمة لتستطيع حفظ كتاب الله لو نزل جملة واحدة و ما كانت لتتدبر معانيه على الوجه الأكمل ، و لكن كانت الآيات تنزل على النبى فيحفظها الصحابة و يفهمونها و يتدبرون معانيها ، بل أصبح هذا هو أسلوب الصحابة فى تعليم التابعين ، فعن أبى نضرة قال : كان أبو سعيد الخدرى يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشى ، و يخبر أن جبريل كان ينزل بالقرآن خمس آبات خمس آيات ،و عن عمر قال : ( تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات ، فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبى صلى الله عليه و سلم خمسا خمسا )رواه البيهقى فى شعب الإيمان .(1/1500)
3- مسايرة الحوادث و التدرج فى التشريع : فما كان الناس ليسلس قيادتهم للدين الجديد لولا أن القرآن عالجهم بحكمة ، فلم ينزل تحريم الزنا فقط بل نزل تحريم الخطوات الداعية له ، و لم ينزل تحريم الخمر مرة واحدة بل نزل على دفعات و هو الأمر الذى حبب القرآن إلى النفوس ، و فهمه لطبيعة البشر و كيفية اقتيادهم و جعلهم يقبلون على أحكام الدين بحب و لو عالجهم بقسوة لنفر الناس من هذا الدين الجديد لا سيما مع تأصل بعض الصفات الجاهلية فيهم كشرب الخمر مثلا و لكن انظر الى التدريج فى التشريع و أثره فى تحقيق الأغراض المنشودة .
4- التحدى و الإعجاز : وقد قال الله تبارك و تعالى ( و لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا)أى و لا يأتونك بسؤال عجيب من أسئلتهم الباطلة إلا أتيناك نحن بالجواب الحق و بما هو أحسن معنى من اسئلتهم ، وتحدى الله تعالى العرب بالإتيان بمثله مع نزوله منجما أبلغ فى تحديهم فى الإتيان بمثله لو نزل جملة واحدة .
5- الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد:لعلك تتساءل كيف يكون نزول القرآن منجما دليلا على أن القرآن تنزيل من حكيم حميد ؟ و سيكون ردى : انظر - يرحمك الله - إلى هذا القرآن الذى نزل على مدى ثلاث و عشرين سنة تنزل الآية تلو الآية بل تنزل على فترات متباعدة و مع ذلك تجده محكم النسج ، دقيق السبك ، مترابط المعانى ، رصين الأسلوب ، متناسق الآيات و السور كأنه عقد فريد نظمت حباته بما لم يعهد له مثيل فى كلام البشر (كتاب أحكمت أياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) و لو كان هذا القرآن من كلام البشر قيل على فترات متباعدة لوجدت فيه من الخلل ما لا يحصى و لوقع فيه التفكيك و الانفصام و خلى من التوافق و الانسجام ( و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا ).(1/1501)
هذا و لا استطيع أن أحصى الحكمة من مراد الله تعالى بنزول القرآن منجما ، لكن هذا ما من الله تعالى على به ، فله الحمد و الشكر على نعمه التى لا تحصى و لا تعد ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــ
اعتذار : وقع منى خطأ فى المشاركة السابقة فى الصفحة نفسها فى كتابة الآية ( و قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن ) فأستغفر الله ، و أرجو من الأخوة التصويب ، و عفا الله عنى و عنكم .
ـــــــــــــــــــــ
* استفدت كثيرا فى المباحث السابقة من كتاب ( قراءات فى علوم القرآن والحديث ) للدكتور أحمد عبد الرحمن النقيب
---
أبو إسحاق
04-03-2006, 08:00 PM
السلام عليكم
هذا ما كان من شأن الفرق بين (أنزل )و(نزل) ومعنى الفرقان...ولكن ما الحكمة من ايراد الجعل في آية الزخرف 3,حيث يقول الله تعالى:"إِنَّا جَعلناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"؟
---
(1/1502)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسيرالقرطبي ( 4 )
---
مدارسة في تفسيرالقرطبي ( 4 )
---
محمد العبدالهادي
07-05-2003, 04:54 PM
قال القرطبي عند تفسير قوله تعالى : {قالت أخراهم لأولاهم } الأعراف 38 مانصه [ اللام في (لأولاهم) لام أجل ، لأنهم لم يخاطبوا أولاهم ولكن قالوا في حق أولاهم ربنا هؤلاء أضلونا ...] 7/205 ط: دار الكتب المصرية ، فما معنى لام الأجل ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا ..
---
أبومجاهدالعبيدي
07-08-2003, 08:23 AM
لام ( أجل ) هذه هي لام التعليل .
قال السمين الحلبي في الدر المصون 5/315 [بتحقيق أحمد الخراط] : ( وقوله : {لأولاهم} اللام للتعليل ، أي لأجل ، ولا يجوز أن تكون التي للتبليغ كهي في قولك : قلت لزيد افعل . ...) إلخ كلامه
أرجو أن يكون الجواب واضح .
---
محمد العبدالهادي
07-08-2003, 10:56 AM
الأخ محمد القحطاني ، جزاك الله خيرا ، ولكن كيف يكون المعنى إذا كانت اللام تعليلية ؟ وألا يشكل عليه الآية التي بعدها وهي قوله تعالى {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا ....} الآية ، حيث استخدم ضمير الخطاب ، وكأن السياق يوحي بالمخاطبة بين اثنين ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-08-2003, 11:20 PM
بسم الله
أخي محمد ؛ لو أنك رجعت إلى الدر المصون لزال عنك الإشكال ؛ لأنه ذكر أن اللام في قوله : {وقالت أولاهم لأخراهم ...} للتبليغ لأن الخطاب فيها ظاهر .
وللفائدة ؛ فقد نقل الزركشي في البرهان في علوم القرآن عن ابن مالك ضابطاً في نوع اللام التي تأتي بعد القول ، فقال :(1/1503)
وذكر ابن مالك وغيره ضابطا في اللام المتعلقة بالقول ، وهو : إن دخلت على مخاطبة القائل فهي لتعدية القول للمقول له نحو : ( وقولوا لهم قولاً معروفاً ) [النساء : 8] ، فإن دخلت على غير المخاطب القائل فهي للتعليل كقوله تعالى : ( وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا ) [ آل عمران :156 ] ، وقوله : ( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا ) [ آل عمران : 168] ، وقوله : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب ) [ النحل :116] ، وقوله : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا إن يشاء الله ) [ الكهف : 23-24] وهو كثير . انتهى كلامه . 4/294 بتحقيق المرعشلي .
ولزيادة الإيضاح أنقل كلام الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير عن هذه اللام ؛ قال : واللاّم في: {لأولاَهم} لام العلّة، وليست اللاّم التي يتعدّى بها فعل القَول، لأنّ قول الطائفة الأخيرة موجَّه إلى الله تعالى، بصريح قولهم: {ربنا هؤلاء أضلونا} إلخ، لا إلى الطّائفة الأولى، فهي كاللاّم في قوله تعالى:{وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه}
انتهى 5/122
---
محمد العبدالهادي
07-09-2003, 10:19 AM
الأخ محمد جزاك الله خيرا ، ماالمعنى إذا قلنا بأن اللام تعليلية ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-13-2003, 06:18 AM
المعنى كما قال السمين الحلبي : قالت أخراهم لأجل أولاهم ، أي في شأن أولاهم . فالخطاب منهم لربهم في شأن الأمة السابقة التي أضلتهم .
وقال الزمخشري : ومعنى لأولاهم: لأجل أولاهم؛ لأن خطابهم مع الله لا معهم . انتهى
وقال الرازي : «اللام» في قوله: {لاِخْرَاهُمْ } لام أجل، والمعنى: لأجلهم ولإضلالهم إياهم {قَالُواْ رَبَّنَا هَؤُلآء أَضَلُّونَا } ؛ وليس المراد أنهم ذكروا هذا القول لأولاهم، لأنهم ما خاطبوا أولاهم، وإنما خاطبوا الله تعالى بهذا الكلام. انتهى
---
عبدالله بن بلقاسم
07-14-2003, 02:57 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:(1/1504)
فجزى الله الأخوة المشاركين في هذه المطارحة خير الجزاء على الفوائد النفيسة، وقد قرأت ما كتب وجواب فضيلة الشيخ محمد وفقه الله وليأذن لي بالمشاركة ،
فقد ظهر لي ( والله أعلم ) أن اللام ليست لام من أجل؛ بل هي لام التعدية وذلك للقرائن التالية:
1- تفسير السلف رحمهم الله، فإنه ظاهر في أن المقصود مخاطبة الأمة الأولى للأخرى ومن ذلك قول الطبري رحمه الله تعالى، في تفسير الآية:
وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن محاورة الأحزاب من أهل الملل الكافرة في النار يوم القيامة يقول الله تعالى ذكره فإذا اجتمع أهل الملل الكافرة في النار فاداركوا قالت أخرى أهل كل ملة دخلت النار الذين كانوا في الدنيا بعد أولى منهم تقدمتها وكانت لها سلفا وإماما في الضلالة والكفر لأولاها الذين كانوا قبلهم في الدنيا ربنا هؤلاء أضلونا عن سبيلك ودعونا إلى عبادة غيرك وزينوا لنا طاعة الشيطان فآتهم اليوم من عذابك الضعف على عذابنا ونقل رحمه الله عن السدي مثل ذلك،
وهذا هو المشهور،
2- أن هذا هو الأصل في اللام التي تأتي بين القول والمقول
3- أن الصارف الذي اعتمده الزجاج ومن بعد الزمخشري ومن قلدهم بعد كالبيضاوي ،لجعل لام التعدية لام من أجل : هو أن الخطاب لله تبارك وتعالى، وهذا صارف ليس بظاهر
إذ هناك فرق بين الدعاء والخطاب المجرد،
تأمل مثلا هذا الحديث
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني قال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني بأبي أنت وأمي قال ويسر لك الخير
فهذا خطاب للرجل بالدعاء له
ودعاء لله عز وجل
ولاحظ أن الكلام هنا من جهة المعنى لا من جهة نحوية
صحيح: أن الجملة من جهة نحوية لا يمكن أن تكون للخطاب والغيبة معا،
ولكنني أقول:
إنهم بدل أن يخاطبونهم بقولهم: زادكم الله ضعفا من النار
قالوا لهم ربنا هولاء فهذا التفات،
واللام على وجهها،
وهذا كلام يحتاج إلى مصابرة تصوره فأرجو ذلك(1/1505)
وتأمل قول الخزاعي وهو يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بكر في الوقعة التي كانت سبب الفتح
يارب إن ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فالقصيدة يخاطب بها الرسول صلى الله عليه وسلم والنداء لله عز وجل،
4-أن تشبيهها بقوله تعالى: ( وقالوا لأخوانهم إذا ضربوا في الأرض)
وقوله تعالى (الذين قالوا لأخوانهم وقعدوا) ليس بصحيح إذ أن في الآيتين ما يدل على عدم وجود المخاطب، ففي الأول قوله تعالى : (( لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا )) وهذا صريح في عدم مخاطبتهم لهم ،وفي الثانية قوله تعالى : ( ماقتلوا )، وأما في الموضع محل الإشكال فإنهم موجودون معهم في النار وليس هناك مانع من مخاطبتهم سوى صورة الالتفات في الدعاء
5- أن السياق يدل عليه، حيث دلت الآية أن الغاية التي حصل عندها الخطاب هو هو التتابع والاجتماع، ولولا أنه حصل الخطاب بينهم لما كان لهذه الغاية معنى والله تعالى أعلم بمراده وأستغفر الله من القول بغير علم،
مع دعواتي لكم بالتوفيق
أخوكم، عبدالله بن بلقاسم بن عبدالله
---
عبدالله بن بلقاسم
07-14-2003, 03:01 AM
فائدة:
قال المالقي رحمه الله تعالى:
في معاني اللام غير الزائدة العاملة خفضا:
أن تكون بمعنى من أجل نحو : جئتك للإحسان ، ورعيتك لرعيي، قال الشاعر:
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل
أي : من أجل نوم، قال الشاعر
تسمع للجرع إذا استحيرا للماء في أجوافها خريرا
أي من أجل الجرع.
ويقال لذه اللام لام العلة ولام السبب،أهـ من ( رصف المباني في حروف المعاني) ص 298-299
---
(1/1506)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن أبناء النبي صلى الله عليه وسلم
---
سؤال عن أبناء النبي صلى الله عليه وسلم
---
الشيخ أبو أحمد
05-20-2004, 12:17 AM
كنت تقدمت في هذا الموقع الموقر بسؤال سابق لم يلق إجابة من أحد, فعرضته على منتدى أهل الحديث, فحذفوا السؤال والاشتراك والمشترك... وحذفوا "الثقة" معها...
ولم يكن السؤال سوى هذا:
كم من الولد ((ثبت)) بالخبر الصحيح للنبي محمد عليه الصلاة والسلام؟؟؟؟
فلا أعلم عن غير إبراهيم -إن كنا نعتمد الصحيح فقط- وأما سائر من ذكر من البنين, فها أنا أبحث عن صحة الخبر والسند...
فكلفني هذا السؤال ((المحرم)) أو ((الكفري)) اشتراكي!!
..............
وأربأ بالقائمين على هذا الموقع أن يفجعونا بفاجعة مثلها...
"إنا لله وإنا إليه راجعون"....
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2004, 12:31 AM
أقول لك بصراحة يا شيخ أبا أحمد
بعض أسئلتك فيها غرابة ، وتجعل من يقرأها يضع أكثر من علامة استفهام ليسأل عن مقصدك من إيرادها .
بالله عليك : ما غرضك من سؤالك هذا ؟
وهل سبقك أحد من العالمين إلى إثارة مثله ؟
ثم أين أنت من الأحاديث الكثيرة التي فيها : يا أبا القاسم ، للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
اذهب إلى هذه الموقع : www.sonnh.com واكتب هذه الكنية : أبا القاسم في مكان البحث ثم اطلع على النتائج .
ومع ذلك فنحن نرحب بكل مشاركة لك فيها فائدة أو معلومة نافعة .
وأرجو أن لا تستعجل في الحكم على القائمين على ملتقى أهل الحديث فهم فيما نحسبهم من طلبة العلم المتميزين الحريصين على الخير والفائدة .
و ما تحمله من علم من الكتاب والسنة يدعوك إلى كظم الغيظ والعفو والتماس العذر لإخوانك .
وفقك الله يا شيخ أبا أحمد المقدسي .
---
الشيخ أبو أحمد
05-20-2004, 01:04 AM(1/1507)
يا اخي العبيدي.. تطلب مني حسن الظن والتماس العذر... فلم لم يفعل هذا "أهل الحديث", وهم أولى به؟؟
ثم يا شيخ "الغرابة" شيء, والمنكر الباطل شيء آخر....
والسؤال يبقى سؤالا حتى يجاب عليه, مهما اشتدت غرابته وانقطعت سوابقه...
وشهد الله... أنني ما قصدت إلا ما يقصد العبد المستعلم.
والسؤال كما تراه "مثيرا" للاهتمام, لا "غريبا" ولا باطلا... فمن كان أهلا للجواب فذلك الذي سألناه, فلينفعنا بعلمه نفعه الله....
وما زلت مصرا على سؤالي, من جهلي بجوابه ابتداءا, ومن حاجتي للجواب ثانيا...
اللهم علّمنا أنت كما تطعمنا أنت, واهدنا انت كما خلقتنا انت... {الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين}..
---
الشيخ أبو أحمد
05-20-2004, 01:32 AM
وها قد بان صدق توجهي لله رب العالمين... {فإن الله لا يهدي من يُضل}
فقد أرشدتني مسألتي إلى هدى... ذلك الموقع الذي أرشدتني إليه, جزاك الله عني كل خير.. أبا مجاهد.
---
سليمان العجلان
05-20-2004, 01:41 AM
الشيخ ابو أحمد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فان انتقادك منتدى أهل الحديث في هذا الموقع ليس من حقك ولا من حق كائن من كان فنحن في هذا الموقع نحسب انفسنا في روضة من رياض الجنه، نتدارس كتاب الله ونتعاون فيما بيننا للوصول لمرضات،وهذا هو الهدف الحقيقي من تواجدنا في هذا الملتقى الموفق باذن الله، فليس مرادنا أن ننتقد أونشتم ونحو ذلك فضلا عن كون منتدى أهل الحديث يقوم عليه اناس فضلا نحسبهم كذلك والله حسيبهم، وكونهم الغوا اشتراكك لايعني أنهم سيئون فهذه وجهة نظرهم،ولو كنت مكان المشرف لتبين لك أن هناك من يستحق الشطب نهائيا،وهذا من دواعي استمرار المنتدى بقوته وثقة طلاب العلم به، فهون على نفسك يا أخي الكريم،كما أتمنى من جميع الاخوه في هذا الملتقى أن يبتعدوا عن العبارات البعيده عن الأجواء العلمية المباشره كالالفاظ العامية البحته، أو الاعلان عن المناسبات الشخصية الخاصة.(1/1508)
هذه وجهة نظر ذكرتها اجتهادا فحسب.
وفق الله الجميع لما يحبه الله ويرضاه انه ولي ذلك والقادر عليه ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2004, 06:57 AM
حول سؤالك عن ثبوت أولاد للنبي صلى الله عليه وسلم افتح هذا الرابط :
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=156310
وهذا :
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=484977
عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء، قالت : فغرت يوماً فقلت : ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين ! قد أبدلك الله خيراً منها . قال : " أبدلني الله خيراً منها ؟ ! قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس " .
رواه أحمد وإسناده حسن . كما في مجمع الزوائد .
---
عبدالرحمن السديس
05-20-2004, 10:35 AM
الأخ الكريم :
الأعضاء في ملتقى أهل الحديث قرابة 4500 شخص
وحصل مرات عديدة أن اندس بينهم من يريد بث البدع ، بل وبعض اليهود ممن يريد التشكيك ، والطعن في دين الإسلام !
والمشايخ المشرفون لا يعلمون الغيب ، ولديهم مسؤليات كثيرة ، فإذا غلب على ظنهم (...) في كاتب ما فعلوا (...)
ولك أن تسأل نفسك لماذا أنا من بين هذه الألوف ؟!
وبإمكانك أن تسجل مرة أخرى بغير هذا الاسم ، أو تراسلهم على الخاص ، فإذا تأكدوا من حصن القصد .. فهم يفرحون بإخوانهم في كل مكان .
---
أبو صفوت
05-20-2004, 12:23 PM
ثم مع احترامي لشخصكم فمثل هذ ه الأسئلة العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر وقد أشار القرآن إلى تجنب هذا المسلك فقال تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى ............ )
ثم إن تتبع الغرائب لم يكن من هي السلف سواء في الأحاديث أو في غيرها
وفقك الله ونفع بك وسدد على الخير خطال(1/1509)
الشيخ المبارك : أبا أحمد : إن هذ الملتقى وقرينه ( أهل الحديث ) لهما درة وعقد لؤلؤ على الشبكة التي ملئت بالكثير من المواقع التا فهة فلنعرف لهما حقهما ولنحاول سلوك امنهج الذ ارتضاه مشرفو الملتقيات ولا نشذ عنه
واجبنا نحوهم الدعاء لهم لا التشهير بهم فهم لهم فضل علينا يجلس الواحد منهم الساعات الطويلة وهومليء بالأعباء الأخرى ولكنهم يضحون في سبيل تذليل الخير لكل من يدخل على هذا الملتقى وهم لا يحذفون مشاركة هكذا هباء إنما لهم نظر ثاقب وفكر صائب
وأنا أقول هذا من خلال تتبعي لمشاركات كثيرة حذفت
وأن أقولها لكل عضو اتقوا الله في هذا الملتقى وقرينه أهل الحديث ودعو العمل يسير فيهما بدون تكدير لصفو الأعضاء فهذا الملتقى لو جلست أتحدث عن مزاياه ما كفاني الوقت ويكفي أنه جمعنا بعلماء وطلبة علم فضلاء ما كان الواحد منا يحلم بسؤالهم ولا بالكلام معهم والاستفادة منهم فقرب البعيد وجمع الشتيت فلله الحمد والمنة وأسأل الله أن يبارك في القائمين على العمل في هذين الملتقين وأن يرفع بهذا العمل درجاته وأن ييسر لهم كل خير كما كانوا سببا في تيسيره لنا
والله الموفق لا رب سواه
---
خالد الشبل
05-20-2004, 01:58 PM
الأخ الشيخ أبا أحمد:
سلام عليك . لك أن تراسل المشرفين هناك ، فلربما خفي السبب عليك ، أو أن من قوانين المنتدى شيئًا لم تنتبه له .
وأذّكر نفسي ثم أخي بقول مسلم بن الوليد :
* لعل له عذرًا وأنت تلوم *
---
الشيخ أبو أحمد
05-21-2004, 12:04 AM
أخي أبو مجاهد.... لو صبرت علي, فيشهد الله أني جاهل مستعلم.... والحديث الذي سقته لا يقطع بذكر (الذكور)... فقول النبي ورزقني منها (الولد) تصلح في الذكور والإناث {واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده}!!.... فاصبر علي وانفعني ينفعك الله....
فما أعلمه حتى الساعة أن أولاده بالاسماء المذكروة من رواة السير, وما أدراك!!
---
(1/1510)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > "" وللحرية الحمراء بابٌ * بكل يدٍ مضرجة يُدقّ ""
---
"" وللحرية الحمراء بابٌ * بكل يدٍ مضرجة يُدقّ ""
---
hedaya
09-19-2005, 10:50 AM
http://www.w6w.net/upload/23-08-2005/w6w_200508230334181435a7c0.jpg
وللحرية الحمراء بابٌ * بكل يدٍ مضرجة يُدقّ
قائد مجاهد ورمز من رموز المقاومة والحرية والكرامة.. أذل أعناق المحتل الإيطالي البغيض بنضاله الدؤوب وكفاحه المستمر.. دفع دماءه الطاهرة لتحرير أرضه المحتلة من براثن المعتدي الغاصب.. إنه الشهيد -بإذن الله- "عمر المختار".
عمر المختار.. الذي تسابق الشعراء في وصف بطولته وصبره في مقاومة الاستعمار، والذي سميت باسمه الكثير من الميادين والشوارع والمدارس والجامعات في ليبيا وخارجها ليورث للأجيال ويغرس في نفوسهم حب الوطن، وليحكي لهم عن إباء الشعوب ومقاومتها لاضطهاد الاستعمار وبشاعته وقسوته.
عندما يتم الحديث عن جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي البغيض فإن أول ما يتبادر للأذهان هو ذلك الزعيم المجاهد؛ فهو القائد للمجاهدين والمنظم لصفوفهم، وقد كان وما زال رمزاً للحرية والوطنية والإباء ورفض الاستعمار والمقاومة المستميتة لدحر الغاصب المحتل.
ولد "عمر المختار" وتربى تربية البدو في مضارب قبيلة "المنفة" وقبيلته هذه من قبائل المرابطين، الذين عرفوا تاريخياً برباطهم على ثغور دار الإسلام وحمايته.. تلقى تعليمه الأول على يد كبار علماء ومشايخ السنوسية؛ فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.(1/1511)
ظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل؛ فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه "السيد المهدي السنوسي" مما زاده رفعة وسمواً؛ فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه "لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم".
ببدء القصف الإيطالي للمدن الليبية والنزول على السواحل، أعلن التعبئة والنفير في رسالة حثتهم على الجهاد والتصدي للصليبية الأوربية وأنذرت كل متقاعس أو متعاون مما أثر في نفس "عمر المختار" وكان في الخمسين من العمر؛ فانطلق في استنفار القبائل؛ فنادى بالجهاد بين القبائل.. مثل قبيلة "العبيد أثمر وأينع" فلبت هذه القبيلة نداء الجهاد؛ فزحفت بقضها وقضيضها إلى الخطوط الأمامية مع سائر القبائل وقاتلوا قتال الأبطال.. واستمر "عمر المختار" في سجال مع الطليان تارة في برقة البيضاء وتارة في الجبل الأخضر.
في 11/9/1931م، وبينما كان الشيخ "عمر المختار" يستطلع منطقة "سلطنة" في كوكبة من فرسانه عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه؛ فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي "بوطاقة" ورجحت الكفة للعدو؛ فأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن.. قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً؛ فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه؛ فسرعان ما حاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته؛ فنقل على الفور إلى "بنغازي" حيث أودع السجن الكبير، ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
عُقِدَت له محكمة هزلية صورية في 15/9/1931م، وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم "بالإعدام شنقاً حتى الموت "وعندما ترجم له الحكم؛ قال الشيخ: "إن الحكم إلا لله" لا حكمكم المزيف.. إنا لله وإنا إليه راجعون..(1/1512)
وفي صباح يوم: الأربعاء 16 /9/ 1931م وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه أنه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال أنه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية؛ فوضع حبل المشنقة في عنقه, وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلى ربها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
من أقوال الشهيد -رحمه الله-:
- نحن لن نستسلم.. ننتصر أو نموت.. سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم.. أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي.
- نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح.
---
(1/1513)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفرد الإعرابى للفظ الجلالة "الله"
---
التفرد الإعرابى للفظ الجلالة "الله"
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
04-19-2006, 02:14 AM
لاحظت – رغم قلة علمى – أن لفظ الجلالة له اختلاف فى إعرابه فى القرآن الكريم عن الكلمات الأخرى فى جوانب منها
واو العطف ، كل مرة بعدها لفظ الجلالة يكون مبتدأ ( ولم يكن أبدا إسم معطوف)
فمثلا:
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105- سورة البقرة)
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261- سورة البقرة)
هذه ملاحظة تميز لفظ الجلالة وإعرابه فى القرآن الكريم
هذه ملاحظتى ومن عنده إعتراض فاليخبرني ، ومن عنده ملاحظة أخرى تفرق بين لفظ الجلالة وبين أى لفظ آخر فلا يبخل علي بها.
وللعلم هذا لخدمة قاعدة بيانات لتحليل التركيبة الإعرابية – كما أسميها – للفظ الجلالة باستخدام أسلوب المصفوفة لخدمة بحوث الإعجاز العددى ، لخدمة إدخال الإعجاز العددى لميدان النحو وهل يمكن أن يوجد النحو المضبوط عدديا ( حيث الرياضيات تدخل كل علم وأى علم لم تدخله الرياضيات بعد هو حتما يحتاج أن يطور نفسه).
لا أدعى علما بل هو بحث يكاد يكون إقتراحا ليطوره المتخصصون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/1514)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المقامات في القرآن ؟
---
المقامات في القرآن ؟
---
أبو العالية
08-19-2003, 07:02 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لقد أمر الله تعالى بترتيل القرآن فقال سبحانه : " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا " [ المزمل / 4 ]
وجاء في السنة الحث على التغني بالقرآن والتحبير به ، كما قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له أوتيت مزمار من مزامير داود عليه السلام فقال له "... لحبرته لك تحبيراً "
ومما خرج لنا اليوم ، ما يسمى بعلم المقامات !
فهناك المقام السكا ، والنهاوند ، والرست ، والبيات ، ومن ثم تفريعا فالقرار ، والجواب ، وما إلى غيرها .
وبالتالي تقسيم القرّاء على هذه المقامات .
ومن عجيب قول أحدهم لي :
أنه أشار لأحد الشباب فقال أتعرف هذا الشاب ؟
فقلت له : لا .
فقال وكيف وهو أشهر شاب في ...( وذكر دولة ) يقرأ بالمقامات ؟!!
فقلت سبحان الله مع شيءٍ من تغير ملاحم الوجه ، فهم منها عدم القبول لهذا الأمر مع الغرابة .
فالذي أقصد بهذا الموضوع ، توضيح حكمه ؟
جزاكم الله خيراً .
---
أبو القاسم الشاطبي
08-20-2003, 12:01 AM
هذه المقامات من الأمور المحدثة وليست بشئ بل وينبغي أن نجل القرآن عن أن يخضع لمثل هذه المقامات والتي هي إلى الغناء أقرب ولم يكن علها عمل السلف بل ولا أئمة الإقراء المعتبرين من الخلف ويكفي في الرد على منتحليها أن الجهل بها لايضر كما هو مشاهد مع إذهابها للمقصد من القراءة إلى متابعة تطبيق هذه المقامات والكلام علها يطول وهي من البدع المحدثة كما نبه على ذلك بعض أهل العلم
وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
---
أبو محمد المطيري
08-20-2003, 02:02 AM(1/1515)
موضوع المقامات كثر الكلام عليه ، والذي يبدو لي والله أعلم ، أن أهل الموسيقى حصروا الألحان بأوزان معينة عن طريق التتبع وسموها مقامات ، فهم لم يبتدعوها بل جمعوها من مجموع سماعهم للأصوات ، ومثل هذا مثل الخليل بن أحمد في جمعه أوزان الشعر إلى ستة عشر بحرا ،بتتبعه للشعر العربي ، فكثير من القراء يقرأ على مقام معين وهو لا يعرفه ولا يعرف ما هو وزنه وطريقته ، ولكنه قطعا لن يخرج عن هذه المقامات ، كما هو الحال في كثير من الشعراء الموهوبين الذين لم يدرسوا علم العروض ، ويكتبون القصائد الجميلة وهم لا يدرون ماهو وزنها ، وبعض القراء يستطيع أن يقرأ بعدة مقامات ؛ موهبة من الله تعالى، وليس دراسة ومعرفة ، وبعض الناس قد يدرس المقامات ولكنه لا يستطيع أداءها ، وعليه فإن دراسة المقامات دراسة لا تنفع وجهل لايضر ، وعليه فينبغي تنزيه القرآن عنها ، ولكن وصف فلان بأنه يقرأ بالمقام الفلافي لا يعتبر محظورا شرعيا، إذ تقرر عند العملماء قولهم لا مشاحة في الاصطلاح ، وينبغي عدم التجهم في وجه من قال هذا الكلام ، فقد يكون عاميا لا يعرف الحكم الشرعي، أو تائبا من الفن قريبا فلا تزال عنده بقايا وشوائب عالقة ، فالأولى في مثل هذا الترفق والنصح بالتي هي أحسن. والله أعلم
---
(1/1516)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لمن أراد إرسال ملفات كبيرة حتى 1 جيجا بسهولة ! ادخل وتعرف على الطريقة بالشرح والتفصيل
---
لمن أراد إرسال ملفات كبيرة حتى 1 جيجا بسهولة ! ادخل وتعرف على الطريقة بالشرح والتفصيل
---
أبومجاهدالعبيدي
06-21-2004, 11:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نحتاج أحياناً لإرسال ملفات كبيرة عبر البريد ، ولا يمكن ذلك عن طريق مزود خدمة البريد لأن أكثره أو كلها سعته قليلة .
وهذا موقع متخصص يمكنك من خلاله إرسال ما تريد حتى جيجا واحد : افتح هنا (http://s11.yousendit.com/)
وهذا شرح بالصور لكيفية استعماله - مع أنه سهل - :
الصورة الأولى :
---
أبومجاهدالعبيدي
06-21-2004, 11:43 AM
الصورة الثانية
---
أبومجاهدالعبيدي
06-21-2004, 11:44 AM
الصورة الثالثة
---
أبومجاهدالعبيدي
06-21-2004, 11:45 AM
الصورة الرابعة والأخيرة
---
(1/1517)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل وقع سؤال من اليهود عن آية من كتاب الله؟
---
هل وقع سؤال من اليهود عن آية من كتاب الله؟
---
أحمد القصير
06-14-2004, 03:09 PM
هل ثبت أن أحداً من اليهود أو أهل الكتاب عموما ، سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن آية من كتاب الله ؟
لأن ما وقفت عليه من أسئلتهم لا تخلوا أن تكون إما سؤالاً عن شيء في كتبهم، أو عن شيء من أمور الغيب.
---
(1/1518)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > مواقع طلب العلم عن بعد .
---
مواقع طلب العلم عن بعد .
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 04:23 AM
http://www.quranway.net/ (http://www.quranway.net/)
http://www.alwhyyn.net/modules.php?name=News&page=4 (http://www.alwhyyn.net/modules.php?name=News&page=4)
موقع البث الاسلامي ( احضر دروس العلماء مباشر وانت في بيتك)
http://www.liveislam.net/aboutus.php?sid= (http://www.liveislam.net/aboutus.php?sid=)
http://www.islamacademy.net/arabic/index.asp
http://www.almeshkat.com/live.htm
http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=23202
---
(1/1519)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شرح بلوغ المرام لسماحة الشيخ ابن باز 3
---
شرح بلوغ المرام لسماحة الشيخ ابن باز 3
---
إمداد
07-13-2004, 10:33 PM
الحديث السادس : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب ) أخرجه مسلم وللبخاري (لايبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لايجري،ثم يغتسل فيه) ولمسلم (منه) ولأبي داود(ولايغتسل فيه من الجنابة)
هذا الحديث دليل على أنه لا يجوز للمسلم أن يغتسل في الماء الدائم أو يبول فيه وهو جنب
ليس له أن يغتسل وهو جنب، وليس له أن يبول فيه، لأن الماء الدائم ضعيف لا يدفع عن نفسه فإذا بيل فيه واغتسل فيه من الجنابة قذره على الناس فربما تكاثرت هذه الأشياء حتى لا تغيره وتؤثر فيه
فسد الباب عليه الصلاة والسلام ومنع من استعمال هذا الشيء حفظا للماء ورفقا بالناس لأنهم في حاجة دائما إلى الماء كالغدران في البراري فالناس بحاجة إليها يشربون ويغتسلون ويسقون بهائمهم فالبول فيها والاغتسال فيها يقذره على الناس
أما غير الجنب فقد يغتسل للتبرد فلا يؤثر في الغالب لأنه ليس به شئ بخلاف الجنب فقد يكون متلطخا بأشياء من آثار الجنابة وإن كان المني طاهرا ولكنه قذر فيؤدي ذلك إلى تقذير المياه وربما أفضى إلى تنجيسها ولهذا خص الجنب بالنهي
أما غير الجنب فقد يحتاج إلى هذا وقد لا يحتاج إليه حالة الجنب لازمه وغيرالجنب قد يحتاج إليه وقد لا يحتاج من باب التبرد أو النظافة فليس هناك مايو جب الغسل فأمره أوسع
وإذا نهى عن كل واحد منهما فالجمع بينهما أولى فإذا نهى عن البول في الماء الدائم أو الاغتسال في الماء الدائم وهو جنب فالجمع بينهما بأن يبول ويغتسل هذا أشد في النهى.(1/1520)
* ثم الصواب أن هذا النهى للتحريم وأما قول من قال بالكراهة فلا وجه له لأن الأصل في النهي التحريم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) وهكذا من قال بالتفصيل إن كان كثيرا فهو للكراهه وإن كان قليلا فهو للتحريم فليس له وجه واضح ثم هو يسهل على الناس التساهل في هذه الأمور والواجب سد الأبواب التي سدها الرسول صلى الله عليه وسلم وحمى ما حماه النبي صلى الله عليه وسلم وهذه مقاصدها ظاهرة ومصالحها ظاهرة فيجب أن يكون النهيُ على ظاهره في الماء مطلقا ولو كان كثيرا ما دام الماء دائما . أما الأنهار الجارية فأمرها واسع ، الماء الجاري في الأنهار الجارية فأمرها أسهل فلا حرج في الغسل فيها ولا البول فيها لأنه اصلى الله عليه وسلم قا ل( الدائم الذي لا يجري ) فمفهومه : أن الجاري بخلاف ذلك
( ثم يغتسل ) ورد فيه وجهان : بالرفع وهو ظاهر وروي بالنصب (ثم يغتسلَ ) بنصبه بأن محذوفه كما قد ينصب بعد الواو و( أو ) في مواضع وإن كان الشرط هنا ليس بتام وهو أن ينصب بعد الواو أو بعد( أو) لكن جاء النصب في الرواية على هذا المعنى والمشهور في الرواية الرفع
( ثم يغتسلُ فيه ) ويجوز النصب بالعطف على لا يبولن
( لا يبولن ..... ثم لا يغتسل ) أيضا لا هذا ولا هذا كونه يبول ثم يغتسل فيجمع بين السيئتين كونه يبول ويغتسل وهو جنب ولهذا صرح في رواية أبي داوود بما هو واضح (( ولا يغتسل فيه من الجنابة )) فصرح فيه بالأمرين وأنهما منهيان لا مجرد الجمع بل هذا وهذا والمعنى واضح في ذلك في النهي عن كل واحد منهما مفردا وعن الجمع بينهما من باب أولى
والسر في ذلك والله أعلم كما تقدم أنه وسيلة إلى التنجيس و التقذير فمنع
أما حكم الماء فالصواب أنه لا ينجس إلا إذا تغير كما تقدم إذا تغير بنجاسة إذا بال فيه أو اغتسل فيه فالماء باق على طهوريته مالم يتغير بنجاسة هذا هو الأصل (( إن الماء طهور لا ينجسه شئ ))(1/1521)
فلا يلزم من النهي تنجيس الماء وهكذا إذا أدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها ثلاثا إذا قام من النوم فنهى عن هذا لا يجوز له حتى يغسلها ثلاثا لكن لو أدخل يده في الماء لا ينجس الماء ولا يفسد فالماء على طهوريته أخذا بالأصل ( إن الماء طهور لا ينجسه شيء ) ولكنه أساء حين ادخل يده في الإناء فعليه التوبة والاستغفار.
والصواب أنه ممنوع عن إدخال يديه في الإناء إذا قام من النوم حتى يغسلها ثلاثا ولا سيما نوم الليل فهو أشد ولكن لو فعل فلا ينجس الماء بل هو باق على طهور يته هذا هو الصواب لأن عندنا أصلا وهو أصل عظيم يجب أن نأخذ به ويجب أن يبقى معنا دائما (( إن الماء طهور لا ينجسه شئ ))
سؤال / ..... حتى ولو كان جنبا ؟
ج / ولوكان جنبا لا يفسد الماء
***
---
إمداد
07-21-2004, 02:58 PM
الحديث التاسع : وعن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن تغتسل المرأة بفضل الرجل أو الرجل بفضل المرأة وليغترفا جميعا ) أخرجه أبو داوود والنسائي وإسناده صحيح
ش / قد تكلم فيه بعضهم فأخطأ والصواب كما قال المؤلف إسناده جيد وكون الصحابي مبهما لا يضر لأن الصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم وأرضاهم
فلا يضر كون الصحابي مبهما ما دام عرف أنه صحابي وفي رواية أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة يدل على تثبت الراوي ومعرفته له معرفة تامة(1/1522)
وذهب الجمهور إلى أن النهي للكراهة وترك الأولى واحتجوا على هذا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل مع أزواجه ، ..... ومعلوم أنه يفضل بعدها شئ ويفضل بعده شئ وأنه كلا منهما سوف يغتسل بفضل صاحبه فيكون النهي للكراهة وترك الأولى بدليل من فعله من أصحابه ولحديث ابن عباس الذي بعده أنه كان يغتسل بفضل ميمونة فدل ذلك على أن ذلك النهي ليس للتحريم ولكنه للكراهة وترك الأولى عند الإمكان عند إمكان وجود الماء الآخر الذي يغتسل فيه ويتوضأ به أما إذا دعت الحاجة إلى هذا الذي فضل من المرأة فإنه يكون للكراهية والغسل واجب والوضوء واجب فلا كراهة مع الواجب مع الحاجة إلىالماء ولكن عند وجود الماء وتيسر الماء فالأولى أن لا يغتسل من فضلها وأن لا تغتسل من فضله و ما يبقى في الإناء منه ومنها لهذا الحديث.
وما يبقى منها أشد لحديث الحكم بن عمرو الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ( نهى عن الوضوء بفضل طهور المرأة ) فما جاء من النهي عن الوضوء بفضل طهورها وغسلها يدل على أنها اكد في الكراهة
وحديث الرجل هذا يدل على الأمرين وأنهما جميعا كل واحد لا يغتسل كل واحد منهما بفضل الآخر وبعضهم ذكر أن فضله لا كراهة فيه لكن الدعاوى كثيرة وظاهر وهذا الحديث يدل على كراهة هذا وهذا فلا تغتسل بفضله ولا هو بفضلها عند عدم الحاجة وعند الحاجة تزول الكراهة وفعل النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن هذا النهي ليس للتحريم ولكن من باب الكراهة ومن باب ترك الأولى فكونه اغتسل بفضل ميمونة لما اغتسلت بجفنة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل منها فقالت : إني كنت جنبا فقال إن الماء لا يُجنب
يُجنِب من أجنب الرباعي ويقال لا يَجنُب : من الثلاثي جنب ويقال : لا يجنب من جَنِب مثل فرح فهي ثلاث لغات(1/1523)
المعنى لا يأخذ الماء حكم الجنابة لا يتأثر بل هو باق على طهور يته فعلم من هذه الروايات الثلاث . رواية الرجل الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وحديث ابن عباس وقصة ميمونة وهو في السنن .
فلا كراهة مع الحاجة إلى الشيء أو تعين الشيء إذا احتاج إليه أو تعين زالت الكراهة . وكذلك إذا أراد أن يبين الحكم للناس زالت الكراهة ليعرف أن الشرب قائما مكروه وتركه أولى فإذا فعله لبيان الجواز وبيان الحكم الشرعي صار في حقه مندوبا وصار مأجورا لأنه أراد بهذا بيان الشريعة مثلما أن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الشيء ثم يفعل خلافه لبيان الجواز فهو في حقه قربة وطاعة أو هو مأجور بها عليه الصلاة والسلام لأنه أراد بذلك بيان التشريع بيان حكم الشرع .
هكذا في القيام للجنازة لما مرت قام لها ثم جلس عليه الصلاة والسلام من باب التشريع في أشياء كثيرة ينهى عن الشيء ثم يفعله أو يأمر بشيء ثم يتركه هذا من باب بيان التشريع وأن الأمر ليس للوجوب والنهي ليس للتحريم فلهذا فعل ما نهى عنه أو ترك ما أمر به لا لغرض المخالفة ولكن لقصد بيان التشريع وأن الأمر ليس للوجوب وأن النهي ليس للتحريم وهكذا أتباعه من العلماء إذا فعلوا ما نهى عنه نهي كراهة أو تركوا ما أمر به أمر استحباب لبيان حكم الشرع وأن الأمر ليس للوجوب
وأن النهي ليس للتحريم يكون من باب التشريع وبيان الشرع ويكون مأجورا على هذا الشيء الذي فعله لكونه أراد البيان والإيضاح .
والله أعلم
سؤال / ....... عن تخريج ابن حبان والحاكم ؟
ج ـ لا بأس به ولكن ابن حبان والحاكم وابن خزيمة هؤلاء العلماء في تصحيحهم لين ولكن ما صححوه يعتبر من باب الحسن إذا لم يعارضه معارض أقوى منه .
إذا ما عارض ما هو أقوى منه لا يلتفت إلى تحسينه وتصحيحه . لأنهم بالاستقراء يتساهلون ابن حبان والحاكم وابن خزيمة أيضا وابن خزيمة أعلاهم ثم ابن حبان ثم الحاكم .(1/1524)
فبالاستقراء قد وجد أشياء صححها الحاكم وإذا فيها موضوعات خفي عليه وضعها..... .
س ـ
ج ـ نستفيد من حديث ابن عمر الاحتياط وأن لا نتساهل فيه كالكثير لأن هذا القليل قد يتأثر فيحتاج إلى تأمل لأنه قد يكون تأثر في طعمه أو لونه أو ريحه لقلته ونحن بالعجلة وعدم التأمل لم نراع هذا الشيء
---
إمداد
07-30-2004, 03:03 AM
الحديث الثاني عشر : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب )) أخرجه مسلم
وفي لفظ له (( فليرقه )) و للترمذي : (( أخراهن أو أولاهن ))
ش / أبو هريرة رضي الله عنه تقدم لنا أن أحسن ما قيل فيه أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه الصحابي الجليل الحافظ بل اشتهر عند أئمة الحديث أنه أحفظ الصحابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسباب مبينة في محلها
قال صلى الله عليه وسلم(( طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب )) رواه مسلم وفي لفظ له أي مسلم (( فليرقه )) وللترمذي (( أخراهن أو أولاهن ))
قال صلى الله عليه وسلم (( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات)) وهكذا رواه الشيخان زاد مسلم : ( أولاهن بالتراب )
وله شاهد أيضا من حديث عبد الله بن مغفل وأحاديث أخرى في الباب
كلها تدل على أن ولوغ الكلب له خصوصية في تعداد الغسلات وخلط بعضها بالتراب
قيل لأنه يشتمل على أمر يضر الناس من وجهة الطب و من وجهة المعنى فبولغ في ذلك لهذا المعنى(1/1525)
والصواب أن ذلك لخبث نجاسته لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( طهور إناء أحدكم )) ولو كان الطب لكان الأمر آخر والصواب أن الغسل لنجاسته وخبثه لأن الإناء ليس محلا للحدث فعلم أنه إنما غسل للنجس / والتطهير يكون لكل نجاسة أو حدث من جهة المكلفين أما غير المكلفين فلا يكون إلا للنجس ، فليس للحدث فالجماد ليس منه حدث بل يكون من النجس والإناء ليس مكلفا بالطهارة المعنوية من الأحداث وهكذا الأراضي وغير ذلك .
فالحاصل أن هذا يدل على أن هذا الإناء أصابته نجاسة فلهذا شرع تطهيرها بالماء والتراب وجاء بهذا العدد ولا بد من سبع لحكمة بالغة ومن الظاهر في ذلك أنها المبالغة في السلامة من آثار ولوغه ولعل مع النجاسة شيئا آخر قصده الشارع وعلمه من شر ولوغه وريقه فيكون مع النجاسة أشياء أخرى اقتضت الغسل بالتعداد بهذا العدد المعين مع التراب
* وهذا خاص بالكلب ولا يقاس عليه غيره لأن العبادات توقيفية أي أمور لا تدرك بالرأي والقياس وإنما بالتوقيف ولم يأت في غير الكلب تعداد الغسل بهذا المعنى وإنما جاء في الكلب خاصة فبول الأعرابي كما جاء في حديث الأعرابي كما سيأتي صب عليه ماءاً فقط وترك يسيل بالماء وتفرق به الماء
والحائض قال لها إذا أصابها دم الحيض تحتُّه وتقرصه بالماء و تنضحه وتصلي فيه)
وروي في بعضها (بماء وسدر ) بماء وحجر تحكه بالحجر، هذا يدل أن هذه الخصوصية لريق الكلب
* وبول الصبي جاء فيه أن يُنضح بالماء إذا لم يأكل الطعام ويغسل إذا كان يأكل الطعام ولم يرد فيه التسبيع فدل هذا على ذلك خاص بالكلب فقط(1/1526)
* وأما ما ولغ فيه فإنه يراق لأن ريقه له أثر فيه وولوغ الكلب عادة يكون في الأواني الصغيرة والماء الذي فيها قليل فلهذا قال: ( فليرقه ) وإن كانت هذه الرواية انفرد بها بعض الرواة ولكنه ثقة فالأولى أن يراق هذا الماء لأنه في الغالب قليل ليس من المياه الكثيرة التي تدفع عن نفسها كالقلتين وما هو أكثر منها فالغالب أن هذه الأواني مياهها قليل فجاء فيه الإراقة بخلاف ما لو كان حوضاً و ماءً كثيراً فإنه لا يراق ( والماء الطهور لا ينجسه شيء كما تقدم ) إذا ولغ في حوضٍ أو غدير أو في جابية وما أشبه ذلك أو في إناء كبير بخلاف المعتاد لا يراق لأنه يدفع عن نفسه حينئذٍ
فكلام النبي صلى الله عليه وسلم يحمل على العادة المعروفة بين الناس وأن الأواني ليس بالكبيرة بل تحمل وتنقل من هنا وهنا
* وأما الحكمة في التراب والله أعلم أن ذلك لإزالة الآثار التي تقع من الولوغ لأن في الولوغ أشياء قد يكون طبيه وقد تكون لأشياء أخرى مؤذية فيكون في غسلها بالتراب إزالة لها وقلعاً لأثرها
وكونه في الأولى كما في رواية مسلم ليتعقبها الماء فلا يبقى لها أثر لأن الماء الذي بعده ست غسلات الأخيرة تنقي المحل من التراب ومن بقية آثار الولوغ
وأما رواية(( إحداهن أو أخراهن )) هذا شك من الراوي والشاك يقدم عليه من أثبت
فإن من روى أولاهن فقد أثبت بدون شك فيكون أولى , أولى الغسلات تكون بالتراب وإن جعلها في الثانية حصل المقصود لكن الأولى أن يكون التراب في الأولى
لحديث عبد الله بن مغفل ( وعفروه الثامنة بالتراب ) كما جاء في الصحيحين
كثير من أهل العلم على أن التراب إذا نظر إليه بمفرده صار ثامناً فإذا نظر إليه بضمه إلى إحدى الغسلات صارت الغسلات سبعاً
وقال بعضهم يجب أن تكون الغسلات ثماناً أخذاً بالظاهر حديث عبدالله بن مغفل رضي الله عنه ( و عفروه الثامنة بالتراب )(1/1527)
وإذا فعل ذلك أخذ بحديث عبد الله بن مغفل فلا بأس وهذا من باب الحيطة ومن باب الأخذ بالظواهر وإن اعتبر ما قاله الجمهور من أن المراد بالثامنة إن نظر إلى مفردها فهي ثامنة وإن نظر إلى ضمها إلى الماء فهي سابعة فهو قول قريب وليس ببعيد، وليس في الزيادة إلى الثامنة مضرة بل هي خير لا شر لظاهر حديث عبد الله بن مغفل ولكن أغلب الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرها ليس فيه إلا السبع فإذا اكتفى بالسبع كفى وحمل قوله في الثامنة على أنها بالنظر إلى كونها ترابا يعتبر ثامنة وبالنظر إلى كونها مضمومة إلىإحدى الغسلات فهي سابعة.
كما في الروايات الأخرى.
يبقى أن نعرف حكم النجاسات الأخرى فيكفي فيها المكاثرة بالماء وظن النقاء فإذا غسل بقية النجاسات بما يظن أنه أزال الأثر كفى ولا يلزمه أن يكون سبعاً ولا ستاً ولا خمساً ولا ثلاثاً المهم أن يريق الماء على النجاسة بما يظن أنه أزال أثرها ولم يبقى لها بقية إذا كانت في ثوب أو إناء أو غير ذلك فالعدد الخاص بالسبع خاص بالكلب
الحديث الثالث عشر : وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في الهرة ( أنها ليست بنجس , إنما هي من الطوافين عليكم ) أخرجه الأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة
أبو قتادة : هو الحارث بن ربعي الأنصاري الفارس المعروف صحابي جليل
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الهرة ( إنها ليست بنجس ) بفتح الجيم هو نجس العين
يقال : نجس و متنجس هذا المشهور عند أئمة اللغة
ما كانت بنجاسته ثابتة كالكلب والخنزير , ما أصابته نجاسة طارئه كالثوب تطرأ عليه النجاسة يقال نجس
أخبر النبي أصلى الله عليه وسلم أن الهرة ليست بنجس ثم علل بأنها من الطوافين وفي رواية أخرى ( و الطوافات)(1/1528)
هذا يدل على أن العلة في رفع النجاسة عنها أنها من الطوافين علينا و الطوافات ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أن سامح العباد وعفا عن آثار الهرة من جهة ولوغها أو مما يصيب الناس من جسدها فإنها من الطوافين علينا فولوغها في الماء أو أكلها من الطعام لا ينجس الطعام ولا ينجس الماء بل ذلك عفو وليست بنجس لأنها من الطوافين مما نبتلى به والله عفا عن ذلك وإن كانت في نفسها محرمة الأكل لأن النبي نهى عن ثمن السنور والكلب فهي محرمة الأكل وهي من السباع التي لا تؤكل لأن الرسول ( حرم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير ) فهي من جنس السباع كالثعلب والذئب والأسد والنمر والكلب ، كلها محرمة
ولكن الهرة تأنس بالناس وتطوف عليهم وتدخل في بيوتهم فمن رحمة الله أن عفا عما تصيبه بفمها لأنها تخالط وتطوف على الناس فإذا حكم بنجاستها تعب الناس من ذلك وشق عليهم ذلك فمن رحمة الله أن رفع عن العباد الحرج والعسر والمشقة وألحق بذلك على الصحيح الحمار والبغل فإنها محرمان ولكن يعفى عن سؤرهما وعرقهما كالهرة لأنه من الطوافين علينا ولأن الناس يحتاجون للبغل والحمار يركبونهما ويحملون عليهما الحاجات ولا سيما قبل وجود السيارات كانت هذه الحيوانات هي آلة الركوب ونقل الحاجات مع الإبل
أما الخيل فهي مباحة فهي مما أباح الله أكله فهي من جنس الإبل والغنم بولها وعرقها و سؤرها كله طاهر
أما الحُمر فهي محرمة ولهذا بحث في سؤرها وفي عرقها
والصواب والذي عليه المحققون أنها ملحقة بالهرة وأنه يتسامح في سؤرها فإذا شرب الحمار أو البغل في إناء فلا حرج في استعمال ما بقي منه ذلك
وكذلك إذا ركبه عريا وعرق ظهر الحمار أو البغل فلا بأس بذلك .
وكذلك ما يقع من مخاط إذا حرك أنفه كل ذلك يعفى عنه لأن راكبه وسائسه يصاب بذلك .
أما بوله وروثه فهو نجس كبقية الحيوانات المحرمة روثه نجس وبوله نجس.(1/1529)
فالهرة بولها نجس وروثها نجس وهكذا بقية السباع والحيوانات المحرمة كلها بولها وأرواثها نجسة فالكلام في السؤر والعرق وهذا محل بحث والصواب أنه من الحمار والبغل والهرة يعفى عنه ويؤخذ طهارته من كونه من الطوافين علينا والطوافات .
***
الحديث الرابع عشر : وعن أنس رضى الله عنه قال : جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما أقصى بوله أمر النبي بذنوب من ماءٍ فأهر يق عليه )) متفق عليه .
هذا الحديث حديث أنس رضى الله عنه بن مالك الأنصاري
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أعرابيا بال في طائفة المسجد فزجره الناس أي هموا به تكلموا عليه . فقال صلى الله عليه وسلم دعوه فلما قضى بوله وفي رواية أقصى بوله أي أبعد بوله دعاه النبي صلى e فعلمه أن هذه المساجد لا يصلح فيها شئ من هذا القذر والبول ولكنها بنيت لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة لا لهذا .
وفي رواية أخرى من حديث أبي هريرة عند البخاري نحو هذا أيضا . قال فيه
(( إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ))
هذا يدل على أنه ينبغي الرفق بالجهلة وتعليمهم وإرشادهم إلى ما يجب عليهم لأن هذا أبلغ في تعليمهم وأبلغ في دعوتهم إلى الخير وأبعد عن التنفير من دين الإسلام وهذا الدين دين اليسر والتسهيل والرحمة قال تعالى (( يريد الله بكم اليسر )) (( وما جعل عليكم في الدين من حرج ))وقال صلى الله عليه وسلم ((إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ))
والجاهل عدو نفسه يحتاج إلى رفق إلى حكمة حتى لا يزداد شره وحتى لا ينفر عن دين الله .(1/1530)
وأمر بسجل من ماء وفي رواية (بدلو من ماءٍ ) والدلو ملأى فصب على بوله فدل ذلك على أن البول يطهر بالمكاثرة إذا بال على أرض أو شئ في الأرض كالبسط جمع بساط فإنه يكاثر بالماء ويكفى ذلك المكاثرة بالماء يكفى في طهارتها فإن الماء يكثر عليها ويذهب بأجزائها هاهنا وهاهنا فتكون الأرض طاهرة بالمكاثرة ولو بغير نية فلو صب عليه ماء بغير من له نية أو صبه من لم يعلم بالأرض أو جاء المطر حصل المقصود لأن هذه من باب إزالة النجاسات لا من طهارة الأحداث فلا تحتاج إلى نية، المقصود هو المكاثرة بالماء الطيب الطهور فيحصل بذلك زوال النجاسة .
والواجب على المعلمين والمسلمين التعليم بالرفق واليسر والتيسير والرحمة حتى لا ينفروا عن دينهم وحتى يكون ذلك أبلغ لقبول الجاهل وانتفاعه بذلك .
والله المستعان .
فائدة من الأسئلة : ثم يلاحظ أيضا إذا كانت النجاسة لها جرم أي لها جسم فإنها تنقل إذا كانت النجاسة عذرة أو قطعة دم أو من اللحوم النجسة مثل قطع لحم الحمار أو لحم الكلب لها رطوبة فتنقل الأجزاء إلى بعيد والرطوبة التي بعدها هي التي يراق عليها الماء . أما قطع العذرة ونحوها لا يصب عليها الماء فقط بل تنقل وتشال ويصب الماء على آثارها أما هذا في البول
س 2ـ هل الخنزير يقاس على الكلب ؟
ج / بعض العلماء قاس على هذا ولكن لا دليل على ذلك ولا صحة للقياس .
س/ زيادة لفظ ( والطوافات ) رواه أبو داود وغيره جيده لا بأس بها .
س/ أيهما أفضل تصحيح الترمذي وابن خزيمة/
جـ / ابن خزيمة ما تتبعناه لكن الترمذي متساهل رحمه الله قد يكونان متقاربين لكن الترمذي له أشياء وهم فيها أحاديث كثيرة صححها وليس كذلك ولهذا صار أهل العلم يتحرجون من تصحيحه ولا يعتمدون عليه إلا بعد النظر والتأمل . وابن خزيمه له شئ من ذلك هو من الأئمة رحمة الله ولكن يظهر من شرطه أنه يتسامح بعض الشيء .
***(1/1531)
الحديث الخامس عشر : وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( أحلت لنا ميتتان و دمان فأما الميتتان فالجراد والحوت وأما الدمان فالطحال والكبد )) أخرجه أحمد وابن ماجه وفيه ضعف .
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعن أبيه
أخرجه احمد إذا أطلق احمد فالمراد به الإمام احمد بن محمد بن حنبل الشيباني الإمام المشهور والمراد أخرجه في المسند وإذا كان في غير المسند يبين كالزهد، والناسخ والمنسوخ وأشباه ذلك .
وابن ماجه معروف وهو عبد الله بن محمد بن ماجه القزويني صاحب السنن.
وفيه ضعف لأنه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي عن أبيه وعبد الرحمن لا يساوى شيئا فالحديث ضعيف جداً من سوء حفظه . لهذا أشار المؤلف إلى هذا بقوله وفيه ضعف والضاد في ضعف تفتح وتضم في لغة العرب .
وقد جاء هذا الحديث من غير طريق عبد الرحمن بن زيد.
عن طريق سليمان بن بلال أحد رجال الشيخين عن زيد بن أسلم لكنه موقوف لم يقل فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وقفه على ابن عمر .رضي الله عنه
قال الحفاظ كأبي حاتم الرازي وابوزرعة الرازي و الدارقطني رحمهم الله قالوا إن المحفوظ هو الوقف وأن ابن عمر رضي الله عنهما ما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسل إنما مقاله هو من نفسه وهذا هو الصواب أنه موقوف لا مرفوع . ولكن عبد الرحمن بن زيد لقلة حفظه رفعه فغلط .
* وهذا الموقوف في حكم المرفوع لأن قول الصحابي (( أحل لنا كذا حرم علينا كذا أمرنا بكذا ونهينا عن كذا)) حكمه حكم الرفع على الصحيح عن أهل الحديث . حكم الرفع على الصحيح عند أهل الحديث . لأنه ليس هناك محلل ولا محرم إلا الشارع وهو الرسول فيما يبلغه عن الله عز وجل . فحكمه حكم الرفع
ومعلوم أن الميتة حرام والدم حرام فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ــ أن معناه الرفع أن الميتة استثنى منها والجراد السمك فليسا محرمين(1/1532)
الميتات محرمات بنص القرآن الكريم إلا أنه يستثني من ذلك ميته الجراد وميتة الحوت
وقد تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( هو الطهور ماؤه والحل ميتته)
ولقوله سبحانه وتعالى { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة } فإن طعامه ما يكون على ظاهره وما يوجد من الحيوانات هو طعامه وما يصاد منه فالله أباح لعباده هذا رحمة منه سبحانه وتعالى وإحساناً ورزقاً للعباد لهذا المخلوق العظيم .
وقد ثبت في الصحيحين من حديث جابر وغيره .. قصة (( العنبر )) التي أخرجها الله للسرية التي كانت على ساحل البحر الأحمر( وهي سرية كانت فيها مائة مقاتل ) كان القائد فيها أبو عبيده وكانوا في أشد الحاجة إلى الطعام قد نفدت أزوادهم فأخرج الله لهم حوتاً عظيماً مثل الجبل فأكلوا منه مدة طويلة شهراً أو قريباً منه حتى سمنوا على إثر ذلك
قالوا : جعل أبو عبيده في قحف عينه اثنا عشر رجلاً لسعة قحف عينه وهو حوت عظيم جداً أخرجه الله لهم وجعله رزقاً لهم وهو ميت فلما أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال : وهو رزق ساقه الله لكم هل معكم منه شيء فقدموا له بعض الشيء عليه الصلاة والسلام ليطيب نفسهم ويبين لهم أنه حل
والجراد كذلك لا يذبح فهو حلال حياً وميتاً وليس من شأنه أن يذبح وكانوا يأكلونه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال: عبد الرحمن بن عوف غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد
سواءً مات حتف أنفه أو بأسباب كأكياس يجمع فيها أو ما يشبه ذلك مما يسبب موته فهو حلال
وأما الدمان فالكبد والطحال فإنهما دم ولكنه ليست من الدم المسفوح وإنما من الدم الجامد لا يحرم علينا كالدماء التي تكون في العروق بعد الذبح فإنها لا تضر فهذا دم جامد أحله الله لنا في نفس الذبيحة في داخل الذبيحة كأشباه ما يكون في عروقها وفي لحمها لا تحرم علينا(1/1533)
وإنما يحرم الدم المسفوح الذي ساح من البهيمة عند الذبح أما ما بقي في عروقها ولحمها فإنه لا يحرم علينا وهكذا الكبد والطحال وما أشبه ذلك فيها وإن كانا دمين جامدين فيهما حل لنا وهذا من تيسير الله ورحمته وإحسانه جل وعلا
***
الحديث السادس عشر : وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داءاً و في الآخر دواء ) أخرجه البخاري وأبو داود وزاد ( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء))
تقدم أن أبا هريرة اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة وأن أشهرها عبد الرحمن بي صخر الدوسي وعاش إلىاخر خلافة معاوية رضي الله عنه فتوفى في عهده سنة 56 وقيل ثمان وخمسين وقيل سبع وخمسين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( إذا وقع الذباب )) الذباب معروف (( في شراب أحد كم )) وفي رواية أخرى (( طعام أحدكم )) وفي لفظ (( في إناء أحدكم )) رواه البخاري في الطب وفي بدء الخلق
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد والنسائي وابن ماجه وفيه ضعف حديث ابن ماجه ، وله شاهد عن أنس عند البزار و قال الحافظ رجاله ثقات .
وقد طبع أخيراً رواية البزار وجمعها وتوّلاها الدكتور الأعظمي فيمكن المراجعة فيه.
فالمقصود أن لهذا الحديث شاهدان أحدهما حديث أبي سعيد وهو جيد الإسناد عند احمد والنسائي وابن ماجه .
والثاني من حديث أنس عند البزار وقال الحافظ رجاله ثقات(1/1534)
وهو يدل على أن وقوع الذباب في الشراب أو في الطعام أو في اللبن وما أشبه ذلك لا يحرمه ولا ينجسه وأن السنة غمسه للعلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء . وأن في أحد جناحيه الداء وفي الآخر شفاءً فصار الذي فيه الداء كالسلاح يتقي به فإذا وقع في شيء اتقاه بالذي فيه الداء ورفع الذي فيه الدواء ليسلم من الانغماس والسقوط فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يغمس حتى يكون دواؤه يقابل داءه فيكون الشارب للماء أو الدواء أو اللين سليما منه فدواؤه يقابل داءه فيبقى الشراب والطعام سليما . ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقة الشراب ولا بترك الطعام فدل ذلك على أن وجود هذا الذباب لا ينجس الطعام ولا يمنع من شربه وأكله و هكذا ما أشبه ذلك من الحشرات الصغيرة التي لا دم لها كالبعوض وإن كان فيه دم لكنه دم ضعيف وهكذا النحلة والزنبور والحيوانات الصغيرة التي قد يبتلى بها الناس وهذه الأمور تقع في الشراب كل ذلك يعفى عنه بل تنقل وتطرح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فليطرحه ) فيغمسه ثم يرفعه ويطرحه ويشرب شرابه ويأكل طعامه.
ومن الفوائد أنه لا ينجّس الماء وهذا هو الشاهد من ذكره في كتاب الطهارة ومحله كان في كتاب الأطعمة وذكره هنا ليبين أنه لا ينجس الشراب سواء كان لبنا أو غيره بل يطرح ويشرب الشراب يؤكل الطعام
وقد اعترض كثير من الأطباء الجهلة على هذا وزعموا أن في هذا تقذيراً للطعام فلم يصيبوا ولم يفلحوا في هذا الطعن فالحديث صحيح وله شواهد .
وفائدته معروفه وهي أن الغمس يجعل الداء قد زال بمقابله الدواء ومكافحة الدواء فيسلم صاحب الطعام والشراب فالأمر وضحه النبي صلى الله عليه وسلم وبينه فلا وجه للاعتراض على ذلك .(1/1535)
وقد شهد الأطباء المتبصرون بحسن هذا العلاج ولسنا في حاجه إلى شهادتهم ولكن من باب أن هناك من يعترض وهناك من يجيب فيقابل هذا بهذا ويسلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سلم بحمد الله .
واعتراض الأطباء مقابل بالأطباء الذين عرفوا وجه الصواب وذكروا أن هذا من محاسن الإسلام ودلائل صحة رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم على نبوته عليه الصلاة والسلام .
وفي رواية أبي سعيد (( وأن في جناحيه سماًّ )) سماه سما وهو الداء .
الحديث السابع عشر : عن أبي واقد الليثي رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ما قطع من البهية وهي حية فهو ميت )) . أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له .
الذي في سنن أبي داود والترمذي(( فهو ميتة ))
ش / أبو واقد الليثي هو الحارث بن عوف رضي الله عنه
الذي في سنن أبي داود والترمذي فهو ميتة وهذا وقع من بعض النساخ فهو ميت والذي في الأصول فهو ميتة . وله شاهد أيضا عند ابن ماجه من حديث ابن عمر وهو بسند ٍحسن وشاهد آخر عند الحاكم عن أبي سعيد بسند جيد أيضا
وهو دليل على أن ما قطع من البهيمة وهي حية كالبعير والبقرة والغنم وسائر الصيود فإنه يكون ميته محرمة لأنه لا بد ا أن يذبح بالطريقة الشرعية فإذا لم يذبح بطريق شرعي فما يقطع منه وهو حي فله حكم الميتات .
جاء في بعض الروايات والطرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وكان في المدينة من يجب الأسنمة ويقطع الأليات فأنكر عليهم ذلك عليه الصلاة والسلام وأخبرهم أنه ميتة
فالحاصل أن ما يقطع من البهيمة سواء كان ألية أو أذنا أو غير ذلك فهو ميتة لا يجوز أكله وإن كانت لحوما تؤكل بالذكاة الشرعية . والله أعلم(1/1536)
وكان الأولى بهذه الأحاديث الثلاثة كتاب الأطعمة لأنها تتعلق بالأطعمة ولكن ذكرها هنا ليبين طهارتها فالذباب لا ينجس الشراب والجراد والطحال والميتة من البحر لا ينجس لأنه طاهر . وأن ما قطع من البهيمة فهو ميتة وأنه يكون نجسا فإذا وقع في الماء نجسه إذا كان قليلا وغير طعمه أو لونه أو ريحه
هذا المقصود من ذكره ها هنا في كتاب الطهارة .
انتهى الوجه الثاني من الشريط الاول
---
إمداد
08-18-2004, 01:00 AM
باب الآنية
الأواني جمع إناء . والمراد بذلك الوعاء أو الأوعية التي يكون فيها ماء الوضوء وما هو أعم من ذلك كالطعام والشراب وغير ذلك ولما كان المتوضئ والمغتسل يحتاجان غالبا إلى الأواني ناسب ذكر الأواني ولذلك بين المحدثون والفقهاء أحكام الأواني بالأدلة .
ثم ذكر الأواني وذكر ما فيها من الأدلة ليعلم المسلم حكم الآنية التي يستعملها .
والأصل في هذا الباب حل جميع الأواني وطهارة جميع الأواني هذا هو الأصل . أن جميع الأواني من حجر أو طين أو جلد أو حديد أو نحاس أو غير ذلك الأصل فيها أنها حل وطاهرة ولا بأس باستعمالها هذا هو الأصل وهو الأصل في الأعيان كما قال عزوجل
( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه ) والأصل أن ما وجد في الأرض فهو حل لنا وجائز لنا استعماله . لأنه خلق من أجلنا ونحن مخلوقون لعبادة ربنا فجعل الله هذه الأشياء في هذه الدنيا لنا لنستعين بها على طاعته من المكلفين من الجن والإنس وأن يعينوا غيرهم على طاعة الله .(1/1537)
فمن استعملها في طاعة الله فقد استعملها لما خلقت له ومن صرفها لغير ذلك فقد عصى واستعملها لغير ما خلقت له . وبهذا يعلم أن السؤال يتوجه إلى من حرم الأشياء إذا حرم شيئا يقال له لماذا حرمت ولا يتوجه السؤال لمن أحل وأباح واستعمل لأنه على الأصل إلا إذا جاء الاشتباه واشتبه عليه المباح المحظور يسأل لمن استباح ذلك عند الاشتباه وإلا فالأصل توجيه السؤال لمن حرم ومنع لأنه على خلاف الأصل فيقال لم حرمت هذا ولم منعت هذا هو الأصل
* أما العبادات التي يتقرب بها إلى الله فالأصل فيها المنع لأنها توقيفية ليس للناس أن يشرعوا لأنفسهم شيئا من العبادة بل هذا شأن الرسل عليهم الصلاة والسلام أرسلهم جل وعلا هم المبلغون عن الله فالعبادات ليس للرأي فيها مجال بل إلى الله تعالى هو الذي يشرعها لعباده ويرسل بها الرسل وينزل بها الكتب فما شرعه الله فهو المشروع و ما لم يشرعه الله فإن التقرب به وتشريعه للناس يكون من قبيل البدع كما في حديث عائشة رضى الله عنها (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) وما جاء في معناه
* هاتان قاعدتان عند أهل العلم عظيمتان وهما أنّ الأصل في العبادات التوقيف فلا يقال هذا مشروع وهذا حرام إلا بإذن من الشارع .
· أما الأصل في الأعيان من مأكول وملبوس وأواني تستعمل وأشباه ذلك فالأصل فيها الحل و الإباحة إلا ما حرمه الشرع وهذا خلاف الأصل فيها فيمتثل أمر الشرع فيما منع ومن ذلك الذهب والفضة فقد جاء الشرع بمنع اتخاذهما أواني
***
الحديث الثامن عشر : عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما ، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة )) متفق عليه
( فإنها لهم ) أي الكفار كما هو المفهوم من السياق ولأنهم معروفون باستحلالها واستعمالها(1/1538)
والرسول صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن هذه للكفار ليست حلاً لهم ولكنهم بالنظر إلى أنهم لا يبالون يستعملونها لعدم إيمانهم وعدم أخذهم بأمر الله فلا تتشبهوا بهم في ذلك أنتم
* والحكمة في ذلك في منع المسلمين منها مع الحكمة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي النهي عن التشبه بالكفار في ذلك و ما ذكره العلماء أن فيها وسيلة إلى الخيلاء والتكبر لأن من استعمل أواني الذهب والفضة قد يجره هذا إلى التكبر والتعاظم على الناس ووسيلة أيضا لكسر قلوب الفقراء إذا رأوها وهم محرومون منها
وفيها ما فيها من الرفاهية والتلذذ بالشيء النفيس وبكل حال العمدة في هذا نهيه عليه الصلاة والسلام وإنذار عن ذلك وما عدا من العلل فهو محل اجتهاد من العلماء ويكفينا نهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك فإن ظهرت الحِكم والأسرار في الحُكم فنور على نور وخير لطالب العلم وإن لم تظهر ولم ينص عليها الشارع فلا ضرر في ذلك لأننا عبيد مأمورون علينا أن نتمثل سواء عرفنا الحكمة أم لم نعرف وإنما صاحب الهوى وصاحب الجحود هو الذي يحكم رأيه ويحكم عقله ولا يمتثل إلا ما أرشده إليه عقله فهو ليس عبدا لله وإنما هو عبد لهواه وعقله
أما المؤمن فشأنه أن يمتثل أمر الله وأن يبادر إلى طاعته سبحانه وطاعة رسوله e وإن لم يتضح له أسرارُ ذلك وحكمة ذلك
و حذيفة رضي الله عنه صحابي جليل يقال له صاحب السر لأن النبي أسر إليه بأسماء المنافقين وهو صحابي وأبوه صحابي قتل أبوه يوم أحد غلطاً ومن قتله هو من المسلمين . توفي حذيفة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه بأربعين ليلة وهوالمشهور في تاريخ وفاته .
***
الحديث التاسع عشر : وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم )) متفق عليه .
ظاهر الحديث كون الإناء من الذهب أو الفضة كله
.........(1/1539)
وثبت في حديث ابن عمر عند الدار قطني والبيهقي وسنده حسن (( من شرب في إناء ذهب أو فضة أو في إناء فيه شئ من ذلك فإنه يجرجر في بطنه نار جهنم ))
فهذا يدل على أن المشترك الذي فيه شئ من الفضة أو شيء من الخشب أو غير ذلك داخل في النهى أيضا وأنه لا ينبغي استعمال إناء الفضة الذي هو إناء كامل من الفضة ولا ما هو مخلوط أو مموه بذلك لأن العلة والمعنى موجودان . وينبغي ترك ذلك وأن تكون هذه الأشياء للكفار لا لنا لاستعجالهم العاجلة وإيثارهم لها ولسنا مثلهم .
ويستثنى من ذلك الضبة في الإناء من الفضة كما سيأتي في آخر الباب فلا بأس أن يضبب الإناء بشيء من الفضة لأنها أخف من الذهب وأقل كلفة وأقل شأنا فلهذا جاء فيها التسامح بخلاف الذهب فإنها ممنوعة مطلقا .
س / الجمع بين حديث ابن عمر وحديث الاستثناء لشيء من الفضة :
ج / هذا عام وهذا خاص ، يدل على تخصيص حديث ابن عمر والخاص مقدم على العام وحديث أم سلمه مثل حديث حذيفة دال على تحريم إناء الذهب والفضة لأن حديث أم سلمة في الفضة وزاد مسلم في رواية ( في إناء ذهب أو فضة ) فهو مثل حديث أبي حذيفة في المنع من ذلك وأنه لا يجوز له استعماله للشرب فيها و الأكل فيها . ويلحق بذلك عند أهل العلم استعمالها في الوضوء والغسل وهو الشاهد من ذكره هنا إذا حرم الأكل فيها والشرب هكذا الاستعمال في الوضوء والغسل، وكلام الشارح ليس بجيد عند ما اعترض على هذا، والصواب ما قاله أهل العلم، حتى حكى بعضهم إجماعا أن استعمالها في الوضوء والغسل كالأكل والشرب لا يجوز، ثم أيضا إيجاد مثل هذه الأواني وسيلة إلى استعمالها بالأكل والشرب فيها فينبغي تركها بالكلية لأن في صنعها وجعلها أواني وتهيئتها للشرب والأكل وسيلة إلى استعمالها في ذلك .(1/1540)
وهكذا استعمالها في الطهارة هو وسيلة إلى الشرب والأكل وهو امتهان أكبر إذا حرم فيها الأكل والشرب مع أن الضرورة تدعو إلى ذلك فتحريمها في استعمالها اظهر وأولى من حيث المعنى . ففيه امتهان أكثر وفيه كسر لقلوب الفقراء ويكون فيه الخيلاء أكثر فما قاله الجمهور وهو كالإجماع من أهل العلم أظهر وأولى وأنه يحرم استعمال أواني الذهب والفضة في الأكل والشرب والطهارة وسائر أنواع الاستعمال كأن تتخذ زينة في المجالس لا يجوز ذلك لأنها وسيلة إلى استعمالها في الأكل والشرب ونحو ذلك
ويدخل في ذلك أكوابُ الشاي وأكواب القهوة ويدخل في ذلك أيضاً الملاعق فإنها تستعمل للشرب والأكل .
***
الحديث العشرون : وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا دُبغ الإهاب فقد طهر )) أخرجه مسلم .
الحديث الحادي والعشرون : وعن الأربعة (( أيما إهاب دبغ )) .
الحديث الثاني والعشرون : وعن سلمه بن المحبق رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( دباغ جلود الميتة طهورها )) صححه ابن حبان
الحديث الثالث والعشرون : وعن ميمونة رضي الله عنها قالت : مر النبي صلى الله عليه وسلم
بشاة يجرونها فقال(( لو أخذتم إهابها )) فقالوا إنها ميتة فقال (( يطهرها الماء والقرظ )) أخرجه أبو داوود والنسائي .
هذه الأحاديث الثلاثة حديث ابن عباس وميمونة وسلمة ابن المحبق
المحبق : يقال بالفتح وبالكسر وقال بعضهم يفتح عند المحدثين ويكسره اللغويون .
والحاصل أنه لغتان المحبَّق والمحبِّق . وقد أخرجه أبو داوود والنسائي .
والأحاديث الثلاثة وما جاء في معناها تدل على أن جلود الميتة تباح وتطهر بالدباغ كجلد الإبل والبقر والغنم وأشباهها مما يؤكل لحمه . إذا ماتت ودبغت طهرت كما هو صريح حديث ابن عباس (( إذا دبغ الإهاب فقد طهر ))(1/1541)
قال النووي رحمه الله : ( الإهاب جلد ما يؤكل لحمه ) ويطلق على غيره جلد وأديم ويقال لجلد ما يؤكل لحمه إهاب، وتطهيره يقال له الدبغ
وجاء في الرواية الثانية (( أيما إهاب دبغ فقد طهر ))
وجاء في حديث سلمة (( دباغ جلود الميتة طهورها)) أي تطهيرها
ويجوز طَهورها بالفتح أي أداة تطهيرها يقال للماء الذي يعد للتطهر طهور .
والمعنى أن الدباغ أداة الطهور
أو أنه هو تطهيرها كما يقال وضوء للفعل وطهور للفعل وكذلك الدباغ تطهير لها من آثار النجاسة لأنها تنجس بالموت فيكون الدباغ ذكاة للجلد وطهور له .
وحديث ميمونة كذلك في نفس الموضوع قال (( يطهرها الماء والقرظ )) في حديث ابن عباس عن ميمونة أنه كان عنده داجن قد ماتت فقال ( ألا أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به )
وهذه الروايات كلها تدل على أن جلود الميتة يطهرها الدباغ وهذه أصح من حديث عبد الله ابن عكيم الذي فيه (( إذا أتاكم كتابي هذا فلا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب )) رواه أهل السنن و في رواياته :
(( قبل أن يموت بشهر )) وفي بعضها أكثرمن ذلك وفي بعضها روى عن أشياخ له .
فهو حديث فيه اضطراب وليس بشيء عند أهل العلم والأحاديث التي ذكرت تدل على ضعفه وعدم صحته فهو حديث ليس بشيء ولو صح لكان محمولا على الإهاب قبل الدبغ فلا ينتفع به وأما بعد الدبغ فليس بمنهيِّ عنه ولكنه حديث ضعيف لأنه مضطرب وليس بشيء عند أهل الحديث وهذه الأحاديث الصحيحة تدل على ضعفه وتؤكد ما فيه من الاضطراب والضعف
ولو فرضنا صحته كما قال أحمد رحمه الله في رواية وذهب إليه فإن هذه الأحاديث تكون مقدمة عليه وهي الأرجح عند من لم يقل بالنسخ(1/1542)
ومن قال بالنسخ فليس ببعيد لأن الأحاديث الصحيحة فيها الدلالة على تطهير الدباغ من جلود الميتة فلا يكون ناسخا لها هو / وإن كان بعض الروايات ( قبل موته بشهر ) أو كذا فإن هذه الأحاديث أولى بأن تكون ناسخا له لأنها أظهر وأصح وأنفع للأمة وأقرب إلى قواعد الشريعة فتكون أولى والترجيح أقرب إلى هذا لأن مقام التاريخ مجهول فلا يتم العلم بالنسخ إلا بعد أمرين بعد العلم بالتاريخ وتعذر الجمع فالجمع غير متعذر هنا والتاريخ غير محفوظ فالصواب الترجيح
أو الجواب بأن المراد بالإهاب قبل الدبغ أما بعد الدبغ فلا كراهة ولا نجاسة بل هو طاهر
* ثم اختلف أهل العلم رحمة الله عليهم في هذا هل هذا عام في كل الجلود كجلود السباع وغيرها أم هذا خاص بجلود ما يؤكل لحمه كالإبل والبقر والغنم ؟
على أقوال ، وأحسنها وأظهرها و أقربها أن هذا في جلود ما يؤكل لحمه لأنه إذا مات صار نجسا وحرم علينا فجعل الله الدباغ ذكاة لجلده أما لحمه فقد انتهى صار خبيثا بالموت أما الجلد فقد جعل الله له طهورا بالدباغ لينتفع به من يحتاج إليه من الفقراء وغيرهم رحمة من الله عزوجل
فالناس قد تعظم بهم الحاجة فجعل الله الدباغ طهرة وذكاة للجلد إن احتاج إليه وأحبَّ أن ينتفع به جاز ذلك بعد الدبغ
والصواب أنه يستعمل الإهاب في المائعات واليابسات هذا هو الصواب لأنه طهر وما دام طهر فيستعمل في المياه وغيرها لأنه قد تطهر بالدباغ
وفيه مسألة أخرى فيما يظهر بالدباغ وقيل أنه طاهر في الحياة كالهرة والحمار والبغل على المختار أنه طاهر في الحياة فلا ينفع الدباغ في جلودها وقيل في كل شيء ما عدا الخنزير والكلب وقيل أقوال أخرى معروفة عند أهل العلم
ولكن أقربها هو جلد ما يؤكل لحمه فالدباغ ذكاته كما في الرواية الأخرى من حديث ابن عباس عند أحمد بسند صحيح ( فإن الدباغ ذكاته ) والذكاة لا يكون إلا لما يؤكل لحمه لا يكون الدباغ ذكاة إلا لما يؤكل لحمه(1/1543)
وإن كان القول بأن الأحاديث عامة قول جيد وقوي ، له قوته لعموم الأدلة وأن جميع الجلود تطهر بذلك قول له قوته للعموم ولكن أظهر الأقوال وأقربها للصواب أن هذا في جلد ما يؤكل لحمه وأن الورع يقتضي ترك ما سوى ذلك
***
سؤال عن استعمال الساعات والأقلام الذهبية ؟
ج / أما الأنثى فلا حرج أما الرجال فلا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع من التختم بالذهب والتختم بالذهب أقل من الساعة فالساعة من باب أولى وأما الفضة فأمرها أسهل وقد أباحه للرجل التختم بالفضة ولكن ترك الساعة الفضية أولى لأنها أكثر من الخاتم فالأولى في حقه والأحوط ترك ذلك
وهكذا الأقلام من الذهب والفضة ، الذهب يحرم بلا شك على الرجل والفضة كذلك تركها أولى وإن كان الأمر فيها أسهل .
س ـ الاضطراب في سند حديث عبد الله بن عكيم هل في السند أم في المتن ؟
ج ـ فيهما جميعا في المتن والسند
س / ما حكم اتخاذ أسنان من الذهب ؟
ج / إذا دعت الحاجة إليه فلا بأس به مثلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتخاذ أنف من الذهب لمن قطع أنفه .
أما اتخاذه للزينة فلا يجوز .
أما إذا دعت الحاجة فلا بأس ، لأنها أصبغ من غيرها وأثبت وأقل تأثرا بالأوساخ والروائح غير المناسبة وروى عن جماعة من الصحابة أنهم ربطوا أسنانهم بالذهب فإذا تيسر غير الذهب من أشياء أخرى تقوم مقامها فهذا أولى وأحسن .
***
الحديث الرابع والعشرون : وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : إنا بأرض قوم أهل كتاب ، أ فنأكل في آنيتهم ؟ قال : (( لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها )) متفق عليه
أبو ثعلبة مشهور بكنيته ، الخشني بطن قضاعة مشهور وقضاعة قيل أنها من العرب المستعربة وقيل من قحطان(1/1544)
واختلف المحدثون في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة ولكنه مشهور بكنيته رضي الله عنه وهو من أهل البادية وكان يعتني بالصيد وقد سأل النبي e هذا السؤال يا رسول الله إنا بأرض قوم أهل كتاب يعني من اليهود والنصارى أ فنأكل في آنيتهم ؟
= هذا فيه أن المؤمن يسأل أهل العلم فيما أشكل عليه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وأهل العلم الذين نقلوا عنه وبعد وفاته يسأل العلماء فلا ينبغي إذا جهل شيئا أن يسكت بل يسأل (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) = (( فقال لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها ))
وهذا يدل على أنه ينبغي توقي أواني المشركين لأنه لا يُؤمن شرب الخمر فيها أو أكل الميتة فيها إلى غير ذلك مما يتساهلون فيه لكن إذا احتاج إليها غسلها وأكل فيها وهذا باب الند والتوجيه والأخذ بالأصلح والدليل على أنه للندب إن طعام أهل الكتاب حل لنا لأن الله أحل لنا طعامهم ونساءهم فدل على أن غسل أوانيهم ليس بواجب علينا كما أن طعامهم حل لنا نأكل في أوانيهم ، إذا أباح الله طعامهم في أوانيهم دل ذلك على أنه لا يلزم الغسل
إلا إذا كان هناك أسباب توجب ذلك كوجود خمر فيها فيغسل لتطهيرها منه أ ووجود ميتة أو مات بالخنق كوقيذ أو ما أشبه ذلك مما يعتبر ميتة
وجاء في بعض الروايات عند أحمد وأبي داوود (( أنه كان يشرب فيها الخمر ويؤكل فيها الخنزير )) فقال اغسلوها فإذا كانت بهذه المثابة مما يأكلون فيه الخنزير و من الميتات التي ليس فيها ذكاة أو شرب الخمر وجب غسلها لهذا وإلا فالأصل الطهارة في الأواني والأصل أن الله أباح لنا طعامه ويكون في أوانيهم فحل لنا استعمالها لكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم التوقي والحيطة والأخذ بما هو الأسلم ولا سيما إذا كانت الطائفة التي حول الإنسان يراها تشرب الخمر في أوانيها ويستعمل فيها الميتة والخنزير فإنه في هذه الحالة يتحتم غسلها لغسل الآثار(1/1545)
ومما يدل على جواز استعمال أواني المشركين حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه توضئوا من مزادة امرأة مشركة وهذا في حديث طويل أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين
***
الحديث الخامس والعشرين : عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه توضئوا من مزادة امرأة مشركة متفق عليه في حديث طويل
شرح الحديث : وهذا الحديث حديث عظيم له شأن فإن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه أصابه ظمأ فبعث عليا رضي الله عنه وأحد الصحابة رجلين يلتمسان الماء ففي طريقهما قابلتهما امرأة بين مزاد تين على جمل لها فسألاها أين الماء قالت: عهدي به البارحة هذه الساعة يعني بينهم يوم وليلة من الماء بعيد فقالوا لها توجهي معنا قالت إلى أين قالا : إلى النبي عليه الصلاة والسلام قالت ذاك الذي يذكر أنه الساحر فذهبت معهما فلما جاءت إليه أمر بأخذ الماء من هاتين الصفيحتين وكانا مليئتين بالماء وقال للناس استقوا فاستقى الناس في أوعيتهم ما يحتاجون من الماء فطرح فيه البركة وعادت كما كانت كأنها لم تمس بشيء عادت المزادتان كما كانت ملأى فتعجبت المرأة من هذا الأمر العظيم ثم جمعوا لها ما تيسر من تمر و غيره وأعطوها لأن أهل البادية يرغبون في مثل هذه الوسائل وغيرها ولا سيما وقت الحاجة فجمعوا لها ما شاء الله ثم من تمر وغيره وأعطوها ثم انطلقت إلى أهلها وقالت : لقد جئتكم من عند أسحر الناس أو أنه هو رسول الله حقا . ثم كانت بعد ذلك سببا لإسلام قومها . لما رأت أن المسلمين يتجنبون فريقها فقال بعضهم لبعض أنهم ما تجنبونا إلا لما جرى على يد هذه الجارية ودعا بعضهم بعضا إلى الإسلام فأسلموا لما أخبرتهم بهذه الآية العظيمة والمعجزة العظيمة وأن الله بارك في هذا الماء فشرب القوم واستقوا جميعا وبقى ماؤها كما كان و مزاد تها كما كانتا ملآنين ، هذه من آيات الله العظيمة سبحانه وتعالى(1/1546)
* وفيه من الفوائد استعمال أواني المشركين فإن المزادة من الجلد مدبوغ فيه ماؤهم فدل ذلك على أن أوانيهم من جلود وغيرها طاهرة هذا هو الأصل ودل على أن الدباغ طهور للجلد لأن هذا الجلد من ذبائحهم ، وذبائحهم لها حكم الميتات وطهرها الدباغ واستعملوها في الماء واستعملها المسلمون في الماء فدل ذلك على أن الدباغ مطهر للجلود لجلود الميتة نستعمل في اليابس والرطب جميعا كما جاء في الحديث .
وفيه علم من أعلام النبوة فإن الله جل وعلا أنزل البركة في هذا الماء الذي كان في المزادتين حتى شرب منه الناس واستقى منها الناس وعادتا ملآنين كما كانتا أولا ولم تنقص .
وفيه جواز الأخذ من الإنسان الذي فيه حاجة إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس أن يؤخذ منه ولاسيما إذا كان لا يضره ماء كثير ينقذ به العطشان ولا يضر صاحبه . فإذا وجد إنسان ماءاً مع إنسان وهو عطشان يخشى على نفسه لا بأس أن يأخذ من مائه ولو بقوة لينقذ نفسه فإنه ينقذ نفسه ولا يضر صاحبه .
***
الحديث السادس والعشرون : وعن أنس بن مالك رضى الله عنه : أن قدح النبي صلى الله عليه وسلم انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة . أخرجه البخاري .
الشعب : الصدع والشق .
سلسلة بالكسر وما وقع في الشرح بالفتح فليس بجيد السلسة : المصدر سلسلة يُسلسله سلسلةً أي ربطه وأما الأداة التي ربط بها هذه يقال لها سلسلة وهي القطعة من الفضة أو الحديد التي يربط بها الإناء يقال لها السلسلة بالكسر
فالفعل بالفتح والأداة التي ربط بها بالكسر(1/1547)
* هذا فيه دلالة على جواز ربط الشعب بسلسلة من فضة وأن المحرم كله من الفضة أما المضبب بفضة قليلة لا تخرجه عن كونه قدح خشب أو نحوه فلا بأس به لهذا الحديث الصحيح لأنها مصلحة ظاهرة فيه شيء قليل من الفضة مما يمتهن ويستهان به بخلاف الذهب فإنه لا يباح شيء منه فلا بأس باتخاذ السلسلة من الفضة إذ انكسر القدح أو انشق طرفه فربطته فلا بأس بذلك لهذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري رحمه الله . وهو نص في مسألة القدح وبقى هذا القدح عند أنس إلى ما شاء الله .
---
المنصور
08-22-2004, 01:23 AM
أسأل الله تعالى أن يرفع قدرك ، وأن يجزيك عن المسلمين خير الجزاء ، ولعمري إن عرفت قيمة ماتفعل بإدراجك علوم الإمام ابن باز فلعلك لاتعرف كم دعوت لك بالتوفيق والمغفرة .
وأسأل الله تعالى أن يعينك على التمام .
---
إمداد
08-24-2004, 05:56 AM
جزاك الله خيراعلى دعواتك وعلى تشجيعك وأسأل الله أن يجعل أعمالنا خلصة لوجهه الكريم وأن يعين على إتمام هذا الكتاب
---
إمداد
08-27-2004, 12:11 AM
باب إزالة النجاسة وبيانها
يعني باب وجوب إزالة النجاسة أو باب ما ورد من الأدلة في إزالة النجاسة،
و إزالة النجاسة واجب أن تزال بما جعله الله مزيلاً وتزال بالماء الطهور وتزال أيضا بأشياء أخرى كالاستجمار في الدبر والقبل فإن هذا يزيل النجاسة أيضاً ويطهر المحل وكذلك إزالتها بالحك ومسح النعل والخف بالتراب كما جاء ذلك في السنة
فالإزالة تكون تارة بالماء وتارة بغيرها كما جاءت بذلك النصوص
وقوله : وبيانها أي بيان جنس النجاسات ليس المراد بيان النجاسات كلها وإنما بيان جنس النجاسات
والنجس يراد به الشيء القذر سميت النجاسة بذلك لقذارتها كالبول والعذرة ونحوها وهو الشيء القذر الذي يتقذر منه النفوس ولهذا قيل له نجاسة(1/1548)
وسمي المشركون نجساً لقذارة أعمالهم وعقائدهم وخبثها وبطلانها ولمخالفتها للحق ولهذا سميت نجساً لأنهم تلبسوا بأشياء قذرة خبيثة وبالعقائد الباطلة
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجى خادم النبي صلى الله عليه وسلم
خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة
وكان إماماً عالماً من علماء الصحابة وعمّر أكثر من مائة عام عمّره الله د عا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في ماله وولده والبسط في أجله فأطال الله حياته وعمّر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين عاما بعد رسول لله صلى الله عليه وسلم ومات سنة 92هـ أو 93هـ من الهجرة عاش قبل الهجرة تسع سنين أو عشر سنين وتوفي وله مائة سنة وسنتان أو ثلاث ثم توفي رضي الله عنه
قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلا قال : (( لا )) أخرجه مسلم في صحيحه والترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح
الحديث يدل على أن الخمر لا يجوز أن تخلل إذا اشتدت وصارت مسكرة لا يجوز أن يخللها بفعله أو غيره بل يجب أن تراق وتتلف
ولهذا لما نزل تحريمها في السنة السابعة أو الثامنة من الهجرة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقتها فلما سمع بذلك طلحة وعنده جماعة يتعاطون الشرب أمر بإتلاف ما عندهم من الخمور وإراقتها وروى أبو داوود وغيره أن أبا طلحةرضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خمور عنده لأيتام هل يبيعها أو يريقها فقال لا بل أرقها فأراقها ...
فدل ذلك على أن الخمر متى وجدت وجب أن يراق لئلا يشربها أحد وتعزيرا لمن أبقاها فيجب أن تراق لأنه منكر يجب أن يزال(1/1549)
لكن لو تخللت بدون أن تخلل فالذي عليه جمهور أهل العلم أنه لا يجب أن تراق لأنه زال شرها فإذا زال ما فيها من المسكر وزالت شدتها وصارت خلا فإن الخل مباح قال النبي صلى الله عليه وسلم (( نعم الإدام الخل )) والخل الذي لا يسكر هو ما حمض من عصير العنب وغيره يقال له خل .
والخل هو ما تقوى حموضته من عصير عنب أو رمان أو غير ذلك يسمى خلاًّ والخل إذا ما تخللت بنفسها من غير علاج فلا حرج فيها .كالماء ينجس ثم تزول النجاسة بنفسها لكثرته مثل ماء المطر أصابته النجاسات وتغير ثم زال التغير وذهب لون النجاسة وطعمها ولونها فإن الماء يعود طاهرا طهورا كما كان أول
ا وكذلك البئر إذا سقط فيها شيء وزال التغير لكثرة مائها وما أشبه ذلك
وهكذا الخمر إذا اشتدت نجست عند الجمهور ووجب إراقتها وإذا زال هذا التغير وهذا الاشتداد وعادت إليها طهارتها وصارت طيبة وسارت خلا .
لكن لا تخلل.. بصب ماء عليها أو ملح أو عصر شيء عليها بل تراق وتتلف إذا اشتدت وظهر ت علا مات السكر فيها .
وللناس في هذا أقوال ثلاثة :
أحدها : أن الخمر لا تطهر أبدا سواء تخللت بنفسها أم خللها أحد بل تجب إراقتها مطلقا .
والثاني : أنها تطهر مطلقا خللها زيد أو عمرو أو تخللت بنفسها فإنها تستعمل وهذا مصادم للحديث .
والقول الثالث : التفصيل فإن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها غيره وضعت وأريقت . وهذا أعدل الأقوال وهو قول الجمهور القول بالتفصيل هو أعدل الأقوال أن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها الغير حرمت ووجب إراقتها سدا لذريعة حفظها وبقائها حتى تتخلل فإن الواجب إتلافها متى وجد فيها الاشتداد .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم سمح لهم بأن ينبذوا الزبيب في السقاء اليوم و اليومين والثلاثة فإذا انقضت الثالثة شربه أوسقاه غيره وإلا أراقه لئلا يشتد
والجمهور على نجاستها وخبثها . أي الخمر(1/1550)
وقال بعض السلف والتابعين لا تنجس فهي في نفسها طاهرة لأن الخمر إما عنب وإما شبه ذلك لا تنجس ولكن يجب أن تراق وأن تتلف كما يتلف غيرها من المنكرات قاله جماعة من التابعين وبعض المتأخرين .
والمشهور عند الجمهور والأئمة الأربعة أنها تنجس بالاشتداد والسكر لأن النجاسة هي القذارة فهي لشدتها صارت قذرة يجب اجتنابها وعدم لمسها وشربها هذا يدل على انها في النجاسة كالبول والغائط
وإلى هذا يميل الشيخ تقي الدين بن تيميه رحمه الله .. فإنه يوافق الجمهور ويتبع السنة ويتابع الجمهور و لايخالفهم ....
فدل على أن يرى نجاستها أو لأن القول بنجاستها مما يعين على إتلافها وإراقتها والبعد عنها بخلاف ما إذ قيل بطهارتها فإنه يتساهل المتساهلون ببقائها للانتفاع بها... والاستفادة من خمرها فإذا عرف أنها نجسة وأنها منكرة يجب أن تراق وأن تتلف ويبتعد عنها وأن لا يبقى شيء منها في بيت المسلم
لأن بقاءها بقصد التخليل أو التخلل وسيلة إلى شربها واستعمالها والمنكر يجب أن يتلف وأن يبادر إلى إتلافها قدر الطاقة والإمكان .
الحديث الثامن والعشرون : وعنه رضي الله عنه قال : لما كان يوم خيبر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طلحة فنادى (( إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس )) متفق عليه .
يوم خيبر وقع في أول السنة السابعة من الهجرة في صفر جاء النبي e إلى خيبر وحاصرهم وقاتلهم وفتح بلادهم عليه الصلاة والسلام ثم استعملهم في خيبر حراثين فلا حين يفلحون الأرض لأن المسلمين كانوا مشغولين بالجهاد ثم أمر بإجلائهم في آخر حياته فأجلاهم بعد ذلك عمر رضي الله عنه
قال يوم خيبر لما وقع الناس في الحمر فأصابت الناس مجاعة لأنه حاصر اليهود حصارا شديدا وتأخر الفتح فأصاب الناس مجاعة فوقع الناس ذات يوم في الحمر حمر أهل خيبر التي كانت خارج البلد فأخذوها وذبحوها وطبخوها في القدور وظهر ريحها للناس(1/1551)
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا ؟ فقال الحمر طبخها الناس فأمر بأكفاء القدور وقال أكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله أو نغسلها فقال أو ذاك فأمر بغسلها وأمر بإراقة اللحوم وأخبر بأنها رجس وإنها نجس خبيثة فدل ذلك على أن الحمر لا يجوز أكلها وثبت فيها أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وحديث على رضي الله عنه وحديث ابن عمر وجابر وجماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم
وهي تعد متواترة لكثرتها وصحتها عند جماعة من أهل العلم وهي محرمة
قال ابن عبد البر وهو أبو عمر إمام أهل المغرب في زمانه المتوفى سنة 463هـ يقول رحمه الله (( وقد انعقد إجماع أهل العلم اليوم على تحريمها بلا خلاف وما روى عن بعض السلف أنها حرمت لأنها دواب كانت تأكل القمامة والنجاسات حول البلد ـ قال أبن عباس وجماعة أنها حرمت لأجل هذا ـ
والصواب أنها حرمت لذاتها لا لأجل أنها ترعى خارج القرية لأنها رجس كما جاء في الحديث ، حرمت لذاتها .
وثبت في الصحيحين عن على رضي الله عنه وأرضاه أنه حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر وجاء هذا في روايات أخرى عن جابر وغيره وحديث عبد الله بن أبي أوفى
فالمقصود أن هذه الأحاديث متواترة على الصحيح متواترة لفظا ومعنى .
لأن التواتر هو أن يجتمع جماعة على حديث واحد ينقلونه ويستحيل تواطؤهم على الكذب اتفاقا أو خلفةً.
ومن تأمل هذه الأحاديث الواردة عن الصحابة في الباب ودلا لتها وعظم أسانيدها عرف أنها لا يمكن أن تقع صدفة وأن يتفق على هذا الحكم صدفة بل يستحيل عليها ذلك
والحاصل أن هذه الأحاديث صحيحة مستفيضة ومتواترة دالة على تحريم الحمر الأهلية لإجماع أهل العلم على ذلك فيما بعد عصر التابعين
ـــــــــــــــــــــــــ
وروى عن ابن عباس التوقف في ذلك وأن الحمر من دواب القرية وروى أنها تباح للضرورة كالميتة وهذا لا يختلف فيه فالميتة تباح من الحمر وغيرها من المحرمات .
س .....(1/1552)
ج /ظاهر هذا أنها كانت مباحة لهم ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تحريمها عليهم
* وفيه فائدة وهي جواز النسخ قبل الفعل . يجوزان ينسخ الشيء قبل أن يفعل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله : أو نغسلها فقال أو ذاك .
استدل به بعض أهل العلم على جواز النسخ قبل الفعل
وقال آخرون بل هذا يدل على أن الأمر بالكسر ليس للوجوب بل للندب فلما طلبوا الغسل قال : أو ذاك . فدل على أن الأمر بكسرها ليس للوجوب وإنما هو للندب ولهذا أذن لهم صلى الله عليه وسلم في غسلها بدل كسرها .
وفي هذا جواز الجمع بين الله ورسوله في قوله (( الله ورسوله أعلم)) وهذا الفعل وقع كثيرا فدل على جواز ذلك
وأما جاء في حديث (( بئس الخطيب أنت )) لما قال(( ومن يعصهما فقد غوى ))
فحمل على أن ذلك في جواز المعصية لأنه قال (( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما )) .
وقيل أن الأمر نسخ ..
وقيل أن هذا في باب الخطب لأن الخطب ينبغي التوسع والإيضاح وبكل حال فهو إما منسوخ وإما شاذ للأحاديث الصحيحة الكثيرة الدالة على جواز الجمع بينهما لحديث
( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان إن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )) في الصحيحين و حديث أنس هذا في الصحيحين
وجاء ذلك في أحاديث كثيرة .
---
عبدالله التميمي
08-27-2004, 11:26 PM
جزاك الله خير اخي الكريم وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك يوم القيامه ... وحبذا لو جعلت الشرح على ملف وورد ونسقته ..
محبكم
ابوفهد
---
إمداد
08-29-2004, 01:33 AM
جزاكم الله خيرا سأفعل ذلك إن شاء الله
---
الراية
09-10-2004, 02:06 PM
emdad
جزاك الله خيرا
وابشر والله بالخير ، فخدمتك لهذا الامام هي والله من القرب الى الله عز وجل في نشر العلم
فلا عدمنا يد عكفت على خدمة العلم النافع من أمثالكم
لازلتم موفقين ومسددين بارك الله فيكم وفي أعماركم .
آمين(1/1553)
أخي الكريم هل قمتم بوضع هذا الشرح في ملتقى اهل الحديث ؟
---
إمداد
09-10-2004, 11:49 PM
االجواب لأ وإن شاءالله إذا كملت كتاب الطهارة فسأرسله لهم
...
باب إزالة النجاسة وبيانها
يعني باب وجوب إزالة النجاسة أو باب ما ورد من الأدلة في إزالة النجاسة،
و إزالة النجاسة واجب أن تزال بما جعله الله مزيلاً وتزال بالماء الطهور وتزال أيضا بأشياء أخرى كالاستجمار في الدبر والقبل فإن هذا يزيل النجاسة أيضاً ويطهر المحل وكذلك إزالتها بالحك ومسح النعل والخف بالتراب كما جاء ذلك في السنة
فالإزالة تكون تارة بالماء وتارة بغيرها كما جاءت بذلك النصوص
وقوله : وبيانها أي بيان جنس النجاسات ليس المراد بيان النجاسات كلها وإنما بيان جنس النجاسات
والنجس يراد به الشيء القذر سميت النجاسة بذلك لقذارتها كالبول والعذرة ونحوها وهو الشيء القذر الذي يتقذر منه النفوس ولهذا قيل له نجاسة
وسمي المشركون نجساً لقذارة أعمالهم وعقائدهم وخبثها وبطلانها ولمخالفتها للحق ولهذا سميت نجساً لأنهم تلبسوا بأشياء قذرة خبيثة وبالعقائد الباطلة
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجى خادم النبي صلى الله عليه وسلم
خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة
وكان إماماً عالماً من علماء الصحابة وعمّر أكثر من مائة عام عمّره الله د عا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في ماله وولده والبسط في أجله فأطال الله حياته وعمّر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين عاما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة 92هـ أو 93هـ من الهجرة عاش قبل الهجرة تسع سنين أو عشر سنين وتوفي وله مائة سنة وسنتان أو ثلاث ثم توفي رضي الله عنه
قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ خلا قال : (( لا )) أخرجه مسلم في صحيحه والترمذي رحمه الله وقال حسن صحيح(1/1554)
الحديث يدل على أن الخمر لا يجوز أن تخلل إذا اشتدت وصارت مسكرة لا يجوز أن يخللها بفعله أو غيره بل يجب أن تراق وتتلف
ولهذا لما نزل تحريمها في السنة السابعة أو الثامنة من الهجرة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقتها فلما سمع بذلك طلحة وعنده جماعة يتعاطون الشرب أمر بإتلاف ما عندهم من الخمور وإراقتها وروى أبو داوود وغيره أن أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن خمور عنده لأيتام هل يبيعها أو يريقها فقال لا بل أرقها فأراقها ...
فدل ذلك على أن الخمر متى وجدت وجب أن يراق لئلا يشربها أحد وتعزيرا لمن أبقاها فيجب أن تراق لأنه منكر يجب أن يزال
لكن لو تخللت بدون أن تخلل فالذي عليه جمهور أهل العلم أنه لا يجب أن تراق لأنه زال شرها فإذا زال ما فيها من المسكر وزالت شدتها وصارت خلا فإن الخل مباح قال النبي صلى الله عليه وسلم (( نعم الإدام الخل )) والخل الذي لا يسكر هو ما حمض من عصير العنب وغيره يقال له خل .
والخل هو ما تقوى حموضته من عصير عنب أو رمان أو غير ذلك يسمى خلاًّ والخل إذا ما تخللت بنفسها من غير علاج فلا حرج فيها .كالماء ينجس ثم تزول النجاسة بنفسها لكثرته مثل ماء المطر أصابته النجاسات وتغير ثم زال التغير وذهب لون النجاسة وطعمها ولونها فإن الماء يعود طاهرا طهورا كما كان أول
ا وكذلك البئر إذا سقط فيها شيء وزال التغير لكثرة مائها وما أشبه ذلك
وهكذا الخمر إذا اشتدت نجست عند الجمهور ووجب إراقتها وإذا زال هذا التغير وهذا الاشتداد وعادت إليها طهارتها وصارت طيبة وسارت خلا .
لكن لا تخلل.. بصب ماء عليها أو ملح أو عصر شيء عليها بل تراق وتتلف إذا اشتدت وظهر ت علا مات السكر فيها .
وللناس في هذا أقوال ثلاثة :
أحدها : أن الخمر لا تطهر أبدا سواء تخللت بنفسها أم خللها أحد بل تجب إراقتها مطلقا .
والثاني : أنها تطهر مطلقا خللها زيد أو عمرو أو تخللت بنفسها فإنها تستعمل وهذا مصادم للحديث .(1/1555)
والقول الثالث : التفصيل فإن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها غيره وضعت وأريقت . وهذا أعدل الأقوال وهو قول الجمهور القول بالتفصيل هو أعدل الأقوال أن تخللت بنفسها أبيحت وإن خللها الغير حرمت ووجب إراقتها سدا لذريعة حفظها وبقائها حتى تتخلل فإن الواجب إتلافها متى وجد فيها الاشتداد .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم سمح لهم بأن ينبذوا الزبيب في السقاء اليوم و اليومين والثلاثة فإذا انقضت الثالثة شربه أوسقاه غيره وإلا أراقه لئلا يشتد
والجمهور على نجاستها وخبثها . أي الخمر
وقال بعض السلف والتابعين لا تنجس فهي في نفسها طاهرة لأن الخمر إما عنب وإما شبه ذلك لا تنجس ولكن يجب أن تراق وأن تتلف كما يتلف غيرها من المنكرات قاله جماعة من التابعين وبعض المتأخرين .
والمشهور عند الجمهور والأئمة الأربعة أنها تنجس بالاشتداد والسكر لأن النجاسة هي القذارة فهي لشدتها صارت قذرة يجب اجتنابها وعدم لمسها وشربها هذا يدل على انها في النجاسة كالبول والغائط
وإلى هذا يميل الشيخ تقي الدين بن تيميه رحمه الله .. فإنه يوافق الجمهور ويتبع السنة ويتابع الجمهور و لايخالفهم ....
فدل على أن يرى نجاستها أو لأن القول بنجاستها مما يعين على إتلافها وإراقتها والبعد عنها بخلاف ما إذ قيل بطهارتها فإنه يتساهل المتساهلون ببقائها للانتفاع بها... والاستفادة من خمرها فإذا عرف أنها نجسة وأنها منكرة يجب أن تراق وأن تتلف ويبتعد عنها وأن لا يبقى شيء منها في بيت المسلم
لأن بقاءها بقصد التخليل أو التخلل وسيلة إلى شربها واستعمالها والمنكر يجب أن يتلف وأن يبادر إلى إتلافها قدر الطاقة والإمكان .
الحديث الثامن والعشرون : وعنه رضي الله عنه قال : لما كان يوم خيبر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طلحة فنادى (( إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس )) متفق عليه .(1/1556)
يوم خيبر وقع في أول السنة السابعة من الهجرة في صفر جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وحاصرهم وقاتلهم وفتح بلادهم عليه الصلاة والسلام ثم استعملهم في خيبر حراثين فلا حين يفلحون الأرض لأن المسلمين كانوا مشغولين بالجهاد ثم أمر بإجلائهم في آخر حياته فأجلاهم بعد ذلك عمر رضي الله عنه
قال يوم خيبر لما وقع الناس في الحمر فأصابت الناس مجاعة لأنه حاصر اليهود حصارا شديدا وتأخر الفتح فأصاب الناس مجاعة فوقع الناس ذات يوم في الحمر حمر أهل خيبر التي كانت خارج البلد فأخذوها وذبحوها وطبخوها في القدور وظهر ريحها للناس
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا ؟ فقال الحمر طبخها الناس فأمر بأكفاء القدور وقال أكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله أو نغسلها فقال أو ذاك فأمر بغسلها وأمر بإراقة اللحوم وأخبر بأنها رجس وإنها نجس خبيثة فدل ذلك على أن الحمر لا يجوز أكلها وثبت فيها أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس وحديث على رضي الله عنه وحديث ابن عمر وجابر وجماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم
وهي تعد متواترة لكثرتها وصحتها عند جماعة من أهل العلم وهي محرمة
قال ابن عبد البر وهو أبو عمر إمام أهل المغرب في زمانه المتوفى سنة 463هـ يقول رحمه الله (( وقد انعقد إجماع أهل العلم اليوم على تحريمها بلا خلاف وما روى عن بعض السلف أنها حرمت لأنها دواب كانت تأكل القمامة والنجاسات حول البلد ـ قال أبن عباس وجماعة أنها حرمت لأجل هذا ـ
والصواب أنها حرمت لذاتها لا لأجل أنها ترعى خارج القرية لأنها رجس كما جاء في الحديث ، حرمت لذاتها .
وثبت في الصحيحين عن على رضي الله عنه وأرضاه أنه حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر وجاء هذا في روايات أخرى عن جابر وغيره وحديث عبد الله بن أبي أوفى
فالمقصود أن هذه الأحاديث متواترة على الصحيح متواترة لفظا ومعنى .(1/1557)
لأن التواتر هو أن يجتمع جماعة على حديث واحد ينقلونه ويستحيل تواطؤهم على الكذب اتفاقا أو خلفةً.
ومن تأمل هذه الأحاديث الواردة عن الصحابة في الباب ودلا لتها وعظم أسانيدها عرف أنها لا يمكن أن تقع صدفة وأن يتفق على هذا الحكم صدفة بل يستحيل عليها ذلك
والحاصل أن هذه الأحاديث صحيحة مستفيضة ومتواترة دالة على تحريم الحمر الأهلية لإجماع أهل العلم على ذلك فيما بعد عصر التابعين
ـــــــــــــــــــــــــ
وروى عن ابن عباس التوقف في ذلك وأن الحمر من دواب القرية وروى أنها تباح للضرورة كالميتة وهذا لا يختلف فيه فالميتة تباح من الحمر وغيرها من المحرمات .
س .....
ج /ظاهر هذا أنها كانت مباحة لهم ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تحريمها عليهم
* وفيه فائدة وهي جواز النسخ قبل الفعل . يجوزان ينسخ الشيء قبل أن يفعل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اكفئوها واكسروها فقالوا يا رسول الله : أو نغسلها فقال أو ذاك .
استدل به بعض أهل العلم على جواز النسخ قبل الفعل
وقال آخرون بل هذا يدل على أن الأمر بالكسر ليس للوجوب بل للندب فلما طلبوا الغسل قال : أو ذاك . فدل على أن الأمر بكسرها ليس للوجوب وإنما هو للندب ولهذا أذن لهم صلى الله عليه وسلم في غسلها بدل كسرها .
وفي هذا جواز الجمع بين الله ورسوله في قوله (( الله ورسوله أعلم)) وهذا الفعل وقع كثيرا فدل على جواز ذلك
وأما جاء في حديث (( بئس الخطيب أنت )) لما قال(( ومن يعصهما فقد غوى ))
فحمل على أن ذلك في جواز المعصية لأنه قال (( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما )) .
وقيل أن الأمر نسخ ..
وقيل أن هذا في باب الخطب لأنالخطب ينبغي التوسع والإيضاح وبكل حال فهو إما منسوخ وإما شاذ للأحاديث الصحيحة الكثيرة الدالة على جواز الجمع بينهما لحديث
( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان إن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )) في الصحيحين و حديث أنس هذا في الصحيحين(1/1558)
وجاء ذلك في أحاديث كثيرة .
الحديث التاسع والعشرون : وعن عمرو بن خارجة رضي الله عنه قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وهو على راحلته ولعابها يسيل على كتفي )) أخرجه أحمد والترمذي وصححه .
عمرو بن خارجه الأنصاري ويقال الأسدي .
(( على كتِفيْ )) أو (( على كتفَيَّ )) وعند أحمد (( بين كتفيَّ )) وهذا يدل على أن الإبل لعابها طاهر لأن هذا هو الأصل في الأعيان الطهارة والإبل مأكولة اللحم وهي طاهرة في نفسها لعابها وبولها وعرقها كله طاهر على الصحيح من أقوال أهل العلم أن ما يؤكل لحمه روثه وبوله كله طاهر ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذين استوخموا المدينة أن يذهبوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من ألبانها و أبوالها . فدل على طهارتها .
ولعاب الدابة المأكول لحمها كالإبل والبقر والغنم والصيود طاهر وهكذا ما كان طاهرا في الحياة وإن كان لا يؤكل لحمه كبني آدم لعابه طاهر ومثل الهرة لعابها طاهر . ولهذا لو شربت من الإناء لا ينجس . وهكذا البغال والحمير على الصحيح لعابها طاهر . وهكذا على الصحيح لعابها طاهر و سؤرها على الصحيح لأنها من الطوافين علينا ....
وحديث عمرو بن خارجة هذا حديث طويل فيه (( أن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث وسمعه يقول الولد للفراش وللعاهر الحجر وسمعه يقول من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ))واختصره المؤلف فساق طرفا منه للدلالة على طهارة لعاب الإبل ونحوها من مأكول اللحم واللعاب ما يسيل من الفم .
انتهى الوجه الأول من الشريط الثاني
ونسأل الله التوفيق للإتمام
الحديث الثلاثون : وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول ال صلى الله عليه وسلم له يغسل المنى ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل . متفق عليه .(1/1559)
هذا الحديث يدل على طهارة المني وأنه ليس بنجس ليس مثل البول و العذرة لا ، بل هو أصل الإنسان لأن أصل الإنسان الماء وهو طاهر وليس بنجس ولكنه يغسل من باب النظافة يغسل رطبه ويفرك يابسه وليس غسله لنجاسته ويجوز الصلاة في الثوب بعد غسله وحته منه لهذا الحديث . وجاء عن عائشة و ابن عباس وغيرهما أنهما لما سئلا عن ذلك أمر السائل أن يحُتَّه بعود أو عظم أو نحو ذلك ويصلي
وللناس في هذا خلاف، بعض أهل العلم يرى نجاسة المني
والصواب أنه طاهر لأن ما دل عليه حديث عائشة رضي الله عنها نص في هذه المسألة كما جاء في الآثار الأخرى
ولأنه أصل ابن آدم فدل ذلك على أنه ليس بنجس بل هو طاهر ويكفي فركه و حته ولكن غسله بالماء أكمل وأفضل لأمرين أحدهما أنه أنظف .
والثاني : أنه أحوط لمراعاة القول الثاني .
***
الحديث الثالث والثلاثون : وعن أبي السمح رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يغسل من بول الجارية ، ويرش من بول الغلام ))
أخرجه أبو داوود والنسائي وصححه الحاكم . وهو حديث جيد لا بأس بإسناده
أبو السمح خادم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه إياد وقيل غير ذلك وليس لأبي السمح غير هذا الحديث الواحد .
أخبر أنه صلى الله عليه وسلم قال : يغسل بول الجارية ويرش بول الغلام ))
وجاء عند أحمد بسند جيد عن على رضي الله عنه نحو هذا .
أنه صلى الله عليه وسلم قال )) ينضح بول الغلام الرضيع ويغسل بول الجارية )).
وفي الصحيحين من حديث أم قيس الأسدية أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصبي فبال عليه فأتى بماء فرش على محل البول ولم يغسله . وفي رواية : فأتبعه إياه ولم يغسله .
وهذا الذي في الصحيحين مطابق لحديث أبي السمح وحديث علي عند أحمد في المسند وغير هما(1/1560)
والخلاصة أن هذه الأحاديث تدل على أن الصبي حال صغره ولم يتغذ بالطعام بل يتغذى بلبن أمه فإنه يرش بوله إذا بال على الإنسان وينضح بوله بالماء حتى يعمه الماء وليس هناك حاجة إلى عصره ودلكه ونحو ذلك بل يكفي أن يرش بالماء حتى يعمه الماء
أما الجارية وهي البنت فيغسل بولها .
وفي حديث علي عند أحمد بإسناد جيد قال قتادة ـ وهو أحد رواة السند هذا ما لم يطعما فإذا طعما غسلا جميعا .
وهذا هو الصواب في هذه المسألة .
وهناك قول آخر أنهما يغسلان جميعاً .
وقول ثالث أنهما يرشان جميعا .
والصواب هو التفصيل .
ومن قال إنهما يرشان كإمام أهل الشام الأوزاعي رحمه الله ولعله لم تبلغه السنة ، السنة فيها التفصيل وليس لأحد كلام مع السنة إذا جاء نهر الله بطل نهرمعقل إذا جاءت السنة شفت وكفت .
و الصواب التفصيل وهو أنه يرش ينضح بول الغلام إذا لم يأكل الطعام ويغسل من بول الجارية .
وقد اشتهر الآن تغذية الأطفال بالألبان المجمدة المعروفة من ألبان البقر والغنم فهل يرش بوله أم يغسل والحديث إنما جاء فيمن يتغذى بلبن أمه لا بلبن آخر وهذا خرج عن كونه يتغذى بلبن أمه بل يتغذى بألبان أخرى كألبان البقر والغنم
فالأقرب في هذا أنه يغسل كالجارية أخذا بالاحتياط وعملا بظاهر الحديث فإن الحديث فيما يتعلق بالرضيع الذي يتغذى بلبن أمه وهذا ما صار رضيعا الآن صار يطعم من الخارج وهناك نوع آخر قريب من لبن الأم فإذا شبه بلبن الأم في باب الرش فهو وجه جيد بالنظر إلى أنه لم يتغذى بالطعام أو بما يتغذى به الناس الكبار بل يتغدى بنوع خاص يشبه لبن الأم ويقرب منه ويدانيه وهذا له وجه القول بالقياس على لبن الأم وجيه جدا ولكن الاحتياط التفصيل لأنه انفصل عن الأم ولم يكن رضيعا لها فإذا احتاط الإنسان وعمل بالأقرب إلى السلامة فهو حسن
س : .....
ج / إذا تغذى بلبن امرأة أخرى فإنه لا يغسل لأن لبنهما متقارب
س .....
ج / الفرق بينهما أن هذا لبن الأم وهذا لبن حيوان(1/1561)
***
الحديث الرابع والثلاثون وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في دم الحيض يصيب الثوب ـ (( تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلى فيه )). متفق عليه .
ش / وفي لفظ (( ثم تغسله )) وفي رواية النسائي وغيره ( تغسله بماء وسدر)
هذا الحديث بمجموع رواياته يدل على أن دم الحيض يغسل ويحك إذا كان له جرمُ وأثر يحك بحجر أو عظم أو ظفر ثم يغسل ثم يصلى فيه بعد ذلك .
فدل على فوائد منها أن دم الحيض نجس كسائر الدماء لأنه يغسل إذا أصاب الدم البدن أو الثوب يغسل ويحك من باب كمال الطهارة يحك بحجر أو ظفر أو بعظم أو ما أشبه ذلك أو بعود يحك بشيء يزيل هذا المتجمع ثم يغسل بعد ذلك بقية أثره ثم يصلى فيه فدل ذلك على نجاسته ووجوب غسله ووجوب إزالته ودل على أن الثوب الذي فيه النجاسة لا يصلى فيه بل يصلى في الثوب الطاهر
***
الحديث الخامس والثلاثون وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالت خولة يا رسول الله فإن لم يذهب الدم ؟ قال (( يكفيك الماء ولا يضرك أثره ))
أخرجه الترمذي وسنده ضعيف .
ش = هذا الحديث وإن كان ضعيفا لأنه من رواية ابن لهيعة لكن يستشهد به في هذا المقام .
ولقوله جل وعلا (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وقوله تعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ))
وعزاه صاحب المنتقى إلى أبي داود وهو حديث له قوته لأن ابن لهيعة ليس بذاك المطروح وإنما ضعف الحديث من سوء حفظه لما احترقت كتبه ساء حفظ فهو يستشهد به .
وحديث أسماء كافٍ في المقام ولكن القاعدة في مثل هذه الأشياء (فاتقوا الله ما استطعتم) يفعل ما استطاع منها فإذا غسله بالصابون أو الأشنان أو السدر وبقى له أثر لم يزل لا يضر إذا بقى له أثر من حمرة أو صفرة بعد الغسل المطلوب لا يضر الأثر
س / ما العلة في التفريق بين بول الجارية وبول الغلام ؟!(1/1562)
ج / اختلف العلماء في العلة ومعلوم أن المسلمين عليهم الأخذ بالأحكام مطلقا وإن لم يعرفوا علتها وحكمتها لأنه يعلم أن ربه عليم حكيم . لا يشرع شيئا إلا وله حكمة
(( إن ربك حكيم عليم )) (( إن الله كان عليما حكيما ))
وعندنا قاعدة وهي أن الشرع كله حكمة منزه عن العبث
ولكن ليس بشرط تحكيم العقول لأننا عبيد مأمورون علينا أن نمتثل وإن لم نعرف الحكمة والسر من هذا الشيء لكن إذا ظهرت الحكمة فهذا خير إلى خير ونور إلى نور وعلم إلى علم . ومن قال أنه لا يعمل إلا إذا علم الحكمة و إلا فلا فهو تابع لهواه وليس بعبد كامل الطاعة وإنما كامل الطاعة من أطاع مولاه وأتبع شريعته وإن خفي عليه سر ذلك الشيء المعين المأمور .
# والعلماء قالوا في ذلك أقوالا
منهم من قال إن العلة أن بول الغلام ينتشر و يشق غسله فيكفي النضح وبول الجارية لا ينتشر بل يكون في محل واحد فلا يشق غسله .
وقال آخرون بل العلة غير هذا وهي أن الغلام يكثر حمله في الغالب ويحب كثيرا أكثر من الأنثى فخفف الله غسل بوله إذا كان صغيرا بالرش لكثرة حمله وتناوله بين الرجال والنساء فكان من الرحمة أن شرع رشه فقط .
وقال آخرون أن العلة أن أصل الذكر من الماء والطين فأخذت أحكامه والأنثى أصلها اللحم والدم لأن حواء خلقت من آدم فكانت بناتها مثلها تغسل أبوالهن والذكر أصله من الطين فلا يغسل بل يكتفي بالرش
# وكل هذه أشياء محتملة أقربها عندي والله أعلم وأقواها هو الأول أن بول الغلام ينتشر هاهنا وهاهنا ولا يبقى في محل(1/1563)
والشارع معروف عنه التيسير والتخفيف فيما تعم به البلوى ولهذا جعل الهر مباح السؤر لأنه من الطوافين علينا وهذه الحشرات الصغيرة التي تقع في الماء لا تضر مثل الذباب وغيره لأن الناس يبتلون بها . وكذلك على الصحيح الحمار والبغل وإن كانت محرمة الأكل فإنه يعفى عن سؤرها وعرقها لأن الناس يركبونها وينتفعون بها وتعم البلوى بها فكلما كانت البلوى به أكثر كانت الرحمة والتوسعة فيه أكثر
والولد تعم البلوى بحمله ويكثر بوله على الناس ولا يقع في محل بل ينتشر ها هنا و ها هنا فكانت الرحمة بالتوسعة في ذلك والتيسير في ذلك
س
ج / كل الدماء نجسة عند أهل العلم قاطبة ولكن دم الحيض أشدها ولكن يعفى عن يسيرها إذا وقع للإنسان جرح أو رعاف أو نحو ذلك لأنه مما تعم به البلوى على القاعدة إذا كان الإنسان في ثوبه شيء يسير لا يضر وينبغي تطهيره من هذه الآثار النجسة لا يترك بل يعفى عن اليسير مما قد تعم به البلوى
س / والدماء المسفوحة ؟
ج / هي المرادة الدماء المسفوحة خاصة. أما الدم الذي يبقى في عروق الدابة ونحوها
فلا يحكم بنجاستها بل هي طاهرة مباحة .
س / ما هوحكم الدم اليسير ؟ :
ج / يعفى عن الدم اليسير مثل الرعاف وأشباهه إن أصاب الثوب شيء يسير يعفى عنه لأنه تعم به البلوى لأن الإنسان لا يسلم من جرح في يده أو بثرة في عينه أو شيء من لثته فهذا الشيء اليسير يعفى عن كما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ـ في ذلك .
س / هل يقدر اليسير بقدر ؟ :
ج / لا . بل هو حسب العرف كل إنسان مسئول عن نفسه ما عدا يسيرا تعم به البلوى فهذا لا يضر .
وهذا كله عند التعمد وأما إذا صلى بثوب فيه نجاسة ما درى عنها إلا بعد الصلاة فالصحيح أنه لا يضره ولو كان كثيرا . كما لو كان ناسيا له أو جاهلا به لكن هذا فيما يتعمد .
واليسير لو تعمد وصلى بها فهذه يعفى عنها .
---
(1/1564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرضٌ لكتاب: آثار الحنابلة في علوم القرآن .. جمع : أ.د.سعود الفنيسان
---
عرضٌ لكتاب: آثار الحنابلة في علوم القرآن .. جمع : أ.د.سعود الفنيسان
---
أحمد العنزي
03-31-2005, 09:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
آثار الحنابلة في علوم القرآن
الحمدلله رب العالمين والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين أمّا بعد ،،،
فبين يديَّ رسالةٌ موسومةٌ بـ: آثار الحنابلة في علوم القرآن .
تأليف : سعود بن عبدالله الفنيسان
الطبعة الأولى - كتب مقدّمتها عام 1409 - تقع في 233 صفحة - تباع بـ12ريالاً
وذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه التزم ألا يذكر في كتابه إلا من هو حنبليّ المذهب .
وطريقة المؤلف أن جمع ما توفّر لديه من كتبٍ لحنابلة في علوم القرآن ، ورتب الأسماء حسب التسلسل الزمني ، وبعد ذكره للاسم يعقبه بترجمةٍ موجزة ويهمّش لها بتوثيق ترجمته و أماكنها ، وبعد ذلك يذكر نتاجه في علوم القرآن ،
فإن كان مطبوعاً وضع بجانبه ( مط )
و إن كان مخطوطاً وضع بجانبه ( مخ )
وإن كان مفقوداً تركه مهملاً و ذكر من نسب له الكتاب
وسأقوم هنا بنشر بعض ما هو موجودٌ في الكتاب .. فليس لي إلا الانتقاء ولا طلب لي إلا الدعاء ..
ونبدأ باسم الله و على بركته باختيار بعض الحنابلة وما كان منهم من آثار في علوم القرآن :
1/ الإمام المبجّل أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - (164 - 241 )
واسمه يغني عن ترجمته ، له :
1- التفسير . ذكره ابن النديم في الفهرست ، وابن أبي يعلى .
2- الناسخ و المنسوخ ذكره ابن النديم في الفهرست و الكتاني في الرسالة المستطرفة
3- المقدّم و المؤخر في القرآن . ذكره الذهبي ، والروداني في : صلة الخلف بموصول السلف
4- جوابات القرآن . ذكره الذهبي(1/1565)
5- بيان ما ضلّت به الزنادقة في متشابه القرآن . ذكره ابن النديم و عامة من ترجم له ، وهو مخطوط في عدد من المكتبات . انظر تاريخ التراث لسزكين 2/103 .
ويوجد مخطوطاً في المكتبة الظاهرية برقم 7659 ضمن مجموع ، وقدطبعه الشيخ حامد الفقي في الجزء الأول من شذرات البلاتين عام 1375 ولكن هذه الطبعة تحتاج إلى تحقيق
2/ أبو عبيد القاسم بن سلام ( 150 - 227 )
3/أبو داود (202 - 275 )
صاحب السنن ، له :
1- الناسخ و المنسوخ . ذكره الذهبي وابن خير الأشبيلي في فهرسته ، و الروداني في صلة الخلف ، وصاحب كشف الظنون ، ونقل منه السيوطي في تفسيره .
4/ أبوحاتم الرازي (151 - 277 )
له : تفسير القرآن . ذكره البغدادي و الزركلي وكحالة وعادل نويهض ، ويوجد الجزء الثالث منه مخطوطاً في المكتبة المحمودية في المدينة المنورة برقم ( 49 تفسير )
5/أبو إسحاق الزجّاج ( 230 - 311 )
له : معاني القرآن و إعرابه ( مط ) طبع أخيراً بتحقيق عبدالجليل شلبي
6/ عبدالله بن أبي داود ( 230 - 316 )
له كتاب : المصاحف ( مط )
7/ الوفاء بن عقيل ( 432 - 513 )
له : مسألة الحرف و الصوت في القرآن ردّاً على الأشاعرة . ذكره ابن رجب و إسماعيل البغدادي ن وقد نشرت الرسالة في مجلة المعهد العلمي الفرنسي بدمشق - المجلد 24 عام 1971 ، نشرها : جورج مقدسي .
8/ أبو الفرج بن الجوزي ( 519 - 597 )
1- تذكرة الأريب في تفسير الغريب ( مط ) بتحقيق : د.علي الحسن البواب .
2- زاد المسير ( مط )
3- فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ( مط ) بتحقيق : د.حسن ضياء الدين عتر
4- المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ و المنسوخ ( مط ) بتحقيق : د.حاتم الضامن
9/ أبو البقاء العكبري (538 - 616 )
1- التبيان في إعراب القرآن ( مط ) باسم : إملاء ما منَّ به الرحمن في إعراب القرآن .
10/ الموفّق ابن قدامة ( 541 - 620 )(1/1566)
1- البرهان في بيان القرآن ( مط ) بتحقيق : الفنيسان ، في مجلة البحوث العلمية ، عدد 19
2- البيان في حروف القرآن ( أو ) الصراط المستقيم في بيان الحرف القديم ( مخ )
3- ذم التأويل ( مط ) بلا توثيق و لا تحقيق .
11/ الناصح ابن الحنبلي ( 554 - 634 )
له : استخراج الجدل من القرآن الكريم ( مط ) بتحقيق د.زاهر الألمعي
12/ شعلة : أبوعبدالله أحمد بن محمد بن حسين الموصلي ( 623 - 656 )
له : شرح الشاطبية في القراءات ( مط ) في دار التأليف ولكنها ضعيفة الطبع
13/ عبدالرزاق الرسعني ( 589 - 661 )
له : تفسير القرآن ( رمز الكنوز ) (مخ) ويوجد مخطوطاً في جامعة أم القرى وجامعة الإمام ، والكتاب - كما يقول محمد العثيمين مدير مركز البحث العلمي - أنه تام ، ولا ينقصه سوى الفاتحة و البقرة
14/ محمد الاسفراييني ( ؟ - 684 )
له : فاتحة الإعراب بإعراب الفاتحة ( مط ) بتحقيق حسين البدري .
15/ نجم الدين الطوفي ( 657 - 716 )
1- الإشارات الإلهية و المباحث الأصولية في التفسير ( مخ ) في دار الكتب المصرية ، ومكتبة الحرم المكي
2- الإكسير في قواعد التفسير ( مط ) باسم : الإكسير في علم التفسير ، بتحقيق: عبدالقادر حسين
16/ أحمد بن تيمية ( 661 - 728 )
1- الإكليل في المتشابه و التأويل ( مط ) عدة طبعات
2- تفسير سورة المعوّذتين ( مخ ) في جامعة برنستن
3- جواب سؤال في قوله { إنما أمرنا لشئ .. إلخ } (مخ) في جامعة أم القرى
4- مقدمة في أصول التفسير (مط) أكثر من مرة
17/ ابن هشام النحوي (708 - 761 )
1- إعراب مواضع من القرآن (مط) بتحقيق علي البواب
2- رسالة في قوله تعالى { إنَّ رحمة الله قريب من المحسنين } (مط) بتحقيق الدكتور:عبدالفتاح الحموز ، مطبوعة باسم : مسألة الحكمة في تذكير و تأنيث "إن رحمة الله قريب من المحسنين" .
18/ عبدالرحمن بن رجب ( 736 - 795 )
1- تفسير سورة الإخلاص
2- تفسير سورة الفلق
3- تفسير سورة النصر
ولكها مطبوعة(1/1567)
19/ ابن عادل الحنبلي ( كان حيّاً سنة 880 )
له : اللباب في علوم الكتاب (مخ) في جامعة الإمام ، وقد سجّل أول الكتاب في رسالة دكتوراه في اصول الدين في جامعة الإمام
20/ مرعي الكرمي ( ؟ - 1033 )
1- إتحاف ذوي الألباب في تفسير قوله تعالى { يمحو الله ما يشاء ويثبت و عنده أمّ الكتاب } (مخ) في الجامعة الإسلامية
2- أقاويل الثقات في تأويل الأسماء و الصفات والآيات المحكمات و المتشابهات (مط) بتحقيق شعيب الأرناؤوط ، ومنه مخطوطة مصورة في جامعة الملك سعود
3- قلائد المرجان في الناسخ و المنسوخ من القرآن (مط) طبعة تجارية سيئة و محرفة ، وقد حقق في رسالة ماجستير في جامعة الإمام .
وقد ذكر الشيخ سعود الفنيسان 120 حنبلياً كانت لهم آثار في علوم القرآن ، وذكر آثارهم :
فإن كان مفقوداً أهمله ،
وإن كان مخطوطاً ذكر نسخه و أماكن وجوده ،
وإن كان مطبوعاً فيذكر من طبعه .
وختم كتابه بفهرسٍ قسمه إلى :
1- فهرس الكتب المطبوعة
2- فهرس الكتب المخطوطة
3- فهرس الكتب المفقودة ( وهذه الثلاثة على الفهرس الأبجدي )
4- فهرس المؤلفين الحنابلة في علوم القرآن ( بحسب ترتيبه و التسلسل الزمني )
5- فهرس المراجع
و الكتاب فيه تجاوزٌ في عدّ الحنابلة و اختيارهم ، خصوصاً في المعاصرين لأحمد ، ولا أدري ما الضابط في عد ( المتقدمين ) في كونهم حنابلة أم لا !.
مثلما عدّ : أبو حاتم ، وأبوعبيد من الحنابلة ( و أنا لا أنفي ذلك ، بل أستفسر ) ..
ومن التجاوزات في عدّ الحنابلة حين قال [ وما بين المعقوفتين منّي ] في صفحة 183 :
109 - أحمد الساعاتي ( كان حيّا قبل 1342 هـ )
أحمد فوزي بن أحمد الساعاتي الدمشقي ، باحث متكلم ، له تأليف يدافع فيه عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب : ( الإنصاف في دعوة الوهابية وخصومها بدفع الخلاف ) . لم أجد من ذكر مذهبه [ !!!! ] ، ولكن من يدافع عن هذه الدعوة الإصلاحية الغالب على الظن [ !!! ] أنه حنبليّ المذهب [ !!! ] .(1/1568)
له : البرهان في إعجاز القرآن ( مط ) . اهـ
وعجبي كيف أدخله ! ألأنه دافع عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب !
عموماً .. الكتاب لطيفٌ و نافع .. وفيه جمعٌ حسن لأئمتنا الحنابلة ، ومالهم من باع في خدمة هذا الفن ( علوم القرآن ) ...
جزى الله مؤلّفه خير الجزاء ..
ولا أدري : هل مؤلفه سيعيد طبعه أم لا ؟
أرجو أن أكون قد وفّقتُ في عرض الكتاب ، نفعني الله و إياكم
أخوكم
أحمد
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2005, 10:49 AM
نعم وفقت في عرض الكتاب وفقك الله لكل خير ، وهذه باكورة تدل على عناية وحسن اختيار أخي العزيز أحمد العنزي وتبشر بما سيتلوها من بدائع الفوائد.
أما كتاب الأستاذ الدكتور سعود الفنيسان ، فقد اجتهد وفقه الله بحسب طاقته في جمع هذه الآثار ، وما استدركته عليه فيه مجال للخلاف بينه وبين من يقرأ كتابه ، ولكن يبقى له فضل السبق في التنبيه على الكثير من آثار الحنابلة في علوم القرآن. ويبدو لي أنه قد ظهر بعد طباعة كتابه عدد كبير من مؤلفات وآثار الحنابلة ، وطبع كثير من كتب التراجم أبانت عن مؤلفات أخرى لم تذكر. فلا أظنه إلا قد قيد مثل تلك الفوائد ليضيفها لكتابه في طبعة قادمة إن شاء الله. وشكر الله لك يا أخي العزيز هذه الفوائد .
---
أحمد العنزي
04-03-2005, 12:18 AM
باركَ الله فيكَ سيّدي عبدالرحمن الشهري ، وشكرَ الله مروركَ و تعليقكَ ..
إخوتي الأفاضل .. من عندهَ علمٌ حول ( إعادة ) طبع هذا الكتاب _بإضافاتٍ و زيادات_ من قبل الشيخ أ.د.سعود الفنيسان ؟
---
(1/1569)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( الحج أشهر معلومات )
---
( الحج أشهر معلومات )
---
المعتصم بالله
01-01-2006, 11:10 PM
أيها الأخوة ...
هلاَّ انبرى من المشائخ الفضلاء وطلاب العلم أن يبسطوا لنا القول في الحديث والكلام عن شيء من كلام ربنا لا سيما في ( آيات الحج ) نحوياً , وفقهياً , مع ذكر القراءات وتفسيرها ... أمثال.. ( وأتموا الحج والعمرة ) , ( الحج أشهر معلومات ..) , ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله ) .. ونحوها لمناسبة قرب موسم الحج عل الله أن ينفع بها
منىً إن تكن حقّاً تكن أجملَ المنى *** وإلاَّ فقد عشنا بها زمناً رغدا
---
أحمد البريدي
01-02-2006, 10:08 PM
أخي هذ هذه الفائدة :
قال تعالى:{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ }(البقرة:من الآية197)
قالَ السعديُّ :"واستدلَّ بهذه الايةِ الشافعيُّ ومَن تابعهُ على أنّه لا يجوزُ الإحرامُ بالحجِّ قبلَ أشْهُرِهِ ، قُلْتُ : لو قِيلَ : إنّ فيها دلالةً لقولِ الجمهورِ بصحّةِ الإحرامِ بالحجِّ قبلَ أشهرهِ لكانَ قريبًا ، فإنّ قوله : {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } دليلٌ على أنّ الفرضَ قد يقعُ في الأشهرِ المذكورةِ ، وقد لا يقعُ فيها ، وإلاّ لم يُقيِّدْهُ ".(1/1570)
وقالَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله :" ومنها- أيْ مِن فوائدِ الآيةِ - : أنّ الإحرامَ بالحجِّ قبلَ أشهرهِ لا ينعقدُ ؛ لقولهِ تعالى : {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ}؛ فَلَمْ يُرتِّبْ الله أحكامَ الإحرام ِإلا لمن فَرَضَهُ في أشهرِ الحجِّ ؛ومَعلومٌ أنّه إذا انتفتْ أحكامُ العملِ فمعناهُ أنّه لم يصحّ العمل ، وهذا مذهبُ الشافعيِّ - رحمه الله - أنّه إذا أحرمَ بالحجِّ قبلَ دخولِ أشهرِ الحجِّ لم ينعقدْ إحرامهُ ؛ ولكن هل يَلْغُو ، أو ينقلبُ عمرةً ؟ في هذا قولانِ عندهم ؛أمّا عندنا مَذهبُ الحنابلةِ ؛ فيقولونَ : إنّ الإحرامَ بالحجِّ قبلَ أشهرهِ ينعقدُ ؛ ولكنه مَكروهٌ - يُكرَه أنْ يُحْرِمَ بالحجِّ قبلَ أشهرهِ - ومَذهبُ الشافعيِّ أقربُ إلى ظاهرِ الآيةِ الكريمةِ : أنّه إذا أحرمَ بالحجِّ قبلَ أشهرهِ لا ينعقدُ حَجًّا ؛ والظاهرُ أيضًا أنّه لا ينعقدُ ، ولا ينقلبُ عمرةً ؛ لأنّ العبادةَ لم تنعقدْ ؛ وهو إنّما دخلَ على أنّها حَجٌّ ؛ فلا ينعقدُ لا حَجًّا ، ولا عمرةً ".
قُلْتُ : سببُ الخلافِ ما أشارَ إليه ابنُ العربي في تفسيرهِ بقولهِ :" القولُ فيها دائرٌ مِن قِبَلِ الشافعيِّ على انّ الإحرامَ رُكْنٌ مِن الحجِّ مُختصٌّ بزمانهِ ، ومُعَوَّلُنَا – أيْ المالكية – على
أنّه شرطٌ فيقدّمُ عليه ".
---
أحمد البريدي
01-02-2006, 10:11 PM
وهذه أخرى :
قال تعالى :{ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ } (البقرة: من الآية196)
يرى السعديُّ رحمه الله أنّ إزالةَ الشَّعْرِ مِن الرأسِ أو مِن البَدَنِ بِحَلْقٍ أو غيرهِ ، وتقليمَ الأظافرِ بالقياسِ على ذلكَ مِن مَحظوراتِ الإحرامِ ؛ لأنّ المحْرِمَ ممنوعٌ مِن التَّرَفُّهِ .(1/1571)
بينما يرى الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله خلافَ ذلكَ فقالَ :" ومنها – أيْ مِن فوائد الآية - : أنّه لا يَحْرُمُ حَلْقُ شَعْرِ غير الرأسِ ؛ لأنّ الله خَصَّ النهي بحلقِ الرأسِ فقط ؛ وأمّا الشَّارِبُ ، والإبطُ ، والعانةُ ، والساقُ ، والذراعُ ، فلا يدخلُ في الآيةِ الكريمةِ ؛ لأنّه ليسَ مِن الرأسِ ؛ والأصْلُ الحلُّ ؛ وهذا ما ذَهَبَ إليهِ أهْلُ الظاهرِ ؛ قالوا : لا يَحْرُمُ على الْمُحْرِمِ حلقُ شيءٍ مِن الشَّعْرِ المباحِ حَلْقُهُ سِوَى الرأسِ ؛ لأنّ الله - سبحانه وتعالى - خَصَّهُ فقالَ : { وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ }؛ ولأنّ حَلْقَهُ يَفُوتُ بهِ نُسُك بِخلاف غيرهِ مِن الشُّعُورِ ؛ ولكن أكثرَ أهلِ العلم ألحقوا بهِ شعرَ بقيةِ البدنِ ؛ وقالوا : إنّه يحرمُ على المحرمِ أنْ يحلقَ أيّ شعرٍ مِن بَدَنِهِ - حتّى العانةَ - قياسًا على شعرِ الرأسِ ؛ لأنّ العلّةَ في تحريمِ حلقِ شعرِ الرأسِ التَّرُفُّهُ ، وإزالةَ الأذى ؛وهذا حاصلٌ في حلقِ غيرهِ مِن الشُّعُورِ ؛ وهذا القياسُ غيرُ صحيحٍ لوجهينِ :
الوجه الأول : أنّه مُخالِفٌ لظاهرِ النَّصِّ ، أو صَرِيحهِ .
الوجه الثاني : أنّ بينَ شعرِ الرأسِ وغيرهِ فرقاً كثيراً : فإنّ حلقَ شعرِ الرأسِ يتعلقُ بهِ التحلُّل مِن النسكِ ؛ فهو عنوانُ التحلُّل ؛ بخلافِ غيرهِ مِن الشُّعُور .
وأمّا التعليلُ بأنّه للتّرَفُّهِ ، ودفعِ الأذى ففيهِ نظرٌ ؛ ثم لو سَلَّمْنَا ذلكَ فأينَ دفعُ الأذى في حلقِ شعرِ العانةِ ، وشعرِ الساقِ ، ونحو ذلكَ ؟! وأينَ الدليلُ على مَنْعِ الْمُحْرِمِ مِن التّرَفُّهِ مع أنّه يجوزُ له التنظّفُ ،والاغتسالُ ، والتظلُّل مِن الشمسِ ، واستعمالُ المكيفاتِ ؟!
وهل تُلْحَقُ الأظافرُ بشعرِ الرأسِ ؟(1/1572)
الجوابُ : لا تُلْحَقُ ؛ فالأظافرُ ليستْ شعراً ؛ وليستْ في الرأسِ أيضاً ؛ فهي أبْعَدُ مِن إلحاقِ شعرِ بقيّةِ البدنِ بشعرِ الرأسِ ؛ ووجهُ البُعْدِ أنّها ليستْ مِن نَوعِ الشعرِ ؛ صحيحٌ أنّها تُشْبِهُ الشعرَ مِن حيثُ إنّها جزءٌ مُنفَصِلٌ ؛ لكنّها ليستْ مِن نَوعِ الشعرِ ؛ ولذلكَ مَن لَمْ يَرَ تحريمَ حلقِ شعرِ بقيّةِ البدنِ فإنّه لا يَرَى تحريمَ قَصِّ الأظافرِ مِن بابِ أَوْلَى ؛ ولكن جمهورُ أهلِ العلمِ على أنّ تقليمَ الأظافرِ مُحَرَّمٌ على الْمُحْرِمِ قِيَاسًا على تحريمِ حلقِ شعرِ الرأسِ ؛ والعلّةُ : مَا في ذلكَ مِن التّرَفُّهِ ، والتَّنَعُّمِ ؛ ولكن هذهِ العلّةُ غيرُ مُسَلَّمَةٍ :
أولاً : لأنّ العربَ في زَمنِهم لا يَترفَّهُونَ بحلقِ الرأسِ ؛ بل الرفاهيةُ عندهم إنّما هي في إبقاءِ الرأسِ ، وتَرْجِيلِهِ ، وتَسْرِيحِهِ ، ودَهْنِهِ ، والعنايةِ بهِ ؛ فليست العلّةُ إذاً في حلقِ شعرِ الرأسِ : التّرَفُّهُ .
ثانياً: أنّ العلّةَ لا بُدَّ أنْ تَطَّرِدَ في جميعِ مَعْلُولاتِهَا ؛ وإلا كانتْ باطلةً ؛ وهذهِ العلّةُ لا تَطَّرِدُ ، بدليلِ أنّ الْمُحْرِمَ لو تَرَفَّهَ ، فتنظّفَ ، وتغسّلَ ، وأزالَ الوسَخَ عنهُ ، ولَبِسَ إحْرامًا جديدًا غير الذي أَحْرَمَ بهِ لم يَحْرُمْ عليهِ ذلكَ .
وأقربُ شيءٍ للتعليلِ أنّ في حلقِ الرأسِ حالَ الإحرامِ إسقاطًا للنُّسُكِ الذي هو حلْقُهُ عندَ التحلُّلِ ؛وهذا لا يساويهِ حلقُ بقيّةِ الشعرِ ، أو تقليمُ الأظافرِ ؛ ولكن نظراً لأنّ جمهورَ أهلِ العلمِ ألحقوا ذلكَ بشعرِ الرأسِ فالاحتياطُ تَجَنُّبُ ذلكَ مُراعاةً لقولِ الجمهورِ".( )(1/1573)
قُلْتُ : ومَنْشَأُ الخلافِ بينهما : عِلَّةُ تحريمِ حلقِ الرأسِ ، فالسعديُّ جعلهُ للتَّرَفُّهِ ، وقاسَ بقيّةَ شعرِ البدنِ وتقليمِ الأظافرِ عليه ، وابنُ عثيمينَ جعلَ العلّةَ أنّ في الحلقِ إسقاطًا للنُّسُكِ عند التحلُّلِ ولم يُصحِّحِ القياسَ ، والله أعلم
---
المعتصم بالله
01-02-2006, 11:52 PM
أفادك الله يا شيخ أحمد ..
جاء في كلام الشيخ رحمه الله ما نصه ( ولكن نظراً لأنّ جمهورَ أهلِ العلمِ ألحقوا ذلكَ بشعرِ الرأسِ فالإحتياطُ تَجَنُّبُ ذلكَ مُراعاةً لقولِ الجمهور .)... هل معنى هذا أن الإحتياط هنا من باب الورع بمعنى أنه لو حلق أو قلَّمَ عند الشيخ فلا شيء عليه ؟؟ .
** مما يترتب على هذا .. هل قول الجمهور يحتج به وإن كان للإحتياط -كما ذكر الشيخ رحمه الله - .
---
أحمد البريدي
01-03-2006, 01:48 PM
مما يوضح كلامه ما ذكره في الشرح الممتع بقوله :ولو أن الإنسان تجنب الأخذ من شعوره كشاربه وإبطه وعانته إحتياطاً لكان هذا جيداً لكن أن نلزمه ونأثمه إذا أخذ مع عدم وجود الدليل الرافع للإباحة فهذا فيه نظر .أهـ .
قلت : وأما الأظافر فقد نقل الإجماع على المنع منه , فإن صح فلا عذر في مخالفته , وقد استدل الشنقيطي بالمنع بقوله تعالى " ثم ليقضوا تفثهم " . فراجعه إن شئت .
---
المعتصم بالله
01-03-2006, 11:21 PM
أتنمى من بقية الأخوة المشاركة ... أجزل الله لكم المثوبة .
---
(1/1574)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جريدة اليولاندس بوستن الدانمركية تهاجم الرسول وبيان في الرد عليها ...
---
جريدة اليولاندس بوستن الدانمركية تهاجم الرسول وبيان في الرد عليها ...
---
أبو حسن الشامي
10-11-2005, 09:05 AM
نشرت جريدة اليولاندس بوستن الدانمركية مقالة وصورا تسيء فيها لشخص النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قام الشيخ أبي محمد السلفي بإصدار بيان يرد فيه على ما جاء في هذه الجريدة. إليكم نص البيان :
لن نصمت خوفاً من قمع ( ديموقراطي )
عطفاً على ما تبنته جريدة ( اليولاندبوستن الدانمركية) في عددها الصادر يوم الجمعة 30/9/2005 من صور تخيلية مزعومة لشخص نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فيها إساءة ظاهرة غير مقبولة تحت أي حجة، و إزاء ذلك فإننا كمسلمين ارتضينا العيش في هذه البلاد، بعد أن قيل لنا أن حريتنا الكاملة، لا سيما حرية التدين و احترامه ستكون مصانة، نود أن نلفت انتباه الرأي العام الدانماركي الى أمور مهمة :
1- أن لرسولنا صلى الله عليه وسلم مكانة في قلوبنا لا تدانيها منزلة، فهو و إخوانه الانبياء ( كموسى و عيسى ) هم رسل الله، ولا يجوز التطاول عليهم، و إن على كل ذي دين، بل على كل عاقل أن لا يسمح بتطاول على متبوع له هذا الوزن عند أتباعه، بل حتى عند عقلاء خصومه .
2- سؤال يطرح نفسه بقوة، هل يجرؤ أحد على النيل من السامية في أوروبا بحجة حرية الرأي و التعبير تحت غطاء الديموقراطية ؟؟؟
3- لسنا بحاجة لدروس في الديمقراطية، بل نحن من يدرسها للعالم بأفعالنا و أقوالنا، و ما بقاء منارات الكنائس مصانة محترمة في بلادنا أيام قوتنا و حتى يومنا إلا خير شاهد على ذلك .
4- إن هذا الأسلوب ( الديكتاتوري ) في طرح الديمقراطية مرفوض جملة و تفصيلاً .(1/1575)
5- أيصح أن تهدر القيم و لا يعرف لذي فضل فضله و يجترأ على مقامات ولا تراعى لا قيم و لا مبادئ، ولا تصان أي حرمة و كل هذا تحت ستار الحرية . إن هذه الديموقراطية بالية يستغل فيها القوي الضعيف .
6- يجب أن يكون هناك توازن بين حرية الرأي و التعبير، وحرية التدين، و إذا طغى أحد على الآخر فلا بد أن يحصل خلل لا تعرف بل لا تحمد عقباه .
7- إن المسلمين اليوم يقفون حائرين، فأي الأمرين نصدق، أصحيح أن الغرب يعادي شريحة معينة من المسلمين فقط لسلوكها، ولكنه يقر بأن الاسلام دين سماوي محترم ومهاب. أما الثاني و لعل ما ورد في الجريدة يدل عليه و هو أن الاسلام نفسه بكل رموزه و مقدساته لا قيمة له و أن الارهابي الأول هو نبينا صلى الله عليه وسلم.
8- هل تعني الديموقراطية أن يستهزأ و يتهكم بأقدس ما لدى المسلمين وكأن شئ لم يكن بل يراد لنا أن نتقبل ذلك و أن لا ننزعج ولا نغضب حتى يطمئن أصحاب الرأي الحر أن المسلمين أخيراً... تطوروا و أصبحوا يقبلون النقد و الرأي الآخر حتى ولو على حساب مسلماتنا ومقدساتنا.
9- لو نظرنا قليلاً الى الموضوع الحاضر الغائب ( الاندماج )، أيعقل أن هذا الاسلوب المتهور هو الوسيلة المثلى للاندماج، أم أنه سيزيد الشرخ أكثر فأكثر . إن ما ورد في هذه الجريدة هو بمثابة صب الزيت على النار و أن الأحمق الذي تبنى هذا الموقف الارعن عليه هو لا غيره أن يتحمل عواقب فعلته و التي أقلها إنقسام حاد في المجتمع الذي يراد له أن يكون موحداً و منصهراً في بوتقة واحدة بعيداً عن أي خلافات .
10- إن على الجريدة ( اليولاندبوستن ) بل أقل ما تفعله هو التراجع عن هذه السفسطة الفارغة، و الاعتذار الى المسلمين الذين جرحت مشاعرهم بل أحسوا بإهانة عظمى لأقدس ما عندهم ( نبيهم ) هذا إذا كنتم تهتمون بمشاعر الناس الذين يشاركونكم العيش في هذا البلد .(1/1576)
11- أخيراً أخاطب العقلاء من هذا المجتمع ان يكون لهم دور في وقف هذه المهزلة و عدم استغلال موضة ( الحرب على الارهاب ) للجرأة على الدين و الاسلام نفسه بكل رموزه و مقدساته .
الشيخ أبو محمد السلفي
خريج الجامعة الإسلامية
في المدينة المنورة
الثلاثاء الأول من رمضان المبارك 1426هـ
الموافق 04/10/2005
موقع الشيخ : http://www.angelfire.com/folk/wes0
---
أبو حسن الشامي
10-15-2005, 12:26 PM
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ رائد حليحل إمام مسجد أورهوس في الدانمارك بعنوان "الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم"
للإستماع : http://home1.stofanet.dk/wesam/SP0000.ram
للحفظ : http://home1.stofanet.dk/wesam/SP0000.rm
ملاحظة: حجم الملف 4.7 ميغا بايت
---
أبو حسن الشامي
01-30-2006, 11:52 AM
يرفع للتذكير
وأود الإشارة إلى أن الشيخ أبو محمد السلفي هو نفسه الشيخ رائد حليحل رئيس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية وهو من أوائل من ردوا على مقال الجريدة وخطبته الموجودة أعلاه كانت في الجمعة التالية لنشر الجريدة للصور ...
---
أبو حسن الشامي
01-30-2006, 11:57 AM
للإحتجاج على الصحيفة الدنمركية التي هاجمت النبي صلى الله عليه وسلم، ونصرة للنبي المصطفى، تجدون في الأسفل عناوين بريد وزارة الثقافة الدنمركية والصحيفة التي هاجمت النبي وعناوين سفارات الدنمرك حول العالم، ورسالة للإحتجاج على الرسومات ما عليكم سوى نسخها في بريدكم وإرسالها
to:
kum@kum.dk, min@kum.dk, jp@jp.dk, internetavisen@jp.dk
cc:(1/1577)
kulamb@um.dk, wasamb@um.dk, dubamb@um.dk, haaamb@um.dk, tyoamb@um.dk, helamb@um.dk, accamb@um.dk, ottamb@um.dk, sinamb@um.dk, lonamb@um.dk, delamb@um.dk, bkkamb@um.dk, bjsamb@um.dk, konsulat@denmark.ch, botschaft@denmark.ch, pryamb@um.dk, nboamb@um.dk, vieamb@um.dk, rixamb@um.dk, danske@online.no, stoamb@um.dk, ankamb@um.dk, caiamb@um.dk, athamb@um.dk, daramb@um.dk, paramb@um.dk, thramb@um.dk, ruhamb@um.dk, budamb@um.dk, mowamb@um.dk, mgaamb@um.dk, kmtamb@um.dk, selamb@um.dk, mexamb@um.dk, damamb@um.dk, lunamb@um.dk
Subject:
We were considering Denmark one of the most peaceful countries in the world that respects religions and believes. But what was published in Jyllands-Posten in 30-9-2005 is not acceptable by any muslim all over the world, and does not reflect the freedom of opinion.
Jyllands-Posten magazine should apologizing to muslims for that article in order to keep Denmark a country of liberty in our sights.
---
(1/1578)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مفهوم الأمية
---
مفهوم الأمية
---
د.محمد الجهني
10-14-2005, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد احتج القائلون بالحساب الفلكي بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا..." فقالوا إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- علل "أمره باعتماد رؤية الهلال رؤية بصرية لبدء الصوم والإفطار بأنه من أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، فما من سبيل لديها لمعرفة حلول الشهر ونهايته إلا رؤية الهلال الجديد، ما دام الشهر القمري يكون تارة تسعة وعشرين وتارة ثلاثين. وهذا ما فهمه شراح الحديث من هذا النص."2 والقائلون بهذا القول جعلوا من أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- أمتين, أمة أمية وأمة غير أمية. والسؤال الذي نطرحه الآن, هل كان الصحابة بعد بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أميين؟ وهل ارتفعت الأمية عن المسلمين اليوم لأنهم أصبحوا يعرفون الحساب الفلكي؟. ثم نسال سؤالا آخر, هل يمكن أن يكون الخطاب في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خاصا للأمة الأمية التي لاتعرف الحساب الفلكي؟ أما متى عرفت الحساب فيجوز لها أن تلغي هذا الحديث وتسقط اعتباره لأن المكلف به الأمة الأمية.
أقول وبالله التوفيق إن الأمي في معاجم اللغة كاللسان وغيره هو الذي لايكتب وتأتي بمعنى الذي على خلقة الأمة لم يتعلم الكتاب فهو على جبلته والأميون جمع أمي. ومعنى "إنا أمة أمية لانكتب ولا نحسب" أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب فهم على جبلتهم الأولى. ومعنى الحديث "بعثت إلى أمة أمية" قيل للعرب الأميين لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أوعديمة. وقيل لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- , الأمي لأن أمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب, وبعثه الله رسولا وهو لايكتب ولا يقرأ من كتاب.(1/1579)
أما معنى الأمة في معاجم اللغة فقد وردت لها معان مختلفة منها أن كل قوم في دينهم من أمتهم وتفسير الآية "إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" والآية "إن هذه أمتكم أمة واحدة" أي دين واحد. وورد أيضا أن كل من مات على دين واحد مخالفا لسائر الأديان فهو أمة على حدة كما كان إبراهيم عليه السلام أمة. وكل قوم نسبوا إلى نبي وأضيفوا إليه فهم أمة وقد يجئ في بعض الكلام أن أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- هم المسلمون خاصة وجاء أيضا أن أمته من أرسل إليه ممن آمن به أو كفر به فهم أمته في اسم ألأمة لا الملة. وكل جيل وكل جنس من السباع والحيوان أمة كما ورد في قوله تعالى " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أُمم أمثالكم" وقوله –صلى الله عليه وسلم- "لولا أن الكلاب أمة لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم" وتأتي الأمة بمعنى الجماعة والطريقة والدين.(1/1580)
والأمية في كتب التفاسير كابن كثير والقرطبي لاتختلف كثيرا عنها في كتب اللغة فالأميون في الأية الكريمة "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ"(البقرة 78) هم أهل الكتاب الذين لايعلمونه إلا تخرصا وظنونا والأمي هو الذي لايحسن الكتابة. والأية "فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد"(آل عمران 20) فرقت بين الذين أوتوا الكتاب والأميين فقال بعض المفسرين أن الأميين هم العرب. وقال بعضهم إن العرب نسبت من لايكتب ولايخط من الرجال إلى أمه في جهله بالكتاب دون أبيه. أما قول أهل الكتاب في الآية "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"(آل عمران 75) ليس علينا في الأميين سبيل يعني العرب.(1/1581)
أما النبي الأمي في الآيتين الكريمتين "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الأعراف 157) و "(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم"(الأعراف 158). هو محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-, ووصف الله له بالأمي لأنه لايحسن الكتابة كما قال عنه سبحانه "وَمَا كُنْت تَتْلُوا مِنْ قَبْله مِنْ كِتَاب وَلَا تَخُطّهُ بِيَمِينِك إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ "(العنكبوت 48).(1/1582)
أما قوله تعالى"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" (الجمعة2) يعني الذي بعث في العرب وتخصيص الأميين بالذكر لاينفي من عداهم. و قوله تعالى في الآية التي تليها "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (الجمعة 3) فقد روى البخاري أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَة الْجُمُعَة " وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ " قَالُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُول اللَّه؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُمْ حَتَّى سُئِلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَان الْفَارِسِي فَوَضَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَده عَلَى سَلْمَان الْفَارِسِيّ ثُمَّ قَالَ " لَوْ كَانَ الْإِيمَان عِنْد الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَال أَوْ رَجُل مِنْ هَؤُلَاءِ " وفسر ابن جَرِير قَوْله تَعَالَى " وَآخَرِينَ مِنْهُمْ " بِفَارِسَ. وقيلَ هُمْ الْأَعَاجِم وَكُلّ مَنْ صَدَّقَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْر الْعَرَب كما أورد أيضا أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قالَ " إِنَّ فِي أَصْلَاب أَصْلَاب أَصْلَاب رِجَال وَنِسَاء مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّة بِغَيْرِ حِسَاب " ثُمَّ قَرَأَ" وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ " يَعْنِي بَقِيَّة مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّة مُحَمَّد –صلى الله عليه وسلم- فِي قَوْله تَعَالَى " وَهُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم " أَيْ ذُو الْعِزَّة وَالْحِكْمَة فِي شَرْعه وَقَدَره .(1/1583)
والذي يظهر لي - والله أعلم- أن للأمية معنى خاصاً ومعنى عاماً ، أما المعنى العام فيعني الجهل والضلالة والظلام ، وأما المعنى الخاص فهو عدمُ معرفة الكتابة. ولا ترتفع الأمية عن أحد بمعناها الخاص إلا متى عرف الكتابة كما أنها لاترتفع عن أمة بمفهومها العام إلا متى خرجت من الجهل والضلالة والظلام إلى العلم والهدى والنور ولا يخرجها من هذا إلا نبي وكتاب.
والآية الكريمة "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" تدل على أن أهل الكتاب لما أصبحوا لايعرفونه إلا أماني وظنونا وتخرصا عادت إليهم أميتهم بمفهومها العام لا الخاص على الرغم من معرفتهم بالكتابة كما أنهم لو بقوا متمسكين بكتبهم وعلموها كما أنزلت على أنبيائهم عليهم الصلاة والسلام لبقيت الأمية بمفهومها العام مرتفعة عنهم. ولذلك نجد أن الأمية بمعناها العام ارتفعت عن اليهود والنصارى ببعثة موسى وعيسى عليهما السلام بالتوراة والإنجيل وبقي اليهود والنصارى ينظرون إلى أنفسهم أنهم غير أميين وينظرون إلى أمة العرب على أنها أمة أمية حتى قالوا " ليس علينا في الأميين سبيل" لأن العرب لم يبعث فيهم نبي ولم ينزل عليهم كتاب وفي هذه الآية دليل واضح على أن الأمية نقيصة لافضيلة.
والمشترك بين معنى الأميين في الآية "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" والأميين في الآية "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"لا يمكن أن يكون إلا الجهل والضلال.(1/1584)
والدليل على أن الأمية بمعناها العام ضلال قوله تعالى "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" فالتزكية ومعرفة الكتاب والحكمة رفعت عن الأميين الضلال المبين والذي هو الأمية بمعناها العام.
كما أن الدليل على أن الأمية ظلام قوله تعالى "الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ " (إبراهيم 1) والناس هنا هم الأميون وقوله تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" (إبراهيم 4) وقوله تعالى "هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحديد 9).
والعرب قبل البعثة النبوية كانوا أميين بالمعنى الخاص للأمية وذلك لعدم تفشي الكتابة بينهم كما أنهم كانوا أميين بالمعنى العام لعدم وجود نبي وكتاب فيهم. وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أمياً بالمعنيين أيضا ودليل ذلك قوله تعالى "وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى" (الضحى 7). ولكن الأمية بمعناها العام ارتفعت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعد نزول الوحي عليه كما أن الأمية بمعناها الخاص بقيت ملازمة له لأنه لايعرف الكتابة ولكن ملازمة الأمية لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- فضيلة وكمال وفي غيره نقيصة.(1/1585)
وإذا كانت الأمية بمعناها العام لاترتفع عن نبي يوحى إليه من ربه الهدى والحكمة والعلم فما الذي يرفعها إذن؟. وكيف لاترتفع الأمية عن سيد الأولين والأخرين –صلى الله عليه وسلم- والذي اختصه الله بالرسالة الخالدة من بين بلايين البشر من عرب وعجم وأنبياء ورسل.
وخلاصة القول أن الأمية بمفهومها العام ارتفعت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ارتفاعاً لم ترتفعه عن أحدٍ من قبله ولا بعده ذلك أنه أعلم الناس بالله وملائكته وكتابه كما أن علمه بالله وملائكته وكتابه علم يقيني لايخالطه شك أو ريب فكيف يصبح أمياً بعد ذلك.
ومما يدلل على أن ألأمية في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فضيلة وكمال أنه استغنى عن الكتابة والقراءة بالوحي الذي يوحيه إليه ربه ، وإنما يحتاج إلى القراءة والكتابة من لايوحى إليه فكم كشف الله له من الحجب التي لايمكن أن تكشف لكاتب أوقارئ ومنها ماكشفه سبحانه وتعالى له في الإسراء والمعراج ، ومنها عندما ضرب على الصخرة فقال الله أكبرفتحت فارس، والذي نفسي بيده، إني لأرى قصور المدائن الحمراء الساعة. الله أكبر فتحت الروم، والذي نفسي بيده إني لأرى قصور بصرى البيضاء الساعة. الله أكبر فتحت اليمن، والذي نفسي بيده إني لأرى قصور صنعاء الساعة. ومنها عندما بشر سراقة رضي الله عنه بسواري كسرى وكيف يحتاج إلى الكتابة من سمع حنين الجذع ومن اشتكى له الجمل وغير ذلك كثير مما لا يتسع المقام لذكره. ومن كانت هذه صفاته فهو مستغن عن الكتابة ، والكتابة غير مستغنية عنه كما أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد استغنى بالقرآن عن الشعر ذلك أن الكامل مستغن عن الناقص.(1/1586)
وقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة" فيه دلالة واضحة على أن أعلى درجات الشعر الحكمة كما أن أعلى درجات البيان السحر. كما أن الحكمة الموجودة في القرآن وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حكمة بالغة غير ناقصة والحكمة الموجودة في الشعر حكمة ناقصة. أما كتاب الله سبحانه وتعالى فقد بلغ منزلة بهرت أساطين البلاغة من قريش وقصة الوليد بن المغيرة مشهورة عندما ذهب ليستمع إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم عاد وهو يقول "والله ما في قريش من رجل أعلم بالشعر أو رجزه أو قصيده مني ، ولا والله ما يشبه الذي يقول محمد شيئاً من هذا الشعر أو ذلك الرجز والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى وإنه يحطم ما تحته فأنكر عليه أبو جهل وقال له لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ، ففكر طويلا فقال هذا سحر يؤثر"
ومما يروى عن المأمون أنه قال لرجل عنده "بلغني أنك أُمِّيّ، وأنك لا تقيم الشِّعر، وأنك تَلحن في كلامك؟ فقال: يا أميرَ المؤمنين، أمّا الَّلحن فربما سَبَقني لساني بالشيء منه، وأما الأمِّيَّة وكَسْر الشعر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أًمّياً وكان لا يُنشد الشعر؟ قال المأمون: سألتُك عن ثلاثة عيوب فيك فزدْتني عَيباً رابعاً، وهو الجهل، ياجاهل، إنّ ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة، وفيك وفي أمثالك نَقيصة، وإنما مُنع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لنَفْي الظِّنَّة عنه، لا لِعَيب في الشِّعر والكتاب، وقد قال تبارك وتعالى: " وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذَا لارْتَابَ اْلمُبْطِلُونَ ".(1/1587)
والذي يفهم من قوله تعالى "وما علمناه الشعر وما ينبغي له" أي ماينبغي لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- النقص وإنما ينبغي له الكمال ذلك أن الكمال في الوحي بشقيه من قرآن وسنة والنقص في الشعر في أعلى درجات حكمته وصدقه. ومما لايخفى على أهل اللغة والأدب أن الشعر يدخله الباطل بل إن غالبه كذلك ويدخله التناقض والاضطراب والكذب وتحويل الحق إلى باطل والباطل إلى حق ولا أجد أبلغ من قول دعبل في وصف الشاعر عندما قال "من فضل الله على الشاعر أَنَّهُ ما مِن أَحدٍ يكذبُ إلا اجتواهُ الناسُ إِلا الشاعرُ فإنه كلما إزداد كذبهُ كلما ازداد المديحُ له ولا يكتفى له بذلك حتى يقال أحسنت والله فما يشهد له بشهادة زور إلا وكان معها يَمين بالله" ويشهد الله لو كان هذا الموقف مع غير القرآن والسنة لانتصرت للشعر ولكني لا أستطيع الانتصار لقول مخلوق ضعيف معظمه كذب وتزويرعلى قول خالق قوله حق مبين لايأيتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومعلوم عند أهل اللغة أنه مامن قصيدة في دواويين الشعر القديم والحديث تخلو من عيب نحوي أو صرفي أو اضطراب واختلاف أو معنى مبتذل وصدق الله القائل " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (النساء 82). وإذا كان الشعر الجاهلي لم يخل من ذلك فكيف يخلو منه ماهو دونه في اللغة والبيان فهذا طرفة في قوله:
قد رُفِعَ الفخُّ فماذا تَحذري
قد حذف النونَ. وهذا الراعي النميري في قوله:
تأبى قُضاعةُ أَن تَعْرِفْ لكمْ نَسبا * وابنا نزارٍ وأنتم بيضةُ البَلَدِ
فسَكَّن تَعْرِف ضرورةً . وهذا شاعرُ الجاهلية أمرؤ القيس في قوله:
لها متنتان خظاتا كما*أكب على ساعديه النمر
حذف النون. وقول زياد الأعجم:
عجبتُ والدهرٌ كثيرٌ عَجَبُهْ * مِنْ عَنَزِيٍّ سَبَّني لَم أَضْرِبُهْ
فرفع أَضربُه. وقول الفرزدق:
وعَضُّ زمانٍ يابن مروانَ لم يَدَعْ *مِن المالِ إِلاَّ مِسحتاً أَو مُجلفُ(1/1588)
فضم مجلفا. وهذه أمثلة قليلة جداً ذكرناها لبيان نقصان الشعر وعدم كماله عند أساطينه وسادته ، ولذلك لم يرد الله لرسوله –صلى الله عليه وسلم- إلا الكمال فعصمه من الشعر لنفي الظنة ولتطهير فمه وقلبه من قول ناقص وبيان غير مكتمل فوهبه الوحي الكامل وجنبه قول الشعر لما ذكرناه وليبقى مثال الفصاحة والبيان إلى قيام الساعة ، فلو كان شاعراً لوقع فيما وقع فيه الشعراء العظام من لحن وزلل واضطرار وإسناد وإقواء وإكفاء وإجازة وإيطاء وتفاوتات البيوت ولذلك أصبح –صلى الله عليه وسلم- مستغنيا بالكامل عن الناقص.
ثم لو جاز له أن يكون شاعراً معصوماً من ذلك كله لأصبح مشتركاً مع الشعراء في الاسم وذلك مالم يرده له سبحانه وتعالى. ومما ذكره الأزهري في تهذيب اللغة " وقيل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: الأمي ، لأن أُمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب ، بعثه الله رسولاً وهو لا يكتب من كتاب ، وكانت هذه الخلة إحدى آياته المعجزة ، لأنه صلى الله عليه وسلم تلا عليهم كتاب الله منظوماً مع أميته بآيات مفصلات ، وقصص مؤتلفات ، ومواعظ حكيمات ، تارة بعد أخرى ، بالنظم الذي أنزل عليه، فلم يغيره ولم يبدل ألفاظه. وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله عز وجل على نَبيِّه كما أَنْزلَه، وأَبانَهُ من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: "وما كنتَ تَتْلُو من قَبْلِه من كِتاب ولا تَخُطُّه بِيَمِينِك إذا لارْتابَ المُبْطِلون" الذين كفروا، ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب."(1/1589)
وخلاصة القول في هذه المسالة أن الأمة المسلمة قد ارتفعت عنها الأمية بمعناها العام بعد بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وكيف لاترتفع عنها وهي التي علمت العالم جميعه مكارم الأخلاق من حقوق الوالدين والأبناء والجار وإكرام الضيف وغض البصر وإغاثة الملهوف وكثيرا مما لايتسع المقام لذكره ومن نافلة القول أن أمة تتصارع حضارتها مع هذه القيم والأخلاق لفي خسران عظيم. وكيف يقال عن هذه الأمة أنها أمة أمية وقد أنجبت الصديق والفاروق وعثمان وعلي وسائر أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- رضوان الله عليهم أجمعين وأنجبت ربيعة الرأي وأبا حنيفة ومالكا والشافعي وابن حنبل والخليل وسيبويه وكثيرا ممن لايحصى.
كما أن الأمية لا يمكن أن تعود إلى هذه الأمة إلا متى عادت إلى جاهليتها الأولى وتركت كتاب ربها وراءها وتنكرت لدينها ونبيها ومكارم أخلاقها التي تممها رسولها عليه أفضل الصلاة والتسليم.
أما الأمية بمعناها الخاص, عدم معرفة الكتابة, فما مات رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلا وقد رفعها عن أمته بما يكفي لنقل هذا الدين كاملا غير منقوص من جيل الصحابة إلى جيل التابعين ودليل ذلك قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" ولا يمكن أن يكمل الدين إلا بمعرفة الكتابة والقراءة وإلا كيف تتواصل الأمة مع كتاب ربها وسنة نبيها – صلى الله عليه وسلم- من غير معرفة لقراءة وكتابة وقصة مفاداة أسرى بدر خير دليل على ذلك. وقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إنما بعثت معلما" فيه دلالة واضحة على أن رسالته جاءت إلى الناس لترفع عنهم الأمية بمعناه العام والخاص.
ومن المنطق, أن ارتفاع الأمية بمعناها العام عن الأمة يرفع الأمية عنها بمعناها الخاص لأنه لايمكن للأمة التي لاتعرف الكتابة أن تتواصل مع رسالة ربها لتبلغها إلى الأمم والأجيال التي بعدها.(1/1590)
ومن فرض القول أنه بعد بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ارتفعت الأمية بمعناها العام عن الأمة المسلمة وانتقلت إلى ماعداها من الأمم التي لم ترض بدين الله فأصبحت الأمة المسلمة غير أمية وأصبحت كل أمة غيرها أمية.
ومما يدلل على ذلك قوله تعالى "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا" وليس ذلك مقصورا على اليهود وحدهم بل إن كل أُمةٍ تُحمَّلُ كتاباً ثم لاتَحملهُ هي كمثلِ الحمار يحمل أسفاراً وهذه منزلة أدنى من منازل الأمية بمفهوميها العام والخاص حتى وإن كانت أمة كاتبة قارئة. ويدلل على ذلك قوله تعالى " أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ " وقوله جل وعلا " بِئْسَ مَثَل الْقَوْم الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّه وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ "
أما أمية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الأيات السابقات فإنما هي على اعتبار ماضيه – صلى الله عليه وسلم- كما أنها حجة لدحض كل تهمة عنه لأن كفار قريش يعلمون حق العلم أنه لايكتب ولا يقراء. ومما يدلل على ذلك أن القرآ ن الكريم في أسلوبه يتحدث أحيانا على إعتبار الماضي فمعلوم أن الصحبة بين رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وبين كفار قريش قد انفكت بعد إيمانه وتوحيده لله جل وعلا وبعد إصرارهم على الكفر والعناد وانتقل حق الصحبة إلى من آمن به ولذلك يقال عن الذين آمنوا برسول الله –صلى الله عليه وسلم- ورأوه صحابته ولا يقال ذلك عن المشركين. ومع ذلك خاطب الله سبحانه وتعالى كفار قريش قائلا " ماضلَّ صاحبكم وما غوى" وذلك على اعتبار ماكان بينهم من صحبة.(1/1591)
أما الأمة في كتب التفسير فقد وردت في آيات كثيرة منها قوله تعالى " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143) وتفسيرها في قوله – صلى الله عليه وسلم- "يُدْعَى نُوح يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال لَهُ هَلْ بَلَّغْت ؟ فَيَقُول نَعَمْ فَيُدْعَى قَوْمه فَيُقَال لَهُمْ هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِير وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَد فَيُقَال لِنُوحٍ مَنْ يَشْهَد لَك فَيَقُول مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ قَالَ : فَذَلِكَ قَوْله " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" قَالَ وَالْوَسَط الْعَدْل فَتُدْعَوْنَ فَتَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلَاغِ ثُمَّ أَشْهَد عَلَيْكُمْ " رَوَاهُ الْبُخَارِيّ.(1/1592)
وفي هذا الحديث دلالة واضحة أن المقصود بالأمة الوسط أمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- جميعها وليس صحابته فحسب ودليل ذلك قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث نفسه "فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم" ومن المعلوم أن شهادة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على أمته جميعها وقوله فتشهدون له بالبلاغ في صيغة الجمع تقابله صيغة جمع أخرى وهي ثم أشهد عليكم. فإن قال قائل إن صيغتي الجمع خاصة بالصحابه قلنا هذا يخالف قول الله تعالى "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا" (النساء 41) لأن شهادة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عامة على أمته جميعها كما أنه يخالف قوله تعالى "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (يونس 47).ويخالف قوله "وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ" (النحل 84) وقوله تعالى "وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ" (النحل 89) ويخالف قوله "وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (القصص75) ويخالف قوله تعالى "وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (الجاثية 28)
ومن هذه الآيات الكريمة يتبين لنا ان المقصود بالأمة الوسط أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- التي آمنت به وصدقته وسارت على هداه ونهجه وليس ذلك مقصورا على صحابته.(1/1593)
كما أن اسلوب القرآن الكريم في غاية الوضوح عندما يريد تخصيص الأمة بمعنى الجماعة ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (ال عمران 104). ومما هو معلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على المسلمين وعدم قيام بعض المسلمين بذلك لايخرجهم من الملة ويعتبرون مقصرين في هذا الجانب مع بقائهم من أمة محمد ودليل ذلك أن الذين يأمرون بالمعروف في كل جيل من بعد بعثته –صلى الله عليه وسلم- جماعة من الأمة المسلمة وليست الأمة المسلمة كلها وهذه الجماعة (الأمة) هي المفلحة وما صنعه الفاروق رضي الله تعالى عنه عندما أنشأ نظام الحسبة خير دليل على ذلك.(1/1594)
كما أن تخصيص الأمة في الجماعة في الآية "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (ال عمران 113) واضح ايضا. وهذه الآية نزلت فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب الذين أسلموا وأنهم ليسوا كمن لم يسلم فوصفهم الله بأنهم أمة يعني جماعة من أهل الكتاب. ومن الآيات التي خصصت الأمة بالجماعة قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ " (المائدة 66) وقوله تعالى " وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ "( الأعراف159) وقوله تعالى " وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " (الأعراف 164) وقوله تعالى "وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ" (النمل 83)
أما قوله تعالى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ " (آل عمران 110) فهو عام لكل أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- وليس مقصوراً على عهد الصحابة أوغيرهم مادامت الأمة محققة لشرطي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع اعتقادنا بأن اصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هم أفضل هذه الأمة وخيرها بدليل قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"(1/1595)
وكذلك قوله تعالى " كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ " (الرعد 30) عام لأمة محمد –صلى الله عليه وسلم- جميعها ومعنى "لتتلو الذي أوحينا إليك" أي تبلغهم رسالة الله إليهم.
وقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء..." عام ايضا وليس مقصورا على صحابته. كما أن قوله –صلى الله عليه وسلم- "... وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" دليل آخر على أن أمته ممتدة إلى قيام الساعة.
وقوله " لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة"وقوله " إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق. قال السندي في حاشيته على سنن النسائي " قوله (أمية) أي منسوبة إلى الأم باعتبار البقاء على الحالة التي خرجنا عليها من بطون أمهاتنافي عدم معرفة الكتابة والحساب فلذلك ما كلفنا الله تعالى بحساب أهل النجوم ولا بالشهور الشمسية الخفية بل كلفنا بالشهور القمرية الجلية لكنها مختلفة كما بين بالإشارة مرتين كما في كثير من الروايات فالعبرة حينئذ للرؤية والله تعالى أعلم"(1/1596)
وإجابة على السؤالين اللذين طرحناهما في بداية هذا البحث نقول إن أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- لايمكن أن تكون أمتين وإنما هي أمة واحدة ارتفعت عنها الأمية بعد بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من قبل معرفتها للحساب الفلكي. كما أنه لا يمكن أن يكون الحديث " إنا أمة أمية لانكتب ولا نحسب ..." خاصا بمن لا يعرف الحساب الفلكي ولا يجوز لأحد أن يلغيه أو يسقط اعتباره والتكليف به لاينتهي مادامت السموات والأرض.
وخلاصة القول أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعث إلى جميع الأمم وأن أمته هي التي أمنت به وصدقته وسارت على نهجه القويم وقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "وستفترق أمتي" اي أن أمته التي كانت مومنة به سوف تنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة وقوله أمته على اعتبار ماضيهم لاحاضرهم وكذلك الحال بالنسبة لأحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
ومن هنا يتبين لنا أن ألأمة في الحديث "إنا أمة أمية..." أي أمة محمد جميعها ولا يمكن الفصل بين جيل وجيل أو جماعة وجماعة إلا بدليل أو قرينة واضحة ولا قرينة في الحديث تقتضي التفريق.
ونعود بعد هذا الاستطراد إلى حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والذي هو سبب الاختلاف بين القائلين بعدم جواز الأخذ بالحساب الفلكي والقائلين بجوازه أو وجوبه"إنا أمة أمية لانكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا" وكما ذكرنا من قبل إن حجة المنتصرين للحساب الفلكي هي أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد علل أمره باعتماد رؤية الهلال رؤية بصرية لبدء الصوم والإفطار بأنه من أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، فما من سبيل لديها لمعرفة حلول الشهر ونهايته إلا رؤية الهلال الجديد، ما دام الشهر القمري يكون تارة تسعة وعشرين وتارة ثلاثين.
أقول وبالله التوفيق : إن حجة القائلين بتعليل الحديث غير صحيحة من عدة وجوه:(1/1597)
1- لقد بينا أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يمت إلا بعد أن رفع الأمية بمفهومها العام والخاص عن الأمة بما يكفل نقل الدين من جيل إلى جيل كاملا غير منقوص. وبينا أيضا أن معنى "أمية" في الحديث, أي منسوبة إلى الأم باعتبار البقاء على الحالة التي خرجنا عليها من بطون أمهاتنا في عدم معرفة الكتابة والحساب .
2- القول بالتعليل يقسم أمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى قسمين أمة أمية وأمة غير أمية وتخصيص الأمة التي كانت في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالأمية دون غيرها يحتاج إلى دليل ولقد مرت بنا الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- التي تثبت أن أمة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- واحدة ولا يمكن الفصل بين أمة وأمة.
3- ليس من المعقول أن يختص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- جماعة من أمته دون جماعة في حديث عن ركن من أركان الإسلام وكأن الجماعات الأخرى من أمته غير معنية بهذا الركن.
4- لقد بينا أيضا معنى الأمية الخاص وهو عدم معرفة الكتابة ولا علاقة للأمية من بعيد أو قريب بالحساب ذلك أنني لم أجد تعريفا للأمية فيما اطلعت عليه من كتب اللغة والتفسير يدل على أن من لايعرف الحساب أمي, إذن, لماذا ذكر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الحساب؟. والذي أعتقده أن الإنسان يخرج من بطن أمه غير حاسب ولا كاتب ولكنه يتعلم الحساب من خلال بيئته ذلك أنه يحتاج إلى البيع والشراء وعد الأشياء وتلك مهارة يكتسبها من غير معاناة ومشقة ومن هنا ترتفع أمية الحساب عن كل إنسان بعد مدة من ولادته. أما أمية الكتابة فتبقى ملازمة للإنسان حتى يتعلم الكتابة. ومن هنا يتبين لنا أن ذكر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للحساب, مع علمه أن الأمة حاسبة, تأكيد على أنه يجب علينا أن نبقى بخصوص دخول الأشهر القمرية على الحال التي ولدتنا عليها أمهاتنا.(1/1598)
5- كما أن المتأمل في الحديث يجد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال "لانكتب ولا نحسب" بالنون وليس بالتاء ولو كان الحديث لاتحسب ولا تكتب لعاد الضمير على الأمة وفي هذا إشارة إلى نفي الأمية عن الأمة.
6- ثم إن الحديث فيه حساب وإلا كيف عرف أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهم أن الشهر 29 يوما أو 30 يوما. كما أن الأمة في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تعرف الحساب ودليل ذلك أن الناس في عهده –صلى الله عليه وسلم- كانوا يتبايعون بالدرهم والدينار ولو لم يكونوا يعرفون الحساب لما تبايعوا. والأعظم من ذلك معرفتهم بعلم الفرائض والذي هو في غاية التعقيد ويحتاج إلى معرفة السدس والربع وعلم الزكاة كربع العشر وما سواه. وقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أفرضكم زيد فيه دلالة على أنه يوجد من الصحابة من يعرف هذا العلم غير زيد وبقيت الأمة بعده صلوات الله وسلامه عليه عالمة بعلمي الفرائض والزكاة فما من فقيه مر على هذه الأمة إلا ويعرف هذين العلمين معرفة وافية. كما أن العرب في أيام الجاهلية كانت تعرف الحساب وتعد الشاء والنوق والإبل والنجوم.(1/1599)
7- ثم لو فرضنا أن عدم معرفة الحساب أمية, ما الحساب الذي ترتفع به الأمية عن الأمة؟ هل هو حساب جدول الضرب أو حساب الفرائض أو حساب الفلك. والحساب أنواع كثيرة جدا فمنه الجبر والجبر ينقسم إلى خطي وغير خطي ومنه الهندسة الفراغية وحساب المثلثات و المعادلات التفاضلية الخطية وغير الخطية و الفئات والحساب المالي والاقتصادي والهندسي والإحصاء والتحليل العددي وكثير مما لانستطيع بسطه إلا في كتاب مستقل. ونسأل القائلين بالتعليل, أي حساب ترتفع به الأمية عن الأمة؟ وهل يجب على الأمة جميعها أن تكون عالمة بجميع أنواع الحساب حتى ترتفع عنها الأمية؟ أم يكفي علمها ببعض أنواعه وإذا كان لايجب على الأمة جميعها أن تكون عالمة بالحساب فما هو الحد الأدنى للعالمين به حتى ترتفع عن الأمة الأمية.
8- ثم هل الأمية محصورة بعدم معرفة الحساب والكتابة أم أنها تتعدى إلى غيرها مما لاتعرفه الأمة اليوم من صناعة سيارات وطائرات وصواريخ فمتى قسنا أمتنا اليوم بباقي الأمم سوف نحكم عليها بالجهل لا بالأمية فحسب لعدم إحاطتها بكثير مما يحيط به الغرب.
9- وإذا كانت معرفة فئة قليلة من الأمة بالحساب الفلكي ترفع عن الأمة المسلمة الأمية فإن معرفة بعض الصحابة بالكتابة والحساب ترفع عن صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الأمية أيضا. ولا يخالجني شك أن نسبة الكاتبين الحاسبين من الصحابة أكثر بكثير من نسبة العارفين بالحساب الفلكي من الأمة المسلمة اليوم.(1/1600)
10- ثم ماذا يقول القائلون بالحساب متى علموا أن دراسة مقارنة استندت عليها الإليسكو اظهرت أن نسبة الأمية في العالم العربي ستصبح الأولى في العالم بعد أن كانت الثانية بعد أفريقيا وليس هذا فحسب بل إن متوسط عدد الأميين في العالم العربي اقترب من ضعف المتوسط العالمي. وكيف لو علموا أن نسبة العاملين في البحث العلمي في العالم العربي لاتتجاوز 300 عالم لكل مليون عربي بينما هي في أمريكا تتجاوز 4000 وفي أوربا تزيد عن 2000 وكيف لو علموا أيضا أن عدد الكتب المنشورة في العالم العربي أقل من ثلث الكتب المنشورة في إسرائيل على الرغم من أن اليهود في فلسطين 7 ملايين والعالم العربي تجاوز 320 مليون. وإنه ليجوز لنا بعد هذا كله أن نسأل بعد هذه الأمية التي لاتعادلها أمية في العالم هل يعتبرنا القائلون بالحساب غير أميين وتصبح علة الأمية مرتفعة عنا.
ومن هنا يتبين لنا أن قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إنا أمة أمية لانكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا" أنه يجب أن نكون على الحالة التي خرجنا عليها من بطون أمهاتنا في عدم معرفة الكتابة والحساب حيال صومنا وفطرنا.
كما أن تعليل النصوص الشرعية بهذه الطريقة يجيز لمن يريد من أهل الهوى أن يجعل من بعضها خاصا بفترة النبوة دون غيرها ليهدم ما أراد من أصول الدين وفروعه. ولن يعدم صاحب الهوى قرينة يتأولها للوصول إلى مايريد وهذا يفتح المجال لكل متلاعب وعابث يريد أن يعبث في هذا الدين والذي يقول بتعليل النصوص بهذه الطريقة كأنه ينفي شمول هذا الدين وصلاحه لكل زمان ومكان.
---
عبدالرحمن الشهري
10-14-2005, 02:25 PM(1/1601)
أرحب بالأخ العزيز ، والأديب البارع ، الدكتور محمد بن صبيان الجهني رئيس قسم الهندسة النووية بكلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز. وهو أديبٌ ذواقة ، وشاعر مفلقٌ ، وفوق ذلك له نظراته العلمية الدقيقة مثل هذا البحث الدقيق الذي أفادنا به في هذه المشاركة الأولى له في ملتقى أهل التفسير ، وأنا أعلم أن لها أخوات مثلها في العمق العلمي ، ودقة الاستنباط .
أسأل الله أن يوفق أبا عبدالرحمن لكل خير ، ومرحباً به مرة أخرى.
---
عبد العزيز الضامر
10-16-2005, 09:29 PM
لقد سعدت كثيراً بهذه المشاركة يا دكتور محمد , وأتمنى أن تتحفنا دائماً بهذه الدراسات في هذا الملتقى المبارك...
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2005, 02:08 AM
وهذا موضوع له صلة للدكتور محمد بن صبيان الجهني أيضاً ..
الحساب الفلكي بين القطعية والاضطراب (http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=24&catid=183&artid=6059)
---
(1/1602)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نصيحتي إلى إخواني في الدين والعربية
---
نصيحتي إلى إخواني في الدين والعربية
---
منصور مهران
06-13-2006, 04:52 PM
لاحظت ولاحظ بعضنا أن العجلة في كتابة الردود توقع اللحن أحيانا في كتاباتنا ، وحيث إنكم سَدَنة علوم القرآن - وقوامها العربية - فالمأمول من الجميع مراجعة التعليق قبل إرساله ، ومن يجد لحنا يخل بالمعنى فلا بأس من إرفاق تلميح بالتصحيح دون تجريح . فمن شاء الموافقة فليقل : نعم ؛ لعل ذلك يكون حافزا لنا جميعا للمراجعة قبل التثبيت والله الموفق والمعين .
---
محمود الشنقيطي
06-13-2006, 05:36 PM
تحية طيبة يا أستاذ منصور أعقبها بقولي تأييداً لك على الموافقة في الموضوع :نعم..
ولن أزيد على فكرتك إلاَّ أن اللحن الذي ألفته - وللأسف - أسماع الناس اليوم أو قل: بعض طلاب العلم حتى لم يعد يستثير مشاعرهم أمرٌ جدُّ مؤسف..
وربما أعتذر لنفسي وإخوتي بأن بعض ما يظهر من اللحن في الردود والمداخلات قد يكون {سبق لوحة مفاتيح}
وقد جرت عادةُ العلماء وطلاب العلم بالابتعاد والحذر عن الوقوع في مزالق اللحن ومن ذلك ما رواه ابن أبي شيبة والبيهقي والسيوطي في الدر المنثورقال:(وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن عمر بن الخطاب أنه قال:(تعلموا الفرائض واللحن والسنة كما تعلمون القرآن).
وفي الأدب المفرد أن بن عمر رضي الله عنهما : كان يضرب ولده على اللحن - قال الألباني: صحيح.
وقد كان اللحن عيبا يلحق من عُرف به من الأئمة والعلماء ومن ذلك ما جاء في تهذيب الكمال عند ترجمة إسماعيل بن خالد الأحمسي(قال عنه يعقوب: كان أميا حافظا ثقةً وقال هشيم: كان فحش اللحن يقول: حدثني فلانٌ عن أبوه)10/255
وما أجمل قول الشاعر حين قال:
ويعجبني زيُّ الفتى وجماله.........فيسقط من عينيَّ ساعة يلحنُ(1/1603)
فلا خير في اللفظ الكريهِ استماعُه.........ولا في قبيح اللحن والقصدُ أبينُ.
---
ابو الروب
06-13-2006, 05:45 PM
نعم فكرة طيبة ولكن من اراد ان يبين لاخيه موضع اللحن فعليه ان يبين موقعه من الاعراب ولماذ رفع اونصب حتى لا يقع فيه مرة اخرى
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من الناس من تجده بارعا في علم النحو ولكنه اذا تكلم واقيس عليه اذا كتب يكثر خطأه ومن الناس من لايفقه في النحو شيئا ولكنه اذا تكلم ظننته نحويا
فالرفق بنا فقد درسنا ولكن المشكلة انن لا نحاول ان نعرب كثيرا وهذا من اهم ما يفيد النحوي والله اعلم
---
عبدالرحمن الشهري
06-13-2006, 07:23 PM
فكرة ممتازة يا أستاذ منصور وفقك الله ، ونحن ندعو لهذا دوماً في الملتقى وفي غيره ، بل إنني أراجع كثيراً من المشاركات وأصوب ما أستطيع من الخطأ في الكتابة نحواً وإملاءاً .
ليتنا نراجع المشاركة لغوياً وطباعياً قبل نشرها ، وإن ظهر بعد ذلك لحنٌ فتداركه سهلٌ ، وهذا يحدث من كثير من الزملاء الفضلاء في الملتقى ، فكثيراً ما ترد رسائل خاصة تستدرك بعض الأخطاء ونقوم بتنفيذها بكل سرور وسعادة ونشكرهم على هذا الاهتمام دوماً ، وللإنصاف فإن اللحن في هذا الملتقى قليل لوجود أمثالكم يا أستاذ منصور من الفضلاء المتقنين جزاكم الله خيراً عن كتابه وعلوم كتابه ولغة كتابه ، ونحن بخيرٍ ما تناصحنا بارك الله فيكم.
---
منصور مهران
06-13-2006, 07:28 PM
على بركة الله فلنسِرْ ، والله يرعاكم .
---
عمار
06-13-2006, 08:04 PM
لكن كيف العمل يا أستاذ منصور؟ هل سيكونُ التصحيح عبر الرسائل الخاصة أم ماذا؟
وجزاكم الله خيرا.
---
ابن الجزيرة
06-13-2006, 08:18 PM
أقتراح موفق بارك الله فيك .
---
منصور مهران
06-16-2006, 01:21 PM(1/1604)
نعرف جميعا أن في تراث الأمة قدرا كبيرًا من التنبيهات والاستدراكات بعضها أفردها مؤلفوها في كتب مستقلة وكثير منها مبثوث في ثنايا مؤلفاتهم ، فلو أن كل مستدرك جعل تنبيهه عند مواضع ورود القول محل الاستدراك لوقع خلط كثير بين المادة العلمية وبين التنبيهات ، فالمقام الأول هو للمادة العلمية ، ثم إن المقام مقام نصيحة عامة وليس من المناسب للنصيحة أن تبذل في غير موضعها لئلا تنسى وتضيع الفائدة المرجوة منها ؛ فماذا لو خصص القائمون على الموقع صفحة باسم ( التنبيهات والاستدراكات ) وشرط الاشتراك فيها أن يكون التعليق موثقا ، وألا يذكر الكاتبون فيه أي اسم من الأسماء ، وأن يكون التعليق دالا على اسم الصفحة ؛ يعني أُتي به للتنبيه والتذكرة ليس غير ، بأن يقول المعلق - مثلا - : ( يرد في كتابات بعضنا لفظ < خطإ > بوضع قطعة الهمزة في حالة الجر تحت الألف وذلك استغناء بها عن الكسرة ، وهذا الصنيع منعه بعض علماء الخط والإملاء وحجتهم كذا وكذا .. ، وأجازه بعضهم بحجة أن ذلك ورد كثيرا في المخطوطات ودرجت عليه المطابع وارتضاها العلماء القائمون على التصحيح فيها كما في مطبوعات المطبعة الأميرية وغيرها ) فبهذه الطريقة تتوالى التصحيحات بغير تجريح ولا إخلال بالمروءة . وإذا لم تتيسر صفحة لهذا فيمكن نشر التصحيحات في المنتدى العام ، وهذا أيسر الخيارات ، وبالله التوفيق .
---
(1/1605)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دس السم في العسل
---
دس السم في العسل
---
رشا عصر
04-09-2006, 05:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لأنها الأم الحانية والزوجة الواعية ....
لأنها محضن رجال الغد والأمينة على تربية الأجيال ....
لأنها الركن الذي تقوم عليه دعائم الأسرة المسلمة والتي تملك من التأثير ما قد لا يملكه الرجال
فقد اختارها أعداء الدين ليختصروا الطريق على أنفسهم ونصبوها غرضاً لسهامهم
خططوا لإفسادها وفتنتها وإخراجها من حجرات طهرها وراء طعوم تلفيقهم وزورهم
تارة باسم حقوقها وتارة باسم حريتها وتارة باسم الظلم الواقع عليها
زعمت أبواقهم ورغمت أنوفهم بزعمهم
أقاويل وصياح ...و كل يوم ألف وجه ... والمكر واحد!!
وما زالت الدعاوى تترى يوماً بعد يوم
عقدت المؤتمرات على اختلافها وصيغت القرارات وأنشأت الهيئات وتتابعت الوفود
والمتتبع لجهودهم يرى أنها غالباً تصبّ في بوتقة واحدة
إزالة كافة أشكال التمييز بين الرجل والمرأة و هدم لبنة الأسرة
ولو كان بيد القوم لاجتمعوا كل يوم
من أجل عيونك والسهر على شؤونك
يا ابنة الإسلام
فانتبهي يا غالية
بل هو السم دسّ في العسل .... ولعباد الصليب عليكِ اليوم ألف مدخل
قالوا
من بيتك اخرجي
لا تمكثي هناك فليس إلا الأبواب المغلقة تكتم على جمالك أن يتنسمه العالم
وما زالت أبواقهم ترسم في مخيلتك صورة للمباهج التي فاتتك بحبسك الأبدي بين الجدران
ليس هذا مكانكِ ... زعموا ... وليست تربية الأبناء ولا راحة الزوج عملكِ... زعموا ...
بل ...
أن تكوني كالرجال قوةً وإقبالاً ... زنداً كالحديد
زاحميهم ... وأثبتي لهم *ذاتك*
ولا تستمعي لمن ينادي أن لعمل الأنثى ضوابط ... فمن أعطاهم الحق ليحجروا على إبداعك ونجاحك
إن استطعتِ فقودي بدل السيارة طائرة
وذوقي متعة *الانتصار*
واحر قلبي يا حبيبة أي انتصار تنتصرينه !!!(1/1606)
أعلى نفسكِ !!! لهم!!!
وليت شعري يا من جعل لها البيت حفظا وسكنا وصيانة
أما علمت الدرر أنها متى خرجت من صدفاتها صارت سلعة تباع وتشترى
وما خاسر حينها إلا الدرر.
---
رشا عصر
04-09-2006, 05:17 PM
ثم قالوا
مالكِ وللرجال أن يكونوا عليكِ قوامين
فما أبوكِ وأخوكِ وزوجكِ ... إلا مسميات في قائمة التسلط تحرمكِ الكثير من المزايا والاستقلالية
وتعجبوا كيف سمحتِ لهم بالتمادي عليكِ حتى أعطيتهم الحق في أمرك ونهيك
بل وضربكِ لتأديبك!!!
أنتِ لا تنقصين عنهم شيئا ..بل تستطيعين أن تكوني أفضل من أفضلهم
استقلالا ....واعتمادا على النفس.... وكيانا قائما بذاته لا يحتاج للغير أن يتظاهر برعايته...
والهف نفسي يا حبيبة
هل هؤلاء الرجال إلا أهلوكِ ... ومن رعوكِ وأحبوكِ
أنتِ لحمة منهم ... ولو أن شوكة شاكتكِ فكأنما طعنة فيهم
كلفوا بالإنفاق عليكِ بما يطيب به خاطرك وترضى به نفسك
وقاموا بقضاء حوائجكِ عنكِ وقد كفوك مؤونة الكثير من العناء
فلا صبركِ كصبرهم ... ولا جلدكِ كجلدهم
وأنتِ الأنثى الرقيقة ذات العود الغض النضر
إن معهم خرجتِ أو دخلتِ فإنما رعاية لكِ وحفظا لكيلا يقترب من الدرر عابث لا يخاف الله
وهل بقوامة الرجال انتقص من حقوقكِ ولو مقدار ذرة!!!
كلا
بل هي شريعة العدل والإنصاف اصطفت لكِ من الحقوق أكملها وأرقاها
وأثبتتها لكِ لا ينازعكِ فيها أحد
واسألي من انقلبت عندهم الموازين حين تبادل الرجال والنساء الأدوار
تعلمين أنكِ في أعينهم ملكة تمتلئ أنفسهم غبطة لأجواء الرفاهية والدلال التي تعيشين.
يقولون ... ويقولون ... ويقولون
ولو جلسنا نسرد الأقوال لطال بنا البكاء على تداعيات الأطلال
يطلون عليكِ كل يوم بألف حكاية
ظاهرها أنتِ وحقوقكِ ومتعتكِ و... و...و ....
وباطنها قشورهشة وسفور...ومتاع زائل وفجور
يبهرجونها لكِ ويتفنون في صياغة الحبكة
لا لإسعادكِ
ولا لإرضائكِ
بل لإرضاء نزاوتهم ورغباتهم وأطماع أنفسهم المريضة(1/1607)
وماذا يهمهم حقا !!!
إنهم أرادوا لكِ أيتها المسلمة أن تهوي في مزالق مخططاتهم وأن تكوني تبعا لإلحادهم وشركهم وضلالهم وأن تخرجي من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد .
وإن لم يتحقق لهم ذلك فما زالوا يخططون لغزو قلبك الإيماني حتى يعلوه الصدأ
أرادوا المرأة المسلمة وإن صلت وصامت ألا تجد أثر ذلك في حياتها فلا آيات ربها تحركها ولا للعبادة حلاوة في نفسها
أرادوا غمسها في لجة الدنيا وشغلها بزخرفها ومتاعها الفاني عن الدور والقصور التي أعدت للمؤمنات في الجنة.
بل و يريدون أن تكوني المعول الذي يهدم حصن العقيدة من الداخل بدلا من أن يبني ويشيد
وأن تكوني الخنجر الذي يطعن جسد أمتك التي طالما احتوتكِ يا ابنة الإسلام وربيبة طهره وعلاه
فأين أنتِ من ذلك قولي بالله ماذا اخترتِ؟
أسْمِعيني يا أُخيَّة *** صرخةَ النفس الأبيِّهْ
أسْمِعيني العزَّ شدواً *** يُطربُ النفسَ الشجيِّهْ
أسمِعيني منكِ لا لن *** أرتضي عيش الدَّنيَّهْ
أسْمعيني لستُ أرضى *** العيشَ عيشَ الهمجيَّهْ
سابقي خيل الأماني *** واركبي أغلى مطيّهْ
زادُك الإيمان تمضيـ *** ن بقصدٍ ورويَّهْ
لا تبالي بالدَّعاوى *** والأباطيل الدعيّهْ
ليس حبَّاً أنْ تكوني *** حيثما كانوا بغيَّهْ
ليس حبَّاً أن تكوني *** مثلما كانوا غبيه
لؤلؤ القاع أنا لسـ *** ـتُ على الشطِّ رميّهْ
ما شجاني ناعقٌ لم *** يُبقِ للطهْر بقيّهْ
أنت أعْلى أنتِ أغلى *** أنتِ أنقى يا أُخيَّهْ
واسمعيني عندها أهـ *** ـديك إعجابي تحية
الأبيات للشاعر محمد المقرن
---
أبو حذيفة
04-12-2006, 01:58 AM
جزاك الله خيراً وغفر ذنبك وثبتك على الطريق حتى تلقيه . لقد أحسنتي الإختار ووفقت فيه .
---
ام احمد
04-12-2006, 08:42 AM
بسـ الله الرحمن الرحيم ــــم
السـ عليكم ورحمة الله وبركاته ـــلام
اختي الحبيبة رشا(1/1608)
مهما قالو فلن تتبعهم الا من اجتثت من فوق الارض كالشجرة الخبيثة اما الشجرة الطيبة التي احسن الى بذرتها وسقيت بالخير فهيهات لهم ان يهزو غصن منها فاصلها ثابت وفرعها في السماء فهي من الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون
اسال الله ان يثبتنا اجمعين على دينه وان يعيننا على انفسنا الامارة بالسوء وان يجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقاءه ويصلح لنا ذرياتنا وولاة امورنا الى ما يحبة ويرضاه
انه نعم المولى ونعم الوكيل
اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا اقل من ذلك وكن وكيلنا في الدنيا والاخرة اللهم امين
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
ام احمد
---
رشا عصر
04-14-2006, 01:11 AM
اللهم امين
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
---
(1/1609)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسرار ترتيب القرآن للسيوطي
---
أسرار ترتيب القرآن للسيوطي
---
عبد الحميد العرفج
08-24-2003, 02:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أذكر سابقاً أنني رأيت تلخيصات لبعض الكتب في علوم القرآن نُقلت من ( ثمرات المطابع ) ولا أدري هل هناك قسم أو زاوية في هذا الملتقى الموفق لعرض ومتابعة الكتب الجديدة في الساحة ؟
وحتى يأتي الجواب عن ذلك فهذا عرض لكتاب (أسرار ترتيب القرآن للسيوطي ) من موقع ثمرات المطابع أحببت نقله إليكم للفائدة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أسرار ترتيب القرآن
تأليف : جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي ( ت 911 هـ )
دراسة وتحقيق : مرزوق علي إبراهيم
النسخ المعتمدة في التحقيق : اعتمد المحقق على نُسخَتَين مَطبوعَتين (!): الأولى: بتحقيق (عبد القادر أحمد عَطا) –وهي نُسخَة دار الكتب المصرية، جَعلها أصلا ورمز لها بـ "المطبوعة". والثانية: بتحقيق (عبد الله محمد الدرويش) –وهي نُسخَة الظاهرية، والتي رمز لها بالرمز "ظ".
الناشر : دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير - مصر
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 29/11/2002
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مدور
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 192
مقاس الكتاب : 17 × 24 سم
السعر : 15.0 ريال سعودي ($4.00)
التصنيف : / علوم القرآن / مباحث قرآنية / أسرار القرآن
نبذة عن الكتاب : يَبَحثُ الكِتابُ أسرارَ ومُناسبات تَرتيب سُوَر القرآن -بدءًا مِن سُورَة "الفاتِحَة" وانتهاءً بسورَتَي "الفَلَق والنَّاس"؛ حسب تَرتيبها في المُصحَف، وعَلاقَة كلِّ سُورَة بما قَبلَها، وإيضاح ما في ذلك مِن الإعجاز والبَيان والحِكَم والمَقاصِد والفوائِد.(1/1610)
الخلاصة : استُهِل الكِتاب بتَمهيدٍ ذَكَر فيه المؤلِّفُ - رَحِمَه الله - أنَّ هذا الكِتاب مُستَلٌّ مِن كِتابِه الكَبير «أسرار التَّنزيل» أو «قَطف الأزهار في كَشف الأسرار»؛ أفردَه بالتأليف "ليكون عُجالةً لِمُريده، وبُغيةً لمُستفيده" - كما يقول (ص 39). وذَكَر هُناك أنَّه سَمَّاه -أولا- «نتائِج الفِكَر في تَناسُب السُّوَر»؛ "لكونِه مِن مُستنتجات فِكرِه"، ثُمَّ عَدل عَن ذلك وسَمَّاه «تَناسُق الدُّرَر في تَناسُب السُّوَر»؛ "لأنَّه أنسب بالمُسَمَّى، وأزيد بالجِناس" - كما يَقول (ص 40).
ثَناه بـ "مُقَدِّمَة في تَرتيب السُّوَر"، حَكى فيه خِلاف العُلماء في تَرتيب السُّوَر: هل هو بتوقيفٍ مِن النبي (صلى الله عليه وسلم) أم باجتهادٍ مِن الصَّحابَة ؟! وانفَصَلَ في نهاية بَحثِه - بالأدلة- إلى أنَّ تَرتيب كُلِّ السُّوَر توقيفي، سوى الأنفال وبراءة (ص 47).
ثُمَّ شَرَع المؤلِّفُ في ذِكر سُوَر القرآن سُورَة سُورة - حسب تَرتيبها في المُصحَف؛ بادِئًا بسُورَة "الفاتِحَة" ومُنتهيًا بسُورَتي "الفَلَق والنَّاس"، ذاكِرًا وَجه مُناسبة كُلِّ سُورَة بما قَبلَها.
التقويم : أولا: تقويم الكتاب:
(1) الكِتاب نَفيسٌ ماتِعٌ، حَوى بدائِع الفوائِد، ودُرَرًا كامِنَةً في عَقل مؤلِّفِه، ودقائق باهِرات، تُعينُ على تَدبُّر كِتابِ الله وتَفَهُّم معانيه وحِفظ آياتِه. وإن لم يَخلُ مِن التَّكَلُّف - أحيانًا - في رَبط السُّورَة بِمَا قَبلها. ويَعسُر - في بَعض الأحيان - فَهم مُرادِ المؤلِّف؛ لصعوبَة العِبارَة وغُموضِها. ويكاد لا يَتِمُّ للقارئ فَهمُ الكِتاب إلا باستحضار آيات السُّورَة المُرادَة، وإلا فليستَعِن بمُصحَفٍ بجوارِه وهو يقرأ الكِتاب.(1/1611)
(2) اعتمد المؤلِّفُ في بَيان وَجه مُناسَبَة كُلِّ سُورَة بما قَبلَها - في الغالِب - على قاعدة استقرأها مِن غالِب سُوَر القرآن - طَويلها وقَصيرة؛ وهي: "أنَّ كُلَّ سُورَةٍ تَفصيلٌ لإجمال ما قَبلَها، وشَرحٌ له، وإطنابٌ لإيجازه" - كما يَقول (ص 56).
(3) لم يَشتَرِط المؤلِّفُ رَبط نهاية السُّورَة ببداية السُّورَة التي تَليها؛ لبَيان وَجه المُناسَبَة بَينهما، وإن كان يَفعَل ذلك أحيانًا (كما في سُورَتَي المائِدَة والأنعام، وسبأ وفاطِر، والواقِعَة والحَديد، وغيرها مِن السُّوَر).
ثانيًا: تقويم التحقيق:
(1) بذل المُحَقِّق في تَحقيق الكِتاب جُهدًا مَشكورًا؛ فترجَم لأعلامِه، ووثَّق نُصوصَه، وخَرَّج أحاديثَه. وإن لم يَظهر - تَحديدًا - عَملُه في الكِتاب؛ فقد اختلط عَملُه مَع عَمل الأستاذ (عبد القادِر عَطا) - مُحقِّق الطَّبعة القَديمة للكتاب؛ فلم تُمَيَّز تَعليقات الأستاذ (عبد القادِر) بأي رَمز. ويؤخَذُ عَليهما مَعًا أنَّهما لم يُحَرِّرا اسمَ الكِتاب!
(2) لم يَعتَمِد المُحَقِّق في تَحقيق الكِتاب على نُسَخ خَطيَّة؛ وإنَّما على نُسخَتَين مَطبوعَتَين، قابل بَينهما، وليس هذا مِن التَّحقيق في شَىءٍ؛ بل هو تَكثيرٌ لسواد المَكتبة بلا طائِل كَبيرٍ مِن ورائِه.
(3) ضَرَب المُحَقِّقَ (عبد القادِر عَطا) بسَهمٍ في بَيان أوجه مُناسَبَة بعض السُّوَر بما قَبلها، أحيانًا (انظر: صَفحات 65: 66، 75، 134، 148، 150، 151، 152).(1/1612)
الملاحظات : 1- الاسم الحقيقي للكتاب هو «تناسق الدُّرر في تَرتيب السُّوَر»، كما سماه مؤلِّفُه بذلك (ص 40 - مقدمة)، وفي كِتابِه «الإتقان في علوم القرآن»: النوع الثاني والستون في مُناسبة الآيات والسُّوَر، وكذا سَمَّاه (حاجي خليفة) في «كَشف الظُّنون عَن أسامي الكُتب والفُنون»، و(صديق حسن خان القنوجي) في كِتابه «أبجد العلوم»: علم مُناسبات الآيات والسُّوَر. أمَّا الاسم الذي أثبَتَه المُحَقِّق وطُبِع به «أسرار ترتيب القرآن»، فلعله مِن تَصَرُّفِ بَعضِهم، فليُحَرَّر!
2- طُبِع الكِتابُ طَبعَتين: الأولى: بتحقيق (عبد القادر أحمد عطا)، طـ دار الاعتصام، عام 1396هـ/ 1976م. والثانية: بتحقيق (عبد الله محمد الدرويش)، طـ دار الكتاب العربي بسوريا، عام 1404هـ/ 1983م.
3- كُتِب على غُلافَي الكِتاب الخارجي والداخلي ما نَصُّه: "نوادِر التُّراث".
4- نُسِب تَحقيق الكِتاب - إضافَةً إلى مُحَقِّقه - إلى (عبد القادِر أحمد عطا)؛ كما على غُلافَيه الخارجي والداخلي، وهذا خَلطٌ عَجيبٌ! فالأستاذ (عبد القادِر) لم يُشارِك في تَحقيق هذه النُّسخَة ألبتة؛ وإنَّما أضيفَت تَعليقاتُه إلى هذه النُّسخَة مِن قِبَل مُحَقِّقها! (انظر: ص 13)، فإقحام اسمه على غُلاف الكِتاب ليس مُرضيًّا على الإطلاق!
5- صُدِّر الكِتاب -بعد مُقَدِّمَة المُحَقِّق- بـ "نبذة عَن مُصحَف (عثمان) -رَضيَ الله عنه -"، تلاه ذِكر "عَمل المُحَقِّق في الكِتاب"، ثُمَّ مقال بِعُنوان "عَظَمَة القُرآن ووِحدَته الموضوعية"/ كَتَبه: (عبد القادر أحمد عطا)، وأخيرًا ترجمة مُوجَزة جِدًّا للمؤلِّف.
6- ألحِق الكِتاب بِعِدَّة فهارِس فَنيَّة؛ وهي: فِهرس الحَديث النَّبوي والآثار، وفِهرس الأعلام، وفِهرس أسماء الكُتب التي وَرَد ذِكرها في ثنايا الكِتاب، ثُمَّ ثَبَت بأهم المَصادِر والمَراجِع، وأخيرًا فِهرس [مَوضوعات] الكِتاب.
---(1/1613)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ عبد العزيز القارئ
---
تفسير الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ عبد العزيز القارئ
---
مازن مطبقاني
04-12-2006, 11:42 AM
عندما أكرمني الله عز وجل بدراسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فقرأت كتابات الشيخ عبد الحميد بن باديس ومنها تفسيره العظيم (مجالس التذكير) فهل يصلح أن أقتبس تفسير بعض الآيات من هذا التفسير العظيم. وهل ثمة دراسات عليا أو رسائل تهتم بابن باديس. أما الشيخ الدكتور عبد العزيز قارئ فقد كان خطيباً مفوهاً وما أجمل تلك السّنة التي أمضاها مع سورة يوسف وقد قمت باستنساخ عدد من تلك الخطب ولمّا أنشرها بعد فهل هذا مناسب أيضاً أفيدوني والسلام
---
عبدالرحمن الشهري
04-12-2006, 12:24 PM
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
مرحباً بالدكتور الكريم مازن مطبقاني في ملتقى أهل التفسير ، أخاً عزيزاً ، وأستاذاً نبيلاً ، صاحب الجهد المشكور ، والكتابات الموفقة ، ولا سيما في ميدان مناقشة الكتابات الاستشراقية ، ومن آخرها كتابه الذي صدر عن عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام عن المملكة والدراسات الاستشراقية ، وقد قرأته وانتفعت به كثيراً.
ونحن في ملتقى أهل التفسير سعداء بانضمامه إلينا ، ونرجو أن نرى مشاركاته في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم إن شاء الله.
وأما تفسير الشيخ عبدالحميد بن باديس رحمه الله وغفر له ، فنرجو أن نرى اقتباساتكم منه على صفحات الملتقى لاختصاصكم بدراسة الشيخ عبدالحميد وآثاره وجمعيته .
وقد كنت اطلعتُ على دراسة أخي الدكتور إسحاق بن عبدالله السعدي في رسالته للماجستير عن جمعية علماء المسلمين الجزائرية ، واستفدت منها كثيراً ، وقد قُدِّمت تلك الرسالة إلى قسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بالرياض قديماً.(1/1614)
وتعرض الأخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الضامر في رسالته للماجستير لتفسير (مجالس التذكير) لابن باديس ولا سيما في جانب تنزيل الآيات على واقع المسلمين ، ورسالته في طور الطباعة والنشر إن شاء الله.
وهناك بحوث منشورة في المجلات العلمية المحكمة تناولت تفسير ابن باديس لعلي أشير إليها لاحقاً إن شاء الله.
وأما الدكتور عبدالعزيز القارئ حفظه الله ، فليتك تتحفنا بتفسيره ووقفاته حول سورة يوسف فقد أبدع فيها ، وليست منشورة حسب علمي . وأبشرك أننا نجري الآن لقاء علمياً معه حفظه الله لنشره على صفحات الملتقى قريباً بإذن الله.
ومرحباً بكم مرة أخرى يا دكتور مازن في ملتقى أهل التفسير.
---
ابن الجزيرة
04-12-2006, 07:29 PM
مرحباً بالدكتور مازن بيننا في هذا الملتقى , ونسأل الله أن ينفعنا به ويوفقنا وأياه لفعل الخير .
---
مرهف
04-12-2006, 09:02 PM
إنه لمن دواعي السرور والفرح أن نرى فضيلة الدكتور مازن في هذا الملتقى الذي أضحى مجمعاً علمياً ، وأن نستفيد من دراساته وعلمه إن شاء الله، ومناسبة طيبة أيضاً لأكرر طلبي من مشرفي الملتقى بأن ينظموا معه لقاء علمياً خاصاً عن الاستشراق بشكل عام وجهوده وأثره في الدراسات القرآنية وعلوم القرآن بشكل خاص
---
البتول
04-12-2006, 09:15 PM
على فكرة ان الجزائر في كل سنة تحي ذكرى وفاة الشيخ ابن باديس وقد اسمت ذلك اليوم بيوم العلم ويكون بتاريخ 16 أبريل من كل سنة
---
أحمد البريدي
04-13-2006, 11:52 AM
مرحباً بالدكتور مازن بين إخوانه , ولعل دعوة الأخوة لك للمشاركة في الملتقى عموماً , وفي ملتقى الانتصار خصوصاً تجد قبولاً عندك , وفقك الله لكل خير .
---
علال بوربيق
04-13-2006, 05:01 PM(1/1615)
رحم الله مجدد الدين بالديارالجزائرية، ورافع لواء العلم بها ، ولا أجد تعبيرا أبلغ مما قاله أمير البيان الجزائري العلامة البشير الإبراهيمي -رحمه الله - في حق هذا الإمام حيث قال : " إنه باني النهضتين العلمية والفكرية بالجزائر، وواضع أسسها على صخرة الحق، وقائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، وإمام الحركة السلفية، ومنشئ مجلة (الشهاب) مرآة الإصلاح وسيف المصلحين، ومربّي جيلين كاملين على الهداية القرآنية والهدي المحمّدي وعلى التفكير الصحيح، ومحيي دوارس العلم بدروسه الحيّة، ومفسّر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة، وملقّن مبادئها على البيان، وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد ابن باديس، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأول مؤسس لنوادي العلم والأدب وجمعيات التربية والتعليم، وحسبه من المجد التاريخي أنه أحيا أمّة تعاقبت عليها الأحداث والغير، ودينًا لابسته المحدثات والبدع، ولسانًا أكلته الرطانات الأجنبية، وتاريخًا غطى عليه النسيان، ومجدًا أضاعه وَرَثَةُ السوء، وفضائلَ قتلتْها رذائلُ الغرب "
وقال عنه أستاذه وشيخه في الزيتونة العلامة ابن عاشور: " العالم الفاضل، نبعة العلم والمجادة، ومرتع التحرير والإجادة، ابننا الذي أفتخرُ ببنوته إلينا... الشيخ سيدي عبد الحميد ابن باديس... أكثر الله من أمثاله في المسلمين "
وأما شاعر الصحراء الجزائرية- محمد العيد آل خليفة- فقد أكرمه بقصيدة كانت من محفوظاتنا لايحظرني الساعة منها إلا هذه الأبيات:
بمثلكَ تعتزُّ البلادُ وتفخرُ = وتزهرُ بالعلمِ المنيرِ وتزخرُ
طبعتَ على العلمِ النفوسَ نواشئًا = بمخبرِ صدقٍ لا يُدانيهِ مخبرُ
نهجتَ لها في العلمِ نهجَ بلاغةٍ = ونهج َمفاداةٍ كأنكَ حَيْدرُ
ودَرْسُكَ في التفسيرِ أشهى مِنَ الجَنَى = وأبْهَى' مِنَ الروضِ النظيرِ وأبهر(1/1616)
ختمتَ كتابَ ختمةَ دارس = بصيرٍ له حَلُّ العويصِ مُيسَّر
فكمْ لكَ في القرآنِ فَهْمٌ موفَّق = وكمْ لكَ في القرآنِ قولٌ محرر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
---
مساعد الطيار
04-15-2006, 05:04 PM
الحمد لله الذي ينعم على هذا الملتقى برجال نحبهم وإن لم نرهم ، فحياك الله يا دكتور مازن ، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نجدكم معنا في هذا الملتقى ، وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .
---
أبو عبد المعز
04-15-2006, 06:47 PM
هذا موقع العلامة ابن باديس:
http://www.binbadis.net/
وهذه عبرة للذكرى:
عندما عاد الإمام من المشرق قعد في مسجد صغير يعلم الأطفال القراءة والكتابة ويحفظهم القرآن.....وكان الصليبيون الفرنسيس لا يأبهون له فهو في نظرهم لا يعدو أن يكون مرابطا أو صوفيا صغيرا ممن يملأون فضاءات الغرب الاسلامي.....
ثم تبين فيما بعد أن تلك الحروف التي تمحى وتكتب كل صباح وتلك الآيات التي يمليها على محيطه الصغير هي التي زلزلت واحدة من أعتى دول الاستعمار....
وللذكرى مرة أخرى:
لم يجد الفرنسيون طريقة للتخلص من جمعية العلماء إلا دعوتها للعمل السياسي...فقبلت مع الأسف .....ولم تنتبه إلى أن العدو يريد إشغالها عن المهام التربوية التي كانت الجمعية ماضية فيها في صمت .......للزبد بريق قد يخدع العلماء الربانيين انفسهم....
ولمالك ابن نبي-ابن خلدون الثاني- تحليل عميق لمسار جمعية العلماء تجدون عناصره مبثوثة في كثير من كتبه.....
---
(1/1617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية (2)
---
فوائد من شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة شيخ الإسلام بن تيمية (2)
---
صالح الدرويش
07-01-2004, 01:51 AM
الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فصل في اختلاف السلف في التفسير وأنه اختلاف تنوع
قال المصنف رحمه الله :
وقد تنازع العلماء في قول الصاحب : نزلت هذه الآية في كذا وهل يجري مجرى المسند كما يذكر السبب الذي أنزلت لأجله أو أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند .
فالبخاري يدخله في المسند .
وغيره لا يدخله في المسند ، وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح ، كمسند أحمد وغيره بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه ، فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا المسند .
ــــــــــــــــــ
قال الشارح :
في هذه الجملة ذكر المصنف – يرحمه الله – مسألة ألا وهي قولهم :
" نزلت في كذا "
هل يأخذ حكم المرفوع فيكون محتجا به كحديث أم أنه يكون موقوفا على من قال ذلك ؟
هما قولان للأصوليين والمحدثين والمفسرين ، وقد أطلق المصنف – يرحمه الله- الخلاف في ذلك بقوله : " العلما " فيدخل في ذلك الأصناف الثلاثة السابقة ، وهو كذلك عند الأصوليين ، كما في " البحر المحيط " لبدر اتلدين الزركشي ، وه كذلك عند المحدثين كما في " مقدمة ابن الصلاح " وهو كذلك عند المفسرين كما في " البرهان في علوم القرآن " لبدر الدين الزركشي – يرحمه الله - ، وقد قال المصنف – يرحمه الله – "فالبخاري يدخله في المسند .وغيره لا يدخله في المسند " فيه عموم ، وقد فصَّل في ذلك العموم جماعة ومن أولئك : ابن حجر - يرحمه الله – في " النكت الصلاحية " حيث بيَّن أن الصاحب إذا قال عن آية " نزلت في كذا " فلا يأخذ حكم المروفع إلا إذا توفرت فيه ثلاثة شروط :(1/1618)
1. ألا يكون متعلقا بالعربية .
2. ألا يكون له مدخل في الاجتهاد .
3. ألا يكون ذلك الصحابي ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب ، كعبدالله بن سلام في آخرين .
فإذا توفرت هذه الشروط الثلاثة فقد ذهب جمهور المحدثين والأصوليين والمفسرين إلى أنه يأخذ حكم المرفوع .
أما كونه كذلك عند المحدثين فقد ذكره السخاوي في " فتح المغيث "وأشار إليه ابن حجر في " النكت الصلاحية " وجعله مذهب البخاري ومسلم .
وأما كونه كذلك عند المفسرين فهو ظاهر مقرر بدر الدين الزركشي في " البرهان " والسيوطي في " الاتقان " وقد عزاه إلى ابن جرير الطبري جماعة ، ومن أولئك ابن حجر – يرحمه الله – في " النكت الصلاحية " .
وأما كونه كذلك عند الأصوليين فقد اختلفت في عزوه إلى الجمهور عندهم الكلمة ، إلا أن جماعة قد أشاروا إلى أنه قول الجمهور ، ومن أولئك : أبو المظفر السمعاني في " قواطع الأدلة " وابن النجار في " شرحه لمختصر التحرير " في آخرين ، ولم يعزه إلى الجمهور جماعة ، ومن أولئك بدر الدين الزركشي في " البحر المحيط " وابن السبكي في " شرحه للمنهاج " في آخرين .
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية – يرحمه الله – ما سبق من أنه لا بد من هذه الشروط على وفق ما عَمِل به في " منهاج السنة النبوية " وهو الذي قطع به جماعات ، ومن أولئك ابن حجر في " النكت " في آخرين .
---
أويس القرني
07-03-2004, 08:24 AM
جزاك الله خيرا يا شيخ صالح ، هل شرح الشيخ الأسمري مفرغ من الأشرطة وكيف الحصول عليه
---
صالح الدرويش
07-04-2004, 02:58 PM
نعم أغلب شروح الشيخ مفرغة على أشرطة والشرح الذي معي في 187 صفحة .
---
(1/1619)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار للتحميل
---
كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار للتحميل
---
مسك
07-22-2005, 01:42 PM
اسم الكتاب : المقنع في رسم مصاحف الأمصار
اسم المؤلف : أبو عمر الداني
نبذة عن الكتاب :
ذكر المؤلف في هذا الكتاب ما سمعه من مشائخه ورواه عن أئمته من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق المصطلح عليه قديما مختلفا عن الإمام مصحف عثمان بن عفّان رضي الله عنه وعن سائر النسخ التي انتسخت منه الموجّه بها إلى الكوفة والبصرة والشام وجعل جميع ذلك أبوابا، وصنفه فصولا، اخلاه من بسط العلل ورح المعاني لكي يقرب حفظه، ويخفف متناوله على من التمس معرفته من طالبي القراءة وكاتبي المصاحف وغيهم ممن قد أهمل شرح ذلك وضرب عن روايته، وأكتفى فيه دهرا بظنه ودرايته، وقد رأى أن يفتتح كتابه هذا بذكر بعض ما تأدى اليه من الأخبار والسنن في شأن أهل المصاحف وجمع القرآن فيها إذ لا يستغنى عن ذكر ذلك فيه أولا.
:::: أضغط هنا لتحميل كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار ::::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=7&book=1920)
---
معاذ صفوت محمود
08-31-2005, 02:58 AM
جزاكم الله خيرا، ومع أني لم أقرأ من هذه النسخة إلا القليل فإني أظنها لو نقلت من مخطوط بشكل جيد، أظنها ذات قيمة عظيمة لأنها قرئت على المؤلف قبل وفاته بثلاث سنين، والله أعلم
---
(1/1620)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول تفسيري الوجيز والبسيط للواحدي
---
سؤال حول تفسيري الوجيز والبسيط للواحدي
---
عبدالرحيم
08-20-2005, 11:44 AM
إخوتي الأكارم
ما صحة نسبة تفسير البسيط إلى الواحدي
وهل هو ذاته تفسيره المعروف بالوجيز ؟
وإن كان مستقلاً أين أجده ؟
وبارك الله فيكم
---
المنصور
08-20-2005, 12:58 PM
هناك أربعة تفاسير مختلفة للواحدي :
الوجيز ، وهو مختصر .
الوسيط .
البسيط .
الحاوي .
اثنان مطبوعان وهما الأولان .
والبسيط حقق كاملا في رسائل جامعية .
وبقي الحاوي مخطوطاً .
---
عبدالرحيم
08-20-2005, 01:11 PM
أخي الفاضل..
هل لاحظت الاختلاف بين الوجيز والبسيط
انظر مثلاً تفسير: " ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " في التفسيرين
تكاد تجزم أن التفسيرين لشخصين مختلفين ؟؟!!!!
---
المنصور
08-20-2005, 07:02 PM
هذا ملاحظ بكثرة في التفسيرين .
وهو موضوع يحتاج لدراسة مستقلة ، وليس الحل في أن نشكك في نسبة أحد التفسيرين للواحدي .
فهي كتب مشهورة جدا للواحدي , وعليها شروح وحواشي واستدراكات .
نفعنا الله تعالى وإياك بكتابه الكريم .
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 02:52 PM
الذي أعرفه أن للواحدي ثلاثة كتب في التفسير ، هي الوجيز ، والوسيط ، والبسيط . وكل من ترجم له يذكر له هذه التفاسير الثلاثة . [انظر : وفيات الأعيان لابن خلكان 3/303، إنباه الرواة للقفطي 2/223، معجم الأدباء لياقوت 12/159]. وقد سمى الغزالي كتبه الثلاثة في الفقه بأسماء كتب الواحدي في التفسير كما ذكر الذهبي وغيره من أهل التراجم.(1/1621)
فالبسيط أوسعها وأطولها ، مأخوذ من البسط وهو الطول والسعة . والوسيط مختصر منه ، حيث قال في مقدمته :(وقديماً كنت أطالب بإملاء كتاب في تفسير وسيط ، ينحط عن درجة (البسيط) الذي تجر فيه أذيال الأقوال ، ويرتفع عن مرتبة الوجيز الذي اقتصر فيه على الإقلال .... أُعفيه من التطويل والإكثار ، وأسلِمه من خلل الوجازة والاقتصار ، وآتي به على النمط الأوسط ، والقصد الأقوم ، حسنة بين السيئتين ، ومنزلة بين المنزلتين لا إقلال ولا إملال) . وهذا يدل على أنه صنفه بعد أن صنف كتابيه الوجيز والبسيط ، أو بعد الشروع فيهما ومعرفة منهجهما واتضاحه على الأقل . وقد ذكر القفطي كتابه الوسيط فقال :(وهو مختار من البسيط –أيضاً- غاية في بابه). ومخطوطاته كثيرة جداً أكثر من مخطوطات البسيط والوجيز ، فقد نال شهرة واسعة . وله أكثر من طبعة . قال الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري عنه :(صدر الجزء الأول منه عام (1406)، بتحقيق محمد حسن الزفيتي، وقد تولت لجنة إحياء التراث لوزارة الأوقاف المصرية طباعته، ثم طبع الكتاب كاملاً بتحقيق وتعليق مجموعة من الباحثين عام (1415) وتولت إصداره دار الكتب العلمية ببيروت، علماً بأن قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام بالرياض قد قام بتوزيع الكتاب كاملاً بين طلبة الدراسات العليا (الماجستير) وانتهي من تحقيقه، ولم يطبع بعد ).
وما أشار إليه الأخ عبدالرحيم يعني به التفسير الوسيط ؛ لأن البسيط لم ينشر بعد وهو في طريقه إلى النشر قريباً إن شاء الله . غير أن الخلاف بين الوسيط والوجيز يعود لاختصار الوجيز واقتصاره على رأي واحد ، بخلاف الوسيط ، وقد صنف الوسيط بعد تصنيف البسيط ، فلعله ظهر له ترجيحات لم تظهر له حين صنف الوجيز .(1/1622)
وقد راجعت تفسير الآية التي أشار إليها الأستاذ عبدالرحيم في سورة يوسف ، وهي الآية (24) فلم أجد تفاوتاً ولا تعارضاً بين التفسيرين ، إلا أنه اكتفى في الوجيز بقول واحد وهو منهجه الذي ارتضاه لكتابه هذا ، وتوسع في الوسيط توسعاً قليلاً لم يعارض الأول ، ولكنه ذكر أقوال المفسرين فيها ، وتوسع في ذكر بعض الروايات التي لم يرتضها المفسرون.
انظر : الوجيز 1/543 ، الوسيط 2/607-608 ، ورجعت للبسيط فلم أجده خالف ما ذكره في الوسيط أيضاً بل توسع فيه قليلاً.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه قد وقع في بعض نسخ الوسيط تحريف وتبديل ، ومنهم الشيخ إسماعيل بن محمد بن علي الحضرمي المتوفى سنة 676هـ فصنف كتابه :
عمدة القوي والضعيف
الكاشف لما وقع في وسيط الواحدي من التبديل والتحريف
وأظنه مخطوطاً في مكتبات اليمن .
وأما كتاب الحاوي الذي أشار إليه أخي الكريم الدكتور عبدالله المنصور ، فليس كتاباً مستقلاً في التفسير ، وإنما ذُكِرعلى أنه كتاب يجمع تفاسير الواحدي الثلاثة . قال الدكتور محمد بن صالح الفوزان عند حديثه عن مؤلفات الواحدي :
(الحاوي لجميع المعاني : هذا الاسم جعله حاجي خليفة عنونا يجمع كتب الواحدي الثلاثة « البسيط والوسيط والوجيز » حيث قال : تفسير الواحدي ثلاثة : « البسيط والوسيط والوجيز » وتسمى هذه الثلاث : « الحاوي لجميع المعاني » (1) ، وقال في موضع آخر : « الحاوي لجميع المعاني وهو اسم البسيط والوسيط والوجيز للواحدي » (2) . فعلى هذا القول يكون « الحاوي » اسماً لكتب الواحدي الثلاثة في التفسير وليس كتابا مستقلا غيرها ، لكن نجد واضع (3) فهرس « مخطوطات الظاهرية » ذكر أنه كتاب آخر حيث قال – وهو يتكلم عن الوسيط - : « ... وهو تفسير القرآن المعروف بالتفسير « الوسيط » للواحدي ، وهو وسط بين كتابيه « البسيط » و « الوجيز » في التفسير - أيضاً – وجمعهما كتابه « الحاوي لجميع المعاني » في التفسير » (4) .(1/1623)
قال الدكتور جودة محمد : « وقد نص بروكلمان على كتاب « الحاوي » وذكره في ثبت مؤلفات الواحدي .... »(5) .
ويترجح لديَّ أن « الحاوي » اسم يجمع كتب الواحدي الثلاثة كما قال حاجي خليفة ، وليس كتابا مستقلا . ذلك لأن جميع من كتب عن الواحدي لم يذكر هذا الكتاب مع إجماعهم على ذكر كتبه الثلاثة . ومما ينبه عليه أن كتابا يحوي هذه الثلاثة سيكون ضخم الحجم والقدر لا يخفى ، وأول من ذكر كتب الواحدي تلميذه « عبد الغافر » صاحب السياق « لتاريخ نيسابور » ونقل ياقوت (6) لنا كلام عبد الغافر عن مؤلفات الواحدي ، فكيف خفي عليه هذا الكتاب ، قد يترك ذكر اسم كتاب صغير ، لكن كتابا بهذا الحجم لا أظن أنه يتركه ، ويبقى مجهولاً إلى هذا الحد ). انظر : البسيط للواحدي بتحقيق د.محمد الفوزان 1/63-64
--الحواشي ---
(1) كشف الظنون 1 / .460
(2) كشف الظنون 1 / 629 .
(3) وضعه د / عزة حسن .
(4) فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ص 320 .
(5) الواحدي ومنهجه في التفسير ص 91 .
(6) انظر معجم الأدباء 12 / 259 .
---
الجنيدالله
03-14-2006, 01:04 AM
السلام عليكم
عمدة القوي مخطوط بدار الكتب المصرية وعنه ميكروفيلم بمركز الملك فيصل برقم 32496
اما الحاوي فله نسخ قليلة واحدها - وهو الذي لدي مكبرة عنها والباقي لا استطيع الحكم عليه - لا يطابق البسيط ولا الوسيط ولا الوجيز
فالله اعلم ويحتاج الامر لمزيد بحث
---
عبدالرحمن الشهري
03-16-2006, 01:22 PM
بارك الله فيكم أخي الجنيدالله على هذه المعلومات وليتنا نطلع على مضمون كتاب (عمدة القوي والضعيف) لمعرفة ما ذكره من التحريف في وسيط الواحدي .
وأما الحاوي فليتك تتأكد لنا من طبيعته الحقيقة إن كان الأمر في متناولك وفقك الله ، فكلام الباحثين الذين كتبوا عن الواحدي -فيما اطلعت عليه - يذهبون إلى أنه جمع لكتبه الثلاثة.
---
الجنيدالله
03-19-2006, 04:05 AM
السلام عليكم
الدكتور عبدالرحمن حفظه الله(1/1624)
اما الحاوي فادرسه لك على عجالة وافيدك باذن الله
واما كتب الواحدي الثلاثة هكذا يراد بها الوجيز والوسيط والبسيط ولكن السمعاني قال انه يراد بها الوجيز والوسيط وكتاب تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر البسيط
واما ان الوسيط هو اختصار للبسيط فليس يصح وهذا ما نص عليه مؤلفه في البسيط
وبالمقارنة تجد ان الوسيط فيه اثار ليست في البسيط
واسم الكتاب الوسيط بين المقبوض والبسيط يوحي انه بعد البسيط
---
(1/1625)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك ضوابط للحكم على طريقة مفسر بأنها من أحسن طرق التفسير؟
---
هل هناك ضوابط للحكم على طريقة مفسر بأنها من أحسن طرق التفسير؟
---
أبوعبيدة
04-25-2006, 08:13 AM
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نجد في الرسائل العلمية التي تتحدث عن منهج مفسر من المفسرين مبحثاً يتحدث عن "المفسر ما له وما عليه" أو "ما يؤخذ على المفسر"، فهل هناك ضوابط للحكم على طريقة مفسر من الفسرين بأنها من أحسن طرق التفسير ومن خلالها نستطيع تحديد المآخذ أم لا؟
أرجو من أهل الاختصاص التكرم بالإجابة
وبارك الله فيكم.
---
أبوعبيدة
04-26-2006, 11:27 AM
نرجو من الأخوة الإجابة للأهمية
وبارك الله فيكم
---
أبوعبيدة
04-27-2006, 10:35 AM
نرجو من الأخوة الإجابة للأهمية !!!
وبارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 07:52 AM
يُذكر في أصول التفسير أن أحسن طرق التفسير تفسيرُ القرآن بالقرآن ، ثم يليه تفسير القرآن بالسنة . ولم أجد من الباحثين من يذكر أن طريقة فلان من المفسرين هي أفضل طرق التفسير . ولذلك فالحكم يكون للمنهج وليس للكتاب وللمؤلف . ولذا يمكن القول إن أفضل كتب التفسير هي تلك الكتب التي التزم أصحابها بالأصول المقررة في التفسير ، ولم يخالفوا أحد هذه الأصول . وبقدر المخالفة تكون المؤاخذة والتعقب للمفسر . والله أعلم .
---
(1/1626)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبو مبارك : طالب دراسات عليا من اليمن يريد استشارة علمية
---
أبو مبارك : طالب دراسات عليا من اليمن يريد استشارة علمية
---
أبو مبارك
06-06-2003, 05:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ / مساعد الطيار 000 الإخوة الكرام الذين تفاعلوا مع هذا الموضوع الحيوي الذي يُعنَى به كل من ارتبط بالدراسات العليا وفقهم الله ، لقد سرَّني ما كتبتم ، وإني أتمنى أن يكثر الطرح في هذا الموضوع ؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضو جديد قد تعرفت على هذا المنتدى بالأمس ، وقد كنت أبحث منذ فترة كبيرة على مثل هذا الملتقى ، والحمد لله أن وفَّقني لهذا المنتدى ، فأرجو من الأخوة في هذا الملتقى ، قبولي بينهم كعضو جديد ، وأن يزوِّدوني بما يخدمني في ديني ودنياي 0
أنا طالب متقدِّم في برنامج الماجستير في إحدى الجامعات اليمنية ، وقد أخذت موضوع في الدِّراسات الإسلاميَّة ، تخصص لغة عربيَّة ، بعنوان : (( الجملة الخبريَّة في القرآن الكريم ، دراسة نحويَّة بلاغيَّة )) ، ( المقصود الخبر قرين الإنشاء) ، فأرجو أن تزوِّدوني بكل ما يفيدني حول هذا الموضوع ، أو تدلُّونني على من يعينني على هذا ، فقد رأيت أنَّكم أهلاً لمثل هذا ، واعذوني إن لم أحسن الدُّخول ، فإنني جديد على التَّعامل مع الإنترنت 0 وكذا اعذروني على خروجي عن الموضوع الأساسي ، وأرجو منكم ، إن تفضَّلتم ، تزويدي بالنَّصائح ؛ كي أستفيد منكم ومن توجيهاتكم ، وأن يكون بحثي هام ينفعني الله به ، وينفع إخواني المسلمي 0
وأرجو المسامحة والمعذرة على الإطالة ، وأن لا تغفلوا موضوعي ، وأن توجهوني إلى الاستخدام الأمثل لطرح موضوعي هذا في مكانة 0
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
أخوكم بو مبارك حفظه الله ورعاه
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2003, 01:48 PM(1/1627)
حياك الله أبا مبارك في ملتقى أهل التفسير وأرجو أن تحاول قراءة أكبر قدر ممكن من موضوعات الملتقى وخاصة الموضوع الذي طرحه أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي وفقه الله
موضوعات مقترحة للرسائل العلمية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=155)
فسيفيدك إن شاء الله فيما سألت عنه. ويسعدنا تواصلك العلمي معنا في هذا الملتقى ومرحباً بكم يا أهل اليمن ، وأرجو أن تدعو بقية الإخوة طلاب العلم الذين لك بهم صلات علمية ، حتى يتكامل الجهد ، ويثمر العمل إن شاء الله.
وقد قمت بفصل موضوعك عن الموضوع الأصلي الذي طرحت مشاركتك فيه ، وقمت بتعديل العنوان بما أرجو أن يكون مناسباً إن شاء الله بناء على رغبتكم الكريمة.
أخوكم/
عبدالرحمن الشهري
---
(1/1628)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين ؟
---
ما أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين ؟
---
القحطاني
07-05-2005, 08:37 AM
أريد منكم أيها الماشيخ والإخوة دلالتي على أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين للجمل(الفتوحات الإلهية ) وكذلك حاشية الصاوي
---
أبو حازم الكناني
07-05-2005, 05:10 PM
أريد منكم أيها الماشيخ والإخوة دلالتي على أفضل طبعات حاشية تفسير الجلالين للجمل(الفتوحات الإلهية ) وكذلك حاشية الصاوي
أخي الكريم أحببت أن أطلعك على هذه الخلاصة والتي كنت قد فكرت بإعدادها منذ وقت وتتلخص في تقصي ما هو مدوّن من الحواشي والتعليقات والتعقّبات على مصنفات التفسير، ولعل هذا نموذج تطبيقي على تفسير الجلالين.
وقد جاء هذا الملخص نتاج عزيمة وهمّة أثارها سؤالك. فجزاك الله خيراً.
لا شكّ أن هذه الخلاصة بهذه الصورة تحتاج إلى تعليق من رواد المنتدى – فهي لا تجيب عن سؤالك - لأنها بمثابة إشارة فقط للحواشي دون معرفة ما هو مطبوع ومتوافر الآن، أو ما هي أجود هذه الطبعات. فلعل للبعض إطلاعاً أكثر في هذا الجانب.
أ - المقصود بالجلالين:وهما العالمان اللذان ينسب لهما هذا التفسير، "... والجلالان هما:
1/ جلال الدين الحلي المتوفى سنة 864هـ - 1459م.
2/ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ - 1505م.
أما المحلي فوصل إلى آخر سورة الأسرار والباقي الكتاب من إتمام السيوطي. عليهما رحمة الله.
ب - أسماء من حشّى على الكتاب:
1. الجمل. أبو داوود سليمان بن عمر بن منصور العجيل المصري الشافعي المعروف بالجمل المتوفى سنة 1204هـ. واسم حاشيته: الفتوحات الإلهية بتوضيح الجلالين وقيل في اسمها: الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية، طبعت في 4 أجزاء في القاهرة سنة 1303 هـ.(1/1629)
2. العلقمي. محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر القاهري الشافعي شمس الدين المعروف بالعلقمي تلميذ الجلال السيوطي ولد سنة 879هـ. وتوفي سنة 961هـ. واسم حاشيته: قبس النيرين على تفسير الجلالين
3. عطية الأجهوري. عطية الله ابن عطية البرهاني القاهري الشافعي الشهير بالأجهوري العلامة الشهير حاشية الجلالين.
4. الكرخي. بدر الدين محمد بن محمد البكري الكرخي الشافعي نزيل مصر المتوفي سنة 1007هـ. وقيل: 1006هـ. واسم حاشيته: مجمع البحرين ومطلع البدرين على تفسير الإمامين الجلالين، ويقال له أيضاً: مطلع البدرين على تفسير الإمامين الجلالين
5. الحفناوي. محمد بن أبي السعود صالح المصري الشافعي المعروف بالحفناوى المتوفى سنة 1268هـ.
6. القاوقجي. أبو المحاسن السيد محمد بن خليل بن ابراهيم بن محمد بن علي بن محمد المشيشي الطرابلسي - طرابلس الشام - الحنفي الفقيه الزاهد الشهير بالقاوقجي، ولد سنة 1222هـ. وتوفي في ذي الحجة سنة 1305هـ. وسمى حاشيته: مسرة العينين في حاشية الجلالين.
7. المولوي سلام الله من أولاد الشيخ عبدالحق الدهلوي. واسم حاشيته: الكمالين حاشية الجلالين.
8. الملا علي القارى ء المتوفي سنة 1014هـ له حاشية لم تطبع
9. حاشية الصاوي
ج - المراجع:أنظر المراجع التالية:
1/ هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، مصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 - 1992
2/ اكتفاء القنوع بما هو مطبوع، أدورد فنديك، ط: دار صادر - بيروت - 1896م.
3/ أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم، صديق بن حسن القنوجي، ط: دار الكتب العلمية - بيروت - 1978، تحقيق: عبد الجبار زكار.
4/ إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، مصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 – 1992.(1/1630)
5/ فهرس الفهارس والاثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمساسلات ج1/2، عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، ط: دار العربي الاسلامي - بيروت/ لبنان - 1402هـ1982م، الطبعة: الثانية، تحقيق: د. إحسان عباس
---
خالد الشبل
07-05-2005, 10:16 PM
الأخ الكريم أبا حازم
بارك الله فيك على هذه المعلومات، ولعلك تريد الجلال المَحَلّي، نسبة إلى محلة دقلا، المحلة الكبرى بمصر. وذكر الزَّبيدي في التاج ( ح ل ل ) أن الحافظ ذكر، في التبصير، أن في مصرنحوَ مئةِ مَحلّة، ثم ذكر تفصيلها. وقال عن الكبرى: "وهي قاعِدَة الغَربيَّة الآن، مدينةٌ كبيرة ذاتُ أسواقٍ وحَمّامات، وبها تُصْنَع ثِيابُ الحرير المُوَشّاة والدِّيباجُ وفاخَرُ الأَنماط، دخلتُها مِراراً. وقد نُسِب إليها جماعةٌ كثيرةٌ من المُحَدِّثين وغيرِهم. منهم ... ومن المتأخِّرين عَلَّامةُ العَصر الجَلالُ محمد بن أحمد المَحَلِّيُّ الشافعيُّ، شارِحُ جَمْعِ الجَوامِع".
والمَحلة: المنزل يَنزِله القوم.
تحياتي.
---
القحطاني
07-06-2005, 01:03 AM
أشكركم على هذه الكلمات المباركة
أما عن الشروح والحواشي التي عملت على تفسير الجلالين فهي كثيرة جداً ومنها ماهو تعقب على التفسير وحاشيته ككتيب الشيخ محمد بن جميل زينو أو تعقب على التفسير فقط ككتيب الشيخ محمد الخميس وألف الشيخ عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري الحنفي كتابه (تعميم الفائدة بتفسير سورة المائدة من تفسير الجلالين ) كما في هدية العارفين 1/548.
وحسبك أن الشيخ عبد الله بن محمد الحبشي ذكر في كتابه (جامع الشروح والحواشي 1/609)قريباً من ثلاثين شرحاً وحاشية ما بين مخطوط ومطبوع مما يدل على كثرة العناية بهذا التفسير .
ثم لدي استدراك على قولك (أما المحلي فوصل إلى آخر سورة الأسرار وباقي الكتاب من إتمام السيوطي. عليهما رحمة الله)(1/1631)
فالعكس هو الصحيح فقد بدأ المحلي بتفسير سورة الكهف إلى آخر المصحف ثم ابتدأ بالفاتحة وقيل شرع في البقرة ثم اخترمته المنية قبل إكماله ثم أكمله تلميذه السويطي بداية من البقرة إلى آخر سورة الإسراء .
والله أعلم ,,,
---
(1/1632)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حوار علمي في تفسير آية ؛ فهل من حكم يفصل الخطاب ؟
---
حوار علمي في تفسير آية ؛ فهل من حكم يفصل الخطاب ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
06-26-2003, 01:07 AM
بسم الله
هذا حوار علمي دار بيني وبين أحد طلبة العلم ، أنقله لكم بنصه ، راغباً التعقيب بما يثري هذا الحوار :
قال السائل :
قوله تعالى: "لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"
هل محادَّة الله ورسوله في هذه الآية الكريمة شيء زائد على مجرد الكفر كالمحاربة مثلا ؟
أو هي الكفر نفسه؟
وكيف يمكن الجمع بين الآيات الناهية عن موادة الكفار، وبين قوله تعالى
في شأن الأزواج: "وجعل بينكم مودة ورحمة" في حال زواج المسلم من
كتابية؟
وهل قوله تعالى: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا
نصارى" فيه إثبات مشروعية نوع موادة بين المسلم والكافر النصرانيّ؟
سامحونا على التطويل، ولا بأس أن تتوسعوا في الإجابة إذا شئتم..
سددكم الله للصواب ، ونفعنا بكم، ووفقنا وإياكم لكل خير .
فأجبت :
بسم الله الرحمن الرحيم
(وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )
أولاً - معنى المحادة لله ولرسوله :
بعد قراءة وتأمل ما ذكره بعض العلماء من المفسرين واللغويين وغيرهم في معنى المحادة ظهر لي أنهم على قسمين :
القسم الأول : يرى أن المحادة تكون بمجرد المخالفة بأن يكون في حدٍّ والطرف الآخر في حدٍّ آخر ، والحد هو الطرف .
وعلى هذا فكل الكفار داخلون فيمن حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .(1/1633)
القسم الثاني : يرى أن المحادة أمر زائد على مجرد الكفر ، فالمحادون لله ولرسوله هم الكفار المحاربون لله ولرسوله ، الصادون عن سبيله ، المجاهرون بالعداوة والبغضاء . بخلاف المسالمين لنا من أهل الذمة وغيرهم .
وقد صرح القاسمي في تفسيره محاسن التأويل بهذا في تفسيره لآية المجادلة التي سألت عنها .
والذي يظهر لي - والله أعلم - بعد التأمل والسؤال أن المحادة تشمل الأمرين ، وأنها درجات مختلفة ؛ فالكافر محاد لله ورسوله بكفره ، ومن حارب المسلمين وأظهر عداوتهم وصد عن سبيل الله فهو موغل في المحادة .وبين هذا وذاك مراتب متعددة كما هو الواقع .
وعليه فإن موادتهم جميعاً لا تجوز بحال من الأحوال ، لأن الموادة هي المحبة ، والمحبة لا تكون للكفار بحال من الأحوال ، لأن الله أخبر في آية المجادلة بأنه لا يمكن أن يوجد من يؤمن بالله واليوم الآخر ويواد من حاد الله ورسوله ؛ لأن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يحمله إيمانه على موادة هؤلاء .
ثانياً - إذا تقرر ما سبق فما القول في آية الروم ، وهي قوله تعالى في شأن الزوجين : ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) إذا كانت الزوجة كتابية كافرة ؟
الجواب من وجوه :
الأول : أن هذا من حيث الأصل في الزواج ، وهو أن يكون بين المسلمين .
الثاني : إذا كانت الزوجة كافرة فالأصل عدم مودتها لكفرها ؛ ولكن لو حصل ميل طبيعي إليها وفيه نوع مودة لها من أجل إحسانها إليه ولما بينهما من العشرة والأولاد فهذا يدخل في الحب الطبيعي والمودة الطبيعية التي لا يلام عليها الإنسان ، ومع ذلك فيجب عليه أن يبغضها لما فيها من الكفر .
ثالثاً- وأما سؤالك أخي عن قول الله تعاى عن النصارى: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى...) فالجواب عنها واضح والحمد لله فلو قرأت أخي تكملة الآية والآيتين اللتين بعدها لتبين لك أن المراد بالنصارى هنا : من آمن منهم كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم .(1/1634)
وأما النصارى الكفار فقد قال الله في شأنهم : ( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ...) الآية
رابعاً - إتماماً لما ذكرته سابقاً ؛ أقول : روى الإمام النسائي في تفسيره لقوله تعالى : (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ...) المائدة 83 بسنده عن عبدالله بن الزبير قال : نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه . وقرأ الآية .[قال محققا الكتاب : إسناده صحيح .
والأثر أخرجه ابن جرير أيضاً في تفسيره .
فهذا الأثر يدل على ما ذكرته سابقاً أن المقصود بالنصارى الذين هم أقرب مودة للمؤمنين من آمن منهم .
ثم وجدت كلاماً صريحاً للجصاص في أحكام القرآن حول هذه المسألة
يؤيد ما ذكرت ، قال ما نصه :(1/1635)
(قَوْله تَعَالَى { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى } الْآيَةَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٌ وَالسُّدِّيُّ : " نَزَلَتْ فِي النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا أَسْلَمُوا " . وَقَالَ قَتَادَةُ : " قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ مُتَمَسِّكِينَ بِشَرِيعَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَلَمَّا جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمَنُوا بِهِ " . وَمِنْ الْجُهَّالِ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَدْحًا لِلنَّصَارَى وَإِخْبَارًا بِأَنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْ الْيَهُودِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ مَا فِي الْآيَةِ مِنْ ذَلِكَ إنَّمَا هُوَ صِفَةُ قَوْمٍ قَدْ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَبِالرَّسُولِ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا ذُكِرَ فِي نَسَقِ التِّلَاوَةِ مِنْ إخْبَارِهِمْ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَبِالرَّسُولِ . وَمَعْلُومٌ عِنْدَ كُلِّ ذِي فِطْنَةٍ صَحِيحَةٍ أَمْعَنَ النَّظَرَ فِي مَقَالَتَيْ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّ مَقَالَةَ النَّصَارَى أَقْبَحُ وَأَشَدُّ اسْتِحَالَةً وَأَظْهَرُ فَسَادًا مِنْ مَقَالَةِ الْيَهُودِ ؛ لِأَنَّ الْيَهُودَ تُقِرُّ بِالتَّوْحِيدِ فِي الْجُمْلَةِ وَإِنْ كَانَ فِيهَا مُشَبِّهَةٌ تُنْقِصُ مَا أَعْطَتْهُ فِي الْجُمْلَةِ مِنْ التَّوْحِيدِ بِالتَّشْبِيهِ . انتهى
وكلامه هنا واضح - مع أن هناك من المفسرين من تعقبه في ذلك - والآثار التي أشار إلها في أول كلامه تؤيده ، مع ما تدل عليه أيضاً الآيات الأخرى ، إضافة إلى دلالة الواقع وأحداث التأريخ التي أثبتت شدة عداوة النصارى الكافرين للمسلمين ، قاتلهم الله أنى يؤفكون .(1/1636)
وممن قال بأنها نزلت في المؤمنين منهم كذلك الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله حيث قال بعد تفسيره لها : ( وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم .) انتهى من تفسير السعدي .
والله أعلم وأحكم ، وهو الموفق للصواب .
فقال السائل :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على جواباتكم المفيدة ونسأل الله أن يتقبل منكم ويزيدكم علما وتوفيقا آمين. وبعد:
فاسمح لي بمناقشة ما استشكلتُهٌ في جوابكم وفقكم الله:
فإني ما زلت أستشكل تفسير قوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) بالذين آمنوا منهم دون عموم النصارى أو جنس النصارى، رغم ما تفضلتم به من التتميم وما تضمنه من النقل.. وذلك لوجوه:
منها:
أن هذا يجعل معنى الآية كالآتي: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ، ولتجدن أقرب الناس مودة للذين آمنوا المؤمنين ممن كانوا نصارى ثم أسلموا وآمنوا بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم..!
وواضح أن هذا يقلل فائدة الآية جدا ، بل هو معنى ركيك لا يليق بكلام الباري عز وجل.. إذ كيف يقال إن المؤمنين أقرب مودة للذين آمنوا من اليهود والذين أشركوا؟! وحينئذ ما مزية كونهم كانوا من النصارى أو من غيرهم مادموا قد أسلموا؟ والله أعلم وأعز وأحكم سبحانه وتعالى.
ومنها:
قوله تعالى في الآية: "الذين قالوا إنا نصارى"
ومنها:
أن الآية مسوقة للمقارنة بين صلف وشدة عداوة اليهود والمشركين وكبرهم وعنادهم وجفائهم ، وبين رقة النصارى ولينهم وقربهم (بالنسبة لأولئك) من الهداية.
وكل الذين يشرحون الآية ويفسرونها ويستدلون بها من أهل العلم يوردونها هذا المورد.
ومنها:(1/1637)
أن الله تعالى قال: (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا الذين اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)) ثم علل ذلك أي كون هؤلاء الذين قالوا إنا نصارى أقرب إلينا مودة بقوله: ((ذلك بأن...الخ))
والحق أن الآثار المروية في تفسير الآية عن ابن عباس وابن الزبير وقتادة وسعيد بن جبير وغيرهم كما ذكرت بعضها -حفظك الله- فيها نوع إشكال على الكلام الذي سبق، ولعله يزول بحمل كلامهم على ما بعد التعليل، أي على قوله(منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ...)الخ خاصة إذا علمنا أن الآية مدنية بل من أواخر القرآن ، وقصة النجاشي وقعت قبل الهجرة كما أشار ابن كثير إلى هذا الوجه، وقد تقرر أن الصحابي قد يقول إن الآية نزلت في كذا يريد أنها تشمل هذا المعنى أو هذا الصنف مما يذكره من الأفراد فيدخلون في عموم لفظها.. ولهذا اختار ابن جرير –بعد سرد الروايات عنهم- أن هذه الآيات نزلت في صفة أقوام بهذه المثابة.
وبالتأمل في أقوال بعض المفسرين يظهر المعنى الذين ذكرناه:
قال ابن كثير: "واختار ابن جرير أن هذه الآيات نزلت في صفة أقوام بهذه المثابة سواء كانوا من الحبشة أو غيرها . فقوله تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " وما ذاك إلا لأن كفر اليهود كفر عناد وجحود ومباهتة للحق وغمط للناس وتنقص بحملة العلم ولهذا قتلوا كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسموه وسحروه وألبوا عليه أشباههم من المشركين عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة".(1/1638)
قال: "وقوله تعالى " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة كما قال تعالى " وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية " وفي كتابهم : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر وليس القتال مشروعا في ملتهم ولهذا قال تعالى " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم" اهـ المقصود منه.
وفي الجلالين: "(ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك) أي قرب مودتهم للمؤمنين (بأن) بسبب أن (منهم قسيسين) علماء (ورهبانا) عبادا (وأنهم لا يستكبرون) عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة"
ثم قال: "نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى"اهـ
وأما الشيخ عبد الرحمن السعدي فقال في تفسيره: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا صارى) وذكر تعالى لذلك عدة أسباب : منها أن (منهم قسيسين ورهبانا) أي علماء متزهدين، وعبادا في الصوامع متعبدين، والعلم مع الزهد وكذلك العبادة مما يلطف القلب ويرققه ويزيل عنه ما فيه من الجفاء والغلظة فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود وشدة المشركين. ومنها: (أنهم لا يستكبرون) أي ليس فيهم تكبر ولا عتو عن الانقياد للحق، وذلك موجب لقربهم من المسلمين ومن محبتهم، فإن المتواضع أقرب إلى الحق من المستكبر.اهـ(1/1639)
ثم ذكر تمام الآيات ثم قال: "وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي وغيره، ممن آمن منهم ، وكذلك لا يزال يوجد فيهم من يختار دين الإسلام ويتبين له بطلان ما كانوا عليه، وهم أقرب من اليهود والمشركين إلى دين الإسلام" اهـ
فكلامهم في معنى الآية واضح مع قولهم بعد تقرير المعنى الذي أشرنا إليه إن هذه الآيات نزلت في النجاشي الخ ، ولذلك فقد يتعين حمله على المحمل الذي ذكرناه. والله أعلم.
وأما كلام الجصاص رحمه الله فلا يظهر رجحانه ويرده كلام أكثر المفسرين.
وأما أن الواقع وأحداث التأريخ أثبتت شدة عداوة النصارى الكافرين للمسلمين في القديم كالحملات الصليبية والحديث كالاستكبار الانجليزي والفرنسي والإيطالي وغيره والمعاصر كالطغيان الأمريكي، فهذا كله لا ينافي المعنى المذكور، فهما معنيان غير متناقضين.. فتأمل.
بقي إشكال آخر على ما ذكرنا من جهة تركيبب الأية الكريمة: حاصله أنه تعالى قال: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا} فالضمير المجرور في "منهم" راجع إلى النصارى بلا إشكال، ثم قال: {وأنهم لا يستكبرون} فهذا الضمير إما راجع إلى القسيسين وما عطف عليهم ، أو هو راجع إلى النصارى (الذين قالوا إنا نصارى) ..
وأما الضمير في قوله: {وإذا سمعوا} وما بعده من الضمائر في قوله "أعينهم" و "عرفوا" و"يقولون" فلا بد أن ترجع إلى الذين أسلموا منهم.. فكيف ولم يسبق لهم ذكر؟؟!
وفي ذهني الآن ما يمكن أن يكون جوابا، وهو أن الضمير في قوله: {وإذا سمعوا} راجع إلى النصارى أو إلى القسيسين باعتبار البعض، فالمعنى : وإذا سمع بعضهم ما أنزل إلى الرسول ترى ...الخ
فقوله "سمعوا" صادق بالبعض وهم الذين أسلموا وكتب الله لهم الهداية إلى الإسلام والإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
ولها نظائر في القرآن فيما أظن (لا تحضرني الآن)(1/1640)
يؤيده أن جملة "وإذا سمعوا" الخ كما يحتمل أن تكون معطوفة على خبر "أَنَّ" يحتمل أيضا أن تكون مستأنفة مبتدأة، فعلى هذا الوجه جعلها مبتدأ أولى ، والله تعالى أعلم.
نسأل الله أن يفتح علينا وعليكم وأن يعلمنا ما جهلنا ويفقهنا في دينه وكتابه..
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا يا رب العالمين.
أخي الشيخ أبو مجاهد/ ما أردت إلا المناقشة والمذاكرة معكم لعلي أستفيد علما نافعا ، وأنتم والله أعرف بما ذكرنا وغيره.. ويعلم الله كم أنا مستفيد من مقالاتكم وحلقاتكم في منتدانا بارك الله فيكم وفي أهل هذا المنتدى الطيب.
والسلام عليكم
فرددت على مذاكرة الأخ السائل بما يلي :
بسم الله
جزى الله الأخ السائل الكريم خيراً على هذا الإيضاح والتفصيل وأشكره على حسن مناقشته وأدبه في الرد .
وقد راجعت تفسير الآية في أكثر التفاسير التي تيسر لي الإطلاع عليها وبعد قراءة ما ذكروه وبعد التأمل فيما أورده أخي السائل خلصت إلى هذه النتيجة وهي :
المراد بالذين قالوا إنا نصارى في قوله تعالى : ( ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى ) النصارى الذين لا زالوا على نصرانيتهم ولما يؤمنوا بعد .
قال الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير : (والمراد بالنصارى هنا الباقون على دين النصرانية لا محالة ، لقوله : (أقربهم مودة للذين ءامنوا) . فأما من آمن من النصارى فقد صار من المسلمين .) انتهى
قال الشيخ عبد القادر شيبة الحمد في تفسيره تهذيب التفسير وتجريد التأويل مما ألحق به من الأباطيل وردئ الأقاويل ك ( وليس هذا مدحاً للذين قالوا إنا نصارى من حيث كونهم نصارى وهم يقولون : إن الله هو المسيح البن مريم ، وما داموا يقولون : إن الله ثالث ثلاثة ؛ والمعلوم أن المدح في الجملة لا يقتضي كون كل واحد من أفراد هذه الجملة ممدوحاً ، بل إنما ينصرف المدح لمن يستحقه منهم )(1/1641)
وإخبار الله عن الذين قالوا إنا نصارى بأنهم أقرب مودة للذين آمنوا ليس دليلاً على أنهم يوادون المؤمنين ؛ وإنما هو إخبار بأنهم أفضل وأقرب من اليهود والذين أشركوا في المودة للمؤمنين .
فهذا من باب قول القائل : فلان أصدق الكاذبين !
ثم علل كونهم أقرب مودة للذين ءامنوا بأن منهم قسيسن ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ...إلى آخر ما ورد في صفاتهم .
فدل هذا على أن الموصوفين بالصفات التي جاءت في الثلاث الآيات التي بعد هذه تحولوا إلى الإسلام وءامنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
وهذا من أسباب تفضيل النصارى على اليهود ؛ فالذين يدخلون في الإسلام من النصارى أكثر من الداخلين فيه من اليهود .
ولذلك قال ابن كثير في آخر تفسيره لهذه الآيات : (" وَهَذَا الصِّنْف مِنْ النَّصَارَى هُمْ الْمَذْكُورُونَ فِي قَوْله تَعَالَى " وَإِنَّ مِنْ أَهْل الْكِتَاب لَمَنْ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ... " الْآيَة [آل عمران : 199]
وَهُمْ الَّذِينَ قَالَ اللَّه فِيهِمْ " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَاب مِنْ قَبْله هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْله مُسْلِمِينَ" إِلَى قَوْله " لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ " .[القصص : 52-55])انتهى
فالأوصاف الأخيرة من قوله : ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ...) إلى آخر الآيات لمن آمن منهم .
وعليه تحمل أقوال السلف المذكورة في الجواب السابق . والله أعلم .
فهل من مناقش لما دار في هذا الحوار ؟ وهل من مبين للصواب في هذه المسألة ؟
أرجو من مشايخنا الكرام في هذا الملتقى ، ومن الإخوة طلبة العلم المشاركة والتفاعل مع المسألة التي دار النقاش حولها .
---
عبدالله بن بلقاسم
06-26-2003, 08:15 PM(1/1642)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فإني أحمد الله أن يوجد في المنتدى أصحاب هذا النفس الرحب ، والخلق الحميد، وقبول المخالف، بتلك السماحة التي تعطر بها جو الحوار بين الشيخ أبي مجاهد وصاحبه، مما يحمل من لديه إضافة أو رأي أن يشارك قرير العين
وعليه
فلو أذنتما لي بالمشاركة في هذا الحوار فإني أقول رأيي في أسئلة الأخ المحاور
أما سؤاله الأول
فإن الكفر فيه أعظم المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو في أصل لغة العرب يعني المخالفة ، والمشاقة،
وأما الجمع بينها وبين قوله تعالى،
وجعل بينكم مودة ورحمة،
فظاهر
فهذا خبر وامتنان من الله عز وجل ، كما أنعم بنعمة محبة الوالد لولده والووالدة لولدها
وليس فيها إنشاء للأمر بالمودة كما هو واضح
فكما إن له المنة حاصلة بمحبة الوالد لولده
فإن الأمر واقع بمنع موادته في حال كفره كما هو صريح الآية
وأما الخبر عن قرب مودة النصارىفإني أصير إلى ماصرتما إليه من أن المراد النصارى وليس من آمن منهم وقد نقلت عن ابن تيمية كلاما نفيسا في الآية وفي عود الضمير ستراه بعد قليل
لكن أقول ليس فيها كذلك إثبات مشروعية مودتهم إذ الكفر سبب البراءة والمعاداة
فليس الحكم معلق بما بعمل الكافر او بقلبه
فلو وجدت طائفة من المشركين تكون عيبة نصح كما كانت خزاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يكن ذلك مسوغا لاستثنائهم من عموم الأمر بالبراءة منهم
نعم يمكن في السياسة الشرعية ، تقدير الضرر من قوم دون قوم ، وإظهار العداوة لطائفة دون طائفة، لكن البراءة القلبية عامة منهم جميعا
فالمودة والتولي والمولاة تشترك في معنى المحبة، فلا تجوز للمشركين ولا لليهود ولا للنصارى،
نعم فرقت الشريعة في الصلة
كما قال تعالى ، لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
وهذا عام للمشركين وغيرهم(1/1643)
وقد أمرنا الله عز وجل بأن نجعل الغاية التي ينتهي عندها البغض الإيمان بالله وحده وذلك حين أمرنا بالائتساء بإبراهيم الخليل
قال تعالى : إذا قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده،
وأما النصارى فالنص فيهم واضح
في قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إنه الله لا يهدي القوم الظالمين،
فالنصارى عام في المحاربين وغيرهم فكونهم نصارى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يلزم منه بغضهم وعدم موادتهم،
وأردف بكلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
فصل في بطلان الاستدلال بالمتشابه
دقائق التفسير ج: 2 ص: 66
وهو في الجواب الصحيح أيضا بنصه،
قال رحمه الله برحمته الواسعة:(1/1644)
وأما قوله في أول الآية لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى فهو كما أخبر سبحانه وتعالى فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى والنصارى أقرب مودة لهم وهذا معروف من أخلاق اليهود فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى وفي النصارى من الرحمة والمودة ما ليس في اليهود والعداوة أصلها البغض فاليهود كانوا يبغضون أنبياءهم فكيف ببغضهم للمؤمنين واما النصارى فليس في الدين الذي يدينون به عداوة ولا بغض لأعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا فكيف بعداوتهم وبغضهم للمؤمنين المعتدلين أهل ملة إبراهيم المؤمنين بجميع الكتب والرسل وليس في هذا مدح للنصارى بالإيمان بالله ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاق الثواب وإنما فيه أنهم أقرب مودة وقوله تعالى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون أي بسبب هؤلاء وسبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين وأقرب مودة من اليهود والمشركين ثم قال تعالى وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق فهؤلاء الذين مدحهم بالإيمان ووعدهم بثواب الآخرة والضمير وإن عاد إلى المتقدمين فالمراد به جنس المتقدمين لا كل واحد منهم كقوله تعالى والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وكان جنس الناس قالوا لهم إن جنس الناس قد جمعوا ويمتنع العموم فإن القائل من الناس والمقول له عنه من الناس والمقول عنه من الناس ويمتنع أن يكون جميع الناس قال لجميع الناس إنه قد جمع لكم جميع الناس ومثل هذا قوله تعالى وقالت اليهود عزير ابن الله أي جنس اليهود قال هذا لم يقل هذا كل يهودي ومن هذا أن في النصارى من رقة القلوب التي توجب لهم الإيمان ما ليس في اليهود وهذا(1/1645)
حق وأما قولهم ونفى عنا اسم الشرك فلا ريب أن الله فرق بين المشركين وأهل الكتاب في عدة مواضع ووصف من أشرك منهم في بعض المواضع بل قد ميز بين الصابئين والمجوس وبين المشركين في عدة مواضع وكلا الأمرين حق فالأول كقوله
تعالى لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين وقوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا وقال تعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا وأما وصفهم بالشرك ففي قوله اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون فنزه نفسه عن شركهم وذلك أن أصل دينهم ليس فيه شرك فإن الله إنما بعث رسله بالتوحيد والنهي عن الشرك كما قال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون فالمسيح صلوات الله عليه وسلامه ومن قبله من الرسل إنما دعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وفي التوراة من ذلك ما يعظم وصفه لم يأمر أحد من الأنبياء بأن يعبد ملك ولا نبي ولا كواكب ولا وثن ولا أن تسأل الشفاعة إلى الله من ميت ولا غائب ولا نبي ولا ملك فلم يأمر أحد من الرسل بأن يدعو الملائكة ويقول اشفعوا لنا إلى الله ولا يدعو الأنبياء والصالحين الموتى والغائبين ويقول اشفعوا لنا إلى الله ولا تصور تماثيلهم لا مجسدة ذات ظل ولا مصورة في الحيطان ولا يجعل دعاء تماثيلهم وتعظيمها قربة وطاعة سواء قصدوا دعاء أصحاب التماثيل أو تعظيمهم والاستشفاع بهم وطلبوا منهم أن يسألوا الله تعالى وجعلوا تلك التماثيل تذكرة بأصحابها وقصدوا دعاء التماثيل ولم يستشعروا أن المقصود دعاء أصحابها كما فعله جهال المشركين وإن كان في هذا جميعه إنما(1/1646)
يعبدون الشيطان وإن كانوا لا يقصدون عبادته فإنه يتصور لهم في صورة ما يظنون أنها صورة الذي يعظمونه ويقول أنا الخضر أنا المسيح أنا جرجس أنا الشيخ فلان كما قد وقع هذا لغير واحد من المنتسبين إلى المسلمين والنصارى وقد يدخل الشيطان في
بعض التماثيل فيخاطبهم وقد يقضي بعض حاجاتهم فبهذا السبب وأمثاله ظهر الشرك قديما وحديثا وفعل النصارى وأشباههم ما فعلوه من الشرك وأما الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم وسلامه فنهوا عن هذا كله ولم يشرع أحد منهم شيئا من ذلك فالنصارى لا يأمرون بتعظيم الأوثان المجسدة ولكن بتعظيم التماثيل المصورة فليسوا على التوحيد المحض وليسوا كالمشركين الذين يعبدون الأوثان ويكذبون الرسل فلهذا جعلهم الله نوعا غير المشركين تارة وذمهم على ما أحدثوه من الشرك تارة وإذا أطلق لفظ الشرك فطائفة من المسلمين تدخل فيه جميع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم كقوله تعالى ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن فمن الناس من يجعل اللفظ عاما لجميع الكفار لا سيما النصارى ثم من هؤلاء من ينهى عن نكاح هؤلاء كما كان عبد الله بن عمر ينهي عن نكاح هؤلاء ويقول لاأعظم شركا من أن يقول عيسى ربنا وهذا قول طائفة من الشيعة وغيرهم وأما جمهور السلف والخلف فيجوزون نكاح الكتابيات ويبيحون ذبائحهم لكن إذا قالوا لفظ المشركين عام قالوا هذه الآية مخصوصة أو منسوخة بآية المائدة وهو قوله تعالى وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان وطائفة أخرى تجعل لفظ المشركين إذا أطلق لا يدخل فيه أهل الكتاب وأما كون النصارى فيهم شرك كما ذكره الله فهذا متفق عليه بين المسلمين كما نطق به القرآن كما أن المسلمين متفقون على أن قوله لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم(1/1647)
مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى لأن النصارى لم يدخلوا في لفظ الذين أشركوا كما لم يدخلوا في لفظ اليهود وكذلك قوله لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ونحو ذلك وهذا لأن لفظ الواحد تتنوع دلالته بالإفراد والاقتران فيدخل فيه مع الأفراد والتجريد ما لا يدخل فيه عند الاقتران كلفظ المعروف والمنكر في قوله تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فإنه يتناول جميع ما أمر الله به فإنه معروف وجميع ما نهى عنه فإنه منكر وفي قوله لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس فهنا قرن الصدقة بالمعروف والإصلاح بين الناس وكذلك المنكر في قوله إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قرن الفحشاء بالمنكر وقوله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون قرن الفحشاء بالمنكر والبغي وكذلك لفظ البر والإيمان وإذا أفرده دخل فيه الأعمال والتقوى كقوله ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال إن الأبرار لفي نعيم وقوله إنما المؤمنون ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري وقال إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون وقد يقرنه بغيره كقوله وتعاونوا على البر والتقوى وقوله إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وكذلك لفظ الفقير والمسكين إذا أفرد أحدهما دخل فيه لفظ الآخر وقد يجمع بينهما في قوله إنما الصدقات للفقراء والمساكين فيكونان هنا صنفين وفي تلك المواضع صنف واحد فكذلك لفظ الشرك في مثل قوله إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا يدخل فيه جميع الكفار(1/1648)
أهل الكتاب وغيرهم عند عامة العلماء لأنه أفرده وجرده وإن كانوا إذا قرن بأهل الكتاب كانا صنفين وفي صحيح مسلم عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أرسل أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا وقال لهم اغزوا بسم الله في سبيل الله في دعة قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى خلال ثلاث فإنهم ما أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم إلى الإسلام فإن أجابوك إلى ذلك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فإن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما عليهم فإن أبوا أن يتحولوا عنها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين وليس لهم في الغنيمة والفيء نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فاسألهم الجزية فإن هم أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم وهذا الحديث كان بعد نزول آية الجزية وهي إنما نزلت عام تبوك لما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم النصارى بالشام واليهود باليمن وهذا الحكم ثابت في أهل الكتاب باتفاق المسلمين كما دل عليه الكتاب والسنة ولكن تنازعوا في الجزية هل تؤخذ من غير أهل الكتاب وهذا مبسوط في موضعه اهـ
وصلى الله وسلم علىنبينا محمد
كتبه : عبدالله بن بلقاسم بن عبدالله
النماص ليلة الجمعة، 26/4/1424هـ
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2003, 07:13 AM
يرفع لطلب المزيد من التعليقات ؛ لأن هذه المسألة من المسائل المهة التي تحتاج إلى بيان الحق فيها .
---
حسين الخالدي
07-13-2003, 09:40 PM
قال السائل وهل قوله تعالى: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا(1/1649)
نصارى" فيه إثبات مشروعية نوع موادة بين المسلم والكافر النصرانيّ؟الجواب الاية خبر عن كون النصاى اقرب الناس لمودة المسلمين وليس فيها اثبات لمودتهم لنا على الكمال كما ان ليس فيها تعرض لموقف المسلم منهم فيطلب بيان موقفه من الادلة الاخرى كقوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءاباءكم و إخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون): قوله تعالى: (يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوى و عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) إلى قوله: (ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) .
---
أبو أسامة الغالبي
07-18-2003, 01:44 PM
أخي في الله / أبو مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله سبحانه أن هداني إلى هذا المنتدى القيّم الذي أختص بأهم العلوم وهو علوم القرآن الكريم
لا سيما وحاجة كثير من الناس إلى فهم آيات الله فهم صحيحاً
لقد ظهر لنا من يدعى العلم ويفسر لنا كتاب الله على حد فهمه . بل ويتعصب على رأيه
دون الرجوع إلى أهل العلم والإختصاص وما أكثرهم هذا اليوم وخاصة في المنتديات على الشبكه
أسأل الله جل وعلى أن يجزي القائمين على هذا المنتدى خير الجزاء ...آمين
---
ابن العربي
02-12-2004, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأخ الفاضل أبا مجاهد ليس عندي رد على هذه الأسئلة القيمة التي تدل على سعة العلم زادك الله من فضله ولكن أحب أن أشغلك قليلاً بمسألة وهي القيد الذي في قوله تعالى : (( ..... والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم .......... ، الآية
القيد (( من قبلكم )) هذا القيد يدل على أن نكاح نساء أهل الكتاب لا يجوز إلا بشروط وهي(1/1650)
1- أن تكون يهودية أو نصرانية من قبل البعثة أي بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أما إن كانت يهودية أو نصرانية بعد البعثة فهي كافرة وبتالي لايحل نكاحها ولا أكل ذبائحهم ولا ينطبق عليها أحكام أهل الكتاب وإنما الحكم لمن بقي على يهوديته أو نصرانيته بعد البعثة وهذه فائدة قوله (( من قبلكم )) أي أنهم يهود أو نصارى من قبلكم أما من بعدكم ممن تهود أو تنصر فلا حكم له ولهذا اختلف العلماء في جواز أكل ذبائح بني تغلب لأنهم تهودوا بعد البعثة .
2- أن تكون محصنة شرط أساسي وفي هذا الزمن من يدري وأنت لبيب
والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد
---
مؤمل
02-13-2004, 06:01 PM
اخي الشيخ ابا مجاهد العبيدي
جزاكم الله خيرا
نسال الله ان يبارك فيكم وفي هذا المنتدى.. امين
---
مؤمل
02-18-2004, 08:01 PM
فيما يتعلق بعود الضمير فقد وجدت له الان مثالا اخر وهو قوله تعالى :
(وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب)
فالصمير في (عمره) يرجع من ناحية اللفط والصناعة الي (معمر) ومن ناحية المعنى هو عائد علي الجنس
وبتعبير اخر : عاد عليه باعتبار الجنس .
قال ابن كثير عند هذه الاية -بواسطة اختصار الصابوني- : الضمير عائد على الجنس لان الطويل العمر في
الكتاب وفي علم الله تعالى لا ينقص من عمره وانما عاد الضمير على الجنس . قال ابن جرير : وهذا كقولهم
عندي ثوب ونصفه اي ونصف ثوب اخر. اهـ
وبالمناسبة فان موضوع مرجع الضمير في القران الكريم حري بان يكون محل دراسة الباحثين والرسائل العلمية
وفيه مباحث ممتعة وفوائد .
والله ولي التوفيق
---
سليمان داود
07-09-2004, 01:16 PM
أستاذنا العزيز أبو مجاهد حفظك الله
أود هنا أن أؤكد على قولك في المحاداة
وأورد مثالا لذلك هو الحوار الذي دار بين سيدي أبو بكر رضي الله عنه وبين ولده بعد أن أسلم
وكانوا على طرفي نقيض في معركة واحدة
حيث قال الولد لأبيه أبو بكر(1/1651)
لقد كنت أتجنب لقاءك حتى لا أقاتلك؟؟؟
فرد عليه سيدي أبو بكر قائلا" :
لو رأيتك لقتلتك؟؟؟؟؟؟؟
من هنا نعلم جوهر المحادة
أما بالنسبة للزوجة الكتابية
فالأمر مختلف؟؟؟
فكما تعلم أستاذنا أن الكلمة في القرآن يختلف معناها تبعا" للسياق؟؟ في الآية الواردة فيها
وهذا شأن العربية كما تعلم
فالمودة هنا بين الزوجين هي مودة من نوع خاص جدا"
أو بالأحرى هذه الآية اعجاز لكل الشعراء على مدى الزمان
فقد عجز شعراء العربية عن تقديم تعريف للحب بين الحبيبين الزوجين
فجاءت هذه الآية بكلمتين فقط - المودة والرحمة--
تفصل أهم العلاقات البشرية بين الأنثى والذكر
وليس المهم هنا مايكون دين الزوجة؟؟؟
فعندما تكون المودة والرحمة --أي الحب-
ستقتنع الزوجة بديانة زوجها وكريم أخلاق الاسلام وتتحول من دينها الى دين الاسلام
ومن هذا شواهد كثيرة
أما بالنسبة لآيات النصارى
فكما أوضحت في مشاركتي المتواضعه أن القول بأنهم الذين أسلموا من الحبشة أمر غير منطقي للأسباب التاليه
1-أن الله صرح على لسانهم قولهم انا نصارى
فهم لازالوا على دينهم
وقولك الذي أوردته عن قتادة رائع
2- لو أنهم أسلموا كما يتوقع السلف وأنهم هم قوم النجاشي
فان هذا يعني تفرق المسلمين الى طوائف والعياذ بالله
فيكون المسلم من أصل يهودي؟؟
والمسلم من أصل نصراني؟؟
والمسلم من أصل وثني؟؟ ( العرب)
3- هل من المعقول أن يكون المسلم من أصل وثني خير من المسلم العربي من أصل نصراني؟؟
وهذا كما تعلم يخالف الآية العظيمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
لذلك أستبعد نهائيأ قول المفسرين أنهم قوم النجاشي الذين أسلموا
ولو كان كذلك لقال تعالى على لسانهم (انا مسلمين)
وليس كماورد بالآيات انا نصارى
ولقالوا اكتبنا من الشاهدين
وليس مع الشاهدين؟؟؟
وانت تعلم الفرق بين مع و من
الأمر الآخر الذي شدني الى وضع الموضوع وهو الأهم
هو تأكيد حديث البشرى بما يؤيده من القرآن(1/1652)
ولهذا السبب اخترت عنوان المشاركة (البشرى العظيمة )
أخيرا
أستاذنا العزيز
وأخوتي الأعزاء في هذا الملتقى المبارك المتميز
أحب أن أضيف أنه لايعلم تأويله الا الله؟؟؟
وكل ماجاء من تفاسير قديمة أو حديثة لا أسميها الا خواطر وتأملات
حتى المرحوم الشعراوي لم يجرؤ أن يسمي ماقال ( تفسير )
بل خواطر لأنها الأصح
وتذكروا معي قوله تعالى يوم يأتي تأويله
---
أبو علي
07-10-2004, 09:28 PM
قوله تعالى: "لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"
الذي يحادد الله ورسوله هو الذي يقف حدا وحاجزا أمام الدعوة.
لنأخذ مثلا : أبو لهب وأبو طالب.
أبو لهب حاد الله ورسوله وقف أمام الدعوة ، هذا لعنه الله في القرآن.
أما أبو طالب لم يحادد الله ورسوله ، ولقد أخبرنا القرآن : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء..) فرسول الله أبغض أبا لهب و ( ود ) و(أحب) الهداية لعمه أبي طالب ، كما أن الآية تتضمن (من أحببت) تثبت حب الرسول لمن يتمنى هدايته وهو عمه أبو طالب (والود من الحب) فلو كان أبا طالب من الذين حادوا الله ورسوله لتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم وفقا للآية.
ولكن الآية تعني الذين يحاربون الدعوة ويقفون حاجزا أمام وصولها إلى الناس ، فالآية نزلت في أبي عبيدة بن الجراح قتل أباه في المعركة
، فعلى هذه الحادثة يقاس الحكم ، فقد وقف الجراح أمام الدعوة وحارب الله ورسوله إلى أن قتل على يد ابنه في المعركة.
فهذه الآية تفسرها آية أخرى : إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولائك هم الظالمون).(1/1653)
أما الذين لم يحادوا الله ورسوله ولم يحاربوا الإسلام فهؤلاء يقول الله عنهم : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
---
المقرئ
07-25-2004, 05:49 PM
إلى الشيخ أبي مجاهد : [وجهة نظر تحتاج إلى تصويبكم ]
في تقييمي للحوار أظن أنكم في مسألتكم بدأتم تبحثون عن آثار المسألة وما يترتب عليها دون البحث في أصل المسألة وهذا يقع فيه كثير من الناس فيطول الحوار وتتشعب المسألة لأنهم لم يحرروا محل النزاع ولم يبدأوا من أول المسألة
أعتقد أنه في بحثكم لهذه المسألة كان الواجب أن تبحث وتحرر مسألتين بعدها ستجد الإجابة على استفسارك لكل الأدلة الواردة :
1 - ماهو حد البراء الواجب من الكفار أو بعبارة أخرى : ماهي المودة المحرمة ؟
2 - هذه الآية هل هي خاصة بالمحاربين أم على العموم ؟ فإن كانت خاصة بالمحاربين لقوله " حاد " ولسياق الآية قبلها " فلا إشكال فيها
وإن كانت عامة فلابد من تفسير الآية الأخرى في نفس السورة " أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين " وقوله" أن تبروهم " لابد أن نفسر ماهو البر لغة وشرعا وماهي المعاني التي ستدخل في هذا اللفظ من حيث الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية ثم سننظر إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في معاملته مع الكفار ومع من حاد الله ورسوله
أعتذر عن اختصار الكلام ولكن أردت فقط أن أسألكم هل توافقونني في هذه الملاحظة أم تقول " قل خيرا أو اصمت"
المقرئ
---
أبومجاهدالعبيدي
07-25-2004, 06:05 PM
أخي الكريم : المقرئ
أشكرك على تعليقك ، وأسعد بمشاركتك
والمبدأ الذي بدأت به تعليقك صحيح ولا إشكال في كونه من أصول الحوار
أما بقية كلامك ؛ فهو متعلق بمسألة واحدة من الحوار ، وهي المسألة الأولى التي تفرعت عنها بقية المسائل .
وأظن أن الأمر فيها يسير لو اقتصر سؤال السائل عليها .(1/1654)
ولكن الخلاف الكبير كان في آية المائدة : (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ....)) ، ومن المقصود بالذين قالوا إنا نصارى ؟
ولعلك تتحفنا برأيك حول هذه المسألة بالتحديد ، ورأيك يهمني كثيراً وفقك الله وسددك ...
---
المقرئ
07-25-2004, 06:49 PM
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم :
في نظري أن هذا البحث مهم جدا لاسيما معكم أهل التفسير فإن هناك وبكل أسف تفريط كثير في بحث هذه القضية فتجد المهتمين بالعقائد في زمننا هذا يفسرون النصوص ببعد كثير عن تفسير المفسرين وخير شاهد على هذا الكلام قضيتنا هذه @ قم بدراسة لمن تكلم في زماننا وقارنها بكلام المفسرين ستجد أن الأمر بحاجة إلى إعادة نظر وأن المشتغلين بالتفسير قد قصروا بواجبهم -وكلنا ذلك المقصر- من حيث صيانة كلام الباري عن تفسير الغالين وانتهاك المبطلين
عموما : المسألة التي أردت رأيي فيها وإن كنت كما قيل -تسمع جعجعة .. -
لا يخفى على فطن مثلك أن في قوله تعالة " إنا نصارى" ثلاثة أقوال
والذي يظهر لي أن المقصود بها أنها عام في كل النصارى .
بسبب أن الله جل وعلا قرر قرب مودتهم للذين ءامنوا بوصفين لعموم النصارى لا توجد في عموم اليهود ولا غيرها من الشرائع
الأول : أن منهم قسيسين ورهبانا " وهذا ظاهر في العمل والخشية والتقرب إلى الله
الثاني : أنهم لا يستكبرون لأن الكبر بطر الحق والله جل وعلا قال " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق
ثم دلل الله جل وعلا على قرب المودة أنهم إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
فهذا يبين أنهم فعلا أقرب الناس إلى الذين ءامنوا(1/1655)
بخلاف اليهود الذين قال الله فيهم " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير " وغيرها من الآيات الكثيرة التي تدل على استكبارهم وعنادهم
أرجو أن أكون إجابتي هي عين سؤالك
المقرئ
---
المقرئ
07-25-2004, 06:52 PM
نسيت أن أضيف معنى جميلا ذكره بعض المفسرين في قوله " أشد الناس عداوة " احتراز من جنس الشياطين وأبيهم إبليس
المقرئ
---
السبط
07-26-2004, 05:02 PM
أستسمحكم عذرا بإقحام نفسي في هذا الموضوع وأرجو الله لكم التوفيق للوصول إلى حكم الله في هذا الأمر...
إن اللاهث وراء الهدى لابد واصل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)
هل تتفقون معي بأن المحبة والمودة أمران في طبيعتهما قهريان كما أن الكراهية والبغضاء قهريان أيضاً
فنحن نحب ونكره بطبيعتنا ولا ندرك في كثير من الأحيان لماذا وكيف أحببنا أو كرهنا شخصا ما، فهذان أمران يقعان في وجدان المرء يتحركان وفق قوانين وجدانية يصعب على الكثير التحكم فيها، ولعل بعض ما يؤثر في حركتهما ما يلي:
1. الشهوات الجسدية والماديةك من يقضي للمرء شهوته سيكون محبوبا له وسيحصل على مودته (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (زين للناس حب الشهوات...)
2. الحاجات الروحية والعقليةك من يستطيع أن يكون ملجأً للمرء في مشاكله النفسية ومن يقدم العلم النافع للمرء سينال محبته ومودته (إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) <من علمني حرفا صرت له عبدا>(1/1656)
3. الثقافة العامة والعقائد المكتسبةك (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) فلنا أن نفهم أن إبراهيم أحب الكوكب لأنه ربه المفترض فلما أفل ترك حبه.
هكذا تتكون لدى كل فرد منا علاقات مع الأشياء مبنية على المحبة والمودة وعلاقات أخرى مبنية على الكراهية والبغضاء، فهل يريد الشرع لنا أن نكره من نحب أو أن نحب من نكره بدون تفصيل.
فنحن نحب المال فهل علينا أن نكره المال لأنه شهوة مزينة
نحن نحب شهوة النساء فهل علينا أن نكره ذلك...
....
ومن بين هذه الأمور المحبوبة لدى الناس بالطبيعة هم الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والزوجات والأبناء والأصدقاء والعشيرة ...
فهل علينا بمجرد الدخول في الإسلام جبر النفس على كرههم وعداوتهم إذا لم يسلموا دون أي تفصيل؟
( (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) هكذا يجب أن نتعامل مع الآباء
( (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا) فهل كان الرسل يمارسون الكره وهم يدعون الناس إلى الله ومن سيقبل منهم ذلك ومن سيستجيب لهم على هذه الحال..
إذاً فمن علينا أن نحب ومن علينا أن نكره ومتى يكون ذلك؟(1/1657)
(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) لم يزل آزر على كفره منذ أرسل إبراهيم إلى قومه إلى أن تبين لإبراهيم أن آزر عدو لله بحسب الآية، فما معنى العداوة هنا؟ فآزر لا يزال قائماً على الكفر منذ اللحظة الأولى، وهذا أمر بيِّن لإبراهيم فهو يدعوه لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، أظن أن العداوة هذه هي كعداوة إبليس لله فعندما تبين إبراهيم ذلك من أبيه آزر (أي أنه ليس كافراً بالله فحسب وإنما بات عدوا لله) تبرأ منه.
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ..) أحب صيغة تفضيل وهي تذم من يحب أولئك حباً يزيد على محبته لله والرسول، دون تفريق بين أن يكونوا مؤمنين أو غير مؤمنين بدليل الآية التي سبقتها (.. لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ ..) فأظن أن المحبة هذه غير مرفوضة بالشرع رفضاً محضاً وإنما إن وضعت موضع التفضيل وجب على المسلم تقديم محبة الله ورسوله قولا وعملاً على محبة غيره بما في ذلك المال والنفس والولد وما دونهم.(1/1658)
وأما الآية موضع البحث (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ..) فقد أصبحت واضحة بما سبق من التوضيح، وهو أن المودة والمحبة كانت موجودة من قبل المؤمنين لأولئك الكافرين فلما تبين لهم عداوتهم (يحادون) كان عليهم أن يتبرؤا منهم على ما كان من إبراهيم عليه السلام ويقدموا حب الله ورسوله على حب أولئك وإن لم يستطيعوا نزع محبتهم كاملة من قلوبهم، فكأني بالواحد منهم يقول إن الله ورسوله أحب إلي منكم وإن كنت أحبكم.
علينا أن نعلم بأن الحب لا يملكه الإنسان بيده فقد يحب من ليس على دينه وقد يكره من هو على دينه ولهذا جاء الأمر بالتولي وعدم التولي وليس بالمحبة وعدم المحبة في علاقة الإنسان بالإنسان سواء كان مؤمناً أو غير مؤمن، والتولي لا يستلزم المحبة بالضرورة، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) (لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ..)
لذلك لا تجد للنهي عن المحبة لغير المؤمنين ذكر في كتاب الله، وإنما كان النهي عن المودة لهم في الآية موضع البحث في حال كونهم يحادون الله ورسوله أي عند بيان أنهم أعداء لله ورسوله.
فالناس ( إما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق)
والرسول (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) هل البغضاء والكراهية هي التي جعلت الرسول على هذا النحو من الرأفة والرحمة بالناس أم خوفه عليهم وحبه الهداية لهم، ومن يشقى لأجلك ويتعب لنجاتك ألست تسمه بأنه يحبك وإن كره فعلك وعملك.(1/1659)
لم ينهنا الله عن محبة الآباء والأبناء و... ولكن نهانا عن اتخاذهم أولياء وعن تفضيلهم على الله ورسوله في المحبة سواء كانوا مؤمنين أو كافرين.
إن الأخلاق الحميدة والعلائق الطيبة التي أسس لها المصطفى هي من أهم ركائز القوة في الإسلام ولولا ذلك لاضطربت مشاعر المؤمنين وما استقرت نفوسهم على الإيمان وهم حديثي عهد به (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، ولنسأل أنفسنا لو أسلم أحد المسيحيين وأمر بإبداء العداوة والبغضاء لأهله من المسيحيين فهل سيكون سعيداً بذلك، في حين لو قيل له بأن الله لا ينهاك عما بينك وبين أهلك من المودة بل يأمرك ببرهم والقسط إليهم وخصوصاً والديك إلا إذا أظهروا لك ولله عداوة فعليك أن تتبرأ منهم ألن يجعله ذلك سعيداً وصلباً في الثبات على الحق لأنه أمر لا يتقاطع مع الطبيعة الإنسانية والإسلام دين محبة وأخوة لجميع البشر ما عدا أولئك المعادين لله ولرسوله.
والله أعلم
وأرجو منكم المعذرة على الإطالة
---
أبومجاهدالعبيدي
11-10-2005, 06:23 AM
فائدة : جاء في تفسير أبي السعود بعد أن ذكر تفسير قول الله عز وجل في آخر الآية : ? وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ?(المائدة: من الآية82) : ( وهذه الخَصلةُ شاملة لجميع أفراد الجنس ؛ فسببيّتُها لأقربيّتهم مودةً للمؤمنين واضحة . وفيه دليل على أن التواضع والإقبال على العلم والعمل والإعراض عن الشهوات محمودٌ وإن كان ذلك من كافر. )
---
أبومجاهدالعبيدي
11-10-2005, 06:32 AM(1/1660)
وممن قرر ما ذكرتُه في آخر الحوار السابق : ابن عطية رحمه الله ؛ فقد قال : ( وصدر الآية في قرب المودة عام فيهم ، ولا يتوجه أن يكون صدر الآية خاصا فيمن آمن ؛ لأن من آمن فهو من الذين آمنوا وليس يقال فيه : " قالوا إنا نصارى" ، ولا يقال في مؤمنين : "ذلك بأن منهم قسيسين" ، ولا يقال : "إنهم أقرب مودة" ، بل من آمن فهو أهل مودة محضة . وإنما وقع التخصيص من قوله تعالى : ? وَإِذَا سَمِعُوا …?(المائدة: من الآية83) وجاء الضمير عاما إذ قد تحمد الجماعة بفعل واحد منها .) انتهى .
---
عبدالرحيم
11-13-2005, 11:24 AM
إخوتي الأكارم:
لنعد معاً إلى أصل الموضوع : كيف تتفق المودة والرحمة بين زوج مسلم وزوجته الكتابية، مع المطالبة بعدم محبتهم؟
(( الحكم على الشيء فرع عن تصوره )) قاعدة جليلة ينبغي ألا يغفلها كل من يتصدى لفهم قصة أو تفسير قولٍ..
مثلاً: انتقص بعض الناس من الحجاج قائلاً: ما هو إلا معلم صبيان.
فرد عليهم ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ببيان أن مهنة تعليم الصبيان كانت في زمن الحجاج، حكراً على سادة القوم، وعلمائهم، ودليل عز وجاه لا يناله كل أحد.. فلم تكن حرفة يُعتاش بها كزماننا. انظر: مقدمة ابن خلدون، ص29.
=====
ومثل هذا كنت أطالب به غير المسلمين حين كان يحاكم النظام الإسلامي في تعامله مع قضية الرق في الإسلام .. مثلاً.
في الحقيقة: (وليسامحني السادة الأفاضل بشدة) أننا لا نحسن تصوُّر المسألة بحقيقتها.
فقد ترسخ في عقلنا الباطن ـ العقل اللاواعي ـ عدة أمور مبالغ فيها كالنظرة إلى ((كل)) الإخوة الأشاعرة، وضعف أدلتهم. ومثله الحكم (( بالمطلق )) على المتصوفة والدعاة من جماعة الدعوة والتبليغ او الإخوان...
فكيف بالحكم (( المطلق )) على العوام من أتباع الديانات الأخرى بأنهم كلهم ذئاب كاسرة ووحوش تنتظر الانقضاض علينا!!(1/1661)
نحن نجلس أعلى برج عاجي، ونحكم على { أهل الضلال } ونحدد أسس التعامل معهم دون تطبيق أيٍّ من ذلك عملياً.
أنا أتكلم هنا عن عقلاء غير المسلمين وهم أكثر وأعقل مما يظن كثير منا ......
واسمحوا لي أن أتجاوز حدي وأقول: كل من لم يناظر أحداً من غير المسلمين، لن يتقن التنظير في هكذا مسائل.. مهما قرأ من كتب وتعلم من مشايخ
كما لا يتقن التنظير في السباحة وقيادة السيارات.. ولا الخطابة أو التجويد أو تخريج الحديث... من لم يؤدها عملياً. ولو قرأ ألف كتاب عنها.
[ قارن ما كتب الداعية الحبيب د. منقذ السقار بعنوان: " الحوار مع أتباع الأديان " في مكتبة مشكاة.. مع ما كتب غيره من المنظرين (الدعاة)].
وتخيلوا بالله عليكم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ناظر أحداً من غير المسلمين خاطبه يا ضال يا كافر ... ألم تكن هناك نقاط محددة من ((المحبة)) بما تشمله من (( المودة )) و((الرحمة))
وبالله عليكم ما كانت مودة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لأمه المشركة ؟ إنها مودة فطرية أقرها الإسلام ووضع لها ضوابط ..
تذكروا إخوتي.. ليس كل الكفار أغراب أجانب يجب أن نضع بيننا وبينهم ستاراً حديدياً..
لا بد من علاقة،، علاقة تحكمها المحبة والمودة ... لكنها محبة دون محبة .. ومودة دون مودة ..
وهل هو إنسان ذاك الذي يقابل المحبة والود بالبغض والحقد بحجة أن أفكاره تخالف أفكاري ؟!
أين إنسانية الإنسان ؟!
إن مشاعر المحبة ليست أمراً مطلقاً بل هي تزيد وتنقص كماً ونوعاً بحسب علاقتك مع ذلك الآخر قرابةً أو جواراً أو مصالح مشتركة.
مصالح مشتركة بيني وبين كافر ؟؟!!
قطعاً .. ولنتجاوز العلاقات الدولية مع الكفار وما فيها من مصالح متبادلة (كالمصالح المتبادلة في حلف كحلف الفضول)، ونتحدث عن جارك غير المسلم الذي يريد جداره أن ينقض فأقمته معه خشية أن يقع على ابنك أو أحد من المسلمين أو أحد من (الناس).(1/1662)
مصلحة جارك النصراني ستراعيها حتماً إن وجدت لصاً يزعم الإسلام يسرقه .. وكذا مصلحتكما المشتركة وأنتما متجاوران في بناية تسرب منها الماء غير الطاهر ... الخ.
ألا يكفي ما تسببه علاقة الجوار والمواطَنة والإنسانية والزمالة.. من مصالح مشتركة وذكريات ومواقف وعلاقات... المسلم هو الأحوج إليها خاصة في بلاد هي ليست له أصلاً ؟
ولماذا تلك الأنانية ؟! إن كانت العلاقة لمصلحة المسلم (المادية العاطفية الإنسانية..) تكون مشروعة؛ لضرورتها.. أما مصلحة (لآخر) فلا يُلتفت إليها ؟!
ومن المم أن نتبين الفرق " إخوتي " بين المحبة المؤدية إلى الولاية (الولاء والبراء) فالمحبة مع ولاية الكفار نصرةً لهم على باطلهم لا تجوز بأي حال.. ومن يتولهم حين ذاك فإنه منهم.. ولا كرامة.
هنا نفهم قتل أبي عبيدة لأبيه في المعركة .. مقابل رحمة سعد بن أبي وقاص بأمه المشركة ..
وقد نزلت آيات من القرآن الكريم تؤيد هذا وذاك رضي الله عنهم أجمعين.
أما مودة الطالب المسلم في حديثه وتعاونه مع زميله الطالب غير المسلم فليس فيها ولاية ولا نصرة بل هي معاملة إنسانية يتعامل بها الناس معاً.
ولك أن تتخيل مودة طالب مسلم متفوق مع طالب غير مسلم لكنه مسالم وعاقل ... وفي الوقت ذاته هناك زميل له آخر يزعم الإسلام لكنه مهمل في دراسته يفعل الموبقات .... الخ
لا تظنن الأمر خيالي .. بل موجود بكثرة وقد عاينت وسمعت كثيراً منها.
وهذه المودة جزء من مئات الأجزاء من المودة التي تختلف عما بينه وبين إخوته المسلمين بدرجات ودرجات.
وتختلف بالكم والنوع بحسب عدة ظروف وأحوال وعلاقات ...
(( مودة دون مودة ))
ليس منها قطعاً المودة المؤدية إلى الولاية والمناصرة من دون المسلمين.
لا أدري لولا مودة التجار المسلمين مع تجار سواحل آسيا وإفريقيا هل انتشر الإسلام فيها ؟
كيف عرض محمد صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل ... بمودة أم ...(1/1663)
ولولا الرحمة لما زار سيدنا محمد الطفل اليهودي المحتضر مما دفع والده ليقول له: " أطع أبا القاسم ".
ألبس للمودة والرحمة أثر يظهر على الجوارح وخاصة الوجه ؟ أم يأمرنا الإسلام بالمراوغة والخداع وإظهار ما ليس في الباطن ؟
أليست الرحمة هي أساس التعامل بين الناس .. الإنسان ذاك المخلوق العاقل ؟
--------------
لنعد إلى كون الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
من يعيش في مكة أو الطائف ..... أو أي مدينة كل أهلها مسلمون ولم يحتك مباشرة وجهاً لوجه مع أحد عقلاء اتباع ديانة أخرى ...
من تربى تربيتنا ويحمل نظرتنا لغير المسلمين: يصعب عليه تصور المودة والرحمة بين مسلم وغيره.
لكن من تعامل مع كثير من عقلاء أتباع الديانات الأخرى لابد له من الاقتناع بأن تبادل المودة والرحمة مع ذلك الآخر أمر طبيعي بل مطلوب وإلا لتحولت حياته هو إلى جحيم.. فالإنسان لا ينفك محتاجاً لغيره فما الإنسان إلى مشاعر يضبطها عقله.
محبة [مودة ورحمة] محدودة بضوابط ... لكنها لا تتطور إلى محبة ولاية ونصرة أبداً. بل هي أنس إنسان بإنسان، حكمت الظروف المسيِّرة للإنسان أن يكون جاره أو زميله في العمل فضلاً عن أن يكون رئيسه في العمل أو رئيس بلاده.
وإلا فليهاجر مليار ونصف مسلم إلى جزيرة العرب، وتنتهي المشكلة !!
لا يستغرب وجود محبة [مودة ورحمة] بين مسلم وزوجته الكتابية (والمحبة هي القَسَم الذي لا يملكه حتى صفوة الناس)
لكن في الوقت ذاته لا تكون محبة مؤدية إلى مناصرتها على الدعوة إلى باطلها.. كتعليق الصليب في البيت أو تربية الأولاد على عقيدتها ... عندها سيكون له يد في زيادة عدد غير المسلمين بطريقة مباشرة او غير مباشرة وتلك ولايتهم.. وبالتالي: فإنه منهم !!
من جهة أخرى كم من مسلم أدت (( محبته ومودته)) إلى زوجته الكتابية لهدايتها على يده ... فضلاً عن التأثير في أهلها..
فالرفق ما كان في شيء إلا زانه .. وتخيل رفقاً بلا رحمة أيكون ؟(1/1664)
ولنتذكر مرة أخرى: ليس كل مسلم يسكن مكة المكرمة ولا إنسان ولِد حيث شاء وتمنى فانتفى جيرانه...
==========
بعد أن تتأمل ما سبق.. يتبين لك صواب ما ذكر شيخ الإسلام رحمة الله تعالى عليه : " كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع، مناظرة تقطع دابرهم .. لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور، وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامُه العلم واليقين "
انظر: درء تعارض العلم والنقل: 1/ 357
مرة أخرى: " .... ولا أفاد كلامُه العلم واليقين ".
هذا حق، شيخي يا شيخ الإسلام.. وكم من أمرٍ مسلَّم به في ديننا تبين لنا أننا كنا ننظر إليه من زاوية واحدة، كنا نظن أنها هي الصحيحة.. لكن وبعد المناظرة ورد الشبهات حوله تبين أن له وجوها أدق وأحكم.
وسبحان من أحاط بكل شيء علماً
------------------------------------------
ملاحظة: بمناسبة الحديث عن (عقلاء الآخر) فأبشركم بإسلام أحد أشهر اللادينيين وأقساهم نقداً للإسلام وأنشطهم مناظرة وجدالاً وطرحا للشبهات على الإنترنت,, أسلم يوم العيد، ثم انقلب بفضل الله داعية في المنتدى ذاته الذي كان سبباً في هدايته..... لكن .....
حدثت تفجيرات في عمان الأربعاء الماضي وتوفي أعز أقاربه فيها.. تخيلوا موقفنا معه كم هو حرج... !!!
صدقت يا رب: " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ".
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
.................................................. .................................................. ............
أما قوله تعالى: " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى .. ". فلا ينطبق على من نسميهم نصارى، ويسمون أنفسهم مسيحيين..
فالأمر يحتاج مقدمات ونتائج كم سيتم بيانه في الرد هنا:(1/1665)
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=16221#post16221
مع محبتي
---
أخوكم
11-13-2005, 02:38 PM
المودة القلبية غير المعاملة الظاهرية
---
عبدالرحيم
11-15-2005, 01:14 PM
أخي الحبيب: هل يمكن التصديق بأن شخصاً تزوج زوجته الكتابية دون وجود مودة قلبية معها ؟ لماذا تزوجها إذاً ؟!
أليست مودة الزوج لزوجته هي " القَسَمُ " الذي لا يملكه الإنسان (الميل القلبي) ؟
لا أقبل أخي الكريم مودة من يود زوجته الكتابية ودليلاً على مودتها يعلق الصليب أويشاركها في احتفالات دينها ... لذلك قلت: " إن من يفعل ذلك فإنه منهم ولا كرامة ".
انظر كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
لكن لا يؤاخَذُ من يود زوجته الكتابية ويحضر لها وردة أو يكلمها بحنان ... ويتلطف في عشرتها.. فتلك مودة أيضاً.. وهي انعكاس للمودة القلبية.
بل تلك المودة التي تحببها في الإسلام وتؤثر في أهلها ...
وهذا ما قصدته بقولي: مودة دون مودة.
مع محبتي
---
أخوكم
11-22-2005, 08:52 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
إجمالا:
الموضوع الأول : هناك فرق بين عمل الظاهر بالجوارح وبين عمل الباطن في القلب
فليسا هما عمل واحد حتى نتوهم وجود التعارض من اجتماعهما
فمن الممكن أن يجتمعا
الموضوع الثاني : هناك فرق بين أن نصرف مودة لشخص ما بسبب اتصافه بصفة ما وبين أن نصرف عدم مودة لنفس الشخص إذا اتصف بصفة أخرى
====
تفصيلا:
أخي الكريم ...تأمل خلاصة ما توصلتَ إليه في مقالك _الذي سبق ردي _
من أنه لا يمكن الجمع بين ((عدم المودة القلبية الباطنية))
وبين حُسن المعاملة الظاهرية
!
فأنتَ جعلتَ (( عدم المودة القلبية الباطنية تجاه المحادة لله ورسوله ))
وجعلت (( معاملتها الظاهرية ))
شيئا واحدا
لذا نشأ التعارض التالي :
لا يمكن الجمع
بين ((عدم مودتها)) لمحادتها لله ورسوله
وبين (( حسن معاملتها)) ...(1/1666)
ولذا ففي ردي السابق أحببتُ تذكيرك بضرورة التفريق بين الباطن والظاهر أولا وقبل كل شيء ، وذلك حتى ترى سهولة الجمع بينهما فيما بعد
وتلك لعمر الله قاعدة عظيمة
فقبل البحث عن الجمع لننظر هل هناك ثمة تعارض أصلا
لنتأمل :
أليس من الممكن شرعا وعقلا وواقعا ... أن تُحسنَ المعاملة الظاهرية مع من تكنّ له بغضا ؟
أخال جوابك الآن سيكون نعم
_ هذا فيما يتعلقا بالبغض المطلق فمن باب أولى إمكانية حسن معاملة من نكن له بعضَ بغضٍ لبعضِ صفات ذميمة فيه مع وجود مودةٍ له لبعض صفات حميدة فيه وسيأتي الحديث مفصلا عن ذلك إن شاء الله _
إذن ... ليسا هما بعملين متضادين حتى نضطر أن نبحث لهما عن جمع ..
ولذا تجد أن الله قد أجاز لنا أعمالا ((ظاهرية)) من بر وقسط مع من لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجنا من ديارنا
وفي نفس الوقت حرَّم علينا أن ((نوده بقلوبنا ))حالَ محادته لله ورسوله
فانظر كيف اجتمعت ((عدم مودة)) قلب
مع (( مودة )) عمل
أما إذا قاتلنا الكافر في الدين وأخرجنا من ديارنا وظاهر على إخراجنا ..
فعندئذ سنَحرمه حتى من حُسن المعاملة الظاهرية فلا بر ولا قسط ولا ولاء ... لأنه هو الذي ظلمَ فحَرَمَ نفسه من
(( ودنا الظاهري والباطني ))
ومجمل القول في الموضوع الأول :
أن بغض القلب عمل باطن
وأن حسن المعاملة عمل ظاهر
وأن الجمع بينهما ممكن عقلا وشرعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ثانيا :
كما قيل عن التفريق بين عمل الظاهر والباطن
فكذلك هناك تفريق بين أعمال الظاهر بعضها عن بعض
وهناك تفريق بين أعمال الباطن بعضها عن بعض
وذلك عندما يمزج الشخص الآخر بين صفات توجب حبا وصفات توجب بغضا
بالنسبة لمودة الكافر ( المذكورة في آية سورة المجادلة )
ومودة الزوجة ( المذكورة في آية سورة الروم )
ومودة النصارى ( المذكورة في آية سورة المائدة )(1/1667)
على الرغم من أن هذه المودات يمكن حملها على أنها باطنية ويمكن حملها على أنها ظاهرية
على الرغم من ذلك فإننا سواء إن حملناها على أنها أعمال ظاهرية فلا تعارض بينها
أو إن حملناها على أنها أعمال باطنية فلا تعارض بينها
والحمد لله رب العالمين
لماذا ؟
لأنها في المحملين ليست متجهة منا لصفة واحدة في تلك النصرانية _مثلا_ حتى تتعارض
_( ملاحظة : لأن الموضوع هنا عن القلب فسأحصر الحديث عنه )_
فمودة نشأت في قلوبنا بسبب وجود صفة القرب الزوجية عند تلك النصرانية
ومودة نشأت في قلوبنا بسبب صفة اقترابها من الهداية
وعدم مودة نشأت في قلوبنا بسبب صفة محادتها لله ورسوله
ولذا فالعقل والشرع يسوغان أن تود شخصا ما (( حالَ )) فعله لصفة ممدوحة ..
وفي نفس الوقت
فالعقل والشرع يسوغان أن لا تود ذلك الشخص بل تبغضه (( حالَ )) فعله لصفة مذمومة
فانظر كيف اجتمع في ((قلوبنا)) حب وبغض
ثم تأمل جيدا وأطل التأمل فهذا الحب وهذا البغض لم يكونا متجهين لصفة واحدة في الشخص المقابل
وإنما لصفتين مختلفتين بل مختلفتين تماما
وهذا موضع الإشكال
عندما ظن بعض الإخوة أن المودة مصروفة لصفة واحدة فقط فوقف كل فريق في ضفة ..
وهذا يذكرني أخي الكريم بالقاعدة التي أنت أطنبت الحديث عنها وهي قاعدة
(( الحكم على شيء فرع من تصوره ))
فكل فريق طبق تلك القاعدة في طرف واحد للقضية
بينما الصواب أن نطبق تلك القاعدة في كل الأطراف لتلك القضية
فكما نطالب أن ننتبه لتلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((مودة)) الزوجة الكتابية ---
فعلينا أن نطالب بالانتباه لنفس تلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((عدم مودة)) من حاد الله ورسوله ---
فإن لم نفعل سنجد أنفسنا قد ضربنا القرآن بعضه ببعض
معذرة على الاسترسال
ولنعد إلى أصل المسألة
سنجد الكثير من أهل العلم ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
_أثناء شرحه للعقيدة الواسطية في الشريط رقم 26 _(1/1668)
يخبر بأن علينا أن نحب المؤمن العاصي حسب ما معه من إيمان
ونبغضه حسب ما معه من معصية ..
فلاحظ إمكانية اجتماع ((الحب وعدم الحب)) شرعا وعقلا
وكذلك اجتماع ((المودة وعدم المودة))
فأنت مثلا تود فلانا لأنه كريم
ولكنك في نفس الوقت لا توده لأنه كذاب
حقا أنت ((اختلفتَ)) فأنت تحبه وفي نفس الوقت تبغضه
ولكن اختلافك هذا هو الجزاء العادل والمعاملة الصائبة منك
لأنه هو الذي ((اختلف)) أولا فجمع صفة حميدة وصفة سيئة
وقل مثل ذلك في كونك
توده لأنه برَّ بوالديه
ولكنك
لا توده لأنه شرب الخمر
وقس على ذلك ما شئت من أمثلة لا حصر لها
وستجزم بعدها إمكانية اجتماع المودة وعدم المودة
خاصة في مسألتنا .. فعلى سبيل المثال لو كانت لك :
1- زوجة نصرانية
2- تزعم أن لله ولد
3- لها رغبة في الهداية
فعندئذ لقلبك معها ثلاث مودات:
1- فأنت ((تودها)) مودة زوجة
وذلك لوجود العلاقة الزوجية المذكورة في قوله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ ((مَوَدَّةً )) وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
2- وفي نفس الوقت فأنت ((تودها)) .. (( حالَ )) رغبتها في الهداية
كما قال الله سبحانه:
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ (( مَوَدَّةً )) لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ
3- وفي نفس الوقت فأنت (( لا تودها)) .. (( حالَ )) محادتها لله ورسوله
وبهذا تنتظم الأدلة ونعمل بها جميعا
وكما أعطيتَ القسم الأول والثاني حقه من الشرح
فاسمح لي أن أعطي القسم الثالث_الأهم_ من الشرح(1/1669)
فأنت بأمور بألا تود تلك الزوجة النصرانية حالَ محادتها لله ورسوله وذلك حتى لا تُسلبَ الإيمان كما قال سبحانه:
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (( يُوَادُّونَ)) مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..
وكما أنت مأمور بذلك الأمر المحكم _ وما أكثر المحكمات في هذا القسم الثالث_
فأنت أيضا مأمور بأمر محكمٍ أشد منه وهو :
أن تبدي لها العداوة والبغضاء لأن الله أوجب عليك ذلك تأسيا بـ :
إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ
(( وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ ))
أَبَداً
"حَتَّى" تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ..
والإنسان المؤمن هو الوحيد الذي لن يتعجب من هذه الشدة
لأنه سيتذكر شدة جرم تلك النصرانية .. إنه جرم :
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ
وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ
وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً
فطالما هي مقيمة على (( صفة المحادة لله ورسوله ))
فأنت مأمور أن تقيم على صفة ((عدم المودة))
فإن فعلتَ ذلك ستنجو من أن تكونَ فتنة لها :
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
أسأل الله لي ولك ولبقية إخواني الهداية والتوفيق والعفو ومغفرة الذنوب ما تقدم منها وما تأخر
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
---
عبدالرحيم
11-24-2005, 11:32 AM
السلام عليكم أخي الفاضل..
أتفق معك فيما ذكرته أعلاه وأشكرك عليه .. ولكن لي بعض الملاحظات ..
---------------
اقتباس:
أليس من الممكن شرعا وعقلا وواقعا ... أن تُحسنَ المعاملة الظاهرية مع من تكنّ له بغضا ؟
---------------(1/1670)
صحيح: انظر حديث: " بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة ... ". وانظر شروحه، وخاصة شرح ترجمة البخاري للأبواب الثلاثة التي ورد فيها الحديث الشريف من كتاب (الأدب) في الصحيح، وعلاقتها به.
---------------
اقتباس:
ولذا تجد أن الله قد أجاز لنا أعمالا ((ظاهرية)) من بر وقسط مع من لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجنا من ديارنا
وفي نفس الوقت حرَّم علينا أن ((نوده بقلوبنا ))حالَ محادته لله ورسوله
فانظر كيف اجتمعت ((عدم مودة)) قلب
مع (( مودة )) عمل
---------------------
صحيح: وهذا يمكن أن تتصوره مع تاجر سرياني.. يهودي.. تشتري من عنده بضاعة وتعود لبيتك..
ولكن إن كانت ابنته هي التي اخترتها لتكون (سَكناً لك) ولباساً يستر عورتك وصدراً حنوناً تتلمس منه الراحة العاطفية التي ما كنت لتتزوجها لولا أنك تطلب ذاك.... كل ذلك لا يمكن تصوره بدون مودة قلبية نتجت عن علاقة مباحة شرعاً .. بل تؤجَر عليها (وفي بضع أحدكم صدقة.. اللقمة التي تضعها في فمها صدقة..)
علاقة تزداد وداً مع مرور الأيام وتكرار العلاقات والعشرة و.... و.... والأبناء.
منطلقاً من هنا ... يمكن الرد على ما تفضلت به ((بغض القلب عمل باطن وحسن المعاملة عمل ظاهر والجمع بينهما ممكن عقلا وشرعا ))
إنه ممكن مع التاجر.. الجار.. زميل العمل.. رئيس الدولة الأجنبية الذي أتمتع بجنسية دولته وتسهيلاتها على حياتي....
أما مع مكان السكن ... مع بيت الراحة والطمأنينة .. مع شريك حياتك ... الذي يسهر عليك طول الليل حين تمرض.. ويتحمل منك حالتك النفسية .. ويلبي حاجاتك المختلفة.. بعد كل هذا لا توده قلبياً !!!
" هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ " ؟
مودة الزوجين أرقى أنواع المودة .. وما ينتج عنها من علاقات لا يمكن أن ينتج عنه (عدم) المودة.
---------------------
اقتباس:
فكما نطالب أن ننتبه لتلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((مودة)) الزوجة الكتابية ---(1/1671)
فعلينا أن نطالب بالانتباه لنفس تلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((عدم مودة)) من حاد الله ورسوله ---
فإن لم نفعل سنجد أنفسنا قد ضربنا القرآن بعضه ببعض
-----------------
هنا أخي الكريم ما معنى (عدم المودة) ؟
ولماذا لا تكون: مودة دون مودة ؟!
لماذا عدم ؟؟
- يقيناً يقيناً الزوجين المسلمين مودتهما أعلى درجات مودة أي زوجين في العالم (بشرط أن يكون الزوج: ممن ترضون دينه وخلقه.. والزوجة التي ظفر بها: ذات دين).
- وأن الزوج المسلم وزوجته الكتابية درجتهما (( دون )) ذلك ...
فهما لم يقوما الليل معاً، ولم يقرءا القرآن، ولم يصوما رمضان ويفطرا بعد جوع وظمأ...
لا يرضى منها عاداتهم من شرب خمر واختلاط ومصافحة الرجال ....
كل هذا يقلل من المودة الظاهرية والباطنية (بالمقارنة مع مودة زوجين مسلمين ملتزمَين).
لكن: ((عدم)) وجود مودة !!! هذا ما لا يمكن تصوره.. فالله أرحم بعباده من أن يبيح لهم زواجاً لا تتحقق منه أهدافه من سكن ومودة ورحمة... " قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ " ؟
----------------
" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ".
لماذا لايكون لها نصيب من " تبروهم وتقسطوا إليهم " ؟!
أي: لماذا لا نجمع بين هذه الآية الكريمة والآيات التي تنهى عن موادة من حادَّ الله ورسوله.. بتخصيص الثانية بمن كانت محادَّته لله ورسوله متعدية الأثر، محادة مقاتلة، إخراج... بينما الأولى من لم يصدر عنه تلك المحادَّة
(المُحادَّة: هي أن يصل البغض مرحلة متقدمة بحيث يقف كل طرف في حدٍّ يخالف حدّ صاحبه) / انظر تفسير القرطبي.
فلو كانت زوجتك الكتابية (في حدك) فلا يمنع ذلك من برها والقسط إليها بحدود وضوابط... دون مهادنة في قضية الولاء والبراء وهي قضية عقدية لها الأولوية.(1/1672)
مع الانتباه أن المقصود بالمودة معها: مودة دون مودة.
------------------
اقتباس:
سنجد الكثير من أهل العلم ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
_أثناء شرحه للعقيدة الواسطية في الشريط رقم 26 _
يخبر بأن علينا أن نحب المؤمن العاصي حسب ما معه من إيمان
ونبغضه حسب ما معه من معصية ..
فلاحظ إمكانية اجتماع ((الحب وعدم الحب)) شرعا وعقلا
وكذلك اجتماع ((المودة وعدم المودة))
-----------------
مع ان الأسهل توجيه كلام الشيخ بأن المودة تزيد و((تنقص)) بحسب الإيمان.. لا أن المودة توجد ولا توجد.
----------------
اقتباس:
فأنت بأمور بألا تود تلك الزوجة النصرانية حالَ محادتها لله ورسوله وذلك حتى لا تُسلبَ الإيمان كما قال سبحانه:
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (( يُوَادُّونَ)) مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..
--------------
ينبغي هنا تحديد معنى المحادَّة هل هي مجرد الكفر (العمل القلبي)، أم المعاداة الظاهرة للمسلمين .. هل (كل) امرأة كافرة هي تحاد الله ورسوله... ومن ثم لا يجوز للمسلم الزواج منها ؟
أخي الكريم: أنت حاولت الفرار من (ضرب القرآن بعضه ببعض) ولكن هنا قد وقع المحظور..
------------
اقتباس:
فطالما هي مقيمة على (( صفة المحادة لله ورسوله ))
فأنت مأمور أن تقيم على صفة ((عدم المودة))
---------------
لماذا إذن قال : " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ... " ؟
ما رأيك بهذا التوجيه:
المحادة أيضاً أمر نسبي..
تتناسب معها المودة تناسباً عكسياً ...(1/1673)
انتبه لهذا الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ ... الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ ". رواه البخاري
هل نحمل الإيمان هنا على الإيمان الذي يزيد وينقص أم مطلق الإيمان الذي نيه يعني الكفر ؟
فإن كان الإيمان يزيد وينقص، فما بالك بالعبادات القلبية والأخلاق..
المودة تزيد وتنقص بحسب موقف الطرف الآخر (الكافر) من الإسلام والمسلمين.
ألم يأمر الله سبحانه وتعالى بالبر والقسط بالأهل ـ والزوجة أهل ـ ما لم يبادروا إلى ((مقاتلة)) المسلمين ؟
إن تتبعت سبب نزول آية المجادلة تجدها تتحدث عن حرب ((قاتلوكم)) حرب مَن ((أخرجوكم من ياركم)) وذلك في غزوة بدر تحديداً.. وما جرى فيها.. انظر: تفسير القرطبي للآية الكريمة.
إذن الآية الكريمة لم تتحدث محادة أم سعد بن ابي وقاص مع المسلمين، بل عن محادة نتيجة مقاتلة وإخراج ..
أما علاقة اجتماعية عادية بلا مقاتلة ولا عدوان بين المسلم و(أهله) غير المسلمين فالآية التي تتحدث عنها هي : " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ".
فهو يوَد أهله.. لكنها مودة دون مودة أي مسلم.
والله تعالى أعلم
---
أخوكم
12-10-2005, 07:02 AM
1
الحمد لله الذي لا إله إلا هو وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخي الودود
قلتَ وكررتَ بأن آية المجادلة (نسبية) فهي مودة دون مودة
وقولك هذا خطأ
فالله يقول لا مودة
وأنت تقول مودة
ثم تتفرع بأنها مودة دون مودة !!
أما إنك لو قلتَ (لا مودة دون لا مودة) أو بجملة أسهل ((كرها دون كره ))
لكان قولك مقبولا لأن له علاقة بالآية التي تتكلم عن (( اللامودة أي الكره ))(1/1674)
لذا فرأيكَ بأن الآية نسبية المودة_مودة دون مودة_ هو خطأ مخالف للآية مخالفة واضحة
ولا تتعجب أخي الودود من أن آية المجادلة تأمر بألا مودة
لأنها _وبكل سهولةِ فهمٍ_ تتحدث عن صفات سيئة ...
ولك أن تتأملها من جديد ستجدها تتكلم عن صفات ((محادة))
يعني صفات سيئة "محضة" ... ليس فيها من الصفات الحسنة ما نسبته واحد في المئة حتى تستلزم منك أقل مودة
فالله ورسوله في (( حد )) وهم في (( حد ))
ولذا أمرنا الله أمرا محكما لا مجال فيه للتأويل بأن يكون العمل الذي (( نواجه)) به تلك الصفات السيئة هو ((عدم المودة))
ولذا نفاها الله ( لا تجد قوما ..الخ)
وهذا ينبغي ألا يختلف عليك كإنسان يؤمن بالله واليوم
أعد النظر فالأمر سهل ....
أمامك الآن صفات سيئة محضة _محاداة_
فموقفك منها أن تبق في حد وهي في حد ....._تذكر كلمة "يحادون"_
وألا تعطيها أي ((نسبة)) من التأييد = المداهنة = المودة = الحب = ..الخ
فمن (يؤمن بالله واليوم الآخر) لا يمكن أن يكون ((نسبيا)) تجاه الأقوال والاعتقادات والأعمال الكفرية المحادة لله ورسوله
وهل يا ترى أنت تؤيد عبارة ( لله ولد ) بنسبة 90% ؟
أو 50% ؟
أو حتى 1% ؟؟!!!
سيكون جوابك الحتمي : ((( لا ))) لا أؤيدها البتة ..
هل أنت تؤيد أن يكون هناك إله مع الله وشريك لله ؟
لاحظ أنك ستصرخ في وجهي قائلا : (((( لا )))) وألف لا
لاحظ جوابك كيف اتفق مع الآية
((((( لا ))))).. تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ ...)
إذن آية المجادلة تتكلم عن صفات المحادة التي (تنعدم فيها المودة)
ولا تتدخل فيها نسبية تأييد ومودة ..الخ
أرجو أن يكون اتضح لك الأمر
------------
2
بقي الحديث عن النسبية الخاصة التي تتعلق بنسبية الكره _كرها دون كره_
فأنا لن أناقشك فيها لأني لا أخالفك في وجودها أصلا
وذلك كمحاد جمع صفات كثيرة من المحادة
إذن ستزداد ((( نسبة ))) كرهنا له
ومحاد آخر فيه صفات قليلة من المحادة فتنقص ((( نسبة ))) كرهنا له(1/1675)
لكن مسألة ((نسبية الكره)) لا تهمني
لماذا ؟
لأنها في النهاية لن تخرج عن الكره والبغض وعدم المودة
إلى الحب والمودة
فلاحظ أن هذه النسبية هي نسبية خاصة لأنها تتعلق بنسب الكره ((فقط)) وليس لها أي علاقة بنسب الحب = المودة = ... الخ المترادفات
ولذا لم ولن أناقشك في نسب الكره عندما نكون بصدد تفسير آية المجادلة .. لأن تلك النِسب تتحدث عن الكره فقط فلن تخرج عن الكره إلى المودة بأي حال من الأحوال وهذا ما أريد منك ملاحظته
-----------
3
الآن لنخرج من آية المجادلة ولنذهب لآية المائدة والروم ..
فعندما تتلطف مع زوجتك الكتابية أو تجامعها أو غير ذلك من الأمور الزوجية فعندئذ ستعطيها ((مودة)) ولكن لاحظ أمرين بها :
أولا : ليست هذه المودة مقابل محادتها !!!!
ولكنها مقابل أعمالها الزوجية
أما في السابق فلاحظ
أن عدم المودة الإيمانية قابلتَ به عملها كمحادة
ثانيا : (((( مودة زوجية ليست إيمانية )))))
إذن فالأمر واضح ... صفتان مختلفتان نقابلهما بعملين مختلفين
ومن نظر إليها بغير ذلك سيشكل عليه وسيكون أحد قسمين
إما أن يكون من القسم الذي :
ينطلق إلى النصوص التي تتكلم عن المودة الإيمانية التي تقابل المحادة
ثم يحاول تأويلها بالنسبية والتخصيص والتقييد وبكل ما يستطيع ..
أو يكون من القسم الذي :
ينطلق إلى النصوص التي تتكلم عن المودة الزوجية التي تقابل الحياة الزوجية ويحاول تأويلها بالنسبية والتخصيص والتقييد وبكل ما يستطيع
وكل فريق من هؤلاء قد أخطأ
وكذلك جعلناكم أمة وسطا
فهما صفتين مختلفتين لعملين مختلفين
عدم مودة إيمانية ============> لأعمال المحادة
مودة زوجية ============> لأعمال الزوجية
فأي عملية خلط ستنشئ التعارض لا محالة
فمن ظن أن آية عدم المودة بسورة المجادلة تتكلم عن الحياة والأعمال الزوجية سيجد تعارضا .. إنما هي عن المحادة(1/1676)
وكذلك من ظن أن آية مودة الزوجة بسورة الروم مثلا تتكلم عن أعمال فيها محادة سيجد تعارضا
وهذه المسألة مثل مسألة الإزار حذو القذة بالقذة:
فلدينا حديثان :
1- ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
2- لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره خيلاء
ففي الحديثين عملان مختلفان وعقوبتان مختلفتان
وكل حديث على حدة
فمن ظن أن "مجرد" إنزال الإزار تحت الكعبين يتكلم عن عقوبة عدم النظر سيجد تعارضا ..
وإذا نشأ التعارض ستبدأ عنده عمليات الجمع سواء بتقييد أو تخصيص أو تأويل ..الخ
مثلما حصلت لديك في مسألة المودة
لذا أكرر .. علينا أن نبحث عن وجود التعارض أولا قبل البحث عن الجمع
وعندما لا نجد تعارضا فلن نحتاج للجمع كما في مسألتنا هذه
والحمد لله رب العالمين
---------------
4
دعني أخبرك بأني ((أؤيدك)) أيما تأييد في مسألة النسبية العامة التي تتعلق بنسب الحب _المودة_ ونسب الكره _ اللامودة .
نعم أتفق معك اتفاقا منقطع النظير بالحكم على الموضوع بأنه نسبي
ولكن هذا الحكم إنما هو على الموضوع ((ككل)) ...
أي على الآيات مجموعة كلها
فهناك نصوص شرعية فيها نسبية الكره
وهناك نصوص شرعية فيها نسبية الحب
وهناك نصوص شرعية فيها نسب الكره ونسب الحب معا
ولذا يصح أن نحكم على الموضوع ككل بأنه نسبي .. لا عن خصوص آية
ولذا تجدني لم أتفق معك في حمل النسبية العامة على آيات خاصة
لأن ذلك سيقودنا إلى إخراج القرآن عن ظاهره فالله يقول لا مودة ونحن نقول مودة ..!
كآية المجادلة التي لا تتحدث عن نِسب الحب _المودة_
فمن باب أولى ألا يكون للآية أي دخل في النسب العامة التي تتعلق بالحب والكره معا _ النسبية العامة =المطلقة = الشاملة = ... سمها ما شئت
لأن الحب _ المودة_ غير موجود أصلا فمجموعهما_الحب والكره_ لن يكون موجودا من باب أولى
أعود وأقول وأكررها وأجزم بها بل أحفرها هنا(1/1677)
فأنا متفق معك حتى في آهاتك وأناتك التي وجدتُها بين معاني كلماتك منذ ردك الأول
ففعلا آآآآآآآآه من النسبية العامة التي يغفل عنها الكثير من المسلمين
بل آآآه لو تعلم بأني أقول عنك في نفسي منذ ردودك الأولى:
ليته يفتح موضوعا منفصلا عن هذا الأمر الذي يحتاجه كثير من المسلمين
ليته يفتح موقعا
ليته يطرح مقالا ينتشر في الانترنت عن هذا ...الخ
لا تتعجب من تأييدي هذا
لأننا عندما نتعامل بالنسبية مع الموضوع (( ككل )) سنجد أنفسنا عملنا بكل الآيات
فالنصوص التي فيها عدم مودة نعمل بها لأنها تقابل صفات محادة
والنصوص التي فيها مودة نعمل بها لأنها تقابل صفات تستلزم مودة فطرية عقلية واقعية ..
والموضوع ككل يحتاج منا تلك النسبية المتزنة
والله أعلم وأحكم وأجل
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
---
عبدالرحيم
12-10-2005, 07:00 PM
صدقت وبررت أخي المكرم
ولن أزيد على ما تفضلتم به..
وحتى لا تخلو مداخلتي من فائدة ـ فمن دخل مداخلتي كان ضيفاً عندي.. وإكرام الضيف واجب ـ
أهديكم بعضاً من كلام فضيلة الدكتور عائض القرني من كتابه: " السمو ".
يا أصحاب سمو المعالي إلى العزيز العالي جل في علاه، بإيمانهم وجهادهم وصبرهم ودعوتهم:
- لما أنذر النمل وحذر ودعا بني جنسه سطرت في حقه سورة من سور القرآن، فخذوا من النمل ثلاثاً: الدأب في العمل، ومحولة التجربة، وتصحيح الخطأ.
- لما أكمل النحل طيباً ووضع طيباً، أوحى الله إليه وجعل له سورة باسمه في الذكر الحكيم ، فخذوا من النحل ثلاثاً: أكل الطيب، وكف الأذى، ونفع الآخرين.
- لما تجلت همة الأسد وظهرت شجاعته سمته العرب مائة أسم، فخذوا من الأسد ثلاثاً: لا ترهب المواقف، ولا تعاظم الخصوم، ولا ترض الحياة مع الذل.
- لما سقطت همة الذباب ذكر في الكتاب على وجع الذم ، فاحذروا ثلاثاً في الذباب: الدناءة، والخسة، وسقوط المنزلة.(1/1678)
- لما هزت العنكبوت وأوهمت بيتها ضربها بيتها مثلاً للهشاشة، فاحذروا في العنكبوت ثلاثاً عدم الإتقان، وضعف البنيان، وهشاشة الأركان.
- ولما تبلد الحمار ضرب مثلاً لمن ترك العمل ولم ينفعه ، فاحذروا ثلاثاً في الحمار: البلادة، وسقوط الهمة وقبول الضيم.
- ولما عاش الكلب دنيئاً لئيماً ضرب مثلاً للعالم الفاجر الغادر الكافر فاحذروا ثلاثة في الكلب:
كفر الجميل، وخسة الطباع، ونجاسة الآثار.
- وحمل الهدهد رسالة التوحيد فتكلم عند سليمان، ونال الأمان ، وذكره الرحمن، فخذوا من الهدهد ثلاثة: الأمانة في النقل، وسمو الهمة، وحمل هم الدعوة.
مع محبتي
---
عيسى القرشي
12-20-2005, 08:26 AM
جزى الله خيراً القائمين على الموقع وجميع المشائخ والاخوة جميعاً
---
(1/1679)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رمضان في فلسطين
---
رمضان في فلسطين
---
hedaya
10-07-2005, 09:35 AM
http://www.w6w.net/upload2/05-10-2005/w6w_20051005192436391d7aff.gif
---
(1/1680)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تنبيهات هامة لمن يقرأ بقصر المنفصل.....
---
تنبيهات هامة لمن يقرأ بقصر المنفصل.....
---
ابو حنيفة
08-26-2004, 10:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام هذا موضوع مهم جدا لمن يقرأ بقصر المد المنفصل (أي مده مدا طبيعيا حركتين فقط)
يجب أن يعلم أنه لم يرد عن طريق (الشاطبية) قصر للمد المنفصل ، وإنما ورد هذا الحكم عن طريق (طيبة النشر) فمن قرأ عن طريق (الطيبة) بقصر المنفصل فيجب عليه مراعاة ما يلي في القراءة برواية حفص عن عاصم:
1) وجوب توسط أو إشباع المد المتصل ويمنع فويق المتوسط.
2) وجوب إبدال همزة الوصل ألفا ومدها ست حركات مدا لازما إذا وقعت بين همزة استفهام وحرف لام ساكن نحو : (ءالذكرين) ،( ءالان).
3) وجوب قراءة الصاد في كلمتي (يبصط) في البقرة و (بصطة) في الأعراف صادا وليس سينا.
4) وجوب الإدغام الكامل في كلمة (نخلقكّم) بالمرسلات.
5) وجوب قراءة الصاد في كلمة (المصيطرون) في الطور فقط بالسين.
6) وجوب تفخيم حرف الراء في كلمة (فِرْق) في الشعراء فقط.
7) وجوب حذف الياء من كلمة (آتانى) بالنمل عند الوقف عليها.
وجوب حذف الألف من كلمة ( سلاسلا) بالدهر عند الوقف عليها.
9) وجوب الإشمام في حرف النون في كلمة (تأمنّا) في يوسف فقط –أي لا روم فيها-.
10) وجوب فتح الضاد في (ضعف) و (ضعفا) في سورة الروم.
11) جواز التكبير بين السورتين من آخر سورة الضحى إلى آخر سورة الناس وجواز عدم التكبير.
12) عدم السكت على (عوجا) في الكهف، و(مرقدنا) في يس، و(من راق) في القيامة، و(بل ران) في المطففين.
منقول :http://qquran.com/newphpBB2/viewtopic.php?t=133
---
(1/1681)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال الذي عنده علم من الكتاب.
---
قال الذي عنده علم من الكتاب.
---
الغني بالله
09-02-2006, 01:46 PM
تفسير البغوي [ جزء 1 - صفحة 164 ]
قال محمد بن المنكدر : إنما هو سليمان قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما : { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } قال سليمان : هات قال : أنت النبي ابن النبي وليس أحد أوجه عند الله منك فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك فقال : صدقت ففعل ذلك فجيء بالعرش في الوقت.
روح المعاني [ جزء 19 - صفحة 203 ]
وآثر هذا القول الامام وقال انه أقرب لوجوه الاول أن الموصول موضوع في اللغة لشخص معين بمضمون الصلة المعلومة عند المخاطب والشخص المعلوم بأن عنده علم الكتاب هو سليمان وقد تقدم في هذه السورة ما يستأنس به لذلك فوجب ارادته وصرف اللفظ اليه وآصف وان شاركه في مضمون الصلة لكن هو فيه أتم لأنه نبي وهوأعلم بالكتاب من امته الثاني ان احضار العرش في تلك الساعة اللطيفة درجة عالية فلو حصلت لاحد من امته دونه لاقتضي تفضيل ذلك عليه عليه السلام وانه غير جائز الثالث أنه لو افتقر في احضاره الى أحد من امته لاقتضي قصور حاله في اعين الناس
الرابع أن ظاهر قوله عليه السلام فيما بعد هذا من فضل ربي الخ يقتضي أن ذلك الخارق قد أظهره الله تعالى بدعائه عليه السلام.
زاد المسير [ جزء 6 - صفحة 175 ]
والثاني أنه سليمان عليه السلام وإنما قال له رجل انا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فقال هات قال انت النبي ابن النبي فان دعوت الله جاءك فدعا الله فجاءه قاله محمد بن المكندر.
---
مهند شيخ يوسف
09-02-2006, 04:25 PM
هذا الأليق بمقام الأنبياء ! وعلى كل حال فإن الخوض الكثير في ذلك مذهبة لروح التنزيل، إذ التدبر في كون علم الكتاب هو الموصل إلى المراتب العليا أولى وأجدر بالنظر والتدبر !
---(1/1682)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القرآن...ودعوى الإبهام ...للشيخ/ناصر الماجد
---
القرآن...ودعوى الإبهام ...للشيخ/ناصر الماجد
---
الراية
04-28-2004, 05:42 PM
القرآن...ودعوى الإبهام
8/3/1425هـ
السؤال:السلام عليكم
صديق نصراني يقول -والعياذ بالله-: إن القرآن مبهم، حيث إنه بالمقارنة بالإنجيل نحتاج نحن المسلمين للنظر في كتاب آخر نسميه (التفسير) لمعرفة ما حدث من تفاصيل عندما نزلت الآية، وكمثال أذكرُ عندما قال لموسى لقومه: "يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم"، ولم يكن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- هناك، والقصة بخصوص الآية أعلاه مذكورة في التفسير، فسألني هذا النصراني: ما هي مصادر التفسير بجانب الإنجيل؟ لأن هذه القصة بتمامها مذكورة في الإنجيل، وأنهم بدلاً من العجل الحي جعلوا عجلاً من ذهب ولؤلؤ، وتفاصيل عن السامري الذي دعا بني إسرائيل لعبادة صنم، أنا أؤمن بالقرآن وأصدق به، ولا أحتاج كتاباً آخر لتوضيح الأمور، لكن في هذا الوضع أرى أننا بحاجة للنظر في الكتب الأخرى لمعرفة ما جرى. فما هي صحة الكتب الأخرى التي تتكلم في هذه الوقائع؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فالجواب عن هذا الإشكال الذي أُورد على السائل الكريم يقتضي ذكر مقدمتين، فهمهما يعين على دفع هذه الشبهة:(1/1683)
الأولى: لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وجرى على أساليبهم، ومعهود خطابهم في الكلام، فالعربي الذي لم تتأثر سليقته العربية باختلاطه بالأعاجم لا يحتاج في فهم أكثر (ألفاظ القرآن الكريم) إلى بيان وتفسير؛ لأنه نازل بلغته وبلسانه، ولذا رأينا قلة التفسير المروي عن الصحابة –رضي الله عنهم- والتابعين، وإن كان في التابعين أكثر، وإنما توسع الناس في تفسير ألفاظ القرآن الكريم بعد ظهور العجمة وضعف السليقة العربية، بدخول الأعاجم في الإسلام وتأثيرهم على اللسان العربي.
وعلى هذا؛ فإن أكثر آيات القرآن الكريم واضحة المعنى من جهة الألفاظ، وإنما أشكل على الناس فهمها بعد أن ضعف اللسان العربي.(1/1684)
الثانية: من المهم جدا أن ندرك طبيعة منهج القرآن الكريم في عرض القصص والحوادث التي وقعت في الأمم الماضية، فالقرآن الكلام ـ وهو كلام ربنا ـ ليس كتابا تأريخيا يعتني بسرد الوقائع بتفصيلاتها الدقيقة وجزيئاتها الصغيرة، بل هو فوق هذا كله وأعظم، إنه كتاب هداية وإرشاد، يهدي كما وصفه المتكلم به -جل وعلا-: "للتي هي أقوم" [الإسراء: من الآية 9]، ويقول تعالى ـ أيضاً ـ في وصفه: "قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" [يونس:57]، فالقرآن الكريم لم يورد هذه الوقائع من أجل سردها سرداً قصصياً فقط، إنما كان الهدف من ذكرها أخذ العبرة بما وقع للأمم الماضية، والاستفادة من تجاربهم فيما يقع لنا يقول –تعالى-: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل" [الروم:42] وإذا؛ فلا يذكر القرآن من تلك الحوادث إلا ما تدعو الحاجة لبيانه، مما يساعد على أخذ العبرة والهداية من تلك الحادثة أو القصة، فلا نجد في القرآن الكريم ذكر كثير من الأسماء التي يحكي خبرها ولا أسماء الأمم ولا تواريخ الحوادث؛ لأنها لا تؤثر ولا تمنع أخذ العبرة منها، وخذ مثلا؛ قصة أصحاب الكهف، نجد حديث القرآن عنها وذكره لها مقتصرا على ما يحقق الغاية المتمثلة في أخذ العبرة من تلك القصة، ولذا لم يذكر تعالى أسماءهم ولا زمن القصة ولا اسم القرية التي كانوا فيها؛ لأنها لا تؤثر في الهدف الذي سيقت من أجله.(1/1685)
وعلى هذا فدعوى أن القرآن مبهم فيما يتعلق بالحوادث والقصص عارية عن الصحة، وذلك أننا نقطع جازمين بأننا لسنا بحاجة إلى أي تفاصيل زائدة عما في القرآن الكريم من أجل أخذ العبرة، فنحن نستطيع أن نفهم القصة أو الحادثة بشكل عام، ونستطيع أيضا أن نستلهم الهدايات من خلالها مقتصرين على ما ورد ذكره في القرآن الكريم فقط؛ لأن ما لم يذكر في القرآن الكريم من تلك التفاصيل والجزئيات لا يخدم الهدف والغاية التي من أجلها سيقت، وبعبارة أكثر دقة وموضوعية لا يؤثر عدم ذكرها في تحقق الهدف والغرض.
وأما سؤالك ـ بناء على ما أورده عليك ذلك النصراني ـ عن مصادر التفسير فقد تكلم أهل العلم عن ذلك بكلام طويل أذكر لك أبرز ما هنالك مختصرا:
أولها: القرآن الكريم ذاته، فهو أولى ما فسر القرآن به. وأما المصدر الثاني فهو ما ورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير يتعلق بمعنى آية وفهم المراد بها، يقول –تعالى-: " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" [النحل: من الآية 44]. ومن المصادر أيضا الصحابة –رضي الله عنهم-، وكونهم من مصادر التفسير لأمور؛ فهم أهل اللغة إذ القرآن نزل بلغتهم، وفضلا عن هذا فالنبي- صلى الله عليه وسلم- بين أظهرهم يسمعون منه ويتلقون عنه ويسألونه، ثم إن القرآن الكريم نزل عليهم فهم أعلم الناس بأسباب نزوله وما احتف به من وقائع ومناسبات. ويأتي بعد الصحابة – رضي الله عنهم- التابعون لهم بإحسان فهم أقرب الناس بعد الصحابة لزمن الوحي العجمة فيهم أقل ممن جاء بعدهم.(1/1686)
ومن مصادر التفسير ـ أيضا ـ أخبار أهل الكتاب ورواياتهم المتعلقة بالحوادث التي وقعت لأنبيائهم ومن عاصرهم، أو الأمور الغيبية المستقبلية ونحوها، غير أنه مما يجدر التأكيد عليه أن هذا المصدر ليس في قيمة المصادر التي قبله ولا يوازيها من جهتين؛ الأولى: من جهة مقدار ما أخذ عنهم، فهو قليل بالنسبة إلى مقدار التفسير. والثانية: من جهة الثقة به والاعتماد عليه، فقد تقرر عند أهل العلم أن أخبار أهل الكتاب ـ مما لم يثبت عندنا بطلانها أو صوابها ـ تروى دون الجزم بصحتها أو بطلانها، ولذا وجدنا أئمة التفسير وأهل التحقيق أقلوا كثيرا من النقل عنهم، بل وحذروا من ذلك، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الروايات الإسرائيلية: (وما لم يعلم حكمه في شرعنا لا يصدق ولا يكذب وغالبه لا فائدة فيه) أ.هـ.
وأما سؤالك عن الكتب التي تكلمت على هذه فهناك من الكتب من بالغت وأكثرت من سرد تفاصيل القصص التي وردت في القرآن الكريم، وهذه المبالغة أوقعت في ذكر الغث والسمين والصحيح والسقيم، حتى كان بعضهم ينقل بلا تمييز مما يجب أن يصان تفسير كلام الله عن مثله كتفسير الثعلبي والخازن، وغالب كتب التفسير تنقل تلك التفاصيل على نحو مختصر، وأفضل ما أنصحك به فيما يتعلق بهذا الأمر كتاب تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير -رحمه الله -؛ فهو فارس الحلبة لا يشق غباره، أدرك قصب السبق غير منازع.(1/1687)
وبعد فبقي أن ألفت نظرك إلى أن وجود الإبهام في القرآن الكريم ليس أمرا يعاب وجوده بإطلاق، بل ربما كان أمرا محمودا حيث يعرف به العالم من الجاهل، ولو تساوى الناس في فهمه فأي فضيلة تكون، بل حتى هذه الأناجيل التي بين أيديهم لا يزعم أهلها أنها قد حوت من التفاصيل ما لا تحتاج معه إلى بيان، بل المقطوع به يقينا أن فيها من الإجمال ما تحتاج معه إلى بيان وتفصيل، وفوق هذا؛ فأكثر هذه الأناجيل ـ كما يعلم ذلك المختصون ـ عبارة عن شروح وهوامش كتبت على النص الموحى به. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=46037
---
إكرام
05-01-2004, 11:44 PM
السلام عليكم ..
هل يمكن أن تفيدنا أخي الفاضل بمراجع عن المبهمات في القرآن لبحث جامعي؟
وهل نجد على الشبكة شيئا من ذلك ؟
_____________
حاشية:
اللون الأحمر الصارخ غير مريح للقراءة ومتعب جداً خاصة مع الكتابة المطولة،
لعلك تستبدله مستقبلاً بلون مطفي، أو أزرق هاديء .. أو أخضر ..
وجزاك الله خيراً ..
---
(1/1688)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقدمة المشاركات العلمية لفضيلة الشيخ / خالد السبت في ملتقى أهل التفسير
---
مقدمة المشاركات العلمية لفضيلة الشيخ / خالد السبت في ملتقى أهل التفسير
---
أبو معاذ البخيت
01-11-2004, 09:58 PM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المبعوث بالخير والبركات، نبينا محمد وعلى آله وصحبه السابقين بالخيرات.. وبعد :
فقد شرفني فضيلة شيخنا.. الشيخ / خالد بن عثمان السبت رفع الله درجته، وأعلى منزلته في الدنيا والآخرة ، حين وكل إلي العناية بإخراج بعض ما قدمه من الدروس العلمية المتعلقة بالقرآن وعلومه تمهيداً لنشرها في هذا الموقع المبارك ، وقد أرسل إلي فضيلته هذه الرسالة لتكون بمثابة المقدمة بين يدي تلك المواضيع فجعلتها في موضوع مستقل ، وسأتبعهاـ إن شاء الله ـ بالحلقة الأولى من المهمات سائلاً الله تعالى أن ييسر إنجاز باقي الحلقات على الوجه الأمثل .. إنه سميع قريب ..
وإني لآمل من الأخوة الكرام ألا يبخلوا بإسداء أي نصح و توجيه في كل ما من شأنه تحقيق الفائدة والنفع بهذه الدروس وغيرها ..
والآن أدعكم مع نص مقدمته حفظه الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:(1/1689)
فإن من تيسير الله تبارك وتعالى أن هيأ الأسباب المعينة في التعلم حتى عدت قريبة لكل أحد حتى أولئك الذين يعيشون في بلاد لا يوجد فيها درس واحد في علوم الشريعة، فصار الآن بمقدورهم حضور الدروس العلمية وهم في بيوتهم ، كما يستطيعون استدراك ما فاتهم عبر ما يسجل من تلك المجالس، وذلك عبر هذه الشبكة بواسطة مواقع علمية ودعوية في غاية النفع، كهذا الموقع المتميز بمادته العلمية المنضبطة مع التزام آداب البحث والمحاورة والمذاكرة بعيداً عن الانفعالات والمزايدات، وهذا كله من توفيق الله تعالى ولطفه، ثم ما هيأه من قيام نخبة من أهل العلم على هذا الموقع، مع ما نعلمه جميعاً من أثر القرآن على المشتغلين به من غلبة السكينة عليهم، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ولما كان الموقع بهذه المثابة كان لزاما على المشتغلين بالعلوم القرآنية عمارة موقعهم هذا حسب طاقتهم كل بحسبه، وقد شرفني المشايخ الفضلاء من القائمين على الموقع برغبتهم في التواصل العلمي؛ فرأيت أن أبتدئ المشاركة بعرض جملة من الدروس العلمية في التفسير وأصوله وعلوم القرآن، وستكون البداية ـ إن شاء الله ـ في ذكر المهمات في علوم القرآن، وهي عبارة عن مجموعة من الدروس قدمتها في صيف سنة 1423هـ في جامع الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في حي الدانة بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، كما قدمت المجموعة الأخرى منها وهي المتعلقة بالتفسير العلمي، والإعجاز العلمي، وما يسمى بالإعجاز العددي في صيف سنة 1424هـ في جامع سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ بمدينة الدمام .
وختاماً أشكر جميع إخواني القائمين على هذا الموقع والمشاركين فيه ، كما أشكر [الأخ] سعد البخيت على جهوده في إخراج هذه الدروس بهذه الصورة وأسأل الله للجميع الهدى والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه : خالد بن عثمان السبت(1/1690)
12/ 11 / 1424هـ
---
أبو معاذ البخيت
01-11-2004, 10:12 PM
للرفع
---
عبدالرحمن الشهري
01-11-2004, 10:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وجزاكم الله خيراً أخي الكريم الشيخ خالد السبت وأخي الكريم الشيخ سعد البخيت على هذه المشاركة التي هي مقدمة بين يدي مشاركات قادمة. والأمر كما تفضل الدكتور خالد السبت بأن ملتقى أهل التفسير يجب أن يكون عامراً بما ينفع طلاب العلم والمسلمين ، خالياً من كل ما يعكر صفو العلم والأدب، حريصاً على نقاء العبارة ، وصفاء الأسلوب بقدر الوسع والطاقة.
نسأل الله أن يعيننا جميعاً على طاعته والعمل الخاص لوجهه الكريم.
---
محمد بن يوسف
01-25-2004, 01:35 AM
مشايخنا الكرام -حفظهم الله تعالى-
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وجزاكم الله خيرًا على مجهوداتكم العظيمة.
وبعد؛ فهل من ترجمة لفضيلة الشيخ (خالد بن عثمان السبت)؟!
[وإن ترجم له أحد الإخوة؛ فالرجاء من شيوخنا المُشرفين نقل المُشاركة إلى موضوع مستقل؛ ليستفيد منه أكبر عدد من الإخوة الزوار].
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
محمد بن يوسف
01-31-2004, 11:16 PM
هل من مجيب؟! يرحمكم الله.
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2004, 02:13 AM
أخي الكريم محمد بن يوسف وفقه الله لكل خير وقد فعل
لقد طلبت من أخي الكريم سعد البخيت - بصفته من الطلاب المقربين من الشيخ خالد السبت - أن يكتب لنا ترجمة للشيخ ، فوعدني بذلك ولكنه قال بعد الحج ، فقلت : على بركة الله ! بعد الحج ..بعد الحج .
فلعلك أخي الكريم تمهلنا حتى يضع لنا ترجمة مفيدة ، وأما الذي أعرفه عن الشيخ خالد بن عثمان السبت وفقه الله ، فهو أنه رئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بمدينة الدمام في السعودية ، وله من المصنفات المطبوعة :
- رسالته للماجستير بعنوان (كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم) ، وهو مطبوع في مجلدين.(1/1691)
- رسالته للدكتوراه بعنوان :(قواعد التفسير) وهو كذلك في مجلدين.
- تحقيق كتاب (القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن) للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. ذكر أنه قابله على نسختين بخط المؤلف ، وطبعته دار ابن الجوزي بالدمام.
وله عدد كبير من الدروس العلمية المسجلة وفقه الله ، وقد انتفعنا بها كثيراً ولا زلنا ننتظر منه الكثير وفقه الله ، وأحسبه إن شاء الله في ذروة نشاطه العلمي ، سدده الله وبارك فيه. ويمكنك الاستماع إلى بعض دروسه في موقع طريق الإسلام على هذا الرابط (http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=339) وهي تبلغ 102 مادة صوتية مسجلة ما بين دروس علمية ، ومحاضرات متفرقة . جزاه الله خيراً ونفع بعلمه. آمين. وليس هذا بمغنٍ لنا عن كتابة ترجمة مفصلة له وفقه الله يكتبها أحد طلابه إن شاء الله.
---
أبو معاذ البخيت
03-19-2004, 05:32 PM
أخي الكريم محمد يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:(1/1692)
اعلم أخي ـ وفقك الله ـ أن تأخري في الرد على طلبك لترجمة شيخناالشيخ خالد؛ ليس إهمالاً للموضوع ؛ بل الموضوع يراودني منذ فترة ليست بالقصيرة ، وقد ألح على خاطري لما وضعت الحلقة الأولى من المهمات، وعلمت أن هذا السؤال لابد أن يرد ، ولكن معلوماتي عن حياة الشيخ العلمية في مرحلة التأسيس ، وفترة بقائه في المدينة شحيحة جداً، والشيخ معروف بشدة ابتعاده عن الحديث عن نفسه ، وفيه تواضع شديد فهو لا يرى نفسه شيئاً ـ أسأل الله أن يرفع درجته ـ ، ولذا حاولت أن أجمع ما استطعتعن هذه المرحلة من حياة شيخنا؛ ممن زامل الشيخ ورافقه ، أو لازم الشيخ ملازمة خاصة من طلابه، وقد جمعت معلومات لابأس بها ولله الحمد ، ولعلها ترى النور قريباً إن شاء الله، ووالله إني لفي شوق شديد لإخراجها لأعرف الإخوان بهذا العالم الفاضل، وهذا شيء من حقه علي.. فأسأل الله أن تراها قريباً على صفحات هذا الملتقى المبارك ، ولا يفوتني هنا أن أشكر لك مشاركاتك الجادة التي تتحفنا بها، سائلاً الله لي ولك ولشيخنا الشيخ عبدالرحمن الشهري ـ المشرف على هذا الملتقى المبارك ـ ولجميع مشايخنا وإخواننا المشاركين في الملتقى التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة .. آمين
---
أبو معاذ البخيت
04-19-2004, 09:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه لمحة موجزة جداً عن المسيرة العلمية لفضيلة شيخنا / الشيخ : خالد السبت ـ حفظه الله ـ كتبتها تلبية لطلب كثير من الأخوة في الملتقى وغيره، ممن لا يعرف فضيلته وأحب أن يتعرف عليه ، وقد اجتهدت ما استطعت في كبح جماح القلم عن كثير مما أعرف؛ احتراماً لما أعلمه عن شيخنا من عدم رضاه بالمدح، والإطراء ، بل وغضبه من ذلك ، سائلاً الله أن يبارك في هذه الكلمات وأن يمد في عمر شيخنا على طاعته ورضاه.. آمين . فأقول :(1/1693)
هو شيخنا الشيخ/ خالد بن عثمان بن علي السبت، من مواليد منطقة الزلفي، عام 1384 هـ ، ثم انتقل مع والديه إلى منطقة الدمام، ودرس بها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد تخرجه من الثانوية العامة توجه للرياض وهو في شوق شديد لتحصيل العلم، خاصة على سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فالتحق بقسم السنة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وممن درسه من المشايخ المشهورين؛ فضيلة الشيخ/ عبد الكريم الخضير حقظه الله ، ولكن لم يطل مكث الشيخ بالرياض نظراً لبعض الظروف ، فانتقل إلى الأحساء، وكان جل وقته يقضيه في القراءة والتحصيل الشخصي ، واعتنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله عناية بالغة، بالإضافة إلى عنايته بسماع الأشرطة العلمية المتيسرة في ذلك الوقت، ثم عاد بعد تخرجه إلى الدمام؛ فدرَّس سنتين في ثانوية الشاطئ ، واستمر على طريقته في تكوين نفسه علمياً ـ نظراً لفقر المنطقة في ذلك الوقت من العلماء البارزين ـ وكانت عنايته في هذه الفترة منصبة على شروح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، كما أنه درَّسَ عدداً من المتون العلمية كعمدة الأحكام، وغيرها من متون العقيدة لمجموعة من الطلبة في ذلك الوقت ، حتى أذن الله بانتقاله إلى المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، فكانت هذه النقلة مرحلة جديدة ومكثفة في تحصيل شيخنا ودراسته على المشايخ، فاعتنى بدراسة علم أصول الفقه فقرأ على الشيخ/ أحمد عبد الوهاب عددا من المتون في أصول الفقه كمتن الورقات، ومتن المراقي ، ثم قرأ شرح البنود على المراقي كاملاً ، ثم نثر الورود كاملاً، والمواضع الناقصة منه استكملها من شرح الولاتي ، وقرأ عليه الموافقات للشاطبي حتى أنهاه، ،وقرأ أيضا على الشيخ/ عمر عبدالعزيز في الأصول، وفي مناهج الأصوليين وطريقتهم في التأليف، كما اعتنى الشيخ بعلم اللغة والنحو فقرأ على الشيخ/ عبد الرحمن(1/1694)
أبو عوف الآجرومية، وشذور الذهب، وقطر الندى، وشرح ابن عقيل، وشرح عبد العزيز فاخر على الألفية ، كما قرأ الألفية كاملة مفرقة على أكثر من شيخ ، ومنهم الشيخ غالي الشنقيطي، والشيخ / محمد الأغاثة الشنقيطي، كما قرأ في الأدب كتاب روضة العقلاء ، وكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة كاملاً على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف أيضاً، وقرأ على الشيخ/ أحمد الخراط عددا من الكتب، بالإضافة إلى قراءات في كتاب الكامل للمبرد، وكان الشيخ يعجبه في هذا المجلس جمعه لعدد من العلوم كالنحو ، والقواعد الإملائية والإعرابية ، والأدب وغيرها ، وقرأ على الشيخ / حمدو الشنقيطي؛ ومما قرأ عليه شرح قصيدة بانت سعاد، كماقرأ ـ شيخنا ـ في الفقه أشياء على الشيخ/ علي بن سعيد الغامدي ، والشيخ/ فيحان المطيري ، وقرأ في المصطلح على الشيخ / محمد مطر الزهراني في نزهة النظر، ومن المشايخ الذين يجلهم الشيخ كثيراًَ ويكثر من ذكر أخبارهم، ويذكر أن مجالسه وأحاديثه كانت عامرة بالفوائد والفرائد في العلم والأدب؛ فضيلة الشيخ/ عبد العزيز قارئ وهو الذي أشرف على رسالتي الشيخ في الماجستير والدكتوراه، وقد قرأ عليه مواضع من الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن للزركشي، كما قرأ على الشيخ/ علي عباس الحكمي، بالإضافة على عدد آخر من الشيوخ ، وكانت قراءته عليهم لا تنقطع طوال الأسبوع حتى في يوم الجمعة، حتى إن زملاءه في الدراسات العليا كانوا يتعجبون من جمعه بين هذا الكم من الدروس ، واعتنائه برسالته العلمية ، وسائر أعماله الأخرى، وكان الشيخ يستغل الإجازات ليرحل إلى فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ليقرأ عليه ، فقرأ من مختصر التحرير في الأصول ، ومواضع من صحيح البخاري، وأشياء من قواعد ابن رجب رحمه الله، إضافة إلى ذلك فقد كان معتنياً عناية شخصية فائقة بعلم التوحيد والعقيدة وأصول الدين ،وقد استمر الشيخ على هذه الحال من العناية البالغة بالتحصيل(1/1695)
مع نهم الشديد في القراءة والطلب، وقد وهبه الله جلداً عظيماً قل نظيره، حتى عرفه علماء المدينة ومشايخها وطلبة العلم فيها؛ سواء من أهل البلد أو غيرهم من الوافدين من طلاب الجامعة، فلم ألق أحداً من فضلاء المشايخ في المدينة؛ أو غيرها ممن عرف الشيخ وجالسه؛ إلا وهو يثني على الشيخ ويجله ويحفظ له قدره، وقد جمع الشيخ ـ رفع الله درجته ـ بالإضافة إلى عنايته البالغة بالعلم تحصيلاً وتدريساً، اهتماماً بالدعوة إلى الله في المدينة وخارجها من مناطق المملكة ،وبلدان العالم الإسلامي فقد رحل الشيخ إلى أندونيسيا مراراً وإلى غيرها من البلدان ليقيم الدورات العلمية هناك .(1/1696)
وقد بدأ الشيخ حفظه الله دروسه الرسمية المعلنة في منطقة الدمام عام 1413 هـ فدرَّس متن الورقات ، ونظمه ، وقواعد الأصول ومعاقد الفصول، وأشياء من روضة الناظر في أصول الفقه ، وشَرَح الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات ، والواسطية وغيرها ، كما شَرَح كتاب التوحيد على مدى ثلاث سنوات في الإجازات الصيفية فقط. ثم توقفت الدروس فترة لبعض الأسباب؛ حتى يسر الله عودة الشيخ إلى الدمام أستاذاً في كلية المعلمين ثم عميداً لكلية الدراسات القرآنية في عام 1418هـ ، وبدأ نشاط الشيخ العلمي يظهر في المنطقة بشكل ملحوظ؛ فأقام عدداً من الدروس العامة في مسجده ـ مسجد القاضي بحي المريكبات ـ ومن تلك الدروس : شرح مراقي السعود ، وشرح صحيح الإمام مسلم ، وشرح عمدة الفقه ، والتعليق على التفسير الميسر ، بالإضافة لدرس التفسير العام الذي ابتدأ فيه الشيخ من أول القرآن ، وهو يسير فيه على نفس الإمام الشنقيطي رحمه الله ـ وللشيخ عناية خاصة بعلم هذا الحبر العلامة رحمه الله ـ ، كما شرح الشيخ مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلق على فتح المجيد كاملا، وكذلك اقتضاء الصراط المستقيم ،وشَرَح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين، إضافة لعدد من الدورات العلمية التي أقامها؛ كالمهمات في علوم القرآن ، وشرح رسالة الشيخ ابن سعدي في القواعد الفقهية، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات العامة التي يلقيها في منطقة الدمام وما حولها ومن أبرزها محاضرات في أعمال القلوب أنصح جميع الأخوة بالحرص عليها.
وأما نتاج الشيخ العلمي فمن أبرزه ما يلي :
رسالة كبيرة بعنوان: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
و (كتب مناهل العرفان دراسة وتقويم) ـ وهي رسالة الماجستير ـ
و (قواعد التفسير ) ـ وهي رسالة الدكتوراه ـ
وتحقيق كتاب ( القواعد الحسان )لابن سعدي رحمه الله.
وتحقيق كتاب (نور البصائر )، وهو متن صغير في الفقه؛ لمبتدئي الطلبة ألفه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.(1/1697)
و كتاب ( العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير )، وقد بذل فيه الشيخ جهدا مضنياً جداً ؛ أسأل الله أن يدخر له أجره يوم يلقاه،وأن يجمعنا وإياه والإمام الشنقيطي في أعلى الدرجات عنده مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. آمين
والشيخ حفظه الله ميزه الله بهمة وقادة ، ونفس طموحة ، مع ورع نادر ،وأخذ للنفس بالعزيمة والجد، يحلي ذلك كله دماثة في الخلق ، وطيب في المعشر، مع صلة قوية بالله يظهر أثرها في سمته وسيماه ، ولكلامه صولة على قلب مستمعه بحيث لا يكاد يشك سامعه في صدقه ونصحه، مع هضم عظيم للنفس ، واحتقار للعمل ، وكم من مرة سألته عن اختياره ، فقال لي : "مثلي لا يكون له اختيار"، هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً ، ومثلي أقل من أن يزكي الشيخ ،وإنما هو اعتراف ببعض فضله، وشيء من القيام بحقه، والله يتولانا ويتولاه في الدنيا والآخرة .. إنه سميع قريب.
تنبيهات:
كثير من هذه المعلومات عن الشيخ؛ استفدتها من الأخ الشيخ/ محمد النعيمي وهو من أخص تلاميذ الشيخ؛ فجزاه الله خيراً على ما أمدني به من معلومات.
كما اقتصرت في هذه الترجمة الموجزة على الخطوط العريضة في المسيرة العلمية لشيخنا حفظه الله، وكبحت جماح القلم عن كثير مما أعرف مراعاة لما أعلمه من عدم رغبة الشيخ في ذكر ذلك.. سائلاً الله تعالى أن يمن على شيخنا بالزيادة في العلم والعمل والقبول وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ، وإيانا وسائر العلماء وطلبة العلم الربانيين إنه خير مسؤول وهو مولانا ونعم النصير . والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
---
د. هشام عزمي
02-24-2005, 04:02 AM
بارك الله فيكم لتفريغكم دروس فضيلة الشيخ خالد السبت حفظه الله :
الحلقة الأولى (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1274) .
الحلقة الثانية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1520) .(1/1698)
الحلقة الثالثة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1728) .
الحلقة الرابعة (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2049) .
و ما زالت هناك حلقات أخرى نود لو تمكنتم من تفريغها بارك الله فيكم و في فضيلة الشيخ خالد السبت حفظه الله و وفقه و نفع به .
---
خالد العمري
02-25-2005, 05:23 PM
سلسلة أعمال القلوب للشيخ خالد السبت حفظه الله تعالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12549&highlight=%C3%DA%E3%C7%E1+%C7%E1%DE%E1%E6%C8
---
(1/1699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عدة الصابرين لابن القيم كتاب الكتروني رائع
---
عدة الصابرين لابن القيم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
08-24-2006, 01:58 PM
عدة الصابرين لابن القيم كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
عدّة الصَّابرين وذخيرَة الشّاكرين
للعَلامَة ابْن قيّم الجوزيّة
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج583كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/d7bc6a2e8e.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/83216e08eb.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/d309ce8056.jpg
روابط التنزيل
http://aupload.net/ajt4qupyirc1hbl78e0dmn5z9.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=281372
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1700)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي فتاوى العلماء في المقامات؟
---
ما هي فتاوى العلماء في المقامات؟
---
أبو يعقوب
02-11-2005, 10:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي فتاوى العلماء في المقامات؟
وهل يجوز الاستماع لقارئ يقرأ بالمقامات؟
نرجو الإجابة من طلاب العلم والعلماء
وجزاكم الله كل خير
---
أبومحمد
02-13-2005, 03:49 AM(1/1701)
تحية طيبة أخي الحبيب : ما سألت عنه من القراءة بالمقامات فهو مايعرف بمسألة القراءة بالألحان أو بالأنغام وهي مسألة مشهورة عند أهل العلم وفي حقيقة الأمر أنا ممن اهتم بهذه المسألة نظرياً وتطبيقياً ، وأحسن من تكلم فيها برأيي هو الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (8 / 698) ومابعدها عند حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن} في كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن ، حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر أقوال أهل العلم وسرد الخلاف في المسألة : (( والذي يتحصّل من الأدلة أن حُسنَ الصوت بالقرآن مطلوب ، فإن لم يكن حَسَناً فليُحَسِّنْه ما استطاع كما قال ابن أبي مُليكةَ أحدُ رواة الحديث ، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح . ومن جملة تحسينه أن يراعيَ فيه قوانينَ النغَم فإن الحَسَنَ الصوتِ يزداد بذلك حُسْناً ، وإن خرج عنها أثَّرَ ذلك في حُسْنِه ، وغيرُ الحَسَنِ ربما انجبر بمراعاتها مالم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات ، فإن خرج عنها لم يَفِ تحسينُ الصوت بقُبْح الأداء ، ولعل هذا مستندُ من كَرِه القراء ةَ بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لايراعيَ الأداءَ ، فإن وُجِدَ من يراعيهما معاً فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم )) هـ فهذه خلاصة الكلام في المسألة في نظري وإلا فالكلام عليها ونقل أقوال أهل العلم فيها والنظر في أدلتهم والترجيح بينها يستوعب وينتظم بحثاً طويلاً فأنت ترى أن شرط الجواز مراعاة الأداء وعدم الإخلال بالتجويد فإن أخل به حرم إجماعاً كما نقله الإمام النووي في التبيان ص : 105 ( فمحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه ) فتح الباري لابن حجر (8 / 702) والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب،،،،،،
---
أبوخطاب العوضي(1/1702)
02-13-2005, 08:40 AM
تفضل أخي الكريم لعل هذا الرابط يفيدك
http://www.ahlalquran.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1661&highlight=%C7%E1%E3%DE%C7%E3%C7%CA
---
عبدالرحمن الشهري
02-13-2005, 10:47 AM
سبق نقاش المسألة في الملتقى في عدة مشاركات يمكن البحث عنها بكلمة (مقامات)
منها :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=426
---
أبو يعقوب
02-15-2005, 09:16 PM
أشكر أخي أبو محمد
وأبو خطاب العوضي
وعبدالرحمن الشهري
على ردودهم ومشاركتهم
وجزاكم الله كل خير
وبالنسبة للرابط الذي وضعه أبو خطاب العوضي فإنه عندما يفتح تظهر لي هذه الرسالة
رسالة إداريةلا يوجد thread محدد . إذا كنت قد اتبعت رابط صحيح , فضلاً قم بإبلاغ المشرف العام (webmaster@ahlalquran.com)
وبودي أن أرى مشاركات الأعضاء الآخرين وآراءهم
وهل هناك فتوى لأعضاء هيئة كبار العلماء أو أحدهم بشأن هذا الموضوع ؟
---
أبو يعقوب
02-17-2005, 08:08 PM
ننتظر منكم الرد
---
أبو يعقوب
02-21-2005, 08:01 PM
يرفع
وجزاكم الله خيرا
---
أبو يعقوب
02-28-2005, 10:13 PM
؟؟؟؟؟؟؟
---
ابواحمد
03-02-2005, 06:55 AM
ماذا يقول سماحتكم في قارئ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخوذة منها أفيدونا بذلك جزاكم الله خيرا ؟
ج : لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنيين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، فيقرأه مرتلا متحزنا متخشعا حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك . أما أن يقرأه على صفة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز .
المرجع :مجموع الفتاوى لابن باز 9/290
---
أبو يعقوب
03-03-2005, 04:35 PM
جزاك الله كل خير يا أبو أحمد
وأسأل الله أن يثيبك على عملك
---
(1/1703)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوة لحضور لقاء القمة مع المرشد العام للأخوان المسلمين
---
دعوة لحضور لقاء القمة مع المرشد العام للأخوان المسلمين
---
hedaya
03-05-2005, 05:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتشرف غرفة سرايا الدعوة :
Saraya Al_Da3wah q_I_II
نطاق : الشرق الاوسط
بدعوتكم لحضور لقاء القمة مع:
المرشد العام للأخوان المسلمين
السيد: " محمد مهدي عاكف "
و الاخوة :
الدكتور: عصام العريان
والدكتور: ابراهيم الزعفرانى
والمهندس : على عبد الفتاح
وذلك يوم الثلاثاء الموافق 8/3/2005
في تمام الساعة العاشرة والنصف بتوقيت مكة المكرمة
فكونوا معنا ...
حضوركم دعم وتشريف ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوانكم /سرايا الدعوة
فرقة البال تاك
Saraya Al_Da3wah q_I_II
موقع الملتقى
http://www.al-multaqa.net/vb/
---
(1/1704)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المؤتمر الأول لجمعية المحافظة على القرآن الكريم (الأردن) تحت عنوان "نحو جيل قرآني"
---
المؤتمر الأول لجمعية المحافظة على القرآن الكريم (الأردن) تحت عنوان "نحو جيل قرآني"
---
إبراهيم الجوريشي
04-17-2006, 02:19 AM
تحت عنوان "نحو جيل قرآني"، جمعية المحافظة على القرآن الكريم تعقد مؤتمرها الأول في الفترة من 9-10/8/2006 م.
محاور المؤتمر
المحور الأول : (معالم الجيل القرآني الأول) وفيه المحاور التفصيلية التالية:
تأثر الجيل الأول بالقرآن الكريم.
جهود السابقين في خدمة القرآن الكريم.
نماذج من الجيل القرآني الأول.
المحور الثاني: (حاجة الأمة إلى جيل القرآني) وفيه المحاور التفصيلية التالية:
مواصفات حملة القرآن.
خطورة غياب أهل القرآن عن الأمة.
الدور الريادي لحملة القرآن في نهضة الأمة.
المحور الثالث: (تجربة المؤسسات القرآنية المعاصرة في إعداد الجيل القرآني / الأساليب، الوسائل، الإبداعات... ).
المحور الرابع: (معوقات إعداد الجيل القرآني والحلول المقترحة) وفيه المحاور التفصيلية التالية:
ما يتعلق بالمعلم.
ما يتعلق بالطالب.
ما يتعلق بالمنهاج.
ما يتعلق بالمجتمع.
معوقات خارجية.
***شروط المشاركة في المؤتمر***
أن يكون البحث المقدم أصيلاً.
أن لا يزيد البحث عن (25 صفحة) بخط (Traditional 16, Space 1.5).
الالتزام بالمنهجية العلمية.
يرسل المشارك ملخصاً لا يقل عن (300) كلمة مع ملخص عن السيرة الذاتية على البريد الإلكتروني للجمعية ( hoffaz@ hoffaz.org ).
تسلم الملخصات في موعد أقصاه (10/5/2006م).
تسلم الأبحاث في موعد أقصاه (5/7/2006م).
يعلم أصحاب البحوث المقبولة بقبول أبحاثهم في موعد أقصاه (15/7/2006م).
ملاحظة: تتكفل الجمعية بتأمين تكاليف الإقامة كاملة لمدة ثلاثة أيام دون تحمل أية نفقات متعلقة بالسفر.(1/1705)
http://www.hoffaz.org/NEWS/NEWS2006/NEWS4.HTM#n2
---
د.عبد الله الجيوسي
04-20-2006, 03:54 PM
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
---
(1/1706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > القواعد العلمية في النقد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
---
القواعد العلمية في النقد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
---
أبو مهند النجدي
10-07-2006, 02:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (12)
القواعد العلمية في النقد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
بقلم : عبدالله بن محمد الحيالي
---
(1/1707)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مكتبة في التفسير و علوم القرآن
---
مكتبة في التفسير و علوم القرآن
---
الطيب وشنان
09-07-2006, 06:20 PM
مكتبة في التفسير و علوم القرآن
على موقع المكتبة الوقفية
و تضم - الى حدود اليوم - الكتب الآتية :
المعجم الموضوعى لآيات القرآن الكريم
صبحي عبد الرؤف عصر
روائع البيان تفسير آيات الأحكام
محمد علي الصابوني
تفسير الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري
بدائع الفوائد
ابن القيم
تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء
ابن تيمية
الدر المنثور في التفسير بالمأثور
السيوطي
الإيقاظ لتذكير الحفاظ بالآيات المتشابهة الألفاظ
جمال عبد الرحمن
منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير
فهد الرومي
قواعد الترجيح عند المفسرين
حسين بن علي بن حسين الحربي
النجوم الطوالع علي الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع
إبراهيم المارغني
زاد المسير في علم التفسير
ابن الجوزي
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
البقاعي
تفسير ابن كثير
ابن كثير
مصحف التجويد الملون
تنزيل من حكيم حميد
العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير
خالد السبت
تفسير القاضي البيضاوي وعليها حاشية شيخ زاده - نسخة نادرة
البيضاوي
تفسير المعوذتين
ابن القيم
أحكام قراءة القرآن الكريم
محمود خليل الحصري
البيان في أحكام تجويد القرآن
حسام الدين سليم الكيلاني
البرهان في تجويد القرآن ويليه رسالة في فضائل القرآن
محمد قمحاوي
التفسير اللغوي للقرآن الكريم
مساعد الطيار
قواعد التفسير جمعا ودراسة
خالد السبت
دلائل الاعجاز
عبد القاهر الجرجاني
علم التفسير
محمد حسين الذهبي
عون الرحمن في حفظ القرآن
أبو ذر القلموني
نظرية النسخ في الشرائع السماوية
شعبان محمد إسماعيل
نزول القرآن على سبعة أحرف
مناع القطان
الواضح في أحكام التجويد(1/1708)
محمد عصام مفلح القضاة
رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة
شعبان محمد إسماعيل
الناسخ والمنسوخ
أبو المنصور عبد القاهر البغدادي
الملخص المفيد في علم التجويد
محمد معبد
أسلوب الالتفات في البلاغة القرآنية
حسن طبل
أسرار التكرار في القرآن، المسمى: البرهان في توجيه متشابه القرآن
محمد بن حمزة الكرماني
دليل الحيران لحفظ القرآن
مزاحم طالب العاني
بحوث في أصول التفسير ومناهجه
فهد الرومي
الإسرائيليات في التفسير والحديث
محمد حسين الذهبي
مباحث في علوم القرآن
مناع القطان
الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
محمد أبو شهبة
التفسير والمفسرون
محمد حسين الذهب
رابط الصفحة :
http://s171537227.onlinehome.us/list.php?cat=11
جزى الله أهل المكتبة الوقفية خيرا .
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:37 PM
وفقكم الله لما يحبه و يرضاه و زادكم الله من فضله و بارك الله في جهودكم و زادكم الله حرصا على حرص .............
---
نورة
09-17-2006, 06:59 PM
وفقكم الله لما يحبه و يرضاه و زادكم الله من فضله و بارك الله في جهودكم و زادكم الله حرصا على حرص .............
---
سامي العتيبي
09-17-2006, 08:30 PM
بارك الله فيكم ووفقكم للخير والصواب والحق
---
(1/1709)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طبيعة الاختلاف بين القراء العشرة - رسالة ماجستير للتحميل
---
طبيعة الاختلاف بين القراء العشرة - رسالة ماجستير للتحميل
---
أيمن صالح شعبان
03-03-2007, 07:44 AM
السلام عليكم إخواني الأفاضل وقفت على هذه الرسالة المعنونة بـ:
طبيعة الاختلاف بين القراء العشرة
وبيان ما انفرد بقراءته كل منهم
" من خلال إعراب القرآن وتفسيره"
رسالة جامعية من درجة التخصص العالي ( ماجستير )
للأخ الأستاذ
كوليبالي سيكو
من جمهورية ساحل العاج ( كوت ديفوار)
رابط التحميل (http://www.zawiah.com/kitab/al_ikhtilaf%20alqurra.doc )
---
ابو مريم الجزائري
04-13-2007, 01:42 AM
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا و نفع بك
---
(1/1710)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الوعظ بالقرآن عند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
الوعظ بالقرآن عند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
---
أحمد البريدي
09-16-2006, 10:05 PM
القرآنُ الكريم مَوعظةٌ كما سَمّاهُ الله تعالى بِقَوْلِهِ :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}(يونس:57) ، قالَ الشوكانيُّ رحمه الله في تفسير هذه الآيةِ :"{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ } يَعْنِي القرآن فيهِ ما يتَّعِظُ به مَن قرأهُ وعَرَفَ مَعناهُ ، والوَعْظُ في الأصلِ : هو التذكير بالعواقبِ سواء بالترغيبِ أو الترهيب، والواعظُ هو كالطبيبِ يَنهَى المريضَ عَمَّا يَضُرُّه ".( )
ولقد اهْتمَّ الشيخُ رحمه الله بهذا الجانبِ ، فتجدهُ يُذَكِّرُ بالقرآنِ ويَعِظُ بآياتهِ ، وسأذكرُ مِن الأمثلةِ ما يَدُلُّ على ذلك .
عند تفسيره لقوله تعالى :{وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}(البقرة: من الآية66)
ذكرَ مِن فوائدها :" أنّ المواعظَ قِسمَان : كَوْنِيَّةٌ ، وشَرْعِيَّةٌ ؛ فالموعظةُ هنا كَونِيَّةٌ قَدَرِيَّةٌ ؛ لأنّ الله أحلَّ بهم العقوبةَ التي تكونُ نكالاً لما بينَ يديها ، وما خلفها ، وموعظةً للمتقينَ ؛ وأمّا الشرعيةُ فمثلُ قولهِ تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ }(يونس:من الآية57) ؛ والمواعظُ الكونيةُ أشَدُّ تأثيراً لأصحابِ القلوبِ القاسيةِ ؛ أما المواعظُ الشرعيةُ فَهِيَ أعظمُ تأثيراً في قلوبِ العارفينَ بالله الليِّنةِ قلوبهم ؛ لأنّ انتفاعَ المؤمنِ بالشرائعِ أعظمُ مِن انتفاعهِ بالمقْدُورَات .(1/1711)
ومن فوائدِ الآيتين : أنّ الذينَ ينتفعونَ بالمواعظِ هم المتقونَ ؛ وأمّا غير المتَّقِي فإنّه لا ينتفعُ لا بالمواعظِ الكونيةِ ، ولا بالمواعظِ الشرعيةِ ؛قد ينتفعُ بالمواعظِ الكونيةِ اضطرارًا ، وإكراهًا ؛ وقد لا ينتفع ؛ وقد يقولُ : هذهِ الأشياءُ ظَواهِرُ كونيةٌ طبيعيةٌ عاديةٌ ، كما قالَ تعالى : {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ}(الطور:44) ؛ وقد ينتفعُ ، ويَرجِعُ إلى الله تعالى ، كما قالَ تعالى : {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (العنكبوت:65) ، وقالَ تعالى :{وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} (لقمان:32) .
ومِن فوائدِ الآيتين : أنّ مِن فوائدِ التقوى - وما أكثر فوائدها - أنّ المتَّقِي يَتَّعِظُ بآياتِ الله - سبحانه وتعالى - الكونيّةِ والشرعيّة ".( )
فَبَيَّنَ فِيمَا سبقَ أقسامَ الموعظةِ ومَن ينتفعُ بها ، وأنّ الاتّعاظَ مِن ثمارِ التقوى .
وفي مَوضعٍ آخرَ بيّنَ أنّه ينبغي للواعظِ أنْ يجمعَ في وَعْظِهِ بينَ الترغيبِ والترهيب مُتَّبِعًا في ذلكَ طريقةَ القرآن .
فعند تفسيره لقوله تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ}(الزمر:من الآية23)(1/1712)
قال :" المثاني :أن يُقْرَنَ المعنى وما يُقابله ، فتأمّل الآياتِ الكريمةِ تجد أنّه إذا ذُكرت النار ذُكرت بعدها الجنّة ، وإذا ذُكر أهل النارِ ذُكر بعدهم أهل الجنّةِ ؛ وهكذا ، وذلكَ مِن أجْلِ أنْ لا يَمَلَّ السامعُ مِن مَوضوعٍ واحد ، ومِن أجْلِ أن ينتقلَ مِن تخويفٍ إلى ترغيب فينشطَ لفعلِ الواجباتِ ويحذرَ مِن فعلِ المحرّماتِ ، وهذا مِن أساليبِ البلاغةِ التَّامَّةِ ".( )
وذكرَ مِن فوائدِ الآيةِ :" أنّ القرآنَ قد بَلَغَ الغايةَ في البلاغةِ لِكَوْنِهِ يأتي مَثانِيَ ، ويتفرّعُ على هذه الفائدةِ أنّه ينبغي لِمَنْ تكلّمَ في مَوعظةِ الناسِ أنْ لا يأتي بالترغيبِ المُطْلَقِ ولا بالترهيبِ المُطْلَقِ ، وذلكَ لأنّه إذا أَتَى بالترغيبِ المُطْلَقِ حَمَلَهُمْ على الرَّجَاءِ فَتَهاونُوا ، وإذا أَتَى بالترهيبِ المُطْلَقِ حَمَلَهُمْ على اليَأْسِ فقنطوا مِن رحمةِ الله .
ومِن فوائد الآيةِ : أنّ المؤمنَ يتأثَّرُ بالقرآنِ ويقْشعرُّ مِنه جلدهُ ويخاف ، ثم بعد ذلكَ ترجعُ إليه الطمأنينةُ ولِينُ القلبِ ، ويتفرّعُ على هذه الفائدة أنّكَ إذا رأيتَ نفسكَ على غير هذه الحال فَاعْلَمْ أنّ إيمانكَ ضعيف ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}(البقرة:من الآية203)(1/1713)
ذكرَ مِن فوائدها :" قَرْنُ المواعظِ بالتخويف ؛ لقوله تعالى :{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}؛ لأنّ الإنسانَ إذا عَلِمَ أنّه سَيُحْشَرُ إلى الله - عز وجل - ، وأنّه سَيُجَازِيِهِ فإنّه سوفَ يَتَّقِي الله ، ويقومَ بما أوجبَ الله ، ويتركَ ما نَهَى الله عنهُ ؛وبهذا عَرفْنَا الحكمةَ مِن كَوْنِ الله- عز وجل - يَقْرِنُ الإيمانَ باليومِ الآخرِ في كثيرٍ مِن الآياتِ بالإيمانِ بالله دونَ بقيةِ الأركانِ التي يُؤْمَن بها ؛ وذلكَ لأنّ الإيمانَ باليومِ الآخرِ يَستَلزِمُ العملَ لذلكَ اليومِ ؛ وهو القيامُ بطاعةِ الله ورَسُولهِ ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى :{ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ}(يّس: من الآية11)
قال :" وقوله :{ بِالْغَيْبِ}قالَ المؤلِّفُ_ يعني جلال الدين المحلي _ ( ):" وَلَمْ يَرَهُ " كأنّهُ يُفسِّرُ أنّ المرادَ بالغيبِ: أنّهُ يَخشَى اللهَ مع غَيْبَةِ الله عنهُ ،فيكونُ " بالغَيْب " حَالاً مِن المخْشِي ، يعني يَخشَى اللهَ واللهُ غائبٌ عنه ، هذا أحدُ الوجهين ِفي الايةِ .(1/1714)
الوجه الثاني : يَخشَى اللهَ بالغيبِ ،أيْ يَخشَى اللهَ في حالِ الغَيْبَةِ عن الناسِ ، يخشى اللهَ في قلبهِ في عملٍ غائبٍ لا يغفل ، فيكونُ " بالغيب " حالاً مِن الخاشي ، يعني أنّ هذا الإنسانَ الذي أنذرته وانتفعَ بإنْذاركَ هو الذي اتّبعَ الذِّكْرَ وخشي الله بالغيبِ حالَ كَونهِ غائبًا عن الناسِ ، خشيَ اللهَ بالغيبِ أيْ بالعملِ الغائبِ ، وهذه هي الخشيةُ الحقيقيّةُ ؛ لأنّ خشيةَ الله تعالى في العلانيةِ قد يكونُ سببها مُراءاةُ الناسِ ، ويكون في هذه الخشيةِ شيءٌ مِن الشركِ ؛ لأنّه يُرائي بها ، ولكن إذا كانَ يخشى الله في مكانٍ لا يَطَّلِعُ عليه إلاّ الله فهذا هو الخاشي حقيقةً ، وكم مِن إنسانٍ عند الناسِ لا يفعلُ المعاصي ولكن فيما بينه وبينَ نفسهِ يتهاونُ بها ، فهذا خَشِيَ الناسَ في الحقيقةِ ولم يَخْشَ الله - عز وجل - ؛ لأنّ الذي يخشى الله لا بُدَّ أنْ يقومَ بقلبهِ تعظيمُ الله - سبحانه وتعالى - سواء بِحَضْرَةِ الناسِ ، أو بِغَيْبَةِ الناس ، أيضًا يخشى الله بالغيبِ أيْ بما غابَ عن الأبصارِ نظرًا ، وعن الأذن سمعًا ، وهو خشية ُالقلبِ ، وخشيةُ القلبِ أعظمُ مُلاحظةً مِن خشيةِ الجوارحِ؛ إذْ خشيةُ الجوارحِ بإمكانِ كُلِّ إنسانٍ أنْ يقومَ بها حتّى في بيتهِ، فَكُلُّ إنسانٍ يستطيع ُأنْ يُصلِّي ولا يتحرّك ، ينظرُ إلى مَوضعِ سجودهِ ، يرفعُ يديهِ في مَوضعِ الرفعِ ، يعني يستقيمُ استقامةً تامّةً في ظاهر الصلاةِ ، لكنّ القلبَ غافلٌ ؛ أمّا خشيةُ القلبِ فهي الأصلُ ،وهي التي يجبُ أنْ يُراقبها الإنسانُ ويحرصَ عليها حِرصًا تامًّا ، وهذا معنى قوله تعالى : { وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى :{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً} (الكهف:100) قالَ :" {وَعَرَضْنَا }أيْ عَرَضْناها لهم فتكونُ أَمَامَهُمْ - اللّهم أَجِرْنَا مِنها -.(1/1715)
{ جَهَنَّمَ }اسمٌ مِن أسماءِ النار .
{ عَرْضاً}يعني عَرْضًا عَظِيمًا ، ولذلكَ نُكِّرَ ، يعني : عَرْضًا عَظِيمًا تتساقطُ مِنه القلوبُ ، ومِن الحكمِ في إخبارِ الله بذلكَ أنْ يُصلحَ الإنسانُ ما بينهُ وبينَ اللهِ ، وأنْ يَخاف مِن هذا اليومِ ، وأنْ يستعدَّ لهُ ، وأنْ يُصوِّرَ نَفسهُ وكأنّه تَحْتَ قَدَمَيْهِ .
هذه نماذج مختصرة , القصد منها الإشارة , اسأل الله أن ينفعنا بالقرآن .
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:32 PM
جهد كبير تشكر عليه وإن شاء الله في ميزان حسناتك
---
عمر المقبل
09-17-2006, 10:50 PM
أشكر أخي الكريم د.أحمد على هذه الإطلالة الرائعة على هذا الموضوع المهم ،والذي ربما غفل عنه طالب علم القرآن في غمرة التفتيش في الأقوال ،والبحث عن الراجح منها ... حتى تضيع الثمرة الكبيرة ،وهي الاتعاظ بهذا القرآن العظيم .. وعوداً على ما ذكرتموه من عناية شيخنا ـ رحمه الله ـ فإن هذا الجانب في تفسيره للآيات وتعليقه عليها بيّن جداً في لقاء الباب المفتوح ـ وغالب رواده من العامة ـ ،والذي كان يستفتحه بالكلام على سور جزء عم (وهو المطبوع حالياً ) بلغة بسيطة يفهمها جل العامة ،وإليك هذان المثالان :
المثال الأول :
قال ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى (بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ ) [البروج : 21 ] :(1/1716)
(فمن تمسك بهذا القرآن العظيم فله المجد والكرامة والرفعة ؛ ولهذا ننصح أمتنا الإسلامية بادئين بأفراد شعوبها أن يتمسكوا بالقرآن العظيم ،ونوجه الدعوة ـ على وجه أوكد ـ إلى ولاة أمورها أن يتمسكوا بالقرآن العظيم ،وأن لا يغرهم البهرج المزخرف الذي يرد من الأمم الكافرة التي تضع القوانين المخالفة للشريعة ،المخالفة للعدل ،المخالفة لإصلاح الخلق ، ثم يضعوها موضع التنفيذ ، وينبذوا كتاب الله تعالى وسنة رسوله ج وراء ظهورهم ،فإن هذا ـ والله ـ سبب التأخر . ولا أظن أحداً يتصور أن أمة بهذا العدد الهائل تكون متأخرة هذا التأخر ! وكأنها إمارة في قرية بالنسبة للدول الكافرة ! لكن سبب ذلك ـ لا شك ـ معلوم ،وهو أننا تركنا ما به عزتنا وكرامتنا ،وهو التمسك بهذا القرآن العظيم ،وذهبنا نلهث وراء أنظمة بائدة فاسدة ،مخالفة للعدل ،مبينة على الظلم والجور ، فننحن نناشد ولاة أمور المسلمين جميعاً ،أناشدهم أن يتقوا الله - عز وجل - ، وأن يرجعوا رجوعاً حقيقياً إلى كتاب الله تعالى ،وسنة رسوله ج حتى يستتب لهم الأمن والاستقرار ،وتحصل لهم العزة والمجد والرفعة ،وتطيعهم شعوبهم ،ولا يكون في قلوب شعوبهم عليهم شيء ،وذلك لأن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله ما بينه وبين الناس ،فإذا كان ولاة الأمرو يريدون أن تذعن لهم الشعوب ،وأن يطيعوا الله فيهم ،فليطيعوا أولاً حتى تطيعهم أممهم ،وإلا فليس من المعقول أن يعصوا مالك الملك وهو الله - عز وجل - ،ثم يريدون أن تطيعهم شعوبهم ، هذا بعيد جداً ،بل كلما بعد القلب عن الله بعد الناس عن صاحبه ،وكلما قرب من الله قرب الناس منه ،فنسأل الله أن يعيد لهذه الأمة الإسلامية مجدها وكرامتها ،وأن يذل أعداء المسلمين في كل مكان ،وأن يكبتهم ،وأن يردهم على أعقابهم خائبين ،إنه على كل شيء قدير).
المثال الثاني :(1/1717)
قال ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى : (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (*) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (*)يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) [ سورة الفجر - الآيات : 21 - 24 ] .
(يُذكّر الله سبحانه وتعالى الناس بيوم القيامة (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) حتى لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا ، تدك الجبال ،فلا بناء ،ولا أشجار ،تمد الأرض كمد الأديم ،ويكون الناس عليها في مكان واحد ،يسمعهم الداعي ،وينفذهم البصر . في هذا اليوم (يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (*)يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) ولكن قد فات الأوان ؛ لأننا في الدنيا في مجال العمل ،وفي زمن المهلة ،فيمكن للإنسان أن يكتسب لمستقره ،كما قال مؤمن آل فرعون (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) [غافر : 39 ] فهي متاع يتمتع به الإنسان كما يتمتع المسافر بمتاع السفر حتى ينتهي سفره ،فهكذا الدنيا ،واعتبر ما يستقبل بما مضى . كل ما مضى كأنه ساعة من نهار ، كأننا الآن مخلوقون ،فكذلك ما يستقبل سوف يمر بنا سريعاً ويمضي بنا سريعاً ،وينتهي السفر إلى مكان آخر ليس مستقراً ،إلى الأجداث والقبور ،ومع هذا فإنها ليست محل استقرار ؛ لقول الله تعالى : (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (*) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) [ سورة التكاثر : 1 ، 2 ] ،وقد سمع أعرابيٌّ رجلاً يقرأ هذه الآية ،فقال : (والله ما الزائر بمقيم ! ولا بد من مفارقة لهذا المكان) وهذا استنباط قويٌّ ،وفهم جيد ،يؤيده الآيات الكثيرة الصريحة في ذلك ... (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) لم يذكر الجائي ،لكن قد(1/1718)
دلّت السنة أنه يؤتى بالنار تقاد بسبعين ألف زمام ،كل زمام منها يقوده سبعون ألف ملك ! وما أدراك ما قوة الملائكة ،قوة ليست كقوة البشر ،ولا كقوة الجن ،بل هي أعظم وأعظم بكثير ... وقيادة النار بهذا العدد الكثير دليل على أنها عظيمة . وهذه النار إذا رأت أهلها من مكان بعيد سمعوا لها تعظياً وزفيراً ،وليس زفيرها كزفير المعدات والطائرات ،بل هو زفير تنخلع منه القلوب ... ؛ فلهذا أنذرنا الله تعالى منها . فهذه ثلاثة أمور ،كلها إنذار : مجيء الرب جلّ جلاله ،صفوف الملائكة ،الإتيان بجهنم . (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) والمعنى : إذا جاء الله تعالى في يوم القيامة ،وجاءت الملائكة صفوفاً صفوفا ،وأحاطوا بالخلق ،وحصلت الأهوال والأفزاع ،يتذكر الإنسان أنه وعد بهذا اليوم ،وأنه أعلم به من قبل الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وأنذروا وخوّفوا ، ولكن من حقّت عليه كلمة العذاب فإنه لا يؤمن ولو جاءته كل آية ،حينئذٍ يتذكر ،لكن يقول الله - عز وجل - : (وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) .. (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) يتمنى أنه قدم لحياته ! وماهي حياته ؟ أهي حياة الدنيا ؟ لا والله ! فالحياة الدنيا انتهت وانقضت ،وليست الحياة الدنيا حياة في الواقع ،فهي هموم وأكدار ،كل صفو يعقبه كدر ،كل عافية يتبعها مرض ،كل اجتماع يعقبه تفرق ! أين الآباء ؟ أين الإخوان ؟ أين الأبناء ؟ أين الأزواج ؟ هل هذه حياة ؟! ... كل إنسان يتذكر أن مآله أحد أمرين : إما الموت ،وإما الهرم ! نحن نعرف أناساً كانوا شباباً في عنفوان الشباب ، فعُمّروا لكن رجعوا إلى أرذل العمر ، يرق لهم الإنسان إذا رآهم في حالة بؤس ، حتى وإن كان عندهم من الأموال ما عندهم ،وعندهم من الأهل ما عندهم ،لكنهم في حالة بؤس ... الحياة هي ما بينها الله تعالى في قوله : (وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ [ العنكبوت : 64] أي :(1/1719)
لهي الحياة التامة (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ... إذن على الإنسان أن يستعد قبل أن يقول : (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي).
وقد جمعت بعض مواعظ المفسرين ،وضعت منها الموعظة الأولى ،وستنزل البقية تباعاً ـ إن شاء الله ـ : http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6403
---
أحمد البريدي
09-22-2006, 01:33 PM
كلامك في محله أخي الكريم الدكتور عمر , والجوانب الوعظية بينة في تفسير الشيخ رحمه الله عموماً , إلا أنه أوضح فيما تفضلت به , وأضيف أيضا تفسيره الإذاعي والذي طبع فيما بعد باسم أحكام القرآن الكريم .
وما اشرت إليه كان يُلقيهِ أثناءَ افتتاحيّةِ لقاءِهِ : البابُ المفتوح ، وهو لقاءٌ لم يَكُنْ خاصًّا بطلبةِ العلمِ ، وإنّما هو لعامّةِ الناسِ ، وقد بدأَ بتفسيرِ جزء عمّ ، وبعد انتهائه مِنه بدأَ بسورة الحجراتِ ( 1) وماتَ رحمه الله ولَمْ يُتِمَّه حيثُ وصلَ فيه الآيةَ السادسة عشرة مِن سورة المجادلة ( )، وعلى هذا فيكون ما فسَّرهُ مِن المفصَّلِ يزيدُ على النصفِ قليلاً .
وقد طُبِعَ مِنه حتّى الآن جزءُ عمَّ وأُلحِقَ به تفسير سورة الفاتحة ؛ تحتَ عنوان : تفسير القرآن الكيم ، والذي أراهُ تسميتهُ بـ : تفسيرُ المفصَّل ، حيثُ أنّ طريقتهُ هنا تختلفُ عن طريقتهِ في تفسيرِ أوَّلِ القرآنِ وتعليقهِ على تفسير الجلالين ، ويتبينُ هذا بذكرِ ملامح مَنهجهِ في هذا التفسير بما يلي :
1 - يذكرُ المعنى العام للآية بأسلوبٍ ميسّر مناسبٍ للمخاطَبين ، حيث كانَ الشيخُ يُلقِيهِ على عامّةِ الناسِ في اللقاء المشهور: البابُ المفتوح ، وهو لقاءٌ لم يكنْ خاصاً بطلبةِ العلم كما قدّمتُ ، قالَ الشيخُ في تفسير سورة العاديات :" هذا هو التفسير اليسير لهذهِ السورة العظيمة ومَن أرادَ البَسْطَ فعليهِ بكتب التفاسير التي تَبْسُطُ القولَ في هذا ، ونحنُ إنما نشير
إلى المعاني إشارةً مُوجَزة ".( )(1/1720)
وهو في هذا الجُزْء أَشْبَهَ طريقةَ شيخهِ عبد الرحمن السعدي في تفسيره .
2 - اعتنى الشيخُ بالجانبِ السلوكيّ والوعظيّ .( )
3 - لم يتعرّض الشيخُ لإعرابِ الآيات واستنباطِ الفوائدِ مِنها على عادتهِ في التفسير ؛ إلاّ في القليلِ النَّادِر . ( )
4 - يُنَبِّهُ على ما يقعُ فيه الناسُ مِن أخطاء سواء كانت أخطاء عملية ( ) أو أخطاء قولية ( )، وذلكَ عند مناسبتها لما يفسِّره الشيخُ من الآيات .
5 - اهتمّ بذِكْرِ المناسباتِ بين الآيات . ( )
6 - اهتم بذِكْرِ القراءاتِ وتَوْجِيهها . ( )
7 - الاكتفاءُ بالقولِ الراجحِ في الآية ، وذكرُ الخلافِ عند الحاجة . ( )
8 – يتعرّضُ أحيانًا لأسبابِ النزول . ( )
................ حاشية
(1) المفصَّل يبدأُ مِن سورة (ق) على القولِ الراحجِ ، وهو رأيُ ابن عثيمينَ رحمه الله ، وقد بيّنَ أنّه إنّما بدأَ بسورة الحجراتِ نظرًا لاشتمالها على أحكامٍ كثيرة ، مع العلم أنّ هناكَ قول بأنّ المفصَّلَ يبدأُ مِن سورة الحجرات .
---
عمر المقبل
09-22-2006, 11:02 PM
أثابكم الله ـ أبا خالد ـ على هذه الفوائد ،والتي يعظم وقعها في نفسي خصوصاً لارتباطها بشيخي ووالدي العلامة المتفنن ابن عثيمين رحمه الله رحمةً واسعة ..
بمناسبة قولي عن الشيخ (والدي) أذكر مرةً وأنا أتشرف بإيصاله للمسجد قادمين من بلدنا (المذنب) ـ قبل عشر سنوات تقيرباً ـ قلت له : والله يا شيخ إن فضلكم علينا كبير ، نسأل الله أن يعيننا على ردّ بعضه ،فقال لي : أنا أبوك ! فلا تسل عن مشاعري حينها ...
أسأل الله تعالى أن يجمعني به وبكم في الفردوس الأعلى .
---
(1/1721)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اين اجد الخلاصة في مصيرهم
---
اين اجد الخلاصة في مصيرهم
---
المنصف
01-27-2004, 12:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف الخلق و المرسلين ... اما بعد
ورد في سورة الاعراف قوله تعالى
واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ {163} وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {164} فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {165}
جاء في تفسير هذه الايات ان اهل القرية صاروا الى ثلاث فرق
1) فرقة ارتكبت المحظور
2) فرقة نهت عن ذلك
3) فرقة سكتت و لم تنه
و قد حددت الايات مصير الفرقة الاولى بهلاكهم و الفرقة الثانية بنجاتهم
و هنا السؤال:
ما هو القول الراجح الصحيح في مصير الفرقة الثالثة ؟
و اين اجد بسط لاقوال اهل العلم في شأن هذه الفرقة؟
و جزاكم الله خير
---
عبدالرحمن الشهري
01-27-2004, 02:45 PM
أخي الكريم المنصف وفقه الله لكل خير ، ورزقنا وإياه الإنصاف في الأمور كلها.(1/1722)
ما ذكرته وفقك الله عن أحوال أهل هذه القرية من قرى بني إسرائيل صحيح ، وقد ذكره جمع من العلماء ، منهم ابن كثير ، حيث ذكر ما تفضلتم به ، ثم قال ، وأنا أنقل من (عمدة التفسير) لأحمد شاكر 2/69 : وسكت عن الساكتين لأن الجزاء من جنس العمل ، فهم لا يستحقون مدحاً فيمدحوا ، ولا ارتكبوا عظيماً فيذموا ، ومع هذا فقد اختلف الأئمة فيهم : هل كانوا من الهالكين أو من الناجين ، على قولين :
- وذكر قصة عكرمة مع ابن عباس عندما سأله عن الساكتين هل نجو أم لا ، قال عكرمة : فلم أزل بابن عباس حتى عرفته أنهم قد نجوا ، فكساني حُلة. فعكرمة يرى أنهم من الناجين. وابن عباس كان متوقفاً فيهم ثم صار إلى قول تلميذه عكرمه حيث قال له عكرمة ألا أنهم قد كرهوا ما هم عليه ؟ وإلى هذا ذهب الحسن البصري واختار هذا القول القرطبي واستدل على ذلك فقال :(ومما يدل على أنه إنما هلكت الفرقة العادية لا غيرُ قوله :(وأخذنا الذين ظلموا ..).
- والقول الثاني : أنهم كانوا من الهالكين.
---
أبومجاهدالعبيدي
01-28-2004, 10:03 AM
قال السعدي رحمه الله :
( الفرقة الأخرى التي قالت للناهين : { لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ } فاختلف المفسرون في نجاتهم وهلاكهم، والظاهر أنهم كانوا من الناجين، لأن اللّه خص الهلاك بالظالمين، وهو لم يذكر أنهم ظالمون .
فدل على أن العقوبة خاصة بالمعتدين في السبت، ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، فاكتفوا بإنكار أولئك، ولأنهم أنكروا عليهم بقولهم : { لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا } فأبدوا من غضبهم عليهم، ما يقتضي أنهم كارهون أشد الكراهة لفعلهم، وأن اللّه سيعاقبهم أشد العقوبة . ) .
---
المنصف
01-28-2004, 11:07 AM
اخواني الاعزاء ..
عبدالرحمن الشهري
أبومجاهدالعبيدي(1/1723)
جزاكما الله عني وعن كتاب الله خيرا و نفعنا بعلمكم ... امين
ما رأيته من خلاصه كلامكم _ وخصوصا اخي أبومجاهدالعبيدي _ ان الراجح نجاتهم و ان عدم ذكرهم هو اهمال لهم لتركهم الامر بالمعروف و النهي عن المنكر !
سأثقل دمي عليكم و لكن من لنا سواكم مشايخنا الكرام !... هل اجد قولا لاحد الائمة في ترجيح مصيرهم و خصوصا شيخ الاسلام ابن تيمية او تلميذه ابن القيم رحمهما الله ؟
ملاحظة : ادعوا الاخوة لاغناء الموضوع بردودهم الطيبة و خصوصا ان الموضوع خطير اذا كان الحكم في هذه الاية عام !! فنحن هذه الايام لا نأمر بالمعرف او ننهى عن المنكر الا من رحم ربي !
---
أبومجاهدالعبيدي
03-05-2005, 08:56 AM
قال ابن القيم رحمه الله : ( وأشكل على ابن عباس أمر الفرقة الساكتة التي لم ترتكب ما نهيت عنه من اليهود: هل عذبوا أو نجوا ؟ حتى بين له مولاه عكرمة دخولهم في الناجين دون المعذبين.
وهذا هو الحق، لأنه سبحانه قال عن الساكتين: "وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً" فأخبر أنهم أنكروا فعلهم وغضبوا عليهم، وإن لم يواجهوهم بالنهي فقد واجههم به من أدى الواجب عنهم، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، فلما قام به أولئك سقط على الباقين، فلم يكونوا ظالمين بسكوتهم، وأيضاً فإن الله سبحانه إنما عذب الذين نسوا ما ذكروا به وعتوا عما نهوا عنه، وهذا لا يتناول الساكتين قطعاً، فلما بين عكرمة لابن عباس أنهم لم يدخلوا في الظالمين المعذبين كساه بردة وفرح به . ) انتهى من إعلام الموقعين
---
(1/1724)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تمت إضافة ( دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية ) في موقع الكاشف
---
تمت إضافة ( دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية ) في موقع الكاشف
---
الجندى
03-10-2005, 02:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أبشر الأخوة بأنه بعد اتصال مع الدكتور الفاضل عبدالله الغصن صاحب الكتاب ( أو الرسالة الجامعية ) وبعد اتصال مع الناشر ( دار ابن الجوزي ) .. أرسلوا لنا ( دسك ) الكتاب بكل أريحية واحتساب - جزاهم الله خيرًا - .
وقد تم تقسيم الكتاب على حسب الشبهات المثارة على شيخ الإسلام ، ووضعه في قسم ( كشف الشبهات ) .
والكتاب جد مهم لا سيما لمن يحاور أهل البدع الطاعنين في الشيخ رحمه الله ؛ لأنه أتى على جميع شبهاتهم بالنقض العلمي .
أسأل الله أن ينفع بهذا العمل .
وتسعدنا ملاحظاتكم ..
تجدونه على هذا الرابط :
http://www.alkashf.net/shobhat/12
كتبه سليمان بن صالح الخراشى
---
(1/1725)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني ( أحوال الوجه)
---
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثاني ( أحوال الوجه)
---
عمر المقبل
01-18-2004, 01:15 PM
سبق أن أشرت في المقالة الماضية إلى أحوال البصر في ذلك الموقف العظيم ، وما يسبقه من مقدمات وإراهاصات ، وفي هذه المقالة ، سأشير ـ وباختصار ـ إلى أحوال الوجه يوم القيامة :
بعدما يرى أهل الموقف من الأهوال ما يرون ، وحين يجاء بجهنم تجثو الأمم على ركبها من هول ذلك الأمر وفظاعته ، ولا أجد وصفاً أعظم ولا أبلغ من وصف العليم بتلك الأحوال سبحانه ، حينما قال سبحانه ـ عن عباده الصالحين ـ : ( يخافون يوماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالآبْصَارُ) .
هناك ـ وفي ذلك اليوم ـ تنقسم وجوه الخلق يوم القيامة إلى قسمين اثنين فقط ، يوضح ذلك قوله تعالى :
( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ : فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ، وهذا كقول الله تعالى : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ ) .(1/1726)
ولك أن تتصور أن هذه الوجوه المسودّة ـ والعياذ بالله ـ لم تصل إلى أرض المحشر إلا بعد أن ضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، عند الاحتضار ، وقبل الانتقال إلى عرصات الموقف ، كما قال سبحانه : (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) ، وكما قال U : (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) .
بل لقد أيقنوا بإفلاسهم ،وسوء حالهم منذ أن رأوا الأمر عياناً ، كما قال الله U : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) .
إنها ـ كما قال الله ـ (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (أي كالحة عابسة) تظن (أي تستيقن ) أن يفعل بها فاقرة (أي : داهية عظيمة) ...
إنها وجوه يومئذٍ ( عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أؤلئك هم الكفرة الفجرة) ، فهي وجوهٌ علاها الغبار ، وغشاها القتار ،وهو شبه الدخان ، يغشى الوجه من الكرب والغم .
واستمع إلى سبب ذلك في قول ربك جل جلاله : ( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ، مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ، كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
فإذا كان هذا حال هذه الوجوه وهي في العرصات ، لم تدخل النار بعد ، فما ظنكم بالطريقة التي ستحشر بها هذه الوجوه الكالحة المسودة المكفهرة ؟ وإلى أين ؟ إلى النار !!
استمعوا إلى قول U : ( إن المجرمين في ضلال وسعر*يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ) ...(1/1727)
( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً) ...
( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً) .
حتى إذا ما وصلوا إلى النار ألقوا وكبوا كباً كما يكب الشيء الذي يلقيه صاحبه إلقاء المبغض الكاره : ( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ...
فلعلهم يستطيعون أن يهربوا هنا أو هناك ! (يَقُولُ الآنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ؟ )
فيأتي الجواب القاطع لكل احتمال يمكن أن يتردد في قلوب أولئك : ( كَلا لا وَزَرَ* إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) ، ( لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) .
فإذا كان هذا حالها وهي تحشر إلى النار ، فما ظنك بهذه الوجوه بعد أن تلفحها النار بلهبا المحرق ؟
وما ظنك بها ـ بعد أن أضناها العطش ، وسألت الإغاثة لسد ما يجدونه من حرارة بطونهم ـ فإذا بهم يغاثون بماء كالمهل ، يشوي الوجوه ، (بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) ،اللهم إنا نعوذ بك من حال هؤلاء .
وفي مقابل هذه الأوصاف الموحشة ، لتلك الوجوه الكالحة ، فإن الله تعالى وصف وجوه أهل الإيمان بأوصاف تليق بها ، جزاءاً وفاقاً ، إنه وجوه المتوضئين ، الراكعين ، الساجدين ، إنها وجوه الذاكرين المخبتين ( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
يا الله !
ما أعظم الفرق بينهم وبين من يقدم أرض المحشر وقد بيّض الله وجهه ، ونضّر جبينه ، ويعده ربه برحمته الخالدة ؟!.(1/1728)
ألا يحق لتلك الوجوه التي بشرّت بجنة ربها ،و الخلود فيها أن تكون وجوهاً تعلوها النضارة ، والسرور ؟
بلى والله ، ولذلك قال الله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إلى ربها ناظرة ) ، (تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) .
وحق لها والله أن تكون ناضرة ! أليست هي الوجوه التي لطالما سجدت لله ؟!
أليست هي الوجوه التي لطالما تحدرت الدموع عليها من خشية الله ؟!
أليست هي الوجوه التي حفظت ما فيها من جوارح : في سمعها وبصرها ولسانها عما لا يرضي الله ؟!
ثم تاج ذلك كله أن تتنضر في جنة النعيم برؤية رب العالمين سبحانه وتعالى ، ذلك النعيم الذي لا يشبهه نعيم ، وهو الزيادة التي وعد الله بها المؤمنين من عباده في قوله (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) .
إنها الوجوه التي قال الله عنها : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضاحكة مستبشرة ) ،إنها وجوه الناس الذين يأخذ أحدهم كتابه أحدهم بيمينه فيقول ـ من فرحه وسروره ـ ( هاؤم اقرأوا كتابيه ، إني ظنتت أني ملاق حسابيه ) إنها : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لسيعها راضية * في جنة عالية * قطوفها دانية ...)
ولئن كانت وجوه الكفرة ، عليها غبرة ، وترهقها قترة ، فقد سلم الله وجوه المؤمنين من ذلك ، بل هي كما قال الله : (وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .
ومن عجب أنك ترى مقدماتٍ لهذه الأحوال في الدنيا قبل الآخرة !
فلله ، كم من شخص ـ في هذه الدنيا ـ خلق أسود البشرة ، من أهل الإيمان ، إلا أنك ترى عليه نضرة الإيمان ، وبهاء الطاعة ، والعكس صحيح ، فكم من رجل خلق أبيض البشرة ، إلا أنك ترى ظلمة المعصية على وجهه ، وآثار الضيق على محياه !
فسبحان من أشهد عباده شيئاً من أحوال ذلك اليوم ؟!
وقفة ،ومثال واقع ولا بد :(1/1729)
فلكأني بوجه بلال ، الذي قضى الله أن يكون أسود البشرة ، لكأني به يأتي أبيض الوجه ، يطفح بالبشر والسرور ، ويتهلل بالرضا والنضارة !
ولكأني بذلك البغيض المقيت أبي لهب ، والذي لقب وكني بأبي لهب ، لشدة الحمرة التي تعلو وجهه ، لكأني به مسود الوجه ، عليه غبرة ، ترهقه قترة ، لماذا ؟ إنه من الكفرة الفجرة .
فنسأل الله تعالى أن يبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .
---
عمر المقبل
03-15-2006, 12:57 AM
بعد انقطاع عن الاستمتاع بالمشاركة في هذا الملتقى ـ بسبب البحث الذي أعان الله على تسليمه ـ أعود لأطلب من إخوتي إبداء ملاحظاتهم على هذه التأملات في أحوال الوجه ..
لأنني أنوي ـ بإذن الله ـ أن أستمر في تسجيل بقية ما لدي من تأملات في بقية الجوارح .. فلا تحرمونا تصويباتكم ،لا حرمكم الله الأجر والثواب .
---
أبو مهند القصيمي
03-15-2006, 01:09 AM
جزاك الله خيراً ،،،
---
عبدالرحمن الشهري
03-15-2006, 02:42 PM
بارك الله فيكم أبا عبدالله على هذه التأملات الموفقة في آيات القرآن الكريم. ومثل هذه التأملات السريعة من أنفع ما يكون في الكلمات القصيرة بعد الصلوات في المساجد ، فواصل وفقك الله ونفع بك.
وأبارك لكم الانتهاء من رسالة الدكتوراه ، جعلها الله عوناً لك على طاعته.
---
(1/1730)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل المفصل في تفسير آية الولاء والبراء
---
حمل المفصل في تفسير آية الولاء والبراء
---
abohamzahashhame
07-01-2004, 06:24 PM
آية الولاء والبراء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا شرح مفصل ومطول لآية الولاء والبراء
وهي قوله تعالى :
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (22) سورة المجادلة
(( نقلته من كتب التفسير والفقه والأصول وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبعض فتاوى العلامة ابن باز رحمه الله وغيره))
هذه الآية التي تحدد علاقة المسلمين بغير المسلمين بشكل صريح وجلي دون لبس ولا غموض
حيث إنها تحرم على المسلمين أن يتخذوا أولياء لهم من غير المسلمين سواء أكانوا يهودا ونصارى كما قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)
*********** وتحرم على المسلمين أن يتخذوا أولياء أوبطانة من دون المسلمين
قال تعالى :(1/1731)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118)
*****************
وتحرم على المسلمين اتخاذ الكافر ين ( مهما كان نوعهم ) أولياء من دون المؤمنين قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً) (النساء:144)
*****************
وتحرم على المسلمين اتخاذ أولياء ممن يسخر بالدين الإسلامي سواء كانوا محسوبين على الإسلامين أو غير محسوبين قال :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة:57)
***************** وتحرم على المسلمين أن يتخذوا من أعداء الإسلام أولياء أو نصراء قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (الممتحنة:1)
****************
وتحرم على المسلمين اتخاذ الآباء والأجداد والأقرباء أولياء إذا استحبوا الكفر على الإيمان(1/1732)
قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (التوبة:23)
****************
وليس بعد هذا البيان الرباني من بيان
ولما نزلت الآية التي نحن بصددها بادر المسلمون إلى التبري من ولاية الكفار حتى لو كانوا أقرب الناس إليهم
فهذا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه يقتل أباه الكافر يوم بدر :
ففي سنن البيهقي ( نسخة موسوعة الأزهر ) 18291- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ : مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ قَالَ : جَعَلَ أَبُو أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ يَنْصِبُ الأَلِهَةَ لأَبِى عُبَيْدَةَ يَوْمَ بَدْرٍ وَجَعَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَحِيدُ عَنْهُ فَلَمَّا كَثَّرَ الْجَرَّاحُ قَصَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَتَلَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ هَذِهِ الآيَةَ حِينَ قَتَلَ أَبَاهُ (لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ) إِلَى آخِرِهَا. هَذَا مُنْقَطِعٌ. (( صحيح مرسل ) وأخرجه الحاكم (5152) وجود الحافظ ابن حجر إسناده في الإصابة (4403)
وهذا أبو بكر رضي الله عنه يفعل قريبا من ذلك :
فقدأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: حدثت أن أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكه فسقط، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أفعلت يا أبا بكر؟ فقال: والله لو كان السيف مني قريبا لضربته، فنزلت {لا تجد قوما} الآية.(( فيه انقطاع ))(1/1733)
وكذلك فعلها الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه مع حلفائه من اليهود فقال: يا رسول الله إن لي موالي من يهود كثير عددهم وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود وأتولى الله ورسوله
وكذلك فعلها الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه عندما حكم بحلفائه من يود بني قريظة
******************
وفي مصنف ابن أبي شيبة 30436-حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنِ الصَّعْقِ بْنِ حَزْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ الْجَعْدِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سُوَيْد بْنِ غَفَلَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ وَالْبُغْضُ فِي اللهِ. وروي من طرق متعددة صحيحة وحسنة
**************
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عند قوله تعالى :
لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
قال :
البر والصلة والإحسان لا يستلزم التحابب والتوادد المنهي عنه في قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) الآية، فإنها عامة في حق من قاتل ومن لم يقاتل، والله أعلم.
***************
فإلى الذين يوالون من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وإلى الذين يوالون اليهود والنصارى
وإلى الذين يوالون الكافرين
وإلى الذين يوالون الآباء والأجداد والأقرباء إذا استحبوا الكفر على الإيمان
وإلى الذين يوالون أعداء الإسلام
وإلى الذين يتخذون بطانة من دون المؤمين
وإلى الذين يتخذون أولياء ممن يسخر بالدين الإسلامي وبالمسلمين
وإلى الذين يوالون الطواغيت الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا(1/1734)
وإلى الذين يوالون من يسحق المسلمين في فلسطين وفي العراق والشيشان وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين
وإلى الذين يسحقون شعوبهم ويلاحقون الأخيار الأبراء من هذه الأمة ويسلمونهم إلى عدو الله ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ليرضى عنهم أئمة الكفر
****************
إلى المؤمنين الأخيار الأبرار الذين أبوا أن يوالوا إلا الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) والمؤمنين تنفيذا لأمر الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وتحملوا المشاق والمصاعب في سبيل ذلك
وإلى المؤمنين الذين قال الله تعالى فيهم :
( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23) أقدم هذا الجهد المتواضع
أقدمه للأولين لإقامة الحجة الدامغة عليهم بأنهم ليسوا على شيء
قال تعالى في سورة المائدة :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53)
**************
وأقدمه للآخرين ليزداوا إيمانا مع إيمانهم ويقينا مع يقينهم في عصر تكالب أهله على الإسلام والمسلمين
وأقول لهم :
اثبتوا فإنكم على الحق قال تعالى :(1/1735)
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)
وقال تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران:173) ****************
اللهم إني أبرأ إليك من كل ولاية إلا ولايتك وولاية رسولك صلى الله عليه وسلم وولاية المؤمنين الصادقين
*****************
الباحث في القرآن والسنة
أبو حمزة الشامي
13 جمادى الأولى 1425 هـ الموافق 1/7 /2004 م
---
(1/1736)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب
---
دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-22-2006, 05:12 PM
من لطائف وفوائد الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى- في كتابه المسمى:
دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب
بسم الله.. والحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
هذه لطائف ووقفات من كتاب الشيخ الجليل رحمه الله /محمد الأمين الشنقيطي ، رأيت أن أمتع بها أخواني وأخواتي في هذا الملتقى الطيب، تذكرة للبعض ، وإفادة لآخرين . والله من وراء القصد .
قال الشيخ رحمه الله في مقدمة كتابه:
أما بعد: إن مقيد هذه الحروف – عفا الله عنه- أراد أن يبين في هذه الرسالة ما تيسر من أوجه الجمع بين الآيات التي يظن بها التعارض في القرآن العظيم، مرتباً لها بحسب ترتيب السورة، يذكر الجمع بين الآيتين غالباً في محل الأولى منهما، وربما يذكر الجمع عند محل الأخيرة، ولا سيما إذا كانت السورة ليس فيها مما يظن تعارضه إلا تلك الآية؛ فإنه لا يترك ذكرها والإحالة على الجمع المتقدم، وسميته: [ دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب].
فنقول وبالله نستعين، وهو حسبنا ونعم الوكيل: راجين من الله الكريم أن يجعل نيتنا صالحة، وعملنا كله خالصاً لوجهه الكريم، إنه قريب مجيب رحيم.
سورة البقرة
قوله تعالى: { ألم * ذلك الكتاب}
أشار الله تعالى إلى القرآن في هذه الآية إشارة البعيد. وقد أشار له في آيات أخر إشارة القريب كقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، وكقوله: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل} الآية ، وكقوله: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} ، وكقوله: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}، إلى غير ذلك من الآيات.
وللجمع بين هذه الآيات أوجه:(1/1737)
الوجه الأول: ما حرره بعض علماء البلاغة من أن وجه الإشارة إليه بإشارة الحاضر القريب، أن هذا القرآن قريب حاضر في الأسماع والألسنة والقلوب. ووجه الإشارة إليه بإشارة البعيد، هو بُعد مكانته ومنزلته من مشابهة كلام الخلق، وعما يزعمه الكفار من أنه سحر أو شعر أو كهانة أو أساطير الأولين.
الوجه الثاني: هو ما اختاره ابن جرير الطبري في تفسيره، من أن ذلك إشارة إلى ما تضمنه قوله تعالى: {ألم}، وأنه أشار إليه إشارة البعيد؛ لأن الكلام المشار إليه مُنقضٍ، ومعناه في الحقيقة القريب لقرب انقضائه، وضرب له مثلا بالرجل يحدث الرجل فيقول له مرة: والله إن ذلك لكما قلت، ومرة يقول: والله إن هذا لكما قلت. فإشارة البعيد نظراً إلى أن الكلام مضى وانقضى، وإشارة القريب نظراً إلى قرب انقضائه.
الوجه الثالث: أن العرب ربما أشارت إلى القريب إشارة البعيد، فتكون الآية على أسلوب من أساليب اللغة العربية. ونظيره قول خفاف بن ندبة السلمي ، لما قتل مالك بن حرملة الفزاري:
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها
فعمداً على عيني تيممت مالكا
أقول له والرمح يأطر متنه
تأمَّل خفافاَ إنني أنا ذالكا
يعني أنا هذا. وهذا القول الأخير حكاه البخاري عن معمر بن المثنى أبي عبيدة. قاله ابن كثير. وعلى كل حال فعامَّة المفسرين على أن {ذلك الكتاب} بمعنى: هذا الكتاب.
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-22-2006, 05:57 PM
قوله تعالى: {لا ريب فيه}
هذه نكرة في سياق النفي ركبت مع "لا" ، فبنيت على الفتح. والنكرة إذا كانت كذلك فهي من صيغ العموم، كما تقرر في علم الأصول.
و "لا" هذه التي هي نص في العموم هي المعروفة عند النحويين: "لا" التي لنفي الجنس، أما "لا" العاملة عمل "ليس" ، فهي ظاهرة في العموم لا نصَّ فيه.(1/1738)
وعليه، فالآية نصٌّ في نفي كل فرد من أفراد الريب عن هذا القرآن العظيم، وقد جاء في آيات أخر ما يدل على وجود الريب فيه لبعض من الناس، كالكفار الشاكين، كقوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} ، وكقوله تعالى: {وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون}، وكقوله: {بل هم في شك يلعبون}.
ووجه الجمع في ذلك:
أن القرآن بالغ من وضوح الأدلة وظهور المعجزة، ما ينفي تطرق أي ريب إليه. وريب الكفار فيه إنما هو لعمى بصائرهم، كما بينه بقوله تعالى: {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى} ، فصرح بأن من لا يعلم أنه الحق، أن ذلك إنما جاءه من قبل عماه. ومعلوم ن عدم رؤية الأعمى للشمس لا ينافي كونها لا ريب فيها لظهورها:
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفروأجاب بعض العلماء بأن قوله : {لا ريب فيه} خبر أريد به الإنشاء. أي لا ترتابوا فيه. وعليه ، فلا إشكال.
سورة البقرة
قوله تعالى: { ألم * ذلك الكتاب}
أشار الله تعالى إلى القرآن في هذه الآية إشارة البعيد. وقد أشار له في آيات أخر إشارة القريب كقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، وكقوله: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل} الآية ، وكقوله: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} ، وكقوله: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}، إلى غير ذلك من الآيات.
وللجمع بين هذه الآيات أوجه:
الوجه الأول: ما حرره بعض علماء البلاغة من أن وجه الإشارة إليه بإشارة الحاضر القريب، أن هذا القرآن قريب حاضر في الأسماع والألسنة والقلوب. ووجه الإشارة إليه بإشارة البعيد، هو بُعد مكانته ومنزلته من مشابهة كلام الخلق، وعما يزعمه الكفار من أنه سحر أو شعر أو كهانة أو أساطير الأولين.(1/1739)
الوجه الثاني: هو ما اختاره ابن جرير الطبري في تفسيره، من أن ذلك إشارة إلى ما تضمنه قوله تعالى: {ألم}، وأنه أشار إليه إشارة البعيد؛ لأن الكلا المشار إليه مُنقضٍ، ومعناه في الحقيقة القريب لقرب انقضائه، وضرب له مثلا بالرجل يحدث الرجل فيقول له مرة: والله إن ذلك لكما قلت، ومرة يقول: والله إن هذا لكما قلت. فإشارة البعيد نظراً إلى أن الكلام مضى وانقضى، وإشارة القريب نظراً إلى قرب انقضائه.
الوجه الثالث: أن العرب ربما أشارت إلى القريب إشارة البعيد، فتكون الآية على أسلوب من أساليب اللغة العربية. ونظيره قول خفاف بن ندبة السلمي ، لما قتل مالك بن حرملة الفزاري:
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها فعمداً على عيني تيممت مالكا
أقول له والرمح يأطر متنه تأمَّل خفافاَ إنني أنا ذالكا
يعني أنا هذا. وهذا القول الأخير حكاه البخاري عن معمر بن المثنى أبي عبيدة. قاله ابن كثير. وعلى كل حال فعامَّة المفسرين على أن {ذلك الكتاب} بمعنى: هذا الكتاب.
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-22-2006, 06:30 PM
قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم..} الآية.
هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم مجبورون؛ لأن من خُتم على قلبه وجُعلت الغشاوة على بصره، سُلبت منه القدرة على الإيمان. وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن كفرهم واقع بمشيئتهم وإرادتهم، كقوله تعالى: { فاستحبوا العمى على الهدى} ، وكقوله تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة}، وكقوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} الآية، وكقوله تعالى: {ذلك بما قدمت أيديكم} الآية، وكقوله تعالى: { لبئس ما قدمت لهم أنفسهم} الآية.(1/1740)
والجواب: أن الختم والطبع والغشاوة المجعولة على أسماعهم وأبصارهم وقلوبهم، كل ذلك عقاب من الله لهم على مبادرتهم للكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ومشيئتهم، فعاقبهم الله بعدم التوفيق جزاء وفاقاً، كما بينه تعالى بقوله: {بل طبع الله عليها بكفرهم}، وقوله: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة}، وبقوله: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}، وقوله: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} الآية، وقوله: { بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}، إلى غير ذلك من الآيات.
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-22-2006, 08:37 PM
تأملوا وتدبروا بارك الله فيكم قبل أن تقرؤوا
قبل البدء بإتمام ما بدأت من نقل لطائف وفوائد الشيخ الشنقيطي - رحمه الله تعالى- في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب أود أن أقول لإخوتي وأخواتي الكرام: أرجوكم اقرؤوا بلسان قلبكم ، وتأملوا ، وتدبروا، ففي هذه الفوائد عبر عظيمة، ووقفات جليلة لا يمكن الاستفادة منها إلا إذا تأملناها مليّا ، وأنزلناها على واقعنا وأحوالنا ، فيتضح لنا سرّ إعجاز هذا الكتاب المجيد، وسر خلوده، ونستشعر عظمته وبيانه وفصاحته وبلاغته ، وإذا بآياته تتنزل على قلوبنا كما أنزلت أول مرة، غضّة ، رطبة، ثم إذا بها وقد اهتزَّت ورَبَت وأنبتت خشوعاً وإجلالاً وهيبة لمنزِِّلِ هذا القرآن العظيم جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه. نفعنا ورفعنا الله تعالى بهذا القرآن أجمعين .
قوله تعالى: {صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ} الآية.
هذه الآية يدل ظاهرها على المنافقين لا يسمعون، ولا يتكلمون، ولا يبصرون. وقد جاء في آيات أخر ما يدل على خلاف ذلك، كقوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}، وقوله: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} الآية، أي لفصاحتهم وحلاوة ألسنتهم، وقوله: {فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد}، إلى غير ذلك من الآيات.(1/1741)
ووجه الجمع ظاهر، وهو أنهم بكم عن النطق بالحق وإن تكلموا بغيره، صمٌّ عن سماع الحق وإن سمعوا غيره، عُميٌ عن رؤية الحق وإن رأوا غيره.
وقد بين تعالى هذا الجمع بقوله: {وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فلم تغن عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء..} الآية؛ لأن ما لا يغني شيئاً فهو كالمعدوم، والعرب ربما أطلقت الصمم على السماع الذي لا أثر له، ومنه قول قعنب بن أم صاحب:
صمٌّ إذا سمعوا خيرا ذُكرتَ به
وإن ذُكرتَ بسوء عندهم أذنواوقول الشاعر:
أصمُّ عن الأمر الذي لا أريده
وأسْمعُ خلق الله حين أريدوقول الآخر:
فأصْممتُ عمْراً وأعميتُهُ
عن الجود والفخر يوم الفخاروكذلك الكلام الذي لا فائدة فيه فهو كالعدم.قال هبيرة بن أبي وهب المخزومي:
وإن كلام المرء في غير كنهه
لَكَالنُّبل تهوي ليس فيها نصالُها
---
أبو حسن
06-22-2006, 09:45 PM
جزاك الله خيرا
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-23-2006, 06:31 AM
قوله تعالى:{ أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة} الآيةهذه الآية تدل بظاهرها على أن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة؛ لأن قوله تعالى: { ولا يكلمهم} ، فعل في سياق النفي، وقد تقرر في علم الأصول أن الفعل في سياق النفي، من صيغ العموم، وسواء كان الفعل متعديا، لا زماً، على التحقيق، خلافاً للغزالي القائل بعمومه في المتعدي، دون اللازم. وخلاف الإمام أبي حنيفة - رحمه الله تعالى – في ذلك، خلاف في حال، لا في حقيقة؛ لأنه يقول: إن الفعل في سياق النفي ليس صيغة للعموم، ولكنه دل عليه بالالتزام. أي لأنه يدل على نفي الحقيقة، ونفيها يلزمه نفي جميع الأفراد، فقوله: لا أَكَلتُ – مثلاً – ينفي حقيقة الأكل، فيلزمه نفي جميع أفراده.(1/1742)
وإيضاح عموم الفعل في سياق النفي؛ أن الفعل ينحلُّ عن مصدر وزَمَن عند النحويين، وعن مصدر وزمن ونسبة عند البلاغيين، فالمصدر داخل في معناه إجماعاً، فالنفي داخل على الفعل، ينفي المصدر الكامن في الفعل، فيؤول إلى معنى النكرة في سياق النفي.
ومن العجيب أن أبا حنيفة –رحمه الله تعالى – يوافق الجمهور على أن الفعل في سياق النفي إن اُكَّد بمصدر نحو: شربت الماء شربا – مثلاً – أفاد العموم، مع أنه لا يوافق على إفادة النكرة في سياق النفي للعموم.
وقد جاءت آيات أخر تدل على أن الله تعالى يكلم الكفار يوم القيامة، كقوله تعالى: {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون* قال اخسئوا فيها ولا تكلمون..} الآية.
والجواب عن هذا بأمرين:الأول، وهو الحق: أن الكلام الذي نفى الله أنه يكلمهم به، وهو الكلام الذي فيه خير، وأما التوبيخ والتقريع والإهانة، فكلام الله به من جنس عذابه لهم، ولم يقصد بالنفي في قوله:{ولا يكلمهم}.
الثاني: أنه لا يكلمهم أصلاً، وإنما تكلمهم الملائكة بإذنه وأمره.
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-23-2006, 06:39 AM
قوله تعالى: { وقاتلوا في سبيل الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا} الآية.هذه الآية تدل بظاهرها على أنهم لم يُؤمروا بقتال الكفار إلا إذا قاتلوهم، وقد جاءت آيات أخر تدل على وجوب قتال الكفار مطلقاً، قاتلوا أم لا، كقوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} ، وقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مقعد}، كقوله تعالى: { تقاتلونهم أو يسلمون}.
والجواب عن هذا بأمور:
الأول، وهو أحسنها وأقربها: أن المراد بقوله: {الذين يقاتلونكم} ، تهييج المسلمين وتحريضهم على قتال الكفار، فكأنه يقول لهم: هؤلاء الذين أمرتكم بقتالهم، هم خصومكم وأعداؤكم الذين يقاتلونكم. ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة}، وخير ما يفسر به القرآن: القرآن.(1/1743)
الوجه الثاني: أنها منسوخة بقوله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}، وهذا من جهة النظر ظاهر حسن جدا. وإيضاح ذلك: أن من حكمة الله البالغة في التشريع، أنه إذا أراد تشريع أمر عظيم على النفوس، ربما يشرعه تدريجاً لتخف صعوبته بالتدريج، فالخمر – مثلاً – لما كان تركها شاقاً على النفوس التي اعتادتها، ذكر أولاً بعض معائبها بقوله: {قل فيهما إثم كبير}. ثم بعد ذلك حرمها في وقت دون وقت، كما دل عليه قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} الآية.
ثم لما استأنست النفوس بتحريمها في الجملة، حرمها تحريماً باتاً بقوله: { رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}.
وكذلك الصوم لما كان شاقا على النفوس، شرعه أولاً على سبيل التخيير بينه وبين الإطعام، ثم رغب في الصوم مع التخيير بقوله:{ وأن تصوموا خير لكم}، ثم لما استأنست به النفوس، أوجبه إيجاباً حتماً بقوله:{فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
وكذلك القتال على هذا القول، لما كان شاقا على النفوس، أذن فيه أولاً من غير إيجاب، بقوله: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} الآية. ثم أوجب عليهم قتال من قاتلهم دون من لم يقاتلهم، بقوله: { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم}. ثم لما استأنست نفوسهم بالقتال أوجبه عليهم إيجاباً عاماً، بقوله: { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مقعد} الآية.
الوجه الثالث: - وهو اختيار ابن جرير، ويظهر لي أنه الصواب -: أن الآية محكمة، وأن معناها: (قاتلوا الذين يقاتلونكم) أي مَن شأنُهم أن يقاتلوكم.
أما الكافر الذي ليس من شأنه القتال، كالنساء والذراري والشيوخ الفانية والرهبان وأصحاب الصوامع ومن ألقى إليكم السَّلَم، فلا تعتدوا بقتالهم؛ لأنهم لا يقاتلونكم، ويدل لهذا الأحاديث المصرِّحة بالنهي عن قتل الصبي، وأصحاب الصوامع، والمرأة، والشيخ الهرم إذا لم يستعن برأيه.(1/1744)
أما صاحب الرأي فيقتل، كدريد بن الصمة، وقد فسر هذه الآية بهذا المعنى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وابن عباس، والحسن البصري.
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-26-2006, 03:25 PM
قوله تعالى: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم...} الآية.
هذه الآية تدل على طلب الانتقام، وقد أذن الله في الانتقام في آيات كثيرة، كقوله تعالى: { وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) }(الشورى) ، وكقوله تعالى: { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} (النساء: 184) ، وكقوله تعالى:{ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} (الحج:60) ، وكقوله تعالى:{ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) }(الشورى) ، وقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}(الشورى) .
وقد جاءت آيات أخر تدل على العفو وترك الانتقام، كقوله تعالى: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) } ، وقوله:{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) } (آل عمران) ، وكقوله:{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)} (فصلت)، وقوله:{ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) }(الشورى)
وقوله: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} (الأعراف)، وقوله تعالى:{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) }(الفرقان).
والجواب عن هذا بأمرين:(1/1745)
أحدهما: أن بين مشروعة الانتقام، ثم أرشد إلى فضيلة العفو، ويدل لهذا قوله تعالى:{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) }(النحل) ، وقوله تعالى: { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} (النساء: 184) ، فأذن في الانتقام بقوله:{ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} ، ثم أرشد إلى العفو بقوله: { إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) } (النساء) .
الوجه الثاني: أن الانتقام له موضع يحسن فيه، والعفو له موضع يحسن فيه كذلك، وإيضاحه: أن من المظالم ما يكون في الصبر عليه انتهاك حرمة الله، ألا ترى أن من غصبت جاريته - مثلاً - إذا كان الغاصب يزني بها، فسكوته وعفوه عن هذه المظلمة قبيح وضعف وخور تنتهك به حرمات الله، فالانتقام في مثل هذا واجب، وعليه يحمل الأمر في قوله: {فاعتدوا} الآية. أي: كما إذا بدأ الكفار بالقتال ، فقتالهم واجب. بخلاف من أساء إليه بعض إخوانه من المسلمين بكلام قبيح ونحو ذلك، فعفوه أحسن وأفضل، وقد قال أبو الطيب المتنبي:
إذا قيل حلمٌ قال للحلم موضع************ وحلم الفتى في غير موضعه جهل
رحم الله تعالى الإمام الشنقيطي وأسكنه فسيح جناته، وعلماء المسلمين ، ونحن معهم يارب العالمين.
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-26-2006, 03:26 PM
قوله تعالى: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم...} الآية.(1/1746)
هذه الآية تدل على طلب الانتقام، وقد أذن الله في الانتقام في آيات كثيرة، كقوله تعالى: { وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) }(الشورى) ، وكقوله تعالى: { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} (النساء: 184) ، وكقوله تعالى:{ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} (الحج:60) ، وكقوله تعالى:{ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) }(الشورى) ، وقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}(الشورى) .
وقد جاءت آيات أخر تدل على العفو وترك الانتقام، كقوله تعالى: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) } ، وقوله:{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) } (آل عمران) ، وكقوله:{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)} (فصلت)، وقوله:{ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) }(الشورى)
وقوله: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} (الأعراف)، وقوله تعالى:{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) }(الفرقان).
والجواب عن هذا بأمرين:(1/1747)
أحدهما: أن بين مشروعة الانتقام، ثم أرشد إلى فضيلة العفو، ويدل لهذا قوله تعالى:{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) }(النحل) ، وقوله تعالى: { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} (النساء: 184) ، فأذن في الانتقام بقوله:{ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} ، ثم أرشد إلى العفو بقوله: { إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) } (النساء) .
الوجه الثاني: أن الانتقام له موضع يحسن فيه، والعفو له موضع يحسن فيه كذلك، وإيضاحه: أن من المظالم ما يكون في الصبر عليه انتهاك حرمة الله، ألا ترى أن من غصبت جاريته - مثلاً - إذا كان الغاصب يزني بها، فسكوته وعفوه عن هذه المظلمة قبيح وضعف وخور تنتهك به حرمات الله، فالانتقام في مثل هذا واجب، وعليه يحمل الأمر في قوله: {فاعتدوا} الآية. أي: كما إذا بدأ الكفار بالقتال ، فقتالهم واجب. بخلاف من أساء إليه بعض إخوانه من المسلمين بكلام قبيح ونحو ذلك، فعفوه أحسن وأفضل، وقد قال أبو الطيب المتنبي:
إذا قيل حلمٌ قال للحلم موضع************ وحلم الفتى في غير موضعه جهل
رحم الله تعالى الإمام الشنقيطي وأسكنه فسيح جناته، وعلماء المسلمين ، ونحن معهم يارب العالمين.
---
ميادة بنت كامل الماضي
07-29-2006, 03:42 PM
قوله تعالى : {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} .
يقول الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى: هذه الآية تدل بظاهرها على أنه لا يكره أحد على الدخول في الدين ، ونظيرها قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} ( سورة يونس:99) ، وقوله تعالى:{فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} (سورة الشورى:48) .(1/1748)
وقد جاء في آيات كثيرة ما يدل على إكراه الكفار على الدخول في الإسلام بالسيف ، كقوله تعالى: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} (سورة الفتح: 16) ، وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (سورة الأنفال:39) ؛ أي شرك .
ويدل لهذا التفسير الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: [أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله] الحديث .
والجواب عن هذا بأمرين:
الأول، وهو الأصح: أن هذه الآية في خصوص أهل الكتاب . والمعنى: أنهم قبل نزول قتالهم لا يُكرهون على الدِّين مطلقاً ، وبعد نزول قتالهم لا يُكرهون عليه إذا أعْطَوُا الجزية عن يد وهم صاغرون.
والدليل على خصوصها بِهِم، ما رواه أبو داود وابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان وابن جرير ، عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: كانت المرأة تكون مقلاتاً ، فتجعل على نفسها إن عاش لها وَلَد أن تهوده، فلما أُجليتْ بنو النضير، كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالوا: لا ندع أبناءنا . فأنزل الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ، المقلات : التي لا يعيش لها ولد . وفي المَثل: أحرُّ من دمع المقلات.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: نزلت : {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف، يقال له: الحصين، كان له ابنان نصرانيان وكان هو مسلماً، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا أسْتَكْرَِههما ؛ فإنهما قد أبَيا إلا النصرانية؟ فأنزل الله الآية .
وروى ابن جرير ، أن سعيد ابن جبير سأله أبو بشر عن هذه الآية، فقال: نزلت في الأنصار ، فقال: خاصَّةً؟ قال: خاصَّة .
وأخرج ابن جرير عن قتادة بإسنادين في قوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ، قال: أُكره عليه هذا الحيُّ من العرب ؛ لأنهم كانوا أمة أميّة ليس لهم كتاب يعرفونه، فلم يُقبل منهم غير الإسلام ، ولا يُكره عليه أهل الكتاب إذا أقرُّوا بالجزية أو بالخراج ، ولم يُفتنوا عن دينهم ؛ فيُخلَّى سبيلهم .(1/1749)
وأخرج ابن جرير أيضاً عن الضحاك، في قوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ، قال: أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان ، فلم يَقبل منهم إلا : لا إله إلا الله ، أو السيف ، ثم أُمر في من سواهم أن يقبل منهم الجزية ، فقال: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أيضاً ، في قوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: وذلك لما دخل الناس في الإسلام ، وإعطى أهل الكتاب الجزية .
فهذه النقول تدل على خصوصها بأهل الكتاب المُعطين الجزية، ومن في حُكْمهم . ولا يرد على هذا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؛ لأن التخصيص فيها عُرِف بالنقل عن علماء التفسير ، لا بمطلق خصوص السبب .
ومما يدل للخصوص ؛ أنه ثبت في الصحيح : [ عَجِب ربُّك من قوم يُقادون إلى الجنة بالسلاسل] .
الأمر الثاني: أنها منسوخة بآيات القتال ؛ كقوله تعالى:{ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} الآية . ومعلوم أن سورة البقرة من أول ما نزل بالمدينة ، وسورة براءة من آخر ما نزل بها، والقول بالنسخ مرويٌّ عن ابن مسعود وزيد بن أسلم.
وعلى كل حال ، فآيات السيف نزلت بعد نزول السورة التي فيها: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} الآية . والمتأخر أولى من المتقدِّم . والعلم عند الله .
---
(1/1750)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث عن كتب
---
بحث عن كتب
---
talebo3elm
04-06-2005, 03:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
1-أين أجد كتاب (الانتصاف على الكشاف) لابن المنير (في مدينة الرياض) أو المنطقة الشرقية
2-ماهي أفضل طبعات تفسير القرطبي و أين يمكن ان أجدها في الرياض.
جزاكم الله خيرا
---
(1/1751)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > نحو استفادة منهجية من الملتقى
---
نحو استفادة منهجية من الملتقى
---
ابو حيان
09-18-2003, 11:16 PM
الأخ الشيخ عبد الرحمن الشهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اعرض عليكم هذا الاقتراح بصفتكم المشرف على هذا الملتقى ملتقى الاقتراحات والملحوظات
أقترح أن يستعرض القرأن كاملا بحيث يحدد كل شهر جزء من أجزاء القرآن يتباحث الإخوة في الملتقى في آيات هذا الجزء وتطرح الفوائد والإشكالات ويتدارس أعضاء هذا الملتقى جميعا في هذا الجزء المحدد حتى نهاية الشهر ثم يفعل الشيء نقسه في الشهور التالية حتى يستتم عرض القرآن بأكمله في حدود سنتين ونصف
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2003, 01:27 AM
أخي الكريم أبا حيان وفقه الله
أشكرك على مشاركاتك وفقك الله.
وأما ما تفضلت به من الاقتراح فهو رأي صائب ، وفكرة موفقة ، ولو رأيت أن تبدأ أنت بها لكان في ذلك خير كثير إن شاء الله. وهي فكرة سهلة التنفيذ لو وجدت تفاعلاًَ. فأكثر من يرتاد الملتقى يقرأ فقط ، ولم يكلف نفسه الكتابة حتى الآن . فالذين يكتبون من المشاركين قليل جداً ربما لا يصلون إلى 15% من الأعضاء.
أسأل الله لك التوفيق والعون .
---
ابو حيان
09-19-2003, 08:37 PM
أخي الكريم الشيخ عبد الرحمن الشهري رعاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا ماتع عندي من أن اتبنى هذه الفكرة وأن ابتديء بها ثم في النهاية افهرسها وارتبها لتعرض في ثوب مناسب ولكن قبل ذلك استشيرك وأستشير الإخوة في الملتقى في أمور :
أولا: هل يكفي شهر كامل لطرح الأسئلة والإشكالات والإجابة عليها وكذلك تسجيل الفوائد في هذا الجزء أم لا ؟ ام هو وقت فوق الكافي؟
ثانيا: هل المشايخ المشرفين على الملتقى وكذلك المتخصصين على استعداد أن يجبوا على الاشكالات المطروحة خلال الشهر؟(1/1752)
ثالثا: وهل الإخوة الأعضاء يرون من أنفسهم الحاجة إلى هذه الفكرة والتفاعل معها؟
رابعا : هل من إضافة أو اقتراح على هذه الفكرة؟
أرجو من الإخوة المشاركة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2003, 09:32 PM
أخي الحبيب أبا حيان وفقه الله لكل خير آمين
جزاك الله خيراً على جهدك ، وبارك لك في علمك. المشروع فكرة في غاية الجودة ، ولكنني لا أدري كيف سيكون منهج عرضها. وأما الزملاء المشرفون فلن يدخروا وسعاً في الإجابة وبقية الأعضاء من مشايخنا وزملائنا إن شاء الله. وبالنسبة للوقت فأحسب أن الشهر سيكون قليلاً لسرعة تقضي الزمن كما ألاحظ. بينا الإنسان في بداية الشهر إذ به ينسلخ وهو لا يشعر بتقضيه والله المستعان. ولذلك لو بدأت بمناقشة كل جزء في موضوع مستقل حتى يتسنى للمشاركين والذين لديهم أسئلة بالاستمرار في المشاركة ولو بعد انقضاء الشهر. أقول هذا بعد أن طرحت فكرة مناقشة كتاب في ملتقى أهل التفسير ، وهو كتاب إمعان في أقسام القرآن للفراهي ، ولكن لم يكن هناك مشاركات تذكر لانشغال الأعضاء بأمورهم الأخرى ، وأنا أعذرهم في ذلك فالظروف متشابهة إلى حد ما. وأنا أجد صعوبة بالغة هذه الأيام في متايعة الكتابة الطويلة والعميقة في الموقع لكثرة الأعباء ، ونسأل الله التيسير والعون.
وأما الحاجة إلى الموضوع فهي قائمة ، ومن الذي يستغني عن العلم والمذاكرة فيه والسؤال والاستفادة ؟! لا أحد.
واقتراحي الذي أتوقع أنه في ذهنك ، هو أن يكون الحديث والمناقشة حول الآيات التي لا يظهر معناها لأول وهلة ، بمعنى تجاوز الآيات الظاهرة وعدم إطالة الوقوف عندها للتفسير ، وقد يكون الوقوف عندها للاستنباط مناسباً. وأنتظر منك الشروع في الأمر وفقك الله ، وسدد خطاك.
---
(1/1753)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 [4] 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
---
حقيقة اختلاف السلف في تفسير القرآن الكريم : (6 ردود)
منهج أهل السنة في التفسير : (0 ردود)
دراسات عن وقف الشيخ الهبطي . (7 ردود)
التفسير والتأويل اصطلاحا : (0 ردود)
التفسير والتأويل لغة : (0 ردود)
آداب المفسر (0 ردود)
شروط المفسر (0 ردود)
الحاجة إلى التفسير (0 ردود)
إلى الشيخين : مساعد الطيار وعبد الرحمن الشهري بخصوص مقاصد السور وعلم المناسبات (5 ردود)
الفاعليات التجريبية لخط مصحف ويب (1 ردود)
الكلمات القرءانية التي رسمت ألفها بسنة الياء (0 ردود)
هل مخطوط الرد على الجبرية القدرية فيما تعلقوا به من متشابه القرآن حقق أم لا (0 ردود)
" مقاصد السور وطرق الكشف عنها " (4 ردود)
من يساعدني في الوصول إلى ترجمة هذا العالم (12 ردود)
أرجو الفائدة والمشورة في موضوع دراسة الماجستير (1 ردود)
لطائف قرآنية تتعلق بعمل المرأة وخروجها من بيتها (13 ردود)
معنى (سَيَصْلَى) في الآية (سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ) (0 ردود)
{ أَفَمَن يَّتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَة...} (0 ردود)
استوقفتني هذه الآيات (1 ردود)
حاشية الطيبي على الكشاف (2 ردود)
هل من باغ لدعوات في ظهر الغيب؟؟؟ (7 ردود)
جواب في حل الإشكال الوارد عن ابن عباس في الإسرائيليات (8 ردود)
رسالة دكتوراه : أساليب وخصائص المنهج القرآني في عرض أدلة التوحيد النفسية والعقلية (1 ردود)
أستفتيكم, فأفتوني يا أهل العلم!!!!!!!!!!!!!!!!! (2 ردود)
كيف يكون ذلك ؟ (4 ردود)
نظرة في كتاب : النبأ العظيم (3 ردود)
أفضل مشروع على الشبكة : بدعم من مشرفنا العزيز (16 ردود)
أرجو الإفادة للضرورة .. ضوابط الاستشهاد بآيات كتاب الله تعالى .. (1 ردود)(1/1754)
لطائف من تفسير التحرير والتنوير (3 ردود)
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة (4 ردود)
ساعدوني في تأليفها (8 ردود)
المصاحف لابن أشته,هل هو موجود مخطوطا؟ (0 ردود)
القول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسر (12 ردود)
من هم المردود عليهم الكرَة في الآية : { ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ (3 ردود)
تفسير الإمام ابن أبي العز جمعا ودراسة بحث للدكتور شايع بن عبده الأسمري (4 ردود)
استفسار عن تفسير:(رموز الكنوز) للرسعني (3 ردود)
ما أفضل كتاب لضبط المتشابه في القرآن؟ (5 ردود)
هذا ما كتبه فأرونا رأيكم.. (9 ردود)
المكتبة الصوتية للدروس العلمية في الرياض (( مجانا )) (0 ردود)
انا بحاجة لكتاب يتحدث عن خواتيم الايات (10 ردود)
مقدمة عن تفسير الجلالين وتفسير سورة الفاتحة للشيخ عبدالكريم الخضير (11 ردود)
تفاسير من شرق وجنوب الخليج (7 ردود)
أريد مصادر عن دراسات المستشرقين حول القرآن من حيث اللغة (4 ردود)
أبحث عن رسالة... (4 ردود)
المفسرة الهندية (بيكم)..هل هي اول من فسر القرآن من النساء (1 ردود)
كليات الألفاظ في التفسير (5 ردود)
مخطوطات مكتبة الدكتورأحمد عروة (2 ردود)
من مصنف كتاب درة التنزيل وغرة التأويل؟ (7 ردود)
اين احصل على مصدر هذا الكلام لابن حزم - رحمه الله - في تفسير بقي بن مخلد (4 ردود)
سؤال عن كيفية التعرف على منهج الترجيحات (3 ردود)
تفسير القطان الموجود في المكتبة الإسلامية لمن ؟ (13 ردود)
قال تعالى (يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في (1 ردود)
تفسير طاهر الجزائري (4 ردود)
كيف نزلت سورة التوبة؟ (2 ردود)
صدور العدد الأول من (مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية) (13 ردود)
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، (0 ردود)
مصحف الحفاظ على غرار مصحف التجويد ؟ (10 ردود)(1/1755)
غريب سورة الكهف للمجاصي المغربي رحمه الله (0 ردود)
ماهو رأيكم في من يقول عن تفسير سيد قطب انه ..............؟ (2 ردود)
هل طبعت هذه الرسائل العلمية ؟ (1 ردود)
ما هو سبب نزول سورة القلم ؟ (6 ردود)
هل يوجد مثال آخر أن اللام تفيد البعديه ؟ (5 ردود)
ما القول الراجح في قوله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} (1 ردود)
سؤال حول قوله تعالى " ومن الناسِ من يقول آمنا " ... (2 ردود)
اليوم احتفلت جامعة دمشق بمناقشة أول أطروحة دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم (6 ردود)
أقوال بعض علماء التفسير في قوله تعالى : لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي (6 ردود)
ما رايكم في هذا الوقف (0 ردود)
نرجو رأيكم فيما يسمى ( البيان بالحساب ) (7 ردود)
(مناهج المفسرين) مع الدكتور حازم سعيد حيدر في برنامج (مبادئ العلوم) (7 ردود)
سؤال إلى د مساعد طيار ( حفظه الله ) (1 ردود)
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (2 ردود)
"أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً "! (0 ردود)
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) أي : في الآخرة لا في الدنيا . (4 ردود)
دفع الإشكال الوارد حول سجود الشمس ! (3 ردود)
لقاء مع طالبة في دورة لحفظ القرآن تجاوز عمرها 80 سنة !! (1 ردود)
دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب (9 ردود)
كلام لشيخ الاسلام في الاختلاف من كتاب الاقتضاء (0 ردود)
يا أهل العلم (1 ردود)
سؤل يحتاج إلى جواب؟! (5 ردود)
المحب يعرف من فحوى كلام محبوبه مراده . (5 ردود)
من روائع الاستنباط : الاستنباط بالمطرد من أسلوب القرآن .. (7 ردود)
أبو السعود مفسراً (15 ردود)
برنامج التأصيل العلمي بعد التعديل وجزاكم الله خيرا (0 ردود)
تَحِيَّتُهُم يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ (1 ردود)(1/1756)
نَظَرَاتٌ فِي تَحْقِيقِ د.الخراط لكتاب (الدُّر المَصون في عُلومِ الكِتابِ المَكنونِ) (2 ردود)
تفسير قوله تعالى في بيوت أذن الله أن ترفع وفضل المساجد وحكم زخرفتها (0 ردود)
(ان شانئك هو الابتر ) تأمل فيها من خلال الواقع-كلام نفيس لشيخ الاسلام - (2 ردود)
من هو هذا الأزهري (رحمه الله) (5 ردود)
استخلاص الأحكام للقانع برواية قالون من الدرر للشيخ أحمد بن عثمان الشنقيطي (2 ردود)
تسمية تفسير الفخر الرازي بين: (مفاتيح الغيب) و(التفسير الكبير) (19 ردود)
"سَحَابٌ مَرْكُومٌ" (1 ردود)
التساؤل الابراهيمي.. (2 ردود)
التماس من طلاب جامعات العراق الصامد (3 ردود)
ماذا عن كتاب انشراح الصدور في تفسير سورة النور ؟ (5 ردود)
العدول في التعبير القرآني (4 ردود)
رسالة الماجستير :للدكتور :عبد السلام المجيدي (3 ردود)
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : " وأقم الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا (0 ردود)
أحكام القرآن للطحاوي (2 ردود)
(الداني مفسراً من خلال كتابه : المكتفى فى الوقف والابتدا) للدكتور الجكني (20 ردود)
دراسة تأصيلية لإشكالية الترادف في تفسير المفردة القرآنية (2 ردود)
برنامج تأصيلي لطلب العلم (2 ردود)
التقديم والتأخير في القرآن ... (18 ردود)
من يدلني على (3 ردود)
هل توجد في القرآن كلمات معربة -بحث للشيخ تقي الدين الهلالي (0 ردود)
سؤال عن معنى (مالك يوم الدين) و (ملك يوم الدين) ؟ (13 ردود)
سؤال يا أهل التفسير.. (4 ردود)
دلائل الآثار على مسائل أصول التفسير (1) (2 ردود)
مكتبة ضخمة حملت ما شئت منها من الكتب (2 ردود)
نصيحتي إلى إخواني في الدين والعربية (7 ردود)
دروس تفسير القرآن للشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة حفظه الله (0 ردود)
سورة الزمر تفسير / وتقسيم موضوعي - 3 - (2 ردود)
نداء ثان إلى المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن: ابتكار متن تأصيلي في الفن. (10 ردود)(1/1757)
عقيدة ابن عطية من خلال تفسيره المحرر الوجيز (1 ردود)
هل بُحث هذا الموضوع :(تفسير القرآن بالسنة : دراسة تأصيلية) ؟ (13 ردود)
شرح تفسير الكشاف للتفتازاني (2 ردود)
يا اهل القران ما رايكم في فعلي هذا (11 ردود)
كيف حال هذه المخطوطات....؟؟ (21 ردود)
صدر حديثاً كتاب(الزيادة والإحسان في علوم القرآن) لمحمد بن أحمد بن عقيلة المكي(1150هـ) (17 ردود)
سورة الزمر تفسير / وتقسيم موضوعي - 2- (7 ردود)
تأملات في مفهوم الحد القرآني ، و في اية سورة الاعراف :سيدنا آدم بعد المعصية.. (0 ردود)
ما رأيكم بطبعة دار سحنون التونسية لتفسير التحرير والتنوير ؟ (3 ردود)
ما حكم من ينكر القراءات القرآنية ؟ (4 ردود)
دعوة للمتخصصين: كتاب السير الذاتية لأعضاء الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه (7 ردود)
الدورات العلمية الصيفية في الدراسات القرآنية - صيف 1427هـ (ملف متجدد) (7 ردود)
آية الولاية نزلت في على بن أبي طالب والرواية يقول عنها بن كثير وهذا إسناد لا يقدح به! (23 ردود)
سورة الزمر / تقسيم موضوعي (5 ردود)
المنهج العلمي الأسلم في تفسير القرآن:تفسير المتقين. (2 ردود)
نحو النحو الحسابى- مطلوب مشاركين فى بحث مصفوفة موقع إعراب إسم الله فى القرآن الكريم (2 ردود)
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (4) (1 ردود)
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (3) (0 ردود)
يا أهل الخير طلب شرح منظومة الزمزمي (5 ردود)
الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء المنطوق بها اليوم (12 ردود)
سؤالٌ عن تفسير:(( و لا يأتونكَ بمَثَلٍ إلا جئناكَ بالحقِّ وأحسنَ تفسيرا)) (6 ردود)
مانصيحتكم لمن من الله عليه بحفظ القرآن الكريم؟(دعوة للمشاركة) (3 ردود)
كتب الدراسات القرآنية (7 ردود)
ماهي اهم العلوم التي يحتاجها طالب العلم لكي يتقن علم التفسير (2 ردود)
تواصل جديد مع أحد مشرفي هذا الموقع المتميز (2 ردود)(1/1758)
في شبكة الفصيح / لنشر ملخص رسالة الماجستير والدكتوراه في المجلات العربية والإسلامية (0 ردود)
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (2 ردود)
قائمة المشكلات المنهجية فى الإعجازالعددى لوضع ضوابط لها - مسودة مبدئية (1 ردود)
مشكلة المصطلحات في الدراسات القرآنية ..التفسير الموضوعي وإخوانه أنموذجًا (5 ردود)
رحلتي مع حفظ كتاب الله وتدبر وتفسيره (11 ردود)
إليكم يا أهل التفسير...! (سؤال الحائر) (6 ردود)
التفسير المظهري (5 ردود)
صدر حديثاً (آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في تسعة عشر مجلداً) (10 ردود)
دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه في السنة النبوية لأحد أعضاء الملتقى الفضلاء (13 ردود)
صدر حديثاً (موارد الحافظ ابن كثير في تفسيره) للدكتور سعود الفنيسان (1 ردود)
البنون في القرآن وهل هي تشمل البنين والبنات وإن سفلوا وأقوال العلماء في ذلك (3 ردود)
منهج الجمع بين الآية القرآنية والظاهرة الكونية (0 ردود)
ما المقصود بهذه النصوص ؟ وكيف نوجهها ؟ (1 ردود)
كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات ، (3 ردود)
قالت لأبي أيوب لما سمعته يقرأ سورة هود:(والله اني فيها منذ ثمان سنوات مافرغت منها) ؟؟ (6 ردود)
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله (4 ردود)
من يفيدني عن تفسير التحرير والتنوير (4 ردود)
فوائد منتقاة من أضواء البيان للشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله (44 ردود)
دار المعرفة تعبث بـ(الكشاف)!! (5 ردود)
صدر حديثاً كتاب (الدُّرَّةُ في تفسير سورة البقرة) للأستاذة ميادة الماضي (3 ردود)
فن الاحتباك (5 ردود)
للأهمية : سؤال عن رسالة ( أسباب النزول الواردة في كتاب "جامع البيان" ) (5 ردود)
لا أجد من يصلح (2 ردود)
تأملات في بعض الآيات (5 ردود)
سؤالي لكم يا أهل العلم (6 ردود)
ضع طلبك لأي كلمة فرشية أو أصولية قد تحتاجها في بحثك (3 ردود)(1/1759)
سؤال عن تفسير المراغي . (6 ردود)
إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ؟ (6 ردود)
حكم التنوين وضبطه رسما قبل البسملة في رواية ورش (جواب مجمع الملك فهد) (2 ردود)
من يجيبني فأدعو له (0 ردود)
كيف تحصل الملكة في التفسير؟ (6 ردود)
ما الفرق بين السفر والضرب في الارض ؟ (7 ردود)
قال الشيخ عبدالكريم الخضير:(هذا كتاب ...متعوب عليه) . (4 ردود)
إعجاز القرآن الكريم في بلاغته (5 ردود)
سؤال عن إعجاز القرآن في كتب مصطفى صادق الرافعي (9 ردود)
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ " (1 ردود)
مرحباً بكم (11 ردود)
سؤال عن كتاب ( سنن القراء ومناهج المجودين ) (1 ردود)
أيصح أن نجعل اختيار مفسر ترجيحا ؟ وهل نعتبر سرد جملة من الأقوال ترجيحا ؟ (2 ردود)
استفسار حول التفاسير البيانية! (2 ردود)
رأيكم هام قبل إخراج رواية ورش بهذا النسق (0 ردود)
بعض أبحاث الدكتور عبد السلام المجيدي حفظه الله (2 ردود)
مشاركة في قوله تعالى ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل) الآية .. (0 ردود)
مناقشة رسالة دكتوراه عن(ترجيحات الرازي في تفسيره في ضوء قواعد الترجيح بالنص القرآني) (9 ردود)
نص قرآني برواية ورش (3 ردود)
سؤال حول البيان والإجمال (0 ردود)
فوائد وقواعد وضوابط وكليات من كتاب أحكام القرآن لابن العربي (7 ردود)
في الأسواق كتاب للداني في القراءات لا أنصح أحدا باقتنائه (3 ردود)
هل يجوز قراءة الحديث كقراءة القرآن الكريم؟ (2 ردود)
أقوال الإمامين ابن حجر والنووي- رحمهما الله- في التفسير..... (3 ردود)
سؤال مهم في التجويد (0 ردود)
دروس من القرآن الكريم (للتحميل) (0 ردود)
سؤال عن تفسير القرطبي . (10 ردود)
بحث (الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات) (2 ردود)
الآيات التي وجدت فيها ظاهرة المشاكلة من خلال التفاسير . (7 ردود)
كيد النساء وكيد الشيطان كما ورد في القرآن (5 ردود)(1/1760)
صدر حديثاً (كتاب القرآن) جمع وترتيب طارق عوض الله (1 ردود)
داء السرقات العلمية متى ينتهي ؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي . (34 ردود)
مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان : أقوال القاضي عياض في التفسير : عرضاً ودراسة (8 ردود)
دعوة لمناقشة رسالة ماجستير لأحد أعضاء الملتقى بعنوان:منهج الاستنباط من القرآن الكريم (11 ردود)
تساؤل عن الاحرف السبعة والرسم العثمانى (1 ردود)
اقتراح عن قراءات الائمة والرسم العثمانى (4 ردود)
إعراب القرآن (6 ردود)
اسلوب القران في الرد على أهل الكفر والإلحاد (24 ردود)
قريبا إن شاء الله : قائمة بتفاسير القرآن من النشأة حتى عصرنا الحاضر . (2 ردود)
آية وحديث (5): شرط عجيب!!!!! (0 ردود)
ما هي أفضل طبعة لكتاب غيث النفع؟ (2 ردود)
سؤال عن الشاطبي والبقاعي (4 ردود)
العلامة ابن باديس يبدع في علم المناسبة (2 ردود)
التفسير الموضوعي لسورة الاسراء (1 ردود)
صدر حديثاً كتاب (كليات الألفاظ في التفسير- دراسة نظرية تطبيقية) للشيخ بريك القرني (8 ردود)
بيان سبب انقطاع ملتقى أهل التفسير من 7-20/4/1427هـ (27 ردود)
تهنئة الأخ أبي مجاهد العبيدي بمناسبة حصوله على الدكتوراه وفقه الله (39 ردود)
سنية القراءات (0 ردود)
وأوحينا إلى أم موسى (3 ردود)
لطائف من القرآن الكريم (0 ردود)
ملك مصر ....هل كان صدق رؤياه دليلا على ايمانه ؟؟ (3 ردود)
ما هو الصحيح في تفسير و حفظ القرآن ( من أين البداية -البقرة أو الناس - (0 ردود)
أرجوكم هل أجد كتاب قواعد الترجيح للحربي على شكل وورد؟ (4 ردود)
صدر حديثاً (المستنير في القراءات العشر) لأحمد بن علي البغدادي (ت496هـ) محققاً (7 ردود)
سؤال (1 ردود)
هل عصمة الأنبياء بعد بدء الوحي أم يولد النبي و هو معصوم ؟ (14 ردود)
هل تفسير ابن مردويه مفقود؟ (2 ردود)
ما رايكم بهذا القول ؟؟ (3 ردود)
أبي بن كعب.. وإنكار القراءات ؟؟ (1 ردود)(1/1761)
هل نظرتَ إلى الإبل كيف خُلقت ؟! . (9 ردود)
صدور كتاب التفسير الميسر للدكتور عائض القرني (7 ردود)
سؤال عن مرونة الجملة العربية (0 ردود)
العلامة ابن باديس يشكو من أهل التفسيراللفظي (5 ردود)
من يفتيني في هذا ؟ وله مني الدعاء . (2 ردود)
سؤال عن المفصل في القرآن الكريم (6 ردود)
من أوثق نقلة التفسير عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (5 ردود)
شرف التفسير (0 ردود)
كتب أحكام القرآن (0 ردود)
استشكال؟؟ (2 ردود)
اختصار كتب تفسير القرآن (4 ردود)
حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن ـــ لأحمد حسن الخميسي (3 ردود)
سؤال عن التنغيم اللغوي في القرآن الكريم ؟ (2 ردود)
ذو القرنين - دراسة تحليلية (3 ردود)
تقرير عن كتاب مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني (2 ردود)
السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - المبحث الاول: الرسل بين بشريتهم والوحي (5 ردود)
( غريب القرآن ) , مع د.عبدالرحمن الشهري , المشرف العام (1 ردود)
سؤالي عن الطريقة الصحيحة لتحقيق مخطوط التفسير ؟ (7 ردود)
السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - مقاربة جديدة - المقدمة (0 ردود)
هل يصح قول ( براءة الذئب من دم يوسف ) مع أنه لم تحصل المهاجمة ؟ (8 ردود)
عادات القرآن (15 ردود)
أسئلة إعرابية تتعلق بلفظ الجلالة - الله (0 ردود)
بيان عن كتاب:( حسن المدد في فن العدد للجعبري ) (8 ردود)
هل هناك ضوابط للحكم على طريقة مفسر بأنها من أحسن طرق التفسير؟ (3 ردود)
أريد معرفة الدراسات التي دارت عن كتاب (أضواء البيان) (1 ردود)
طلب ورجاء من جميع أعضاء الملتقى حفظهم الله .. أرجو الدخول . (33 ردود)
آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير !! (5 ردود)
من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم- د. يوسف بن عبد الله الأنصاري (3 ردود)
(1/1762)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ : عبدالله بن يوسف الجديع
---
أريد كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ : عبدالله بن يوسف الجديع
---
صالح الدرويش
10-03-2003, 01:03 AM
الإخوة في ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أريد لو تكرمتم فضلا لاأمرا المكتبة التي لديها كتاب : المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ : عبدالله بن يوسف الجديع .
حيث أنني بحثت عنه جاهدا في المكتبات - في الرياض - المشهورة فلم أجده فأرجو ممن يعلم مكان بيعه أن يكتب لي اسم المكتبة ورقم هاتفها ، أو أو يرسل الرابط إن هناك الكتاب موجودا على الأنترنت
وجزاكم الله كل خير وجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا
---
عبدالرحمن الشهري
10-03-2003, 05:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الكتاب - أخي الكريم - متوفر إن شاء الله في المكتبة التدمرية ورقم هاتفها هو 4924706
وتجده إن شاء الله في مكتبة أطلس كذلك في شارع السويدي العام ورقم الهاتف هو 4266104
وأظنه متوفر في غيرها إن شاء الله.
---
عبد الله الخضيري
10-03-2003, 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله أخي الكريم / محب أهل القرآن
و إليك هذا الرابط فيما كتبه الشيخ عبد الرحمن الشهري في عرضٍ له عن هذا الكتاب
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=131&highlight=%C7%E1%E3%DE%CF%E3%C7%CA+%C7%E1%C3%D3%C7 %D3%ED%C9+%C7%E1%CC%CF%ED%DA
و بإمكانك مراسلة الشيخ خاصة عما كتب
و لك تحياتي
---
صالح الدرويش
10-04-2003, 05:11 PM
فضيلة الشيخ الفاضل : عبدالرحمن الشهري سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد(1/1763)
بحثت عنه في التدمرية و االأطلس و الرشد و العبيكان وجرير ودار العاصمة وغيرها من المكتبات في الرياض فلم أجده الجميع يقول : نفد من عندنا .
فأرجو ممن يجده التكرم بإفادتي عن هذا الكتاب سواء في الرياض أو أي منطقة من مناطق المملكة
وشكر الله للجميع حسن تعاونهم وطيب تواصلهم
---
عبدالرحمن الشهري
12-10-2003, 11:37 AM
أخي الكريم محب أهل القرآن وفقه الله
منذ رأيت سؤالك هذا وأنا أسأل أصدقائي من أصحاب المكتبات هنا وهناك عن هذا الكتاب ، وآخرها سألت الناشر وهو دار الريان عنه في المعرض الأخير للكتاب في جدة في رمضان الفائت وأخبرني بأنه قد نفد من عنده وأنه بصدد التفكير في إعادة طبعه مرة أخرى.
ولكنني اليوم وجدت نسخة منه في إحدى مكتبات الرياض ، فإن لم تكن قد وجدته فأخبرني أدلك عليه إن شاء الله ، ولا تخف فقد خبأته لك في مكان آمن إن شاء الله.
وتقبل تحياتي ، وزادك الله حرصاً على العلم.
---
صالح الدرويش
12-11-2003, 01:14 AM
الإخوة الأفاضل سلمهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
شكر الله لكم اهتمامكم وحسن تعاملكم ولقد يسر الله لي أخ فاضل كان في مصر وأحضره من هناك
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات .
---
عبدالرحمن الشهري
12-11-2003, 06:35 AM
الحمد لله . وأسأل الله لك التوفيق.
---
زيد العنزي
12-12-2003, 02:01 AM
اخي العزيز عبد الرحمن هل من الممكن ان تدلني على مكان هذه المكتبة .
---
عبدالرحمن الشهري
12-12-2003, 08:03 AM
أخي أبا محمد وفقه الله
قد فعلتُ ، ويمكنك مراجعة رسائلك الخاصة.
---
(1/1764)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > أحمد زكي اليماني والنصّ القرآني
---
أحمد زكي اليماني والنصّ القرآني
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2006, 03:10 PM
مقال منقول للدكتور رضوان السيد - أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية
لا أعرف للشيخ أحمد زكي اليماني دراساتٍ في القرآن الكريم، نصاً أو تاريخاً. فقد كان الرجل كما هو معروف وزيراً للبترول بالمملكة العربية السعودية لمدةٍ طويلة، ثم عندما خرج من الوزارة انصرف لإدارة ثروته الكبيرة، وأظهر اهتماماً محموداً بالشؤون الثقافية والعامة؛ فأنشأ مؤسسة الفُرقان بلندن، ودعم كراسيَ وبرامجَ للدراسات العربية والإسلامية ببعض الجامعات الغربية. وقد استمعتُ في التسعينيات لمحاضرتين له عن الإسلام والديمقراطية، كما قرآْتُ مداخلاتٍ له في بعض المؤتمرات عن تطورات أسواق النفط والمال، والسياسات الغربية– والأميركية على الخصوص– تجاه المنطقة العربية، والعالم الإسلامي. وما استمعتُ إليه منه أو قرأتُهُ له في الشأن السياسي والاقتصادي ينمُّ عن معرفةٍ واطّلاعٍ لا بأسَ بهما، وهما غير مستغرَبين من رجلٍ يُعايشُ الشأن العامّ، ويشارك في الرأي أو القرار السياسي والاقتصادي منذ أكثر من أربعة عقود. أما ثقافتُهُ العربيةُ والإسلامية- وحكمي يستند دائماً إلى القليل الذي سمعتُهُ منه أو قرأتُهُ له– فليست عميقةً ولا تنمُّ عن اطّلاعٍ واسعٍ يسمحُ ببلوغ درجة "الاجتهاد" في التفسير الآخَر للتاريخ الإسلامي، أو تأويل النصوص، واستنباط الأحكام. وقد كنتُ أعجبُ- وما أزال- ولديه كما لدى آخرين كثيرين من رجال الشأن العامّ العرب، ممن يملكون دعوى ثقافية- لضآلة معرفتهم باللغة العربية، وكثرة أخطائهم في قراءة نصوصِها، والتحدث بفُصحاها، وأهوال سقطاتهم في نحوها وصرفها وبلاغتها؛ فكيف يستطيعون قراءة النصوص القديمة، والوصول إلى تأويلاتٍ(1/1765)
جديدةٍ فيها؟
وعلى أي حال، فإنّ تنويرية الشيخ اليماني، وتأويلياته الإسلامية ما خرجتْ في ما سمعتُ وقرأتُ عن حدود التفاصُح والدعوى، وإشعار السامعين أو القارئين، أنه صاحبُ رأيٍ ومذهب في الشأن الثقافي العربي والإسلامي، ودليلُهُ على ذلك أنه تولّى الوزارة، وجمع ثروةً طائلة؛ فمن حقّه على العرب والعجم( أعني الغربيين) أن يؤمنوا بتفوُّقه في المجالين الثقافي والديني، كما برز وتفوق في المجالين الإداري والمالي! وما كان ذلك مزعجاً لي، بعد أن خبرتُ الأَمْرَ نفَسَهُ لدى العديدين من الأثرياء العرب، الذين يُبْعَدُون عن العمل العامّ المباشر، وقد كانوا فيه ملكَ السمع والبصر، فيستعيضون عنه أو يحاولون، ببدائع السَمَر، و"الكشوف" العلمية والتاريخية الشديدة الهَول والإغراب.
قدّمْتُ بهذه المقدّمة الطويلة، لأقول، إنني كنتُ مخطئاً تماماً، في التسامُح إزاءَ شطحات أثريائنا الثقافية والدينية؛ حتى وإن كانوا متميزين في مجال تخصصهم واهتماماتهم الأصلية، مثلما هو الحال مع الشيخ أحمد زكي اليماني. فقد ذهب الرجل في مقالةٍ كتبها [...] – بين أمورٍ كثيرة- إلى أنّه اكتشف في المكتبة"السرية" للفاتيكان( نعم: السرية أو الخاصة جداً!) صحفاً أو رقوقاً تتضمن آياتٍ من القرآن، ليست في المصحف الإمام الذي أمر بجمعه أمير المؤمنين عثمان (والشيخ اليماني يتحدث عن جمع أبي بكر). وقد قدّر الشيخ اليماني، ويا لَهول ما قَدَر(!) أنّ تلك الصحف احتفظ بها سراً خارجَ المصحف بعض أُمراء بني أمية، وأورثوها لعبد الرحمن الداخل، الذي ذهب بها معه إلى الأندلس ومن هناك وصلت في القرون التالية إلى الفاتيكان!(1/1766)
لا أُريد في هذا المعرض، مناقشة المسائل الأُخرى التي ذكرها اليماني عن علاقته بالبابا الأسبق، وكيف صحَّح له فهمه لأكل التمر، وصلة ذلك بالرُطَب الذي تساقط على السيدة مريم أثناء الولادة...الخ. فذلك كلُّه يدخل في باب التعاظُم لدى أثريائنا الأجلاّء ... ومن قصُر باعه وذراعه يصلُهُ "بشرطوطة" (قطعة قماش)، كما يقول الريفيون اللبنانيون! أمّا مسألةُ القرآن، فلا يجوزُ السكوتُ عليها، لا بسبب فظاعتها من الناحية الدينية وحسْب؛ بل ولأنها غاصّةٌ بالأخطاء والخطايا التاريخية والعقلية، ولا يصلُ إلى درْكَها إلاّ من ترك عقله وراءه ظهرياً.(1/1767)
فالرواية الإسلامية المعتمدة أنّ جمع القرآن تراوح بين عهدي أبي بكرٍ وعثمان: في عهد أبي بكرٍ جمُعت العُسُب واللخافُ والأكتافُ والرقوق في بيت حفصة بنت عمر زوج النبي(صلى الله عليه وسلم). وفي عهد عثمان أُخذت تلك (المجموعة)، وقورنت بما عند المسلمين حفظاً وكتابة، ودُوّنت في (المصحف)، الذي كُتبت منه عدةُ نُسَخٍ أُرسلتْ للأمصار. وما كان للأُمويين دَخْلٌ في ذلك. وقد اتُّهم الأُمويون بشتى التُهَم الصحيحة والمخطئة، وما كان من بينها إخفاءُ شيء من القرآن، وكيف يكونُ لهم ذلك، وقد جُمع القرآن وجرى تداوُلُهُ كاملاً ومكتوباً قبل عهدهم وسلطتهم بزمنٍ طويل. ثم إنهم عندما وصلوا للسلطة قادوا حملةً ضدَّ الذين اتهموهم بالاحتفاظ بنُسَخِهِمْ الخاصّة من القرآن، من تلامذة عبد الله بن مسعود؛ إذ كانوا يعتبرون عثمان شيخهم ومرجعهم الأول وأصل شرعيتهم. وإذا جاز لمستشرقٍ أن يقول إنّ أبا بكرٍ أو عثمان أخفى شيئاً من القرآن، لأنّ فيه ذكراً لفضائل علي وأهل البيت مثلاً، فكيف يوافقُ عليٌّ على ذلك، وقد شهد جمع عثمان، كما حكم بعد عثمان، واتخذ من مصحف عثمان مصحفاً له، وما نزالُ نعرفُ من كتب علوم القرآن أن مصحف عليٍ كان يختلف في ترتيب بعض سُوَر القرآن الوسطى والقصيرة؛ لكنّ علياً رأى أن ترتيب المصحف العثماني أصحُّ من ترتيبه، وهو الموروثُ بإجماع الصحابة عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم).(1/1768)
أما الأسطورةُ الأُخرى عن مكتبة الفاتيكان السرية، فلا أساسَ لها أيضاً. فالمخطوطات العربية والقرآنية بالفاتيكان صدرت لها فهارسُ علميةُ تضمنتها كلها منذ قرنٍ ونيف، وقد كانت هناك مئاتٌ من الردود المتبادلة والجدالات الفظيعة بين المسلمين والمسيحيين في العصور الوسطى والحديثة، فلو كانت هناك- جدلاً– ورقاتٌ سرية تتضمن آياتٍ ليست في المصحف العثماني لسارع المجادلون المسيحيون إلى استعمالها ضد القرآن والمسلمين؛ وبخاصةٍ أنّ القرآن ثم كتب الردود الإسلامية ( المسمَّاة: الردّ على النصارى) تتهم هؤلاء منذ القرن الثالث الهجري بتحريف الإنجيل، وبالتزيُّد فيه، أو الإنقاص منه!
وما نجا القرآنُ من الاستشراقين القديم والجديد. في الاستشراق القديم بحث المعنيون بالدراسات القرآنية في الأصول اليهودية والمسيحية للقرآن. ووصل الأمر ببعضهم لتتبُّع القرآن أيةً أيةً، وتحديد النص أو القصة أو الحكم الذي أَخَذَ منه النبي(صلى الله عليه وسلم) هذا الأمر أو ذاك. حتى إذا لم يجدوا موطناً في النصوص المسيحية واليهودية الرسمية يمكن الإرجاع إليه، قالوا إنّ ما في القرآن مأخوذٌ عن التراث الشعبي اليهودي أو المسيحي. وإذا وجدوا أنّ هذه القصة أو تلك في القرآن تخالفُ ما في نصوصهم القانونية قالوا إنّ محمداً أخطأ في فهم النصّ الذي نقل عنه ربما لاعتماده على روايةٍ شفويةٍ أو لأن الذين أخبروه أو ترجموا له خدعوه! أمّا الاستشراق المعاصر فقد بذل جَهداً كبيراً في العقود الثلاثة الماضية في تدمير تاريخية القرآن. البعض قال إنّ النبيَّ وأصحابه تركوا قِطَعاً من القرآن، عانى العباسيون لجمعها بعد مائةٍ وخمسين عاماً على وفاة النبي. والبعض الآخر عاد لإرجاع القرآن كلِّه إلى أُصولٍ سريانيةٍ وآرامية جُمعت ونُظّمت وحُذف منها وأُضيف إليها عبر القرنين الأولين للإسلام!(1/1769)
ولستُ أقصِدُ من وراء التطرق للاستشراق اتهام الشيخ اليماني بأنه متأثرٌ به، أو أنّ المستشرقين هؤلاء سيتخذون كلامه حجةً لتصعيد الحملة على القرآن- فاليماني لا يصلح حجةً في هذا المجال معنا أو علينا. بل ذكرتُ أقوالَ وآراء ضِعاف الدارسين هؤلاء لأُذكّرهُ بأن مباحث القِدَم والأصالة والاكتمال ظلت الشغل الشاغلَ للدراسات (العلمية والنقدية!) طوال قرنٍ ونصف، ما خطر ببال أحدٍ من هؤلاء ما خَطَر لليماني؛ إذ لو كان أقلّ ذلك صحيحاً أو معقولاً أو تاريخياً، لانتهى القرآن منذ زمنٍ طويلٍ، تحت وطأة الإضافات والمحذوفات؛ وبخاصةٍ أنّ المسلمين أنقسموا بسبب الصراع السياسي منذ الصدر الأول، ولو لم يكن الإجماعُ على القرآن سابقاً على الانقسام، لما أمكن الاتفاقُ على (قانونيته) لا أيام بني أمية، ولا أيام بني العباس!
لستُ أخشى على القرآن من عجائب الشيخ اليماني، وتخرصات الأثرياء العرب. لكنّ ما قاله هَذَرٌ وسخرية سوداء في زمن الجدّ والأزمة والسحق، من القبض على الحجر. وكنا ننتظر من اليماني وأمثاله آراء وتوجهات في الثروة النفطية واستراتيجيات أحوالها، وفي إصلاح الشأن العامّ، إلا إذا كان يعتقد أنه حلَّ كلَّ المشاكل السياسية والاقتصادية، ما بقي عليه غير تصحيح تاريخ النصّ القرآني : يا أمةً ضحكت من جهلها الأُمَمُ !
منقول
---
أبو عبد المعز
04-18-2006, 08:09 PM
وقد قدّر الشيخ اليماني، ويا لَهول ما قَدَر(!) أنّ تلك الصحف احتفظ بها سراً خارجَ المصحف بعض أُمراء بني أمية، وأورثوها لعبد الرحمن الداخل، الذي ذهب بها معه إلى الأندلس ومن هناك وصلت في القرون التالية إلى الفاتيكان!
اختلس من القرآن.....نقص منه......زيد فيه ما هذا الهراء؟
لا يستطيع أي عاقل أن يرد على السفسطة......(1/1770)
لو قلت له إن منزل القرآن قال:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر...لقال لك: وما يدريك أن تكون هذه الآية نفسها مما زيد في القرآن.
ولو خطر لك أن تقول له قال مسلم في صحيحه: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان ...
لسكتت في الحال......لأن المعاند يشك في المتواتر فكيف تثبته بطريق أضعف من التواتر....
على هؤلاء أن يفهموا أن القرآن الأصل فيه أنه محفوظ في الصدور....وحتى لو لم يكتب منه حرف واحد لبقي فوق كل شك.....وما نسخه في الصحف والورق إلا زيادة في قطع الوساوس ...
آلاف من الناس سمعوا القرآن من فم الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظوه....وبلغوه إلى أقوامهم شفاهة وهؤلاء حفظوه لأبنائهم بنفس الأسلوب......وسيستمر الحال هكذا الى يوم القيامة....
وهذا أكبر برهان على حفظ القرآن.....فلو كان الحفظ فقط عن طريق الكتابة لجاءت الشكوك:فقد تزاد كلمة في نسخة بغير علم صاحبها....وقد تصحف كلمة.....وقد وقد....وعند مقابلة النسخ ستكون البلبلة......لكن الشأن هنا يتعلق بالصدور.....ولا يمكن تصحيف حرف في ذاكرة الحافظ إلا بنوع من التنويم المغناطيسي إن كان هذا العلم صحيحا كما يدعون....
يقال لهذا السفسطائي:
تلك الصحف المزعومة بتسميتك إياها قرآنا معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم أوحيت إليه مما أوحي إليه....فلا بد أن يكون قد بلغها......ولا بد أن تكون العقول حفظتها.....ولا بد أن تكون هذه العقول قد نشرتها في الصاحب والأهل.....
فهل جمعها الأمويون من عقول الناس أم نوموهم مغناطيسيا......فنزعت من الصدور وبقيت في الصحف السرية.....إلى أن ظهرت.....ولكن أين.....
عند الرهبان والأحبار الذين استحفظوا فما حفظوا....عجبا لهم يزورون كتبهم...ولكنهم ظراف جدا مع المسلمين احتفظوا لهم بما ضاع من القرآن....وأرشدوا إليها الوزير المذكور.....(1/1771)
أين العقول أيها الناس.
---
ابن الشجري
05-20-2006, 12:45 AM
شكر الله لفضيلة الشيخ د/ عبدالرحمن الشهري على نقله هذا الرد المبكّت ، فليت من ينقل لنا نص كلام أحمد زكي يماني ، فلعل بين أسطر كلامه ما يخفف وطأة هذه النحلة ، وحتى نعلم هل هي مقالة أرسلها أم هو مذهب ذهب إليه ، على حد من يفرق بين المذهب والمقالة .
---
ناصر
05-22-2006, 06:01 PM
نعم أخي ابن الشجري, إليكم مصدر ما نقله فضيلة الدكتور عبدالرحمن [أنقر هنا (http://www.almultaka.net/home.php?subaction=showfull&id=1125526654&archive=&start_from=&ucat=3&) من فضلكم].
و هنا تجدون نص مقالة الشيخ أحمد زكي اليماني كاملة إن شاء الله [أنقر هنا (http://www.metransparent.com/texts/ahmad_zaki_yamani_vatican_quran_manuscript.htm) من فضلكم].
و هنا تجدون دفاع الرجل عن نفسه [أنقر هنا (http://www.elaph.com/ElaphWeb/AkhbarKhasa/2005/6/71827.htm) من فضلكم].
دمتم طيبين أخي.
---
(1/1772)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صورة الجاهلية فى القرآن الكريم
---
صورة الجاهلية فى القرآن الكريم
---
د.إبراهيم عوض
01-01-2006, 01:38 AM
كان عرب الجاهلية فى عمومهم يعبدون آلهة متعددة، وكانوا لا يتصورون أن يكون الإله واحدا، وعندما جاءهم الرسول الكريم بالتوحيد لقى منهم التكذيب والعنت الشديد، وأخذ الأمر منه زمنا طويلا حتى اقتنعوا أخيرا بما جاءهم به. بل إنه بعد أن أنفق فى الدعوة فى مكة ثلاث عشرة سنة بذل فيها كل جهد ممكن وغير ممكن وتعب تعبًا بالغًا لم يؤمن به إلا القليلون، مما اضطره هو ومن آمن معه من أهل مكة إلى الهجرة إلى يثرب، وعندئذ تغير وجه المسيرة الدعوية، وانتهى الأمر بأن أسلمت الجزيرة العربية كلها لا مكة فحسب. وكانوا فى بداءة الأمر يستغربون منه، عليه السلام، أن يهاجم الأوثان ويغضبون لذلك أعنف الغضب، بل لقد فكر مشركو مكة فى قتله أو فى حبسه لولا أن نبهه الله سبحانه وأمره بترك موطنه والنزوح إلى بلد جديد يكون فيه مصير الدعوة الجديدة أكثر توفيقا: "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الأنفال/ 30). ومما نزل من الوحى فى هذا الموضوع قوله تعالى: "أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ* وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ" (ص/ 5- 6). وسبب نزول هاتين الآيتين، على ما ترويه كتب أسباب النزول والتفاسير، أنه لما أسلم عمر رضي الله عنه شَقَّ ذلك على قريش فأَتَوْا أبا طالب وقالوا: أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمتَ ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنا جئناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فاسْتَحْضَرَ أبو طالب رسولَ الله صلى الله(1/1773)
عليه وسلم وقال: هؤلاء قومك يسألونك السَّوَاء، فلا تَمِلْ كل الميل عليهم. فقال صلى الله عليه وسلم: ماذا يسألونني؟ فقالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا، ونَدَعك وإلهك. فقال: أرأيتم إن أعطيتكم ما سألتم، أَمُعْطِيَّ أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب وتَدِين لكم بها العجم؟ فقالوا: نعم وعَشْرًا. فقال: قولوا: لا إله إلا الله. فقاموا وقالوا: "أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا؟ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ!". وانطلق أشراف قريش من مجلس أبي طالب بعدما بكَّتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلين بعضهم لبعض: اصبروا واثبتوا على عبادة آلهتكم، فإن مكالمته لا تنفعكم. إن هذا الأمر لَشَيْءٌ من ريب الزمان يراد بنا فلا مردّ له، أو أن هذا الذي يدعيه من التوحيد أو يقصده من الرئاسة والترفع على العرب والعجم لشيءٌ يريده كل أحد، أو أن دينكم لشيءٌ يُطْلَب ليؤخذ منكم. ما سمعنا بالذي يقوله في الملة التي أدركنا عليها آباءنا، أو في ملة عيسى عليه الصلاة والسلام التي هي آخر الملل، فإن النصارى يثلِّثون. ما هذا إلا كذبٌ اختلقه محمد. وهناك خبر آخر يبين لنا مدى تمسك الكفار بأوثانهم وكراهيتهم أن يسمعوا فيها شيئا يخالف اعتقاداتهم بشأنها. وخلاصته، كما جاء عند الواحدى فى "أسباب النزول"، أن "خمسة نفر: عبد الله بن أبي أمية المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ائْتِ بقرآن ليس فيه تَرْك عبادة اللات والعُزَّى". وجاء أيضا فى "أسباب النزول" للواحدى أن "وفد ثقيف أَتَوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسألوا شططًا وقالوا: متِّعْنا باللات سَنَةً، وحَرِّمْ وادينا كما حَرَّمْتَ مكة: شجرها وطيرها ووحشها. فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم".(1/1774)
وقد تتالت الآيات التى تنبههم إلى سخف هذا اللون من التفكير والاعتقاد، لكن تشبثهم بما فى رؤوسهم كان عنيفا، وهذا يفسر التكرار الكثير لدعوة التوحيد فى القرآن الكريم والحملة على الشرك: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" (الأنعام/ 151)، "وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (يونس/ 18)، "وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا" (مريم/81 )، "وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا" (الفرقان/ 3)، "وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ" (الذاريات/51)... إلخ. وقد كانوا مع ذلك يؤمنون بأن الله هو الذى خلق السماوات والأرض وسخَّر الشمس والقمر ونزَّل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ" (العنكبوت/61)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" (العنكبوت/ 63)، "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ" (الزخرف/ 9). ومع ذلك فـ"إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ(1/1775)
يَسْتَكْبِرُونَ* ويَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكو آلِهَتَنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ" (الصافّات/ 35)، "وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" (الزمر/43- 45)، إذ كانوا يعتقدون أنهم شفعاؤهم عنده سبحانه وأنهم هم الذين يقرّبونهم إلى الله زُلْفَى: "وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (يونس/ 18)، "مَا نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى" (الزمر/ 3). ونبههم القرآن الكريم مرارا أن أولئك الآلهة المزعومين لا يملكون لهم شيئا من نفع أو ضر، وأن الشفاعة إنما هى لله وحده، ليس للأوثان منها أىّ نصيب: "وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ* وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ" (الأنعام/ 93- 94)، "وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ(1/1776)
وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" (يونس/ 18)، "وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا" (الفرقان/ 3)، "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (الروم/ 12- 13)، "أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (الزُّمَر/43).(1/1777)
وكان من أوثانهم اللات والعُزَّى ومناة، وقد تهكم القرآن على شركهم وعقليتهم المتخلفة التى تسوِّل لهم أن هذه الأوثان هى بنات الله: "أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى" (النجم/19- 21). وتناول المفسرون اللاَّت والعُزَّى ومناة فقالوا إنها أصنام كانت لهم، وإن اللات كانت لثقيف بالطائف (وقيل : بنخلة) تعبدها قريش، وأوردوا ما زعمه الزاعمون من أنها سُمِّيَتْ باسم رجل كان يَلُتّ عندها السمن بالسَّوِيق بالطائف ويُطْعِمه الحاجّ ، وكانوا يعكفون على قبره فجعلوه وثنا، أما العُزَّى فكانت لغطفان، وهي شجرةُ سَمُرَة ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها بعد الفتح خالد بن الوليد فقطعها، فخرجت منها، كما تقول بعض الروايات، شيطانة منشورة الشعر تصيح: يا ويلاه، وهى واضعة يدها على رأسها، فجعل يضرب بالسيف حتى قتلها، ورجع فأخبر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام: تلك العُزّى، ولن تُعْبَد أبدا، وأما مَنَاة : فصخرة كانت لهذيل وخزاعة ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنها كانت لثقيف ، وكأنها سُمِّيَتْ: "مناة" لأنّ دماء النسائك كانت تُمْنَى عندها، أي تُرَاق. وجاء فى "أسباب النزول" للواحدى أن "الأنصار كانوا يحجّون لمناة، وكانت مناة حَذْوَ قُدَيْد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة". وكانت هناك أوثان أخرى ذكرت أسبابُ النزول اثنين منها هما إساف ونائلة، اللذان تقول الروايات إنهما كانا على الصفا والمروة على الترتيب. يقول الواحدى: " كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له: إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تُدْعَى: نائلة. فزعم أهل الكتاب أنهما زَنَيَا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين ووضعهما على الصفا والمروة ليُعْتَبَر بهما. فلما طالت المدة عُبِدَا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مَسَحوا(1/1778)
الوَثَنَيْن". وكان المشركون يقولون إنّ الملائكة وهذه الأصنام هى بنات الله، وكانوا يعبدونها ويزعمون أنها شفعاؤهم عند الله تعالى رغم نفورهم من البنات ووأدهم لهن، فقيل لهم: " ألكُمُ الذَّكرُ ولهُ الأُنثى؟"، إذ كانوا، كما قلنا، يكرهون خلفة الإناث، فأراد الله أن يلفتهم إلى سخافة تفكيرهم وحُمْق تصرفهم حين ينسبون إليه الإناث اللاتى يكرهونهن بل يقتلونهن أحيانا، ثم يختصون أنفسهم بالذُّكْران !
على أن هذه الأصنام ليست هى وحدها بنات الله وشركاءه، بل هناك الجن والملائكة أيضا: "وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ" (الأنعام/ 100)، "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ* لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ" (الأنبياء/26- 28)، "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ" (سبأ/ 40- 41)، "فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ* أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ* أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ* وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ* أَفَلا تَذَكَّرُونَ* أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ* فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ* وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ(1/1779)
إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُون" (الصافَّات/ 149- 158)، "وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ* أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ* وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ* وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ" (الزخرف/ 15- 19)، وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ" (51)، "أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ" (الطور/ 39)، "إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاْلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنْثَى" (النجم/ 27). وقيل إن المقصود فى آية "الأنعام" ليس الجن بل الملائكة، فقد عبدوهم وقالوا: الملائكة بنات الله، وقد سماهم القرآن: "جِنًّا" لاجتنانهم (أى لاختفائهم) تحقيرا لشأنهم. وقيل: بل المقصود بـ"الجن" الشياطين لأنهم أطاعوهم كما يطاع الله تعالى، أو لأنهم كانوا يقولون إن الله خالق الخير وكل ما هو نافع، والشيطان خالق الشر وكل ما هو ضارّ. وبقريبٍ من هذا فسَّر ابن الكلبى النص القرآنى، إذ قال حسبما نقل الواحدى: "نزلت هذه الآية في الزنادقة، قالوا: إن الله تعالى وإبليس أخوان، والله خالق الناس والدواب، وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب". وقد حاول الزمخشرى، فى تفسيره لآيات "الصافات"، أن يسوِّغ تسمية الملائكة: "جِنًّا" بقوله إن جنس الملائكة والشياطين واحد، وهو جنس الجن، "ولكنّ مَنْ خَبُثَ من الجن ومَرَد وكان شرًّا كله فهو شيطان، ومن طَهُرَ منهم ونَسُكَ وكان خيرًا كله فهو مَلَك، فذَكَرَهم في هذا الموضع باسم جنسهم، وإنما ذكرهم بهذا الاسم وضعًا(1/1780)
منهم وتقصيرًا بهم ". أما أنا فأرى أن الجن هنا إنما هم الجن الذين نعرفهم لا الملائكة، وليس هناك أى دليل على أن الجن فى هذه الآية أو فى أى موضع آخر من القرآن المجيد هم الملائكة. وإن فى القول بذلك لَخَلْطًا بين الألفاظ والمفاهيم يفسد تفسير القرآن إفسادا. ثم لماذا يحقِّر القرآن الملائكة، وهم عباد مُكْرَمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمَرون ولا يعرفون معنى الاستكبار حسبما وصفهم الله سبحانه فى الآية 50 من سورة "النحل" والآيتين 26- 27 من سورة "الأنبياء"، ولا ذنب لهم فى أن العرب كانوا يشركونهم بالله؟ كما أن قوله تعالى المارّ ذكره آنفًا: "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ" (سبأ/ 40- 41) هو أكبر دليل على أن الجن شىء، والملائكة شىء آخر، فها هم أولاء الملائكة تنكر أن يكون المشركون قد عبدوهم، وتؤكد فى الوقت ذاته أنهم إنما كانوا يعبدون الجن، بما يعنى أن كلا منهما فريق مختلف تماما عن الفريق الآخر. وليس بعد قول لله قول! ثم إن الجن مكلَّفون، أما الملائكة فهم لا يعصون الله فى شىء مما يدل على أنهم غير داخلين فى التكليف، وإلا لكان منهم المطيعون والعصاة، فضلا عن أن الجن مخلوقون من نار حسبما صرَّح القرآن الكريم، فهل الملائكة ناريّون أيضا؟ ومعنى قوله تعالى: "وخرقوا له بنين وبنات بغير علم" أنهم افْتَرَوْا بجهلٍ فاحشٍ أن له سبحانه بنين وبنات، فقالت اليهود: عُزَيْرٌ ابن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله، وقالت العرب: الملائكة بنات الله". وكان "بنو مليح يعبدون الملائكة" كما جاء على لسان ابن الزِّبَعْرَى قبل إسلامه فى سبب نزول قوله تعالى: "إِنَّكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُم(1/1781)
لَها وارِدونَ". وكان الجن فى نظرهم يعلمون الغيب، ولهذا حكى القرآن الكريم قصتهم مع سليمان عليه السلام وكيف أنهم ظلوا يعملون فى السخرة تحت إمرته حتى بعد أن مات ، إذ كانوا يرونه مستنِدا بذقنه إلى العصا فيحسبون أنه لا يزال حيا، إلى أن أكلت النمل العصا فخرّ عليه السلام. فعندئذ، وعندئذ فقط، عرفوا أنه قد مات، ولو كانوا يعلمون الغيب ما ظلوا يعملون ويقاسون العذاب المهين فى ذلك العمل: "فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ" (سبأ/ 14).(1/1782)
ولم يكن جمهور العرب يؤمنون بالآخرة، فلا بعث عندهم ولا حساب، وليس إلا الدنيا، التى إذا ما انتهت فقد انتهى كل شىء بالنسبة للإنسان، وكانوا يزعمون أن مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس، وينكرون مَلَك الموت وقَبْضَ الأرواح بأمر الله، وكانوا يضيفون كل حادثةٍ تَحْدُث إلى الدهر والزمان، فالدهر يُفْنِى ولا يعيد من يُفْنِيه. وترى أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان. وكانوا يجادلون النبى فى ذلك مجادلة لا تنتهى، محتجين بأنه من غير الممكن أن يعود الإنسان إلى الحياة كرة أخرى بعد أن يصبح عظاما ورُفَاتا، وإلا فأين آباؤهم الأولون؟ ولماذا لم يرجعوا إلى الحياة من قبل؟ وإذا كانت هناك آخرة فلماذا لا تأتى؟ وإن كثرة الآيات التى تتناول هذا الموضوع وتعرض جدالهم وسَخَرهم بما كانوا يسمعون من الآيات القرآنية التى تتحدث عن البعث لدليل على أن نكرانهم كان من القوة والحدة بمكان: "وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا* قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا* أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا" (الإسراء/49- 51)، "وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا" (مريم/ 66)، "يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ(1/1783)
لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ* ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ" (الحج/ 5- 7)، "قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ" (النمل/ 82- 83)، "بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا" (الفرقان/ 11)، "وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ" (السجدة/ 10)، "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (سبأ/ 3)، "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* أَوَآَبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ" (الصافات/ 16- 17)، "إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ* إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ* فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الدخان/ 34- 36)، "وَقَالُوا مَا هِيَ إلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ* وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا(1/1784)
بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الجاثية/ 24- 25)، "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ" (ق/3)، "قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ* يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ" (الذاريات/ 10- 12)، "زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" (التغابن/ 7)، "يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ* أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً* قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ" (النازعات/ 10- 12).(1/1785)
ومما رُوِىَ عن الكفار فى هذا المجال "أن أبي بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظمٍ بالٍ يفتّته بيده، وقال: أترى الله يُحْيِى هذا بعدما رُمّ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، ويبعثك ويدخلك النار". كما رُوِىَ أن عتبة وشيبة وأبا سفيان والنضر بن الحرث وأبا البختري والوليد بن المغيرة وأبا جهل وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف ورؤساء قريش اجتمعوا على ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تُعْذَروا به. فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك. فجاءهم سريعا وهو يظن أنه بدا في أمره بَدَاء (أى غيروا موقفهم منه)، وكان عليهم حريصًا يحب رشدهم ويعز عليه تعنُّتهم حتى جلس إليهم، فقالوا: يا محمد، إنا والله لا نَعْلَم رجلاً من العرب أَدْخَلَ على قومه ما أدخلتَ على قومك. لقد شتمت الآباء وعِبْتَ الدين وسَفَّهْتَ الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة، وما بقي أمر قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك. فإن كنت إنما جئت به لتطلب به مالاً جعلنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سّوَّدْناك علينا، وإن كنت تريد مُلْكًا ملَّكْناك علينا، وإن كان هذا الرَّئِىُّ الذي يأتيك تراه قد غلب عليك (وكانوا يسمّون التابع من الجن: الرَّئِىّ) بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نُبْرِئك منه أو نُعْذَر فيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بي ما تقولون. ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله عز وجل بعثني إليكم رسولاً وأنزل عليَّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلَّغْتُكم رسالة ربي ونصحتُ لكم. فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردّوه عليَّ أَصْبِر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم. قالوا: يا محمد، فإن كنتَ غير قابل منا ما عرضنا فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلادا ولا أقلّ مالاً ولا(1/1786)
أشدّ عيشا منا. سَلْ لنا ربك الذي بعثك بما بعثك، فلْيُسَيِّرْ عنا هذه الجبال التي ضيّقت علينا ويبسط لنا بلادنا ويُجْرِ فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وأن يبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن ممن يُبْعَث لنا منهم قُصَيّ بن كلاب، فإنه كان شيخًا صَدُوقًا، فنسألهم عما تقول: حَقٌّ هو؟ فإن صنعتَ ما سألناك صدَّقناك وعرفنا به منزلتك عند الله، وأنه بعثك رسولاً كما تقول". ووجه الشاهد فى الخبر أنهم تحدَّوْه، ضمن ما تحدَّوْه به، أن يأتى لهم بمن مات من آبائهم، وعلى رأسهم جَدّه قُصَىّ بن كلاب، إذ كانوا، كما قلنا، يَرَوْنَ استحالة عودة الميت إلى الحياة، أما من يقول بغير هذا فعليه أن يُثْبِت ما يقول ويعيد الموتى إلى الدنيا كرة أخرى! وثمة خبر فى "أسباب النزول" للواحدى يفسّر سبب نزول قوله عز وجل: "وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللهُ مَن يَموتُ"، وفيه أنه "كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دَيْن فأتاه يتقاضاه، فكان فيما تكلَّم به: والذي أرجوه بعد الموت. فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك لتُبْعَث بعد الموت؟ فأقسم بالله لا يبعث الله من يموت. فأنزل الله تعالى هذه الآية". وكانوا يتهكمون بما ينزل به القرآن فى أوصاف الجنة، كالذى يُرْوَى عن أبى جهل من أنه "لما ذكر الله تعالى الزَّقُّوم خُوِّف به هذا الحي من قريش، فقال أبو جهل: هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد...؟ قالوا: لا. قال: الثَّرِيد بالزبد! أمَا والله لئن أمكننا منها لنَتَزَقَّمَنَّها تَزَقُّمًا. فأنزل الله تبارك وتعالى: "وَالشَجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرآنِ وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدُهُم إلا طُغْيَانًا كَبِيرًا"...". ومن هذا الوادى أيضا ما جاء فى بعض الروايات من أن "خَبّاب بن الأرتّ كان قَيْنًا، وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي، وكان العاص يؤخر حقه، فأتاه يتقاضاه، فقال العاص: ما عندي اليوم ما أقضيك. فقال: لستُ(1/1787)
بمفارقك حتى تقضيني. فقال العاص: يا خباب، مالك؟ ما كنتَ هكذا! وإِنْ كنتَ لَتُحْسِن الطلب. فقال خباب: ذاك أني كنت على دينك، فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارق لدينك. قال: أولستم تزعمون أن في الجنة ذهبًا وفضةً وحريرًا؟ قال خَبّاب: بلى. قال: فأَخِّرْني حتى أقضيك في الجنة، استهزاءً. فوالله لئن كان ما تقول حقًّا، إني لأفضل فيها نصيبًا منك". وكان هذا الاستهزاء يتكرر كلما نزل شىء من القرآن فى تعداد نِعَم الجنة، ومن ذلك ما ورد فى النص التالى لدى الواحدى: "كان المشركون يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ولا ينتفعون به، بل يكذبون به ويستهزئون ويقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة لَنَدْخُلَنَّها قبلهم، ولَيَكُونَنَّ لنا فيها أكثر مما لهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية: "أَيَطْمَعُ كُلُّ اِمْرِئ مِّنهُم أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلاّ"...".(1/1788)
فإذا انتقلنا إلى العبادات الجاهلية وجدنا مثلا قوله تعالى: "إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ" (الأنفال/ 19)، أى أنهم كانوا يتجهون بالدعاء لله. وقد سلف القول إنهم كانوا يؤمنون بوجوده سبحانه، وإن عَزَّ على عقولهم المغلقة أن تفهم أن الله بطبيعته لا يمكن إلا أن يكون إلها واحدا، فكانوا يشركون به آلهة أخرى كما سبق بيانه. ومعنى "الاستفتاح" هو الدعاء إلى الله أن يظهر لهم الحق من الباطل، وقد وردت أكثر من رواية فى ذلك فى تفسير الطبرى فقيل: "كان المشركون حين خرجوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة واستنصروا الله وقالوا: اللهمّ انصر أَعَزّ الجندين، وأكرم الفئتين، وخير القبيلتين. فقال الله: "إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ". يقول: نَصَرْتُ ما قلتم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم"، وقيل: "استفتح أبو جهل فقال: اللهمّ، (يعني محمدا ونفسه) أيُّنا كان أَفْجَرَ لك اللهمّ وأَقْطَعَ للرَّحِم، فأَحِنْهُ (أى أَهْلِكْه) اليوم. قال الله: إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ". كما نقرأ فى ذات السورة قوله سبحانه: "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال/ 32- 33)، وقد جاء فى تفسير الطبرى: "قال رجل من بني عبد الدار يقال له: النضر بن كلدة: "اللّهُمّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِيمٍ". فقال الله:(1/1789)
"وَقالُوا رَبّنا عَجّلْ لَنا قِطّنا قَبْلَ يَوْمِ الحِسابِ"، وقال: "وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فرَادَى كمَا خَلَقْناكُمْ أوّلَ مَرّةٍ"، وقال: "سأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* للْكافِرِينَ...". قال عطاء: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله". أما فى تفسير الآية الثانية فقد أورد فيها، ضمن ما أورد، قول من قال: وما كان الله ليعذّب هؤلاء المشركين من قريش بمكة وأنت فيهم يا محمد، حتى أُخْرِجك من بينهم، وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهؤلاء المشركون يقولون: "يا ربّ، غفرانك" وما أشبه ذلك من معاني الاستغفار بالقول... وقوله: "وَما لهُمْ ألاّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ؟" (أى) في الاَخرة". أى أنهم، رغم شركهم، كانوا يدعون الله بما يريدون على غباءٍ فيهم وعنادٍ وانغلاق ذهن وقلب! كما أنهم، رغم شركهم، كانوا يستغفرون الله كما جاء فى بعض الأقوال! ومن عباداتهم كذلك ما ورد فى قول رب العزة: "وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ" (الأنفال/ 35)، وتفسيره ما ورد عند شيخ المفسرين: "كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون، فأنزل الله: "قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التي أخْرَجَ لِعِبادِهِ"، فأُمِروا بالثياب... كانت قريش يعارضون النبيّ صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزئون به، يصفرون به ويصفقون... كانوا ينفخون في أيديهم، والتصدية: التصفيق".(1/1790)
ولعل القارئ قد تنبه لما جاء فى كلام الطبرى من أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت الحرام عراة، وإن كنت أتصور أن يكون بعضهم فقط هم الذين يفعلون ذلك لا كلهم. وفى تفسير قوله تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"* يَا بَنِي آَدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (ولم يكن جمهور العرب يؤمنون بالآخرة، فلا بعث عندهم ولا حساب، وليس إلا الدنيا، التى إذا ما انتهت(1/1791)
فقد انتهى كل شىء بالنسبة للإنسان، وكانوا يزعمون أن مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس، وينكرون مَلَك الموت وقَبْضَ الأرواح بأمر الله، وكانوا يضيفون كل حادثةٍ تَحْدُث إلى الدهر والزمان، فالدهر يُفْنِى ولا يعيد من يُفْنِيه. وترى أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان. وكانوا يجادلون النبى فى ذلك مجادلة لا تنتهى، محتجين بأنه من غير الممكن أن يعود الإنسان إلى الحياة كرة أخرى بعد أن يصبح عظاما ورُفَاتا، وإلا فأين آباؤهم الأولون؟ ولماذا لم يرجعوا إلى الحياة من قبل؟ وإذا كانت هناك آخرة فلماذا لا تأتى؟ وإن كثرة الآيات التى تتناول هذا الموضوع وتعرض جدالهم وسَخَرهم بما كانوا يسمعون من الآيات القرآنية التى تتحدث عن البعث لدليل على أن نكرانهم كان من القوة والحدة بمكان: "وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا* قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا* أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا" (الإسراء/49- 51)، "وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا" (مريم/ 66)، "يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا(1/1792)
عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ* ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ" (الحج/ 5- 7)، "قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ" (النمل/ 82- 83)، "بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا" (الفرقان/ 11)، "وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ" (السجدة/ 10)، "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (سبأ/ 3)، "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* أَوَآَبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ" (الصافات/ 16- 17)، "إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ* إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ* فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الدخان/ 34- 36)، "وَقَالُوا مَا هِيَ إلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ* وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الجاثية/ 24- 25)، "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ(1/1793)
رَجْعٌ بَعِيدٌ" (ق/3)، "قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ* يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ" (الذاريات/ 10- 12)، "زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" (التغابن/ 7)، "يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ* أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً* قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ" (النازعات/ 10- 12).(1/1794)
ومما رُوِىَ عن الكفار فى هذا المجال "أن أبي بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظمٍ بالٍ يفتّته بيده، وقال: أترى الله يُحْيِى هذا بعدما رُمّ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، ويبعثك ويدخلك النار". كما رُوِىَ أن عتبة وشيبة وأبا سفيان والنضر بن الحرث وأبا البختري والوليد بن المغيرة وأبا جهل وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف ورؤساء قريش اجتمعوا على ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تُعْذَروا به. فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك. فجاءهم سريعا وهو يظن أنه بدا في أمره بَدَاء (أى غيروا موقفهم منه)، وكان عليهم حريصًا يحب رشدهم ويعز عليه تعنُّتهم حتى جلس إليهم، فقالوا: يا محمد، إنا والله لا نَعْلَم رجلاً من العرب أَدْخَلَ على قومه ما أدخلتَ على قومك. لقد شتمت الآباء وعِبْتَ الدين وسَفَّهْتَ الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة، وما بقي أمر قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك. فإن كنت إنما جئت به لتطلب به مالاً جعلنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سّوَّدْناك علينا، وإن كنت تريد مُلْكًا ملَّكْناك علينا، وإن كان هذا الرَّئِىُّ الذي يأتيك تراه قد غلب عليك (وكانوا يسمّون التابع من الجن: الرَّئِىّ) بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نُبْرِئك منه أو نُعْذَر فيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بي ما تقولون. ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله عز وجل بعثني إليكم رسولاً وأنزل عليَّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلَّغْتُكم رسالة ربي ونصحتُ لكم. فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردّوه عليَّ أَصْبِر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم. قالوا: يا محمد، فإن كنتَ غير قابل منا ما عرضنا فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلادا ولا أقلّ مالاً ولا(1/1795)
أشدّ عيشا منا. سَلْ لنا ربك الذي بعثك بما بعثك، فلْيُسَيِّرْ عنا هذه الجبال التي ضيّقت علينا ويبسط لنا بلادنا ويُجْرِ فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وأن يبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن ممن يُبْعَث لنا منهم قُصَيّ بن كلاب، فإنه كان شيخًا صَدُوقًا، فنسألهم عما تقول: حَقٌّ هو؟ فإن صنعتَ ما سألناك صدَّقناك وعرفنا به منزلتك عند الله، وأنه بعثك رسولاً كما تقول". ووجه الشاهد فى الخبر أنهم تحدَّوْه، ضمن ما تحدَّوْه به، أن يأتى لهم بمن مات من آبائهم، وعلى رأسهم جَدّه قُصَىّ بن كلاب، إذ كانوا، كما قلنا، يَرَوْنَ استحالة عودة الميت إلى الحياة، أما من يقول بغير هذا فعليه أن يُثْبِت ما يقول ويعيد الموتى إلى الدنيا كرة أخرى! وثمة خبر فى "أسباب النزول" للواحدى يفسّر سبب نزول قوله عز وجل: "وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللهُ مَن يَموتُ"، وفيه أنه "كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دَيْن فأتاه يتقاضاه، فكان فيما تكلَّم به: والذي أرجوه بعد الموت. فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك لتُبْعَث بعد الموت؟ فأقسم بالله لا يبعث الله من يموت. فأنزل الله تعالى هذه الآية". وكانوا يتهكمون بما ينزل به القرآن فى أوصاف الجنة، كالذى يُرْوَى عن أبى جهل من أنه "لما ذكر الله تعالى الزَّقُّوم خُوِّف به هذا الحي من قريش، فقال أبو جهل: هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد...؟ قالوا: لا. قال: الثَّرِيد بالزبد! أمَا والله لئن أمكننا منها لنَتَزَقَّمَنَّها تَزَقُّمًا. فأنزل الله تبارك وتعالى: "وَالشَجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرآنِ وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدُهُم إلا طُغْيَانًا كَبِيرًا"...". ومن هذا الوادى أيضا ما جاء فى بعض الروايات من أن "خَبّاب بن الأرتّ كان قَيْنًا، وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي، وكان العاص يؤخر حقه، فأتاه يتقاضاه، فقال العاص: ما عندي اليوم ما أقضيك. فقال: لستُ(1/1796)
بمفارقك حتى تقضيني. فقال العاص: يا خباب، مالك؟ ما كنتَ هكذا! وإِنْ كنتَ لَتُحْسِن الطلب. فقال خباب: ذاك أني كنت على دينك، فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارق لدينك. قال: أولستم تزعمون أن في الجنة ذهبًا وفضةً وحريرًا؟ قال خَبّاب: بلى. قال: فأَخِّرْني حتى أقضيك في الجنة، استهزاءً. فوالله لئن كان ما تقول حقًّا، إني لأفضل فيها نصيبًا منك". وكان هذا الاستهزاء يتكرر كلما نزل شىء من القرآن فى تعداد نِعَم الجنة، ومن ذلك ما ورد فى النص التالى لدى الواحدى: "كان المشركون يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ولا ينتفعون به، بل يكذبون به ويستهزئون ويقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة لَنَدْخُلَنَّها قبلهم، ولَيَكُونَنَّ لنا فيها أكثر مما لهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية: "أَيَطْمَعُ كُلُّ اِمْرِئ مِّنهُم أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلاّ"...".
* * *(1/1797)
فإذا انتقلنا إلى العبادات الجاهلية وجدنا مثلا قوله تعالى: "إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ" (الأنفال/ 19)، أى أنهم كانوا يتجهون بالدعاء لله، وقد سلف القول إنهم كانوا يؤمنون بوجوده سبحانه، وإن عَزَّ على عقولهم المغلقة أن تفهم أن الله بطبيعته لا يمكن إلا أن يكون إلها واحدا، بل كانوا يشركون به آلهة أخرى مما سبق بيانه. ومعنى الاستفتاح هو الدعاء إلى الله أن يظهر لهم الحق من الباطل. وقد وردت أكثر من رواية فى ذلك فى تفسير الطبرى فقيل: "كان المشركون حين خرجوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة واستنصروا الله وقالوا: اللهمّ انصر أَعَزّ الجندين، وأكرم الفئتين، وخير القبيلتين. فقال الله: "إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ". يقول: نَصَرْتُ ما قلتم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم"، وقيل: "استفتح أبو جهل فقال: اللهمّ، (يعني محمدا ونفسه) أيُّنا كان أَفْجَرَ لك اللهمّ وأَقْطَعَ للرَّحِم فأَحِنْهُ (أى أَهْلِكْه) اليوم. قال الله: إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ". كما نقرأ فى ذات السورة قوله سبحانه: "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال/ 32- 33)، وقد جاء فى تفسير الطبرى: "قال رجل من بني عبد الدار, يقال له: النضر بن كلدة: "اللّهُمّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِيمٍ". فقال الله:(1/1798)
"وَقالُوا رَبّنا عَجّلْ لَنا قِطّنا قَبْلَ يَوْمِ الحِسابِ"، وقال: "وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فرَادَى كمَا خَلَقْناكُمْ أوّلَ مَرّةٍ"، وقال: "سأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* للْكافِرِينَ...". قال عطاء: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله". أما فى تفسير الآية الثانية فقد أورد فيها، ضمن ما أورد، فول من قال: وما كان الله ليعذّب هؤلاء المشركين من قريش بمكة وأنت فيهم يا محمد, حتى أُخْرِجك من بينهم، وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهؤلاء المشركون يقولون: يا ربّ غفرانك وما أشبه ذلك من معاني الاستغفار بالقول... وقوله: وَما لهُمْ ألاّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ؟ (أى) في الاَخرة". أى أنهم، رغم شركهم، كانوا يدعون الله بما يريدون على غباء فيهم وعناد وانغلاق ذهن وقلب! كما أنهم، رغم شركهم، كانوا يستغفرون الله كما جاء فى بعض الأقوال! ومن عباداتهم كذلك ما ورد فى قول رب العزة: "وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ " (الأنفال/ 35)، وتفسيره ما ورد عند شيخ المفسرين "كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون، فأنزل الله: "قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التي أخْرَجَ لِعِبادِهِ"، فأُمِروا بالثياب... كانت قريش يعارضون النبيّ صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزئون به، يصفرون به ويصفقون... كانوا ينفخون في أيديهم، والتصدية: التصفيق".(1/1799)
ولعل القارئ قد تنبه لما جاء فى كلام الطبرى من أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت الحرام عراة، وإن كنت أتصور أن يكون بعضهم فقط هم الذين يفعلون ذلك لا كلهم. وفى تفسير قوله تعالى: "يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ* يَا بَنِي آَدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32 ولم يكن جمهور العرب يؤمنون بالآخرة، فلا بعث عندهم ولا حساب، وليس إلا الدنيا، التى إذا ما(1/1800)
انتهت فقد انتهى كل شىء بالنسبة للإنسان، وكانوا يزعمون أن مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس، وينكرون مَلَك الموت وقَبْضَ الأرواح بأمر الله، وكانوا يضيفون كل حادثةٍ تَحْدُث إلى الدهر والزمان، فالدهر يُفْنِى ولا يعيد من يُفْنِيه. وترى أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان. وكانوا يجادلون النبى فى ذلك مجادلة لا تنتهى، محتجين بأنه من غير الممكن أن يعود الإنسان إلى الحياة كرة أخرى بعد أن يصبح عظاما ورُفَاتا، وإلا فأين آباؤهم الأولون؟ ولماذا لم يرجعوا إلى الحياة من قبل؟ وإذا كانت هناك آخرة فلماذا لا تأتى؟ وإن كثرة الآيات التى تتناول هذا الموضوع وتعرض جدالهم وسَخَرهم بما كانوا يسمعون من الآيات القرآنية التى تتحدث عن البعث لدليل على أن نكرانهم كان من القوة والحدة بمكان: "وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا* قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا* أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا" (الإسراء/49- 51)، "وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا" (مريم/ 66)، "يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا(1/1801)
أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ* ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ" (الحج/ 5- 7)، "قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ" (النمل/ 82- 83)، "بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا" (الفرقان/ 11)، "وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ" (السجدة/ 10)، "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (سبأ/ 3)، "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ* أَوَآَبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ" (الصافات/ 16- 17)، "إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ* إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ* فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الدخان/ 34- 36)، "وَقَالُوا مَا هِيَ إلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ* وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الجاثية/ 24- 25)، "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا(1/1802)
تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ" (ق/3)، "قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ* يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ" (الذاريات/ 10- 12)، "زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" (التغابن/ 7)، "يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ* أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً* قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ" (النازعات/ 10- 12).(1/1803)
ومما رُوِىَ عن الكفار فى هذا المجال "أن أبي بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظمٍ بالٍ يفتّته بيده، وقال: أترى الله يُحْيِى هذا بعدما رُمّ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، ويبعثك ويدخلك النار". كما رُوِىَ أن عتبة وشيبة وأبا سفيان والنضر بن الحرث وأبا البختري والوليد بن المغيرة وأبا جهل وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف ورؤساء قريش اجتمعوا على ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تُعْذَروا به. فبعثوا إليه: إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك. فجاءهم سريعا وهو يظن أنه بدا في أمره بَدَاء (أى غيروا موقفهم منه)، وكان عليهم حريصًا يحب رشدهم ويعز عليه تعنُّتهم حتى جلس إليهم، فقالوا: يا محمد، إنا والله لا نَعْلَم رجلاً من العرب أَدْخَلَ على قومه ما أدخلتَ على قومك. لقد شتمت الآباء وعِبْتَ الدين وسَفَّهْتَ الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة، وما بقي أمر قبيح إلا وقد جئته فيما بيننا وبينك. فإن كنت إنما جئت به لتطلب به مالاً جعلنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سّوَّدْناك علينا، وإن كنت تريد مُلْكًا ملَّكْناك علينا، وإن كان هذا الرَّئِىُّ الذي يأتيك تراه قد غلب عليك (وكانوا يسمّون التابع من الجن: الرَّئِىّ) بذلنا أموالنا في طلب الطب لك حتى نُبْرِئك منه أو نُعْذَر فيك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بي ما تقولون. ما جئتكم بما جئتكم به لطلب أموالكم ولا للشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله عز وجل بعثني إليكم رسولاً وأنزل عليَّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلَّغْتُكم رسالة ربي ونصحتُ لكم. فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردّوه عليَّ أَصْبِر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم. قالوا: يا محمد، فإن كنتَ غير قابل منا ما عرضنا فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلادا ولا أقلّ مالاً ولا(1/1804)
أشدّ عيشا منا. سَلْ لنا ربك الذي بعثك بما بعثك، فلْيُسَيِّرْ عنا هذه الجبال التي ضيّقت علينا ويبسط لنا بلادنا ويُجْرِ فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق، وأن يبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن ممن يُبْعَث لنا منهم قُصَيّ بن كلاب، فإنه كان شيخًا صَدُوقًا، فنسألهم عما تقول: حَقٌّ هو؟ فإن صنعتَ ما سألناك صدَّقناك وعرفنا به منزلتك عند الله، وأنه بعثك رسولاً كما تقول". ووجه الشاهد فى الخبر أنهم تحدَّوْه، ضمن ما تحدَّوْه به، أن يأتى لهم بمن مات من آبائهم، وعلى رأسهم جَدّه قُصَىّ بن كلاب، إذ كانوا، كما قلنا، يَرَوْنَ استحالة عودة الميت إلى الحياة، أما من يقول بغير هذا فعليه أن يُثْبِت ما يقول ويعيد الموتى إلى الدنيا كرة أخرى! وثمة خبر فى "أسباب النزول" للواحدى يفسّر سبب نزول قوله عز وجل: "وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللهُ مَن يَموتُ"، وفيه أنه "كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دَيْن فأتاه يتقاضاه، فكان فيما تكلَّم به: والذي أرجوه بعد الموت. فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك لتُبْعَث بعد الموت؟ فأقسم بالله لا يبعث الله من يموت. فأنزل الله تعالى هذه الآية". وكانوا يتهكمون بما ينزل به القرآن فى أوصاف الجنة، كالذى يُرْوَى عن أبى جهل من أنه "لما ذكر الله تعالى الزَّقُّوم خُوِّف به هذا الحي من قريش، فقال أبو جهل: هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد...؟ قالوا: لا. قال: الثَّرِيد بالزبد! أمَا والله لئن أمكننا منها لنَتَزَقَّمَنَّها تَزَقُّمًا. فأنزل الله تبارك وتعالى: "وَالشَجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرآنِ وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدُهُم إلا طُغْيَانًا كَبِيرًا"...". ومن هذا الوادى أيضا ما جاء فى بعض الروايات من أن "خَبّاب بن الأرتّ كان قَيْنًا، وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي، وكان العاص يؤخر حقه، فأتاه يتقاضاه، فقال العاص: ما عندي اليوم ما أقضيك. فقال: لستُ(1/1805)
بمفارقك حتى تقضيني. فقال العاص: يا خباب، مالك؟ ما كنتَ هكذا! وإِنْ كنتَ لَتُحْسِن الطلب. فقال خباب: ذاك أني كنت على دينك، فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارق لدينك. قال: أولستم تزعمون أن في الجنة ذهبًا وفضةً وحريرًا؟ قال خَبّاب: بلى. قال: فأَخِّرْني حتى أقضيك في الجنة، استهزاءً. فوالله لئن كان ما تقول حقًّا، إني لأفضل فيها نصيبًا منك". وكان هذا الاستهزاء يتكرر كلما نزل شىء من القرآن فى تعداد نِعَم الجنة، ومن ذلك ما ورد فى النص التالى لدى الواحدى: "كان المشركون يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ولا ينتفعون به، بل يكذبون به ويستهزئون ويقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة لَنَدْخُلَنَّها قبلهم، ولَيَكُونَنَّ لنا فيها أكثر مما لهم. فأنزل الله تعالى هذه الآية: "أَيَطْمَعُ كُلُّ اِمْرِئ مِّنهُم أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلاّ"...".(1/1806)
فإذا انتقلنا إلى العبادات الجاهلية وجدنا مثلا قوله تعالى: "إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ" (الأنفال/ 19)، أى أنهم كانوا يتجهون بالدعاء لله، وقد سلف القول إنهم كانوا يؤمنون بوجوده سبحانه، وإن عَزَّ على عقولهم المغلقة أن تفهم أن الله بطبيعته لا يمكن إلا أن يكون إلها واحدا، بل كانوا يشركون به آلهة أخرى مما سبق بيانه. ومعنى الاستفتاح هو الدعاء إلى الله أن يظهر لهم الحق من الباطل. وقد وردت أكثر من رواية فى ذلك فى تفسير الطبرى فقيل: "كان المشركون حين خرجوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة واستنصروا الله وقالوا: اللهمّ انصر أَعَزّ الجندين، وأكرم الفئتين، وخير القبيلتين. فقال الله: "إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ". يقول: نَصَرْتُ ما قلتم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم"، وقيل: "استفتح أبو جهل فقال: اللهمّ، (يعني محمدا ونفسه) أيُّنا كان أَفْجَرَ لك اللهمّ وأَقْطَعَ للرَّحِم فأَحِنْهُ (أى أَهْلِكْه) اليوم. قال الله: إنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الفَتْحُ". كما نقرأ فى ذات السورة قوله سبحانه: "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال/ 32- 33)، وقد جاء فى تفسير الطبرى: "قال رجل من بني عبد الدار, يقال له: النضر بن كلدة: "اللّهُمّ إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذَابٍ ألِيمٍ". فقال الله:(1/1807)
"وَقالُوا رَبّنا عَجّلْ لَنا قِطّنا قَبْلَ يَوْمِ الحِسابِ"، وقال: "وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فرَادَى كمَا خَلَقْناكُمْ أوّلَ مَرّةٍ"، وقال: "سأَلَ سائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* للْكافِرِينَ...". قال عطاء: لقد نزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله". أما فى تفسير الآية الثانية فقد أورد فيها، ضمن ما أورد، فول من قال: وما كان الله ليعذّب هؤلاء المشركين من قريش بمكة وأنت فيهم يا محمد, حتى أُخْرِجك من بينهم، وَما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وهؤلاء المشركون يقولون: يا ربّ غفرانك وما أشبه ذلك من معاني الاستغفار بالقول... وقوله: وَما لهُمْ ألاّ يُعَذّبَهُمُ اللّهُ؟ (أى) في الاَخرة". أى أنهم، رغم شركهم، كانوا يدعون الله بما يريدون على غباء فيهم وعناد وانغلاق ذهن وقلب! كما أنهم، رغم شركهم، كانوا يستغفرون الله كما جاء فى بعض الأقوال! ومن عباداتهم كذلك ما ورد فى قول رب العزة: "وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ " (الأنفال/ 35)، وتفسيره ما ورد عند شيخ المفسرين "كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون، فأنزل الله: "قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التي أخْرَجَ لِعِبادِهِ"، فأُمِروا بالثياب... كانت قريش يعارضون النبيّ صلى الله عليه وسلم في الطواف يستهزئون به، يصفرون به ويصفقون... كانوا ينفخون في أيديهم، والتصدية: التصفيق". كما أن فى القرآن آية تنهى عن السجود للشمس أو القمر، مما يدل على أن هناك من كانوا يسجدون لهما: "وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (فُصِّلَتْ/ 37).(1/1808)
ولعل القارئ قد تنبه لما جاء فى كلام الطبرى من أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت الحرام عراة، وإن كنت أتصور أن يكون بعضهم فقط هم الذين يفعلون ذلك لا كلهم. وفى تفسير قوله تعالى: "يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ* يَا بَنِي آَدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ* وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ* قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ* فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ* يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ* قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (الأعراف/ 36- 32) يقول الطبرى ما زُبْدَته: أنه، جلّ ثناؤه، يبين للجهلة من العرب الذين كانوا يتعَرَّوْن أن لِباس التّقوَى(1/1809)
هو الحياء.وقد ابتدأ سبحانه الخبر عن إنزاله اللباس الذي يواري سَوْآتنا والرِّيَاش توبيخا للمشركين الذين كانوا يتجرّدون في حال طوافهم بالبيت، ويأمرهم بأخذ ثيابهم والاستتار بها في كلّ حال مع الإيمان به واتباع طاعته، إذ كانوا يطوفون بالبيت عُراةً متحججين بقولهم: "نطوف كما ولدتنا أمّهاتنا"، فتضع المرأة على قُبُلها النّسْعة أو الشيء فتقول:
اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أوْ كُلّه * * فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلا أُحِلّهُ
فعُذِلوا على ما أَتَوْا من قَبيح فعلهم وعُوتبوا عليه،فكان جوابهم: وجدنا على مثل ما نفعل آباءنا، فنحن نفعل مثل ما كانوا يفعلون، ونقتدي بَهْديهم ونستنّ بسُنّتهم، والله أمرنا به، فنحن نتبع أمره فيه. فيقول الله جلّ ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهم إن الله لا يأمر بالفحشاء، أى لا يأمر خلقه بقبائح الأفعال ومَساويها. أتقولون، أيها الناس، على الله ما لا تعلمون؟ أتَرْوُون على الله أنه أمركم بالتعرّي والتجرّد من الثياب واللباس للطواف، وأنتم لا تعلمون أنه أمركم بذلك؟ لقد كانوا يطوفون عراة: الرجال بالنهار، والنساء بالليل، فأمرهم الله بالزينة، والزينة: اللباس.وكانت العرب تطوف بالبيت عراةً إلا الحُمْس: قريش وأحلافهم.(1/1810)
وكانت قريش ومَنْ وَلَدَتْه قريش، وهم الذين كانوا يُسَمَّوْن في الجاهلية: "الحُمْس"، يقولون: لا نخرج من الحَرَم. فكانوا لا يشهدون موقف الناس بعَرَفة معهم، فأمرهم الله بالوقوف معهم والإفاضة من عَرَفات، وهي التي كان يُفِيض منها سائر الناس غير الحُمْس. وعن عائشة: كانت قريش ومن كان على دينها، وهم الحُمْس، يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن قَطِين الله. ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكني الحِلّ مثل الذي لهم بولادتهم إياهم، فيَحِلّ لهم ما يحلّ لهم، ويَحْرُم عليهم ما يَحْرُم عليهم. وكانت كِنَانة وخُزَاعة قد دخلوا معهم في ذلك، ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن، حتى قالوا: لا ينبغي للحُمْس أن يَأْقِطوا الأَقِط، ولا يَسْلأوا السَّمْن وهم حُرُم، ولا يدخلوا بيتا من شعر، ولا يستظلوا إن استظلوا إلا في بيوت الجلد طَوَال إحرامهم. ثم غالَوْا في ذلك فقالوا: لا ينبغي لأهل الحلّ أن يأكلوا من طعامٍ جاءوا به معهم من الحلّ في الحَرَم إذا جاءوا حُجّاجًا أو عُمّارًا، ولا يطوفوا بالبيت إذا قَدِمُوا أوّل طوافهم إلا في ثياب الحُمْس، فإن لم يجدوا منها شيئا طافوا بالبيت عراة. فحَمَلُوا العربَ على ذلك، وكان مَنْ سواهم يقفون بعرفة، فأمرهم الله بالوقوف معهم: "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (البقرة/ 199). وكان القوم في جاهليتهم، بعد فراغهم من حجهم ومناسكهم، يجتمعون فيتفاخرون بمآثر آبائهم، فكانوا يذكرون آباءهم في الحج، فيقول بعضهم: كان أبي يطعم الطعام، ويقول بعضهم: كان أبي يضرب بالسيف، ويقول بعضهم: كان أبي جَزّ نواصي بني فلان. فأمرهم الله في الإسلام أن يكون ذكرهم بالثناء والشكر والتعظيم لربهم دون غيره، فنزل قوله عز وجل: "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا" (البقرة/ 200).(1/1811)
وكان الأنصار في الجاهلية إذا أَهَلّ أحدهم بحجّ أو عُمْرة لا يدخل دارا من بابها إلا أن يتسوّر حائطا، وأسلموا وهم كذلك. فأنزل الله تعالى ذكره: "وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (البقرة/ 189)، ونهاهم عن صنيعهم ذاك، وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها. فلما حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك، وهو مسلم. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم باب البيت احتبس الرجلُ خلفه وأبى أن يدخل قائلا: يا رسول الله إني أَحْمَس. يقصد أنه مُحْرِم، وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يُسَمَّوْن: "الحُمْس". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأنا أيْضا أَحْمَسُ (أى أنه عليه السلام من قريش)، فادْخُلْ"، فدخل الرجل.
وكان فى تعاملات أهل الجاهلية بغي وطاعة للشيطان، فكان الحَيّ مثلا إذا كان فيهم عُدّة ومَنَعة، فقَتَل عبدُ قومٍ آخرين عبدًا لهم، قالوا: "لا نَقْتُل به إلا حُرًّا"، تعزُّزًا لفضلهم على غيرهم في أنفسهم، وإذا قتلت امرأةُ قومٍ آخرين امرأةً لهم، قالوا: لا نَقْتُل بها إلا رجلاً. فأنزل الله هذه الآية يخبرهم أن العبد بالعبد والأنثى بالأنثى، فنهاهم عن البغي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُ نْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (البقرة/ 178).(1/1812)
وكان اليتامى يُظْلَمون ولا يُرْحَمون وتُؤْكَل حقوقهم، وقد نزلت فيهم آيات متعددة: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين"ِ (الماعون/1- 3)، "فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ* أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ" (البلد/ 11- 16)، "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة/ 177)،"كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ* وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ* وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا* وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا" (الفجر/ 20)، "وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" (الأنعام/ 152، والإسراء/ 34)، "وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا* وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ(1/1813)
ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا* وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا* وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا* وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا" (النساء/ 2- 6)، "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" (النساء/ 10)، "وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا" (النساء/ 127).(1/1814)
وبالنسبة للآيات المارّ ذكرها فى صدر سورة النساء يقول ابن عطية فى "المحرَّر الوجيز" إنها فى أوصياء الأيتام، والمراد ما كان بعضهم يفعله من تبديل الشاة السمينة من مال اليتيم بالهزيلة من ماله، والدرهم الطيب بالزائف من ماله، وإن أولئك اليتامى كانوا ممنوعين من الميراث ومحجورين. والآية نَصٌّ في النهي عن قصد مال اليتيم بالأكل والتموّل على جميع وجوهه. وقالت عائشة رضي الله عنها: نزلت في أولياء اليتامى الذين يعجبهم جمال وليّاتهم فيريدون أن يبخسوهن في المهر لمكان ولايتهم عليهن، فقيل لهم: أَقْسِطوا (أى اعدلوا) في مهورهن، فمن خاف ألا يُقْسِط فلْيتزوجْ ما طاب له من الأجنبيات اللواتي يكايسن في حقوقهن (أى يدافعن عنها ويناضلن دونها). ويقول الثعالبى، فى تفسيره المسمَّى: "الجواهر الحسان فى تفسير القرآن"، إن النهي فى الآية 127 من سورة "النساء" خاصّ بـ"ما كانت العرب تفعله من ضَمّ اليتيمة الجميلة بدون ما تستحقه من المهر ومن عَضْل الدميمة الغنية حتى تموت فيرثها العاضل". وفى "أكل التراث" المنهى عنه فى سورة "الفجر" يقول إنهم كانوا لا يورِّثون النساء ولا صغار الأولاد، إنما كان يأخذ المالَ من يقاتل ويحمي الحَوْزَة. وقد أورد ابن عطية حديثًا للنبى صلى الله عليه وسلم عما رآه ليلة الإسراء جاء فيه: "رأيت أقواما لهم مَشَافِرُ كمشافر الإبل، وقد وُكِّلَ بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يَجْعَل في أفواههم صخرا من نار تخرج من أسافلهم. قلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هم الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما"، وأورد الزمخشرى ما رُوِيَ من " أنه ُيْبْعَث آكِلُ مال اليتيم يوم القيامة والدُّخَان يخرج من قبره ومن فيه وأنفه وأذنيه وعينيه، فيعرف الناس أنه كان يأكل مال اليتيم في الدنيا ".(1/1815)
ومن الظلم الذى كان يقع على الصغار فى ذلك المجتمع الوثنى ما كانت تمارسه بعض القبائل من وأد البنات، تلك العادة الوحشية التى ندَّد بها القرآن مرارا ونهى عنها وشدد فى النهى تشديدا عظيما: "وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" (الأنعام/ 137)، "وَلا تَقْتُلُوا أَولادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" (الأنعام/ 151)، "وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا" (الإسراء/ 31)، "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" (النحل/ 58- 59)، "أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ* وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِين"ٍ (الزخرف/ 16- 18). وفى هذه العادة المتوحشة يقول البغوى، عند تفسير الآيات 58- 59 من سورة "النحل"، إن "مُضَرَ وخُزَاعَةَ وتَمِيمًا كانوا يدفنون البنات أحياء خوفا من الفقر عليهم وطَمَعِ غير الأَكْفَاء فيهن. وكان الرجل من العرب إذا وُلِدَتْ له بنت وأراد أن يستحييها ألبسها جُبّةً من صوف أو شعر وتركها ترعى له الإبل والغنم في البادية، وإذا أراد أن يقتلها تركها حتى إذا صارت سداسيةً قال لأمها: "زيِّنيها حتى أذهب بها إلى أحمائها"، وقد حفر لها بئرا في الصحراء. فإذا بلغ بها البئر قال لها: "انظري إلى(1/1816)
هذه البئر"، فيدفعها من خلفها في البئر ثم يهيل على رأسها التراب حتى يستوي البئر بالأرض. فذلك قوله عز وجل: "أيمسكه على هون أم يدسه في التراب؟". وكان صَعْصَعَة عَمُّ الفرزدق (بل جَدّه فى الواقع) إذا أحس بشيء من ذلك وجَّه إلى والد البنت إبلاً، يُحْيِيها بذلك. فقال الفرزدق يفتخر به:
وعَمِّي الذي مَنَعَ الوائدا * تِ فأحيا الوئيدَ فلم تُوأَدِ"
وفى الآية السابعة من سورة "النساء" يطالعنا قوله تعالى: "لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا"، وسبب نزولها أن من العرب من لم يكن يورِّث النساء ويقول: "لا يُوَرَّث إلا من طاعَنَ بالرمح وقاتَلَ بالسيف"، فنزلت هذه الآية. ومن ذلك أن أم كحلة مات عنها زوجها أوس بن سُوَيْد وترك لها بنتا، فذهب عَمّ بنيها إلى ألاّ ترث، فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال العَمّ: "هي، يا رسول الله، لا تقاتل ولا تحمل كّلاًّ ويُكْسَب عليها ولا تَكْسِب". ولا يقف ظلم النساء لدى عرب الجاهلية عند هذا الحد، فقد ذكرت الآيات التالية من نفس السورة ألوانا أخرى من الغبن الذى كُنّ يتعرَّضْن له على أيدى الرجال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا* وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا* وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى(1/1817)
بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" (النساء/ 19- 21). وقد علّق الزمخشرى على هذا قائلا: "كانوا يَبْلُون النساء بضروب من البلايا ويظلمونهن بأنواع من الظلم، فزُجِروا عن ذلك: كان الرجل إذا مات له قريب من أب أو أخ أو حميم عن امرأة ألقى ثوبه عليها وقال: أنا أحق بها من كل أحد . فقيل: "لا يحلّ لكم أن ترثوا النساء كَرْهًا"، أي أن تأخذوهن على سبيل الإرث كما تُحَاز المواريث، وهن كارهات لذلك أو مُكْرَهات . وقيل : كان يمسكها حتى تموت . فقيل : لا يحلّ لكم أن تمسكوهن حتى ترثوا منهن سوء العشرة والقهر لتفتدي منه بمالها وتختلع. فقيل : ولا تَعْضُلوهنّ لتَذْهَبوا ببعض ما آتيتموهن . والعَضْل : الحبس والتضييق . .. "إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ "، وهي النشوز وشَكَاسة الخُلُق وإيذاء الزوج وأهله بالبذاء والسلاطة، أي إلا أن يكون سوء العشرة من جهتهن، فقد عُذِرْتم في طلب الخلع... فإن فعلتْ حَلَّ لزوجها أن يسألها الخُلْع . .. وكانوا يسيئون معاشرة النساء فقيل لهم : " وعاشروهن بالمعروف "، وهو النَّصَفَة في المبيتِ والنفقةِ والإجمالُ في القول... "وإن أردتم استبدال زوجٍ مكانَ زوجٍ وآتيتم إحداهن قنطارًا فلا تأخذوا منه شيئًا أتأخذونه بهتانا وإثمًا مبينًا* وكيف تأخذونه وقد أَفْضَى بعضكم إلى بعضٍ وأخذن منكم ميثاقاً غليظا؟". وكان الرجل إذا طَمَحَتْ عينه إلى استطراف امرأة بَهَتَ التي تحته ورماها بفاحشة حتى يُلْجِئها إلى الافتداء منه بما أعطاها ليصرفه إلى تزوج غيرها . فقيل : " وإن أردتم استبدال زوجٍ ... ". وكانوا يَنْكِحون رَوَابَّهم (أى زوجات آبائهم)، وناسٌ منهم يمقتونه من ذَوِي مروءاتهم، ويسمّونه: "نكاح المَقْت" . وكان المولود عليه يقال له: المَقْتِيّ" . وفى الطبرى عن ابن عباس: "كان أهل الجاهلية يحرِّمون ما يحرَّم إلا امرأة الأب والجمع بين الأختين". وفى الحديث: "لم يصبنا عيبٌ من عيوب(1/1818)
الجاهلية فى نكاحها ومَقْتها". وبالنسبة لعلاقة الفِرَاش يقول الزمخشرى، تعليقا على قوله تعالى: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ" (البقرة/ 222)، إن "أهل الجاهلية كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجالسوها على فَرْشٍ ولم يساكنوها في بيتٍ كفِعْل اليهود والمجوس. فلما نزلت أخذ المسلمون بظاهر اعتزالهن فأخرجوهن من بيوتهم. فقال ناس من الأعراب : يا رسول الله، البرد شديد، والثياب قليلة. فإن آثرناهن بالثياب هلك سائر أهل البيت، وإن استأثرنا بها هلكت الحُيَّض. فقال عليه الصلاة والسلام : إنما أُمِرْتُم أن تعتزلوا مُجَامَعَتَهُنّ إذا حِضْنَ، ولم يأمركم بإخراجهن من البيوت كفِعْل الأعاجم".(1/1819)
وكان المجتمع الجاهلى يقوم، فيما يقوم، على نظام الرقيق، وكان الأرقاء يعامَلون بقسوة، فأوصى الإسلام بهم خيرا، ودعا إلى التقرب إلى الله وإحراز الأجر الجزيل بعتقهم. كما وَصَّى بمساعدتهم من أموال الزكاة والكفّارات والصدقات فى الافتكاك من الرق إن أرادوا المكاتبة لإعتاق أنفسهم من كسب يدهم، وكذلك مساعدتهم فى الزواج والاستعفاف. ومن رحمته سبحانه بالإماء المستضعفات أنْ أنزل آية تمسح عار البِغَاء وإثمه عن الأَمَة المُكْرَهة على البغاء من قِبَل سيدها القوّاد. وكان لعبد الله بن أُبيّ رأسِ الضلال والنفاق أَمَةٌ أَمَرَها فزَنَتْ، فجاءت ببُرْد، فقال لها: ارجعي فازْنِي. قالت: والله لا أفعل. إنْ يَكُ هذا خيرا فقد استكثرتُ منه، وإن يَكُ شرّا فقد آن لي أن أَدَعه". وقد نزل فى ذلك كله قوله جل شأنه: "وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور/ 32- 33).(1/1820)
وكان الجاهليون يتعاملون بالرِّبَا، بل بالربا الفاحش الذى لا يرحم، ومن هنا نرى القرآن يصور الربا صورة شديدة البشاعة، ويحمل على المرابين حملة شعواء مناديا بالرحمة والتسامح مع الضعفاء والعاجزين الذين لا يقدرون على تسديد الدين، أو على الأقل إنظارهم والصبر عليهم حتى يمكنهم السداد: "وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ" (الروم/ 39)، "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ* يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " (البقرة/275- 280)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً(1/1821)
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (آل عمران/ 130). ولم يكن عرب الجاهلية هم وحدهم الذين يرابون، بل هناك أيضًا اليهود أساتذة الربا وشياطينه، وقد هاجمهم القرآن المجيد مبينا كيف أن الله عاقبهم عقابا شديدا جَرَّاءَ ذلك الاستغلال الإجرامى القاسى فى التعامل مع المحتاجين: "فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا* وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" (النساء/ 160- 161). وحين حرّم الإسلام الربا لم يتسامح فيما كان لا يزال منه قائما، ورفض للمرابين أن يأخذوا أية فوائد على قروضهم، رغم أنه قد غض البصر عما كان قد سلف منه فى الجاهلية قبل مجيئه. وفى تفسير الطبرى: "كانت ثقيف قد صالحت النبيّ صلى الله عليه وسلم على أن ما لهم من ربا على الناس وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع. فلما كان الفتح استعمل عتّاب بن أُسَيْد على مكة، وكانت بنو عمرو بن عمير بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة، وكانت بنو المغيرة يُرْبُون لهم في الجاهلية، فجاء الإسلام ولهم عليهم مال كثير. فأتاهم بنو عمرو يطلبون رِبَاهم، فأبى بنو المغيرة أن يعطوهم في الإسلام، ورفعوا ذلك إلى عتّاب بن أُسَيْد، فكتب عتّاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت: "يا أيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُوءْمِنِينَ* فإنْ لَمْ تَفْعَلُوا فأَذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ..."، فكتب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتّاب وقال: "إِنْ رَضُوا، وَإِلاّ فَآذِنْهُمْ بِحَرْبٍ". وقال رسول الله فى خطبته يوم الفتح: "ألاَ إنّ رِبا الجاهِلِيّةِ مَوْضُوعٌ كُلّهُ، وَأوّلُ رِبًا أبْتَدِئُ بِهِ(1/1822)
رِبَا العَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطّلِب".
وكان المَيْسِر، وهو القِمَار، من الآفات التى ابتُلِىَ بها عرب الجاهلية، و"كانوا يتقامرون على الأموال حتى ربما بقي المقمور فقيرا فتَحْدُث من ذلك ضغائن وعداوات" كما يقول الثعالبى. وقد أورد الطبرى عن ابن عباس: "كان الرجل في الجاهلية يخاطر (أى يقامر) على أهله وماله، فأيهما قَمَرَ صاحبَه (أى غلبه فى القمار) ذهب بأهله وماله". ومن هنا نستطيع أن نفهم تشديد التحريم له فى قوله سبحانه: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ" (المائدة/ 5)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة/ 90). وفى القمار يقول الطبرى إنهم "كانوا يياسرون (أى يتقامرون) على الجَزُور (وهو الجمل أو الناقة المُعَدّان للذبح)، وإذا أفلج الرجلُ منهم صاحبَه (أى كَسَبَه) نَحَرَه، ثم اقتسموا أعشارا على عدد القِدَاح (السهام). وفي ذلك يقول أعشى بني ثعلبة:
وجَزُورِ أيْسارٍ دَعَوْتُ إلى النّدَى ** ونِياطِ مُقْفِرَةٍ أخافُ ضَلاَلهَا"
ويزيد الزمخشرى الأمر تفصيلا فيقول: " كانت لهم عشرة أقداح، وهي الأزلام والأقلام: الفَذّ والتَّوْأم والرقيب والحِلْس والنَّافِس والمُسْبِل والمُعَلَّى والمَنِيح والسَّفِيح والوَغْد . لكل واحد منها نصيب معلوم من جَزُور ينحرونها ويجزئونها عشرة أجزاء (وقيل : ثمانية وعشرين)، إلا لثلاثة، وهي المَنِيح والسَّفِيح والوَغْد . ولبعضهم :(1/1823)
لِيَ في الدنيا سهامٌ ليس فيهنّ رَبِيحُ ** وأساميهنّ وَغْدٌ وسَفِيحٌ ومَنِيحُ
للفَذّ سهم، وللتوأم سهمان، وللرَّقِيب ثلاثة، وللحِلْس أربعة، وللنَّافِس خمسة، وللمُسْبِل ستة، وللمُعَلَّى سبعة. يجعلونها في الرِّبَابة، وهي خريطة، ويضعونها على يدي عَدْل، ثم يجلجلها ويُدْخِل يده فيُخْرِج باسم رجل رجل قِدْحًا منها . فمن خرج له قِدْحٌ من ذوات الأنصباء أخذ النصيب الموسوم به ذلك القِدْح . ومن خرج له قِدْحٌ مما لا نصيب له لم يأخذ شيئا وغَرِمَ ثمن الجزور كله . وكانوا يدفعون تلك الأنصباء إلى الفقراء ولا يأكلون منها ، ويفتخرون بذلك ويذمّون من لم يدخل فيه، ويسمونه: "البَرَم" .(1/1824)
وفى الآيتين تحريم للأزلام أيضا، وهى سهامٌ ثلاثةٌ متشابهةٌ كانوا يضعونها فى كنانة، ثم يحركونها حتى تختلط ولا يمكن تمييز أحدها عن الآخر، ثم يمد الكاهن يده فيسحب منها واحدا. فإذا كان هذا السهم مكتوبا عليه :"افعل"، فإن الشخص المُسْتَقْسِم يفعل ما كان ينوى أن يفعله، وإن خرج السهم المكتوب عليه: "لا تفعل"، فإنه لا يفعل ما كان يريد، أما إذا كان السهم غير مكتوب عليه شىء، أُعِيد تحريك السهام وبدأت عملية الاستقسام من جديد. وقد استبدل الإسلام بهذه الطريقة الوثنية طريقة أخرى تربط الإنسان بربه، وهى "الاستخارة". ونترك الإمام الطبرى يشرح الأمر بقلمه كما كتبه عند تأويله للآية الخامسة من سورة "المائدة": "ذلك أن أهل الجاهلية كان أحدهم إذا أراد سفرا أو غزوًا أو نحو ذلك أجال القِدَاح، وهي الأزلام (أى هَزّ الكنانة بما فيها من سهام)، وكانت قِدَاحا مكتوبا على بعضها: نهاني ربي، وعلى بعضها: أمرني ربي. فإن خرج القِدْح الذي هو مكتوب عليه: "أمرني ربي" مضى لما أراد من سفر أو غزو أو تزويج وغير ذلك. وإن خرج الذي عليه مكتوب: "نهاني ربي" كَفَّ عن المضيّ لذلك وأمسك. فقيل: "وأنْ تَسْتَقْسِمُوا بالأزلامِ"، لأنهم بفعلهم ذلك كانوا كأنهم يسألون أزلامهم أن يَقْسِمْنَ لهم. ومنه قول الشاعر مفتخرا بترك الاستقسام بها:
ولَمْ أَقْسِمْ فتَرْبُتَني القُسُومُ
وأما "الأزلام" فإن واحدها "زَلَم", ويقال "زُلَم"، وهي القِداح التي وصفنا أمرها". وهذه الأزلام كانت عند الكهنة، وكانوا هم الذين يقومون بعملية الاستقسام حسبما أورد الطبرى عن السُّدِّىّ.(1/1825)
ومن الملاحظ تكرير القرآن النهى عن التطفيف فى الكيل والميزان وتوعُّده لمن يصنع ذلك بالعقاب الشديد، وواضح أن العرب كانوا لا يراعون العدل كما ينبغى فى هذا المجال، وإلا لم يكن القرآن ليتحدث فى ذلك الموضوع ويكرر القول فيه: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ" (الأنعام/ 152)، "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" (الإسراء/ 35)، "وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ " (الرحمن/ 9)، "وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" (المطففين/ 1- 3). وفى الطبرى: "عن عبد الله قال: قال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، إن أهل المدينة لَيُوفُون الكيل. قال: وما يمنعهم من أن يوفوا الكيل، وقد قال الله: "وَيْلٌ للْمُطَفّفِينَ* ...* يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ الْعالَمِينَ"؟... وعن ابن عباس قال: لما قَدِم النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل الله: "وَيْلٌ لِلْمُطَفّفِينَ"، فأَحْسَنوا الكيل". إلا أننى لا أستطيع أن أفهم كيف تكون الآيات الأخيرة قد نزلت فى أهل المدينة، والسورة كلها، كما يقول الطبرى نفسه فى بداية تفسيره لها، سورة مكية! ثم إن أهل المدينة كانوا مشهورين بدماثة الطبع ولم تُعْرَف عنهم شكاسة فى الخلق والمعاملات التجارية كالذى كان مشهورا عن مكة وأهلها فى الجاهلية، علاوة على أن القرآن إنما كرّر النهى عن الغَبْن فى المكاييل والموازين فى المرحلة المكية، بخلافه فى المرحلة المدنية، التى لم ينزل فيها شىء فى ذلك. ولا ينبغى أن نغفل عن أن المكيين كانوا، فى المقام الأول، تجارًا لا زُرّاعًا كاليثربيين. بل إن الحديث عن شيوع الغش فى المعاملات التجارية فى بعض الأمم القديمة وتلاعبها فى(1/1826)
الكيل والميزان، وهى أمة شُعَيْب عليه السلام، إنما كان فى "الأعراف" و"هود" و"الشعراء"، وهى مما نزل فى مكة لا المدينة. أفترى القرآن إذن كان يستبق الحوادث ويهاجم اليثربيين قبل الميعاد؟ الذى أراه هو أن المقصودين بالكلام عن الكيل والميزان إنما هم المكيون قبل غيرهم، وإن كنت لا أستبعد سواهم من العرب من هذا الانحراف الخلقى. وبالمناسبة فإن الواحدى والسيوطى مثلا فى كتابيهما عن "أسباب النزول" يقولان نفس ما قاله الطبرى.(1/1827)
أما ابن عاشور فى "تفسير التحرير والتنوير" فيورد اختلاف العلماء فى مكية السورة أو مدنيتها، لينتهى إلى أنها مما نزل بين مكة والمدينة. ثم أضاف قائلا: "وعن القُرَظِيّ: كان بالمدينة تجار يطففون الكيل وكانت بياعاتهم كسبت القمار والملامسة والمناملة والمخاصرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق وقرأها، وكانت عادة فَشَتْ فيهم من زمن الشرك فلم يتفطَّن بعض الذين أسلموا من أهل المدينة لما فيه من أكل مال الناس. فأريد إيقاظهم لذلك، فكانت مقدمة لإصلاح أحوال المسلمين في المدينة مع تشنيع أحوال المشركين بمكة ويثرب بأنهم الذين سَنُّوا التطفيف. وما أَنْسَبَ هذا المقصد بأن تكون نزلت بين مكة والمدينة لتطهير المدينة من فساد المعاملات التجارية قبل أن يدخل إليها النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يشهد فيها منكرًا عامًّا، فإن الكيل والوزن لا يخلو وقت عن التعامل بهما في الأسواق وفي المبادلات". ولكنى، رغم هذا، ما زلت أرى أن "المطففين" سورة مكية لأسلوبها وموضوعاتها اللذين يشبهان أسلوب الوحى المكى وموضوعاته، وأقصى ما يمكن أن أفكر فيه هو أن يكون الرسول قد قرأها على أهل يثرب مُهَاجَرَه إليهم، فقد قلت إننى لا أستبعد أن يكون من العرب من كان يطفِّف فى الكيل والميزان من غير أهل مكة، إلا أن المكيين، فى نظرى، هم المقصودون أوّلاً وفى الأساس بهذه الآيات. أَيًّا ما يكن الأمر، وهذا هو المهم فى الموضوع، فقد كان الجاهليون يتلاعبون فى مكاييلهم وموازينهم بما يأباه الخلق الشريف والذكاء التجارى الحصيف كما يصنع كثير من التجار فى المجتمعات المتخلفة مما لا نجده فى نظيراتها المتقدمة رغم أنها ربما لا تدين بدين سماوى، لكنه الحس التجارى السليم والقانون اليقظ الحريص على سلاسة الحياة وراحة البال حتى ولو لم يكن الحفاظ على القيم الخلقية فى حد ذاتها هو المراد!(1/1828)
وكان فى أهل الجاهلية بغي وطاعة للشيطان، فكان الحَيّ إذا كان فيهم عُدّة ومَنَعة، فقَتَل عبدُ قومٍ آخرين عبدًا لهم، قالوا: لا نَقْتُل به إلا حُرًّا تعزُّزًا لفضلهم على غيرهم في أنفسهم، وإذا قتلت امرأةُ قومٍ آخرين امرأةً لهم، قالوا: لا نَقْتُل بها إلا رجلاً. فأنزل الله هذه الآية يخبرهم أن العبد بالعبد والأنثى بالأنثى، فنهاهم عن البغي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُ نْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (البقرة/ 178).(1/1829)
وكان اليتامى يُظْلَمون ولا يُرْحَمون وتُؤْكَل حقوقهم، وقد نزلت فيهم آيات متعددة: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين"ِ (الماعون/1- 3)، "فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ* أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ" (البلد/ 11- 16)، "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة/ 177)،"كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ* وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ* وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا* وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (الفجر/ 20)، "وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" (الأنعام/ 152، والإسراء/ 34)، "وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا* وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ ألاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ(1/1830)
أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا* وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا* وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا* وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا" (النساء/ 2- 6)، "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" (النساء/ 10)، "وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا" (النساء/ 127)،.(1/1831)
وبالنسبة للأطعمة كان الجاهليون يحرِّمون البَحِيَرَة والسائبة والحامى، وفى ذات الوقت يأكلون المَيْتَة، سواء ماتت ميتة طبيعية أو كانت منخنقة أو موقوذة (وهى المضروبة ضربا شديدا حتى تموت، وقد كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فيضربون الأنعام بالخشب لآلهتهم حتى تموت ثم يأكلونها)، أو كانت متردِّية أو منطوحة. وكانوا يقولون عن الميتة إن الله قتلها، فكيف تكون حراما، وفى الوقت ذاته يكون ما قتله (أى ذبحه) البشر حلالا؟ وكانوا يستغربون كيف أن الرسول وأصحابه يقولون إنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ما ذبحوه حلال، وما ذبح الله حرام! كذلك كانوا يأكلون الدم وما أُهِلَّ به لغير الله وما ذُبِح على النُّصُب. وسوف يأتى فى كلامنا عن الأمثال فى العصر الجاهلى إشارة إلى أكلهم الدم. وفى الطبرى أنهم "كَانُوا إذَا أَرَادُوا ذَبْح مَا قَرَّبُوهُ لآلِهَتِهِمْ سَمَّوْا اسْم آلِهَتهمْ الَّتِي قَرَّبُوا ذَلِكَ لَهَا وَجَهَرُوا بِذَلِكَ أَصْوَاتهمْ، فَجَرَى ذَلِكَ مِنْ أَمْرهمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قِيلَ لِكُلِّ ذَابِح يُسَمِّي أَوْ لَمْ يُسَمِّ، جَهَرَ بِالتَّسْمِيَةِ أَوْ لَمْ يَجْهَر: "مُهِلّ"، فَرَفْعهمْ أَصْوَاتهمْ بِذَلِكَ هُوَ الإِهْلال الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّه تَعَالَى". كما يقول القرطبى إن ما أُهِلَّ به لغير الله هو "ذَبِيحَة الْمَجُوسِيّ وَالْوَثَنِيّ وَالْمُعَطِّل: فَالْوَثَنِيّ يَذْبَح لِلْوَثَنِ، وَالْمَجُوسِيّ لِلنَّارِ، وَالْمُعَطِّل لا يَعْتَقِد شَيْئًا فَيَذْبَح لِنَفْسِه".ِ و"النُّصُب" هى الأَوْثَان مِنْ الْحِجَارَة، وكَانَتْ تُجْمَع فِي الْمَوْضِع مِنْ الأَرْض، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُقَرِّبُونَ لَهَا، وَلَيْسَتْ بِأَصْنَامٍ، لأن الصَّنَم يُصَوَّر وَيُنْقَش، وَهَذِهِ حِجَارَة، فَكَانُوا إِذَا ذَبَحُوا نَضَحُوا الدَّم عَلَى مَا أَقْبَلَ مِنْ الْبَيْت وَشَرَّحُوا اللَّحْم وَجَعَلُوهُ عَلَى(1/1832)
الْحِجَارَة. أما البَحِيرة والسائبة والوَصِيلة والحامى فكانت النَّاقَة إِذَا وَلَدَتْ أَبْطُنًا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا شَقُّوا أُذُنهَا وَقَالُوا: هَذِهِ بَحِيرَة، وكَانَ الرَّجُل يَأْخُذ بَعْض مَالِه فَيَقُول: هَذِهِ سَائِبَة، وكَانُوا إِذَا وَلَدَتْ النَّاقَةُ الذَّكَرَ أَكَلَهُ الذُّكُور دُون الإِنَاث، وَإِذَا وَلَدَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى فِي بَطْن قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاهَا، فَلا يَأْكُلُونَهُمَا. فَإِذَا مَاتَ الذَّكَر أَكَلَهُ الذُّكُور دُون الإِنَاث. وكَانَ الْبَعِير إِذَا وَلَدَ وَوَلَدَ وَلَدُه قَالُوا : قَدْ قَضَى هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ، فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِظَهْرِهِ و قَالُوا: هَذَا حَامٍ. وقيل أيضا: كانوا إذا نتجت الناقة خمسة أبطن إناثا بُحِرَتْ أذنها فحُرِّمَتْ، وقيل إن الناقة إذا نتجت خمسة أبطن، فإن كان الخامس ذَكَرًا بحروا أذنه فأكله الرجال والنساء، وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها وكانت حرامًا على النساء لحمها ولبنها، وقيل: إذا نتجت الناقة خمسة أبطن من غير تقييد بالإناث شقوا أذنها وحرَّموا ركوبها ودَرّها. والسائبة: الناقة تُسَيَّب، أو البعير يُسَيَّب نذرا على الرجل إن سلّمه الله من مرض أو بلّغه منزله، فلا يُحْبَس عن رعي ولا ماء، ولا يركبه أحد. وقيل: هي التي تُسَيَّب لله فلا قيد عليها ولا راعي لها. وقيل: هي التي تابعت بين عشر إناث ليس بينهن ذَكَر، فعند ذلك لا يُرْكَب ظهرها ولا يُجَزّ وَبَرها ولا يَشْرَب لبنَها إلا ضيف. والوَصِيلة: قيل: هي الناقة إذا وَلَدَتْ أنثى بعد أنثى، وقيل هي الشاة: كانت إذا وَلَدَتْ أنثى فهي لهم، وإن ولدت ذكرًا فهو لآلهتهم، وإن ولدت ذكرًا وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا الذَّكَر لآلهتهم. وقيل: كانوا إذا ولدت الشاةُ سبعة أَبْطُن نظروا: فإن كان السابع ذكرا ذُبِح فأكل منه الرجال والنساء، وإن كانت أنثى تُرِكَتْ في الغنم، وإن كان ذكرا وأنثى(1/1833)
قالوا: وصلت أخاها فلم يُذْبَح لمكانها، وكان لحمها حرامًا على النساء، إلا أن يموت فيأكلها الرجال والنساء. والحام: الفحل الحامي ظهره عن أن يُرْكَب، وكانوا إذا رُكِبَ وَلَدُ الفحل قالوا: حُمِىَ ظهره فلا يُرْكَب، فجاء الإسلام فحرَّم هذا كله. ومن الأخبار التى وردت عن ذبحهم لآلهتهم ما رُوِىَ عن ابن عباس من "أن بلالاً لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسَلَحَ عليها، وكان عبدًا لعبد الله بن جُدْعان، فشكا إليه المشركون ما فعل، فوهبه لهم ومائةً من الإبل يَنْحَرونها لآلهتهم". وعلاوة على ما مرّ كانت الخمر شائعة بين الجاهليين شيوعًا مستطيرًا يعرفه كل من قرأ الشعر الجاهلى، ولقد أخذت هذه المسألة فى أول الإسلام بعض الوقت إلى أن كفّوا عن تعاطى أم الخبائث ممتثلين لأمر الله، وذلك بعد أن تدرج بهم القرآن مرحلة بعد مرحلة كما هو معروف من النصوص القرآنية حتى أقلعوا عنها إقلاعا لم يحدث من قبل ولا من بعد فى أى مجتمع أو حضارة بشرية!(1/1834)
ومن النصوص القرآنية التى تتحدث فى موضوع الطعام والشراب والحلال والحرام منه: "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ" (البقرة/ 173)، "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ" (المائدة/ 3)، "مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ" (المائدة/ 103)، "قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ" (الأنعام/ 145)، "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ" (النحل/ 115- 116)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة/ 90). ولا أدرى أكان من العرب الوثنيين من كان يأكل لحم الخنزير أم لا، لكن المؤكد أن النصارى كانوا وما زالوا يأكلونه رغم أنه محرَّم فى شريعة موسى عليه السلام، التى(1/1835)
أكد المسيح أنه إنما أتى لتكميلها لا لنقضها، إلا أن بولس اليهودى ما إن دخل النصرانية حتى أشاع فيها الاضطراب وألغى كل ما جاءت به تلك الشريعة تقريبا، ومن بين ما ألغاه تحريم الخنزير.
وفى تفسير قوله تعالى على لسان الشيطان متحدثا عن بنى آدم: "ولأُضِلَّنَّهم ولأُمَنَِّبنَّهم ولآمُرَنَّهم فلَبُبَتِّكُنَّ آذان الأنعام، ولآمُرَنَّهم فلَيُغَيِّرُنّ خَلْق الله" (النساء/ 119) يقول الزمخشرى : "تَبْتِيكُهم (أى تَبْتِيك عرب الجاهلية الوثنيين) الآذان: فِعْلُهم بالبحائر: كانوا يشقّون أذن الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وجاء الخامس ذَكَرًا، وحرَّموا على أنفسهم الانتفاع بها . وتغييرهم خلق الله : فَقْءُ عين الحامي وإعفاؤه من الركوب ". وفى قوله سبحانه: "وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" (الأنعام/ 136) نرى لونًا آخر من اعتقاداتهم الوثنية التى كان لها تأثير على أحكام الطعام عندهم، إذ كانوا يجعلون لله سبحانه مما خلق من حرثهم ونَتَاج دوابّهم نصيبا، ولآلهتهم نصيبا من ذلك يَصْرِفونه على سَدَنَتها والقائمين بخدمتها، فإذا ذهب ما خصصوه لآلهتهم عَوَّضوا عنه ما جعلوه لله، وقالوا: الله غني عن ذلك. وقوله: "فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله"، أي إلى المصارف التي شرع الله الصَّرْف فيها كالصدقة وصلة الرَّحِم وقِرَى الضيف، ومعنى عبارة "وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم"، أي يجعلونه لآلهتهم وينفقونه في مصالحها. وفى "الكشاف" للزمخشرى أنهم "كانوا يعيّنون أشياءَ من حرثٍ ونتاجٍ لله، وأشياءَ منها لآلهتهم، فإذا رَأَوْا ما جعلوه للّه زاكيا ناميا يزيد في نفسه خيرا رجعوا فجعلوه للآلهة، وإذا زَكَا ما جعلوه(1/1836)
للأصنام تركوه لها واعتلُّوا بأن الله غني. وإنما ذاك لحبهم آلهتهم وإيثارهم لها". وفى قوله سبحانه: "فلا يصل إلى الله" يقول: " أي لا يصل إلى الوجوه التي كانوا يصرفونه إليه من قِرَى الضِّيفان والتصدق على المساكين"، أما قوله: " فَهُوَ يصل إلى شركائهم" فمعناه أنهم ينفقونه على الأوثان "في ذبح النسائك عندها والإجراء على سَدَنتها ونحو ذلك". أو كانوا إذا ذبحوا ما جعلوه لله ذكروا عليه اسم أصنامهم، وإذا ذبحوا ما لأصنامهم لم يذكروا عليه اسم الله، وهذا معنى آخر للآية الكريمة.(1/1837)
وفى الآيتين 138- 139 من نفس السورة نقرأ قوله عز شأنه: "وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ* وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ". و"الحِجْر" هو التضييق، والمقصود أنهم يَقْصِرونها على طرفٍ دون آخر. ذلك أنهم كانوا إذا عيَّنوا أشياء من حرثهم وأنعامهم لآلهتهم قالوا : " لا يطعمها إلا من نشاء"، يَعْنُون خَدَم الأوثان والرجال دون النساء، أما الأنعام التى حُرِّمَتْ ظُهُورهَا فهى البحائر والسوائب والَحَوامِي. ثم هناك الأنعام التى لا يُذْكَر اسم الله عليها في الذبح، وإنما يذكرون عليها أسماء الأصنام . وقيل : لا يحجّون عليها ولا يُلَبُّون على ظهورها . أى أنهم قسّموا أنعامهم فقالوا : هذه أنعامٌ حِجْرٌ، وهذه أنعامٌ محرَّمة الظهور، وهذه أنعامٌ لا ُيذَْكر عليها اسم الله . ليس ذلك فحسب، بل كانوا يقولون أيضا: "ما في بطون هذه الأنعام خالصةٌ لذكورنا ومحرَّمٌ على أزواجنا، وإن يكن مَيْتَةً فهم فيه شركاء"، أى أن ما وُلِد من أَجِنّة البحائر والسوائب حَيًّا فهو خالص للذكور لا تأكل منه الإناث، وما وُلِد منها ميتًا اشترك فيه الذكور الإناث. وفى ذات السياق أيضا ورد قوله سبحانه: "وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ" (النحل/ 56)، ومعناه أنهم كانوا يجعلون لآلهتهم التي لا علم لها (لأنها جماد، فهى لا تدرى أجعلوا لها نصيبا في أنعامهم وزروعهم أم لا) نصيبا مما رزقهم الله من الزروع والأنعام يتقربون بذلك إليها.(1/1838)
فإذا انتقلنا إلى البيئة العربية وجدنا تكرارا لذكر الجبال فى آيات كثيرة فى القرآن المجيد، وهذا أمر طبيعى، فالجزيرة العربية مملوءة بالجبال: "وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ" (هود/ 42)، "وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ" (إبراهيم/ 46)، "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ" (النحل/ 68)، "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا" (النحل/ 81)، "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا" (طه/ 105)، "وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" (فاطر/ 27)، "أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا* وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" (النبأ/6- 7)، "وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ" (النازعات/ 32- 33). كما أشار القرآن، فى آية مشهورة، إلى ظاهرة أخرى من ظواهر البيئة العربية هى ظاهرة السراب: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا" (النور/ 39). وعلى ذكر السراب فإن الماء شحيح فى الجزيرة العربية، ومن هنا فكثيرا ما يمنّ الله على العرب بإنزاله من السماء ماء يُحْيِى الأرض بعد موتها: "الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة/ 22)، "وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا" (الأنعام/ 99)، "وَيُنَزِّلُ(1/1839)
عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ" (الأنفال/ 11)، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ" (الزُّمَر/ 21)، "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ" (المُلْك/ 30)، "وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا* لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا* وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا" (النبأ/ 14- 16). والإبل هى أيضا مما ورد ذكره فى القرآن، وهى الحيوان الوحيد الذى لفت القرآن نظر العرب إلى عجيبة الخلق فيه: "أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ* وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ* وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ* وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" (الغاشية/ 17- 20)، ومعروف أن الجمل هو سفينة الصحراء.(1/1840)
وبالنسبة للمساكن التى كان يقطنها العرب فى الجاهلية فإن القرآن يشير إلى ضربين: البيوت العادية، وهى بيوت أهل الحضر، وكانوا أقل فى بلاد العرب من أهل الصحراء آنذاك، ثم بيوت الوَبَر والشَّعْر والجلد، وهى الخيام، التى لا يعرف سكان البوادى غيرها نظرا لتنقلهم المستمر وراء الغيث والمرعى: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ" (النحل/ 80). أما الثمار والفواكه وأشجارها التى كانت يعرفها العرب فقد ذكر القرآن منها التين والزيتون والأعناب والرمان والنخيل: "وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (الأنعام/ 99)، "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ" (الأنعام/ 141)، "فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ" (الرحمن/ 68)، "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ" (التين/ 1).(1/1841)
وفى القرآن المجيد أيضًا ذِكْرٌ لمكة ويثرب والمدينة واللغة العربية، وقريش ورحلتيها إلى الشام واليمن، والكعبة وإبراهيم أبى العرب وابنه إسماعيل، وسقاية الحجيج وعمارة المسجد الحرام، وسبإ وعاد وثمود ومَدْيَن، وهُود وصالح وشُعَيْب، واليهود والنصارى والصابئين والمَجُوس، والشِّعْر والشعراء والكُهّان والنفَّاثات فى العُقَد، والأشهر الحُرُم، وهى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وكانوا يتوقفون فيها عن القتال والأخذ بالثأر ويجعلونها شهور هدنة، وإن كانوا أحيانا ما يستمرون فيه معوِّضين عنها بشهور أخرى يتوقفون فيها عن المعارك، وهو ما يسمون: "النَّسِىء". كما كان الأخذ بالثأر تقليدا جاهليا راسخا فى أعماق النفس العربية، ولكنْ بالمقابل كانت مكة بما فيها الكعبة حَرَمًا آمنا لا يجوز الأخذ بالثأر فيه مهما كانت الأسباب والمغريات، ولذلك يقال: "البلد الحرام"، و"البيت الحرام"، و"المسجد الحرام". وقد كان هذا كله جزءا من حياة العرب وجغرافيتهم وتاريخهم وثقافتهم ودينهم: "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ (بالأخذ بالثأر) إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (باقتصاص الدولة من القاتل أو بأخذ الدية منه لأولياء القتيل حسبما يختارون)" (الإسراء/ 33)، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (أى مكة) مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" (آل عمران/ 96- 97)، "وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ(1/1842)
وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا* هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ" (الفتح/ 24- 25)، "لإِيلافِ قُرَيْشٍ* إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ" (قريش/ 2)، "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (المائدة/ 97)، "وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا" (الأحزاب/ 13)، "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود* وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ* وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (البقرة/ 125- 129)، "وَمَا جَعَلَ(1/1843)
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ" (الحج/ 78)، "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (التوبة/ 19)، "وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" (المائدة/ 18)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة/ 51)، "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (المائدة/ 69)، "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (الحج/ 17)، "لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ" (سبأ/ 15)، "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ* وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ(1/1844)
وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ" (العنكبوت/ 36- 38)، "قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ* قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ* وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ" (هود/ 87- 89)، "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" (الشعراء/ 192- 195)، "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ" (يس/ 69)، "وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ" (الشعراء/ 224)، "فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ* أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" (الطور/ 29- 30)، "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ* وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الحاقّة/ 40- 43)، "وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ" (الفَلَق/ 4)، "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ(1/1845)
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ* إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (التوبة/ 36- 37)، "إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (النمل/ 91)، "أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا" (القَصَص/ 57)، "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ" (العنكبوت/ 67)،"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا" (المائدة/ 2)، "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" (الإسراء/ 1). كما أبرز القرآن فى أكثر من موضعٍ تمسُّك العرب الجاهليين بما تركه لهم الأجداد والآباء من عادات وتقاليد تمسكا حديديًّا: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ(1/1846)
اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ" (البقرة/ 170)، "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ" (المائدة/ 104)، "بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ" (الزخرف/ 22).(1/1847)
وبالإضافة إلى الوثنيين نرى القرآن الكريم يتحدث عن عقائد اليهود والنصارى مبينًا أن كلا من الطائفتين كانوا يرددون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن اليهود كانوا يقولون إنهم لن يعذَّبوا يوم القيامة إلا أياما معدودات، وأن منهم من كان يجعل عُزَيْرًا ابن الله مثلما كان النصارى يقولون إن المسيح هو ابن الله، وإن كان الأخيرون يثلِّثون الألوهية، كما أن منهم من كان يعبد مريم مع الله والمسيح. بل لقد اتخذوا من أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله يتبعون ما أدخلوه لهم فى الدين من عقائد وعبادات وشرائع ما أنزل الله بها من سلطان. كما ذكر القرآن تحريف الفريقين لكتبهم، ونَصَّ على الأطعمة المحرَّمة على اليهود وما أضافوا هم إليها مما لم يحرّمه سبحانه عليهم، وهو لحم الإبل، وأشار إلى عقيدتهم فى النبوة وأنها محصورة فى بنى إسرائيل، وزَعْمهم أن الله قد عَهِدَ إليهم ألا يؤمنوا بأى رسول إلا إذا أتاهم بقربان تنزل عليه من السماء نار تلتهمه، وأنه سبحانه لم يجعل عليهم فى غير اليهود سبيلا، ومن ثم كان من حقهم أن يسرقوهم ويخونوا أماناتهم معهم دون خوف من عقاب الله، وادعائهم أنهم قتلوا المسيح وصلبوه: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" (المائدة/ 18)، "قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (الجمعة/ 6)، "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ (أى بنى إسرائيل) قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (آل عمران/(1/1848)
24)، "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (التوبة/ 30- 31)، "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (المائدة/ 17)، "لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (المائدة/ 72- 73)، "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ(1/1849)
أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ" (المائدة/ 116)، "وَإِنَّ مِنْهُمْ (أى من اليهود) لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" (البقرة/78- 79)، "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ" (النساء/ 46)، "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ (أى بنى إسرائيل) لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" (المائدة/ 13- 14)، "وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ" (الأنعام/ 146)، "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ(1/1850)
قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (آل عمران/ 93)، "الَّذِينَ قَالُوا (أى اليهود) إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (آل عمران/ 183)،"وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب ِ(وهم يهود المدينة) آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ* وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ* وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (آل عمران/ 72- 75)، "وَقَوْلِهِمْ (أى اليهود) إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" (النساء/ 157- 158). ويبقى المجوس، وهناك آية قرآنية تتحدث عن(1/1851)
التثنية فى الألوهية هذا نصها: "وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ" (النحل/ 51)، وأقرب ما يمكن أن يفد إلى الذهن هنا ثَنَوِيَّة فارس، إذ كانوا يعبدون إلهين: واحدا للنور، والآخر للظلمة. وأغلب الظن أنه كان هناك عرب يؤمنون بها متابعة للفرس.
---
فاروق
01-18-2006, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل وجعله الله في ميزان حسناتكم..
---
(1/1852)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ابن القيم في قوله تعالى ((يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)).سورة آل عمران
---
تفسير ابن القيم في قوله تعالى ((يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)).سورة آل عمران
---
المحب
04-24-2003, 11:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد:
فلقد ذكر ابن القيم رحمه الله تفسيرين لقوله تعالى:((يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)).هذه الاية التي نزلت في المنافقين عندما تخلفو عن غزوة أحد فقال:1
-أن معنى قوله تعالىيظنون بالله غير الحق :الظن هو ان المسلمين لن ينتصروا في هذه المعركة وان الله خاذلهم والعياذ بالله.
2-وأن ماحصل للمسلمين في غزوة أحد لم يكن بتقدير الله وحكمته.
وقد أحببت ذكر تفسير هذه الاية لأبين كراهية المنافقين للمؤمنين لاسيما وأنهم قد ازدادوا في عصرنا هذا والله أعلم ......وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
---
عبدالرحمن الشهري
04-24-2003, 11:47 AM
جزاك الله خيراً يا أخي المحب للخير
---
(1/1853)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أدب المفسرين
---
أدب المفسرين
---
عبدالرحمن الشهري
04-11-2007, 01:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أعني بأدب المفسرين ما تجده في كتب التفسير ، وفي تراجم المفسرين من عناية بأدب العرب ، وحسن البصر بفهمه وتذوقه ونقده نقداً أدبياً لا تكاد تقع عليه في كتب النقد الأدبي ، وشروح الشعر . وقد رأيت من عناية بعض المفسرين بالأدب العربي وحفظ عيونه ، والمشاركة في التأليف في الأدب وتاريخه وشرح دواوين الشعر ما جعلني أتتبع مظاهر هذا الأدب في كتب التفسير ، وكيف استفاد هذا المفسر أو ذاك من معرفته وعنايته بالأدب في صياغة كتابه في التفسير، وانتقائه لعباراته ولا سيما في مختصرات التفسير .
وإنني لأؤمل من بث مثل هذه المسائل ونشرها بين طلبة العلم، بواسطة الكتابة والحديث في مجالس العلم أن نعيد لمجالسنا ذاك البريق الأخاذ لأدبنا العربي عندما نستثمره في مدارسة كتاب الله ، والتذوق لبلاغته، وقد تتبعت كثيراً من دواوين الأدب لكبار أدباء العربية كالجاحظ وابن قتيبة وأبي علي القالي في أماليه وما يرويه عن شيخه الراوية اللغوي أبي بكر بن الأنباري ما يدل على عنايتهم بتوظيف الأدب في فهم القرآن كلما سنحت لهم سانحة في مجالسهم وأماليهم ومؤلفاتهم، فقربوا الأدب للناس، وحببوا فهمه للطلبة عندما ربطوه بكتاب الله العظيم .
وقد خطرت لي فكرة ذات يوم حول هذا الموضوع، طرحتها في حلقة ضمن حلقات برنامج (أهل التفسير) تحت عنوان (أدب المفسرين) ، فكان رجع صداها مشجعاً للاستمرار في هذا الموضوع ، وطرح المزيد من الأفكار حوله ، حتى نجعل هذه الأداة البديعة (اللغة العربية) طيعة في يد من يريد فهم القرآن الكريم بلغته التي نزل بها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .(1/1854)
وما أجمل أن تُطرح في مجلس من المجالس قصيدةٌ مختارة مليئة بشواهد التفسير ، وذات معانٍ عالية حافلة بمكارم الأخلاق، يتذوقها أصحاب الأذواق الرفيعة وهم كثيرون ، وقد جربت هذا مراراً ، فأجد الإصغاء من الجميع ، وبينما أنت تشرح لهم معاني هذه الأبيات ومفرداتها، إذ بك تشير إلى أن هذه اللفظة بهذا المعنى قد وردت في القرآن في قوله تعالى كذا وكذا ، فأجد لها من الأثر على مخايل أهل المجلس ووجوهم ما يدل على استحسانهم وفرحهم بهذه الفائدة أكثر مما لو ابتدأتهم بتفسير تلك الآية .
وقد ذكر أهل التراجم عن الواحدي المفسر أنه أكثر من الاختلاف إلى شيخه أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن مالك السهلّي الأديب أبو الفضل العروضي الصفّار الشافعي الذي أخذ عنه اللغة والأدب ، فقال له شيخه الصفار هذا : حتام أنت تقرأ علي هذه الدواوين ، وتدع هذا العالم الجليل الذي يقصده الطلبة من كل مكان يأخذون عنه التفسير يعني الثعلبي المفسر ؟
فقال الواحدي : إنما أتوسل بها لذاك .
أي إنما أتَّخذُ العلمَ باللغة ، والتعمقَ في دراستها وسيلةً لدراسة التفسير والتميز فيه ، فلما طلب الواحديُّ علم التفسير على الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي كان من أميز طلبته وأنبغهم ، وقد ظهر ذلك في كتابه (البسيط في التفسير) .
وقبل الواحدي كان الإمام محمد بن جرير الطبري من أعلم أهل زمانه باللغة والشعر، وكان يحفظ نوادر دواوين الشعراء كالطرماح بن حكيم الخارجي ويشرحه للطلبة في وقت كان القائمون بذلك قليل في العلماء ، وهو حينها في ريعان شبابه في رحلته الثانية لمصر .(1/1855)
وللطبري في الكتابة أسلوب بديع قل أن تجد له نظيراً ، ولذلك يقول الذهبي في ترجمته :(ولابي جعفر في تآليفه عبارة وبلاغة ، فمما قاله في كتاب (الآداب النفيسة والاخلاق الحميدة) : القول في البيان عن الحال الذي يجب على العبد مراعاة حاله فيما يصدر من عمله لله عن نفسه، قال: (إنه لا حالة من أحوال المؤمن يغفل عدوه الموكل به عن دعائه إلى سبيله، والقعود له رصدا بطرق ربه المستقيمة، صادا له عنها، كما قال لربه عز ذكره إذ جعله من المنظرين: (لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم) طمعا منه في تصديق ظنه عليه إذ قال لربه: (لئن أخرتني إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا) فحق على كل ذي حجى أن يجهد نفسه في تكذيب ظنه، وتخييبه منه أمله وسعيه فيما أرغمه، ولا شئ من فعل العبد أبلغ في مكروهه من طاعته ربه، وعصيانه أمره، ولا شئ أسر إليه من عصيانه ربه، واتباعه أمره) فكلام أبي جعفر من هذا النمط، وهو كثير مفيد) أ.هـ كلام الذهبي.
وسأجتهد في هذه الزاوية بإذن الله في تفصيل مظاهر أدب المفسرين في كتبهم وتراجمهم ، وأختار من نوادر شروحهم للشعر في كتب التفسير وغيرها ما يدل على حذقهم وبيانهم وعلمهم ، عسى أن يُقبل على هذا النمط من العلم من كان في طبعه نفورٌ منه ، ويطرب له من كان محبيه .
ورحم الله ابن جزي الكلبي المفسر الأديب الشاعر ، المتوفى شهيداً في معركة طريف عام 741هـ صاحب كتاب (التسهيل لعلوم التنزيل) القائل :
لكل بني الدنيا مرادٌ ومقصدٌ = وإنَّ مُرادي صحةٌ وفراغُ
لأبلغَ في علم الشريعة مبلغاً = يكون به لي للجنانِ بلاغُ
ففي مثل هذا فلينافس أولو النهى = وحسبي من الدنيا الغرور بلاغُ
فما العيش إلا في نعيم مؤبدٍ = به العيشُ رغدٌ والشرابُ يُساغُ(1/1856)
كما أرجو أن نوفق مع أهل الأدب والعربية في هذا الملتقى العلمي البديع لطرح موضوعات أدبية تعين على الارتقاء بالذوق الأدبي، وتأخذ بقارءها وكاتبها قبل ذلك إلى ظلال أدب لغة القرآن، وأفياء هذه اللغة الشريفة، التي أجد لها من الحب في قلبي كلذع الشوق في قلوب المحبين ، كما قال شاعرهم :
أجدُ الملامةَ في هواكِ لذيذةً = حباً لذكركِ فليلمني اللوَّمُ
في 23/3/1428هـ
---
يراع العربية
04-12-2007, 09:17 PM
الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري ؛ بارك الله في سبقكم الأصيل , وفي كلامكم الجميل ؛
فالطالب للتفسيرِ المُغلَّفِ باللغةِ الحكيمةِ الموشحةِ بكلام العربِ تجده وقد أدَّبته اللغةُ , وأكرمه التفسيرُ , وأصلته الأحكامُ
المستنبطة من ذلك ؛ ليخرج لنا عالماً نعتز بعلمهِ ؛ لتشعب فكرهِ , مما هو أصل في جميع العلوم العربية .
الأمرُ في خاطري فسبقتموني إليه , وأجدتم ؛ فهو منهجٌ يضفي للشرح رونقاً , ويعطي للأدب مكاناً رفيعاً حين خالط
حديثه مجالس القرآنِ والتفسيرِ , منهجٌ نود أن يطبقه العلماء دون إسرافٍ , وأن يتشربه الطلاب باحترافٍ , وأن يوفق كل
من سعى إليه .
نفع الله بعلمكم .
---
(1/1857)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدونا
---
أفيدونا
---
القناص
04-07-2004, 07:00 AM
أخبرونا بارك الله فيكم عن موقع المهد العالي للقضاء على النت بالسعودية
وهل هناك قائمة بأسماء الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراةفي هذا الموقع
---
أحمد البريدي
04-07-2004, 09:47 AM
يوجد في شبكة التفسير دليل للرسائل الجامعية , مع إمكانية البحث بعدة طرق :اضغط هنا (http://www.tafsir.net/)
---
عبدالرحمن الشهري
04-08-2004, 01:50 PM
هذا هو الجزء الخاص بالمعهد العالي للقضاء في موقع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
جامعة الإمام - المعهد العالي للقضاء (http://www.imamu.edu.sa/collegeinst/high-institute/index.htm)
والرسائل العلمية في المعهد متخصصة في الدراسات الفقهية .
---
(1/1858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل معنى (بعوضة فما فوقها) أن هناك حشرة أخرى فوق ظهر البعوضة ؟ أرجو الإفادة.
---
هل معنى (بعوضة فما فوقها) أن هناك حشرة أخرى فوق ظهر البعوضة ؟ أرجو الإفادة.
---
ام محمد
06-10-2003, 05:21 AM
ارجو ان تقبلوني ضيفه معاكم
قد يستحي الانسان احيانا ان يسأل
لأن هناك من يسخر انك لاتعرف الاجابه!!
وقد لا يجد من هو اجدر بالاجابه عليه افيدونا يا اهل الذكر
سمعت في احدى القنوات الفضائيه امرأه تقول ان ما فوق البعوضه حشره ايضا اخرى
قد لا ترى بالعين المجرده وهي تشرح عن البعوضه واستدلت بهذه الايه هل هي على حق
ان هناك حشره اخرى
ام ماذا يقصد القران بكلماه ما فوقها؟؟؟
---
جمالالسلفيتي
06-10-2003, 10:31 AM
نعم ايتها الاخت الكريمة
ما تقوله الاخت عن البعوضة ومافوقها صحيح ان شاء وهذا شئ بسيط من عظمه خالقنا عزوجل وعظيم بالنسبة لنا .
بارك الله فيك
---
جمالالسلفيتي
06-10-2003, 10:48 AM
البعوضة هذا المخلوق الضعيف العجيب
سبحان الخالق
قال تعالى :
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (26) سورة البقرة
البعوضة هذا المخلوق الضعيف العجيب.. الله سبحانه وتعالى عندما ضرب مثلا بعوضة ، فهو ليبين للناس أن هذا المخلوق الصغير في حجمه00 عظيم في خلقه.
* إليكم هذه المعلومات عنها:
1. هي أنثى
2. لها مائة عين في رأسها
3. لها في فمها 48 سن
4. لها ثلاث قلوب في جوفها بكل أقسامها
5. لها ستة سكاكين في خرطومها ولكل واحدة وظيفتها(1/1859)
6. لها ثلاث أجنحة في كل طرف
7. مزودة بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء
وظيفته : يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة إلى لون بنفسجي
حتى تراه .
8. مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز إبرتها دون
أن يحس الإنسان وما يحس به كالقرصة هو نتيجة مص الدم ..
9. مزودة بجهاز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء .
10. مزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدا .
11. مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل الى (60) كم .
12. واغرب ما في هذا كله أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة
تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى الا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.. )
يا مَنْ يرى مدَّ البعوضِ جناحها ***** في ظلمةِ الليلِ البهيمِ الأليلِ
ويرى مَناطَ عُروقِها في نحرِها ***** والمُخَّ في تلكَ العِظامِ النُّحَّلِ
أُمنُنْ عَلَيَّ بتوبةٍ تمحو بها ***** ما كان مني في الزمانِ الأوَّلِ
فسبحان الله !!!
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض
---
أحمد القصير
06-10-2003, 03:32 PM
قوله تعالى : { فما فوقها } في معناها احتمالان :
الاحتمال الأول : أن معنى { فما فوقها } فما دونها في الصغر والحقارة ، ويؤيد هذا القول حديث : « لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء » أخرجه الترمذي .
الاحتمال الثاني : أن معنى { فما فوقها } ما هو أكبر منها ، ويكون المراد ما هو أعظم منها في الجثة ، ويؤيد هذا القول ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة ».
والخلاصة أن الآية تحتمل معنيين :
1- فما فوقها في الصغر .
2- فما فوقها في الكبر .(1/1860)
وكلا الاحتمالين صحيح كما قال المفسرون .
وليس في الآية ما يفيد أن البعوضة أصغر المخلوقات ، وأن ليس هناك ما هو أصغر منها ، غاية ما في الآية أن الله تعالى بين أنه لا يستحيي ولا يخشى أن يضرب مثلاً ما ، أي مثل كان ، بأي شيء كان ، صغيراً كان أو كبيراً ، ومن هذه الأشياء البعوضة ، والله تعالى أعلم .
---
مساعد الطيار
06-11-2003, 05:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد اطلعت على السؤال ، ولم أفهم المقصود منه حتى كلَّمني أحد الفضلاء يسأل عن اكتشاف حشرة تكون فوق جسم البعوضة ، هي أصغر منها ، وأن تكون هذه الحشرة هي المقصودة بأنها فوق البعوضة ؛ أي فوقية مكانية .
فلما سألني تذكرت هذا السؤال الوارد في الملتقى ، وقد كفاني الأخ أحمد القصير التفصيل في المراد بالفوقية ، وما قاله هو التحقيق في المعنى المراد بالفوقية ، والاختلاف إنما هو من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى ، فلا يقال إنَّ بين المعنيين تضادًّا ، فهذا يذهب إلى الصِّغر ، وذاك يذهب إلى الكِبر ، لانفكاك الجهة في المراد بالكبير والصغير ، إذ ليس واحدًا بعينه فيقع التضاد .
لكن لو رجَّح مرجح أحد المعنيين بدلائله المذكور فإن في الأمر سَعَةً أيضًا ، إذ اختلاف التنوع يدخله ترجيح الأولى ، وليس فيه ردٌّ مطلق للقول الآخر .
ويبقى القول : هل يراد بالآية هذه الحشرة التي تكون فوق البعوضة ، ويكون هذا مما يسمى بـ(الإعجاز العلمي) ؟
والجواب عن هذا أن يقال :
إن كان المراد قصر المعنى على هذه الحشرة دةن غيرها ففيه نظر من جهتين :
الأول : أنَّ هذا لا يتوافق مع نظم الآية العربي ؛ لأنه لو كان المراد الفوقية المكانية لقيل : (( وما فوقها )) ، ولو كان النظم هكذا لاحتمل الفوقية المكانية وغيرها . أما نص الآية على نظمها فلا يحتمل الفوقية المكانية ، والله أعلم .(1/1861)
الثاني : أن قصر المراد بالفوقية على هذه الحشرة التي لم يظهر أمرها إلا في هذا العصر ـ لو صحَّ التفسير بها ـ فيه تجهيل للأمة بدأً بالصحابة وختمًا بعلماء هذا العصر ، وهو يستلزم أن يكون في القرآن ما لم يُعلم معنها ، ولا أُدرك المراد منه إلا في هذا العصر ، وذلك أمر باطل بلا ريب .
وقصر الآية على ما ظهر من الاكتشافات الحديثة مزلق وقع فيه بعض من كتب فيما يسمى بـ(الإعجاز العلمي ) .
لكن لو قيل : إن هذه الحشرة تدخل في عموم قوله (( فما فوقها )) أي في الصِّغَرِ ، لجاز ، ومن ثَمَّ فليس لهذه الحشرة مزية على غيرها البتة ، والله أعلم .
---
همس
06-12-2003, 05:46 PM
أنقل لك قول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -في تفسيره سورة البقرة الجزء الأول حيث قال رحمه الله "قوله تعالى "فما فوقها ":هل المراد بما فوق أي فما فوقها في الحقارة ، فيكون المعنى أدنى من البعوضة أو فما فوقها في الأرتفاع فيكون المراد ما هو أعلى من البعوضة ؟ فأيهما أعلى خلقه : الذباب أو البعوضة ؟ الجواب : الذباب أكبر وأقوى لاشك لكن مع ذلك قد يكون معنى الأية فما فوقها أي فما دونها لأن الفوقية تكون للأدنى وللأعلى كما أن الوراء تكون للأمام وللخلف كما في قوله تعالى "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً " أي كان أمامهم " ا.ه
---
(1/1862)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار البيان في أمثال القرآن - مثل نور الله جل جلاله .
---
من أسرار البيان في أمثال القرآن - مثل نور الله جل جلاله .
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2005, 11:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى:( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[النور:35].
** ** **أولاً- هذه الآية الكريمة تتحدث عن سلطان الله جل جلاله في هذا الوجود، وامتلاكه لناصية كل موجود فيه؛ ففيها يخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه نور السموات والأرض.. ثم يضرب لنوره مثلاً ، يشبهه فيه بنور مصباحٍ ، قد اجتمعت فيه أسباب الإضاءة كلها على أحسن وجهٍ وأكملهِ، فبدا نوره صافيًا قويًّا متلألئاً، ينير كل ما حوله.. ولهذا وصفه سبحانه بأنه نور على نور.. ثم أخبر سبحانه أنه يهدي لنوره من يشاء من عباده، وأن مشيئته سبحانه تابعة لحكمته، وعلمه بالأشياء كلها دقيقها وعظيمها، صغيرها وكبيرها، لا يغيب من ذلك شيء عن علمه سبحانه...
لقراءة بقية المقالة ...هنا (http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1110184292&archive=&start_from=&ucat=1&maqal=full)
---
(1/1863)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أرقام هواتف بعض المكتبات في الرياض
---
أرقام هواتف بعض المكتبات في الرياض
---
عبدالرحمن السديس
07-01-2004, 10:37 PM
هواتف بعض المكتبات بمدينة الرياض:
التدمرية 4924706
الرشد4583712
العبيكان 4654424
طيبة 4253737
المؤيد 4932581
الخاني 4253883
الوطن 4792042
العاصمة 4915154
أطلس 4266104
ابن خزيمة 4769932
اللواء 4910585 فرع 4789211
الراية 4911985
الصميعي945 4262
زمزم 4260760
المعارف 4114535
المغني 4257019
مكتبات الكتب المستعملة :
الخزانة 4935319
المنهاج 4065553
فرع 2322095
فرع2631622
الموسوعة 4650874
تنبيه : بعض الأرقام قد تكون تغيرت .
---
(1/1864)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسألة متعلّقة بالمدّ المتصل العارض للسكون
---
مسألة متعلّقة بالمدّ المتصل العارض للسكون
---
محمد يحيى شريف
04-19-2005, 06:08 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
مقدّمة
من المعلوم أنّ المدّ العارض للسكون معناه وقوع سكون عارض للوقف بعد حروف المدّ واللين الثلاثة وهي الألف مطلقاً والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو { مئاب } ، { مؤمنون } ، {نستعين} وإنّما سمّيَ السكون عارضاً لأنّه يَعْرضُ للحرف عند الوقف ويفارقه في الوصل. وحكمه عند القراء الجواز فورد فيه القصر-أي حركتان - أخذاً بالحركة الأصلية والطول - أي ستّ حركات - باعتبار السكون العارض ومرتبة بين المرتبتين وهو التوسّط -أي أربع حركات - جمعاً بين الحالة الأصلية والحالة العارضة.
ومن المعلوم أيضاً أنّ المدّ المتصل نحو { الماء} ، { السفهاء } { سوء } { سيء } وهو وقوع الهمزة بعد حروف المدّ واللين في كلمة ، فحكمه التوسّط وفويق التوسّط عند حفص من طريق الحرز- أي أربع حركات أو خمسة - فالتوسّط أخذاً بمذهب الإمام الشاطبيّ في المدود وأمّا فويق التوسّط فهو الوارد في كتاب التيسير لأبي عمرو الداني وهو أصل الشاطبية.
وقد يجتع المدّ المتصل والعارض في حرف واحدٍ وذلك عندما تكون الهمزة متطرّفةً كالوقف على {السفهاء} فقد اجتمع سببان في المدّ وهما المتصل والعارض. وعلى هذا فتكون عدد الأوجه ثلاثة عند الوقف على{ السفهاء } وهي التوسط وفويق التوسّط على أنّه مدّ متصل. ويجوز المدّ بالطول أي ستّ حركات باعتباره عارضاً للسكون لكن بشرط وهو بيت القصيد.
بيت القصيد :(1/1865)
فبيت القصيد هو أنّ مدّ المتصل العارض للسكون بمقدار ستّ حركات ليس على إطلاقه بل لا بدّ له من قيد وهو أن يكون القارئ قد قرأ من قبل بطول المدّ العارض للسكون لتحصل التسوية بين المدود العارضة للسكون لقول بن الجزري " واللفظ في نظيره كمثلة " فإذا قرأنا المدّ المتصل العارض للسكون بالطول فحتماً يكون ذلك على أساس أنّه مدّ عارض فإن كان كذلك فلا بدّ من تسويته بالمدود العارضة للسكون.
فإذا وقفنا على قوله تعالى { ... في طغيانهم يعمهون } ثم ّ على { أولئك } ، فعلى وجه القصر في {يعمهون} نقف على { السفهاء } بالتوسّط وفويق التوسّط على أنه متصل ، وعلى وجه التوسّط في { يعمهون } جاز كذلك التوسّط وفويقه في { السفهاء} لنفس العلّة ، وعلى وجه الطول في { يعمهون } جاز في هذه الحالة في { السفهاء }ثلاثة أوجه عند الوقف وهي : التوسّط وفويقه على أنّه متّصل والطول على أنّه عارضٌ للسكون بالتسوية مع {يعمهون }
فنكون بذلك جمعنا بين النصوص إذ لو قرأنا مثلاً بالطول في {السفهاء} وبالقصر في { يعمهون } نكون قد خالفنا نص بن الجزري الذي يقول " واللفظ في نظيره كمثلة " لأننا فرأنا { السفهاء } بالطول على أنّه عارض فحينئذ لا بدّ من التسوية.
هذه الجزئية التي أريد أن أعرضها على العلماء وطلبة العلم عسى الله أن يوفقنا لمعرفة الحق واتباعه ، وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وأخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحي شريف الجزائري
---
(1/1866)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما علاقة الآية :(أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) في زعم اليهود حقهم في فلسطين ؟
---
ما علاقة الآية :(أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) في زعم اليهود حقهم في فلسطين ؟
---
ساهر الليل
05-01-2003, 03:29 PM
قال تعالى:(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
- يزعم اليهود بأن لهم حقا تاريخيا في بيت المقدس ؟ لو تكرمت اخي الحبييب أبطل زعم اليهود في أن لهم حق في فلسطين.
---
سلاموني
05-02-2003, 04:50 AM
قال تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }
سـ1ـــ/ يزعم اليهود بأن لهم حقا تاريخيا في بيت المقدس ؟ أبطل هذا الزعم في ضوء الآية الكريمة
ما علاقة اليهود بهذه الآية الكريمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا وجود لأي علاقة بين اليهود و هذه الآية الكريمة
الله تعالى أنزل على موسى عليه السلام التوراة و أنزل الزبور على النبي داوود عليه السلام و كتب لهم في الزابور بأن الأرض يرثها عباد الله الصلحون
اليهود قوم تجبروا في الأرض و تركوا العمل بالناموس و حرفوا كتبهم و عصوا ربهم و تمردوا عن انبيائهم فقتلوا فيما قتلوا من أنبيائهم و حرفوا فيما حرفوا من كتبهم فبعث لهم الله النبي أشيعا عليه السلام ليحثهم بالعودة و توقف على الفساد في الأرض و عودة للناموس أو ينزل عليهم عذاب ربهم حيث يرسل عليهم غزاة يبدونهم
لكن اليهود لن يعتبروا فأصروا على عنادهم و كفرهم و فسادهم في الأرض
و تحقق الوعد(1/1867)
حيث هجم على فلسطين نبوحذ صخر ليوقف الحرب التي كانت دائرة بين مملكتين إسرائيليتين يهوذا في شمال و مملكة بني إسرائيل في أورشليم "القدس" حيث قتلهم مقتلة عظيمة و قتل نسائهم و أولادهم و حرق بيوتهم و أسرى البقية إلى بابل و ضاعت لهم أرض فلسطين التي كان يقيم فيها الكنعانيين قبل دخول اليهود إليها بأمر الله تعالى
و بقي اليهود أسرى في السجون بابل و منهم من هرب إلى منطقة بعيدة جد و هكذا فرغت فلسطين منهم أجمعين
لأنهم فسدوا فساد عظيم لهذا ذكرهم الله تعالى بقوله {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }
و تحقق هذا الوعد حيث ورث المسلمين أرض فلسطين و هم عباد الله الصلحين كما أورثوها مؤمنين بني إسرائيل قبل فسادهم و طردهم منها بعد فسادهم
و عن سؤالك" يزعم اليهود بأن لهم حقا تاريخيا في بيت المقدس ؟ أبطل هذا الزعم في ضوء الآية الكريمة"
ليس لهم أي حق في بيت المقدس بعد سقوطها على يد نبوخذصخر لأن الله تعالى بعث إليهم النبي داننيال عليه السلام و بعدما فسر رؤية ملك بابل تم إطلاق صراح جميع اليهود كما سمح لهم بالعودة إلى فلسطين بشرط بدون أن يحكموا أو أن تقوم لهم الدولة لأن الله حرمها على بني إسرئيل بسبب فسادهم و أمرهم أن يعيشوا مشتيتين بين الأمم حتى يبعث الله لهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتبعوه
و هم يزعمون أنه لن يأتي بعد ؟؟
و بالفعل منذ ذالك تاريخ لن تقوم لبني إسرائيل أي دولة أو سلطة في فلسطين أو في أي مكان و بقية فلسطين تنتقل من اليونان إلى الفرس إلى رومان ثم إلى الإسلام حتى سنة 1948 تاريخ الغدر
و هاهم اليهود أقاموا دولتهم و أعيدا فسادهم فماذا ينتضرهم ؟؟
و كان وعد الله مفعولا
{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }(1/1868)
سيبعث الله لهم نبوحذصخر آخر ليبيدهم على بكرة أبيهم و تعود فلسطين و يعود القدس للعباده الصالحون الذي وعدهم بقوله تعالى {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }
---
عبدالرحمن الشهري
05-04-2003, 01:20 AM
أخي الحبيب ساهر الليل أعانه الله ووفقه أعتذر على عدم الرد لأنني لمست أن هذا السؤال اختباري ويبدو أن هذه إحدى الفقرات. حيث صيغة (أبطل هذا الزعم على ضوء الآية ) صيغة مألوفة في الاختبارات!!!
أخي الحبيب : الآية فيها دليل على بطلان هذا الزعم الذي يزعمه اليهود ، لأن الله كتب وقدر أن الصالحين هم الذين يرثون الأرض في النهاية ، واليهود أهل فساد وغدر وكفر ، فليسوا داخلين في هذا . هذه هي العلاقة باختصار.
وتوضيح ذلك - يا أخي الحبيب - أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية قد كتب وقدر أن الذي يرث الأرض في نهاية الأمر هم المتقون الصالحون ، وليس غيرهم. فجعل سبب وراثتهم للأرض صلاحهم واستقامتهم ، فإذا استقاموا على هذه الطريقة حقق الله لهم وعده ، وإذا انحرفوا عنها عاقبهم الله ، وأذلهم حتى يعودوا لطاعته.
وبنو إسرائيل عندما كانوا صالحين مستقيمين ، مكن الله لهم ، وفضلهم على العالمين ، فلما انحرفوا غضب عليهم ولعنهم.
وكذلك أمة محمد عندما كانت مستقيمة على دينه ، آمرة بالمعروف ، ناهية عن المنكر ، مؤمنة بالله ، قال الله فيها :(كنتم خير أمة أخرجت للناس) ثم بين علة تلك الخيرية فقال (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). فلما انحرفت الأمة عن الطريق المستقيم ذاقت الهوان والمر ولا زالت. وهكذا.
و لأن اليهود في هذا الزمان من أشد الناس فساداً وإفساداً ، فقد انتفى شرط الوراثة وهو الصلاح والاستقامة ، فليس لهم حق في فلسطين. فتأمل هذه المعاني حفظك الله.
ومعنى الآية الكريمة :(1/1869)
(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). أي العاملون بطاعته ، المنتهون إلى أمره ونهيه. دون العاملين بمعصيته ، المؤثرين طاعة الشيطان على طاعته.
والزبور : هو اسم عَلَم على كتاب نبي الله داود عليه السلام ، ويقال أن المراد به كل كتاب لله منزل.
والذكر : قيل هو التوراة ، وقيل هو أم الكتاب. يعني اللوح الذي كتب فيه كل شيء قبل الخلق. والله أعلم.
---
(1/1870)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موقع ياباني.. ينشر مجموعة من مخطوطات علوم القرآن الشهر القادم
---
موقع ياباني.. ينشر مجموعة من مخطوطات علوم القرآن الشهر القادم
---
أبو الأم
10-07-2006, 02:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم..
هذا موقع ياباني.. لديه مجموعة من مخطوطات احد المستشرقين يدعى دايفر..
بالاتفاق مع مركز الاستشراق الالماني
وقسم العمل على مجموعة مخطوطات الى قسمين.. مايتعلق بعلوم القرآن يزعم القائمين على الموقع انه بإذن الله سوف تنشر الشهر القادم..
اما غيرها فقد تم نشرها في هذه الروابط...
http://ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp/daiber/db_idx_a_a_nt.html
http://ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp/daiber/db_idx_a_t_nt.html
http://ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp/daiber/db_idx_t_a_nt.html
http://ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp/daiber/db_idx_t_t_nt.html
http://ricasdb.ioc.u-tokyo.ac.jp/daiber/db_idx_cat.html
نفع الله بكم...
لكن احببت ان ابشر.. لعلي ادخل السرور على قلوب الإخوة..
---
أحمد البريدي
10-11-2006, 05:29 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم .
---
نورة
10-11-2006, 07:27 PM
بوركت مساعيك
---
(1/1871)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
---
ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
---
عبدالرحيم
12-05-2005, 01:14 PM
يوم أمس تمثلت كأمي السيدة عائشة رضي الله عنها، بيتَ لبيد: " ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم ".
بعد أن انحبست دموعي في عيناي بصعوبة حين وقعتا على رسالة ماجستير في الفلسفة أشرف عليها طيب تيزيني عام 2004 تمجِّد طروحات أركون حول: ((النص)) القرآني.
كتبَ الطالب مقدمتها (طبعاً لا بسملة ولا حمدلة..) وقال في أول سطور " رسالته " مسرعاً ـ قبل أن يخطفه الموت ـ ناصحاً كل جسد (ذات) عربية أن تلحق بركب الحضارة: " .. ولا بد من النظر لتراث هذه الذات، وكيف تجعله مطية لحاضرها، لا حجر عثرة.... فاحتقرتُ التراث ـ الدين ـ [كذا] وتجاوَزته دون نقده ... ".
هذه خزعة من أباطيل وأسمار مقدمة الرسالة التي خرجت من أكناف بيت المقدس!! تلك التي رجَعَ فيها (الباحث) إلى 52 مرجعاً.. المرجع رقم 1 كتاب لأدونيس حول المنهجية الصحيحة لفهم نصوص القرآن الكريم... أما المرجع رقم 52 والأخير فهو كلمة واحدة مكتوبة بالقلم الجاف ـ لا طباعة ـ وهي: " القرآن ".
يحتقر ما يسميه " تراث " وهو لم يتجاوز الثلاثين !! في بداية رسالته ونهايتها أما ما بينهما فيحتاج مجلدات!!
دعوت لأستاذي الدكتور شحادة العَمْري .. الذي علمنا هذا البيت ونحن في بدايات الطلب بجامعة اليرموك.. حين كان يدرسنا أصول منهجية الرد على أمثال أولئك.. في زمان كانوا لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وكنا نرد على هجومهم غير المباشر على القرآن الكريم بحماس الشباب.. وكنا في راحة نفسية لأن (ظهرنا) محمي بأمثاله بارك الله بعمره ووقته.(1/1872)
- قلت في نفسي: لو كان أنور الجندي بيننا هل سيسكت على قول (المفكر الإسلامي الكبير كما وصفته قناة العربية) نصر حامد أبو زيد في (مفهوم النص) ص27-30: " المصدر الإلهي للقرآن، لا يلغي كون آياته نصوصاً لغوية مرتبطة بالزمان والمكان، ولا يهمنا هذا المصدر الإلهي، وكل حديث فيه يجرنا إلى الخرافة والأسطورة ".
وص156: " القرآن لا يختلف عن بقية النصوص الأدبية، بدليل أن العرب لم يكونوا قادرين على استيعاب المغايرة بين القرآن وغيره، وكانوا يريدون جره إلى نصوصهم كالشعر والكهانة والسجع وغير ذلك ".
من هواننا على الناس يصرخ بلا وجل في (نقد الخطاب الديني) ص206: " إننا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية ".
- ماذا كان أحمد شاكر سيقول حين يسمع قول خليل عبد الكريم في (مجتمع يثرب) ص75: " عندما تتأزم المشكلات ويقع كبراء الصحابة في ورطة، يسعفهم محمد بالحل، بأن يتلو عليهم آيات من القرآن، تأتي بالفرج بعد الشدة " ؟!
وحين يتتبع عناوين فصول ما يسميه: السفر الأول من (النص المؤسس ومجتمعه). الفصل الأول: " آيات أشرقت تحقيقاً لرغبة القائد ". والفصل الثاني: " آيات ظهرت تلبيةً لرَجاواتِ تَبَعِهِ ". الفصل الثالث: " آيات هلَّت موافقةً لعباراتٍ فَاهَ بها بعض الصحابة ". ؟!
- هل كان محمود شاكر سيطالب بإبطال الباطل بإهماله (!!) حين يقرأ أن أولئك الكُتاب العرب ينادون جهاراً نهاراً أن القرآن الكريم ما هو إلا (نص) أو (خِطاب) أو (الخطاب النبوي).
أو وصف القرآن الكريم بأوصاف مستوردة من لاهوت أهل الكتاب مثل: (الكتاب المقدس) أو (النص المقدس) أو (التبشير القرآني) أو (التبشيرية القرآنية) أو (الخطاب التبشيري) أو (سفر الخروج القرآني).. وفي ذلك تملق واضح لأهل الكتاب، الذين فرحوا أيما فرح، وحفلوا بما يكتبون أيما احتفال.
والمصحف: (المدونة القرآنية) أو (المدونة النصية القرآنية) أو (المدونة الرسمية) أو (النص الرسمي القانوني).(1/1873)
أما الآيات الكريمة فتسمى (مقاطع) أو (وحدات نصية) أو (منطوقة لغوية) أو (علامات) ؟!!
أخطر ما في الأمر أن وسائل الإعلام تتملق لهم ولأسيادهم.. وسيمر وقت غير قليل حتى يترسخ في العقل اللاواعي لابني وابنك أن تعريف القرآن الكريم أيسر مما تعلمناه.
فما القرآن إلا: " الكلام الذي قال به محمد ". كما يُعرِّفه أركون !! وما آباءهم إلا مجموعة من الرجعيين الذين يربطون أقدامهم بصخور أفكار وتصورات سلفهم الأقدمين.. كما يرددون في شتى المنابر.
هل سيطول بنا الزمان قبل أن يتولى وزارة الأوقاف أو التعليم والمعارف أحد أقطاب ما يسمى: " اليسار الإسلامي " ؟؟
أليس من بِرِّنا لأبنائنا أن نقدم لهم دراسات نقدية علمية لمثل تلك الطروحات.. كما قدم لنا آباؤنا نقدا لطروحات آباء أولئك كطه حسين ومحمد خلف الله... ؟!
قد يقول أحد الأحبة: أوجعت رأسنا بهذا.. فمكانه ليس عندنا بل في منتديات الحوار الديني.
لكن..
إن لم يدافع عن القرآن الكريم أهل الله وخاصته.. فمن ؟!!
هيا اتركوا المجال لـ(الفلاسفة).. أشغلوا أوقاتكم، أفنوا أعماركم.. وابحثوا في أمور (أهم) من نصرة القرآن الكريم..
قدموا لهم ما يريدون.. لن تؤثروا بهم، سواء كان محياكم أم حين يطويكم التراب.. ويفارقكم الأهل والأحباب
سيكتبون ويكتبون ونحن نقدم لهم هروباً (مجانياً) من ساحة المواجهة، بمبررات جاهزة..
وَإِذا ما خَلا الجَبانُ بِأَرضٍ ### طَلَبَ الطَعنَ وَحدَهُ وَالنِّزالا
ولتحذر أخي أن تكون " الرجل الصِّفْر ".. الذي مات دون أن يزد شيئاً على الدنيا.. فكان زائداً عليها.... كان!!
---
عبدالرحيم
12-08-2005, 01:53 PM
حين بحثتُ في مصادر شبهات مواقع الإنترنت التنصيرية تبين أنها متنوعة من غلاة المستشرقين وكتاب عرب وأحاديث ضعيفة وموضوعة وبتر للنصوص الصحيح وأقوال المفسرين .. إلخ(1/1874)
وعندما بدأت بإحصاء أسماء وأعداد المستشرقين الذين تحفل بهم تلك المواقع ، لم يكن غريباً كثرة اعتمادهم على إخوانهم في الدين ..
لكن المفاجئ أكثر أن ذكرهم للكتاب العرب أكبر بكثير
فعملت نسبة بين أعداد شواهدهم بكلام المستشرقين، وكلام الكتاب العرب فوجدتها 88.957
% لصالح الكتاب العرب.
* تكرر اسم الماركسي سيد القمني [يطلقون عليه لقب: المفكر الإسلامي] في تلك المواقع 22 مرة!!
لكن، لم يكن غريباً احتفاء مواقع الإنترنت التنصيرية بكلام أبناء دينهم المستشرقين، ولكن ما سبب الاحتفاء أكثر بأولئك الكتاب العرب ؟
الاستناد على أسماء كُتاب عرب، أسماؤهم كأسمائنا.. سيلقى قبولاً عند عوام المسلمين ـ أكثر رواد شبكة الإنترنت ـ ..
لكن هل هذا هو السبب الوحيد؟
حين أردتُ البحث في سبب غرام المنصرين بالماركسيين !! وجدته ليس حباً من طرف واحد، بل هو عشق متبادل بين من ينكر كل غيبي، ومن أفرَط في شركه !!!!
تأمَّل الغزل بعقائد النصارى في المقارنة التي عقدها محمد أركون : " إن الشيء الذي يقابل يسوع في الإسلام هو: القرآن، بصفته الكتاب المقدس الذي يحتوي على كلام الله الموحى به. وأما يسوع المسيح بصفته تجسيداً لكلمة الله، فإنه يشبه المصحف الذي تجسد فيه كلام الله ". [1]
ووافقه نصر أبو زيد .. بل زاد: تشبيه سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمريم !! بأبلغ أنواع التشبيه (التشبيه البليغ)
" القرآن كلام الله، وكذلك عيسى ابن مريم: " رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ " [النساء: 171] وقد كانت البشارة لمريم: ".. إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " [آل عمران: 45] .. أي محمد = مريم، والوسيط في الحالتين واحد هو الملَك جبريل الذي تمثل لمريم بشراً سوياً، ولمحمد في صورة أعرابي.. في الحالتين صار الإلهي بشرياً، وتأنَّس الإلهي ". [2](1/1875)
هذا بيبين سبب أخذ مواقع الإنترنت غير الإسلامية الإكثار من تلمس الشبهات من تلاميذ غلاة المستشرقين [3] (الملحدين) من كُتاب عرب من جلدتنا، يتسمُّون بأسمائنا، ويتحدثون بألسنتنا. [4]
لقد حفظ المستشرقون غير الموضوعيين الود لأولئك الكتاب، وبادلوهم الإعجاب !
فهذا المستشرق (برنارد لويس) يطالب الباحث في الاستشراق " مازن مطبقاني " في رسالة بتاريخ 8/8/1988م أن يتبيَّن ويَعي المقالات (المشوقة) لكاتبَين هما: صادق جلال العظم، وفؤاد زكريا، قبل أن يسمح له بلقائه. [5]
ما الذي جعَل مستشرقاً معروفاً باعتزازه بيهوديته ودفاعه العلني عن الصهيونية يطالب بقراءة طروحات كتاب يعلنون صراحة أنهم (ماركسيون) ملحدون ؟!
أليس في دفاعه عن طروحاتهم بل وعمل دعاية لها.. إقرار لاتفاقه معهم على (أمور مشتركة) ؟!
سبحان الله.. مهما افترقوا تجمعوا لهدفهم المشترك...
ولله در المودودي: " الإسلام ليس كالألعوبة في أيدي الأطفال، يجوز لكل مَنْ شاء للناس أن يعبث بأحكامه وتعاليمه، ويصدر فيها آراءه.. وإذا لم يكن مقبولا ولا معقولا أن يدعي المرء أنه مرجع في أمر من أمور الدنيا من غير علم به، فما بالنا إذن نقبل في أمر الدين هؤلاء القوم الذين يتكلمون فيه من غير معرفة بأصوله ومبادئه ".[6]
هوامش:
===================
[1] في كتابه: القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، ترجمة: هاشم صالح، ص 24.
[2] في كتابه: نقد الخطاب الديني، ص 205. وانظر ما ذكره العشماوي في أصول الشريعة، ص 69، وطيب تيزيني في النص القرآني، ص372.(1/1876)
[3] يلاحَظ العدد الكبير من المستشرقين الذين استشهد بهم الكاتب (طيب تيزيني) في كتابه: " النص القرآني ". انظر مثلاً الصفحات ( 63، 67، 75، 79، 87، 110، 113، 117، 147، 148، 190، 255، 382، 386). خرج منها بنتيجة وهي: أنه ليس صحيحاً أن القرآن لم يطرأ عليه أي تغيير (انظر ص: 253)؛ بحجة أنه جُمِع في ظروف سياسية قاسية أدت إلى اختراق المتن القرآني اختراقات هائلة ـ زيادة ونقصاً ـ (ص: 63، 65، 147، 329، 386) واختزالاً وتصحيفاً وإتلافاً (ص: 52، 120، 121).
[4] عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ: " كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَنْ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي.. قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا .. ". رواه البخاري في المناقب باب علامات النبوة في الإسلام (3606).
[5] انظر الملحق الثاني من كتابه: " الاستشراق والاتجاهات الفكرية في الدراسات الإسلامية "، ص 590.
[6] نظرية الإسلام وهديه في السياسية، المودودي، ص 244
---
مساعد الطيار
12-08-2005, 02:58 PM
احسنت عبد الرحيم في هذا الطرح ، وأتمنى أن يوجد طرح علمي أوسع لهذه الفئة التي تتنامى في عالمنا الإسلامي ، وتتلقف الصحف وغيرها من وسائل الإعلام أقوالهم بالتلقي والقبول ، وتعرض لهم المقابلات تلو المقابلات .
وهؤلاء انطلقوا من منطلقين ـ فيما يبدوـ :(1/1877)
الأول : كسر الثوابت الدينية في نفوسهم ، فصاروا يقولون في أمور الشريعة بلا قيود ، لذا لا يتحرج مثل حامد نصر أبو زيد من أن يذكر إجماع المفسرين واللغويين على معنى اَقرأ بأنه ( اتل ) ثم يصنع من كيسه قولاً جديدًا ، وهو أن المعنى ( ردد ) ، فمن ذا الذي يستطيع الانفلات من الإجماع إلا إذا كان يرى نفسه ليس ملزمًا به ؟
الثاني : الاعتماد على بعض النظريات الغربية في القراءة للنصوص ، التي تعطي قارئ النص الحق المطلق في تفسيره كما يراه هو ، لا كما أراده كاتبه .
ويبدو لي أن ظهور كثير من هؤلاء كان لأسباب منها :
1 ـ انفتاح باب الشهوات في هؤلاء القوم ، فتراه يرى من العلماء الآمرين الناهين أو من المجتمع ردًّا عليه إما قولا وإما فعلا وإما ضمنًا فتراه يتبرم من مجتمعه الذي يعتمد على ثوابت لا تعطيه الفرصة في شهواته فيبدأ بالانفلات شيئًا فشيئًا ، فإن كان الله وهبه عقلا بدأ يستخدمه ضد كل ما يراه عائقًا عن شهواته ، حتى يصير رأسأ في الشبهات .
2 ـ أن يكون ممن وهبه الله عقلا ، لكنه اصطدم ببعض المواقف مع بعض الأشياخ ، فلم يحسنوا معاملته فيبدأ بالبعد عنهم وعن ما يحملونه من العلم شيئًا فشيئًا حتى يصير رأسا في باب الشبهات والإلحاد والعياذ بالله .
3 ـ أن يُخذل في بداية عمره بمن يدله على هذا الطريق المنحرف ، فلا تراه يستطيع التعامل مع الصالحين ، فيبدا بالانحسار والعيش مع هؤلاء الموبوئين ، حتى يصير بفضل دعمهم له رأسأ في الإلحاد والزندقة .
والعجيب أن هؤلاء يقدسون كل ما هو غربي ، ويرونه دينًا يدينون به ، وعقيدة يلتزمونها ، بل لا ترى بعضهم ينقد أسفار بني إسرائيل مثل ما ينتقد كتاب الله وسنة رسوله ، بل تراه يفعل ذلك بكل حقد وبغض !
والبحث في أسباب وقوع هؤلاء في هذه الانحرافات مما يحتاج إلى بحث واستقراء للاستفادة منها في عدم الوقوع فيها لاحقًا .(1/1878)
كما أن البحث في طريقة ردهم وصدهم من واجبات العلماء والمفكرين ، فكم من هؤلاء لما بدأ لم يكن يؤبه له ، فلما صار ذا شأن ابتدره العلماء والمفكرون بالرد ، ولو كان صده من بداياته لكان فيه خير ، والله أعلم بقدره كيف يكون؟
وإن التقليل اليوم من شان هذه الانحرافات ليس سبيلا صحيحًا ، فالإنسان يستطيع نشر خرافاته وانحرافاته بكل يسر وسهولة ، وتراها تنتشراسرع من انتشار النار في الهشيم ، وليس عندنا قدرة في أن نعرف أثر هذه او تلك في المستقبل ، فوجب التصدي لمثل هذه الانحرافات خشيت نموها وترعرها ، حتى يكو ن لها شأن ، فيصعب اجتثاثها .
ونحن أمام معركة علمية وفكرية خطرة ، كما أننا أما معركة الشهوات التي تُقذف علينا من كل جانب ، أسأل الله أن يحمينا من فتنة الشهوات وفتنة الشبهات ، وأن يجعلنا ممن اصطفاهم لحمل كتابه والذب عنه .
وأحب أن أذكر بأمر قد يغيب عن بعضنا ، وهو أن الدعوة إلى صد هؤلاء ليست واجبًا على الجميع ، بل من آنس من نفسه قدرة وتخصص في هذا المجال ، فذلك هو المطلوب ، وليس من الحكمة أن نجر المسلمين كلهم إلى معركة واحدة كما يظهر من كلام بعض من يتحدث في هذه الأمور ، وأضرب مثالاً لذلك :
لقد صدر كتاب يزعم فيه كاتبه أن يعارض القرآن وسماه بما سماه ، فتصدى له نفر من المسلمين ، فكفوا في هذا الجانب ، ولو اتجه علماء المسلمين ومفكروهم إلى تفنيد هذا الكتاب لما كان ذلك من العقل ، لأن المشكلات اكثر وأكبر من أن نصرف لها الجهود كلها مرة واحدة ، لكن إذا كان مبدأ التنوع في العمل الإسلامي ، فإننا سنستطيع ـ بإذن الله ـ أن نتفاعل مع واقعنا ، ونقود الدفة من جديد ، فالعلماء كل في مجاله ، والمفكرون كل في مجاله ، والمجاهدون كل في مكانه ، والاقتصاديون .... الخ ، فتتكامل هذا الجهود ، وتنمو المجتمعات الإسلامية بإذن الله .
ومتى احسسنا بنقص في مجال ما ، فإن علينا التذكير به ، ودعمه بالطاقات وبما يحتاج .(1/1879)
وأكتفي بهذا فالقلم لو تركته يسيل بما في الذهن في هذا الموضوع لخرجت عن مقصود المشاركة ، فأسأل الله ان يطرح فيه البركة ، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى .
---
أحمد البريدي
12-08-2005, 04:12 PM
شكر الله لكما ما سطرتما , والذي أراه في مثل هذه المواضيع البدأ بخطوة عملية وتتمثل من وجهة نظري في فتح منتدى خاص بما يثار حول القرآن من شبهات ,واقترح اسمه : منتدى الانتصار للقرآن.
نعم لن يستطاع الرد عليهم في يوم وليلة , لكن لنبدأ وسنرى النتيجة فعالة بإذن الله , فالعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات , وليكن هذا المنتدى من مراجع الأخوة الذين نذروا انفسهم لمقارعة أمثال هؤلاء , فما رأيكم ؟
---
حارث الهمام
12-08-2005, 05:08 PM
شكر الله لكم جميعاً وإن كان لي رأي فما أشرتم به هو الرأي. ربما كان تأثر طلاب العلم وحملته بأمثال ما يقوله هؤلاء ضئيلاً -إن كان- أما أثرهم في بعض العامة فقد يكون عظيماً.
---
(1/1880)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل توجد دراسة علمية مستقلة لقصة قابيل وهابيل في القرآن؟
---
هل توجد دراسة علمية مستقلة لقصة قابيل وهابيل في القرآن؟
---
الماوردي
01-11-2007, 09:07 AM
هل توجد دراسة مستقلة لقصة قابيل وهابيل
مع الشكر والتقدير
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 08:31 AM
الأخ العزيز الشيخ الماوردي وفقه الله
لم أرَ بحسب اطلاعي المحدود دراسة مفردة لهذه القصة إلا بعض الكتب التجارية التي تباع في أرفف بائعي الكتب الشعبية في الأزبكية في القاهرة ، وميدان التحرير في صنعاء وأمثالها ، وأذكر منها كتاباً لهذه القصة رُسمَ على غلافه صورة لشخص بشع المنظر وبيده خنجر مضرج بالدماء(إشارة إلى قابيل ، والضحية المسكين يتشحط في دمه إشارة إلى هابيل ! وعنوانها : قابيل وهابيل ، ومثلها كثير من قصص القرآن كتبت بطريقة تجارية تهدف إلى الربح المادي دون حرص على الجانب العلمي كما تعلم .
إلا أنني لا أظن أن يغفل المتخصصون في التاريخ الإسلامي عن الكتابة حول هذه القصة ودراستها ، فلعلك تجد في بحوث المؤرخين والمتخصصين في التاريخ الإسلامي وما ذكر منه في القرآن خصوصاً بحوثاً حول هذا الموضوع .
---
(1/1881)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك فرق بين معنى المرأة والزوجة في القران الكريم
---
هل هناك فرق بين معنى المرأة والزوجة في القران الكريم
---
نضال دويكات
04-11-2007, 03:10 PM
هل هناك فرق بين معنى المرأة والزوجة في القران الكريم ؟
قال تعالى في حق زكريا عليه السلام ( وأصلحنا له زوجه )
وفي قصة ابراهيم عليه السلام ( فأقبلت إمراته في صرة ... )
---
محمود الشنقيطي
04-11-2007, 05:07 PM
ألا يمكن أن يكون لفظ المرأة يشمل الزوجة والأمة, خلافاً للفظ الزوجة فلا تدخل فيه الأمة بحال, وعليه فكل زوجة هي امرأةٌ لزوجها وليست كل امرأةٍ له يصدق عليها أنها زوجة له..
---
أحمد عطا عمر
04-11-2007, 07:20 PM
]بسم الله الرحمن الرحيم
هناك فرق كبير بين معنى زوج وامرأة في اللغة وفي القرآن الكريم
فكلمة زوج جاءت في القرآن الكريم بمعنى الصنف أو القرين من الذكر والأنثى أو غيرهما قال تعالى ( اسكن أنت وزوجك الجنة)( وجعل منها زوجها ) (اسكن أنت وزوجك الجنة )( احشروا الذين ظلموا وازواجهم ) (سبحان الذي خلق الأزواج كلها ) ( ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين ) ( من كل زوج كريم ) ( ثمانية أزواج ) (وكنتم أزواجا ثلاثة ) ( وزوجناهم بحور عين ) أي قرناهم بهم .
وجاء بمعنى المرأة التي تخص الرجل بعقد نكاح قال تعالى ( والذين يتوفون ويذرون أزواجا ) ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) ( إنا أحللنا لك أزواجك ..) ( ولكم نصف ما ترك أزواجكم ) ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا )
بينما كلمة المرأة معناها في اللغة مختلف تماما فكلمة المرأة في معنى العلو والارتفاع من جهة ومعنى الإنسانية من جهة أخرى فمبنى هذه الكلمة على ذلك قال الخليل بن أحمد الفراهيدي :
والأَمِرة : البَرَكة وامرأة أَمِرةٌ أي مباركة على زوجها وأَمِرَ الشيء أي كَثُرَ(1/1882)
والإِمَّرة : الأُنثى من الحُمْلان والإِمَّرُ الضعيف من الرجال قال امرؤ القيس
وأَمِرَ وَلَدَها أي كَثُرَ ما في بَطْنها وأَمِرَ بنو فلان أمارة أي كثروا وكَثُرَت نَعَمُهم
مرء : المَريء : رأس المَعِدَة والكَرِش اللاّزق بالحُلْقوم وهو مجرى الشراب والطعام وهو أحمر مستطيل جوفه أبيض ومريء الطعام أضيق من الحُلْقوم
والمُروءة : كمال الرُّجوليّة وقد مَرُؤَ الرجل وتمرّأ إذا تكلَّف المُروءة وهو مريءٌ بيِّنُ المروءة
ومَرُؤَ الطعام وهو مريء بيِّنُ المَراءة ويقال ما كان الطعام مريئاً وقد مَرُؤَ مَراءة واستمرأ وهذا الشيء يُمْرِئني الطعام
والمرأة : تأنيث المَرْء
وقال ابن منظور في لسان العرب : وحكى ابن الأَعرابي أَنه يقال للمرأَة إِنها لامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل قال وهذا نادر وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ اللّهُ وجهه لما تَزَوَّج فاطِمَة رِضْوانُ اللّه عليهما قال له يهودي أَراد أَن يبتاع منه ثِياباً لقد تَزَوَّجْتَ امْرأَةً يُرِيد امرأَةً كامِلةً كما يقال فلان رَجُلٌ .
هذا من حيث اللغة العربية أما من حيث الاستخدام في القرآن الكريم فقد جاءت كلمة مرأة أو امرأة لكل أنثى تخص الرجل سواء كانت أمة أو أخته أو زوجته أو بنته أو غير ذلك . قال تعالى ( وإن امراءة خافت من بعلها نشوزا ...) والمقصود الزوجة .(وامرأة العزيز ) ( ولم يلتفت منكم أحد إلا امرأتك.)قال تعالى (وامرأته حمالة الحطب ) وقال (ووجد من دونها امرأتين تذودان ..) وغير ذلك من الأيات
فالظاهر والله أعلمأنه إذا كان المقصود بالآية الكريمة التعبير عن العلاقة الزوجية أو الترابط بين الرجل والمرأة جاء التعبير بالزوجية وأما إذا كان المقصود بالتعبير ما يخص الرجل أو ما يلحق به من المسؤولية تجاه المرأة أو جنس النساء من دون قصد للعلاقة التي بينهما جاء التعبير بالمرأة
فالمرأة تساوي الرجل في الإنسانية والتكاليف الشرعية وهي تأنيث مرء .(1/1883)
أو يكون المقصود الزوجية ولكن تكون هذه العلاقة ضعيفة وغير متينة أو تقوم على غير الأسس التي يريدها الله تبارك وتعالى ولذلك أكثر الحديث في كلمة امرأة اذا كان المقصود الزوجية تكون في علاقات بين كافرين أو مسلم وكافر أو غير متوافقين .فإذا تعطلت الحياة بين الرجل والمرأة في حياتهما الزوجية من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين في العقيدة أو بعقم أو ترمل ، فالبيان القرآني يستعمل : إمرأة لا زوج :
كقوله تعالى : (( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ )) [ يوسف : 30 ]
وقوله تعالى : (( امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )) [ التخريم : 10 ]
وقوله جل جلاله : (( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا )) [ مريم : 5 ] وقوله وامرأته حمالةت الحطب وغير ذلك والله أعلم .[/align]
---
محمود البعداني
04-11-2007, 11:07 PM
للدكتورة عائشة بنت الشاطئ رحمها الله تعالى كلام في التفرقة بين اللفظتين في القرآن الكريم في كتابها النفيس الإعجاز البياني للقرآن، ومما ذكرته أن كلمة الزوج تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف حكمة وآية او تشريعاً وحُكماً، فإذا تعطلت آيتها من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين عقيدة، فامرأة لا زوج.
وحكمة الزوجية في الإنسان وسائر الكائنات هي اتصال الحياة بالتوالد، وفي هذا السياق تكون كلمة زوج، فإذا تعطلت حكمة الزوجية في البشر بعقم أو ترمل فامرأة لا زوج
---
(1/1884)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سرقات علمية
---
سرقات علمية
---
أحمد بزوي الضاوي
03-18-2007, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل أثير على هذا الموقع مشكل السرقات العلمية ، واقتصر الأمر على المدونات الورقية ، دون المدونات المعلوماتية ، فكم من المواقع التي لا شغل للقائمين عليها إلا سرقت جهود الآخرين ، و العمل على نشرها في مواقعهم دون إذن مسبق منهم ، كما تقتضي الأعراف العلمية ، و كما تنص على ذلك قوانين حقوق الملكية الفكرية ، بل و الأدهى و الأمر أنهم في كثير من الأحيان ينشرون هذه الأعمال العلمية بأسمائهم ، بل بتوقيع أصحابها مما يوهم في كثير من الأحيان أن هؤلاء السراق هم أصحاب هذه المقالات العلمية و أنهم أساتذة بالجامعة التي ينتسب إليها صاحب المقال الأصلي . ومن ثم وجب التنبيه إلى خطورة هذه الأعمال ، و عدم شرعيتها ، و أن من زكاة العلم أن ننسبه لأهله ، و أن المصداقية العلمية تقتضي التوثيق بالإحالة الكاملة على صاحب المقال و الموقع أو المصدر الذي أخذ منه .أما أن نجد مواقع شرعية بين قوسين كبيرين و هي غير ملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية و آدابها فإنه يعتبر أمرا محزنا ، و مخيبا للآمال ، بما يعطيه من قدوة سيئة .
أقول هذا لما هالني من سطو أصحاب موقع " منتدى سوس العالمة " على مقالات منشورة بموقع " تفسير " دون أدنى إحالة على أصحابها أو على الموقع الموقع المصدر.
وما أحزنني كثيرا هو أن يسمي هؤلاء موقعهم بسوس العالمة نسبة إلى كتاب العالمة المختار السوسي ـ رحمه الله ـ الذي عرف بعلمه و فضله ، كما عرف بعلماء المنطقة و الأدوار الريادة التي قاموا بها خدمة للعلم و نصرة للدين .(1/1885)
ومن يطلع على هذا الموقع سيكتشف الأمر هذه السرقات بسهولة ، خاصة أن القائمين عليه قاموا و بدون حياء بتثبيت بعض المقالات المسروقة .
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د.خضر
03-19-2007, 12:52 PM
سعادة الدكتور الضاوي حياكم الله وبياكم ، ولي رجاء هو:
التفضل بمخاطبة الموقع المذكور كما اتفقنا في موقعنا هذا تحت عنوان:" من أجل الملتقى" بأن لا نشهِّر إلا بمن
أبي ، فإن قلتم ومن يأبى ؟ قلنا : من أنذرناه ولم ينزجر فقد أبى .
فالمرجو مخاطبة إدارة الموقع المذكور بما هو مظنة سرقته، وعلى كل حال فالسرقة جريمة على كل مستوياتها.
والموفق من وفقه الله تعالى.
---
أحمد بزوي الضاوي
03-19-2007, 03:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور خضر ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ، فإني فعلت ما أشرتم به ، ولكن القائمين على الموقع تجاهلوا تنبيهي لهم مرتين عبر مراسلة المسؤول المباشر عن الموقع .
فلم أجد بدا من التنبيه على هذه الآفة . وأحببت من باب الجهر بالحق أن أعيب هذا الصنيع الذي يقوم به بعض أبناء وطننا مما يسيء إلى علماء هذا البلد ، إساءة بليغة .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د.خضر
03-20-2007, 09:31 AM
إذن لا عليكم وجزاك الله خيراً على التنبيه . ونحن جميعا معكم ضد السرقة وأهلها .
---
(1/1886)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
---
زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
---
ابن العربي
07-02-2004, 08:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
سئل أحمد بن تيمية رحمه الله عمن زار القبور ويستنجد بالمقبور في مرض به أو بفرسه أو بعيره يطلب إزالة المرض الذي بهم ويقول يا سيدي أنا جيرتك أنا حسبك فلان ظلمني فلان قصد أذيتي ويقول إن المقبور يكون واسطة بينه وبين اللع تعالى وفيمن ينذر للمساجد والزوايا والمشايخ حيهم وميتهم بالدراهم والإبل والغنم والشمع والزيت وغير ذلك يقول إن سلم ولدي فالشيخ علي كذا وكذا وأمثال ذلك وفيمن يستغيث بشيخه يطلب تثبيت قلبه من ذاك الواقع ؟ وفيمن يجيء إلى شيخه ويستلم القبر ويمرغ وجهه عليه ويمسح القبر بيديه ويمسح بهما وجهه وأمثال ذلك ؟ وفيمن يقصده بحاجته ويقول : يافلان ببركتك أو يقول قضيت حاجتي ببركة الله وبركة الشيخ ؟ وفيمن يعمل السماع ويجيء إلى القبر فيكشف ويحط وجهه بين يدي شيخه على الأرض ساجداً وفيمن قال إن ثم قطباً غوثاً جامعاً في الوجود ؟
أقتونا مأجورين وابسطوا القول في ذلك .
فأجاب : الحمد لله رب العالمين الدين الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو عبادة الله وحده لا شريك له واستعانته والتوكل عليه ودعاؤه لجلب المنافع ودفع المضار كما قال تعالى :" تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون "(1/1887)
يقول تعالى " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً " وقال تعالى :" قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين " وقال تعالى : " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً "
قالت طائفة من السلف : كان أقوام يدعون المسيح وعزيراً والملائكة قال الله تعالى : هؤلاء الذين تدعونهم عبادي كما أنتم عبادي ويرجون رجمتي كما ترجون رحمتي ويخافون عذابي كما تخافون عذابي ويتقربون إلي كما تتقربون إلي فإذا كان هذا حال من يدعو الأنبياء والملائكة فكيف بمن دونهم ؟
وقال تعالى :" أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا "
وقال تعالى :" قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له " .
فبين سبحانه أن من دعي من دون الله من جميع المخلوقات من الملائكة والبشر وغيرهم أنهم لا يملكون مثقال ذرة في ملكه وأنه ليس له شريك في ملكه بل هو سبحانه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأنه ليس له عون يعاونه كما يكون للملك أعوان وظهراء وأن الشفعاء عنده لا يشفعون إلا لمن ارتضى فنفى بذلك وجوه الشرك .
وذلك أن من يدعون من دونه إما أن يكون مالكاً وإما أن لا يكون مالكاً وإذا لم يكن مالكاً فإما أن يكون شريكاً وإما أن لا يكون شريكاً وإذا لم يكن شريكاً فإما أن يكون معاوناً وإما أن يكون سائلاً طالباً فالأقسام الأول الثلاثة وهي :
- الملك ، والشركة ، والمعاونة ، منتفية وأما الرابع فلا يكون إلا من بعد إذنه(1/1888)
كما قال تعالى :" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " وكما قال تعالى :" وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "
وقال تعالى :" أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملل السموات والأرض "
وقال تعالى :" الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون "
وقال تعالى :" ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " .
فإذا جعل من اتخذ الملائكة والنبيين أرباباً كافراً فكيف من اتخذ من دونهم من المشايخ وغيرهم أرباباً ؟!
والله تعالى أعلم
له تابع إن شاء الله
---
ابن العربي
07-03-2004, 07:09 AM
وتفصيل القول
إن مطلوب العبد إن كان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى مثل أن يطلب شفاء مريضه من الآدميين والبهائم أو وفاء دينه من غير جهة معينة أو عافية أهله وما به من بلاء الدنيا والآخرة وانتصاره على عدوه وهداية قلبه وغفران ذنبه أو دخوله الجنة أو نجاته من النار أو أن يتعلم العلم والقرآن أو أن يصلح قلبه ويحسن خلقه ويزكي نفسه وأمثال ذلك فهذه الأمور كلها لا يجوز أن تطلب إلا من الله تعالى ولا يجوز أن يقول لملك ولا لنبي ولا شيخ سواء كان حياً أو ميتاً اغفر ذنبي ولا انصرني على عدوي ولا اشف مريضي ولا عافني أو عاف أهلي أو دابتي وما أشبه ذلك ومن سأل ذلك مخلوقاً كائناً من كان فهو مشرك بربه من جنس المشركين الذين يعبدون الملائكة والأنبياء والتماثيل التي يصورونها على صورهم ومن جنس دعاء النصارى للمسيح وأمه .(1/1889)
قال تعالى :" وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله "
وقال تعالى :" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " .
وأما ما يقدر عليه العبد فيجوز أن يطلب منه في بعض الأحوال دون بعض فإن " مسألة المخلوق " قد تكون جائزة وقد تكون منهياً عنها .
قال تعالى :" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب " وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس :" إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله "
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من أصحابه : أن لا يسألوا الناس شيئاً فكان سوط أحدهم يسقط من كفه فلا يقول لأحد ناولني إياه وثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال :" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " .
والإسترقاء طلب الرقية وهو من أنواع الدعاء ومع هذا فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" ما من رجل يدعو له أخوه بظهر الغيب دعوة إلا وكل الله بها ملكاً كلما دعا لأخيه دعوة قال الملك ولك مثل ذلك " .
ومن المشروع في الدعاء دعاء غائب لغائب ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه وطلبنا الوسيلة له وأخبر بما لنا في ذلك من الأجر إذا دعونا بذلك فقال في الحديث :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً ثم اسألوا لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة " .
ويشرع للمسلم أن يطلب الدعاء ممن فوقه وممن هو دونه فقد روي طلب الدعاء من الأعلى والأدنى فإن النبي صلى الله عليه وسلم ودع عمر إلى العمرة وقال :" لا تنسنا من دعائك يا أخي "(1/1890)
لكن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمرنا بالصلاة عليه وطلب الوسيلة له ذكر أن من صلى عليه مرة صلى الله بها عليه عشراً وأم من سأل له الوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة فكان طلبه منا لمنفعتنا في ذلك وفرق بين من طلب من غيره شيئاً لمنفعة المطلوب منه ومن سأل غيره لحاجته إليه فقط وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أويساً القرني وقال لعمر :" إن استطعت أن يستغفر لك فافعل " وفي الصحيحين أنه كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما شيء فقال أبو بكر لعمر استغفر لي .........
وثبت في الصحيحين أن الناس لما أجدبوا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم فدعا الله لهم فسقوا وفي الصحيحين أيضاً أن عمر بن الخطاب رضي اللع عنه استسقى بالعباس فدعا فقال : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا فيسقون وفي السنن أن أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : جهدت الأنفس وجاع العيال وهلك المال فادع الله لنا فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه وقال :" ويحك إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك " فأقره على قوله " إنا نستشفع بك على الله " وأنكر عليه " نستشفع بالله عليك " لأن الشافع يسأل المشفوع إليه والعبد يسأل ربه ويستشفع إليه والرب تعالى لا يسأل العبد ولا يستشفع به .
والله تعالى أعلم
له تابع إن شاء الله
---
ابن العربي
07-04-2004, 12:10 PM
كيفية الزيارة الشرعية للقبور(1/1891)
وأما " زيارة القبور المشروعة " فهو أن يسلم على الميت ويدعو له بمنزلة الصلاة على جنازته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زارو القبور أن يقولوا : سلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لا حقون ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم "
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام "
والله تعالى يثيب الحي إذا دعا للميت المؤمن كما يثيبه إذا صلى على جنازته ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك بالمنافقين فقال عز من قائل :" ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره " فليس في الزيارة الشرعية حاجة الحي إلى الميت ولا مسألته ولا توسله به بل فيها منفعة الحي للميت كالصلاة عليه والله تعالى يرحم هذا بدعاء هذا وإحسانه إليه ويثيب هذا على عمله فإنه ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به من بعده أو ولد صالح يدعو له .
والله تعالى أعلم
له تابع إن شاء الله
---
snsn
07-04-2004, 12:24 PM
السلام عليكم
جزاك الله خير ا على ذلك الموضوع الطيب
---
ابن العربي
07-05-2004, 08:40 AM
( حكم من يأتي إلى قبر نبي أو صالح ويسأله ويستنجد به )
وأما من يأتي إلى قبر نبي أو صالح أو من يعتقد فيه أنه نبي أو رجل صالح وليس كذلك ويسأله ويستنجده فهذا على ثلاث درجات :
إحداها :
أن يسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه أو يقضي دينه أو ينتقم له من عدوه أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدرعليه إلا الله عز وجل : فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل .(1/1892)
وإن قال أنا أسأله لكونه أقرب إلى الله مني ليشفع لي في هذه الأمور لأني أتوسل إلى الله به كما يتوسل إلى السلطان بخواصه وأعوانه فهذا من أفعال المشركين والنصارى فإنهم يزعمون أنهم يتخذون أحبارهم ورهبانهم شفعاء يستشفعون بهم في مطالبهم وكذلك أخبر الله عن المشركين أنهم قالوا :" ما تعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " وقال سبحانه وتعالى :" أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون " وقال تعالى :" مالكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون " وقال تعالى :" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه "
فبين الفرق بينه وبين خلقه فإن من عادة الناس أن يستشفعوا إلى الكبير من كبرائهم بمن يكرم عليه فيسأله ذلك الشفيع فيقضي حاجته : إما رغبة ، وإما رهبة ، وإما حياء وإما مودة وإما غير ذلك والله سبحانه لا يشفع عنده أحد حتى يأذن هو للشافع فلا يفعل إلا ما شاء وشفاعة الشافع من إذنه فالأمر كله له ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه :" لا يقولن أحدكم : اللهم اغفرلي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له "
فبين أن الرب سبحانه يفعل ما يشاء لا يكرهه أحد على ما اختاره كما قد يكره الشافع المشفوع إليه وكما يكره السائل المسؤول إذا ألح عليه وآذاه بالمسئلة فالرغبة يجب أن تكون إليه كما قال تعالى :" فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب "
والرهبة تكون من الله كما قال تعالى :" وإياي فارهبون " وقال تعالى :" فلا تخشوا الناس واخشون "
وقد أمرنا أن نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وجعل ذلك من أسباب إجابة دعائنا .(1/1893)
وقال كثير من الضلال : هذا أقرب إلى الله مني وأنا بعيد من الله لا يمكنني أن أدعوه إلا بهذه الواسطة ونحو ذلك من أقوال المشركين فإن الله تعالى يقول :" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان "
وقد روي : أن الصحابة قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم – ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله هذه الآية . وفي الصحيح أنهم كانوا في سفر وكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً بل تدعون سميعاً قريباً إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته "
وقد أمر الله تعالى العباد كلهم بالصلاة له ومناجاته وأمر كلامنهم أن يقولوا : " إياك نعبد وإياك نستعين " وقد أخبر عن المشركين أنهم قالوا :" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "
ثم يقال لهذا المشرك : أنت إذا دعوت هذا فإن كنت تظن أنه أعلم بحالك وأقدر على عطاء سؤالك أو أرحم بك فهذا جهل وضلال وكفر وإن كنت تعلم أن الله أعلم وأقدر وأرحم فلم عدلت عن سؤاله إلى سؤال غيره ؟ ألا تسمع إلى ما أخرجه البخاري وغيره عن جابر رضي الله عنه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدرلي الخير حيث كان ثم ارضني به قال ويسمي حاجته "
أمر العبد أن يقول : استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم .(1/1894)
وإن كنت تعلم أنه أقرب إلى الله منك وأعلى درجة عند الله منك فهذا حق لكن كلمة حق أريد بها باطل فإنه إذا كان أقرب منك وأعلى درجة منك فإنما معناه أن يثيبه ويعطيه أكثر مما يعطيك ليس معناه أنك إذا دعوته كان الله يقضي حاجتك أعظم مما يقضيها إذا دعوت أنت الله تعالى فإنك إن كنت مستحقاً للعقاب ورد الدعاء مثلاً لما فيه من العدوان فالنبي والصالح لا يعين على ما يكره الله ولا يسعى فيما يبغضه الله وإن لم يكن كذلك فالله أولى بالرحمة والقبول .
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله
---
snsn
07-05-2004, 08:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك واعانك على حسن العبادة ونحن معك فذلك موضوع طيب ولا يدخل الجنة غير كل طيب
خلاصة موضوعك فى
(قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون)
---
ابن العربي
07-06-2004, 08:51 AM
طلب الدعاء من الغير حياً كان أو ميتاً :
وإن قلت : هذا إذا دعا الله أجاب دعاءه أعظم مما يجيبه إذا دعوته فهذا هو :
القسم الثاني :(1/1895)
وهوأن لا تطلب منه الفعل ولا تدعوه ولكن تطلب أن يدعو لك كما تقول للحي : ادع لي وكما كان الصحابة رضوان الله عليهم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء فهذا مشروع في الحي كما تقدم وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول : ادع لنا ولا اسئل لنا ربك ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين ولا أمر به أحد من الأئمة ولا ورد فيه حديث بل الذي ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون ، ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم قائلين : يا رسول الله ادع الله لنا واستسق لنا ونحن نشكوا إليك مما أصابنا ونحو ذلك لم يفعل ذلك أحد من الصحابة قط بل هو بدعة ما أنزل الله بها من سلطان بل كانوا إذا جاءوا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون عليه فإذا أرادوا الدعاء لم يدعوا الله مستقبلي القبر الشريف بل ينحرفون ويستقبلون القبلة ويدعون الله وحده لا شريك له كما يدعونه في سائر البقاع .
وذلك أن في " الموطأ " وغيره عنه صلى الله عليه وسلم قال :" اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
وفي السنن عنه أنه قال : " لا تتخذوا قبري عيداً وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني "
وفي الصحيح عنه أنه قال في مرضه الذي لم يقم منه :" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما فعلوا . قالت عائشة رضي الله عنها وعن أبويها : ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجداً وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس :" إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك "
وفي سنن أبي داود عنه قال :" لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج "(1/1896)
ولهذا قال علماؤنا لا يجوز بناء المسجد على القبور وقالوا : إنه لا يجوز أن ينذر لقبر ولا للمجاورين عند القبر شيئاً من الأشياء لا من درهم ولا من زيت ولا من شمع ولا من حيوان ولا غير ذلك كله نذر معصية وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه " واختلف العلماء : هل على الناذر كفارة يمين ؟ على قولين : ولهذا لم يقل أحد من أئمة السلف : أن الصلاة عند القبور وفي مشاهد القبور مستحبة أو فيها فضيلة ولا أن الصلاة هناك والدعاء أفضل من الصلاة في غير تلك البقعة والدعاء بل اتفقوا كلهم على أن الصلاة في المساجد والبيوت أفضل من الصلاة عند القبور – قبور الأنبياء والصالحين – سواء سميت " مشاهد " أو لم تسم وقد شرع الله ورسوله في المساجد دون المشاهد أشياء فقال تعالى :" ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها " ولم يقل : المشاهد
وقال تعالى :" وأنتم عاكفون في المساجد " ولم يقل في المشاهد
وقال تعالى :" قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد "
وقال تعالى : " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتي الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "
وقال تعالى :" وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً "
وقال صلى الله عليه وسلم :" صلاة الرجل في المسجد تفضل على صلاته في بيته وسوقه بخمس وعشرين ضعفاً "
وقال صلى الله عليه وسلم :" من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة "
وأما القبور فقد ورد نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن اتخاذها مساجد ولعن من يفعل ذلك وقد ذكره غير واحد من الصحابة والتابعين ، كما ذكره البخاري في صحيحه والطبراني وغيره في تفاسيرهم وذكره وثيمة وغيره في " قصص الأنبياء " في قوله تعالى :"وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً "(1/1897)
قالوا : هذه أسماء قوم صالحين كانوا من قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم طال عليهم الأمد فاتخذوا تماثيلهم أصناماً وكان العكوف على القبور والتمسح بها وتقبيلها والدعاء عندها وفيها ونحو ذلك هو أصل الشرك وعبادة الأوثان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد "
واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين – الصحابة وأهل البيت وغيرهم – أنه لا يتمسح به ولا يقبله بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود وقد ثبت في الصحيحين : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلك ما قبلتك .
ولهذا لا يسن باتفاق الأئمة أن يقبل الرجل أو يستلم ركني البيت – الذين يليان الحجر – ولا جدران البيت ومقام إبراهيم ولا صخرة بيت المقدس ولا قبر أحد من الأنبياء والصالحين حتى تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان موجوداً فكرهه مالك وغيره لأنه بدعة وذكر أن مالكاً لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم ورخص فيه أحمد وغيره لأن ابن عمر رضي الله عنهما فعله .
وأما التمسح بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقبيله فكلهم كره ذلك ونهى عنه وذلك لأنهم علموا ما قصده النبي صلى الله عليه وسلم من حسم مادة الشرك وتحقيق التوحيد وإخلاص الدين لله رب العالمين .(1/1898)
وهذا ما يظهر الفرق بين سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرجل الصالح في حياته وبين سؤاله بعد موته وفي مغيبه وذلك أنه في حياته لا يعبده أحد بحضوره فإذا كان الأنبياء صلوات الله عليهم والصالحون أحياء لا يتركون أحداً يشرك بهم بحضورهم بل ينهونهم عن ذلك ويعاقبونهم عليه ولهذا قال المسيح عليه السلام :" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد "
وقال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما شاء الله وشئت فقال :" أجعلتني لله نداً ما شاء الله وحده " وقال :" لا تقولواما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد " ولما قالت الجويرية :" وفينا رسول الله يعلم ما في غد " قال :" دعي هذا وقولي بالذي كنت تقولين " وقال :" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله "
ولما صفوا خلفه قياماً قال :" لا تعظموني كما تعظم الأعاجم بعضهم بعضاً "
وقال أنس : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهته لذلك ولما سجد له معاذ نهاه وقال :" إنه لا يصلح السجود إلا لله ولو كنت آمراً أحدا ًأن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها " ولما أُتي علي بالزنادقة الذين غلوا فيه واعتقدوا فيه الإلهية أمر بتحريقهم بالنار .(1/1899)
فهذا شأن أنبياء الله وأوليائه وإنما يقر على الغلو فيه وتعظيمه بغير حق من يؤيد علواً في الأرض وفساداً كفرعون ونحوه ومشايخ الضلال الذين غرضهم العلو في الأرض والفساد والفتنة بالأنبياء والصالحين واتخاذهم أرباباً والإشراك بهم مما يحصل في مغيبهم وفي مماتهم كما أشرك بالمسيح وعزير فهذا مما يبين الفرق بين سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصالح في حياته وحضوره ، وبين سؤاله في مماته ومغيبه ولم يكن أحداً من سلف الأمة في عصر الصحابة ولا التابعين وتابعي التابعين يتحرون الصلاة والدعاء عند قبور الأنبياء ويسألونهم ولا يستغيثون بهم لا في مغيبهم ولا عند قبورهم وكذلك العكوف .
ومن أعظم الشرك أن يستغيث الرجل بميت أو غائب كما ذكره السائل ويستغيث به عند المصائب يقول : يا سيدي فلان كأنه يطلب منه إزالة ضره أو جلب نفعه وهذا حال النصارى في المسيح وأمه وأحبارهم ورهبانهم ومعلوم أن خير الخلق وأكرمهم على الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأعلم الناس بقدره وحقه أصحابه ولم يكونوا يفعلون شيئاً من ذلك لا في مغيبه ولا بعد مماته وهؤلاء المشركون يضمون إلى الشرك الكذب فإن الكذب مقرون بالشرك وقد قال تعالى :" فاجتنبو الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به "
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :" عدلت شهادة الزور الإشراك بالله مرتين أو ثلاث "
وقال تعالى :" إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين"
وقال الخليل عليه السلام :" أإفكاً آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين "(1/1900)
فمن كذبهم أن أحدهم يقول عن شيخه : إن المريد إذا كان بالمغرب وشيخه بالمشرق وانكشف غطاؤه عليه وإن الشيخ إن لم يكن كذلك لم يكن شيخاً وقد تغويهم الشياطين كما تغوي عباد الأصنام كما كان يجري في العرب في أصنامهم ولعباد الكواكب وطلاسمهم من الشرك والسحر كما يجري للتتار والهند والسودان وغيرهم من أصناف المشركين من إغواء الشياطين ومخاطبتهم ونحو ذلك فكثير من هؤلاء قد يجري له نوع من ذلك لا سيما عند سماع المكاء والتصدية فإن الشياطين قد تنزل عليهم وقد يصيب أحدهم كما يصيب المروع من الإرغاء والإزباد والصياح المنكر ويكلمه بما لا يعقل هو والحاضرون وأمثال ذلك مما يمكن وقوعه في هؤلاء الضالين .
التوسل بالجاه
وأما القسم الثالث :
وهو أن يقول : اللهم بجاه فلان عندك أو ببركة فلان أو بحرمة فلان عندك : افعل بي كذا وكذا فهذا يفعله كثير من الناس لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء ولم يبلغني عن أحد من العلماء في ذلك ما أحكيه إلا ما رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد بن عبدالسلام فإنه أفتى : أنه لايجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن صح الحديث في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعنى الاستفتاء : قد روى النسائي والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول :" اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي اللهم فشفعه في "(1/1901)
فإن هذا الحديث قد استدل به طائفة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته قالوا : وليس في التوسل دعاء المخلوقين ولاستغاثة بالمخلوق وإنما هو دعاء واستغاثة بالله لكن فيه سؤال بجاهه كما في سنن ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر في دعاء الخارج للصلاة أن يقول :" اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطرا ًولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنب إلا أنت "قالوا ففي هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه وبحق ممشاه إلى الصلاة والله تعالى قد جعل على نفسه حقاً قال تعالى :" وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " ونحو قوله :" كان على ربك وعداً مسؤولا " وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له :" يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد " قال الله ورسوله أعلم ، قال :" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم "
وقد جاء في غير حديث :" كان حقاً على الله كذا وكذا " كقوله :" من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً فإن تاب ، تاب الله عليه فإن عاد فشربها في الثالثة أو الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار " .
وقالت طائفة : ليس في هذا جواز التوسل به بعد مماته وفي مغيبه بل إنما فيه التوسل في حياته بحضوره ، كما في صحيح البخاري : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استسقى بالعباس ، فقال اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا ، فيسقون . وقد بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به في حياته فيسقون .(1/1902)
وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله لهم فيدعو لهم ويدعون معه ، ويتوسلون بشفاعته ودعائه كما في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار " دار القضاء " ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائماً فقال :يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله لنا أن يمسكها عنا قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال : " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر " قال : وأقلعت فخرجنا نمشي في الشمس ففي هذا الحديث أنه قال : ادع الله لنا أن يمسكها عنا وفي الصحيح أن عبدالله بن عمر قال : إني لأذكر قول أبي طالب في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول :
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه******ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فهذا كان توسلهم به في الاستسقاء ونحوه ولما مات توسلوا بالعباس رضي الله عنه كما كانوا يتوسلون به ويستسقون وما كانوا يستسقون به بعد موته ولا في مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره وكذلك معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي وقال : اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا يا يزيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ودعا ودعوا فسقوا فلذلك قال العلماء يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير فإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحسن ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته ولا في مغيبه ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ولا غير ذلك من الأدعية والدعاء مخ العبادة .والعبادة مبناها على السنة والاتباع وإنما يعبد الله بما شرع لا يعبد بالأهواء والبدع قال تعالى :" أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله "
وقال تعالى :" ادعوا ربكم تضرعاً وخيفة إنه لا يحب المعتدين "(1/1903)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :" إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور "
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله تعالى
---
snsn
07-06-2004, 09:07 AM
السلام عليكم اخى فى الله
سلمت يمينك
---
ابن العربي
07-07-2004, 11:23 AM
حكم من إذا أصابته نائبة أو خوف استنجد بشيخه
وأما الرجل إذا أصابته نائبة أو خاف شيئاً فاستغاث بشيخه يطلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع فهذا من الشرك وهو من جنس دين النصارى فإن الله هو الذي يصيب بالرحمة ويكشف الضر قال تعالى :" وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله "
وقال تعالى :" ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده "
وقال تعالى :" قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون"
وقال تعالى :" قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً "
فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا .(1/1904)
فإذا قال قائل : أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعاً لي فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصاًُ له الدين وحق شيخه أن يدعو له ويترجم عليه فإن أعظم الخلق قدراً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له ولم يكن يأمر أحداً منهم عند الفزع والخوف أن يقول : يا سيدي يا رسول الله ولم يكونوا يفعلون ذلك في حياته ولا بعد مماته بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى :" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم "
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول عند الكرب :" لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم "
وقد رُوي أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمر قال :" يا حي يا قيوم برحمتك استغيث "
وروي أنه علم ابنته فاطمة أن تقول : ياحي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض لا إله إلا أنت برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك " .(1/1905)
وفي مسند الإمام أحمد وصحيح أبي حاتم البستي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :" ما أصاب عبداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا"ً قالوا يا رسول الله أفلا نتعلمهن قال :" ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن "
وقال لأمته :" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكشفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وذكر الله والاستغفار ".
فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقاً ولا ملكاً ولا نبياً ولا غيرهم .
ومثل هذا كثير في سنته لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله وذكره والاستغفار والصلاة والصدقة ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهي دين المشركين والنصارى ؟
فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجري لهم مثل هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين وعن المشركين في هذا الزمان فلولا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها قال الخليل عليه السلام :" واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيراً من الناس "
-------------------------------------
أول ظهور الشرك :(1/1906)
ويقال : إن أول ما ظهر الشرك في أرض مكة بعد إبراهيم الخليل من جهة " عمرو بن لحي الخزاعي " الذي رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجر أمعاءه في النار وهو أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم قالوا : إنه ورد الشام فوجد فيه أصناماً بالبلقاء يزعمون أنهم ينتفعون بها في جلب منافعهم ودفع مضارهم فنقلهاإلى مكة وسن للعرب الشرك وعبادة الأصنام والأمور التي حرمها الله ورسوله من الشرك والسحر والقتل والزنا وشهادة الزور وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات قد يكون للنفس فيها حظ مما تعده منفعة أو دفع مضرة ولولا ذلك ما أقدمت النفوس على المحرمات التي لا خير فيها بحال وإنما يوقع النفوس في المحرمات الجهل أو الحاجة فأما العالم بقبح الشيء والنهي عنه فكيف يفعله والذين يفعلون هذه الأمور جميعها قد يكون عندهم جهل بما فيه من الفساد وقد تكون بهم حاجة إليها مثل الشهوة إليها وقد يكون فيها من الضرر أعظم مما فيها من اللذة ولا يعلمون ذلك لجهلهم أو تغلبهم أهواؤهم حتى يفعلوها والهوى غالباً يجعل صاحبه كأنه لا يعلم من الحق شيئاً فإن حبك للشيء يعمي ويصم .(1/1907)
ولهذا كان العالم يخشى الله وقال أبو العالية سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل :" إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب " فقالوا : كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب وليس هذا موضع البسط لبيان ما في المنهيات من المفاسد الغالبة وما في المأمورات من المصالح الغالبة بل يكفي المؤمن أن يعلم أن ما أمر الله به فهو لمصلحة محضة أو غالبة وما نهى الله عنه فهو مفسدة محضة أو غالبة وأن الله لا يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم ولا نهاهم عما نهاهم بخلاً به عليهم بل أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم ولهذا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه :" يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " .
والله اعلم
انتهى
---
(1/1908)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفهم الحداثي للنص القراني
---
الفهم الحداثي للنص القراني
---
د.الجيلاني بن التوهامي
02-19-2007, 04:25 AM
أقدم لكم بحث الفهم الحداثي لنص القران الكريم
كلملف مرفق pdf
---
(1/1909)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هدية لمقتني المسند طبعة الرسالة
---
هدية لمقتني المسند طبعة الرسالة
---
عبدالرحمن السديس
03-11-2004, 07:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام ، وآله ، أما بعد:
فلا يخفى على الجميع أن الطبعة الميمنية لمسند الإمام أحمد في ستة مجلدات هي التي راجت ، وانتشرت ، وإليها يعزوا كل الباحثين ، أو جلهم ، وهي طبعة يعتريها الكثير من الخلل ... لكن بقي لها شرف السبق ، وعزوا كثير من الكتب ، ولما أخرجت مؤسسة الرسالة مسند الإمام أحمد بطبعته الجديدة في خمسين مجلدا لم تغفل ترقيم صفحات الميمنية فجعلته على جانب الصفحات عند ابتدائها ، ولما كانت هذه الطبعة قد اقتناها معظم طلبة العلم ، وقد يأخذ عليهم بعض الوقت البحث عن موضع الحديث الذي في المجلد الثلث صفحة 380 مثلا من الميمنية ، هل هو في المجلد العاشر أو الثالث عشر أو الخامس والعشرين .. ؟
فقمت بترقم المجلدات وما يحويه كل مجلد من طبعة الرسالة من الصفحات من مجلد الميمنية ، وعليك أن تشتري من المكتبة الملصق الصغير الذي بحجم رأس الإبهام ثم تكتب عليه ، وتلصقه في كعب كل مجلد ليسهل عليك الوصول ..
1 \ 1-75
2 \ 75-160
3 \ 161-234
4 \ 234-305
5 \ 305-374
6 \ 374-409
7 \ 409-466
انتهى المجلد الأول من الميمنية (الأرقام اليمنى من 1-7 هي مجلدات ط: الرسالة)
************
8\ 2-36
9\ 37-96
10\ 96-158
11\ 158-228
12\ 288-262
13\ 262-319
14\ 319-387
15\ 387-457
16\457-541
انتهى المجلد الثاني من الميمنية (الأرقام اليمنى من 8-16 هي مجلدات ط: الرسالة)
************
17\ 2-44
18\45-97
19\98-151
20\151-217
21\217-292
22\292-338
23\338-400
24\400-450
25\450-503
انتهى المجلد الثالث من الميمنية (الأرقام اليمنى من 17-25 هي مجلدات ط: الرسالة)
***************(1/1910)
26\2-43
27\43-88
28\88-159
29\159-239
30\239-304
31\304-366
32\366-419
33\ 419-5/35
انتهى المجلد الرابع من الميمنية (الأرقام اليمنى من 26-33 هي مجلدات ط: الرسالة)
***************
34\35-113
35\113-192
36\192-270
37\270-344
38\345-423
39\ 423-6/29 ومعه الملحق المستدرك من مسند الأنصار 39/434-آخر المجلد.
انتهى المجلد الخامس من الميمنية (الأرقام اليمنى من 34-39 هي مجلدات ط: الرسالة)
***************
40\29-74
41\74-139
42\139-214
43\215-282
44\282-368
45\368-إلى آخره
انتهى المجلد السادس من الميمنية (الأرقام اليمنى من 40-45 هي مجلدات ط: الرسالة).
والمجلدات من 46-50 فهارس.
والله أعلم .
---
يحيى الشهري
03-11-2004, 11:15 PM
بارك الله فيك .. لفتة مهمة، وفائدة قيمة.
---
عبدالرحمن السديس
08-27-2006, 09:34 PM
جزاكم الله خيرا ، وأسأل الله أن ينفع بها .
---
ماهر الفحل
09-15-2006, 10:14 AM
جزاكم الله كل خير ونفع بكم
---
أحمد بزوي الضاوي
09-15-2006, 11:24 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ،فإن مثل هذه الأعمال تيسر البحث العلمي ، وصدقني فإنني عندما أدرس لطلبتي مادة تقنيات البحث فإنهم يجدون صعوبة في محور التخريج ، خاصة ما يتعلق بمسند الإمام أحمد ، لأن المعجم المفهرس لألفاظ الحديث ، و مفتاح كنوز السنة كلها تحيل عليها .
جزاكم الله خيرا .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
عبدالرحمن السديس
09-15-2006, 07:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
أسأل الله أن ينفع بها .
---
مصطفى علي
10-01-2006, 07:28 AM
عفوًا دكتورنا الكريم
حضرتك قلت :(1/1911)
فإن مثل هذه الأعمال تيسر البحث العلمي ، وصدقني فإنني عندما أدرس لطلبتي مادة تقنيات البحث فإنهم يجدون صعوبة في محور التخريج ، خاصة ما يتعلق بمسند الإمام أحمد ، لأن المعجم المفهرس لألفاظ الحديث ، و مفتاح كنوز السنة كلها تحيل عليها .
فهذه الكتب انتهى عهدها والله أعلم ماذا يفعل الآن تخريج حديث عن طريق أي منهما .
اللهم إلا إذا كان على سبيل الدراسة فقط .
ولكم منا فائق الاحترام على جهودكم الكبيرة
---
(1/1912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني كتاب الكتروني رائع
---
آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
03-29-2007, 07:09 AM
آداب الزفاف في السنة المطهرة للألباني كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
آدابُ الزفاف
في السّنة المُطهّرَة
تأليف العلامة المحدث
محمّد ناصر الدّين الألباني
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 413 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/03072/ff56652450.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/03072/42e78902d4.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/03072/48b2944117.jpg
روابط التنزيل
http://www.aldoah.com/upload/uploaded/596_01175139589.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=309096
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 10:19 AM
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
---
(1/1913)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للمشاركة في إدخال ومراجعة كتب الدراسات القرآنية في برنامج المكتبة الشاملة
---
دعوة للمشاركة في إدخال ومراجعة كتب الدراسات القرآنية في برنامج المكتبة الشاملة
---
اسم المستخدم
01-29-2007, 06:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أظن كثيرا منكم اطلع على برنامج الموسوعة الشاملة، والذي قام به بعض الإخوة لنا...
والذ يتميز كما تعلمون بكونه يسمح بإضافة الكتب...
وحيث إنه عمل خيري مجاني..
يقوم على جهود المحتسبين..
وقد بذل إخواننا في ملتقى أهل الحديث الكثير..
رغم قلة عدد العاملين، وانشغالهم..
خطرت في بالي خاطرة..
لكي نشارك في الأجر..
ونساعد في تطوير العمل..
ويبقى هذا الجهد صدقة جارية لمن شارك فيه..
لم لا يتكفل أعضاء ملتقى أهل التفسير بالاهتمام بالكتب التفسيرية وكتب علوم القرآن، وذلك على عدة محاور..
(بعد الاطلاع على ما أنجزه الإخوة هناك يخبرون بأن كتب التفسير سيشارك فيها أعضاء الملتقى)
1- فما كان من الكتب غير موافق للمطبوع، فإنه يدقق نصيا ويوافق للمطبوع..
2- ويتعاون الإخوة في كتابة ما ليس مكتوبا من الكتب المهمة في التفسير أو علوم القرآن، مع موافقته للمطبوع..
ويكون ذلك بصيغة الكتب الالكترونية المعتمدة في الشاملة..
وإن رغبتم في التشكيل فلا بد ويمكن استخدام البرامج الموجوده لديهم هناك كالأخ الألفي أو الطيماوي...
هذه هي الفكرة...
والرأي لكم.
---
أحمد البريدي
01-29-2007, 09:53 PM
اقتراح رائع وفقك الله , ولعل الأخوة بدون استعدادهم لهذا العمل المثمر فيقدموا خدمة رائعة لأهل التفسير , وسأقوم بتثبيت الموضوع , ولعلك تتابع الفكرة حتى تتبلور وتوضع الخطة اللازم للبدء الجاد , وفقك الباري.
---
أحمد الفالح
01-30-2007, 05:38 PM
اقتراح رائع وأعتقد أن هذه الفكرة تراود الكثيرين(1/1914)
من طلاب الدراسات العليا ، وكان بعض الإخوة قد اقترح
على أساتذة الدراسات العليا أن يكلف الطلاب ببعض هذه
الكتب من حيث المراجعة والتدقيق ، بدل من أن تهدر الجهود
في بحوث في الغالب أن يكون نفعها قاصر على هذا الطالب
ومن ثم ترمى ولا يدرى عنها ، لكن يبدو أن الأمر لم يكن مستساغا
عند البعض ، ولعله يرى النور من خلال هذا الملتقى المبارك ،
وأنا على أتم الاستعداد لمثل هذه المشاريع ،
أسأل الله أن يكتب لك الأجر أخي اسم المستخدم
---
عبدالرحمن الشهري
01-30-2007, 06:59 PM
كنت ناقشت في هذا الموضوع المبرمج الأخ حسام ، لكن لم أجد صدى لهذا حينها ، ولعل في دعوة أخي الكريم ما يبعثها مرة أخرى ، وهو جهد عظيم انتفعنا به كثيراً جزى الله من شارك فيه خير الجزاء .
---
اسم المستخدم
01-31-2007, 12:54 PM
أهلا بكم إخوتي جميعا...
أشكر لكم تجاوبكم.. وتكرمكم بالرد....
أخي د.أحمد البريدي..
جزيت خيرا على تثبيتك للموضوع..
ونحن ننتظر بقية الإخوة..
أخي أحمد الفالح..
وإياك أخي الغالي..
وكلامك صحيح، ونشكو كثيرا من التعلق بالقديم دون تمييز..
أشكر لك سرعة تجاوبك...
أخي د.عبد الرحمن الشهري..
بارك الله فيكم..
ونفع بكم وبما تبذلون من جهود....
ولا نزال ننتظر آراء بقية الإخوة..
وإن أردتم المشاركة..
فكل بما يستطيع، من كتابة، أو تصحيح ومراجعة، أو مطابقة للمكتوب بالمطبوع، أو توجيه وإرشاد، أو إدارة الإخوة والتنسيق بينهم..
نسأل الله أن يبارك فيكم وفي علمكم وعملكم..
---
أبو المنذر
02-01-2007, 07:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ـ وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
[فما كان من الكتب غير موافق للمطبوع، فإنه يدقق نصيا ويوافق للمطبوع.. فهل المطلوب تنزيل الكتب الموجوده في
الشاملة ومقارنتها بالمطبوع ثم نقوم بتصحيح الأخطاء !(1/1915)
2- ويتعاون الإخوة في كتابة ما ليس مكتوبا من الكتب المهمة في التفسير أو علوم القرآن، مع موافقته للمطبوع.. " كيف يتسنى لنا التعاون على عمل واحد فلابد من منسق لهذا التعاون الا اذا كان المقصود بالتعاون أن كل شخص يقوم بتنزيل
كتاب ما من الكتب المطلوبة .
ارجوا المعذرة هذا ما فهمته
وبارك الله فيكم ,
---
قصي علي الدليمي
02-02-2007, 07:49 AM
نعم الرأي . حيث ان منفعته عظيمة . وهذا العمل - والله اعلم - هو الصدقة الجارية . وخيرها جارٍ الى يوم القيامة
---
(1/1916)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملخص توصيات ندوة (إجازات القراء) التي عقدتها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه
---
ملخص توصيات ندوة (إجازات القراء) التي عقدتها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه
---
عبدالرحمن الشهري
12-24-2003, 06:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أهم توصيات الندوة الأولى التي نظمتها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه يوم الثلاثاء 22 شوال 1424هـ ، منقولة من موقع الجمعية على الانترنت . فجزاهم الله خيراً.
اولاً: تحديد مصطلح الإجازة القرآنية و وضع ضوابط لها, والإستفادة من المؤلفات التي ألفت في هذا الموضوع .
ثانياً:تفعيل دور الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في الإشراف على الإجازات وتنظيمها وتصديقها, وحث الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن لكريم والمهتمين بأسانيد القراءات للتعاون معها .
ثالثاً: أن تقوم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بحصر أسماء وعناوين علماء القراءات والمجازين بالقراءات ونشرها تيسيراً على طلاب العلم .
رابعاُ: التنسيق في إقامة دورات علمية خاصة بتلقين القرآن الكريم وتجويده , وقراءاته بالتعاون مع الجامعات والجمعيات والمراكز الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم .
خامساً: حث الباحثين في الدراسات القرآنية على إعداد بحوث للنظر في إمكانية الإستفادة من التقنية الحديثة في تعليم القرآن والإجازة به عن بعد.
سادساً: أن تتبنى الجمعية العلمية السعودية عقد ندوات كبرى في التجويد والقراءات القرآنية.
وقد تم تشكيل لجنة من أعضاء الجمعية لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات .
والله الموفق
المصدر .موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (http://alquran.org.sa)
---
أمين الشنقيطي
12-26-2003, 08:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله(1/1917)
كانت ندوة الجمعية القرآن وعلومه حافلة بكل مسائل البحث فى الإجازة،
وفى الحقيقة جلّ مايفكرفيه الكثيرون هو الخطوات الفعالة العاجلة لكيفية الحصول عليها وبأسرع وقت ممكن،
لاشك أن هناك شروطا مطلوبة ،
أرجوا طرحهاباختصار وإن تمكنت إن شاء الله سآتى على أكثرها،
وجزى الله ملتقانا خيرا.
---
(1/1918)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة الدكتور إبراهيم الدوسري وفقه الله على ترقيته إلى درجة أستاذ ونسأل له السداد
---
تهنئة الدكتور إبراهيم الدوسري وفقه الله على ترقيته إلى درجة أستاذ ونسأل له السداد
---
عبدالرحمن الشهري
11-13-2004, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنا في شبكة التفسير والدراسات القرآنية تهنئة فضيلة الشيخ الفاضل الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه وذلك بمناسبة ترقيته إلى درجة أستاذ في تخصص القراءات.
ونسأل الله أن يوفقه لكل خير ، وأن ينفع به وبعلمه المسلمين ، وأن يعينه على تأدية أمانة علم كتاب الله الذي حصله وتعب في طلبه ، ولملتقى أهل التفسير أمل في تواصله الدائم معه لنستفيد من علمه.
---
عبد الله الخضيري
11-13-2004, 02:21 AM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
فَضِيْلَةُ العَلَمِ المَاجِدِ الكَرِيْمِ
الشَّيْخِ الدُّكْتُور / إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعِيْدٍ الدَّوْسَرِيُّ وَفَّقَهُ اللهُ لِطَاعَتِهِ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
يَعُوْدُ عَلَيْكَ العِيْدُ و أَنْتَ تَكْتَسِي ثَوبَ السَّعادةِ ، وَ تَتَوَشَّحُ بِمَحبَّةِ اللهِ تَعالَى والأُنْسِ بِهِ ، آمِلاً أَنْ تَصِلَكَ هَذِهِ الرِّسَالَةُ وَ أَنتَ - مَعَ سَابِقِه - تَرْفُلُ و تَتَمَتَّعُ بصِحَّةٍ وَ عَافِيَةٍ ، فَلْيُبَارِكِ اللهُ أَعْمَالَكْ ، وَ لْيَفَتَح علَى يَدَيْكَ البَرَكَةَ ، فَالعِيْدُ السَّعِيْدُ مِن اسمِك ، وَ تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَاتِكَ ، وَ كُلُّ عَامٍ وَ أَنْتَ بِأَلْفٍ خَيْرٍ .(1/1919)
وَإنَّنِيْ إذْ أُرْسِلُ لَك التَّهْنِئةَ - تَهْنِئة العِيْدِ ومُبَارك التَّرْقِيَةِ - فإِنَّهُ لا يَغِيْبُ عَنْ ذِهْنِي خُلُقَكَ الكَرِيْمَ و عِلْمَكَ الغَزِيرَ ، وَ تَوَاضُعَك الذِيْ يَعرِفُه الكثيرون زَادكَ اللهُ تَواضُعاً لِعِبَادِهِ ، وَرِفْعَةً بَيْنَ أَنَامِهِ ، فَلا أَفَلَتْ شَمْسُكْ ، و لا غَابَ ضوءُكَ ، و لا طَفِأَتْ نَارُكَ .
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَزِيْدَ فِيْ عِلْمِكُمْ ، وَيَهَبَكُمْ رَحْمَتَهُ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مجِيْبٌ .
و اللهُ يَحْفَظُكَ وَ يَرْعَاكَ
مُحِبُّكَ
عَبْدُاللهِ بنُ صَالِحِ الخُضَيْرِي
---
د. أنمار
11-13-2004, 03:22 PM
بارك الله لك فيما أعطاك وأكرمك به وجعله سبحانه وتعالى خالصا لوجهه الكريم وصرف عنك ما سواه
ونسأل صاحب العطاء والجود أن يتقبل منكم ما تقدم من الطاعات في شهر المغفرة والرضوان وأن يجعل عيدكم مباركا وطيبا ويسددكم لكل ما يحبه ويرضاه
ولا أنسى فضيلة الأستاذ عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى ومتعه وذويه ببركة هذه الأيام الربانية، والنفحات الرحمانية.
---
خالد الشبل
11-13-2004, 05:00 PM
ما شاء الله ، تبارك الله .
يسرني أن أرفع لفضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري أسمى التبريكات والتهنيء بترقيته ، والله يجعلها رفعةً في درجات الدنيا ، ومعينة على الرفعة في الآخرة . ولا يفوتني أن أبارك له بعيد الفطر . تقبل الله من الجميع .
---
مساعد الطيار
11-13-2004, 10:19 PM
بارك الله للشيخ المقرئ إبراهيم الدوسري الأستاذية بعد الدكتوراه ، وأسأله أن ينفعه بها ، وأن ينفع بها .
---
طلال العولقي
11-14-2004, 02:48 AM
مبارك لكم أخي إبراهيم
---
أبو الجود
11-14-2004, 09:29 PM
سماحة شيخنا مبارك لك أسأل الله لك التوفيق و السداد دائما
---
المنهوم
11-14-2004, 10:43 PM(1/1920)
نرفع لكم اسما عبارات التهاني والتبريكات لكم يا فضيلة الشيخ على ما وصلتم اليه من الدرجة العلمية العالية
في الدنيا ونسأل الله ان يرفعكم بها في الآخيرة درجات لخدمتكم كتابه العزيز .
---
أمين الشنقيطي
11-15-2004, 04:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أهنئ المسلمين جميعا بالعيد السعيد ،وبالأخص مرتادي ومشرفي ملتقى أهل التفسير.
وأثني بالتهنئة الخالصة للأستاذ الأديب المقرئ (إبراهيم الدوسري) ،على الترقية،
وأسأل الله أن ينفع به ومن على دربه ،وأن يتقبل الله منا ومنه إنه سميع مجيب.
---
صالح الدرويش
11-16-2004, 02:05 AM
فضيلة الشيخ الدكتور : إبراهيم الدوسري وقنا الله وإياه من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
نبارك لكم هذه الترقية ونسأل الله تعالى أن تكون عونا لكم على الطاعة ، وأن يوفقكم إينما كنتم لخدمة كتابه ، وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم .
---
الراية
11-17-2004, 09:16 PM
بارك الله للشيخ المقرئ إبراهيم الدوسري الأستاذية بعد الدكتوراه ، وأسأله أن ينفعه بها ، وأن ينفع بها .
---
فهد الوهبي
11-21-2004, 11:58 AM
مبارك للدكتور المحبوب درجة الأستاذية ونفعنا الله بعلمه
---
أبو بيان
11-22-2004, 12:35 AM
بارك الله للشيخ إبراهيم
وتقبل منه,
وأعانه على حقها.
---
أحمد البريدي
11-25-2004, 05:02 PM
مبارك أيها الشيخ الفاضل .
لقد استقبلني هذا الخبر السار بعد طول غياب عن الملتقى , اسأل الله تعالى أن يبارك لك فيما أعطاك .
---
المحرر
11-25-2004, 08:45 PM
نبارك للشيخ - حفظه الله - ترقيته للأستاذية ؛ جعلها الله عوناً لك على طاعته .
---
إبراهيم الدوسري
05-17-2005, 04:25 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد تلقيت ـ بغبطة وسرور ـ تلكم التهاني الأخوية بمناسبة ترقيتي إلى رتبة " أستاذ " في قسم القرآن وعلومه .(1/1921)
وإذ أحمد الله على ما منّ به ووفق من الحصول على هذه الرتبة فإني أرفع لجميع الأخوة المشرفين على هذا الموقع والمشاركين فيه جزيل الشكرعلى ما عبروا عنه من مشاعر صادقة ودعوات طيبة .
والله أسأل أن يوفقني وإياكم لخدمة الدين والقرآن الكريم .وتقبلوا فائق تحياتي ، وجزيل شكري وتقديري .
والله يحفظكم ويرعاكم .
وفي الختام أعتذر عما كان من انقطاع عن المشاركة في هذا الملتقى لظروف خاصة، سائلا الله جل وعلا أن يصلنا وإياكم برحمته .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم
إبراهيم بن سعيد الدوسري
---
(1/1922)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (3)
---
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (3)
---
عادل محمد
06-06-2006, 06:36 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني (الجزء الثالث)
بعد أن قمنا بفضل الله بتقديم أكثر من خمسين كتابا الكترونيا إسلاميا
وفي سبيلنا للاستمرار إن شاء الله وبناء على نصائح الإخوة في كثير
من المواقع نقوم بتجميع الكتب في موسوعة كبيرة تصدر في أجزاء
كل جزء عشرة كتب
ذلك بالإضافة لرفع كتاب جديد كل حوالي ثلاثة أيام ثم يجري تجميعها بعد ذلك
وهذا رابط الأجزاء السابقة لمن فاته تنزيلها
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=267612
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
واليكم الجزء الثالث
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
21- أحكام النساء (لابن الجوزي)
www.gr8.cc/2/Ahkamonnessaa.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=262389
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22- أهوال القبور(الحافظ بن رجب الحنبلي)
www.gr8.cc/2/AHWAL.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=262885
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23- أحكام القرآن (لابن العربي)
ملف واحد من هنا
www.gr8.cc/2/Ahkamolkoraan.rar
أو(1/1923)
3 ملفات رار يتم تنزيلهم في مجلد واحد ثم يفك
الضغط عنهم
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=263421
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=263424
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=263425
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24- العقوبات الإلهية للأفراد والجماعات والأمم
(أبوبكرعبدالله بن محمد بن أبي الدنيا)
(تحقيق محمد خير رمضان يوسف)
www.gr8.cc/2/Alokobat.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=263430
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
25- عمدة الفقه
(موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي)
www.gr8.cc/2/omdah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=263754
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26- العدة في شرح عمدة الفقه
لموفق الدين ابن قدامة المقدسي
تأليف بهاء الدين عبد الرحمَن بن ابراهيم المقدسي
www.gr8.cc/2/Aloddah1.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=264864
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
27- الزهد والرقائق
لأَبي عَبد الرحمن عَبد الله بن المبارك
www.gr8.cc/2/Azzohd.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=264860
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg(1/1924)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
28- الجواب الكافي (ابن القيم)
www.gr8.cc/2/Algawap.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265121
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
29-(جديد) قصص الأنبياء
اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي
www.gr8.cc/2/Alanbiaa.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265234
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
30- (جديد) فتح القدير
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
ملف واحد من هنا
www.gr8.cc/2/Fattholkadeer.rar
أو
4 ملفات رار يتم تنزيلهم في مجلد واحد ثم يفك الضغط
من هنا
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265767
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265769
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265771
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=265773
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
ابن الجزيرة
06-07-2006, 03:29 AM
الله يبيض وجهك فالموسوعات هذه مع كرم مصمميها, وحبهم لنشرها, وكثرة الإنتفاع بها مجاناً , فالمشاهد تطورها من ناحية تصحيح الأخطاء بل برأيي فاقت بعض الموسوعات باهضة الثمن .
---
(1/1925)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موقف القرطبي المفسر من نبوة السيدة مريم ؟؟
---
موقف القرطبي المفسر من نبوة السيدة مريم ؟؟
---
أبو جواد
12-18-2006, 09:36 AM
اللهم صل وسلم على سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أساتذتي الأكارم وقفت في تفسير القرطبي ( الجامع لأحكام القرآن ) على رأيين متخالفين له ـ رحمه الله تعالى ـ في نبوة السيدة مريم ، فقد اختارها في سورة آل عمران واستظهرها في سورة مريم ، بينما فسر آية سورة يوسف على خلاف ذلك ، والغريب أنه أحال على آل عمران والرأي هناك مختلف !! أما موضع سورة النحل فمنحاه آخر ..
فهل هو تناقض وقع فيه ـ رحمه الله تعالى ـ مع أني لا أرجحه ، أم وهم منه ـ وهو ما أختاره ـ أم سبق قلم ، أم تصحيف من المخطوط ، أم خلل في الطباعة ؟
أرجو طرح آراءكم أو معلوماتكم ، وجزاكم الله خيرا
الآيات : من آل عمران قوله تعالى : { وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك ... } 42
من يوسف قوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ... } 109
من النحل قوله تعالى : { وما أ{سلنا من قلك إلا رجالا نوحي إليهم ... } 43
من مريم قوله تعالى : { قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا .} 19
---
محمود الشنقيطي
12-18-2006, 05:50 PM
إيضاحا لمواضع الإشكالات سأسردها وأترك التوفيق بينها أو ترجيح بعضها بقرينة لمشايخنا الكرام..!
1- موضع آل عمران:(1/1926)
{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ] قال علماؤنا رحمة الله عليهم : الكمال هو التناهي والتمام ح ويقال في ماضيه كمل بفتح الميم وضمها ويكمل في مضارعه بالضم ن وكمال كل شيء بحسبه والكمال المطلق إنما هو لله تعالى خاصة ولا شك أن أكمل نوع الإنسان الأنبياء ثم يليهم الأولياء من الصديقين والشهداء والصالحين وإذا تقرر هذا فقد قيل : إن الكمال المذكور في الحديث يعني به النبوة فيلزم عليه أن تكون مريم عليها السلام وآسية نبيتين وقد قيل بذلك والصحيح أن مريم نبية لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك كما أوحى إلى سائر النبيين حسب ما تقدم ويأتي بيانه أيضا في مريم وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها دلالة واضحة بل على صديقتها وفضلها ن على ما يأتي بيانه في التحريم}
ثم قال بُعيد ذلك:{فظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة فإن الملائكة قد بلغتها الوحي عن الله عز وجل بالتكليف والإخبار والبشارة كما بلغت سائر الأنبياء فهي إذا نبية والنبي أفضل من الولي فهي أفضل من كل النساء : الأولين والآخرين مطلقا }
إلى أن قال رحمه الله: {وكذلك شأن مريم لم تنل شهادة الله في التنزيل بالصديقية والتصديق بالكلمات إلا بالمرتبة قريبة دانية ومن قال لم تكن نبية قال : إن رؤيتها للملك كما رؤي جبريل عليه السلام في صفة دحية الكلبي حين سؤاله عن الإسلام والإيمان ولم تكن الصحابة بذلك أنبياء والأول أظهر وعليه الأكثر والله أعلم}
2- موضع المائدة:
{وقد استدل من قال : إن مريم عليها السلام لم تكن نبية بقوله تعالى : { وأمه صديقة }(1/1927)
قلت : وفيه نظر فإنه يجوز أن تكون صديقة مع كونها نبية كإدريس عليه السلام وقد مضى في آل عمران ما يدل على هذا والله أعلم وإنما قيل لها صديقة لكثرة تصديقها بآيات ربها وتصديقها ولدها فيما أخبرها به عن الحسن وغيره الله أعلم}
3- موضع مريم:
{واختلف الناس في نبوة مريم فقيل كانت نبية بهذا الإرسال والمحاورة للملك وقيل : لم تكن نبية وإنما كلمها مثال بشر ورؤيتها للملك ما رؤي جبريل في صفة دحية حين سؤاله عن الإيمان والإسلام والأول أظهر وقد مضى الكلام في هذا المعنى مستوفى في ( آل عمران ) والحمد لله}
هذه المواضع الثلاث أثبت لها فيها النبوة,وفي موضع آية (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون}
قال: أي أرسلنا رجالا ليس فيهم امرأة ولا جني ولا ملك وهذا يرد ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ إن في النساء أربع نبيات حواء وآسية وأم موسى ومريم ] وقد تقدم في ( آل عمران ) شيء من هذا ..
وعند آية { وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا}
استشهد بقول الحسن ولم ينكره أو يرد عليه كما فعل سابقاً, إذ يقول في هذه الآية:
وكان صلى الله عليه وسلم مبعوثا الى الإنس والجن قال الحسن : بعث ا لله محمدا صلى الله عليه وسلم الى الإنس والجن ولم يبعث قط رسولا من الجن ولا من أهل البادية ولا من النساء وذلك قوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى } [ يوسف : 109 ] وقد تقدم هذا المعنى
---
أبو جواد
12-23-2006, 11:08 AM
ولا تعليق يا أهل التفسير ؟ ولا حتى مرور غير إيضاح الأخ الفاضل الشنقيطي بارك الله فيه ؟؟1 عجيب والله ..
---
محمدغراب
12-23-2006, 11:37 PM(1/1928)
ارى والله اعلم انه اما رجع عن قوله الاول اى انها نبيه وهذا ما ارجحه واما انه اكتفى بذكر قول من لايقول بنبوتها واكتفى على اعتبار انه سبق ان ابدى رأيه بانها نبيه فلم ير داع لذكره بعد سبق بيانه والاحاله عليه والله تعالى اعلم
---
جمال حسني الشرباتي
12-24-2006, 11:29 AM
السلام عليكم
القرطبي من أكابر مفسّري هذه الأمّة---ومن المعروف أنّ كتب الأئمة يقرأها عليهم تلاميذهم ويتدارسونها قراءة شيخا بعد شيخ ---ولو وجد أيّ تناقض أو وهم لتنبه إليه التلاميذ في أحد الأجيال
وبعد الإطلاع على المواضع المذكورة والتي نقلها إلينا الأستاذ الشنقيطي مشكورا لم أجد أيّ تخالف أو تعارض فيما بينها من حيث موضوع نبوة السيّدة مريم
قال في موضع آل عمران (والصحيح أن مريم نبية لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك )---
إذن فما ورد في تفسيره لآل عمران هو المحكم الذي لا لبس فيه--
أمّا ما ورد في موضع المائدة (وقد استدل من قال : إن مريم عليها السلام لم تكن نبية بقوله تعالى : { وأمه صديقة }
قلت : وفيه نظر فإنه يجوز أن تكون صديقة مع كونها نبية كإدريس عليه السلام وقد مضى في آل عمران ما يدل على هذا ) ففي هذا الموضع ينقد الرأيّ القائل بكون مريم صدّيقة لا نبيّة لأنه كما أوضح لا مانع عنده من أن تكون صدّيقة ونبيّة في آن واحد--وإحالته القرّاء على تفسيره للموضوع في آل عمران يؤكد لنا بأن لا تعارض هنا وهناك
أمّا ما ورد في مريم فلا إشكال فيه أيضا ({واختلف الناس في نبوة مريم فقيل كانت نبية بهذا الإرسال والمحاورة للملك وقيل : لم تكن نبية وإنما كلمها مثال بشر ورؤيتها للملك ما رؤي جبريل في صفة دحية حين سؤاله عن الإيمان والإسلام والأول أظهر وقد مضى الكلام في هذا المعنى مستوفى في ( آل عمران ) والحمد لله} وواضح فيه موقفه إذ يعتبر مريم نبيّة(1/1929)
والإشكال هو في تفسيره لقول الله تعالى في سورة يوسف إذ قال (أي أرسلنا رجالاً ليس فيهم امرأة ولا جِنِّيٌّ ولا مَلَك؛ وهذا يردّ ما يُروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في النِّساء أربع نبيَّات حَوّاء وآسية وأمّ موسى ومريم ". وقد تقدّم في «آل عمران» شيء من هذا. )
والإشكال ناجم من قوله "وهذا يردّ ما يُروى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في النِّساء أربع نبيَّات حَوّاء وآسية وأمّ موسى ومريم " ---ومنبع الإشكال أنه لم يدفع هذا الرد--واكتفى بالإحالة على كلامه في آل عمران---وإحالته القاريء على آل عمران يعني الثبات على رأيه بكون مريم نبيّة----وقوله عن آية "{ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا " بأنّها ردّ على ما روي عن الرسول عليه الصلاة والسلام قول صحيح وصائب --ففي الآية رد---ويدفع هذا الرد بوسائل أخرى محلّها الخصوص والعموم مثلا--
وعدم قيام المفسر بحل التعارض لا يعني أنّه تناقض أو تخلّى عن رأيه السابق--بل يعني فقط أنّه أشار إلى التعارض ولم يحلّه---
وقد يحلّ التعارض بالتفريق بين مفهوم الرسول ومفهوم النبي---إلّا أنّ موضوعنا هو الكلام عن الوهم أو التناقض في كلام إمامنا القرطبي ----
ولا وهم ولا تعارض كما تبيّن لكم من كلامه--
---
أبو جواد
12-24-2006, 03:16 PM
أشكرك جزيل الشكر أخي الشرباتي ، ولكن يبدو لي أن الإشكال باق في تفسيره رحمه الله تعالى للآية بقوله : " أي أرسلنا رجالا ليس فيهم امرأة ولا جني ولا ملك "
ولا يقال هنا أنه فسرها بالتفريق بين النبوة والرسالة لأن إيراده للحديث بعده يبين أن خلاف ذلك ، حيث ليس فيه إلا لفظ النبوة ، والله تعالى أعلم
أكرر شكري لمداخلتك التي وضحت بعض المعاني .. بارك الله فيك
---
الميموني
01-03-2007, 06:36 PM
الكتب الكبيرة مثل تفسير القرطبي قد يكتبها العالم أو يمليها في سنوات عديدة و تفسير الطبري أملاه في قرابة ثمان سنوات .(1/1930)
فلا غرابة أن يختلف ترجيح العالم كما يختلف اجتهاده من حين إلى آخر و لهذا تختلف الروايات عن الأئمة كالشافعي في جديده وقديمه و أحمد فيما سئل عنه من المسائل التي احتلف قوله فيها . لكن الموضع الذي ينص فيه العالم على ترجيح قول معين و يدعمه بالبرهان و التعليل هو المعتمد فيما ينسب إليه من مذهب و غيره.
---
(1/1931)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شرح مبسط.. أريد المساعدة
---
شرح مبسط.. أريد المساعدة
---
أحمد الأزهري
04-24-2003, 09:20 AM
قال فضيلة الشيخ محمد بن رزق الرطهوني حفظه الله ورعاه في أحد محاضراته عن السنة ومكناتها وحجيتها التالي:
"هم يقولون : القرآن متواتر ، والسنة آحاد . فنقول : القرآن الكريم لفظه متواتر ، ولكن دلالته بالاتفاق ظنية ، فدلالة القرآن على الاعتقاد وغيره دلالة ظنية .
والعمل إنما يكون بالدلالة لا بالثبوت ، فنحن نعتقد ونعمل بما نظن ولا نعتقد ونعمل بذات النص ، فإذا كان النص ثابتاً بطريقة ظنية أو بطريقة قطعية فلا يعنينا هذا ، وإنما يعنينا أن الجميع دلالته ظنية ، فإذاً نحن نعمل بالظن سواءٌ كان الثبوت قطعياً أم ظنياً ."
هل منكم من يستطيع أن يشرح لي كلام الشيخ ..؟ أفادكم الله وبارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
04-24-2003, 02:55 PM
أخي الكريم أحمد الأزهري وفقه الله ورعاه
أرحب بك في ملتقى أهل التفسير ، وأما جواب معنى الكلام الذي يبدو أنك نقلته بالمعنى إلى حدٍ ما ففي مسائل :
المسألة الأولى : القرآن الكريم قطعي الثبوت ، بمعنى أن أسانيده ثابتة ، وإن كان يوجد فيه قراءات شاذة ، لكن شذوذها لمخالفتها للرسم العثماني وليس لعدم صحة سندها ، فأما ما لم يصح سنده من القراءات فلا يجوز القراءة به مطلقاً بالإجماع.
المسألة الثانية : أن السنة النبوية فيها المتواتر ، وفيها الآحاد ، والعمل بما صح سنده واجب بحسبه ، سواء كان ذلك في العقائد أو في العمليات ، ولكن لا بد من البحث عن إسناد الحديث قبل البحث في دلالته على الحكم.
المسألة الثالثة : أن قول الشيخ وفقه الله (أن دلالة القرآن ظنية بالاتفاق) ليس على إطلاقه. بل فيه ما دلالته قطعية ، وفيه ما دلالته ظنية. وذلك أن دلالة اللفظ على المعنى تنقسم إلى ثلاثة أقسام :(1/1932)
1- النص ، وهو اللفظ الذي لا يحتمل غير معنى واحد ، أو هو اللفظ الصريح في معناه ، بحيث لا يتطرق احتمال في الدلالة على المعنى. مثل قوله تعالى :(فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة). فهذا نص في أن المقصود عشرة أيام تماماً ، ليست تسعة ولا أحد عشر.
2- الظاهر ، وهو اللفظ الذي دل على معنى واحد ، واحتمل معنى آخر احتمالاً مرجوحاً. مثل قوله تعالى:(وآتوا الزكاة). فالزكاة هنا تدل على المعنى الشرعي وهو الحق الشرعي الذي يجب في المال بشروطه ، ويحتمل أن تدل هنا على المعنى اللغوي للزكاة وهو النماء والزيادة ولكن دلالتها على المعنى الشرعي هنا أظهر من دلالتها على المعنى اللغوي.
3- المجمل ، وهو أن يحتمل اللفظ الدلالة على معنيين أو أكثر بلا ترجيح لمعنى على آخر. والمجمل يحتاج إلى بيان لكي يمكن العمل به. ومثال الإجمال في القرآن قوله تعالى :(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). فلفظ القرء متردد بين معنيين : الحيض والطهر بدون ترجح لأحدهما على الآخر ، فلا يزول ذلك الإجمال إلا بدليل يعين المراد ، ولهذا اختلف العلماء في المراد بالقرء في هذه الآية.
فهنا يا أخي أحمد يتبين أن القرآن دلالته قطعية إذا كان اللفظ نصاً في المعنى المراد ، و شبيهة بالقطعية إذا كان المعنى ظاهراً في المراد ، وظنية إذا كان اللفظ مجملاً.
فليست دلالة القرآن ظنية على كل حال بل الأمر فيه تفصيل.
ومن هنا يتبين معنى كلام الشيخ محمد الطرهوني حفظه الله ، حيث يرى الشيخ من خلال كلامه الذي نقلته أن العبد مكلف بما غلب على الظن ثبوته ، ولم يتعبد دائماً بما كان قطعي الثبوت ، بل كما قال ابن تيمية رحمه الله أن غالب العبادات يكفي فيها الظن الغالب ، ولا يشترط القطع.(1/1933)
ويستوي في النهاية ما عمله العبد بدليل قطعي مع ما عمله بدليل ظني ، إذ عمل بهما ، وإن كانا من حيث الثبوت ليسا سواء بدون شك ، فما ثبت بدليل قطعي مقدم على ما ثبت بدليل ظني.
وهذا معنى قوله :(والعمل إنما يكون بالدلالة لا بالثبوت ، فنحن نعتقد ونعمل بما نظن ولا نعتقد ونعمل بذات النص ، فإذا كان النص ثابتاً بطريقة ظنية أو بطريقة قطعية فلا يعنينا هذا ، وإنما يعنينا أن الجميع دلالته ظنية ، فإذاً نحن نعمل بالظن سواءٌ كان الثبوت قطعياً أم ظنياً).
وأظن عبارة الشيخ هنا مأخوذة من محاضرة له ، وكلام المحاضرات – في الغالب – قد يكون ارتجالاً ، فلا يكون محرراً أحياناً ، ويكون فيه تسامح في العبارات ، فليتنبه لهذا ، فكلام الشيخ واضح ، وإن كان فيه تجوز بسبب المقام.
أرجو أن يكون هذا الكلام واضحاً ولا يحتاج إلى شرح ، وإن لزم زيادة الإيضاح فعلنا ، والله الموفق. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أحمد الأزهري
04-24-2003, 06:29 PM
شيخنا الحبيب عبد الرحمن شكر الله لكم وجزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم..
الحمد لله المسألة الآن رسخت في ذهني وفهمت مقصد الشيخ حفظه الله، ما نقلته هو من محاضرة كما ذكرت سابقاً عن السنة ومكانتها وهي ضمن الدورة المفتوحة التي يعقدها الشيخ على الإنترنت في الحديث الشريف وعلومه. ونص المحاضرات موجود على موقعه أيضاً..على العموم أنا الحمد لله الآن فهمت قصد الشيخ وجزاكم الله خيراً على هذا الشرح الممتع
---
(1/1934)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين تفسير المنار ومجلة المنار؟
---
ما الفرق بين تفسير المنار ومجلة المنار؟
---
أحمد الماليزي
01-16-2007, 05:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني أعضاء الملتقى،
ما الفرق بين تفسير المنار للشيخ سيد محمد رشيد رضا ومجلة المنار؟ هل تفسير المنار كتب في ثنايا مجلة المنار؟ أم طبع في المطبوعة المستقلة عن المجلة؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا
---
محب الطبري
01-16-2007, 01:44 PM
سؤال وجيه يا أبا يوسف
الفرق بينهما كالفرق بين كتاب القبس( شرح الموطأ) وجريدة القبس- مع الفارق في المضمون-
ثم إني لا أدري من أيت جئت ب(سيد) لعله اختلط عليك مع سيد قطب رحم الله الجميع .
---
عبدالرحمن الشهري
01-20-2007, 10:51 AM
الأخ الكريم أحمد الماليزي رعاه الله
كان الشيخ محمد عبده يلقي درسه في التفسير ، ويقوم تلميذه محمد رشيد رضا رحمه الله بتلخيص الدرس وعرضه على الشيخ ثم ينشره في مجلة المنار التي يرأس تحريرها ، وبعد أن توفي الشيخ محمد عبده قام تلميذه بإكمال التفسير إلى نهاية سورة يوسف(1) فوافاه الأجل ولم يكمل التفسير .
فالمجلة هي السابقة واسمها مجلة المنار ، وقد اشتهر التفسير بتفسير المنار لأنه نشر ابتداء على حلقات في هذه المجلة وإلا فاسمه الذي سماه به المؤلف (تفسير القرآن الحكيم) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) المطبوع من التفسير في الهيئة المصرية للكتاب بلغ إلى تفسير الآية رقم 52 من سورة يوسف ، ولكن بقية تفسيره لسورة يوسف طبع مستقلاً .
---
د.يسري خضر
01-22-2007, 01:42 PM
الاخ العزيز المجلة اعيد تصويرها من سنوات في مصر لكن حزفوا التفسير وهي الان علي قرص الكتروني
---
الجعفري
01-22-2007, 04:40 PM(1/1935)
أشكر الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري (شيخ شيخي) على إجابته الشافية كما أعتب على بعض الأخوة في ردهم وأرجو أن تكون الردود تتسم بالحكمة والجد.
---
أحمد الماليزي
01-22-2007, 05:10 PM
د. يسري،
كيف يمكن أن أحصل على القرص الإلكتروني الذي ذكرته؟ وبكم يباع؟
الاخ العزيز المجلة اعيد تصويرها من سنوات في مصر لكن حزفوا التفسير وهي الان علي قرص الكتروني
---
د.يسري خضر
01-22-2007, 05:23 PM
اخي العزيز هو الان في مكتبات الاسطونات المدمجة وثمنه مئة ريال سعودي
---
المؤمن
01-24-2007, 09:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله
تفسير المنار غير مجلة المنار وكلاهما لللإمام السيد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ ،أما التفسير فإنه تناول القرآن بالبيان والتأويل ،وقد ضمّنه كثيرا مما تعلمه على يد شيخه محمد عبده ـ رحمه الله ـ وقضى الله ألا يَتم هذا التفسير العظيم ، أما مجلة المنار فكانت اللسان الناطق باسم المدرسة الإصلاحية ،تعالج قضايا الأمة ، اجتهد القائم عليها رشيد رضا أن يساير أحوال الأمة ويعيش مع كل طاريء من طوارئها ، ونحن جميعا نعلم ما كانت عليه الأمة انذاك من المد والجزر . وقد حوت المجلة على دراسات رصينة في مجالات شتى ، وصدرت فيها فتاوى كثيرة لأعيان المسائل . وكان الناس يتشوفون إليها في شتى بقاع الأرض شرقا وغربا .
هذا باختصار شأن هذين الموروثين العظيمين .
وكانت أمنية ابن باديس وصنوه البشير الإبراهيمي تتميم تفسير المنار ،ولكن عاجلتهما المنية دون تحقيق الأمنية،والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
أخوكم محمد نذير الجزائري متحصل على ماجستير في الدراسات القرآنية
---
أحمد الماليزي
01-25-2007, 10:51 AM
شكرًا أيها الإخوة، لقد أفدتموني بشيء يشفي غليلي.
فجزاكم الله خيرًا
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-25-2007, 11:49 AM
هو في التدمرية بـ 70 ريال، وقد نفذ ، وستأتيهم مجموعةمن الأقراص بعد اسبوع .
---(1/1936)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان : أقوال القاضي عياض في التفسير : عرضاً ودراسة
---
مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان : أقوال القاضي عياض في التفسير : عرضاً ودراسة
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 07:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف تناقش رسالة الدكتوراه التي تقدم بها زميلنا الكريم الشيخ سلطان بن عبدالله الجربوع المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم إلى قسم القرآن وعلومه بكلية اصول الدين بالرياض . وذلك يوم الثلاثاء 25/4/1427هـ بكلية أصول الدين .
عنوان الرسالة :
أقوال القاضي عياض في التفسير : عرضاً ودراسة
المشرف على الرسالة :
- أ.د.سليمان بن إبراهيم اللاحم - الأستاذ بجامعة القصيم .
نسأل الله للشيخ سلطان التوفيق والسداد ، وأن تكون عوناً له على طاعة الله .
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 12:57 AM
بفضل الله وتوفيقه حصل الزميل سلطان بن عبدالله الجربوع على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى بعد مناقشته هذا اليوم .
نبارك لأخينا الشيخ سلطان ، ونسأل الله له التوفيق والسداد .
الثلاثاء 25/4/1427هـ
---
أحمد البريدي
05-24-2006, 01:17 AM
مبروك للدكتور سلطان ,ونسأل الله له التوفيق والسداد
---
غانم الغانم
05-24-2006, 05:21 AM
أبارك للدكتور سلطان الجربوع على حصوله درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى وأسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين
---
أبومجاهدالعبيدي
05-24-2006, 06:09 AM
بارك الله للأخ الحبيب أبي عبدالله سلطان الجربوع ما حصل عليه
ونفع به ، وجعل ما حصل عوناً له على طاعة الرحمن.
---
د.عبدالرحمن اليوسف
05-24-2006, 07:41 AM
مبارك للدكتور سلطان حصوله على درجة الدكتوراه,وننتظر مشاركته العلمية في الملتقى،نفع الله بكم وبعلمكم.
---
ابن الجزيرة
05-24-2006, 10:16 AM(1/1937)
مبروك للشيخ سلطان نيله درجة الدكتوراة, ونسأل الله أن يجعلها عوناً على طاعته .
.
---
ناصر الدوسري
05-24-2006, 04:24 PM
أبارك للأخ الدكتور / سلطان الجربوع ، وأسأل الله عز وجل أن ينفعه وينفع به .
---
د. محمد السيد
05-24-2006, 08:44 PM
نحمدالله تعالى أن يسر لأخينا الدكتووور سلطان إتمام البحث ، ونبارك للنتيجة به ، وندعو الله تعالى أن يجعله مباركاً أينما كان ، وأن يوفقه لما يحب ويرضى .
---
(1/1938)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله.
---
سؤال عن عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله.
---
كادح
05-19-2004, 04:49 PM
في تفسير ابن كثير وغيره .. أكثر النقولات - عن غير الصحابة - من التابعين وأتباع التابعين ..
ولا تكاد تخلو صفحة إلا وفيها نقل عن مجاهد .. طاووس .. علي بن أبي طلحة .. قتادة .. الضحاك بن مزاحم .. عطية العوفي .. محمد بن عطية القرظي .. في آخرين ..
لكن عكرمة .. لم أجد من ساق له نسبا أو كنية .. حتى في ترجمته في البداية والنهاية لم يذكر إلا عكرمة هكذا .. فهل من فائدة حول نسبه؟!! ..
مشكورين ..
---
فيصل القلاف
05-19-2004, 07:09 PM
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته،
فهذه الخلاصة من كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في تقريب التهذيب.
عكرمة. أبو عبد الله. مولى ابن عباس. أصله بربري.
ثقة ثبت عالم بالتفسير.
لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا تثبت عنه بدعة.
من الثالثة [ أي الطبقة الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين ].
مات سنة أربع ومائة. وقيل: بعد ذلك.
ع [ أي أخرج له أصحاب الكتب الستة ].
انتهى.
ولعل في هذا كفاية إن شاء الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
05-19-2004, 10:06 PM
وهذا نقل فيه المزيد عن عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=389437
---
عبدالرحمن الشهري
07-17-2004, 08:43 PM
لم أتمكن من دخول الموقع الذي وضعه أبو مجاهد وفقه الله ، فهل يمكن نقل ما فيه إن كان فيه تفاصيل ؟
وأما عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله فقد عني العلماء قديماً بحاله ، وما قيل فيه جرحاً وتعديلاً. وقد صنف في الذب عنه جماعة من العلماء ومنهم :
- الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري .
- الإمام محمد بن نصر المروزي .
- وأبو عبدالله بن منده.
- وأبو حاتم بن حبان .(1/1939)
- والإمام أبو عمر يوسف بن عبدالبر الأندلسي وغيرهم.
وقد فقدت هذه المصنفات التي كتبت في الذب عنه ، ولكن الإمام الحافظ المنذري رحمه الله ، قد جمع جزءاً في عكرمة وما قيل فيه ، وقد حقق هذا الجزء ونشره الأستاذ الكريم نظام بن صالح اليعقوبي وفقه الله.
وأما أقوال من ضعف عكرمة فمدارها - كما قال ابن حجر - على ثلاثة أمور :
- رميه بالكذب.
- أنه يرى رأي الخوارج.
- أنه كان يقبل جوائز الأمراء.
فأما البدعة فإن ثبتت عليه فلا تضر حديثه لأنه لم يكن داعية ، مع أنها لم تثبت عليه.
وأما قبول الجوائز فلا يقدح فيه أيضاً إلا عند أهل التشديد ، وجمهور أهل العلم على الجواز كما صنف في ذلك ابن عبدالبر.
وأما التكذيب فقد بين ابن حجر ردها وحكى أقوال من قيلت عنه ، ورجح أنها لا تقدح في روايته.
وكل هذا ذكره ابن حجر في مقدمة فتح الباري 192
والعودة إلى الجزء الذي صنفه ابن المنذر تكشف حال عكرمة ، وفيه نقل طويل لكلام الإمام ابن جرير الطبري في عكرمة وتوثيقه ، ونقل لكلام الحافظ ابن عبدالبر في الذب عنه .
ولعل أحد الإخوة الكرام يتكرم بكتابة ما قاله ابن جرير فيه وما قاله ابن عبدالبر كذلك لتتضح الصورة إن شاء الله.
وذلك منشور في سلسلة (لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام ) رقم 8-21 والجزء المذكور هو رقم 14 من هذا المجلد بعنوان (جزء فيه ذكر حال عكرمة مولى عبدالله بن عباس وما قيل فيه - تخريج الإمام الحافظ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري (581-656هـ) رواية أبي القاسم عبيدالله بن الحافظ أبي عبدالله محمد بن عثمان بن علي بن سليمان الزرزاري عنه - اعتنى به نظام محمد صالح اليعقوبي - نشر دار البشائر الإسلامية.
وفقكم الله لكل خير.
---
المنصور
07-19-2004, 02:24 AM
للمنذري - المحدث المعروف - جزء في الكلام عن عكرمة وبيان حاله طبع قريباً ضمن سلسلة تصدر عن دار البشائر اسمها - فيما أظن - : لقاء العشر الأواخر في الحرم ، والله تعالى أعلم .
---(1/1940)
موراني
07-19-2004, 07:16 PM
أنظر الترجمة المفصلة لعكرمة ( وأصله من بربر المغرب)
عند المزي , ج 20 , ص 264 الى 292 .
وما جاء هناك من التراجم الأخرى في بداية الترجمة .
موراني
---
(1/1941)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قضايا مهمة في حياة الأمة
---
قضايا مهمة في حياة الأمة
---
عدنان البحيصي
03-12-2006, 02:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده، نؤمن به و نشكره لا نكفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونسأله الزيادة من كل خير، والمعافاة من كل شر، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ولن تجد له من دون الله ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً به وتوحيداً ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إيماناً به وتصديقاً تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار وعلى من سار على هديهم إلى يوم القرار وبعد:(1/1942)
إن ما تمر به الأمة اليوم من مصائب وشدائد وهزائم، إنما هو بسبب إبتعادها عن المنهل الصافي،والمعين الكافي عن كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، لذا كان لا بد لكل مسلم من وقفة إيمانية نحاسب فيها أنفسنا ، ونتحسس نقاط الضعف لكي نحاول محاولة الجاد المتوكل على الله أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله حالنا ، وكانت من ثمار مثل هذه الوقفات الإيمانية هذه الرسالة الموجزة التي تحمل في طياتها وبين سطورها كثيراً من القضايا المهمة التي غفل عنها الكثير من أبناء المسلمين اليوم ، وآثرت في كتابتها أن أنقل عن كبار العلماء المشهود لهم بالنصح للأمة ، وجعلت جل إعتمادي بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كلام شيخ الإسلام تقي الدين احمد بن تيمية الحراني، وتلميذه الإمام ابن القيم ، والشيخ المجدد المجاهد محمد بن عبد الوهاب_رحمهم الله جميعاً _ وضمنت في هذه الرسالة الموجزة ما يهم للمسلم أن يعرفه في خضم هذا البحر المتلاطم حتي يحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة،وأسميتها { قضايا مهمة في حياة الأمة }
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل كلماتي هذه خالصة لوجهه الكريم وأن يغفر لي الخطأ والزلل وهو أعلم بالعمل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بقلم:عدنان أحمد البحيصي
[line]
المبحث الأول
العبودية وواقعنا المعاصر
لا شك أيها الأحباب أن الله تعالى لم يخلق الإنسان عبثاً وإنما خلقه لغاية نبيلة ، ومهمة عظيمة، فقال تعالى :{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} الذاريات آية56
إذن فالغاية من خلق الجن والإنسان العبادة، والعبادة اسم جامع شامل لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة منها والباطنة، وحتي تكون العبادة مقبولة ينبغي أن يتوافر فيها شرطان هما:(1/1943)
1_ إخلاص النية لله تعالى لقول جل جلاله :{ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } البينة آية 5، وتكون إخلاص النية لله تعالى بتوجيه العمل لله تعالى ونسب الفضل له في أن وفق العبد لهذا العمل وعدم إرادة المخلوقين بهذا العمل.
2_اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } آل عمران آية 31
فلا يجوز مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ينفع اخلاص بغير اتباع، ولا ينفع اتباع بغير إخلاص.
ومعلوم أن العبودية لله توجب على العبد الإتصال الوثيق بالله تعالى، بحيث لا يرد العبد لله أمراً، بل تصبح نفسه نذراً لله تعالى، فهو يعيش لله ويمشي في الله ويذبح لله ويُقتل في سبيل الله مصداقاً لقوله تعالى:{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}الأنعام آية162، حياة متصلة بالله تبارك وتعالى.
إنها العبودية التي تُلزم العبد أن يقول :{ سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}البقرة آية285.
لا معني حقيقي للعبودية من غير: عبادة واستسلام وانقياد للمعبود وهو الله جل جلاله لا معبود بحق في الكون إلا هوتعالى .
إن العبد المسلم يستشف مظاهر هذه العبودية ويعبر عنها بالسجود للواحد الأحد ويعلمها علم اليقين عندما يدعو بآرئه تبارك وتعالى قائلاً :" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضائك"رواه أحمد.
انظر رحمك الله إلى معاني العبودية والإنقياد والاستسلام والإيمان بقضاء الله والتسليم بحكم الله.(1/1944)
ودعونا أيها الأحباب أن نعرج بكم قليلاً لنرى أمثلة من حياة الصحابة رضوان الله عليهم ، لنرى كيف كان الواحد منهم يطبق العبودية حق التطبيق،فهذا الصديق رضي الله عنه يخرج ماله كله في سبيل الله، وهذا عثمان رضي الله عنه يجهز جيش العسرة، وهذا عمرو بن الجموح يأبى أن يتخلف عن الجهاد وهو صاحب العذر قائلاً :"لأطئن بعرجتي هذه الجنة"، هكذا هم الرجال الذين عرفوا معني العبودية لله والأمثلة كثيرة تضيق عن الحصر.
إن العبودية لله أيها الأحباب تعني التجرد من هوى النفس ، بل جعل هذا الهوى موافقاً وتبعاً للشرع كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجميعن "رواه مسلم
إن العبودية ليست كلمة تلكوها الألسن فقط، إنما هي تطبيق واقعي وعملي، ما فائدة أن أقول أني عبد الله وقلبي معلق بشهوات زائلة،ما الفائدة أن أدعي العبودية لله تعالى_وهي شرف للعبد_ وحياتي مجردة من معاني الحب في الله ورجاء الله، وخشية الله والإستسلام لأمر الله.
ما الفائدة وأنا اجزع عند اول مصيبة وأول حادث ودعونا نقولها صريحة: إنه من تعلق قلبه بالدنيا كانت مصائب الدنيا أشد عليه من أن يصاب في دينه.
لقد تعلق شباب الأمة اليوم بالتوافه من الامور، تعلقوا بالمطرب الفلاني، والممثلة الفلانية، وبفريق الكرة الفلاني، وبعضهم قد تعلق بالمركز الفلاني، وبالمنصب الفلاني ، وغيرها.
ثم يأتي بعض هؤلاء مدعياً محبة الله تعالى وصدق من قال مخاطباً إياهم:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس شنيع
إن كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
إننا بحاجة اليوم إلى أن نجدد إيماننا، ليرضى ربنا عنا فيغير أحوالنا، فإذا أردنا فعلاً لمنهج الله أن يقوم فلا بد ان نقيمه أولاً في أنفسنا، كما قال الشيخ الشهيد سيد قطب رحمه الله :"(أقم دولة الإسلام في قلبك تقم على أرضك).
---
عدنان البحيصي
03-12-2006, 02:03 PM(1/1945)
المبحث الثاني
الإسلام والكفر
قال تعالى:{ قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} البقرة آية36
آية من كتاب الله تعالى تبين لنا حقيقة الصراع بين الإنسان والشيطان ، العدو الأول للإنسان الذي حدده الله لنا كعدو دائم، لنحذره ، لماذا؟ لأن تحديد العدو ضروري في الإنتصار عليه.، فمثله كمثل داء يصيب الإنسان، فيسعى الإنسان إلى تشخيصه ومعرفة ماهيته، لتحديد الدواء الناجح ، وهكذا العدو لا بد من تشخيصه لاستخدام الإسلحة المناسبة لقهر هذا العدو.
ومن هذه البداية، بداية الصراع بين الشيطان والإنسان ظهرت بداية الصراع بين الحق والباطل، حينما اختارت طائفة من البشر سبيل الشيطان، فانقسم البشر إلى قسمين: أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، وفي ذلك يقول الحق تعالى :{ الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً } النساء آية76
ولكن هل يشترط في أعضاء الحزب الشيطاني أن يعلنوا ولائهم الكامل والصريح للشيطان؟
إن حزب الشيطان هو كل من خرج عن منهج الله ودينه، وليس شرطاً أن يعلن أعضاء المحفل الشيطاني ولائهم الكامل، بل تجد منهم من يلعن الشيطان، ولكن حياته تسير وفق المنهج الشيطاني لا المنهج الرباني، فهو من حزب الشيطان وإن كان لا يعلم ولا يشعر.
إن المسألة مفهومة، فكل مبدأ ومنهج وعقيدة وطريق مخالف لمنهج الإسلام فهو طريق الشيطان، فإنما هي إحدى الطريقين، طريق الإيمان أوطريق الكفر ولا مرتبة بينهما، نعم هنالك صنف من البشر قد يوافق المنهج الشيطاني في أشياء ولا يوافقه غي أشياء أخرى، فهذا الصنف إن كان أصل العقيدة عنده صحيح فهو مسلم قد عميت بصيرته وتلزمه التوبة، فهو من حزب الشيطان منهجاً لا عقيدة، ويخشى عليه ان يصبح من حزب الشيطان منهجاً وعقيدةً، أما إن كان أصل العقيدة عنده فاسداً فهو من حزب الشيطان عقيدة ومنهجاً.(1/1946)
وكثير من الأمور يمر عليها المسلمون فلا يلقون لها بالاً مع أنها بالأهمية بمكان، ويحسن بنا في معركتنا مع الشيطان وحزبه أن نعرفها، وهي التي عبر عنها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بقوله (نوافض الإسلام العشرة) والتي سنذكرها بإذن الله رابطين إياها بحال المسلمين اليوم.
_قال الشيخ رحمه الله :( الناقض الأول من نواقض الإسلام العشرة: الشرك بالله تعالى قال تعالى:
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}النساء آية 116 ) .
واليوم نرى بعضاً ممن ينتسب إلى الإسلام يدعون غير الله، ويذبحون لغير الله ويستغيثون بغير الله، والبعض يدخل إلى قلبه الرياء وهذا نوع من الشرك، وكمثل أن يحب بعض الناس كحب الله يقول تعالى:{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله}البقرة آية165، وكذلك الإعتقاد بأن الموتى ينفعون الأحياء، والإعتقاد بالأوتاد والأغواث وغيرها وأنهم يقومون على حاجات الخلق، وكذلك سب الذات الإلهية، وشتم النبي صلى الله عليه وسلم فهذه كلها من الشرك بالله.
وكثير من هذه الأمور واقعة اليوم في بلاد المسلمين، نرى منهم من ينادي حسيناً، أو فاطمةً ، ومنهم من يذبح للقبور وغيرها ، فإن الأمة بحاجة إلى تصحيح عقيدتها والله المستعان.
_قال الشيخ رحمه الله:( الناقض الثاني من نواقض الإسلام العشرة: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعونهم ويسألونهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعاً ).(1/1947)
فبعض الناس يدعي أنه لا سبيل للوصول إلى مرضاة الله إلا عبر هذه الوسائط، ونترك بيان هذا للإمام ابن تيمية الذي يقول في رسالته القيمة "الواسطة بين الحق والخلق" :( إن أراد بذلك أن لابد من واسطة تبلغنا أمر الله فهذا حق، فإن الخلق لا يعلمون ما يحبه الله ويرضاه وما أمر به وما نهى عنه، وما أعده لأولياءه من كرامته، وما وعد به أعدائه من عذابه، ولا يعرفون ما يستحقه الله تعالى من أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي تعجز العقول عن معرفتها وامثال ذلك إلا بالرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى عباده)(1)
إذن فشيخ الإسلام يقرر أن الواسطة بهذا المعنى أمر شرعي لا بد منه، فإن الأنبياء هم المبلغون عن ربهم لشريعته، الداعين لوحدانيته وعبوديته.
بل يقول رحمه الله :( ومن أنكر هذه الوسائط فهو كافر بإجماع أهل الملل )(2)
ثم يبين رحمه الله تعالى المعنى غير الشرعي لمعنى الواسطة والذي ينقل من الملة فيقول :( فإن أراد بالواسطة أن لابد من واسطة في جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يكون واسطة في رزق العباد ونصرهم وهداهم يسالونه ذلك ويرجعون إليه فيه فهذا من أعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين )(3).
فشيخ الإسلام رحمه الله يوضح أن الوسائط تنقسم إلى حق وباطل، فأما الحق فهم الرسل الذين يبلغون الدين للعباد قال تعالى:{ يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس}الحج آية 75، أما الباطل فهو إتخاذ الوسائط واعتقاد النفع والضر بهم فهذا كفر أكبر يخرج من الملة.(1/1948)
_قال الشيخ رحمه الله:( الناقض الثالث من نواقض الإسلام العشرة:من لم يكفر المشركين او شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر)وهذا أمر جسيم وقع فيه بعض المسلمين اليوم، إذ نراهم يوادون النصارى واليهود معتقدين أنهم ليسوا بكفرة، محتجين على ذلك بأنهم من أهل الكتاب، والرد عليهم من كتاب الله، قال تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد}المائدة آية 73، وقال عز وجل :{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير} البقرة آية 120ونسمع أصواتاً تنادي بالتقريب بين الأديان، ومن وراء هذه الدعوات والأصوات الماسونية العالمية، التي تسعى من وراء ذلك أن تهدم عقيدة الولاء والبراء في نفوس شباب الأمة الإسلامية، حتى ينشأ ضائعاً بعيداً عن أمجاد أمته السابقة، ولا يسعى لإعادة هذه الأمجاد، فلا يخرج من الأمة مجاهد، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، فإن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، ولابد لنا أن نقف صفاً واحداً لإبطال هذه الدعوات والمؤامرات الخبيثة، والله المستعان، وعليه التكلان.
_قال الشيخ رحمه الله:( الناقض الرابع من نواقض الإسلام العشرة: من أعتقد ان هديه افضل من هديه صلى الله عليه وسلم، او أن حكمه أفضل من حكمه صلى الله عليه وسلم كالذي يفضل القوانين الوضعية عن قوانين رب العاليمن كفر إجماعاً)(1/1949)
فبعض الناس يصف شرع الله بأنه غير صالح للتطبيق في عصر الذرة والتقدم، ويصفونه بأنه رجعي او أنه وحشي، لأنه يقضي بقتل الزاني المحصن وقطع يد السارق، او أعتقد ان الإسلام عبادة فقد لا أنه نظام حياة كامل شامل كفر إجماعاً ونترك الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً موقف الشرع من أصحاب الإيمان الجزئي فيقول :( ذم الله الذين أوتوا الكتاب لما آمنوا بما خرج عن الرسالة وتفضيل الخارجين عن الرسالة على المؤمنين بها، كما يفعل ذلك بعض من يفضل الصابئة من الفلاسفة والدول الجاهلية_جاهلية الترك والديلم والعرب والفرس وغيرهم_ على المؤمنين بالله وكتابه ورسوله، كما ذم المدعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب و السنة ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله، كما يصيب ذلك كثيراً ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم،أو إلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك الترك وغيرهم، وإذا قيل لهم
[line]
(1) الواسطة بين الحق والخلق_الطبعة الثالثة_ص 8 طبعة المكتب الإسلامي.
(2) المصدر السابق صفحة 10
(3) المصدر السابق صفحة 11
[line]
تعالوا إلى كتاب الله وسنة رسوله أعرضوا عن ذلك إعراضا). (1)(1/1950)
وكثير من حكومات اليلاد الإسلامية لا تصرح بالإلحاد، ولا بالتحاكم إلى الطاغوت، ولكنها تفعله وهؤلاء الذين عناهم الله تعالى في قوله :{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا يما انزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا ليكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً} النساء آية 60 ، وهذه الطواغيت هي كل ما عبد من دون الله أو أُطيع في غير ما أحل الله، وكثير من الحكام يصرح بأنه يريد دولته:علمانية ، ومنهم من يدعو إلى مناهج وأنظمة منافية لبعض احكام الإسلام في الحلال وفي الحرام فتحرم ما أحل الله، وقد بين علماء الأمة لهم عدم جواز ذلك ولكنهم أصروا نسأل الله لهم الهداية.
_قال الشيخ رحمه الله :( الناقض الخامس من نواقض الإسلام العشرة: من أبغض شيئاً مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر والدليل قوله تعالى: { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم}محمد آية 9 )
فنرى بعض المنتسبين للإسلام يبغض بعض شرع الله كأن يكره أن يعطي بناته حقهن في الميراث، وكأن يكره أن يؤدي زكاة ماله فيعتبرها أتاوة أو ضريبة أو خراجاً، كما اعتقد بها مانعوها على عهد الصديق رضي الله عنه فقاتلهم على منعها، فالإسلام كل لا يتجزأ، فيجب على المسلم أن يقبل الإسلام كلاً متكاملاً، بجميع احكامه وجزيئاته، نسأل الله أن يجعلنا ممن يسمع ويطيع ويسلم أمره لله.(1/1951)
_قال الشيخ رحمه الله :( الناقض السادس من نواقض الإسلام العشرة: من استهزأ بشيء من دين الله ثوابه أو عقابه، أو آياته أو رسله كفر والدليل قوله تعالى: { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }التوبة آية 66،65 )فنرى أمة الإسلام إلا من رحم الله قد وقعت في الإستهزاء بالعلماء وطلبة العلم، ونرى بعض المنتسبين إلى الإسلام يصف الحجاب بأنه خيمة أو رجعية، ويصف شعائر الحج بأوصاف لا تليق، ونرى البعض يهزأ باللحى وأصحابها، وغير ذلك فليحذر هؤلاء أن تصيبهم نقمة من الله وعذاب أليم.
_قال الشيخ رحمه الله: ( الناقض السابع من نواقض الإسلام العشرة: السحر ومنه الصرف والعطف، والدليل قوله تعالى :{ وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}البقرة آية 102 )وكثير من المسلمين اليوم يذهب إلى السحرة والدجالين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم، هذا إن لم يصدقه، فإن صدقه "قثد كفر بما أنزل على محمد" والواجب على العلماء أن يقفوا في وجه السحرة متوكلين على الله في حربهم والتحذير منهم .(1/1952)
_قال الشيخ رحمه الله :(الناقض الثامن من نواقض الإسلام العشرة: مظاهرة المشركين ونصرهم على المسلمين فمن فعل ذلك أو رضي به فقد كفر قال تعالى :{ ومن يتولهم منكم فإنهم منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }المائدة الآية51 )وهذا ما وقع به حكام الأقطار الإسلامية من موالاة لدول الكفر ونصرهم على المسلمين مادياً ومعنوياً ، وتفضيل هؤلاء الكفرة وهم أهل الزيغ والفساد على المؤمنين وهم أهل الحق والرشاد، ففتحوا السجون للشباب المجاهد في سبيل الله، وهيئوا المعتقلات للعلماء والدعاة، ونصبوا المشانق لمن يأبى أن يقر حكم الطغاة، وهؤلاء الذين يظاهرون الكفار يصدق فيهم قوله تعالى :{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا،أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا}النساء آية 51
[line]
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية 12/339
[line]
_قال الشيخ رحمه الله: ( الناقض التاسع من نواقض الإسلام العشرة:من أعتقد أن في وسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام كفر إجماعاً والدليل قوله تعالى :{ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}آل عمران آية 85 ).
فبعض الناس يدعي أن وصل إلى مرحلة تسقط التكليفات عنه، زاعماً أنه وصل إلى مرحلة ما يسمى بالكشف،وهذا مشاهد عند بعض الدجالين، والجواب على هؤلاء: أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وأكرمهم على الله لم تسقط عنه التكليفات ، أفهذا المدعي خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قال أنه خير منه كفر بالإجماع لأنه بذلك خالف صريح القرآن وصريح السنة.
أما بخصوص عدم اتباع الخضر لشريعة موسى عليه السلام فالجواب على ذلك من وجهين:
1_أن موسى عليه السلام بعث إلى قومه خاصة والخضر لم يكن من بني إسرائيل.(1/1953)
2_أن الخضر عند بعض أهل العلم نبي مستدلين بقوله تعالى :{ وما فعلته عن أمري}الكهف آية82 .
قال الشيخ رحمه الله :( الناقض العاشر والأخير من نواقض الإسلام العشرة:من أعرض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى :{ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون }السجدة آية22 ).
والمقصود بالعلم هنا علم ما لا يُعذر المسلم بجهله كعلم التوحيد، ولا يشترط في علم التوحيد معرفة العامة للرد على الخصوم ودحض حججهم فهذا علم لا يستطيعه الكل، إنما المقصود تثبيت العقيدة الصحيحة، وما هو معلوم بالدين بالضرورة كفرائض الإسلام وكأركان الإيمان.
ويدخل في هذا الناقض كل من حارب وصد عن درس العلم لقوله تعالى :{ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}البقرة آية 114
ثم يقول الشيخ رحمه الله :( ولا فرق في جميع هذه النواقض سواء الهازل منها والجاد إلا المكره)
وذلك لقوله تعالى :{ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }النحل آية 106.
فيا أبناء الإسلام، الحذر الحذر من هذه النواقض، ابتعدوا عنها وبينوها لمجتمعاتكم حتى يحذروا منها، وأبدؤا بأهليكم لقوله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } التحريم آية 6
هذا والله أعلم وأحكم وعليه التكلان وهو المستعان
---
عدنان البحيصي
03-12-2006, 02:07 PM
[line]
المبحث الثالث
العواصم(1/1954)
إن ما تمر به الأمة اليوم من فتن أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :" بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " رواه مسلم، ليحثنا أن نحصن أنفسنا من مداخل الشيطان، والكيس الفطن من تحصن بحصن الله المنيع، وجميل بنا أن نتذكر هذه العواصم، { فإن الذكرى تنفع المؤمنين } الذاريات آية 55، وحتي ننتصر في معركتنا مع الشيطان نذكر طرفاً من هذه العواصم:
1_ الإعتصام بالكتاب والسنة علماً وعملاً: فنحذر ونُحذر من كل صوت ومن كل مبدأ يناهض الإسلام، ونجاهد أتباعه جهاداً عظيماً ، مع إخلاص نية لله تعالى وقصده في جميع الأفعال والأقوال والأحوال، واضعين نصب أعيننا أنه لابد للعلم من عمل كما قال علي رضي الله عنه :( هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ).
2_مجاهدة أعداء الله : فكراً وأشخاصاً واهدافاً، ولو كان في ذلك إزهاق الروح وإهلاك النفس، لأن القتل في سبيل الله من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى قال عز وجل :{ إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم } التوبة آية 111
وأنظر رحمك الله إلى عظيم كرم الله فأنفساً هو خلقها، وأموالاً هو رزقها، ثم أودع تلك الأرواح في أجساد العباد، وأجرى تلك الاموال في أيديهم، ثم أشتراها منهم بأغلى الأثمان ، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.(1/1955)
3_الصبر على الإبتلاء: فبما أنك أخي الحبيب قبلت أن تكون من جند الرحمن فلا شك أن أولياء الشيطان سيناصبوك العداء، وقد يكتب الله تعالى لك السجن والتعذيب والتشريد والقتل، فيجب عليك أن تتحصن بالصبر، يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم سيد الصابرين: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " رواه مسلم.
4_الدعاء: ذلك السلاح الذي غفل عنه الكثير من المسلمين اليوم، والله تعالى يقول : { قال ربكم أدعوني استجب لكم } ولله در القائل :
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنو آدم حين يُسأل يغضب
فيجب علينا أن نتسلح بهذا السلاح الثمين، ونكثر منه في السجود لقول النبي صلى الله عليه
وسلم :" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء" رواه مسلم
وكذلك في الثلث الأخير من الليل كما يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" متفق عليه
5 _الحرص على الاخوة في الله: فالمسلم قليل بنفسه كثير بإخوانه، فالأخ في الله ينصحك ويرشدك ، والأخوة في الله شأنها و عاقبتها من ديننا عظيمة، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :" قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء" رواه الترمذي والحديث صحيح، كما أن المسلم يتقوى على العبادة مع إخوانه، ويتقوى على الصبر عند الشدائد، فأحرصوا على الاخوة في الله بارك الله فيكم .
[line]
المبحث الرابع
الصوفية
إذا كانت الصوفية تعني الزهد في الدنيا، والإنصراف إلى الآخرة، وتهذيب النفس، ، فإن هذا المعنى جميل ومحبوب بشرط أن لا يفضي ذلك إلى تحريم حلال ورهبانية ما أنزل الله بها من سلطان.(1/1956)
نعم لقد دخل إلى الزهد في العصور المتأخرة ما ليس فيه من بدع ومنكرات وغيرها، واختلف الناس في الصوفية لكن شيخ الإسلام ابن القيم اوضح ذلك في كتابه القيم "مدارج السالكين" حيث قال رحمه الله :( وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس :-
إحداهما:حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملاتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات، وأنكروها غاية الإنكار،وأساءوا الظن بهم مطلقاً وهذا عدوان وإسراف فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها.
والطائفة الثانية : حجبوا بما رأوه من محاسن القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها فسحبوا عليها ذيل المحاسن وأجروا عليها حكم
القبول والإنتصار لها واستظهروا بها في سلوكهم وهؤلاء أيضاً معتدون مفرطون.
والطائفة الثالثة وهم أهل العدل والإنصاف الذين أعطوا كل ذي حق حقه وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول ولا للمعلول بحكم الصحيح بل قبلوا ما يُقبل وردوا ما يُرد) (1)
وتأكيداً لهذا المنهج القويم الذي سلكه ابن القيم رحمه الله سنذكر طائفة من كبار الصوفية وقول العلماء فيهم حتى يتبين لنا أنه ليس كل من نُسب إلى الصوفية متروك وفاسد العقيدة كما يتوهم البعض وهؤلاء هم :
1_إبراهيم بن أدهم: الذي أطلق عليه "شيخ الصوفية" قال عنه يحيى ابن معين :( عابد ثقة)(2)
وقال عنه ابن تيمية :( أما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم.....)(3)
2_الفضيل بن عياض: قال عنه ابن تيمية رحمه الله :( سيد المسلمين في وقته )(4) وقد أكثر في مدحه في اكثر من موضع.
3_بشر بن الحارث الحافي الملقب "معلم الزهد" قال عنه أبو حاتم مع تشدده البالغ :( ثقة مرضي)(5)(1/1957)
كما أنه ورد عنه وقفته مع الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله خلال محنة خلق القرآن ذكر ذلك ابن الجوزي في حديثه عن مناقب الإمام أحمد بن حنبل
4_الجنيد: قال عنه ابن تيمية رحمه الله : ( والجنيد وأمثاله أئمة هدى )(6) وأكثر ابن تيمية في مدحه في أكثر من موضع من كتبه
[line]
(1)مدراج السالكين 2\39\370
(2)تهذيب التهذيب 1\102
(3)مجموع فتاوى ابن تيمية 10\516
(4)سماع الصوفية مطبوع ضمن مجموعة رسائل بعنوان الجامع الفرية ص 677
(5) الجرح والتعديل لإبن أبي حاتم ج 1 ق 1 ص 356
(6)مجموع فتاوى ابن تيمية 5\4941
[line]
_عبد القادر الكيلاني :قال عنه ابن تيمية رحمه الله :( من أعظم مشايخ زمانهم أمراً بالتزام الشرع والامر والنهي وتقديمه على الذوق،والقدر ومن أعظم المشايخ أمراً بترك الهوى والإرادة النفسية ) (1)
وقال عنه ابن القيم :( الشيخ العارف القدوة)(2)
أما الحلاج وابن عربي وابن الفارض فهم أئمة ضلالة وإن نُسبوا إلى الصوفية والزهد فالإسلام والزهد منهم براء،فهاهم أئمة هدى نُسبوا إلى الصوفية وهاهم أئمة ضلالة قد نُسبوا إلى الصوفية فكيف السبيل لمعرفة من هو على خير من الصوفية ومن هو مبتدع ضال؟
خاصة أن لفظ الصوفية لا يستطاع اليوم محوه وإزالته.
لنا في تصنيف شيخ الإسلام ابن تيمية لهم إجابة شافية وقد قسمهم رحمه الله إلى ثلاثة أنواع:
الأولى ـ صوفية الحقائق : وهم ثلاثة أنواع:
1 ـ وهم قوم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم فمنهم السابق المقرب بحسب اجتهاده ومنهم من هو دون ذلك _وهم صوفية أهل السنة والجماعة_.
2 ـ قوم تكلموا في خصائص الإيمان والدين خلطوا بعض الحق بشركيات وبدع وروايات باطلة وسلوك مخالف للسنة_ وهم صوفية المبتدعة_.
3 ـ أصحاب الحلول والاتحاد على شاكلة الحلاج وابن عربي وابن الفارض وهؤلاء أكفر من اليهود والنصارى._وهم الخارجين عن الملة_(1/1958)
الثانية ـ صوفية الأرزاق : وهم الذين يستفدون من دخل الأوقاف الموقوفة على الصوفية فحسب فلا يشترط في هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق_وهم التاركون للسعي على الرزق وقد يقعوا في بعض المبتدعات.
الثالثة ـ صوفية الرسم : وهم المقتصرون على النسبة إلى الصوفية فاهتمامهم منحصر في اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك.أ.هـ بقليل من الإيضاح
فلا حرج من الزهد والتقرب إلى الله تعالى والعمل على تهذيب النفس وتنقيتها من شوائبها، وإنما أوردت هذه الكلمات حتى نستبين سبيل الرشاد ولا نقع فيما وقع به بعض أهل الضلال والفساد، ونجعل زهدنا وفق كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
[line]
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية 10\488
(2) مدارج السالكين 1\197
[line]
المبحث الخامس
كتب نافعة
وهذه كتب نافعة قد إخترتها وارتضيتها لنفسي ولك إليك بعضها:
1_ كتب ابن تيمية:العقيدة الواسطية، الوصية الكبرى في العقيدة والدعوة للمسلمين جماعات وأفرادا، الواسطة بين الحق والخلق،العبودية، مجموع فتاوى ابن تيمية ، وغيرها من كتبه النافعة
2_الطحاوية وشرحها لأبن أبي العز الحنفي
3_كتب ابن القيم: مدارج السالكين،عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين،زاد المعاد وغيرها من كتبه القيمة.
4_كتب محمد بن عبد الوهاب: التوحيد،مسائل الجاهلية ، وغيرها
5_فتح الباري شرح صحيح البخاري لإبن حجر العسقلاني
6_شرح النووي لمسلم
7_ كتاب أداب النفوس للحارث المحاسبي
8_كتب د.عدنان النحوي (التوحيد وواقعنا المعاصر وغيره)
9_ ماذا يعني إنتمائي للإسلام فتحي يكن
10_تفسير ابن كثير
11_فتح القدير في التفسير للشوكاني
12_في ظلال القرآن لسيد قطب ومعالم في الطريق لسيد قطب
13_تفسير الطبري
14_الجهاد لابن المبارك
15_الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
16_الأربعين النووية للنووي
17_غياث الأمم في إلتياث الظلم للإمام الجويني
18_جماع العلم للإمام الشافعي
19_فتوح الشام للواقدي(1/1959)
20_القول المفيد في حكم التقليد للشوكاني
21_فقه الإجراءات والمرافعات للدكتور عبد الله عزام
22_إتحاف العباد بفضائل الجهاد لعبد الله عزام
23_مفردات ألفاظ القرآن الكريم للراغب الأصفهاني
24_شرح ألفية ابن مالك لابن عقيل
[line]
مراجع الرسالة الموجزة
1_القرآن الكريم
2_كتب الحديث(البخاري، مسلم ، سنن الترمذي، مسند الإمام أحمد)
3_ العبودية لابن تيمية
4_الواسطة بين الحق والخلق لابن تيمية
5_مدارج السالكين لابن القيم
6_ مجموع فتاوى ابن تيمية
7_مسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب
---
عدنان البحيصي
03-14-2006, 08:57 AM
هذه الرسالة منشورة في مكتبة مشكاة الإلكترونية
---
وحي القلم
03-14-2006, 09:29 PM
جزاكم الله خيراً ونفعكم ونفع بكم
---
عدنان البحيصي
03-15-2006, 01:56 PM
جزاكم الله خيراً ونفعكم ونفع بكم
بارك الله فيكم ولكم بمثل ما دعوتم أخي الحبيب
---
عدنان البحيصي
07-21-2006, 11:14 AM
بارك الله فيكم
---
أبو محمد نائل
08-04-2006, 08:04 AM
ما شاء الله ، بارك الله لك وأعانك وشكر الله لك .
---
عدنان البحيصي
08-08-2006, 10:09 AM
بارك الله فيك أخي نائل وحماكم الله وحمى القدس الشريف
سررت بمرورك الطيب
---
عدنان البحيصي
10-01-2006, 02:05 PM
بارك الله فيكم
---
(1/1960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعراب القرآن
---
إعراب القرآن
---
معمر العمري
05-21-2006, 10:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حلقتنا القادمة , الثلاثاء 25/ 4 , ستكون بإذن الله تعالى عن ( إعراب القرآن )
مع فضيلة الشيخ بدر بن ناصرالبدر
الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه , بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
---
مساعد الطيار
05-22-2006, 05:21 PM
وفقك الله يا معمر ، وكتب جهودك والعاملين معك في ميزان حسناتكم يوم ان تلقوه ، ولا حرمنا أجركم .
---
معمر العمري
05-23-2006, 01:24 AM
حياكم الله أبا عبدالملك , وأشكر لكم التكرم بالتعقيب هنا , ولو لم أستفد من برنامجي هذا إلا القرب والتعرف والاستفادة من أمثالكم لكفى , فنعم العمل عمل يعايش المرء من خلاله أهل العلم والفضل , ولازلت وفريق العلم والمشاهدين في انتظار إبداعاتكم من خلال حلقاتكم القادمة , بإذن الله .
ـــــــــــــــــــــ
معمرالعمري
محاضر بالكلية الأمنية
مقدم ومعد بقناة المجد
باحث دكتوراة بجامعة الإمام
---
الزياني
05-23-2006, 05:24 PM
جزاكم الله خيرا على اعلانك لبرنامجكم الرائع ( مبادئ العلوم ) .
أسأل الله أن يوفقك وجميع العاملين .
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
05-23-2006, 05:58 PM
جزاك الله خيرا أخي معمر ، و شكر الله لكم على جهودكم المباركة .
---
معمر العمري
05-23-2006, 09:56 PM
الأخوين الكريمين ؛ الزياني , وأبوعبدالرحمن العتيبي جزاكما الله خيرا , وأشرف بتوجيهاتكما , وجميع أعضاء هذا المنتدى المبارك .
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 12:54 AM(1/1961)
شكر الله لكم هذا البرنامج الماتع ، وقد استفدت من الشيخ الكريم الدكتور بدر بن ناصر البدر ومما طرحه في هذه الحلقة عن إعراب القرآن ، والقواعد التي يجب على المعرب الالتزام بها في إعرابه للقرآن ، ونشأة هذا العلم ، وأهم المؤلفات فيه ، والقيمة العلمية لها . وهذه الحلقة تذكرة للمنتهي ، وتبصرة للمبتدي فزادكم الله أخي معمر توفيقاً ، وبارك الله في الدكتور بدر البدر وفي علمه .
ومما ذكر من فوائد الحلقة في قواعد إعراب القرآن أنه يجب على معرب القرآن مراعاة ما يأتي :
1- أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه ، مفرداً أو مركباً قبل الإعراب . وقد أشار ابن هشام الأنصاري في (مغني اللبيب 2/527-529) إلى أنه قد زلت أقدام كثير من المعربين راعوا في الإعراب ظاهر اللفظ ، ولم ينظروا في موجب المعنى . ومن ذلك قوله تعالى :(أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء)[هود 87] . فإنه يتبادر إلى الذهن عطف (أن نفعل) على (أن نترك) ، وذلك باطل ؛ لأنه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاؤون ، وإنما هو عطف على (ما) فهو معمول للترك. والمعنى : أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء.
2- أن يراعي ما تقتضيه الصناعة النحوية ، وأن يكون على دراية كافية بقواعد النحو والصرف ، والأسلوب الأفصح المعروف عند العرب .
3- أن يتجنب التأويلات البعيدة ، والأوجه الضعيفة ، واللغات الشاذة ، ويكون إعرابه على الوجه الأقوى والأقرب والأفصح .
4- أن يراعي رسم المصحف ، وذكر مثالاً على ذلك خطأ من زعم أن معنى (سلسبيلا) أي : سَلْ سبيلاً ، لمخالفة ذلك للرسم.
5- أن لا يخرج الإعراب على خلاف الأصل ، أو خلاف الظاهر بغير مقتضٍ.
6- أن يتجنب إطلاق لفظ الزائد في كتاب الله ، فإن الزائد قد يفهم منه أنه لا معنى له ، وكتاب الله منزه عن ذلك ، ولذا فر بعضهم إلى التعبير بالصلة والتأكيد .(1/1962)
7- التأمل والتدبر عند ورود المشتبهات ، حتى لا يذهب به الوهم والظن بعيداً في الإعراب ، ويتأكد من المعنى الصحيح للآية ومن ثم يعربها بعد ذلك.
---
(1/1963)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الاعجاز العلمى بين الحقيقة والوهم
---
الاعجاز العلمى بين الحقيقة والوهم
---
احمد محمد فتحى
10-28-2004, 07:11 AM
هذا الكتاب يبتغى به وجة الله
ومن اراد التعليق مشكور
---
جمال حسني الشرباتي
10-30-2004, 03:48 AM
لم أقرأ الكتاب
ولكني لست مع الإعجاز العلمي مطلقا؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-30-2004, 09:24 AM
بارك الله فيك أخي الكريم أحمد فتحي على نيتك الصادقة ، وجهدك الموفق . وأستأذنك فقد وجدت الملف المرفق عبارة عن محادثة (مسنجر) أو نحوها في المقدمة ، كتبت بأسلوب الحديث العادي ، مع اشتمالها على أخطاء. فآثرت الاقتصار على بحث الدكتور سعاد يلدرم المرفق . ولم أتمكن من قراءته كاملاً ، فأرجو من المشايخ الكرام التعليق.
وأما قضية قبول التفسير العلمي أو رفضه ، فهي قضية تناقش بالعلم والحجة والدليل ، وقبل ذلك كله بالأدب وحسن الخلق ، وأما الرفض مطلقاً بدون سبب فهذا يحسنه كل أحد.
---
جمال حسني الشرباتي
10-30-2004, 01:36 PM
الأخ المشرف
كان قولي مقدمة ليقال لي لماذا لا تقبل
ولا أظن أني أسأت الادب
وإذا كنت كمشرف غير قابل بي فاخبرني
---
د. هشام عزمي
10-30-2004, 03:39 PM
جزاك الله خيرًا يا شيخنا الكريم عبد الرحمن الشهري على تنقيح الملف و جزى الأخ الفاضل أحمد فتحي على جهده المشكور .
الأخ الفاضل الشرباتي المقدسي ، حللت أهلاً و نزلت سهلاً في ملتقى اهل التفسير بين أهلك و إخوانك :) ، و أرجو أن تتعلم و تستفيد من الملتقى كما نفعل جميعًا : نقرأ و نستوعب و لا نعلق إلا بغرض الاستزادة لا المجادلة .
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع و قلب لا يخشع !
---
جمال حسني الشرباتي
10-30-2004, 07:10 PM
دكتور هشام
أنت أخ عزيز وكان لي تواصل لطيف معك
وأشكرك على ترحيبك المتحفظ بي(1/1964)
وأنا شخص مفكر وعندي إطلاع وستجد عندي نظرة ثاقبة للأمور
كما اني متعلم لا ارفض العلم المبني على الدليل
ولي موقف بالنسبة للإعجاز ومن الممكن أن نتناقش فيه
ولم يسألني احد حتى الآن عنه
---
احمد محمد فتحى
10-30-2004, 09:30 PM
اخى الكريم
قل لى لماذا هذا الحذف او التغير لنتفق علية لنتفق عليه
اولا
وما يمكن ان نتفق علية ما المانع منه اما ان تغير من تلقاء نفسك فهذا امر لا اقرك علية
فهل انت موافق على عدم هذا الاقرار
لك التعليق مع شكرى
---
جمال حسني الشرباتي
10-31-2004, 03:15 AM
الأخ المشرف الشهري
إطلعت إطلاعا سريعا على ملفك--وأجده له قيمة ويستحق مناقشة متأنية في هذا المنتدى المبارك
وسوف أقوم بطباعته لأني لا أطيق القراءة كثيرا من على الشاشة
وإلى أن يحصل ذلك أرجو أن تسمح لي بالتفريق بين تفسير علمي لآية وبين القول بالإعجاز العلمي
نعم هناك آيات لها مدلولات في مجال العلوم الطبيعية ولكن لم يكن هذا وجه الإعجاز والتحدي للعرب
إذ العرب أنذاك كانوا أهل بلاغة وفصاحة لا أهل علوم طبيعية
إذا كيف يتحداهم فيما لا يعرفون؟؟؟
---
احمد محمد فتحى
10-31-2004, 05:12 AM
اخيك
واجو ذكر سبب التغيير
لكم التعليق مع شكرى
---
جمال حسني الشرباتي
10-31-2004, 06:05 AM
الأخ أحمد فتحي
عندي إقتراح بسيط بعد إطلاعي السريع على ملفك
هو أن تلخص موقفك في مشاركة وتنتظر من الأخوة التعقيب عليها
ما رأيك؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
10-31-2004, 04:35 PM
حياكم الله جميعاً ، وأعتذر عن التعديل أخي أحمد ، ولكنني لم أحذف شيئاً مهماً . والوقت يضيق عن مشاركتي حالياً لكن لا تغضب علينا فما أردتُ إلا الفائدة للجميع ، وللحديث بقية.
وأما أخي الكريم جمال فليتفضل بما عنده نفع الله به.
---
جمال حسني الشرباتي
10-31-2004, 05:24 PM
السلام عليكم
إن المعجزة أمر خارق للعادة ومعجزة الرسول عليه الصلاة والسلام هي القرآن وهي دليل نبوته(1/1965)
وهي التي تحدى بها العرب فعجزوا واستسلموا وقالوا أقوالا تشير إلى عجزهم عن الإتيان بمثله من حيث البلاغة والبيان لا من حيث العلوم والأخبار
1-إن التحدي الذى تحدى به الله العرب كان بما يتقنون وهو اللغة والفصاحة والبلاغة
2-إن العلوم الطبيعية ليست مما يعرفه العرب آنذاك فلا يمكن ان يتحداهم بما لا يعرفون
3-إن الإعجاز العلمي كما يقولون واقع في آيات معدودات فما القول في أيات ليس فيها من العلوم الطبيعية شيئا
4-إن العلوم الطبيعية ليست قطعية ودائمة التغير والتبدل والقران الكريم قطعي من عند الله
ولا يستخدم الظني دليلا لإثبات القطعي
5-إن العلوم في تغيرها المستمر يجعل ما فسرناه على أنه علم يتفق مع نظرية قيلت لا يصلح مع تغير النظرية
أذكر أنه لما كانت الذرة لا تنقسم كان يقول البعض ها هو القران قد أشار إلى ذلك في قوله تعالى ((ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره))---ولما انقسمت الذرة بهتوا
6-إن بعض الايات تتعارض ظاهرا مع بعض النظريات العلمية قال تعالى ((والشمس تجري لمستقر لها))--أو قوله ((يا نار كوني بردا وسلاما)) ولا مانع من تفسيرها لا على اساس علمي
أي بدون محاولة تفصيل نظرية علمية لها
7-إن ما ورد من آيات قيل أن فيها بعض العلوم الطبيعية قليل جدا لا يشكل مدعاة لفخر أمام كافر ندعوه للإسلام لأن ما لديه من علوم أوسع واكبر وادق من إشارات وردت في القرآن
وحتى لا أطيل أكتفي منتظرا تعقيبكم
---
ابن العربي
11-01-2004, 01:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أقوال العلماء في تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية
السؤال : ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ ومامدى مشروعية ربط آيات القرآن
ببعض الامور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل ؟؟
الجواب : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض(1/1966)
كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة
دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول
الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها .
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) على
دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات
علمية وانما هي ظنيات أو وهميات وخيالات .
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها اصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما
فيها من القول على الله بلا علم .
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
.
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود
عبد الله بن غديان
عبد الرزاق عفيفي
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة : 4\145.
فتاوى العلماء الأكابر في حكم تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية
أقوال العلماء في تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية
السؤال : ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ ومامدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الامور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل ؟؟
الجواب : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها .(1/1967)
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وانما هي ظنيات أو وهميات وخيالات .
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها اصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم .
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود
عبد الله بن غديان
عبد الرزاق عفيفي
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة : 4\145.
هذا قول العلامه الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين
49ـ سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين : هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله:
تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر،(1/1968)
ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى:( )يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33)
لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: : ()كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)( الرحمن الايات 26 - 28 )
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟(1/1969)
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع : كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله .
هذا قول العلامه الفقيه صالح بن فوزان الفوزان
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان :
(( حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة .)).
..تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة [ العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23 ، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير :
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة ،وأنه تفسيرٌ باطلٌ ..
.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن ..إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم : ( من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار .)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه .
هذا قول الشيخ العلامه سعد الحصين
وقال الشيخ / سعد الحصين حفظه الله :(1/1970)
ولعل أول من وقع في شبهة الاعجاز العلمي في القرآن هو : الغزالي (ت 505 هـ ) في ( احيائه ) اذ إدعى أن اللقرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم ، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات بإدعائه أن لكل كلمة ظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا ، وفي كتابه ( جواهر القرآن ) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أوالفنون الدنيوية .
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام ؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي ، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بلة ثم استفحل الامر فجاء ابن ابي الفضل المرسي (655) فاستخرج الهندسة من قوله تعالى (انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب ) والجبر والمقابلة من الحروف في اوائل السور مثلا ....
والسلام عليكم ورحمة الله وباركاته
منقول
---
احمد محمد فتحى
11-01-2004, 02:14 PM
ليست هناك ما يسمى بقواعد المتفق عليها
بين من يقولم بالاعجاز العلمى
حتى نقول اننا قد وصلنا الى اعجاز فى هذة الاية ام لا
بل ان اغلب التعريفات العلمة البيسطة لم يصل اليها العلم
لكم التعليق مع شكرى
---
عبدالرحمن الشهري
11-01-2004, 05:06 PM
أشكر للجميع مشاركته .
هذا الموضوع قد أشبع بحثاً في الملتقى منذ مدة ، بكلام محرر ، وأدلة مطولة ، ومناقشات مقنعة ، شارك فيه الدكتورمساعد الطيار ، وغيره ، فأرجو مراجعةما سبق كتابته .
الأخوان : أحمد فتحي ، وجمال الشرباتي أشكركما على مشاركتكما معنا ، وأرجو تحرير المشاركات علمياً قبل اعتمادها ، فهذا موقع علمي يقرأه المتخصصون ، فلا يصلح فيه الكلام المهلهل ، ولا الخواطر السانحة التي لا تستند إلى علم ولا دليل. أرجو العناية بذلك كثيراً ، لأنه يخيب ظني كثيراً عندما أرى العناوين البراقة ، ثم أدخل إلى المشاركة ، فإذا هي لا تفي بالعنوان ، ولا تعبر عنه تعبيراً صحيحاً.(1/1971)
ونحن هذه الأيام مشغولون بعض الشيء ، غير أنه يوشك أن نعود إلى ما لا يتناسب مع الطرح العلمي في الموقع بالتهذيب والتشذيب ، حتى لا يبقى إلا ما ينفع طلاب العلم على وجه يرضي طالب العلم الجاد إن شاء الله . فأرجو إعانة المشرفين على الملتقى على هذا ، وأسأل الله لكم التوفيق.
---
جمال أبو حسان
04-12-2005, 08:44 AM
انصح بقراءة ما كتبه استاذنا العلامة فضل عباس حول الاعجاز اعلمي في كتابه اعجاز القران فانه ان شاء الله تعالى مفيد وجديد
---
الجندى
04-12-2005, 08:08 PM
موضوع ذا صلة :
هل هناك اعجاز علمى فى القرآن ؟ (http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=371)
---
(1/1972)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد نبذة يسيرة عن تفسير ابن عطية
---
أريد نبذة يسيرة عن تفسير ابن عطية
---
النعيمي
08-05-2004, 03:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وودت أن أعرف قليلاً عن تفسير ابن عطية وصاحبة،، وما هي أهمية تفسيره؟
وكيف فسر ابن عطية القرآن؟ أقصد منهجة في ذلك؟
وهل ينصح بقرائته والإطلاع عليه... وبالضبط أين تكمن أهمية تفسير ابن عطيه؟
وما هو التفسير الذي يضاهي تفسير ابن عطيه او يسبقه في مجاله..
وما هي أفضل دور النشر التي نشرت تفسيره؟
وجزاكم الله خيراً...
---
أبومجاهدالعبيدي
08-05-2004, 03:22 PM
افتح هنا ابن عطية ومنهجه في التفسير (http://www.islamweb.net/php/php_arabic/readArt.php?lang=A&id=38372) ففيه شيء من الجواب عن سؤالك وفقك الله
وتفسير ابن عطية من أمات كتب التفسير ، ومصادرها المعتبرة
وقد كتبت عنه عدة بحوث ، وسجلت اختياراته في التفسير في رسالة علمية للدكتوراه .
وطبع عدة طبعات ، من أشهرها طبعة وزارة الشؤون الإسلامية بقطر بتحقيق عبدالله الأنصاري والسيدعبدالعال إبراهيم ، وعلى هذه الطبعة ملحوظات كثيرة
وطبع في المغرب بتحقيق المجلس العلمي بفاس
وله طبعة محققة جيدة إلا أنها ناقصة ، ولم يصدر منها إلا جزءان فيما أعلم .
---
النعيمي
08-06-2004, 01:19 PM
جزاك الله خيراً...
فلقد استفت كثيراً من المقال،،، إضافة الى مجموع المقالات الآخرى....
وكنت وجدت منذ اسابيع الوجيز لابن عطية،،، وكانت هناك طبعتان:
الأولى: خمس مجلدات
والثانية: حوالي 18 مجلد
فاستغربت لذلك...
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
---
مساعد الطيار
08-06-2004, 02:37 PM
الأخ الكريم
هذه بعض أفكار في منهج ابن عطية وكتابه المحرر الوجيز .
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز(1/1973)
لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ( ت : 542 )
ـ قصد أن يكون جامعًا وجيزًا .
ـ لا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به .
ـ أثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم .
ـ إذا وقع من العلماء ما يكون منحاه من القول الباطن نبَّه عليه .
ـ سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية : من حكم أو نحو أو لغة ، أو معنى ، أو قراءة .
ـ قصد تتبع الألفاظ لكي لا يترك لفظًا بلا تفسير ، ولا ينتقل من لفظ إلى غيره ، ثم يعود إلى لفظ تركه .
ـ نقد بعض كتب التفسير التي اطلع عليها ، مثل ( تفسير المهدوي ) .
ـ قصد إيراد القراءات متواترها وشاذها ، وبيان وجوهها في المعنى واللغة .
ـ اعتمد تبيين جميع المعاني وجميع محتملات الألفاظ .
ـ قدَّم لتفسيره بعدة مقدمات قدَّم مثلها المفسرون قبله كتبهم ، وهذه المقدمات كما يأتي :
1 ـ ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ونبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به .
2 ـ باب : في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه .
3 ـ باب : ما قيل في الكلام في تفسير القرآن، والجرأة عليه ومراتب المفسرين .
4 ـ معرفة قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن انزل على سبعة أحرف ، فاقرأوا ما تيسر منه .
5 ـ باب : ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره .
6 ـ باب : في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلُّق .
7 ـ نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن .
8 ـ باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب لله تعالى .
9 ـ في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية .
10 ـ باب : القول في الاستعاذة .
11 ـ القول في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم .
- ثمَّ شرع في تفسير القرآن من الفاتحة إلى الناس .
- يتميز بتعليقات مفيدة ونافعة في معرفة الأقوال المؤتلفة والمختلفة ، ويعلق عليها بما يناسبها .
ومن ذلك ما يأتي :(1/1974)
في قوله تعالى : (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ( ] البقرة : 3 [ ، قال : (( و(ينفقون) : معناه هنا : يؤتون ما ألزمهم الشرع من زكاة ، وما ندبهم إليه من غير ذلك .
قال ابن عباس : ) ينفقون) : يؤتون الزكاة احتسابًا لها .
وقال غيره : الآية في النفقة في الجهاد .
قال الضحاك : هي نفقة كانوا يتقربون بها إلى الله عز وجل على قدر يُسْرِهم .
قال ابن مسعود ، وابن عباس أيضًا : هي نفقة الرجل على أهله .
والآية تَعُمُّ الجميع ، وهذه الأقوال تمثيلٌ ، لا خلاف (( (1) .
وفي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد ) ( البقرة : 267 ) ، قال : » هذا الخطاب هو لجميع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهذه صيغة أمر من الإنفاق .
واختلف المتأولون ، هل المراد بهذا الإنفاق الزكاة المفروضة أو التطوُّع ؟
فقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعبيدة السلماني ومحمد بن سيرين : هي في الزكاة المفروضة ، نُهيَ الناس عن إنفاق الرديء بدل الجيد ، وأما التطوع ، فكما للمرء أن يتطوع بقليل ، فكذلك له أن يتطوع بنازل في القدر ، ودرهم زائف خير من تمرة ، فالأمر ـ على هذا القول ـ للوجوب .
والظاهر من قول البراء بن عازب والحسن بن أبي الحسن وقتادة : أنَّ الآية في التطوع .
وروى البراء بن عازب وعطاء بن أبي رباح ما معناه : أنَّ الأنصار كانوا أيام الجداد يعلقون أقناء التمر في حبل بين أسطوانتين ، فيأكل من ذلك فقراء المهاجرين ، فعلق رجل حشفًا ، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : » بئس ما علَّق هذا « ، فنَزلت هذه الآية .
والأمر على هذا القول للندب، وكذلك نُدِبوا إلى ألاَّ يتطوعوا إلاَّ بجيد مختار .(1/1975)
والآية تَعُمُّ الوجهين ، لكن صاحب الزكاة يتلقاها على الوجوب ، وصاحب التطوع يتلقاها على الندب .
وهؤلاء كلهم وجمهور المتأولين قالوا : معنى (من طيبات) : من جيد ومختار ما كسبتم . وجعلوا الخبيث بمعنى : الرديء والرذالة .
وقال ابن زيد : معناه : من حلال ما كسبتم . قال : وقوله : (ولا تيمموا الخبيث) ؛ أي : الحرام .
وقول ابن زيد ليس بالقوي من جهة نسق الآية ، لا من معناه في نفسه « (2).
- حرص على الإبانة عن فصاحة القرآن وبلاغته .
عقد ابن عطية فصلاً فيما قاله العلماء في إعجاز القرآن ، وقد اختار أنَّ » إنما وقع بنظمه ، وصحة معانيه ، وتوالي فصاحة ألفاظه .
ووجه إعجازه : أن الله قد أحاط بكل شيء علمًا ، وأحاط بالكلام كله علمًا ، فإذا ترتَّبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أيَّ لفظة تصلح أن تلي الأولى ، وتبيَّن المعنى بعد المعنى ، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره ، والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول . ومعلومًا ضرورة أن بشرًا لم يكن قطُّ محيطًا ، فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة ، وبهذا النظر يبطل قول من قال : إن العرب كان في قدرتها أن تأتي بمثل القرآن ، فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صُرِفوا عن ذلك ، وعجزوا عنه .
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة واحد من المخلوقين ، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة ، يستفرغ فيها جهده ، ثم لا يزال ينقحها حَوْلاً كاملاً ، ثم تُعطى لآخر نظيرِه ، فيأخذها بقريحة جامَّة ] أي : نشيطة [ ، فيبدِّل فيها وينقِّح ، ثم لا تزال ـ كذلك ـ فيها مواضع للنظر والبدل .
وكتاب الله ، لو نُزِعَت منه لفظة ، ثم أديرَ لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد .
ونحن تبين لنا البراعة في أكثره ، ويخفى علينا وجهها في مواضع ، لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ : في سلامة الذوق ، وجودة القريحة ، ومَيْزِ الكلام ... « (3) .(1/1976)
وتراه في مواطن من كتابه يبين قد حرص على بيان فصاحة ألفاظ هذا الكتاب ، وبراعتها في البلاغة ، وقد جاء ذلك منه على سبيل الإجمال ، ومن باب الإشارة إليها دون الدخول في تحليلها كما فعل معاصرة الزمخشري ( ت : 358 ) مثلاً .
ومن أمثلة ذلك :
ما ذكر في تفسير قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) ( المائدة : 48 ) .
قال : (( وهذه الآية بارعة الفصاحة ، جمعت المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة ، وكل كتاب الله كذلك ، إلاَّ أنَّا بقصور أفهامنا يَبِين في بعضٍ لنا أكثر مما يبين في بعض )) (4 ) .(1/1977)
وفي آية المخلفين الثلاثة ، وهي قوله تعالى : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) ( التوبة : 118 ) ، قال : (( قوله : (ثم تاب عليهم ليتوبوا ، لما كان هذا القول من تعديد نعمه بدأ ترتيبه بالجهة التي هي عن الله عز وجل ؛ ليكون ذلك منبهًا على تلقي النعمة من عنده لا ربَّ غيرُه ، ولو كان القول في تعديد الذنب لكان الابتداء بالجهة التي هي عن المذنب ، كما قال تعالى : (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُم) ( الصف : 5 ) ؛ ليكون هذا أشدَّ تقريرًا للذنب عليهم .
وهذا من فصاحة القرآن ، وبديع نظمه ، ومعجز اتساقه .
وبيان هذه الآية ، ومواقع ألفاظها إنما يكمل مع مطالعة حديث الثلاثة الذين خلفوا في الكتب التي ذكرنا ... )) (5) .
ـ اعتراضه على الأقوال التي يرى ضعفها .
ومن ذلك ما أورد في تفسير قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) ( الأنعام : 1 ) ، فقد أورد تفسيرات السلف فقال : (( وقال السدي والجمهور المفسرين : الظلمات : الليل ، والنور : النهار .
وقالت فرقة : الظلمات : الكفر ، والنور الإيمان .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله : وهذا غير جيد ؛ لأنه إخراجُ لفظٍ بيِّن في اللغة عن ظاهره الحقيقي إلى باطن = لغير ضرورة ، وهذا هو طريق اللغز الذي برِئَ القرآن منه ) (6) .
ـ اختصاره لقصص الآي ، وجمع ما روي فيها بإيجاز .
ـ اعتناؤه بالقراءات ؛ متواترها وشاذها ، واستفادته من أبي حاتم السجستاني .
ـ بيان الأحكام التي نصَّت عليها الآية ، دون الاستطراد فيما لم تنص عليه .(1/1978)
بيان أحكام القرآن أحد المقاصد التي يمرُّ بها المفسر لا محالة ، لكن تتمايز مناهجهم بالاختيار في الحكم بسبب اختلاف المذهب ، وبالاستطرادات التي تخرج عن منطوق حكم الآية .
وقد كان ابن عطية مالكي المذهب ، ولا شك أن هذا سيظهر على اختياراته الفقهية التي يذكرها .
ويلاحظ أنه لا يذكر أصحاب الأقوال ، بل يبهمهم بقوله : قالت فرقة ، أو قال بعض العلماء ، أو غيرها من المصطلحات .
ولم يُقم كتابه على الاحتجاج الفقهي بل يكتفي بالحكم الذي نطقت به الآية ، دون الاستطراد في مسائل تتعلق بهذا الحكم مما لم تنص عليه الآية ، إلا في القليل النادر .
ومن أمثلة ذلك تفسيره لقوله تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ( الأعراف : 204 ) ، قال : ((... فأما الاستماع والإنصات عن الكلام في الصلاة فإجماع .
وأما الإمساك والإنصات عن القراءة ، فقالت فرقة : يمسك المأموم عن القراءة جملة ، قرأ الإمام جهرًا أو سرًا .
وقالت فرقة : يقرأ المأموم إذا أسر الإمام ، ويمسك إذا جهر .
وقالت فرقة : يمسك المأموم في جهر الإمام عن قراءة السورة ، ويقرأ فاتحة الكتاب .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله :
ومع هذا القول أحاديث صحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذه الآية واجبة الحكم في الصلاة أن ينصت عن الحديث وما عدا القراءة .
وواجبة الحكم أيضًا في الخطبة من السنة لا من هذه الآية .
ويجب من الآية الإنصات إذا قرأ الخطيب القرآن أثناء الخطبه .
وحكم هذه الآية في غير الصلاة على الندب ؛ أعني : في نفس الإنصات والاستماع إذا سمع الإنسان قراءة كتاب الله عز وجل .
وأما ما تتضمنه الألفاظ وتعطيه من توقير القرآن وتعظيمه = فواجب في كل حالة .
والإنصات : السكوت . و» لعلكم « على ترجي البشر .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله :(1/1979)
ولم نستوعب اختلاف العلماء في القراءة خلف الإمام ؛ إذ ألفاظ الآية لا تعرض لذلك ، لكن لما عنَّ ذلك في ذكر السبب ذكرنا نبذة منه ... )) (7) .
وقد كان يرد على بعض التفقه الذي لا يراه صوابًا ، ومن ذلك :
في قوله تعالى : (وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ) ( الزخرف : 33 ) ، قال : (( قال المهدوي : ودلَّت هذه الآية على أن السقف لربِّ البيت الأسفل ؛ إذ هو منسوب إلى البيت .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله : وهذا تفقُّهن واهنٌ )) (8) .
الاعتقاد في تفسيره
مشى على أصول الأشعرية ، وقرر مسائل في الاعتقاد بالعقل ، وكان بذلك موافقًا لمنهج المعتزلة الذين يقررون معتقداتهم بالعقل المجرد .
ومن الأمثلة التي بان فيها تقديم العقل ما ورد في تفسيره لقوله تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير ) ( الأنعام : 103 ) .
قال : (( أجمع أهل السنة على أن الله تبارك وتعالى يُرى يوم القيامة ، يراه المؤمنون ، قاله ابن وهب عن مالك بن أنس رضي الله عنه.
والوجه أن يبين جواز ذلك عقلاً ، ثمَّ يُستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز ... )) (9) .
وقد أعاد هذا الاستدلال في قوله تعالى : (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ( القيامة : 23 ) ، قال : (( حمل هذه الآية جميع أهل السنة على أنها متضمنة رؤية المؤمنين لله تعالى ... )) .
ثم قال : (( وأما المعتزلة الذين ينفون رؤية الله تعالى ، فذهبوا في هذه الآية إلى أنَّ المعنى : إلى رحمة ربها ناظرة ، أو إلى ثوابه وملكه ، فقدَّروا مضافًا محذوفًا ، وهذا وجه سائغ في العربية ، كما تقول : فلان ناظر إليك في كذا ؛ أي إلى صنعك في كذا .(1/1980)
والرؤية إنما يثبتها (10) بأدلة قطعية غير هذه الآية ، فإذا ثبتت حَسُنَ تأويل أهل السنة في هذه الآية وقَوِيَ ... )) (11) .
فإذا كانت هناك أدلة قطعية غير هذه الآية ، فيعني أن هذه الآية غير قطعية الدلالة ، وقطعي الدلالة هو الأدلة العقلية عنده .
وقد مرَّ على بعض المسائل العقدية على مذهب الأشاعرة ، فهو يرى الكلام النفسي ، وأن الإيمان مجرد التصديق ، وأنه لا يزيد ولا ينقص ، ويرى الكسب الأشعري ، أن نسب الأفعال إلى العباد مجاز ، كما أن نسب التزيين للمخلوقين مجاز ، ويرى تأويل الصفات ، ويرى ان التقبيح والتحسين لا يدرك إلا من جهة الشرع ، ولا مدخل للعقل به ، وينفي العلو ، ويؤول الاستواء ، وغير ذلك من المعتقدات الأشعرية .
وقد حكى في فهرس الكتب التي رواها وقرأها على مشايخه كتب بعض أعلام الأشاعرة، أخذها بالإسناد عنهم ، وقرأها ، وتعلَّم منها ، ككتب الباقلاني (12) ، والجويني (13) ، وابن فورك (14) ، وغيرهم .
ـ ثراء الكتاب بمراجعه العلمية ، واستفادة المؤلِّف من العلماء السابقين ، بل إن بعضهم ممن فُقِدَ كتابه أو لم يُطبَع بعد .
ـ رد أقوال الباطنية والملاحدة ، والأقوال التي يراها باطلة تنحو إلى الرَّمزِّ .
حالة الاستفادة من الكتاب :
1 ـ هذا الكتاب من أهم كتب التفسير ، وفيه نفائس كثيرة جدَّا.
2 ـ يُعدُّ مرجعًا من أهم مراجع التفسير .
3 ـ وهو من الكتب التي يحسن بطالب التفسير قراءتها قراءة كاملة لما فيه من الفوائد النفيسة .
4 ـ ويمكن قراءته أيضًا من طريق تحديد صفحات منه وإخراج فوائدها ، ودراسة ما فيه من مسائل التفسير .
يمكن دراسة مسائل كثيرة تتعلق بهذا التفسير ، منها :
1 ـ علوم القرآن وتطبيقاتها في المحرر الوجيز .
2 ـ القراءات في المحرر الوجيز .
3 ـ توجيه أقوال مفسري السلف عند ابن عطية .
4 ـ ترجيحات ابن عطية ، ونقده للتفاسير .
5 ـ الاتجاه النحوي في تفسير ابن عطية ، ومناقشة أبي حيان والسمين له .(1/1981)
وهو من الكتب التي تصلح في المرحلة المتوسطة ، وهو جامع لميزتي جمع أقوال السلف والتعليق عليها توجيهًا وترجيحًا .
........................................
(1) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 1 : 148 ) .
(2) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 2 : 447 ) .
(3) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 1 : 59 ـ 61 ) ، وقد أشار إلى هذا المعنى في ( 7 151 ـ 152 ) .
(4) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 4 : 471 ) .
(5) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 7 : 73 ) .
(6) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 5 : 122 ) .
(7) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 6 : 196 ـ 197 ) .
(8) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 13 : 220 ) .
(9) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 5 : 306 )
(10) كذا في المطبوعتين القطرية والمغربية ، ولعلها » نثبتها « ، والله أعلم .
(11 ) المحرر الوجيز ، ط : قطر ( 15 : 218 ـ 219 ) .
( 12) فهرس ابن عطية ( ص : 75 ، 76 ، 95 ) .
(13) فهرس ابن عطية ( ص : 77 ) .
(14) فهرس ابن عطية ( ص : 75 ) .
---
النعيمي
08-06-2004, 11:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لقد أوجزت واوفيت،،، فهذا المقال.. كان رائعاً بالفعل...وفيه من الدراسة ما يبهر المتعجل والمتأني سواء...
وكان الأخ أبو مجاهد قد أشار لي بالمقال في شبكة الإسلام وهو جيدٌ على العموم وما هنا أوفى وأحلى...
ولكن هناك طرح حول طبعات هذا الكتاب؟ فما هو الأولى من هذه الطبعات؟
وكنت قد رأيت مقالاً لاحد الأخوة يقول:
" تفسير الزخمشري أفضل من تفسير ابن عطية، فالأول معروف بأعزليته،،، لكن الثاني لا يعرف ما في باطنه إلا قليل"
فهل يقصد أشعريته؟....هذا ما تبادر الى ذهني بعد قرائة مقالك الماتع، ام هناك أمرٌ آخر؟
عموماً: ما مضى كان عذباً زلالاً،،، فإن أتممت إجابتك فمن عندك وما أريد أن أشق عليك...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
---
مساعد الطيار
08-08-2004, 03:21 PM
أخي الكريم(1/1982)
أشكر لك حسن ظنك بمقالتي ، وهاأنذا أجيبك على ما بقي في نفسك فأقول :
أما الطبعات لابن عطية فهي فيما أعلم أربع :
الأولى طبعة ناقصة طُبِعة بمصر .
الثانية : الطبعة المغربية ، وفي قراءتها لبعض مواضع المخطوط أخطاء ظاهرة .
الثالثة : الطبعة القطرية ، وهي مثل سابقتها المغربية في قراءة النص ، وإنما امتازت بحسن الطباعة فقط .
الرابع : طبعة مصرية مأخوذة من الطبعة المغربية ، وهي في خمس مجلدات .
والكتاب ـ في نظري ـ يحتاج إلى تحقيق علمي أرقى مما هو عليه في هذه الطبعات السالفة ، لكن أفضل الموجود الطبعة القطرية ، ولو أخذت معها الطبعة المغربية لكان أحسن للموازنة في قراءة بعض المواطن المشكلة في أحد النسختين .
أما ما يقال عن اعتزالية ابن عطية ، فقد اتهمه بذلك ابن عرفة الورغمي المالكي الأشعري ( ت : 803 ) من علماء تونس ، وقد نقل عنه هذا الاتهام ابن حجر الهيتمي في فتاواه الحديثية .
أما شيخ الإسلام فقد قال : (( ... ويذكر ـ أي : ابن عطية ـ ما يزعم أنه قول المحققين ، وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم ، وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة ... )) ، ويقصد شيخ الإسلام بهؤلاء المحققين الذين يذكرهم ابن عطية بهذا اللقب علماء الأشاعرة ومنظروه كالباقلاني وابن فورك والجويني الذين اعتمدوا المنهج العقلي في تقرير العقيدة كما هو الحال عند المعتزلة .(1/1983)
والغريب أن محققي الطبعة القطرية ـ رحم الله الأموات منهم ، وبارك للأحياء ـ قد انطلقوا لنقد كلام شيخ الإسلام في ابن عطية ، وحمَّلوه ما لم يقله ، فقد زعموا أنه يتهم ابن عطية بالميل إلى الاعتزال ، وذلك ما لم ينصَّ عليه ابن تيمية ولا أشار إليه ، وإنما قصد بعبارته هذه متأخري الأشاعرة الذين مالوا بالمذهب إلى التقريرات العقلية ، بل الفلسفية ، وهذا موضوع تجد بسطه في رسالة الشيخ عبد الرحمن المحمود حول منهج شيخ الإسلام في نقد الأشاعرة .
وأغرب منه أنهم لم يُعرِّجوا على نقد ابن حجر الهيتمي ولا ابن عرفة اللذين كان كلامهما أقسى وأبعد عن الحقيقة في ابن عطية ، ذلك ما لم أجد له تفسيرًا !
يقول ابن حجر الهيتمي :(( ... ومن هؤلاء من يدس البدع والتفاسير الباطلة فيروج على أكثر أهل السنة ؛ كصاحب الكشاف ، ويقرب من هؤلاء تفسير ابن عطية ، بل كان ابن العرفة المالكي يبالغ في الحط عليه ، ويقول : إنه أقبح من صاحب الكشاف ؛ لأن كل أحد يعلم اعتزال ذلك فيتجنبه ؛ بخلاف هذا ، فإنه يوهم الناس أنه من أهل السنة )) كذا ذكر ملا علي قاري في مرقاة المفاتيح ( 1 : 291 ) ووازنه بما في الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي ( ص : 242 ) .
وقد ناقشت هذا في شرحي لرسالة شيخ الإسلام في أصول التفسير أسأل الله أن ييسر لي إتمامها .
وعلى العموم ، فتفسير ابن عطية سار على المعتقد الأشعري في المسائل العقدية ، وقد ذكر شيئًا من آراء المعتزلة وانتقدها ، كما أنه في مواضع لا تكاد تُذكر ذكر بعض أقوال المعتزلة مرسلة من غير نقد .
وهذا التفسير من التفاسير التي يحسن بطالب علم التفسير الاعتناء به ، وقراءته قراءة فكٍّ وتحرير .
وأخيرا أسأل الله أن أكون جئت على ما تريد من المسألة
، كما أسأله لي ولك التوفيق والسدلد .
---
أبومجاهدالعبيدي
08-09-2004, 05:59 AM
وعن طبعة قطر قامت دار ابن حزم ببيروت بطبع التفسير وتقديمه في مجلد واحد كبير في 2020 صفحة(1/1984)
وهي فكرة جيدة تصلح لم يريد الكتاب رفيقاً له لسهولة حمله .
والطبعة الجيدة التي أشرت إليها سابقاً هي طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف بمصر بتحقيق الأستاذ أحمد صادق الملاح ، وهي من أول التفسير إلى الآية 93 من سورة آل عمران .
تنبيه :
اختصر الثعالبي تفسير ابن عطية في تفسيره الجواهر الحسان في تفسير القرآن ، وزاد عليه بعض التعليقات والفوائد من غيره من الكتب .
قال في مقدمة تفسيره : ( فإني جمعت لنفسي ولك في هذا المختصر ما أرجو أن يقر الله به عيني وعينك في الدارين ؛ فقد ضمنته بحمد الله المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية وزدته فوائد جمة من غيره من كتب الأئمة وثقات أعلام هذه الأمة حسبما رأيته أو رويته عن الأثبات ، وذلك قريب من مائة تأليف وما منها تأليف إلا وهو منسوب لإمام مشهور بالدين ومعدود في المحققين .
وكل من نقلت عنه من المفسرين شيئا فمن تأليفه نقلت وعلى لفظ صاحبه عولت ولم أنقل شيئا من ذلك بالمعنى خوف الوقوع في الزلل وإنما هي عبارات وألفاظ لمن أعزوها إليه ...) .
---
الراية
08-09-2004, 09:12 AM
هناك رسائل جامعية حول تفسير ابن عطية... لكني لا ادري هل طبعت ام لا ؟
منها/
استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره
للباحث/شايع بن عبده شايع الأسمري
رسالة/دكتوراة...من الجامعة الاسلامية
بإشراف/د. محمد عمر حوية
وناقش الرسالة كل من /
د/ عبدالعزيز بن محمد عثمان ، و د/ عبدالله بن عمر محمد الأمين الشنقيطي
وكانت المناقشة بتاريخ 21 / 12 / 1417هـ ، وحازت على مرتبة الشرف الأولى
والتعريف المختصر بالرسالة:(1/1985)
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وقسمين، وخاتمة. القسم الأوّل: تكلم فيه عن الإمامين الطبري وابن عطية وكتابيهما في التفسير، وفيه ثلاثة فصول: ترجمة موجزة للإمام الطبري، ترجمة موجزة للقاضي ابن عطية، عقد مقارنة بين جامع البيان والمحرر الوجيز. القسم الثاني: خصصه لاستدراكات ابن عطية، عرضها مرتبة على نسق ترتيب السور والآيات في المصحف. ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ملخصها: أن عدد استدراكات ابن عطية على الطبري بلغت (208) استدراكاً أكثرها وارد على الإمام الطبري، ويترجح فيه قول ابن عطية، وغالبها في مسائل خلافية بين العلماء، وقد جاءت متنوعة في التفسير واللغة والفقه والعقيدة والحديث وتوجيه القراءات، وأوردها ابن عطية بأدب وابتعد عن عبارات التجريح غالباً، وشارك ابن عطية في طائفة من استدراكاته غيره من العلماء.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=587
أما الرسالة الثانية/
تحقيق ودراسة كتاب/ضياء القلوب للإمام سليم بن أيوب أبي الفتح الرازي الشافعي (ت447هـ) "من أول سورة الأنعام إلى نهاية سورة الأنفال " مع المقارنة بكتاب ابن عطية .
للباحث/محمد بن عبدالعزيز بن عبدالله الفالح
رسالة/الماجستير...من الجامعة الاسلامية
بإشراف/د. محمد عمر حوية
وناقش الرسالة كل من /
د/ حكمت بشير ياسين، و د/ سليمان بن صالح الخزي
وكانت المناقشة بتاريخ 3/ 6 / 1415هـ ، بتقدير جيد جداً
والتعريف المختصر بالرسالة:
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وقسمين: دراسي وتحقيقي:(1/1986)
القسم الأوّل: دراسة حول المؤلف وكتابه، وفيه ثلاثة فصول: ترجمة المؤلف وبيان مكانته، دراسة الكتاب من حيث تحقيق اسمه ونسبته لمؤلفه، وبيان منهجه وقيمته العلمية ومصادره، ووصف النسخة الخطية، ومقارنة موجزة بين هذا الكتاب وكتاب المحرر الوجيز لابن عطية. وقد اعتمد المحقق على نسخة فريدة محفوظة بمكتبة المسجد النبوي الشريف تحت رقم (34/212) تفسير، عدد أوراقها (275) عدد الأسطر (24-25) تاريخ نسخها 791هـ الجزء المحقق منها 51 ورقة.
القسم الثاني: النص المحقق، ويحتوي على تفسير سورة الأنعام والأعراف والأنفال.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=659
---
(1/1987)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أذكار الصباح والمساء رواية ودراية للشيخ عبد العزيز الطريفي
---
أذكار الصباح والمساء رواية ودراية للشيخ عبد العزيز الطريفي
---
أبو مهند النجدي
09-30-2006, 02:37 AM
حمل من هنا
http://www.archive.org/download/trefe/alatkar.ra
---
أبو مهند النجدي
12-22-2006, 07:49 PM
روابط أخرى
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=58261
رابط مباشر للحفظ
http://www.soutiat.com/sounds/m/216.rm
---
خالد البكري
12-22-2006, 07:53 PM
جزاك الله خير أبو مهند ورفع الله قدرك
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 05:03 AM
جزاك الله خير أبو مهند ورفع الله قدرك
---
الماوردي
12-29-2006, 06:58 PM
بارك الله فيك
لم تعمل أي من الروابط معي
---
(1/1988)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > بين إمامين
---
بين إمامين
---
علال بوربيق
04-22-2006, 07:24 PM
بسم الله , والصلاة والسلام على رسول الله , هذه همسة من همسات مسلم في آذان حملة القرآن الكريم , يتمنى و يرجو أن يعيش المسلمون في ظلاله الوارفة , و ينهلوا من معينه الصافي الطاهر؛ ويسلكو ا سبيله القويم الذي لا ترى فيه عوجا ولا أمتا؛ فتنجلي عنهم كل فتنة مضلة وكل ظلمة مدلهمة، نصرة القرآن من أنواع الجهاد الذي فرضه الله على الأمة عموما،و على طلبة العلم خصوصا، وفي رأيي نحن مطالبون بمواجهة ثلاث جبهات:
- الجبهة الأولى : ويمثلها أعداء هذه الأمة من يهود ونصارى، ورأس حربتهم المستشرقون.
- الجبهة الثانية : ويمثلها أناس تسموا بأسمائنا, ويتكلمون بلغتنا, ولكنهم رضعوا من لبان الغرب , وامتزجت لغتهم برطانة العجم , فارجفوا في ديار المسلمين, وبثوا سمومهم ورأس حربتهم علمانيون أصحاب أقلام مسعورة تشكك في القرآن وتقدح في صلاحيته لكل زمان ومكان.
نقول لهؤلاء لقد نبأنا الله من أخباركم فقال : " لن يضروكم إلا أذى " إنما هو الأذى العارض في الصدام , والألم الذاهب مع الأيام . . فأما حين يشتبكون مع المسلمين في قتال , فالهزيمة مكتوبة عليهم, والذلة والصغار ضجيعهم وأنيسهم
- الجبهة الثالثة : وهذه لامقارنة مع سابقتيها ذلك لأن أهلها مسلمون , بل وفيهم علماء أجلاء, وشيوخ أفاضل, وربانيون أحبار غير أنهم فسروا بعض آيات القرآن تفسيرا يسيء إلى سمو هذه الشريعة ورحمتها, ويشوه وجهها المشرق , ويذهب برونقها وجمالها .
وموقف ناصر القرآن أن ينفي عن هذا القرآن ما علق به من تفسيرات خاطئة وتأويلات بعيدة.
ولهذه الطائفة أسوق هذا المثال ليتدارسه الإخوة الأفاضل.
جاء في تفسير الطبري في قوله تعالى :" فاهجروهن " ولا معنى للهجر في كلام العرب إلا على أحد ثلاثة أوجه:(1/1989)
- أحدها: هجر الرجل كلام الرجل وحديثه وذلك رفضه وتركه يقال منه هجر فلان أهله يهجرها هجرا وهجرانا,
- والآخر: الإكثار من الكلام بترديد كهيئة كلام الهازيء يقال منه هجر فلان في كلامه يهجر هجرا إذا هذي ومدد الكلمة وما زالت تلك هجيراه وإهجيراه ومنه قول ذي الرمة:
رمى فأخطأ والأقدار غالبة **** فانصعن والويل هجيراه والحرب
- والثالث: هجر البعير إذا ربطه صاحبه بالهجار, وهوحبل يربط في حقويها ورسغها، ومنه قول امرىء : آلاف رأت هلكا بنجاف الغبيط **** فكادت تجد لذاك الهجارا
ثم قال رحمه الله : " فإذا كان في كل هذه المعاني ما ذكرنا من الخلل اللاحق فأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يكون قوله : " واهجروهن " موجها معناه إلى معنى الربط بالهجار على ما ذكرنا من قيل العرب للبعير إذا ربطه صاحبه بحبل على ما وصفنا: " هجره فهو يهجره هجرا "
وإذا كان ذلك معناه كان تأويل الكلام: " واللاتي تخافون نشزوهن فعظوهن في نشوزهن عليكم فإن اتعظن فلا سبيل لكم عليهن وإن أبين الأوبة من نشوزهن فاستوثقوا منهن رباطا "
فهذا التفسير بهذا الشكل من إمام المفسيرين غير مرضي ، فمتى جاء الإسلام بهذا التفسير وهو الذي كرم المرأة , وصانها في جمبع أحوالها : زوجة, وأما,وأختا، وبنتا.وهي عند الطبري قرينة البعير؛ تناخ وتعقل كم يعقل البعير بهجاره.
ومن هنا كان ذلك الرد العنيف من طرف الإمام الزمخشري على الإمام الطبري فوصفه بقوله : " وهذا من تفيسر الثقلاء "
---
أبو فاطمة الأزهري
04-23-2006, 08:53 PM
جزاك الله خيراً أخي علاء على هذه الفائدة ؛ حقاً كما ينبغي أن نواجه حروب المستشرقين وإرجاف المنافقين على هذا الكتاب الكريم والذكر الحكيم ؛ ينبغي أن نبين خطأ من زلت به قدمه من أهل العلم والفضل ممن عرف بحسن قصده وسلامة منهجه مع الاعتراف بما له من منزلة.(1/1990)
لكن كان الأولى بك بدلاً من أن تذكر كلام الزمخشري أن تذكر كلام رجل آخر ممن له من حسن القصد في التعقيب ما يجعل الكلام مقبولاً.
انظر إلى كلام الزمخشري السابق وكلام أبي بكر ابن العربي الذي نقله الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على كلام الطبري في تفسيره: ( يا لها هفوة من عالم بالقرآن والسنة.......ثم قال: وعجباً له مع تبحره في العلوم وفي لغة العرب كيف بعد عليه صواب القول وحاد عن سداد النظر)اهـ
الفرق واضح لا يحتاج إلى تعليق .
فياليت التعقيب الذي ذكرته كان من غير الزمخشري خاصة مع تأويلاته الاعتزالية السمجة التي حشاها كتابه الكشاف والتي يحق أن يعقب عليها بما عقب به على الطبري والله الموفق.
---
الكشاف
04-23-2006, 09:49 PM
ليتكما تتريثان في رد كلام الطبري ، حتى يفهم على وجهه الذي أراده الطبري ، وما أراه بعيداً عن الصواب ، وإن كنت أقول في نفسي : لو علم الطبري المشقة التي تطرأ على الزوجة من الهجران في المضجع لربما غيَّر رأَيهُ ؛ لأن لم يتزوج رحمه الله ، مع أنه نقل قول ابن عباس في تفسير الآية :(يعظها فإن هي قبلت ، وإلا هجرها في المضجع ، ولا يكلمها من غير أن يَذَر نكاحها، وذلك عليها شديدٌ).
لكن يبقى لقوله وجه ليتكم تتأملانه قبل القطع برده . ومحمود شاكر أطال في رده ، وقال : (ولاستيفاء القول في ذلك مكان غير هذا المكان) .
وما دام الأخ علال قد ابتدأ الموضوع فليتمه ، وليورد كلام الطبري كاملاً مرتباً ، حتى نتناقش فيه بهدوء . جزاكم الله خيراً .
---
مساعد الطيار
04-24-2006, 08:44 AM
أخي الكريم
في مثل هذه المسألة يحسن التنبه لأمرين :
الأول : التبصر بوجهة قول الإمام الطبري رحمه الله تعالى ، ومعرفة سبب ذهابه إلى هذا الرأي ، وهذا من مقتضى الأدب مع أئمتنا الأعلام رحمهم الله ، وغفر لهم ، وألحقنا بهم في الصالحين .(1/1991)
الثاني : أن عدم موافقة قوله للراي الصواب ليست سببًا في التندر به ، والزعم ان تفسيره هذا من تفسير الثقلاء .
وهذا لا يعني أنك تتابعه على خطئه في هذا التاويل ، لكن يلزمني وإياك احترام هؤلاء العلماء وتقديرهم ، والبعد عن مثل هذه العبارات الزمخشرية .
ولقد قرأت هذا الموطن مرة بعد مرة ، فتبين لي سبب قول الإمام في ذلك ، فانظر الكلام في الآيات قبله يتبين لك سبب قوله هذا .
---
علال بوربيق
04-24-2006, 06:13 PM
شيخنا الفاضل جزاك ربي أعظم الجزاء وأوفره ، وحرمة العلماء عظيمة في نفوسنا وما أنا بينكما إلا كابن اللبون ، وابن اللبون لا ضرع يحلب ، ولا ظهر يركب، وقد قالوا قديما:
وابن اللبون إذا مالز في قرن لم **** لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقد كان والله لكتبك نفع عظيم علينا ، وأبى الله العصمة إلا له ورسوله ،وعليه فباب المناقشة الذي طلبه أخونا الكشاف متوقف على إذنك
---
(1/1992)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف
---
للتحميل نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف
---
مسك
01-06-2006, 06:25 PM
اسم الكتاب : نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف
اسم المؤلف : العلامة جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الحبيشي
نبذة عن الكتاب :
كتابٌ مفيد في بابه، يزهو بحق على أترابه؛ فهو ينشر فضل العلم، ويكشف عن سمو حَمَلته، ورفعة ناقليه، ويذود عن لحوم العلماء، ويدافع عن هؤلاء الأصفياء ورثة الأنبياء، وينوه بفضائلهم، ويشيد بشرفهم، ويرغِّب في الانخراط في سلكهم، والتأدب في مجالسهم.
فالكتاب مليء بمناقب العلماء، وفضائل حملة الشريعة الغراء؛ ففصوله مزينة بنصوص من الكتاب والسنة تبرهن على رفعة العلماء، وتؤكد على أهمية العلم الشرعي.كما أضاف إلى ذلك حِكماً بالغة من حكم الأقدمين، وآثاراً سنيّة من أقوال السالفين، وقصصاً تحوي عبراً، ومواقف مثالية لأئمةٍ ظهرت في مواقفهم عزة العلم، وجرأة المخلصين، ونصائح المتقين.
كما تخلَّل تلك الفصول مناظيم حكميَّة، وأشعار هادفة، تضم نصائح، وتهدي إلينا عصارة فكر الأقدمين.
:::: اضغط لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=14&book=2270)
---
(1/1993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قال الشيخ صالح المغامسي:(وهذه والله من فرائد العلم تكتب بماء العينين لا بماء الحبر )
---
قال الشيخ صالح المغامسي:(وهذه والله من فرائد العلم تكتب بماء العينين لا بماء الحبر )
---
المسيطير
12-26-2006, 12:04 AM
قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان :
( ختامه مسك ) :
( جمع الله في كتابه ، وعلى لسان رسوله بين الإيمان والعمل الصالح ، فالأعمال الصالحة ينجم عنها أثر في القلب ، وزيادة في الإيمان .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح اليوم منكم صائما ؟...قال أبو بكرٍ : أنا ... قال : من أطعم اليوم منكم مسكينا ؟ ..قال أبو بكرٍ : انا ...قال : من عاد منكم اليوم مريضا ؟.... قال أبو بكرٍ : أنا ...قال من تبع اليوم منكم جنازة ؟...قال أبو بكرٍ : انا .... قال : ما اجتمعنّ في إمرءٍ إلا دخل الجنة ) .
فهذه تقوي الإيمان في القلب ، لكن كما قلت ؛ يوجد تلازم عظيم مابين الإيمان ومابين العمل الصالح ... لإن الإنسان إذا زاد الإيمان في قلبه انعكس ذلك على جوارحه ، فسعى في فعل الخيرات من إقامة الصلوات ، وإيتاء الزكوات ، وغير ذلك من الأعمال كلها .
لكن الناس من مشكلاتهم المعاصرة ..أنهم يُعنون بأمور ويتركون أموراً أخر .. ولايوجد واعظ من المرء على نفسه ؛ يتكل الإنسان على منصبه الديني ، أو على نظرة الناس إليه ، أو على زهده .(1/1994)
فأما الإتكال على المنصب الديني ؛ يقول : أنا ولله الحمد إمام مسجد أو محاضر أو رجل علم فيتكلّ على هذه الأمور دون أن يعظ نفسه ويكون رقيبا عليها ، أو أنه عياذاً بالله يقول أنا لست مصنفاً أصلاً في سياق أهل الإلتزام وليس مطلوبا مني أن يكون لدي عمل صالح ، ولا ينظر الناس إليّ على أني قدوه ، وهذا كله لا يعفيك ؛ لإن المسؤليه يوم القيامة مسؤليه فرديه ، قال الله جل وعلا : ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) .
لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه :
أن كل معصية ، وكل قسوة ، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى .
وهذه والله من فرائد العلم تُكتب بماء العينين لا بماء الحبر
الله جل وعلا قال في الحديد : ( وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ) فالله الذي خلق الحديد قال : أن فيه بأس شديد ، وقال عن الحديد الذي قال عنه : ( فيه بأس شديد ) ... قال عن داوود عليه السلام : ( وألنا له الحديد ) .
وذكر الله الحجارة وقسوتها ..... لكنه لم يذكر جل وعلا أنه ألان الحجارة لإحد ، - إلى الآن هذا علم نظري - لكنه أخبر أن هناك قلوبا أقسى من الحجارة ، هذه القلوب التي هي أقسى من الحجارة هي القلوب التي لاتعرف الله فمن كان لايعرف الله كان قلبه - عياذاً بالله - أقسى من الحجارة ولهذا فإن كل من عرف الله حق المعرفه لان قلبه ، وخشعت جوارحه ، واستكان لإمر ربه تبارك وتعالى ...رزقني الله وأياكم هذه المنزلة ) أ.هـ
---
الجكني
12-26-2006, 04:31 PM
جزاك الله خيراً أخي المسيطير ،لكن لو تكرمت وبعد إذن القائمين على الملتقى إعادو النظر في عبارة :"لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه :
أن كل معصية ، وكل قسوة ، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى ."
فالعبارة بهذا الشكل كأنها من قول الله تعالى ،خاصة عند من لا يحفظ القرآن الكريم 0
والله من وراء القصد0
---
فاضل الشهري
12-26-2006, 11:03 PM(1/1995)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
كلمات الشيخ صالح- وفقه الله - تخرج من القلب ، ويشعر السامع له بأثر بالغ وهذا الذي نقله الاخ الفاضل المسيطير من تلك الكلمات المؤثرة ، ولم أر ما قاله الاخ الجكيني وتغيير اللون في الكتابة لا يخلط المعنى ابدا ، بل كلامه مرتبط ببعضه والله أعلم
---
الجكني
12-26-2006, 11:13 PM
شكراً أخي د/فاضل ،لكن إيتني بقول الله تعالى :أن كل معصية وكل قسوة 000الخ
أعرف أنك تتفق معي أن هذا ليس قول الله تعالى ،لكن الاشكال هو وجود "النقطتين :" وهذا متعارف عليه أن ما بعدها قول القول 0وكونها تخرج من القلب أو غيره لا يعطي السماح بكتابتها بهذا الأسلوب الذي قلت عنه أنه قد يلبس على غير الحافظ لكتاب الله تعالى ،والمداخلة أصلاً ليست لتقييم عبارة الشيخ حفظه الله حتى يقال :إن كلامه يخرج من القلب ا ويشعر السامع،00الخ ثم إن كاتب الحروف هو "الجكني " وليس "الجكيني "0
---
المسيطير
01-06-2007, 10:08 PM
الشيخ الكريم الدكتور / السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
جزاكم الله خير الجزاء .
تنبيه مهم ..... لا حرمكم الله الأجر .
---
الجكني
01-07-2007, 09:22 PM
وجزاك الله كل خير أخي المسيطير ورزقني وإياك القبول 0
---
عبدالله المعيدي
01-08-2007, 12:39 AM
جزاك الله خيراً أخي المسيطير ،لكن لو تكرمت وبعد إذن القائمين على الملتقى إعادو النظر في عبارة :"لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه :
أن كل معصية ، وكل قسوة ، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى ."
فالعبارة بهذا الشكل كأنها من قول الله تعالى ،خاصة عند من لا يحفظ القرآن الكريم 0
والله من وراء القصد0
فعلاً ينبغي التنبيه لهذا ولو تم تحرير العبارة مرة أخرى لكان أحسن ..
---
فاضل الشهري
01-08-2007, 10:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1996)
أخي الجكني جزاك الله خيرا على كلامك كله ، أما ماذكرت من ملحوظات على ردي المختصر فأقول : هل الشيخ المغامسي هو الذي وضع النقطتين أم غيره ؟ وتزكيتي للشيخ لا تعارض ما قلته أنت إذ اعتراضك على شكل الكتابة ، ولكني أعترض على قولك :فالعبارة بهذا الشكل كأنها من قول الله تعالى ، خاصة عند من لا يحفظ القرآن الكريم .
أما ما حصل من تصحيف في الجكني فقد يدخل في مسألتنا كالنقطتين ، وهب أني زدتك حرفا هل هذا يغير من الواقع ، مع أن هذه الزيادة زيادة في حبك وتقديرك . زادك الله علما وفضلا
---
الجكني
01-08-2007, 08:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي فاضل
وجزاك الله خيراً على لطفك وأريحيتك وهذا ليس بغريب منكم ولا عليكم آل الشهري ،حفظكم الله وأدام عزكم 0
وللمعلومية : الشيخ صالح حفظه الله حبيبي وصديقي وزميلي ،وما كتبت لا يمس شخصه الكريم بحال من الأحوال ،بل هو انتقاد على "الطابع" ليس إلا0
---
(1/1997)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
---
مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
---
فريق الاعلام الدعوي
09-03-2004, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://workforislam.com/media_team/025task/ban01.jpg
مليار مع الرسول صلى الله عليه وسلم
رد شيئاً من جميل الرسول صلى الله عليه وسلم عليك
فلولاه بعد الله لما نعمت بدينك العظيم، ولا كنت من عباده الموحدين
- اضغط هنا - (http://www.islamtoday.net/Milliar_with/index.cfm)
---
سلسبيل
09-08-2004, 05:57 PM
مليارنا ..... هل سمعتم أنهم يريدون أن ينالوا من نبيكم ..... ؟ أوعيتم ... إنهم يريدون أن يقوضوا أركان دينكم .....؟ أعقلتم مكرهم وكيدهم ؟!!
مليارنا ....... ما كفاهم أرضنا ولا دماؤنا ولا مقدساتنا ... بل تمادوا إلى حبيبنا ونبينا وقرة أعيننا ... فتبت أيديهم وخاب سعيهم وردهم المولى على أعقابهم خاسرين وأذلة صاغرين
مليارنا .... أيهان الرسول الكريم وينتقص من قدره ونحن أحياء!!! أيطمع فيه الطامعون ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله !!!
مليارنا .... هيا تحرك ! لماذا أنت صامت ؟! .... ولم آثرت أن تكون متفرجا وهازلا في زمن لا يعرف الهزل ولا يرحم المتفرج !!
مليارنا ..... إنه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إنه قرة أعيننا وشفيعنا إنه خير من وطئ الثرى وخير من عرفت البشريه.
مليارنا ...... كلكم يحب نبيه ولكن ما فائدة الحب إن لم ندافع عمن نحب ؟! ، أوليس المحب لا يرضى كلمة سوء واحدة بحق حبيبة ؟ أوليس المحب يحب ما يحب حبيبه ويكره ما يكره ؟
مليارنا ..... أتتركهم لينالوا من نبيك معتمدا على نصرة الله له ... فكيف بالله ستواجه ربك غدا ؟ وكيف تطمع أن ترد حوض نبيك الطاهر وتشرب من يده الشريفة شربة لا تظمأ بعدها أبدا ؟(1/1998)
مليارنا .... قد كان نبيكم بأبي هو وأمي يحبكم ويشتاق إليكم وينصح لكم وأنتم في أصلاب آبائكم... أفلا تحبونه حقا وتدافعون عنه وأنتم على تملأون الأرض شرقا وغربا ؟!!
مليارنا .... لا تقولوا إن فينا العاصي والمقصر والغافل فهذا أوان قومتكم واجتماع كلمتكم وعودتكم إلى ربكم ، فقلوب المليار وإن اختلفت فإنها تبقى مجتمعة على حب هذاالنبي المعصوم والذب عنه فبحب طه تجتمع القلوب وتدخرالمشاعر
مليارنا .... كونوا مليار بحق مليار بقلب رجل واحد ولا تكونوا مجرد أصفار كما قال الشاعر
مليارنا ما باله يتوارى .......... حتى غدت أعداده أصفارا
عهدي به صرحا قويا شامخا ........ أسفي عليه وقد بدا منهارا
لما سألت زماننا فيما مضى ......... كان الجواب بطولة وفخارا
وسألت واقعنا فكان جوابه ........... يدمي القلوب ويعلن الإنذارا
إني أرى أسوار باطل عصرنا ....... رفعت فمن سيحطم الأسوارا
وأرى ظلام الليل يكتنف الربى ........... يلقي عليّ من الهموم دثارا
وأرى عجول السامري قد امتطوا .......... ظهر العداء واعلنوا استكبارا
شتموا الرسول وشوهوا قرآننا ............. داسوه بالقدم الردي جهارا
مليارنا ...... انصروا نبيكم وانشروا سنته وأحيوها لعل الله يحيي بها قلوبكم ويحيي أمركم بين الأمم
مليارنا ......تذكروا يوم أن رجا نبينا أن يخرج من أصلاب المشركين من يوحد الله ولم يأذن لملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين.... وتذكروا يوم أن سالت دماؤه الشريفه في الطائف وفي أحد .... وتذكرواالحجر وقد وضعه على بطنه الشريفة يوم الخندق وتذكروا غار ثور وهو مطارد من المشركين وتذكروا ما لاقى من همز المنافقين وتذكروا ما كابد من أجل الدعوة ومن أجلكم ... وتذكروا ... وتذكروا .... وتذكروا يوم قال لعمر( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )(1/1999)
اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
مليارنا ...... ثقوا أن الله ناصر نبيه وغالب على أمره ( فما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ولكن أنتم محتاجون لشرف المناصرة وتذكروا قوله تعالى
( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكون أمثالكم )
الأبيات للشاعر عبد الرحمن العشماوي
---
(1/2000)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > مصحف دار الرسم العثماني (بالروايات)للوورد
---
مصحف دار الرسم العثماني (بالروايات)للوورد
---
يوسف الحوشان
05-24-2006, 09:30 PM
غفر الله للجميع
صدر بحمد الله الاصدار الثالث من مصحف النور
ومضاف اليه:
1-المصحف بالرسم العثماني
2-الرسم العثماني ل(حفص-ورش-قالون-الدوري)
3- الحديث الشريف (كتاب جمع الفوائد -مشكول ومخرج)
كل ذلك بنفس طريقة الاصدار السابق من داخل الوورد
وهو من اصدار(دار الرسم العثماني الرقمي) بتقنيات سيمانور
فلله الحمد والشكر
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 09:47 PM
بشرك الله بالخير يا دكتور يوسف ، وأحسن الله إليكم في هذه الدار المباركة .
أين نجده يا ترى ؟
---
يوسف الحوشان
05-25-2006, 06:13 PM
مرحبا بالاخ المبارك
هي ضمن منتج اسمه(متصفح سيمانور التعليمي) يباع في الرياض
ويعمل مع الانترنت
وقريبا سيفرد لوحده على الانترنت
مازلت موفقا لجهودك الملموسة -حرسك الباري-
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2006, 11:58 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور يوسف على هذه الفوائد لا عدمناكم ، ونحن نأتي بعدكم دوماً زادكم الله توفيقاً وهدى .
---
الميموني
05-28-2006, 06:33 AM
جزاكم الله خيراً برنامج مفيد
---
الراية
05-31-2006, 07:30 PM
جزاكم الله خيراً
---
موراني
06-01-2006, 01:55 PM
ما هو الرابط , من فضلكم ؟
---
يوسف الحوشان
06-04-2006, 01:15 AM
قريبا على الانترنت بإذن الله
---
أبو مجاهد المغربي
06-04-2006, 07:30 AM
جزاك الله خيرا على هذا الخبر السار فكثير من الإخوة يسأل عن مصحف برواية ورش يستطيع النقل منه للورد فالحمد لله
بشرك الله بالجنة أخي
---
عبدالرحمن الشهري
09-27-2006, 05:56 AM
هل من جديد بخصوص هذا المصحف يا دكتور يوسف ؟
5 رمضان 1427هـ
---
أحمد بزوي الضاوي
09-27-2006, 10:54 AM(1/2001)
غفر الله للجميع
صدر بحمد الله الاصدار الثالث من مصحف النور
ومضاف اليه:
1-المصحف بالرسم العثماني
2-الرسم العثماني ل(حفص-ورش-قالون-الدوري)
3- الحديث الشريف (كتاب جمع الفوائد -مشكول ومخرج)
كل ذلك بنفس طريقة الاصدار السابق من داخل الوورد
وهو من اصدار(دار الرسم العثماني الرقمي) بتقنيات سيمانور
فلله الحمد والشكر
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيبدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور يوسف الحوشان : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم على هذا الإنجاز العلمي و التقني الهام ، ولا زلنا في انتظار تنزيله على موقعنا أو غيره من المواقع المناظرة .
جزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
مساعد الطيار
09-27-2006, 01:22 PM
مبارك هذا الإصدار أخي الدكتور يوسف ، وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ، ولعلكم لا تمانعون في عقد لقاء معكم باسم ( ملتقى أهل التفسير ) لإطلاع الجمهور على مشروعاتكم النافعة ، فإن في نية المشرفين فتح نافذة للمراكز العلمية التي تخدم القرآن وعلومه ، لتكون مرجعًا لها للتنسيق فيما بينها ، ولمعرفة جهودهم ليحصل بذلك التكامل والتنوع وعدم التكرار في المشروعات .
---
(1/2002)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟
---
من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟
---
محمد الأمين
07-06-2003, 10:01 AM
وتحديداً هل ثبت بالإسناد الصحيح عن ابن عباس أنه نقل شيئاً من الإسرائيليات؟
أرجو ذكر هذا الإسناد إن أمكن.
---
أبو حسن الشامي
07-06-2003, 10:30 AM
الأخ الفاضل محمد الأمين
بالنسبة لابن عباس رضي الله عنه
راجع تفسير ابن كثير لقوله تعالى :
" إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى " الآية 40 من سورة طه
حيث ذكر حديث الفتون الطويل عن ابن عباس وسنده :
قَالَ الْإِمَام أَبُو عَبْد الرَّحْمَن أَحْمَد بْن شُعَيْب النَّسَائِيّ رَحِمَهُ اللَّه فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ سُنَنه قَوْله وَفَتَنَّاك فُتُونًا " حَدِيث الْفُتُون " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون أَنْبَأَنَا أَصْبَغ بْن زَيْد حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن أَبِي أَيُّوب أَخْبَرَنِي سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : سَأَلْت عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس، وذكر الحديث ..
ثم علّق ابن كثير رحمه الله في نهاية الحديث بقوله :(1/2003)
وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السُّنَن الْكُبْرَى وَأَخْرَجَهُ أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيرَيْهِمَا كُلّهمْ مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون بِهِ وَهُوَ مَوْقُوف مِنْ كَلَام اِبْن عَبَّاس وَلَيْسَ فِيهِ مَرْفُوع إِلَّا قَلِيل مِنْهُ وَكَأَنَّهُ تَلَقَّاهُ اِبْن عَبَّاس مِمَّا أُبِيحَ نَقْله مِنْ الْإِسْرَائِيلِيَّات عَنْ كَعْب الْأَحْبَار أَوْ غَيْره وَاَللَّه أَعْلَم وَسَمِعْت شَيْخنَا الْحَافِظ أَبَا الْحَجَّاج الْمِزِّيّ يَقُول ذَلِكَ أَيْضًا .
---
محمد الأمين
07-06-2003, 11:30 AM
ما سبب جزم ابن كثير والمزي بذلك؟
الحديث طويل أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6\396-405) ولم أجد فيه ما يُنكر. وبعضه مرفوعٌ كذلك. فما سبب جعل ذلك الحديث من الإسرائيليات؟
---
أبو حسن الشامي
07-06-2003, 11:45 AM
بدأت تصعبها علينا شيخ محمد .. ;)
---
محمد الأمين
07-06-2003, 10:15 PM
أخي الفاضل أبا الحسن
لا بد من التحقيق في هذه المسألة لوجود استشكال في تصرف الصحابة. فكيف ينقلون عن الإسرائيليات وهم يعلمون تحريفها؟
من القرائن التي تنفي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ماأشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو ماثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من ثم الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم . أخرجه البخاري (7363) .(1/2004)
فإنه يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها ، مستندا لذلك من غير عزو ، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف. بل هذا الإشكال حتى يكون قائما يحتاج إلى مقدمة وهي : إثبات أن ابن عباس رضي الله عنهما ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات . نعم ذكروا أنه سمع من كعب الأحبار لكن لايعني هذا وصفه بكونه ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات ، والفرق بين المعنيين واضح .
ولذلك فأنا أستبعد أن يقوم الصحابة بنقل الأقوال المحرّفة من الإسرائيليات. وكل صحابي ننسبه إلى ذلك فعلينا تحقيق هذه المسألة سنداً ودراية. أي علينا إثبات السند الصحيح، وعلينا إثبات أن هذا من الإسرائيليات.
وقد اشتهر ابن عباس بهذا الفعل ويجب التحقق منه. ويجب تطبيق نفس المنهج على غيره من الصحابة ممن أستبعد أكثر أن يفعلوا ذلك مثل أبي هريرة ومثل ابن مسعود وطبقته من كبار الصحابة.
---
أحمد القصير
07-06-2003, 11:14 PM
تحرير القول في هذه المسألة ، أن الإسرائيليات في التفسير لها أربعة أقسام :
القسم الأول : ما عُلم كذبه بشهادة شرعنا له بالبطلان . وهذا يجب رده وعدم قبوله ، ولا يجوز حكايته إلا على سبيل الاعتبار والتنبيه على بطلانه .
القسم الثاني : ما علم صدقه بشهادة شرعنا له بالصحة . وهذا يذكر في تفسير الآية استشهاداً لا اعتقاداً، ولا يجوز أن يكون هو المفسر للآية، بل المفسر هو ما ثبت في شرعنا .
القسم الثالث : ما كان من المسكوت عنه . ولكن فيه من الخرافة ما تحيله العقول ، ويغلب على الظن كذبه، فهذا أيضاً يجب رده وعدم قبوله، ولا يحكى إلا على سبيل التنبيه على بطلانه .(1/2005)
القسم الرابع: ما كان من المسكوت عنه، وليس فيه ما تحيله العقول ، ولا يغلب على الظن كذبه . ومثلُ هذا يجب التوقف فيه ، فلا يحكم عليه بصدق ولا كذب ، وعليه يتنزل قول النبي صلى الله عليه وسلم :« لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا » (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج »(2) .
قال ابن كثير – بعد سياقه للحديث الثاني - : « هذا محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا ، فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها ، فيجوز روايتها للاعتبار » أ.هـ.(3)
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :« واعلم أن كثيراً من المفسرين -رحمهم الله– قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل ، ونزلوا عليها الآيات القرآنية ، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله ، محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم : « حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج » ، والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة ، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم :« لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم » ، فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها ، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به ، والقطع بألفاظه ومعانيه ، فلا يجوز أن تجعل القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها، أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله ، مقطوعاً بها ، ولا يستريب بها أحد ، ولكن بسبب الغفلة عن هذا ، حصل ما حصل ، والله الموفق » .أ.هـ(4)
وما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة يحمل على القسم الرابع ، والله تعالى أعلم .
====================(1/2006)
(1) أخرجه البخاري - من حديث أبي هريرة - في كتاب تفسير القرآن ، باب { قُولُوا ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا } [ البقرة : 136 ] ، حديث (4485) .
(2) أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمر ، في كتاب أحاديث الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، حديث (3461) .
(3) تفسير ابن كثير ( 1 / 5 ) ، و البداية والنهاية (1/5) . وانظر : مجموع الفتاوى ( 13 / 366-368 )، وتيسير الكريم الرحمن (62-63) ، وقواعد الترجيح ، لحسين الحربي (1/228-232) .
(4) تيسير الكريم الرحمن (62-63) .
---
أبو حسن الشامي
07-07-2003, 07:58 AM
سورة القلم
تفسير ابن كثير لقوله تعالى "ن"
وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " ن " حُوت عَظِيم عَلَى تَيَّار الْمَاء الْعَظِيم الْمُحِيط وَهُوَ حَامِل لِلْأَرَضِينَ السَّبْع كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير :
- حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب ؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض
وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ أَحْمَد بْن سِنَان عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش بِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَمُحَمَّد بْن فُضَيْل وَوَكِيع عَنْ الْأَعْمَش بِهِ وَزَادَ شُعْبَة فِي رِوَايَته ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "(1/2007)
وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيك عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان أَوْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَ نَحْوه
وَرَوَاهُ مَعْمَر عَنْ الْأَعْمَش أَنَّ اِبْن عَبَّاس قَالَ فَذَكَرَهُ ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "
إه كلام ابن كثير رحمه الله
وهذا الأثر، كما ذكر أحد مشايخنا، صحيح الإسناد لابن عباس رضي الله عنهما
هل تظن، يا شيخ محمد، أن هذا الأثر يمكن حمله على أنه مما رواه ابن عباس من الإسرائيليات ؟
---
محمد الأمين
07-07-2003, 08:50 AM
صدقت أخي الفاضل إسناده صحيح وهو من أكاذيب اليهود، التي أستغرب كيف انطلت على ابن عباس على علمه وفضله.
وأضيف لك اتفاق المفسرين على تفسير فتنة سليمان بكذبه من أكاذيب اليهود. وقد سردها ابن كثير في تفسيره (4\36) ثم قال:
وأرى هذه كلها من الإسرائيليات. ومن أَنكرها (أشدها نكارة) ما قاله ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالوا حدثنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال:(1/2008)
أراد سليمان عليه الصلاة والسلام أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه وكانت الجرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتي خاتمي فأعطته إياه فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها هاتي خاتمي قالت قد أعطيته سليمان قال أنا سليمان قالت كذبت ما انت بسليمان فجعل لا يأتي أحدا يقول له أنا سليمان إلا كذبه حتى يرمونه بالحجارة فلما رأى ذلك سليمان عرف أنه من أمر الله عز وجل قال وقام الشيطان يحكم بين الناس فلما أراد الله تبارك وتعالى أن يرد على سليمان سلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان قال فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن تنكرن من سليمان شيئا قلن نعم إنه يأتينا ونحن نحيض وما كان يأتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر الناس سليمان عليه الصلاة والسلام فلم يزالوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته وكان سليمان عليه السلام يحمل على شط البحر بالأجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي الخاتم فدعا سليمان عليه الصلاة والسلام فقال تحمل لي هذا السمك فقال نعم قال بكم قال بسمكة من هذا السمك قال فحمل سليمان عليه الصلاة والسلام السمك ثم انطلق به إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى بابه أعطاه تلك السمكة التي الخاتم فأخذها سليمان عليه الصلاة والسلام فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه قال فلما لبسه دانت له الجن والانس والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب(1/2009)
فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا انماط مع الرصاص قال فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان عليه الصلاة والسلام فأمر به فنقر له تخت من رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر فذلك قوله تبارك وتعالى ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب يعني الشيطان الذي كان سلط عليه.
قال ابن كثير: إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قوي ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما إن صح عنه من أهل الكتاب وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام فالظاهر أنهم يكذبون عليه ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر النساء فإن المشهور عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله عز وجل من تشريفا وتكريما لنبيه عليه السلام وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنه كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
قلت ورواها قتادة أيضاً بنفس النكارة. فهذا من أثر الإسرائيليات ومن أساطير اليهود وخرافاتهم. وإلا فمن المحال قطعاً أن يتمثل الشيطان بصورة نبي
---
محمد الأمين
07-07-2003, 08:51 AM
بقي أن نحقق ما جاء عن باقي الصحابة رضي الله عنهم، هل ثبتت عنهم رواية الأساطير اليهودية في تفسير كتاب الله؟
---
أبو عمران
07-16-2003, 03:37 PM
بارك الله فيكم
حصل لي سؤال هنا في موضوعكم
ما هو التفسير الراجح و الصواب للآية وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ... و كذلك ما هو فتنة نبي سليمان عليه أفضل الصلاة و السلام
---
أحمد البريدي
07-17-2003, 01:29 AM
سبق وأن اجبت عن الجمع بين قول ابن عباس وفعله في روايته للإسرائيليات على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=42
فراجعه ان شئت .
---
محمد الأمين
08-02-2003, 08:10 AM(1/2010)
كاتب الرسالة الأصلية : أبو عمران
بارك الله فيكم
حصل لي سؤال هنا في موضوعكم
ما هو التفسير الراجح و الصواب للآية وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ... و كذلك ما هو فتنة نبي سليمان عليه أفضل الصلاة و السلام
سؤال وجيه والمشكلة أن كتب التفسير لا تكاد تذكر غير الخرافة الإسرائيلية
---
أبو حسن الشامي
08-13-2003, 10:20 AM
أخي الفاضل محمد، الأخوة الأفاضل في هذا المنتدى
أعرف أن هذا الموضوع عن الصحابة، لكن حصل عندي إشكال حول هذا الأثر عن الإمام الأوزاعي
ذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى :
" النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " (سورة غافر، الاية 46)
وَقَالَ اِبْن جَرِير ثنا عَبْد الْكَرِيم بْن أَبِي عُمَيْر ثنا حَمَّاد بْن مُحَمَّد الْفَزَارِيّ الْبَلْخِيّ قَالَ سَمِعْت الْأَوْزَاعِيّ وَسَأَلَهُ رَجُل فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّه رَأَيْنَا طُيُورًا تَخْرُج مِنْ الْبَحْر تَأْخُذ نَاحِيَة الْغَرْب بِيضًا فَوْجًا فَوْجًا لَا يَعْلَم عَدَدَهَا إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا كَانَ الْعَشِيّ رَجَعَ مِثْلهَا سَوْدَاء قَالَ وَفَطِنْتُمْ إِلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ الطَّيْر فِي حَوَاصِلهَا أَرْوَاحُ آلِ فِرْعَوْنَ يُعْرَضُونَ عَلَى النَّار غُدُوًّا وَعَشِيًّا فَتَرْجِع إِلَى وُكُورهَا وَقَدْ اِحْتَرَقَتْ أَرْيَاشُهَا وَصَارَتْ سَوْدَاء فَيَنْبُتُ عَلَيْهَا مِنْ اللَّيْلِ رِيشٌ أَبْيَضُ وَيَتَنَاثَرُ الْأَسْوَدُ ثُمَّ تَغْدُو عَلَى النَّار غُدُوًّا وَعَشِيًّا ثُمَّ تَرْجِع إِلَى وُكُورهَا فَذَلِكَ دَأْبُهُمْ فِي الدُّنْيَا فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة قَالَ اللَّهُ تَعَالَى " أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْن أَشَدَّ الْعَذَاب " قَالَ وَكَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهُمْ سِتُّمِائَةٍ أَلْف مُقَاتِل(1/2011)
فهلا أفادنا أحد حول سند هذا الأثر عن الأوزاعي ؟؟؟
---
محمد الأمين
09-05-2003, 07:20 PM
أخي الفاضل
حماد بن محمد الفزاري ضعفه صالح جزرة كما في الميزان
---
محمد الأمين
11-24-2003, 08:14 AM
كاتب الرسالة الأصلية : أبو عمران
بارك الله فيكم
حصل لي سؤال هنا في موضوعكم
ما هو التفسير الراجح و الصواب للآية وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ... و كذلك ما هو فتنة نبي سليمان عليه أفضل الصلاة و السلام
لعل تفسيرها هو الابن الميت الذي ولد لسليمان وقد جاء خبره في الصحيح
---
أبومجاهدالعبيدي
11-24-2003, 01:09 PM
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لقوله تعالى : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً . إلا أن يشاء الله ...) :
( ...فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال سليمان بن داود عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة ـ وفي رواية تسعين امرأة، وفي رواية مائة امرأة ـ تلد كل امرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله» فقيل له ـ وفي رواية قال له الملك: «قل إن شاء الله» فلم يقل. فطاف بهن فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركاً لحاجته». وفي رواية «ولقاتلوا في سبيل الله فرساناً أجمعون» ا هـ.(1/2012)
فإذا علمت هذا فاعلم أن هذا الحديث الصحيح بين معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً} . وأن فتنة سليمان كانت بسبب تركه قوله «إن شاء الله»، وأنه لم يلد من تلك النساء إلا واحدة نصف إنسان، وأن ذلك الجسد الذي هو نصف إنسان هو الذي ألقي على كرسيه بعد موته في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً}، فما يذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً}، من قصة الشيطان الذي أخذ الخاتم وجلس على كرسي سليمان، وطرد سليمان عن ملكه. حتى وجد الخاتم في بطن السمكة التي أعطاها له من كان يعمل عنده بأجر مطروداً عن ملكه، إلى آخر القصة ـ لا يخفى أنه باطل لا أصل له، وأنه لا يليق بمقام النبوة. فهي من الإسرائيليات التي لا يخفى أنها باطلة.
والظاهر في معنى الآية هو ما ذكرنا، وقد دلت السنة الصحيحة عليه في الجلة، واختاره بعض المحققين. والعلم عند الله تعالى.)
---
محمد الأمين
06-16-2004, 04:45 AM
للمزيد من المشاركات
---
محمد الأمين
02-22-2005, 05:21 AM
فما يذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً}، من قصة الشيطان الذي أخذ الخاتم وجلس على كرسي سليمان، وطرد سليمان عن ملكه. حتى وجد الخاتم في بطن السمكة التي أعطاها له من كان يعمل عنده بأجر مطروداً عن ملكه، إلى آخر القصة ـ لا يخفى أنه باطل لا أصل له، وأنه لا يليق بمقام النبوة. فهي من الإسرائيليات التي لا يخفى أنها باطلة.
والظاهر في معنى الآية هو ما ذكرنا، وقد دلت السنة الصحيحة عليه في الجلة، واختاره بعض المحققين. والعلم عند الله تعالى.)[/color]
جزاكم الله خيرا
ً
---
(1/2013)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > رد على بحث " طريقة قرآنية جديدة لإيجاد أعلى سرعة "c "
---
رد على بحث " طريقة قرآنية جديدة لإيجاد أعلى سرعة "c "
---
د.محمد الجهني
10-22-2005, 07:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رد على بحث " طريقة قرآنية جديدة لإيجاد أعلى سرعة "c "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
بين يدي بحثان أصلهما واحد ونتيجتهما واحده. أولهما بحث للدكتور محمد دودح الباحث العلمي في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بعنوان "سرعة الضوء في القرآن الكريم "
والآخر للأستاذ الدكتور منصور حسب النبي أستاذ الفيزياء بجامعة عين شمس وعنوانه :
A New Astronomical Quranic Method For The Determination Of The Greatest Speed C
وترجمته " طريقة قرآنية فلكية جديده لإيجاد أعلى سرعة سي" وسي ترمز لسرعة الضوء .
وهذا البحث موجود على الانترنت تحت عنوان :
http://islamicity.com/Science/960703A.SHTML
والبحث في أصله للدكتور محمد دودح والذي ورد فيه تقريظات من علماء شرعيين وكونيين كثيرة جداً الى درجة أن شبهه أحد أساتذة الفيزياء بجامعة اكسفورد البريطانية بأنه اكتشاف علمي يضاهي الوريقات التي أقامت الدنيا ولم تقعدها لانشتاين. وقد حقق ما أسماه الباحثان " المعادلة القرآنيه" جمع كبير من العلماء في المملكة وموسكو ومصر وبريطانيا وعقدت ندوات مختلفه داخل المملكة وخارجها لتحقيقها من الناحية الفيزيائية والرياضية والشرعية واللغوية . كما ترجم بحث الدكتور حسب النبي الى عدة لغات .
وفي هذا المقال أتعرض بالنقد العلمي البناء لما ورد في البحثين من أخطاء عقدية ومنطقية وعلمية
يقول الدكتور حسب النبي باختصار شديد :(1/2014)
" من المعروف أن القمر يدور حول الأرض بنفس السرعة التي يدور بها حول نفسه 29.53 يوما. و تسمى هذه الفترة بالشهر الاقتراني الذي يبلغ 29.53 يوما. و لذلك في التقويم القمري الشهري يكون إما 29 يوما أو 30 يوما. لكن يجب الانتباه هنا إلى أن الأرض تدور حول الشمس، و بالتالي فالقمر يدور حول الشمس أيضا نتيجة دورانه حول الأرض. فخلال دوران القمر حول الأرض أثناء الشهر الاقتراني، تكون الأرض (و بالتالي مدار القمر) قد قطعت مسافة في دورانها حول القمر. فموقع القمر بالنسبة للنجوم قد تغير. فالوقت الذي يستغرقه القمر ليعود لنفس مكانه بالسماء (كما يرى من الأرض) يسمى بالشهر الفلكي (27.32 يوم) حيث يعبر عن الوقت الصافي الذي تستغرقه دورة واحدة في مدار القمر. هذا المدار هو دائري تقريبا بمعدل نصف قطر R يساوي 384264 كم. راجع الجدول أدناه (من المهم التفريق بين t و بين T)
الاقتراني الفلكي الفتره
29.53059 يوماً 27.321661يوما=655.71986 ساعةً T الشهر القمري
24 ساعة=86400 ثانية 23ساعة و56 دقيقة و4.0906 ثانية=86164.0906 ثانية t اليوم الأرضي
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون } (السجدة). فالله سبحانه وتعالى يتحدث عن بعض الملائكة التي تعرج من السماء إلى الأرض .
والمعلوم أن المقصود من هذه الآية أن هذه الملائكة تعرج من السماء إلى الأرض وتقطع المسافة التي يقطعها القمر في ألف سنة قمرية في يوم واحد ( أي أنها تقطع تلك المسافة في يوم يوازي : 12 ألف شهر قمري ). والسؤال هنا : ما هي تلك المخلوقات العجيبة ؟ وما هي السرعة التي يمكن أن تصل إليها حتى تتمكن من تلك الخاصية المدهشة ؟(1/2015)
هدفنا الآن: أن نحسب المسافة الفلكية الحقيقية التي يقطعها القمر خلال ألف سنة (2) أن نحسب السرعة اللازمة لنقطع هذه المسافة خلال يوم واحد فقط عن طريق القاعدة البسيطة: السرعة تساوي المسافة على الزمن لفهم تلك الآية فهماً صحيحاً، دعونا نتحدث عن معادلة مهمة :
قلنا إن مسافة الألف سنة هي طول المسار الذي يقطعه القمر في خلال 12000 شهر، أي أن :
C*t= 12000 L المعادلة الأولى
حيث C هي سرعة الملائكة، و t هو الزمن الذي يستغرقه القمر في دورة فلكية واحدة حول الأرض و هو كما ذكرنا من قبل ( 23 ساعة و 56 دقيقة و 4.0906 ثانية ) أي : 86164.0906 ثانية .
و L هي المسافة التي يقطها القمر في دورانه في شهر فلكي واحد حول الأرض دون الأخذ بالاعتبار دوران الأرض (و بالتالي مدار القمر) حول الشمس .
دعونا نأخذ V أنها هي السرعة الزاويّة المتوسطة لسرعة القمر في المسار الخاص به ، و هي تستنتج من طول نصف القطر المتوسط بين المسار و الأرض فيكون :
V = 2 Pi * R/T
و بالتعويض عن R بـ : 384264 كم .. و T بـ 655.71986 ساعة ( و هي فترة الاقتران التي تبلغ 29.53059 يوم أي متوسط الوقت بين مرور قمرين )
فنتج عن ذلك
V= (2*3.1416*384264) / (655.71986) = 3682.07 Km/hr
و هذه القيمة معطاة في كل كتب الفلك و تم مراجعتها و اعتمادها من قبل وكالة ناسا .
و دعونا بذلك نقول إن @ هو الملك يجري حول الشمس وفق قواعد النظام الأرضي-القمري خلال شهر فلكي واحد (27.321661 يوما ). فإذا أخذنا بالاعتبار فترة سنة شمسية (365.25636 يوماً) فيمكننا بذلك حساب @
@=27.321661*360/365.25636=26.92848
حيث @ هو الثابت الذي يعتمد على زمن الشهر و العام الذي يدور فيه القمر .(1/2016)
و حيث أن وجود الشمس سيغير الخصائص الجاذبية للفضاء و الوقت، يجب أن نعزل تأثير جاذبيتها من على النظام الأرضي-القمري بأن نتجاهل دوران النظام الأرضي-القمري حول الشمس. فإذا اعتبرنا الأرض ثابتة أمكننا أن نطبق القاعدةVo=Vcos@
لنحسب السرعة الزاويّة الصافية للقمر. و بذلك يمكننا حساب المسافة الخطية التي يقطعها القمر خلال شهر فلكي واحد .
L = V cos @ T المعادلة الثانية
بتعويض المعادلة الثانية في المعادلة الأولى نحصل على :
C =12000 V cos @ T/t
و بتعويض قيم الثوابت من الجدول أعلاه. حيث
cos@ = cos 26.92848 = 0.89157 و
V = 3682.07km/hr نحصل على :
C=12000 x 3682.07 x 0.89157 x 655.71986/86164.0906
C = 299792.5 km/s
و هي السرعة التي تجري بها تلك الملائكة في الكون و هي مطابقة تماما لسرعة الضوء التي تعتبر أقصى سرعة يمكن أن تبلغها الأجسام الكونية التي نعرفها حتى الآن. و هذا الحساب يتعلق بدقة الأرقام التي نعلمها عن مدة دوران القمر حول الأرض" انتهى كلامه .
وما أعتقده هنا أن نية الباحثين الكريمين صادقة بإذن الله إلاً أن صدق النوايا لا يبرر السكوت عما ورد في هذين البحثين من أخطاء كبيرة. أرجو أن يتقبل الباحثان والمحققون للمعادلة القرآنية ما أورده من نقد برحابة صدر المسلم الصادق الذي ضالته الحق, ويتلخص نقدي باختصار فيما يلي :
- الإشكالية العقدية الأولى :(1/2017)
ذكر الباحث أن الأمر الكوني يسير بسرعة الضوء فإذا علمنا أن ضوء الشمس يستغرق أكثر من ثمان دقائق بقليل حتى يصل إلى الأرض بل إن ضوء القمر وهو أقرب إلينا يستغرق أكثر من ثانيتين فهل يحتاج أمره تعالى وقتا محدداً حتى يصل إلى الأرض وهو القائل سبحانه (( و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) (القمر) . قال ابن كثير"وهو إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه كما أخبر بنفوذ قدره فيهم فقال وما أمرنا إلا واحدة أي إنما نأمر بالشيء مرة واحدة لانحتاج إلى تأكيد بثانية فيكون ذلك الذي نأمر به حاصلاً موجوداً كلمح البصر لايتأخر طرفة عين "
والقائل سبحانه أيضاً (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )) .
بل إننا نعلم أن بعض النجوم يصل إلينا ضوؤها بعد بلايين السنين وبعضها قد اندثر ومازال ضوؤها مستمراً وكأنها مازالت في مواقعها .
ولاأظن أحداً يقول إن أمر الله تعالى يحتاج إلى وقت حتى يصل إلى الأرض أو إلى نقطة محددة في هذا الكون .
ونحن نعلم ايضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسري به إلى المسجد الأقصى وصلى بالأنبياء عليهم السلام وعرج به إلى سدر ة المنتهى وعند كل سماء يستفتح جبريل فيفتح لهما وحاج ربه في الخمسين صلاة حتى صارت خمساً ثم نزل إلى مكه وكل ذلك في أقل من ليلة واحدة .
الإشكالية العقدية الثانية :
وبما أن الباحث يؤمن بالقوانين الطبيعية ودقتها وتطبيقها على القرآن والسنة فليقبل هذا القانون الذي استخدمه :
المسافة=السرعةx الزمن
هذا القانون يقضي بأنه إذا تحددت السرعة والزمن تحددت المسافة فكأن الباحث يستنتج من بحثة بعد مصدر الأمر الكوني ( أي بعد الله سبحانه) ,وأعوذ بالله من هذا القول, وذلك أنه قال إن الأمر الكوني يسير في سرعة الضوء ويحتاج الى يوم واحد .
وهذا أمر في غاية الخطورة .
الإشكالية المنطقية:ـ
ذكر الباحث بعد الآية القرآنية الكريمة(1/2018)
(( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون )) ( السجدة ).
أن المسافة التي يقطعها القمر في ألف سنة = المسافة التي يقطعها الأمر الكوني في يوم واحد .
وأقول له من أين أتيت بالقمر والملائكه ولاذكر لهما في الآية ولماذا لاتكون المسافة التي تقطعها الأرض حول الشمس أو المسافة التي يقطعها الإنسان أو غير ذلك . وأقول أيضاً من أين أتيت بالمسافة ولا ذكر لها في الآية وإنما ذكر سبحانه الزمن وإذا كنت مصراً على أن تضع هذه الآية على صيغة معادلة فالأولى أن تقول :
يوم عند الله = ألف سنه مما نعد
.
الإشكالية العلمية الأولى :-
ذكر الباحث أنه وصل إلي قيمة قريبة جداً من سرعة الضوء العالمية فنتيجته s/km 299792.5 وسرعة الضوء العالمية s/km 299792.458 وهذه دقة متناهية ومذهلة حقاً فهل كان الباحث محقاً في هذا الأمر .
وبما أن النتيجة التي وصل إليها الباحث دقيقة جداً فليقبل الدقة في النقد والتصويب .
استخدم الباحث القيم التالية فيما أسماه بالمعادلة القرآنية :
R= 384264 km
Pi=3.1416
Cos@ = 0.89157
T= 655.71986 hrs
t = 86164.0906 seconds
V=3682.07 km/hr
وبذلك نجد أن الباحث قرب قيمة V وعند حساب قيمة V بنفس الطريقة التي استخدمها الباحث بدون تقريب نجد أن :
V= 3682.071738 km/hr
وعند استخدام هذه القيمة تكون :
C= 12000*3682.071738*0.89157*655.71986/86164.0906
= 299792.6404 km/s
وعند استخدام نفس القيم التي استخدمها الباحث يظهر لنا فرق بين القيمة العالمية وما أسماه الباحث سرعة الأمر وذلك من جراء تقريب لم ينتبه اليه .
الإشكالية العلمية الثانية :-
استخدم الباحث قيمة Pi=3.1416 مقربة إلى أربعة أرقام عشرية .
وعند استخدامها مقربة ألى تسعة أرقام عشرية (Pi=3.141592654)
تكون نتيجة ماأسماه الباحث بالمعادلة القرآنية : s/km C=299791.9393(1/2019)
وهذا التقريب في قيمة V و Pi يجعل ما أسماه الباحث بسرعة الأمر الكوني يختلف عن سرعة الضوء العالمية وهذا الإختلاف غير قليل بميزان القياسات المعملية لسرعة الضوء .
الإشكالية العلمية الثالثة :-
استخدم الدكتور منصور حسب النبي قيمة
R= 384264 Km
وهي القيمة التي من خلالها أوجد قيمة V ولا أدري من أين جاء بهذه القيمة والقيمة الصحيحة والتي تعتمد عليها وكالة الفضاء الأمريكية هي R=384401km ولكن الدكتور فيما يبدو لي والله أعلم أوجد قيمة R من قيمة V وقيمة V مقربة فظهرت هذة النتيجة الغريبة. وعند استخدام R=384401 Km يكون ماأسماه بسرعة الأمر .
C= 299898.82 Km /s
وفرق كبير بين القيمة العالمية لسرعة الضوء وهذه القيمة .
الإشكالية العلمية الرابعة :-
وهذه إشكالية أخرى حيث توهم الباحث أن السنة النجمية SIDEREAL YEAR)) اثنى عشر شهراً نجمياً فقط وهي في حقيقتها 365 يوماً و 6 ساعات و9.0 دقائق و9.5 ثانية .
والشهر النجمي يساوي 27.321661 يوماً ولو كان في السنة النجمية 12 شهرا نجمياًً لأصبح عدد أيامها 327.8599يوماً فقط .
وأعزو هذا التوهم إلى ماجرت به العادة عند الناس من أن السنة 12شهراً فقط .
والسنة النجمية هي الزمن الذي تستغرقه الأرض حتى تدور دورة واحدة حول الشمس بالنسبة لنجم ثابت .
ولذلك فإن القمر النجمي لايدور 12مرة حول الأرض في السنة النجمية وإنما يدور 13.368مرة تقريباً حول الأرض أي أن القمر في الف سنة يدور حول الأرض حوالي 13368 دورة وليس 12000 دورة كما ظن البحث وبذلك يصبح ما أسماه الباحث بسرعة الأمر الكوني C= 334099.7 km /s تقريباً. وأما سرعة الضوء فهي 299792.458 km/s وفرق كبيركبير بين القيمتين .
الإشكالية العلمية الخامسة :-(1/2020)
استخدم الباحث النظام النجمي باعتبار الأرض والقمر معزولين في حركتهما عن الشمس ولهذا يصبح الشهر 27.321661يوماً وكأن العرب تعرف هذا النظام من قبل. ويبدوأن هذه الفكرة ظهرت للباحث فجربها بعد أن لوى عنقها مرات ومرات فأعطته نتيجة مقاربة لسرعة الضوء ثم عرضها على بعض المتخصصين في اللغة وعلوم الشريعة وأخرجوا ماأسموه بالمعهود عند المخاطبين من الحركة كقاعدة للقياس حيث قالوا : "هو دوران القمر حول الأرض في منازله النجمية الثوابت بدون اعتبار لأي حركة للأرض أو القمر حول الشمس وبدون اعتبار لأي تغيرفي بعد القمر عن الأرض حول الشمس ولذا إذا ثبت وجود أي جزء من حركة للقمر أو للأرض حول الشمس فينبغي إهماله وإسقاطه من الإعتبار وبالمثل تستبعد أي نسبة من التغير إذا وجدت لأنها غير مدركة بالعين المجردة لعموم المخاطبين وورود لفظي يوم وسنة بالتنكير صالح لشمول الزمان المعهود في التعريف والزمان التابع للحركة في الحساب والمعتبر في الحساب هو الزمان التابع للحركة لأن دلالة السياق هي المعهود من الحركة والزمان تابع لها " .
هذا هو ماذكره العلماء الذين اعتمدو قاعدة الحساب من الناحية الشرعية .
وأقول للعلماء الفضلاء :
لماذا اعتبرتم دوران القمر حول الأرض في منازلة النجمية الثوابت؟ .
ألأن الباحث استخدم النظام النجمي ؟ .
ولماذا بدون اعتبار لأي حركة للأرض أو القمر حول الشمس؟ ، ألأن الباحث لم يعتبر ذلك؟ .
ولماذا إذا ثبت وجود أي جزء من حركة للقمر أو للأرض يجب إهماله؟،
ألأن الباحث أهمل ذلك؟ .
ولماذا تستبعد أي نسبة من التغير في بعد القمر إذا وجدت لأنها غير مدركة بالعين المجردة لعموم المخاطبين .
وأسأل العلماء الأفاضل هل النظام النجمي الذي استخدمه الباحث مدرك لعموم المخاطبين؟ أم أنه نظام جديد لاتعرفه العرب؟.إن العرب تعرف الشهر 29 أو 30 يوماً و لاتعرف الرصد من نجم ثابت بعيد .(1/2021)
كلمة أخيرة أقولها للعلماء الأفاضل, إن وضع كتاب الله على منضدة التشريح العلمي من أخطر القضايا فكتاب الله أقدس وأعظم من أن ينزل إلى مستوى العلوم البشرية وأن تثبت صحته من خلالها .
وكيف يصح في الأذهان شيء ــ إذا احتاج النهار إلى دليل
الدكتور محمد بن صبيان الجهني
رئيس قسم الهندسة النووية
كلية الهندسة- جامعة الملك عبد العزيز
---
أحمد البريدي
10-22-2005, 04:43 PM
شكر الله للدكتور هذا الجهد المبارك واستئذنك أن تبين لي معنى قولك الآتي بصورة أوضح :
وهذه إشكالية أخرى حيث توهم الباحث أن السنة النجمية Sidereal Year)) اثنى عشر شهراً نجمياً فقط وهي في حقيقتها 365 يوماً و 6 ساعات و9.0 دقائق و9.5 ثانية .
والشهر النجمي يساوي 27.321661 يوماً ولو كان في السنة النجمية 12 شهرا نجمياًً لأصبح عدد أيامها 327.8599يوماً فقط .
وأعزو هذا التوهم إلى ماجرت به العادة عند الناس من أن السنة 12شهراً فقط .
والسنة النجمية هي الزمن الذي تستغرقه الأرض حتى تدور دورة واحدة حول الشمس بالنسبة لنجم ثابت .
ولذلك فإن القمر النجمي لايدور 12مرة حول الأرض في السنة النجمية وإنما يدور 13.368مرة تقريباً حول الأرض أي أن القمر في الف سنة يدور حول الأرض حوالي 13368 دورة وليس 12000 دورة كما ظن البحث
---
مرهف
10-26-2005, 04:32 PM
الأخ الدكتور محمد حفظك الله :
بعد قراءتي لهذا الرد العلمي الماتع وأنت من أهل هذا العلم فإني أقترح عليك أن ترسل هذا الرد لهيئة الإعجاز العلمي بمكة وينظروا فيه فإني قرأت لمحمد دودح عدة مقالات وفيها من التسرع بعض المغالطات ولعل عذره في ذلك عدم تمكنه في العلوم الشرعية إن لم أقل عدم معرفته بها فهلا أجبتم هذا الطلب من باب إبداء النصح له جزاكم الله خيرا
---
محمد حامد سليم
12-11-2005, 09:51 PM
أخي د/ محمد الجهني
أرجو الدخول على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3768
---(1/2022)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية وحديث (1) - للحوار , التعديل , او الالغاء
---
آية وحديث (1) - للحوار , التعديل , او الالغاء
---
سيف الدين
03-08-2006, 11:09 PM
نتناول في هذا البحث حديثا عن الشرك محوره الايتين : {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون } و {ان الشرك لظلم عظيم}
وسنتناول بشكل أساسي الاحاديث التي وردت في صحيح البخاري ثم نستأنس بالاحاديث الواردة في كتب الصحاح والسنن الاخرى ...
عرض:
اذا دققنا النظر في الاحاديث الواردة في صحيح البخاري حول هذا الموضوع وهي 8 احاديث, نرى انه بالامكان ان نقسم الاحاديث الى 3 مجموعات:
1- المجموعة الاولى وتتضمن حديثا واحدا: حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ابراهمي عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال لما نزلت ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أصحابه وأينا لم يظلم فنزلت إن الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب تفسير القرآن باب ولم يلبسوا ايمانهم بظلم)
2- المجموعة الثانية وهي حديثين جاءا عن طريقين :
أ - حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة ح قال وحدثني بشر بن خالد أبو محمد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب الايمان باب ظلم دون ظلم)(1/2023)
ب - حدثنا أبو الويد حدثنا شعبة عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب احاديث الانبياء باب قول الله تعالى ولقد آيتنا لقمان الحكمة ان اشكر لله)
وهما في الحقيقة قد يرجعان الى طريق واحد غير أنه لا بأس من ذكرهما حتى نأتي على كل الاحاديث التي جاءت في صحيح البخاري
3- المجموعة الثالثة تضم 5 احاديث:
أ - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الاعمش قال حدثني ابراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس كما تقولون لم يلبسوا إيمانهم بظلم بشرك أو لم تسمعوا الى قول لقمان لابنه {يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب احاديث الانبياء – باب قول الله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا)
ب - حدثني اسحاق اخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب احاديث الانبياء باب قول الله تعالى ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله)(1/2024)
ت - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك ألا تسمعون الى قول لقمان ان الشرك لظلم عظيم (البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم باب اثم من اشرك بالله وعقوبته في الدنيا والاخرة)
ث - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك ألا تسمعون الى قول لقمان لابنه ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب تفسير القرآن باب لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم)
ج - حدثنا اسحق بن ابراهيم اخبرنا وكيع ح وحدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما تظنون انما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتابة استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم – باب ما جاء في المتأولين)
تحليل:
بداية نرى ان المجموعتين الاولى والثانية من الاحاديث تجعل مشقة الصحابة ان تتحمل اعباء تكليف الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} سببا لنزول الاية :{ان الشرك لظلم عظيم}(1/2025)
بينما احاديث المجموعة الثالثة تتحدث ان الرسول صلى الله عليه وسلم نبّه اصحابه على ان المقصود من الظلم في الاية الاولى {ولم يلبسواإيمانهم بظلم} هو الشرك في قوله تعالى: {ان الشرك لظلم عظيم}
وقد يبدو للوهلة الاولى ان هناك تناقضا بين هذه المجموعات من الروايات حيث ان المجموعتين الاولى والثانية ترى ان نزول الاية {ان الشرك لظلم عظيم} جاء بعد نزول قوله تعالى {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم}, بينما احاديث المجموعة الثالثة تفيد ان آية {ان الشرك لظلم عظيم} كانت معلومة للصحابة قبل نزول {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ... وقد تنبّه ابن حجر العسقلاني الى هذا التناقض فحاول التوفيق بالقول عن احاديث المجموعة الثالثة :"وظاهر ان الاية التي في لقمان كانت معلومة عندهم ولذلك نبههم عليها, ويحتمل ان يكون نزولها وقع في الحال فتلاها عليهم ثم نبههم فتلتئم الروايتان" (انتهى كلام ابن حجر) ... وهذا التناقض, حقيقة, هو الذي اوقع في النفس شيئا تجاه هذه الاحاديث وصياغتها, غير انه لا يمثّل الا اللبنة الاولى التي سنبني عليها ما نقول, والذي سننهيه مضمّنين عدم الموافقة الى الترجيح الذي ارتآه ابن حجر رحمه الله ..
حقيقة التساؤل هنا: هل هناك رواية واحدة للحديث ام روايتان ام اكثر؟ اي هل تدور الاحاديث كلها حول واقعة واحدة ام ان هناك تعدد في مناسبات هذه الاحاديث بحيث نحمل احاديث المجموعة الاولى والثانية على مناسبة معينة, ونحمل احاديث المجموعة الثالثة على مناسبة اخرى؟
ان محاولة التوفيق التي حاول ابن حجر القيام بها توحي انه كان يرى ان جميع الروايات تعود الى مناسبة واحدة ... وهذا الرأي يؤنسنا في ان نقول ان هناك رواية واحدة وليس روايتان. وعلى الاقل لا توجد هناك فرضية اكثر من واقعة لهذه ا لاحاديث ..(1/2026)
ان دراسة سند الحديث تشير الى ان جميع الاحاديث الواردة في البخاري على شاكلة الحديثين اعلاه, وبالعموم جميع الاحاديث التي ذكرت في البخاري وغيره, يجتمع سندها بطريق واحد وهو: سليمان بن مهران (الاعمش) عن ابراهيم بن يزيد بن قيس عن علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة عن عبد الله بن مسعود... وهذا يرجح ان تكون الاحاديث محمولة على مناسبة واحدة ... قد يقول البعض ان هذا لا يستلزم ذلك ... نقول: قد لا يستلزم ذلك الى انه يرجح وعلى اي فان الجواب لا يعتمد بشكل كلي على السند, لذا قليل من الصبر ...
لنأخذ الان نصوص المجموعة الاولى من الاحاديث:" "عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحابه أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم}."
نتساءل هنا بداية: اصحاب من الذين تساءلوا وقالوا: أينا لم يظلم؟ هل اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ام اصحاب عبد الله بن مسعود؟
اذا اعتمدنا هذا النص كنصّ وحيد, على سبيل الافتراض, نرى انه بالامكان ان نرجع الهاء في كلمة "اصحابه" الى عبد الله بن مسعود, ويمكن تبرير ذلك بتداخل رواية الرواة: اي ان عبد الله بن مسعود قد قال الجزء الاول: :"لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ثم تصرّف راو آخر آخذا الكلام عن ابن مسعود فقال: "قال اصحابه" اي اصحاب ابن مسعود .. ومما آنسني في هذا الرأي اني لم اجد في النسخة التي بين يدي من صحيح البخاري الصلاة والتسليم بعد كلمة "اصحابه" الواردة في الحديث
وقد يقول قائل ان اصحابه هنا تعود الى الرسول صلى الله عليه وسلم ...
ونقول: اذا كان ذلك بدلالة نص هذا الحديث فهو احتمال نعتقده اوهى من الاحتمال الذي فصّلناه اعلاه ..(1/2027)
واما اذا كان بدلالة الاحاديث الاخرى, فاننا نقول: من يدري؟ فلعلّ رواة الاحاديث الاخرى قد تصرفوا بنص الحديث بناء على هذا النص فاضافوا كلمة رسول الله الى أصحابه من باب اجتهاد شخصي ..
وعلى أيّ ....
ان نصوص المجموعتين الاولى والثانية يمكن ان يحمل على انه يمثّل وجهة نظر الراوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى, فهو يقول انه شقّ على الصحابة الاية الاولى فأنزل الله تعالى الاية الثانية, وهو – اي الراوي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه – لم يتعرّض في هذا الحديث لقول للرسول صلى الله عليه وسلم فيكون الامر عندها ترتيبا من قبل الراوي لا يلزم احدا بشيء بتاتا .. واننا نرجح ان يكون هذا هوالنص الاساسي للحديث اي انه رأي ارتآه ابن مسعود ولا يشكّل تصريحا بأنه حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ... اي ان الموضوع لا يعدو ان يكون تفسيرا من ابن مسعود لنص قرآني ..
اذا كان هذا الكلام صحيحا, فما بال الاحاديث في المجموعة الثالثة؟(1/2028)
ان روايات المجموعة الثالثة - على الارجح - قد نقلت بالمعنى تأسيسا على ما قاله ابن مسعود ... نعتقد ان روايات المجموعة الثالثة قد تأسست على أساس نقلها بشكل تفسيري للمجموعة الاولى, وقد تم ادخال الرسول كجزء من بنية الحديث حيث حاول رواة هذه المجموعة نقل الحديث بالمعنى ... ونعتقد ان الذي ادى الى ذلك هو وجود عناصر ايحاء قوية مثل كلمة "رسول" مضافة الى كلمة "اصحاب" حيث توهم وكأن هؤلاء الاصحاب قد سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام, اضافة الى ذلك ورود كلمة الظلم في الايتين مما يدعو الذهن الى الربط السريع فيصبح الاستنتاج العقلي وهو ان المقصود بالشرك هو الظلم من البداهة بمكان ان يجعل الراوي لا يجد حرجا في ان ينقل ما سمع بشكل تفسيري يضيف الى الايات فهمه بكل عفوي ... بكلام آخر, لقد ظن رواة المجموعة الثالثة رأي ابن مسعود انه حديث للرسول صلى الله عليه وسلم, فقاموا بنقل رواية ابن مسعود بناء على ذلك وضمنوا البنية الاساسية خطابا وتحاورا بين الرسول واصحابه حتى يصبح النص اكثر وضوحا في اذهان السامعين ... ولست اقصد هنا انهم قاموا بذلك افتراء على الرسول, وانما فعلوا ذلك لغلبة ظنهم ان ما سمعوه هو حديث عن الرسول فلم يجدوا حرجا في ان ينقلوه بالمعنى ...
والذي يرجح ما ذهبنا اليه هو ان روايات المجموعة الثالثة جاءت بصيغ مختلفة, الامر الذي يرجح ما ذهبنا اليه من ان هذه المجموعة نقلت بالمعنى تأسيسا على المجموعة الاولى...
والآن, كل ما ذكرناه الى الان قد لا يعد استدلالا, وانما أردنا ان نستعين به لنرسم صورة معينة توضح ان التناقض الموجود في الحديث هو ليس بالسهولة التي ذهب اليها ابن حجر في محاولاته التوفيقية ...
والآن نترك الاسئلة التالية برسم قرائنا الاعزاء حتى نخلص بحكم اخير على هذا الحديث, والذي أعدّه رأيا لابن مسعود وليس حديثا الى ان يتضح خلاف ذلك :(1/2029)
1- ان الايتين هما آيات مكية بالاتفاق .. مما يعني ان الصحابة عندما وجهوا سؤالهم للرسول, فعلوا ذلك وهم بمكة, وهنا نتساءل: من وجّه هذا السؤال؟ هو وجّهه عمار – الذي مات والديه امام ناظريه – ام بلال -وهو يقول أحد أحد مفترشا رمالا ملتهبة وملتحفا بصخرة – ام سلمان ام غيرهم من المؤمنين الذين كان يمارس عليهم مختلف صنوف الاذى والعذاب والظلم والذين عانوا من الحصار في الشعب والذين مر عليهم ثلاث سنين لا يجدون ما يتقوتونه؟ ان جميع اصناف الظلم كانت تلحق بالمسلمين, فهل يعقل ان يشق عليهم ان تنزل آية فيها وعيد للظلم بأي شكل من أشكاله؟؟ ان المسلمين في مكة كانوا في دائرة الاستضعاف بكل معنى الكلمة الامر الذي يبعد عن الذهن ان يكون مثل هذا التساؤل قد صدر عن مستضعفي مكة.. ثم ان مؤمني مكة كانوا مكلّفين بقضية اساسية وهو الايمان مضافا اليها شيئا يسيرا من التكاليف ذات العناوين العريضة كعدم الزنى وغيره ... فأين دائرة الظلم الذي يمكن ان يمارسوه في واقعهم؟
2- لنمعن في الروايات التالية:
- جاء في المستدرك على الصحيحين ج2 ص 346: عن زياد بن حرملة قال سمعت علي بن ابي طالب يقرأ هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} قال هذه في ابراهيم واصحابه ليست في هذه الامة .. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه
- جاء في تفسير الطبري ج7 ص 257: عن مهران ان عمر بن الخطاب كان اذا دخل بيته نشر المصحف فقرأه فدخل ذات يوم فقرأ فأتى على هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون} فاشتغل واخذ رداءه ثم أتى أبي بن كعب فقال: يا أبا المنذر فتلا هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل فقال: يا امير المؤمنين ان هذا ليس بذاك .. يقول الله تعالى: {ان الشرك لظلم عظيم} انما ذلك الشرك ..(1/2030)
وواضح من هاتين الروايتين ان علي رضي الله عنه وعمر بن الخطاب لم يسمعا حديث الرسول الذي نحن بصدد دراسته , فهم اذا لم يكونوا من القوم الذين وجهوا سؤالهم الى الرسول! ونضيف هذا الى التساؤل رقم 1.
وواضح ايضا ان عمر بن الخطاب حين اورد هذا التساؤل كان اميرا للمؤمنين, وقد قال: وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل ... فهل اجابة أبي بن كعب تتلاءم مع موقع السائل (خليفة للمسلمين)؟ هل برّر أبي بن كعب ظلم عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين ام ظلمه على الصعيد الشخصي؟ ثم ان الافتاء لعمر بن الخطاب بهذا أليس هو افتاء لكل الخلفاء من بعده ان يظلموا؟ ثم ان صحّ الحديث, الا تدلّ هذه الواقعة على ان هذا الحديث ينبغي, في الحدّ الادنى, ان يخصّص ولا يجوز تعميمه؟
3- هل شقّ على الصحابة ظلمهم لأنفسهم وظلمهم للآخرين فخفّف الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم بأن بشّرهم ان لا بأس بظلم النفس والاخرين ما لم يرتكب الانسان الظلم الاعظم وهو الشرك بالله؟ ألا يأخذ هذا الحديث موقفا مع ظالمي انفسهم وظالمي غيرهم؟ وهل يتناسب هذا مع القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الجامعة؟
قال تعالى: {ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} (النساء/10) ... ألا تدخل هذه الاية في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون}؟؟ وهل المؤمنين الذين يأكلون اموال ا ليتامى ظلما سيتحقق لهم الامن يوم القيامة؟
جاء في صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار (البخاري كتاب المساقاة باب فضل سقي الماء) وجاء ايضا: "من ظلم من الارض شيئا طوقه من سبع أرضين" (البخاري كتاب المظالم باب اثم من ظلم شيئا من الارض) يضاف الى ذلك كمّ كبير من سيرته والتي كان يحرّض فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على العدل ويحذّر من عواقب الظلم ..(1/2031)
4- ثم ان في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن الظلم والوعيد للظالمين, فلم لم يشقّ على المسلمين الا هذه الاية؟؟
في حقيقة الامر ان هذه الاية تتميّز عن غيرها من الايات بأنها ربطت موضوع الايمان بالظلم .. ولا يخفى على اي قارىء للعقائد الاسلامية ومعتقدات الفرق الاسلامية ما دار من صراع حول موضوع الايمان والعمل الصالح وهل هما شيء واحد ام متغايران .. فهذه الاية تشكّل سندا واضحا للذين يقولون ان الايمان والعمل الصالح هما وحدة لا انفصام لها ويأتي الحديث ليؤكد وجهة النظر المقابلة ...
وأسأل الله الهداية ...
---
البحر الرائق
03-09-2006, 01:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاةو السلام على من لا نبى بعده ،
الأخ الفاضل / سيف الدين
شكر الله لك و جزاك الله خيرا ووفقك الى ما فيه الخير و الرشاد ، لقد أمتعتنا بحسن عرضك و تحليلك للأيات و الاحاديث ، ولكن لى تعليق بسيط ،أرجو ان يتسع صدرك لسماعه .
أولا : انا أرى أنك ألزمت نفسك ما لا يلزم فى محاولة منك لإثبات صحة كلامك ، فحاولت جاهداً ان تثبت أن هذا الحديث ليس مرفوعا الى النبى صلى الله عليه و سلم ، و أنه موقوف على ابن مسعود ،رغم ما ورد صريحا فى الأحاديث من إثبات ذلك ، و أنت قلت أنك دققت النظر و لم تر تعقيبا فيه الصلاة و السلام على النبى بعد كلمة أصحابه ، فذهبت بذلك إلى ان المقصود هو ابن مسعود ،
وبرجوعى إلى تفسير الإمام الجليل ابن كثير لهذه الآية ، وجدت انه نقل حديث البخارى و فيه الصلاة و السلام على النبى بعد كلمة اصحابه، بل كانت الكلمات صريحة فى ثبوت الحديث للنبى صلى الله عليه و سلم(1/2032)
و لو دققت النظر - أخى الفاضل - فى سياق الآيات لوضح لك أن المقصود بالظلم فى الآية هو الشرك ،فسياق الايات هو الحديث عن مجادلة قوم ابراهيم عليه السلام له و تهديدهم اياه ، وهو يرد قائلا :و كيف أخاف ما اشركتم و لا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ؟ المؤمنون أم المشركون ؟ فيتولى الله تعالى الرد قائلا ( الذين آمنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ) ولعلك تساءلت - أخى - عن هذا الظلم الذى يرتاع من أجله الصحابة ؟ و للرد على هذا أقول :إن الصحابة وهم أروع الناس و أتقاهم بعد النبى صلى الله عليه و سلم أحسوا بأن الآية فيها شرط بدليل أن الله لم يقل الذين آمنوا لهم الأمن و لكنه قال ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )فأحسوا بأن هذه عقبة و شرط فى طريقهم فارتاعت قوبهم لذلك و سألوا النبى عليه الصلاة و السلام عن ذلك ، ثم إنهم - من فرط ورعهم وتقواهم كانوا ينظرون للإثم الهين على أنه جبل عظيم من الذنوب لا كم ننظر نحن الى ذنوبنا
و أنا هنا أحيلك إلى تفسير الإمام ابن كثير لتطلع على المزيد.
و كذلك إلى الكلام النفيس للإمام ابن تيمية رحمه الله عن تفسير الآية فى كتابه (كتاب الإيمان )فى صفحة 280و ما بعدهاطبعة دار الفكر .
ثم إنك - أخى الفاضل - دافعت و بقوة عن أن المراد بالظلم فى الآية هو الشرك ، و انا أتفق معك فى أن معنى الظلم يشمل الشرك وغيره ،و لكننا نتحدث عن الكلمة فى موضعها و فى السياق التى وردت فيه لا عن المعانى العامة و المجملة ، فالقول بأن معنى الظلم هنا هو الشرك من باب تسمية الجزء بالكل و هذا كثير فى لغتنا .
ــــــــــــــــــــــ
و ما من كاتب إلا سيفنى و يبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شىء يسرك فى القيامة أن تراه
ـــــــــــــــــــ
البحر الرائق
أحمد محمود على
ليسانس آداب و تربية(1/2033)
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
---
مجدي ابو عيشة
03-09-2006, 12:24 PM
أخي سيف الدين اي راو يمكن ان يكون تصرف ولم يروه عن ابن مسعود الا علقمة. لانك تقول تصرف أحد الرواة . فان كان التصرف ممن سمعه من ابن مسعود رضي الله عنه
الامر الأخر :
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:لَمَّا نَزَلَتْ
{ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قَالَ أَصْحَابُهُ وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَنَزَلَتْ
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }"
هذه الرواية من طريق ابن ابي عدي دون غيره اما من يرويه عن شعبة غير ابن ابي عدي فقد رواه بالصيغة التي جعلتها المجموعة الثانية :
31- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح قَالَ و حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
وطريق بشر بن خالد عن محمد بن جعفر به أخرجه النسائي ايضا (6/341 السنن الكبرى الحديث رقم(11166))
وروى البيهقي في الكبرى :(1/2034)
(وقد أخبرنا) أبو الحسن على بن احمد بن عبدان أنبأ احمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن الاعمش قال سمعت ابراهيم يحدث عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اينالم يلبس ايمانه بظلم قال فنزلت (لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم) رواه البخاري10/185 سنن البيهقي الكبرى )
أي ان المجموعة الاولى والثانية التي جعلت عليها تحليلك ما هي الا رواية شعبة !
والبحث في العلل لا يكون الا بعد استقصاء الطرق لمعرفة اي الرواة أختلف عنهم اللفظ .
الان الاختلاف اما من شعبة او من طبقة شعبة واما من الاعمش واما ممن رواه عن تلاميذ الاعمش .
لننظر في الروايات :
البخاري 3310 :" - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ
{ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }(11147) صحيح البخاري.
فهذه رواية حفص بن غياث رواها ابنه عمر .
البخاري 3175
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }(1/2035)
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
البخاري4624 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
روايات مسلم للحديث178 :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }(1/2036)
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عِيسَى وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ ح و حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ ح و حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ كُلُّهُمْ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنِيهِ أَوَّلًا أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ الْأَعْمَشِ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْهُ1/331 صحيح مسلم
وابان هنا لانه ذكر لا للاحتجاج .
فهذه الطرق الى الاعمش عن طريق عبد الله بن اديس وابوا معاوية ووكيع وعيسى بن يونس وابن مسهر
ورواه الترمذي 2993 قال:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ الْأَعْمَشِ10/331 سنن الترمذي
وفي مسند أحمد
3408 قال:حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ(7/433) مسند أحمد
3826 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ(8/371)
4019 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ(9/54)
---
مجدي ابو عيشة
03-09-2006, 01:18 PM
وفي سنن النسائي الكبرى:
(11390) أنا علي بن خشرم أنا عيسى عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت * (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) * شق ذلك على المسلمين قالوايا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه
قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم قوله تعالى إن أنكر الاصوات لصوت الحمير6/427
وابن ابي حاتم قال :(1/2037)
7575 - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، ووكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت : ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، قالوا : أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس كما تظنون ، إنما قال لقمان لابنه : ( لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) »26/136
وفي مستخرج ابي عوانة
163 - حدثنا علي بن حرب قال : ثنا أبو معاوية ، ومحمد بن فضيل ، ووكيع قالوا : ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس قالوا : يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه ؟ فقال : « إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا قول العبد الصالح : » يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم إنما هو الشرك «
164 - حدثنا عمر بن شبة قال : ثنا أبو أحمد الزبيري قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : » بالشرك «166
- وحدثنا الصغاني قال : ثنا إسماعيل بن الخليل قال : ثنا علي بن مسهر ح ، وحدثنا ابن الجنيد أبو جعفر قال : ثنا عبيد الله بن محمد قال : ثنا عبد الواحد بن زياد كلاهما ، عن الأعمش ، بإسناده مثله - فقالوا : « يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه ؟ قال : » ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا قول لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (1) « حدثنا سعيد بن مسعود قال : ثنا أبو الجواب قال : ثنا عمار بن رزيق ، عن الأعمش ، بمثله . حدثنا المعمري قال : ثنا أبو كريب قال : ثنا ابن إدريس قال : حدثنيه أولا أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ، ثم سمعته من الأعمش ، بمثله
1/81-83
وفي صحيح ابن حبان :(1/2038)
253 - أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ، ومحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينا لم يظلم نفسه ؟ قال : فنزلت : ( إن الشرك لظلم عظيم ) قال ابن إدريس ، حدثنيه أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ثم لقيت الأعمش فحدثني به
1/495
وفي الايمان لابن مندة
268 - أنبأ أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم، عن علقمة ، عن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ، قالوا : يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه ؟ ، قال : ليس ذاك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )
269 - ثنا عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا أبو مسعود ، ويونس بن حبيب ، قالا : ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، قال : قال لي الأعمش : ألا أحدثك حديثا جيدا ، ح وأنبأ أحمد بن إسحاق ، ثنا العباس بن الفضل ، ومحمد بن حرب قالا : ثنا أبو الوليد ، ثنا شعبة ، عن الأعمش ، سمعت إبراهيم يحدث عن علقمة ، عن عبد الله : لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ، قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ ، فنزلت : ( لا تشرك بالله )(1/2039)
270 - وأنبأ عمرو بن محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن عمرو الشيباني ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا عبد الله بن إدريس ، وأبو معاوية ، ووكيع ، وأبي ، كلهم عن سليمان بن مهران ، ح ، قال : وثنا عبد الله بن محمد العبسي ، ثنا ابن إدريس ، وأبو معاوية ، ووكيع ، عن الأعمش ، ح ، قال : وثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا أبو معاوية ، عن سليمان الأعمش ، ح ، وأنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق ، أنبأ جرير ، وأبو معاوية ، ووكيع ، وعيسى بن يونس ، ح ، وأنبأ أحمد بن عيسى البيروتي ، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي ، ثنا علي بن حجر ، ثنا عيسى بن يونس ، ح ، وأنبأ محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن نعيم ، ثنا داود بن رشيد ، ثنا حفص ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على المسلمين ، فقالوا : يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه ؟ ، فقال : ليس ذاك هو إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا إذ قال لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )
271- أنبأ الحسين بن علي ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : ثنا محمد بن إسحاق بن المغيرة ، ثنا محمد بن العلاء ، ثنا عبد الله بن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على المسلمين ، فقالوا : يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه ؟ ، فقال : ليس ذاك إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) . قال ابن إدريس : حدثنيه أولا أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ، ثم سمعته منه
1/324-326
جميع الأحاديث من الشاملة 2
هنا لاحظ أيضا ما روي عن شعبة واختلاف الصيغة .(1/2040)
اذا فالذي جعلته القسم الأول والثاني هو طريق شعبة وقد خالفه كل من يرويه عن الأعمش وكلهم رووه بصيغة التي جعلتها القسم الثالث .
طبعا عدد الذين روو عن تلاميذ الاعمش بين ان من رواه عن الاعمش غير شعبة كلهم وري عنهم بنفس الصيغة ولم يختلف أحد ممن لرواه عن شعبة بالذي جعلته القسم الاول والثاني
فتحليلك بأن الاختلاف هو من أصحاب عبد الله بن مسعود لا يصح لان الطرق كلها عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله
وانما الاخلاف هو ما رواه شعبة .
اما بيان ممن حصل الاختلاف من شعبة ام من الأعمش فان قول شعبة : (قال لي الأعمش : ألا أحدثك حديثا جيدا) تبين ان شعبة لم يسمعه مع من روى الحديث عن الاعمش في نفس المجلس . هنا اقف واسأل من عنده علم بهذا الحديث
---
سيف الدين
03-09-2006, 03:45 PM
الاخ الكريم البحر الرائق:
اشكرك جزيل الشكر على ملاحظاتك القيّمة والتي فتحت امامي آفاقا جديدة في مناقشة الموضوع ... وأسأل الله تعالى ان تكون ردودي من باب الحوار لا غير ..
اولا: لم ابن نقدي للرواية على عدم وجود الصلاة والتسليم عقب كلمة "اصحابه" .. غير ان الموضوعية هنا تحتم علينا ان نرجع الى المصدر الاساسي وهو صحيح البخاري وليس ما نقله ابن كثير عنه, فلربما كانت الزيادة من ابن كثير, الا ان جاءنا احد بنسخة لصحيح البخاري فيها غير ما اسلفنا. يضاف الى ذلك اني راجعت النسخة المتوفرة لدي لتفسير اين كثير فلم اجد ما ذكرت من ذكر للصلاة والتسليم بعد كلمة اصحابه, وربما ذلك يعود الى اختلاف في النسخ او اخطاء في الطباعة ..(1/2041)
ثانيا: المناقشة الاساسية للبحث الذي أثرته ليس تحديد معنى الظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم}, وانما هو منظومة هذا الحديث التي تتضمن عقلية السامع وتخفيف الرسول .. فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .. ان الرواية هي ا لتي تجعل مناقشة الايمان والظلم خارج السياق النصي .. لو اكتفت الرواية بالقول بان المقصود من الظلم هو الشرك دون ذكر لمشقة السامعين, لما كان هناك من داع للمناقشة .. انما الرواية , بمنظومة تركيبها, اخرجت المفردات من دلالات النصوص, وجعلت المناقشة تدور خارج النص .. ان تركيبة الرواية تجعل السامعين مكلفين بأعباء الاية, وقد أقر الرسول – حسب الرواية – هذا الفهم بأنهم مكلفون, غير انه وضّح – حسب الرواية – ان الظلم يقتصر على الشرك دون غيره .. ان هذا التعميم هو ما ترفضه نصوص قرآنية كنت قد اسلفت ذكرها كأكل مال اليتيم, كما ترفضه نصوص احاديث كثيرة عن الظلم وعواقبه, منها ما اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ..
---
سيف الدين
03-09-2006, 11:35 PM
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة
جزاك الله خيرا على جهدك الكبير
بداية, اوافق معك على ان الطرق كلها لهذا الحديث تجتمع في الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله, وبالاجمال اتفق معك على ما توصلت اليه من دراسة بخصوص السند ..
غير اني اود ان اوضح التالي:
اقتباس(1/2042)
---------------------------------------------------------
فتحليلك بأن الاختلاف هو من أصحاب عبد الله بن مسعود لا يصح لان الطرق كلها عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله
---------------------------------------------------------
انا لم اقل ان الاختلاف هو من اصحاب عبد الله بن مسعود, وهذا اقتباس لما ورد في البحث:
اقتباس
---------------------------------------------------------------------
اذا اعتمدنا هذا النص كنصّ وحيد, على سبيل الافتراض, نرى انه بالامكان ان نرجع الهاء في كلمة "اصحابه" الى عبد الله بن مسعود, ويمكن تبرير ذلك بتداخل رواية الرواة: اي ان عبد الله بن مسعود قد قال الجزء الاول: :"لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ثم تصرّف راو آخر آخذا الكلام عن ابن مسعود فقال: "قال اصحابه" اي اصحاب ابن مسعود .. ومما آنسني في هذا الرأي اني لم اجد في النسخة التي بين يدي من صحيح البخاري الصلاة والتسليم بعد كلمة "اصحابه" الواردة في الحديث
------------------------------------------------------
ان كان هذا النص يوحي بما ذهبت اليه, رغم اني لا ارى ذلك, فأنا أتراجع عنه, وكل القصد هنا يتجه الى اي راو من اي طبقة كان .. وقد حصرت دراستك الان منشأ الاختلاف في شعبة او الاعمش .. أوافقك في ذلك الى حدّ بعيد رغم ان قائمتي تضم اكثر من هذين الاسمين .. على اي حال, لا انوي بأي حال من الاحوال ان أخوض في نقاشات في السند, وجلّ همي ان اناقش متون الاحاديث في المواضيع المطروقة ...
غير انه لا يخفى ان هناك روايتين بجميع الاحوال, رواية مقتضبة ورواية مفصلة .. فأصل الرواية اما ان يكون مقتضبا, فقام بتفصيله, اي بالزيادة عليه اخرون, واما ان تكون مفصلة, فقام باختصارها اخرون ...
غير ان الطبع البشري, وهذا للاستئناس وليس دليلا, يميل الى الزيادة على ما يسمع كما يذهب الى ذلك ابن خلدون والواقع المعاش ...(1/2043)
---
مجدي ابو عيشة
03-11-2006, 11:21 AM
أخي سيف الدين بارك الله فيك ,انما وضعت لك الاسانيد لأنك قلت :
واما اذا كان بدلالة الاحاديث الاخرى, فاننا نقول: من يدري؟ فلعلّ رواة الاحاديث الاخرى قد تصرفوا بنص الحديث بناء على هذا النص فاضافوا كلمة رسول الله الى أصحابه من باب اجتهاد شخصي .. لذا بينت لك ان رواية "هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم " وما وافقها هي الصواب لان كل من رواها عن الاعمش انما رواها بنحو ذلك : فقد رواها عن الاعمش كل من :حفص بن غياث . وعيسى بن يونس,وعبد الله بن ادريس, ووكيع ابن الجراح في الصحيحين ولكن الرواية الثانية التي جعلتها المجموعة الاولى والثانية هي طريق شعبة لان كل من رواها عن شعبة رواها ب"فأنزل "
هذا ذكرته لك لان جل دراستك توقفت على هذه الأحاديث دون غيرها . فاذا راجعت الطبري وراجعت كتب الحديث والتفسير ستجد ان تفسير الاية هو من نحوا الحديث الذي بين ان معنى الظلم هنا الشرك .
الأمر الأخر هو عبارتك :ان روايات المجموعة الثالثة - على الارجح - قد نقلت بالمعنى تأسيسا على ما قاله ابن مسعود ... نعتقد ان روايات المجموعة الثالثة قد تأسست على أساس نقلها بشكل تفسيري للمجموعة الاولى, وقد تم ادخال الرسول كجزء من بنية الحديث حيث حاول رواة هذه المجموعة نقل الحديث بالمعنى ...
فهذا الذي عليه مدار بحثك , اي انك لم تكن مصيبا بتقسيمك للحديث بطريقة المجموعات التي وضعتها . لان رواية الاعمش من غير طريق شعبة ثابتة ولها ما يؤيدها من الروايات اذا رجعت الى ابن جرير .(1/2044)
وقولك :"فهل يعقل ان يشق عليهم ان تنزل آية فيها وعيد للظلم بأي شكل من أشكاله؟؟" نعم أخي يعقل والاتقى هو الذي يتحرى . وانما الظلم يطال الصغير والكبير في العمل من حيث الاسم ولكنه لا يستوي من حيث النوع . فتقصير الانسان في طاعة ربه يعد ظلما لنفسه . وقد يتكلم الانسان بكلمات لا يلقي لها بالا فيؤذي بها مسلما فيقع منه الظلم . وهذا معنى ما قصده عمر بن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه . وبهذا الاسلوب نصح سابق البربري عمر بن عبد العزيز والله تعالى اعلم .
وواضح من هاتين الروايتين ان علي رضي الله عنه وعمر بن الخطاب لم يسمعا حديث الرسول الذي نحن بصدد دراسته , فهم اذا لم يكونوا من القوم الذين وجهوا سؤالهم الى الرسول! ونضيف هذا الى التساؤل رقم 1. بالطبع أخي ليس كل حديث للرسول يسمعه كل الصحابة . وانما قد يفوت بعضهم ما لا يفوت غيره فهم قوم يعملوا ويشتغلوا فغياب بعض حديث الرسول عن بعضهم هو امر معروف .
وواضح ايضا ان عمر بن الخطاب حين اورد هذا التساؤل كان اميرا للمؤمنين, وقد قال: وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل ... فهل اجابة أبي بن كعب تتلاءم مع موقع السائل (خليفة للمسلمين)؟ هل برّر أبي بن كعب ظلم عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين ام ظلمه على الصعيد الشخصي؟ ثم ان الافتاء لعمر بن الخطاب بهذا أليس هو افتاء لكل الخلفاء من بعده ان يظلموا؟ ثم ان صحّ الحديث, الا تدلّ هذه الواقعة على ان هذا الحديث ينبغي, في الحدّ الادنى, ان يخصّص ولا يجوز تعميمه؟
هنا أخي اذكرك ان الظلم لا يؤخذ فقط بالمعنى الذي هو ظلم الحكام . بل ان ظلم الحكام القضاة هو امر يجتنبه عمر رضي الله عنه ولا يوجد أحد ممن فسر الظلم بالشرك من السلف يذهب الى ما ذهبت اليه فلا أعرف من اين استنتجت ذلك ؟
لهذا أخي وضحت لك ان الطريقة التي استدللت بها لم تكن اساسا صحيحا .(1/2045)
اما الايمان والعمل الصالح فهي مبحث آخر لا ارى له علاقة بالحديث الاكغيره من الاحاديث والآيات
الأمرالاهم بالطبع مقصد الظلم هنا ليس عليه اجماع في تفسيرها هنا وانا لا اريد الزامك بشيء.
---
سيف الدين
03-14-2006, 08:51 PM
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة
أولا: جاء في صحيح ابن حبان نفس الرواية التي رويت عن شعبة وانما عن طريق ابن ادريس ايضا: اخبرنا الحسن بن احمد بن ابراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ومحمد بن اسحاق قالا: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب, قال: حدثنا ابن ادريس عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} (الانعام 82) قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت : {ان الشرك لظلم عظيم} (لقمان 13)
قال ابن ادريس: حدثنيه أبي عن أبان عن تغلب عن الاعمش ثم لقيت الاعمش فحدثني به. (صحيح ابن حبان)
لذا القول بأن رواية المجموعتين الاولى والثانية جاء عن طريق شعبة فقط كلام لا يصح
ثانيا: ان الظلم في قوله تعالى:{ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} جاء بصيغة منكرة اي انها تفيد العموم .. اي انها تتضمن جميع انواع الظلم المذكورة في القرآن, وقد لخّصت السنة النبوية الظلم في انواع ثلاثة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: وقد اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ..
فلا اعلم لم, ايها الاخ الكريم, قد حملت الظلم الذي عنته الصحابة على القسم الثاني حسب تقسيم الحديث السابق وهو ظلم العباد لأنفسهم:
اقتباس
----------------(1/2046)
فتقصير الانسان في طاعة ربه يعد ظلما لنفسه . وقد يتكلم الانسان بكلمات لا يلقي لها بالا فيؤذي بها مسلما فيقع منه الظلم
---------------------------------------------
فما هو وجه استدلالك في ان المقصود في الظلم هو ظلم النفس او الخطأ.. اقول هذا متعجّبا لان القرآن الكريم قد توعّد بمن يأكل مال اليتيم ظلما بأنه سيصلى سعيرا في الاخرة, فما تقول في هذا الظلم الذي سينال فاعله في الاخرة عذابا شديدا ولو كان مؤمنا بالله .. اين تضعه في اطار الفهم الشائع للحديث؟ ثم اين تضع قول الرسول صلى الله عليه وسلم التالي ايضا: جاء في الصحيحين، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛
أنَّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم مرّ بقبرين فقال: "إنَّهُما يُعَذَّبانِ ومَا يُعَذَّبانِ في كَبير" وفي رواية البخاري: "بلى إنَّه كَبيرٌ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأما الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ".
ليس هذا فحسب, بل العشرات من الايات والاحاديث التي تتحدّث عن ظلم الناس؟
هذا هو المستند الاكبر الذي اعتمد عليه في نقدي للحديث, وليس السند الا استئناسا, ولا اجده الى الان الا استئناسا صائبا ..
ايها الاخ الكريم ...
ان فهم الحديث لا يمكن ان يتمّ خارج اطار القرآن الكريم والسنة النبوية .. فكما ان المفسّر يستعين بآيات واحاديث ليستوضح بها عن آيات معينة, فكذلك الحديث .. ان الحديث لا يستقيم الا باقامة ميزان القرآن والسنة في نقده , لذا كان عنوان الابحاث التي اطرحها : آية وحديث .. وان المخرج الذي حاول بعض الفقهاء والمحدّثين ان يجدوه لهذا الحديث لا يستقيم حيث انه يتعارض مع القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...
اما القول
اقتباس
----------------------
ليس كل حديث للرسول يسمعه كل الصحابة . وانما قد يفوت بعضهم ما لا يفوت غيره فهم قوم يعملوا ويشتغلوا فغياب بعض حديث الرسول عن بعضهم هو امر معروف .(1/2047)
-----------------
والقول
اقتباس
---------------
اما الايمان والعمل الصالح فهي مبحث آخر لا ارى له علاقة بالحديث الاكغيره من الاحاديث والآيات
-------------
فسأقف عندهما قريبا
---
مجدي ابو عيشة
03-15-2006, 06:43 PM
أخي سيف رواية الاعمش هي كما أخبرتك . ورواية ابن حبان هي:
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ، ومحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) ، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينا لم يظلم نفسه ؟ قال : فنزلت : ( إن الشرك لظلم عظيم ) قال ابن إدريس ، حدثنيه أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ثم لقيت الأعمش فحدثني به. هذه الرواية اوردتها لك مع المداخلة ولم اعتبر بما فيها من موافقة شعبة لسبب بسيط يمكنك ان تتعرف عليه ان ابن حبان خالف فيها كل من رواها عن ابن ادريس كما في روايات ابن ادريس. وقد وضعت السؤال في ملتقى أهل الحديث ولم يجب عليه أحد حتى اليوم قد يكون سؤالي غير واضح .(1/2048)
ثانيا: ان الظلم في قوله تعالى:{ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} جاء بصيغة منكرة اي انها تفيد العموم .. اي انها تتضمن جميع انواع الظلم المذكورة في القرآن, وقد لخّصت السنة النبوية الظلم في انواع ثلاثة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: وقد اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض .. هذه الرواية التي ذكرها ابن كثير تشير الى نفس التفسير الذي هو ان الظلم هنا الشرك "فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم " وهذا نفس معنى الحديث .
اما قولك ان الظلم هنا على العموم فلو دققت أكثر فان الاية لم تقل ولم يظلم وانما لم يلبس ايمانه بظلم . لذلك قال علي رضي الله عنه ان من عني بهم قوم ابراهيم اي هي جواب "فأي الفريقين أحق بالأمن " .
قال العزيز الحكيم :(1/2049)
"وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)"
فربط الظلم بالايمان هو ما جعله يصرف عن غيره من انواع الظلم .
وكل الايات انما هي تحت الوعيد لمن مات ولم يتب من ظلمه
فالمشرك توبته ان يترك ظلمه ويترك الشرك
ومن أكل حقوق الناس فعليه ان يعيد ما عنده منها
ومن الظلم ما يقتص به يوم القيامة
فهل يعتبر ظلم الشرك كاللمم ؟ بالطبع لا لأن الله توعد المشركين بنار هي مأواهم وتجاوز عن الصاغائر باجتناب الكبائر وجعل الحقوق للناس اما ان تعاد في الدنيا واما ان تقتص بالآخرة . والله اعلم
---
سيف الدين
03-18-2006, 04:36 PM
ايها الاخ الكريم,
1- اني لم اناقش معنى الظلم في الاية {ان الشرك لظلم عظيم} او الظلم في قوله تعالى {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} .. واني احيلك هنا الى ما اوردته من رد سابق على احد الاخوة بصدد نفس هذه النقطة:(1/2050)
المناقشة الاساسية للبحث الذي أثرته ليس تحديد معنى الظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم}, وانما هو منظومة هذا الحديث التي تتضمن عقلية السامع وتخفيف الرسول .. فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .. ان الرواية هي ا لتي تجعل مناقشة الايمان والظلم خارج السياق النصي .. لو اكتفت الرواية بالقول بان المقصود من الظلم هو الشرك دون ذكر لمشقة السامعين, لما كان هناك من داع للمناقشة .. انما الرواية , بمنظومة تركيبها, اخرجت المفردات من دلالات النصوص, وجعلت المناقشة تدور خارج النص .. ان تركيبة الرواية تجعل السامعين مكلفين بأعباء الاية, وقد أقر الرسول – حسب الرواية – هذا الفهم بأنهم مكلفون, غير انه وضّح – حسب الرواية – ان الظلم يقتصر على الشرك دون غيره .. ان هذا التعميم هو ما ترفضه نصوص قرآنية كنت قد اسلفت ذكرها كأكل مال اليتيم, كما ترفضه نصوص احاديث كثيرة عن الظلم وعواقبه
2- قلت ايها الاخ الكريم تعقيبا على ما اوردته على قصة عمر بن الخطاب مع ابي بن كعب بخصوص هذا الحديث:
اقتباس
-------------
هنا أخي اذكرك ان الظلم لا يؤخذ فقط بالمعنى الذي هو ظلم الحكام . بل ان ظلم الحكام القضاة هو امر يجتنبه عمر رضي الله عنه ولا يوجد أحد ممن فسر الظلم بالشرك من السلف يذهب الى ما ذهبت اليه فلا أعرف من اين استنتجت ذلك ؟
-------------(1/2051)
واقول لك, ان احدا من السلف لم يقل عن عمر بن الخطاب بأنه ظالم .. وانا لم اتعرض لشخص عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وانما تعرّضت لصيغة الرواية التي جاءت بما يشير الى اباحة الحكام بأن يظلموا .. هنا هو مناقشتي للرواية ايها الاخ الكريم وليس لشخص عمر .. الرواية بحكم تركيبها ومنطوقها ومفهومها تقول بأن أبي بن كعب كان يخاطب الامير عمر بن الخطاب, امير المؤمنين, وان الرواية على ما هي عليه تقول بأن الحكام ايضا آمنون يوم القيامة وان ظلموا في الدنيا .. هذا هو مفهوم الرواية وليس مفهومي .. وأعوذ بالله ان اجترأ على عمر او عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. لذا تعجّبت من هذه الرواية ورفضتها .. وهي وان كانت صحيحة, اقول ان مدلولها من اساغتها لظلم الحكام غير مقبول, وان الحكام الذين يلبسون ايمانهم بظلم, اي ظلم الناس, لن ينالهم الامن ..
3- اما القول بان الايمان والعمل الصالح, فأقول انه لا يخفى على من يقرأ في العقائد الاسلامية والفرق الاسلامية الجدال الكبير الذي حدث حول مرتكب الكبيرة وهل هو مخلّد في النار.. وقد استدل لنافون بهذا الحديث, الذي أبطله المثبتون ..
4- القول بأن الحديث قد يسمعه بعض الصحابة ويغيب عنه آخرون .. فما زلت في صدد دراسة الفترة التي يحتمل ان يكون قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها حيث اغلب الظن الى الان انه كانت في الفترة التي هاجر فيها من آمن من اهل مكة الى ا لحبشة .. غير ان هذا القول ليس جازما فما زال بحاجة الى التدقيق والتمحيص ..
وأسأل الله الهداية
---
مجدي ابو عيشة
03-18-2006, 05:46 PM
أخي سيف الدين . بارك الله فيك , اما الظلم فلا فرق فيه بين الراعي والرعية وكلنا في الحكم سواء . ولا يحق لأحد ان يبرره لاي كان . ولكن اهل الحيل في كل زمان لا يعجزهم شيء من الوصول لما يريدوا كما قال ابن القيم ذاما أهل الحيل :
واحتل على حل العقود وفسخها * بعد اللزوم وذاك ذو إشكال(1/2052)
إلا على المحتال فهو طبيبها **** يا محنة الأديان بالمحتال
فأهل الحيل ليسوا بحاجة لحديث أو اية ليحتالوا , والظلم واضح ويعرفه الانسان . وكذا خلود أهل الشرك في النار او خروج أهل الكبائر منها , فانه تساق له الأدلة وليس الدليل الواحد.
بارك الله فيك أخ سيف وأحب ان اذكرك ان البخاري رحمه الله يعقد ابوابا لنفس الحديث ليبين امور من فقهها .وما رأيك لو استبدلت كلمة التخفيف بالبيان الا يكون ذلك انسب " فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .."
فتكون: فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول ببيان ذلك فزالت المشقة عنهم .
وجزاك الله خيرا
---
(1/2053)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج القرآن الكريم مع التفسير " للتحميل"
---
برنامج القرآن الكريم مع التفسير " للتحميل"
---
مسك
05-25-2005, 11:39 AM
نسخة مصغرة من الإصدار الثالث من هذا البرنامج، وتتميز هذه النسخة بالمميزات التالية:
1- عرض القرآن الكريم مشكولاً كاملاً بنفس ترتيب صفحات المصحف.
2- عرض تفسير للآيات في نفس صفحة الآيات بواسطة سبعة تفاسير هي: ابن كثير، القرطبي، الطبري، الجلالين، البغوي، السعدي، أضواء البيان للشنقيطي.
3- مزود بترجمتين انجليزية وفرنسية لمعاني القرآن الكريم.
4- مزود بالرسم العثماني للمصحف إضافة إلى الرسم الإملائي.
5- البرنامج به امكانية البحث بأكثر من طريقة: بدون تشكيل، بالتشكيل، أو بموضوع الآيات .
أضغط الصورة للتحميل http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/graan.gif (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=33&book=1817)
---
(1/2054)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثا كتاب فضائل الصحابة في القران الكريم
---
صدر حديثا كتاب فضائل الصحابة في القران الكريم
---
د.يسري خضر
03-17-2007, 12:10 AM
كتاب فضائل الصحابة في القران الكريم
وهو في الأصل رسالة ماجستير للباحث سيد احمد الهاشمي
وقد اشتمل علي مقدمة وأربعة فصول وخاتمة
الفصل الأول:تعريف عام بالصحابة
الفصل الثاني:مانز ل في فضل عامة الصحابة
الفصل الثالث: مانز ل في فضل جماعات من الصحابة علي وجه الخصوص
الفصل الرابع: ما نزل في فضل أفراد من الصحابة علي وجه الخصوص
والكتاب يقع في 299 صفحة مكتبة الصحابة الشارقة
---
(1/2055)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يرجى الإفادة
---
يرجى الإفادة
---
محمود الحسن
06-28-2005, 09:37 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,,
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل منكم المساعدة في الإجابة عن الأسئلة التالية:-
1- ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
2- ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
3- ما علاقة " طه " كحروف مقطعة بالسورة الكريمة؟
ولكم من الله الأجر والثواب
---
أم عاصم
07-09-2005, 06:08 AM
1- ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من معجزات موسى عليه السلام:
- معجزة العصا: انقلاب عصاه حية تسعى.
قال تعالى: ?فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين? [الأعراف: 107]. وقال: ?وما تلك بيمينك يموسى. قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي وليَ فيها مآرب أخرى. قال ألقها يموسى. فألقها فإذا هي حية تسعى? [طه: 17-18-19-20].
- معجزة اليد: إدخال يده في جيبه ثم إخراجها وهي بيضاء من غير سوء.
قال تعالى: ?ونزع يده فإذا هي بيضاء للنظرين? [الأعراف: 108]، وقال: ?واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى? [طه: 22]، وقال:?وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيت إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فسقين? [النمل: 12].
---
محمود الحسن
07-09-2005, 11:02 AM
جزاك الله خيراً أختي الكريمة أم عاصم على هذا الرد وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك وكلي أمل في إجابة الأسئلة الأخرى إن أمكن للحاجة الماسة لها.
---
أبومجاهدالعبيدي(1/2056)
07-09-2005, 02:03 PM
2- ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
جاء في تفسير الرازي ما نصه : ( كانت العصا في يمين موسى عليه السلام ، فبسبب بركة يمينه انقلبت ثعباناً وبرهاناً )
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2005, 02:20 PM
1- ما الفرق بين معجزة اليد ومعجزة العصا فقد لاحظت أن استخدام موسى عليه السلام لليد لم يكن له ذكر سوى ما كان في الواد المقدس. هل هناك من سر في هذا؟
لعل السر في ذلك أن معجزة العصا أعظم من معجزة اليد ، قال الرازي في تفسيره : ( قال الحسن: اليد أعظم في الإعجاز من العصا لأنه تعالى: ذكر {لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَاتِنَا الْكُبْرَى} عقيب ذكر اليد ، وهذا ضعيف لأنه ليس في اليد إلا تغير اللون، وأما العصا ففيه تغير اللون وخلق الزيادة في الجسم وخلق الحياة والقدرة والأعضاء المختلفة وابتلاع الحجر والشجر، ثم عاد عصا بعد ذلك. فقد وقع التغير مرة أخرى في كل هذه الأمور فكانت العصا أعظم، وأما قوله: {لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَاتِنَا الْكُبْرَى} فقد بينا أنه عائد إلى الكل وأنه غير مختص باليد. )
وظهر لي وجه آخر في الجواب عن سؤالك ، وهو أن معجزة اليد كانت لأجل أن يري الله عزوجل نبيَه موسى آياته الكبرى كما دلت عليه الآية بعدها ، أي أن القصد منها أن يرى موسى تلك الآية ليطئن قلبه ، ويعلم قدرة الله تعالى على كل شيء علم مشاهدة .
وأما معجزة العصا فكان الغرض الأكبر منها إثبات صدق موسى عليه السلام ، وتحدي فرعون ومن معه بهذه الآية التي هي من جنس ما أتقنوه وبرعوا فيه ؛ ولذلك كانت هي التي تستخدم في مجال التحدي . والله أعلم .
---
أم عاصم
07-09-2005, 04:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى
2- ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
جاء أيضا في تفسير الرازي ما نصه:(1/2057)
أنه سبحانه لما أطلعه -أي موسى عليه السلام- على تلك الأنوار المتصاعدة من الشجرة إلى السماء وأسمعه تسبيح الملائكة ثم أسمعه كلام نفسه، ثم إنه مزج اللطف بالقهر فلاطفه أولاً بقوله: ?وَأَنَا اخْتَرْتُكَ? ثم قهره بإيراد التكاليف الشاقة عليه وإلزامه علم المبدأ والوسط والمعاد ثم ختم كل ذلك بالتهديد العظيم، تحير موسى ودهش وكاد لا يعرف اليمين من الشمال فقيل له:?وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يامُوسَى? ليعرف موسى عليه السلام أن يمينه هي التي فيها العصا.
---
سلسبيل
07-10-2005, 02:20 PM
3- ما علاقة " طه " كحروف مقطعة بالسورة الكريمة؟
أجاب فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم عن هذا السؤال بقوله ( مع الإختصار )
"علاقة هذه الأحرف بسورتها تكلم بها بعضهم بشي من المبالغة
فقالوا اختيار أحرف معينه في سورة ما لأنها أكثر الحروف دورانا في هذه السورة وكذلك في سورة ص ولكن ذلك أتفق في بعض السور دون غيرها فلم يعتمد على احصائية كاملة مستطردة(1/2058)
والأمر أبعد من ذلك ( والله اعلم ) فهذه الأحرف رغم أنها تقرأ حروفا مفردة ولا تقرآ ككلمة إلا أن اجتماع حرفين أو أكثر من نوع خاص في بداية سورة محددة فذلك والله أعلم يتصل بموضوعها فكلمة طه مثلا في بعض اللغات كما نبه بعض المفسرين تعني يارجل فهي نداء على بعض اللغات على الإنسان عموما بددءا بأشرف نبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانتهاءا بكل عاقل يصلح خطابه بالقرآن الكريم وبالتالي فكأن الله تعالى ينادي بهذه الأحرف في هذا المقام على كل انسان رجلا كان أو امرآة يكون أهلا للتكليف والخطاب فيكلفه الله تعالى بما في هذه السورة " أي يا رجل أو يا انسان اعلم أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم نبي حق ورسول صدق بعثه الله تعالى كغيره من الرسل من قبل رحمةلأمته ورحمة للعالمين منذ بعثته إلى أن تقوم الساعة فهذا الربط فيما أرى يكون أولى كما في سورة ص كلمة ص وصف للبعير الذي أصابه شئ في أنفه فيرفع أنفه لأنه إذا أصابه هذا الداء نزل وسال من أنفه شئ من السوائل فلئلا يؤذيه يرفع أنفه لأعلى فكانت كلمة ص بهذه الصورة المعروفة عند العرب تشبيها للكافرين بصدودهم وعنادهم وتكبرهم في رفع أنوفهم ورؤسهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعما معه من الحق تشبيها لهم بصورة الجمل المريض أي إنكم انتم المعلولون وفيكم العلة كالجمل الذي أصابته تللك العلة فيرفع أنفه وهم معذور أما أنتم فغيرمعذورين في هذا تتطاولون بغير طول وتتكبرون بغير كبر فالعيب فيكم
وفي كل مقام ينظر بالسورة التي افتتحت بها هذه الأحرف المخصوصة والله أعلم
---
أبو حازم الكناني
07-10-2005, 09:33 PM
أخي الحبيب محمود الحسن:
مسألة لها تعلّق بسؤالك: ما السر في قوله تعالى: " ما تلك بيمينك " ولم يقل بيدك؟
سمعت أحد الدعاة يقول ما معناه:
إن الله تعالى استرسل في الكلام مع موسى، مع علمه ما بيمين موسى لفوائد، ومنها:(1/2059)
أنّ موسى كان في حالة وجل وخوف كما هو معلوم من سياق قصته في القرءان، فتكليم الله تعالى له مع استرساله في حديثه ضربٌ من ضروب الاستئناس وإزالة الوحشة، خاصّة أنّ موسى كان خائفاً في بيداء موحشة.
والله اعلم
---
أبو حازم الكناني
07-10-2005, 10:11 PM
جاء في تفسير الرازي ما نصه : ( كانت العصا في يمين موسى عليه السلام ، فبسبب بركة يمينه انقلبت ثعباناً وبرهاناً )
شيخنا أبو مجاهد:
حفظك الله في الدارين ونفع بك.
رحم الله الرازي ونوّر قبره.
شيخنا أبو مجاهد: اسمح لي أن أعلّق منبهاً.
شيخنا: ألا ترى في تعبير الرازي، وإسناد السببية لليد نوع من التجاوز؟! – ولو من باب الاحتياط - خاصّة إذا قرأنا قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ). سورة غافر، الآية: 78.
والآية المعجزة الدالة على صدق النبي.
سمعت أحد الإخوة الدعاة يقول: حينما قال الله تعالى لموسى: ( وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ). سورة الدخان، الآية: 24. فكأنما أراد أن يدلنا على أنّه سمح لموسى باستعمال العصا في المرة الأولى لشق البحر بإذنه، ولكنّه لم يأذن له في الثانيّة فدلّ هذا على أنّ الأمر منوط به سبحانه وتعالى لا بالعصا.
فالأمر ليس في العصا ولكنه بيد من أجرى المعجزة سبحانه.
ومن ذلك لنتأمل في تكرار قوله تعالى: (بِإِذْنِي) من الآيات التالية:(1/2060)
( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ). سورة المائدة، الآية: 110
معذرة شيخنا، فأنت بالقطع أعلم منا وإنما أردت التنبيه.
والله اعلم.
ورحم الله الرازي ونوّر قبره.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-10-2005, 11:37 PM
الأخ الكريم أبا حازم نفع الله بك ، وزادك حرصاً على الخير
أشكرك على تنبيهك ، والأمر كما ذكرت ...
وفي نفسي شيء من أسئلة الأخ محمود الحسن ابتداء ؛ لأن أغلبها أسئلة ليس لها كبير نفع ، والجهل بها لا يضر .
غير أني رأيته كرر طرح هذه الأسئلة - وقد يكون له مقصد حسن من ذلك الطرح - فنقلت بعض ما وجدت له صلة بها من دون أن أدقق في عباراتهم .
ولو كانت عبارة الرازي هكذا : " وفي كون العصا في يمين موسى عليه السلام إشارة إلى بركة اليمين ، وتنبيه على فضلها " لكان أقرب من وجهة نظري .
وأشكرك مرة أخرى .
---
أبو حازم الكناني
07-11-2005, 10:49 PM
جزاك الله خيراً أبا مجاهد على حسن التجاوب، ونفعك ونفع بك.
---
محمود الحسن
07-16-2005, 11:11 AM
أشكركم جميعاً على هذه المشاركات الطيبة والردود النافعة بإذن الله تعالى وجزاكم الله خير الجزاء أيها الإخوة الأعزاء
---
(1/2061)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > احفظ الله يحفظك
---
احفظ الله يحفظك
---
إمداد
07-08-2004, 10:40 PM
أحفظ الله يحفظك
عن أبي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي ، وأحمد ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957) .
فهذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين ، حتى قال بعض العلماء : تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش . وقال بعض السلف : إذا أردت أن توصي صاحبك أو أخاك أو أبنك فقل له : أحفظ الله يحفظك . وقال سليمان بن داود عليهما السلام : تعلمنا مما تعلم الناس ومما لم يتعلم الناس فما وجدنا كحفظ الله في السر والعلن .فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه .(1/2062)
* قوله صلي الله عليه وسلم "أحفظ الله يحفظك" أي : أحفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلي ما نهي عنه وحّذر منه ؛ فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه ، وقال تعالي :" هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ؛ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ" ففسر الحفيظ في الآية بالحافظ لأوامر الله ، ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله الصلاة ، وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال :"حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى" ومدح المحافظين عليها بقوله :" وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" . وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة ، قال النبي صلي الله عليه وسلم :"وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِن ٌ"صحيح رقم (952) في صحيح الجامع. ومما يُؤمّر بحفظه الأيّمان ، قال الله عز وجل :" وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ " والأيّمان : هو ما سبق اللسان من غير قصد كقول الإنسان : لا والله ، وبلي والله . فإن الأيّمان يقع الناس فيها كثيراً ويُهمل كثيرٌ منهم ما يجب حفظه فلا يحفظه ولا يلتزمه . ومن الأشياء المأمورين بحفظها الرأس والبطن كما في الحديث الذي حسنه شيخنا الألباني برقم (935) في السلسلة الصحيحة أنه صلي الله عليه وسلم قال : "فليحفظ الرأس وما وعي وليحفظ البطن وما حوى" وحفظ الرأس وما وعي يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات قال تعالي :"إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار علي ما حرم الله ، ويتضمن أيضا حفظ البطن من إدخال الحرام إليها من المآكل والمشارب . ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله عز وجل اللسان والفرج ؛ فعن عائشة أم(1/2063)
المؤمنين رضي الله عنها أنه صلي الله عليه وسلم قال :" من حفظ ما بين لحييه (اللسان) ورجليه (الفرج) دخل الجنة" صحيح أنظر صحيح الجامع برقم (140) . والأمثلة علي ذلك كثيرة .
* وقوله صلي الله عليه وسلم "يحفظك" أي من حفظ حدوده وراعي حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل ، وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان : أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله ؛ قال عمر بن عبد العزيز :" ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه"، وقال ابن المنكدر :" إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدّويّرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر". ومتي كان العبد مشتغلا بطاعة الله فإن الله يحفظه في تلك الحال ؛ قال بعض السلف : من أتقي الله فقد حفظ نفسه ، ومن ضيّع تقواه فقد ضيّع نفسه والله غني عنه . قال بعض السلف :" إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودآبتي .
النوع الثاني من الحفظ وهو أشرف النوعين : حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه ؛ فيحفظه في حياته من الشبهات المضّلة ومن الشهوات المحّرمة ، ويحفظه عند موته فيتوفاه علي الأيمان .
* وقوله صلي الله عليه وسلم "أحفظ الله تجده تجاهك" معناه أن من حفظ حدود الله وراعي حقوقه وجد الله معه في كل أحواله حيث يتوجه يحوطه وينصره ويّوفقه ويُسدّده "إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" قال قتاده :" من يتقي الله يكن معه ، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تُغلب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل". بل كتب بعض السلف إلي أخ له فقال :" أما بعد ، فإن كان الله معك فمن تخاف ؟؟ وإن كان عليك فمن ترجو ؟؟؟(1/2064)
* قوله صلي الله عليه وسلم "إذا سألت فأسأل الله ، وإذا استعنت فأستعن بالله" هذا مُقتبسٌ من قوله تعالي "إياك نعبد وإياك نستعين" فإن السؤال هو دعاؤه والرغبة إليه ، والدعاء هو العبادة كما في الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه برقم (3407) في صحيح الجامع.فتضمن هذا الكلام أن يُسأل الله عز وجل وحده ولا يُسأل غيره ، وأن يُستعان بالله دون غيره .
وقال صلي الله عليه وسلم :" من لم يسأل الله يغضب عليه" صحيح ، أنظر صحيح الجامع (2418) ، وفي النهي عن مسألة المخلوقين أحاديث كثيرة صحيحة ، وقد بايع النبي صلي الله عليه وسلم جماعة من أصحابه علي أن لا يسألوا الناس شيئاً ومنهم : أبو بكر وأبو ذر وثوبان رضي الله عنهم أجمعين ، وكان أحدهم يسقط السوط منه وهو علي نآقته فلا يسأل أحد أن يناوله إياه .
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلي الله عليه وسلم :"فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جَلَّ وَعَزَّ فَقَالَ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ "
وأعلم أن سؤال الله عز وجل دون خلقه هو المُتعيّن ، لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار ، وفيه الاعتراف بقدرة المسئول علي رفع هذا الضر ونيل المطلوب وجلب المنافع ودرء المضآر ، ولا يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده العزيز الغفار لأنه حقيقة العبادة ، وكان الإمام أحمد بن حنبل يدعو ويقول :" اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصنه عن المسألة لغيرك ؛ ولا يقدر علي كشف الضر وجلب النفع سواك ".(1/2065)
فأعلم أن الله سبحانه يُحب أن يُسأل ، والمخلوق يكره أن يُسأل ، ولهذا قال وهب بن مُنبه لرجل كان يأتي الملوك :" ويحك تأتي من يُغلق عنك بابه ويُظهر لك فقره ويُواري عنك غناه ، وتدع من يفتح لك بابه نصف الليل ونصف النهار،ويُظهر لك غناه،ويقول ادعني أستجب لك ؟؟
وقال طاووس لعطاء : إياك أن تطلب حوائجك إلي من أغلق دونك بابه ويجعل دونها حجابه ، وعليك بمن بابه مفتوح إلي يوم القيامة أمرك أن تسأله ، ووعدك أن يُجيبك .
وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق ، فلأن العبد عاجز عن جلب مصالحه ودفع مضآره ، ولا مُعين له علي مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل ، فمن أعانه فهو المُعان ومن خذله فهو المخذول ، وهذا تحيق قول لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإن المعني لا تحوّل للعبد من حال إلي حال ولا قوة له علي ذلك إلا بالله ، وهذه الكلمة هي كنز من كنوز الجنة ، فالعبد مُحتاج إلي الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات والصبر علي المقدورات كلها في الدنيا وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة ، ولا يقدر علي الإعانة علي ذلك إلا الله عز وجل ، فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه .قال بعض السلف :" يارب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك ، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك .
* قوله صلي الله عليه وسلم "رُفعت الأقلام وجفت الصحف" هو كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمد بعيد ، فإن مقادير الخلائق قد كُتبت قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، كما في صحيح مسلم .(1/2066)
* قوله صلي الله عليه وسلم "وأعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء ؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " المراد : إنما يُصيب العبد في دنياه مما يضره أو ينفعه فكله مُقدّر عليه ، ولا يُصيب العبد إلا ما كُتب له من مقادير ذلك في الكتاب السابق ، ولو أجتهد علي ذلك الخلق كلهم جميعا. وقد قال تعالي :" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا" وقال :" مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا" وقوله :" قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ "(1/2067)
وأعلم أن مدار جميع هذه الوصية علي هذا الأصل وما ذُكر قبله وبعده فهو مُتفرع عليه وراجع إليه ، فإن العبد إذا علم أنه لن يُصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشر ونفع وضر وأن اجتهاد الخلق كلهم علي خلاف المقدور غير مُفيد البتة علم حينئذٍ أن الله وحده هو الضآر النافع المعطي المانع ، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل وإفراده بالطاعة وحفظ حدوده ، فإن المعبود إنما يُقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضآر ، ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر ولا يُغني عن عابده شيئاً فمن يعلم أنه لا ينفع ولا يضر ولا يُعطي ولا يمنع غير الله أوجب له ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء وتقديم طاعته علي طاعة الخلق جميعاً ، وأن يتقي سخطه ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً ، وأن يُفرده وحده بالاستعانة به والسؤال له وإخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء ، وليكن لسان حاله في كل وقت من أوقاته قائلاً : اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك ، وأبرأ من الأمل إلا فيك ، وأبرأ من التسليم إلا لك ، وأبرأ من التفويض إلا إليك ، وأبرأ من التوكل إلا عليك ، وأبرأ من الصبر إلا علي بابك ، وأبرأ من الذل إلا في طاعتك ، وأبرأ من الرهبة إلا لجلالك العظيم ، اللهم تتابع برك ، وأتصل خيرك ، وكمل عطائك ، وعمت فواضلك ، وتمت نوافلك ، وبر قسمك ، وصدق وعدك ، وحق علي أعدائك وعيدك ووعدك . وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم الهم تسليماً كثيرا.
منقول من موقع صيد الفوائد
---
mouad
07-16-2004, 04:44 AM
جزاك الله خيرا
بميزان حسناتك
---
إمداد
07-19-2004, 11:04 PM
امين وأسأل الله أن ينفعنا بهذه الموعظة
---
(1/2068)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعلان عن درس (التعليق على كتاب الإتقان في علوم القرآن) للدكتور مساعد الطيار
---
إعلان عن درس (التعليق على كتاب الإتقان في علوم القرآن) للدكتور مساعد الطيار
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2005, 11:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعلن مندوبية الدعوة بحي المعابدة بمكة المكرمة عن إقامة الدرس الشهري للدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار (الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض والمشرف على شبكة التفسير والدراسات القرآنية) بعنوان :
التعليق على كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي
وذلك بجامع الملك عبدالعزيز بحي المعابدة . وسيكون هذا الدرس في ثلاثة أوقات من يوم الخميس 22 محرم 1426هـ بمشيئة الله تعالى .
الدرس الأول : بعد صلاة الظهر مباشرة .
الدرس الثاني : من الساعة الخامسة حتى صلاة المغرب .
الدرس الثالث : بعد صلاة المغرب مباشرة حتى صلاة العشاء .
والدعوة عامة لمن أراد الحضور من طلاب العلم وطالباته ، حيث يوجد مكان مخصص للأخوات.
---
خالد الشبل
03-02-2005, 06:31 AM
ما شاء الله ، هذا عمل رائع ، واحتساب يُشكر فضيلة الشيخ عليه ، لا حرمه الله بركة العلم والتعليم ، ونفع المسلمين بعلمه .
الكتاب (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=363).
---
د. هشام عزمي
03-02-2005, 09:10 AM
بارك الله في الدكتور مساعد الطيار و نفع به .. و نرجو أن يتم تسجيل الدرس و رفعه هنا في شبكة التفسير إن شاء الله حتى ينتفع به المقيمون خارج المملكة .
---
ابو حنيفة
03-02-2005, 05:50 PM
الحمد لله على هذه البشرى ، وبارك الله في الدكتور مساعد الطيار ونفع به الاسلام والمسلمين
أخي عبدالرحمن أين يقع حي المعابدة ؟ لو أدرجت رسم للكروكي لكي نعرف الموقع .
هل الأوقات الثلاثة كلها في نفس اليوم؟؟(1/2069)
امل التوضيح وبارك الله في الجميع.
---
خالد الشبل
03-02-2005, 09:45 PM
خريطة مكة . (http://www.raddadi.com/madinah/makkamap.htm)
---
ابو حنيفة
03-02-2005, 10:21 PM
الحمد لله على كل حال ........
من شدة الفرح ولشدة حاجتنا لمثل هذه الدروس من أمثال الشيخ لم أقرأ (بمكة المكرمة) وحسبت أنها في الرياض....
أطلب من الاخوة نقلها على الهواء مباشرة أو مسجلة فيما بعد.
وبارك الله في الجيمع
---
عبدالرحمن الشهري
03-02-2005, 10:48 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً ، والدروس في مكة ولكنها سوف تسجل إن شاء الله. ولعلنا نضعها في الشبكة بإذن الله تباعاً ، وهذا أول الدروس في الإتقان للسيوطي.
أشكر أخي خالد الشبل على إبداعاته وإنقاذه لنا دائماً . وفقه الله لكل خير.
---
جمال أبو حسان
03-03-2005, 09:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا والله عملٌ مبرورٌ من الصديق الدكتور الطيار نفع الله تعالى به ، وهو رجلُ علمٍ يستحق الثناء ، وأضع يدي مع المطالبين بنشر الدروس مهذبةً على الموقع ، وأحيل الصديق إلى طبعة الإتقان التي سيصدرها - أو أصدرها لا أدري - مجمع الملك فهد للطباعة المصحف بالمدينة حرسها الله.
وقد أخبرني أخي الدكتور حازم حيدر المشارك في التحقيق والتعليق أنه يرجو لهذه النسخة أن تكون خيرَ النسخ المطبوعة.
كما أنني أود أن أنصح الصديق العزيز الدكتور الطيار بضرورةِ الرجوع إلى كتاب شيخنا العلامة فضل عباس المعنون بـ(إتقان البرهان في علوم القرآن) فإنه واجدٌ لا محالة إن شاء الله خيراً كثيراً. واقبلوا التحيات.
---
(1/2070)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأثير القرآن على وظائف أعضاء الجسم البشري وقياسه بواسطة أجهزة المراقبة الإلكترونية
---
تأثير القرآن على وظائف أعضاء الجسم البشري وقياسه بواسطة أجهزة المراقبة الإلكترونية
---
إبراهيم الجوريشي
10-05-2005, 10:58 AM
تأثير القرآن
على وظائف أعضاء الجسم البشري
وقياسه بواسطة أجهزة المراقبة الإلكترونية
(دراسة مقارنة)
بقلم : الدكتور أحمد القاضي
عضو مجلس أمناء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية
مدير معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث - أمريكا
aabed@ju.edu.jo
حتى وقت قريب لم يكن هناك اهتمام زائد بالقوة الشفائية للقرآن، والتي وردت الإشارة اليها في القرآن، وفي تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم. كيف يحقق القرآن تأثيره، وهل هذا التأثير عضوي أو روحي أو خليط من الاثنين معاً؟
ولمحاولة الإجابة على هذا السؤال بدأنا بإجراء البحوث القرآنية في عيادات " أكبر" في مدينة (بنما سيتي) بولاية (فلوريدا). وكان هدف المرحلة الأولى من البحث هو إثبات ما إذا كان للقرآن أي أثر على وظائف أعضاء الجسد، وقياس هذا الأثر إن وجد. واستعملت أجهزة المراقبة الإلكترونية المزودة بالكمبيوتر لقياس أية تغيرات فسيولوجية عند عدد من المتطوعين الصُّم أثناء استماعهم لتلاوات قرآنية. وقد تم تسجيل وقياس أثر القرآن عند عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية وغير المتحدثين بالعربية، وكذلك عند عدد من غير المسلمين. وبالنسبة للمتحدثين بغير العربية، مسلمين كانوا أو غير مسلمين، فقد تليت عليهم مقاطع من القرآن باللغة العربية ثم تليت عليهم ترجمة هذه المقاطع باللغة الإنجليزية.(1/2071)
وفي كل هذه المجموعات أثبتت التجارب المبدئية وجود أثر مهدئ مؤكَّد للقرآن في 97 % من التجارب المجراة . وهذا الأثر ظهر في شكل تغيرات فسيولوجية تدل على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي. وتفاصيل هذه النتائج المبدئية عرضت على المؤتمر السنوي السابع عشر للجمعية الطبية الإسلامية في أمريكا الشمالية، والذي عقد في مدينة (سانت لويس) بولاية (ميزوري).
وقد ظهر من الدراسات المبدئية أن تأثير القرآن المهدئ للتوتر يمكن أن يُعزى إلى عاملين: العامل الأول هو صوت الكلمات القرآنية باللغة العربية، بغض النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أو لم يفهمها، وبغض النظر عن إيمان المستمع . أما العامل الثاني فهو معنى المقاطع القرآنية التي تليت حتى ولو كانت مقتصرة على الترجمة الإنجليزية بدون الاستماع إلى الكلمات القرآنية باللغة العربية.
أما المرحلة الثانية لبحوثنا القرآنية في عيادات " أكبر" فتضمنت دراسات مقارنة لمعرفة ما إذا كان أثر القرآن المهدئ للتوتر وما يصاحبه من تغيرات فسيولوجية عائداً فعلاً للتلاوة القرآنية وليس لعوامل أخرى غير قرآنية مثل صوت أو رنة القراءة القرآنية العربية أو لمعرفة السامع بأن ما يقرأ عليه هو جزء من كتاب مقدس. وبعبارة أخرى فإن هدف هذه الدراسة المقارنة هو تحقيق الافتراض القائل بأن الكلمات القرآنية في حد ذاتها لها تأثير فسيولوجي، بغض النظر عما إذا كانت مفهومة لدى السامع. وهذا المقال يضم تفاصيل ونتائج هذه الدراسة.
المعدات:
استعمل جهاز قياس ومعالجة التوتر المزود بالكمبيوتر ونوعه ميداك 2002 (ميديكال داتا أكويزين)، والذي ابتكره وطوّره المركز الطبي لجامعة (بوسطن) وشركة (دافيكون) في (بوسطن). وهذا الجهاز يقيس ردود الفعل الدالة على التوتر بوسيلتين: إحداهما الفحص النفسي المباشر عن طريق الكمبيوتر، والأخرى بمراقبة وقياس التغيرات الفسيولوجية في الجسد. وهذا الجهاز متكامل ويضم المقومات التالية:(1/2072)
- برنامج للكمبيوتر يشمل الفحص النفساني ومراقبة وقياس التغيرات الفسيولوجية وطباعة تقرير النتائج.
- كمبيوتر من نوع (أبل 2) أي مزود بقرصين متحركين وشاشة عرض وطابع.
- أجهزة مراقبة إلكترونية مكونة من أربع قنوات: قناتان لقياس التيارات الكهربائية في العضلات معبرة عن ردود الفعل العصبية العضلية، وقناة لقياس قابلية التوصيل الكهربائي للجلد، وقناة لقياس كمية الدورة الدموية في الجلد وعدد ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد.
وبالنسبة للتيارات الكهربائية في العضلات فإنها تزداد مع ازدياد التوتر الذي يسبب بدوره ازدياداً في انقباض العضلات. ولقياس هذه التغيرات يستعمل موصل كهربائي سطحي يوضع فوق عضلة الجبهة.
أما قابلية التوصيل للجلد فإنها تتأثر بدرجة إفراز العرق في الجلد فتزداد بازدياده وتقل بقلته، والتوتر يزيد من إفراز العرق في الجلد، وأما الهدوء وإزالة التوتر فيؤديان إلى نقصان الرطوبة في الجلد وبالتالي نقصان قابليته للتوصيل الكهربائي. ولقياس هذه التغيرات يستعمل موصل كهربائي حول طرف أحد الأصابع.
أما قياس كمية الدم التي تمر في الجلد إضافة إلى قياس درجة حرارة الجلد فيدل على مدى توسع شرايين الجلد أو انقباضها. ويستعمل لقياس هذه التغيرات موصل كهربائي حساس يربط حول طرف أحد الأصابع وأية تغيرات في كمية الدم الجاري في الجلد تظهر مباشرة على شاشة العرض إضافة إلى سرعة القلب. ومع زيادة التوتر تنقبض الشرايين فتنخفض كمية الدم الجاري في شرايين الجلد، وتنخفض درجة حرارة الجلد، وتسرع ضربات القلب. ومع الهدوء أو نقصان التوتر تتسع الشرايين وتزداد كمية الدم الجاري في الجلد، ويتبع ذلك ارتفاع في درجة حرارة الجلد، ونقصان في ضربات القلب.
الطريقة والحالات المستعملة:(1/2073)
أجريت (210) تجارب على خمسة متطوعين صُمّ من الذكور والإناث، تتراوح أعمارهم بين (17) و (40) سنة، ومتوسط أعمارهم (22) سنة. وكلهم كانوا من غير المسلمين، ومن غير الناطقين بالعربية.
وقد أجريت هذه التجارب خلال (42) جلسة علاجية، تضمنت كل جلسة خمس تجارب؛ وبذلك كان المجموع الكلي للتجارب: (210). وتليت على المتطوعين قراءات قرآنية باللغة العربية الموجودة خلال (85) تجربة، وتليت عليهم قراءات عربية غير قرآنية خلال (85) تجربة أخرى، وقد روعي في هذه القراءات غير القرآنية أن تكون باللغة العربية المجودة بحيث تكون مطابقة للقراءات القرآنية من حيث الصوت واللفظ والوقع على الأذن. ولم يستمع المتطوعون لأية قراءة خلال (40) تجربة أخرى. وخلال تجارب الصمت كان المتطوعون جالسين جلسة مريحة وأعينهم مغمضة، وهي نفس الحالة التي كانوا عليها في أثناء المئة وسبعين تجربة الأخرى التي استمعوا فيها للقراءات العربية غير القرآنية.
ولقد استعملت القراءات العربية غير القرآنية كدواء خال من المادة العلاجية (بلاسيبو) مشابه للقرآن؛ حيث إنه لم يكن في استطاعة المتطوعين المستمعين أن يميزوا بين القرآن وبين القراءات غير القرآنية. وكان الهدف من ذلك هو معرفة ما إذا كان للفظ القرآني أي أثر فسيولوجي على من لا يفهم معناه. وإذا كان هذا الأثر موجوداً فهو فعلاً أثر لفظ القرآن وليس أثراً لوقع اللغة العربية المرتلة وهي غريبة على أذن السامع.
أما التجارب التي لم يستمع فيها المتطوعون لأية قراءة فكانت لمعرفة ما إذا كان الأثر الفسيولوجي نتيجة للوضع الجسدي المسترخي أثناء الجلسة المريحة والأعين مغمضة.
ولقد ظهر بوضوح منذ التجارب الأولى أن الجلسات الصامتة التي لم يستمع فيها المتطوع لأية قراءات لم يكن لها أي تأثير مهدئ للتوتر، ولذلك اقتصرت التجارب في المرحلة المتأخرة من الدراسة على القراءات القرآنية وغير القرآنية للمقارنة.(1/2074)
ولقد روعي تغيير ترتيب القراءات القرآنية بالنسبة للقراءات الأخرى باستمرار، فمرة تكون القراءة القرآنية سابقة للقراءة الأخرى، ثم تكون تالية لها في الجلسة التالية أو العكس.
وكان المتطوعون على علم بأن إحدى القراءات قرآنية والأخرى غير قرآنية، ولكنهم لم يتمكنوا من التعرف على نوعية أيٍّ من القراءات في أية تجربة.
أما طريقة المراقبة في كل تجارب هذه الدراسة فاقتصرت على استعمال قناة قياس التيارات الكهربائية في العضلات وهي جزء من جهاز "ميداك" الموصوف آنفاً، مستخدمين في ذلك موصلاً كهربائيّاً سطحيّاً مثبتاً فوق عضلة الجبهة.
و المعايير التي تم قياسها وتسجيلها خلال هذه التجارب تضمنت متوسط الجهد الكهربائي في العضلة، إضافة إلى درجة التذبذب في التيار الكهربائي في أي وقت أثناء القياس، ومدى حساسية العضلة للإنارة والنسبة المئوية للجهد الكهربائي في نهاية كل تجربة بالنسبة إلى أولها. وقد تم قياس وتسجيل كل هذه المعايير إلكترونيّاً بواسطة الكمبيوتر.
والسبب في تفضيل هذه الطريقة للمراقبة هو أنها تنتج أرقاماً فعلية دقيقة تصلح للمقارنة وللتقويم الكمي للنتائج.
وفي أية تجربة و أية مجموعة من التجارب المقارنة اعتبرت النتيجة إيجابية لنوع العلاج الذي أدى إلى أقل جهد كهربائي للعضلة، لأن هذا اعتبر مؤشراً لفعالية أفضل في تهدئة التوتر أو إنقاصه مقارناً بأنواع العلاج الأخرى المستعملة مع نفس المتطوع في نفس الجلسة.
النتائج:
كانت النتائج إيجابية في 65% من تجارب القراءات القرآنية. وهذا يعني أن الجهد الكهربائي للعضلات كان أكثر انخفاضاً في هذه التجارب مما يدل على أثر مهدئ للتوتر، بينما ظهر هذا الأثر في 33% فقط من تجارب القراءات غير القرآنية.
وفي عدد من المتطوعين أمكن تكرار هذه النتائج كالإيجابية للقراءات القرآنية بالرغم من إعادة تغيير ترتيبها بالنسبة للقراءات الأخرى مما أكد الثقة في هذه النتائج.(1/2075)
مناقشة النتائج والاستنتاج من الدراسة:
لقد أظهرت النتائج المبدئية لبحوثنا القرآنية في دراسة سابقة أن للقرآن أثراً إيجابيّاً مؤكداً لتهدئة التوتر، وأمكن تسجيل هذا الأثر نوعاً وكمّاً. وظهر هذا الأثر على شكل تغيرات في التيار الكهربائي في العضلات، وتغيرات في قابلية الجلد للتوصيل الكهربائي، وتغيرات في الدورة الدموية وما يصحب ذلك من تغير في عدد ضربات القلب وكمية الدم الجاري في الجلد ودرجة حرارة الجلد.
وكل هذه التغيرات تدل على تغير في وظائف الجهاز العصبي التلقائي والذي بدوره يؤثر على أعضاء الجسد الأخرى ووظائفها. ولذلك فإنه توجد احتمالات لا نهاية لها للتأثيرات الفسيولوجية التي يمكن أن يحدثها القرآن.
وكذلك فإن من المعروف أن التوتر يؤدي إلى نقص المناعة في الجسم واحتمال أن يكون ذلك عن طريق إفراز (الكورتيزول) أو غير ذلك من ردود الفعل بين الجهاز العصبي وجهاز الغدد الصماء ولذلك فإنه ومن المنطق افتراض أن الأثر القرآني المهدئ للتوتر يمكن أن يؤدي إلى تنشيط وظائف المناعة في الجسم، والتي بدورها ستحسن من قابلية الجسم على مقاومة الأمراض أو الشفاء منها. وهذا ينطبق على الأمراض المعدية والأورام السرطانية وغيرها.
كما أن نتائج هذه التجارب المقارنة تشير إلى أن كلمات القرآن بذاتها وبغض النظر عن مفهوم معناها لها أثر فسيولوجي مهدئ للتوتر في الجسم البشري.
ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن هذه النتائج المذكورة هي النتائج المبدئية لعدد محدود من التجارب المجراة على عدد صغير من المتطوعين.
وبرنامج البحوث القرآنية مازال مستمرّاً لتحقيق عدد من الأهداف نذكر منها التالي:
ا- إجراء عدد أكبر من التجارب على عدد أكبر من المتطوعين لتأكيد النتائج الحالية.
2- مقارنة أثر الكلمات القرآنية بأثر المعاني القرآنية سواء باللغة العربية أو المترجمة.
3- مقارنة تأثير الآيات المختلفة من القرآن مثل آيات الترغيب وآيات الترهيب.(1/2076)
4- مقارنة تأثير القرآن بتأثير الوسائل العلاجية الأخرى المستعملة حاليّاً لتهدئة التوتر.
5- اختبار أثر القرآن العلاجي الطويل المدى على وظائف المناعة في الجسم سواء منها المتعلق بالخلايا أو الأجسام المضادة في الدم.
6- اختبار أثر القرآن العلاجي في حالات مرضية معينة وخاصة الحالات البدنية منها، وتمحيص هذا الأثر بالطرق العلمية الدقيقة.
ويتضح مما سبق أن هذا البرنامج للبحوث القرآنية برنامج طويل ومعقد وسيتطلب عدداً من الدراسات المستقلة وسيستغرق عدداً من السنين لإتمامه. ولكنه كذلك موضوع في غاية من الأهمية ويبشر بنتائج طيبة نرجو أن تكون لها فائدة عملية مجزية.
المصدر: http://www.hoffaz.org/
---
أبو صلاح الدين
10-05-2005, 04:11 PM
بارك الله فيكم. نقل جميل ومفيد.
---
(1/2077)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ترحيب واقتراح لأول رسالة
---
ترحيب واقتراح لأول رسالة
---
إمبيوي
07-22-2003, 01:36 PM
أولاً : السلام عليكم
تقبلوا خالص تحياتي ودعواتي إلى الجميع على مجهوداتهم واشتراكهم في هذا الملتقى
وأخص القائمين عليه والمشرفين
جزى الله الجميع بالخير
لدي اقتراح وهو على غرار برنامج ( لمسات بيانية) بإذاعة الشارقة الفضائية
وهو يهتم بمتشابه القرآن وما فيها من بيان وإعجاز وبلاغة
أجدد تحياتي
والسلام عليكم
وبعد فحبل الله فينا كتابه *** فجاهد به حِبل العدا متحبلا
إمبيوي
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2003, 11:53 PM
حياكم الله اخي الكريم
سبق طرح هذا الأمر وفقكم الله هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=374)
---
(1/2078)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير !!
---
آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير !!
---
المسيطير
04-23-2006, 08:44 PM
قال الشيخ عبدالله بن محمد الجوعي في كتابه ( قواعد وفوائد لفقه كتاب الله تعالى ) :
( قال تعالى : "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة 105 ، تساق هذه الآية كثيرا للحث على العمل الصالح المثمر مع انها سيقت في كتاب الله تهديدا ووعيدا للمنافقين )أ.هـ.
--
وفي تعليق سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى على تفسير ابن كثير بتاريخ 10/6/1419هـ عند قوله تعالى :
" وَقُلِ عْمَلُواْ فَسَيَرَى للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ) .
وعندما سُئل عن وضع هذه الآية على شهادات المدارس قال :" كون الآية تكون على شهادات المدارس لا أعرف له أصل " .أ.هـ
--
وقال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله:
( ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب على بعض الأعمال { وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتعذر رؤيته، فالله يرى ، ولكن رسوله لا يرى ، فلا تجوز كتابته لأنه كذب عليه صلى الله عليه وسلم ) أ.ه
"القول المفيد" (3/305).
فما رأي المشايخ ؟.
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2006, 09:12 PM
تجد الجواب مفصلاً يا أبا محمد حفظكم الله في هذا البحث .
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتَنْزِيلِ آياتِ الكُفَّارِ عَلَى المُؤْمِنِينَ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=46)
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
04-25-2006, 01:27 AM
جزاكم الله خيرا و نفع بما كتبتم .
---
مجدي ابو عيشة
04-25-2006, 01:18 PM
قال ابن جرير :(1/2079)
-2185- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا زيد بن حباب قال، حدثنا عكرمة بن عمار قال، حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمُرّ عليه بجنازة، فأثنِيَ عليها بثناء حَسن، فقال: وجبت! ومُرَّ عليه بجنازة أخرى، فأثنِيَ عليها دون ذلك، فقال: وجبت! قالوا: يا رسول الله، ما وجبت؟ قال: الملائكة شُهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، فما شهدتم عليه وجب. ثم قرأ: ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) الآية [سورة التوبة: 105].
قال أحمد شاكر :الحديث : 2185- وهذا إسناد صحيح ، على شرط مسلم .
زيد بن الحباب -بضم الحاء المهملة وتخفيف الموحدة- العكلي : ثقة من شيوخ أحمد وابن المديني وغيرهما من الأئمة ، وهو مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 2/1/358 ، وابن سعد 6 : 281 ، وابن أبي حاتم 1/2/561-562 .
عكرمة بن عمار العجلي : ثقة ، روى عنه شعبة والثوري ووكيع وغيرهم . وهو مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 4/1/50 ، وابن سعد 5 : 404 ، وابن أبي حاتم 3/2/10-11 .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-25-2006, 04:54 PM
قال البخاري: قالت عائشة، رضي الله عنها: إذا أعجبك حُسن عمل امرئ، فقل: { اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } [صحيح البخاري (13/503 "فتح")] .(1/2080)
قال ابنُ العرَبِيِّ في «أحكامه» : قوله سبحانه : { وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } هذه الآية نزلَتْ بعد ذكر المؤمنين ، ومعناها : الأمر ، أي : اعملوا بما يُرْضِي اللَّه سبحانه ، وأمَّا الآية المتقدِّمة ، وهي قوله تعالى : { قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } [ التوبة : 94 ] ؛ فإنها نزلت بعد ذكْر المنافقين ، ومعناها : التهديد؛ وذلك لأن النفاق موضِعُ ترهيبٍ ، والإيمانُ موضعُ ترغيبٍ ، فقوبل أهْلُ كلِّ محلٍّ من الخطاب بما يليقُ بهم . انتهى .
وقال شيخ اٌسلام ابن تيمية رحمه الله : ( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ } هَذَا فِي حَقِّ الْمُنَافِقِينَ وَقَالَ فِي حَقِّ التَّائِبِينَ : { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } )
---
عدنان البحيصي
05-01-2006, 10:15 AM
بارك الله فيكم أيها الأحبة على هذا الإيضاح
شكراُ لكم
---
(1/2081)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب كتاب وافتراحات في المتشابه في القرآن الكريم
---
طلب كتاب وافتراحات في المتشابه في القرآن الكريم
---
السهيلي
01-06-2004, 09:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
احوتي في المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب مساعدتكم في موضوع ابحث فيه بأن تدلوني على
كتاب يدرس تأثير المتشابه المعنوى و اللفظي في الآيات القرآنية في الأحكام الفقهية والعقائدية .
وأن تقترحوا عليّ ما ترونه يعينني في البحث وما يجب أن يحتويه البحث من افكار وقضايا تكون من إهتمامات البحث وخاصة المعاصرة منها
كما تدلوني على أن كتاب يتناول المتشابه في القرآن الكريم بقسمنه اللفظي والمعنوي وأين يوجد وخاصة على شبكة المعلومات .
وجزاكم الله خيراً
---
(1/2082)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مدرسة ابن عباس في التفسير وتلاميذه ؟
---
سؤال عن مدرسة ابن عباس في التفسير وتلاميذه ؟
---
ماجد الخير
02-28-2006, 07:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته أما بعد :
أريد معلومات عن مدرسة ابن عباس رضى الله عنهما في مكة , عن صاحبها وتلاميذه ونبذة بسيطة عن كل من سعيد بن جبير , ومجاهد بن جبر , وعكرمة مولى ابن عباس , وطاوس , وعطاء بن أبي رباح . وما الذي اشتهرت به هذه المدرسة ؟
وجزاكم الله خيرا
ماجد
---
روضة
02-28-2006, 08:21 PM
أخي الكريم،
هذه أسئلة تحتاج إلى إجابات طويلة جداً، بإمكانك مراجعة الجزء الأول من كتاب (التفسير والمفسرون)، للدكتور محمد حسين الذهبي.
---
ماجد الخير
02-28-2006, 10:31 PM
جزاك الله خيرا
لكن أنا لا أريد الأ نبذة بسيطه عن هذه المدرسة وشكرا
---
الكشاف
03-01-2006, 12:12 AM
مثل هذه الأسئلة تحتاج كما تفضلت الدكتورة روضة إلى رجوع للكتب مثل كتاب التفسير والمفسرون وغيره ، وفي تصوري أنها لا تصلح لمثل الملتقى العلمي ، لكونها أساسيات يبنى الحوار عليها . لكنني بحثت لك عن جواب أرجو أن يكون فيه سداد من عوز.
وجدت في موقع الشبكة الإسلامية ما يلي :
1- عبد الله بن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة :
عاصر الصحابة رضي الله عنهم نزول القرآن الكريم، وشهدوا من أسباب نزوله وتنزيله على وقائع الحياة ما لم يشهده من جاء بعدهم، فكانوا بحق أعلم هذه الأمة بتفسير هذا الكتاب، وأبصرهم بمقاصده وغاياته .
ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم على درجة واحدة بعلم تفسير القرآن الكريم، فقد امتاز بعضهم عن بعض، وعلم بعضهم ما لم يعلمه غيره، لأسباب لا يعنينا في هذا المقام الخوض فيها .(1/2083)
وكان ابن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سناً، فقد ولد رضي الله عنه قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنوات، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره، وذلك لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابته من ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
ولازم ابن عباس - إضافة لملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم - كبار الصحابة، أمثال أبي بكر، وعمر، وأخذ عنهم ما فاته في صغره. وقد شهد له الجميع بسعة علمه، ورجاحة عقله، حتى لقبوه بألقاب عدة: فلُقِّب بـ"البحر" و"الحبر" و "ترجمان القرآن". يقول ابن مسعود رضي الله عنه في حقه: " نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس" رواه الحاكم في "المستدرك" .
وفي "المستدرك" أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس ) وكيف لا يكون كذلك وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري بقوله: ( اللهم فقهه في الدين ) وفي رواية عند أحمد: ( وعلِّمه التأويل ) .(1/2084)
وكان عمر رضي الله عنه - وهو صاحب فراسة - يدنيه من مجلسه، ويستأنس برأيه وعلمه، والقصة التالية تسلط الضوء على ذلك: روى البخاري في "صحيحه"عن ابن عباس قال: ( كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لِمَ تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم - يشير بذلك إلى قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إلى معرفته وفطنته - قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما أَرَيْته دعاني يومئذ إلا لِيُرِيَهُم مني، فقال: ما تقولون في قوله تعالى: { إذا جاء نصر الله والفتح }(النصر:1) فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل شيئاً، فقال لي: يا ابن عباس، أكذاك تقول، قلت: لا، قال: فما تقول، قلت: هو أَجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له...قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم ) .
وكان يُفتي الناس في عهد عثمان، كما كان يفعل ذلك في عهد عمر رضي الله عن الجميع، وكان علي رضي الله عنه يدنيه منه ويعمل برأيه، ومما قاله فيه: ( أقرَّ الله عين من له ابن عم مثل هذا ) .
وكان من منهج ابن عباس في تفسيره لكتاب الله أن يرجع إلى ما سمعه من رسول الله، وما سمعه من الصحابة، فإن لم يجد في ذلك شيئاً اجتهد رأيه، وهو أَهْلٌ لذلك، وكان - رضي الله عنه - يرجع أحيانًا إلى أخبار أهل الكتاب، ويقف منها موقف الناقد البصير، والممحِّص الخبير، فلا يقبل منها إلا ما وافق الحق، ولا يُعوِّل على شيء وراء ذلك .(1/2085)
وقد نُسب لـ ابن عباس تفسير سُمِّي "تنوير المقابيس" طُبع مراراً في مصر، وتدور روايات الكتاب على طريق واحد، هو طريق السدي الصغير، عن محمد بن السائب الكلبي، عن ابن صالح؛ وهذه السلسلة تعرف بسلسلة الكذب. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث " وعلى هذا فلا عبرة بهذا التفسير، ولا تصح نسبته إلى ابن عباس، فهو مقول ومختلق عليه .
عاش صحابينا الجليل حياة مليئة بالجِدِّ والعمل، فلم يترك طريقاً من العلم إلا سلكه، ولا بابًا من الخير إلا طرقه؛ وكان مَقْصَد أهل العلم ومبتغاهم، ولما توفي رضي الله عنه، قال في حقه محمد بن الحنفية: مات والله حبر هذه الأمة. وكانت وفاته سنة 68 هـ بالطائف. فالحمد لله الذي أكرم هذه الأمة بأمثال هؤلاء الأفذاذ، ونسأل الله أن يجمعنا معهم تحت لوائه، وفي مستقر رحمته آمين .
2- سعيد بن جبير أعلم التابعين بالتفسير :
كان سعيد بن جبير من كبار التابعين، الذين ساروا على سنن الهدى، واقتفوا أثر المصطفى، وباعوا الدنيا طلبًا للأخرى. وقد وثقه أهل العلم كافة، حتى قالوا في وصفه: ثقة إمام حجة على المسلمين .
كان الناس يرونه - منذ نعومة أظفاره - إما عاكفًا على كتاب يتعلم، أو قائمًا في محراب يتعبد، فهو بين طلب العلم والعبادة، إما في حالة تعلم، أو في حالة تعبد .
أخذ سعيد العلم عن طائفة من كبار الصحابة، من أمثال أبي سعيد الخدري ، و أبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عمر ، رضي اللَّه عنهم أجمعين، لكن يبقى عبد الله بن عباس - حبر هذه الأمة - هو المعلم الأول له .(1/2086)
لازم سعيد بن جبير عبد الله بن عباس لزوم الظل لصاحبه، فأخذ عنه القرآن وتفسيره، وتلقى عنه القراءات القرآنية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ بها، وتفقّه على يديه في الدين، وتعلم منه علم التأويل، حتى أصبح من المكانة ما جعل بعض معاصريه يقول فيه: مات سعيد بن جبير ، وما على ظهر الأرض أحد من أهل زمانه إلا وهو محتاج إلى علمه .
وعندما كانت إقامته في الكوفة، كان هو المرجع الأول في الفتوى، وعليه المعول في علم التفسير، لدرجة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحيل إليه من يستفتيه، ويقول لأهل الكوفة إذا ما أتوه ليسألوه عن شيء: أليس فيكم ابن أم الدهماء ؟ يعني سعيد بن جبير - وكان حبشي الأصل - .
وعلى الرغم من مكانته العلمية التي كان يحظى بها، وخاصة معرفته الواسعة بتفسير كتاب الله، إلا أنه - رحمه الله - كان يتورع عن القول في التفسير برأيه - كما هو شأن السلف من الصحابة رضوان الله عليهم - ومما يروى عنه في هذا الشأن: أن رجلاً سأله أن يكتب له تفسيرًا للقرآن، فغضب، وقال له: لأن يسقط شِقِّي، أحب إليَّ من أن أفعل ذلك .
ولأجل ملازمة سعيد ابن جبير لـ ابن عباس رضي الله عنهما، ومكانته العلمية بين التابعين، فقد كانت أقواله مرجعًا أساسًا، ومنهلاً عذبًا لأهل التفسير، يرجعون إليها، ويغترفون من معينها في تفسير كثير من آيات الذكر الحكيم .
وقد وَثَّقَ علماء الجرح والتعديل سعيداً ، وروى عنه أصحاب الكتب الستة وغيرهم من أصحاب الحديث. قال ابن حبان في كتاب ( الثقات ): كان فقيهًا، عابدًا، فاضلاً، ورعًا .
ومما يُروى عن سعيد وتعلقه بالقرآن، ما ذكره أبو نعيم في ( الحلية ) قال: ( كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان ) وفي رواية ثانية: ( أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين ) .(1/2087)
وقد كانت له - رحمه الله - مواقف مشهورة ومآثر مشهودة مع الحجاج ، الذي قتله صبراً في شعبان سنة خمس وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين سنة .
3- مجاهد بن جبر ومكانته العالية في تفسير القرآن الكريم :
كان أحد الأعلام الأثبات، والعباد الزهاد، مع فقه في الدين، وورع مملوء باليقين. وهو أحد أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما، وأوثقهم رواية عنه، وإن كان أقلهم رواية عنه، وأكثرهم دراية في تفسير كتاب الله. حتى وصفه بعض من أخذ العلم عنه وعاصره، بقوله: كان أعلمهم بالتفسير .
لقي الإمام مجاهد الأكابر من الصحابة؛ حيث روى عن ابن عباس ، و ابن عمر ، و جابر بن عبد الله ، و أبي سعيد الخدري ، و أبي هريرة ، و رافع بن خديج رضي الله عنهم أجمعين، وحدث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، إلا أن حديثه عنها مرسل؛ لأنه لم يسمع منها. وقد حدث عنه أعلام من كبار التابعين، منهم: عطاء ، و طاوس ، و عكرمة وغيرهم كثير .
وقد لازم الإمام مجاهد ابن عباس رضي الله عنهما مدة ليست بالقصيرة، وأخذ التفسير عنه رواية ودراية، لهذا وجدنا الإمام البخاري في "صحيحه" يعتمد عليه، وينقل عنه كثيراً من تفسير القرآن الكريم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة الإمام مجاهد وعدالته عند أهل العلم وقبوله عندهم .
ومما يدل أيضًا على علو كعب أبي الحجاج - كما كان يكنى - وطول باعه في تفسير كتاب الله وفهمه له، ما رواه أبان بن صالح ، عن مجاهد ، أنه قال: عرضت القرآن على ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث عرضات، أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت ؟ وكيف كانت ؟ .
وروى ابن أبي مليكة ، قال: رأيت مجاهداً سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن تفسير القرآن ومعه ألواحه، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله .
وروى أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) عن الفضل بن ميمون ، قال: سمعت مجاهدًا يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين عرضة .(1/2088)
وقد أجمع معاصروه على مكانته العالية في معرفته بتفسير كتاب الله، حتى روي القول عن بعضهم: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به؛ وهذا ما دفع الإمام الذهبي أن يقول في آخر ترجمة مجاهد : أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به. ويكفي لبيان مكانته ما ذكرناه من اعتماد الإمام البخاري على رواية مجاهد في كتاب التفسير من كتابه ( الجامع الصحيح ) وكذلك رواية أصحاب الكتب الستة عنه في كتبهم .
ونرى من المناسب أن ننقل بعضًا مما أُثر من أقوال هذا الإمام في التفسير؛ فمن ذلك قوله في قول الله تعالى: { وتبتل إليه تبتيلا } (المزمل:8) قال: أخلص له إخلاصًا. وفي قوله تعالى: { وثيابك فطهر } (المدثر:4) قال: وعملك فأصلح. وفي قوله سبحانه: { واسألوا الله من فضله } (النساء:32) قال: ليس بعَرَض الدنيا. وفي قوله تعالى: { والذي جاء بالصدق وصدق به } (الزمر:33) قال: هم الذين يجيئون بالقرآن، يقولون: هذا الذي قد أعطيتمونا، قد اتبعنا ما فيه. أما قوله سبحانه: { ولا تنس نصيبك من الدنيا } (القصص:77) فقال في تفسيره: خذ من دنياك لآخرتك، أن تعمل فيها بطاعته. وقوله سبحانه: { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } (التكاثر:8) قال: عن كل شيء من لذه الدنيا. وفي قوله تعالى: { وقوموا لله قانتين } (البقرة:238) قال: القنوت: الركوع، والخشوع، وغض البصر، وخفض الجناح من رهبة الله تعالى. قال: وكانت العلماء إذا قام أحدهم إلى الصلاة هاب الرحمن عز وجل أن يشذ نظره، أو يلتفت، أو يقلب الحصى، أو يعبث بشيء، أو يحدث نفسه بشيء من الدنيا، إلا ناسيًا ما دام في الصلاة. وفي قوله تعالى: { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة } (مريم:59) قال: عند قيام الساعة، وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم { واتبعوا الشهوات } قال: ينزوا بعضهم على بعض زناة في الأزقة. وقوله سبحانه: { بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته } (البقرة:81) قال في تفسير هذه الآية: الذنوب تحيط بالقلوب،(1/2089)
كلما عمل ذنبًا ارتفعت حتى تغشى القلب، وحتى يكون هكذا، ثم قبض يده، ثم قال: هو الران. وفي قوله تعالى: { فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب } (الشرح:7-8) قال: إذا فرغت من أمر الدنيا، فقمت إلى الصلاة، فاجعل رغبتك إليه، ونيتك له. وقوله تعالى: { وتقطعت بهم الأسباب } (البقرة:166) قال في معناها: الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا. أما قوله تعالى: { ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } (الأنعام:153) فقال في معناها: إنها البدع والشبهات. وقوله تعالى: { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } (لقمان:20) قال: أما ( الظاهرة ) فالإسلام والرزق، وأما ( الباطنة ) فما ستر من العيوب والذنوب. وفي قوله تعالى: { ادفع بالتي هي أحسن } (فصلت:34) قال: هو السلام عليه إذا لقيته؛ وفي قول آخر له في معنى الآية نفسها، قال: المصافحة .
وتتبع أقوال هذا الإمام لا يمكن حصرها في مقال كهذا، وفي الأمثلة التي ذكرناها ما يدل على مكانة هذا الإمام، ومنزلته في علم التفسير .
على أن بعض أهل العلم قد لاحظ على منهج التفسير عند الإمام مجاهد أمرين:
أولهما: أنه كان يسأل أهل الكتاب عن تفسير بعض الآيات التي لم يثبت فيها نَقْل لديه .
والثاني: اعتماده الرأي أحياناً في فهم بعض نصوص القرآن الكريم؛ ولا يسعنا أن نفهم هذين المنهجين إلا على وفق ما يليق بمكانة هذا الإمام .
فسؤاله أهل الكتاب كان في حدود ما هو جائز ومشروع، ولم يتعدَّ ذلك إلى ما هو محظور وممنوع. كيف لا، وهو تلميذ ابن عباس رضي الله عنهما، الذي كان يشدد النكير على من يأخذ عن أهل الكتاب، أو يصدقهم فيما يقولونه، إلا ما شهد له شاهد من الشرع .(1/2090)
وأما مسألة إعماله العقل في تفسير بعض الآيات، فحاصل القول فيها: إن كل الناس يؤخذ منه ويُرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عصمه الله عن الخطأ، وعلى هذا فإن هذا المنهج من مجاهد لا يقلل من القيمة العلمية لهذا الإمام، الذي أجمع الناس على إمامته في التفسير من غير منازع ولا مدافع .
ثم إن كتب التراجم قد ذكرت أن مولد هذا الإمام كان سنة إحدى وعشرين للهجرة، وتوفي بمكة سنة اثنتين ومائة، وتوفي وهو ساجد رحمه الله. قال ابن جريج : بلغ مجاهد يوم مات ثلاثًا وثمانين سنة .
بعد هذا نقول: إن من بين التفاسير التي كُتب لها أن تصل إلينا تفسير الإمام مجاهد، وهو تفسير مطبوع ومتداول بين أهل العلم، وهو أيضًا يدل على مكانة هذا الإمام؛ فما هذا التفسير وغيره من التفاسير، إلا أثر من آثار السلف الصالح، التي تدلنا على سيرهم المتواصل في حقل تبيينهم لكتاب ربهم، وتدعونا إلى أن لا نألوا جهدًا في تدبر القرآن، ولا ندخر وسعًا لتفهم آياته، ونجتهد غاية الاجتهاد في سبيل هذا التبيان؛ قصدًا مخلصًا إلى الحق، فرب مبلغ أوعى من سامع .
4- عطاء بن أبي رباح وورعه في التفسير :
علو الهمة صفة ملازمة لعلماء هذه الأمة، وقد قيل فيما قيل: رجل ذو همة يحيي أمة. وعلو الهمة لا تحتاج إلى جمال منظر، ولا إلى كثرة مال، ولا إلى منصب رفيع، بل تحتاج إلى إخلاص نية، وحسن طوية، وصدق عزيمة، وتوكل على الله .
هذه الصفات التي أتينا على ذكرها كانت صفات التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح الذي انتهت إليه الفتوى في مكة؛ كان ثقة، فقيهًا، عالمًا، كثير الحديث. حدث عن نفسه فقال: أدركت مائتين من الصحابة. فقد سمع من ابن عباس ، و ابن عمر ، و ابن الزبير ، و عبد الله بن عمرو ، و أبي هريرة ، و أبي سعيد ، و زيد بن خالد رضي الله عنهم أجمعين؛ وروى عنه من التابعين جمع؛ منهم: عمرو بن دينار ، و الزهري ، و أبو الزبير ، و قتادة ، و مالك بن دينار ، وغيرهم .(1/2091)
و عطاء هذا، هو الذي خاطب فيه ابن عباس رضي الله عنهما أهل مكة، بقوله: " تجتمعون إليَّ يا أهل مكة وعندكم عطاء "؛ وهو الذي قال فيه ابن عمر رضي الله عنهما، وقد سئل في مسألة - وكان بمكة - فقال: تجمعون لي المسائل، وفيكم عطاء بن أبي رباح !؛ وهو الذي قال في حقه الإمام الأوزاعي : مات عطاء وهو أرضى أهل الأرض؛ ثم - أخيرًا وليس آخرًا - هو الذي قال فيه أبو حنيفة : " ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء " حتى إنه كان ينادى في موسم الحج: " لا يفتى الناس إلا عطاء " .
كل هذا - وغيره كثير - يشهد للمكانة العلمية التي كان عليها عطاء بن أبي رباح ؛ وليس أدل على ذلك من شهادة أستاذه ابن عباس رضي الله عنهما، الذي لازمه فترة طويلة، وأخذ عنه علم التفسير؛ وعلى الرغم من مكانته العلمية، وملازمته لـ ابن عباس رضي الله عنهما إلا أنه لم يرو عنه الكثير من التفسير، بل نجد أن مجاهدًا و سعيد بن جبير يسبقانه من ناحية العلم بتفسير كتاب الله. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى كثرة تورعه عن القول في كتاب الله برأيه؛ وقد رُويَ أنه سئل عن مسألة، فقال: لا أدري، فقيل له: ألا تقول فيها برأيك ؟ قال: إن لأستحي من الله أن يُدان في الأرض برأيي .(1/2092)
ومع ذلك، فإن هذا الموقف من عطاء لم يكن ليقلل من أهمية هذا العَلَم بين علماء التفسير، يدلك على هذه المعرفة التفسيرية التي كان عليها، ما روى عنه أهل العلم من التفاسير والأقوال؛ فمن ذلك قوله في قول الله تعالى: { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } (النور:37) قال: لا يلهيهم بيع ولا شراء عن مواضع حقوق الله، التي فرضها الله تعالى عليهم أن يؤدوها في أوقاتها؛ ويقول في قوله تعالى: { ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله } (النور:2) قال: ذلك في إقامة الحد عليه؛ وقال أيضًا: ما قال عبد قط: يا رب، يا رب، يا رب، ثلاث مرات، إلا نظر الله إليه؛ فذُكر ذلك لـ لحسن ، فقال: أما تقرؤن القرآن: { ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد * فاستجاب لهم ربهم ...} (آل عمران:193-195)؛ وقيل لـ عطاء : إن ههنا قومًا يزعمون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، فقال: { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } (محمد:17) فما هذا الهدى الذي زادهم الله ؟ وقيل له أيضًا: ويزعمون أن الصلاة والزكاة ليستا من دين الله، فتلا قول الله تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } (البينة:5) .(1/2093)
وقد روي عنه أنه قال يومًا مخاطبًا بعض جلسائه: إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن يُقرأ، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو تنطق في حاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن { عليكم لحافظين * كراما كاتبين } (الانفطار:10-11) وأن { عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } (ق:17-18) أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته، التي أملاها صدر نهاره، أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه .
روى أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) بسنده عن عطاء ، قال: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يُخيل إلينا أنه يُؤيد. وعن ابن جريج ، قال: كان عطاء ، بعدما كبر وضعف، يقوم إلى الصلاة، فيقرأ مائتي آية من سورة البقرة وهو قائم، لا يزول منه شيء، ولا يتحرك .
لقد كان أبو محمد - كما كان يكنى - عازفًا عن الدنيا وزخارفها، مقبلاً على الله بقلبه وجوارحه؛ ليس له حاجة إلى سلطان ولا إلى غيره، وكان كل ما يرجوه رحمة ربه في كل أمره، دعاه الخلفاء والأمراء إليهم فأبى أن يبيع دينه بدنياه، وأغدقوا عليه في العطاء فلم يقبل منهم عطاء، وآثر على عطائهم عطاء الله سبحانه .
وقد أكبَّ - رحمه الله - على طلب العلم وتعليمه كدأب العلماء المخلصين، وأخلص في كل ذلك لله سبحانه - نحسبه كذلك والله حسيبه - فلم يكن ينتظر من الناس جزاء ولا شكورًا...وبهذا نفع الله به المسلمين، ووقع عندهم موقع القبول، حتى وجدنا أصحاب الكتب الستة يُوثِّقونه ويروون عنه، وهو عندهم من المنزلة بمكان .(1/2094)
لقد كان لـ عطاء من اسمه نصيب أي نصيب، كان معطاءً للخير بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. توفي رحمه الله سنة ( 114هـ ) بعد أن أمدَّ الله له في العمر، وبارك له في العلم، فكان مثالاً يحتذى للعلماء العاملين المخلصين، فنفع الله به كثيرًا، ورحل عن هذه الدار والناس أحوج ما يكونون إلى علمه وعطائه. فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا وإياه تحت ظل عرشه، يوم لا ظلَّ إلا ظله .
للاطلاع على المزيد عن منهج الصحابة في التفسير باختصار :
http://www.islamweb.net/ver2/archive/index2.php?vPart=163&startno=1&thelang=A
---
ماجد الخير
03-01-2006, 01:16 PM
يعطيك العافية ياخوي على هذه المعلومات وجعله في ميزان حسناتك
وشكرا...........................
---
الكشاف
03-04-2006, 03:31 PM
عفواً .
---
(1/2095)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عضو جديد
---
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عضو جديد
---
طالب العلم1
02-21-2006, 06:34 PM
أخوكم الجديد في الله والله لقد لفت ناظري وعقلي بريق المنتدى بجوهره ومظهره وفوائده ودرره فعزمت التسجيل استزادة في الخير وطلبا للعلم وعبادة لله ...نرجو أن يتقبل منا ومنكم القائمين على نشر الدين وعلومه وحفظ الشرع ومتفرقه ونجومه سائلين المولى جعله في ميزان حسناتكم ورفعا لدرجاتكم .....أخوكم الأستاذ ف.عبد الحفيظ من الجزائر
---
ابن الجزيرة
02-21-2006, 07:04 PM
حياك الله يا أستاذ عبد الحفيظ بين إخوانك وإحبائك ونسأل الله أن ينفعك وينفع بك .
---
(1/2096)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف13)
---
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف13)
---
د. محمد مشرح
09-26-2004, 10:27 AM
دراسة الشخصيات من خلال السورة
د- هم الدعوة لايفارقه
تؤثرالقناعة في داخل الإنسان ، فتصبح اتجاهاته منطلقة من تلك القناعة، وتغدو أقواله وتصرفاته وأفعاله ترجمة لذلك وقد فرقوا بين الإتجاه والرأي بأن " الإتجاه هو المصدر الحقيقي للرأي ، والرأي تعبير عن الإتجاه بالقول الموجز ، والسلوك مجموعة الوقائع المادية التي تصدر عن الفرد للتعبير عن اتجاهه كالضحك والبكاء وهز الأكتاف " ([1]) وهو خلط فيما يبدو بين القناعة والإتجاه والعقيدة والإتجاه ، ولايعنينا - هنا - مناقشة الفروق بينها فالغرض هنا شيء غير هذا وهو أن مايفعله المرء ويقوله ينبني على قناعة في نفسه يترجم عنها في الخارج سواء أكان مابداخله اتجا ه أم عقيدة أم قناعة ([2]) ويصدر عن ذلك الهم الذي يسوق صاحبه إلى ما اعتقده سوقاً ، وقد كان يوسف عليه السلام مهموماً بأمر الدعوة إلى الله ، ولم ينس أن يستخدم الحكمة وهو يدعوا السجينين وأن يسخّر مارزقه الله من قدرة وعلم وخلُق في خدمة الدعوة إلى الله تعالى ، وأن ينسب كل ذلك إلى الله تعالى ، وهذه الركيزة في المرسل غاية في الأهمية فإن الذي يغتر بكثرة عطائه في مجال الدعوة إلى الله ولا يرجع الفضل والإعانة إلى الله فإنه يوكل إلى نفسه ، ومن وكله الله إلى نفسه هلك ولايبالي الله أي في أي وادٍ هلك قال تعالى:{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ(36)قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ(1/2097)
إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ(37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ(38)يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(39)مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(40)}([3])
فقد اطمأن السائلان بوقائع عملية من هذا القبيل لزيادة الطمأنة لهما وإن كانا واثقين بقدرته على ماطلبا منه ، ويكفي أنهما قد نعتاه بالإحسان عند طلبهما ، لكن أراد عليه السلام أن تتهيأ نفساهما لقبول الدعوة ، هذاواحد من المرئيات والثاني أنه لم ينسب ذلك الفضل لنفسه لكنه رده إلى الله تعالى ، الثالث إشعارهم من خلال حديثه لهم أنه لايستأنس لمن لايؤمن بالله واليوم الآخر ، وأنّه من ذرية قوم أنبياء ولعلهما لايخفى عليهما خبر نبوة إبراهيم وإسحاق ويعقوب وهذا المهيأ الرابع .
وقص عليهم تعبير الرؤيا بعد تلك الدعوة المحفوفة بكثير من المقدمات التي تضمن قبول الرسالة الإعلامية وعرّي من خلال الدعوة خلو الإعتقاد الذي يعتقدونه من أن لله أندادا تعبد من البرهان وأن كل ما عندهم هو أن آباءهم كانوا يعتقدون ذلك ؛ فهم يقتدون بهم دون نظر واستدلال .(1/2098)
إن " القصة القرآنية تخاطب العقل والضمير والوجدان لكونها تسجيلاً للواقع الحي "([4]) فتؤثر على المشاهد أو المستمع أو القارئ تأثيراً بالغاً ويصبح مردودها الإعلامي ذا أثر واضح من حيث الهداية الإرشادية " ويقرر يوسف أن اختصاص الله بالحكم تحقيقاً لاختصاصه بالعبادة هو وحده الدين القيم { ذلك الدين القيّم }([5]).
وهو تعبير يفيد القصر ، فلا دين فيما سوى هذا الدين الذي يتحقق فيه اختصاص الله بالحكم تحقيقاً لاختصاصه بالعبادة ([6]) {ولكن اكثر الناس لايعلمون } ([7]) " لقد رسم يوسف بهذه الكلمات القليلة الناصعة الحاسمة المنيرة كل معالم هذا الدين وكل مقومات هذه العقيدة ، كما هز بها كل قوائم الشرك والطاغوت والجاهلية هزاً شديدا"([8])
هـ-الفهم الثاقب
عندما يتدبر المتدبر ويوسف يعبر عن هذا الدين القيم ماهو ؟ ليجلي ذلك للمستقبلين يعلم مدى الفهم عند يوسف { إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم } ([9]) " وحين نفهم معنى العبادة على هذا الفهم - بأن الدين كله لله والأمر والحكم كله له وحده سواءً تعلق هذا الأمر بشعيرة تعبدية أو بتوجيه أخلاقي أو بشريعة فالدينونة لله وحده في هذا كله هي مدلول العبادة التي خص الله - بها نفسه ولم يجعلها لأحد سواه - حين نفهم العبادة على هذا النحو نفهم لماذا جعل يوسف اختصاص الله بالعبادة تعليلاً لاختصاصه بالحكم ، فالدينونة – العبادة -(1/2099)
"لاتقوم إلا بالحكم ولايمكن أن تقوم إذا كان الحكم لغير الله " ([10]) إن فهم الرسالة فهماً ثاقباً من أجل شرحها للناس مهم للغاية فإنه" من الحقائق المسلمة اليوم أن الإتصال بالناس ونقل امعاني والأفكار إليهم وتبادلها معهم ، وتهيئة الأجواء للحوار والمناقشة حول قضايا الحياة .. عمل من صميم العملية الإعلامية " ([11]) " ذلك أن بث الحقائق والمعلومات والآراء بين الناس هو جوهر الإعلام " ([12]) " وقد تعددت أساليب القرآن الكريم للوصول إلى هذه الغاية فمن قصص إلى ضرب أمثال إلى إثارة التساؤلات العجيبة إلى التقرير إلى أسلوب المقابلة بين حال المؤمن وحال الكافر وما أعد لكلك منهما في الآخرة إلى غير ذلك .."([13]) " وإيصال حقائق الإسلام إلى المستقبل لاتأتي إلا في جو من الحرية ، ولذلك شرع الجهاد في سبيل الله حتى يزاح الطغاة عن طريق الدعوة لتصل إلى الناس صافية نقية وهم يملكون الإختيار العقدي في حرية مطلقة " ([14]){ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } ([15])
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - د . أحمد بدر - الرأي العام [ القاهرة -مكتبة غريب -بدون ] ص53 .
[2] - ثمة تعريف للإتجاه بأنه حالة من الإستعداد والتأهب العصبي والنفسي .. وبهذا يكون درجة بين القناعة والرأي الخارجي أو السلوك نفس المرجع السابق ص53 .
[3] -سورة يوسف
[4] - د . عمر محمد باحاذق -أسلوب القرآن الكريم [ دمشق - بيروت - دار المأمون - الأولى 1414هـ -1994م ص .
[5] - سورة يوسف الآية 40.
[6] - سيد- في ظلال القرآن 4/ 1991 مرجع سابق .
[7] - سورة يوسف الآية 40.
[8] - سيد -مرجع سابق 4/1998 .
[9] سورة يوسف الآية 40.
[10] - سيد -في ضلال القرآن ، مرجع سابق 4/ 1990 -1991 . بتصرف .(1/2100)
[11] - د. إبراهيم إمام - دراسات في الفن الصحفي [ القاهرة -الإنجلو -بدون ] ص 48،63، 65 . -وللمؤلف - الإعلام الإذاعي والتلفزيوني في [ القاهرة - دار الفكر العربي -بدون ] ص254.
[12] - د. إبراهيم إمام - الإعلام الإسلامي في المرحلة الشفهية [القاهرة - الإنجلو -1980 ] ص28
- د. أحمد بدر الرأي العام ، مرجع سابق ص 295 -296 .
- د. إبراهيم إمام - العلاقات العامة والمجتمع [ القاهرة - الإنجلو 1976الثانية ] ص217.
- د. حسن الحسن - الإعلام والدولة [ بيروت - دار صادر - الأولى - 1965 م] ص 339 .
[13] - د . سيد محمد ساداتي الشنقيطي - مفاهيم إعلامية من القرآن الكريم [ الرياض - دار عالم الكتب - الأولى - 1406، 1986م ] ص 72 .
[14] - المرجع السابق الصفحة نفسها بتصرف .
[15] - (6) سورة الكهف الأية 29.
---
(1/2101)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لابد من عودة وإن طال السفر
---
لابد من عودة وإن طال السفر
---
ابن الشجري
03-08-2005, 09:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد غبت عن عالم الحاسوب ومدخراته مدة من الزمن ، أحسبها مدة طويلة ، وخاصة عن هذا الموقع العزيز علي والقريب من روحي ، وكان لي عذر أطويه عن البوح به ، فما كل من كان له عذر يحسن أن يحدث به ، وأعلم أنه قد فاتني الشئ الكثيرمدة غيابي ، فالله هو المسؤول بمنه وكرمه أن يخلف علي خيرا مما فاتني ، وأن يكتب لي الخير العميم فيما بقي .
كما أرجوا المعذرة ممن كتب لي ولم اتمكن من الرد عليه ، والشكر لكل الأخوة الكرام الذين حاولوا الاتصال والسؤال عن أخيهم . وخاصة الاخوة الكرام عبد الرحمن الشهري والعبيدي ومحمد يوسف ، وأسأل الله التوفيق للجميع
ومع هذه العودة فإني أتشور من أن اعود خالي الوفاض ، فهذه رسالة عتيقة ، كنت قد أرسلتها إلى أحد الأخوة معاتبا له لبادرة كانت منه ، أحببت كما أحب هو أن اطرحها بين يدي اساتذة نقاد وقراء أكفاء ، لعل فيها مايفيد والله المستعان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسالة على صفحة مستقلة بعد هذه الصفحه
---
أبومجاهدالعبيدي
03-08-2005, 10:11 PM
عوداً وحميداً أخي الأديب ابن الشجري
وأرجو أن أكون أول المرحبين ، وقد - واللهِ - همني خبر غيابك ، وتمنيت أن أعرف سببه ، وما هذا إلا لحبي لك في الله
ولو كنت أحسن نظم القوافي لنظمت لك بعض ما أحمله لك ولإخواني الكرام ممن هم على شاكلتك من مشاعر الحب والتقدير ، ولكن ....ما الحيلة
على كل حال : حمداً لله على سلامتكم ، وأرجو أن تكون بخير وصحة وسلامة
---
خالد الشبل
03-09-2005, 08:56 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا يسعدني أن أكون مرحبًا بالأستاذ الكبير ابن الشجري . وقِدْمًا قال مالكُ بنُ نويرةَ ، رضي الله عنه ، وعفا عنه :(1/2102)
جَزَينا بَني شَيْبانَ أمْسِ بِقَرْضِهمْ ** وعُدنا بمِثل البَدْء والعَودُ أَحْمَدُ
وهو مما سَبَق إليه ، وأخذه الناس منه ، كما قال ابن قتيبة في (الشعر) .
وماليَ لا آخذُهُ أنا ، أيضًا :
حَللتَ بنا أهلاً ، فحَلَّ بنا السَّعْدُ ** وعدتَ بمثل البدء ، والعود أحمدُ
لن نزال متطلعين لإحدى عتاق رسائلك .
تقبل وِدّي القلبي .
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2005, 10:40 PM
حياكم الله أخي العزيز، وأنا سعيد بعودتكم مرة أخرى ، والحمد لله على السلامة .
ونحمد الله الذي جعل بيننا جميعاً في هذا الملتقى روحاً من الأخوة الإيمانية العلمية يعِزُّ علينا صرمُها وانقطاعها. وقد ذهبت بنا الظنون كل مذهب خشية أن يكون قد بدر مني ما أوجب هجركم للملتقى. فالحمد لله على العودة ، ونسأل الله أن لا يريكم مكروهاً.
---
ابوبنان
03-13-2005, 09:16 PM
كنت في شوق لأقرأ إبداعك
ولي عودة لطرح مشكلة ليست خاصة بي بل بكثير من أحبتي ونود مشاركتك!!!!
---
مساعد الطيار
03-13-2005, 10:51 PM
مرحبا يابن الشجري
أرجو أن تكون شجرتك قد أعدت لنا ثمارًا ، فوالله إنني لفي شوق لمطارحاتك الأدبية الراقية الرائعة .
---
ابن الشجري
04-05-2005, 03:00 AM
أشكر للأخوة الكرام والشيوخ النبلاء مشاعرهم العطرة ، وأسأل الله لي ولهم العافية في الدارين .
وأخص بالشكر كل من تكرم ونقربأباخسه لوحة مفاتحه ، مرحبا مهللا ، فحياكم الله جميعا وحيا عكركم وذكركم .
---
(1/2103)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جامع التفاسير.. ثبت بالتفاسير المسندة لأهل السنة والجماعة
---
جامع التفاسير.. ثبت بالتفاسير المسندة لأهل السنة والجماعة
---
أبو صلاح الدين
06-22-2005, 03:45 PM
جامع التفاسير.. ثبت بالتفاسير المسندة لأهل السنة والجماعة
1- ترجمان القران للسيوطي, وهو في حكم المفقود. يقول الأخ أبو تيمية: تحدثت في هذه المسألة مع شيخنا عبد القادر الأرنؤوط قديما فأنكر ما ذكر عن وجوده.
2- تفسير ابن جرير مطبوع كاملا
3- تفسير ابن المنذر, طبع بدار الثريا لكنه ناقص جدا ، طبع مجلد من أوائله على نسختين منها النسخة المكتوبة على هامش تفسير ابن أبي حاتم. وهناك نسخة جوتا بألمانيا. ثم قلت: القطعة الموجودة منه طبعت منذ عام 1423هـ طبعته دار المآثر بالمدينة المنورة, وقدم له د: عبد الله التركي.
4- تفسير عبد بن حميد لم يطبع ، بل لا يعرف مخطوطا ..و كأنه مفقود. ولكن توجد منه قطعة بحاشية تفسير ابن أبي حاتم الرازي.. القطعة الموجودة بتركيا. ونزل السوق أخيراً قطعة من تفسير الإمام عبد بن حميد, اعتنى به / مخلف بن بنيه العرف- من الكويت- وفيه تفسير سورتي آل عمران والنساء. وبلغ عدد الروايات فيه ( 463 ) رواية .وأصله المخطوط مكتوب بهامش مخطوطة تفسير ابن أبي حاتم ، حصل عليه المحقق من أبناء الشيخ حماد الأنصاري, نشرته دار ابن حزم .
5- تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني, وقد انتهى من تحقيقه الأخ أبو تيمية إبراهيم الميلي بفضل الله. وهو تفسير مهم، اعتمده البخاري في صحيحه في مواطن، ومن مصنفاته أيضا كتاب العلم والحلم، وهو مخطوط, ولا أعلم أين.
6- تفسير ابن أبي حاتم مطبوع أكثره, طبعته دار الباز في عشرة مجلدات وهو ناقص، وقد أكملوا النقص من الدر المنثور، ومن تفسير ابن كثير.
7- تفسير سعيد بن منصور ، و هو ضمن السنن له(1/2104)
8- تفسير عبد الرزاق الصنعاني
9- تفسير البستي و قد حقق أكثره بالجامعة الإسلامية
10- تفسير أبي بكر بن مردويه الأصبهاني.
11- تفسير أبي الشيخ الأصبهاني. يوجد نسخة منه بتركيا.
12- تفسير الوليد بن ابان. وقد اكثر عنه أبو الشيخ.
13- تفسير إسحاق بن راهويه.
14- تفسير ابن شاهين.
15- تفسير محمد بن إسحاق الصغاني
16- التفسير للامام احمد
17- تفسير ابن ابي داود
18- تفسير سنيد بن داود، وهو مفقود.
19- تفسير سفيان بن عيينة.
20- تفسير وكبع بن الجراح, وقد نقل الحافظ ابن كثير عنه في تفسيره عدة مواضع بأسانيدها.
21- تفسير ابن ماجه القزويني صاحب السنن، وهو يوجد عند بعض إخوة أحمد بن الصديق الغماري لعله حسن(جازاهم الله بما يستحقون)، ولا أعلم له نسخة ثانية.
22- تفسير محمد بن يوسف الفريابي شيخ البخاري.
23- تفسير يحيى بن سلام المغربي, وهو متكلم فيه، وقد اختصر ابن أبي زمنين تفسيره فجوده و قد طبع أخيرا بمصر كما قال أبو تيمية الميلي. وهو كتاب عالي الأسانيد جدا أعني الأصل و المختصر جميعا.
24- تفسير أبي سعد عبد الملك بن أبي عثمان النيسابوري.
25- تفسير سفيان الثوري، وهو مطبوع كما أ ُخبرت برواية أبي حذيفة النهدي.
26- تفسير أبي الليث السمرقندي، وهو مخطوط.
27- تفسير الكشف والبيان للثعلبي، وهو مطبوع.
28- تفاسير الواحدي الثلاثة.
29- تفسير ابن جريج، مفقود.
30- تفسير أبي سعيد النقاش، مفقود
31و 32و 33و 34- جزء فيه تفسير يحيى بن يمان، وتفسير مسلم بن خالد الزنجي، وتفسير نافع بن أبي نعيم، وتفسير عطاء الخراساني، مطبوع في المدينة النبوية.
35- تفسير مقاتل بن سليمان البلخي، وهو متروك. وطبع في خمس مجلدات بدار إحياء التراث العربي, وهو مطبوع منذ سنوات في مصر, ثم طبعته دار الكتب العلمية عام 1424هـ.
36- احكام القران للطحاوي. وقد طبع جزء منه في تركيا في مجلدين, وهو موجود بمكتبة دار السلام بالأزهر.(1/2105)
37- احكام القران لاسماعيل القاضي ولااعلم عنه شيئا غير أنه يوجد قطعة منه وهي تحت التحقيق لدى احد طلاب العلم (ولا أعلم أين هو). وقال أبو إسحاق التطواني: "أخبرني بعض الثقات أن منه قطعة مكتوبة على رق الغزال في الإمارات". ويوجد مختصر أحكام القرآن لبكر بن محمد القشيري ، وهو مختصر كامل لكتاب القاضي إسماعيل، يحقق في رسالتين في جامعة الامام ، وبالمناسبة فهو يسند الأحاديث من طريقه أو ينقل أسانيد إسماعيل القاضي.
انتهى. ومن كان عنده معلومة فلا يبخل علينا, وإلا قطعناه إربا إربا .................. (ابتسامة)
---
لطفي الزغير
06-22-2005, 10:54 PM
لم تذكر أخي الكريم تفسير البغوي وهو مسند ٌ أيضاً ، وكذلك تفسير عبد الرزاق الصنعاني وهو مطبوع في مجلدين ، وتفسير السلمي عبد الرحمن المسمى حقائق التفسير ، بالرغم من مشرب مؤلفه الصوفي ، وتفسير السمعاني ، وتفسير القرآن لسفيان الثوري وفي ظني أن القائمة أطول مما ذُكر بكثير ، ثم إن تفسير يحيى بن سلام قد طُبع أولاً بتحقيق د .هند شلبي ، وهي أول من اكتشف مخطوطته فيما أعلم ، وتفسير أبي الليث السمرقندي قد طبع منه جزآن والله أعلم .
---
مساعد الطيار
06-23-2005, 03:04 PM
أخي الكريم أبا صلاح
فكرة جمع التفاسير المسندة فكرة طيبة ، ولا زالت القائمة بحاجة إلى تتمييم ، أما ما ذُكر من بعض التفاسير ؛ كتفسير السمعاني فليس مسندًا ، وإن كان من تفاسير أهل السنة ، وبذا يخرج عن قيد أبي صلاح ، وطرح هذا الموضوع هنا فرصة للكتابة عن تفاسير أهل السنة المسندة ؛ لأنها تبين مدى كثرة كتبهم في التفسير ، الأمر الذي ينتج عنه معرفة مدى حرصهم على تفسير كتاب الله تعالى ، وأن مدوناتهم في عصر التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم كانت كثيرةً جدًّا ، وليس كما يظنه بعض من كتب في تاريخ التفسير ، حيث أخَّر ظهور علم التفسير إلى القرن الثالث ، وذلك خطأ يبينه طرح مثل هذا الموضوع .(1/2106)
تنبيه : يحسن ذكر سنة الوفاة عند كل علم ليُستفاد من ذلك في معرفة عدد التفاسير في كل فترة زمنية من تلك القرون الإسنادية ، فيُعرف من سنة ( 50 ) إلى سنة 100 ) مثلاً كم تفسيرًا لهم ؟.
: ملاحظة ك
لعله يتبع كل تفسير بكلام موجز عتنه مما قاله العلماء فيه ، ومما هو على سبيل النقل والرواية ، أو أن يكون صاحبه ممن له رأي مع روايته ن حيث تجد اختلاط الرأي بالرواية في تفاسير تلك العصور المتقدمة ، وبهذا سيجتمع للباحثين من الفوائد النفيسة الشيء الكثير .
---
أبو صلاح الدين
06-23-2005, 03:21 PM
بارك الله فيكم جميعا, وهكذا يكون التفاعل والتعليق.
والله إني لأحب هذا المنتدى مذ وقعت عيناي على اسمه.
---
أبو صلاح الدين
07-26-2005, 10:31 AM
أين التفاعل, أكملوا القائمة.., فهي مهمة.
---
الميموني
07-28-2005, 06:19 PM
شكرا لك و لكنك لم تذكر المصدر الذ اقتبست منه ذلك على الانترنت :
و هو : http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3200
و ذكر مصدر المعلومة أفضل
و التفاسير المفقودة كثيرة فاتك منها العشرات ؟
كتفسير بقي بن مخلد
و تفسير إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
وتفسير إسحاق بن إبراهيم الأنماطي
و تفسير عبد الله بن حامد الأصبهاني الحافظ و هو من التفاسير المبسوطة
و تفسير محمد بن يوسف الفراتي
و تفسير عبد الله بن وهب
و غيرهم ممن يطول ذكرهم
و تفسير البستي هكذا مبهما لا يصلح أبدا و الذي قصده الإخوان بتفسير البستي
كتبت عنه أنا قبل ذلك في هذا المنتدى أو منتدى أهل الحديث شيئا فبودي أن تعرف به تعريفا واضحا
و هو غير كامل في المخطوطة الوحيدة
و قد بقيت ملاحظات قد أعود إليها لا حقا
---
أبو صلاح الدين
07-28-2005, 08:20 PM
شكرا جزيلا على اهتمامك بالموضوع.
لقد قلت-أنا- في المقال: يقول الأخ أبو تيمية, يقول أبو تيمية إبراهيم الميلي, قال أبو إسحاق التطواني.. إلخ.
وكل هذا معلوم أنهم من ملتفى أهل الحديث.(1/2107)
ثم إني قد (((نسقت الموضوع ورتبته وهذبته, وأضفت إليه الكثير)) مما هو ليس بموجود في ملتقى أهل الحديث.
فعلى سبيل المثال-لا الحصر-:
(( أحكام القران للطحاوي. وقد طبع جزء منه في تركيا في مجلدين, وهو موجود بمكتبة دار السلام بالأزهر)).
ولقد قصدت في طرح الموضوع هنا أن نحوال ذكر بقية التفاسير المسندة؛ ليكون هذا الموضوع نواة لفهرس حولها.
---
الميموني
07-30-2005, 03:59 PM
جزاك الله خيرا على ما بذلته في الترتيب و الموضوع مهم و مفيد و يحتاج للتتبع
---
fahd077
11-01-2005, 03:58 PM
جزاكم الله خير الجزاء
---
الجنيدالله
03-15-2006, 06:06 AM
السلام عليكم
تفسير ابن جريج ليس مفقودا بل يوجد معظمه
تفسير ابن المنذر طبع الجزء الموجود بجوتا ( وكنت أحضرت مصورته عام 1412 هـ من ألمانيا ) وبقي له جزءان آخران مخطوطان
تفسير ابن ماجه لايوجد لدى ال الغماري وهذا عن مصدر له صلة بهم
تفسير آدم بن أبي إياس مطبوع ولكن باسم تفسير مجاهد
---
ابوخولة
03-15-2006, 11:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ممكن هدا الموقع تكتشفون مايشفي غليلكم
www.altafsir.com
---
جمال أبو حسان
03-15-2006, 03:10 PM
شكرا على فتح هذا الباب لمن فتحه واود الاضافة بان تفسير ابي الليث السمرقندي مطبوع كاملا باسم بحر العلوم وليس في جزاين كما اشار الفاضل لطفي الصغير واما تفسير ابن جريج فهو موجود في الخزانة التونسية وقد اشار الى هذا الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه القيم التفسير ورجاله وقد سمعت منذ زمن بانه قيد التحقيق ولم يات من ينف هذه المعلومة او يؤكدها نسال الله تعالى السلامة
---
السائح
03-16-2006, 03:17 AM
1- ترجمان القران للسيوطي, وهو في حكم المفقود. يقول الأخ أبو تيمية: تحدثت في هذه المسألة مع شيخنا عبد القادر الأرنؤوط قديما فأنكر ما ذكر عن وجوده.(1/2108)
ذكر عمر العمروي أنه جلب منه نسخة ، لكنها أُخِذَتْ منه ؛ فالله أعلم .
3- تفسير ابن المنذر, طبع بدار الثريا لكنه ناقص جدا ، طبع مجلد من أوائله ...
بل طُبع منه مجلدان .
45- تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني, وقد انتهى من تحقيقه الأخ أبو تيمية إبراهيم الميلي بفضل الله. وهو تفسير مهم، اعتمده البخاري في صحيحه في مواطن، ومن مصنفاته أيضا كتاب العلم والحلم، وهو مخطوط, ولا أعلم أين.
قد سبقني أخونا الجنيد إلى التنبيه إلى أنه قد طبع ...
أما العلم والحلم لآدم ؛ فتوجد منه قطعة بمركز جمعة الماجد .
6- تفسير ابن أبي حاتم مطبوع أكثره, طبعته دار الباز في عشرة مجلدات وهو ناقص
بل طبع في 14 مجلدا .
11- تفسير أبي الشيخ الأصبهاني. يوجد نسخة منه بتركيا.
الرجاء ذكر المصدر ، أو اسم المكتبة التي تحويه ، جزاكم الله خيرا .
30- تفسير أبي سعيد النقاش، مفقود.
المشهور بالتصنيف في التفسير : أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ، مؤلف شفاء الصدور !
أما أبو سعيد محمد بن علي النقاش الأصبهاني الحنبلي ؛ فلم أر من ذكر أنه صنف تفسيرا ؛ فمن وقف على شيء محقق ؛ فليتفضل بالإفادة ، أحسن الله جزاءه .
37- احكام القران لاسماعيل القاضي ولااعلم عنه شيئا غير أنه يوجد قطعة منه وهي تحت التحقيق لدى احد طلاب العلم (ولا أعلم أين هو). وقال أبو إسحاق التطواني: "أخبرني بعض الثقات أن منه قطعة مكتوبة على رق الغزال في الإمارات".
أصل القطعة من تونس ، وقد اعتنى بالكتاب الأستاذ عامر بن حسن صبري ، وقد نشرته دار ابن حزم .
---
برعدي الحوات
05-25-2006, 12:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في إطار الحديث عن تفاسير أهل السنة والجماعة، هناك تفسير للإمام النسائي طبع في جزئين بمكتبة السنة / القاهرة،ط1 1990-1410هـ ، بتحقيق الأستاذين الجليلين: صبري بن عبد الخالق الشافعي وَ سيد بن عباس الجليمي.(1/2109)
أما تفسير ابن جريج -باعتبار أنه من التفاسير المفقودة- فقد جمعه الأستاذ الفاضل: علي حسن عبد الغني، وذلك اعتماداً على كتب التفسير التالية:
1- جامع البيان عن تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري (ت310هـ)
2- معالم التنزيل لأبي محمد الحسن الفراء البغوي (ت516هـ)
3-الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (ت 671هـ)
4-تفسير البحر المحيط بي عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن عيان الأندلسي (ت740هـ)
5-تفسير القرآن العظيم لإسماعيل بن عمر بن كثير (ت774هـ)
6-الدر المثور بالتفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي (911هـ)
..........................................
قال د.جمال أبوحسان: [وأما تفسير ابن جريج فهو موجود في الخزانة التونسية وقد اشار الى هذا الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في كتابه القيم التفسير ورجاله وقد سمعت منذ زمن بانه قيد التحقيق ولم يات من ينف هذه المعلومة او يؤكدها نسال الله تعالى السلامة].
*المعلومة جميلة جداً-مشكور عليها- ففي أي صفحة من الكتاب ذكر ذلك الشيخ محمد الفاضل بن عاشور؟؟؟ ص:...؟؟
والذي وقفت عليه في كتاب الشيخ (التفسير ورجاله ، ص: 30-31) وهو يقول:(.....فلما استهل القرن الثاني ودخلت العلوم الإسلامية في دور التدوين، انبرى أحد الأئمة الثقاة من رجال الحديث: وهو عبد الملك بن جريج، المتوفى 149هـ إلى جمع تلك الأخبار في كتاب، فكان أول من ألف في التفسير، وهو على ثقته، المشهود بها عن ابن سعد ومن بعده من علماء الرجال، لم يتحر آثار تلك النقول............إلخ) ولم يشر الشيخ رحمه الله إلى أن تفسير ابن جريج مخطوط وموجود في الخزانة التونسية. العفو د.جمال أبوحسان
ولجميع الإخوة بالملتقى جزيل الشكر.
---
السائح
05-25-2006, 06:13 PM
هناك تفسير للإمام النسائي طبع في جزئين بمكتبة السنة
جزاك الله خيرا.
هذا التفسير جزء من السنن الكبرى للإمام النسائي رحمه الله.
---(1/2110)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > إطالة عمر بطارية الحاسوب المحمول (اللاب توب) وصيانتها
---
إطالة عمر بطارية الحاسوب المحمول (اللاب توب) وصيانتها
---
سامي عبدالعزيز
06-06-2006, 10:38 PM
جميع البطاريات الجديدة سواء لاجهزة الحاسب المحمول او اجهزة الجوال ..الخ تأتي مفرغة الشحن..وذلك حفاظا على تماسك الجزيئات وتقاربها ولضمان عدم تفككها في الظروف الجوية او الحرارية المرتفعة .وبما ان البطارية مفرغة الشحن فلذلك يجب علينا القيام بشحنها وعدم فصلها من التيار الكهربائي الي ان تشير الي شحنها بالكامل هل هذا ينطبق على البطاريات الجديدة فحسب؟ الجواب لا فلو كان لديك بطارية ولن تستخدمها الابعد فترة طويلة فقم بافراغها بالكامل وذلك للتخزين او لأي ظروف اخرى وقم بنفس العملة التي قمت بها عندما شحنت البطارية وهي جديدة.ومن المهم جدا شحن البطارية من 3 الي 4 مرات عندما تكون جديدة او بعد انتهاء فترة التخزين او بعد الرجوع الي استخدام البطارية بعد فترة التوقف الطويلة وذلك لضمان التماسك للخلايا وسوف تدوم البطارية بإذن الله لأطول فترة.
من الاشياء التي يجب علينا تجنبها في شحن البطارية:
اولا : لايجب ترك البطارية في دائرة الكهراباء عند امتلاء الشحن لما يسببه من تردد كهربي داخل البطارية وبذلك تكون حرارة جسم البطارية مرتفعة وهذا يفقد فاعلية البطارية .
ثانيا : تجب سقوط البطارية لأن الجزئيات ستحترق مع بعضها اثناء التصادم مما يسبب تفاعل مع بعضها البعض.
ثالثا : وجوب ابتعاد البطارية عن مصدر الكهرباء لأنه يلحق ضرراً بالبطارية ويعرضها للحرارة.
رابعا : عدم ترك البطارية في اجواء حرارية تزيد عن 40درجة مئوية.
خامساً : الالتزام بالشحن الكلي للبطارية عند جلسة الشحن لضمان وعدم قطع الشحن لضمان عدم ضياع الشحنات.(1/2111)
سادسا : الابتعاد على الاجواء الرطبة والحفظ في المكان الجاف والبارد وذلك على ان لا تقل درجة الحرارة عن 5درجات مئوية.
نصيحة اخيرة
لإطالة عمر البطارية دائما عليك بتعطيل الهاردوير الذي لاتستخدمة فمثلا البلوتوث اذا كنت لاتستخدمها فعليك بتعطيلها وكذلك السي دي روم ومنافذ الـusb ...etc
---
ابن الجزيرة
06-07-2006, 03:13 AM
نصيحة ثمينة جزالك الله خيراً .
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:13 PM
جزاك الله خيرا
---
الطبيب
09-25-2006, 11:03 AM
تعطيل السيدي روم !!!
---
أبو المعتز القرشي
09-25-2006, 04:41 PM
شكرا الله لك أخي سامي
---
د.خضر
09-26-2006, 12:37 PM
لا أدري كيف أعطِّل السيدي روم والمنافذ الأخري أجيبونا وجزاكم الله خيرا
---
سامي عبدالعزيز
09-26-2006, 07:20 PM
ضع سؤالك هنا شيخنا الحبيب http://www.arabhardware.net/forum/showthread.php?t=32114
أو هنا http://edu.arabsgate.com/showthread.php?t=472680
---
(1/2112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إسلام أكاديمي ..
---
إسلام أكاديمي ..
---
فريق الإعلام
07-05-2004, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://workforislam.com/media_team/023task/academy.jpg
http://www.islamacademy.net
---
(1/2113)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ماهي الكتب التي تعارض علم المناسبات في القران ؟
---
ماهي الكتب التي تعارض علم المناسبات في القران ؟
---
سائل
03-23-2006, 04:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أريد أقوال من عارضوا علم المناسبات وحجتهم, والرد عليها.
ووجدت مقال للدكتور: عبدالرحمن بن معاضة الشهري
كلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
على هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=884&highlight=%E3%E4%C7%D3%C8%C7%CA
وذكر من المعارضين لهذا الفن ثلاثة في مقاله وهم:
1- ولي الدين الملوي ، ذكره السيوطي في معترك الأقران.
2- العز بن عبدالسلام حيث شرط للقول بالمناسبة أن يقع الكلام في أمر متحد مرتبط أوله بآخره ...
3- الإمام الشوكاني رحمه الله حيث قال في تفسيره فتح القدير عند تفسيره للآية رقم 42 من سورة البقرة...
وقد بحثت في الشبكة العنكبوتة ولم أجد غير كتاب فتح القدير فياليت تدلوني على الكتب التي تعنى في هذا
طلبي : أريد أقوال من عارضوا علم المناسبات وحجتهم, والرد عليها.
وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
03-23-2006, 04:40 PM
هناك بحث للدكتور أحمد الشرقاوي لعلك تطالعه ففيه فوائد حول هذا الموضوع الذي كتب حوله كثيراً.
موقف الإمام الشوكاني من المناسبات (http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=859)
وليس قولي بأن هؤلاء معارضون للمناسبات بصحيح ، والصواب أنهم يعارضون التكلف في البحث عن المناسبات في بعض المواطن الخفية . ولعلك تتكرم بالنظر في هذا الرابط :
علم المناسبات في القرآن الكريم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=884)
---
سائل
04-07-2006, 03:40 PM
عبدالرحمن الشهري
ما أقول الا جزاك الله ألف خير وماقصرت, وآسف جداً على تأخري بالرد لقلة دخولي بالشبكة.
---(1/2114)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " مقاصد السور وطرق الكشف عنها "
---
" مقاصد السور وطرق الكشف عنها "
---
صادق الرافعي
07-31-2006, 02:08 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد : فالشكر موصول إلى أهل هذا الملتقى الطيب المبارك، وأخص منهم بالذكرالمشايخ الفضلاء: الدكتورعبد الرحمن الشهري، والدكتورمساعد الطيار، أبومجاهد العبيدي ، وناصر الماجد..وغيرهم
شغفي بهذا الموضوع وممارستي له من خلال مجموعة من الدروس التي ألقيها في مسجدي دعاني لأن أكتب هذه الكلمات اليسيرة رغم ضيق الأوقات، والله يشهد أني قد انتفعت كثيرا مما جادت به قرائح العلماء الأفاضل غير أنهم أغفلوا الثمرة التي تجنى من ورائه ،والطريق التي ينبغي أن نسلكها من أجل الوصول إلى المقصود الحقيقي من السورة إلا جولة الدكتور مساعد أولمسات الشيخ عبد الرحمن التي ختم بها هذا الموضوع، وأرجو أن يكون أول المستدركين ، والمصححين، والمضيفين لما سأذكره. ورحم الله من قال:
ومصلح الشكل لدى حكايه **** غير حديث المصطفى والآيه
من غير إذن منه أوقرينه **** قد فاته الأدب والسكينه
فالباب مفتوح له ولغيره ،وبالله التوفيق.أبدأ فأقول:
لقد لخص الإمام البقاعي نظريته في التناسب، بعبارات سهلة وميسرة على النحو التالي:
معرفة مدلول اسم السورة يؤدي إلى ==> معرفة مقصود السورة وهذا بدوره ==>إلى معرفةالتناسب بين آياتها.
وإليكم العبارات الدالة على ذلك:(1/2115)
يقول رحمه الله : " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها... فإن كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ويستدل عليه فيها؛ فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلاً استدل عليه. وهكذا في دليل الدليل وهلم جراً(1) وقال:" وتتوقف الإجادة فيه- أي علم المناسبة- على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها "(2)
ويقول البقاعي أيضا :" ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها (3)
النتائج: إذا أردنا أن نكشف عن وجوه المناسبات بين آي سورة لابد أن نتبع –في نظري –الطريقة التالية.
1- البحث عن أسماء السورة الواردة في القرآن الكريم أوفي السنة النبوية أوعلى لسان السلف الصالح.
يقول البقاعي:" وقد ظهر لي: أن اسم كل سورة مترجم عن مقصودها لأن اسم كل شيء تظهرالمناسبات بينه وبين مسماه عنوانه الدال إجمالاعلى تفصيل مافيه " (4)
ويقول في كتابه مصاعد النظر: " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها " ( 5)
2-محاولة تفسيرهذه الأسماء والربط بينها وبين الجو العام للسورة. يقول الطاهربن عاشورمتحدثا عن تسمية سورة البقرة : " وكذلك قول خالد بن معدان إنها فسطاط القرآن والفسطاط ما يحيط بالمكان لإحاطتها بأحكام كثيرة " (6)
3-جمع الآثار الواردة في فضائل السورة.
4-الاستعانة ببعض سورالقرآن في الكشف عن بعض مقاصد السورة،(1/2116)
يقول الإمام الشاطبي: " وأول شاهد على هذا أصل الشريعة نفسها؛ فإنها جاءت مصححة لما أُفسد من ملة إبراهيم عليه السلام، ثم نزلت فيها سورة الأنعام مبيّنة لقواعد العقائد وأصول الدين من أول إثبات الربوبية إلى إثبات الإمامة. ثم لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان أول ما نزل سورة البقرة التي قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام؛ فبيّنت العبادات والعادات والمعاملات والجنايات وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فكان غيرها من السور المدنية المتأخرة عنها مبنياً عليها، كما كان غير سورة الأنعام من السور المكية مبنياً عليها، وإذا نظرت إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب وجدتها كذلك حذو القُذة بالقذة، فلا يغيبن عنك هذا المعنى فإنه من أسرارعلوم التفسير" (7)
5-تحديد مقصود السورة:
يقول البقاعي :"...ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها " (8)
وقال رحمه الله :" فعلم مناسبات القرآن:علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سرالبلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال. وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها (9).
ثم قال: " فإن كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ويستدل عليه فيها؛ فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلاً استدل عليه. وهكذا في دليل الدليل وهلم جراً " (10)
6-التعرف على روح شخصية السورة.
يقول سيد قطب: " ومن ثم يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة من سوره شخصية مميزة ! شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس " (11)
7-تحديد موضوع السورة أو موضوعاتها:
يقول سيد قطب :" ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص-المعايشة للجو الذي يظلل موضوع أو موضوعات السورة:(1/2117)
يقول سيد قطب:" و-لكل سورة- جو خاص يظلل موضوعاتها كلها ويجعل سياقها يتناول هذه الموضوعات من جوانب معينة , تحقق التناسق بينها وفق هذا الجو "(13)
9-الإيقاع الصوتي للسورة القرآنية:
وذلك بالنظر في جملها من حيث الطول والقصر، وفي ألفاظها من حيث القوة والمتانة أو السهولة واللطافة، وفي مدودها من حيث الطول والقصر يقول سيد قطب:" ولها-أي السورة- إيقاع موسيقي خاص إذا تغير في ثنايا السياق فإنما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة " ثم خلص إلى أن :"هذا طابع عام في سور القرآن جميعا. ولا يشذ عن هذه القاعدة طوال السور"(14)
10-تحديد المحور الخاص الذي تدور في فلكه السورة بكاملها أو ما يسميه عبد الحميد الفراهي " عمود السورة " ، وتحديد هذا المحورهو من أصعب الخطوات التي يواجهها الباحث، وقد أفصح عن ذلك عبد الحميد الفراهي حين قال :" اعلم أن تعيين عمود السورة هو إقليدٌ لمعرفة نظامها .. ولكنه أصعب المعارف، ويحتاج إلى شدة التأمل والتمحيص، وترداد النظر في مطالب السورة المتماثلة والمتجاورة، حتى يلوح العمود كفلق الصبح، فتضيء به السورة كلُّها، ويتبين نظامُها، وتأخذ كل آية محلها الخاص، ويتعين من التأويلات المحتملة أرجحها "(15)
11- إلقاء الضوء على الملابسات التي نزلت أثنائها السورة القرآنية، وهنا يأتي دورالسيرة النبوية فالمتطلع لمعرفة مقاصد سورة الفتح عليه أن يعرف دقائق ما حدث في صلح الحديبية،وما بعدها
12- تتبع المراحل التي نزلت خلالها السورة القرآنية، وذلك بتتبع أسباب نزول آياتها(1/2118)
13- محاولة تقسيم السورة إلى مقدمة أو مقدمات وهو ما يطلق عليه اسم الديباجة، وإلى موضوع أو موضوعات تتناولها السورة بنظام لايتداخل فيه جزء مع جزء آخر، وإلى خاتمة تقابل ديباجة السورة.وهذا الرأي لعبد الله دراز (16)وقد سبقه الإمام الشاطبي إلى فكرة تقسيم السورة ولكن بشكل أدق فهو يرى أن كلام الباري يساق فمنه ماهو كالمقدمات والتمهيدات، ومنه ماهو كالمؤكد والمتمم، ومنه ماهو المقصود في الإنزال، ومنه ماهو كالخواتم العائدة على ما قبلها بالتأكيد والتثبيت(17).
14- النظرة الكلية للسورة بحيث لا يشغلك جزء من أجزائها أو مقطع من مقاطعها – وقد يكون هذا الجزء مقدمة أو تمهيد للمقصد المطلوب -عن المقصد العام ، وقد نبه الشاطبي رحمه الله على هذا حين قال: " فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله ، وأوله على آخره وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرّق النظرفي أجزائه فلا يتوصل به إلى مراده، فلا يصح الاقتصار في النظرعلى بعض أجزاء الكلام دون بعض إلا في موطن واحد؛ وهو النظر في فهم الظاهر بحسب اللسان العربي وما يقتضيه " (18)
15- رد مقاطع السورة إلى مطالعها يقول ابن القيم في كتابه القيم " بدائع الفوائد " متحدثا عن سورة "الكافرون" :وهو أن مقصود السورة براءته من دينهم ومعبودهم هذا هو لبها ومغزاها وجاء ذكر براءتهم من دينه ومعبوده بالقصد الثاني مكملا لبراءته ومحققا لها فلما كان المقصود براءته من دينهم بدأ به في أول السورة ثم جاء قوله لكم دينكم مطابقا لهذا المعنى أي لا أشارككم في دينكم ولا أوافقكم عليه بل هو دين تختصون أنتم به لا أشرككم فيه أبدا فطابق آخر السورة أولها فتأمله " (19)(1/2119)
16- مراعاة مقتضى الحال فمواطن الخوف من الهلاك وحلول العذاب ليست كمواطن الأمن والاستقرارفنداءات نوح عليه السلام لابنه في مشهد الطوفان المهول وإذا بـ" فحال بينهما الموج " تختلف عن الأب الذي يجلس مع ولده جلسة إيمانية مطمئنة - كما توضحه سورة لقمان- وقد أُتِيَ هذا الأب حكمة وعلما ، وأُتِيَ هذا الولد حسن اصغاء واستماع
17- مراعاة الألفاظ االتي تتكرر في السورة فكثيرا ما تكون هادية إلى موضوع السورة، والذي بدوره يعين على التعرف على مقصودها يقول البقاعي رحمه الله:" وسورة مريم مقصودها شمول الرحمة ففُتحت بذكر الرحمة وخُتمت بأن كل من كان على نهج الخضوع لله يجعل له وُدّا ثم كُرِّر الوصف بالرحمن فيها تكريراً يلائم مقصودها " (20)- تلاوة السورة مرة بعد مرة وفي أزمنة مختلفة وفي أماكن مختلفة. مع تخصيص كل تلاوة لضابط من هذه الضوابط.
20- أن يهيء الباحث نفسه للتلاوة مراعيا جميع الآداب الشرعية، وفي مقدمتها فتح قلبه للتلقي؛ فإن هذا القرآن بقدر ما تُفتحُ له القلوب يَفتح لها من كنوزه
وتحديد مقصود السورة يختلف فيه العلماء بحسب استحضارهم لهذه الوسائل وبحسب ما يفتح الله لهم من كنوز هذا القرآن خذ مثلا سورة البقرة، فالإمام الشاطبي يرى أنها سيقت لتقرير الأحكام(21)، وفي موضع آخرقال: إنها: " قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام؛ فبيّنت العبادات، والعادات، والمعاملات، والجنايات، وحفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال " (22)
غيرأن البقاعي يرى أن سورة البقرة هي سورة هذا الكتاب وقد صرح بذلك في مواطن عدة من تفسير السورة فهو يقول: " ذكر سبحانه كفرهم بهذا الكتاب الذي مقصود السورة وصفه بالهدى (23)وفي ذلك رجوع إلى وصف الكتاب الذي هو مقصود السورةلأن هذه سورة الكتاب المدعو به الخلق "(25)
" ولما كان مقصود هذه السورة الإحاطة الكتابية كان ذلك إفصاحها ومعظم آياتها(26)(1/2120)
يقول الامام الطاهر بن عاشور بعد أن أظهر عجزه في البحث عن أغراض سورة البقرة بقوله :" هذه السورة مترامية أطرافها، وأساليبها ذات أفنان. قد جمعت من وشائج أغراض السور ما كان مصداقا لتلقيبها فسطاط القرآن. فلا تستطيع إحصاء محتوياتها بحسبان، وعلى الناظر أن يترقب تفاصيل منها فيما يأتي لنا من تفسيرها " ثم حاول بعد ذلك بقوله :" ولكن هذا لا يحجم بنا عن التعرض إلى لائحات منها...ومعظم أغراضها ينقسم إلى قسمين: قسم يثبت سمو هذا الدين على ما سبقه وعلو هديه وأصول تطهيره النفوس، وقسم يبين شرائع هذا الدين لأتباعه وإصلاح مجتمعهم."(27)
ويرى سيد قطب أن السورة: " تضم عدة موضوعات . ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا . . فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة , واستقبالهم لها , ومواجهتهم لرسولها صلى الله عليه وسلم وللجماعة المسلمة الناشئة على أساسها . . . وسائر ما يتعلق بهذا الموقف بما فيه تلك العلاقة القوية بين اليهود والمنافقين من جهة , وبين اليهود والمشركين من جهة أخرى . . وهي من الناحية الأخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها ; وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض(28).
ويرى الفراهي أن : " سورة البقرة هي سورة الإيمان المطلوب؛ ولذلك جمعت دلائله "(29)، في حين يرى الشيخ محمد الغزالي أن سورة البقرة يحق أن تسمى سورة التقوى (30)
من الرازي كتاب الله فافهم **** ومنه النور خذ فالليل أظلم
ولكن لي كلام فيه فانظر **** أنحيا بالفؤاد و ما تضرم
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السورللإمام البقاعي(1/149-150) تحقيق:الدكتور عبد السميع محمد أحمد حسنين، نشرته دارالمعارف بالرياض سنة 1408هـ/1987م
(2) المرجع نفسه (1/142).(1/2121)
(3) نظم الدرر في تناسب الآي والسور لبرهان الدين البقاعي (1/18-19)، ط : لبنان
(4) المرجع نفسه (1/142).
(5) مصاعد النظر(1/149-150)
(6) التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور(1/118)
(7) الموافقات للإمام الشاطبي ص: 713 دار الكتاب الحديث ط1-لبنان
(8) نظم الدرر(1/18-19)
(9) مصاعد النظر(1/142).
(10) المرجع نفسه (1/149-150)
(11)(12)(13)(14) في ظلال القرآن لسيد قطب (1/18) دار الشروق – القاهرة-
(15) دلائل النظام للشيخ عبد الحميد الفراهي ص: 77 ، طبع الكتاب طبعته الأولى ، بعناية السيد بدر الدين الإصلاحي مدير الدائرة الحميدية (1388هـ- 1968م)
(16) النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن للدكتورعبدالله دراز،دارالقلم الكويت الطبعةالسابعة)1993م(
(17) الموافقات ص:717-718
(18) المرجع نفسه ص:717
(19) بدائع الفوائد للإمام ابن القيم (1 /146)
(20) مصاعد النظر(1/150).
(21) الموافقات ص:717-718
(22) المرجع نفسه ص:713
(23)(24)(25)(26)نظم الدرر في مواضع متعددة من تفسيرسورة البقرة ونلاحظ أن البقاعي لايلتزم بمنهج محدد في ذكر مقصود السورة؛ فيذكره أحيانا في مقدمة السورة كما فعل في آل عمران وأحيانا في وسطها كما في سورة الزخرف ، وأحيانا أخرى في وسطها وآخرها كما في سورة البقرة
(27) التحرير والتنوير(1/118-119)
(28) في ظلال القرآن (1/16)
(29) دلائل النظام ص : 93
(30) نحو تفسير موضوعي
---
صادق الرافعي
08-22-2006, 02:40 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه،
أما بعد:
أولا : العلاقة بين الأسماء والمعاني:(1/2122)
قال ابن القيم : " فلما كانت الأسماء قوالب للمعاني، ودالةً عليها، اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباطٌ وتناسبٌ، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلّق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذالك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثيرٌ في المسميات، وللمسميات تأثّر عن أسمائها في الحسن والقبح، والخفة والثقل، واللطافة والكثافة، كما قيل:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقبٍ *** إلا ومعناه إن فكرت في لقبه.
…ولما كان بين الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسب والقرابة، ما بين قوالب الأشياء وحقائقها، وما بين الأرواح والأجسام، عبر العقل من كل منهما إلى الآخر، كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص، فيقول: ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت، فلا يكاد يخطىء، وضدّ هذا العبور من الاسم إلى مسماه " (1)
ثانيا : اشتقاق الاسم ومدلوله عند الإمام البقاعي.
جرت عادة العلماء أن يتكلموا عن " الاسم " ، ومن أين اشتقاقه، والمسألة خلافية وقديمة بين أهل البصرة و الكوفة، وملخص ذلك ماذكره القرطبي في تفسيره حيث قال: " اختلفوا في اشتقاق الاسم على وجهين؛ فقال البصريون: هو مشتق من السُّمُوّ وهو العلوّ والرفعة، فقيل: اسم لأن صاحبه بمنزلة المرتفع به. وقيل: لأن الاسم يسمو بالمسمّى فيرفعه عن غيره. وقيل: إنما سُمِّيَ الاسم اسما لأنه علا بقوّته على قسمي الكلام: الحرف والفعل؛ والاسم أقوى منهما بالإجماع لأنه الأصل؛ فلِعلُوّه عليهما سمى اسماً؛ فهذه ثلاثة أقوال. وقال الكوفيون: إنه مشتق من السِّمَة وهي العلامة؛ لأن الاسم علامة لمن وضع له؛ فأصل اسم على هذا «وسم».والأوّل أصح؛ لأنه يقال في التصغير سمي وفي الجمع أسماء؛والجمع والتصغير يردّان الأشياء إلى أصولها؛ فلا يقال:وسيم ولا أوسام "(2)(1/2123)
ولكن الإمام البقاعي أدرك أن المذهبين ليس بينهماتعارض بل هما يخدمان المقصود الذي يهدف إليه-والذي هومقصود السور، فنقل عن الأستاذ الحرالي – كما كان يحل له ان يلقبه-رأيا ثالثا يجمع بينهما فقال في تفسير قوله تعالى: " وعلم آدم الاسمآء كلها " الأسماء : وهو جمع اسم وهو ما يجمع اشتقاقين من السمة والسمو؛ فهو بالنظر إلى اللفظ وسم وبالنظر إلى الحظ من ذات الشيء سمو، وذلك السمو هو مدلول الاسم الذي هو الوسم الذي ترادفه التسمية- قاله الحرالي" (3)، ويضيف ناقلا عن الإمام أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي في كتابه الزينة ليثبت هذا المعنى فيقول: ويقال إن الاسم مأخوذ من السمو وهو العلو والرفعة، وإنما جعل الاسم تنويهاً بالدلالة على معنى الاسم لأن المعنى تحت الاسم - هذا قول النحويين؛ والسمة تدل على صاحبها، لأنهما حرفان سين وميم، فالسين من السناء والميم من المجد وهو لب الشيء، فكأنه سمى اسماً لأنه يضيء لك عن لب الشيء ويترجم عن مكنونه، وليس شيء إلا وقد وسمه الله بسمة تدل على ما فيه من الجوهر؛ فاحتوت الأسماء على جميع العلم بالأشياء، فعلمها الله آدم وأبرز فضيلته على الملائكة عليهم السلام " (4)
ثالثا : العارف بالأسماء وبحقائقها ومدلولاتها هوالعالم بحق:
وتعلم الأسماء ومعرفة مدلولاتها هو العلم الحقيقي عند الإمام البقاعي ، وهو الذي خص الله عز وجل به آدم دون سائر المخلوقات " وعلم آدم الأسماء كلها " بينما خصت الملائكة بالإنباء " فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَؤُلاءِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ " ، وهناتظهر براعة الإمام الحرالي الذي ينقل عنه الإمام البقاعي هذا المعنى النفيس بقوله في كتابه أصول الفقه:" وهو عند آدم علم وعند الملائكة، ومن لا يعلم حقيقة الاسم المعروض توقيف ونبأ . " (5)
رابعا : ليس في مقدور كل أحد أن يسمي:(1/2124)
اطلاق الأسماء ليس بالأمر السهل ولا الهين ولذلك يقول الإمام البقاعي رحمه الله: " وكما أنه ليس لكل أحد مُنّة أن يصف فكذلك ليس لكل أحد منة أن يسمي " (6)
ولذلك كانت تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض السور بأسماء مختلفة هو من باب العلم الذي علمه الله كما علم أباه-آدم عليه السلام- " وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً "[النساء: 113]
خامسا: تعدد الأسماء دال على شرف المسمى:
قال الامام البقاعي : " أنَّ الاسم دال على المسمى ، وأن تعدد أسماء الشيء دال على شرفه " (7)
سادسا: أسماء السور هل هو توقيفي أواجتهادي.
والمسألة أيضا قديمة، وقد ذكر العلماء في هذه المسألة قولين.
القول الأول : أنها توقيفية وهو رأي الطبري، والزركشي، والسيوطي، والكثير من أهل العلم
يقول الطبري :" لسور القرآن أسماء سماها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم" . (8)
ويقول الإمام الزركشي:" ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات ؟ فإن كان الثاني ؛ فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها ، وهو بعيد " (9)
وقال السيوطي : "وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار" (10)
القول الثاني :وهو رأي عمر، وابن عباس ، وابن عمر رضي الله عنهم
وتسميتهم لسورة الحشر بسورة النضير ولسورة التوبة بأسماء تفوق العشرة وقد نقل الإمام السيوطي في الاتقان كلامهم (11)، أما الامام البقاعي فإنه لم يفصح عن مذهبه في المسألة مع أهميتها في اكتشاف مقصد السورة ومن ثم اكتشاف وجوه المناسبات بين آيها.
سابعا : نموذج (أسماء سورة البقرة)
1-البقرة : وقد ورد ذلك في أحاديث كثيرة . وهو أشهر أسمائها
2-الزهراء :(1/2125)
عن أَبُي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ:" اقْرَأُوا الْقُرْآنَ. فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ. اقْرَأُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ.أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ. َوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ.تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ.فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ.وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ.وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ".قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.(12)
قال الإمام القرطبي : للعلماء في تسمية «البقرة وآل عمران» بالَّزهرَاوَيْن ثلاثة أقوال:
الأول: أنهما النّيِّرتان، مأخوذ من الزّهْر والزُّهْرَةِ؛ فإمّا لهدايتهما قارئهما بما يزهر له من أنوارهما، أي من معانيهما.وإما لِما يترتب على قراءتهما من النور التامّ يوم القيامة، وهو القول الثاني.
الثالث: سُمّيتا بذلك لأنهما اشركتا فيما تضمنه اسم الله الأعظم، كما ذكره أبو داود وغيره عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن اسِمَ الله الأعظم في هاتين الآيتين "وَالهكُمْ اله وَاحِدٌ لاَّ اله إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ" والتي في آل عمران " اللَّهُ لا? اله إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" أخرجه ابن ماجه " (13)
3- سنام القرآن
- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام . " (14)(1/2126)
-عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت " اللَّهُ لا اله إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ " [آل عمران:2] من تحت العرش فوصلت بها ـ أو فوصلت بسورة البقرة ـ ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفرله، واقرؤوها على موتاكم " (15)
- روى الترمذي من حديث حكيم بن جبير وفيه ضعف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل شيءٍ سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي. " (16)
- عنْ عبدِاللَّهِ بن مسعود:" أنَّهُ قالَ: إنَّ لكلّ شيءٍ سَناماً، وإنَّ سنامَ القرآنِ سورةُ البقرةِ، وإنَّ لكلّ شيءٍ لُباباً، وإنَّ لبابَ القرآنَ المفصَّلُ. " (17)
قال ابن منظور: " سنام كل شيء أَعلاه؛ وفي شعر حسَّان:
وإِن سَنامَ المَجْدِ من آلِ هاشِمٍ *** بَنُو بِنتِ مَخْزومٍ ووالدُك العَبْدُ
أَي : أَعلى المجد؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي :
* قَضى القُضاة أَنها سَنامُها * فسَّره فقال معناه خِيارُها لأَن السَّنام خِيارُ ما في البعير سَنَّم الشيءَ رَفَعَه " (18)
4- ذروة القرآن:
- حديث معقل بن يسار سبق ذكره: " البقرة سنام القرآن وذروته... " (19)
5- فسطاط القرآن:
- رواه الديلمي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا : " السورة التي تذ كر فيها البقرة فسطاط القرآن فتعلموها ؛ فإن تعلمها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة " (20)
- روى الدارمي عَنْ خالدِ بنِ معدانَ قالَ:"سورةُ البقرةِ تعليمُهَا بركَةٌ وتركُهَا حسرةٌ، وَلاَ يستطيعُهَا البَطَلَةُ وهِيَ فُسطاطُ القرآنِ"(21)(1/2127)
الفُسْطاط هو بالضم والكسر: المدينة التي فيها مُجْتَمَع الناس. وكل مدينة فُسْطاط . وقال الزمخشري: هو ضَرْب من الابنْيِةَ في السَّفر دون السُّرادِق وبه سُمِّيت المدينه. ويقال لمِصْروالبَصْرة : الفُسْطاط " (22)
6- سيد ة سورالقرآن:
-عن علي مرفوعا: " سيدُ البشر آدمُ وسيد العربِ محمدٌ ولا فخرٌ وسيدُ الفُرس سلمانُ وسيدُ الرومِ صُهيبٌ وسيدُ الحبشةِ بلالٌ وسيد الجبال الطورُ وسيدُ الأيام يومُ الجمعة وسيدُ القرآنِ سورةُ البقرة وسيدُ البقرةِ آيةُ الكرسي ". (23)
فهل استطاع الإمام البقاعي أن يستفيد من هذه الأسماء ليستخرج المقصود من سورة البقرة ؟
نجد الإمام البقاعي يعدد أسماء سورة البقرة فيقول : " سورة البقرة : وتسمى : السنام ، والذروة ، والزهراء ، والفسطاط " (24)
وأما في كتابه التطبيقي- نظم الدرر- ، فهو لا يسردها كما فعل في مصاعد النظر، بل يذكر ها كلما احتاج إليها في اكتشاف المناسبة؛ فلا نراه يتعرض لتسميتها ب" البقرة " و" الزهراء " مع أن الأحاديث الواردة بذلك صحيحة ، ولم يتعرض لاسم الزهراء إلا حينما تعرض لتفسير سورة آل عمران ،والتي المقصود منها التوحيد حيث قال، وهي تشارك البقرة في هذا الاسم حيث قال :" والتوحيد موجب لزهرة المتحلي به فلذلك سميت الزهراء " (25).
وقد تعرض لأسمائها الأخر في تفسير قوله تعالى : " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .... إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(26)
ناقلا عن الاستاذ الحرالي قوله : " وذلك لأن هذه السورة هي فسطاط القرآن الجامعة لجميع ما تفصّل فيه؛ وهي سنام القرآن، وسنام الشيء أعلاه؛ وهي سيدة سور القرآن؛ ففيها لذلك جوامع ينتظم بعضها ببعض أثر تفاصيله خلالها في سنامية معانيها وسيادة خطابها . " (27)(1/2128)
وهو يرى رحمه الله أن سر تسميتها بـ" الفسطاط، والسنام "لكونها تضمنت :" خطابَ إجمال يناسب مورد السورة التي موضوعها إجمالات ما يتفسر فيها وفي سائر القرآن من حيث إنها فسطاطه وسنامه " (26)
ويعلن في آخر السورة عن ذلك النظام الذي تميزت به السورة ، ومطابقة اسم " السنام " لهذا النظام الموزع بقوله : " وسر ترتيب سورة السنام على هذا النظام أنه لما افتتحها سبحانه وتعالى بتصنيف الناس الذين هم للدين كالقوائم الحاملة لذي السنام فاستوى وقام ابتداء المقصود بذكر أقرب السنام إلى أفهام أهل القيام فقال مخاطباً لجميع الأصناف التي قدمها " يا أيها الناس اعبدوا ربكم "[البقرة: 21] واستمر إلى أن بان الأمر غاية البيان فأخذ يذكر مننه سبحانه على الناس... ، فلما تزكوا فترقوا فتأهلوا لأنواع المعارف قال معلياً لهم من مصاعد الربوبية إلى معارج الإلهية " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو "[البقرة: 163] ، فلما تسنموا هذا الشرف لقنهم العبادات المزكية.... فحث على أشياء أكثرها من وادي الإحسان الذي هو مقام أولي العرفان." (27)
وفي آخر تفسيره لسورة البقرة بين معنى كونها السنام بقوله: " فلذلك كانت سورة البقرة سناماً له والسنام أعلى ما في الحيوان المنكب وأجمله جملة وهو البعير، وكانت سورة آل عمران تاج القرآن والتاج هو أعلى ما في المخلوقات من الخلق القائم المستخلف في الأرض ظاهره وفي جميع المكون إحاطته؛ فوقع انتظام هاتين السورتين على نحو من انتظام الآي .... وكانت منزلة سورة آل عمران منزله تاج الراكب وكان منزله سورة البقرة منزلة سنام المطية؛ قال صلى الله عليه وسلم: " لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة، لكل شيء تاج وتاج القرآن سورة آل عمران "(28)
بعض الملحوظات:(1/2129)
1- هناك تقصير واضح من الإمام البقاعي في محاولة الربط بين أسماء السورة ومقصودها ،و سبب ذلك والله أعلم راجع إلى أن نظريته التي اكتشفها في علا قة الاسم بمقصود السورة لم تكتمل، ولم تظهر معالمها إلا بعد أن وصل إلى سورة سبأ ، وقد صرح بذلك في مقدمة كتابه نظم الدرر قائلا: " وقد ظهر لي باستعمالي لهذه القاعدة بعد وصولي إلى سورة سبأ في السنة العاشرة من ابتدائي في عمل هذا الكتاب أن اسم كل سورة مترجم عن مقصودها لأن اسم كل شيء تظهر المناسبة بينه وبين مسماة عنوانه الدالّ إجمالاً على تفصيل ما فيه؛ وذلك هو الذي أنبأ به آدم - عليه الصلاة والسلام - عند العرض على الملائكة عليهم الصلاة والسلام ومقصود كل سورة هادٍ إلى تناسبها، فأذكر المقصود من كل سورة وأطبق بينه وبين اسمها (29)
2- روايته لبعض الأحاديث التي سبق وأن ذكرناها ولكن مع شيء من الادراج في ألفاظها والسبب ذلك نقله عن الامام الحرالي دون التحقيق في ألفاظ الأحاديث فقد ذكر حديث سهل بن سعد بهذا اللفظ : "
قال صلى الله عليه وسلم: " لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة، لكل شيء تاج وتاج القرآن سورة آل عمران " وإنما بدىء هذا الترتيب لسورة الكتاب لأن علم الكتاب أقرب إلى المخاطبين من تلقي علن أمر الله، فكان في تعلم سورة البقرة والعمل بها تهيؤ لتلقي ما تضمنته سورة آل عمران ليقع التدرج والتدرب."(30)
وليس في روايات الحديث " لكل شيء تاج وتاج القرآن سورة آل عمران.
3- نجد الإمام البقاعي لا يعدد أسماء السورة في تفسيره كما يعددها في كتابه مصاعد النظرفهو يعددها في كتابه الأخيربقوله-مثلا-: " سورة" براءة " : " واسمها أيضًا التوبة ، والفاضحة، والبحوث، والمبعثرة, والمثيرة، والحافرة ، والمخزية ، و المشردة، والمرشدة والمنكلة، والمدمدمة، وسورة البعوث ، وسورة العذاب ، والمقشقشة " (31)
لكنه لم يذكر في تفسيره من هذه الاسماء إلا البعض منها
ــــــــــــــــــــــ(1/2130)
(1) زاد المعاد في هدي خير العباد (2/323-324) .ط :الأولى(1419هـ،1998م) بيروت ، لبنان.
(2) الجامع لأحكام القرآن الكريم لأبي عبد الله القرطبي (4/5) طبعة دار الفكر(1415هـ-1995م)
(3) نظم الدررللإمام البقاعي (1/34)
(4) المرجع نفسه (1/35)
(5) ) المرجع نفسه (1/34)
(6) المرجع نفسه(1/36)، قال صاحب القاموس(ص: 1235: المُنَّةُ بالضم : القوة )
(7) مصاعد النظر(1/98)
(8) تفسير الطبري (1/100)
(9) البرهان في علوم القرآن ( 1/270)
(10) الاتقان في علوم القرآ ن (1/115)
(11) المرجع نفسه (1/117-123)
(12) رواه مسلم الحديث رقم( 804) وابن حبان (1/35) والحاكم في مستدركه(1/752)والطبراني في معجمه الأوسط(1/150) وأحمد(5/249) الطبراني في معجمه الكبير(8/118).
(13) تفسير القرطبي (4/5) طبعة دار الفكر (1415هـ-1995م)
(14) رواه ابن حبان في صحيحه (1/188)
(15) رواه النسائي في اليوم والليلة ص:201
(16) سنن الترمذي الحديث رقم (2878)
(17) رواه الدارمي رقم الحديث (3372)
(18) لسان العرب(12/306) النهاية في غريب الحديث لابن الاثير(2/409)
(19) رواه النسائي في اليوم والليلة ص:201
(20) في مسند الفردوس ص:55
(21) سنن الدارمي رقم الحديث (3371)
(22) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير(3/445)لسان العرب (7/372).
(23) مفاتيح الغيب للرازي (2/56)
(24) مصاعد النظر(2/48)
(25) نظم الدرر(2/2)
(26) نظم الدرر (1/139)
(27) نظم (1/274)
(28) المرجع نفسه(1/274)
(29) نظم الدرر (1/19)
(30) نظم الدرر (2/2)
(31) مصاعد النظر( 2/151)
ملحوظة : النسخة المحال عليها لكتاب نظم الدرر هي نسخة مكتبة المشكاة.
من كلام الإمام عبد القادر الجيلاني : " كن صحيح الباطن تكن فصيح الظاهر"
---
مهند شيخ يوسف
08-23-2006, 06:06 PM(1/2131)
جزاكم الله خيرًا على هذا المقتحم الصعب الذي اقتحمتموه...وإنه لجدير بالاقتحام، إذ الهجوم على تفسير السورة قبل إدراك مقصدها ومحورها مظنة الخطأ والتقصير !!
---
صادق الرافعي
08-25-2006, 12:07 AM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه، وأما بعد:
السلام عليكم الأخ الفاضل : مهند شيخ يوسف، وجزاك الله خيرالجزاء، نحن في الجزائرنعاني من هذا الذي وصفت، بل إن بعضهم لا يحسن مبادئ علوم الآلة ، ثم يلج مواطن تعجز عن ولوجها الإبر، وقد قلت يوما في أمثال هؤلاء:
يفسر الكتاب بالتخمين *** مع القصور في علوم الدين
---
صادق الرافعي
10-08-2006, 05:41 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه، أما بعد:
فقد وقع سقط من الحلقة الأولى
18- مداومة النظر في علوم اللغة العربية
19- تلاوة السورة مرة بعد مرة وفي أزمنة مختلفة وفي أماكن مختلفة. مع تخصيص كل تلاوة لضابط من هذه الضوابط.
ويمكن أن نضيف هنا نكتة ذكرها العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية في كتابه بدائع الفوائد ( وحقيق بكل من يتصدى لعلوم القرآن أن يجعل هذا الكتاب أنيسه ورفيقه فكم فتح به من مُقفَل ، وأوضح فيه من مُشكِل .)
21 -وهو تأثير فواتح السور في موضوعها ومقصودها حتى ولوكانت هذه الفواتح حروفا
يقول ابن القيم وهو يبين هذا التأثير من خلال ثلاث سور افتتحت بالحروف.
" فائدة في سر اشتمال الم على هذه الحروف الثلاثة(1/2132)
تأمل سراً : (ا لم) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدأ بها أولاً كانت همزة ، وهي أول المخارج من أقصى الصدر واللام من وسط مخارج الحروف ، وهي أشد الحروف اعتماداً على اللسان والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم . وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف ، أعني الحلق واللسان والشفتين . وترتيب في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية . فهذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجاً ، فيصير منها تسعة وعشرون حرفاً عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سراً عجيباً . وهو أن للألف البداية واللام التوسط والميم النهاية ، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما . وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه ، فمشتملة على تخليق العالم وغايته وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر . فتامل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم ". ثم قال يرحمه الله: ". وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة . كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف ، فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن وذكر الخلق وتكرير القول ومراجعته مراراً والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين قول العبد وذكر الرقيب وذكر السائق والقرين والإلقاء في جهنم والتقديم بالوعيد وذكر المتقين وذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد وذكر القيل مرتين وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها وبسوق النخل والرزق وذكر القوم وحقوق الوعيد . ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة وسر آخر وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح." . ثم أكد ذلك بمثال آخر فقال : " وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة ، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم : أجعل(1/2133)
الآلهة إلهاً واحداً إلى آخر كلامهم ، ثم اختصام الخصمين عند داود ، ثم تخاصم أهل النار ، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لأدم ، ثم خصامه ثانياً في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم . فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهده السورة غير ص وبسورة ق غير حرفها . وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف والله أعلم . " بدائع الفوائد (2/143-144)
---
(1/2134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال في اللغة عن استعمال كلمة (ههنا) ؟
---
سؤال في اللغة عن استعمال كلمة (ههنا) ؟
---
أبو عبدالرحمن المقدسي
03-22-2006, 12:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله
كلمة ههنا هل يمكن أن تستخدم للمكان البعيد؟
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
03-22-2006, 03:30 PM
نصّ النحاة على أنّ لفظتي هنا و ههنا يشار بهما إلى المكان القريب لا البعيد .
---
خالد الشبل
04-16-2006, 10:35 AM
والذي للبعيد: ثَمَّ، وهَنّا، وهِنّا، وهُناك، و هُنالك. كما في النظم.
---
أبو عبد المعز
04-16-2006, 04:37 PM
الظاهر أن هاهنا مركبة من حرف التنبيه-ها- واسم الإشارة -هنا- فيستفاد من المجموع الاشارة إلى الشيء مع التنبيه ......فتكون هاهنا دلت على التوكيد وليس على البعيد......
ومن بديع القرآن:
{قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} (84) سورة طه
فموسى عليه السلام لم يقل هاهم وما قال هؤلاء.....فرب العالمين ليس غافلا فينبه...وهذا من إعجاز القرآن كما لا يخفى.
---
(1/2135)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج عربي لقفل الجهاز في الوقت اللي تريد خفيف وسهل
---
برنامج عربي لقفل الجهاز في الوقت اللي تريد خفيف وسهل
---
سامي عبدالعزيز
04-30-2006, 07:41 PM
http://www.a7sa.com/Wissam/Timer3.exe
---
(1/2136)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أول انفجار نووي أهلك قوم لوط !!!
---
أول انفجار نووي أهلك قوم لوط !!!
---
د.خضر
03-26-2007, 01:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وردت إليَّ رسالة من أحد الغيورين على القرآن وتفسيره مؤداها:
أين أنتم أهل التفسير مما كتبه كاتب في أحد المواقع: يؤكد أن قوم لوط أهلكوا بأول انفجار نووي في التاريخ في
وادي الأردن ، وأن زوج لوط أصيبت بالعمى اللحظي جراء هذا الانفجار النووي، و دعانى للرد على ذلك مع مشاركة
أهل الموقع في مناقشة مثل هذا الكلام.
وأقول للأخ الكريم: إن الأمة بخير فقد انبرى واحد من أهل العلم فرد على القائل قوله بالدليل، ومن ناحيتى فإني أؤيد
ما قاله الأخ الذي رد على صفحات نفس الموقع وأشكره على ما قال، وأشفع ما قاله بما يلي:
1ـ ما المستفاد من إثبات أن الحجارة التي أمطرها الله قوم لوط كانت جرَّاء انفجار نووي ؟ !! .
2ـ هل من دليل محسوس يفيد أن تحليل الـ dnt للحجارة كان نووياً .
وحيث إن نووية الحجارة مشكوك فيه فعلى المثبت إحضار بعضاً منها ثم الاتصال بالبرادعي ليجمع وكالته النووية
ومعداتها التكنولوجية للفصل في ذلك مع فصلهم في قضية سلمية البرنامج النووي الإيراني من حربيته.!!!!!!!!!
3ـ إنني أربأ بالعِلْميين من تناول مثل هذه المهاترات التي تبتعد عن المستهدف من القصص القرآني الذي يقول الله فيه :"
لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى.." وإثبات نووية الحجارة يلغي العبرة كما يلغى ميزة اللب
عند المتمحل في مثل هذه التمحلات.
4ـ المهم في القصة ليس نوعية العذاب ولكن لماذا حل وكان؟
5ـ أروي طرفاً من قصة تأليفي كتاب "الدخيل في تفسير القرآن " مؤداها أنني أردت جمع ما قاله بعض المتعالمين في(1/2137)
تفسير القرآن في وقتنا الراهن لأرد عليهم من خلال الدخيل في التفسير، فشاورت أستاذي {أ.د إبراهيم خليفة} في
مدى نفع ما أفكر فيه، فقال: لا أؤيدك في ذلك، فقلت لفضيلته: لماذا ؟ فأجاب لأنك بذكرك إياهم وذكر أقوالهم
ستخلدهم وتخلِّد أقوالهم بتناقل ذلك بين أهل العلم، والرأي أن تتركهم ليموتوا ويموت فكرهم، وكانت.
أخيراً أقول إن طرح مثل هذا التفكير في التفسير هو من باب العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر.
وللأمانة العلمية فإن الدعوة قائمة لأهل الملتقى لزيارة الموقع الذي دلني
علية الفاضل صاحب الرسالة لإبداء الرأي في هذه القضية وأمثالها.وهو :
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?t=42135
والله الموفق.
---
(1/2138)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قوله تعالى : {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم...} مما أشكل تفسيره على الشيخ ابن سعدي
---
قوله تعالى : {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم...} مما أشكل تفسيره على الشيخ ابن سعدي
---
عبدالله الميمان
07-08-2004, 04:50 AM
قال الشيخ رحمه الله :
( أي : ودليل لهم وبرهان ، على أن الله وحده المعبود ، لأنه المنعم بالنعم ، الصارف للنقم ، الذي من جملة نعمه
" أنا حملنا ذريتهم "
قال كثير من المفسرين : المراد بذلك : آباؤهم .
" وخلقنا لهم "
أي : للموجودين من بعدهم
" من مثله "
أي : من مثل ذلك ، أي : جنسه
" ما يركبون "
به . فذكر نعمته على الآباء ، بحملهم في السفن ، لأن النعمة عليهم ، نعمة على الذرية . وهذا الموضع من أشكل المواضع علي في التفسير . فإن ما ذكره كثير من المفسرين ، من أن المراد بالذرية الآباء ، مما لا يعهد في القرآن إطلاق الذرية على الآباء . بل فيه من الإبهام ، وإخراج الكلام عن موضوعه ، ما يأباه كلام رب العالمين ، وإرادته البيان والتوضيح لعباده . وثم احتمال أحسن من هذا ، وهو أن المراد بالذرية ، الجنس ، وأنهم هم بأنفسهم ، لأنهم هم ، من ذرية بني آدم . ولكن ينقض هذا المعنى قوله :
" وخلقنا لهم من مثله ما يركبون "
إن أريد : وخلقنا من مثل ذلك الفلك ، أي لهؤلاء المخاطبين ، ما يركبون من أنواع الفلك ، فيكون ذلك تكريرا للمعنى ، تأباه فصاحة القرآن . فإن أريد بقوله :
" وخلقنا لهم من مثله ما يركبون "(1/2139)
الإبل ، التي هي سفن البر ، استقام المعنى واتضح . إلا أنه يبقى أيضا ، أن يكون الكلام فيه تشويش ، فإنه لو أريد هذا المعنى ، لقال : وآية لهم أنا حملناهم في الفلك المشحون ، وخلقنا لهم من مثله ما يركبون . فأما أن يقول في الأول : حملنا ذريتهم ، وفي الثاني : حملناهم ، فإنه لا يظهر المعنى . إلا أن يقال : الضمير عائد إلى الذرية ، والله أعلم بحقيقة الحال . فلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع ، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد الله تعالى . وذلك أن من عرف جلالة كتاب الله ، وبيانه التام من كل وجه ، للأمور الحاضرة والماضية ، والمستقبلة ، وأنه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله ، وكانت الفلك من آياته تعالى ، ونعمه على عباده ، من حين أنعم عليهم ، بتعلمها إلى يوم القيامة ، ولم تزل موجودة في كل زمان ، إلى زمان المواجهين بالقرآن . فلما خاطبهم الله تعالى بالقرآن ، وذكر حالة الفلك ، وعلم تعالى أنه سيكون أعظم آيات الفلك ، في غير وقتهم ، وفي غير زمانهم ، حين يعلمهم صنعة الفلك البحرية ، والشراعية منها والبخارية ، والجوية السابحة في الجو ، كالطيور ونحوها ، والراكب البرية ، مما كانت الآية العظمى فيه لا توجد إلا في الذرية ، نبه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياتها فقال :
" وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون "
---
أبومجاهدالعبيدي
07-08-2004, 07:11 AM
انظر أخي الكريم هنا في ملتقى أهل الحديث (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3613&highlight=%CD%E3%E1%E4%C7+%D0%D1%ED%CA%E5%E3)
---
عبدالله الميمان
07-09-2004, 12:34 AM
جزيت خيراً ونقاش رائع .
وفقك الله .
---
(1/2140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عاجل جزاكم الله خيرًا
---
عاجل جزاكم الله خيرًا
---
ابن ماجد
09-05-2006, 04:41 PM
هناك تفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( اسمه تفسير القرآن الكريم )
نريد نص ما قاله الشيخ في هذه الآيات الكريمة :
( الله يستهزيء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) البقرة آية 15
( ويجادلون في الله وهو شديد المحال ) الرعد آية 13
( وتعلم مافي نفسي ولا أعلم ما في نفسك )المائدة آية 116
( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) البقرة آية 26
فالأمر ضروري جزاكم الله خيرًا
حيث أني موجود حاليًا في القرية ويتعذر عليّ الذهاب إلى المدينة حيث المكتبات
والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه
---
أبومجاهدالعبيدي
09-05-2006, 05:01 PM
هذا تفسيره لها حسب ترتيبها في السور
( .{ 15 } قوله تعالى: { الله يستهزئ بهم } أي يسخر تبارك وتعالى بهم بما أملى لهم، وكفّ أيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه عن قتلهم . مع أنهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار..
قوله تعالى: { ويمدهم في طغيانهم يعمهون }؛ الطغيان مجاوزة الحد، كقوله تعالى: {إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية} [الحاقة: 11] ؛ و "العَمَه" الضلال؛ والمعنى أن الله يبقيهم ضالين في طغيانهم؛ واعلم أن بين "يَمد" الثلاثي، و"يُمد" الرباعي فرقاً؛ فالغالب أن الرباعي يستعمل في الخير، والثلاثي في الشر؛ قال الله تعالى: {ونمد له من العذاب مداً} [مريم: 79] : وهذا في الشر؛ وقال تعالى: {وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون} [الطور: 22] : وهذا في الخير؛ وهنا قال تعالى: { ويَمدهم }: فهو في الشر....) ثم ذكر من فوائدها :
( ومنها: أن الله يستهزئ بمن يستهزئ به، أو برسله، أو بشرعه جزاءً وفاقاً؛ واعلم أن ها هنا أربعة أقسام:(1/2141)
قسم هو صفة كمال لكن قد ينتج عنه نقص: هذا لا يسمى الله تعالى به؛ ولكن يوصف الله به، مثل "المتكلم"، و"المريد"؛ فـ"المتكلم"، و"المريد" ليسا من أسماء الله؛ لكن يصح أن يوصف الله بأنه متكلم، ومريد على سبيل الإطلاق؛ ولم تكن من أسمائه؛ لأن الكلام قد يكون بخير، وقد يكون بشر؛ وقد يكون بصدق، وقد يكون بكذب؛ وقد يكون بعدل، وقد يكون بظلم؛ وكذلك الإرادة..
القسم الثاني: ما هو كمال على الإطلاق، ولا ينقسم: فهذا يسمى الله به، مثل: الرحمن، الرحيم، الغفور، السميع، البصير... وما أشبه ذلك؛ وهو متضمن للصفة؛ وليس معنى قولنا: "يسمى الله به" أن نُحْدِث له اسماً بذلك؛ لأن الأسماء توقيفية؛ لكن معناه أن الله سبحانه وتعالى تَسَمَّى به..
القسم الثالث: ما لا يكون كمالاً عند الإطلاق؛ ولكن هو كمال عند التقييد ؛ فهذا لا يجوز أن يوصف به إلا مقيداً، مثل: الخداع، والمكر، والاستهزاء، والكيد. فلا يصح أن تقول: إن الله ماكر على سبيل الإطلاق، ولكن قل: إن الله ماكر بمن يمكر به، وبرسله، ونحو ذلك..
مسألة :-
هل "المنتقم" من جنس الماكر، والمستهزئ؟
الجواب: مسألة "المنتقم" اختلف فيها العلماء؛ منهم من يقول: إن الله لا يوصف به على سبيل الإفراد، وإنما يوصف به إذا اقترن بـ"العفوّ"؛ فيقال: "العفوُّ المنتقم"؛ لأن "المنتقم" على سبيل الإطلاق ليس صفة مدح إلا إذا قُرِن بـ"العفوّ"؛ ومثله أيضاً المُذِل: قالوا: لا يوصف الله سبحانه وتعالى به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن بـ"المُعِز"؛ فيقال: "المعزُّ المُذل"؛ ومثله أيضاً "الضار": قالوا: لا يوصف الله سبحانه وتعالى به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن "بالنافع"؛ فيقال: "النافع الضار"؛ ويسمون هذه: الأسماء المزدوجة..(1/2142)
ويرى بعض العلماء أنه لا يوصف به على وجه الإطلاق . ولو مقروناً بما يقابله . أي إنك لا تقول: العفوّ المنتقم؛ لأنه لم يرد من أوصاف الله سبحانه وتعالى "المنتقم"؛ وليست صفة كمال بذاتها إلا إذا كانت مقيدة بمن يستحق الانتقام؛ ولهذا يقول عزّ وجلّ: {إنا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22] ، وقال عزّ وجلّ: {والله عزيز ذو انتقام} [آل عمران: 4] ؛ وهذا هو الذي يرجحه شيخ الإسلام ابن تيمية؛ والحديث الذي ورد في سرد أسماء الله الحسنى، وذُكر فيه المنتقم غير صحيح؛ بل هو مدرج؛ لأن هذا الحديث فيه أشياء لم تصح من أسماء الله؛ وحذف منها أشياء هي من أسماء الله . مما يدل على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم..
القسم الرابع: ما يتضمن النقص على سبيل الإطلاق: فهذا لا يوصف الله سبحانه وتعالى به أبداً، ولا يسمى به، مثل: العاجز؛ الضعيف؛ الأعور.... وما أشبه ذلك؛ فلا يجوز أن يوصف الله سبحانه وتعالى بصفة عيب مطلقاً..(1/2143)
والاستهزاء هنا في الآية على حقيقته؛ لأن استهزاء الله بهؤلاء المستهزئين دال على كماله، وقوته، وعدم عجزه عن مقابلتهم؛ فهو صفة كمال هنا في مقابل المستهزئين مثل قوله تعالى: {إنهم يكيدون كيداً * وأكيد كيداً} [الطارق:15-16} أي أعظمَ منه كيداً؛ فالاستهزاء من الله تعالى حق على حقيقته، ولا يجوز أن يفسر بغير ظاهره؛ فتفسيره بغير ظاهره محرم؛ وكل من فسر شيئاً من القرآن على غير ظاهره بلا دليل صحيح فقد قال على الله ما لم يعلم؛ والقول على الله بلا علم حرام، كما قال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33] ؛ فكل قول على الله بلا علم في شرعه، أو في فعله، أو في وصفه غير جائز؛ بل نحن نؤمن بأن الله جل وعلا يستهزئ بالمنافقين استهزاءً حقيقياً؛ لكن ليس كاستهزائنا؛ بل أعظم من استهزائنا، وأكبر، وليس كمثله شيء..
وهذه القاعدة يجب أن يسار عليها في كل ما وصف الله به نفسه؛ فكما أنك لا تتجاوز حكم الله فلا تقول لما حرم: "إنه حلال"، فكذلك لا تقول لما وصف به نفسه أن هذا ليس المراد؛ فكل ما وصف الله به نفسه يجب عليك أن تبقيه على ظاهره، لكن تعلم أن ظاهره ليس كالذي ينسب لك؛ فاستهزاء الله ليس كاستهزائنا؛ وقرب الله ليس كقربنا؛ واستواء الله على عرشه ليس كاستوائنا على السرير؛ وهكذا بقية الصفات نجريها على ظاهرها، ولا نقول على الله ما لا نعلم؛ ولكن ننزه ربنا عما نزَّه نفسه عنه من مماثلة المخلوقين؛ لأن الله تعالى يقول: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11] ..(1/2144)
أما الخيانة فلا يوصف بها الله مطلقاً؛ لأن الخيانة صفة نقص مطلق؛ و"الخيانة" معناها: الخديعة في موضع الائتمان . وهذا نقص؛ ولهذا قال الله عزّ وجلّ: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم} [الأنفال: 71] ، ولم يقل: فخانهم؛ لكن لما قال تعالى: {يخادعون الله} [النساء: 142] قال: {وهو خادعهم} [النساء: 142] ؛ لأن الخديعة صفة مدح مقيدة؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة"(62) ، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تخن من خانك"(63) ؛ لأن الخيانة تكون في موضع الائتمان؛ أما الخداع فيكون في موضع ليس فيه ائتمان؛ والخيانة صفة نقص مطلق..
.3 ومن فوائد الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى قد يُملي للظالم حتى يستمر في طغيانه..
فيستفاد من هذه الفائدة فائدة أخرى: وهي تحذير الإنسان الطاغي أن يغتر بنعم الله عزّ وجلّ؛ فهذه النعم قد تكون استدراجاً من الله؛ فالله سبحانه وتعالى يملي، كما قال تعالى: { ويمدهم في طغيانهم يعمهون }؛ ولو شاء لأخذهم، ولكنه سبحانه وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته . كما جاء في الحديث(64) ..
فإن قال قائل: كيف يعرف الفرق بين النعم التي يجازى بها العبد، والنعم التي يستدرج بها العبد؟
فالجواب: أن الإنسان إذا كان مستقيماً على شرع الله فالنعم من باب الجزاء؛ وإذا كان مقيماً على معصية الله مع توالي النعم فهي استدراج..
.4 ومن فوائد الآيتين: أن صاحب الطغيان يعميه هواه، وطغيانه عن معرفة الحق، وقبوله؛ ولهذا قال تعالى: { ويمدهم في طغيانهم يعمهون }؛ ومن الطغيان أن يُقَدِّم المرء قوله على قول الله ورسوله؛ والله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم(الحجرات: 1). )(1/2145)
( .{ 26 } قوله تعالى: { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما } أي لا يمنعه الحياء من أن يضرب مثلاً ولو كان مثلاً حقيراً ما دام يثبت به الحق؛ فالعبرة بالغاية؛ و{ ما } يقولون: إنها نكرة واصفة . أي: مثلاً أيَّ مثل..
قوله تعالى: { بعوضة }: عطف بيان لـ{ ما } أي: مثلاً بعوضة؛ والبعوضة معروفة؛ ويضرب بها المثل في الحقارة؛ وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية أن المشركين اعترضوا: كيف يضرب الله المثل بالذباب في قوله تبارك وتعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له} [الحج: 73] : قالوا: الذباب يذكره الله في مقام المحاجة! فبيَّن الله عزّ وجلّ أنه لا يستحيي من الحق حتى وإن ضرب المثل بالبعوضة، فما فوقها..
قوله تعالى: { فما فوقها }: هل المراد بما فوق . أي فما فوقها في الحقارة، فيكون المعنى أدنى من البعوضة؛ أو فما فوقها في الارتفاع، فيكون المراد ما هو أعلى من البعوضة؟ فأيهما أعلى خلقة: الذباب، أو البعوضة؟ الجواب: الذباب أكبر، وأقوى . لا شك؛ لكن مع ذلك يمكن أن يكون معنى الآية: { فما فوقها } أي فما دونها؛ لأن الفوقية تكون للأدنى، وللأعلى، كما أن الوراء تكون للأمام، وللخلف، كما في قوله تعالى: {وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً} [الكهف: 79] أي كان أمامهم..
قوله تعالى: { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه } أي المثل الذي ضربه الله { الحق من ربهم }، ويؤمنون به، ويرون أن فيه آيات بينات..
قوله تعالى: { وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً } لأنه لم يتبين لهم الحق لإعراضهم عنه، وقد قال الله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} (المطففين: 13، 14 )..(1/2146)
وقوله تعالى: { ماذا }: "ما" هنا اسم استفهام مبتدأ؛ و "ذا" اسم موصول بمعنى "الذي" خبر المبتدأ . أي: ما الذي أراد الله بهذا مثلاً، كما قال ابن مالك:.
(ومثل ما ذا بعد ما استفهام أو مَن إذا لم تلغ في الكلام) قوله تعالى: { يضل به كثيراً }: الجملة استئنافية لبيان الحكمة من ضرب المثل بالشيء الحقير؛ ولهذا ينبغي الوقوف على قوله تعالى: { ماذا أراد الله بهذا مثلاً }؛ و{ يضل به } أي بالمثل؛ { كثيراً } أي من الناس؛ { ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين } أي الخارجين عن طاعة الله؛ والمراد هنا الخروج المطلق الذي هو الكفر؛ لأن الفسق قد يراد به الكفر؛ وقد يراد به ما دونه؛ ففي قوله تبارك وتعالى: { وأما الذين فسقوا فمأواهم النار } [السجدة: 20] : المراد به في هذه الآية الكفر؛ وكذلك هنا..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: إثبات الحياء لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما ).
ووجه الدلالة: أن نفي الاستحياء عن الله في هذه الحال دليل على ثبوته فيما يقابلها؛ وقد جاء ذلك صريحاً في السنة، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفراً"(75) ؛ والحياء الثابت لله ليس كحياء المخلوق؛ لأن حياء المخلوق انكسار لما يَدْهَمُ الإنسان ويعجز عن مقاومته؛ فتجده ينكسر، ولا يتكلم، أو لا يفعل الشيء الذي يُستحيا منه؛ وهو صفة ضعف ونقص إذا حصل في غير محله..(1/2147)
.2 ومن فوائد الآية: أن الله تعالى يضرب الأمثال؛ لأن الأمثال أمور محسوسة يستدل بها على الأمور المعقولة؛ انظر إلى قوله تعالى: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً} [العنكبوت: 41] ؛ وهذا البيت لا يقيها من حَرّ، ولا برد، ولا مطر، ولا رياح {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت} [العنكبوت: 41] ؛ وقال تعالى: {والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} [الرعد: 14] : إنسان بسط كفيه إلى غدير مثلاً، أو نهر يريد أن يصل الماء إلى فمه! هذا لا يمكن؛ هؤلاء الذين يمدون أيديهم إلى الأصنام كالذي يمد يديه إلى النهر ليبلغ فاه؛ فالأمثال لا شك أنها تقرب المعاني إلى الإنسان إما لفهم المعنى؛ وإما لحكمتها، وبيان وجه هذا المثل..
.3 ومن فوائد الآية: أن البعوضة من أحقر المخلوقات؛ لقوله تعالى: { بعوضة فما فوقها }؛ ومع كونها من أحقر المخلوقات فإنها تقض مضاجع الجبابرة؛ وربما تهلك: لو سُلطت على الإنسان لأهلكته وهي هذه الحشرة الصغيرة المهينة..
.4 ومنها: رحمة الله تعالى بعباده حيث يقرر لهم المعاني المعقولة بضرب الأمثال المحسوسة لتتقرر المعاني في عقولهم..
.5 ومنها: أن القياس حجة؛ لأن كل مثل ضربه الله في القرآن، فهو دليل على ثبوت القياس..
.6 ومنها: فضيلة الإيمان، وأن المؤمن لا يمكن أن يعارض ما أنزل الله عزّ وجلّ بعقله؛ لقوله تعالى: {فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم}، ولا يعترضون، ولا يقولون: لِم؟، ولا: كيف؟؛ يقولون: سمعنا، وأطعنا، وصدقنا؛ لأنهم يؤمنون بأن الله عزّ وجلّ له الحكمة البالغة فيما شرع، وفيما قدر..(1/2148)
.7 ومنها: إثبات الربوبية الخاصة؛ لقوله تعالى: { من ربهم }؛ واعلم أن ربوبية الله تعالى تنقسم إلى قسمين: عامة؛ وخاصة؛ فالعامة هي الشاملة لجميع الخلق، وتقتضي التصرف المطلق في العباد؛ والخاصة هي التي تختص بمن أضيفت له، وتقتضي عناية خاصة؛ وقد اجتمعتا في قوله تعالى: {قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون} [الأعراف: 121، 122] : فالأولى ربوبية عامة؛ والثانية خاصة بموسى، وهارون؛ كما أن مقابل ذلك "العبودية" تنقسم إلى عبودية عامة، كما في قوله تبارك وتعالى: {إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً} [مريم: 93] ؛ وخاصة كما في قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} [الفرقان: 1] ؛ والفرق بينهما أن العامة هي الخضوع للأمر الكوني؛ والخاصة هي الخضوع للأمر الشرعي؛ وعلى هذا فالكافر عبد لله بالعبودية العامة؛ والمؤمن عبد لله بالعبودية العامة، والخاصة..
.8ومن فوائد الآية: أن ديدن الكافرين الاعتراض على حكم الله، وعلى حكمة الله؛ لقوله تعالى: { وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلًا }؛ وكل من اعترض ولو على جزء من الشريعة ففيه شبه بالكفار؛ فمثلاً لو قال قائل: لماذا ينتقض الوضوء بأكل لحم الإبل، ولا ينتقض بأكل لحم الخنزير إذا جاز أكله للضرورة مع أن الخنزير خبيث نجس؟
فالجواب: أن هذا اعتراض على حكم الله عزّ وجلّ؛ وهو دليل على نقص الإيمان؛ لأن لازم الإيمان التام التسليم التام لحكم الله عزّ وجلّ . إلا أن يقول ذلك على سبيل الاسترشاد، والاطلاع على الحكمة؛ فهذا لا بأس به..(1/2149)
.9 ومن فوائد الآية: أن لفظ الكثير لا يدل على الأكثر؛ لقوله تعالى: { يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً }؛ فلو أخذنا بظاهر الآية لكان الضالون، والمهتدون سواءً؛ وليس كذلك؛ لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون من الألف ضالون؛ وواحد من الألف مهتدٍ؛ فكلمة: { كثيراً } لا تعني الأكثر؛ وعلى هذا لو قال إنسان: عندي لك دراهم كثيرة، وأعطاه ثلاثة لم يلزمه غيرها؛ لأن "كثير" يطلق على القليل، وعلى الأكثر..
.10 ومن فوائد الآية: أن إضلال من ضل ليس لمجرد المشيئة؛ بل لوجود العلة التي كانت سبباً في إضلال الله العبد؛ لقوله تعالى: { وما يضل به إلا الفاسقين }؛ وهذا كقوله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين} (الصف: 5) ..
.11 ومنها: الرد على القدرية الذين قالوا: إن العبد مستقل بعمله . لا علاقة لإرادة الله تعالى به؛ لقوله تعالى: ( وما يضل به إلا الفاسقين )..)
هذا ما وجد في تفسيره المطبوع ، وفقك الله يا ابن ماجد.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-05-2006, 05:11 PM
بإمكانك أخي أن تتصفح موقع الشيخ وتقرأ المطبوع ، وتسمع المسموع من تراث الشيخ عبر هذا الموقع :
موقع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى (http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml)
---
ابن ماجد
09-05-2006, 05:56 PM
جزاكم الله خيرًا وجعلها في ميزان حسناتكم
---
(1/2150)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ما هو مصير هذا التفسير المهم ؟
---
ما هو مصير هذا التفسير المهم ؟
---
مروان الحسني
03-12-2006, 04:19 PM
السلام عليكم إخواني :
هل تعلمون شيئا عن مصير تفسير أبو أمامة بن النقاش المطول للقرآن الكريم و المسمى ب
( السابق و اللاحق ) ؟
---
عدنان البحيصي
03-12-2006, 05:32 PM
ما شاء الله
تفسير جديد لأول مرة أسمع به
---
مروان الحسني
03-12-2006, 06:10 PM
نقل منه القسطلاني في المواهب اللدنية , و ذكره الزركلي في الأعلام ...
و عسى أن نسمع بوجوده آمين !
---
مروان الحسني
04-08-2006, 08:34 AM
أرجو المساعدة
---
(1/2151)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ليلة القدر هل هي ليلة واحدة
---
ليلة القدر هل هي ليلة واحدة
---
مصطفى علي
09-07-2006, 08:07 PM
الأفاضل المكرمون
هل ليلة القدر ليلة واحدة في السنة
فإن كانت الإجابة بنعم
وهل هي في الليال الفردية فقط
فإن كانت الإجابة بنعم
إذن فهل تكون هناك بدايتان للشهر بحيث يكون عند ناس واحد وعند ناس اثنين
فإن كانت الإجابة بلا يجوز فهل الذي ثبت عنده الأول بدليل صحيح أن الشهر بدأ يكون حجة على الباقي من الأمة
---
فهد الوهبي
09-07-2006, 10:43 PM
الأخ الكريم مصطفى علي ..
الكلام في ليلة القدر يمكن اختصاره فيما يلي :
س1/ في أي ليلة من رمضان هي ؟
القرآن لا بيان فيه ، لكن ثبتت الأحاديث أنها في العشر الأواخر من رمضان(1) . قال صلى الله عليه وسلم : (( التمسوها في العشر الأواخر )) ( 2) وتكون في الوتر ، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وهكذا ، ويكون باعتبار ما بقي ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (( لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى ، لخامسة تبقى ، لثالثة تبقى )) فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين ؛ يكون ذلك ليال الإشفاع ، وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى ، وليلة أربعة وعشرين سابعة تبقى . . . وإذا كان الشهر تسعاً وعشرين كان التاريخ في الباقي كالتاريخ في الماضي ، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه ، وتكون في السبع الأواخر أكثر ، وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين( 3) .
س2/ هل هي ثابتة في ليلة واحدة كل عام أم تنتقل ؟
فيه خلاف بين العلماء ، والصحيح أنها تنتقل فتكون عاماً ليلة إحدى وعشرين ، وعاماً ليلة تسع وعشرين . . وهكذا ، لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول( 4).
س3/ ما هو سبب تسميتها بليلة القدر ؟(1/2152)
سبب ذلك ما يلي( 5) :
1) أنه يقدر فيها ما يكون في تلك الليلة فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام .
2) وقيل سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف لقوله تعالى : (( وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) وليلة خير من ألف شهر ؛ قدرها عظيم لا شك .
3) وقيل : لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) ( 6) وهذا لا يحصل إلا في هذه الليلة فقط .
س4/ هل يسن تخصيصها بالعمرة؟
يقول الشيخ ابن عثيمين : تخصيص تلك الليلة بالعمرة بدعة ( 7) .
س5/ هل ينال الإنسان أجرها وإن لم يعلم بها ؟
نعم لقوله صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً )) ولم يقل : عالماً بها ، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم ( 8) .
س6/ ما هي علامات ليلة القدر(9 ) ؟
أ _ علاماتها المقارنة هي :
1) قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، ويحس بها من كان في البر بعيداً عن الأنوار .
2) زيادة النور في تلك الليلة .
3) الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدره في تلك الليلة ، أكثر مما يجده في بقية الليالي .
4) أن الرياح تكون فيها ساكنة ( أي لا يأتي فيها عواصف أو قواصف بل يكون الجو مناسباً ) .
5) أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام كما حصل لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
6) أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي .
7) لا قوية الحر ولا قوية البرد( 10) .
ب_ العلامات اللاحقة :
منها : أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صامتة ليس كعادتها في بقية الأيام(11).
س7/ ما هو الدعاء الوارد فيها ؟(1/2153)
الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه : (( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )) لحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : أفرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها ؟ قال : (( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )) ( 12) .
والله تعالى أعلم ،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حواشي :
1) الشرح الممتع (6/492) .
2) البخاري في ليلة القدر باب (3) وأحمد في المسند .
3) الفتاوى الكبرى (2/475-476) .
4) الشرح الممتع (6/493-494) .
5) الشرح الممتع (6/494-495) .
6) البخاري في الإيمان باب قيام ليلة القدر . ومسلم في صلاة المسافرين باب الترغيب في قيام رمضان .
7) الشرح الممتع (6/496) .
8) الشرح الممتع (6/497-498) .
9) الشرح الممتع (6/498-499) .
10) الفتاوى الكبرى (2/476) .
11) كما في حديث عند مسلم (762) في باب فضل الصيام كتاب الصيام .
12) أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال الترمذي : حسن صحيح . وصححه الحاكم على شرطهما ووافقه الذهبي .
---
مصطفى علي
09-08-2006, 12:23 AM
الكريم الفاضل
التبعيات للسؤال هي بيت القصيد التي عنها أسأل
لما تكون ليلة واحدة في السنة ، وهي في ليلة فردية فهل يصح أن يكون للشهر بدايتان
عند بلد اليوم أو رمضان وعند بلد لا فتكون فعند قوم في ليلة فردية وعند قوم ليلة زوجية
فإن كان الأمر لا يجوز
فهل يكون عند من شهد بالشهر أولاً حجة على الآخرين فتتحد البادية ثم النهاية
وأصبح عندي سؤال آخر
ما الدليل على
س6/ ما هي علامات ليلة القدر(9 ) ؟
أ _ علاماتها المقارنة هي :
1) قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، ويحس بها من كان في البر بعيداً عن الأنوار .
2) زيادة النور في تلك الليلة .
3) الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدره في تلك الليلة ، أكثر مما يجده في بقية الليالي .(1/2154)
4) أن الرياح تكون فيها ساكنة ( أي لا يأتي فيها عواصف أو قواصف بل يكون الجو مناسباً ) .
5) أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام كما حصل لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
6) أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي .
7) لا قوية الحر ولا قوية البرد( 10) .
---
(1/2155)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن معنى (كان) في كتاب الله.
---
سؤال عن معنى (كان) في كتاب الله.
---
أبو عبد الله
05-26-2003, 06:18 AM
اختلف العلماء النحويون وغيرهم في معنى ( كان ) لا سيما في وجودها في كتاب الله وذكرها أحيانا مع صفات الله فهل يكون للكلمة أكثر من معنى كما ذكر في بعض الأقوال أنها بعنى كان ومازال اذا كانت متعلقة بصفات الله ؟
ثم هل تفيد (كان) الاستمرار بحد ذاتها؟
ثم ما رأيكم بقول القائل:( أن (كان ) تفيد اقتران معنى الجملة التي تليها بالزمن الماضي لا غير .ولا دلالة لها نفسها على انقطاع ذلك المعنى ولا بقائه بل إن أفاد الكلام شيئا من ذلك كان لدليل آخر)؟
وهل في هذا المعنى اشكال عقدي ؟
أرجو الاجابة عن هذه الاشكالات كلها.
---
عبدالله بن بلقاسم
05-28-2003, 11:26 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ذكر صاحب (البرهان في علوم القرآن ج: 4 ص: 121) الخلاف في معنى كان
فقال رحمه الله تعالى:
وقد اختلف النحاة وغيرهم في انها تدل على الانقطاع على مذاهب
1-احدها انها تفيد الانقطاع لانها فعل يشعر بالتجدد
2-والثاني لاتفيده بل تقتضي الدوام والاستمرار وبه جزم ابن معطي في ألفيته حيث قال:
وكان للماضي الذي ما انقطعا
وقال الراغب في قوله تعالى وكان الشيطان لربه كفورا نبه بقوله كان على انه لم يزل منذ أوجد منطويا على الكفر(1/2156)
3- والثالث انه عبارة عن وجود الشيء في زمان ماض على سبيل الإبهام وليس فيه دليل على عدم سابق ولا على انقطاع طارئ ومنه قوله تعالى وكان الله غفورا رحيما 3 قاله الزمخشري 4 في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس 5 وذكر ابن عطية في سورة الفتح أنها حيث وقعت في صفات الله فهي مسلوبة الدلالة على الزمان والصواب من هذه المقالات مقالة الزمخشري وأنها تفيد اقتران معنى الجملة التي تليها بالزمن الماضي لاغير ولا دلالة لها نفسها على انقطاع ذلك المعنى ولا بقائه بل إن إفادة الكلام شيئا من ذلك كان لدليل آخر اذا علمت هذا فقد وقع في القرآن اخبار الله تعالى عن صفاته الذاتية وغيرها بلفظ كان كثيرا نحو وكان الله سميعا عليما 6 واسعا حكيما
غفورا رحيما 1 توابا رحيما 2 وكنا بكل شئ عالمين 3 وكنا لحكمهم شاهدين 4 فحيث وقع الاخبار بكان عن صفة ذاتية فالمراد الاخبار عن وجودها وانها لم تفارق ذاته ولهذا يقررها بعضهم بما زال فرارا مما يسبق إلى الوهم إن كان يفيد انقطاع المخبرية عن الوجود لقولهم دخل في خبر كان قالوا فكان وما زال مجازان يستعمل أحدهما في معنى الآخر مجازا بالقرينة وهو تكلف لا حاجة إليه وانما معناها ما ذكرناه من ازلية الصفة ثم تستفيد بقاءها في الحال وفيما لايزال بالادلة العقلية وباستصحاب الحال اهـ
قلت : في هذا الترجيح نظر
والأظهر والله أعلم قول رابع لم يرد
وهو أن كان تأتي بالمعنيين معا من كلام العرب ،
قال ابن منظور (لسان العرب ج: 13 ص: 367)(1/2157)
ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سحبانه وتعالى: و كان الله غفوراً رحيماً ؛ أي: لم يَزَلْ على ذلك؛ وقال المتلمس: وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فَتَقَوَّما وقول الفرزدق: وكنا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ وقول قَيْسِ بن الخَطيم: وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها، إِلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها وفي القرآن العظيم أَيضاً: إِن هذا كان لكم جَزاءً و كان سَعْيُكُم مَشْكُوراً؛ وفيه: إِنه كان لآياتِنا عَنِيداً؛ وفيه: كان مِزاجُها زَنْجبيلاً.اهـ
فما المانع من ورودها على هذا المعنى في القرآن مادامت معروفة في كلام العرب،
أليس هذا أولى من معرفة الديمومة من الأدلةالعقلية واستصحاب الحال!!!
وعلى كل حال، فإن قيل بصحة ما رجحه الزركشي رحمه الله تعالى: أو بأحد القولين المتقدمين فلا إشكال بحمد الله تعالى من جهة عقدية ، وبيان ذلك،
من وجوه:
الوجه الأول:
إن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالكينونة في المخلوقين ليست كالكينونة في حق الرب تبارك وتعالى، وهذا جواب يذهب الشبهة من أصلها، فكما إن علمه، ليس كعلم المخلوقين المسبوق بالجهل والملحوق بالنسيان، والمصحوب بالنقص في الشمول ، فكذا القول في كينونته في صفاته، فإن قلنا إن كان تفيد وجود الشيء في الزمن الماضي ولا تقتضي زواله ولا دوامه هذا في حق المخلوق، أما صفة الخالق فليست كذلك،
فلو قلت علم فلان بخبر القوم، ففي لغة العرب معناها ارتفع جهله بخبرهم،
لكن قول الله تبارك وتعالى : علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم
من المعلوم أنه العلم المذكور في الآية لا يلحق به عوارض النقص التي في علم المخلوقين،(1/2158)
ولا نقول فهمنا ذلك من القرائن، بل فهمناه من النص نفسه، ومن النصوص الأخرى العامة الدالة على انتفاء مماثلته للمخلوقين،كما فهمنا أن نزوله واستواءه وعلوه ليس كعلو المخلوقين، فكذا علمه، وكينونة الذات أو الصفات،
أن يقال إن التشابه الذي قد يرد من معنى كان في لغة العرب يرد إلى المحكم من بيان الديمومة
الوجه الثالث:
أن ورود كان بما يفيد الدوام في لغة العرب، والقرآن نزل بلغة العرب فحمله على ما يليق بصفات الله عز وجل، مما تعرفه العرب هو المتعين، وقد أشار بعض العلماء إلى شيء من ذلك في قواعد التفسير،
---
(1/2159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دعوة للتوضيح ما الحكمة
---
دعوة للتوضيح ما الحكمة
---
أبو المنذر
01-14-2007, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك سر وحكمة من مجئ قوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ...." اللآية 238
والآية 239 من سورة البقرة بين الآيات التي تتحدث عن [أحكام الطلاق )
أو لم ينتهي الحديث عن أحكام الطلاق بعد . فما الحكمة من ادراجها ـ وقصدي من الإدراج الإدخال وليس المصطلح عند أهل الحديث ـ في ثنايا الأحكام ؟
فهلا طالبا للأجر يتكرم بالتوضيح
---
أبو العالية
01-14-2007, 03:32 PM
الحمد لله ، وبعد ..
هذه لفتة لطيفة ، وهي وصية الله تعالى للزوجين بالمحافظة على الصلاة .
ومتى ما كانا على محافظة تامة وصلة قوية بها ؛ كانت حياتهما في غاية السعادة
وليس هذا مطرداً ، ولكن الغالب والواقع المستفيض يدل عليه .
وإنك لتسمع مآسي كثير من الناس ؛ فإذا ما سألت عن حالهما مع الصلاة ، سمعت عجباً نسأل الله الهداية للمسلمين والمسلمات .
ومما وقفت عليه ما قاله الألوسي رحمه الله في تفسيره ( 2/ 271 )
( وقيل : أمر بها في خلال بيان ما تعلق بالأزواج والأولاد من الأحكام الشرعية المتشابكة إيذاناً بأنها حقيقة بكمال الاعتناء بشأنها والمثابرة عليها من غير اشتغال عنها بشأن أولئك فكأنه قيل : لا يشغلنكم التعلق بالنساء وأحوالهن وتوجهوا إلى مولاكم بالمحافظة على ما هو عماد الدين ومعراج المؤمنين . )
وانظر :
البحر المحيط ( 2 / 456 ) وتفسير أبي السعود ( 1 /296 )
والله أعلم
---
(1/2160)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رأي لسيد قطب فيه جسارة حول هارون وموسى
---
رأي لسيد قطب فيه جسارة حول هارون وموسى
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-22-2007, 06:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الإخوة ، أنا أنقل عمّن ينقل عن "في ظلال القرآن" لبعده عني الآن ..
وهو رأيٌ لسيد قطب في هارون بعد أن حرّق موسى عليه السلام عجل السامريّ، يقول سيد قطب رحمه الله تعالى :
وهكذا نجدُ هارونَ أهدأ أعصابًا وأملكَ لانفعالِهِ من مُوسَى ، فهو يَلْمَسُ في مَشَاعِرِهِ نُقطةً حسَّاسَةً، ويجيء لهُ من ناحيةِ الرَّحْمَةِ وهي أشدُّ حساسيَّةً ويعرضُ له وجهةَ نظرهِ في صورةِ الطَّاعَةِ لا حسب تقديرهِ, وأنَّهُ خَشِيَ إِنْ هُوَ عالَجَ الأمورَ بالعنفِ أنْ يتفَرَّقَ بنوُ إسرائيل شِيعًا بعضُهَا معَ العِجْلِ وبعضُها مع نصيحةِ هارون, وقَدْ أمرَهُ بأنْ يُحافِظَ على بني إسرائيل ولا يُحْدِث فيهم أمْرًا .
إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-24-2007, 05:17 PM
إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.
---
محمود الشنقيطي
01-24-2007, 06:48 PM
سيد قطب رحمه الله لقي ربه وأفضى إلى ما قدم,ونحن لا زلنا في دائرة التكليف ولا يعلم بعضنا, بل كلنا هل سيموت على الإيمان أم يُسلَبُه قبل الموت - أجارنا الله وعافانا - ..!!
فرحم الله سيد قطب وعفا عنه هذه الزلة,وأنت يا أخي ما دمت أدركت أنها جسارة فادرأها حفظك الله وبين خطاها,لتبرا بذلك منك الذمة وتتحقق النصيحة,وكفى!!
---
إسلام بن منصور
01-24-2007, 07:53 PM
أرجو من الأخوة الفضلاء توضيح الجسارة الموجودة في كلام سيد رحمه الله فقد غابت عني .
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-24-2007, 11:43 PM
الأخ الكريم الشيخ محمد الشنقيطي جزاك الله خيرا وحفظك ..(1/2161)
أخي الكريم أنا لم أضع هذه الملحوظة شماتةً أو بيانًا لخطأ وقعت عيني عليه، وإنما هذا الرأي ينقله بعض من له عناية بالعلم دون أن يُبيِّن ما وقع فيه سيد قطب رحمه الله.
وطرحي لهذا الموضوع إنما لأرى مدى موافقة المشايخ الكرام أهل التخصص لما قلتُهُ، وتراني _حفظك الله_ في داخل الموضوع قلتُ : إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة.
وبيان هذا الرأي والموافقة عليه لا ينقص من قدر سيد قطب جعله الله في الفردوس الأعلى.
ولعل سؤال الأخ الكريم إسلام بن منصور يجعل أن ما قلتُهُ ليس متَّفقًا عليه.
---
حمدي باه
01-25-2007, 01:57 AM
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
][`~*O!||!O*~`][أخي أبو إبراهيم الحائلي أظن أن سؤال الأخ أبو منصور سؤال مهم يحتاج إلى جواب ليس أنه لايوافقك . إنني حقا لم أرى جسارة ونرجو منكم التوضيح . (كل إنسان يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إمام دار الهجرة إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ).][`~*O!||!O*~`][
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-25-2007, 11:44 AM
الأخ الكريم حمدي :
الجسارة هي في أن هارون أملك لأعصابه من موسى عليهما السلام وأضبط لانفعاله.
وللفائدة: بعض الأساتذة الدكاترة في علوم القرآن والتفسير يرى أن هذا الأسلوب لا يصلح مع الأنبياء وفيه تعدٍّ عليهم، والبعض يخالف. وبغض النظر عن الأسماء فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد.
---
محمود الشنقيطي
01-25-2007, 03:00 PM
ما هذا يا إبراهيم, بارك الله فيك, اثبُت على قول:
أنت مرة تجزم وتؤكد أن في القول جسارة, فتقول: (إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة)
وأخرى تتردد وتشترط في مناقشة الخطإ وجوده في كلام سيد قطب رحمه الله, فتقول : (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد)
فبأي قوليك نأخذ قبل المناقشة..؟؟(1/2162)
وهل وصف موسى بالغضب خطيئة ؟ أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال ..؟؟
---
المؤمن
01-25-2007, 03:44 PM
السلام عليكم
ونحن إذ نعالج نصوص سيد قطب في تفسيره،لابد أن نراعي أولا تلك الظروف التي كتب فيها غالب تفسيره ،وثانيا كونه كان أديبا بالدرجة الأولى ؛وهذا الأمرقد أثر عليه كثيرا وهو يعبر عن معاني القرآن ،والأديب ـ كما تعلمون ـ قد يطلق العنان لقلمه ،وهو في ذلك كله يسبح في خيال لا حد له ،مما يوقعه في بعض الأحيان في مجازفات خطيرة وهو لا يشعر، ونحن إذ نقرأ الظلال لا يسعنا إلا أن نستحضر ذينك العاملين في حياة سيد ،فنحمل كلامه على أحسن المحامل،ونلتمس له الأعذار ،وهل هو إلا بشر يصيب تارة ويخطئ أخرى .
أخوكم محمد نذير الجزائري
---
العنزي
01-25-2007, 04:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله
إن محل النزاع في هذا المقام ليس متعلقا بذات سيد قطب حتى نعذر له ونقول أنه أفضى إلى ما قدم, أو أنه مر في ظروف صعبة وأنه أديب فهذه أعذار أوهى من بيت العنكبوت
فعلى هذا نحن ملزومون على عدم ذكر أخطاء من سبق والرد عليها لإن كثيرا من العلماء قد مات وأفضى إلى ماقدم , وكل العلماء مروا بظروف هي أصعب مما كان عليه سيد قطب
وحتى لا أبتعد عن المراد فأقول:
- والجميع يعلم هذا- أن كتب سيد قطب مليئة بالجسارة على الأنبياء والصحابة,
ولكن لا أعلم لماذا يغيب التحقيق العلمي عند بعض المتخصصين إذا كانت المسألة متعلقة بأسماء مقدسة عندهم ,
وأخيرا أقول لأخي الحائلي إن الخطأ سيكون شنيعا لو أنك لم تذكر إسم المخطأ. والله الموفق
---
إسلام بن منصور
01-25-2007, 07:59 PM
يا جماعة أنا مش عارف ما هذا التشتت الذي أنتم فيه !!!!
وكأن كل واحد عنده تعليق بيضعه بغض النظر عن الموضوع الذي وضعه فيه !!!!(1/2163)
ما لنا علاقة بسيد قطب ولا بغيره ، نحن أمام عبارة فيها جسارة أو فيها ما فيها ، فما الذي فيها ؟
أما بالنسبة لتعدي سيد قطب على الصحابة والأنبياء فهو قول من لا يعلم عن سيد قطب إلا ما سمعة عن غيره !! فهو مقلد والمقلد لا يسعه إلا أن يردد ما سمعه بغض النظر عن مدى صحته أو ضعفه ، لذلك فإني أتحدى من يزعم تعدي سيد قطب على الصحابة والأنبياء بنموذج واحد يثبت ذلك بشرط أن يكون هذا النموذج من كتيه التي كتبها بعد موت حسن البنا ، ومن لا يعرف سبب ذلك فلا يفضح نفسه بالكلام ، وبشرط آخر وهو ألا يكون في هذه المشاركة ، ولتكن هذه المشاركة فيما وضعت له ، وهو بيان موضع الجسارة في العبارة المنقولة عن سيد قطب بالدليل الشرعي الواضح ، بغض النظر عن سيد قطب والظروف المزعومة التي كتب فيها معظم كتبه وهي حجة واهية ، فالخطأ خطأ ، وهب أنه كتب عبارات خاطئة في ظروف أفضل هل هذا يمنع من كونها خطأ ؟!
أما العذر فإننا نلتمسه للجميع بغض النظر عن ظروفه .
ثم لماذا ننشغل بعين رجل مات وقضى إلى ربه في نفس الوقت الذي لا ننشغل بأعيان أشخاص أظهروا ما لا يختلف إنسان على حكمه بحجة عدم الحديث على الأعيان ؟!
المهم يا جماعة أرجو أن نركز في الموضوع ...
ما هو الخطأ في العبارة المذكورة بالدليل الشرعي ؟
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-25-2007, 08:49 PM
ما هذا يا إبراهيم, بارك الله فيك, اثبُت على قول:
أنت مرة تجزم وتؤكد أن في القول جسارة, فتقول: (إن صحّ هذا القول عن سيدقطب فلا غرو أن فيه جسارة)
وأخرى تتردد وتشترط في مناقشة الخطإ وجوده في كلام سيد قطب رحمه الله, فتقول : (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد)
فبأي قوليك نأخذ قبل المناقشة..؟؟
وهل وصف موسى بالغضب خطيئة ؟ أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال ..؟؟(1/2164)
الشيخ محمود الشنقيطي أودع الله قلبك برْد اليقين..
لا زلتُ -رعاك الله- على قولٍ واحد وهو أنّ الكلام فيه جسارة بحق موسى عليه السلام ، هذا أولاً ..
ثانيًا: كوني أعرضُ هذا الرأي أمامكم بطريقة الجزم بالعنوان؛ أو بقولي: (فأنا ذكرت الكلام هنا لمناقشة وجه الخطأ إن وُجِد) لأني على يقين بأنَّ فهمي لهذا الكلام لا يُقوِّمُهُ إلا أصحاب التخصص، وأحسبُ أنَّ أهل هذا المكان المبارك من أهل التخصص.
ثالثًا: قولك -أدام الله عليك نعمه-: ( أم الإشكال عندك في أفعل التفضيل في قول سيد رحمه الله (أملك لغضبه وأضبط لانفعاله) فلا يلزم من هذا أن يكون الكمال والفضل في ملك الأعصاب وضبط الإنفعال ..؟؟) ليتك أتيت به في أول تعقيب لك هنا، لأنه كلامٌ جيّد في الجواب عن معنى كلام سيِّد قطب رحمه الله هنا.
وأنا بانتظار وصالك في تفنيد كون تعبير سيد -رحمه الله- هنا غير ملائم.
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-25-2007, 08:55 PM
الأخ الكريم المؤمن -زادك الله إيمانًا-
كلامك في غاية الإتقان والحُسن..
ولعله هو المعنى الذي أراده الشيخ محمود الشنقيطي في أول تعقيبٍ له..
وأقول لك ولأخي الكريم العنزي: لكي يكتمل إحقاق الحق فإننا حينما نعالج نصوص سيّد قطب رحمه الله بما ذكرت فإنه ينبغي علينا بيان الحق وبيان ضده مع الاعتذار له ما دام العذر لا يخالف القواعد الشرعية في بيان الأحكام أو تفسير النصوص الشرعية.
شكر الله سعيكما.
---
أبو إبراهيم الحائلي
01-25-2007, 09:31 PM
الأخ الكريم إسلام بن منصور
سأذكر لك أوجه من فَهِمَ أن سيِّد تجاسر في قصة موسى مع أخيه هارون:
الوجه الأول: أنّ موسى عليه السلام في قصته مع أخيه هارون والسامري هو في مقامٍ من مقامات النبوَّة، ولا يستقيم أن يُقال هذا الكلام -وهو أن هارون أملك لأعصابه من موسى- في هذا المقام.(1/2165)
الوجه الثاني: فحوى هذه المقارنة بين هارون وموسى يوغر الصدر على تصرف موسى عليه السلام في إحراقه للعجل ودعوته على السامري وإنكاره على ما أتى قومه من بعده، وأنّ تهدأةَ أخيه له كانت أحق من هذه التصرفات.
الوجه الثالث: أنّ التفرق حصل في قوم موسى، وهو ما ذكره سيد رحمه الله في الغاية من تصرف هارون عليه السلام، فلا مزيّة في التفضيل هنا إذًا.
ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه.
---
إسلام بن منصور
01-25-2007, 10:11 PM
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبا إبراهيم الحائلي ، ولكن كما ذكرت في آخر مشاركتك ولعلّ المخالف يُبيّن مناقضة هذا الكلام أو الرد عليه .
والحقيقة أنه ليس مردود بمعنى أنه باطل ، وليس مقبول بمعنى أنه حق ، ولكن لا شك أن كل ما ذكرته لا يمثل جسارة على نبي الله موسى عليه السلام ، لأن ما ذكرته هو مجرد مفهوم العبارة ولازمها ، ولازم المذهب ليس بمذهب ، وكذلك مفهوم الكلام ينبغي أن يرد على قائله فإن قبله وأقره فو هو ، وإلا فلا .
وهذا ما ذكره فضيلة الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى عند قاعدة المطابقة والتضمن واللزوم .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى :
أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق ، مردود بعدة وجوه :
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني) .(1/2166)
الثاني: أن كون هارون أملك لأعصابه من موسى لا يعني التفضيل من كل الوجوه وأنه أفضل منه بإطلاق ، كما في الأية السابقة ، ولقد سمعت في أحد الأشرطة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين كلاما مؤداه : أن علي أفضل من أبي بكر من جهة أنه ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته ووالد أحفادة ، وهذا كله ليس لأبي بكر - رضي الله عنه- وهذا لا يعني أنه أفضل من أبي بكر بإطلاق ، وهذا مثله مثل حديث [ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ]
قال ابن حجر :
عَلَى أَنَّ حَدِيث " لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْر خَمْسِينَ مِنْكُمْ " لَا يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة غَيْر الصَّحَابَة عَلَى الصَّحَابَة , لِأَنَّ مُجَرَّد زِيَادَة الْأَجْر لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة , وَأَيْضًا فَالْأَجْر إِنَّمَا يَقَع تَفَاضُله بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُمَاثِلهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فَأَمَّا مَا فَازَ بِهِ مَنْ شَاهَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زِيَادَة فَضِيلَة الْمُشَاهَدَة فَلَا يَعْدِلهُ فِيهَا أَحَد .اهـ
ثالثا: أن هدوء أعصاب هارون نظرا لما يعلمه من قوم موسى إذا فعل ما فعل موسى بعد ذلك من تحريق العجل مما جعله يعلم أنهم سيفترقون بخلاف ما لو كان موسى موجود أصلا كما كان الحال ، فشدة موسى كانت مناسبة في مكانها ، وهدوء أعصاب هارون التي هي بدون شك يتفضل فيها عن موسى كانت في موقفها المناسب ، من أجل هذا ذكر ابن كثير في تفسير هذه الأية في سورة الأعراف حديث [ليس الخبر كالمعاينة] .(1/2167)
وكلام العلماء في تفسير الآية يؤيد ما ذكره سيد ولا يعارضة فقط أنصح بالرجوع إلى التفاسير كابن كثير على سبيل المثال ، وستجدوا أن سيد مصيب جدا في عبارته ، بل صاغ كلام المفسرين بأسلوبه الأدبي فاجاد العبارة .
وهذا ليس مهناه أنه مصيب في كل عباراته طبعا ، ولكننا أمام عبارة معينة .
والله تعالى أعلم .
---
إسلام بن منصور
02-09-2007, 02:24 AM
هل أفهم بعدم الرد الموافقة ؟
---
أبو إبراهيم الحائلي
02-09-2007, 06:53 PM
بارك الله فيكم أخي الكريم إسلام على إفادتك وفوائدك .. وأعتذر عن التأخر في الحوار معك ..
أنَّ القول بأن هارون أملك لأعصابه من موسى في مقام النبوة غير لائق ، مردود بعدة وجوه :
الأول: أن موسى نفسه أقر لهارون بالأفضلية في الفصاحة واللسان في مقام النبوة والبلاغ ، كما في قوله تعالى (وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فارسله معي ردءا يصدقني) .
الثاني: أن كون هارون أملك لأعصابه من موسى لا يعني التفضيل من كل الوجوه وأنه أفضل منه بإطلاق ، كما في الأية السابقة ، ولقد سمعت في أحد الأشرطة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين كلاما مؤداه : أن علي أفضل من أبي بكر من جهة أنه ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته ووالد أحفادة ، وهذا كله ليس لأبي بكر - رضي الله عنه- وهذا لا يعني أنه أفضل من أبي بكر بإطلاق ، وهذا مثله مثل حديث [ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ]
قال ابن حجر :(1/2168)
عَلَى أَنَّ حَدِيث " لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ أَجْر خَمْسِينَ مِنْكُمْ " لَا يَدُلّ عَلَى أَفْضَلِيَّة غَيْر الصَّحَابَة عَلَى الصَّحَابَة , لِأَنَّ مُجَرَّد زِيَادَة الْأَجْر لَا يَسْتَلْزِم ثُبُوت الْأَفْضَلِيَّة الْمُطْلَقَة , وَأَيْضًا فَالْأَجْر إِنَّمَا يَقَع تَفَاضُله بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يُمَاثِلهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَل فَأَمَّا مَا فَازَ بِهِ مَنْ شَاهَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زِيَادَة فَضِيلَة الْمُشَاهَدَة فَلَا يَعْدِلهُ فِيهَا أَحَد .اهـ
مسألتنا ليست كما ذكرتَ في هاتين النقطتين، لأن التفضيل من أوجه دون أخرى ليس واردًا هنا، ولسنا في مقام الحكم المطلق أيضًا..
نحن أمام موقف موسى عليه السلام وموقف هارون عليه السلام مقابل تصرف واحد من قوم موسى من بعده.
هارون لم يفعل ما فعله موسى، فسيد قطب رحمه الله فضَّل موقف هارون مقابل هذا التصرف على موقف موسى مقابل هذا التصرف أيضًا.
إذًا التفضيل هنا من قبل سيد قطب جاء على موقف واحد، وليس أن هارون كان أفصح من موسى أو أن موسى أفضل من جهة كذا وهارون أفضل من جهة كذا..
ثالثا: أن هدوء أعصاب هارون نظرا لما يعلمه من قوم موسى إذا فعل ما فعل موسى بعد ذلك من تحريق العجل مما جعله يعلم أنهم سيفترقون بخلاف ما لو كان موسى موجود أصلا كما كان الحال ، فشدة موسى كانت مناسبة في مكانها ، وهدوء أعصاب هارون التي هي بدون شك يتفضل فيها عن موسى كانت في موقفها المناسب ، من أجل هذا ذكر ابن كثير في تفسير هذه الأية في سورة الأعراف حديث [ليس الخبر كالمعاينة] .
ما ذكرته هنا هو على العكس من كلام سيد قطب الذي امتدح فعل هارون، لأن المفسدة التي خشيها هارون حصل ما هو أكبر منها ! وهي اتباع السامري واتخاذ العجل. فلا وجه لتفضيل هدوء أعصاب هارون على تصرف موسى مع وجود هذه النتيجة التي أغضبت موسى عليه السلام.(1/2169)
وكلام العلماء في تفسير الآية يؤيد ما ذكره سيد ولا يعارضة فقط أنصح بالرجوع إلى التفاسير كابن كثير على سبيل المثال ، وستجدوا أن سيد مصيب جدا في عبارته ، بل صاغ كلام المفسرين بأسلوبه الأدبي فاجاد العبارة .
وهذا ليس مهناه أنه مصيب في كل عباراته طبعا ، ولكننا أمام عبارة معينة .
والله تعالى أعلم .
تكرمًا انقل لنا ما يؤيد سيد قطب من كلام المفسرين ..
وللحديث صلة معك أخي الحبيب ..
---
(1/2170)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إيمانٌ وأمان فضيلة الشيخ بدر المشاري وفقه الله
---
إيمانٌ وأمان فضيلة الشيخ بدر المشاري وفقه الله
---
إمداد
07-01-2005, 01:34 AM
إيمانٌ وأمان
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [ الأنعام: 83]
بدر بن نادر المشاري
قدّم له صاحب الفضيلة:
الشيخ العلامة: عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
http://saaid.net/Doat/almshary/5.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
من العبد الفقير إلى ربه وعفوه بدر بن نادر المشاري
إلى من يراه من عموم المسلمين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ، ، ،
فمما لا يخفى على أحد أن أهل العلم والناصحين والعقلاء أصدروا وبينّوا ما يوضح موقف الشارع الكريم من هذه الأحداث والفتن التي ابْتلي بها المسلمون عموماً وفي بلاد الحرمين على وجه الخصوص، ومن المعلوم أيضاً أن كبار الصحابة كانوا يتدافعون الفتيا والكلام فيما يتعلق بثوابت الأمة ومصيرها؛ فالصحابة يسألون كبارهم، وكبارهم يسألون رسولهم محمداً صلى الله عليه وسلم،ورسولهم يسأل جبريل، وجبريل يسأل ربه؛ فيأتي الأمر من السماء "قل" بعد "ويسألونك" ولعل ما قاله علماؤنا ودعاتنا وعقلاؤنا المنصفون بشتَّى منطلقاتهم من موقف حول الأحداث الأخيرة في بلاد الحرمين حماها الله مجمعين ومجتمعين على إدانة الأحداث واستنكارها مقدِّمين من الأدلَّة والحجج ما يكفي، ولكثرة من سألني وطلب رأيي وموقفي من هذه الأحداث؛ فقد بينته في حين سؤاله بالاستنكار والإدانة وعدم قبوله، وأشار عليَّ بعض أهل العلم والفضل أن أكتب موقفي مبيناً مكانة الأمن، واحترت بين أمرين:(1/2171)
الأول/ أن أكتفي بما صدر وبينه العلماء وقوفاً عند قوله تعالى : { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيل } [النساء: 83]
والثاني/ التبيين والتصريح فأكون عالةً على من سبقني علماً وسنًّا وقدراً وفهماً، وبعد نظرٍ وبعد الاستخارة والاستشارة كتبت هذا البيان إبراءً للذمة ونصحاً للأمة ورفعاً للحرج والغمة، وسيراً على ما كان عليه علماء الأمة راجياً أن يكون وفقاً لما في الكتاب والسنة، فقلت مستعيناً بالله، سائله أن يلهمني السداد والصواب والإخلاص في القول والعمل :
أولاً: على الجميع تقوى الله، فمن اتَّقى ربَّه رشد، ومن أعرض عن مولاه؛ عاش في كمد.
ثانياً: ليعلم الجميع أن شريعة الإسلام جمعت المحاسن كلَّها فصانت الدين، وحفظت العقول، وطهرت الأموال، وصانت الأعراض، وأمنت النفوس؛ فأمرت المسلم بإلقاء كلمة السلام والأمن والرحمة والاطمئنان على أخيه المسلم إشارة منها لنشر الأمن بين الناس.
• وأوجبت حفظ النفس حتى في مظنة أمنها في أحب البقاع إلى الله كما قال عليه الصلاة والسلام: "إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها أو قال فليقبض بكفه أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء [متفق عليه]
• وحذَّرت من إظهار أسباب الرَّوع بين صفوف المسلمين كما قال محمداً صلى الله عليه وسلم: "لا يُشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزعَُ في يده فيقع في حفرة من النار"0(1/2172)
• وحرمت على المسلم الإشارة على أخيه المسلم بالسلاح ولو مازحاً وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أشار إلى أخيه بحديدةٍ؛ فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه" ـ [رواه مسلم]، قال النووي رحمه الله: "هذا مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد سواءً من اتهم فيه ومن لا يتهم، وسواءً كان هذا هزلاً ولعباً أم لا " انتهى كلامه رحمه الله؛ لأن ترويع المسلم حرام بكل حال.
ثالثاً: لقد دعا الإسلام إلى كل عمل يبعث على الأمن والاطمئنان بين صفوف أفراده، وأمر بإخفاء أسباب الفزع في المجتمع فقال عليه الصلاة والسلام: " لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً" [رواه أحمد] .
رابعاً: لقد فرض الله الفرائض، وحرم المحرمات، وأوجب الحقوق رعاية لمصالح العباد وجعل الشريعة غذاءً لحفظ حياتهم ودواءً لرفع أدوائهم، وجاءت دعوة الرسل لإخلاص العبادة لله بخضوع وخشوع وطمأنينة ومقتت ما يصرف القلوب عن خالقها.
• فكانت أول تضرعات الخليل عليه الصلاة والسلام لربه جلَّ وعلا أن يبسط الأمن على مهوى أفئدة المؤمنين0 فقال: { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنً }، فاستجاب الله دعاءه فقال سبحانه: { وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنً }.
• وفضَّل الله البيت الحرام بما أحلَّ فيه من الأمن والاستقرار { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً } [البقرة:125].
• وامتن الله على ثمود قوم صالح نحتهم بيوتهم من غير خوف ولا فزع فقال عنهم: { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ } [الحجر:82].
• وأنعم الله على سبأ وأغدق عليهم الألآء المتتابعة، وأسكنهم الديار الآمنة، فقال جلَّ وعلا: { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ } [سبأ:18].(1/2173)
• ويوسف عليه السلام يخاطب والديه وأهله ممتنًّا بنعم الله عليهم لدخولهم بلدًا آمنًا مطمئنًا مستقرًّا تطمئن فيه نفوسهم فقال سبحانه وتعالى: { وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ } [يوسف:99].
• وحبس الله عن مكة الفيل وجعل كيد أصحاب الفيل في تضليل؛ لتبقى كعبة الله حرماً آمناً عبر التاريخ.
خامساً: ومن المعلوم أن العرب كانت تعيش قبل الإسلام حالة من التمزق والفوضى والضياع تدور بينهم حروب طاحنة، ومعارك ضارية، وما علت مكانة قريش من بينهم إلا لاحتضانها بلداً آمناً { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } [الروم:67]. بل وأقسم الله بذلك البلد المستقر الآمن فقال: { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {3} } [التين:1، 3].
• ووعد الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأداء النسك على صفة تتشوق لها نفوسهم وهي الأمن والاطمئنان قال تعالى: { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ } [الفتح:27].
• ومما اختص الله به مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم أمنها حين فزع القُرى من المسيح الدجال قال صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يؤمئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان" [رواه البخاري].
• ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح منح أهل مكة ما تتوق إليه نفوسهم فأعطى الأمان لهم فقال: " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن " [رواه مسلم].(1/2174)
• وما شرعت الحدود العادلة الحازمة في الإسلام على تنوعها إلا لتحقيق الأمن في المجتمعات، ومن نعيم أهل الجنة في الجنة أمن المكان فلا خوف ولا فزع ولا تحول { ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ } [سورة الحجر: 46] وقال سبحانه وتعالى: { وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }[سورة سبأ:37] وقال تعالى:{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } [سورة الدخان:51]
سادساً: وليعلم الجميع أن بالأمن والإيمان تتوحَّد النفوس، وتزدهر الحياة، وتغدق الأرزاق، ويتعارف الناس وتتلقى العلوم من منابعها الصافية، ويزداد الحبل الوثيق بين الأمة وعلمائها وتتوثق الروابط بين أفراد المجتمع، وتتوحَّد الكلمة، ويأنس الجميع، ويتبادل الناس المنافع، وتقام الشعائر بطمأنينة، وتقام حدود الله في أرض الله على عباد الله.
• وإذا اختل الأمن يتبدل الحال ولم يهنأ أحد براحة بال، فيلحق الناس الفزع في عبادتهم فتهجر المساجد ويمنع المسلم في إظهار شعائر دينه فقال تعالى: { فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ } [يونس :83].
• باختلال الأمن تعاق سبل الدعوة، وينضب وصول الخير إلى الآخرين، وينقطع تحصيل العلم وملازمة العلماء، ولا توصل الأرحام، و يئنُ المريض فلا دواء، ولا طبيب، فتختل المعايش، وتهجر الديار، وتفارق الأوطان، وتتفرق الأُسر، وتنقض عهود ومواثيق، وتبور التجارة، ويتعسر طلب الرزق، وتتبدل طباع الخلق، فيظهر الكذب، ويلقى الشح، ويبادر إلى تصديق الخبر المخوف، وتكذيب خبر الأمن،
• باختلال الأمن تقتل نفوس بريئة، وترمل نساء، وييتم أطفال.
• إذا سلبت نعمة الأمن؛ فشا الجهل، وشاع الظلم، وسلبت الممتلكات.(1/2175)
• إذا حلَّ الخوف أُذيق المجتمع لباس الجوع والخوف كما قال تعالى: { فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } [ النحل:112]، قال القرطبي ـ رحمه الله ـ " سمى الله الجوع والخوف لباساً؛ لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ما هو كاللباس".
• والخوف يجلب الغم وهو قرين الحزن قال جلَّ وعلا: { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } [ التوبة : 40] .
• يقول معاوية رضي الله عنه: " إياكم والفتنة فلا تهموا بها فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة وتورث الاستئصال".
• ولو قلَّبت البصر في الآفاق؛ لوجدت الأمن ضرورة في كل شأن ولن تصل إلى غاية كمال أمر إلا بالأمن؛ بل لن تجد مجتمعاً ناهضاً وحبال الخوف تهز كيانه.
• نعمة الأمن من نعم الله حقًّا حقيق بأن تُذكر ويذكَّرَ بها وأن يُحافظ عليها، قال سبحانه وتعالى: { وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[ الأنفال : 26].
• ونعمة الأمن تقابل بالذِّكْر والشكر { فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 239]
• وأمر الله قريشاً بشكر نعمة الأمن والرخاء بالإكثار من طاعته قال جلَّ وعلا { فلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } [ قريش : 3، 4](1/2176)
• ثم لنعلم جمعياً حاكماً ومحكوماً، وعالماً ومتعلماً، وذكراً وأنثى، وصغيراً وكبيراً، أن المعاصي والأمن لا يجتمعان فالذنوب مزيلة للنعم وبها تحل النقم { ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ الأنفال: 53 ].
• وما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، والطاعة هي حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، وبالخوف من الله ومراقبته يتحقق الأمن والأمان، فهابيل امتنع عن قتل قابيل لخوفه من ربه جلَّ وعلا قال تعالى: { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } [ المائدة : 28].
• والعناية بالعلم والتمسك بالكتاب والسنة شريعة وقيماً وأصولاً عصمة من الفتن وسبب للأمن والتعليم الشرعي أساس في رسوخ الأمن والاطمئنان قال ابن القيم رحمه الله: " وإذا ظهر العلم في بلد أو محلةٍ؛ قلَّ الشر في أهلها، وإذا خفي العلم هناك؛ ظهر الشر والفساد".
• والعلماء الربانيون هم ورثة الأنبياء وفي ملازمتهم وزيارتهم وسؤالهم والاستنارة بآرائهم وخصوصاً وقت الفتن سدادٌ في الرأي وتوفيق للصواب ودرءٌ للمفاسد؛ لأن الفتنة إذا أقبلت علمها العلماء وإذا أدبرت علمها العلماء والعامة .
• وببركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ على أن نأمر بالمعروف بالمعروف، وننهى عن المنكر بالمعروف ـ تمنع الشرور والآفات عن المجتمعات.
• وحفظ العبد نفسه من شهوات النفس وشبهات القلب أصل في صيانة المجتمع من المخاوف والمكاره.
• وتأويل نصوص الشريعة على غير وجهها سبب انحراف الفهوم ومنها ينطلق من قلَّ حظه لتلويث عقول الناشئة ويزداد الأثر حين يضعف التحصن بعلوم الدين.(1/2177)
• وبعد فحفظ الأمن في بلاد الحرمين ألزم فعلى ثراها تنزل الوحي، ومن بين لا بتي طابة شع النور في الآفاق فيها بيت الله قائم، وفيها مسجد رسول الله عامر، ويجب أن ينهل الجميع من نبع الكتاب والسنة من غير تحويل أو تأويل لنصوصهما ومعرفة ضوابط الولاء والبراء من غير إفراط فيها أو مجافاة عنها.
• وبالتمسك بالشريعة يسعد الجميع بالأمن والرخاء قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ النور : 55]
• فالأمن مطلب في الحياة لا يستغني عنه الخلق لقضاء مصالحهم الدينية والدنيوية وما من عبد إلا ويبحث لنفسه عن أسباب أمنها ويتوقى جهد طاقته أسباب الخوف التي قد تحدق به في طريق حياته، ومهما أوتي الإنسان من سلامة بدن ووفرة رزق؛ فإنه لا يشعر بقيمتها إلا بالأمن والاستقرار.
• والخوف من الله ومراقبته مفتاح الأمن للمسلم في دنياه وأخراه.
• وعقد القلب على أركان الإيمان وتوفير مقتضياته في عمل الجوارح هو المصدر الحقيقي لحصول الأمن في الدنيا والآخرة.
• والأمن التام هو في طاعة الله ولزوم ذكره { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28]
• وإذا استقام الفرد في نفسه وألزم من تحت يده من زوجةٍ وأبناء على السير وفق كتاب الله، حقق الأمن لنفسه وانتظم الأمن في المجتمع، فعلى الجميع حاكماً ومحكوماً، صغيراً وكبيراً، ذكراً وأنثى، أن يتقوا الله سبحانه 0(1/2178)
• وليعلم الجميع أن من أسباب الأمن وما يعين عليه إقامة الحق والعدل ونبذ البدعة والشرك ونشر التوحيد { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [ المائدة : 82].
• ونصرة المجاهدين والجهاد في سبيل الله على وجهه الصحيح في مواقعه الحقيقية في ثغور الجهاد ورباطاته حيث إنه ذروة سنام الدين وخير وسيلة لقمع الظالمين وطرد الغزاة والمحتلين، وعدم تمييع هذا الركن العظيم بشروطه وأركانه وضوابطه وأصوله لإعلاء كلمة الله ونشر دينه لأنه باقٍ وماضٍ إلى قيام الساعة وهذا من دواعي وأسباب الأمن على أن لا نخلط بين الجهاد في سبيل الله والإفساد في أرض الله والدعاء للمجاهدين الصادقين بالنصرة والتمكين وأن يدحر الله عدوهم وهذا اقل ما ينصرون به.(1/2179)
• ويحذر من أهلِ البدع ومروجي الفتن ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا وبين صفوف ومجتمعات المسلمين الذين يسبون الله ورسوله وصحابة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم رضي الله عن أصحابه أجمعين، والذين نالوا من أحكام الدين كالحجاب وغيره والذين أفسدوا إعلام وتعليم المسلمين حيث توسع المنافقون توسعاً مخيفاً في موضوع المرأة والمناداة باختلاطها وفتح باب الشر لها في كل ميدان تارة بالنداء بقيادتها وتارة بنزع حجابها وتارة بمزاحمتها الرجال في ميدانهم واتهام المصلحين باتهامات باطلة واستغلال الأحداث وتسخيرها وتجييرها لصالح الأعداء في الداخل أوفي الخارج كل هذا سيسهم في إحلال وضياع الأمن { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [آل عمران:165]. والرد على شبه الأعداء واتهاماتهم لديننا وعدم قبولها مع بيان أن دين الله هو دين الحق والعدل والرحمة والوسط الذي كفل لكلِّ ذي حق حقه دون ظلم أو هضم أو تعدٍّ على أحد.
• وليعلم الجميع أن الله { هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ } [الأنعام :65].
• ولنعلم أن من علامات آخر الزمان كثرة الفتن كما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتقارب الزمان، ويقل العمل، ويلقى الشح، وتكثرـ أو قال تظهرـ الفتن"،وذلك لأن الفتن إذا ظهرت سيكون معها من الفساد ما يكون قريباً بقيام الساعة فمنها ما يكون يحرق الدين ويحرق العقل ويحرق البدن ويحرق كل خير حيث حذرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الفتن كلها.(1/2180)
• وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (4/ 343): " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها وهذا شأن الفتن كما قال تعالى :{ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [ الأنفال: 25].
• واحذر أخي المسلم من مواطن الفتن والخوض فيها فإنها إذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله،{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [الذاريات :50].
هذا ما يسَّر الله لي كتابته، فهي كلمات كتبت باختصار وعلى عَجَلٍ لمسيس الحاجة إليها إيضاحًا للسبيل ودفعاً للدخيل، كتبت والمصائب على أشدها وعقد أهل الحق قد انحصر، ومباعدة أهل البدع قد وهن، فهي دعوة لأهل العلم والعقل إلى توضيح الحق ودفع الشبه عن العوام بالدليل والحجة والإقناع، وهي شمعة على هذا الطريق لا تكفي لإضاءته فهل من إجابة إلى هذه الدعوة من أهل العلم والعقل والمنصفين؟! عصمنا الله وإياكم من الفتن، وأرشدنا للحق واتباع السنن، وحفظ علينا وعلى المسلمين أمننا وإيماننا وأعاننا على الفعل والقول الذي يرضيه ، وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بقلم
بدر بن نادر المشاري
1/4/1425هـ
من صيد الفوائد
---
(1/2181)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مكتبة ضخمة حملت ما شئت منها من الكتب
---
مكتبة ضخمة حملت ما شئت منها من الكتب
---
ابو الروب
06-13-2006, 05:29 PM
http://saaid.net/book/index.php
---
ابو الروب
06-13-2006, 05:40 PM
وهذه اخرى لمن لم يطلع عليها
---
ابو الروب
06-13-2006, 05:41 PM
عفوا هذا الرابط http://www.almeshkat.net/vb/forumdisplay.php?forumid=28
http://www.almeshkat.net/vb/forumdisplay.php?forumid=28
---
(1/2182)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وامعتصماه...
---
وامعتصماه...
---
ناصر
09-08-2006, 08:25 AM
قصيدة زوج أخونا حميدان التركي كاملة.
بصوت العزاوي وبدقة عالية.
من برنامج (حميدان التركي ابتعاث ومحاكمة) على قناة المجد.
فك الله أسره وفرج همه.
لاتنسوه من دعواتكم.
إعلم أخي / أختي أني ما نقلت لكم هذا إلا طلبا لدعائكم فالرجاء الإكثار و الإلحاح في الدعاء فأخوكم في ضائقة نسأل المولى عز و جل أن يفرج عليه و على جميع أسرى المسلمين أين ما كانوا.
للإستماع الرجاء الضغط هنا (http://islam.moved.in/zuhd/hamaidan/2.MP3).
لقراءة القصيدة الرجاء الضغط هنا (http://islam.moved.in/zuhd/hamaidan/1.doc).
لمزيد من المعلومات الرجاء الضغط هنا (http://www.homaidanalturki.com).
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:20 PM
اللهم ارحم ضعف عبدك ياقوي ياعظيم يامن سبحانك لاترضى بالظلم أنصره على من ظلمه وأرنا في الكفرة الظالمين عجائب قدرتك ياقوي ياعزيز ورد أخينا حميدان التركي إلى وطنه سالماً معافى يامن إذا أردة شيء قلت له كن فيكون وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
إن الله مع الصابرين
---
(1/2183)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدلالة على الملتقى: شارك واقترح
---
الدلالة على الملتقى: شارك واقترح
---
أحمد البريدي
02-04-2004, 11:25 PM
أيها الأخوة الكرام :
انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم " الدال على الخير كفاعله "
هناك طرق كثيرة للمساهمة في نشر الملتقى , آمل منكم المشاركة واقتراح ما ترونه وابدأكم بما يلي :
1 - التعريف بالملتقى عند المشايخ وطلبة العلم ودعوتهم للمشاركة .
2 - التعريف بالملتقى في المواقع الإسلامية , والمنتديات المشهورة لمن له اشتراك فيها .
3 - ........الخ
سجل اقتراحك هنا .
---
عبدالرحمن الشهري
02-05-2004, 12:17 AM
جزاك الله خيراً أبا خالد على حرصك ومبادرتك للخير.
وأنا أعترف أننا مقصرون في نشر الملتقى بشكل مناسب فيما مضى ، ولكن أرجو بإذن الله أن يتغير الحال إلى الأفضل في قادم الأيام ، وأتفق معك فيما دعوت إليه الإخوة الكرام وفقهم الله في اقتراح ما يرونه لنشر ملتقى أهل التفسير ليحصل المقصود منه. ونحن في أمس الحاجة إلى رأي من أخ كريم ، يفتح لنا آفاقاً ننتفع بها ، وننفع بها المسلمين عبر هذه الشبكة المذهلة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى . وتعذرني يا أبا خالد فليس عندي أي اقتراح !!
---
أم صهيب
02-05-2004, 08:36 PM
3_ التعريف بالملتقى في المجلات والدوريات كمجلة الدعوة ومجلة البيان وكذلك في الصحف
4_ وضع ملصقات كبيرة تحوي معلومات عن الموقع عند أبواب المكتبات
5_ الإعلان عنه في الأدلة المشهورة على الشبكة كدليل المواقع العربية للردادي
---
خالد الباتلي
02-05-2004, 10:17 PM
6. هناك برنامج في قناة المجد الفضائية اسمه ( المستكشف ) يعرف بالمواقع الهادفة المتميزة على الإنترنت ، فأقترح أن تقوم إدارة الملتقى بمراسلة البرنامج ليتم التعريف به في إحدى الحلقات ، فجمهور القناة عريض جدا .(1/2184)
وسمعت أنهم عرفوا في إحدى الحلقات بملتقى أهل الحديث ، وحصل به صدى طيب لذلك الملتقى .
---
أحمد البريدي
02-10-2004, 07:47 PM
شكراً لمن ساهم واقترح , ونطلب من البقية المساهمة , وهذه الاقتراحات ستكون بمشيئة الله إحدى الورقات المطروحة في اجتماع المشرفين القادم .
أما اقتراح الشيخ خالد : فقناة المجد سبق وعرفوا بالملتقى فيما ذكر لي الشيخ عبد الرحمن الشهري .
---
منير العتيبي
02-10-2004, 08:56 PM
كما اقترحت , ولكنه لا يحسن التعبير , فليتك تكتب لنا عبارات سلسلة فيها تعريف بهذا الموقع , وما علينا نحن سوى نقلها في المواقع الأخرى , وجزاك الله خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
02-11-2004, 12:01 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً.
بالنسبة للتعريف بالملتقى في قناة المجد الفضائية ، فكما تفضل أخي أبو خالد بأنه قد سبق لهم عرض الملتقى قبل مدة ، وقد حصلت على الجزء المتعلق بالملتقى ، وأنوي وضعه في الموقع ، ولكن كثرة الأشغال منعتني من ذلك ، ولم يكن تعريفاً كافياً ، وإنما حوالي خمس دقائق فقط عرضوا فيها الموقع عرضاً سريعاً. وفي نيتي أن أعمل برأي الشيخ خالد الباتلي وفقه الله قريباً بعد أن نبدأ في الجزء القادم من الموقع .
وما تفضل به أخي منير العتيبي جزاه الله خيراً ، فسوف نجهز بإذن الله ما طلبه قريباً وأسأل الله للجميع التوفيق والإخلاص.
---
أمين الشنقيطي
02-13-2004, 11:11 PM
السلام عليكم :
إخواني اهل الملتقى:
لاحظت مسائل لازال يحتاج إليها الملتقى حتى يمكن التعريف الاعلامي والعلمي به ،
فمنها: عمل زاوية مستقلة لمن يريد أن يكتب مقالا مثلا، ويكون للمقال الفائز جائزة محددة من الملتقى.
ومنها:عمل نشرة نابعة من الملتقى على غرار النشرات الجامعية توزع فى الأماكن العامة .
ومنها: عمل زاوية فى الملتقى العلمي، للأأسئلة وتقدم للمتخصصين ويجيب عليها من عرف بخبرته فيها.(1/2185)
ومنها:اختيار مندوب لكل منطقة لتقديم الجديد فى المنطقة والجامعة والقسم والمكتبات ،والدعاية والتعريف وغيره.
وبالإمكان الاستفادة من تجربة المنتديات الأخرى الناجحة فى الدعاية المباحة.
كما أود أن ننبه الجميع إلى أهمية الجانب الوعظي فى الملتقى ،
والتركيز علي اختيار أجمل كلمة وعظية،أوعبارة علمية مؤثرة،
وللجميع كل المحبة والتقدير، سبحانك اللهم وبحمدك .استغفر الله العظيم ،وأتوب إليه.
---
أحمد البريدي
02-14-2004, 08:39 PM
شكر الله لك د أمين واقتراحاتك محل العناية ان شاء الله .
---
عبدالرحمن الشهري
02-18-2004, 10:46 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً على اقتراحاتكم التي أنارت لنا الطريق كثيراً .
وقد أخذنا بأكثرها ، والبقية سنأخذ بها ، لكنها تحتاج إلى تنسيق ومكاتبات ، كالإعلان في قناة المجد والمجلات العلمية ونحوها ، لكن نرجو أن ييسرها الله تعالى.
وسترون أغلب المقترحات قد نفذت في الموقع الجديد (شبكة التفسير والدراسات القرآنية) قريباً بإذن الله .
---
أحمد البريدي
02-22-2004, 09:48 PM
وما زلنا ننتظر المزيد فأرجو من الأخوة أن لا يبخلوا علينا .
---
المنذر
02-26-2004, 03:40 PM
السلام عليكم...
أخوتي الأعزاء.... الذي يظهر لي أن هناك عدد كبير من طلبة الجامعات والكليات هم من مرتادي هذا الملتقى وأعضاؤه... فلو قام كلنا منا بالتعريف بهذا الملتقى في قسمه سواء كان من أساتذة أو طلاب الدراسات العليا .. ودعوتهم للمشاركة فيه ...لضمنا التعريف بهذا الملتقى ونشره في عدد كبير من جامعات الدول الإسلامية .
أسأل الله لكم السداد والتوفيق ...
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2004, 05:34 PM
الحمد لله .
جزاكم الله خيراً جميعاً . اليوم الخميس 6-1-1425هـ . تم مما تم اقتراحه إلى الآن :
- نشر الموقع على دليل www.google.com بكافة مداخل العنوان والكلمات القريبة منه.(1/2186)
- تم إضافة الموقع الجديد إلى دليل دليل سلطان للمواقع الإسلامية (http://www.sultan.org/a) . وقد تفضل مشكوراً بعرض البنر الرئيسي لشبكة التفسير والدراسات القرآنية 10000 مرة ولا يزال في الصفحة الرئيسية لموقعه فجزاه الله خيراً.
- من يوم غد الجمعة مع المواقع الجديدة سيتم إضافة شبكة التفسير والدراسات القرآنية إلى دليل المواقع العربية (http://www.raddadi.com) للأخ الكريم خالد الردادي . وقد سبق أن أضاف ملتقى أهل التفسير في دليله في القائمة اليمنى من هذه الصفحة (http://www.raddadi.com/islamicmon.html) . وغيرها من مداخل دليله الموفق.
- تم إضافة قسم للمقالات في الصفحة الرئيسية للشبكة كما أشار أخي الدكتور أمين الشنقيطي ، وتبقى مسألة منح المقالات المتميزة جوائر تشجيعية مسألة جديرة بالعناية.
- تم تنفيذ ما ذكره أخي منير العتيبي وفقه الله على هذا الرابط لمن أراد نشر الموقع بطريقته الخاصة. (http://www.tafsir.net/link.php) .
وبقية الاقتراحات التي تكرمتم بها قيد الإنجاز إن شاء الله بدون استثناء. فلا تبخلوا علينا برأيكم.
---
(1/2187)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعجاز القرآن الكريم في أكل الفاكهة !!!
---
إعجاز القرآن الكريم في أكل الفاكهة !!!
---
سابر الأغوار
06-17-2003, 08:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
توصلت الدراسات الحديثة الطبية الى أن أكل الفاكهة قبل الأكل أنفع وأجدى منه بعد الأكل خاصة إذا كان هناك وقت كافٍ لهضم وامتصاص السكريات سريعة الهضم في الفواكه .
وسجل ذلك كبراءة إختراع في أحدى الدول الغربية .
ولكن أولئك أصيبوا بالإحباط لما أخبرهم علماء المسلمون بأن ذلك قد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز قبل ما يزيد عن ( 1400) سنة مضت وذلك في قوله تعالى { وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون } ؛ فقدم جل وعلا أكل الفاكهة على أكل اللحم !!
والله تعالى أعلى وأعلم ورد العلم إليه أسلم ؛؛؛؛؛؛
---
(1/2188)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو عمل الشيخ السبت في رسالته الماجستير على ( مناهل العرفان ) ؟
---
ما هو عمل الشيخ السبت في رسالته الماجستير على ( مناهل العرفان ) ؟
---
محمد رشيد
05-03-2003, 06:28 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، شيخنا عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ ما هو عمل الشيخ عثمان السبت في رسالته الماجستير على (مناهل العرفان ) ؟
و أنا سأنتهي من مناهل العرفان قريبا إن شاء الله ، فهل ترون أن أتبع هذه الدراسة بدراسة هذه الرسالة على هذا الكتاب ؟
مع العلم أنني لأريد ذلك أو يترجح في نظري القاصر لما أرى له من الأهمية حيث تكون الدراسة مكثفة حول كتاب واحد ، وهذا يورث إتقان هذا الكتاب و إتقان ما فيه و أدعى للبعد عن التشتت ، لأنه كما يقول بعضهم : صاحب الكتاب خير من صاحب الكتب .
و بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-03-2003, 08:09 PM
أخي الكريم محمد يوسف وفقه الله لكل خير
أما ما سألت عنه من حقيقة دراسة الشيخ الكريم خالد السبت في رسالته الماجستير التي كانت بعنوان (كتاب مناهل العرفان للزرقاني - دراسة وتقويم) ، فالمراد بها كما ذكر في مقدمة كتابه (الجمع بين ذكر المحاسن وإبرازها ، إضافة إلى بيان منهج المؤلف في كتابه (مناهل العرفان) وما شابه ذلك من الأمور الهامة ، مع التنبيه على المآخذ على الكتاب جملة وتفصيلاً ، ومناقشتها وبيان وجه الصواب فيها).
وكتاب مناهل العرفان من الكتب المشهورة في علوم القرآن عند المتأخرين ، حيث جمع بين تحقيق المتقدمين ، وسهولة عبارة المعاصرين. فساغ للمتخصصين وغيرهم.
وقد ترجم كتاب مناهل العرفان إلى لغات متعددة كما ذكر الزرقاني في مقدمته للطبعة الثالثة.(1/2189)
وأنا أؤيدك في فكرة الدوران حول كتاب واحد أصيل معتمد في كل فن ، بحيث يكون هذا الكتاب جامعاً للمسائل ، وقتله بحثاً ، ودرساً ، فإن هذا أدعى للتركيز كما ذكرت.
وقد أخذت نفسي بذلك وحمدت هذه الطريقة كثيراً ، وقد جمعت الكتب المصنفة في الفنون ، وانتخبت لي في كل فن عدداً من الكتب لا تزيد عن ستة كتب لا أمل من قراءتها ، والنظر فيها ، مع حرصي الشديد على كتب المتقدمين ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، فإن لكلامهم من النور والقبول ما ليس لكلام المتأخرين ، ولست أغمط حق المتأخرين فالعبرة بالحق ، ولكن هذا رأيي. وأرجو مع الزمن أن أزيد بصراً بهذه الأصول الجوامع.
وهذه طريقة معهودة عند العلماء من قديم فقد ذكر أن الربيع بن سليمان المرادي تلميذ الإمام الشافعي كان ينظر في كتاب لرسالة للشافعي أكثر من خمسين سنة لا يدع النظر فيه. ومن العلماء من كرر صحيح البخاري أكثر من سبعمائة مرة !!!
وفي ترجمة العلامة محمد التاودي المري أنه أقرأ صحيح البخاري أكثر من أربعين مرة. فلم يكن يدعه، لا سيما في شهر رمضان ، يفتتحه في أول يومٍ منه ، ويختمه آخره. و أقرأ ألفية ابن مالك في النحو نحوًا من ثلاثين مرة ، وربما أقرأها في الشهر الواحد بَدْءًا وخَتْمًا. وأقرأ مختصر خليل في فقه المالكية نحو ثلاثين مرة.
أمَّا الآجرومية في النحو ، فلم يزل يُقرئها خصوصًا للصِّغار من أعقابه وأبناء إلى وفاته. رحمه الله .
ولو رجعت إلى كتاب المشوق إلى طلب العلم ، للأخ الكريم علي العمران لرأيت فيه ما يعجبك ويطربك إن شاء الله من هذه القصص ، ويمكنك أن تجده في موقع صيد الفوائد على الانترنت. وفقك الله ونفع بك.
---
محمد رشيد
05-03-2003, 09:07 PM
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن ، وأشهد الله و من في المنتدى أنني أحبكم في الله و جازاك الله خيرا على أهتمامكم
، أرجو الرابط من فضلكم ، فأنا جاهل بالمواقع و ليس لي فيها كبير تنقل
---
محمد رشيد
05-03-2003, 09:52 PM(1/2190)
كما أرجو أن تنتخبوا لي كتابا يكون عمدتي في كل مما يأتي :
1 ـ أسباب النزول
2 ـ قواعد التفسير
و ما رأيكم باتخاذ ( تفسير ايات الأحكام ) للسايس ، في تفسير ايات الأحكام ، حيث إني سأدرسه ـ إن شاء الله ـ العام القادم في الأزهر ؟
وبارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-03-2003, 10:21 PM
وفقكم الله ، وأحبكم الله الذي أحببتموني فيه.
وأحيل سؤالك لأخي الكريم أبي مجاهد وفقه الله ليجيب عليه إن شاء الله
وأما رابط كتاب المشوق إلى طلب العلم للشيخ علي العمران وفقه الله فتجده مع غيره من الكتب والرسائل الثمينة ، في الموقع الرائع .صيد الفوائد (http://www.saaid.net/book/index.htm) برقم 147 في القائمة. وفقك الله
---
محمد رشيد
05-07-2003, 12:36 AM
للأهمية .... الشيخ أبي مجاهد
---
أبومجاهدالعبيدي
05-07-2003, 09:03 AM
بسم الله
أخي محمد يوسف زادك الله من فضله
كنت قد كتبت عما سألت عنه بالتفصيل تحت هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
فيمكنك اللرجوع إليه واختيار الأنسب لقدراتك ورغباتك ، وكل ما ذكرته من الكتب فيه خير وفائدة .
وأعتذر عن التأخر
---
محمد رشيد
05-08-2003, 01:19 AM
بارك الله فيك شيخنا أبا مجاهد وبارك في جهودكم
---
أبو صفوت
05-08-2003, 05:54 AM
هل يمكن لشيخنا عبد الرحمن أن يدانا على الكتب الستة التي ذكر أنه يعتمد في كل فن على كتاب منها لو لم يكن في ذلك حرج وهذا نص كلام فضيلتكم
( وقد أخذت نفسي بذلك وحمدت هذه الطريقة كثيراً ، وقد جمعت الكتب المصنفة في الفنون ، وانتخبت لي في كل فن عدداً من الكتب لا تزيد عن ستة كتب لا أمل من قراءتها ، والنظر فيها ، مع حرصي الشديد على كتب المتقدمين ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، فإن لكلامهم من النور والقبول ما ليس لكلام المتأخرين ، )
---
(1/2191)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الكلام على مسألة تحريف التوراة والإنجيل في كتاب فتح الباري[الحلقةالثانية]
---
الكلام على مسألة تحريف التوراة والإنجيل في كتاب فتح الباري[الحلقةالثانية]
---
سمير القدوري
12-22-2005, 08:03 PM
بعد هذا العرض لما في فتح الباري يجمل بنا أن نسأل:
1- لماذا اختلفت أقوال المسلمين في مسألة تحريف أهل الكتاب لكتبهم المقدسة ؟
2- ما هي استدلالات أهل الكتاب ( اليهود أو النصارى) التي بها يدفعون تهمة التحريف عن كتبهم المقدسة؟
3- وما هي أجوبة المسلمين على تلك الاستدلالات؟ وهل هي أجوبة كافية شافية أم أن فيها الغث والسمين والخالص والهجين.
ثم ما هي نتائج النقد التاريخي والعلمي الأوروبي للكتاب المقدس؟
فبمعرفة عن هذه المسائل تكتمل الصورة لدى من يحب استيعاب المسألة من جميع جوانبها ويريد النظر إليها بإنصاف وتجرد.
للجواب عن السؤال الأول كان علينا استقراء أقوال المسلمين ليس فقط في كتب التفسير, بل في كتب المسلمين في الجدل مع اليهود والنصارى, وهي كثيرة تفوق 130مؤلفا لم يصنا منها إلا القليل.
ففي تلك الكتب يجدر البحث عن مذاهب المسلمين في مسألة تحريف الكتب المقدسة لدى أهل الكتاب.
لعل القارئ يلحظ أن المسألة تنقسم من ذات نفسها إلى قسمين كبيرين باعتبار كتب اليهود, واعتبار كتب النصارى.
بحث السؤال الأول: لماذا اختلفت أقوال المسلمين في مسألة تحريف أهل الكتاب لكتبهم المقدسة ؟
يحسن بنا أن نعطي جردا بأسماء الكتب التي ألفها المسلمون في الجدل مع اليهود والنصارى
1- الكتب التي ردت على اليهود:
وعددها نحو 30 لم يصلنا سوى بعضها, ونذكر منها:
1- الرد على اليهود لأبي بكر الأصم. مفقود.(1/2192)
2- كتاب في الرد على اليهود والنصارى للخليفة العباسي المأمون عبد الله بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور. بويع بالخلافة سنة 198هـ, وتوفي سنة 218هـ.
3- الرد على اليهود لأبي الهذيل العلاف. مفقود. وله مناظرة مع بعض اليهود أوردناها في هذا الموقع, (أنظر مقالي: مناظرات بين مسلمين وأهل الكتاب).
4- الرد على اليهود لأبي عيسى محمد بن هارون الوراق. مفقود
5- كتاب الرد على الأحبار و المجوس في العدل والتجوير لعيسى بن صُبيح المردار.مفقود.
6- الرد على اليهود للجاحظ. مفقود.
7- الرد على اليهود للقاضي الحنفي أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن صبر توفي سنة 380هـ. مفقود.
8- الرد على ابن النغريلة اليهودي لابن حزم الأندلسي. مطبوع.
9- إظهار تبديل اليهود للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل لابن حزم الأندلسي(ت456هـ). يقال أنه مدمج في الفصل وهو مطبوع.
10- شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل, لأبي المعالي الجويني(ت478هـ). مطبوع.
11- كتاب السعود في الرد على اليهود لأبي بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري الطرطوشي(ت.520هـ) , وهو مفقود.(وله مناظرة مع يهودي تجدها في هذا الموقع في المقال المشار له أعلاه).
12- قصيدة في الرد على اليهود والنصارى, لأبي الفضل سعيد بن سوسف بن الحسن بن سمرة الأواني الكاتب, وكان يهوديا وأسلم, وكان كاتبا جليلا حسن العبارة بليغا, كان حيا سنة 561هـ.
13- إفحام اليهود للسموأل بن عباس بن يحيى المغربي(571هـ). ألفه حوالي 558هـ. وهو مطبوع.
14- مجالس في ذم اليهود وتخليدهم في النار لابن عساكر.مفقود.
15- مقالة في الرد على اليهود و النصارى لعبد اللطيف بن يوسف بن محمد الموصلي البغداد(ت629هـ).مفقود.
16- الأجوبة الفاخرة لأحمد بن إدريس القرافي(ت684هـ). مطبوع.(1/2193)
17- الدر المنضود في الرد على ابن كمونة فيلسوف اليهود لأحمد بن علي بن تغلب أو ثعلب ابن الساعاتي الحنفي. ولد ببعلبك و انتقل مع أبيه إلى بغداد فنشأ بها في المدرسة المستنصرية, وتولى بها تدريس الحنفية وكان ممن يضرب به المثل في الذكاء والفصاحة وحسن الخط, وكان أبوه ساعاتيا عمل الساعات المشهورة على باب المدرسة المستنصرية ببغداد, وتوفي فيها سنة 694هـ/ 1295م. لم يكتشف الكتاب بعد ولعله رد على كتاب تنقيح الأبحاث للملل الثلاث لابن كمونة اليهودي.
18- مسالك النظر في نبوة سيد البشر للمهتدي الحبر سعيد بن حسن الإسكندراني(698هـ). طبع مرتين.
19- الأسئلة على التوراة لعلاء الدين الباجي الشافعي(ت.714هـ). طبع بالقاهرة 1980م تحت عنوان بليد وهو: (كتاب) على التوراة. مع أن المؤلف ذكر العنوان (الذي ترجمنا به) في آخر كتابه.
20- تأييد الملة لبعض الأندلسيين المسلمين المُدَجَّنِين من مدينة وشقة بشمال اسبانيا(القرن 8هـ). الكتاب حقق و ترجم للإنجليزية في الولايات المتحدة.
21- الحسام المحدود في الرد على أحبار اليهود, لأبي محمد عبد الحق الإسلامي السبتي (كان يهوديا وأسلم خفية سنة 780هـ ثم أعلن إسلامه سنة 796هـ وفيها ألف كتابه هذا).
وهو كتاب مطبوع عدة طبعات كلها سقيمة.
22- الرسالة الهادية في الرد على الموسوية لعبد السلام المهتدي كتبها ردا على اليهود بعدما أسلم. أولها:" الحمد لله الذي من على عباده في آخر الزمان برسالة حبيبه المبعوث من بني عدنان. وتوجد منه مخطوطة بخزانة أحمد الثالث رقم 1735(في 37 ورقة كتبها المؤلف في جمادى الأولى سنة 902هـ).(كشف الظنون 1/900) وهي على ثلاثة أقسام: الأول في إبطال أدلة اليهود. الثاني: في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من عبارة التوراة بعدما غيره اليهود. والثالث: في تغييرهم بعض كلمات التوراة.(1/2194)
23- الرسالة السبيعية الحاوية للضوابط الإرشادية, للحبر الأعظم إسرائيل بن شموئيل الأورشليمي. طبعت بدار القلم – دمشق 1989م.
24- النور الباهر في نصرة الدين الطاهر ليوسف بن عبد الله الإسلامي انتقل إلى الإسلام بعد 1020هـ. مخطوط.
هذا فضلا عن الردود التي وصلتنا على صورة فصول أومباحث مضمنة في كتب علم الكلام وتاريخ الملل والنحل, وكتب بعض المؤرخين مثل المسعودي وطاهر بن مطهر المقدسي. كما وصلتنا شذرات من مناظرات جرت بين مسلمين ويهود ليس في واحد من تلك المناظرات بحث لقضية التحريف(أنظر جملة من تلك المناظرات كنت قد نشرتها سابقا على هذا الموقع:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4401
ولم أجد في ما وقفت عليه من ردود المسلمين المذكورة أحدا توسع في مسألة تحريف كتب اليهود بما يليق بالقضية إلا ابن حزم الأندلسي(وهذا يفسر لماذا استشهد به شيخ الإسلام ابن تيمية في فتواه حول التحريف التي لخصها ابن حجر في فتح الباري كما ذكرنا سابقا) وقد أعطيت وصفا مجملا عن منهج ابن حزم في بحث المسألة في مقال لي بعنوان: حقائق جديدة حول نقد اين حزم لأسفار التوراة. نشرته مجلة الفيصل عدد 347/2005م ص42-55.
وسأنقل لكم منه هنا ما لنا به حاجة قلتُ هناك:" يحتل ابن حزم مكانة متميزة لدى المعنيين بتاريخ الأديان, فالدراسات التي كتبت عنه تكاد تُجمع على اعتباره من أكبر الرواد المسلمين في ميدان التاريخ النقدي للملل و النحل, و خاصة دراسته لليهودية والنصرانية. قالت حواء لزاروس يافه Hava-Lazarus Yafeh:" لاشك أن النقد الذي خص به ابن حزم متن الكتاب المقدس يعد دراسة متكاملة لا مثيل لها في الكتب الإسلامية في القرون الوسطى" .
لقد أفرد ابن حزم, الديانة اليهودية بدراسة نقدية تتألف من ثلاث محاور متمايزة, شغلت 208 صفحات من كتابه " الفصل في الملل والأهواء والنحل".
- المحور الأول, سلك فيه ابن حزم مسلكين في النقد:(1/2195)
1- مسلك النقد التاريخي والعقلاني الذي يحاكم قصص الأسفار الخمسة إلى الحقائق القطعية في علوم الجغرافية والحساب والفلك. وساق نتائج بحثه مرتبة[ص45] على 57 فصلا, منها فصول لم تتجاوز بضعة أسطر, وفصول شغلت بضع عشرة صفحة.
2- مسلك الفحص الوثائقي لتاريخ تداول اليهود للتوراة منذ عصر يوشع بن نون إلى زمن عِزْرَا الورَّاق .
فدراسة متن الأسفار الخمسة قاد ت الإمام ابن حزم إلى تحرير تاريخ موجز لتطور دين اليهود منذ عصر القضاة وإلى زمن انقراض مملكة يهوذا على يد جيوش الملك نبوخدنصر الفارسي, وتدمير بيت المقدس, وإجلاء اليهود إلى مدينة بابل نحو عام587 قبل الميلادي. وقصد ابن حزم بهذا المسلك إبطال دعوى اليهود في أن:" موسى تلقى الأسفار الخمسة من الله, كما هي الآن, و كتبها بنفسه وسلمها لقومه, ثم تواتر نقلهم لها جيلا بعد جيل". [ص46]
فابن حزم يرى أن أمورا كثيرة قد حالت دون اتصال نقل التوراة من لدن عزرا إلى موسى, منها:
- ارتداد بني اسرائيل سبع ردات في عصر القضاة .
- ثم ارتداد جميع ملوك الأسباط العشرة (مملكةالشمال) وهم عشرون ملكا.
- فضلا عن ارتداد خمس عشرة ملكا من بين عشرين ملكا حكموا مملكة الجنوب و تسمى يهوذا .
ثم يشرح ابن حزم, تطور اليهودية بعد أن دَوَّنَ لهم عزرا الوراق التوراة, التي بأيديهم اليوم, وكيف تأسست طقوس اليهودية الحالية بصلواتها وأدعيتها, بفضل أحبار العصر المكابي, فهم الذين أحدثوا البِيَع والجوامع في كل مكان, خلافا لما كان عليه أسلافهم من عدم تجويز الصلاة والاجتماع للعبادة في غير بيت المقدس.(1/2196)
قال ابن حزم:"إلى أن أملها(أي التوراة) عليهم من حفظه عزرا الوراق الهاروني, وهم مقرون أنه وجدها عندهم وفيها خلل كثير فأصلحها, وهذا يكفي, وكان كتابة عزرا للتوراة بعد أزيد من سبعين سنة من خراب بيت المقدس, وكتبهم تدل على أن عزرا لم يكتبها لهم ويصلحها إلا بعد نحو أربعين عامًا من رجوعهم إلى البيت بعد السبعين عاما التي كانوا فيها جالين, ولم يكن فيهم حينئذ نبي أصلا(...), ومن ذلك الوقت انتشرت التوراة ونسخت, وظهرت ظهورا ضعيفا أيضا, ولم تزل تتداولهمُ الأيدي مع ذلك إلى أن جعل أنطاكيوس الملك- الذي بنى أنطاكية- وثنا للعبادة في بيت المقدس, وأخذِ بني إسرائيلَ بعبادته, وقُرِّبَت الخنازير على مذبح البيت, ثم تولى أمرهم قوم من بني هارون بعد مِئِين من السنين, وانقطعت القرابين, فحينئذ انتشرت نسخ التوراة التي بأيديهم اليوم, وأحدث لهم أحبارهم صلوات لم تكن عندهم جعلوها بدلا من القرابين, وعملوا لهم دينا جديدا, و رتبوا لهم [ص47 ] الكنائس في كل قرية بخلاف حالهم طول دولتهم. وبعد هلاك دولتهم بأزيد من أربعمائة عام أحدثوا لهم اجتماعا في كل سبت, على ما هم عليه اليوم, بخلاف ما كانوا طول دولتهم, فإنه لم يكن لهم في شيء من بلادهم بيت عبادة, ولا مجمع ذكر وتعلم, ولا مكان قربان قربة, البتة, إلا ببيت المقدس فقط. (...) ففي دون هذا كفاية, لمن عقل, في أنها(أي الأسفار الخمسة) كتاب مبدل مكذوب موضوع, و دين معمول خلاف الدين الذي يقرون أن موسى أتاهم به" .
- المحور الثاني:
يبحث فيه ابن حزم بإيجاز مسألة صحة نسبة باقي أسفار العهد القديم إلى مؤلفيها التقليدين, ويركز ابن حزم نقده على: سفر يشوع, وسفر المزامير المنسوب لداود, والأسفار الثلاثة المنسوبة لسليمان , وسفر إشعياء, وسفر حزقيال. وقد كشف هذا المحور عن الحقائق الآتية:(1/2197)
أولاها: أن ابن حزم أقدم ناقد مسلم عارض صحة نسبة سفر يشوع إلى يوشع بن نون, ورجح أن هذا السفر المذكور ألف بعد أن بنى سليمان بيت المقدس بزمن غير يسير..
ثانيتها: أن ابن حزم أول من اعترض على نسبة سفر المزامير إلى النبي داود عليه السلام.
ثالثتها: أنه أول من كَذَّب دعوى اليهود بأن سليمان هو مؤلف الأسفار الثلاثة المنسوبة إليه في كتاب العهد القديم .
رابعتها: أنه أول ناقد قال بأن بعض الأسفار المنسوبة لأنبياء العهد القديم قد كتبت( في عصر المكابيين) بعد القرن الخامس قبل الميلادي أي بعد بناء الهيكل الثاني .
ثم ختم ابن حزم كلامه في هذا المحور بالفقرة الآتية:
" لم نكتب مما في الكتب التي يضيفونها إلى الأنبياء إلا طرفا يسيرا دالا على فضيحتها أيضا وتبديلها(...) ثم لا ندري كيف يمكنهم اتصال شيء من ذلك إلى نبي من أنبيائهم, لا سيما من لم يكن إلا في أيام كفرهم مُخافاً أو مقتولا".
- المحور الثالث:
وفيه ينتقد ابن حزم بعض الأقوال الواردة في تآليف الأحبار, كالتلمود البابلي, وكتاب شِيعُر قُومَا, وكتاب سدر ناشيم وغيرها, وغرضه من ذلك هو الاستدلال على أن الأحبار – الذين نقل اليهود عنهم دينهم- كانوا مُشَبِّهة[ص48] مشركين بل كفارا, يجب- حسب ابن حزم- رفع الثقة عنهم, والشك في أمانتهم في الحفاظ على نص التوراة سليما من التحريف والتبديل .
وقد صنف الدكتور تيودور بولسيني Théodore Pulcini أغراض الحجج الحزمية الواردة في المحاور الثلاثة المذكورة إلى تسعة أصناف, كالآتي:
1- نقد النصوص التي بها قذف في حق الأنبياء.
2- نقد النصوص التي بها تجديف في حق الله.
3- نقد النصوص التي بها أغلاط حسابية.
4- نقد النصوص التي بها أخطاء تاريخية.
5- نقد النصوص المخالفة لعلم الجغرافية.
6- بيان المناقضات داخل النصوص التوراتية.
7- التنبيه على الاستحالات العقلية التي في التوراة.
8- نقد النصوص التي بها تشبيه للخالق بمخلوقاته.(1/2198)
9- نقد النصوص ذات المغزى الشركي أو تنسب لله البنين والبنات.
لقد سلط ابن حزم على متن الأسفار الخمسة نقداً معياريا يجلي مخالفة النصوص التوراتية لمعالم خارجية, كالعلوم الدقيقة والأخلاق والعقيدة, بعد ذلك يستنتج ابن حزم أن تلك الأسفار تشكو من عيوب كثيرة تحول دون الجزم بأنها التوراة التي أنزلها الله على نبيه موسى.
لقد اكتشفت بعد البحث, والتنقيب, أن قدراُ لا بأس به من اعتراضات ابن حزم لها ما يماثلها عند قدماء خصوم اليهودية قبل الإسلام وهم: مرقيونMarcion , وسلسوس المشرك Celsus , والفيلسوف فرفوريوسPorphyre (233- 304 م) , ويوليان المرتد Julian l'Apostat, وآخرون ظهروا بعد الإسلام وهم: حيويه البلخي اليهودي, وإسماعيل العكبري اليهودي, وألعازار بن عزريا , الذي يعد من الخوارج على دين اليهود.
ابن حزم وخصوم اليهود:(1/2199)
لقد سبق للدكتور يهوذا روزنتال Judah Rosenthal أن درس بإجمال انتقادات خصوم اليهودية( قبل الإسلام وبعده) للعهد القديم, فقال:" نقف في المؤلفات الجدلية للكنيسة(النصرانية) في أول العصور الوسطى على جل[49] اعتراضات المارقين(من الدين) على أسفار العهد القديم, مشفوعة بالرد عليها, لكن أهم تلك الاعتراضات نجدها معروضة في كتاب "الهادي إلى الصراط" Hodegos الذي ألفه أنستاسيوس السينائي Sinaita Anastasius وكان بطريارك مدينة أنطا كية خلال نهاية القرن السابع الميلادي, حيث حكى أنه لما زار المشرق ألقت عليه جماعة من المارقين عدة مسائل معضلة( حول الكتاب المقدس). ثم سرد أنستاسيوس ما يعدل 154 مسألة عن الكتاب المقدس مع جواباته عنها". قال روزنتال: "أغلب تلك المعضلات كان بشأن أسفار العهد الجديد, أما المسائل الباقية فكانت بشأن العهد القديم". ثم عدد روزنتال سلسلتين منها, الأولى شملت 7 أسئلة, والثانية شملت 18 سؤالا. ثم أضاف أن في كتاب فوتيوس القسطنطيني Photius de Costantinople ( من القرن التاسع الميلادي) 324 مسألة كثير منها متعلق بالكتاب المقدس, ولكن روزنتال اقتصر على العرض الموجز لثمان وثلاثين مسألة فقط.
و قد سعيت لعرضها على ما لدى ابن حزم فكانت النتائج كالآتي:
- المسائل التي ذكرها أنستاسيوس ونجدها عند ابن حزم: وهي خمس مسائل, أعيد طرحها في كتاب "الفصل" لابن حزم.
المسألة الأولى:
الأربعمائة سنة التي قيل إن بني إسرائيل يستعبدون فيها بمصر(تكوين 15: 13- 16) تخالف الواقع, لأنهم لم يستعبدوا إلا 140 سنة بعد وفاة يوسف (خروج 1: 6- 11).
يقارن هذا بما في الفصل لابن حزم 1/124- 128( فصل13).
المسألة الثانية:
إن الله حدد أعمار البشر بعد طوفان نوح في 120 عاما(تكوين6: 3) و لم يلتزم بذلك(تكوين11: 12). يقارن هذا بكتاب الفصل1/121- 122 (فصل9).
المسألة الثالثة:(1/2200)
وعد الرب بني إسرائيل أن يعطيهم ميراثا [50] (تكوين 15: 18) ولم يرثوا إلا أقل من معشار الأرض الموعودة.
يقارن بكتاب الفصل1/ 128-129 (فصل14).
المسألة الرابعة:
بم نفسر النص الآتي:
" و بعد أن دخل أبناء الله على بنات الناس..."(تكوين6: 1-2. 6: 4)؟
يقارن مع كتاب الفصل 1/121 (فصل 8).
المسألة الخامسة:
كيف نقبل حكاية العَرَّافة المقيمة في عين دور التي قصدها الملك شاول متنكرا, وطلب منها استحضار روح النبي صموئيل(صموئيل الأول 28: 7- 14).
هذه الحكاية انتقدها ابن حزم في المحور الثالث, فقال:
" وفي بعض كتبهم مما لا يختلفون في صحته أن السحرة يحيون الموتى على الحقيقة (...) وأن عجوزا ساحرة أحيت لشاول الملك- وهو طالوت- شمؤال النبي بعد موته" ,( كتاب الفصل1/ 218).
- المسائل التي ذكرها فوتيوس, ونجدها لدى ابن حزم:
وهي أيضا خمس مسائل ترد في كتاب الفصل لابن حزم كالآتي.
المسألة الأولى:
لماذا لم يذكر موسى( في الأسفار الخمسة) شيئاً عن الآخرة؟
قال ابن حزم: " ليس في توراتهم ذكر لمعاد أصلا, ولا لجزاء بعد الموت" كتاب الفصل(1/207).
المسألة الثانية:
ما معنى النص:" لنصنع الإنسان على صورتنا"(تكوين 1: 26). راجع أيضا الفصل1/117- 118(فصل2).
المسألة الثالثة:
ما معنى:" الإنسان صار كواحد منا, يميز الخير والشر"؟ (تكوين 3: 22).
تقارن بكتاب الفصل 1/120- 121 (فصل4).
المسألة الرابعة:
كيف تعدون إبراهيم صالحا, وهو يقول لربه" كيف أعلم أني أرثها"؟(تكوين 15: 8).
قارن بكتاب الفصل1/129 (فصل15).
المسألة الخامسة:
لماذا صارع الملاكُ يعقوب؟ (تكوين 32: 25).قارن مع الفصل 1/ 141- 142 (فصل26).
- تشابه حجج ابن حزم وبعض مسائل حيويه البلخي:(1/2201)
يعد حيويه البلخي من أكبر خوارج اليهود خلال القرن التاسع الميلادي, وقد ألف كتابا يتألف من 200 مسألة ضد العهد القديم, تصدى للرد عليها الحبر اليهودي المعروف بسعديا الفيومي(ت.942م) في كتاب مفرد وصلتنا منه نقول يسيرة في كتاب تفسير سفر التكوين للربي يهوذا بن برزلي. وقد قام بعض الباحثين المعاصرين بجمع اعتراضات حيويه البلخي, منهم بوزننسكي Poznanski , ودافيد سون . Davidson
قال يهوذا روزنتال بشأنها:" من خلال ما وصلنا من آراء البلخي استطعنا أن نعرف أنه انتقد صحة الكتاب المقدس, واعترض على[51] شرائعه, وعلى ما وصف به الله فيه, و استخرج بعض التناقض الموجود في قصصه". لقد استطاع روزنتال أن يحصي 65 مسألة من مسائل البلخي المذكورة, فاكتشفت أن خمساً منها وردت في كتاب الفصل لابن حزم.
المسألة الأولى:
نجد في التوراة أن ذات الله ممثلة في ثلاث أشخاص .
تقارن بما في كتاب الفصل 1/ 130- 131 (فصل 16).
المسألة الثانية:
في التوراة يوصف الرب بأكل الطعام.
يقارن بما في الفصل لابن حزم 1/130 (فصل 16).
المسألة الثالثة:
الرب بارك يعقوب لكنه جعل ذرية عيسو أحسن حالا من بني إسرائيل.
يقارن بما في كتاب الفصل1/ 137- 139 (فصل24).
المسألة الرابعة:
في العهد القديم يوصف الرب بأنه يصعد وينزل (الخروج 33: 1- 5؛ 14).
يقارن بما في كتاب الفصل 1/ 164 (فصل 48).
المسألة الخامسة:
لا ذكر في كتب العهد القديم للجزاء ولا للحساب في اليوم الآخر.
وهي تشبه المسألة الأولى من مسائل فوتيوس المذكورة سابقا.
مناظرة:
- تأثر ابن حزم بالمناظرة التي جرت بين نصراني قبطي ويهودي في مجلس ابن طولون:(1/2202)
ذكر المسعودي في كتابه: مروج الذهب ومعادن الجوهر أن أحمد ابن طولون(ق 3 الهجري /9 الميلادي) أراد أن يعرف حقيقة أهرام بلاد مصر فدلّوه على شيخ من علماء النصارى الأقباط, فأشخصه لديه, وسأله عما شاء, وفي بعض تلك المجالس أراد طبيب يهودي أن يسخر من الشيخ القبطي فقال له القبطي:
- وما أنت أيها الرجل؟ وما نحلتك؟
- فقال له:[أنا] يهودي.
- فقال له: مجوسي إذاً ؟
- قال له: كيف ذلك وهو يهودي؟
- قال: لأنهم يرون نكاح البنات في بعض الحالات.
(...) ثم أقبل القبطي على ابن طولون, فقال: أيها [52] الأمير هِؤلاء يزعمون- وأشار إلى اليهودي- أن الله خلق آدم على صورته, وعن نبي من أنبيائهم – سماه( دانيال)- قال في كتابه: إنه رأى قديم الزمان أبيض الرأس واللحية, وأن الله تعالى قال: إني أنا النار المحرقة, والحمى الآخذة, وأنا الذي آخذ الأبناء بذنوب الآباء, ثم في توراتهم أن بنات لوط سقينه الخمر حتى سكر وزنى بهن, وحملن منه, وولدن, وأن موسى رد على الله الرسالة مرتين حتى اشتد غضب الله عليه. وأن هارون صنع العجل الذي عبده بنو إسرائيل, وأن موسى أظهر معجزات لفرعون, وفعلت السحرة مثلها, ثم ما قالوا في ذبائح الحيوان والتقرب إلى الله بدمها ولحومها, وتحكمهم على العقل ومنعهم من النظر بغير برهان, وهو قولهم: أن شريعتهم لا تنسخ, ولا يقبل قول أحد من الأنبياء بعد موسى, إذا انحرف عما جاء به موسى, ولا فرق في قضية العقل بين موسى وغيره من الأنبياء إذا أتى ببرهان, وبان بحجة. ثم الأكبر من كفرهم قولهم في يوم عيد الكفور, وهو يوم الاستغفار, وذاك لعشر تخلو من تشرين الأول: أن الرب الصغير و يسمونه ميططرون يقوم في هذا اليوم قائما, وينتف شعور رأسه, ويقول: "ويلي إذ أخربت بيتي, وأيتمت بني [وبناتي], قامتي منكسة لا أرفعها, حتى أبني بيتي". قال المسعودي:" وذكر عن اليهود أقاصيص وتخاليط كثيرة, ومناقضات واسعة" .(1/2203)
وقد وردت حجج القبطي متفرقة في كتاب الفصل لابن حزم كما يأتي:
- الفصل 1/117- 118 (فصل2).
- الفصل 1/133- 135 (فصل20).
- الفصل 1/154- 156(فصل39).
- الفصل 1/159-160(فصل43).
- الفصل 1/161- 163(فصل 46).
- الفصل 1/ 209.
- الفصل1/223.
هذا كله يشهد جليا على إلمام ابن حزم باعتراضات من سبقه وانتقائه بعضها ليدرجه في كتابه.
لا شك أن وصول تلك الحجج لابن حزم كان من خلال كتب المقالات والملل والنحل, وردود كل طائفة على الطوائف المخالفة لها في الملة أو النحلة. لكننا لا نشك في أن لابن حزم أيضا انتقادات وحجج لم يسبق إليها, نجد عليها طابعه الذي عرف به في النقد والجدل, أعني قدرته على كشف المناقضات, وصك وجوه الخصوم بالمعضلات, وفحص الروايات التاريخية بعرضها على المعارف العلمية, واستخراج أغلاطها لإثبات أن مؤلفيها ما كانوا معصومين من الزلل فهم بذلك ليسوا أنبياء." انتهى النقل من المقال المذكور.
وهذا التميز لابن حزم عن الباقين يدل على العناية الفائقة التي بدلها في بحث المسألة فهو لم ينقل نصوص الكتاب المقدس عن غيره من المسلمين أو المهتدين كما فعل كثير غيره بل لقد بحث عن الترجمة العربية للتوراة وباقي أسفار العهد القديم وطالع أجزاء من التلمود البابلي ومن كتب الأحبار التي كانت مترجمة على ما يبدو للعربية من طرف يهود الأندلس.
كما أحاط علم ابن حزم بتاريخ اليهود إحاطة تثير الإعجاب فهو مثلا لم يجعل حزقيال النبي معاصرا ليوشع ابن نون كما فعل ابن جرير الطبري في تاريخه, بل تجده ابن حزم لا تختلط عليه أسماء الأشخاص ولا عصورهم ولا الكتب المنسوبة إليهم وقد وقع له في النادر (نحو المرتين) الإحالة من ذاكرته على نص ثم يعزوه إلى غير موضعه نظرا لاشتراك الكتابين في مضامين متقاربة المعنى, لكن لن يخفى على المطلع الخبير مكان النص الذي يقصده ابن حزم وسبب غلطه في العزو.(1/2204)
كما يتميز ابن حزم بشيء آخر ألا وهو إخراجه قضية التحريف من دائرة الجدل النظري الضيق والفضفاض (الدائر منذ قرون قبله بين المسلمين وأهل الكتاب) حول إمكان أو استحالة وقوع التحريف في كتب أهل الكتاب المقدسة, إلى دائرة الفحص المباشر لتلك الكتب نفسها بغرض الفصل بين طرفي النزاع, ويعد هذا سابقة لابن حزم سبق بها مدارس نقد الكتاب المقدس في اوروبا.
(و المزيد يأتيكم إن شاء الله في الحلقات القادمة ).
وكتب سمير قدوري. 22 يناير 2005م.
---
(1/2205)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المنتخب من تفسير عبد بن حميد ، موجود ؟
---
المنتخب من تفسير عبد بن حميد ، موجود ؟
---
أبو تيمية
06-21-2003, 04:52 PM
صدر قبل سنة تقريبا كتاب تفسير ابن المنذر ، بتحقيق د . سعد السعد وفقه الله ، و كان من ضمن الكتب التي يحيل عليها ( المنتخب لعبد بن حميد ) و هو لا يريد قطعا المنتخب من المسند ، و إنما يريد المنتخب من التفسير ، فهل وجدت هذه القطعة و أين مصدرها ؟؟
ثم تأملت و فكرت و جلت بخاطري هنا و هناك ، فعلمت و تذكرت ، تذكرت ماذا ؟
تذكرت أن النسخة التركية لتفسير ابن أبي حاتم عليها مقتطفات من تفسير عبد بن حميد و ابن المنذر ، فقلت : لعل هذا ما يقصده ،
ثم راجعت جيدا مقدمة تحقيقه فوجدته يذكر أنه نسخ هذا المنتخب كما سماه من تفسيري ابن المنذر و ابن حميد و تيقنت حينئذ أنه يحيل إلى هامش النسخة التركية .
و قلت : أين هي المقتطفات من تفسير ابن المنذر في المطبوعة ؟
هل أضافها ؟
لم أر لها وجودا في المطبوعة و كان قد حدثني بعض الباحثين بالرياض أن التفسير المطبوع ناقص عما هو موجود خطيا ، و لعله يريد هذه المقتطفات ، فإن الدكتور الفاضل لم يلحقها بالكتاب و الله المستعان .
---
(1/2206)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الجنرال الشهيد
---
الجنرال الشهيد
---
hedaya
04-03-2006, 08:04 AM
الجنرال الشهيد
http://www.alqassam.ps/shohada/photos/kamal_kaheel.jpg
ولد عام1961 في قطاع غزة وأنهي دراسته الإعدادية ثم عمل في مهنة سمكرة السيارات، وتزوج ورزقه الله ثمانية أبناء ولكن كل شي تغير يوم انطلقت الانتفاضة المباركة, فالتحق كمال فورًا بمجموعات "حماس" الشبابية المنتشرة في كل مكان، تسطر خطوطها على الجدران وتشعل الإطارات وتنفذ فعاليات الحركة على أرض الواقع .
خبير العبوات الناسفة:
كان كمال قد بدأ يتخصص بإعداد العبوات الناسفة فأعد عبوة ناسفة خرج بها الاستشهادي (أيمن عطا الله)، وبينما كان الاستشهادي (ضياء الشرفا) يستقل سيارته المفخخة بيد (كمال) ولم يحدث الانفجار واعتقل (ضياء) وقاد التحقيق إلى كمال الذي بدأت من اللحظة مطاردته العلنية.
وافتتح (كمال) صفحة جديدة لم تكن غريبة عنه بل كان ينتظرها وهو يري (ياسر) و(طارق) وكافة المجاهدين يتنقلون في الطرقات ويبثون الرعب في قلوب أعداء الله، كم كان يرغب في بث الرعب وفي أثناء رحلة المطاردة شارك في أكثر من خمس عمليات من بينها إطلاق نار على جيب للشرطة الصهيونية في غزة، وبعد كل عملية يزداد ضغط جيش العدو على (آل كحيل) لاعتقال كمال وفي كل مرة يحطمون أثاث المنزل ويعبثون فيه فسادًا، وقد وصفته الصحف الصهيونية أكثر من مرة بأنه المطلوب رقم واحد في قطاع غزة.
عمليات متعددة:(1/2207)
نسبت له هجوما قتل فيه مرون سوفل في أغسطس 1994 في منطقة كوسوفيم في قطاع غزة، والمشاركة في هجوم على قوات العدو عند مفترق نتساريم في نوفمبر1994 وقتل فيه الجندي نيل ادوين، كما نسبت له المخابرات الصهيونية أنه شارك في قتل ما لا يقل عن 20 متهمًا بالتعاون مع السلطات الصهيونية - عملاء - كما وصفته الصحافة أنه مطلوب خطير للغاية اعتاد على التنقل وهو يلف حزاما ناسفا حول خاصرته.
كانت الخيارات جميعها مفتوحة أمامه ولكنه رفض كل خيار عدا الشهادة، رفض الخروج وكان رده دوما الجهاد في فلسطين هدفي ولن أخرج أبدا حتى النصر أو الشهادة، و أنني مستعد لإعداد عبوة ناسفة أفجر فيها نفسي في جمع من الصهاينة ولا أفكر في مغادرة غزة التي أعشقها.
رفاق الجهاد:
عاش شهيدنا القائد مع العديد من المجاهدين والشهداء القساميين أبرزهم الشهيد القائد عوض سلمي "أبو مجاهد" حيث نفذ برفقته العديد من العمليات العسكرية أبرزها عملية برج المراقبة في السرايا والتي أسفرت عن مقتل جنديين صهيونيين، والقائد الشهيد إبراهيم النفار والشهيد طارق دخان والشهيد ياسر الحسنات والقائد الكبير محمد الضيف والمجاهد نضال دبابش الشهيد حاتم حسان الشهيد سعيد الدعس وغيرهم الكثير.
و كان للشهيد كمال رحمه الله شرف العمل مع الكثيرين ممن سبقوه في درب الشهادة من قادة ومؤسسي الجناح العسكري لـ "حماس"، وكان آخرهم الشهيد المهندس يحيي عياش أحد أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام أثناء تواجده في غزة، و عمل إلى جانبه وخططا معًا عشرات العمليات الاستشهادية والمقاومة ، ويقال إن الانفجار الذي أسفر عن استشهاد كمال كان يهدف لتصفية كلا القائدين إلا أن إرادة الله حفظت المهندس الشهيد من كيد الظالمين آنذاك.
الشهداء يحلقّون:
دمع الجليل ودمع غزة يقطر ،،، والنار في أفق المكبر تظهر
والقدس جرحك في صميم جراحها ،،، وحديث ثأرك يا كمال يزمجر(1/2208)
كان يوم الأحد 2/4/1995 يمضي بتثاقل غير معهود حيث كمال وحاتم وعلى وسعيد ونضال يعدون العدة لعمل جهادي جديد خاصة بعد اعتقال سائق شاحنة مليئة بالمتفجرات كانت تنطلق لتنفيذ عمل عسكري نوعي كان كل شيء يمضي هادئا حين هز أركان الشيخ رضوان انفجار هائل استهدف بشكل مباشر اغتيال كمال كحيل وإخوانه المجاهدين وتناثرت الأشلاء على مسافة تزيد عن ثلاثة مائة متر وانتشرت الدماء في كل مكان.
وعصر يوم الأربعاء 5/4/1995 احتشد عشرات الآلاف وأمام منزل الشهيد كمال في حفل تأبيني للشهيد وإخوانه وانطلقت زخات الرصاص من أبناء كتائب القسام تحية للشهيد.
رد سريع ومؤلم:
ظهر يوم الأحد 9/4/1995 وبعد أسبوع واحد فقط من الانفجار والأشلاء والدماء تمت عملية استشهادية نفذها الشهيد (خالد الخطيب) من مخيم النصيرات وهو أحد أبناء حركة الجهاد الإسلامي بالقرب من مغتصبة كفار داروم قرب دير البلح انفجرت سيارة خالد جانب رتل عسكري أسفرت عن مقتل سبعة وإصابة حوالي أربعين وأصدرت القوي الإسلامية المجاهدة بيانا أعلنت مسئوليتها عن العمل الاستشهادي وأهدته إلى روح شهداء مجزرة الشيخ رضوان شهداء كتائب القسام (كمال كحيل) ورفاقه.
وبعد ساعة فقط كان (عماد أبو أمونة) عضو كتائب القسام من مخيم الشاطئ وفي مغتصبة نتساريم ينفجر في قافلة دوريات عسكرية وأسفرت عن مقتل جندي و إصابة عشرة آخرين وقد أعلنت كتائب القسام مسئوليتها عن العملية ردا على استشهاد (كمال) ورفاقه وردا على تدخل المخابرات الصهيونية في شئون القطاع الداخلية بينما كانت أهازيج الثأر لـ (كمال) و إخوانه تتردد بقوة:
قسما بمن جعل الجهاد مقدسا ،،، إنا لروحك يا كمال سنثأر
قسما لروحك ليس يطفئ ثأرنا ،،، إلا الدماء على السفوح تفجَّر(1/2209)
وهكذا أومأ (كمال كحيل) برأسه وأشار على البعد علامة النصر، فها هو الطريق الذي شقه يتواصل وها هي أحلى الأنغام نسمعها تدوي في (نتساريم) و(كفار داروم) وهو يستلقي بعيدا هناك وإلى جواره أخواه (حاتم حسان) و(سعيد الدعس)، ويومئ بابتسامة رقيقة نحو (عماد عقل) ينبأه فيها صدق الطريق وتواصل العطاء اللا محدود، وها هم أحياءٌ إن شاء الله عند ربهم وغزة تتحرر من قبضة الكيان الصهيوني الغاضب، والحمد لله رب العالمين.
Hedaya
---
(1/2210)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحج في القرآن
---
الحج في القرآن
---
عبدالله بن بلقاسم
01-09-2004, 11:34 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأشير على الأخوة من طلبة العلم في هذا الملتقى المبارك أن يكون لهم عناية بالحج في هذه الأيام حتى تحصل الفائدة من وجوه:
1- كثير من الحجاج في الخارج والداخل يبحثون عن مسائل الحج عن طريق محركات البحث فلعل طالب فائدة أن يقع عليها في الملتقى فيحصل بذلك الأجر.
2- الحملات والمشرفون عليها يحتاجون إلى موضوعات جادة يفيدون بها الحجاج في الحملات والمخيمات تناسب الحال، ولا أنفع من كتاب الله ، فلو أن الأخوة يقدمون دروس متكاملة عن تفسير آيات الحج في القرآن مع مراعاة الواقع الذي يعيشه المسلمون.
3- الحج في القرآن من العبادات التي ورد التفصيل في كثير من مسائلها، في منطوق الآيات ومفهومها حتى لا تكاد تند من المسائل إلى القليل.
---
عبد الله
01-11-2004, 01:21 PM
أخي الكريم
بعض المواقع قد خصصت لهذه الغاية ، وفيها جهد مشكور ، منها على سبيل المثال :http://www.islamweb.net/web/hajj.Archive
وغيره كثير لمن يبحث . نسأل الله الفائدة والنفع لحججاج بيت الله الحرام من هذه الجهود ، وأن يجعلها في موازين حسنات القائمين عليها .
عبد الله إبراهيم
---
أبو أحمد الشهري
01-11-2004, 03:35 PM
لا أقول إلا ...ـ
جزاك الله خيرا
---
عبد الله الخضيري
01-11-2004, 07:57 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة
الموقع الذي أشار إليه الأخ عبد الله إبراهيم
رائع جداً
و لكن هذا لا يعني عدم جدية فكرة و عبد الله بن بلقاسم بل
أنا أوافق صاحب الفكرة الأولى
فهل نقرأُ الآيات بقراءةِ أهل التفسير
ونتأملها مع وصول أطياف شهر الحج و عباداته
وفق الله الجميع لما يحب و يرضى
---
الباحث7
01-18-2004, 09:17 PM(1/2211)
حبذا لو جمع الإخوة الموضوعات القرآنية عن الحج هنا حتى يجتمع ملف يستفاد منه في هذا الموضوع المهم
وهذا موضوع قرآني بعنوان : في رحاب آيات الحج (http://www.quran-radio.com/haj/ferihab.htm)
---
الشجاع
01-23-2004, 07:25 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً
---
(1/2212)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الكتب المفردة للرد على النصارى أكثر من الكتب في الرد على اليهود لماذا؟
---
الكتب المفردة للرد على النصارى أكثر من الكتب في الرد على اليهود لماذا؟
---
سمير القدوري
12-24-2005, 02:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه لائحة بأسماء كتب المسلمين في الرد على النصارى فالرجاء ممن يعرف عناوين أخرى أن يضيفها في رد على هذا البحث, ومن له تصويب أو استفسار أو تعقيب فليتحفنا به مشكورا.
1- كتاب على عمار البصري النصراني لأبي الهذيل العلاف المعتزلي. مفقود.
2- كتاب جواب قسطنطين عن الرشيد, لمحمد بن الليث الخطيب.(منشور).
3- رد على النصارى لضرار بن عمرو المعتزلي.مفقود.
4- رد على النصارى لعيسى بن صبيح المردار. مفقود.
5- كتاب على أبي قرة النصراني لعيسى بن صبيح المردار.
6- رد على النصارى لحفص الفرد. مفقود.
7- رد على النصارى لأبي عيسى محمد بن هارون بن محمد الوراق( أكبر وأوسط و أصغر).
(نشر منه جزآن في بريطانيا بجامعة برمينكهام على يد دافيد توماس).
8- كتاب على النصارى لأبي جعفر الإسكافي. مفقود.
9- كلام على النصارى للنظام المعتزلي. مفقود.
10- كلام على في كتاب المعونة لأبي بكر أحمد بن علي بن الأخشاد المعتزلي. مفقود
11- الرد على النصارى ليعقوب بن إسحاق الكندي.( محفوظ في رد يحي بن عدي النصراني عليه).
12- رد على النصارى لعمرو بن بحر الجاحظ. حفظ مختار منه وطبع ثلاث مرات.
13- الرسالة العسلية في الرد على النصارى للجاحظ . مفقودة.
14- رد على النصارى لأبي القاسم ترجمان الدين الحسني الشيعي(ت.246هـ). منشور مرتين.
15- الحجة على النصارى لمحمد بن سحنون المالكي (ت. 256هـ). مفقود.(1/2213)
16- رد على أصناف النصارى لعلي بن ربن الطبري. قطعة وحيدة منه منشورة في بيروت سنة 1959م بجامعة القديس يوسف. وحفظت نصوص منه في رد ابن العسال النصراني, وترجمه كوديل إلى الفرنسية عام 1996م.
17- الدين و الدولة لعلي بن ربن الطبري. مطبوع بتحقيق منيانا, وأعاد نشره عادل نويهض .
18- رد حميد بن سعيد بن بختيار المتكلم على مَطران فارس المسمى يوشع بخت . مفقود.
19- كتاب لحميد بن سعيد بن بختيار المتكلم رد فيه على النصارى في مسألة النعيم و الأكل و الشرب في الآخرة, وعلى جميع من قال بضد ذلك. مفقود.
20- رد على النصارى للقحطبي. مفقود.
21- رد على النصارى للحسن بن أيوب, وهو كتاب إلى أخيه علي بن أيوب يبين فيه فساد مقالات النصارى و تثبيت النبوة. محفوظ جله في الجواب الصحيح لابن تيمية, وقد حقق مستقلا في هولندة كرسالة دكتوراه.
22- الكلام على النصارى مما يحتج به عليهم من سائر الكتب التي يعترفون بها لأبي الحسن الأشعري.
23- رد على النصارى (ناقص) لمؤلف مشرقي من القرن الرابع(نشر مع دراسة عنه بالفرنسية بمجلة دراسات إسلامية).
24- الإعلام بمناقب الإسلام لأبي الحسن العامري(ت.381هـ). مطبوع.
25- كلام على النصارى للقاضي أبي بكر الباقلاني(ت.403هـ) في كتاب التمهيد, له. مطبوع
26- رد على النصارى للقاضي عبد الجبار المعتزلي ضمن كتابه تثبيت دلائل النبوة. مطبوع.
27- كلام على النصارى في كتاب المغني ج5 للقاضي عبد الجبار المعتزلي.
28- الرد على أناجيل النصارى لابن حزم.( مذكور في سير أعلام النبلاء للذهبي).
29- إظهار تبديل اليهود و النصارى للتوراة و الإنجيل وبيان تناقض ما بين أيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل, لابن حزم.( جذوة المقتبس للحميدي).
30- مناظرة الحسن ابن بقي المالقي صديق ابن حزم, لنصراني. موجودة.
31- مناظرة لابن حزم مع قاضي نصارى قرطبة حول الأكل والشرب في الجنة. نشرتها على الملتقى المفتوح.(1/2214)
32- مناظرة ابن الطلاع القرطبي لنصراني من طليطلة. مفقودة.
33- قصيدة في الرد على نقفور فوقاس لابن حزم.( ورد نصهافي: فهرسة ابن خير, والبداية و النهاية لابن كثير, و طبقات الشافعية الكبرى).
34- جواب أبي الوليد الباجي(ت.474هـ) على رسالة راهب إفرنسة. نشرت أربع مرات اعتمادا على مخطوطة وحيدة في الأسكوريال(رقم 538).
35- شفاء الغليل في بيان ما وقع في التوراة و الإنجيل من التبديل لأبي المعالي الجويني(ت. 478هـ). منشور مرتين.
36- إفحام النصارى لابن جزلة المتطبب(ت.493هـ). مفقود.
37- رسالة ابن جزلة ( أبو علي يحيى بن عيسى) كتبها إلى إليا القس. مفقودة.
38- الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل لأبي حامد الغزالي ( ت. 505هـ). نشر ثلاث نشرات مختلفة.
39- رسالة ميزان الصدق المفرق بين أهل الباطل وأهل الحق, إملاء أبي مروان عبد الملك بن مسرة بن عزيز اليحصبي قاضي الجماعة بقرطبة(ت.552هـ) في مجاوبته عن كتاب أساقفة النصارى إليه مع قصيدة له نظمها في معنى هذه الرسالة( فهرسة بن خير ص 373,). مفقود.
40- مقامع الصلبان لأبي جعفر أحمد بن عبد الصمد الخزرجي القرطبي(ت582هـ). طبع مرتين.
41- قصيدة في الرد على نقفور فوقاس عظيم الروم, للفقيه أبي الأصبغ عيسى بن موسى ابن عمر بن زروال الشعباني ثم الغرناطي( توفي قبل سنة 575هـ)( فهرسة ابن خير ص 368 رقم 1145). مفقودة.
42- كتاب في الرد على النصارى للرهاوي(ذكره صالح بن الحسين الجعفري صاحب التخجيل لمن حرف الإنجيل).
43- كتاب في الرد على النصارى لخلف الدمياطي ( ذكره الجعفري صاحب التخجيل).
44- الرد على المتنصر لأبي الطاهر ابن عوف المالكي(ت 581هـ).
45- الداعي إلى الإسلام للأنباري(ت.577هـ) (فيه فصل في الكلام على النصارى). مطبوع.
46- النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية لنصر بن يحيى بن سعيد المتطبب. مطبوع.(1/2215)
47- مناظرة في الرد على النصارى لفخر الدين محمد بن عمر الرازي(ت.606هـ). مطبوعة.
48- تخجيل من حرف الإنجيل لأبي البقاء صالح بن الحسين الجعفري(ت.668هـ). ومختصراه له كذلك. طبع الأصل والمختصران. وهناك منتخب للكتاب قام به ابن تيمية و منتخب قام به المالكي السعودي(ق.10هـ).
49- أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية لبرهان الدين أبي الفضل جعفر بن عبد الوهاب بن عبد القوي الخطيب الإسكندراني (القرن السابع الهجري)( مخطوطة طوبكابي سرايا رقم 4832ر- 506 في مجموع من ورقة 62ب- 85أ). طبعه عبد الرحمن دمشقية ونسبه غلطا لأحمد بن إدريس القرافي.
50- الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام لأبي العباس أحمد بن عمر القرطبي(ت.656هـ). مطبوع, وحقق عدة تحقيقات جزئية.
51- إرشاد الحيارى وردع من مارى في اختلاف النصارى لعز الدين عبد العزيز بن محمد الديريني. مطبوع على الحجر.
52- الرسالة الناصرية في المناظرة بين المسلمين و النصارى وذكر أسئلتهم, لنجم الدين مختار بن محمود الزاهدي (ت 658هـ)(طبعت بالكويت سنة 1994م. راجع كشف الظنون 1/893- 895).
53- مقالة في الرد على اليهود و النصارى لعبد اللطيف بن يوسف بن محمد الموصلي البغدادي, ولد سنة 559هـ( معجم الأدباء 4/ 1571- 1573 ترجمة 677).
54- كتاب على النصارى وذكر مجامعهم لعلي بن يوسف بن إبراهيم أبو الحسن القفطي(القاضي الأكرم) كان حيا سنة 613هـ وولد عام 568هـ.(معجم الأدباء 5/ 2028 ترجمة 855).
55- مناظرة ابن رشيق المرسي لراهب مراكشي. موجودة ضمن كتاب المعيار للونشريسي.
56- الأجوبة الفاخرة لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي(ت 684هـ). طبع عدة مرات.
57- المخرج والمردود على النصارى و اليهود لشرف الدين محمد بن سعيد البوصيري(ت 696هـ). طبعت ضمن ديوانه.(1/2216)
58- مفتاح الدين و المجادلة بين النصارى و المسلمين من قول الأنبياء و المرسلين و العلماء الراشدين الذين قرأوا الأناجيل لمحمد القيسي.( نشر عنه مقال لفان كونينكسفلد- وخيرارد فيخرس, بمجلة القنطرة 1994م المجلد15ص163- 199).
59- الانتصارات الإسلامية في رد شبه النصرانية, لسليمان الطوفي الحنبلي(ت.716هـ). طبع مرتين.
60- التعليق على الأناجيل وبيان تناقضها لسليمان الطوفي الحنبلي(ت.716هـ).(مخطوط كوبريلي 794).
61- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية(ت.728هـ). مطبوع مشهور.
62- الرد على المتنصر لابن عبد الرفيع التونسي(ت734هـ). مفقود.
63- هداية الحيارى في الرد على اليهود والنصارى لابن قيم الجوزية. مطبوع مشهور.
64- الرد على النصارى لمحمد بن الحسن الإسنائي(الإسنوي) ولد عام 695هـ- وتوفي عام 764هـ.
65- السيف المُجَارَى في قطع شبه النصارى للعلامة العيني, (فهرس الخزانة التيمورية الجزء 4 /76العقائد و الأصول. خط 1155هـ. رقم 597).
66- تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب لعبد الله الترجمان الميورقي نزيل تونس(823هـ). طبع مرتين.
67- رسالة السائل والمجيب لمحمد الأنصاري الأندلسي(ق. 9هـ). مخطوط.
68- نفيس النفائس في تحري مسائل الكنائس و كشف ما للمشركين في ذلك من الدسائس, للمفتي أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن شكم الدمشقي الصالحي الشافعي(836- 893هـ)(معجم المؤلفين 2/149).
69- ناصر الدين على القوم الكافرين لأحمد بن قاسم الحجري الأندلسي. مطبوع بأسبانيا ومترجم للأنجليزية.
70- مناظرة واصل الدمشقي للنصارى(, وقد طبعت).
71- إظهار الحق لرحمة الله الهندي. مطبوع مشهور.
وأنا لي سؤال للأخوة:
في نظركم ما سبب كثرة الردود الإسلامية على النصارى مقارنة بردود المسلمين على اليهود؟
نرجوا ممن يجيب أن يعلل جوابه.
---
عبدالرحيم
12-24-2005, 06:11 PM
أخي الفاضل..
حياك الله .. جواباً لسؤالك:(1/2217)
1. عدد النصارى في بلادنا أكبر من عدد اليهود...
2. طبيعة احتكاك النصارى وعلاقاتهم الاجتماعية مع المسلمين في بلادنا تختلف عن الحياة الاجتماعية لليهود المنعزلين اجتماعيا(الجيتو)
ولا يزال جيراننا النصارى يزورونا مهنئين في عيدي الفطر والأضحى، ويشاركونا كل عزاء.. الخ.
وزملائي في الدراسة ـ منهم ـ كانوا يناقشونني في الشبهات حول القرآن الكريم والسيرة.. منذ الصف العاشر (الأول الثانوي).. وبعد المدرسة كنا نذهب إلى المطعم ونأكل معاً.. ويوصلوني للبيت.. وأوصلهم.. حتى تغيب الشمس!
3. وجود التنصير، وعدم وجود ما يسمى: التهويد !!
بمعنى: أنت تعلم أن الإنسان غير اليهودي (الجوييم) لو تقطعت نفسه قطعة قطعة لن يقبل اليهود بتهويده، حرصاً على (عِرقهم ). بينما النصارى يصرفون الغالي والنفيس من أجل التنصير.
وإن استثنينا حادثة (الخزر) الشهيرة في القوقاز، لم يعرف العالم حالات (تهوُّد) جماعية، لغير اليهود.
والتنصير يحتاج ((مدافعة)) بين الإسلام والنصرانية... وهذا يتطلب ردوداً
بينما اليهود لا يكترثون إن اقتنعت بدينهم أم لا.
4. النصارى يؤمنون بالعمود الفقري لكتب اليهود المقدسة..
فنقد كتب العهد القديم للنصارى، يستلزم بالضرورة نقد اليهود..
والعكس ليس بصحيح.
5. الحروب الصليبية (انظر مثلاً: ملاحظات أسامة بن منقذ في كتابه: الاعتبار، حين وقع أسيراً عند الصليبيين). وكانت كتابات شيخ الإسلام والغزالي تحت ظلها.
6. (((قيل))): بسبب الحظوة التي كانت للنصارى في بلاط الخلفاء والولاة... تحت ظل فتوى بعض الفقهاء الكرام ـ رحمهم الله تعالى ـ بـ (تحريم الدخول على السلاطين) !! فكان ندماء السلاطين ـ ليس كلهم قطعاً ـ هم فسقة الناس والنصارى والمعتزلة والروافض.. وبعدها (أو بسببها) بدأ نجم الخلافة بالأفول...
وفي هذا وجه نظر، لا يُسلَّم بمطلقها !
تستطيع التأكد من مثالَين:(1/2218)
الكِندي: أشهر المناظِرين النصارى، ويوحنا الدمشقي (صاحب أول مدرسة تنصيرية مُمنهجة للعمل بين المسلمين) .. ومكانتهما في القصور.. ومن الملاحَظ أن غالبهم أطباء، وتعلمون ما للطبيب من منزلة.
والكلام في نفي وإثبات أثر ذلك،،، وسببه.. يطول.
7. تجارة المسلمين مع الروم (مثلاً: مناظرة الباقلاني)..
8. التصور المسبق في ذهن النصارى من أن المسلمين قطيع من الجهلة.. مما جعلهم يتجرؤون على مناظرة المسلمين.. بينما اليهود لا يعنيهم ذلك.
9. لم يكن لليهود دولة ذات كيان سياسي تمثلهم..
10. سهولة الرد على النصارى، فإثبات بطلان أصول عقائدهم عقلاً ، لا يحتاج كثير جهد.
11. حاجة الدعاة إلى البلاد المفتوحة لذلك، فغالب البلاد المفتوحة أهلها نصارى.
مع تمنياتي لك بالتوفيق في دراستك،،،
وبالنسبة للمراجع التي سألتَ عنها في رسالتك:
انظر هذا الموقع لأخ أردني كان نصرانياً وأسلم بتوفيقٍ من الله تعالى..
http://mysite.verizon.net/muhtadoon/a/index.htm
---
سمير القدوري
12-25-2005, 05:06 PM
أخي عبد الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله
جل ما ذكرته من علل وجيه وممكن غير أن لي ما أقوله بشأن النقاط التي ذكرتها:
أما قولك:
6 قيل: بسبب الحظوة التي كانت للنصارى في بلاط الخلفاء والولاة (...) تستطيع التأكد من مثالَين: الكِندي: أشهر المناظِرين النصارى، إلخ..
فلا شك أنك تعني بالكندي: عبد المسيح الكندي صاحب الرد على الهاشمي. فهل قرأت الدراسات التي تقول بأن كلا الشخصين لا وجود لهما وأنها مجرد أسماء مستعارة وأن النص لا يرقى إلى العصر الذي يدعي كاتبه عيشه فيه فمن الباحثين من اعترض على أسلوب الرسالة بأنه عربية ركيكة تستعمل تعابير متأخرة لم تستعمل قط في زمن المأمون إلخ...؟؟
فما قولك في هدا ؟
وأما قولك
8. التصور المسبق في ذهن النصارى من أن المسلمين قطيع من الجهلة.. مما جعلهم يتجرؤون على مناظرة المسلمين.. بينما اليهود لا يعنيهم ذلك.(1/2219)
فلا أوافقك عليه البتة لأني أرى أن أصل ازدراء العرب في نظر النصارى مرده إلى ما عند اليهود في سفر التكوين عن هاجر الجارية وولدها إسماعيل وعن الذبيح إسحاق وابن الجارية المنبوذ إلى الصحراء مع أمه.0 وقد كان اليهود يناظرون المسلمين بناء على تلك النصوص كما اطلعت عليه بنفسي في كتاب تأييد الملة(ّّأو الرد على اليهود) لرجل أندلسي من وشقة(القرن 8هـ) يجادل اليهود في هده المسائل.
ومما يؤكد لك تعويل النصارى على سفر التكوين في ازدراء الإسماعليين ما تجد في كتاب الدين والدولة لابن ربن الطبري من رد على نصراني نسطوري في هده المسألة .
أما قولك:
10. سهولة الرد على النصارى، فإثبات بطلان أصول عقائدهم عقلاً ، لا يحتاج كثير جهد.
ليس الأمر كذلك ولكن السبب راجع إلى بدايات الجدال بين النصارى والمسلمين دار النزال فيها حول العقائد المسيحية وأن المعتزلة استفادوا من نقد خصوم النصارى في هدا الباب خاصة المهتدين منهم للإسلام أو اليهود الدين تنصروا زمنا ثم ارتدوا فصبوا نقدا عقليا خطيرا لعقائد النصارى ويدلك على ما قلت كتاب المراقب والأنوار لليهودي القرائي يعقوب القرقساني.
والسبب الثاني أن ترجمة الأناجيل وكتب النصارى للسان العربي سبقت ترجمة العهد القديم فكان احتكاك المسلمين بمضامين ما في الأناجيل مدعاة لتقوية جدلهم مع النصارى وكان تأخر اتصالهم مع تراجم العهد القديم العربية سببا في اقتصار غالب مجادلاتهم لليهود على مسألة النسخ.
والله أعلم.
فما قولك فيما شرحته.
---
عبدالرحيم
12-25-2005, 10:19 PM
الكندي الذي رد عليه الطبري...
الدين والدوله في اثبات نبوه النبي محمد صلى الله عليه وسلم
المؤلف علي بن سهل, ابن ربن الطبري
المؤلف المشارك عادل نويهض -محقق
بيانات النشر بيروت : دار الآفاق الجديده ، 1402 - 1982
العدد 1402 1982
الصفحات 239ص
الطبعة ط 4
============
هل هو شخصية وهمية ؟!
---
جمال أبو حسان
12-26-2005, 10:15 AM(1/2220)
هناك كتب كثيرة اخرى مطبوعة ساذكرها في وقت اخر منها الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح لمحمود شكري الالوسي وهو مطبوع في مجلدين كبيرين
---
سمير القدوري
12-27-2005, 08:03 PM
أخي الكريم السلام عليك ورحمة الله
لنقد صحة الرسالة " الكندية" راجع:
مقال للدكتور محمد حمدي البكري: "رسالة الهاشمي إلى الكندي ورد الكندي عليها" مجلة كلية الآداب(جامعة فؤاد الأول) العدد التاسع- المجلد الأول- مايو 1947م- صفحات:29- 49.
وطالع إن شئت: دائرة المعارف الإسلامية بالفرنسية: مقال " الكندي, عبد المسيح بن إسحق"
كتبه الفرنسي:G.Troupeau
Encyclopédie de l'Islam
Nouvelle édition
Tome V
KHE – MAHI
Leiden
E.J.Brill Paris
1986
pp:123-124
---
وفي المجلة الإيطالية "الشرق المسيحي" مقال :" جواب الكندي ومكانه في الجدل الإسلامي- المسيحي" كتبه الفرنسي : Armand Abel
عنوان المقال
L'apologie d'al-Kindi et sa place dans
La polémique islamo-chrétienne.
نشر في مجلة:
L'Oriente Cristiano
Nella storia della civiltà
مكان وتاريخ صدورها والصفحات:
Accadimia onale dei lincei, Anno (1964), Quaderno n° 62,
pp501- 523
أما الدعوى بأن ابن ربن الطبري رد على الكندي فمن افتراءات المنصرين المعهودة بدليل غياب هذه الدعوى في كتب المنصرين التي ألفت قبل عام 1922 تاريخ صدور تحقيق كتاب الدين والدولة من طرف منياناMINGANA . فا فحص الأمر تجده إن شاء الله كما قلت لك, وما ذلك منهم إلا محاولة لترويج كتاب الكندي المزيف.(1/2221)
فرسالة الكندي لم تر النور في صورتها العربية الملفقة إلا سنة 1880م بعدما طبع المستشرق ساخو كتاب الآثار الباقية للبيروني فمنه سرقوا الاسمين: عبد المسيح بن إسحاق الكندي و عبد الله بن إسماعيل الهاشمي بينما النسخ العربية الموجودة من الرسالة فكلها يرجع للقرن 19الميلادي وبعضها منسوخ عن الطبعة الأولى التي لفقها تاين عام 1880م فبين تلك النسخ تضارب في اسم الكندي وفي اسم المسلم وليس في واحد منها الصيغة التي سرقوها من كتاب البيروني.
وفقنا الله وإياكم.
---
أبو حذيفة
12-29-2005, 02:14 AM
لعل من الأسباب التي جعلت الردود على النصارى أكثر من الردود على اليهود أن الله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه كثيراً من باطل اليهود، وبين ما انطوت عليه نفوسهم ، ووضح موقفهم مع رسولهم ومع سائر الرسل ، واستقر في نفوس المسلمين ما ذكر الله من مسخهم قردة وخنازير فاشمأزت منهم النفوس ، وتمكن بغضهم في القلوب ، على عكس النصارى فكم من أهل الإسلام من يردد قوله تعالى { ... ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى } فكثر الرد عليهم من أهل الإسلام لبيان باطلهم وترسيخ مجانبتهم ومعاداتهم .
ومن الأسباب أن اليهود يركزون على نشر الفساد الأخلاقي بعكس النصارى الذين جمعوا بين نشر الفساد الخلقي التشكيك في الدين والمعتقدات .
---
(1/2222)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من أحد يعرف آية المحنة؟
---
هل من أحد يعرف آية المحنة؟
---
عيسى القرشي
12-16-2003, 01:12 PM
قال بعض السلف : ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية محنة :
( قل: ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
قال ابو سليمان الداراني : لما ادعت القلوب محبة الله : أنزل الله لها محنة : ( قل: ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلنا من أحبابه وأحباب رسوله
هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟
---
ابن الشجري
12-21-2003, 03:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ عيسى.............................................. ......سلمه الله
لا أدري هل انت على علم كامل بمانقرت يداك ، مما أقدمت عليه من استفهام يوحي بالاستغاثه ، وأنت تسأل هل من أحد يعرف آية المحنه ؟ بعد أن قدمت لسؤالك بتلك المقدمه ، والتي هي بام عينها الاجابة...فكان هذا منك محنة حقا .
فان كان لك هدف آخر من وراء سؤالك فاذكره ثانيا، فان جوابك قد سبق سؤالك ، والا فاسمع مني فربما انك من قوم تسبق اقلامهم افهامهم .
آية المحنه هي الايه رقم (31) من سورة آل عمران والتي يقول الله فيها ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ...) وبهذا _ آية المحنه ، اي الامتحا ن ـ كان يسميها علماء السلف رحمهم الله ،وذلك لان قوما ادعوا محبة الله فأمرالله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان يقول لهم ذلك ؟ وفي هذا تحد لكل من ادعى محبة الله ، أن يقال له : ان كنت صادقا في محبة الله ، فاتبع رسول الله .
كما قال العربي :
لو كان حبك صادقا لاطعته ...ان المحب لمن يحب مطيع(1/2223)
وهذه آية واحده من الايات المسميات في كتاب الله ، وقد قمت بجمعها بحمد الله منذ زمن ، وأنتظرالوقت المناسب لنشرها،وكيفية نشرها ، أمجردة أم غيرذلك ؟ واليك بعضا منها ـ آية الكرسي ، آية الدين ، آية الحكمين ، آية الصيف ، آية الحولين ، آية الاخلاق ، آية الضمائر، آية الأمراء ، آية القواعد ،آية الميثاق ، آية التوحيد ... وليس لي فيها الا الجمع .يسر الله اتمامها بمنه وكرمه .
ومعذرة ممن له الامر هنا ان كان قد بدر منا افتيات على سلطانه فلا أعلم لمن له حق الاجابة
والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
12-21-2003, 12:45 PM
أخي الكريم (ابن الشجري) وفقه الله
جزاك الله خيراً على تفضلك بالإجابة على مشاركة الأخ الكريم عيسى القرشي وفقه الله. وقد أثارت لدي المشاركة حيرة مثل ما أثارت لديك ، هل هي سؤال يطلب الجواب ، أم فائدة علمية قدمت في هيئة السؤال لتثبيتها في ذهن القارئ ، وأظنها كذلك . وقد زدت الأمر إيضاحاً بارك الله فيك. وأما من له حق الإجابة هنا ، فهو من يملك الإجابة الصحيحة ، والعلم الموثوق ، سواء كان مشرفاً أم لا ، وبهذا يكون التكامل أخي العزيز ، والوقت أضيق من أن يستطيع المشرفون الإجابة بالتفصيل عن كل مسألة في الوقت الراهن على الأقل ، فلا تتردد وفقك الله في الإجابة عن سؤال نفع الله بك وسائر الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى العلمي الكريم.
---
عيسى القرشي
12-22-2003, 10:14 PM
اتمنى من الأستاذ : عبدالرحمن الشهري ان يوضح لي بارك الله فيه ما هي الثارة في السؤال ( هل من أحد يعرف آية المحنة ) للفائدة وجزاه الله خيراً
---
عيسى القرشي
12-22-2003, 10:19 PM
شكر الله لأستاذ الشجري والأستاذ الشهري على ما أوليا الموضوع من اهتمام
وارجو من الأستاذ الشجري عدم التسرع واطلاق العبارات من غير تثبت وتبين
والمومنون عند حسن الظن(1/2224)
وشكر الله للأستاذ الشهري على حسن الظن بي وارجو التوضيح في سبب الحيرة عند قراءة السؤال وعلى ماذ يحمل
السؤال _
واحب ان اوضح مقصدي من السؤال وهو الاثارة للموضوع ليس الا
************************************************** *
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2003, 10:41 PM
وفقك الله أخي الكريم عيسى القرشي . ووفقك للصواب . لم أقصد شيئاً إلا دعوتك للمزيد من المشاركات فقط.
---
ابن الشجري
12-22-2003, 10:51 PM
الاخ الكريم القرشي .............سلمه الله
حسن الظن موجود ان شاء الله ... وقد أحسنت في اختيار الفائده لكن أسأت في عرضها ، فكانت هذه الحيره تنتاب القارئ ، وعلى كل حال يصدق عليك قول القائل : رام نفعا فضر من غير قصد ... ومن البر مايكون عقوقا
وهذا كله يستحثني في اخراج هذا البحث اللطيف في الآيات المسميات ، وساحاول ان شاء الله وضعه في هذا المنتدى العلمي للاستفاده من اقتراحات ( أهل التفسير ) جعلنا الله وأياهم من أهل كتابه ‘ وبارك في جهودهم .
---
(1/2225)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهم القرآن وتدبره
---
فهم القرآن وتدبره
---
أبو تيمية
10-31-2003, 01:53 PM
فهم القرآن وتدبره
للدكتور أحمد شرشال
القرآن الكريم لم ينزل لمجرد التلاوة اللفظية فحسب ؛ بل نزل من أجل هذا
ومن أجل ما هو أعم وأكمل ؛ وهو فهم معانيه وتدبر آياته ثم التذكر والعمل بما فيه ، وهو المنصوص عليه في قوله - تعالى - : ] ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو
عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم [ [البقرة : 129] .
إن تلاوة كتاب الله - تعالى - تعني شيئاً آخر غير المرور بكلماته بصوت أو
بغير صوت ، إنها تعني تلاوته بفهم وتدبّر ينتهي إلى إدراك وتأثر ، وإلى عمل بعد
ذلك وسلوك .
إن تلاوة كتاب الله لا تعني الحرص على إقامة المدّ والغنّة ومراعاة الترقيق
والتفخيم فحسب ؛ وإنما تعني ذلك مع ترقيق القلوب وإقامة الحدود .
وقد عد شيخ الإسلام ابن تيمية المبالغة والحرص في تحقيق ذلك وسوسة
حائلة للقلب عن فهم مراد الله - تعالى - [1] .
والأمر الجامع لذلك : كما أننا مُتعبدُون بقراءة ألفاظ القرآن صحيحة وإقامة
حروفه على النحو الذي يرضيه - جلّ وعلا - متعبدون بفهم القرآن والتفقه فيه
دون سواه ، والاستغناء به عن غيره . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما
اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم
السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ) [2] .
قال - تعالى - : ] الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته [ [البقرة:121] وقد فسر قتادة أن الصحابة هم الذين كانوا يتلونه حق تلاوته [3] .
والتلاوة لها معنيان :
أحدهما : القراءة المرتلة المتتابعة ، وقد أمر الله بها رسوله صلى الله عليه
وسلم في قوله تعالى : ] وأمرت أن أكون من المسلمين . وأن أتلو القرآن [(1/2226)
[النمل : 91 ، 92] . وكان يتلوه على كفار قريش قال - تعالى - : ] قل لو شاء الله ما تلوته عليكم [ [يونس : 16] .
والثاني : الاتباع ؛ لأن من اتبع غيره يقال تلاه ؛ ومنه قوله - تعالى - : ] والقمر إذا تلاها [ [الشمس : 2] ، روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ( يتبعونه حق اتباعه) ، ثم قرأ : ] والقمر إذا تلاها [ أي : اتبعها [4] .
ونقل القرطبي عن عكرمة قوله : ( يتبعونه حق اتباعه باتباع الأمر والنهي
فيُحلون حلاله ، ويحرمون حرامه ويعملون بما تضمنه ) [5] ، أقول : والجمع بين
المعنيين هو المتعين ، ويصح فيها جميعاً ؛ فالتلاوة بإقامة الألفاظ وضبط الحروف ،
ثم العمل بما تضمنته الآيات المتلوة ، وعبّر عن الفهم والتدبر بالتلاوة حق التلاوة
ليرشدنا إلى أن ذلك هو المقصود من التلاوة ، وليس مجرد التلاوة وتحريك اللسان
بالألفاظ بدون فهم وفقه واهتداء .
وقد بين عبد الله بن مسعود رضي الله عنه معنى حق التلاوة فقال : ( والذي
نفسي بيده ! إن حق تلاوته أن يُحِلَّ حلالَه ، ويحرم حرامه ، ويقرأه كما أنزله الله ،
ولا يحرف الكلم عن مواضعه ، ولا يتأوَّل منه شيئاً على غير تأويله ) [6] ، وهذا
البيان من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه واسع وجامع لمعنى التلاوة ، وهي
قراءته كما أنزل ، وفهمه وتفسيره والعمل به .
ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لا يتجاوزون خمس آيات أو عشراً
حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل .
قال أبو عبد الرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين - : حدثنا الذين كانوا
يُقرِئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا
من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من
العلم والعمل ، قالوا : ( فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ) [7] .
وروى الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( كان(1/2227)
الرجلُ منَّا إذا تعلمَ عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرفَ معانيهن والعمل بهن ) [8] ، وهذا يدلُّ على أن الصحابة - رضي الله عنهم - نقلوا عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة [9] ؛ فبين لأصحابه معاني القرآن
كما بين لهم ألفاظه : ] وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم [
[النحل : 44] فنقل معاني القرآن عنه صلى الله عليه وسلم كنقل ألفاظه سواء ، بدليل قوله - تعالى - : ] وما على الرسول إلا البلاغ المبين [ [النور : 54] ، 0 (وهذا يتضمن بلاغ المعنى ، وأنه في أعلى درجات البيان) [10] .
قال ابن تيمية وابن القيم : ( والصحابة - رضي الله عنهم - أخذوا عن
الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ القرآن ومعناه ) [11] .
وهكذا تلقى الصحابة - رضي الله عنهم - هذا القرآن لفظاً ومعنى ، وكان
التعلم والتعليم عندهم مبناهما على التفقه في القرآن دون سواه .
ذكر الحافظ ابن كثير عن الضحاك فقال : ( قال الضحاك في قوله - تعالى - : ] كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون [ [آل عمران : 79]
قال : ( حقٌّ على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيهاً ) ومعنى تَعْلَمون : تفهمون
معناه ، وقرئ : تعلمون بالتشديد من التعليم وبما كنتم تدرسون تحفظون ألفاظه ، والجمع بين القراءتين متعيَّن ، فكانوا يَعْلَمونه ويُعلِّمونه ولا يكتفون بالعلم حتى يضموا إليه التعليم [12] .
قال الرازي : ( ودلّت الآية على أن العلمَ والتعليم والدراسة توجب كون
الإنسان ربانياً ؛ فمن اشتغل بذلك لا لهذا المقصد ضاع سعيُه وخاب عملُه ) [13] .
ونقل هذا المعنى رشيد رضا وقال : ( فبعلم الكتاب ودراسته وتعليمه للناس
ونشره والعمل به يكون الإنسان ربانياً مَرضِيّاً عند الله ) [14] . هكذا كان دأبُ
الصحابة - رضي الله عنهم كما ذكره ابن القيم فقال : ( ولم يكن للصحابة كتابٌ(1/2228)
يدرسونه وكلامٌ محفوظ يتفقهون فيه إلاَّ القرآن وما سمعوه من نبيهم صلى الله عليه
وسلم ، ولم يكونوا إذا جلسوا يتذاكرون إلا في ذلك ) [15] .
فكان القرآن عندهم هو العلمُ الذي به يعتنون حفظاً وفهماً وتفقهاً .
وقد فسر حَبْرُ الأمة ابن عباس الحكمة بفهم القرآن وفقه ما فيه من علوم .
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله - تعالى - : ] يؤتي الحكمة من يشاء
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا [ [البقرة : 269] قال : ( المعرفة بالقرآن :
ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ،
وأمثاله ) [16] .
وفسرها الحافظ ابن كثير بالسنة وعزا ذلك إلى غير واحد من السلف وهو ما
أُخِذَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم سوى القرآن ، كما قال صلى الله عليه وسلم :
( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) [17] .
ونزع ابن عباس في تفسيره للحكمة إلى المعرفة بالقرآن وفقه ما فيه من
العلوم ، وهو من أوسع التفسيرات ، وهو لا ينافي من فسّر الحكمة بالسنة ؛ لأن بها
يحصل بيانُ القرآن وفهمُه وفقهُه ؛ فهي المفسّرة والمبيّنة للقرآن ، وتعني - من بين
ما تعنيه - الفقه والفهم ، يدلّ على ذلك قوله - تعالى - : ] وآتيناه الحكمة وفصل
الخطاب [ [ص : 20] .
قال مجاهد : ( يعني الفهم والعقل والفطنة ) [18] ومن أعطاه الله ويسّر له فقه
القرآن وعلومَه والعمل به فقد حاز فضلاً عظيماً وخيراً جزيلاً .
قال القرطبي : ( إن من أُعْطِيَ الحكمة والقرآن فقد أُعطي أفضل مما أُعطي
مَنْ جمع علم كتب الأولين من الصحف وغيرها ) [19] .
فكتاب الله حكمة ، وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم حكمة ، وأصل الحكمة ما
يُمتنَع به من السفه ، ومن ثَمَّ اشتركت الحكمة في نسق تعليم الكتاب : ] ويعلمهم
الكتاب والحكمة [ [البقرة : 129] وقد حث الله - عز وجل - على التدبر
والاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ فقال : ] كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا(1/2229)
آياته وليتذكر أولوا الألباب [ [ص : 29] ، وقال : ] أفلا يتدبرون القرآن أم على
قلوب أقفالها [ [محمد : 24] ، وقال : ] ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل
مثل لعلهم يتذكرون [ [الزمر : 27] ففي مثل الآيات ونحوها دليل على وجوب
معرفة معاني القرآن والاتعاظ بمواعظه وفقه ما فيه من الهداية والرشاد ، ولا يقال
لمن لا يفهم تفسيره : اعتبر بما لا فهم لك به ، ولا يقال ذلك إلا لمن كان بمعاني
القرآن بصيراً وبكلام العرب عارفاً [20] .
وأقول : وتدبر القرآن مرحلة تالية لمرحلة الفهم ، ولا يمكن أن يتأتى التدبر
لمن لم يفهم معاني القرآن .
قال القرطبي : ( وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن ، ودليل
على أن الترتيل أفضل من الهذّ ؛ إذ لا يصحّ التدبر مع الهذّ ) وقد شكا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى ربه من هجر قومه للقرآن فقال : ] وقال الرسول يا رب
إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [ [الفرقان : 30] .
وهجر التفسير والفهم والتدبر نوع من أنواع هجره . قال ابن القيم وابن كثير : ( ترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه ، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ،
وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى
غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من
هجرانه ) [21] .
قال ابن تيمية : ( وأما في باب فهم القرآن فهو {أي : قارئ القرآن} دائم
التفكر والتدبر لألفاظه واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس ،
وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن ؛ فإن شهد له بالتزكية
قَبِلَهُ وإلا ردّه ) [22] .
ويشهد لما تقدم ما رواه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري حيث قال : ( والله
ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول : قرأت القرآن كلَّه ما
يُرى له في خُلُقٍ ولا عملٍ ) [23] .
فكلام ابن كثير يدل على أن انصراف الطلاب إلى طلب العلم في غير القرآن(1/2230)
نوع من أنواع هجره ، وكلام شيخ الإسلام يدل على أن الواجب على الطلاب أن
يستغنوا بمعاني القرآن وأحكامه عن غيره من كلام البشر ، ويدل لهذا ما ذكر ابن
أبي الحواري أن فضيل بن عياض قال لقوم قصدوه ليأخذوا عنه العلم : لو طلبتم
كتاب الله لوجدتم فيه شفاءاً لما تريدون ، فقالوا : تعلمنا القرآن ، فقال : إن في
تعلُّمكم القرآن شغلاً لأعماركم وأعمار أولادكم ، قالوا : كيف يا أبا علي ؟ قال : ( لن
تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه - تفسيره وبيانه - ومحكمه ومتشابهه وناسخه
ومنسوخه ، فإذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة ) [24] .
فهذا فضيل بن عياض اعتبر التفقه في غير القرآن شغلاً لا طائل من ورائه ،
ثم هو يصحّح لهؤلاء الطلاب التوجهات الصحيحة لطلب العلم في زمنه ويردهم إلى
طلب التفقه في القرآن نفسه .
وهكذا كان بعض السلف يقدمون القرآن وعلومه وتفسيره على أي علم آخر ؛
فقد وجد من يمنع طلب علم الحديث وكتابته قبل حفظ القرآن ، وكانوا يختبرونهم
في بعض معانيه ؛ فهذا عبد الله بن المبارك يختبر من جاء يطلب الحديث عنده في
القرآن وبعض علومه [25] .
وذكر ابن عبد البر عن علي قوله : ( أعزم على كل من كان عنده كتاب إلاّ
رجع فمحاه ؛ فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم ) ،
وذكر عن عمر : ( أن قوماً كانوا يكتبون كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب
ربهم ) [26] ، نقل ابن القيم عن الإمام البخاري قوله : ( كان الصحابة إذا جلسوا يتذاكرون كتاب ربهم وسنةَ نبيهم ، ولم يكن بينهم رأي ولا قياس ، ولم يكن الأمر بينهم كما هو في المتأخرين : قوم يقرؤون القرآن ولا يفهمونه ، وآخرون يتفقهون في كلام غيرهم ويدرسونه ، وآخرون يشتغلون في علوم أخرى وصنعة اصطلاحية ، بل كان القرآن عندهم هو العلم الذي به يعتنون حفظاً وفهماً وتفقهاً ) [27] .
ما أشبه الليلة بالبارحة ! والقصة نفسها تتكرر في بعض طلبة هذا الزمن ؛ إذ(1/2231)
يهجرون حفظ القرآن وفهمه وتفسيره والتفقه فيه إلى كتب فلان وفلان ، وإنك
لتعجب من بعضهم ؛ إذ انحرف في الطلب ، فتجده لا يحفظ من القرآن إلا قصار
السور ونحوها ولا يفهمها ، وتجد له جرأة عجيبة على اقتحام علم الجرح والتعديل
ونحوه ؛ فمثل هذا وأمثاله لم يستوعب التصور الصحيح لمنهج التربية والتعليم الذي
رسمه القرآن وبيَّنه .
فليزن طلاب علم هذا الزمن تعليمهم بهذا المنهج الذي رسمه القرآن وفعله
السلف ، ولينظروا أين مكانهم من فهم القرآن والتفقه فيه ، وما حظهم من هدايته ؟
________________________
(1) التفسير الكبير ، 6/71 .
(2) رواه مسلم (2699) .
(3) الجامع للقرطبي ، 1/91 .
(4) تفسير ابن كثير ، 1/175 ، الرازي 2/36 .
(5) الجامع للقرطبي ، 1/92 .
(6) تفسير ابن كثير ، 1/175 .
(7) الإتقان ، 2/389 ، التفسير الكبير ، 2/132 .
(8) جامع البيان ، 1/35 .
(9) التفسيرالكبير ، 2/132 .
(10) الصواعق المرسلة ، 440 .
(11) التفسير الكبير ، 2/104 ، 253 ، الصواعق ، 440 .
(12) ابن كثير ، 1/ 405 ، القرطبي ، 2/ 115 .
(13) تفسير الرازي ، 4/123 .
(14) تفسير المنار ، 3/ 348 .
(15) الصواعق المرسلة ، 441 .
(16) الإتقان ، 2/385 ، ابن كثير ، 1/345 .
(17) رواه أحمد ، ح/ 16546 .
(18) تفسير ابن كثير ، 4/33 .
(19) الجامع للقرطبي ، 2/300 .
(20) جامع البيان ، 1/35 .
(21) تفسير ابن كثير ، 3/349 ، تفسير ابن القيم ، 3/ 292 .
(22) التفسير الكبير ، 6/71 .
(23) تفسير ابن كثير ، 4/36 .
(24) الجامع ، 1/30 ، فتح القدير ، 1/14 .
(25) المحدث الفاصل ، 203 .
(26) جامع بيان العلم ، 1/76 ، 77 .
(27) أفردنا هذا الموضوع في بحث مستقل سبق أن نشرته مجلة البيان في العدد (133) .
---
(1/2232)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فهرس مخطوطات قسم القرآن بمكتبة مكة المكرمة
---
فهرس مخطوطات قسم القرآن بمكتبة مكة المكرمة
---
أبو المعتز القرشي
02-09-2007, 09:09 PM
هذا فهرس لمخطوطات قسم القرآن بمكتبة مكة المكرمة
إعداد د. محمد الحبيب الهيلة
وهذا رابط تحميله هنا (http://www.lisaanularab.com/washnan/books/monawa3/manu-libr-makka-qoraan.rar)
منقول من الطيب والأشنان بملتقى أهل الحديث
---
أبو المعتز القرشي
02-09-2007, 09:13 PM
لقد رفعت الملف ولم يظهر ! ولا أدري ما السبب ؟
عموماً هذا رابط الموضوع المنقول منه ويمكن التحميل منه مباشرة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91126
---
(1/2233)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اين أجد هذا التفسير
---
اين أجد هذا التفسير
---
محب احمد بن حنبل
01-09-2004, 10:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري أين أجده؟والى أين وصل فيه؟وجزاكم الله خيرا.
---
عبدالرحمن الشهري
01-10-2004, 02:05 AM
حياك الله أخي الكريم وقد سبق الحديث عنه على هذا الرابط (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=250) . فراجعه وفقك الله.
---
محب احمد بن حنبل
01-11-2004, 12:28 AM
جزاك الله خير ياشيخ عبدالرحمن ونفع بك.
---
(1/2234)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نموذج من مكيدة اليهود
---
نموذج من مكيدة اليهود
---
أبو عبد الرحمن الشهري
12-05-2004, 11:25 PM
بسم الرحمن الرحيم
الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري
قال ابن إسحاق : مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً [ يهودياً ] قد عسا ، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه، فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال : قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه، فقال : اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه : إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا : قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة : الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها [ وكادت تنشب الحرب ] .
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال : ( يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم )
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس .(1/2235)
هذا نموذج مما كان اليهود يفعلونه ويحاولونه من إثارة القلاقل والفتن في المسلمين، وإقامة العراقيل في سبيل الدعوة الإسلامية، وقد كانت لهم خطط شتي في هذا السبيل . فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة، ويؤمنون وجه النهار، ثم يكفرون آخره؛ ليزرعوا بذور الشك في قلوب الضعفاء، وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مإلى، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء، وإن كان له عليهم يأكلونه بالباطل، ويمتنعون عن أدائه وكانوا يقولون : إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك، فأما إذ صبوت فليس لك علينا من سبيل .
كانوا يفعلون كل ذلك قبل بدر على رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يصبرون على كل ذلك؛ حرصاً على رشدهم، وعلى بسط الأمن والسلام في المنطقة .
---
(1/2236)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إخلاص ساعة نجاة الأبد
---
إخلاص ساعة نجاة الأبد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
01-15-2007, 11:44 AM
إخلاص ساعة نجاة الأبد
رضوان حمدان كتب <>"قال الغزالي رحمه الله "فلذلك قيل : من سلم له من عمره لحظة خالصة لوجه الله نجا, وذلك لعزة الإخلاص وعسر تنقية القلب عن الشوائب" إن الأمة المسلمة لا تخلو من الخير فهي أمة الخير إلى يوم الدين وما يصيبها اليوم إنما هو مرض لا تلبث أن تتعافى منه بالرجوع إلى صيدلية الإسلام، ومن أنجع الدواء اليوم "الإخلاص" في النية والقول والعمل..(1/2237)
اهتم الإسلام بعمل الباطن ( القلب ) اهتماما كبيراً وبنى عليه عمل الجوارح ( الظاهر ) فلا يصلح الظاهر إلا بصلاح الباطن, وأهم أعمال الباطن "الإخلاص" والذي هو شرط لقبول الأعمال الصالحة عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه : ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (. رواه مسلم ودليل إرادة التوحيد أن الله تعالى ذكر بعد الأمر بالعبادة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهي من أعمال الجوارح ومن أهم أعمال الجوارح , أفردتا لبيان أهميتهما أولا , ولتكونا نموذجين ومثلين لأعمال الجوارح الظاهرة ؛ فالصلاة عبادة البدن والزكاة عبادة المال وباقي أعمال الإسلام إما بدنية وإما مالية وإما تجمع بينهما , فكانت الصلاة والزكاة نموذجين تامين لباقي الأعمال. إن الله تعالى عندما يذكر العبادة ويأمر بها يقرنها بالاسم العَلَم على الذات الإلهية " الله " الاسم الجامع لكل أسماء الله وصفاته ولم يذكر تعالى اسما آخر مع العبادة والأمر بها. يقول تعالى: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورا ً} النساء 36 { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ }الزمر2 { قُلِ اللَّهَ(1/2238)
أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي } الزمر 14 ولا تجد في القرآن الأمر بعبادة الرحمن أو الملك أو القدوس... الخ. فاسم "الله" دالٌ بذاته على التوحيد { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّا ً} مريم 65 إن الدعوة إلى التوحيد مقترنة بالإخلاص فلم يأمر تعالى أن نخلص في توحيدنا له سبحانه بمعنى لم يقل وما أمروا إلا ليعبدوا الله ويخلصوا بل جاء الإخلاص بصيغة "التلبُّس" بمعنى لا توحيد بلا إخلاص فإذا لم يكونوا مخلصين فهم غير موحدين. وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه الدين كله، { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } التوبة 109 وكل بناء لا يقوم على قواعد سليمة ومتينة لا يوشك حتى ينهار ويسقط ولن يصمد أمام أبسط الهزات والحركات، { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } الحج11 وكان هذا هو السر في أن جعل الإخلاص مع التوحيد في هذه الآية ولم يجعله مع إقام الصلاة وإيتاء الزكاة , لأن متانة البنيان بمتانة قواعده والعكس صحيح. هنا يكون الدين القائم الثابت الراسخ المعتدل المستقيم ، إن علماءنا الأجلاء أدركوا هذا الأمر واعتنوا به عناية فائقة فكانوا يصدرون به أعمالهم، فالبخاري رحمه الله يبدأ جامعه الصحيح بالحديث الجليل الصحيح الذي رواه عن عمر بن الخطاب , قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها(1/2239)
فهجرته إلى ما هاجر إليه ). رواه البخاري ونلحظ هنا تصدر الحديث بـ "إنما" التي هي "أداة حصر تفيد هنا تقوية الحكم المذكور بعدها. و "أل" في الأعمال للاستغراق فالسياق يؤكد شمول الأعمال التي تتوقف على المقاصد والنيات صحة وكمالاً" منهل الواردين شرح رياض الصالحين د. صبحي الصالح. ثم أليس في الفاتحة التي هي مفتتح القرآن الكريم افتتاح بالإخلاص "فالحمد لله" فيها الإخلاص لله وحده و "إياك نعبد وإياك نستعين" فيها الإخلاص لله وحده، ومعنى الإخلاص هنا واضح بيِّن. ومن ذكر وإرادة الإخلاص بصور مختلفة في القرآن الكريم قوله تعالى:"في سبيل الله" فهي تعني الإخلاص يقول تعالى: { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة 261 { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ } البقرة 190 ومنه قوله تعالى: { قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } آل عمران 29 { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الأنعام 162 ومثل ذلك كثير.. *جوائز المخلصين في الدنيا والآخرة: 1- { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة 261 "وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ" يقول ابن كثير: أي بحسب إخلاصه في عمله . "فرُب عمل صغير تعظمه النية ورُب عمل كبير تصغره النية" كما قال(1/2240)
ابن المبارك رحمه الله تعالى. 2- وجائزة ثانية للمخلصين أن الإخلاص يحفظ القلب نقياً طاهراً نظيفاً لا يغل ولا يحقد ولا يخون. عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم ). 3- مصعب بن سعد عن أبيه : ( أنه ظن أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ). 4- إن الله ينجي عبده من الشدائد والآفات المهلكة. عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت(1/2241)
فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرُج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ). رواه البخاري 5- إن المخلص يرفع الله درجاته ويزداد رفعة: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة أفأتصدق بثلثي مالي قال لا فقلت بالشطر فقال لا ثم قال الثلث والثلث كبير أو كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك فقلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به درجة ورفعة ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة ). رواه البخاري 6- من يتخلف عن العمل الصالح لعدم قدرته واستطاعته فهو شريك للعاملين في الأجر. عن أبي سفيان عن جابر قال: ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض ). رواه مسلم 7- ويكفي جائزة الفوز بالجنة عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله(1/2242)
صلى الله عليه وسلم فقال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ). رواه البخاري * كيف نحقق الإخلاص؟: 1- أول أمر يعين العبد على الإخلاص تعظيم الله رب العالمين في النفس, فإذا علم العبد أن الله تعالى يعلم سره وجهره وأنه تعالى معه أينما كان وانه يراه في كل حركة وسكنة عندئذ يخلص العمل لله وحده فمن يخدع الناس لا يستطيع خداع رب الناس. { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } غافر 19.{ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ* إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الشعراء218-220 { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } المجادلة 7 والآيات في ذلك كثيرة.. 2- أن يحرص العبد على رضا الله وحده دون النظر إلى مدح الناس أو ذمهم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أرضى الله بسخط الناس، كفاه الله، ومن أسخط الله برضا الناس، وكله الله إلى الناس) صحيح ابن حبان. 3- أن يحرص العبد على إخفاء العمل عن الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا حتى لا يدخل شيء في نفسه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه ورجل قلبه معلق في المسجد ورجلان تحابا في الله ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها قال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه(1/2243)
). البخاري 4- أن يتوجه العبد إلى الله سبحانه بأن يرزقه الإخلاص ويستعين به وحده على ذلك,وصدق الشاعر: إذا لم يكن عون من الله للفتى........... فأول ما يجني عليه اجتهاده 5- كثرة الدعاء فإن الدعاء ينشئ في النفس الحب والتذلل والخضوع والقنوت لله رب العالمين { ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } الأعراف 55 * مهما أخفى المرائي رياءه ونفاقه فإن الله سيكشفه بأن يخطئ ويزل لسانه ويقوم بأعمال تكشف حقيقته { وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } محمد 30 فمهما أخفى عيبته سيُفضح حتما كما قال الشاعر: ومهما تكن عند امرئ من خليقة .......... وإن خالها تخفى على الناس *على العبد أن يعلم أن الناس جميعا يُبعثون يوم القيامة على نياتهم, عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت قلت يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم (. رواه البخاري فاحرص أخي المسلم أن تقوم يوم القيامة كما وصف الله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } القيامة 22-23 وإياك أن تكون ممن وصف تعالى بقوله:{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ*تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} عبس 40-41 *إن للإخلاص آثار يلمسها المسلم في نفسه وعمله: فالإخلاص يدعو العبد إلى الإحسان في العمل، عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) مسند عائشة إن الإخلاص يجعل العبد يهتم بنوع العمل لا بشكله أو حجمه،عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم(1/2244)
وأعمالكم ). رواه مسلم الله تعالى يبارك العمل القليل الدائم بإخلاص ولا ينظر إلى العمل الخالي من الإخلاص مهما بلغت كثرته، { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً } الفرقان 23. أسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص وأن يثيبنا عليه. radwan_hamdan@yahoo.com "
المصدرhttp://www.quransite.com/modules.php?name=News&file=article&sid=643&mode=&order=0&thold=0
---
(1/2245)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العسر واليسران
---
العسر واليسران
---
جمال حسني الشرباتي
01-31-2005, 08:11 PM
قال تعالى((فإن مع العسر يسرا إن مع العسر عسرا إن مع العسر يسرا))--الشرح6
هل التكرار الحاصل في هذا المقام للتوكيد أم هو كلام مستأنف لمعنى جديد؟؟
أميل إلى كون العسر واحد وهو الضيق الذي كان المسلمون عليه في مكة وكلنا قرأنا السيرة ونعرف كم كانت ظروف المسلمين عسيرة.
وأن اليسر يسران لوروده نكرة غير مرتبط بأل التعريف----- قد يكون أحدهما دنيويا والثاني أخرويا--ويدعم هذا الرأي ما ورد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم((لن يغلب عسر واحد يسرين)) وما ورد في الموطأ » «أن أبا عبيدة بن الجراح كتب إلى عمر بن الخطاب يَذْكُر له جموعاً من الروم وما يُتخوف منهم فكتب إليه عمر: «أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجاً وإنه لن يغلب عسر يسرين».
بقيت نقطة---فقد ذكر الزمخشري أن (إن مع العسر يسرا) ذكرت مرة واحدة في مصحف إبن مسعود --ولست أرى ذلك فلا وجود لتعليل مناسب لذكرها مرة واحدة عنده--ولا يستقيم ذلك عندي , لقول إبن مسعود((لن يغلب عسر واحد يسرين))إذ كيف يصدر منه هذا القول وفي مصحفه ذكرت الآية مرة واحدة؟؟
__________________
الله اكبر
---
أبومجاهدالعبيدي
01-31-2005, 10:09 PM
أرجو منك أخي جمال أن تقرأ كلام ابن عاشور هذا في بيانه لوجه التكرار ، ثم تبين لنا موقفك منه ؛ لأن هذا مما له صلة باهتماماتك البلاغية . قال رحمه الله :
( وجملة: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} مؤكدة لجملة: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} وفائدة هذا التأكيد تحقيق اطراد هذا الوعد وتعميمه لأنه خبر عجيب.(1/2246)
ومن المفسرين من جعل اليسر في الجملة الأولى يسر الدنيا وفي الجملة الثانية يسر الآخرة وأسلوب الكلام العربي لا يساعد عليه لأنه متمحض لكون الثانية تأكيداً.
هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم «لن يغلب عسر يسرين» قد ارتبط لفظه ومعناه بهذه الآية. وصُرح في بعض رواياته بأنه قرأ هذه الآية حينئذ وتضافر المفسّرون على انتزاع ذلك منها فوجب التعرض لذلك، وشاع بين أهل العلم أن ذلك مستفاد من تعريف كلمة العسر وإعادتها معرفة ومن تنكير كملة «يسر» وإعادتها منكَّرة، وقالوا: إن اللفظ النكرة إذا أعيد نكرة فالثاني غير الأول وإذا أعيد اللفظ معرفة فالثاني عين الأول كقوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول}(المزمل: 15، 16).
وبناء كلامهم على قاعدة إعادة النكرة معرفة خطأ لأن تلك القاعدة في إعادة النكرة معرفة لا في إعادة المعرفة معرفة وهي خاصة بالتعريف بلام العهد دون لام الجنس، وهي أيضاً في إعادة اللفظ في جملة أخرى والذي في الآية ليس بإعادة لفظ في كلام ثان بل هي تكرير للجملة الأولى، فلا ينبغي الالتفات إلى هذا المأخذ، وقد أبطله من قبل أبو علي الحسين الجرجاني في كتاب «النظم» كما في «معالم التنزيل». وأبطله صاحب «الكشاف» أيضاً، وجعل ابن هشام في «مغني اللبيب» تلك القاعدة خطأ.(1/2247)
والذي يظهر في تقرير معنى قوله: «لن يغلب عسر يسرين» أن جملة: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} تأكيد لجملة {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} . ومن المقرر أن المقصود من تأكيد الجملة في مثله هو تأكيد الحكم الذي تضمنه الخبر. ولا شك أن الحكم المستفاد من هذه الجملة هو ثبوت التحاق اليسر بالعسر عند حصوله، فكان التأكيد مفيداً ترجيح أثر اليسر على أثر العسر، وذلك الترجيح عبر عنه بصيغة التثنية في قوله: «يسرين»، فالتثنية هنا كناية رمزية عن التغلب والرجحان فإن التثنية قد يكنى بها عن التكرير المراد منه التكثير كما في قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} (الملك: 4) أي ارجع البصر كثيراً لأن البصر لا ينقلب حسيراً من رَجعتين. ومن ذلك قول العرب: لَبَّيْك، وسَعْدَيك، ودَوَاليك» والتكرير يستلزم قوة الشيء المكرر فكانت القوة لازِمَ لازِممِ التثنية وإذا تعددت اللوازم كانت الكناية رمزية.
وليس ذلك مستفاداً من تعريف {الْعُسْرِ} باللام ولا من تنكير «اليسر» وإعادته منكراً.) انتهى
---
جمال حسني الشرباتي
01-31-2005, 10:28 PM
الأخ العبيدي
لقد قرأته قبل أن أكتب مشاركتي--ولكن لا أعرف ما أقول لك ---إنه كما ينتج أخي بعد صلاة الإستخارة--فأجد قلبي قد مال مع هذا المفسر أو ذاك--ولا أقول بالهوى--إنما بعد تمحيص الاقوال لا أستطيع مقاومة توجه قلبي مع قول دون آخر--واضح أنه قائل بالتكرار ورأيه له وجاهته--ولكنه لم يزحزحني عن رأيي فحاول أنت
ثم خبرني---هل أنت مع قول الكشاف بأن إبن مسعود ذكرها في مصحفه غير مكررة؟؟
---
أحمد البريدي
01-31-2005, 10:59 PM
للفائدة : الحديث الذي اشرتما إليه " لن يغلب عسرٌ؛ يسرين " ورد مرفوعاً وموقوفاً بأسانيد كلها ضعيفة , وإليك بيانها مختصراً :(1/2248)
المرفوع جاء من حديث ابن مسعود رواه الطبراني في الكبير (10 /85 ) وفي اسناده ابو حمزة ميمون الأعور ضعيف , وضعف اسناده ابن حجر في الفتح .
وجاء ايضاً من حديث أنس بن مالك رواه الطبراني في الأوسط(2/145 ) والحاكم في المستدرك (2 / 280) وغيرهما وفي اسناده عائذ بن شريح ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد.
ومن حديث جابر ذكره ابن حجر في الفتح وضعفه (9/ 730)
وجاء ايضاً من مرسل الحسن البصري رواه عبد الرزاق في تفسيره وابن جرير والحاكم .
ومن مرسل قتادة رواه الطبري في تفسيره .
كما روي موقوفاً على ابن مسعود من عدة طرق كلها منقطعة أو ضعيفة انظر الفتح (9/730 )
وجاء موقوفاً على عمر عند مالك في الموطأ من طريق منقطع , وموقوفاً على ابن عباس في معاني القرآن للفراء باسناد ضعيف .
وقال الحاكم في المستدرك : صحت الرواية عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب . اهـ ولم أقف على اسانيدهما , والحاكم مشهور بتساهله فالله أعلم .
للفائدة راجع : السلسلة الضعيفة للألباني رقم (4342 )
---
أبومجاهدالعبيدي
01-31-2005, 11:07 PM
رأيي في قول الزمخشري في الكشاف عن مصحف ابن مسعود هو :
هذا يحتاج إلى سند ثابث ، وهو معارض لما ثبت عن ابن مسعود بإسناد جيد أنه قال : ( لو كان العسر في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه، ولن يغلب عسر يسرين، إن الله يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} .) أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصبر وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان . قال الحافظ : إسناده جيد . وانظر الدر المنثور 15/502 طبعة دار هجر بإشراف الدكتور التركي
---
(1/2249)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رمضانيات (16)
---
رمضانيات (16)
---
د. محمد مشرح
10-31-2004, 11:24 AM
رمضانيات *
دعاء اليوم:
اللهم نور بالعلم قلبي، واستعمل بطاعتك بدني، وخلص من الفتن سري، واشغل بالاعتبار فكري، وقني شر وساوس الشيطان، وأجرني منه يا رحمن حتى لا يكون له عليّ سلطان
حديث اليوم: قال الله تعالى فى الحديث القدسى :
(عبدى خلقتك لعبادتى فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، إن قل فلا تحزن وإن كثر فلا تفرح ... إن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وعقلك وكنت عندى محمودا ... وإن لم ترض بما قسمته لك أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندى مذموماً ... وعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش فى الفلاة، ولا تصيب منها إلا ما كتبته لك)
حوارات حية
الضيف:
الشيخ منير الركراكي
الموضوع:
استشارات إيمانية
اليوم:
الخميس 28/10/2004
الوقت:
مكة 13:30 : 14:30
غرينتش 10:00 : 11:30
درس التجويد اليومي:
الدرس السادس عشر:
المد الفرعي وحكم كل نوع
وهو إما مد متصل أو منفصل أو عارض للسكون أو مد لين أو مد بدل أو مد لازم مثقل أو مخفف في الكلمة أو في الحرف وإليك توضيح كل ذلك:
1- المد الواجب المتصل: وهو ما كان سببه الهمزة المتصلة بحرف المد قبلها من نفس الكلمة، مثل جاء، جيئ، سوء. تمد كل منها أربع أو خمس حركات وجوباً.
2- المد الجائز المنفصل: وهو ما كان سببه الهمزة المنفصلة من حرف المد في كلمة أخرى مثل: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ)) ((إِنِّي أَنَا الله)) ((قُولُوا آمَنَّا)) ويجوز مده من أربع حركات إلى خمس جوازاً.
3- المد العارض للسكون: وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون غير أصلي بل سببه الوقف فقط، مثل: ((وَإِيَاكَ نَسْتَعِينْ)) ((لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد)) ويمد حركتان أو أكثر إلى ست حركات.(1/2250)
4- المد اللين: ويلحق بالمد العارض للسكون، وتكون عندما يقع السكون بعد حرف لين الواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما مثل: ((عَلَيْهِم دَائِرَة السَّوءِ)) ((مِنْ شيءٍ)) ((قُرَيش)) ((البَيْت)) ويمد حركتان ويجوز مده أكثر.
فتاوى رمضان:
هل هناك لفتات إيمانية في رمضان يمكننى الاستعانة بها على طريق الله تعالى؟
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
من القيم التربوية في رمضان، أنه جعل التقوى هدفا يسعى إليه الساعون، فيقبل الفرد على الطاعات ويبتعد عن المعاصي، وهذا يزيد الإيمان ويجعله حيا في القلوب، ويعود الإنسان على الطاعة وترتيب أولوياته، ويجعل من بيته بيتا إيمانيا.
يقول الشيخ أحمد حمود الدبوس إمام وخطيب بالكويت:
القيم التربوية في شهر رمضان، كثيرة جدا، وأطرح عليك شيئا منها:
اللفتة التربوية الأولى: رمضان شهر التقوى؛ فأرجوك أن تعطي المعاني التربوية لما تحمل هذه الكلمة من معان عظيمة في اتباع الأوامر واجتناب النواهي، وتتطرق في اتباع الأوامر والطاعات والصالحات، وغيرها من أعمال البر، والنواهي من خطورة المعصية والكبائر وغيرها.
اللفتة التربوية الثانية: رمضان شهر التغيير من ضعف الإيمان إلى قوة الإيمان، ومن السلبية إلى الإيجابية، ومن الفتور إلى الهمة، وغيرها من الأمور الأخرى.
اللفتة الثالثة: التهديف في رمضان للفردوس الأعلى، من حيث تعرض صور جيل السلف في حرصهم على تحقيق ذلك المنال.
اللفتة الرابعة: العمل والنشاط والهمة، لا الكسل ولا النوم .
اللفتة الخامسة: نقل فضائل رمضان عمليا، والحرص والاجتهاد في تحقيقها.
واللفتة السادسة والأخيرة: اقتناص الفرص، ورمضان من أعظم الفرص لتحصيل الخير، وتربية النفس.
والله أعلم.
* المرجع : الإسلام أون لاين
---
(1/2251)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية وحديث (4) - هل أسلم شيطان الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟
---
آية وحديث (4) - هل أسلم شيطان الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟
---
سيف الدين
04-09-2006, 06:25 PM
جاء في صحيح مسلم:
(7059) ــ حدّثني هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ. حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ ،، زَوْجَ النَّبِيِّ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ. فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ. فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟» فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : «أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَوَ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ «نَعَمْ. وَلاكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ». (صحيح مسلم)
(7057) ــ حدّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا. وَقَالَ عُثْمَانُ : حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ : «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ». قَالُوا: وَإِيَّاكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ «وَإِيَّايَ. إِلاَّ أَنَّ اللّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ. فَلاَ يَأْمُرُنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ». (مسلم)
وجاء في سنن الترمذي:(1/2252)
وقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ فِي مُجالِدِ بنِ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. وسَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: قالَ سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ النَّبيِّ «وَلكِنَّ الله أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلمُ» : يَعْني أَسلَمُ أنَا مِنْهُ.
قالَ سُفْيَانُ والشيطان لاَ يُسْلِمُ. (الترمذي)
كما نرى, لم يذهب المسلمون في هذا الحديث الذي يروي اسلام شيطان الرسول مذهبا واحدا, فسفيان بن عيينة يذهب الى ان الشيطان لا يسلم ... وبغضّ النظر عن صحة ما روي عن سفيان فان الحجة لا تكمن في الرواية عن سفيان, بل ما تضمنه رأيه من حجّة ... جاء في اصلاح غلط المحدثين: "عامة الرواة يقولون الراوي على مذهب الفعل الماضي يريدون أن الشيطان قد أسلم إلا سفيان بن عيينة فإنه يقول الراوي وإنما المعنى أسلم من شره وكان يقول الشيطان لا يسلم" (اصلاح غلط المحدثين ص135)
وليست القضية هنا هو الانتصار لرأي سفيان, وانما هو الانتصار لبشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ... ان اصحاب العقول البسيطة يرون ان اضفاء صفات استثنائية على الرسول يزيد من حجة الرسالة الالهية الخاتمة, رغم ان القرآن الكريم يذهب عكس ذلك تماما ...
ان المعاندين للرسالة الالهية كانوا يدقّقون في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم أيّما تدقيق, غير انهم لم يكونوا يرون فيه الا الانسان البشري العادي: {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا} (الفرقان 7) {وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا} (الاسراء 94)(1/2253)
ان مفهوم بشرية الرسول ليست حكرا على المسلمين, بل هو شيء في متناول الناس جميعا ... اي ان الناس جميعا تستطيع ان تتلمّس بشريته عليه الصلاة والسلام من خلال طبيعتهم البشرية, وتستطيع ان تكوّن مفهومها عن بشريته من خلال مفهومها عن بشريتهم في الاطر المكوّنة للمخلوق البشري بما يحمل من حاجات ومشاعر وأحاسيس وقدرات ... فمفهوم البشرية لا يجوز ان يخصّص ولا بأي حال من الاحوال, ولا يجوز القول ان الرسول كان بشرا في بعض الاحوال وفي غيرها لا, او ننزع عن الرسول الحاجات والاحاسيس والمشاعر والقدرات المكوّنة للذوات البشرية ... ان القرآن حين كان يقول ان الرسول بشر كان يخاطب بذلك الناس جميعا بما فيهم الكفار ... ممّا يعني ان مفهوم البشرية الموجود في هذه الايات هو المفهوم الذي تعلمه الناس جميعا بما في ذلك المشركين ... وان الابهام في هذا المفهوم هو مدخل للطعن في الرسالة الخاتمة ... حسب السياق القرآني, ان بشرية الرسول لا تتعارض ولا بوجه من الوجوه مع مصداقية الرسالة الخاتمة, بل على العكس من ذلك ... ولقد حاول الكثيرون من مشركي مكة ان يجعل دائرة بشريته السوية صلى الله عليه وسلم محطّ تساؤل وتشكيك, فكانوا يتهمونه بالسحر والجنون والكهانة والشعوذة ... وكانوا يرون ان هناك من هو أحق منه بالرسالة {وقالوا لولا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} ...
والعجب ان تتحوّل بشرية الرسول من حجّة على الناس الى شبهة وطعن في الدين حين نحاول التأكيد على بشريته صلى الله عليه وسلم من جديد!(1/2254)
ان ما يميّز البشرية منذ بدء الخليقة, منذ آدم عليه السلام وحتى يوم القيامة هو صراعها مع ابليس الذي رفض السجود لآدم وتوعّد باغواء البشرية واخراجها عن طاعة الله ... فاذا كان شيطان الرسول قد اسلم فمعنى ذلك ان الرسول عليه الصلاة والسلام خرج من دائرة هذا الصراع ... وبذلك فقد الرسول صلى الله عليه وسلم اهم ما يميّز النبوة وهو ان يكون حلقة الوصل بين الوحي الالهي والتجربة البشرية ... فبخروجه عن ان يكون له شيطان, خرج عن ان يكون مثالا حقيقيا لتعامل الانسان مع وساوسه ونوازع الشر في داخله ... وبهذا تصبح الرسالة الخاتمة رسالة مثالية غير قابلة للتطبيق على النموذج الانساني والبشري حيث ان شخص النبوة احتاج الى تعديلات حتى استطاع ان يحمل اعباء تكاليفها ... وهذا بالتالي سيخوي الكثير من الايات القرآنية من مفاهيمها, وهذا ما حدث بالفعل ...... فالايات التي تتحدث عن وساوس الشيطان للرسول وجب صرفها بما يتوافق مع القول بأن الرسول معصوم حتى في خواطره وحديث نفسه ... غير ان الامر لم يقف عند هذا الحدّ حتى جاء الحديث {ولكن الله أعانني عليه فأسلم} ليقف في وجه الايات التي تقول ان للرسول ما يوسوس له كغيره من الناس : {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} و {واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}
ولنتمعّن الان في النصوص التالية:
1- "جاء في شرح النووي: قال القاضي: واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه." انتهى(1/2255)
ان اجماع الامة في هذا الامر لا يعتبر دليلا لأن هذا الكلام يتناول باطن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما ليس لأي انسان اليه سبيل الا ضمن ما اخبر الله تعالى به ... وان اخبار القرآن الكريم تفيد ان الرسول صلى الله عليه وسلم عرضة لوساوس الشيطان كغيره من الانبياء مثل آدم عليه السلام وكغيره من البشر بحكم بشريته: {وقل أعوذ بك رب من همزات الشياطين وأعوذ بك رب ان يحضرون} ... {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} ... وان هذا الكلام ليس فيه انتقاص للرسول او النبوة, بل هو تأكيد لما ذهب اليه القرآن الكريم :{قل انما انا بشر مثلكم يوحى اليّ} غير ان اشكال المسلمين هنا هو انهم لم يفصلوا بين الوحي والرسول بل كانت هناك محاولات دائمة للقول بأن الوحي متلبّس بأفعال الرسول واقواله , ولمّا كان الامر كذلك اوجب عليهم القول بأن الرسول معصوم في اقواله وافعاله وتجاوز الامر الى خواطره ايضا ... وهكذا يصبح الرسول في صيغته الحقيقية, حسب وصفهم, يمتلك من البشرية فقط صورتها, وهذه الصورة يحرّكها وحي الله ... او بكلمة اخرى الرسول هو وحي يمتلك صورة بشرية!!
2- جاء في تحفة الاحوذي:
(قال سفيان فالشيطان لا يسلم) يعني قوله فأسلم ليس بصيغة الماضي حتى يثبت إسلام الشيطان فإن الشيطان لا يسلم. قال في المجمع وهو ضعيف: فإن الله تعالى على كل شيء قدير، فلا يبعد تخصيصه من فضله بإسلام قرينه انتهى. قال ابن الأثير في النهاية: وما من آدمي إلا ومعه شيطان، قيل: ومعك؟ قال نعم. ولكن الله أعانني عليه فأسلم. وفي رواية حتى أسلم أي انقاد واستسلم وكف عن وسوستي. وقيل دخل في الإسلام فسلمت من شره، وقيل إنما هو فأسلم بضم الميم على أنه فعل مستقبل أي أسلم أنا منه ومن شره. ويشهد للأول الحديث الا?خر كان شيطان آدم كافراً وشيطاني مسلماً انتهى. قلت لو صح هذا الحديث لكان شاهداً قوياً للأول وإني لم أقف على سنده ولا على من أخرجه (تحفة الاحوذي)(1/2256)
يحتج هنا من يرفض رأي سفيان بردّ الامر الى قدرة الله تعالى وان الله قادر على ان يجعل شيطان الرسول مسلما ...
ان الاستشهاد بقدرة الله عز وجل هنا لا معنى له ... ان صفات الله عز وجلّ واحدة, وان احدى مفردات العقم في فهم هذا الدين ان نظن ان قدرة الله قد تعمل بمعزل عن حكمته او صدقه او عدله ... ان جميع صفات الله هي واحدة لا تنفصم ... فقدرته تعالى لا تعمل بمعزل عن صدقه وعدله وحكمته ... فاذا سألنا: هل الله قادر على ان يدخل المؤمن النار ويدخل الكافر الجنة؟ للوهلة الاولى يبدو ان هذا السؤال يتعلّق بقدرة الله عزّ وجلّ, غير ان الامر ليس كذلك ... ان اي جواب على مثل هذه الاسئلة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار صفات الله جميعا ... فاذا كان الله قد اخبر في كتابه بأنه سيدخل المؤمن الجنة والكافر النار وقال تعالى: {ومن اصدق من الله حديثا}, فانه لا يجوز ان نسأل سؤالا تكون فيه قدرته طعنا في عدله وصدقه ... فهذا من بديهيات العقل والحسّ السليم ... لذا نقول ان السؤال اعلاه وان كان ظاهره السؤال عن قدرة الله الا انه في حقيقة امره سؤال عن عدل الله وصدقه ايضا ... واني لا أرى ان الناس ترى فيمن يحاول ان يثبت قوته بقتل ابنه الا انسانا مجنونا اخرقا ... فلنتق الله ولنحسن أدب السؤال في ذات الله عز وجل... لذا فانا نرى ان ما جاء في نص تحفة الاحوذي اعلاه من الاستشهاد بقدرة الله عز وجل لا تقوم به حجة لأن الله اخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة في القرآن {واما ينسينك الشيطان} {واما ينزغنك الشيطان} فهذا فيه من الحجة ما فيه امام من يقولون بأن شيطان الرسول قد أسلم ...
3- جاء في فتح الباري:(1/2257)
قوله (وبطانة تأمره بالشر) في رواية الأوزاعي ” وبطانة لا تألوه خبالا ” وقد استشكل هذا التقسيم بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه وإن جاز عقلا، أن يكون فيمن يداخله من يكون من أهل الشر لكنه لا يتصور منه أن يصغي إليه، ولا يعمل بقوله لوجود العصمة، وأجيب بأن في بقية الحديث الإشارة إلى سلامة النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله ” فالمعصوم من عصم الله تعالى ” فلا يلزم من وجود من يشير على النبي صلى الله عليه وسلم بالشر أن يقبل منه..." انتهى
ان ما جاء في فتح الباري يردّه ما جاء في القرآن الكريم : {انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما (105) واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما (106) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما} (النساء 105-107)
4- قال تعالى: {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم} (الاعراف 200) وجاء في روح المعاني ج9 ص148 : " والآية على ما نص عليه بعض المحققين من باب لئن أشركت ليحبطن عملك فلا حجة فيها لمن زعم عدم عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من وسوسة الشيطان وإرتكاب المعاصي" انتهى
ان هذا الاستشهاد لا تقوم به حجة لأن الله رتّب على الاشراك احباط العمل, بينما رتّب على نزغ الشيطان أمر الهي بالاستعاذة ... ويمكننا القول بأن الآية هي اولى بأن تكون من باب {واما تعرضن عنهمم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} (الاسراء 28) فهذه الاية اقرب في تركيبها اللغوي من الاية التي استشهد بها في نص تفسير روح المعاني اعلاه..(1/2258)
ما اروع السياق القرآني الكريم وهو يصهر شخص الرسول في الذين اتقوا حتى يكون لهم اسوة حسنة ... فبعد ان امر الله نبيّه بالاستعاذة من الشيطان {واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم} (الاعراف 200), يتجه السياق القرآني ليعمّم هذه الحالة على من تمسّك بتقوى الله {ان الذين اتقوا اذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون} (الاعراف 201) ... ان روعة الاسلوب القرآني تجعل من الرسول مثالا للتطبيق, ثم يأخذ بيد الرسول بسلاسة النص ليسلكه في منظومة المتقين ...
وجميل هو ما جاء في تفسير القرطبي: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال تلك محض الإيمان وفي حديث أبي هريرة ذلك صريح الإيمان والصريح الخالص وهذا ليس على ظاهره إذ لا يصح أن تكون الوسوسة نفسها هي الإيمان لأن الإيمان اليقين وإنما الإشارة إلى ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبوا على ما وقع في أنفسهم فكأنه قال جزعكم من هذا هو محض الإيمان وخالصه لصحة إيمانكم وعلمكم بفسادها فسمى الوسوسة إيمانا لما كان دفعها والإعراض عنها والرد لها وعدم قبولها (القرطبي ج7 ص348)
واذا اردنا ان نضع النقاط الاخيرة في هذا الموضوع نقول ان حديث اسلام شيطان الرسول غير مقبول على الاطلاق حتى ولو ذهب البعض الى ان المعنى ان الرسول يسلم من الشيطان وليس معناه اسلام الشيطان لأن الحديث يحمل في بنيته مغايرة بين الرسول وغيره من الناس على هذا المستوى حيث جاء التعبير: " نَعَمْ. وَلاكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ" ... فهذا التعبير يفيد ان الرسول مخصوص بعون الله على الشيطان ... الاّ ان يقال ليس هناك خصوصية, والمقصود ان من يتق الله يعنه الله في التغلّب على وساوس شيطانه ... على أيّ, ان السياق لا يوحي بهذا من بعيد او من قريب...
---
سيف الدين
04-22-2006, 11:28 PM
كنت آمل ان أغني هذه السلسلة من آية وحديث باضافات من قبل القرّاء الكرام ..(1/2259)
---
(1/2260)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب مساعدة في الحصول علي ترجمة محمد حسين الذهبي
---
طلب مساعدة في الحصول علي ترجمة محمد حسين الذهبي
---
الشيخ الحضرمي ولد عثمان
06-06-2006, 10:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد إلي الأخوة الكرام أود الحصول علي ترجمة مؤلف التفسير والمفسرون الدكتور محمد حسين الذهبي ، لقد بحثت عن هذه الترجمة كثيرا ولم أجد عنه شياء ، غير أنه قد ترجم له محمد رجب البيومي في كتابه من أعلام العصر وفي كتابه النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين ، ولم استطع الحصول علي هذين الكتابين فأرجوا ممن لديه ترجمه لهذا المؤلف أن يسعفني بها .
والشكر الجزيل
---
(1/2261)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > احتاج الى كتاب التصاريف
---
احتاج الى كتاب التصاريف
---
مسلم السعدون
04-13-2006, 12:56 AM
بسم الله الحمن الرحيم
السلام عليكم .ارجوا من اخواني المؤمنين مساعدتي في الحصول على تلخيص لكتاب التصاريف ولو في صفحة واحده مع ارسال هوية الكتاب
---
جمال أبو حسان
04-13-2006, 08:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله سارسل لكم الفهرس عبر هذه الشبكة مع التعريف بهوية الكتاب لكن اصبر علي قليلا فقد شغلت بامتحانات الجامعة التي اخذت كل الوقت ولعلي اجد متسعا ارسل لكم ذلك عبر التصوير الضوئي في الاسبوع القادم بحول الله تعالى
---
(1/2262)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاشتقاق الكبير والدراسات القرآنية
---
الاشتقاق الكبير والدراسات القرآنية
---
أم رحمة
04-01-2006, 11:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أستفسر عن موضوع الاشتقاق (الكبير؟) وأنواعه والدراسات القرآنية - هل دُرِس هذا الموضوع سابقا؟ إني أفكر في شيء يتعلق به لعنوان رسالة الماجستير، فهل لكم من الاقتراحات عن تطبيقه أو صيغة العنوان؟ أو أي إرشادات أخرى؟
وجزاكم الله خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله
أم رحمة
---
أبو حذيفة
04-02-2006, 12:39 AM
يا أم رحمه ماذا تقصدين بالإشتقاق الكبير ؟ والدراسات القرآنية موضوع طويل جداً فعن أي نوع تسألين ؟ وهل تخصصك لغة عربية أم تفسير ؟ بيني ذلك ليمكن للفضلاء مساعدتك رحمك الله .
---
لؤي الطيبي
04-02-2006, 04:31 AM
الاشتقاق عند علماء اللغة أن يكون هناك تناسب بين الصيغتين في اللفظ والمعنى ، وهو على ثلاثة أقسام :
1 - الاشتقاق الصغير ، ويُسمّى الأصغر أيضاً . وهو أن ينتظم اللفظتين المتخالفتين وزناً المتوافقتين تركيباً معنى واحد ، نحو : كتب كاتب مكتوب . (حاشية الجرجاني على الكشاف : 1/33) .
2 - الاشتقاق الكبير . وهو أن يشتركا في الحروف الأصول من غير ترتيب مع اتحاد في المعنى أو تناسب فيه كالجذب والجبذ والحمد والمدح . ( حاشية الجرجاني على الكشاف 1/37) .
3 - الاشتقاق الأكبر . وهو أن يشتركا في أكثر تلك الحروف فقط ويتناسبا في الباقي مع الاتحاد أو التناسب في المعنى كأله ودله وكالفلق والفلج . ( حاشية الجرجاني على الكشاف 1/37) .(1/2263)
وهناك اشتقاق آخر أسماه ابن جني ( الاشتقاق الأكبر ) . " وهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرّف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد " . ( الخصائص 2/134) .
وذلك نحو ( قول ) ، فإن معناها أين وجدت وكيف وقعت من تقدم بعض حروفها على بعض وتأخّره عنه إنما هو للخفوف والحركة . والتراكيب الستّة هي :
ق و ل ، ق ل و ، و ق ل ، و ل ق ، ل ق و ، ل و ق . ( الخصائص 1/12 ، 2/133) .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن موضوع الاشتقاق لم يكن خالصاً لعلم الصرف وحده ، فهو يمثّل نقطة تقاطع بين الصرف ، والنحو ، واللغة ، ذلك أنه يُدرس من زوايا مختلفة :
1 - من حيث كونُه وسيلة لتغيير بنية الكلمة وإنتاج بنية صرفية جديدة ذات معنى دلالي جديد ==> صرف .
2 - من حيث كونُه وسيلة لتوليد المفردات في العربية ، ووسيلة لمعرفة الأصيل والدخيل ==> لغة .
3 - من حيث كونُه وسيلة للتعبير عن بعض الوظائف النحوية ( البناء للمجهول ، التعدية ) ==> نحو .
وقد أ لّف بعض المتقدّمين كالأصمعي ، وقطرب ، والرماني ، والأخفش ، وأبي نصر الباهلي ، والمفضل بن سلمة ، والمبرد ، وابن دريد ، والزجاج ، وابن السراج ، والنحاس وابن خالويه كتباً في الاشتقاق .
وأما ما يخصّ رسالتك - أختي الكريمة - فلعلّك تبحثين فيها استعمال الاشتقاق عند أحد المفسرّين ، كالزمخشري - مثلاً . فهو قد استعمل كل أنواع الاشتقاق في أثناء كشافه ، ومن ذلك :
1 - الاشتقاق الصغير نحو : يقدم وقادم ومستقدم . جاء في الكشاف : " الرحمن فعلان من رحم كغضبان وسكران من غضب وسكر ، وكذلك الرحيم فعيل منه كمريض وسقيم من مرِضَ وسَقِمَ (1/34) . وكاشتقاق ( الميسر ) من ( اليسر ) (2/272) .(1/2264)
2 - الاشتقاق الكبير كالحمد والمدح . جاء فيه : " الحمد والمدح أخوان ، وهو الثناء والنداء على الجميل من نعمة وغيرها " (1/37) . وجاء فيه : " اللفت والفتل أخوان ومطاوعهما الالتفات والانفتال " (2/82) . وجاء فيه : " الفسوق : الخروج من الشيء والانسلاخ منه ، يقال : فسقت الرطبة عن قشرها . ومن مقلوبه : فسقت البيضة : إذا كسرتها وأخرجت ما فيها ، ومن مقلوبه أيضاً فسقت الشيء : إذا أخرجته عن يد مالكه مغتصباً له عليه " (3/149) . وجاء فيه : " والندم ضَرْبٌ من الغمّ ... وهو غمٌّ يصحب الإنسان صحبة لها دوام ولزام لأنه كلما تذكّر المتندّم عليه راجعه ... ومن مقلوباته : أدمن الأمر : أدامه ، ومدن بالمكان : أقام به ، ومنه : المدينة " (2/149) .
3 - الاشتقاق الأكبر نحو نبع ونبر . والزمخشري مولع بهذا النوع من الاشتقاق ويحاول أن يعقد معنى عامّاً لكل الألفاظ التي ينتظمها هذا الاشتقاق . جاء في كشافه : " أنفق شيء وأنفده أخوان وعن يعقوب : نفق الشيء ونفد وكل ما جاء مما فاؤه وعينه فاء فدالّ على معنى الخروج والذهاب ونحو ذلك إذا تأمّلت " (1/101) . وفيه " المفلح : الفائز بالبغية ... والمفلج بالجيم مثله ... والتركيب دالّ على معنى الشقّ والفتح ، وكذلك أخوانه في الفاء والعين ونحو : فلق وفلذ وقلى " (1/114) . وجاء في الفائق " الرمس والدمس والنمس والطمس والغمس أخوات في معنى الكتمان " (1/508) . وفيه أيضاً " عكم وعكف وعكر وعكل وعكظ وعكا أخوات في معنى الوقوف وما يقرب منه " (3/392) .
أسأل الله لك التوفيق والسداد ..
---
أم رحمة
04-02-2006, 06:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخ الكريم أبو حذيفة، إني أقصد بالاشتقاق الكبير ما أشار إليه الأخ لؤي الطيبي. وكنت أقصد في بالي بالدراسات القرآنية القرآن نفسه ولكن لا أدري لماذا اشتعملت تلك الصيغة، فأعتذر.
إني تخصصي لغة وليس تفسير. وجزاكم الله خيرا على الإرشادات.(1/2265)
الأخ الفاضل لؤي الطيب، أشكر لك على عونك الكريم. هل ترون أن هناك مجالا لبحثي عن الاشتقاق الكبير في القرآن الكريم نفسه [ودلالاته؟] وليس عند المفسرين، مع أنني سأرجع إلى كتب المفسرين للمساعدة في ذلك، وإن كان هناك مجال فكيف صياغة العنوان؟
أشكر لكم جزيل الشكر على مساعدتكم وأسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء. آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/2266)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات ،
---
كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات ،
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 02:02 PM
كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات ،
كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مسألة سماع الأموات ،(1/2267)
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " عند قوله تعالى : ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا ) أي كافرًا فأحييناه أي بالإيمان والهدى وهذا لا نزاع فيه وفيه إطلاق الموت وإرادة الكفر بلا خلاف وكقوله لّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي لا يستوي المؤمنون والكافرون ومن أوضح الأدلّة على هذا المعنى أن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى الآية وما في معناها من الآيات كلّها تسلية له صلى الله عليه وسلم لأنه يحزنه عدم إيمانهم كما بيّنه تعالى في آيات كثيرة كقوله تعالى قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ وقوله تعالى وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ وقوله وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وقوله تعالى فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وكقوله تعالى فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ وقوله تعالى فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى ءاثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بهذا الْحَدِيثِ أَسَفاً وقوله تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ إلى غير ذلك من الآيات كما تقدّم إيضاحه ولما كان يحزنه كفرهم وعدم إيمانهم أنزل اللَّه آيات كثيرة تسلية له صلى الله عليه وسلم بيّن له فيها أنه لا قدرة له صلى الله عليه وسلم على هدي من أضلّه اللَّه فإن الهدى والإضلال بيده جلَّ وعلا وحده وأوضح له أنه نذير وقد أتى بما عليه فأنذرهم على أَكمل الوجوه وأبلغها وأن هداهم وإضلالهم بيد من خلقهم ومن الآيات النازلة تسلية له صلى الله عليه وسلم قوله هنا إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي لا تسمع من أضلّه اللَّه إسماع هدى وقبول وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ يعني ما تسمع إسماع هدى وقبول إلاّ من هديناهم للإيمان بآياتنا فَهُم مُّسْلِمُونَ ، والآيات الدالَّة(1/2268)
على هذا المعنى كثيرة كقوله تعالى إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَن يُضِلُّ وقوله تعالى وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ وقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاء وقوله تعالى أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ إلى غير ذلك من الآيات ولو كان معنى الآية وما شابهها إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى أي الذين فارقت أرواحهم أبدانهم لما كان في ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم كما ترى واعلم أن آية النمل هذه جاءت آيتان أُخريان بمعناها الأولى منهما قوله تعالى في سورة الروم فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ بهادي الْعُمْىِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِئَايَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ولفظ آية الروم هذه كلفظ آية النمل التي نحن بصددها فيكفي في بيان آية الروم ما ذكرنا في آية النمل والثانية منهما قوله تعالى في سورة فاطر إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ وآية فاطر هذه كآية النمل والروم المتقدمتين لأن المراد بقوله فيها مَن فِى الْقُبُورِ الموتى فلا فرق بي قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وبين قوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لأن المراد بالموتى ومن في القبور واحد كقوله تعالى وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى الْقُبُورِ أي يبعث جميع الموتى من قُبِر منهم ومن لم يقبر وقد دلَّت قرائن قرءانيّة أيضًا على أن معنى آية فاطر هذه كمعنى آية الروم(1/2269)
منها قوله تعالى قبلها وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ لأن معناها لا ينفع إنذارك إلا من هداه اللَّه ووفّقه فصار ممن يخشى ربّه بالغيب ويقيم الصلاة وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ أي الموتى أي الكفار الذين سبق لهم الشقاء كما تقدّم ومنها قوله تعالى أيضًا وَمَا يستوي الأعمى وَالْبَصِيرُ أي المؤمن والكافر وقوله تعالى بعدها وَمَا يستوي الأحياء وَلاَ الأموات أي المؤمنون والكفار ومنها قوله تعالى بعده إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ أي ليس الإضلال والهدى بيدك ما أنت إلا نذير أي وقد بلّغت التفسير الثاني هو أن المراد بالموتى الذين ماتوا بالفعل ولكن المراد بالسماع المنفي في قوله إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع صاحبه به وأن هذا مثل ضرب للكفار والكفار يسمعون الصوت لكن لا يسمعون سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع كما لم ينف ذلك عن الكفار بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذين ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا وهذا التفسير الثاني جزم به واقتصر عليه أبو العباس ابن تيمية كما سيأتي إيضاحه إن شاء اللَّه في هذا المبحث وهذا التفسير الأخير دلَّت عليه أيضًا آيات من كتاب اللَّه جاء فيها التصريح بالبكم والصمم والعمى مسندًا إلى قوم يتكلّمون ويسمعون ويبصرون والمراد بصممهم صممهم عن سماع ما ينفعهم دون غيره فهم يسمعون غيره وكذلك في البصر والكلام وذلك كقوله تعالى في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ فقد قال فيهم صُمٌّ بُكْمٌ مع شدّة فصاحتهم وحلاوة ألسنتهم كما صرّح به في قوله تعالى فيهم وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ أي لفصاحتهم وقوله تعالى فَإِذَا(1/2270)
ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ فهؤلاء الذين إن يقولوا تسمع لقولهم وإذا ذهب الخوف سلقوا المسلمين بألسنة حداد هم الذين قال اللَّه فيهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ وما ذلك إلاَّ أن صممهم وبكمهم وعماهم بالنسبة إلى شيء خاص وهو ما ينتفع به من الحقّ فهذا وحده هو الذي صمّوا عنه فلم يسمعوه وبكموا عنه فلم ينطقوا به وعموا عنه فلم يروه مع أنهم يسمعون غيره ويبصرونه وينطقون به كما قال تعالى وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مّن شيء وهذا واضح كما ترى ، وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح مع شواهده العربية في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في سورة البقرة في الكلام على وجه الجمع بين قوله في المنافقين صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ مع قوله فيهم وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وقوله فيهم سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ وقوله فيهم أيضًا وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ وقد أوضحنا هناك أن العرب تطلق الصمم وعدم السماع على السماع الذي لا فائدة فيه وذكرنا بعض الشواهد العربية على ذلك مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلّمهم وأن قول عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها إنهم لا يسمعون استدلالاً بقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها رضي اللَّه عنها وممن تبعها وإيضاح كون الدليل يقتضي رجحان ذلك مبني على مقدّمتين الأولى منهما أن سماع الموتى ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث متعدّدة ثبوتًا لا مطعن فيه ولم يذكر صلى الله عليه وسلم أن ذلك خاص بإنسان ولا بوقت والمقدمة الثانية هي أن النصوص الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم في سماع الموتى لم يثبت في الكتاب ولا في السنة شيء(1/2271)
يخالفها وتأويل عائشة رضي اللَّه عنها بعض الآيات على معنى يخالف الأحاديث المذكورة لا يجب الرجوع إليه لأن غيره في معنى الآيات أولى بالصواب منه فلا ترد النصوص الصحيحة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بتأوّل بعض الصحابة بعض الآيات وسنوضح هنا إن شاء اللَّه صحة المقدمتين المذكورتين وإذا ثبت بذلك أن سماع الموتى ثابت عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض صريح علم بذلك رجحان ما ذكرنا أن الدليل يقتضي رجحانه أمّا المقدمة الأولى وهي ثبوت سماع الموتى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فقد قال البخاري في صحيحه حدّثني عبد اللَّه بن محمد سمع روح بن عبادة حدّثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال فلمّا كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها رحلها ثم مشى واتّبعه أصحابه وقالوا ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا قال فقال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه له حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وندمًا فهذا الحديث الصحيح أقسم فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع لما يقول صلى الله عليه وسلم من أولئك الموتى بعد ثلاث وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم في ذلك تخصيصًا وكلام قتادة الذي ذكره عنه البخاري اجتهاد منه فيما يظهر وقال البخاري في صحيحه أيضًا(1/2272)
حدثني عثمان حدّثني عبدة عن هشام عن أبيه عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال وقف النبيّ صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ثم قال إنهم الآن يسمعون ما أقول فذكر لعائشة فقالت إنما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية انتهى من صحيح البخاري وقد رأيته أخرج عن صحابيين جليلين هما ابن عمر وأبو طلحة تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن أُولئك الموتى يسمعون ما يقول لهم وردّ عائشة لرواية ابن عمر بما فهمت من القرءان مردود كم سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى وقد أوضحنا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى أن ردّها على ابن عمر أيضًا روايته عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يعذّب ببكاء أهله بما فهمت من الآية مردود أيضًا وأوضحنا أن الحقّ مع ابن عمر في روايته لا معها فيما فهمت من القرءان وقال البخاري في صحيحه أيضًا حدّثنا عياش حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد قال وقال لي خليفة حدثنا ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي اللَّه عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذ وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل محمّد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله فيقال أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك اللَّه به مقعدًا في الجنّة الحديث وقد رأيت في هذا الحديث الصحيح تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الميّت في قبره يسمع قرع نعال من دفنوه إذا رجعوا وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ولم يذكر صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصًا وقال مسلم بن الحجاج رحمه اللَّه في صحيحه حدّثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال : قال أنس كنت مع عمر ح وحدثنا(1/2273)
شيبان بن فروخ واللفظ له حدّثنا سليمان بن المغيرة بن ثابت عن أنس بن مالك قال كنّا مع عمر بين مكّة والمدينة فتراءينا الهلال الحديث وفيه فقال إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدًا إن شاء اللَّه قال فقال عمر فوالذي بعثه بالحقّ ما أخطأوا الحدود التي حدّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم اللَّه ورسوله حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني اللَّه حقًّا قال عمر يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف تكلّم أجسادًا لا أرواح فيها قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ شيئًا حدّثنا هداب بن خالد حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترك قلتى بدر ثلاثًا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعدكم اللَّه حقًّا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر ثم ذكر مسلم بعد هذا رواية أنس عن أبي طلحة التي ذكرناها عن البخاري فترى هذه الأحاديث الثابتة في الصحيح عن عمر وابنه وأنس وأبي طلحة رضي اللَّه عنهم فيها التصريح من النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع من أولئك الموتى لما يقوله صلى الله عليه وسلم وقد أقسم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يذكر تخصيصًا وقال مسلم رحمه اللَّه في صحيحه أيضًا حدّثنا عبد بن حميد حدّثنا يونس بن محمد حدّثنا شيبان بن عبد الرحمان(1/2274)
عن قتادة حدّثنا أنس بن مالك قال قال نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وُضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيعقدانه الحديث وفيه تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بسماع الميّت في قبره قرع النعال وهو نصّ صحيح صريح في سماع الموتى وظاهره العموم في كل من دفن وتولّى عنه قومه كما ترى ومن الأحاديث الدالَّة على عموم سماع الموتى ما رواه مسلم في صحيحه حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك وهو ابن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلّما كان ليلتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون اللَّهمّ اغفر لأهل بقيع الفرقد ولم يقم قتيبة قوله وأتاكم ما توعدون وفي رواية في صحيح مسلم عنها قالت كيف أقول لهم يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللَّه المستقدمين منّا والمستأخرين وإنّا إن شاء اللَّه بكم للاحقون ثم قال مسلم رحمه اللَّه حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأسدي عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر السلام على أهل الديار وفي رواية زهير السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء اللَّه بكم للاحقون نسأل اللَّه لنا ولكم العافية انتهى من صحيح مسلم وخطابه صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقوله السلام عليكم وقوله وإنا إن شاء اللَّه بكم ونحو ذلك يدلّ دلالة واضحة على أنهم(1/2275)
يسمعون سلامه لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم ولا شكّ أن ذلك ليس من شأن العقلاء فمن البعيد جدًّا صدوره منه صلى الله عليه وسلم وسيأتي إن شاء اللَّه ذكر حديث عمرو بن العاص الدالّ على أن الميّت في قبره يستأنس بوجود الحيّ عنده ، وإذا رأيت هذه الأدلّة الصحيحة الدالَّة على سماع الموتى فاعلم أن الآيات القرءانية كقوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وقوله وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى الْقُبُورِ لا تخالفها وقد أوضحنا الصحيح من أوجه تفسيرها وذكرنا دلالة القرائن القرءانية عليه وأن استقراء القرءان يدلّ عليه ، وممّن جزم بأن الآيات المذكورة لا تنافي الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا أبو العباس ابن تيمية فقد قال في الجزء الرابع من مجموع الفتاوي من صحيفة خمس وتسعين ومائتين إلى صحيفة تسع وتسعين ومائتين ما نصّه وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البرّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من رجل يمرّ بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام وفي سنن أبي داود وغيره عن أوس بن أبي أوس الثقفي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال إن خير أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول اللَّها كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن اللَّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وهذا الباب فيه من الأحاديث والآثار ما يضيق هذا الوقت عن استقصائه مما يبيّن أن الأبدان التي في القبور تنعم وتعذّب إذا شاء اللَّه ذلك كما يشاء وأن الأرواح باقية بعد مفارقة البدن ومنعمة أو معذّبة ولذا أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى كما ثبت في الصحيح والسنن أنه كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا السّلام عليكم(1/2276)
أهل الديار من المؤمنين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية اللَّهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذّبين في قبورهم ورأوهم بعيونهم يعذّبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت بل يجوز أن يكون في حال وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا ثمّ أتاهم فقام عليهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أُميّة بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة ا أليس قد وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا فسمع عمر رضي اللَّه عنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللَّها كيف يسمعون وقد جيفوا فقال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا وقال إنهم ليسمعون الآن ما أقول فذكر ذلك لعائشة فقالت وَهِم ابن عمر إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلت لهم هو الحق ثم قرأت قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى حتى قرأت الآية ، وأهل العلم بالحديث اتّفقوا على صحة ما رواه أنس وابن عمر وإن كانا لم يشهدا بدرًا فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة وأبو طلحة شهد بدرًا كما روى أبو حاتم في صحيحه عن أنس عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر وكان إذا ظهر على قوم أحبّ أن يقيم في عرصتهم ثلاث ليال فلمّا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها فحركها ثم مشى وتبعه(1/2277)
أصحابه وقالوا ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفاء الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا قال عمر بن الخطاب يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم اللَّه حتى أسمعهم توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وتنديمًا وعائشة قالت فيما ذكرته كما تأوّلت ، والنص الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مقدّم على تأويل من تأوّل من أصحابه وغيره وليس في القرءان ما ينفى ذلك فإن قوله تعالى إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه فإن هذا مثل ضربه اللَّه للكفار والكفار تسمع الصوت لكن لا تسمع سماع قبول بفقه واتّباع كما قال تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع بل السماع المعتاد كما لم ينف ذلك عن الكفّار بل انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به وأمّا سماع آخر فلا ينفى عنهم وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الميّت يسمع خفق نعالهم إذا ولّوا مدبرين فهذا موافق لهذا فكيف يرفع ذلك انتهى محل الغرض من كلام أبي العباس ابن تيمية وقد تراه صرّح فيه بأن تأوّل عائشة لا يردّ به النصّ الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم وأنه ليس في القرءان ما ينفي السماع الثابت للموتى في الأحاديث الصحيحة ، وإذا علمت به أن القرءان ليس فيه ما ينفي السماع المذكور علمت أنه ثابت بالنصّ الصحيح من غير معارض ، والحاصل أن تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها بعض آيات القرءان لا تردّ به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم(1/2278)
ويتأكّد ذلك بثلاثة أمور ، الأول هو ما ذكرناه الآن من أن رواية العدل لا تردّ بالتأويل الثاني أن عائشة رضي اللَّه عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم إنهم ليسمعون الآن ما أقول قالت إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق فأنكرت السماع ونفته عنهم وأثبتت لهم العلم ومعلوم أن من ثبت له العلم صحّ منه السماع كما نبّه عليه بعضهم الثالث هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها إلى الروايات الصحيحة قال ابن حجر في فتح الباري ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيّد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه ما أنتم بأسمع لما أقول منهم وأخرجه أحمد بإسناد حسن فإن كان محفوظًا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصّة انتهى منه واحتمال رجوعها لما ذكر قوي لأن ما يقتضي رجوعها ثبت بإسنادين ، قال ابن حجر إن أحدهما جيّد والآخر حسن ثم قال ابن حجر قال الإسماعيلي : كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه لكن لا سبيل إلى ردّ رواية الثقة إلا بنصّ مثله يدلّ على نسخه أو تخصيصه أو استحالته انتهى محل الغرض من كلام ابن حجر ، وقال ابن القيّم في أوّل كتاب الروح المسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا قال ابن عبد البرّ ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال ما من مسلم يمرّ على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام فهذا نصّ في أنه يعرفه بعينه ويردّ عليه السلام ، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعدّدة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا فإني وجدت ما وعدني ربّي حقًّا(1/2279)
فقال له عمر يا رسول اللَّه أتخاطب من أقوام قد جيفوا ؟ فقال والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنّهم لا يستطيعون جوابًا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعال المشيّعين له إذا انصرفوا عنه وقد شرّع النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُمّته إذا سلّموا على أهل القبور أن يسلّموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم أن الميّت يعرف زيارة الحي له ويستبشر له قال أبو بكر عبد اللَّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور باب في معرفة الموتى بزيارة الأحياء حدّثنا محمّد بن عون حدّثنا يحيى بن يمان عن عبد اللَّه بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلاّ استأنس به وردّ عليه حتى يقوم حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهري حدّثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدّثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال إذا مرّ الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام وعرفه وإذا مرّ بقبر لا يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام ، وذكر ابن القيّم في كلام أبي الدنيا وغيره آثارًا تقتضي سماع الموتى ومعرفتهم لمن يزورهم وذكر في ذلك مرائي كثيرًا جدًا ثم قال وهذه المرائي وإن لم تصلح بمجرّدها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا اللَّه قد تواطأت على هذا المعنى وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر يعني ليلة القدر فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطئ روايتهم له ومما قاله ابن القيّم في كلامه الطويل المذكور وقد ثبت في الصحيح أن الميّت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه فروى مسلم في صحيحه من(1/2280)
حديث عبد الرحمان بن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياق الموت فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار الحديث وفيه فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فسنّوا عليّ التراب سنًّا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي فدلَّ على أن الميّت يستأنس بالحاضرين عند قبره ويسرّ بهم . ومعلوم أن هذا الحديث له حكم الرفع لأن استئناس المقبور بوجود الأحياء عند قبره لا مجال للرأي فيه ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل المذكور ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرًا ولولا أنهم يشعرون به لما صحّ تسميته زائرًا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره وهذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأُمم وكذلك السلام عليهم أيضًا فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علّم النبيّ صلى الله عليه وسلم أُمته إذا زاروا القبور أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين نسأل اللَّه لنا ولكم العافية وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردّ وإن لم يسمع المسلم الردّ ومما قاله ابن القيم في كلامه الطويل قوله وقد ترجم الحافظ أبو محمد عبد الحقّ الأشبيلي على هذا فقال ذكر ما جاء أن الموتى يسألون عن الأحياء ويعرفون أقوالهم وأعمالهم ثم قال ذكر أبو عمر بن عبد البرّ من حديث ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ما من رجل يمرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فيسلم عليه إلاّ عرفه وردّ عليه السّلام ، ويروى من حديث أبي هريرة مرفوعًا قال فإن لم يعرفه وسلّم عليه ردّ عليه السلام قال ويروى من حديث عائشة رضي اللَّه عنها أنّها قالت قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه فيجلس عنده إلاّ استأنس به حتى يقوم واحتجّ(1/2281)
الحافظ أبو محمد في هذا الباب بما رواه أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللَّه عليّ روحي حتى أردّ عليه السّلام ثم ذكر ابن القيّم عن عبد الحق وغيره مرائي وآثارًا في الموضوع ثم قال في كلامه الطويل ويدلّ على هذا أيضًا ما جرى عليه عمل الناس قديمًا وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة وكان عبثًا وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه اللَّه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل ، ويروى فيه حديث ضعيف ذكر الطبراني في معجمه من حديث أبي أُمامة قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا مات أحدكم فسوّيتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره فيقول يا فلان ابن فلانة الحديث وفيه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدًا رسول اللَّه وأنك رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا وبالقرءان إمامًا الحديث ، ثم قال ابن القيّم فهذا الحديث وإن لم يثبت فاتّصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كاف في العمل به وما أجرى اللَّه سبحانه العادة قطّ بأن أُمة طبقت مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأُمم عقولاً وأوفرها معارف تطبق على مخاطبة من لا يسمع وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكر بل سنه الأول للآخر ويقتدي فيه الآخر بالأوّل فلولا أن الخطاب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم وهذا وإن استحسنه واحد فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه ، وقد روى أبو داود في سننه بإسناد لا بأس به أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حضر جنازة رجل فلمّا دفن قال سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل فأخبر أنه يسأل حينئذ وإذا كان يسأل فإنه يسمع التلقين وقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعالهم إذا ولّوا مدبرين ثم ذكر ابن القيّم قصة الصعب بن جثامة وعوف بن(1/2282)
مالك وتنفيذ عوف لوصية الصعب له في المنام بعد موته وأثنى على عوف بن مالك بالفقه في تنفيذه وصية الصعب بعد موته لما علم صحة ذلك بالقرائن وكان في الوصية التي نفذها عوف إعطاء عشرة دنانير ليهودي من تركة الصعب كانت دينًا له عليه ومات قبل قضائها ، قال ابن القيّم وهذا من فقه عوف بن مالك رضي اللَّه عنه وكان من الصحابة حيث نفذ وصية الصعب بن جثامة بعد موته وعلم صحة قوله بالقرائن التي أخبره بها من أن الدنانير عشرة وهي في القرن ثم سأل اليهودي فطابق قوله ما في الرؤيا فجزم عوف بصحة الأمر فأعطى اليهودي الدنانير وهذا فقه إنما يليق بأفقه الناس وأعلمهم وهم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولعلّ أكثر المتأخرين ينكر ذلك ويقول كيف جاز لعوف أن ينقل الدنانير من تركة صعبة وهي لأيتامه وورثته إلى يهودي بمنام ثم ذكر ابن القيم تنفيذ خالد وأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما وصية ثابت بن قيس بن شماس رضي اللَّه عنه بعد موته وفي وصيّته المذكورة قضاء دين عينه لرجل في المنام وعتق بعض رقيقه وقد وصف للرجل الذي رآه في منامه الموضع الذي جعل فيه درعه الرجل الذي سرقها فوجدوا الأمر كما قال وقصّته مشهورة ، وإذا كانت وصية الميّت بعد موته قد نفذها في بعض الصور أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يدلّ على أنه يدرك ويعقل ويسمع ثم قال ابن القيم في خاتمه كلامه الطويل والمقصود جواب السائل وأن الميّت إذا عرف مثل هذه الجزئيات وتفاصيلها فمعرفته بزيارة الحي له وسلامه عليه ودعائه له أولى وأحرى . فكلام ابن القيم هذا الطويل الذي ذكرنا بعضه جملة وبعضه تفصيلاً فيه من الأدلّة المقنعة ما يكفي في الدلالة على سماع الأموات وكذلك الكلام الذي نقلنا عن شيخه أبي العباس بن تيمية وفي كلامهما الذي نقلنا عنهما أحاديث صحيحة وآثار كثيرة ومرائي متواترة وغير ذلك ومعلوم أن ما ذكرنا في كلام ابن القيّم من تلقين الميّت بعد الدفن أنكره بعض أهل(1/2283)
العلم وقال إنه بدعة وأنه لا دليل عليه ونقل ذلك عن الإمام أحمد وأنه لم يعمل به إلاّ أهل الشام وقد رأيت ابن القيم استدلّ له بأدلّة منها أن الإمام أحمد رحمه اللَّه سئل عنه فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل ومنها أن عمل المسلمين اتّصل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار ومنها أن الميّت يسمع قرع نعال الدافنين إذا ولّوا مدبرين واستدلاله بهذا الحديث الصحيح استدلال قوي جدًّا لأنه إذا كان في ذلك الوقت يسمع قرع النعال فلأن يسمع الكلام الواضح بالتلقين من أصحاب النعال أولى وأحرى واستدلاله لذلك بحديث أبي داود سلوا لأخيكم التثبيت فإنه الآن يسأل له وجه من النظر لأنه إذا كان يسمع سؤال السائل فإنه يسمع تلقين الملقن واللَّه أعلم ، والفرق بين سماعه سؤال الملك وسماعه التلقين من الدافنين محتمل احتمالاً قويًّا وما ذكره بعضهم من أن التلقين بعد الموت لم يفعله إلا أهل الشام يقال فيه إنهم هم أول من فعله ولكن الناس تبعوهم في ذلك كما هو معلوم عند المالكية والشافعية قال الشيخ الحطاب في كلامه على قول خليل بن إسحاق المالكي في مختصره وتلقينه الشهادة وجزم النووي باستحباب التلقين بعد الدفن وقال الشيخ زروق في شرح الرسالة والإرشاد وقد سئل عنه أبو بكر بن الطلاع من المالكية فقال هو الذي نختاره ونعمل به وقد روينا فيه حديثًا عن أبي أُمامة ليس بالقوي ولكنه اعتضد بالشواهد وعمل أهل الشام قديمًا إلى أن قال وقال في المدخل ينبغي أن يتفقده بعد انصراف الناس عنه من كان من أهل الفضل والدين ويقف عند قبره تلقاء وجهه ويلقنه لأن الملكين عليهما السلام إذ ذاك يسألانه وهو يسمع قرع نعال المنصرفين ، وقد روى أبو داود في سننه عن عثمان رضي اللَّه عنه قال كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل إلى أن قال وقد كان سيّدي أبو حامد بن البقال وكان من كبار(1/2284)
العلماء والصلحاء إذا حضر جنازة عزى وليّها بعد الدفن وانصرف مع من ينصرف فيتوارى هنيهة حتى ينصرف الناس ثم يأتي إلى القبر فيذكرّ الميّت بما يجاوب به الملكين عليهما السلام انتهى محل الغرض من كلام الحطاب وما ذكره من كلام أبي بكر بن الطلاع المالكي له وجه قوي من النظر كما سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى ثم قال الحطاب واستحب التلقين بعد الدفن أيضًا القرطبي والثعالبي وغيرهما ويظهر من كلام الأبي في أوّل كتاب الجنائز يعني من صحيح مسلم وفي حديث عمرو بن العاص في كتاب الإيمان ميل إليه انتهى من الحطاب وحديث عمرو بن العاص المشار إليه هو الذي ذكرنا محل الغرض منه في كلام ابن القيم الطويل المتقدّم ، قال مسلم في صحيحه حدّثنا محمّد بن المثنى العنزي وأبو معن الرقاشي وإسحاق بن منصور كلّهم عن أبي عاصم واللفظ لابن المثنى حدّثنا الضحاك يعني أبا عاصم قال أخبرنا حيوة بن شريح قال حدّثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلاً وحوّل وجهه إلى الجدار الحديث وقد قدّمنا محل الغرض منه بلفظه في كلام ابن القيّم المذكور وقدّمنا أن حديث عمرو هذا له حكم الرفع وأنه دليل صحيح على استئناس الميّت بوجود الأحياء عند قبره ، وقال النووي في روضة الطالبين ما نصّه ويستحبّ أن يلقن الميّت بعد الدفن فيقال يا عبد اللَّه ابن أمة اللَّه اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ألا إلاه إلاّ اللَّه وأنّ محمّدًا رسول اللَّه وأنَّ الجنّة حقّ وأن النار حقّ وأن البعث حقّ وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللَّه يبعث من في القبور وأنت رضيت باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا وبالقرءان إمامًا وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانًا وردّ به الخبر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قلت هذا التلقين استحبّه جماعات من أصحابنا منهم القاضي حسين وصاحب التتمة والشيخ نصر المقدسي في كتابه(1/2285)
التهذيب وغيرهم ونقله القاضي حسين عن أصحابنا مطلقًا والحديث الوارد فيه ضعيف لكن أحاديث الفضائل يتسامح فيها عند أهل العلم من المحدثين وغيرهم وقد اعتضد هذا الحديث بشواهد من الأحاديث الصحيحة كحديث اسألوا له التثبيت ووصية عمرو بن العاص أقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع به رسل ربّي رواه مسلم في صحيحه ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا التلقين من العصر الأول وفي زمن من يقتدى به انتهى محل الغرض من كلام النووي ، وبما ذكر ابن القيّم وابن الطلاع وصاحب المدخل من المالكية والنووي من الشافعية كما أوضحنا كلامهم تعلم أن التلقين بعد الدفن له وجه قوي من النظر لأنه جاء فيه حديث ضعيف واعتضد بشواهد صحيحة وبعمل أهل الشام قديمًا ومتابعة غيرهم لهم وبما علم في علم الحديث من التساهل في العمل بالضعيف في أحاديث الفضائل ولا سيّما المعتضد منها بصحيح وإيضاح شهادة الشواهد له أن حقيقة التلقين بعد الدفن مركبة من شيئين : أحدهما سماع الميّت كلام ملقنه بعد دفنه والثاني انتفاعه بذلك التلقين وكلاهما ثابت في الجملة أما سماعه لكلام الملقن فيشهد له سماعه لقرع نعل الملقن الثابت في الصحيحين وليس سماع كلامه بأبعد من سماع قرع نعله كما ترى وأمّا انتفاعه بكلام الملقن فيشهد له انتفاعه بدعاء الحي وقت السؤال في حديث سلوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل الآن واحتمال الفرق بين الدعاء والتلقين قوى جدًا كما ترى فإذا كان وقت السؤال ينتفع بكلام الحي الذي هو دعاؤه له فإن ذلك يشهد لانتفاعه بكلام الحي الذي هو تلقينه إياه وإرشاده إلى جواب الملكين فالجميع في الأول سماع من الميت لكلام الحي وفي الثاني انتفاع من الميت بكلام الحي وقت السؤال وقد علمت قوة احتمال الفرق بين الدعاء والتلقين وفي ذلك كله دليل على سماع الميّت كلام الحي ومن أوضح الشواهد للتلقين بعد الدفن السّلام عليه وخطابه خطاب من يسمع ويعلم عند(1/2286)
زيارته كما تقدّم إيضاحه لأن كلاًّ منهما خطاب له في قبره وقد انتصر ابن كثير رحمه اللَّه في تفسير سورة الروم في كلامه على قوله تعالى فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إلى قوله فَهُم مُّسْلِمُونَ لسماع الموتى وأورد في ذلك كثيرًا من الأدلّة التي قدمنا في كلام ابن القيّم وابن أبي الدنيا وغيرهما وكثيرًا من المرائي الدالَّة على ذلك وقد قدّمنا الحديث الدالّ على أن المرائي إذا تواترت أفادت الحجّة ومما قال في كلامه المذكور وقد استدلّت أُمّ المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها بهذه الآية فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى على توهيم عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما في روايته مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر بعد ثلاثة أيام إلى أن قال والصحيح عند العلماء رواية عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما لما لها من الشواهد على صحتها من أشهر ذلك ما رواه ابن عبد البرّ مصحّحًا له عن ابن عباس مرفوعًا ما من أحد يمرّ بقبر أخيه المسلم كان يعرفه الحديث ، وقد قدّمناه في هذا المبحث مرارًا وبجميع ما ذكرنا في هذا المبحث في الكلام على آية النمل هذه تعلم أن الذي يرجّحه الدليل أن الموتى يسمعون سلام الأحياء وخطابهم سواء قلنا إن اللَّه يردّ عليهم أرواحهم حتى يسمعوا الخطاب ويردّوا الجواب أو قلنا إن الأرواح أيضًا تسمع وتردّ بعد فناء الأجسام لأنا قد قدّمنا أن هذا ينبني على مقدّمتين ثبوت سماع الموتى بالسنة الصحيحة وأن القرءان لا يعارضها على التفسير الصحيح الذي تشهد له القرائن القرءانيّة واستقراء القرءان وإذا ثبت ذلك بالسنة الصحيحة من غير معارض من كتاب ولا سنّة ظهر بذلك رجحانه على تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها بعض آيات القرءان كما تقدّم إيضاحه وفي الأدلّة التي ذكرها ابن القيّم في كتاب الروح على ذلك مقنع للمنصف وقد زدنا عليها ما رأيت والعلم عند اللَّه(1/2287)
تعالى.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 6 / 126- 142 . قلت : ومما يدل على أن الميت يسمع السلام من الحي ومخاطبته ما ثبت في غير ما حديث في السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، منها : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " .أخرجه أبو داوود في كتاب المناسك ، باب زيارة القبور رقم ( 2041 ) 2 / 534 ، وأحمد 2 / 527 ، والطبراني في الأوسط رقم ( 3092 ) 3 / 262 ، والبيهقي في السنن الكبرى 5 / 245 ، وشعب الإيمان رقم ( 1581 ) 2 / 217 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم ( 2041 ) 1 / 570 ، وفي مشكاة المصابيح رقم ( 925 ) 1 / 291 ، ومنها : عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وكل بقبري ملكاً أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك " أخرجه البزار في مسنده رقم ( 1425 ) 4 / 254 – 255 ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 162 ، وقال : نعيم بن ضمضم ضعفه بعضهم وبقية رجاله رجال الصحيح ، وذكره الألباني شاهداً في السلسلة الصحيحة 4 / 44 – 45 ، ومنها : عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة " . أخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ( 1530 ) 4 / 43 – 45 وصححه .
---
الجكني
06-02-2006, 03:54 PM
جزاك الله خيراً ،ولو أعطيتنا الخلاصة لكان أولى - عندى - من نقل هذه الأوراق الكثيرة خاصة وأن الكتاب متوفر ،وقد طبع أخيرأ طباعة فاخرة مصححة 0
---
أبو عبد المعز
06-02-2006, 06:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم....(1/2288)
ناقش الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني -رحمه الله- من جوز سماع الموتى مطلقا-ومنهم الشيخ العلامة الشنقيطي-في مقدمته المنيفة لكتاب:
الآيات البينات
في عدم سماع الأموات
على مذهب الحنفية السادات
للعلامة الألوسي.
لكن الأمر الذي استوقفني في المقدمة هو الحس البلاغي للشيخ الألباني وفهمه العميق لباب التشبيه......حتى أن الإمام استغل مقتضيات التشبيه ليخدم بها وجهة نظره في إنكار سماع الموتى مطلقا.....ويرد على أخيه الشنقيطي -الذي ربما غابت عنه النكتة البلاغية هنا....-والشنقيطي هو الشنقيطي في اللغة والبلاغة.....لكن الله يؤتي الحكمة وفصل الخطاب لمن يشاء.
اقرأ-رحمك الله-هذا المقتطف من مقدمة الآيات البينات وانتبه إلى أن المتكلم ليس هو الجرجاني بل هو الألباني:
استدل الأولون بقوله تعالى : { وما أنت بمسمع من في القبور } ( فاطر : 22 ) وقوله : { إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } ( النمل : 80 والروم 52 ) وأجاب الآخرون بأن الآيتين مجاز وأنه ليس المقصود ب ( الموتى ) وب ( من في القبور ) الموتى حقيقة في قبورهم وإنما المراد بهم الكفار الأحياء شبهوا بالموتى " والمعنى من هم في حال الموتى أو في حال من سكن القبر " كما قال الحافظ ابن حجر على ما يأتي في الرسالة ( ص 72 )(1/2289)
فأقول : لا شك عند كل من تدبر الآيتين وسياقهما أن المعنى هو ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى وعلى ذلك جرى علماء التفسير لا خلاف بينهم في ذلك فيما علمت ولكن ذلك لا يمنع الاستدلال بهما على ما سبق لأن الموتى لما كانوا لا يسمعون حقيقة وكان ذلك معروفا عند المخاطبين شبه الله تعالى بهم الكفار الأحياء في عدم السماع فدل هذا التشبيه على أن المشبه بهم - وهم الموتى في قبورهم - لا يسمعون كما يدل مثلا تشبيه زيد في الشجاعة بالأسد على أن الأسد شجاع بل هو في ذلك أقوى من زيد ولذلك شبه به وإن كان الكلام لم يسق للتحدث عن شجاعة الأسد نفسه وإنما عن زيد وكذلك الآيتان السابقتان وإن كانتا تحدثتا عن الكفار الأحياء وشبهوا بموتى القبور فذلك لا ينفي أن موتى القبور لا يسمعون بل إن كل عربي سليم السليقة لا يفهم من تشبيه موتى الأحياء بهؤلاء إلا أن هؤلاء أقوى في عدم السماع منهم كما في المثال السابق وإذا الأمر كذلك فموتى القبور لا يسمعون . ولما لاحظ هذا بعض المخالفين لم يسعه إلا أن يسلم بالنفي المذكور ولكنه قيده بقوله : " سماع انتفاع " يعني أنهم يسمعون ولكن سماعا لا انتفاع فيه وهذا في نقدي قلب للتشبيه المذكور في الآيتين حيث جعل المشبه به مشبها فإن القيد المذكور يصدق على موتى الأحياء من الكفار فإنهم يسمعون حقيقة ولكن لا ينتفعون من سماعهم كما هو مشاهد فكيف يجوز جعل المشبه بهم من موتى القبور مثلهم في أنهم يسمعون ولكنهم لا ينتفعون من سماعهم مع أن المشاهد أنهم لا يسمعون مطلقا ولذلك حسن التشبيه المذكور في الآيتين الكريمتين فبطل القيد المذكور.
رحم الله العلامة القرآني والعلامة المحدث وإن الزمان بمثلهما لبخيل....
(إن شئتم نقلت لكم المقدمة الألبانية كلها.......)
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 08:05 PM(1/2290)
جزاك الله خيراً هذه الفائدة البلاغية ممتازة ، ولكن الأحكام لا تؤخد من الفوائد البلاغية ونصوص السنة الصحيحة صريحة في لإثبات سماع الأموات كما تقدم ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " .أخرجه أبو داوود في كتاب المناسك ، باب زيارة القبور رقم ( 2041 ) 2 / 534 ، وأحمد 2 / 527 ، والطبراني في الأوسط رقم ( 3092 ) 3 / 262 ، والبيهقي في السنن الكبرى 5 / 245 ، وشعب الإيمان رقم ( 1581 ) 2 / 217 ، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم ( 2041 ) 1 / 570 ، وفي مشكاة المصابيح رقم ( 925 ) 1 / 291 ، ومن حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وكل بقبري ملكاً أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك " أخرجه البزار في مسنده رقم ( 1425 ) 4 / 254 – 255 ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 162 ، وقال : نعيم بن ضمضم ضعفه بعضهم وبقية رجاله رجال الصحيح ، وذكره الألباني شاهداً في السلسلة الصحيحة 4 / 44 – 45 ، ومن حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة " . أخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ( 1530 ) 4 / 43 – 45 وصححه ، وحديث سماع قرع النعال ، وحديث ما أنت بأسمع منهم وحديث وصية عمرو بن العاص بالمقام عند قبره مقدار ما تنحر الجزور وفيه لأستأنس بكم وأعرف ما أراجع به رسل ربي إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي سبقت فيما كتبه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله وقال بعد مناقشة تلك النصوص من الكتاب والسنة : إن الذي يرجّحه(1/2291)
الدليل أن الموتى يسمعون سلام الأحياء وخطابهم سواء قلنا إن اللَّه يردّ عليهم أرواحهم حتى يسمعوا الخطاب ويردّوا الجواب أو قلنا إن الأرواح أيضًا تسمع وتردّ بعد فناء الأجسام لأنا قد قدّمنا أن هذا ينبني على مقدّمتين ثبوت سماع الموتى بالسنة الصحيحة وأن القرءان لا يعارضها على التفسير الصحيح الذي تشهد له القرائن القرءانيّة واستقراء القرءان وإذا ثبت ذلك بالسنة الصحيحة من غير معارض من كتاب ولا سنّة ظهر بذلك رجحانه على تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها ومن تبعها بعض آيات القرءان كما تقدّم إيضاحه وفي الأدلّة التي ذكرها ابن القيّم في كتاب الروح على ذلك مقنع للمنصف وقد زدنا عليها ما رأيت والعلم عند اللَّه تعالى.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 6 / 126- 142 .
---
(1/2292)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سورة من القوارع المهلكات مقطعة للقلوب فما هي ؟
---
سورة من القوارع المهلكات مقطعة للقلوب فما هي ؟
---
أبو صفوت
12-07-2003, 03:17 PM
السلام عليكم
سورة قال عنها بعض العلماء أنها من القوارع المهلكات ومقطعة للقلوب فما هي ؟
---
زهرة الاسلام
12-08-2003, 03:34 PM
أعتقد أنها سورة (ق )
والله أعلم
---
(1/2293)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملف جمع القرآن
---
ملف جمع القرآن
---
الخطيب
12-30-2003, 11:47 PM
ملف جمع القرآن
شاع ذاع وبات من المستقر لدينا أن القرآن الكريم قد جمع ثلاث مرات مرة في العهد النبوي وأخرى في العهد البكري وثالثة في عهد عثمان رضي الله تعالى عنه 0
ما رأي السادة العلماء وكذا طلاب العلم في هذه المسألة وهل يمكن تناول هذا الموضوع بصورة جديدة تسبر غور الكتابات السابقة التي اهتمت بالحديث عنه فلم تعدم من تجاوزات غير مقبولة وتكلف ممقوت وإسراف في التأويل ؟
هذه دعوة إلى دراسة جادة لهذا الموضوع الهام دراسة معتمدة على صحيح المنقول وطرح كل ما عداه مع قدرة على التحليل الجيد لهذا المنقول وعدم الإسراف في التأويل 0
فهل من مجيب ؟؟؟؟؟؟؟
---
خالدعبدالرحمن
12-31-2003, 08:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
اخي الخطيب ،
جزاك الله خيرا ، وانا اضم صوتي لصوتك في الدعوة لسبر غور هذا الموضوع مرة جديدة لا بعددها وانما بادواتها !
فقولك ( دراسة معتمدة على صحيح المنقول وطرح كل ما عداه مع قدرة على التحليل الجيد لهذا المنقول وعدم الإسراف في التأويل ) لهو عين المنهج الحق الذي ننادي به ، في الوقوف امام هذا الحجم الهائل من الموروث ..
ولا دين ولا حق مطلق الا ما قاله الله سبحانه او قاله محمد صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح ...
ونأمل ان يكون لدعواك صداها بين الأخوة اهل الأختصاص ، والعلم ..
---
راجي رحمة ربه
01-03-2004, 01:00 AM
لعلك تجد بعض بغيتك في سماع محاضرة كيف وصل القرآن العظيم إلينا في هذا الرابط
درس 12 و 13 و 17
http://www.islamway.com/bindex.php?section=series&scholar_id=539&series_id=1301
---
(1/2294)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مختارات ، وفوائد من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبعلي
---
مختارات ، وفوائد من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبعلي
---
عبدالرحمن السديس
08-05-2004, 12:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة ، والسلام، على النبي الأمين ، وآله ، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين ، أما بعد:
فهذه مختارات ، وفوائد علقتها من كتاب الأخبار العلمية من الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية لأبي الحسن البعلي ، والطبعة المعزو إليها هي التي حققها أحمد الخليل .
وسأقتصر على نقل الكلام من غير عنونة للفائدة ، ولا حتى توضيح للعبارة المغلقة ، فقد تحتاج نادرا إلى الرجوع إلى الكتاب لتعرف متعلق الكلام ، وكان غرضي من نقلها إلى ما يسمى بالوورد = تسهيل الرجوع إليها عند الحاجة ، ونقلتها هنا لتعم بها الفائدة .
ص 11: والمائعات كلها حكمها حكم الماء قَلتْ أو كثرت ، وهو رواية عن أحمد ومذهب الزهري ، والبخاري ، وحكي رواية عن مالك ، وذكر في شرح العمدة أن نجاسة الماء ليست عينية لأنه يطهر غيره فنفسه أولى.
ص11: ونص الأئمة أحمد ـ رحمه الله ـ وغيره : إذا سقط عليه ماء من ميزاب ونحوه ، ولا أمارة تدل على النجاسة لم يلزم السؤال عنه ، بل يكره ...
ص 14: تحريم الشيء مطلقا يقتضي تحريم كل جزء منه إلا ما استثني ؛ إذ النهي عن الشيء نهي عن بعضه .
ص14 وقد غلطت طائفة من أصحاب أحمد حيث حكت قولا بإباحة يسير الذهب تبعا لقوله في الآنية عن أبي بكر عبد العزيز ، وأبو بكر إنما قال ذلك في باب اللباس والتحلي، وباب اللباس أوسع.
ص 15 يحرم استقبال القبلة ، واستدبارها عند التخلي مطلقا سواء في الفضاء والبنيان وهو رواية اختارها أبو بكر عبد العزيز ولا يكفي انحرافه عن الجهة.(1/2295)
ص15: قال أبو داود للإمام أحمد في الرجل يعطس في الصلاة المكتوبة ، وغيرها ؟ قال أحمد يحمد الله ، ولا يجهر ، قلتُ: أيحرك بها لسانه ؟ قال: نعم .
ص 15-16: إذا عطس في الخلاء : نقل صالح وابن منصور : يحمد في نفسه .ونقل بكر بن محمد: يحرك به شفتيه في الخلاء. قال القاضي بحيث لا يسمعه ...
ص 16 : ويكره السلت والنتر ، ولم يصح الحديث في الأمر به ، والمشي والتنحنح عقيب البول بدعة .
ص 17 : ويجزي الاستجمار ولو تعدى الخارج إلى الصفحتين والحشفة وغير ذلك لعموم الأدلة بجواز الاستجمار ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك تقدير .
ص17: ويجزى بعظم وروث . قلتُ : وكذا ما نهي عنه في ظاهر كلامه ـ والله أعلم ـ لحصول المقصود ولأنه لم ينه عنه لأنه لا ينقي بل لإفساده فإذا قيل: يزول بطعامنا مع التحريم ، فهذا أولى .
والأفضل في الاستنجاء الجمع بين الماء والحجر ، ولا يكره الاقتصار على الحجر على الصحيح .
ص18: السواك يطلق على الفعل ، وعلى ما يتسوك به وهو مذكر . قال الليث: وتؤنثه العرب أيضا ، وغلطه الأزهري في ذلك ، لكن تبعه ابن سيده في المحكم.
ص18: والأفضل بيده اليسرى وقال أبو العباس : ما علمت إماما خالف فيه .
والسواك ما علمت أحدا كرهه في المسجد والآثار تدل على أن السلف كانوا يستاكون فيه فكيف يكره ؟
ص19 : لم يرد الوضوء بمعنى غسل اليد ، والفم إلا في لغة اليهود .
ص 20: [الوضوء]وهو من خصائص هذه الأمة كما جاءت الأحاديث الصحيحة " إنهم يبعثون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ". وأن النبي صلى الله عليه وسلم يعرفهم بهذه السيما ، فدل على أنه لا يشاركهم فيه غيرهم ، والحديث الذي رواه ابن ماجه ، وغيره أنه توضأ مرة مرة ، ومرتين مرتين ، وثلاثا ثلاثا ، وقال هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ". ضعيف عند أهل العلم بالحديث لا يجوز الاحتجاج بمثله ، وليس عند أهل الكتاب خبر عن أحد من الأنبياء أنه كان يتوضأ وضوء المسلمين .(1/2296)
ص20 : وتجب النية لطهارة الحدث لا الخبث وهو مذهب جمهور العلماء ولا يجب نطقه بها سرا باتفاق الأئمة الأربعة ، وشذ بعض المتأخرين فأوجب النطق بها ، وهو خطأ مخالف للإجماع ، ولكن تنازعوا هل يستحب النطق بها ؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره ، والأقوى عدمه الاستحباب ، واتفق الأئمة على أنه لا يشرع الجهر بها ، ولا تكرارها ، وينبغي تأديب من اعتاده ، وكذا في بقية العبادات لا يستحب النطق بالنية لا عند الإحرام ، ولا غيره .
ص22 : وإن منع يسير وسخ الظفر ونحوه وصول الماء صحت الطهارة ، وهو وجه لأصحابنا ، ومثله كل يسير منع وصول الماء حيث كان كدمٍ وعجينٍ .
ص22: ولا يستحب إطالة الغرة وهو مذهب مالك ورواية عن أحمد.
والوضوء إن كان مستحبا له أن يقتصر على البعض لوضوء ابن عمر لنومه جنبا إلا رجليه .
ص22: وهل المسح أفضل ؟ أم غسل الرجلين ؟ أم هما سواء ؟ ثلاث روايات عن أحمد ، والأفضل في حق كل أحد بحسب قدمه فالأفضل للابس الخف أن يمسح عليه ، ولا ينزع خفيه اقتداء به صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ولمن قدماه مكشوفتان الغسل ، ولا يتحرى لبسه ليمسح عليه ، وكان صلى الله عليه وسلم يغسل قدميه إذا كانتا مكشوفتين ويمسح إذا كان لابس الخفين.
ص26: ومن غسل إحدى رجليه ثم أدخلها [الخف] قبل غسل الأخرى فإنه يجوز له المسح عليها من غير اشتراط خلع ما لبسه قبل إكمال الطهارة كلبسه بعدها .
ص28: والدم والقيء وغيرهما من النجاسات الخارجة من غير المخرج المعتاد لا تنقض الوضوء ، ولو كثرت ، وهو مذهب مالك والشافعي.
ص28: ويستحب الوضوء من أكل لحم الإبل... وفي المسائل : يجب الوضوء من لحم الأبل لحديثين صحيحين لعله آخر ما أفتى به .
ص28: ومال أبو العباس أخيرا إلى استحباب الوضوء دون الوجوب من مس النساء ، والأمرد إذا كان لشهوة .
قال: إذا مس المرأة لغير شهوة فهذا مما علم بالضرورة أن الشارع لم يوجب منه وضوءا ، ولا يستحب الوضوء منه.(1/2297)
ص29: والناس إذا اعتادوا القيام ، وإن لم يقيم لأحدهم أفضى إلى مفسدة ، فالقيام دفعا لها خير من تركه.
---
عبدالرحمن السديس
08-05-2004, 01:56 PM
ولا يستحب الغسل لدخول مكة ، والوقوف بعرفة ، والمبيت بمزدلفة ، ورمي الجمار ولا لطواف الوداع ، ولو قلنا باستحبابه لدخول مكة كان نوع عبث للطواف لا معنى له.
ص31: ولا تدخل الملائكة بيتا فيه جنب إلا إذا توضأ.
ص33 : لا يجب على الرجل حمل الماء للطهارة .
ص36 : وكل من صلى في الوقت كما أمر بحسب الإمكان فلا إعادة عليه ، وسواء كان العذر نادرا أو معتادا ، وقاله أكثر العلماء .
والجريح إذا كان محدثا حدثا أصغر فلا يلزمه مراعاة الترتيب ، وهو الصحيح من مذهب أحمد ، وغيره ، فيصح أن يتيمم بعد كمال الوضوء ؛ بل هذا هو السنة ، والفصل بين أبعاض الوضوء بتيمم بدعة .
ولا يستحب حمل التراب معه للتيمم قاله طائفة من العلماء خلافا لما نقل عن أحمد .
ص 38 : وإذا كان على وضوء وهو حاقن يحدث ثم يتيمم إذ الصلاة بالتيمم وهو غير حاقن أفضل من صلاته بالوضوء وهو حاقن .
ص 40: أما تخليل الذمي الخمر بمجرد إمساكها : فينبغي جوازه على معنى كلام أحمد ، فإنه علل المنع بأنه لا ينبغي لمسلم أن يكون في بيته الخمر ، وهذا ليس بمسلم ؛ ولأن الذمي لا يمنع من إمساكه.
ص 41 : وتطهر الأرض النجسة بالشمس والريح إذا لم يبق أثر النجاسة ، وهو مذهب أبي حنيفة ، و يجوز التيمم عليها ، بل تجوز الصلاة عليها بعد ذلك ، ولو لم تغسل .
ويطهر غيرها بالشمس والريح أيضا ، وهو قول في مذهب أحمد ، ونص عليه أحمد في حبل الغسال.
ص 43: ولا يجب غسل الثوب ، والبدن من: المِدَّةِ [في المطبوع: المذي وهو خطأ نبه عليه الشيخ أبو تيمية إبراهيم]، والقيحِ ، والصديدِ ولم يقم دليل على نجاسته ، وحكى أبو البركات عن بعض أهل العلم طهارته.(1/2298)
ص44 : وإذا تكرر من الزوج الوطء في الفرج ، ولم ينزجر فرق بينهما ، كما قلنا: فيما إذا وطئها في الدبر ولم ينزجر .
ص 45 : ويجوز للحائض الطواف عند الضرورة ، ولا فدية عليها .وهو خلاف ما يقوله أبو حنيفة : من أنه يصح منها مع لزوم الفدية ، ولا يأمرها بالإقدام عليه ، وأحمد ـ رحمه الله تعالى ـ يقول ذلك في رواية إلا أنهما لا يقيدانه بحال الضرورة . وإن طافت مع عدم الضرورة فمقتضى توجيه هذا القول يجب الدم عليها.
ويجوز للحائض قراءة القرآن ، بخلاف الجنب ، وهو مذهب مالك ، وحكي رواية عن أحمد .
وإن خشيت نسيانه وجب.
ص46 : و لا حد لأقل النفاس ، ولا لأكثره ، ولو زاد على الأربعين ، أو الستين ، أو السبعين ، وانقطع ؛ فهو : نفاس .
ولكن إن اتصل فهو دم فساد [في المطبوع: إفساد] ، وحينئذ فالأربعون منتهى الغالب.
ص 47 : والحامل قد تحيض . وهو مذهب الشافعي ، وحكاه البيهقي رواية عن أحمد بل حكى أنه رجع إليه.
ص 30 ويكره الذكر للجنب لا للحائض .
ص 50: ولا تلزم الصلاة صبيا ، ولو بلغ عشرا ، وقاله جمهور العلماء ، وثواب عبادة الصبي له.
ص 50 : ومن ترك الصلاة ؛ فينبغي الإشاعة عنه بتركها حتى يصلي ، ولا ينبغي السلام عليه ، ولا إجابة دعوته . قال الإمام أحمد في رواية أبي داود : إذا قال الرجل: لا أصلي ، فهو: كافر . قال أبو العباس فعلى هذا لا يشترط أن تكون الدعوى من ذي ولاية ...
ص 51 : والمحافظ على الصلاة أقرب إلى الرحمة ممن لم يصلها ولو فعل ما فعل.
ص 53 : وتارك الصلاة عمدا لا يشرع له قضاؤها ، ولا تصح منه ، بل يكثر من التطوع ، وكذا الصوم وهو قول طائفة من السلف ... وليس في الأدلة ما يخالف هذا ، بل يوافقه .
ص 53 : وأمره عليه الصلاة ، والسلام المجامع في نهار رمضان بالقضاء ضعيف ؛ لعدول البخاري ومسلم عنه. وذكره في ص 162.
---
عبدالرحمن السديس
08-07-2004, 11:43 PM(1/2299)
ص 56 : فإن كثيرا من العلماء من يطلق القول بالسنة على ما يذم تاركه ، ويعاقب تاركه شرعاً .
ص57: وأكثر الروايات عن أحمد: المنع من أذان الجنب ، وتوقف عن الإعادة في بعضها ، وصرح بعدم الإعادة في بعضها ، وهو اختيار أكثر الأصحاب ، وذكر جماعة عنه رواية بالإعادة ، واختارها الخرقي.
ص57: وفي إجزاء الأذان من الفاسق روايتان: أقواهما عدمه ؛ لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما ترتيب الفاسق مؤذنا فلا ينبغي قولا واحدا .
ص58: وإذا أقيمت الصلاة وهو قائم يستحب له أن يجلس ، وإن لم يكن صلى تحية المسجد ، قال ابن منصور : رأيت أبا عبد الله أحمد خرج عند المغرب ، فحين انتهى إلى موضع الصف أخذ المؤذن في الإقامة فجلس.اهـ.
قلتُ: انظر مأخذ هذا الفعل في المعني 2/67.
ص60: ويستحب أن يجيب المؤذن ويقول مثل ما يقول ، ولو في الصلاة ، وكذلك يقول في الصلاة كل ذكر ودعاء وجد سببه في الصلاة .
وظاهر كلامه هنا يقول مثلما يقول حتى في الحيعلة ، وقال في موضع آخر : يقول مثل ما يقول إلا في الحيعلة ، فيقول : لا حول ولا قوة إلا بالله.
ص60: وقد اتفق العلماء على أنه لا يستحب التبليغ وراء الإمام ، بل يكره إلا لحاجة ، وقد ذهب طائفة من الفقهاء أصحاب مالك ، وأحمد إلى بطلان صلاة المبلغ إذا لم يحتج إليه .
ص65: وتستحب الصلاة بالنعل وقاله طائفة من العلماء .
ص65 : والله تعالى أمر بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة ، وهو أخذ الزينة فقال: (خذوا زينتكم عند كل مسجد الأعراف ) فعلق الأمر باسم الزينة لا بستر العورة إيذانا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة.(1/2300)
ص75: وظاهر كلام أبي العباس أنه يجب تسوية الصفوف ؛ لأنه عليه الصلاة ، والسلام "رأى رجلا باديا صدره فقال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ". وقال عليه الصلاة و السلام: "سووا صفوفكم فإن تسويتها من تمام الصلاة". متفق عليهما ، وترجم عليه البخاري بباب"إثم من لم يقم الصف" قلتُ : ومن ذكر الإجماع على استحبابه فمراده ثبوت استحبابه لا نفي وجوبه ، والله أعلم.
ص76: ووقوف المأموم بحيث يسمع قراءة الإمام ، وإن كان في الصف الثاني ، أو الثالث ؛ أفضل من الوقوف في طرف الصف الأول مع البعد عن سماع قراءة الإمام ، لأن الأول صفة في نفس العبادة فهو أفضل من صفة مكانها ، كما رجحنا الرمل مع البعد في الطواف على الدنو مع ترك الرمل .
ص 77 : والأفضل أن يأتي في العبادات الواردة على وجوه متنوعة بكل نوع منها كالاستفتاحات ، وأنواع صلاة الخوف ، وغير ذلك ، والمفضول قد يكون أفضل لمن انتفاعه به أتم.
ص77: ويستحب الجهر بالبسملة للتأليف كما استحب أحمد ترك القنوت في الوتر تأليفا للمأموم.
ص78: .. فتذكر [البسملة] في ابتداء جميع الأفعال ، وعند دخول المنزل ، والخروج منه للبركة ، وهي تطرد الشيطان ، وإنما تستحب إذا ابتدأ فعلا تبعا لغيرها لا مستقلة ، فلم تجعل كالهيللة والحمدلة ونحوهما.
ص80: ووقوف القارئ على رؤوس الآيات سنة ، وإن كانت الآية الثانية متعلقة بالأولى تعلق الصفة بالموصوف ، أو غير ذلك .
ص 80 : والقراءة القليلة يتفكر أفضل من الكثير بلا تفكر وهو المنصوص عن الصحابة صريحا.
ص80 : وما خالف المصحف ، وصح سنده صحت الصلاة به ، وهذا نص الروايتين عن أحمد.
ومصحف عثمان أحد الحروف السبعة ، وقاله عامة السلف وجمهور العلماء.
ص81: وأحمد ، وغيره استحب في صلاة الجهر سكتتين عقيب التكبير للاستفتاح ، وقبل الركوع لأجل الفصل ، ولم يستحب أن يسكت سكتة تتسع لقراءة المأموم ، ولكن بعض أصحابه استحب ذلك.(1/2301)
ص82: والمرأة إذا صلت بالنساء جهرت بالقراءة ، و إلا فلا تجهر إذا صلت وحدها.
ص84: ولا تجوز الصلاة على غير الأنبياء إذا اتخذت شعارا ، وهو قول متوسط بين قول من قال بالمنع مطلقا ، وهو قول طائفة من أصحابنا ، ومن قال بالجواز مطلقا ، وهو منصوص أحمد.
ص85: والتسبيح المأثور أنواع :
أحدها : أن يسبح عشرا ، ويحمد عشرا ، ويكبر عشرا .
والثاني: إن يسبح إحدى عشرة ، ويحمد إحدى عشرة ، ويكبر إحدى عشرة .
والثالث : أن يسبح ثلاثا وثلاثين ، ويحمد ثلاثا وثلاثين ، ويكبر ثلاثا وثلاثين ؛ فيكون تسعة وتسعين.
والرابع : أن يقول ذلك ، ويختم المائة بالتوحيد التام ، وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير.
الخامس : أن يسبح ثلاثا وثلاثين ، ويحمد ثلاثا وثلاثين ، ويكبر أربعا وثلاثين.
السادس : أن يسبح خمسا وعشرين ، ويحمد خمسا وعشرين ، ويكبر خمسا وعشرين ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير خمسا وعشرين. اهـ.
قلتُ: راجع فتح الباري لابن حجر 2/328، فقد بين أن النوع الثاني غلط . واستغربه ابن القيم في الزاد 1/300 .
يبقى النوع السادس في قوله : ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير خمسا وعشرين ، وظاهر الحديث أنه يقال : لا إله إلا الله . والله أعلم.
---
عبدالرحمن السديس
08-09-2004, 09:06 PM
ص87: ولا يكره رفع بصره إلى السماء في الدعاء ، لفعله صلى الله عليه وسلم ، وهو قول مالك والشافعي ، ولا يستحب.
ص88 : ويكون دعاء الاستخارة قبل السلام.
ص90: ولا يثاب على عمل مشوبا إجماعا .(1/2302)
ص 91: قال أبو العباس: والذي تبين لي أن سجود التلاوة واجب مطلقا في الصلاة ، وغيرها ، وهو رواية عن أحمد ، ومذهب طائفة من العلماء ، ولا يشرع فيه تحريم ، ولا تحليل هذا هو السنة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليها عامة السلف ، وعلى هذا فليس هو صلاة ، فلا يشترط له شروط الصلاة ، بل يجوز على غير طهارة ، واختارها البخاري لكن السجود بشروط الصلاة أفضل ، ولا ينبغي أن يخل بذلك إلا لعذر فالسجود بلا طهارة خير من الإخلال به .
ص 92: ولو أرد الإنسان الدعاء فعفر وجهه في التراب ، وسجد له ليدعوه فهذا سجود لأجل الدعاء ، ولا شيء يمنعه ، وابن عباس سجد سجودا مجردا لما جاء نعي بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :"إذا رأيتم آية فاسجدوا ". وهذا يدل على أن السجود يشرع عند الآيات فالمكروه هو السجود بلا سبب.
ص94: وإن نسي سجود السهو سجد ، ولو طال الفصل ، أو تكلم ، أو خرج من المسجد ، وهو رواية عن أحمد.
ص96: ..كالوجهين في صلاة الجنازة إذا أعادها بعد أن صلاها غيره ، وانبنى على الوجهين في صلاة الجنازة جواز فعلها بعد الفجر والعصر مرة ثانية ، والصحيح أن ذلك يقع فرضا وأنه يجوز فعلها بعد الفجر والعصر
ص96: والطواف بالبيت أفضل من الصلاة فيه ، وهو قول العلماء .
ص 96 : والذكر بقلب أفضل من القراءة بلا قلب.
ص96: قال إبراهيم بن جعفر لأحمد: الرجل يبلغني عنه صلاح أفأذهب فأصلي خلفه ؟ قال: قال لي أحمد: انظر إلى ما هو أصلح لقلبك فافعله.
ص 96 : قال الإمام أحمد: معرفة الحديث ، والفقه أعجب إلي من حفظه.
ص96: ويجب الوتر على من يتهجد بالليل ، وهو مذهب بعض من يوجبه مطلقا.
ص97: و يقرأ أول ليلة من رمضان في العشاء الآخرة سورة القلم ؛ لأنها أول ما نزل ، ونقله إبراهيم بن محمد الحارث عن الإمام أحمد ، وهو أحسن مما نقله غيره: أنه يبتدئ بها التراويح .(1/2303)
ص98: وما سن فعله منفردا كقيام الليل ، وصلاة الضحى ، ونحو ذلك إن فعل جماعة في بعض الأحيان فلا بأس بذلك لكن لا يتخذ سنة راتبة .
ص98: وتستحب المداومة على صلاة الضحى لمن لم يقم في ليلة ، وهو مذهب بعض من يستحب المداومة عليها مطلقا. قلت: لكن أبو العباس له قاعدة معروفة ، وهي أن كل ما ليس من السنن الراتبة لا يداوم عليه لئلا يلحق بالرواتب ، كما نص الإمام أحمد على عدم المواظبة على سورتي السجدة ، و هل أتى على الإنسان في فجر يوم الجمعة.
ص99: وقول الإمام أحمد في الرجوع إلى قول التابعي عام في التفسير وغيره.
ص99 : وتقول المرأة في سيد الاستغفار وما في معناه : وأنا أمتك بنت أمتك ، أو بنت عبدك ، ولو قالت: وأنا عبدك ، فله مخرج في العربية بتأويل شخص.
ص99: وتكفير الطهارة والصلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء للصغائر فقط ، وكذا الحج لأن الصلاة ورمضان أعظم منه .
ص99: وكثرة الركوع والسجود وطول القيام سواء في الفضيلة وهو إحدى الروايتين عن أحمد.
---
عبدالرحمن السديس
08-16-2004, 02:36 PM
ص100: وكل من عبد عبادة نهي عنها ، ولم يعلم النهي ، لكن هي من جنس المأمور به مثل الصلاة وقت النهي ، وصوم يوم العيد = أثيب على ذلك . والفتاوي 20/31.
ص101: ويقضي السنن الرواتب ويفعل ما له سبب وقت النهي .
ص103: والجماعة شرط للصلاة المكتوبة ، وهو إحدى الروايتين عن أحمد ، واختارها ابن أبي موسى وأبو الوفاء بن عقيل ، ولو لم يمكنه الذهاب إلا بمشيه في ملك غيره فعل ، فإذا صلى لوحده لغير عذر لم تصح صلاته . والفتاوى 24/101 .
ص 104: ولا تدرك الجماعة إلا بركعة .
ص105: وحكى أبو العباس في صلاة الفريضة خلف صلاة الجنازة روايتين ، واختار الجواز .
ص105: والمأموم إذا لم يعلم بحدث الإمام حتى قضيت الصلاة أعاد الإمام وحده .
ص105: ويلزم الإمام مراعاة المأموم إن تضرر بالصلاة أول الوقت ، أو آخره .(1/2304)
ص106: وكان أبو العباس إذا أُتي بالمصروع وعظ من صرعه ، وأمره ، ونهاه ، فإن انتهى وأفاق المصروع أخذ عليه العهد ألا يعود ، وإن لم يأتمر ، ولم ينتهي ، ولم يفارقه ، ضربه حتى يفارقه ، والضرب في الظاهر يقع على المصروع ، وإنما يقع في الحقيقة على من صرعه ، ولهذا لا يتألم من ضربه ، ويصحو.
ص106: ويجب تقديم [في إمامة الصلاة]، من قدمه الله ورسوله ولو شرط الواقف خلافه ، فلا يلتفت إلى شرط يخالف شرط الله ورسوله .
ص106: وإذا كان بين الإمام والمأمومين معاداة من جنس معاداة أهل الأهواء والمذاهب ، ولم ينبغي أن يأمهم ؛ لأن المقصود بالصلاة جماعة الائتلاف ، ولهذا قال لصلى الله عليه وسلم :" لاتختلفوا فتختلف قلوبكم ". فإن أمهم فقد أتي بواجب ، ومحرم يقاوم الصلاة فلم تقبل ؛ إذا الصلاة المقبولة ما يثاب عليها .
ص107: وإذا فعل الإمام ما يسوغ فيه الاجتهاد اتبعه المأموم فيه ، وإن كان هو لا يراه مثل القنوت في الفجر ، ووصل الوتر ..
ص107: ولا تصح الصلاة خلف أهل الأهواء ، والبدع ، والفسقة ؛ مع القدرة على الصلاة خلف غيرهم .
ص107: وتصح إمامة من عليه نجاسة يعجز عن إزالتها بمن ليس عليه نجاسة .
ص108: ولا يجوز أن يُقْدِم العامي على فعل لا يعلم جوازه ، ويفسق به إن كان مما يفسق به .
ص108: وتصح صلاة الجماعة ، ونحوها قدام الإمام لعذر ، وهو قول في مذهب أحمد .
ص108: وتصح صلاة الفذ [خلف الصف] لعذر .
ص110: وتقصر الصلاة في كل ما يسمى سفرا سواء قل ، أو كثر ، ولا يتقدر بمدة ، وهو مذهب الظاهرية.
ص111: وقرر أبو العباس قاعدة نافعة وهي : أن ما أطلقه الشارع يعمل بمطلق مسماه ، ووجوده ، ولم يجز تقديره وتحديده بمدة ... [ثم ذكرة أمثلة ] .
ص111: ويوتر المسافر ، ويركع سنة الفجر ، ويسن ترك غيرهما ، والأفضل له التطوع في غير السنن الراتبة ، ونقله بعضهم إجماعا.
---
عبدالرحمن السديس
08-22-2004, 02:32 AM(1/2305)
ص111: والجمع في السفر يختص بمحل الحاجة ، لا أنه من رخص السفر المطلقة كالقصر .
ص112: وأوسع المذاهب في الجمع مذهب أحمد ..
ص112: ولا موالاة في الجمع في وقت الأولى ، وهو مأخوذ من نص الإمام أحمد في جمع المطر ، وإذا صلى إحدى الصلاتين في بيته ، والأخرى في المسجد فلا بأس ، ومن نصه في رواية أبي طالب والمروذي [في المطبوع المروزي وهو خطأ] للمسافر أن يصلى للعشاء قبل أن يغيب الشفق ، وعلله أحمد بأنه يجوز له الجمع .
ص113: ولا يشترط للجمع والقصر نية .
ص121: ويقرأ في أولى فجر الجمعة " الم~ السجدة" ، وفي الثانية "هل أتى على الإنسان " ، ويكره مداومته عليهما ، وهو منصوص أحمد وغيره ، ويكره تحري سجدة غيرها ، والسنة إكمال سورتي " السجدة" ، "وهل أتى " .
ص122: وإذا وقع العيد يوم الجمعة فاجتزئ بالعيد ، وصلوا ظهرا جاز إلا للإمام ، وهو مذهب أحمد .
ص123: والتكبير فيه [عيد الفطر] أوله من رؤية هلال شوال ، وآخره انقضاء العيد ، وهو فراغ الإمام من الخطبة على الصحيح .
ص126: فالتفريق بين السنة والبدعة في المداومة أمر عظيم ينبغي التفطن له .
ص129: ولا يشهد بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ، أو اتفقت الأمة على الثناء عليه ، وهو أحد القولين ، وتواطؤ الرؤيا كتواطؤ الشهادات .
ص131 : ولا يجوز لأحد أن يترحم على من مات كافرا ، أو من مات مظهرا للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر .
---
عبدالرحمن السديس
08-22-2004, 02:34 AM(1/2306)
ص136: ونقل الجماعة عن أحمد كراهة القرآن على القبور ، وهو قول جمهور السلف ، وعليها قدماء أصحابه ، ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين أن القراءة عند القبر أفضل ... واتخاذ المصاحف عند القبر بدعة ولو للقراءة ، ولو نفع الميت لفعله السلف ، بل هو عندهم كالقراءة في المساجد ، ولم يقل أحد من الأئمة المعتبرين أن الميت يؤجر على استماعه للقرآن ، ومن قال: أنه ينتفع بسماعه دون ما إذا بَعُد = فقوله باطل يخالف الإجماع ، والقراءة على الميت بعد موته بدعة بخلاف القراءة على المحتضر فإنها تستحب بياسين .
ص136: وقال أبو العباس: في غرس الجريدتين نصفين على القبرين إن الشجر والنبات يسبح ما دام اخضر فإذا يبس انقطع تسبيحه ، والتسبيح والعبادة عند القبر مما توجب تخفيف العذاب ، كما يخفف العذاب عن الميت بمجاورة الرجل الصالح كما جاءت بذلك الآثار المعروفة.
ص137: ولم يكن من عادة السلف إذا صلوا تطوعا ، أو صاموا تطوعا ، أو حجوا تطوعا ، أو قرؤوا القرآن أن يهدوا ثواب ذلك إلى أموات المسلمين ، فلا ينبغي العدول عن طريق السلف فإنه أفضل وأكمل.
ص137 : قال أبو العباس في موضع آخر : الصحيح أنه ينتفع الميت بجميع العبادات البدنية من الصلاة ، والصوم ، والقراءة ، كما ينتفع بالعبادات المالية من الصدقة ، والعتق ، ونحوهما باتفاق الأئمة ، وكما لو دعا له واستغفر له.
ص 138: واتفق السلف ، والأئمة على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والصالحين فإنه لا يتمسح بالقبر ، ولا يقبله بل اتفقوا أنه لا يستلم ، و يقبل إلا الحجر الأسود . والركن اليماني يستلم ولا يقبل على الصحيح.
قلتُ: علق البعلي على كلام ابن تيمية ، ثم علق الفقي على كلام البعلي ، ثم علق ابن عثيمين على كلام الفقي فراجعه هناك . رحمهم الله جميعا.(1/2307)
ص 139: وإذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة ، ودعا في المسجد ـ ولم يدع مستقبلا للقبر ـ كما كان الصحابة يفعلونه ، وهذا بلا نزاع أعلمه ، وما نقل عن مالك فيما يخالف ذلك مع المنصور فليس بصحيح .
ص139: والصواب الذي عليه المحققون أن الخضر عليه السلام ميت لم يدرك الإسلام .
قلت: هذا المعروف المشهور عن شيخ الإسلام في مواضع من كتبه ، وهو ما نقل عنه أصحابه ، لكن جاء في مجموع الفتاوى 4/338 رسالة فيها نقل مخالف لهذا ، قال جامع الفتاوى ابن قاسم في حاشية : هكذا وجدت هذه الرسالة .اهـ
قلت: انظر نقد هذه الرسالة للشيخ صلاح مقبول أحمد في مقدمة تحقيقه لكتاب الحافظ ابن حجر "الزاهر النضر في حال الخضر " فقد ذكر في ص45: نقدا لجزء من الرسالة التي أوردها ابن قاسم . وفي مقدمة الكتاب فوائد أخرى حول المسأالة.
وانظر كذلك ما كتبه الشيخ الفاضل محمد عزير شمس في المجموعة الخامسة من جامع المسائل ص 8-9 ، حول نسبة هذا الرأي لشيخ الإسلام .وعيسى بن مريم عليه السلام لم يمت بحيث فارقت روحه بدنه ، بل هو حي مع كونه توفي .
والتوفي الاستيفاء ، وهو يصلح لتوفي النوم ، ولتوفي الموت ؛ الذي هو: فراقُ الروحِ [في المطبوع زيادة:و] البدنَ ، ولم يذكر القبض الذي هو قبض الروح والبدن جميعا.
ص140: ومذهب سلف الأمة ، وأئمتها أن العذاب ، أو النعيم لروح الميت ، وبدنه.
وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة ، أو معذبة ، وأيضا: تتصل بالبدن أحيانا ، فيحصل له معها النعيم أو العذاب .
ولأهل السنة قول آخر: أن النعيم أو العذاب يكون للبدن دون الروح ، وعلماء الكلام لهم أقوال شاذة فلا عبرة بها .
وروح الآدمي مخلوقة وقد حكى الإجماع على ذلك محمد بن نصر المروزي وغيره.
---
عبدالرحمن السديس
09-18-2004, 08:58 PM(1/2308)
ص141-145: بين شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ بطلان صحة نسبة بعض القبور المنسوبة للأنبياء عليهم السلام ، أو الصحابة ، من أهل البيت ، وغيرهم، أو من بعدهم من التابعين ..
في السطر الثالث ص144: عن أبي محمد عبد الملك بن خلف .
والصواب: عن أبي محمد عبد المؤمن بن خلف.
ص148: يجوز نقل الزكاة ، وما في حكمها لمصلحة شرعية وانظر ص154 .
ص148 : ومن أقام فيها [الولاية على الأموال] بنية العدل ، وتقليل الظلم ، فهو كالمجاهد في سبيل الله .
ص 151: ويلحق بالمدفون حكما الموجود ظاهرا في مكان خراب جاهلي ، أو طريق غير مسلوك.
ص154: ولا ينبغي أن تدفع الزكاة لمن لا يستعين بها على طاعة الله ، فإن الله تعالى فرضها معونة لطاعته لمن يحتاج إليها من المؤمنين كالفقراء ، والغارمين ، أو لمن يعاون المؤمنين ، فمن لا يصلي من أهل الحاجات لا يعطى شيئا حتى يتوب ، يلتزم أداء الصلاة في وقتها .
ص 154: وبنو هاشم إذا منعوا خمس الخمس جاز لهم الأخذ من الزكاة .
ص154: ويجوز صرف الزكاة إلى الوالدين ، وإن علوا ، وإلى الولد وإن سفل ، إذا كانوا فقراء ، وهو عاجز عن نفقتهم ، لوجود المقتضي السالم من المعارض المقاوم .. وكذا إن كانوا غارمين ، أو مكاتبين ، أو أبناء سبيل .
ص 155: ومن ليس معه ما يشتري به كتبا يشتغل فيها يجوز له الأخذ من الزكاة ما يشتري له به منها ما يحتاج إليه من كتب العلم التي لا بد لمصلحة دينه ، ودنياه منها .
ص156: ومن لم يحج حجة الإسلام وهو فقير أعطي ما يحج به .
ص 156: ويبرأ بدفع الزكاة إلى ولي الأمر العادل ؛ فإن كان ظالما لا يصرف الزكاة في المصارف الشرعية ؛ فينبغي لصاحبها ألا يدفعها إليه ، فإن حصل له ضرر بعدم دفعها إليه فإنها تجزئ عنه أذا أخذت منه بهذه الحالة عند أكثر العلماء .
---
عبدالرحمن السديس
09-20-2004, 07:23 PM
ص157 : ولا تسقط الزكاة والحج والديون ومظالم العباد على من مات شهيدا .(1/2309)
ص157:وإعطاء السُّؤَّال فرض كفاية عن صدقوا .
ص157: من سأل غيره الدعاء لنفع ذلك الغير ، أو نفعهما أثيب ، وإن قصد نفع نفسه فقط نهي عنه كسؤال المال، وإن كان قد لا يأثم.
وقال أبو العباس في الفتاوى المصرية لا بأس بطلب الناس الدعاء بعضهم من بعض ، لكن أهل الفضل ينوون بذلك أن الذي يطلبون منه الدعاء إذا دعا لهم كان له من الأجر على دعائه أعظم من أجره لو دعا لنفسه وحده.
ص158: ومن خطر بقلبه انه صائم غدا فقد نوى .
ص159: ويصح صوم الفرض بنية من النهار ، إذا لم يعلم وجوبه من الليل ، كما إذا شهدت البينة بالنهار... ومن تجدد له صوم بسبب ، كما إذا قامت البينة بالروية في أثناء النهار فإنه يتم بقية يومه ، ولا يلزمه قضاء ، وإن كان قد أكل .
ص161: وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء". صححه الترمذي من حديث زيد بن خالد ، والمراد بتفطيره أن يشبعه .
ص161: ومن أكل في شهر رمضان معتقدا أنه ليل فبان نهارا فلا قضاء عليه ، وكذا من جامع جاهلا بالوقت أو ناسيا .
ص161: وإذا أكره الرجل زوجته على الجماع في رمضان يحمل عنها ما يجب عليها.
ص 162: ولا يقضي متعمد بلا عذر صوما ، ولا صلاة ، ولا تصح منه . وما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المجامع في رمضان بالقضاء فضعيف ؛ لعدول البخاري ومسلم عنه. وتقدم نحوه ص53.
ص 162: وإذا شرعت المرأة في قضاء رمضان وجب عليها إتمامه ، ولم يكن لزوجها تفطيرها.
ص164: وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم .
ص164: ولم يصح عنه [صلى الله عليه وسلم]في رجب شيء . [صيامه].
ص 165: وأما ثامن شوال فليس عيدا لا للأبرار ، ولا للفجار ، ولا يجوز لأحد أن يعتقده عيدا ، ولا يحدث فيه شيئا من شعائر الأعياد .
---
عبدالرحمن السديس
09-21-2004, 05:11 PM
ص 165: فصل في مسائل التفضيل ص 165-167. منها:(1/2310)
وليلة القدر من أفضل الليالي وهي في الوتر في العشر الأخير من رمضان ، والوتر قد يكون باعتبار الماضي ؛ فيطلب إحدى وعشرين ، وليال ثلاث إلى آخره .
وقد يكون باعتبار الباقي لقوله صلى الله عليه وسلم:" لتاسعة تبقى "الحديثَ ، فإذا كان الشهر ثلاثين ، فتكون تلك من ليالي الأشفاع ، وليلة الثانية والعشرين تاسعة تبقى ، وليلة أربع سابعة تبقى ، كما فسره أبو سعيد الخدري ، وإن كان تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ بالماضي .
ص167: والغني الشاكر والفقير الصابر: أفضلهما أتقاهما تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة .
ص167: وصالحوا البشر أفضل باعتبار النهاية ، وصالحوا الملك أفضل باعتبار البداية .
ص167: ورمضان أفضل الشهور وَيَكْفُرُ من فضّل رجباً عليه .
ص167: قال أبو العباس: ولا أعلم أحدا فضّل تربة النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة إلا القاضي عياض ، ولم يسبقه إليه أحد ، ولا وافقه عليه أحد .
ص 167: والصلاة وغيرها من القرب بمكة أفضل ، والمجاورة بمكان يكثر فيه إيمانه وتقواه أفضل حيث كان .
ص 168: وقال ابن عقيل من أصحابنا: وإن قرأ القرآن عند الحكم الذي أنزل له ، أو ما يناسبه ؛ فحسن كقوله لمن دعاه إلى ذنب تاب منه (وما يكون لنا أن نتكلم بهذا) ، وقوله إذا ما أهمه أمر ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) .
ص 170: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ـ وإن كانا فاسقين ـ وهو ظاهر إطلاق أحمد ، وهذا : فيما فيه منفعة لهما ، ولا ضرر ؛ فإن شق عليه ، ولم يضره = وجب ، وإلا فلا .
ص 174: ومَن ميقاته الجحفة كأهل مصر والشام إذا مروا على المدينة ، فلهم تأخير الإحرام إلى الجحفة ، ولا يجب عليهم الإحرام من ذي الحليفة ، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك .
ص 176: ويحرم طوافه بغير البيت العتيق اتفاقا ، واتفقوا أنه لا يقبله ولا يتمسح به ؛ فإنه من الشرك والشرك لا يغفره الله ، ولو كان أصغر .(1/2311)
ص 176: ويكره الخروج من مكة لعمرة تطوع ، وذلك بدعة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أصحابه على عهده لا في رمضان ولا في غيره ، ولم يأمر عائشة بها ، بل أذن لها بعد المراجعة تطييبا لقلبها ، وطوافه بالبيت أفضل من الخروج اتفاقا ، وخروجه عند من لم يكرهه على سبيل الجواز .
ص176: والذين أوجبوا الوضوء للطواف ليس معهم دليل أصلا ، وما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف توضأ ، فهذا وحده لا يدل فإنه كان يتوضأ لكل صلاة .
ص 178: والأجر في الأضحية على قدر القيمة مطلقا .
ص 178: ولا تضحية بمكة ، وإنما هو الهدي .
---
عبدالرحمن السديس
11-15-2004, 01:33 PM
ص 179: ومكة المشرفة فتحت عنوة ، ويجوز بيعها لا إجارتها فإن استأجرها ، فالأجرة ساقطة يحرم بذلها.
ص180: ولو باع ولم يسم الثمن صح بثمن المثل كالنكاح .
ص180: ولا يصح بيع ما قصده به الحرام ؛ كعصير يتخذه خمرا إذا علم ذلك ، كمذهب أحمد ، وغيره ، أو ظن ، وهو أحد القولين ، ويؤيده أن الأصحاب قالوا: لو ظن المؤجر أن المستأجر يستأجر الدار لمعصية كبيع الخمر ، ونحوها = لم يجز له أن يؤجره تلك الدار ، ولم تصح الإجارة ، والبيع والإجارة سواء .
ص181: ويكره أن يتمنى الغلاء ، قال أحمد : لا ينبغي أن يتمنى الغلاء.
ص181: ولا يربح على المسترسل أكثر ما يربح على غيره ، وكذا المضطر الذي لا يجد حاجته إلا عند شخص ينبغي أن يربح عليه مثل ما يربح على غيره ، وله أن يأخذ منه بالقيمة المعروقة بغير اختياره.
ص 182: وإذا اتفق أهل السوق على أن لا يتزايدوا في السلعة وهم محتاجون إليها ليبيعها صاحبها بدون قيمتها فإن ذلك فيه من غش الناس ما لا يخفى ، وإن ثَم من يزايد فلا بأس .(1/2312)
ص 184: الصحيح في مسألة البيع بشرط: البراءة من كل عيب ، الذي قضى به الصحابة ، وعليه أكثر أهل العلم: أن البائع إذا لم يكن علم بذلك العيب فلا رد للمشتري ، ولكن إذا ادعى أن البائع علم بذلك ، فأنكر البائع حلف أنه لم يعلم فإن نكل قضي عليه .
ص 186: ويحرم كتم العيب في السلعة ، وكذا لو أعلمه به ولم يعلمه قدر عيبه ، ويجوز عقابه بإتلافه ، أو التصدق به ، وقد أفتى به طائفة من أصحابنا .
ص 187 والجار السوء عيب .
ص 188: ويجوز بيع المصوغ من الذهب والفضة بجنسه من غير اشتراط التماثل ، ويجعل الزائد في مقابلة الصنعة سواء كان البيع حالا ، أو مؤجلا مالم يقصد كونها أثمانا.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:40 PM
ص131 : ولا يجوز لأحد أن يترحم على من مات كافرا ، أو من مات مظهرا للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر .
المكتوب باللون الأحمر خطأ ، وصوابه في المشاركة رقم 7و 8:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=125715&posted=1
--------------------------------------------
ص189: ويحرم بيع ا للحم بحيوان من جنسه إذا كان المقصود اللحم .
ص189: ويجوز بيع الموزونات الربوية بالتحري ، وقاله مالك .
ص190: وتحرم مسألة التورق ، وهو رواية عن أحمد .
ص198: ويلزم الأعلى التستر بما يمنع مشارفته على الأسفل ، وإن استويا ، وطلب أحدهما بناء السترة ؛ أجبر الآخر مع الحاجة إلى السترة ، وهو مذهب أحمد. [ذكره في "باب الصلح وحكم الجوار"].
ص198: وليس لللإنسان أن يتصرف في ملكه بما يؤذي به جاره ؛ من : بناء حمام ، وحانوت طباخ ، ودقاق . وهو مذهب أحمد .
ص199: والمضاررة مبناها على القصد والإرادة ، أو على فعل ضرر لا يحتاج إليه ، فمتى قصد الإضرار ، ولو بالمباح ، أو فعل الإضرار من غير استحقاق = فهو مضار .(1/2313)
وأما إذا فعل الضرر المستحق للحاجة إليه ، والانتفاع به ؛ لا لقصد الأضرار = فليس بمضار ، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النخلة التي كانت تضر صاحب الحديقة لما طلب من صاحبها المعاوضة عنها بعدة طرق ، فلم يفعل فقال:"إنما أنت مضار ثم أمر بقلعها ". [رواه أبو داودرقم:3636] فدل على أن الضرار محرم لا يجوز تمكين صاحبه منه .
ص199: ومن كانت له ساحة تلقى فيها التراب ، والحيوانات ، ويتضرر الجيران بذلك ، فإنه يجب على صاحبها أن يدفع ضرر الجيران : إما بعمارتها ، أو إعطائها لمن يعمرها ، أو يمنع أن يلقى فيها ما يضر بالجيران.
ص200: ومن طولب بأداء دين عليه ، فطلب أمهالا = أمهل بقدر ذلك اتفاقا ، لكن إذا خاف غريمه منه احاط عليه بملازمته ، أو بكفيل أو بترسيم عليه .
ص201: ومن كان قادرا على وفاء دينه ، وامتنع ؛ أجبر على وفائه بالضرب ، والحبس ، ونص على ذلك الأئمة من أصحاب مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وغيرهم .
قال أبو العباس: ولا أعلم فيه نزاعا ..
ص202: والإسراف ما صرفه في الحرام ، أو كان صرفُه في المباح يضر بعياله ، أو كان وحده ولم يثق بإيمانه وصرف في مباح قدرا زائدا على المصلحة .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:42 PM
ص222: ويجوز للمستأجر إجارة العين المؤجرة لمن يقوم مقامه بمثل الأجرة وزيادة ..
ص222 : ولا يصح الاستأجار على القراءة ، وإهدائها إلى الميت ، لأنه لم ينقل عن أحد من الأئمة الإذن في ذلك . وقد قال العلماء : إن القارىء إذا قرأ لأجل المال فلا ثواب له فأي شيء يهدي للميت ؟!
وإنما يصل للميت العمل الصالح .والاستئجار على مجرد التلاوة لم يقل به أحد من الأئمة ، وإنما تنازعوا في الاستئجار على مجرد التعليم .
ص223والمستحب أن يأخذ الحاج عن غيره ليحج ، لا أن يحج ليأخذ ... ففرق بين من يقصد الدين والدنيا وسيلته ، وبين عكسه فالأشبه : أن عكسه ليس له في الآخرة من خلاق .(1/2314)
ص223: وأما ما يؤخذ من بيت المال فليس عوضا ، وأجرة ، بل رزق للإعانة على الطاعة فمن عمل منهم لله أثيب ، ومن يأخذ فهو رزق للمعونة على الطاعة .
ص225: وإذا ركن المؤجر إلى شخص ليؤجره لم يجز لغيره الزيادة عليه ، فكيف إذا كان المستأجر ساكنا في الدار ؟ فإنه لا يجوز الزيادة على الساكن في الدار .
ص226: وإذا عمل الأجير بعض العمل أعطي من الأجرة على قدر ما عمل .
ص226: ولا يجوز أن يستأجر من يصلي عنه نافلة ولا فريضة في حياته ولا مماته باتفاق الأئمة .
ص227: ونصوص أحمد كثيرة في المنع من إجارة المسلم داره من أهل الذمة ، وبيعها لهم ..
قال أبو طالب:سألت أبا عبد الله عن الرجل يغسل الميت بكراء ؟
قال: بكراء ! واستعظم ذلك. قلت : يقول: أنا فقير .قال: هذا كسب سوء.
ووجه هذا النص: أن تغسيل الموتى من أعمال البر ، والتكسب بذلك يورث تمني موت المسلمين فيشبه الاحتكار .
ص230: كسب الحجام خير من سؤال الناس . [نقلته بتصرف].
ص230: ... فإن ترك الواجب عندنا كفعل المحرم ..
ص231: والعارية تجب مع غناء المالك .
ص233: وما ألهى ، وشغل عن ما أمر الله به = فهو منهي عنه ، وإن لم يحرم جنسه كالبيع والتجارة وأما سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو ، وسائر ضروب اللعب مما لا يستعان به في حق شرعي =فكله حرام.
---
عبدالرحمن السديس
04-29-2005, 10:15 PM
ص233: جواز الرهان في العلم وافقا للحنفية لقيام الدين بالجهاد والعلم ، والله أعلم .
ص242 : ولو بايع الرجل مبايعات يعتقد حلها ثن صار المال إلى وارث ، أو منتهب [كذا: وأظن الصواب: متهب] ، أو مشتري يعتقد تلك العقود محرمة فالمثال الأصلي لهذا اقتداء المأموم بصلاة إمام أخل بما هو فرض عند المأموم دونه ، والصحيح الصحة .
وما قبضه الإنسان بعقد مختلف فيه يعتقد صحته لم يجب عليه رده في أصح القولين.(1/2315)
ص242: وظاهر كلام أبي العباس أن نفس المصيبة لا يؤجر عليها ، ـ وقاله أبو عبيدة ـ بل إن صبر أثيب على صبره ، قال : وكثيرا ما يفهم من الأجر غفران الذنوب فيكون فيها أجر بهذا الاعتبار .
[قلت: مجموع الفتاوي 10/123وفتح الباري 10/105و108-110]
ص 245: ومن استقذ مال غيره من الهلكة ورده استحق أجرة المثل ، ولو بغير شرط ، في أصح القولين ، وهو منصوص أحمد ، وغيره .
ص246: ولا تملك لقطة الحرم بحال ، ويجب تعريفها أبدا ، وهو رواية عن أحمد ، واختارها طائفة من العلماء.
ص 248: يجوز عندنا بيع الوقف إذا تعطلت منفعته .
ص249: ولا يصح الوقف على الأغنياء على الصحيح.
ص253: ويجب أن يولى في الوظائف ، وإمامة المساجد الأحق شرعا ، وأن يعمل ما قدر عليه من عمل الواجب ، وليس للناس أن يولوا عليهم الفاسق ، وإن نفذ حكمه ، أو صحت الصلاة خلفه ، واتفق الأئمة على كراهة الصلاة خلفه ، واختلفوا في صحتها ، ولم يتنازعوا أنه لا ينبغي توليته.
ص 254: ولا يلزم الوفاء بشرط الواقف إلا إذا كان مستحبا خاصة ، وهو ظاهر المذهب أخذا من قول أحمد في اعتبار القربة في أصل الجهة الموقوف عليها.
ص254: ويجوز تغيير شرط الواقف إلى ما هو أصلح منه ، وإن اختلف ذلك باختلاف الزمان والمكان ، حتى لو وقف على الفقهاء ، والصوفية ، واحتاج الناس إلى الجهاد صرف إلى الجند ، وإذا وقف على مصالح الحرم وعمارته فالقائمون بالوظائف التي يحتاج إليها المسجد من التنظيف والحفظ والفرش وفتح الأبواب وإغلاقها ونحو ذلك يجوز الصرف إليهم.(1/2316)
ص 255: وقول الفقهاء : نصوص الواقف كنصوص الشارع ـ يعني ـ : في الفهم ، والدلالة لا في وجوب العمل ، مع أن التحقيق أن لفظ الواقف ، والموصي ، والناذر والحالف ، وكل عاقد يحمل على مذهبه ، وعادته في خطابه ، ولغته التي يتكلم بها ، وافق لغة العرب ، أو لغة الشارع أو لا ، والعادة المستمرة ، والعرف المستقر في الوقف يدل على شرط الواقف أكثر مما يدل لفظ الاستفاضة . [وينظر :إعلام الموقعين 1/ 315].
---
عبدالرحمن السديس
04-29-2005, 11:07 PM
ص255: ولا يجوز أن يولى فاسقا في جهة دينية كمدرسة وغيرها مطلقا ؛ لأنه يجب الإنكار عليه وعقوبته فكيف يولى ؟!
وظاهر كلام أبي العباس في موضع آخر خلاف ذلك وإن من نزل تنزيلا شرعيا لم يجز صرفه بلا موجب شرعي.
ص 255: وكل متصرف بولاية إذا قيل له افعل ما تشاء فإنما هو لمصلحة شرعية حتى لو صرح الواقف بفعل ما يهواه ، أو ما يراه مطلقا فهو شرط باطل لمخالفته الشرع ، وغايته أن يكون شرطا مباحا ، وهو باطل على الصحيح المشهور .
ص256: والمكوس إذا اقطعها الإمام الجند فهي حلال لهم ، إذا جهل مستحقها . وكذا إذا رتبها للفقراء ، والفقهاء ، وأهل العلم .
ص257: ومن أكل المال بالباطل : قوم لهم رواتب أضعاف حاجاتهم ، وقوم لهم جهات كثيرة معلومها كثير يأخذونه ، ويستنيبون بيسير .
والنيابة في مثل هذه الأعمال المشروطة جائزة ، ولو عينه الواقف ، إذا كان مثل مستنيبه .
[إذا لم يكن في ذلك مفسدة راجحة ]. مصحح من هامش المطبوع .
ص258: ومن وقف وقفا مستقلا ثم ظهر عليه دين ، ولم يمكن وفاء الدين إلا ببيع شيء من الوقف ، وهو في مرض الموت بيع باتفاق العلماء .
وإن كان الوقف في الصحة فهل يباع لوفاء الدين ؟ فيه خلاف في مذهب أحمد وغيره ومنعه قوي. قلت: وظاهر كلام أبي العباس : ولو كان الدين حادثا بعد الوقف.
قال: وليس هذا بأبلغ من التدبير ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم" باع المدبر في الدين". و الله أعلم.(1/2317)
ص 262: وجوز جمهور العلماء تغيير صورة الوقف للمصلحة كجعل الدور حوانيت..
---
عبدالرحمن السديس
05-02-2005, 10:37 PM
ص263: وما فضل عن حاجة المسجد صرف إلى مسجد آخر لأن الواقف له غرض في الجنس والجنس واحد.. ويجوز صرفه في سائر المصالح ، وبناء مساكن لمستحقي ريعه القائمين بمصالحه . وإن علم أن وقفه يبقى دائما وجب صرفه لأن بقاءه فساد.
ولا يجوز لغير الناظر صرف الفاضل.
ص264: وإعطاء المرء المال ليمدح ويثنى عليه = مذموم ، وإعطاؤه لكف الظلم ، والشر عنه ، ولئلا ينسب إلى البخل = مشروع ؛ بل هو محمود مع النية الصالحة .
والإخلاص في الصدقة أن لا يسأل عوضها دعاء من المعطَى ، ولا يرجو بركته ، وخاطره ، ولا غير ذلك من الأقوال، قال الله تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا).
ص265: ومن العدل الواجب من له عليك يد ، أو نعمة أن تجزيه بها ، والهبة تقتضي عوضا مع العرف.
ص265: ولا يجوز للإنسان أن يقبل هدية من شخص ليشفع له عند ذي أمر ، أو أن يرفع عنه مظلمة ، أو يوصل إليه حقه ، أو يوليه ولاية يستحقها ، أو يستخدمه في الجند المقاتلة ، وهو مستحق لذلك.
ويجوز للمهدي أن يبذل في ذلك ما يتوصل به إلى أخذ حقه ، أو دفع الظلم عنه ، وهو المنقول عن السلف ، والأئمة الأكابر .
ص267: ويجب التعديل في عطية أولاده على حسب ميراثهم..
ثم هنا نوعان:
1- نوع يحتاجون إليه من النفقة في الصحة والمرض ، ونحو ذلك ؛ فتعديله بينهم فيه:
أن يعطي كل واحد ما يحتاج إليه ، ولا فرق بين محتاج قليل أو كثير .
2- ونوع يشتركون في حاجتهم إليه من عطية ، أو نفقة ، أو تزويج ، فهذا لا ريب في تحريم التفاضل فيه .
وينشأ من بينهما:
3- نوع ثالث وهو:
أن ينفرد أحدهما بحاجة غير معتادة مثل أن يقضي عن أحدهما دينا وجب عليه من أرش جناية ، أو يعطي عنه المهر ، أو يعطيه نفقة الزوجة ، ونحو ذلك ففي وجوب إعطاء الآخر مثل ذلك نظر.
---
عبدالرحمن السديس(1/2318)
05-03-2005, 09:23 PM
ص275: ويقبل تفسير الموصي مراده وافق ظاهر اللفظ أو خالفه ، وفي الوقف يقبل في الألفاظ المجملة ، والمتعارضة ، ولو فسره بما يخالف الظاهر ، فقد يحتمل القبول كما لو قال: عبدي أو خيلي أو ثوبي وقف ، وفسره بمعين ، وإن كان ظاهره العموم وهذا أصل عظيم في الإنشاءات التي يستقل بها دون التي لا يستقل بها كالبيع ، ونحوه .
ص283: والمسلم يرث من قريبه الكافر الذمي بخلاف العكس ؛ لئلا يمتنع قريبه من الدخول في الإسلام .
ص290: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد ، فإن امتنع فلا يكون عاقا كأكل ما لا يريد .
ويحرم النظر بشهوة إلى النساء و المرد ، ومن استحله كفر إجماعا.
ص291: وتحرم الخلوة بغير محرم ولو بحيوان يشتهي المرأة ، أو تشتهيه كالقرد ، وذكره ابن عقيل.
وتحرم الخلوة بأمرد حسن ، ومضاجعته ، كالمرأة الأجنبية ، ولو لمصلحة التعليم ، والتأديب ، والمقر موليه عند من يعاشره لذلك = ملعون ديوث .
ومن عرف بمحبتهم أو معاشرتهم منع من تعليمهم.
297: قال الإمام أحمد في رواية حنبل لا يعقد نصراني ، ولا يهودي عقدة نكاح لمسلم ، ولا مسلمة ، ولا يكونان ، وليين لمسلم ولا مسلمة بل لا يكون الولي إلا مسلما .
وهذا يقتضي أن الكافر لا يزوج مسلمة بولاية ولا وكالة وظاهره: يقتضي أن لا ولاية للكافر على بنته الكافرة في تزويجها المسلم.
وقال أبو العباس في موضع آخر: لا ينبغي أن يكون الكافر متوليا لنكاح مسلم ، ولكن لا يظهر بطلان العقد ، فإنه ليس على بطلانه دليل شرعي.
ص298: قال الإمام أحمد في رواية محمد بن الحسن في أخوين صغير وكبير : ينبغي أن ينظر إلى العقل ، والرأي . وكذلك قال في رواية الأثرم في الأخوين الصغير والكبير: كلاهما سواء ، إلا أنه ينبغي أن ينظر في ذلك إلى العقل وارأي.
وظاهر كلام أحمد هذا أنه لا أثر للسن هنا . واعتبره أصحابنا.
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2005, 05:28 PM(1/2319)
ص301: وفقد النسب والدين لا يقر معهما النكاح بغير خلاف عن أحمد .
ص303: ولا ريب في أن النكاح مع الإعلان يصح ، وإن لم يشهد شاهدان ، وأما مع الكتمان والإشهاد فهذا مما ينظر فيه . وينظر: الفتاوي 32/130.
ص313: ويكره نكاح الحرائر الكتابيات مع وجود الحرائر المسلمات قاله القاضي ، وأكثر العلماء ، كما يكره أن يجعل أهل الكتاب ذباحين مع كثرة ذباحين مسلمين ، ولكن لا يحرم .
ص314: ولا يحرم في الآخرة ما يحرم في الدنيا من التزوج بأكثر من أربع ، والجمع بين الأختين ، ولا يمنع أن يجمع بين المرأة وبنتها هناك.
ص314: إذا شرط الزوج للزوجة في العقد ، أو اتفقا قبله أن لا يخرجها من دارها ، أو بلدها ، أو لا يتزوج عليها ، أو لا يتسرى ، أو إنْ تزوج عليها ؛ فلها تطليقها = صح الشرط .
وهو مذهب الإمام أحمد .
ولو خدعها ، فسافر بها ، ثم كرهته لم يكرهها بعد ذلك ، وإذا أراد أن يتزوج عليها ، أو يتسرى ، وقد شرط لها عدم ذلك ؛ فقد يفهم من إطلاق أصحابنا = جوازه بدون إذنها ؛ لكونهم إنما ذكروا أنّ لها الفسخ .
ولم يتعرضوا للمنع .
قال أبو العباس: وما أظنهم قصدوا ذلك ، وظاهر الأثر ، والقياس = يقتضي منعه ، كسائر الشروط الصحيحة .
ص316: ولو شرطت أنه يطأها في وقت دون وقت ؛ ذكر القاضي في الجامع: أنه من الشروط الفاسدة .
ونص الإمام أحمد ـ في الأمة ـ : يجوز أن يشترط أهلها أن تخدمهم نهارا ، ويرسلوها ليلا . يتوجه منه صحة هذا الشرط إنْ كان فيه غرض صحيح ؛ مثل أن يكون لها بالنهار عمل ، فتشترط أن لا يستمتع بها إلا ليلا ، ونحو ذلك .
ص316: وشرط عدم النفقة فاسد ، ويتوجه صحته ؛ لا سيما إذا قلنا: إنه إذا أعسر الزوج ، ورضيت الزوجة به لم تملك المطالبة بعد .
ص319: وترد المرأة بكل عيب ينفر عن كمال الاستمتاع.(1/2320)
ص321: وإذا دخل النقص على الزوج لعيب بالمرأة ، أوفوات صفة ، أو شرط صحيح ، أو باطل ، فإنه ينقص من المسمى بنسبة ما نقص هذا النقص من مهر المثل.
---
عبدالرحمن السديس
11-05-2005, 12:57 AM
ص322 : عكسها .
ص322: ويرجع الزوج المغرور بالصداق على من غره من المرأة أو الولي في أصح قول العلماء .
ص323: ولو قيل إن من لم يعلم التحريم فهو في ملك المحرمات بمنزلة أهل الجاهلية كما قلنا على إحدى الروايتين أن من لم يعلم الواجبات فهو فيها كأهل الجاهلية فلا يجب عليهم القضاء .
ص325: وإذا أسلمت الزوجة والزوج كافر ثم أسلم قبل الدخول أو بعد الدخول فالنكاح باق ما لم تنكح غيره والأمر إليها ولا حكم له عليها ولا حق لها عليه.
ص 327: والصداق المقدم إذا كثر وهو قادر على ذلك لم يكره إلا أن يقترن بذلك ما يوجب الكراهة من معنى المباهاة ونحو ذلك ، فأما إذا كان عاجزا عن ذلك كره بل يحرم إذا لم يتوصل إليه إلا بمسألة أو غيرها من الوجوه المحرمة ، فأما إن كثر وهو مؤخر في ذمته ، فينبغي أن يكره ، هذا كله لما فيه من تعريض نفسه لشغل الذمة.
ص334: كل من أهدي أو وهب له شيء بسبب فإنه يثبت له حكم ذلك السبب بحيث يستحق من يستحق ذلك السبب ، ويثبت بثبوته ويزول بزواله ، ويحرم بحرمته ويحل بحله حيث جاز قبول الهدية..
ص335: ويتوجه صحة السلف في العقود كلها كما يصح في العتق.
ص342: وإن كانت عادتهم يسمون مهرا كثيرا ، ولكن لا يستوفونه قط ، مثل عادة أهل الجفاء مثل الأكراد وغيرهم ، فوجوده كعدمه ، والشرط المتقدم كالمقارن والإطراد العرفي كاللفظي . وقال أبو العباس : وقد سئلت عن مسألة من هذا وقيل لي: ما مهر مثل هذه ؟ فقلت: ما جرت العادة بأنه يؤخذ من الزوج ، فقالوا إنما يؤخذ المعجل قبل الدخول ، فقلت: هو مهر مثلها .(1/2321)
ص346: والأشبه جواز الإجابة لا وجوبها إذا كان في مجلس الوليمة من يهجر ، وأعدل الأقوال: أنه إذا حضر الوليمة وهو صائم إن كان ينكسر قلب الداعي بترك الأكل = فالأكل أفضل ، وإن لم ينكسر قلبه = فإتمام الصوم أفضل .
ولا ينبغي لصاحب الدعوة الإلحاح في الطعام للمدعو إذا امتنع فإن كلا الأمرين جائز ، فإذا ألزمه بما لا يلزمه كان من نوع المسألة المنهي عنها ، ولا ينبغي للمدعو إذا رأى أنه يترتب على امتناعه مفاسد أن يمتنع فإن فطره جائز ، فإن كان ترك الجائز مستلزما لأمور محذورة ينبغي أن يفعل ذلك الجائز ، وربما يصير واجبا ، وإن كان في إجابة الداعي مصلحة الإجابة فقط ، وفيها مفسدة الشبهة فأيهما أرجح ؟ قال أبو العباس : هذا فيه خلاف فيما أظنه .
ص349: والكنائس ليست ملكا لأحد وأهل الذمة ليس لهم منع من يعبد الله فيها ؛ لأنا صالحناهم عليه والعابد بينهم وبين الغافلين أعظم أجرا...
وينكر ما يشاهده من المنكر بحسبه ويحرم بيعهم ما يعملونه كنيسة أو تمثالا ونحوه وكل ما فيه تخصيص لعيدهم أو تمييز له .
ص351: ويكره الأكل والشرب قائما لغير حاجة ...
واختلف كلام أبي العباس في أكل الإنسان حتى يتخم هل يكره أو يحرم ؟ وجزم أبو العباس : في موضع آخر بتحريم الإسراف وفسر بمجاوزة الحد .
.. ويقول عند الأكل بسم الله فإن زاد : الرحمن الرحيم (1) كان حسنا فإنه أكمل بخلاف الذبح فإنه قد قيل: إن ذلك لا يناسب .
-------
(1) انظر للفائدة: معجم المناهي اللفظية ص623، وتصحيح الدعاء ص350 .
---
عبدالرحمن السديس
11-17-2005, 06:39 PM
ص353: ويجب على المرأة خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة.
ص353: ولو تطاوع الزوجان على الوطء في الدبر فرق بينهما ، وقاله أصحابنا ، وعلى قياسه المطاوعة على الوطء في الحيض .(1/2322)
ص363: لو بذلت له مالا على أن تملك أمرها فإن الإمام أحمد نص على جواز ذلك ؛ لأن الأصل جواز الشرط في العقود.
ص365:
ولا يقع طلاق السكران ، ولو بسكر محرم ، وهو رواية عن الإمام أحمد اختارها أبو بكر ، ونقل الميموني عن أحمد: الرجوع عما سواها فقال : كنت أقول يقع طلاق السكران حتى تبينت ، فغلب عليّ أنه لا يقع.
ص366:
ولا يقع طلاق المكره والإكراه يحصل إما بالتهديد ، أو بأن يغلب على ظنه أنه يضره في نفسه ، أو ماله بلا تهديد . وقال أبو العباس : في موضع آخر كونه يغلب على ظنه تحقق تهديده ليس بجيد ؛ بل الصواب: أنه لو استوى الطرفان = لكان إكراها .
وأما إن خاف وقوع التهديد ، وغلب على ظنه عدمه فهو= محتمل في كلام أحمد وغيره ..
وإن سحره ليطلق = فإكراه .
وقال أبو العباس : تأملت المذهب فوجدت الإكراه يختلف باختلاف المكرَه عليه فليس الإكراه المعتبر في كلمة الكفر كالإكراه المعتبر في الهبة ونحوها ، فإن أحمد قد نص في غير موضع على:
أن الإكراه على الكفر لا يكون إلا بتعذيب: من ضرب ، أو قيد ، ولا يكون الكلام إكراها .
وقد نص: على أن المرأة لو وهبت زوجها صداقها أو مسكنها فلها أن ترجع بناء على أنها لا تهب له إلا إذا خافت أن يطلقها أو يسيء عشرتها . فجعل خوف الطلاق أو سوء العشرة إكراها في الهبة ولفظه في موضع آخر : لأنه أكرهها .
ومثل هذا لا يكون إكراها على الكفر فإن الأسير إذا خشي من الكفار أن لا يزوجوه وأن يحولوا بينه وبين امرأته =لم يبح له التكلم بكلمة الكفر .
ومثل هذا لو كان له عند رجل حق من دين أو وديعة فقال: لا أعطيك حتى تبيعني أو تهبني ، فقال مالكٌ: هو إكراه ، وهو قياس قول أحمد ومنصوصه في مسألة: ما إذا منعها حقها لتختلع منه ، وقال القاضي تبعا للحنفية والشافعية: ليس إكراها.
---
عبدالرحمن السديس
12-10-2005, 12:04 AM
ص368:
ومن حلف بالطلاق كاذبا يعلم كذب نفسه لا تطلق زوجته ولا يلزمه كفارة يمين.
ص368:(1/2323)
لو قال : أنت طالق ، أنت طالق . وقال : نويت بالثانية التأكيد فإنه يقبل منه رواية واحدة.
ص369:
المخبر إذا خالف خبره الأصل اعتبر فيه العدالة .
ص378:
ومن علق الطلاق على شرط أو التزمه لا يقصد بذلك إلا الحض أو المنع ؛ فإنه يجزئه فيه كفارة يمين إن حنث ، وإن أراد الجزاء بتعليقه طلقت كُره الشرطُ أولاً .
ص379:
ويتوجه إذا حلف ليفعلن كذا أن مطلقه يوجب فعل المحلوف عليه على الفور ما لم تكن قرينة تقتضي التأخير ؛ لأن الحض في الأيمان كالأمر في الشريعة.
ص383:
وللعلماء في الاستثناء النافع قولان:
أحدهما : لا ينفعه حتى ينويه قبل فراغه من المستثنى منه. وهو قول الشافعي والقاضي أبي يعلى ومن تبعه .
والثاني : ينفعه وإن لم يُرِده إلا بعد الفراغ ، حتى لو قال له بعض الحاضرين: قل: إن شاء الله . فقال : إن شاء الله . نفعه ، وهذا هو مذهب أحمد الذي يدل عليه كلامه وعليه متقدمو أصحابه ، واختيار أبي محمد وغيره وهو مذهب مالك وهو الصواب.
ص385:
اليمين في جانب النفي أعم من اللفظ اللغوي ، وفي جانب الإثبات أخص.
ص388:
ويتوجه أن يفرق بين ما يسوغ الخلاف فيه ؛ كبيع الأشنان بالأشنان متفاضلا ، ولا ما لا يسوغ فيه الخلاف ؛ كالحيل الربوية ، وكمسألة النبيذ.
ص389:
وإذا حلف لا يفعل شيئا ففعله ناسيا ليمينه أو جاهلا بأنه المحلوف عليه فلا حنث عليه ، ولو في الطلاق والعتاق ، وغيرهما ويمينه باقية . وهو رواية عن أحمد ورواتها بقدر رواة التفرقة .
ويدخل في هذا من فعله متأولا إما تقليدا لمن أفتاه أو مقلدا لعالم ميت مصيبا كان أو مخطئا.
ص396:
وما يُخرج في الكفارة المطلقة غير مقيد بالشرع بل بالعرف قدرا و نوعا من غير تقدير ولا تمليك ، وهو قياس المذهب في الزوجة والأقارب والمملوك والضيف والأجير المستأجر بطعامه.
والإدام يجب إن كان يطعم أهله بإدام وإلا فلا ، وعادة الناس تختلف في ذلك في الرخص والغلاء واليسار والإعسار وتختلف بالشتاء والصيف .
396:(1/2324)
الواجبات المقدرات في الشرع من الصدقات على ثلاثة أنواع:
تارة تقدر الصدقة الواجبة ولا يقدر من يعطاها كالزكاة.
وتارة يقدر المعطى ولا يقدر المال كالكفارات.
وتارة يقدر هذا وهذا كفدية الأذى.
وذلك لأن سبب وجوب الزكاة هو المال ؛ فقدر المال الواجب.
وأما الكفارات فسببها فعل بدنه ،كالجماع واليمين والظهار ، فقدر فيها المعطى كما قدر العتق والصيام.
وما يتعلق بالحج فيه بدن ومال ، فعبادته بدنية ومالية فلهذا قدر فيه هذا وهذا .
ص398:
ولو شتم شخصا فقال : أنت ملعون ولد زنا ؛ وجب عليه التعزير على مثل هذا الكلام ، ويجب عليه حد القذف إن لم يقصد بهذه الكلمة أن المشتوم فعله خبيث كفعل ولد الزنا .
ولا يحد القذف إلا بالطلب إجماعا.
---
عبدالرحمن السديس
12-13-2005, 12:27 AM
ص398:
والقاذف إذا تاب قبل علم المقذوف هل تصح توبته ؟ الأشبه أنه يختلف باختلاف الناس .
وقال أبو العباس في موضع آخر : قال أكثر العلماء إن علم به المقذوف لم تصح توبته ، وإلا صحت ودعا له واستغفر . وعلى الصحيح من الروايتين: لا يجب له الاعتراف لو سأله فيعرض ولو مع استحلافه ؛ لأنه مظلوم ، وتصح توبته .
وفي تجويز التصريح بالكذب المباح هاهنا نظر ، ومع عدم توبة وإحسان = تعريضه كذب ويمينه غموس . واختيار أصحابنا: لا يعلمه بل يدعو له في مقابلة مظلمته .
ص399:
وولد الزنا مظنة أن يعمل عملا خبيثا كما يقع كثيرا ، وأكرم الخلق عند الله أتقاهم.
401:
ويرجع إلى أهل الخبرة حيث يستوي المتداعيان ، كما رجع إلى أهل الخبرة بالنسب.
404:
المجهول في الشرع كالمعدوم.
406:
قلت [البعلي]: علَّق أبو العباس القول بذلك على أن لا يكون الإجماع على خلافه .
412:
النفقة والسكنى تجب للمتوفى عنها في عدتها بشرط إقامتها في بيت الزوج ، فإن خرجت فلا جناح إذا كان أصلح لها.
413:(1/2325)
قال الله تعالى : { فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن } وهذا الأجر هو النفقة والكسوة ، وقاله طائفة منهم الضحاك وغيره.
414:
والعمة أحق من الخالة ، وكذا نساء الأب يقدمن على نساء الأم ؛ لأن الولاية للأب ، فكذا أقاربه ، وإنما قدمت الأم على الأب ؛ لأنه لا يقوم مقامها هنا في مصلحة الطفل ، وإنما قدم الشارع عليه السلام خالة بنت حمزة على عمتها صفية ؛ لأن صفية لم تطلب ، وجعفر طلب نائبا عن خالتها فقضى لها بها في غيبتها.
415:
على عصبة المرأة منعها من المحرمات فإن لم تمتنع إلا بالحبس = حبسوها ، وإن احتاجت إلى القيد قيدوها .
415:
وما ينبغي للولد أن يضرب أمه ، ولا يجوز لهم مقاطعتها بحيث تتمكن من السوء بل يلاحظونها بحسب قدرتهم ، وإن احتاجت إلى رزق وكسوة كسوها ، وليس لهم إقامة الحد عليها ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
وينظر مجموع الفتاوى 34/177.
417:
قال في " المحرر " : لو أمر به ـ يعني القتل ـ سلطان عادل أو جائر ظلما مَن لم يعرف ظلمه فيه ؛ فقتله = فالقود ، أوالدية على الآمر(1) خاصة .
قال أبو العباس : هذا بناء على وجوب طاعة السلطان في القتل المجهول وفيه نظر ، بل لا يطاع حتى يعلم جواز قتله ، وحينئذ فتكون الطاعة له معصية ، لا سيما إذا كان معروفا بالظلم ، فهنا الجهل بعدم الحِل ، كالعلم بالحرمة . وقياس المذهب: أنه إذا كان المأمور ممن يطيعه غالبا في ذلك أنه يجب القتل عليهما ، وهو أولى من الحاكم والشهود فإنه سبب يفضي غالبا بل هو أقوى من المكره.
-------------------
(1) في المطبوع : الآخر .
---
عبدالرحمن السديس
01-06-2006, 08:56 PM
ص419:
ومن رأى رجلا يفجر بأهله جاز له قتلهما فيما بينه وبين الله تعالى وسواء كان الفاجر محصنا أو غير محصن معروفا بذلك أم لا ، كما دل عليه كلام الأصحاب ، وفتاوى الصحابة ، وليس هذا من باب دفع الصائل كما ظنه بعضهم ، بل هو من عقوبة المعتدين المؤذين .(1/2326)
وأما إذا دخل الرجل ولم يفعل بعد فاحشة ولكن دخل لأجل ذلك فهذا فيه نزاع ، والأحوط لهذا أن يتوب من القتل في مثل هذه الصورة ومن طلب منه الفجور كان عليه أن يدفع الصائل عليه فإن لم يندفع إلا بالقتل كان له ذلك باتفاق الفقهاء .
ص421:
الصبي المميز يعاقب على الفاحشة تعزيرا بليغا .
ص 422:
ويجري القصاص في اللطمة والضربة ونحو ذلك وهو مذهب الخلفاء الراشدين وغيرهم ، ونص عليه أحمد في رواية إسماعيل بن سعد الشالنجي.
ص423:
وولاية القصاص والعفو عنه ليست عامة لجميع الورثة بل تختص بالعصبة وهو مذهب مالك . وتخرج رواية عن أحمد.
ص424:
وتؤخذ الدية من الجاني خطأ عند تعذر العاقلة في أصح قولي العلماء ، ولا يؤجل على العاقلة إذا رأى الإمام المصلحة فيه ، ونص على ذلك الإمام أحمد ، ويتوجه أن يعقل ذوو الأرحام عند عدم العصبة إذا قلنا تجب النفقة عليهم.
ص425:
وأما ضربه [المتهم بالقتل] ليقر فلا يجوز إلا مع القرائن التي تدل على أنه قتله فإن بعض العلماء جوز تقريره بالضرب في هذه الحال وبعضهم منع من ذلك مطلقا .
ص426:
المذنب إذا لم يعرف فيه حكم الشرع فإنه يمسك فيحبس حتى يعرف فيه الحكم الشرعي فينفذ فيه.
ص426:
وإذا زنى الذمي بالمسلمة قتل ولا يصرف عنه القتل بإسلامه ولا يعتبر فيه أداء الشهادة على الوجه المعتبر في المسلم ، بل يكفي استفاضته واشتهاره.
ص426:
وإن حملت امرأة لا زوج لها ولا سبب حدت إن لم تدع الشبهة ..
ص426:
وغلظ المعصية وعقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان ، والكبيرة الواحدة لا تحبط جميع الحسنات لكن قد تحبط ما يقابلها عند أهل السنة .
427:
واللص الذي غرضه سرقة أموال الناس ، ولا غرض له في شخص معين فإن قطع يده واجب ، ولو عفا عنه رب المال .
428:
وتصح التوبة من ذنب مع الإصرار على آخر إذا كان المقتضي للتوبة منه أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر أو كان المانع من أحدهما أشد هذا هو المعروف عن السلف والخلف.
---
سعودالعكوز(1/2327)
01-07-2006, 02:30 AM
الله يجزاك خير..
---
عبدالرحمن السديس
01-11-2006, 09:57 PM
جزاك الله خيرا ، وشكرا على تشريفك الموضوع ..
--------------------
ص428:
ويلزم الدفع عن مال الغير.
ص428:
والأفضل ترك قتال أهل البغي حتى يبدؤوا الإمام ، وقاله مالك.
ص429:
وعلي كان أقرب إلى الصواب من معاوية .
ص429:
ومن استحل أذى من أمره ونهاه بتأويل فكالمبتدع ونحوه يسقط بتوبته حق الله تعالى وحق العبد .
ص429:
ومن أجهز على جريح لم يأثم ولو تشهد.
ص429:
مَن جهل قدر الحرام المختلط بماله فإنه يخرج النصف والباقي له.
ص430:
وأجمع العلماء على أن كل طائفة ممتنعة عن شريعة متواترة من شرائع الإسلام فإنه يجب قتالها حتى يكون الدين كله لله كالمحاربين وأولى .
ص432:
ومن التعزير الذي جاءت به السنة ونص عليه أحمد والشافعي : نفي المخنث ، وحلق عمر رأس نصر بن حجاج ونفاه لما افتتن به النساء ، فكذا من افتتن به الرجال من المردان بل هو أولى.
ص433:
والتعزير بالمال سائغ إتلافا وأخذا ، وهو جار على أصل أحمد ؛ لأنه لم يختلف أصحابه أن العقوبات في الأموال غير منسوخة كلها ، وقول الشيخ أبي محمد المقدسي: "ولا يجوز أخذ ماله" يعني: المعزر فإشارة منه إلى ما يفعله الولاة الظلمة .
ص433:
من كتم ما يجب بيانه كالبائع المدلس والمؤجر والناكح وغيرهم من العاملين ، وكذا الشاهد والمخبر والمفتي والحاكم ونحوهم ، فإن كتمان الحق مشبه بالكذب ، وينبغي أن يكون سببا للضمان كما أن الكذب سبب للضمان فإن ترك الواجبات عندنا في الضمان كفعل المحرمات ، حتى قلنا: لو قدر على إنجاء شخص بإطعام أو سقي فلم يفعل فمات = ضمنه ، فعلى هذا فلو كتم شهادة كتمانا أبطل بها حق مسلم = ضمنه ، مثل أن يكون عليه حق ببينة ، وقد أداه حقه ، وله بينة بالأداء ، فيكتم الشهادة حتى يغرم ذلك الحق .(1/2328)
وكما لو كانت وثائق لرجل فكتمها أو جحدها حتى فات الحق ، ولو قال: أنا أعلمها ولا أؤديها فوجوب الضمان ظاهر.
ص434:
التعزير على الشيء دليل على تحريمه من هذا الباب ما ذكره أصحابنا وأصحاب الشافعي من قتل الداعية من أهل البدع ، كما قتل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان وغيلان القدري ، ولقتلهم مأخذان: أحدهما :
كون ذلك كفرا كقتل المرتد ردة مجردة أو مغلظة ، وهذا المعنى يعم الداعي إليها وغير الداعي إذا كفروا فيكون قتلهم من باب قتل المرتد .
والمأخذ الثاني : لما في الدعاء إلى البدعة من إفساد دين الناس ، ولهذا كان أصل الإمام أحمد وغيره من فقهاء الحديث وعلمائهم يفرقون بين الداعي إلى البدعة وغير الداعي في رد الشهادة ، وترك الرواية عنه والصلاة خلفه وهجره ، ولهذا ترك أصحاب الكتب الستة ومسند أحمد الرواية عن مثل عمرو بن عبيد ونحوه ، ولم يتركوا عن القدرية الذين ليسوا بدعاة ، وعلى هذا المأخذ فقتلهم من باب قتل المفسدين المحاربين ؛ لأن المحاربة باللسان كالمحاربة باليد ، ويشبه قتل المحاربين للسنة بالرأي قتل المحاربين لها بالرواية ، وهو قتل من يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قتل النبي الذي كذب عليه في حياته ، وهو حديث جيد لما فيه من تغيير سنته .
ص439:
وخبر من قال له رئي جني بأن فلانا سرق كذا ، كخبر إنسي مجهول = فيفيد تهمة.
---
عبدالرحمن السديس
01-23-2006, 05:02 PM
ص440:
ومن غضب ، فقال: ما نحن مسلمون ؛ إن أراد ذم نفسه لنقص دينه = فلا حرج فيه ولا عقوبة.
ص441:
ومن دعي عليه ظلما له أن يدعو على ظالمه بمثل ما دعا به عليه نحو: أخزاك الله أو لعنك أو يشتمه بغير فرية نحو يا كلب يا خنزير فله أن يقول له مثل ذلك.
ص442:
ذكر العلماء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط بذلك بل عليه أن يأمر وينهى ولا يجمع بين معصيتين.
ص447:
ويجتمع الجلد والرجم في حق المحصن وهو رواية عن أحمد اختارها شيوخ المذهب .(1/2329)
ص447:
وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل ، ودفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه ، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان .
وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر ، وبين طلبه في بلاده .
والجهاد منه ما هو باليد ، ومنه ما هو بالقلب ، والدعوة ، والحجة ، واللسان ، والرأي ، والتدبير والصناعة ؛ فيجب بغاية ما يمكنه ، ويجب على القعدة لعذر أن يخلفوا الغزاة في أهليهم ومالهم.
ص447:
وكثيرا ما يكون ثواب بعض المستحبات ، أو واجبات الكفاية أعظم من ثواب واجب كما لو تصدق بألف درهم وزكى بدرهم.
ص448:
قال ابن بختان سألت أبا عبد الله عن الرجل يغزو قبل الحج ؟ قال: نعم إلا أنه بعد الحج أجود . وسئل أيضا: عن رجل قدم يريد الغزو ولم يحج فنزل على قوم فثبطوه عن الغزو ، وقالوا: إنك لم تحج تريد أن تغزو ؟ قال أبو عبد الله: يغزو ولا عليه فإن أعانه الله حج ولا نرى بالغزو قبل الحج بأسا . قال أبو العباس : هذا مع أن الحج واجب على الفور عنده ، لكن تأخيره لمصلحة الجهاد كتأخير الزكاة الواجبة على الفور لانتظار قوم أصلح من غيرهم ، أو لضرر أهل الزكاة وكتأخير الفوائت للانتقال عن مكان الشيطان ونحو ذلك ، وهذا أجود ما ذكره بعض أصحابنا في تأخير النبي صلى الله عليه وسلم الحج إن كان وجب عليه متقدما .
ص448-449:
وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب ؛ إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة ، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ، ونصوص أحمد صريحة بهذا وهو خير مما في المختصرات .(1/2330)
لكن هل يجب على جميع أهل المكان النفير إذا نفر إليه الكفاية ؟كلام أحمد فيه مختلف ، وقتال الدفع مثل أن يكون العدو كثيرا لا طاقة للمسلمين به ، لكن يخاف إن انصرفوا عن عدوهم عطف العدو على من يخلفون من المسلمين ؛ فهنا قد صرح أصحابنا بأنه يجب أن يبذلوا مهجهم ومهج من يخاف عليهم في الدفع حتى يسلموا ، ونظيرها أن يهجم العدو على بلاد المسلمين وتكون المقاتلة أقل من النصف ، فإن انصرفوا استولوا على الحريم ، فهذا وأمثاله قتال دفع لا قتال طلب لا يجوز الانصراف فيه بحال ، ووقعة أحد من هذا الباب .
والواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا ، فأما أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين فلا يؤخذ برأيهم ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا .
ص449:
الرباط أفضل من المقام بمكة إجماعا .
---
عبدالرحمن السديس
01-24-2006, 06:54 PM
ص449:
ولا يستعان بأهل الذمة في عمالة ولا كتابة ؛ لأنه يلزم منه مفاسد أو يفضي إليها.
ص450:
وإن مثل الكفار بالمسلمين فالمثلة حق لهم لهم فعلها للاستيفاء وأخذ الثأر ، ولهم تركها ، والصبر أفضل ، وهذا حيث لا يكون في التمثيل بهم زيادة في الجهاد ، ولا نكال لهم عن نظيرها ، فأما إذا كان في التمثيل السائغ لهم دعاء إلى الإيمان وزجر لهم عن العدوان = فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد ، ولم تكن القضية في أُحُدٍ كذلك = فلهذا كان الصبر أفضل ؛ فأما إن كانت المثلة حق الله تعالى فالصبر هناك واجب ، كما يجب حيث لا يمكن الانتصار ويحرم الجزع .
ص451:
كل ما قبضه الكفار من الأموال قبضا يعتقدون جوازه فإنه يستقر لهم بالإسلام كالعقود الفاسدة والأنكحة والمواريث وغيرها ، ولهذا لا يضمنون ما أتلفوه على المسلمين بالإجماع.
ص453:(1/2331)
وإذا قال الإمام من أخذ شيئا فهو له ، أو فضل بعض الغانمين على بعض ، وقلنا: ليس له ذلك على رواية : هل تباح لمن لا يعتقد جوازه أخذه ؟ ويقال: هذا مبني على الروايتين: فيما إذا حكم بإباحة شيء يعتقده المحكوم له حراما .
وقد يقال: يجوز هنا قولا واحدا ؛ لأنا نفرق دائما في تصرفات السلطان بين الجواز وبين النفوذ ؛ لأنا لو قلنا تبطل ولايته وقسمه وحكمه لما أمكن إزالة هذا الفساد إلا بأشد منه فسادا فينفذ دفعا لاحتماله لما هو شر منه.
ص454:
من قدر على أخذ مبلغ حقه من هذا المال المشترك ، فله ذلك ؛ لأن مالكيه متعينون ، وهو قريب من الورثة ، لكن يشترط انتفاء المفسدة من فتنة أو نحوها .
ص455:
والطفل إذا سبي يتبع سابيه في الإسلام ، وإن كان مع أبويه ، وهو قول الأوزاعي ، ولأحمد نص يوافقه ، ويتبعه أيضا إذا اشتراه ، ويحكم بإسلام الطفل إذا مات أبواه أو كان نسبه منقطعا مثل كونه ولد زنا أو منفيا بلعان ، وقاله غير واحد من العلماء.
ص457:
والكتابة الذي بأيدي الخيابرة الذين يدعون أنه بخط علي في إسقاط الجزية عنهم باطل ، وقد ذكر الفقهاء من أصحابنا وغيرهم كأبي العباس بن سريح والقاضي أبي يعلى والقاضي الماوردي ، وذكر أنه إجماع وصدق في ذلك .
قال أبو العباس : ثم إنه عام إحدى وسبعمائة جاءني جماعة من يهود دمشق بعهود في كلها أنه بخط علي بن أبي طالب في إسقاطه الجزية عنهم ، وقد لبسوها ما يقتضي تعظيمها ، وكانت قد نفقت على ولاة الأمور من مدة طويلة فأسقطت عنهم الجزية بسببها ، وبيدهم تواقيع ولاة الأمور بذلك ، فلما وقفت عليها تبين لي في نقشها ما يدل على كذبها من وجوه عديدة جدا .
ص458:(1/2332)
ومن كان من أهل الذمة زنديق يبطن جحود الصانع ، أو جحود الرسل ، أو الكتب المنزلة ، أو الشرائع ، أو المعاد ، ويظهر التدين بموافقة أهل الكتاب = فهذا يجب قتله بلا ريب ، كما يجب قتل من ارتد من أهل الكتاب إلى التعطيل ، فإن أراد الدخول في الإسلام فهل يقال: إنه يقتل أيضا كما يقتل منافق المسلمين لأنه ما زال يظهر الإقرار بالكتب والرسل ؟
أو يقال: بل دين الإسلام فيه من الهدى والنور ما يزيل شبهته بخلاف دين أهل الكتابين؟
هذا فيه نظر.
458:
ويمنع أهل الذمة من إظهار الأكل في نهار رمضان فإن هذا من المنكر في دين الإسلام .
ويمنعون من تعلية البنيان على جيرانهم المسلمين ، وقال العلماء : ولو في ملك مشترك بين مسلم وذمي ؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به = فهو واجب .
ص460:
ويكره الدعاء بالبقاء لكل أحد ؛ لأنه شيء قد فرغ منه ، ونص عليه الإمام أحمد في رواية أبي أصرم وقال له رجل: جمعنا الله وإياك في مستقر رحمته ، فقال: لا تقل هذا .
وكان أبو العباس : يميل إلى أنه لا يكره الدعاء بذلك ، ويقول : إن الرحمة ههنا المراد بها الرحمة المخلوقة ، ومستقرها الجنة ، وهو قول طائفة من السلف .
ص460:
واختلف كلام أبي العباس في رد تحية الذمي ، هل ترد مثلها أو وعليكم فقط ؟
ويجوز أن يقال: أهلا وسهلا .
ويجوز عيادة أهل الذمة ، وتهنئتهم ، وتعزيتهم ، ودخولهم المسجد للمصلحة الراجحة ، كرجاء الإسلام ، وقال العلماء: يعاد الذمي ، ويعرض عليه الإسلام ، وليس لهم إظهار شيء من شعار دينهم في دار الإسلام لا وقت الاستسقاء ، ولا عند لقاء الملوك .
ص461:
وإذا أبى الذمي بذل الجزية أو الصغار أو التزام حكمنا = ينقض عهده .
ص461:
ولا حق للرافضة في الفيء.
ص464:
لا يجوز أن يعان بالمباح على المعصية ، كمن يعطي اللحم والخبز لمن يشرب عليه الخمر ويستعين به على الفواحش ، ومن أكل من الطيبات ولم يشكر فهو مذموم .
---
عبدالرحمن السديس
01-27-2006, 08:52 PM
ص464:(1/2333)
وما يأكل الجيف فيه روايتان الجلالة .
ص464:
وعامة أجوبة أحمد ليس فيها تحريم ، ولا أثر لاستخباث العرب فما لم يحرمه الشرع = فهو حل ، وهو قول أحمد ، وقدماء أصحابه.
ص465:
وقوله تعالى : { فمن اضطر غير باغ ولا عاد } . قد قيل إنهما صفة للشخص مطلقا فالباغي كالباغي على إمام المسلمين ، وأهل العدل منهم كما قال الله تعالى : { فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء } ، والعادي كالصائل قاطع الطريق الذي يريد النفس والمال . وقد قيل: إنهما صفة لضرورته فالباغي: الذي يبغي المحرم مع قدرته على الحلال ، والعادي: الذي يتجاوز قدر الحاجة كما قال : { فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم } وهذا قول أكثر السلف ، وهو الصواب بلا ريب ، وليس في الشرع ما يدل على أن العاصي بسفره لا يأكل الميتة ، ولا يقصر ولا يفطر بل نصوص الكتاب والسنة عامة مطلقة ، كما هو مذهب كثير من السلف ، وهو مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر وهو الصحيح .
ص467:
ومن امتنع من أكل الطيبات بلا سبب شرعي = فمبتدع مذموم ، وما نقل عن الإمام أحمد أنه امتنع من أكل البطيخ لعدم علمه بكيفية أكل النبي صلى الله عليه وسلم له = فكذب.
ص468:
وإذا لم يقصد المذكي الأكل بل قصد مجرد حل ميتة لم تبح الذبيحة.
ص468:
وما أصابه بسبب الموت كأكيلة السبع ونحوها فيه نزاع بين العلماء ، هل يشترط أن لا يتيقن موتها بذلك السبب ، أو أن يبقى معظم اليوم ، أو أن يبقى فيها حياة بقدر حياة المذبوح ، أو أزيد من حياته ، أو يمكن أن يزيد ؛ فيه خلاف ، والأظهر: أنه لا يشترط شيء من ذلك ، بل متى ذبح فخرج منه الدم الأحمر الذي يخرج من المذكى المذبوح في العادة ليس هو دم الميتة = فإنه يحل أكله وإن لم يتحرك في أظهر قولي العلماء .
ص469:(1/2334)
والقول بأن أهل الكتاب المذكورين في القرآن هم من كان أبوه وأجداده في ذلك الدين قبل النسخ والتبديل = قول ضعيف ، بل المقطوع به بأن كون الرجل كتابيا أو غير كتابي هو حكم يستفيده بنفسه لا بنسبه ، فكل من تدين بدين أهل الكتاب = فهو منهم سواء كان أبوه أو جده قد دخل في دينهم أو لم يدخل ، وسواء كان دخوله بعد النسخ والتبديل أو قبل ذلك ، وهو المنصوص الصريح عن أحمد ـ وإن كان بين أصحابه خلاف معروف ـ وهو الثابت بين الصحابة بلا نزاع بينهم . وذكر الطحاوي أن هذا إجماع قديم.
ص470:
ويحرم ما ذبحه الكتابي لعيده ، أو ليتقرب به إلى شيء يعظمه وهو رواية عن أحمد .
ص470:
والذبيح إسماعيل وهو رواية عن أحمد واختيار ابن حامد وابن أبي موسى ، وذلك أمر قطعي .
ص470:
والصيد لحاجة = جائز ، وأما الصيد الذي ليس فيه إلا اللهو واللعب = فمكروه ، وإن كان فيه ظلم للناس بالعدوان على زرعهم وأموالهم = فحرام.
ص473:
ويحرم الحلف بغير الله تعالى ، وهو ظاهر المذهب ، وعن ابن مسعود وغيره: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا .
قال أبو العباس: لأن حسنة التوحيد أعظم من حسنة الصدق وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك.
ص473:
واختلف كلام أبي العباس في الحلف بالطلاق فاختار في موضع: التحريم وتعزيره ، وهو قول مالك ووجه لنا .
واختار في موضع : آخر أنه لا يكره ، وأنه قول غير واحد من أصحابنا ؛ لأنه لم يحلف بمخلوق ولم يلتزم لغير الله شيئا ، وإنما التزم لله كما يلتزم بالنذر ، والالتزام لله أبلغ من الالتزام به بدليل النذر له واليمين به ، ولهذا لم تنكر الصحابة على من حلف بذلك كما أنكروا على من حلف بالكعبة .
---
عبدالرحمن السديس
01-28-2006, 08:00 PM
ص474:(1/2335)
والعهود والعقود متقاربة المعنى أو متفقة ، فإذا قال: أعاهد الله أني أحج العام = فهو نذر وعهد ويمين ، وإن قال: لا أكلم زيدا = فيمين وعهد لا نذر ، فالأيمان تضمنت معنى النذر ، وهو أن يلتزم لله قربة لزمه الوفاء بها ، وهي عقد وعهد ومعاهدة لله ؛ لأنه التزم لله ما يطلبه الله منه ، وإن تضمنت معنى العقود التي بين الناس ، وهو: أن يلتزم كل من المتعاقدين للآخر ما اتفقا عليه = فمعاقدة ومعاهدة يلزم الوفاء بها إن كان العقد لازما ، وإن لم يكن لازما خُيِّر ، وهذه أيمان بنص القرآن ولم يعرض لها ما يحل عقدتها إجماعا.
ص474:
ومن كرر أيمانا قبل التكفير فروايتان ثالثها وهو الصحيح إن كانت على فعل فكفارة وإلا فكفارات .
ص475:
النذر : توقف أبو العباس في تحريمه ، وحرمه طائفة من أهل الحديث .
وأما ما وجب بالشرع إذا نذره العبد أو عاهد عليه الله أو بايع عليه الرسول أو الإمام أو تحالف عليه جماعة = فإن هذه العقود والمواثيق تقتضي له وجوبا ثانيا غير الوجوب الثابت بمجرد الأمر الأول ؛ فيكون واجبا من وجهين ، ويكون تركه موجبا لترك الواجب بالشرع والواجب بالنذر ، هذا هو التحقيق وهو رواية عن أحمد وقاله طائفة من العلماء.
ص478:
ولو نذر الطواف على أربع طاف طوافين ، وهو المنصوص عن أحمد ، ونقل عن ابن عباس.
ص480:
قد أوجب النبي تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر فهو تنبيه على أنواع الاجتماع .
ص480:
وأجمع العلماء على تحريم الحكم والفتيا بالهوى ، وبقول أو وجه من غير نظر في الترجيح .
ص480:
ويجب العمل بموجب اعتقاده فيما له وعليه إجماعا.
ص481:
ولا يجوز الاستفتاء إلا ممن يفتي بعلم وعدل.
ص481:
وشروط القضاء تعتبر حسب الإمكان .
ص481:(1/2336)
ويجب تولية الأمثل فالأمثل ، وعلى هذا يدل كلام أحمد وغيره ، فيولي لعدمه أنفع الفاسقين وأقلهما شرا وأعدل المقلدين ، وأعرفهما بالتقليد ، وإن كان أحدهما أعلم والآخر أورع = قدم فيما قد يظهر حكمه ويخاف الهوى فيه الأورع ، وفيما ندر حكمه ويخاف فيه الاشتباه الأعلم .
ص481:
وأكثر من يميز في العلم من المتوسطين إذا نظر وتأمل أدلة الفريقين بقصد حسن ونظر تام = ترجح عنده أحدهما لكن قد لا يثق بنظره بل يحتمل أن عنده ما لا يعرف جوابه ، فالواجب على مثل هذا ، موافقته للقول الذي ترجح عنده بلا دعوى منه للاجتهاد ، كالمجتهد في أعيان المفتين والأئمة إذا ترجح عنده أحدهما قلده والدليل الخاص الذي يرجح به قول على قول أولى بالاتباع من دليل عام على أن أحدهما أعلم وأدين .
وعلم أكثر الناس بترجيح قول على قول أيسر من علم أحدهم بأن أحدهما أعلم وأدين ؛ لأن الحق واحد ولا بد .
---
عبدالرحمن السديس
01-29-2006, 07:57 PM
ص482:
ليس للحاكم وغيره أن يبتدئ الناس بقهرهم على ترك ما يشرع وإلزامهم برأيه اتفاقا ، ولو جاز هذا لجاز لغيره مثله ، وأفضى إلى التفرق والاختلاف .
ص482:
ومن أوجب تقليد إمام بعينه استتيب ، فإن تاب ، وإلا قتل وإن قال: ينبغي =كان جاهلا ضالا .
ص483:
ومن كان متبعا لإمام فخالفه في بعض المسائل لقوة الدليل ، أو لكون أحدهما أعلم وأتقى = فقد أحسن . وقال أبو العباس في موضع آخر: بل يجب عليه .
ص486:
قال في المحرر وغيره: ويشترط في القاضي عشر صفات . قال أبو العباس : إنما اشترطت هذه الصفات فيمن يولى لا فيمن يحكمه الخصمان.
ص495:
ويقبل الجرح والتعديل بالاستفاضة.
ص497:
قال أصحابنا: ولا ينقض الحاكم حكم نفسه ولا غيره إلا أن يخالف نصا أو إجماعا .(1/2337)
قال أبو العباس : يفرق في هذا بين ما إذا استوفى المحكوم له الحق الذي ثبت له من نفس ، أو مال أو لم يستوف ، فإن استوفى فلا كلام ، وإن لم يستوف فالذي ينبغي نقض حكم نفسه ، والإشارة على غيره بالنقض .
ص497:
وليس للإنسان أن يعتقد أحد القولين في مسائل النزاع فيما له والقول الآخر فيما عليه باتفاق المسلمين كما يعتقد أنه إذا كان جارا استحق شفعة الجوار وإذا كان مشتريا لم يجب عليه شفعة الجوار.
ص501:
ولو زكوا الشهود ثم ظهر فسقهم ضمن المزكون.
ص502:
وخبره [القاضي] في غير محل ولايته ، كخبره في غيره زمن ولايته.
ص502:
ومن كان له عند إنسان حق ومنعه إياه = جاز له الأخذ من ماله بغير إذنه إذا كان سبب الحق ظاهرا لا يحتاج إلى إثبات مثل: استحقاق المرأة النفقة على زوجها ، واستحقاق الأقارب النفقة على أقاربهم ، واستحقاق الضيف الضيافة على من نزل به .
وإن كان سبب الحق خفيا يحتاج إلى إثبات =لم يجز وهذه الطريقة المنصوصة عن الإمام أحمد ، وهي أعدل الأقوال .
ص504:
وللمحكوم عليه أن يطالب الحاكم عليه بتسمية البينة ؛ ليتمكن من القدح فيها بالاتفاق .
---
عبدالرحمن السديس
02-01-2006, 08:20 PM
ص505:
وما لا يمكن قسمة عينه إذا طلب أحد الشركاء بيعه بيع وقسم ثمنه وهو المذهب المنصوص عن أحمد في رواية الميموني وذكره الأكثرون من الأصحاب.
ص510:
ويجب أن يفرق بين فسق المدعى عليه وعدالته ، فليس كل مدعى عليه يُرضى منه باليمين ، ولا كل مدع يطالب بالبينة ، فإن المدعى به إذا كان كثيرا والمطلوب لا تعلم عدالته فمن استحل أن يقتل ، أو يسرق = استحل أن يحلف لا سيما عند خوف القتل أو القطع .
ص511:
قال أصحابنا: ومن تغليظ اليمين بالمكان عند صخرة بيت المقدس ! وليس له أصل في كلام أحمد ونحوه من الأئمة ، بل السنة أن تغلظ اليمين فيها كما تغلظ في سائر المساجد عند المنبر .
ص512:
ولا يحلف المدعى عليه بالطلاق وفاقا.
ص513:(1/2338)
ويجوز أخذ الأجرة على أداء الشهادة وتحملها ، ولو تعينت إذا كان محتاجا ، وهو قول في مذهب أحمد ، ويحرم كتمها ويقدح فيه .
ص514:
وإذا أدى العبد شهادة قبل الطلب قام بالواجب ، وكان أفضل، كمن عنده أمانة أداها عند الحاجة ، والمسألة تشبه الخلاف في الحكم قبل الطلب .
ص514:
ويشهد بالاستفاضة ولو عن واحد تسكن نفسه إليه.
ص516:
وقوله تعالى { ممن ترضون من الشهداء } يقتضي أنه يقبل في الشهادة على حقوق الآدميين من رضوه شهيدا بينهم ، ولا ينظر إلى عدالته كما يكون مقبولا عليهم فيما ائتمنوه عليه .
وقوله تعالى في آية الوصية { الوصية اثنان ذوا عدل } أي صاحبا عدل ، العدل في المقال هو الصدق والبيان الذي هو ضد الكذب والكتمان كما بينه الله تعالى في قوله : { وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى } والعدل في كل زمان ومكان وطائفة بحسبها ، فيكون الشاهد في كل قوم من كان ذا عدل فيهم ، وإن كان لو كان في غيرهم لكان عدله على وجه آخر .
وبهذا يمكن الحكم بين الناس وإلا فلو اعتبر في شهود كل طائفة أن لا يشهد عليهم إلا من يكون قائما بأداء الواجبات وترك المحرمات كما كان الصحابة = لبطلت الشهادات كلها أو غالبها .
ص517:
ونبأ الفاسق ليس بمردود بل هو موجب للتبين والتثبت كمقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وفي القراءة الأخرى {فتثبتوا} فعلينا التبين والتثبت إذا جاء فاسق ، وإنما أمرنا بالتبين والتثبت عند خبر الفاسق الواحد ، ولم يؤمر به عند خبر الفاسقين ، وذلك أن خبر الاثنين يوجب من الاعتقاد ما لا يوجبه خبر الواحد ، أما إذا علم أنهما لم يتواطئا = فهذا قد يحصل العلم.
ص518:(1/2339)
ويحرم اللعب بالشطرنج ، وهو قول أحمد وغيره من العلماء ، كما لو كان بعوض ، أو تضمن ترك واجب ، أو فعل محرم إجماعا ، وهو شر من النرد ، وقاله مالك .
ص518:
ومن ترك الجماعة فليس عدلا ، ولو قلنا: هي سنة .
ص518:
وتحرم محاكاة الناس المضحكة ويعزر هو ومن يأمر به لأنه أذى .
---
عبدالرحمن السديس
02-07-2006, 04:41 PM
ص534:
وإذا أقر العامي بمضمون محضر وادعى عدم العلم بدلالة اللفظ ، ومثله يجهله = قبل منه على المذهب.
ص536:
ويعتبر في الإقرار عرف المتكلم فيحمل مطلق كلامه على أقل محتملاته.
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب المبارك النفيس ، أسأل الله أن ينفع به ناقله وقارئه إنه على كل شيء قدير ، والله سبحانه وتعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
ويمكن تحميل الفوائد على ملف وورد من هنا
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=2190
---
(1/2340)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > وتتوالى البشائر افتتاح قناة طيبة قريباً
---
وتتوالى البشائر افتتاح قناة طيبة قريباً
---
أحمد البريدي
12-14-2006, 11:44 PM
قناة إسلامية جديدة من برامجها :
من برامجنا المنتظرة
برامج شرعية:
- بيان حقيقة التوحيد والدعوة إليه.
- الرد على الشبهات التي تثار حول منهج أهل السنة.
- القرآن وتفسيره.
- الفتاوى والرد على إستفسارات المشاهدين.
- تعليم للتلاوات القرآنية الكريمة مع ترجمة مختصرة للمعاني.
- الأحاديث النبوية والسنة النبوية.
- السيرة النبوية.
برامج علمية:
- الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
- الطبيعة والآيات الكونية.
- طب الأسرة.
برامج وثائقية:
- واقع الأقليات السنية.
- المعالم الإسلامية.
- المخطوطات والوثائق.
- ثقافات وأوضاع الشعوب الإسلامية.
برامج تعليمية:
- برامج تعليمية هادفة ومتنوعة.
- التعريف بالمواقع الإسلامية المتميزة والموثقة على شبكة الإنترنت.
برامج حوارية:
- دور الإسلام في إيجاد حلول للمشكلات العصرية القائمة.
- علاقة المسلم بالمسلم وغير المسلم.
- الأفكار الهدامة، نشأتها، تطورها، وكيفية التغلب عليها.
- حوارات صريحة مباشرة في أصول أهل السنة.
برامج إجتماعية:
- دراسة لمشكلات إجتماعية ونفسية وطرح الحلول.
- مقارنة إجتماعية بين الإسلام وغيره.
- النفس المطمئنة.
- هموم الشباب.
- إبراز مزايا النظام الإجتماعي الإسلامي
موقع القناة (http://www.taiba.tv/index.php)
---
مساعد الطيار
12-15-2006, 01:14 AM
بارك الله فيك يادكتور أحمد على هذا الخبر المفرح ، ولقد كنت قبل قليل أسمع من بعض الإخوة عن اهداف هذه القناة ، فأسأل الله أن ييسر الأمر للقائمين عليها ، إنه سميع مجيب .
---
عبدالرحمن السديس
12-15-2006, 02:34 PM
بارك الله فيكم(1/2341)
وفق الله القائمين عليها لكل خير وكلل عملهم بالنجاح ونفع بهم المسلمين .
---
نياف
12-15-2006, 06:37 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
---
نورة
12-16-2006, 02:38 AM
بشركم الله بما تحبون
ويسر الله أمر هذه القناة وبثها
وجزى الله القائمين عليها خيرا
---
الطبيب
12-16-2006, 12:20 PM
رؤية طيبة : بيان الصورة الناصعة للإسلام و التعريف به و الرد على الفرق المنحرفة
رسالة طيبة : السعي إلى إرشاد المشاهد إلى المنهج الوسط و بيان الحق ، عبر تقديم مادة نافعة و مميزة .
نسأل الله التوفيق والسداد لهذه القناة ...
ودمتم ،،،
---
أبو المنذر
12-16-2006, 05:18 PM
[نسأل الله التوفيق والسداد لهذه القناة ...
ودمتم ،،،
---
محمدغراب
12-21-2006, 05:31 AM
ان شاء الله خير ولقد صدمنا فى قناة المدينه فمن مقطتفاتها يبدو انها ستسير على خطى قناة الرساله وبالمناسبه لماذا اختفت قناة الحكمه
---
مرهف
12-28-2006, 01:49 PM
أسأل الله أن يجعل هذه القناة كاسمها ، وأن يلهم القائمين عليها الرشد وجمع كلمة المسلمين والتوفيق بين ما تباين بينهم وأن يزيد من هذه القنوات ولكن ما هو تردد هذه القناة
---
ابن الجزيرة
01-01-2007, 08:47 AM
بشرك الله بالجنة شيخنا أحمد، ونسأل الله لهم العون والتيسير في هذا الدرب الذي لم يفرش بالورود بعد.
---
محمد الربيعة
03-10-2007, 10:21 PM
بشرىخير بإذن الله ، ونرجو أن يكون لها من اسمها نصيب
ومن المسؤول عنها ؟
---
الجعفري
03-10-2007, 11:31 PM
جزاك الله خيراً , وأسأل الله أن يوفق القائمين عليها ويسددهم
---
طه محمد عبدالرحمن
03-11-2007, 01:24 AM
متى سيبدأ بث القناة تحديدا بارك الله فيكم .
---
أحمد البريدي
03-11-2007, 09:31 PM
هذا هو تردد القناة كما هو مبين في موقعهم :
Noorsat 2AB4 at 7°W ( NileSat Postion )
Freq: 10872 MHz / Vertical
Symbol Rate: 27500 Msps
FEC: 3/4
---
د.خضر
03-12-2007, 11:17 AM(1/2342)
أكثر الله من القنوات الهادفة ، ومنح ذويها الخير كله.
---
(1/2343)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو تقييمكم لتفسير شيخ الاسلام إشراف د.طب المعلم ؟
---
ما هو تقييمكم لتفسير شيخ الاسلام إشراف د.طب المعلم ؟
---
أبو العالية
11-27-2006, 02:39 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
طبع عن دار ابن الجوزي بالدمام
تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية 1/7 : مجموعة باحثين ؛ بإشراف د.عثمان المعلم
هل من تقويم لهذا الكتاب ؟ وهل ماز جمع التفسير الكبير ( جمع عميرة ) ؟
---
(1/2344)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين خارج ديار الإسلام للدكتور: صلاح الصاوي
---
حكم بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين خارج ديار الإسلام للدكتور: صلاح الصاوي
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-19-2006, 01:16 PM
حكم بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين خارج ديار الإسلام للدكتور: صلاح الصاوي
السؤال:
ما مدى جواز بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين خارج ديار الإسلام؟ لقد نقل عن مفتي الديار المصرية قول بجواز ذلك بناء على ما ذهب إليه الأحناف من جواز التعامل بالعقود الفاسدة خارج ديار الإسلام، فما مدى صحة هذه الفتوى؟ أفتونا مأجورين
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد: الأصل أن دار الكفر ليست ناسخة للمحرمات، وأن الحرمة لا تتغير بتغير الأماكن، فالربا والزنى والخمر والخنزير حرام فوق كل أرض وتحت كل سماء، دار الإسلام ودار الحرب في ذلك سواء، فلا يحل للمسلم التورط في بيع شيء من ذلك سواء أكان ذلك لمسلم أم لغير مسلم، وسواء أكان ذلك داخل ديار الإسلام أم كان خارجها، فهو مطالب بتقوى الله حيثما كان، هذا هو الذي تشهد له الأدلة الصحيحة الصريحة، والذي عليه جمهور أهل العلم، خلافا للقائلين بجواز التعامل بهذه العقود مع الحربيين خارج ديار الإسلام من الأحناف ومن دار في فلكهم، وأدلة الجمهور في هذا المقام أقوم قيلاً وأهدى سبيلاً، ومن هذه الأدلة:
• إطلاقات النصوص الواردة في النهي عن هذه المحرمات والوعيد الشديد على فعلها والتي لم تقيده بمكان دون مكان، ولا بفريق من الناس دون فريق، ومن هذه النصوص في ما يتعلق بالخمر:(1/2345)
• قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون * وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين). المائدة
• وما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضى الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول :"إن الله حرم بيع الخمر، والميتة، والخنزير، والأصنام"
• وما رواه البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"حرمت التجارة في الخمر"
• وما رواه أحمد وغيره عن تميم الداري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :"إن الخمر حرام شراؤها وثمنها"، وقد ثبت من طرق أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعن بائع الخمر ومبتاعها، فقد روى الترمذي-واللفظ له- وابن ماجه من حديث أنس ابن مالك رضى الله عنه أنه قال :"لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له" وروي هذا من حديث ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم بألفاظ أخرى مقاربة، والأحاديث في الباب كثيرة معلومة .
• وما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن رجلاً أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راوية خمر فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :هل علمت أن الله حرمها؟ قال: لا، قال :فسار رجلاً، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : بم ساررته؟ قال: أمرته ببيعها، فقال: إن الذي حرم شربها حرم بيعها، قال : ففتح المزادة حتى ذهب ما فيها"(1/2346)
• أن حرمة هذه المحرمات ثابتة في حق الكفار كما هي ثابتة في حق المسلمين على الصحيح من أقوال أهل العلم في مخاطبة الكفار بالحرمات، وقد قال تعالى: ((وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل)) [النساء: 161]، وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المسيح عليه السلام عندما ينزل آخر الزمان سيقتل الخنزير كما سيكسر الصليب، الأمر الذي يدل على أن إباحتهم للخنزير ليست من دين القوم ولا تستند فيه على اصل صحيح، ومتى كانت المحرمات أمراً خاصاً بالمسلمين في ديار الإسلام، فإذا خرجوا منها استحلوا محارم الله! والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اتق الله حيثما كنت"؟!.
• قياس حرمة هذه المحرمات بين المسلم والحربي في دار الحرب على حرمتها بين المسلم والمستأمن في دار الإسلام، فإن المستأمن في دار الإسلام يجري تحريم الربا بينه وبين المسلم إجماعاً، ولا يحل له أن يبيعه خمرا أو خنزيرا أو ميتة بلا نزاع [راجع: المجموع للنووي: 9/443، والمغني لابن قدامة: 4/39]، وممن نقل هذا الإجماع الأحناف أنفسهم [راجع حاشية ابن عابدين: 5/186]، فكذلك إذا دخل المسلم دار الحرب بأمان، وإلا فهو التناقض الذي لا مهرب منه.
• ما يفضي إليه تحريم هذه المحرمات في علاقة المسلم بالمسلم، وإباحته في علاقة المسلم بالحربي، من التشبه باليهود في تحريمهم الربا في علاقة اليهودي باليهودي، وإباحته في علاقته مع الأمميين! ((ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون)) [آل عمران:75].
أما ما ذهب إليه الأحناف في هذا المقام من القول بجواز التعامل بالعقود الفاسدة خارج ديار الإسلام فهو قول مرجوح لا ينهض أمام الأدلة الصحيحة التي قال بموجبها جمهور الفقهاء بتحريم هذه العقود، فضلا عن ما تتضمنه من المآلات الوخيمة والتي سنعرض لها بصدد مناقشتنا لهذه الأدلة بإذن الله.(1/2347)
قال الشافعي رحمه الله : (لا تُسقط دار الحرب عنهم (أي عن المسلمين) فرضًا، كما لا تُسقط عنهم صومًا ولا صلاة). وقال : (والحرام في دار الإسلام حرام في دار الكفر)
وقال الشوكاني رحمه الله: (إن الأحكام لازمة للمسلمين في أي مكان وجدوا، ودار الحرب ليست بناسخة للأحكام الشرعية).
مناقشة أدلة الأحناف
اعتمد الأحناف في مذهبهم على أدلة نصية وعلى أدلة من النظر والاعتبار
أولا: الأدلة النصية
أما الأدلة النصية فهي جميعا موضع نظر، وليس فيها عند التأمل ما يرجح اختيار الأحناف في هذه المسألة، بل إن قول الجمهور كما سبق أقوم قيلا وأهدى سبيلا وذلك على النحو التالي:
1. حديث مكحول: "لا ربا بين مسلم وحربي في دار الحرب" وهو يعد عمدة أدلتهم في هذا المقام:
وهذا الحديث قد رده كثير من أهل العلم بالحديث والفقه معاً:
• فقد قال فيه الشافعي رحمه الله: "وما احتج به أبو يوسف لأبي حنيفة ليس بثابت فلا حجة فيه" [سير الأوزاعي للشافعي: 7/359]
• وذكره الحافظ إبن حجر في الدراية (2/158) وقال : لم أجده أ 0 هـ
• وقال الزيلعي: "غريب" أي لا أصل له
• وقال فيه النووي: "مرسل ضعيف فلا حجة فيه" [المجموع للنووي: 9/392]
• وقال العيني في البناية: "هذا حديث غريب ليس له أصل مسند" [الدراية في تخريج أحاديث الهداية: 2/158]
• وقال ابن قدامة في المغني: "وخبرهم مرسل لا نعرف صحته، ويحتمل أنه أراد النهي عن ذلك. ولا يجوز ترك ما ورد بتحريمه القرآن وتظاهرت به السنة وانعقد الاجماع على تحريمه بخبر مجهول لم يرد في صحيح ولا مسند ولا كتاب موثوق به" [المغني: 4/46].
وعلى فرض ثبوته فإنه يحتمل النهي وذلك كقوله تعالى: ((الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)) [البقرة:197].(1/2348)
• قال النووي رحمه الله تعالى: "والجواب عن حديث مكحول أنه مرسل ضعيف فلا حجة فيه، ولو صح لتأولناه على أن معناه لا يباح الربا في دار الحرب جمعاً بين الأدلة" [المجموع للنووي: 9/392].
والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال، أو يفهم في ضوء الأدلة القاطعة التي تحرم الربا، إذ لا يجوز ترك هذه الأدلة لخبر مجهول لم يرد في كتاب من كتب السنة الصحيحة المعتمدة.
• ومن أدلتهم ما روي من قوله صلى الله عليه وسلم ليهود بني قينقاع أو ليهود بني النضير عندما قالوا له إن لنا ديونًا لم تحل بعد، فقال: "تعجلوا أو ضعوا"، ومعلوم أن هذه المعاملة بين المسلمين تكون من باب الربا
والاستدلال بذلك موضع نظر لأن قاعدة ضع وتعجل من القضايا المختلف فيها بين أهل العلم، وقد أجازها بعض الصحابة نذكر منهم: عبد الله بن عباس وزيد بن ثابت رضي الله عنهم . والقول بحلها بين المسلمين وعدم اعتبارها من الربا المحرم هو أحد القولين لكل من الإمامين الشافعي وأحمد، واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وأجازها ابن عابدين من فقهاء الحنفية كما في حاشيته على "الدر المختار" (5 / 160) . وقد أجازها المجمع الفقهي بمنظمة المؤتمر الإسلامي إذا وقعت بين الدائن والمدين ولم تكن عن اشتراط مسبق، ولا علاقة لذلك بدار الإسلام أو بدار الكفر، ولا بكون التعامل بها مع المسلمين أو مع غيرهم، وهذا هو نص قراره في هذا المجال:
الحطيطة من الدين المؤجل لأجل تعجيله سواء كانت بطلب الدائن أم المدين (ضع وتعجل)جائزة شرعا لا تدخل في الربا المحرم إذا لم تكن بناء على اتفاق مسبق وما دامت العلاقة بين الدائن والمدين ثنائية فإذا دخل بينهما طرف ثالث لم تجز لأنها تأخذ عندئذ حكم حسم الأوراق التجارية
يجوز اتفاق المتداينين على حلول سائر الأقساط عند امتناع المدين عن وفاء أي قسط من الأقساط المستحقة عليه ما لم يكن معسرا(1/2349)
إذا اعتبر الدين حالا لموت المدين أو إفلاسه أو مماطلته فيجوز في جميع هذه الحالات الحط منه للتعجيل بالتراضي
وقد استدلوا على جوازها بعدة أدلة :
1- منها : ما رواه الحاكم والطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم : لما أمر بإخراج بني النضير جاءه ناس منهم فقالوا : يا نبي الله، إنك أمرت بإخراجنا ولنا على الناس ديون لم تَحِلَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضعوا وتعجلوا . قال في مجمع الزوائد فيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وُثِّق اهـ . وقال ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة (1/396) : وإسناده حسن ليس فيه إلا مسلم بن خالد الزنجي وحديثه لا ينحط عن رتبة الحسن اهـ .
2- ومنها : قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : إنما الربا أَخِّرْ لي وأنا أزيدك، وليس عَجِّلْ لي وأنا أضع عنك.
3- ومنها : أن هذه المعاملة فيها مصلحة للطرفين (الدائن والمدين) فالدائن يستفيد تعجيل الدين، والمدين يستفيد بوضع بعض الدين عنه.
وأجابوا عن دليل من حَرَّم ذلك، بأن قياس هذه المعاملة على الربا لا يصح، لأنها عكس الربا. ففي الربا يزيد الدين مقابل زيادة الأجل. وهنا نقص الدين ونقص الأجل. فكيف تقاس المسألة على عكسها؟!
• ومن أدلتهم قصة ركانة وما كان من مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم له على ثلث غنمه، ثم تركه له هذا المال تكرما بعد ذلك، وما روي من أن الصديق أبا بكر خاطر مشركي قريش قبل الهجرة حين أنزل الله تعالى: {ألم غُلِبَتِ الرُّومُ} (الروم: 1-2)، فقالت له قريش: ترون أن الروم تغلب؟ قال: نعم، فقالوا: هل لك أن تخاطرنا؟ فقال: نعم. فخاطرهم، فأخبر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اذهب إليهم فزد في الخطر". ففعل، وغلبت الروم فارسا فأخذ أبو بكر خطره، فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم بل وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيدهم في الخطر(1/2350)
• والاستدلال بهاتين القصتين ليس استدلالا بمحرم مجمع على تحريمه في دار الإسلام، ولم يقع جوازه إلا في دار الحرب، بل المسألة من مواضع النظر، فإن قضية المسابقة إذا قصد بها تقوية الدين وإعلاء كلمة الله فإن القول بجوازها هو أحد القولين في مسألة اجتهادية، بل لعله القول الذي تشهد له الأدلة عند التحقيق والتأمل، سواء أكان ذلك في دار الإسلام أم كان في دار الكفر.
فقد اتفق الفقهاء على جواز بذل العوض وأخذه في سباق الخيل والإبل والسهام، إذا كان العوض من أحد المتسابقين أو من أجنبي عنهما، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر" رواه الترمذي والنسائي وأبو داود.
واختلفوا فيما عدا هذه الثلاثة، مثل السباق على الأقدام، والمسابقة بالفيلة والبغال والحمير، والسباحة والمصارعة والمغالبة برفع الأثقال. كما اختلفوا في بذل العوض في المسابقات الدينية، كالمسابقة على حفظ القرآن الكريم، وحفظ مجموعة من الأحاديث النبوية، أو كتابة بحث علمي، فذهب جماعة من أهل العلم إلى الجواز، وهو الراجح إن شاء الله.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه: " الفروسية" ( المسألة الحادية عشرة: المسابقة على حفظ القرآن والحديث والفقه وغيره من العلوم النافعة، والإصابة في المسائل، هل تجوز بعوض؟ منعه أصحاب مالك وأحمد والشافعي، وجوزه أصحاب أبي حنيفة وشيخنا، وحكاه ابن عبد البر عن الشافعي، وهو أولى من الشباك والصراع والسباحة، فمن جوز المسابقة عليها بعوض فالمسابقة على العلم أولى بالجواز، وهي صورة مراهنة الصِديق لكفار قريش على صحة ما أخبرهم به وثبوته، وقد تقدم أنه لم يقم دليل شرعي على نسخه، وأن الصديق أخذ رهنهم بعد تحريم القمار، وأن الدين قيامه بالحجة والجهاد فإذا جازت المراهنة على آلات الجهاد، فهي في العلم أولى بالجواز، وهذا القول هو الراجح) انتهى.(1/2351)
وقال في موضع آخر من كتابه ( وإذا كان الشارع قد أباح الرهان في الرمي والمسابقة بالخيل والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلم الفروسية وإعداد القوة للجهاد فجواز ذلك في المسابقة والمبادرة إلى العلم والحجة التي بها تفتح القلوب ويعز الإسلام وتظهر أعلامه أولى وأحرى.
وإلى هذا ذهب أصحاب أبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية).
وفي الإنصاف من كتب الحنابلة : ( والصراع، والسبق بالأقدام ونحوهما طاعة إذا قصد بهما نصر الإسلام، وأخذ العوض عليه أخذ بالحق. فالمغالبة الجائزة تحل بالعوض إذا كانت مما يعين على الدين، كما في مراهنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. واختار هذا كله الشيخ تقي الدين -رحمه الله- وذكر أنه أحد الوجهين عندنا، معتمداً على ما ذكره ابن البنا، قال ( ابن مفلح) في الفروع (فظاهره جواز المراهنة بعوض في باب العلم، لقيام الدين بالجهاد والعلم. وهذا ظاهر اختيار صاحب الفروع وهو حسن) انتهى. الإنصاف للمرداوي.
وفي تبيين الحقائق من كتب الحنفية (وعلى هذا: الفقهاء إذا تنازعوا في المسائل وشرط للمصيب منهم جعل جاز ذلك إذا لم يكن من الجانبين على ما ذكرنا في الخيل، لأن المعنى يجمع الكل، إذ التعليم في البابين يرجع إلى تقوية الدين وإعلاء كلمة الله.)
والحاصل أنه يدل على الجواز أمران:
رهان أبي بكر رضي الله عنه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم.، وقياس السباق في المسائل العلمية على ما نص عليه في السباق في الخيل والإبل والسهام. والجامع في ذلك: تقوية الدين وإعلاء كلمة الله ولم يكن ذلك مخصوصا بدار الإسلام، بل تلك قضية عامة دار الإسلام ودار الكفر فيها سواء.(1/2352)
• وأما الاستدلال بما روي من أن العباس كان يتعامل بالربا في مكة قبل الفتح وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن ذلك، إلا بعد الفتح فدل على جواز الربا في دار الحرب، فهو موضع نظر، لأن العباس رضي الله عنه كان له ربا في الجاهلية من قبل إسلامه، فيحتمل انصراف الوضع إليه، هذا بالإضافة إلى أن الربا لم يكن تحريمه قد استقر يومئذ.
ثانيا: أدلة النظر والاعتبار
إن مأخذ الأحناف فيما ذهبوا إليه مبني - كما سبق - على اعتبار أموال الحربيين على أصل الحل فكيفما تيسر للمسلم أن ينال شيئا منها بأي طريق لا يتضمن غدرا بهم ولا احتيالا عليهم فهو مشروع، ويكون شأنه في ذلك كمن يأخذ الكلأ من الغابات أو الماء من المحيطات!
فإن الأموال كما تعصم بالإيمان تعصم بالأمان، ولا يلزم من جواز أخذ أموالهم بالاغتنام جواز أخذها بالعقود الفاسدة، فكما عصم الأمان أمواله في دار الإسلام عصمها في دار الكفر، أو هو التناقض الذي لا مهرب منه!
ومن ناحية أخرى هل يوافق أحد ممن يقولون بهذا المذهب اليوم على هذا التخريج بدءا من اعتبار ديار الغرب جميعا ديار حرب وانتهاء من الحكم على أموال أهلها جميعا بالحل اتباعا لما قاله السادة الأحناف؟! الظاهر خلاف ذلك، ولعل هذا يفسر حرص كل من جاهر بتبني هذا المذهب من المعاصرين على تحاشي ذكر دار الحرب في فتواهم صراحة رغم أن هذا هو منصوص الأحناف في هذه المسألة، واكتفوا بالإشارة إليها بأنها ديار غير المسلمين!
مآلات ولوازم مروعة تنقض بها عرى المحرمات عروة عروة!!
وبعد فإن في ما يتضمنه مذهب الأحناف في هذه القضية من الأحكام واللوازم الفاسدة ما تنقض به عرى المحرمات عروة عروة، والتي لا يقول بها من تبنى مذهبهم في هذه النازلة من المعاصرين. من ذلك على سبيل المثال:(1/2353)
• جواز التعامل بالربا مع من أسلموا في دار الحرب ولم يهاجروا، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من الحربيين، فقد جاء في الدر المختار: "وحكم من أسلم في دار الحرب ولم يهاجر كحربي، فللمسلم الربا معه خلافاً لهم، لأن ماله غير معصوم فلو هاجر إلينا ثم عاد إليهم فلا ربا اتفاقاً".
وفي بدائع الصنائع للكاساني عند حديثه عن شرائط جريان الربا "ومنها: أن يكون البدلان متقومين شرعاً، وهو أن يكونا مضمونين حقاً للعبد، فإن كان أحدهما غير مضمون حقاً للعبد لا يجري فيه الربا، وعلى هذا الأصل يخرج ما إذا دخل المسلم دار الحرب، فبايع رجلاً أسلم في دار الحرب ولم يهاجر إلينا درهماً بدرهمين، أو غير ذلك من البيوع الفاسدة في دار الإسلام، أنه يجوز عند أبي حنيفة، وعندهما لا يجوز، لأن العصمة وإن كانت ثابتة فالتقوم ليس بثابت عنده"، فهل يلتزم بذلك من تبنى مذهبهم في هذه النازلة، فيحل للمسلمين الوافدين أن يتعاملوا بالربا - إذا كانت الزيادة لهم - وغيره من العقود الفاسدة مع إخوانهم من المسلمين الجدد في هذه المجتمعات؟!.
• ومن ذلك أيضاً ما يتضمنه مذهبهم من جواز تعامل المسلمين الجدد في هذه البلاد بالربا أخذاً وإعطاءً ما داموا لم يهاجروا، سواء أكان ذلك مع نظرائهم من المسلمين الجدد أم مع بقية الحربيين، وذلك لارتباط العصمة عندهم بالدار ابتداء وقد أشار إلى ذلك ابن عابدين في الحاشية في قوله: "يعلم مما ذكره المصنف مع تعليله أن من أسلما ثمة ولم يهاجرا لا يتحقق الربا بينهما أيضاً". ولا يخفى أن الهجرة لا سبيل إليها في هذه الأيام في الأعم الأغلب فيتدينون طيلة حياتهم بدين لا أثر فيه لحرمة الربا؟!.(1/2354)
فهذه هي جملة أدلة الأحناف وما ذهبوا إليه، وقد رأينا ما فيها من ضعف، الأمر الذي لا يصح معه تقييد النصوص الجليلة القاطعة الواردة في تحريم هذه الفواحش بمثل هذه الاحتمالات الضعيفة، ومن أجل هذا لم تقبل بقية المذاهب المتبوعة رأي الأحناف في هذه المسألة، بل رده أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة رحمهما الله" اهـ
كيف يتأتى القيام بواجب البلاغ في هذه المجتمعات مع تبني هذا المذهب؟
لا يخفى أن للمسلم المغترب خارج ديار الإسلام رسالة سامية تتمثل في حفظ الإسلام على أهله ودعوة غير المسلمين على الإسلام، وحفظ الإسلام على أهله يقتضي دعوتهم إلى الاستقامة على هدي الكتاب والسنة، واجتناب ما خالفهما من أهواء البشر، ولا مقابل لما أوحى الله إلى رسوله إلا الهوى كما قال تعالى: [فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله](1/2355)
كما أن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام تكون بلسان الحال كما تكون بلسان المقال، فحال واحد في ألف واحد خير من مقالة ألف واحد في واحد! ولا شيء يحمل الناس على الإصغاء لدعوة الحق في هذه المجتمعات مثل أن يكون الدعاة إليه والمتبعون له ممن يقيمونه في حياتهم، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه، ولقد مضى على إقامتنا في هذه المجتمعات أكثر من خمسة عشر عاما وكل يوم ينقضي يزيدنا إيمانا بهذه الحقيقة، فلم نمل من تكرارها على مسامع الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب: أقيموا الإسلام في نفوسكم تفتح له أسماع الآخرين وأفئدتهم، وإن من آكد وسائل البلاغ في هذا المجتمع إقامة جالية مسلمة قوية تحل الحلال وتحرم الحرام وتقف حيث أوقفها الله ورسوله، وتقدم للناس في هذه المجتمعات شهادة الواقع بعد شهادة النصوص والأدلة أن الحياة في رحاب الإسلام نعمة لا تعدلها نعمة، وأنها ممكنة وليست ضربا من الخيال أو ضغثا من الأحلام! ولا يخفى أن انتشار الإسلام في كثير من بقاع العالم كان من خلال التجار الدعاة الذين حملوا أخلاق الإسلام إلى هذه المجتمعات ففتحوا بها قلوبهم واستنارت بها بصائرهم واستجابت لدعوة الحق.
هذا وإن المحافظة على الهوية الإسلامية في هذه المجتمعات تتمثل في الاجتماع على الإسلام بإقامة الشعائر واجتناب المحرمات، مع اعتبار الضرورات على أن تقدر بقدرها ويسعى في إزالتها.
فكيف يتأتى دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أو حتى تعريفهم به في ظل جالية يتملك المسلمون فيها محلات لبيع الخمور والخنزير ويسهمون في إشاعتها في هذه المجتمعات، ثم يقولون للناس إننا أتباع دين يحل لأتباعه الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، وإنه يحرم عليهم الاتجار في الميتة والخمر ولحم الخنزير، وينهى عن الزنى والربا وأكل أموال الناس بالباطل؟ أيا كانت المرتكزات الفقهية لهذا الترخص وأيا كان حظ القائمين عليه من النظر؟(1/2356)
إن حديث فقهائنا من السادة الأحناف أو من غيرهم عن دار الحرب وعن جواز التعامل فيها بالعقود الفاسدة يجب أن يؤخذ في سياقاته الاجتماعية والسياسية والتاريخية، فلم يكن أهل الإسلام فيما مضى يتوطنون دار الحرب بصورة دائمة، وينشئون فيها مراكزهم ومؤسساتهم الإسلامية، ويتاح لهم فيها من حرية الدعوة وحرية العمل وحرية الكلمة ما هو متاح لجالياتنا المسلمة المقيمة في الغرب، والتي يفوق تعداد بعضها عدد السكان الأصليين من بعض دول الخليج وإماراته! ويتحدثون فيها عن قضية توطين الدعوة وتحويلها من دعوة مهاجرة يحملها طلاب وافدون يقيمون فيها بصورة عارضة إلى متوطنين أصليين يحملون جنسية هذه المجتمعات ويوطنون لإقامتهم فيها بصورة نهائية أو شبه نهائية؟!! وفي إطار هذه النظرة تغير موقف فقهائنا من قضية التجنس فلم تعد تحمل ما كانت تحمله من دلالات أدت ببعض أهل الفتوى إلى القول بردة المتجنس عن الإسلام في وقت من الأوقات !
لقد كان فقهاؤنا فيما مضى يتحدثون عن حرمة السفر بالمصحف إلى ديار الكفار وكانوا مصيبين في ذلك غاية الإصابة في ظل السياقات التاريخية والسياسية السائدة يومئذ، واليوم نفس هؤلاء الفقهاء يتنافسون في حث الأمة على طباعة المصاحف وترجمة معانيها ونقلها إلى هذه البلاد، ويعتبرونها قربة من أجل القربات، وهم اليوم مصيبون في ذلك أيضا غاية الإصابة، لتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والظروف والأحوال.
كيف يتأتى المحافظة على الهوية الإسلامية مع تبني هذا المذهب؟(1/2357)
أن فتح هذا الباب سيفتح بابا عريضا واسعا إلى خلع الربقة والتفلت من التكاليف، فسوف يمتد الأمر إلى الربا والميسر، وفي الولايات المتحدة ولاية يقوم اقتصادها كله على الميسر، ويؤمها المترفون والذين في قلوبهم مرض من بني جلدتنا وفضائحهم في هذا الشأن باتت تزكم الأنوف! وقد يتدرج الناس من استباحة العقود الفاسدة في باب الأموال إلى استباحتها في باب الأبضاع! ألم تر إلى ما يشيع في هذه المجتمعات من المراقص والأندية الليلية،وهي مشروعة من الناحية القانونية وتتم تحت سمع وبصر المسئولين في هذه المجتمعات، فهل على المسلم من حرج إن هو عمل في هذه البارات والمراقص باعتبارها من العقود الفاسدة التي أجازها السادة الأحناف ليتذرع بها إلى اخذ أموالهم التي هي بناء على تخريجهم على أصل الحل؟ وهل يجرؤ على القول بذلك عالم أو غير عالم؟
وإذا أبيح الأمر أبيحت الوسائل المفضية إليه فإذا جاز بيع الخمر ولحم الخنزير جاز السعي إلى تملكها لبيعها فلا حرج على المسلم أن يتملك مزرعة لتربية الخنزير أو مصنعا لإنتاج الخمور فإنه إن فعل كان هذا أحظى له في باب المال، فمن مزارعه أو من مصانعه إلى المستهلك مباشرة! وذلك أحظ له وأكثر استجلابا لأموالهم التي هي على أصل الحل! بل لا حرج في فتح بعض المؤسسات التعليمية لتعليم أصول الميسر رجاء أن يتخرج فيها مقامرون محترفون يجيدون فنون هذه اللعبة ويتمكنون معها من استجلاب أموال القوم، ما دامت على اصل الحل، وما دامت الذريعة إلى الحلال حلالا؟ لأن الأصول التي أجازت بيع الخمر والخنزير لغير المسلمين قد يعول عليها نفسها في إجازة السعي إلى امتلاك مشروعات اقتصادية تستثمر في هذا المجال بجامع استجلاب أموال القوم التي هي ابتداء على أصل الحل!
ومن ثم فلا أحسب عالما منصفا يقر مثل هذا المسلك الفقهي في ظل كل هذه المتغيرات في واقعنا المعاصر مهما كان حظ هذا المذهب من النظر؟
تعقيب على فتوى دار الإفتاء المصرية(1/2358)
أما ما نسب إلى صاحب الفضيلة مفتي الديار المصرية من القول بالترخص في ذلك لمن سأله فقد وردت إلى أمانة المجمع أسئلة عديدة حول هذه الفتوى، ولم تحصل أمانة المجمع على أصل الفتوى الرسمية التي صدرت عن دار الإفتاء وإنما حصلت على صورة لها من خلال بعض المواقع الإسلامية على الانترنت فإن صحت نسبتها إلى فضيلته ونوجز تعقيبنا عليها فيما يلي:
أولا: أن مبنى كل من السؤال والجواب على حالة تعذر فيها على المستفتي أن يجد البديل المشروع الذي يغنيه عن اللجوء إلى الاكتساب المحرم ويسأل عن مخرج له في الوقت الراهن فجاءت الفتوى مشيرة إلى رخصة فقهية يمكن لمن وقع في ضرورة أو حاجة ماسة تنزل منزلتها أن يلجا إليها دفعا لضرورته بصورة مؤقتة إلى أن يتوفر له البديل المشروع الذي ينبغي أن يسعى إليه سعيا حثيثا، وأن لا يدخر وسعا في سبيل تحصيله، فقد كان نص السؤال الذي وجه إلى فضيلته ما يلي:
أنا شاب مسلم وأعمل في هولندا في سوبر ماركت لشخص هو الآخر مسلم ولكن يباع في هذا المكان بعض من زجاجات الخمور ولحم الخنزير، وقد بحثت عن عمل آخر ولكن للأسف لم أجد في الوقت الحالي، فماذا أفعل الآن؟
والرخص الفقهية هي ما جاء من الاجتهادات المذهبية مبيحا لأمر في مقابلة اجتهادات أخرى تحظره، والأخذ برخص الفقهاء بمعنى اتباع ما هو أخف من أقوالهم جائز شرعا – على ما ذكره أهل العلم - بالضوابط الآتية:
• أن تكون أقوال الفقهاء التي يترخص بها معتبرة شرعا ولم توصف بأنها من شواذ الأقوال
• أن تقوم الحاجة إلى الأخذ بالرخصة دفعا للمشقة سواء كانت حاجة عامة للمجتمع أم خاصة أم فردية
• أن يكون الآخذ بالرخص ذا قدرة على الاختيار أو أن يعتمد على من هو أهل لذلك
• ألا يكون الأخذ بذلك القول ذريعة للوصول إلى غرض غير مشروع
• أن تطمئن نفس المترخص للأخذ بالرخصة
• ألا يترتب على الأخذ بالرخص الوقوع في التلفيق الممنوع
ويكون التلفيق ممنوعا في الأحوال التالية :(1/2359)
إذا أدى إلى الأخذ بالرخص لمجرد الهوى أو الإخلال بأحد الضوابط المبينة سابقا في مسألة الأخذ بالرخص
إذا أدى إلى نقض حكم القضاء
إذا أدى إلى نقض ما عمل به تقليدا في واقعة واحدة
إذا أدى إلى مخالفة الإجماع أو ما يستلزمه
إذا أدى إلى حالة مركبة لا يقرها أحد من المجتهدين
ثانيا: ومن أجل ما سبق فقد كان المأمول من فضيلته وهو العالم الثبت أن ينبه المستفتي على ضوابط الترخص بقدر ما تتسع له مداركه، وأدنى ذلك أن يؤكد للمستفتي على حرمة عمله في الأصل، وأن بقاءه فيه عارض دفعا لحالة الضرورة أو الحاجة الماسة، وأن عليه أن يسعى إلى طلب البديل المشروع، وأن ينتقل إليه عند أول القدرة على ذلك، حتى لا يطير الناس هذه الفتوى كل مطير، ويتخذون منها تكأة لتحليل ما حرم الله على عباده من الربا والميسر والخمر والخنزير تحليلا مطلقا في عسرهم ويسرهم ومنشطهم ومكرههم، وما أكثر ما يقع هذا في أوساط العامة، وينسبون إلى فضيلته ما لعله لم يخطر بباله طرفة عين! ولا بد أن فضيلته خبر ذلك منهم وهو الرحالة الذي طوف بعلمه في المشارق والمغارب!
ولا يفوتنا في النهاية أن نؤكد أن فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية فقيه مبرز وعالم جليل، فلا يظن بفضيلته أنه قصد إطلاق القول بحل التعامل في الخمور مع غير المسلمين بيعا وشراء خارج ديار الإسلام، بل هذا هو الذي نفاه في بعض المقابلات التي أجريت مع فضيلته في أعقاب انتشار هذه الفتوى والتي أبدى فيها أسفه ودهشته على إساءة قراءة فتواه .
ولهذا فإن تعقيبنا علي فضيلته في بعض جزئيات هذه الفتوى لا تعني الغض من مكانته، فلم يزل المنتسبون إلى العلم يكمل بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض على مدار التاريخ، ولم يغض هذه من قدرهم ولم يوهن عرى العلائق بينهم، بل هي النصيحة التي أوجبها النبي صلى الله عليه وسلم وأشار إليها بأنها جماع الدين وبين أنها لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم(1/2360)
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى وساء السبيل
نسأل الله أن يجمعنا وإياه على الحق وأن يردنا وإياه إليه ردا جميلا اللهم آمين
د. صلاح الصاوي
الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا
---
البلاغية
07-03-2006, 07:27 PM
جهد تستحق الشكر عليه
جزاك ربي خيرا على هذه الإفادة
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-03-2006, 08:02 PM
جزاك الله خيراً
---
(1/2361)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > منظومة إبراهيم الإلبيري ومعها عنوان الحكم للبستي
---
منظومة إبراهيم الإلبيري ومعها عنوان الحكم للبستي
---
أبو مهند النجدي
09-18-2006, 05:55 AM
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (6)
منظومة أبي إسحاق الإلبيري
تَفُتُّ فُؤَادَكَ الأَيَّامُ فَتَّا **** وَتَنْحِتُ جِسْمَكَ السَّاعَاتُ نَحْتَا
ومعها
عنوان الحكم
زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصَانُ ****وَرِبْحُهُ غَيْرَ مَحْضِ الْخَيْرِ خُسْرَانُ
رابط ثابت من صيد الفوائد
http://saaid.net/book/open.php?cat=81&book=2844
---
نورة
09-18-2006, 11:03 AM
اختيار موفق
شكر الله سعيك
---
(1/2362)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الخرَّاصون و الحبك في القرءان
---
الخرَّاصون و الحبك في القرءان
---
ابو بصير
03-21-2006, 04:35 PM
لا إله إلا الله محمد رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد فاعلم يرحمك الله أن هذا الزمن هو زمن بعث الخراصين الملعونين بلعنة القتل في سورة الذاريات.. وهو أيضا زمن المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين لإقعاد صراط الله المستقيم.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
وهذا عملنا نرفعه إلى الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ثم نرفعه إلى علماء الأمة ودعاتها المتقين الواعين بزمانهم.. فإن شئت الاطلاع عليه للاستفادة وإفادة الأمة بعربها وعجمها فإليك برمز الوصل والتواصل بيننا:
abouselmanabder@yahoo.fr
houbok@hotmail.com
يتألف عملنا من تقرير في 426 صفحة بالإضافة إلى عمل خاص بعنوان: ألواح Tableaux ويحمل هذا العمل الخاص 70 لوحة منتقاة من التقرير. لكل لوحة ما يناسبها من الآيات القرآنية بالعربية والفرنسية حتى تكون أبلغ في دحض كل تلك الصور الشيطانية الدنمركية وغيرها من الصور المسيئة لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
نرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا على كل أعدائه وأن يذيقنا طعم النصر ويرزقنا الحفاظ عليه إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبيه الأمي الحبيب محمد وعلى آله وصحبه وأمته أجمعين وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه إلى أبد الآبدين.
19 صفر 1427 / 19 مارس 2006
أبو بصير عبد الله بن أحمد العربي
http://www.4shared.com/file/1020682/d505f065/Rapport1.html
rapport1
http://www.4shared.com/file/1021072/eeacf77d/Rapport10.html
rapport10
http://www.4shared.com/file/1020717/756fd594/Rapport2.html
rapport2
http://www.4shared.com/file/1020758/81bc0d01/Rapport3.html
rapport3(1/2363)
http://www.4shared.com/file/1020777/23357212/Rapport4.html
rapport4
http://www.4shared.com/file/1020781/4dcecbe8/Rapport5.html
rapport5
http://www.4shared.com/file/1020783/a3c0aac4/Rapport6.html
rapport6
http://www.4shared.com/file/1020889/484904e7/Rapport7.html
rapport7
http://www.4shared.com/file/1020950/85f9a839/Rapport8.html
rapport8
http://www.4shared.com/file/1021003/d6ea512c/Rapport9.html
rapport 9
http://www.4shared.com/file/1021508/47f34a4f/Tableaux.html
ابو بصير العربي
---
سعيد الحلبي
03-21-2006, 06:11 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله إلى كل خير
---
(1/2364)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل طبعة لكتاب تعظيم قدر الصلاة للإمام المروزي؟؟
---
ما أفضل طبعة لكتاب تعظيم قدر الصلاة للإمام المروزي؟؟
---
همام العدناني
03-22-2004, 05:34 PM
ما هي أفضل طبعة لكتاب تعظيم قدر الصلاة للإمام المروزي؟؟
هل التي بتحقيق عبدالرحمن الفريوائي ، أم التي بتحقيق كمال بن السيد سالم؟؟؟
ولكم خالص الدعاء
---
أبومجاهدالعبيدي
03-22-2004, 10:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ السائل وفقه الله
لقد طالعت نسخة الكتاب بتحقيق أبي مالك كمال سالم ، فوجدته قد أشار في مقدمة تحقيقه للكتاب إلى نسخة الفريوائي ، وذكر بعض معايبها ، وأكثرها من ناحية الصنعة الحديثية .
أما ضبط النص وتحقيقه فلم أطلع على نسخة الفريوائي ؛ إلا أن رأيي أن تقتني الطبعتين ففي كل خير .
وبهذه المناسبة : أنبه طلبة العلم أن اقتناء أكثر من نسخة للكتاب تفيد طالب العلم إذا كان ذلك متيسراً له من الناحية المادية ، لأن كل طبعة في الغالب لا تخلو من نقص وتصحيف ، فتكملها النسخة الأخرى ، وقد جربت ذلك كثيراً فرأيت أن التفضيل بين الطبعات في الغالب أمر نسبي ، فقد تكون المفضولة أتقن من الفاضلة في بعض الجوانب .
وفقك الله أخي الكريم .
---
(1/2365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو أفضل متن منظوم في أصول التفسير؟
---
ما هو أفضل متن منظوم في أصول التفسير؟
---
القحطاني
03-16-2004, 05:45 PM
أيها الإخوة
لا يخفى عليكم ما للإصول والقواعد والضوابط من فوائد وعوائد وقد ألف العلماء في كل فن قواعد تلم شعثه وتجمع متفرقه .سواء المنظوم والمنثور .
أما أصول التفسير فلم أجد من ألف فيه على طريقة النظم لإنه أسهل في الحفظ والاستشهاد
غير أني اطعلت على منظومة الشيخ سعود الشريم فوجدتها جيدة واشتملت على كبرى المباحث في أصول التفسير ولكنها مختصرة جدا .
فهل يوجد منظومة غيرها ولكم جزيل الشكر
---
عبدالرحمن الشهري
03-17-2004, 09:25 AM
أخي الكريم القحطاني وفقه الله
ما سألتم عنه يشغل بالي منذ زمن بعيد ، وقد بحثت كثيراً عن المنظومات العلمية المحررة في علوم القرآن وأصول التفسير ، ووجدت منها الكثير. غير أن من أمثلها منظومة للعلامة الشيخ عبدالعزيز الزمزمي رحمه الله . وقد قام بنظم متن نثري للسيوطي رحمه الله اسمه (النقاية) بضم النون وتشديدها. وقد قمت بطباعتها منذ ما يزيد على عشر سنوات ، ولا زالت معي مطبوعة. ولها شروح مطبوعة قديماً كذلك ، وأكثر من اعتنى بها علماء الحرم المكي الشريف ، فوضعوا عليها الشروح والحواشي. وتقع هذه المنظومة في حوالي 160 بيتاً تقريباً. وقد تولى أحد الإخوة الفضلاء أعضاء الملتقى طباعتها ، وأرجو أن تجدها خلال هذا الأسبوع في مكتبة شبكة التفسير. وهذه المنظومة نادرة بين طلاب العلم ، فلعلنا نحرص على نشرها مع شرحها بإذن الله. وهي على كل حال ليست شاملة لكل مسائل العلم ، غير أنها أتت على كثير من المهمات ، وقد كنت حاولت إتمام نظم ما فاته من المسائل ، ولو اكتمل لي ذلك ألحقتها بالمنظومة فيما بعد إن شاء الله.(1/2366)
ومنظومة الزمزمي أمتن من منظومة فضيلة الشيخ الجليل سعود الشريم حفظه الله.
وقد بلغني عن الشيخ العلامة محمد بن يحيى بن محمد بن علي بن عبدالودود الشنقيطي ، شيخ محضرة (آل عدود) بموريتانيا أنه قال : انتخبوا لي كتاباً معتمداً في علوم القرآن ، وسأنظمه لكم. وهذا الشيخ الجليل من المجيدين للنظم ، وهو صاحب عناية به ، وقد قام بمراجعة المنظومات العلمية التي قام مؤخراً - ولا زال - الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد سفيان الحكمي بالعناية بتحقيقها وإخراجها ، مثل ألفية العراقي في الحديث ، ومنظومة موطأة الفصيح لابن المرحل المالقي الأندلسي ، وهداية المرتاب وغيرها.
ولست أدري هل شرع الشيخ في نظم كتاب في علوم القرآن أم لا ؟ ولعل أخي الكريم الدكتور العباس الحازمي يأتينا بالخبر اليقين ، فهو من أهل العناية بذلك ، وهو من أصحاب الدكتور عبدالله الحكمي ، والشيخ بن عدود وفقهم الله جميعاً وبارك فيهم.
---
القحطاني
03-17-2004, 05:38 PM
بارك الله فيكم
---
(1/2367)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فالجَوَابُ عَلَيْهِ مِنْ وُجُوهٍٍ ....
---
فالجَوَابُ عَلَيْهِ مِنْ وُجُوهٍٍ ....
---
محمود الشنقيطي
03-24-2006, 09:53 PM
الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين ثمَّ أما بعد
فإن الناظر لدوواين العلوم الشرعية من كتب التفسير والفقه وشروح الحديث والفقه وأصوله يجد من بعض العلماء رحمنا لله وإياهم استرسالا في البسط والتوضيح فيقول أحدهم - مثلا-:
1- ولو اعتُرِض على هذا القول بكذا فالجواب عليه كذا..
2- ورده قوم بحجة كذا وأجيبوا بكذا..
3- فإن قيل كذا فالجواب كذا..
إلى غير ذلك مما لايمكن حصره في كتبهم , وغالب هذه الإشكالات- أو الاستشكالات إن صح التعبير- يطرحها العالم من تلقاء نفسه ليدرأ بها ما يتوقع وروده على ذهن القارئ من الإشكالات خصوصا بعض كتب التفسير والفقه والأصول..
والسؤال: - عذرا إن كنت جعلت الأسئلة على شكل اختبار-
هل ترى في نظرك جدوى للقيام بذلك؟؟ ولم؟؟
هل من أهل العلم رحمنا الله وإياهم من جمع استشكالات من سبقه من العلماء في أي فن من تلك الفنون؟؟
وهل من الباحثين المعاصرين من سعى لذلك وقام به؟؟
وإن لم يكن ثمة أحد قام بذلك فهل في جمعها وإفرادها بالتصنيف فائدة علية محققة؟؟
وهل إفرادها بالتصنيف يعتبر تفريغا لأصولها من المحتوى أو غالب المحتوى ؟؟
أرجو من المشايخ والسادة الفضلاء الإجابة على ما طرحت من أسئلة والزيادة عليها بكل ما من شأنه إيضاح الصورة كاملة في هذا الموضوع
والله يسلك بي وبكم مسالك المهتدين... إنه سميع مجيب
---
أبو عبد المعز
03-24-2006, 11:12 PM
أسلوب أئمة وعلماء الإسلام في التصنيف فريد لا مثيل له ويستجيب لاعتبارات عقدية وخلقية وظرفية.....(1/2368)
-المصنف المسلم يرى النظر أو الفكر لا يكون فعالا إلا إذا كان متعددا ومتبادلا ومن ثم لا يكاد ينفصل النظر عن المناظرة.
فكر المسلم حواري بالدرجة الأولى وحتى عندما يكون المصنف منفردا فهو يفترض محاورا يسأل ويجيب.
-هذه الحوارية لها أصل في المنهج النبوي فكم من عقيدة أو فقه أو نصيحة بلغها النبي عليه السلام من خلال الحوار مع الصحابة رضي الله عنهم.....بل إن القرآن دعا إلى مثل هذا التفكير المتبادل عندما أرشد الناس :{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} (46) سورة سبأ
ولعل تقديم مثنى على فرادى له أكثر من دلالة.
-افتراض المعارض عند التصنيف يدل على خلق رفيع وتحصين للنفس:
1-إعطاء الحق للآخر في الاعتراض يحصن النفس من الوقوع في الغرور والابتعاد عن المنهج الفرعوني:{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (29) سورة غافر
2-اعتبار وجود المحاور يمنع الناظر من التمادي مع الخطأ أو الهوى لأنه يحس أنه مراقب ولا ينطق بقول إلا ولديه رقيب عتيد.
3-المصنف المسلم يضطر إلى التفكير مرتين:
يفكر لنفسه
ويفكر لخصمه.
والتفكير مرتين أفضل من مرة واحدة.
4-المصنف المسلم يفكر وينقد نفسه في الوقت ذاته على لسان الخصم المفترض.
ثم إن التنوع الفكري والمنهجي في تاريخ الإسلام وتعدد المدارس والمذاهب كان وراء هيمنة المناظرة ......وتشبع العلماء بمقتضياتها حتى أصبح الناظر لوحده بالفعل مناظرا لغيره بالقوة.
وللفائدة أذكر هنا بعض الفوائد اقتضاها المقام وكنت كتبتها في ملتقى اهل الحديث:
فوائد جليلة لا يستغني الطالب عنها...
1-قولهم :تأمل,فتأمل,فليتأمل,تدبر,فتدبر.(1/2369)
هذه العبارات يذيل بها المصنفون مناقشاتهم, وينهون بها تعقباتهم ,وهي متداولة بكثرة مما يتعين على الطالب أن يفهم مرادهم منها والفروق الدقيقة فى استعمالاتها.....
التأمل هو إعمال الفكر....
التدبر هو النظر في الدلائل....
الأمر بالتدبر بغير "فاء" للسؤال....فقول المصنف "تدبر" هو سؤال في المقام .
الأمر بالتدبر ب"الفاء"يكون بمعنى التقرير والتحقيق لما بعده....فقول المصنف "فتدبر"يشبه أن يكون حملا للمخاطب على الإقرار بما قيل في المقام....والفرق بين التعبيرين كالفرق بين الاستفهام الحقيقي والاستفهام الذي يراد به الإقرار.
وكذلك الفرق بيت "تأمل" و "فليتأمل":الأول سؤال والثاني دعوة للإقرار على ما قيل.
وذهب بعضهم إلى الفروق التالية:
تأمل بلا"فاء" إشارة إلى الجواب القوي.
"فتأمل" إشارة إلى الجواب الضعيف.
"فليتأمل" إشارة إلى الجواب الأقوى.
وقيل أيضا:
معنى "تأمل"أن في هذا المحل دقة.
ومعنى"فتأمل" أن في هذا المحل أمرا زائدا على الدقة بتفصيل.
ومعنى "فليتأمل"كما في السابقة مع زيادة, بناء على أن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى.
2-فيه بحث وفيه نظر:
التذييل بعبارة "فيه بحث" معناه أعم من أن يكون في المقام تحقيق أو فساد...بعبارة أخرى أن تعقب على قول ب "فيه بحث" لا يدل على أن ذلك القول صحيح أو فاسد...
أما عبارة "فيه نظر"فتستعمل في لزوم الفساد.
3-لقائل , فإن قيل, لا يقال......وأخواتها:
-إذا كان السؤال قويا.....تستعمل عبارة "فإن قلت" وجوابه "قلت" أو "قلنا".
-إذا كان السؤال أقوى....تستعمل عبارة "لقائل" ويكون الجواب "أقول" أو "نقول".
-وإذا كان السؤال ضعيفا....تستعمل عبارة "فإن قيل" ويكون الجواب "أجيب" أو "يقال".
-وإذا كان السؤال ضعيفا جدا.....تستعمل عبارة "لا يقال" ويكون جوابه "لأنا نقول".
وقيل:
"فإن قلت" سؤال عن القريب....."وإن قلت " سؤال عن البعيد....
وقيل:
تستعمل عبارة "وقيل" فيما فيه اختلاف...(1/2370)
وعبارة "فيه" إشارة إلى ضعف ما قالوا.
وعبارة "لنا" شائعة عند ذكر الدليل على المدعي.
والله أعلم.
---
روضة
03-24-2006, 11:24 PM
بارك الله في علمكم أخي الأستاذ أبا عبد المعز، هذه فوائد ولطائف تخفى على الكثير منا، فجزاكم الله خيراً على إفادتنا بها.
ولمزيد الفائدة والتوسع: ما هي الكتب التي تُعنى بهذه الأساليب وبيان الفروق بينها؟
وشكر الله لكم.
---
محمود الشنقيطي
03-25-2006, 09:34 AM
أحسن الله إليك وجزاك خيرا أخي أبا عبد المعز على هذه الدرر والطرف العلمية ولكن لم تجبني على ما طرحت من أسئلة بارك الله فيك
---
محمود الشنقيطي
04-08-2006, 01:17 PM
ألا هل من مجيب؟؟؟؟
---
(1/2371)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات حول بعض الايات (2)
---
نظرات حول بعض الايات (2)
---
خالد فايز
07-16-2004, 05:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل بعض الآيات من كتاب نظرات حول بعض الآيات لفضيلة الشيخ عائض القرني
قال تعالى :- { الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }
{الذين يؤمنون بالغيب}: هؤلاء المتقون ، يصدقون بكل ما أخبر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب ؛ مما سمعوه ولم يروه ، وذكره لهم ولم يشاهدوه ، فيعلمون أنه حق ، فيعبدون الله كأنهم يرونه ، جل في علاه ، ويتيقنون حقيقة ما ورد به الوحي مما غاب عن العيون ، كأسمائه وصفاته سبحانه ، وما أخبر به في الاخرة عن جنته وناره ، وما أعد لأوليائه وأعدائه ، وما يدخل تحت ذلك من تفصيلات .
وقضية الإيمان بالغيب ، تترك في النفس أثراً من خشية الله وخوف مقامه ، فيكف العبد عن مخالفة ربه ، وتعدي حدوده ، وانتهاك حرماته ، فيبقى خائفاً وجلاً ، ترتعد فرائصه إجلالاً للعظيم ، تقدست أسماؤه ، يرتجف قلبه تعظيماً للأحد الصمد عز مقامه ، تخشع روحه هيبة لمولاه ، يحاسب نفسه على الحركات والسكنات ، يراقب ربه على اللحظات واللفظات .
الإيمان بالغيب هو أعظم طاقة ، تمد العبد بمدد من التقوى في الحياة ، فالمؤمن بالغيب حَذِر كالطائر يخاف من مغبة العصيان ، ويحذر من عاقبة المخالفة ، فيعلم أن هناك حساباً ومناقشة ومساءلة ووقوفاً طويلاً ، واطلاعاً على عمله : دقيقه وجليله ، كثيره وقليله .(1/2372)
{ يقيمون الصلاة } : فإيمانهم بالغيب ، وتصديقهم الوحي ، جعل منهم عباداً صالحين ، يقيمون الصلاة ، ولم يقل : يصلون ، لان إقامة الصلاة هو : الإتيان بها على الوجه المرضي الأكمل ، خضوعاً ، وخشوعاً ، ومحافظة على حدود الصلاة ؛ لأن من إقامة الصلاة : نهيها للعبد عن الفحشاء والمنكر ، ومنعها لمن أداها من الزور والبهتان ، وصيانتها لمن صلاها عن المعاصي والآثام ، فمن أقام الصلاة صَدَقَ في قوله ، وبر في فعله ، وحفظ قلبه ، وسمعه ، وبصره وكل جوارحه عما يُغضب مولاه .
ومن أقام الصلاة انتهى عن السيئات ، وزم نفسه عن المخالفات ، وملأ عمره بالطاعات .
ومن أقام الصلاة جعل على نفسه حسيباً ، يردعها عن كل ما يشين ، ويزجرها عن كل ما يسئ ، ويردها عن كل ما يحرم . أما أداء الصلاة حركات وإشارات ، ثم لا يكون لها أثر في حياة العبد وأخلاقه وسلوكه وتعامله ، فهذه ليست إقامة للصلاة كما ورد بها الشرع ، وأرادها الشارع .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من كتاب ( نظرات حول بعض الايات ) لفضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني
---
خالد فايز
07-21-2004, 09:30 PM
لو تكرمتوا: لم لم تردوا على المشاركة !
---
أبومجاهدالعبيدي
07-22-2004, 12:13 AM
أخي خالد وفقك الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
واصل عطاءك ، وأسهم بما تيسر لك من الموضوعات ، وستستفيد إن شاء الله فوائد كثيرة من خلال مشاركاتك .
وليس من الضرورة أن يرد أحد على مشاركتك ؛ لأنها قد لا تحتاج إلى رد .
وأول الغيث قطرة ، والألف خطوة تبدأ بخطوة
وأوصيك أخي خالد بزيارة هذه الصحفة وقراءة ما تيسر لك من موضوعاتها
http://saaid.net/aldawah/index1.htm
---
(1/2373)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدونا في قول المفسرين :..قال عطاء ...قال مسروق ...قال مجاهد
---
أفيدونا في قول المفسرين :..قال عطاء ...قال مسروق ...قال مجاهد
---
طالب العلم1
03-20-2006, 05:47 PM
لدي سؤال وهو أنني صادفت وأن وجدت تفسيرا لآيت من الذكر الحكيم تأويلا ..علما أن التأويل بغير علم في المسألة هو ضرب من المجازفة الخرقاء حيث لا دليل مصوغ ولا قرينة يستأنس بها ... والقول في ذلك للخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذ صرح "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في كتاب الله برأيي" فإذا رأينا قول المفسر في بعض المسائل من نسيج بنيات أفكاره واجتهاده ...فهل يؤخذ بقوله أم يعدل عنه علما بأنه من المفسرين ... وما يرويه الأئمة الأعلام في التفسير كـ مجاهد وعطاء والنخعي ومسروق ... هل يحمل على أنه من السنة إذ أنهم كانو من أعلم الناس بها أم يتوقف فيه حتى يثبته ما صح من طريق السند .... أفيدونا بارك الله فيكم .... وجزاكم عن الإسلام خير جزاء ووافر فضل
---
د.أبو بكر خليل
03-21-2006, 04:32 PM
1 - يؤخذ تفسير القرآن الكريم مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف عن بعض الآيات ، و قد خصص كثير من رواة الحديث ( كتابا للتفسير ) في مصنفاتهم المشهورة ،
2 - فإن لم يوجد تفسير لآية ما من قوله عليه الصلاة و السلام : فينظر في أقوال الصحابة رضوان الله عليهم ، لأنهم عايشوا نزول القرآن ، و جالسوا الرسول عليه الصلاة و السلام ، و أخذوا عنه فهم مقاصد الشرع ، فهم في اجتهادهم و استنباطهم أعلم بالمراد ،
3 - فإن لم يؤثر عن الصحابة شئ : فينظر في أقوال تلاميذهم من التابعين ، حيث تعلموا على يد الصحابة رضوان الله عليهم ، و أخذوا من علمهم و فهمهم ، فنقلوا عنهم أقوالهم ، و كانت لهم اجتهاداتهم كذلك ،(1/2374)
كعطاء و مجاهد و غيرهم من كبار التابعين الذين تتلمذوا على ابن عباس رضي الله عنهما ، و غيرهم ممن تتلمذوا على ابن مسعود رضي الله عنه ،
* و أقوال التابعين في التفسير - مع جلالتها و مكانتهم - لا تعد من السنة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بحيث لا يسع المرء تركها ، لأن بعضها كان اجتهادا و استنباطا منهم ،
و قد يذكر بعضهم غير الذي يذكره غيره ،
و لكن يمكن الترجيح و الاختيار من أقوالهم رضي الله عنهم أجمعين .
4 - و أما تفسير القرآن بالقرآن : فداخل فيما سبق ، و هو مقدّم في التفسير و الاستشهاد .
5 - و أما من جاء بعد التابعين من المفسرين ، فقد أخذوا عمن تقدمهم ، و كانت لهم اجتهاداتهم أيضا ،
* و كل من التابعين و من أتى بعدهم ينظر في قوله في تفسيره ممن هو أهل للنظر ، ممن استوفي آلات التفسير و شروط الاجتهاد .
هذا و الله أعلم .
**********************
و أما قول سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه : "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن أنا قلت في كتاب الله برأيي" ، فإليكم ما ذكره الإمام الطبري - في تفسيره - في بيان مقصوده و محموله :
( 78- وحدثني أبو السائب سَلْم بن جُنادة السُّوَائي، قال: حدثنا حفص ابن غياث، عن الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أيُّ أرْضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تُظِلُّني، إذا قلتُ في القرآن ما لا أعلم !
79- حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أيُّ أرضٍ تُقِلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلّني، إذا قلتُ في القرآن برأيي - أو: بما لا أعلم.
قال أبو جعفر:(1/2375)
وهذه الأخبار شاهدةٌ لنا على صحة ما قُلنا: من أنّ ما كان مِن تأويل آيِ القرآن الذي لا يُدرَك علمه إلا بنَصِّ بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بنَصْبه الدلالة عليه - فغير جائز لأحد القِيلُ فيه برأيه. بل القائلُ في ذلك برأيه - وإن أصاب الحق فيه - فمخطئ فيما كانَ من فِعله، بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليستْ إصابة مُوقن أنه محقٌّ، وإنما هو إصابة خارصٍ وظانً. والقائل في دين الله بالظنّ، قائلٌ على الله ما لم يعلم. وقد حرَّم الله جلّ ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [سورة الأعراف: 33]. فالقائل في تأويل كتاب الله، الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جعل الله إليه بيانه -قائلٌ بما لا يعلمُ وإن وافق قيله ذلك في تأويله، ما أراد الله به من معناه. لأن القائل فيه بغير علم، قائلٌ على الله ما لا علم له به. وهذا هو معنى الخبر الذي:-
80- حدثنا به العباس بن عبد العظيم العبري، قال: حدثنا حبَّان بن هلال، قال: حدثنا سهيل أخو حزم، قال: حدثنا أبو عمران الجونيّ عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ.
يعني صلى الله عليه وسلم أنه أخطأ في فعله، بقيله فيه برأيه، وإن وافق قِيلُه ذلك عينَ الصَّواب عند الله. لأن قِيله فيه برأيه، ليس بقيل عالم أنّ الذي قال فيه من قول حقٌّ وصوابٌ. فهو قائل على الله ما لا يعلم، آثم بفعله ما قد نُهىَ عنه وحُظِر عليه ) .
انتهى النقل عن الطبري
__________
---
خالدعبدالرحمن
03-22-2006, 03:06 PM
سبحان الله!
حديث جندب الذي أوردتم ضعيف! وانظر ضعيف الجامع، فليرحمك الله.(1/2376)
و أما قول أبي بكر رضي الله عنه، وإن صح فظاهر فيه التركيز على (ما لا أعلم)!ثمّ هو رأيه رضي الله عنه، وقد خالفه في ذلك (جمهور) الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، بقولهم وفعلهم..فقول الصديق ليس كقول النبي! فهو ليس بحجة لأحد أو على أحد!
---
د.أبو بكر خليل
03-22-2006, 09:42 PM
لا حول و لا قوة إلا بالله !
هل خالف ( جمهور ) الصحابة أبا بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين في محل قوله هذا - الذي بيَنه الطبري رحمه الله - ؟!
نعم : ( فقول الصديق ليس كقول النبي! ) ،
- و لكن لم تجاسرت فقلت إن قول الصديق رضي الله عنه ( ليس بحجة لأحد أو على أحد! ) ؟!
- و ماذا تفعل بقوله صلى الله عليه و سلم : " فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " ؟؟؟
* و قد أبان علماؤنا الأئمة مقصود قول الصديق رضي الله عنه و محموله ، فارجع إليهم إن رغبت ،
و لا تتعجل القول ، و لا تشتط .
---
جمال حسني الشرباتي
03-22-2006, 10:57 PM
أخي الدكتور أبو بكر
لا تعجب فقد عانينا الكثير ممن يضرب بعرض الحائط أقوال الصحابة والتابعين ولا ينظر في أقوال من خلفهم أيضا
---
طالب العلم1
03-26-2006, 01:34 PM
بارك الله فيك أخي الدكتور خليل وجزاك الله خير ا على ردك الذي رفع اللبس والغموض
---
(1/2377)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يدلني على كتاب (الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية)
---
من يدلني على كتاب (الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية)
---
أبو مالك العوضي
08-13-2006, 01:14 AM
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يدلني على كتاب الطوفي (الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية)
أعني من حيث ما كتب حوله من مقالات أو دراسات ، وأين مخطوطاته ومطبوعاته إن وجدت
وجزاكم الله خيرا
---
شعلة
08-13-2006, 11:55 AM
توجد رسالة علمية بعنوان ( استدلال الطوفي بالقرآن الكريم على المسائل الاصولية في ابواب : الحكم الشرعي ، الادلة ، الاجتهاد و التقليد في كتابه الاشارات الالهية الى المباحث الاصولية : جمعا و دراسة و تقويما ) ليحيى بن حسين الظلمي
---
السائح
08-13-2006, 01:28 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم.
حللت أهلا ونزلت سهلا بين أهلك وإخوانك.
الكتاب ليس بين يدي الآن، لكنني أذكر أن دار الفاروق الحديثة طبعته وأصدرته في مجلدين.
وفي مقدمته دراسة جيدة عن الطوفي وكتابه، كتب شطرها الشيخ خالد فوزي وفقه الله.
والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
08-13-2006, 01:57 PM
مرحباً بالأخ الكريم أبي مالك العوضي بين إخوانه في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله له السداد والتوفيق .
وكتب أيضاً أخونا الكريم علي العُمَريُّ المعيد بقسم أصول الفقه بكلية الشريعة وأصول الدين بأبها رسالته الماجستير حول الجانب الأصولي في كتاب الطوفي (الإشارات الإلهية) وأظنها نوقشت نهاية الفصل الدراسي الماضي أو ستناقش هذا الفصل .
وكتاب (الإشارات الإلهية) للطوفي طبع في ثلاثة مجلدات كما تفضل أخي الكريم الأستاذ السائح ، وصدر عن دار الفاروق بمصر ، وأحسبه متوافراً في مكتبات مدينة الرياض كالرشد وغيرها والله أعلم.
---
العيدان
08-13-2006, 09:34 PM(1/2378)
و نوقشت رسالة الشيخ : (علي العُمَريُّ ) الفصل الماضي ، و أذيعت الخميس (9/7/1427هـ ) في إذاعة القرآن ، و كانت بعنوان : استدلال الطوفي بالقرآن الكريم على المسائل الاصولية في باب : دلالات الألفاظ في كتابه الاشارات الالهية الى المباحث الاصولية : جمعا و دراسة و تقويما .
---
(1/2379)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استقبال شهر رمضان
---
استقبال شهر رمضان
---
إمداد
09-22-2005, 11:58 AM
استقبال شهر رمضان
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
ملخص هذه المادّة
--------------------------------------------------------------------------------
رمضان محطة هامة لزيادة الإيمان، واكتساب الحسنات، وبلوغ أعلى الدرجات.
وقد أدرك قيمته السلف، وجهلها أكثر الخلف.
وفي هذا اللقاء حديث عن أهمية الاستعداد لرمضان، وبيان لحكمة الصوم، وتحذير من بعض المنكرات.
عناصر استقبال شهر رمضان
--------------------------------------------------------------------------------
1 - المفاضلة بين المخلوقات وبين الأزمنة والأمكنة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
إن الله تبارك وتعالى خالق كل شيء، خلق الإنسان، وخلق الملائكة، وخلق الليل والنهار، وهو كما قال عز وجل: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص:68].
فاختار الله تبارك وتعالى من فضَّله على غيره من مخلوقاته.
فاختار محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفضَّله على سائر البشر، وفضَّل بعض النبيين على بعض.
واختار هذا البلد الحرام مكة وفضلها على جميع الأرض.
واختار جبريل عليه السلام وفضَّله على الملائكة.
واختار أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفضلهم على جميع الأمة.
واختار من الأزمان كما اختار من الأمكنة، فاختار هذا الشهر العظيم -شهر رمضان- وفضله على سائر الأيام والشهور.(1/2380)
واختار -أيضاً- من هذا الشهر العشر الأواخر.
واختار من العشر ليلة القدر، فليس في ليالي السنة ليلةٌ هي أفضل من ليلة القدر، وليس هناك من ليالٍ هي أفضل من الليالي العشر.
وأما الأيام؛ فإن أفضل أيام العام أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، فتلك أفضل الليالي وهذه أفضل الأيام، كما رجح ذلك بعض العلماء، ومنهم شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية -رحمه الله- جمعاً بين الأقوال في التفضيل.
وذلك أن لهذه الليالي من ليالي رمضان فضل عظيم اختصت به من حيث العبادات، كما أن أيام الحج امتازت عن سائر الأيام بكثير من العبادات وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص:68].
والله تبارك وتعالى جعل الليل والنهار يتعاقبان كما قال: خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62] فالإنسان يتبلد إحساسه ويغفل، إذا كان على حالة واحدة، فإذا تغيرت الحالة بحالة أخرى، كان ذلك أدعى إلى أن يفكر ويستيقظ وينتبه!!
وجعل الله تبارك وتعالى فصلاً للحر، وفصلاً للبرد، وبين ذلك فصلان؛ لكي يتذكر الإنسان. قال تعالى: لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ [الفرقان:62] فهذه ذكرى حاضرة، ثم قال: أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:62] أي: أن يشكر الله تبارك وتعالى، والشكر يشمل جميع العبادات والطاعات.
والإنسان لو تأمل في أمر واحد من هذه الأمور لكفى، فلو أن الخلق تأملوا في طلوع الشمس وفي غروبها، وفي إدبار الليل وإقبال النهار، لكفاهم ذلك، ولكانت ذكرى وأيما ذكرى.
لكن القلوب إذا تعودت شيئاً غفلت عنه ونسيته، فقليل من الناس من يُفكر ويعتبر بمرور الليل والنهار؛ لماذا؟! لأنه أمر متكرر، ولكن أولياء الله وعباد الرحمن، ومن كان قلبه معلقاً بالدار الآخرة لا تزيدهم إلا عبرة وعظة، فتتجدد لهم العبر والعظات بتجدد الليالي والأيام.(1/2381)
فما هذه الأيام والليالي إلا رواحل، تنقلنا من دار إلى دار، وتقربنا من دار هي الدار الآخرة، وتباعدنا عن هذه الدار الدنيا، لكن من الذي يستشعر ذلك؟! وكما قال بعض السلف : الأيام والليالي خزائن، فضع في خزينتك ما شئت، فسوف تلقاه.
فإن وضعت ذهباً وفضة، وجدت النهاية هناك ذهباً وفضة، وإن وضعت تراباً أو فحماً أو حصىً، وكذلك فإن الخزائن هناك إذا فتحت تجد فيها ما وضعت، فهذه الليالي والأيام هي بهذه المثابة.
2 - مكانة شهر رمضان
وإن الله تبارك وتعالى قد فضَّل هذا الشهر على سائر الشهور، وكان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهم أكثر الأمة اجتهاداً وعبادةً واعتباراً واتعاظاً- يقدرون لهذا الشهر قدره؛ تأسياً واقتداءً بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فهذا الشهر هو شهر الصبر وشهر التقوى وشهر الكرم والجود، وإن ديننا هذا يقوم على أمرين: على الصبر وعلى الشكر، وأساس ذلك اليقين، لهذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [[الصبر شطر الإيمان، واليقين الإيمان كله ]].
رمضان شهر الصبر والجهاد
نعم! إنه شهر الصبر؛ لأنه يصبر الإنسان على الطاعة، ويصبر عن المعاصي، فإنه قد يفتن في نفسه وفي شهوته وفي جوارحه؛ فيكف ما كان يستمتع به، كما أمر الله تبارك وتعالى وكما شرع، إلى أن يأذن الله بأن يستمتع ويأكل.
وهو -أيضاً- شهر الجهاد: والجهاد من الصبر، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزا في هذا الشهر غزوتين، هما أعظم الغزوات جميعاً: الأولى غزوة بدر؛ فإن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد خرج من المدينة في الثاني عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، وهو أول رمضان صامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي اليوم (17) منه كان يوم الفرقان، وكانت معركة بدر الكبرى التي خلدها الله تبارك وتعالى في القرآن، ورفع أصحابها على سائر الأمة.(1/2382)
وأما الغزوة الأخرى: فهي فتح مكة المشرفة، هذا البلد الحرام الأمين.. فتحها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وكانوا في شدة الحر، لهذا أمرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإفطار شفقة عليهم.
رمضان شهر التقوى
وهو كذلك شهر التقوى؛ فالله تبارك وتعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].
فالتقوى هي غاية كل عبادة، كما في الحديث الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم }.
فالعبرة في العبادات كلها بالتقوى، وليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، أو بمجرد الانحناء في الركوع والسجود، أو بمجرد أن يذبح الإنسان أو يحجَّ أو يتصدق كما في قوله تعالى: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37]، فالأساس هو التقوى لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21].
ومن هنا كان اهتمام السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم باستقبال هذا الشهر، وبمعرفة ما يصلح قلوبهم فيه أعظم الاهتمام.
ولو أننا قارنا بين حالنا وحالهم لرأينا العجب العجاب والبون الكبير!!
اعلموا أن كل إنسان منا هو في الحقيقة تاجر، وبضاعتك هي عملك الذي تقدمه كل يوم، وسوف تعرف الربح والخسارة إذا نُصبت الموازين يوم القيامة، فهنالك يظهر الرابحون الفائزون، ويظهر الخائبون الخاسرون.
وبما أن كل إنسان منا تاجر؛ إذاً فكيف نتاجر مع الله؟!
أقول: إن الله تبارك وتعالى قد جعل لنا -نحن التجار- مواسم للتجارة، وكل أيام العام فيها تجارة؛ لكن هناك مواسم زمانية -كشهر رمضان- تضاعف فيها الأرباح، وتكون التجارة فيها أعظم منها فيما سواها.(1/2383)
وكذلك جعل مواسم مكانية لهذه التجارة، فهناك أمكنة للتجارة أرباحها مضاعفة أضعافاً كثيرة عن غيرها من الأمكنة؛ فالبلد الحرام الطاعة فيه مضاعفة.
فمثلاً: الصلاة في المسجد الحرام ليست كالصلاة فيما سواه لشرف المكان.
وأيضاً: فإن شرف الزمان -كما هو الحال- في شهر رمضان له أثره في أن تكون الطاعة أكثر أجراً وأكثر قبولاً، فجعل الله تعالى هذا الشهر موسماً لذلك؛ ولهذا لما علم الجيل الأول بذلك، ظهر هذا في أعمالهم وفي حياتهم، فقد ورد أن الصحابة الكرام كانوا يدعون الله تبارك وتعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان؛ فإذا صاموه دعوا الله تبارك وتعالى ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان.
فالحول كله تفكير في رمضان واهتمام بشأنه، إما استقبالاً له، وإما رجاءً أن يُتَقَبَّلْ؛ لأنه أشرف ما في العام، فكان الصحابة الكرام يتاجرون طوال العام بالذكر، وبالجهاد، وبقراءة القرآن، وبالصدقة، وبالتفكر في ملكوت السموات والأرض؛ لكن! إذا جاء هذا الشهر؛ ضاعفوا ذلك وغيَّروا طريقة حياتهم، واستقبلوه استقبال البصير العالم بقيمته وأهميته.
3 - من أحوال السلف في رمضان
كان العلماء من السلف وهم الذين أناروا للأمة طريقها بسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وببيان الأحكام، وهم الذين قاموا مقام الأنبياء، وورثوا ميراث النبوة، { وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم }.
فهؤلاء العلماء كانوا إذا جاء شهر رمضان، يتركون العلم، ويتفرغون لقراءة القرآن، حتى قال بعضهم: [[إنما هما شيئان: القرآن والصدقة ]].
وكان الإمام الزهري رحمه الله تعالى كذلك.(1/2384)
وكذلك كان الإمام مالك ، وهو ممن تعلمون منزلته وقيمته واهتمامه بحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتعظيمه له، حتى إنه كان لا يحدثهم إلا وهو على وضوء ويبكي ويتخشع، وكان يقدِّر ويُجل حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ومع ذلك كان إذا دخل رمضان، لم يشتغل بالحديث بل يترك الحديث ويقبل على القرآن.
وكذلك كان سفيان الثوري رضي الله عنه، وغيرهم من السلف كثير، ممن كانوا ينظرون إلى أن هذا هو موسم الخير تترك فيه الأعمال الفاضلة إلى ما هو أفضل منها، فهذا حالهم وهذا شأنهم.
4 - أحوالنا في رمضان
لكن كيف يستقبل المسلمون اليوم شهر رمضان؟!
لنكن صرحاء ولنبدأ بأنفسنا، وكيف نستقبل شهر رمضان؟!
إن الأمة الإسلامية بأفرادها من: (تجار - موظفين - عمال - أصحاب شهوات - أخيار) يستقبلون هذا الشهر..
فكيف يستقبل التجار هذا الشهر؟!
التجار في رمضان
ونقصد بذلك: التجار الذين يتاجرون بالدرهم والدينار، لا بالأعمال؛ كيف يستقبلون شهر رمضان؟!
هل يقولون: قد جاء شهر الخير والبركة، فلنتصدق ولنؤد الزكاة، ولنحذر من الحرام، ومن الغش، ومن الربا؛ لأننا في شهر عظيم، وإذا صمنا دعونا الله تبارك وتعالى، ونحن نأكل الحرام من أي مصدر كان! فيكون حالنا كحال ذلك الرجل الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب له؟! }.
وأعجب من ذلك أن بعض التجار ينتهزها فرصة؛ لزحمة الناس ولكثرتهم ولإقبالهم على المطعوم والمشروب وسائر الكماليات؛ فينتهزها فرصة للغش في شهر رمضان، وقد يأتي الغش بألوان متعددة.
فمن الغش: التخفيضات الكاذبة.
ومن الغش أيضاً: إخراج البضاعة التي تقادم عهدها وانقضى أوانها، فيقول: هذا رمضان والناس تشتري ولا ترى!! اخرجوا كل ما في المستودعات وبيعوا منها!!(1/2385)
فيكون موسماً للغش، وموسماً للتجارة الخاسرة في الدنيا والآخرة.
أصحاب الشهوات والعصاة في رمضان
وأما الشهوات فماذا نقول عنها؟
فما من شهر تتوالى النذر فيه عن قلة الطعام والشراب أو احتمالها كشهر رمضان؛ ولهذا يسعى الناس بطمع وشره ليكون المخزون كافياً في شهر الصوم! وكل منا يشفق ألا يجد في رمضان ما يكفيه من بعض المؤن.
ولهذا نستعد من أول شعبان أو في آخره، لنجمع أكبر ما نستطيع أن نتزود به لرمضان، حتى إن البيت الواحد قد يشتري ما يكفي لثلاثة بيوت؛ لماذا؟!
لأنه شهر تعارفنا أنه ربما نقصت فيه المؤن، مع أن المخزون كافٍ والأمر متيسر، وكل البضائع من ضروريات وكماليات متوافرة في شهر رمضان، وكأننا مقبلون على شهر مأمورون فيه أن نعبَّ من الشهوات عباً، وأن نملأ البطون كل ساعة وكل حين.
وليس هو شهر الصيام الذي كان يستقبله الصحابة الكرام بالفرح، حتى إن الفقراء وأصحاب الحاجة كانوا يُسَرُّون في رمضان؛ لأنهم يجدون أنهم هم والأغنياء سواء.
أما الآن فالفقير يزداد حسرة على حسرة؛ لأنه ينفق في غير شهر رمضان (1000) ريال، فيضطر أن يستدين في رمضان، ويقول للتجار: (أقرضوني! جاء رمضان وليس عندي شيء) لأنه سينفق بدلاً من الألف ألفين أو ثلاثة، وإلا ذهب هو والعيال في حسرة مما يرى الناس يتفننون فيه بأنواع الأطعمة، وهو على التمر والخبز كأنه في الفطر! فهذا واقعنا.
وأشنع من ذلك وأشد أصحاب الشهوات المحرمة!!
فرمضان عند أصحاب الشهوات المحرمة فرصة وموسم كبير، يستعدون له قبل رمضان بأشهر؛ فأصحاب السهرات يفكرون أين تكون الجلسات والسهرات في رمضان؟!
وأصحاب الإجازات يقولون: نأخذ الإجازة في رمضان ونغادر إلى خارج البلاد؛ لنلعب بالشهوات كما نشاء.(1/2386)
وأما وسائل الإعلام -ولأننا نريد الشهوات، ولأن فيها من يريد أن نتبع الشهوات- فيُستقبل هذا الشهر عندهم بأخبث المسلسلات والتمثيليات وأطول السهرات، وكذلك في الصحافة.. فأينما ذهبت تجد الكل -إلا ما رحم ربك- لا يشتد إلا إلى الشهوة الحرام وإن لم يكن إلى ذلك؛ فهو إلى الشبع وإلى النوم والكسل!!
فيتعاون علينا شياطين الجن وشياطين الإنس ليضيعوا منا هذا الموسم العظيم، إلا ما رحم ربك وقليل ما هم.
5 - الاستعداد لرمضان
متى نستقبل هذا الشهر العظيم كما استقبله أولئك الجيل الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى على جميع الأمم؟!
لا بد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال وأن نعد الإجابة؛ فإن كنا حقاً نريد أن نغتنم أوقات الخير وفرصه ومواسمه، وأن نتاجر مع الله تجارة رابحة فلنعمل كما عملوا والطريق أمامنا ميسر، ولله الحمد.
الاستعداد بالإيمان
فلنستعد لشهر رمضان بإيمان صادق بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقد تقولون: نستعد بالإيمان! أولسنا مؤمنين؟!
نحن مؤمنون -إن شاء الله- ولكن الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا [النساء:136] فنؤمن بالله، أي: نجدد هذا الإيمان في قلوبنا، ونجدد توحيدنا، وننقي قلوبنا من الشوائب كالرياء والنفاق.
فأول ما نفتش عنه ليس البطن وماذا نعد له؛ وإنما القلب وماذا نعد له؛ وكيف يكون هذا القلب في هذا الشهر العظيم.
الاستعداد للصوم الحقيقي بترك المحرمات والمنكرات
فالصيام الذي هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كل المسلمين يشتركون فيه، لكن الصيام الحقيقي الذي يجب أن نعد أنفسنا له، ونوطن قلوبنا عليه: هو أن نطهر قلوبنا وأن نزكيها وأن تكون هذه القلوب بعيدة عما حرم الله تبارك وتعالى؛ فإذا كان الشرك والرياء والنفاق وما أشبهها كبائر ومصائب في الفطر، في شعبان أو رجب؛ فهي في رمضان أعظم، وأعظم!(1/2387)
فلنستقبل هذا الموسم بقلوب خالية من ذلك، وإذا كان الغش والغل والحقد والحسد للمسلمين والشحناء والبغضاء والعداوات بين الإخوان والأرحام والزملاء والجيران حراماً في سائر العام وهي كذلك؛ فهي في رمضان أشد حرمة.
فيجب أن ننتهز هذه الفرصة لنترك هذه المحرمات التي تشغل قلوبنا وتأكل حسناتنا؛ فإذا كان النظر إلى المرأة الأجنبية محرماً في سائر العام، فكيف يستحله الصائم في الليل أو في النهار؟
وإذا كان قبيحاً أن تجعل موسم الطاعة كغيره في الطاعة، فكيف إذا جعلنا موسم الطاعة موسماً للمعصية؟! إن ذلك لأقبح القبح!!
فإذا لم يصم القلب عن الشهوات المحرمة، ولم تصم الأذن عن سماع الحرام، وأكثر المسلمين لا تصوم آذانهم لا في رمضان ولا في غيره، وكيف تصوم الأذن ومزمار الشيطان: (المعازف والموسيقى) لا يكاد يخلو منها بيت، ولا سيارة؟! وهل صامت عيوننا؟! وكيف تصوم، والإنسان لا يكاد يفطر إلا ويمتد بصره إلى تلك المناظر المحرمة؟! بل ولربما امتدت السهرات إلى وقت السحر أو طلوع الفجر!! ثم بعد ذلك يكون الموت ويكون الخذلان!!
كيف يكون حال أسواقنا في هذا الشهر العظيم؟
إنما تعمر بما لا تعمر به في سائر الأيام، ويا ليت أنها تعمر -فقط- بالبيع والشراء! ولكن بالمعاصي والتبرج والسفور والاختلاط المحرم، وبالغش والنجش وبما لا يرضاه الله تبارك وتعالى، حتى إن الإنسان إذا رأى هذه المناظر، لا يصدق أنه في رمضان وأنه في أمة الإسلام!!
ولو كنا نستقبل هذا الشهر استقبال المؤمنين الأوابين، لكان أول ما يخف ويقل حتى يكاد يتلاشى هو الأسواق، فاللائق أن يقل إقبال الناس حتى على شراء المباحات، لماذا؟
لانصرافهم إلى اغتنام هذه الأوقات للعبادة، ولكن ليالي رمضان تشهد من الحركة ما لا يشهده سائر العام!!
6 - من آثار الاستخفاف برمضان(1/2388)
أولاً: لا نجد الصبر ولا نجد التقوى كما ينبغي لنا وكما أمرنا الله تبارك وتعالى، وإن شئتم أن تروا دليلاً واضحاً أن هذه الأمة لا تقدر رمضان حق قدره، وأنه يجب علينا أن نأخذ بأنفسنا وبإخواننا المسلمين إلى طريق الخير ونذكرهم بذلك، فانظروا إلى حالنا قبل رمضان وإلى حالنا بعد رمضان، وإن شئتم أن أحدد، فانظروا إلى حال هذه الأمة أيام العيد؛ فإن علامة قبول الطاعة الاستمرار فيها، وعلامة ردها أن تعقب بمعصية.
ثانياً: لو كنا نستعد لرمضان ونستقبله استقبال المؤمنين الأوابين، لظهر أثر ذلك فينا في رمضان؛ ولو كنا نصوم رمضان كما يجب أن يكون؛ لظهر أثر ذلك فينا فيما بعد رمضان، ولكن لا هذا ولا ذاك، فيأتي العيد فكأنما كان رمضان عقالاً ففك، فلننطلق ولنفعل ما نشاء!!
والذين كانوا في ليالي رمضان يفرحون ويمرحون في الأسواق، ويتركون زوجاتهم وبناتهم يتبرجن فيها ويغفلون، يزدادون أيام العيد، وأعجب من ذلك أن الذين كانوا يقرءُون القرآن ويصلون التراويح، تجدهم في أيام العيد مشاركين لأولئك، وكأنهم منهم، وحالهم كحالهم.
والغريب من الناس: من تراه في أيام العيد محافظاً على ما أمر الله، ومتمسكاً بالمقدار نفسه من التقوى، أو بقريب منه كما كان حاله في رمضان، فأين أثر القرآن؟! وأين أثر التراويح والقيام؟! وأين أثر الصيام؟! إنه أثر قليل، وربما كان معدوماً.
إذاً يجب أن نعلم أننا ما دمنا كذلك؛ فإن واقعنا هذا لن يتغير أبداًَ، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11]، فالمسلمون اليوم أذل أمم الدنيا جميعاً؛ وفي الفقر هم أفقر شعوب العالم، ولهم حظ وافر من المرض والجهل ومن كل مصيبة؛ مع أن القرآن والسنة بين أيديهم، ومواسم الخير تمر عليهم وتأتيهم، لماذا؟!(1/2389)
لأنهم لم يغيروا ما بأنفسهم؛ فلو صاموا حق الصيام لتغيرت حياتهم.. لو حجوا حق الحج لتغيرت حياتهم، ولتبدل هذا الذل عزاً ونصراً؛ ولأَعقَبَ هذا الخذلان توفيقاً وسداداً؛ ولانتقلنا من هذا الهوان والجوع والفقر والمرض، إلى العزة والعافية والقوة والتمكين؛ كما كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فالصوم الذي هو الإمساك عن الطعام والشراب هو هو، لم يتغير في الجيل الأول ولا في هذا الجيل، لكن أين القلوب من القلوب؟! وأين الأعمال من الأعمال؟! وأين الصيام من الصيام؟!!
7 - الصوم الحقيقي وآثاره
لم لا نفتش هذه القلوب؟!
فنحن ما نزال في فسحة، ولم يدخل الشهر بعد، وأمامنا الفرصة.
ولم لا نفتش أموالنا: أهي من حلالٍ أم من حرام؟! ونفتش أسماعنا: أتسمع الحلال أم الحرام؟! ونفتش أبصارنا: أترى الحلال أم الحرام؟! ونفتش أيدينا وأرجلنا..؛ نفتش علاقاتنا: كيف علاقتنا مع أهلينا وزوجاتنا؟! كيف علاقتنا مع آبائنا وأمهاتنا؟! كيف علاقتنا مع جيراننا، ومع أرحامنا، ومع من ولانا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليهم من موظف أو عامل أو طالب منهم تحت أيدينا؟
هل هي كما يرضي الله عز وجل؟!
أين التقوى والصبر إن كنا - كما هو حال كثير من المسلمين- إذا جاء نهار رمضان امتنع عن التدخين، فإذا أذن المؤذن ربما بدأ بعضهم بالتدخين قبل التمر أو الماء!
الصبر وحلاوة الإيمان
أين الصبر وأنت تضيع موسم الصبر؟
فلو صبرت عن هذه المعصية الحقيرة؛ لكان لك في هذا الموسم عبرة وعظة، ولانتصرت على أمور أكبر!!
أين الذي يقول: كنت أرى هذه التمثيليات أو المسلسلات وأرى فيها النساء في غير رمضان؛ أما الآن وقد أطل رمضان فلن أرى في رمضان وفيما بعده شيئاً من ذلك أبداً؟
نعم! هذه عزيمة تحتاج إلى صبر، وليست مما يفوت على الإنسان شيئاً، وما الذي يفوتك إن فعلت ذلك؟! فماذا علينا لو آمنا بالله؟! وماذا علينا لو كففنا أعيننا وجوارحنا عما حرم الله؟!(1/2390)
بل إن هذا من الفوز بالدنيا والآخرة {النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفاً من الله آتاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه } كما جاء في الحديث.
فإذا غض الإنسان بصره عن الحرام إيماناً ويقيناً بأن هذا حرام، وامتثالاً لأمر الله القائل: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30] {آتاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه } وليس في هذه الدنيا قط حلاوة أعظم من حلاوة الإيمان؛ فهي التي إذا ذاقها الإنسان وطعمها ينسى حلاوة كل شيء، فقد ذاق الصحابة الكرام حلاوة الإيمان؛ فرأينا منهم العجب العجاب!
أراد صهيب أن يهاجر وجاء أهل مكة ليمنعوه، فتحرك قلبه بالإيمان وتعلق بالمدينة ، وتعلق برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشرى نفسه منهم بماله كله في مكة ، ولسان حاله يقول: خذوا كل ما أملك ودعوني بهذا الجسد الذي لا شيء عليه؛ لأذهب إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكذلك سلمان رضي الله عنه الذي أخذ يسأل الأحبار والرهبان، يريد أن يعرف من هو نبي آخر الزمان، حتى رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به وصدقه، فكل لذات الدنيا ونعيمها لا يساوي أن تذوق طعم ولذة الإيمان!
والصحابي الذي كان يقرأ القرآن فذاق من طعم القرآن ومن حلاوة الإيمان ما شغله عن السهام وهي تخترق جسمه سهماً بعد سهم، وهو واقف منتصب لم يكفَّ عن قراءة القرآن؛ وكل إنسان يمكنه أن يجد من مطعومات الدنيا ومشروباتها ما يشاء، لكن طعم الإيمان فضل يختص الله به من يشاء.
التغيير ومحاربة الفساد
لا بد أن نكف أعيننا عن مشاهدة هذه المناظر الخبيثة السافلة الهابطة، التي لو أن هناك أمة من الأمم الجادة العاقلة حتى من لا دين لها؛ فلن ترضى أن ينغمس شبابها فيها؛ فكيف بأمة القرآن وأمة الإيمان وأتباع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!(1/2391)
الأمة التي قال الله عنها: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:110].
فواجب هذه الأمة أن تحارب الفساد والانحلال في أمريكا ، وفي روسيا ، في الشرق وفي الغرب؛ فكيف تعرضها وترضى بها وتراها وتسمعها؟!
حتى إن الشاب الغريب الْمُسْتَنْكِر الذي لا يراها!! يُلمز ويقال عنه: (عجيب! ماذا لديه؟) (هذا عجيب! لقد تاب) ويستنكر منه -أيضاً- حتى في أوقات الخير وفي مواطنها!!
فنحن إذاً لسنا أهلاً لأن نتاجر مع الله -في مواسم الخير هذه- ونحن على هذه الحال!
8 - رمضان فرصة المؤمن لإعداد نفسه
هذه أيام تمضي شاهدة لنا أو علينا، والحجة قائمة، وإن كانت في أي مكان قائمة؛ فهي في هذه البلاد أكثر قياماً، ونحن إن شئنا الحق فهو موجود.
والمسلمون في بعض البلاد يريدون أن يقوموا بما يفرض عليهم، فيفرض عليهم ألَّا يفعلوا، فيريدون -مثلاً- أن يقرءوا القرآن، أو فعل أي عمل آخر ويفرض عليهم ألَّا يعملوا.
وأيضاً: كيف يقومون بذلك وهم لا يجدون العلم الصحيح.. ولا يجدون الدعوة الصحيحة؟
وأما نحن فمن فضل الله علينا أن العلم -عندنا- والوقت والمال والأمن كله موجود، وكل ما يوفر لنا العبادة متيسر وموجود، وحلقات الذكر موجودة، وتعليم القرآن متيسر، وإن كان في بعضها شيئاً من المشقة.
وكما أننا في مواسم الدنيا قد نسهر ولا ننام فلنكن كذلك في مواسم الخير؛ فالحجة قائمة، والعلم بين أيدينا ظاهر، فما من حرام حرمه الله ورسوله ونرتكبه إلا ونحن نعلم أنه حرام، لهذا نخشى العقوبة؛ لأنه لا حجة لنا عند الله ولا عذر لنا بين يدي الله، فإننا نسمع العلماء في الإذاعة وفي الأشرطة المسجلة، وإن شئنا اتصلنا بهم بالهاتف ليفتونا ويعطونا الأدلة.
فأين نحن من العمل؟!(1/2392)
إذاً فهذا محك واختبار، فلنختبر أنفسنا -قبل أن يأتي هذا الشهر- ولنعدها، فالفرق بين المؤمنين والمنافقين: أن المؤمنين يعدون العدة وقد لا يبلغون ما يريدون، أما المنافقون فإنهم لا يعدون العدة؛ ولهذا قال الله تعالى عنهم: وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً [التوبة:46] فالمنافقون لو كانوا -حقاً- يريدون الخروج، لأعدوا له العدة؛ ولذلك فإن نفاقهم يظهر في عدم إعدادهم للعدة.
ونحن إذا أعددنا العدة بأن نطيع الله في هذا الشهر، وأن نتقي الله فيه، وأن نبعد أنفسنا عن كل ما حرم الله، ونجعله فرصة لنطيع الله طوال العام وإلى أن نلقى الله..؛ فإذا عزمنا على ذلك؛ وفقنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ وكان هذا من صدق الإيمان ومن صدق الاستقبال لهذا الشهر الكريم؛ وإذا أخلفنا ولم نُعِدَّ العدة؛ فمهما منَّينا أنفسنا؛ فإننا لن نحقق إلا الخسارة، ولا خسارة أكبر من أن يخسر الإنسان نفسه ووقته ويجوع ويعطش، وغاية ما فيه أنه أجزأه هذا الصوم.
مع أن بعض الناس قد لا يجزئه صومه إذا ارتكب ما يفسد إيمانه، كالشرك بالله، وكالنفاق الكلي؛ فهذا يفسد الإيمان كله ويحبطه كله، لكنَّ ما يُنغص الصيام من المعاصي والشهوات، وتعلق القلب بالمحرمات، إن لم يحبط الأجر كله؛ فإن أعلى ما يحصل عليه صاحبها؛ أن يسقط عنه فريضة الصوم، فإذا نظرت بعد ذلك إلى الذي عمل واجتهد، فادَّخر عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعظم الذخر، فأعتق من النار، ورُفِعَتْ درجته عند الله؛ علمت أنك في خسارة وغبن وتفريط! وهي أيامٌ وليالٍ مرت بك وبه، ولكن شتان بين حالك وحاله!!(1/2393)
وأكرر النصح والوصية لي ولكم؛ بأن نتقي الله تعالى في رمضان وفي غير رمضان، وأن نعد العدة في استقبال هذا الشهر العظيم بإيمان صادق، وإخلاص لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وعمل صالح، وتجارة رابحة مع الله تبارك وتعالى، وأن نكف أنفسنا عمَّا حرم الله، وأن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر، وأن نكون رسل خير وهداية.. مذكرين واعظين لإخواننا المسلمين بما قد لا يعرفونه عن حرمة هذا الشهر وعن فضله وخيره.
نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يتقبل منا ومنكم وأن يتوب علينا وعليكم.
9 - الأسئلة
تكفير الصغائر بالصوم والجمع بين حديثين
السؤال: فضيلة الشيخ: يستدل بعض الناس بحديث أبي هريرة الصحيح {الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر } على أن صغائر الذنوب تمحى بدون توبة منها؟
فما مدى صحة هذا الرأي؟
وما قولكم لمن يرتكب الصغائر ولا يتوب منها ويحتج بهذا القول؟
وما التوفيق بينه وبين حديث {إياكم ومحقرات الذنوب } نرجو التوضيح والله يحفظكم؟
الجواب: الحديث صحيح وهو من البشائر للمؤمنين، لكن كيف نفهمه حق الفهم؟!
فكل بني آدم خطَّاء، والصغائر لا يكاد يسلم منها أحد، لهذا جعل الله تبارك وتعالى الصلاة إلى الصلاة، ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر، أي: إذا لم تؤت الكبائر.
فالصالحون المؤمنون لا يزنون، ولا يسرقون، ولا يكذبون، ولا يرابون، ولا يسمعون الغناء؛ لأنها محرمات ظاهرة وكبائر واضحة، لكن قليلاً منهم من يسلم من نظرة ومن سيئة من الصغائر التي قد لا يلقي لها بالاً من غمزة أو همزة، أو كلمة أو حركة، لا يلقي لها بالاً.(1/2394)
فإذا اجتهد الإنسان، وأدَّى الصلاة بقنوت وخشوع، وحضر إلى الجمعة، وصلاها كما ينبغي، وصام على الوجه الصحيح وكما ينبغي له أن يصوم؛ صيام المتقين والصابرين، فإن ذلك يكفر عنه هذه الذنوب، وهذا من فضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
أما أن يفعل معصية ويقول: صغيرة وقد تكون كبيرة ثم يصر عليها، مع أن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ثم يقول: {الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن } فهذا خارج عن الحديث وعن مقصوده.
والإنسان إذا اتقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فإنه يضع الأمور في مواضعها؛ فالإصرار على أية معصية صغيرة يجعلها كبيرة، ومحقرات الذنوب يجب أن تجتنب كما أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما مثلها إلا كما أشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كمثل رجل أتى بعود من هنا وعود من هنا وعود من هنا ثم أشعلها وإذا بها نار تضطرم }.
ولا تعارض في الحقيقة بين هذه الأحاديث؛ وإنما الخلل في فهم الناس وفي تصورهم لحقيقة المعصية وحقيقة الصغيرة والكبيرة، وعلينا دائماً أن نتذكر مواعظ السلف حينما قالوا: [[لا تنظر إلى صغر المعصية وانظر إلى عظمة من عصيت ]]. ونضع نصب أعيينا قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8].
السنن المؤكدة في رمضان
السؤال: ما الأعمال التي ورد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعلها ويحرص عليها في رمضان مما ورد في السنة الصحيحة؟
الجواب: أعظم شيء هو قراءة القرآن فقد {كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتيه جبريل في شهر رمضان فيدارسه القرآن } كما قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185].
ثم الصدقة فقد {كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان }.(1/2395)
وكذلك الاعتكاف، إذ كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
وكذلك القيام وصلاة التراويح، فقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليها وأصحابه من بعده.
فهذه أهم وأبرز ما كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعمله ويواظب عليه؛ إضافة إلى ما ذكرنا من الصبر، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه كانوا يعرفون أن رمضان شهر الصبر، وكان صبرهم عظيماً على أعباء الدعوة إلى الله، وعلى أعباء الجهاد، وعلى طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله، فكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يبلغون من الصبر غايته في شهر رمضان الذي هو شهر الصبر.
حكم عمل بعض المنكرات في رمضان وفي غير وقت الإمساك
السؤال: أفتنا يا سماحة الشيخ في حكم مشاهدة الأفلام والتلفاز في نهار رمضان، ولعب الميسر، وسماع الأغاني، وليس هو بوقت الإمساك عن الطعام والشراب؟
الجواب: أشرنا إلى ذلك، والقضية هي قضية الإيمان والقلوب، هذا القلب إن شُغِلَ بالحق؛ أثمر ذلك طاعات وعبادات وخيراً وبركةً في جميع الأعمال، وإن شُغِلَ بالباطل واللهو واللعب؛ أثمر ذلك ذنوباً وإجراماً وقبائح وشنائع.
وهل رأيت أحداً ممن يديم مشاهدة هذه المحرمات وسماع الأغاني، هل رأيته خاشعاً أواباً لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟! أم أنك لو رأيت مجرماً محترفاً وسألت عن حاله؛ لوجدته مدمناً لهذه المحرمات.
فثمرة كل شيء بحسبه، وهذه القلوب جعلها الله تبارك وتعالى مقراً ومستودعاً للإيمان به ولذكره؛ فأشرف ما في الإنسان قلبه، وأعظم وأشرف ما يُشْغَلُ به هو معرفة الله، وتقوى الله، والتعلق بالله، والتفكر في خلق الله، وفي أمر الله؛ فجاء شياطين الإنس والجن فأشغلوه بالملهيات وبالمغريات في رمضان وفي غير رمضان، فتعلقت قلوب الناس بالشهوات.(1/2396)
حتى قرأنا قبل أيام من يطالبون ونحن في استقبال شهر رمضان أن توجد مسارح، وأن يكون فيها نساء، وقالوا: ما دمنا نرى المرأة في التلفاز والفيديو فلماذا لا نراها على المسرح؟!
يريدون أن يكون في المدن الرئيسية وفي النواحي من هذه البلاد الطاهرة مسارح تتبرج بها النساء؛ والحجة (أننا نراها في التلفزيون والفيديو!) فمن الذي أحل هذه المنكرات في التلفزيون حتى تستدلوا بذلك على حلها في المسرح؟!
أقول: استمراؤها واستمرارها وقلة إنكارها في التلفزيون والفيديو جعلها حجة لمن يريدها في أي مكان آخر!!
فهذه المنكرات الظاهرة من أعظم ما يجب على الإنسان أن يُخلِّص منها بيته، ويُطهر منها قلبه وعينه، وإن كنا صادقين مع الله، وإن كنا نخاف الله ونتقيه؛ فيجب أن نطهر أنفسنا وبيوتنا وأزواجنا وبناتنا وأولادنا من هذه الآثار والملاهي الخطيرة؛ لأنها تدمر الأمة وتدمر المجتمع.
ولا تقولوا: المسئولية في هذا على المسئول عن التلفاز أو عن الإذاعة أو عن الأغاني؛ فالمسئولية على الجميع، وكل ما يقدم فإنه يقدم باسم المشاهدين؛ لأن أكثر الناس يريدونها وإن كانت أفلاماً محرمة، وإن كانت من النكت التي قد يكون فيها تعريض بالدين أو استهزاء واستخفاف.
فلماذا يُعمَّر هذا الشهر العظيم بهذه الأمور التي أقل ما فيها أنها لهو تُصْرِف عن القرآن؟!
قالوا: لقد صام الناس وتعبوا، ويريدون..؛ فمن من الناس اتصل وأنكر هذه الأمور؟
فتأكدوا أن أي شيءٍ ينكره -في يومٍ واحد- ثلاثون أو عشرون (فهذا يتصل بالتلفون، وهذا يكتب خطاباً) تأكدوا أنه يُغير، وقد غُيِّرت بعض الأفلام لما استنكرها هذا وهذا وذاك؛ لكن لما استمرأناها جميعاً وسكتنا، وأصبحنا نقول: اللوم على من يعرضها، ولئن سألت من يعرضها، لقال: أنا أعرض ما يريد الناس، والناس ساكتون.
إذاً فالمسئولية على الجميع، وأنت الذي تأخذ بنفسك.(1/2397)
ولو بقي الأمر في حدود ما يعرض عامة لقلنا ربما؛ ولكن! أليس الناس يشترون اللهو كما يشاءون، ويشترون الأفلام والأشرطة كما يشاءون؟! وفيها من الفساد غير ما يعرض عرضاً عاماً على الناس! فالاستعداد لدينا للشهوات موجود.
لكن إذا سُئلنا، قلنا: يا أخي! ماذا نعمل؟
قال: الحق على الذي يعرضها، وكأننا مجبورون، وكأننا شددنا بالسلاسل، وربطت أعيننا وقيل: انظروا ولا بد أن تنظروا، من الذي قال ذلك؟! فإن أي أمر من المنكرات أو من الشر إذا عزفنا عنه وتركناه؛ فإنه يموت بذاته، ويحترق بذاته؟! ولذلك فإنه لو عُرضت شرور أكبر وشبهات أعظم على هذه الأمة؛ لأقدموا عليها.
لكن نحمد الله أن هناك موانع كثيرة تحول دون كثير من الشهوات، وإلا لرأينا الإقدام عليها يفوق التصور؛ لأن الاستعداد في القلوب موجود، ولا أحد يخفى عليه حرمة الأفلام هذه أو الميسر أو الأغاني في كل شهر وحين، وهي في رمضان أشد وأغلظ كما ذكرنا.
طريق مثلى للاستفادة من شهر رمضان
السؤال: نريد من فضيلتكم أن تجعل لنا طريقة مثالية نقضي بها وقت رمضان من أول اليوم إلى آخره؟
الجواب: ليس هناك من طريقة أفضل من طريقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه والسلف الصالح ، فنُعمر النهار بالصيام -صيام الجوارح وصيام القلب- وبقراءة القرآن ومدارسته، ونُعمِّر الليل بالقيام، ونترك لهذه النفوس أوقاتاً للراحة، وكلٌ بحسبه.
لا أستطيع أن أقول: ضعها أربع ساعات أو ثلاث، فكل إنسانٍ بحسبه وبقدر طاقته واجتهاده؛ فهو موسم خير، ومن أراد أن ينافس فلينافس كما يشاء، فليس هناك من صورة محددة بذلك، وإنما أكرر على أمر هو أعظم ما في هذا الشهر -كما رأينا من سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن سيرة السلف - (وهو القرآن) حتى قال بعض العلماء: 'إن ختم القرآن في رمضان لا يكره في أقل من ثلاث كما في بقية الشهور'.
ففي رمضان من استطاع أن يختمه في أقل؛ فليفعل.(1/2398)
وقال بعض العلماء: 'إنه شهر القرآن وشهر التفرغ للعبادة'.
فالمقصود أن أهم عمل يشغل به الإنسان نفسه آناء النهار هو قراءة القرآن، ففي الصلاة سيصلي جماعةً، ويسمع القرآن، وفي الحقيقة كأن الشهرَ كله شهرُ قرآن، ولابد أن نتفكر فيما نقرأ وفيما نسمع؛ لأنها فرصة عظيمة أن نسمع كتاب الله كاملاً مرة أو مرات في شهر واحد، فنعرف ما نهى الله عنه في كتابه، وما حذَّر منه، وما أمر وأوصى به؛ لأن هذا القرآن خطاب لنا فأُنزل لنا ليخاطبنا الله به، وليس مجرد آيات تسمع بالآذان، ونقول: صلينا أو سمعنا.
فاعتبر كل ما تقرأ أو تسمع خلف الإمام خطاباً من رب العالمين إليك، ثم انظر كيف مقامك من هذا القرآن، وكيف منزلتك في التعامل مع ربك من خلال كلامه الذي أنزله، والذي أمرك أن تتبعه وتؤمن به.
هذا ما أوصي به نفسي وإخواني: وأسأل الله لي ولهم القبول.
حكم صيام من لا يصلي وحكم أخذ المصروف منه
السؤال: أخي لا يصلي ولكنه يصوم، فهل يصح صومه؟ وفي بعض الأحيان يساعدني ببعض النقود فهل يجوز أخذ النقود منه؟
الجواب: أما بالنسبة لصيام من لا يصلي فلا يُقبل منه؛ لأن ترك الصلاة كفر مخرج من الملة، وتارك الصلاة بإطلاق مرتد كافر، والكافر لا عمل له، قال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً [الفرقان:23].
وصيامه ليس عن إيمان، وإنما هو عن عادة وعن مسايرة للناس؛ ولو صام عن إيمان لما ترك الصلاة قط؛ والأدلة على كفر تارك الصلاة مشهورة معلومة؛ وقد روى اثنان من الصحابة وواحد من التابعين أن الصحابة الكرام أجمعوا على أن تارك الصلاة كافر.
أما بالنسبة للمال والنقود: فإن كان هذا الأخ لا يجد نفقة إلا عن طريق أخيه الأكبر، أو والده الذي لا يصلي؛ فإنه يأخذ منه ولا حرج عليه إن شاء الله تعالى، فذلك له ذمته وعليه وزر ترك صلاته، وعليه -أيضاً- وزر هذا المال الذي يتنعم به ولا يطيع ربه.(1/2399)
وأما هذا فلا حرج عليه إن شاء الله، ولكن إن استغنى فهو خير له حتى يكون إنفاقه على نفسه من كسب يده، فإن أخذه للمال منه قد يجعله يقصر في دعوته، أو أمره بمعروف، أو نهيه عن منكر؛ ولا شك أن من ينفق عليك، فإنك ترى أن له عليك حقاً وفضلاً فتغض عن كثير مما ترى وتعلم.
رمضان ونوم الصائم
السؤال: كثير من الناس ينام كثيراً في رمضان، ويقول: النوم في رمضان عبادة هل هذا صحيح؟
الجواب: بعض الناس يقول: النوم في رمضان عبادة؛ وبناءً عليه؛ فإنهم ينامون أكثر النهار.
فينبغي لنا أن نعرف كيف يكون النوم عبادة؛ وما معنى أن النوم عبادة؛ لأن هذا مما يُبتلى به عامة الناس، أو أكثرهم في واقعنا الحاضر.
فالنوم يكون عبادة في رمضان وفي غير رمضان، إذا احتسب الإنسان نومته كما يحتسب قومته؛ وذلك بأن ينام ليستعين بهذا النوم على طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
ومن قال من السلف : 'نوم الصائم عبادة ما لم يغتب' فإن مراده به أن الصائم إذا لم يغتب؛ أي: إذا كف لسانه عما حرم الله، فنام..؛ فهو مستمر في الطاعة.
يعني: إذا صلى الإنسان الظهر وهو صائم، ثم نام بعد صلاة الظهر -مثلاً- إلى العصر، فإنه مستمر في العبادة التي هي الصيام، ثم استيقظ إلى المغرب -مثلاً- فهو صائم، فالصائم النائم صائم، فهو إذن مستمر في العبادة؛ هذا بالنسبة للنهار.
وأما الليل: يحتسب النوم؛ ليستطيع أن يقوم وأن يصوم أيضاً؛ فيكون في هذه الحالة في عبادة؛ فليس المقصود أن الإنسان في رمضان ينام ويضيع أكثر الوقت في النوم، ويقول: النوم عبادة، وهو مفرط ومضيع لقدر هذا الشهر ومفرط في قراءة القرآن، وفي الذكر، وربما أدى التفريط إلى أن يتخلف الإنسان عن الصلوات!!
وإنما المقصود أن الصائم إذا نام فإنه لا تنقطع عبادته بالنوم؛ وهذا فضل من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فهو مستمر في العبادة ومتلبس بها في حال اليقظة وكذلك في حالة النوم، ومتى يكون النوم؟!(1/2400)
أقول: للحاجة وللاستعداد بالاستعانة به على الطاعة.
حكم الإفطار في السفر
السؤال: ما حكم الإفطار في رمضان في السفر؛ مع أن ذلك ليس فيه مشقة عليَّ في نظري؟
الجواب: العلماء -رحمهم الله تعالى- اختلفوا في هذه المسألة: هل الإفطار أفضل أم الصوم أفضل؟
والذي يترجح إن شاء الله، أنه بحسب حال الإنسان، فقد يكون الصوم أفضل، وقد يكون الفطر أفضل؛ فمن وجد شيئاً من المشقة أو الحرج؛ فليعلم أن الله يحب أن تؤتى عزائمه ورخصه كما يكره أن تؤتى معاصيه.
ومما يحبه الله: (أن تؤتى رخصه) فليأخذ برخصة الله تعالى، وأما إذا اشتد عليه الجهد والمشقة فإنه يحرم عليه أن يصوم؛ ولهذا أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صاموا واشتد عليهم ذلك بالفطر أمراً، كحال الرجل الذي كانوا يُظللونه من شدة الحر؛ لأنه كان صائماً.
ففي هذه الحال لا يجوز الصيام، وأما من لم يكن عليه في ذلك أدنى حرج ولا مشقة، والأمر بسيط في حسه وفي نظره، فإننا لا نستطيع أن نلزمه بأن يفطر، فليصم إذا أراد ولا شيء عليه إن شاء الله، بل له الأجر كاملاً كما لو كان مقيماً.
حكم الأكل بعد أذان الفجر
السؤال: ما حكم الأكل عند الأذان لإعلان الفجر، مع علمي بأنه الأذان فأكلت وشربت، فهل في ذلك بأس؟
الجواب: الصائم أُمِرَ بالإمساك عن الطعام والشراب إذا طلع الفجر، فلهذا إن كان المؤذن لا يؤذن إلا وقد طلع الفجر، فمن أكل أو شرب بعد ذلك فإنه أكل في وقت الصيام، ومعنى هذا أنه لم يصم وعليه القضاء.
وأما إن كان المؤذن كعادة بعض المؤذنين (يؤذنون قبيل الوقت)، وذلك بغرض تذكير الناس أو تنبيههم إلى أن الوقت قد قرب، ويعلم أن هذا المؤذن يفعل ذلك؛ فهذا لا حرج عليه؛ لأن الأساس هو: (طلوع الفجر، وليس الأذان)، وقد يُؤذن بعض الناس مبكرين، وقد يؤذن بعض الناس متأخرين.(1/2401)
إذاً فالعبرة والمدار على طلوع الفجر وليس على الأذان، ولا ينبغي أن يؤذن قبل الوقت؛ لأنه في هذه الحالة قد يُحرِّج على الناس.
وأيضاً: دخول العبادة في غير وقتها لا يجوز؛ ولكن نحن نتحدث عن واقع مشاهد، وهو: أن بعض المؤذنين -في بعض المناطق- من عادته أنه يحتاط، ويقول: أنا -إن شاء الله- لست آثماً، فالمسألة دقيقتان أو أكثر فقط، لكي يحتاط الناس ويكفوا عن الطعام والشراب!
فإذا كان الأخ مؤذنه يفعل هذه الحالة، فيكون قد أكل في وقت لم يجب عليه الإمساك عليه، فلا يقضي ولا شيء عليه إن شاء الله.
10 - الفوائد المستخلصة
إن علامة قبول الطاعة الاستمرار في الطاعة، وعلامة ردها أن تعقب بمعصية
الفرق بين المؤمنين والمنافقين أن المؤمنين يعدون العدة للعمل الصالح وأن المنافقين لا يعدون
خص الله بالتفضيل من الأشهر شهر رمضان ومن الأيام أيام العشر الأول من ذي الحجة ومن الليالي ليالي العشر الأواخر من رمضان
يجب أن يظهر أثر صيام شهر رمضان على الصائم في جميع أحواله وأوقاته، سواءً في رمضان أو فيما بعد رمضان
كل إنسان منا هو في الحقيقة تاجر، وبضاعته عمله، فإذا نصبت الموازين يوم القيامة، فهنالك يظهر الرابحون الفائزون ويظهر الخاسرون الخائبون
المسلمون اليوم هم أذل الأمم وأفقر الشعوب لأنهم لم يغيروا ما بأنفسهم من انحراف عن منهج الله
كل لذات الدنيا لا تساوي لحظة من لحظات تذوق الإيمان، وكل إنسان يمكنه أن يجد من مطعومات الدنيا ومشروباتها ما يشاء، لكن طعم الإيمان فضل من الله يختص به من يشاء
مفهوم الصيام لا يشمل الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل يشمل كذلك صيام الجوارح بإمساك الجوارح عن جميع المحرمات
التقوى هي غاية كل عبادة
كان العلماء من السلف الصالح إذا جاء رمضان يتركون التعليم ويتفرغون لقراءة القرآن
كان الإمام مالك لا يحدِّث إلا وهو على وضوء ويجلس في وقار وخشوع إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم(1/2402)
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.download&contentid=225&type=word
---
(1/2403)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت العين الحلقية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت العين الحلقية
---
فرغلي عرباوي
03-30-2004, 01:36 AM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت العين الحلقية
*******************************
تخرج العين من المخرج الثاني من مخارج الحلق , وهي حرف مجهور مستفل منفتح مصمت متوسط بين الرخاوة والشدة والقوة والضعف , مرقق , ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*******************************
1. دمجها في مثلها إذا تكررت , والواجب على القارئ أن يلفظ العين بلطف ويعطها حقها في التصويت بها من الحلق , ولاسيما إذا تكررت كان بيان ذلك آكد لقوتها وصعوبتها نحو ) أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْض)(الحج: من الآية65) – )ِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا)(لأعراف: من الآية27) – )ا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )(سبأ: من الآية23) – ) تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ )(الكهف: من الآية90) – ) وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ)(لأعراف: من الآية100) - , وذلك البيان لهما لازم , وذلك لصعوبة اللفظ بحرف الحلق منفردا , فإذا تكرر كان أصعب لأن اللفظ بالحرف المكرر كمشي المقيد , وكمن يرفع رجله ليمشي فيردها إلى الموضع الذي رفعها منه وذلك ثقيل .
*******************************
2. ومن الأخطاء أيضا إدغام العين في الغين التي بعدها لأنهما حلقيان , ولقرب المخرجين , ولسهولة الإدغام ويسره من التحقيق نحو ) وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ )(النساء: من الآية46).
*******************************(1/2404)
3. والبعض يدغمها خطأ إذا وقع بعدها الهاء الحلقية , فيصير نطقه بحاء واحدة مشددة نحو )أَلَمْ أَعْهَدْ)(يّس: من الآية60) – ) فَاتَّبِعْهَا)(الجاثية: من الآية18) – ) فَبَايِعْهُنَّ )(الممتحنة: من الآية12) , والسبب أن الهاء مؤاخية للعين في الهمس , وعليك أن تهتم بذلك فإلم تهتم بذلك قربت العين من لفظ الحاء , لأن البحة التي في الحاء تسرع إلى اللفظ بالحاء في موضع العين مع الهاء ولقرب الحاء من العين في الصفة .
*******************************
4. وعلى القارئ أن يحذر من المبالغة في ترقيق العين المفتوحة حتى لا يسمع صوتها وكأنه ممال نحو )الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية251) – ) طَعَامٍ)(الأحزاب: من الآية53) .
*******************************
5. والعين الناس فيها بين مفرط و مُفرّط : أما المُفرطون فمنهم من ينطقها قاسية يابسة شديدة نحو ) يَعْلَمُ )(البقرة: من الآية77) – ( أَعْهَدْ)(يّس: من الآية60) , وأما المٌفرِّطون : فإنهم يلفظونها رخوة بمطها وجريان الصوت معها وبتمييع صوتها حتى يسمع صوتها لا معنى له نحو ) نَعْبُدُ )(الفاتحة: من الآية5) .
*******************************
6. ينبغي للقارئ أن يحترز من حبس صوت العين وحصره بالكلية وخاصة إذا شددت وذلك نحو ) يَدُعُّ الْيَتِيمَ)(الماعون: من الآية2) – )يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً)(الطور:13), حتى لا تصبح من الحروف الشديدة .
*******************************(1/2405)
7. بعض جهلة القراء عندما ينطق العين وبعدها لام أو ميم فإنه يقفز عن العين قفزا ويدخل اللام فيها إدخالا نحو ) يَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية13) – ) يَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية141) , فينطق بنصف عين لا بعين كاملة وهذا خطأ , وطريقة التخلص من هذا المحظور أن تنطق العين بهدوء وتعطها حقها من الترقيق والبينية والمدة الزمنية التي تستغرقها , فإن لكل حرف مدة زمنية هي من حقه , وتختلف باختلاف صفاته , ولا يتحقق كماله إلا بها , ثم بعد ذلك تنطق اللام بدون اتكاء عليها وأن يجري معها الصوت جريانا جزئيا لا كليا .
*******************************
8. والبعض القليل من القراء يفصل بين العين والحرف الذي بعدها بسكتة شبه لطيفة نحو ) تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية184) .
*******************************
9. وبعض القراء من الأفارقة وأهل السودان والصومال يقلب العين همزة , أو قريبة من الهمزة نحو )َ نَعْبُدُ )(الفاتحة: من الآية5), فتجده ينطقها هكذا ( نأبد ) وعلى ذلك القارئ أن يتدرب على النطق الصحيح بها ويفضل أن يكون ذلك على يد شيخ متصل السند بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
*******************************
10. والبعض يبالغون في الضغط الشديد على صوتها بكيفية تمجها الأسماع نحو ) أَعُوذُ)(البقرة: من الآية67) – ) نَدْعُوا)(غافر: من الآية74) .
*******************************
11. والبعض ينطقها بصوت أحرف القلقلة , وذلك باضطراب مخرجها واهتزاز صوتها نحو ) يَعْلَمُ)(البقرة: من الآية77) ) وَلا تَعْتَدُوا)(البقرة: من الآية190).
*******************************(1/2406)
12. ومنهم من يفخمونها خطأ إذا وقعت بعد حروف الاستعلاء نحو ) أَطَعْتُمُوهُمْ)(الأنعام: من الآية121) )ْ أَرْضَعْنَ)(الطلاق: من الآية6) وللخلاص من هذا المحذور على القارئ أن ينطق الطاء ويعطها حقها من الاستعلاء فإذا وصل إلى نطق العين عليه أن يفتح الشفتين عرضا ليتسنى له ترقيقها , ومن الواجب معرفته أن هيئة الشفتين تختلف من حيث شكلها في الحرف المفخم عن المرقق , وكذلك تختلف باختلاف الحركات الثلاثة , فالواجب عليك أخي القارئ أن تعطي الحرف حقها ومستحقها رزقني الله وإياك الإتقان في تلاوة كتاب ربنا .
*******************************
13. ومنهم من يختلس حركتها ولاسيما إذا تكررت نحو ) أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْض)(الحج: من الآية65) – )ِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا)(لأعراف: من الآية27) – )ا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )(سبأ: من الآية23) – ) تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ )(الكهف: من الآية90) ولاختلاس معناه النطق ببعض الحركة , والكثير من يقع فيه فتجد القارئ يقرأ بعض الحروف سليمة صحيحة ويقرأ نفس الأحرف في موضع آخر ويسرع الصوت عند التلفظ بها فيخرج صوت الحرف وفيه خفاء .
*******************************
ملحوظة : لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ .
******************
(( انتظر قريبا : على نفس الموقع ( بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الحاء الحلقية
) لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف )
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
---
مساعد الطيار
03-30-2004, 06:53 PM
الأستاذ الفاضل/ فرغلي(1/2407)
أعجبني طرحكم في هذه المباحث الصوتية ، وهذا النوع من التنبيه على الأخطاء في الأحرف مما اعتنى به علماء التجويد في كتبهم ؛ ذلك أنهم كتبوا تجويد كل حرف ذاكرين مخرجه وصفاته وما يقع من الخطأ في نطقه .
وبما أنَّ لكم عناية في هذا الباب ، فإني أقترح عليكم أن تتحفونا بدراسة تاريخية لكتب التجويد التي سلكت هذا السبيل ، إذ كثير ممن يَدرسون هذا العلم لا يعرفون مدى عناية علمائنا المتقدمين من أهل هذا الفنِّ بهذا النوع مما تطرحونه ، فإن كان وقتكم يسمح بذلك ، وتكرَّمتم بخدمة هذا الجانب التاريخي لهذه الداراسات فذلك مما يسعدني وزملائي في هذا الملتقى ، وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى .
---
فرغلي عرباوي
03-31-2004, 12:52 AM
أخي الحبيب أشكرك على حسن ظنك
والمراجع كالآتي
المرجع نوعان الأول تليقيت على شيوخي المجازيين المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كيفية التمييز بين الخطأ والصواب في كل ما أذكره من أبحاث وذلك بالتلقي منهم شخصيا ومراجعهم التي أعتمدوا عليها هي كالآتي
التمهيد لابن الجزري
الرعاية لمكي القيسي
تنبيه الغافلين للصفاقسي
تنبيهات شيوخي
ويجد غيرها كثير ولكن هذه أشهرها مع العلم صنفت في أبحاثي جميع أبواب التجويد على هذا النمط أذكر الباب وما يقع فيه من أخطاء وعنوان كتابي ( أخطاء في تطبيق قواعد التجويد ) مزال بخطوط بخط يدي ولم أنتهي منه بعد
---
مساعد الطيار
03-31-2004, 02:55 PM
أخي الحبيب أرجو أن تعذرني ، فلست أقصد أن أستوثق مما تكتب .
وإنما قصدت أن تتحفنا بمنهج مكي والداني وغيرهما في عرض التجويد ، ولكم جزيل الشكر .
---
(1/2408)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تصويب الأخطاء الواقعة في كتاب البدور الزاهرة
---
تصويب الأخطاء الواقعة في كتاب البدور الزاهرة
---
أبو خالد السلمي
09-09-2003, 07:30 PM
هذا موضوع كنت قد كتبته في ملتقى أهل الحديث http://www.ahlalhdeeth.com/vb/
ورأيت أن وضعه هنا في ملتقى أهل التفسير مناسب حيث إن ملتقى أهل التفسير عامر بأهل العلم والفضل المتخصصين في علم القراءات ، أملا في الاستفادة من تعقيباتهم واستدراكاتهم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإنه من المعلوم لدى المهتمين بعلم القراءات منزلة كتاب البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة للشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله ، فلا يكاد يستغني عنه قارئ ولا مقرئ ، وهو مقرر على معاهد القراءات الأزهرية منذ زمن بعيد ، وطبع في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده في مصر الطبعة الأولى سنة(1375هـ) ، وله العديد من الطبعات لكنها للأسف كلها تصوير بعضها من بعض ، ومن أشهر طبعاته طبعة الحلبي بمصر وطبعة دار الكتاب العربي ببيروت وطبعة مكتبة الدار بالمدينة النبوية ، وهذه الطبعات متحدة في ترقيم الصفحات تقريبا عدا طبعة مكتبة الدار فهي أقل بصفحتين
فمثلا صفحة 10 في طبعة دار الكتاب العربي تساوي صفحة 8 في طبعة مكتبة الدار
ورغم الأهمية العظيمة للكتاب فهو مليء بالأخطاء المطبعية وغيرها ، وقد لاحظت أن بعض الأخطاء نقله المؤلف رحمه الله عن كتاب غيث النفع للصفاقسي ، وبعض أخطاء البدور تناقلها العلماء الذين نقلوا عنه كالحصري في كتبه رواية قالون ورواية ورش ورواية الدوري ، وكالشيخ كريم راجح حفظه الله في القراءات العشر على هامش المصحف ، غفر الله للجميع ونفع بهم .(1/2409)
والأخطاء منها مطبعية واضحة كالمطبوع على الغلاف ( من طريق الشاطبية والدرى ) وصوابه ( والدرة ) ، ونحو درياكم ص 82 صوابها دياركم ، رح ص 110 صوابها روح ، ومثل هذه الأخطاء لا تخفى على فطنة القارئ فتركت التنبيه عليها .
وسأذكر ما قد يلتبس على المبتدئين الذين يستعملون الكتاب في التحضير للقراءة ، مستعينا بالله تعالى :
1- ص 17 واستثني من هذه القاعدة كلمتان فلا إبدال له فيهما ( أنبئهم ) بالبقرة ، و(نبئهم ) بالقمر
الصواب : ونبئهم بالحجر والقمر [وقد صحح هذا الخطأ في بعض الطبعات]
2- ص34 (فهي ) أسكن الهاء قالون ....وضمها الباقون
الصواب : وكسرها الباقون
3- ص62 ( وكفلها زكريا) قرأ الكوفيون بتخفيف الفاء والباقون بالتشديد
الصواب : الكوفيون بتشديد الفاء والباقون بالتخفيف
4- ص62 الممال : الكافرين
الصواب : الكافرين معا
5- ص63 يشاء إلى
الصواب يشاء إذا
6-ص 78 :
(تجارة ) قرأ الكوفيون بنصب الراء والباقون برفعها .
والصواب : (تجارة ) قرأ الكوفيون بنصب التاء والباقون برفعها
7- ص 85 (سوء ) فيه لحمزة النقل والإدغام
الصواب : (سوءا)
8- ص88 لم يذكر في المدغم ( فقد سألوا )
وقد أدغمها أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف
9- ص 91 (إذ جاءكم) للبصري وهشام
الصواب : إذ جعل
10- ص 93 ( وليحكم أهل ) لا يخفى ما لورش .. وما لخلف عن حمزة من السكت وتركه
الصواب : ليس لخلف سكت لأنه يقرأ بنصب يحكم فتكون الميم مفتوحة
11 - ص 98 ( فيكون طيرا )
الصواب : فتكون طيرا
12-ص111 ذكر في الممال لفظ قربى وأنها تمال للأصحاب وتقلل للبصري وورش بخلف
والصواب : هذا الربع ليس فيه لفظ قربى وإنما فيه لفظ القرى وحكمه الإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش بلا خلف
13-ص112 قال إذا سهل ورش آلذكرين وسط البدل أو مده فقط
والصواب أنه إذا سهل آلذكرين جاز له ثلاثة البدل، بل القصر متعين على طريق ابن غلبون فليس فيه سوى قصر البدل وله تسهيل آلذكرين(1/2410)
14-ص137 يلمزك قرأ يعقوب بضم الميم والباقون بفتحها
والصواب : والباقون بكسرها
15-ص138 معي أبدا قرأ شعبة والأخوان وخلف بإسكان الياء والباقون بفتحها
والصواب: قرأ شعبة والأخوان وخلف ويعقوب بإسكان الياء والباقون بفتحها
16-ص152لقد جاءك وقد جاءكم أدغمها البصري وهشام والأخوان
الصواب :أدغمها البصري وهشام والأخوان وخلف
17- ص 160 يابنيّ قرأ حفص بكسر الياء والباقون بفتحها
صوابه : قرأ حفص بفتح الياء والباقون بكسرها
18- ص 173 هدانا معا لدى الوقف على الثاني
صوابه : هدانا معا لدى الوقف عليهما
19- ص175 لم يذكر في المدغم (الألباب بسم الله) وقد أدغمه السوسي حال القراءة بوجه البسملة مع وصل الجميع
20- ص175 الرياح قرأ حمزة بإسكان الياء وحذف الألف
صوابه : قرأ حمزة وخلف بإسكان الياء وحذف الألف
21- ص183 لم يذكر في الممال لفظ توفى آية 111 النحل
22. ص 192 ( أكلها ) ضم الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأسكنهاالباقون
صوابه : العكس أسكنها نافع وابن كثير وأبو عمرو وضمها الباقون
23. ( كهعيص ) صوابه ( كهيعص )
24. ص 204 ( نسبحك كثيرا ) أدغمها رويس بخلف عنه
صوابه : أدغمها رويس بلا خلف
25. ص 212 ( فتحت يأجوج ) خفف التاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وشددها سواهم
صوابه : العكس شدد التاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وخففها سواهم
26. ص 223 ذكر في الممال لفظ ( الدنيا ) وصوابه : الدنيا معاً [ كعادته فيما تكرر مرتين فقد تكرر لفظ الدنيا مرتين في هذا الربع ]
27. ص 223 ( مبينات ) فتح الياء الشامي وحفص والأخوان وخلف وكسرها غيرهم
صوابه : العكس كسر الياء الشامي وحفص والأخوان وخلف وفتحها غيرهم
28. ص 225 ( خلق كل شيء ) صوابه ( خلق كل دابة )
29. ص 235 وضم حمزة ويعقوب هاء ( عليهم )
صوابه : هاء ( إليهم )
30. ص 239 ذكر في الممال ( جاء )
صوابه : ( جاء ) معاً و ( جاؤوا )
31. ص 242 ( يناديهم) أسكن هاءها يعقوب
صوابه : ضم هاءها يعقوب(1/2411)
32. ص 243 ذكر في الممال ( القربى ) وذكر أنها تمال للأصحاب وتقلل بلا خلف لأبي عمرو وبخلف لورش
صوابه : ( القرى ) معا ًتمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
33. ص 259 وأبدل همزة (نشأ) في الحالين أبو جعفر وحده وعند الوقف فقط حمزة .
صوابه : وأبدل همزة (نشأ) في الحالين أبو جعفر وحده وعند الوقف فقط حمزة وهشام
34. ص 273 ( وغساق ) خفف السين حفص والأخوان وخلف وشددها سواهم
صوابه : العكس شدد السين حفص والأخوان وخلف وخففها سواهم
35. ص 283 ( نحسات ) أسكن السين نافع ..
صوابه: أسكن الحاء نافع ...
36. ص 287 ذكر في الممال ( القرى ) وذكر أنها ًتمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
صوابه : ( القربى ) تمال للأصحاب وتقلل بلا خلف لأبي عمرو وبخلف لورش
37. ص 291 ( في السماء إله ) ... ولورش وقنبل إبداها ألفا مع القصر
صوابه : ولورش وقنبل إبداها ياءً مع القصر
38. ص 291 ( يرجعون ) قرأ المكي والأخوان وخلف ورويس بتاء الخطاب والباقون بياء الغيبة
صوابه : العكس قرأ المكي والأخوان وخلف ورويس بياء الغيبة والباقون بتاء الخطاب
39. ص 299 ذكر في الممال ( الدنيا معاً ) وصوابه ( الدنيا ) حيث إنه ليس في هذا الربع سوى موضع واحد
40. ص 310 ( دعا ) وادي
صوابه : ( دعا ) واوي
41. ص 318 ذكر في الممال ( قربى )
صوابه : ( قرى ) تمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
42. ص 320 ( التوراة ) بالإمالة لابن ذكوان والكسائي وخلف
صوابه : ( التوراة ) بالإمالة لأبي عمرو وابن ذكوان والكسائي وخلف
43. ص 324 ( النشور ءأمنتم )... وورش والبزي بالتسهيل من غير إدخال
صوابه : وورش والبزي ورويس بالتسهيل من غير إدخال
44. ص 332 ( يمنى ) قرأ حفص ويعقوب بياء الغيبة وغيرهما بتاء الخطاب
صوابه : قرأ حفص ويعقوب بياء التذكير وغيرهما بتاء التأنيث
45. ص 333 ( بل تحبون ) الإدغام للأخوين وهشام(1/2412)
صوابه : ( بل تحبون ) بالإدغام للأخوين فقط لأن هشاما يقرأ يحبون بالياء فلا يدغم
46. ص 337 ذكر في الممال : ( شاءت ) وصوابه : ( شاء )
47. ص 338 ذكر في الممال : ( شاء ) الأربعة
وصوابه : ( شاء ) الثلاثة ، لأنه لم يرد في هذا الربع سوى ثلاث مرات .
هذا آخر ما وقفت عليه من الأخطاء التي قد تخفى على من يطالع الكتاب ، وتركت الإشارة إلى بعض الأخطاء المطبعية الواضحة التي لا تخفى على أحد ، وأتمنى من المشايخ الكرام الذين لهم عناية بكتاب البدور ووقفوا على أخطاء مهمة فاتني التنبيه عليها أن يتكرموا بإفادتنا بها ، ورحم الله الشيخ الجليل عبد الفتاح القاضي ، وجعل كتابه البدور صدقة جارية في رصيد حسناته ، والحمد لله رب العالمين .
وكتب
وليد بن إدريس
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 09:28 PM
صدرت طبعة جديدة عن دار السلام لهذا الكتاب . أرجو أن تكون قد تداركت بعض هذه الأخطاء ، حيث رأيت بعضها لا يزال على حاله .
انظر هنا (http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1092924578&archive=&start_from=&ucat=2&maqal=full).
---
(1/2413)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أفضل طبعات كتاب (النشر في القراءات العشر) ؟
---
ما هي أفضل طبعات كتاب (النشر في القراءات العشر) ؟
---
عبدالرحمن الشهري
01-18-2004, 07:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد كتاب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري رحمه الله من الكتب المعتمدة التي لا يستغنى عنها طالب العلم ، ولدي طبعة متعبة جداً هي طبعة دار الكتاب العربي في مجلدين ، وقد كتب عليها أنه أشرف على تصحيحها الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله. ولكنها متعبة جداً في القراءة والبحث.
فأحببت أن أسأل الإخوة الباحثين الكرام : ما هي أفضل طبعات هذا الكتاب ، وهل قام أحد بتحقيقه تحقيقاً يطمئن إليه ؟
وفقكم الله لما يحب ويرضى
---
راجي رحمة ربه
01-18-2004, 05:30 PM
حتى الآن لا يوجد، وعن قريب سيدخل السرور قلب كل مؤمن محب للقرآن الكريم وعلم القراءات بنسخة للنشر لم تسبق رؤيتها من قبل، ولو رآها الإمام ابن الجزري رحمه الله لسر بها.
---
العلم نور
01-19-2004, 01:09 AM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أولاً أخي عبد الرحمن هذه الطبعة التى أنت متعب منها ليست طبع دار الكتاب العربي و لكن من طباعة دار الفكر .
ثانياً إلى الآن لا توجد طبعة جديدة مبوبة و محققة أفضل من هذه و الله اعلم ...........
اخيك : العلم نور
---
الراية
01-19-2004, 06:47 PM
راجي رحمة ربه
لم يكتمل السرور!
فمن يقوم بتحقيقها..او شيء يوضح فالتلعيق غامض
وشكرا لك اخي الكريم
---
راجي رحمة ربه
01-19-2004, 11:11 PM
لعل الأمر يأخذ سنة أو يزيد.
وعلى حد علمي أنه سيخرج بإذن الله في 6 أو 8 مجلدات محققة على عدة مخطوطات
ويزيد على ذلك بمطابقته على مخطوطات أصول النشر،
وبدأت الخطة فيه مما يقرب من 20 سنة.(1/2414)
واشترك فيه عدة بحاثين مع فترات انقطاع اضطرارية مع إشراف أحد كبار المحققين القراء على القراءات العشر، وإن أذن المحقق بزيادة تفاصيل أوافيكم بها إن شاء الله.
---
أبو محمد المدني2
01-20-2004, 01:22 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لكتاب النشر للإمام ابن الجزري ثلاث طبعات هي :
1- طبعة دار الكتاب العربي المذكورة ( وهي التداولة كثيرا بين طلاب العلم مع كثرة أخطائها ) .
2- طبعة مكتبة القاهرة بتحقيق الدكتور محمد سالم محيسن ( وهي في ثلاثة مجلدات وهي غير متداولة بكثرة لعدم اختلافها كثيراً عن سابقتها ) .
3- طبعة مطبعة التوفيق بدمشق سنة 1345هـ بتحقيق الشيخ احمد محمد دهمان (وهي في مجلدين وهذه احسن طبعات الكتاب لمن أراد التحقيق والتدقيق في طرق الكتاب ومسائله ، فقد اعتمد المحقق على اكثر من نسخة في تحقيقه وقد كنت اقف على بعض النصوص التي ينقلها ابن الجزري من مصادره فأجدها متوافقة مع هذه الطبعة ) .
وأخيراً فإني ابشر الأخوة ان الكتاب أخذ رسالة دكتوراة في جامعة الإمام محمد بن سعود بإشراف الدكتور : إبراهيم الدوسري وأن الباحث عازم على إخراجه .
والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
01-20-2004, 10:20 AM
الحمد لله ، وجزاكم الله خيراً على هذه الفوائد. ولعلك أخي الكريم (راجي رحمة ربه) تتحفنا بتفاصيل عن العمل الذي أشرتم إليه إن أذن لكم المحققون وفقكم الله لكل خير.
---
أمين الشنقيطي
01-24-2004, 12:14 AM
السلام عليكم أخى عبد الرحمن :
منذ فترة يتساءل الطلبة والعلماء عن نسخة محققة للنشر، ولم يعثر عليها إلى الآن، ولعل مفهوم التحقيق غير موجود أصلا،
وهناك محاولات لدي بعض إخواننا بكلية المعلمين بالمدينة لطبع منهج الجزري فى النشر مع الأصول،فقط وهي رسالة قدمها لجامعة الإمام.(1/2415)
أما أن يكون هناك عمل أكاديمي فلاعلم لدي فى هذا أرجوا أن تطرحوا التساؤلات على المتخصصين فى الجامعات،أوالباحثين فى مجمع الملك فهد ،أوحتى جمعية القرآن السعودية الفتية.
وفقكم الله.
---
راجي رحمة ربه
01-24-2004, 02:02 AM
الشيخ أمين عبارتك بالفعل دقيقة وهي "لا علم لدي"
والواقع أن الذي أشرت له، هو عمل أكاديمي بل وفوق الأكاديمي ويتمثل فيه معنى التحقيق بأعلى درجاته.
يسر الله خروجه للنور.
---
إبراهيم الدوسري
07-02-2005, 06:40 PM
بحمد الله وتوفيقه تمت الموافقه على طباعته ونشره كاملا أصولا وفرشا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بتحقيق الدكتور السالم محمد محمود الشنقيطي.وسيصدر قريبا إن شاء الله.والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.
---
الراية
07-03-2005, 02:26 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم د.إبراهيم الدوسري
وبانتظار اكتمال البشرى بصدور هذا الكتاب قريباً بمشيئة الله تعالى
محبكم
الراية
---
أبو صلاح الدين
07-06-2005, 07:05 PM
بارك الله في الجميع.
وهناك طبعة ((جيدة)) بعض الشيء, وهي طبعة دار الصحابة بطنطا, في مصرنا الحبيبة.
---
عبدالرحمن الشهري
12-09-2005, 10:18 PM
هل من جديد عن هذا التحقيق ؟
---
إبراهيم الدوسري
12-10-2005, 06:58 AM
من خلال اتصالي بفضيلة المحقق علمت أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يعمل على إصداره، فقد تم تحكيمه، واجتاز ذلك بنجاح ولله الحمد، فكما يقال : المسألة وقت فقط، وبعون الله وتوفيقه عما قريب يبهج القارئين.
---
إبراهيم الجوريشي
12-10-2005, 07:55 AM
بشركم الله بالجنة شيخنا الكريم
ونحن بشوق كبير لصدور هذا الكتاب
وأرجو تزويدنا بكيفية الحصول على هذا الكتاب بعد نشره
وجزاكم الله خيرا
---
خالد الشبل
12-10-2005, 08:15 AM
تطمئن حين تقرأ في نسخة محققة تحقيقًا متينًا.
جزاك الله خيرًا فضيلة الشيخ د. إبراهيم.
عسى أن يكون قريبًا.
---
عبدالرحمن الشهري
12-10-2005, 10:46 AM(1/2416)
أحسن الله إليكم يا دكتور إبراهيم وبشركم بكل خير.
---
garti
12-28-2005, 08:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أخبر الإخوة الأفاضل أن الدكتور التهامي الراجي الهاشمي رئيس وحدة مذاهب القراء بالغرب الإسلامي بجامعة محمد الخامس بالرباط قد أشرف بمعية مجموعة مميزة من طلبة هذه الوحدة العلمية الرائدة عل تحقيق كتاب (النشر في القراءات العشر) في إطار مشاريع بحوث دبلوم الدراسات العليا المعمقة ، وقد كان عملاً رائعاً بمعنى الكلمة لكنه لم ير النور بعد ، وهو مركون على رفوف مكتبة كلية الآداب بالرباط ، وكذلك الشأن مع كتاب (منار الهدى في الوقف والابتدا) .
نسأل الله تعالى أن ييسر من يعمل على نشرهما لينتفع بهما طلبة العلم وعموم الباحثين إن شاء سبحانه وتعالى.
---
(1/2417)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بشرى لمن يبحث عن تفسير الشيخ "فيصل بن مبارك"
---
بشرى لمن يبحث عن تفسير الشيخ "فيصل بن مبارك"
---
talebo3elm
08-08-2005, 01:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا ما قاله فضيلة الشيخ عبدالكريم الخضير عن هذا الكتاب:
" هناك أيضا تفسير مختصر جدا وغير منتشر بين طلاب العلم للأسف وهو يفيد كثيراً وهو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك : " توفيق الرحمن لدروس القرآن " , هذا الكتاب مطبوع قديما وطبع حديثا . وقد طبع في أربعة أجزاء وهو مستمد ومختصر من الطبري والبغوي وابن كثير وهذا كتاب رغم اختصاره نافع في بابه لمن لا يسعفه الوقت للرجوع إلى الأصول القديمة لاسيما الثلاثة المذكورة ."
وقد سمعت الشيخ أكثر من مرة يذكر هذا التفسير و يوصي به.
عموما هذا التفسير انقطع من المكتبات بعد كلام الشيخ عنه و بحثنا عنه بحثا مضنيا و لكن لم يكتب لنا الحصول عليه حتى أعادت دار العاصمة للنشر والتوزيع بالرياض -مشكورة-طباعته وهو متوفر في المكتبة التابعة للدار بحي الريان ويمكن الحصول عليه منهم مباشرة أو الانتظار حتى يطرح في المكتبات قريبا ان شاء الله.
---
talebo3elm
08-09-2005, 03:11 AM
ألا يوجد من هو مهتم بهذا الكتاب!!!!؟؟؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
08-10-2005, 05:30 PM
جزاك الله خير الجزاء ووفقك لما يحب ويرضى يا أخي الكريم ، وسامحنا فإننا قد دعونا لك بظهر الغيب حين قرأنا خبرك السار هذا ، وتكاسلنا عن الكتابة فعذراً وفقك الله.
---
talebo3elm
08-11-2005, 08:15 AM
"جزاك الله خير الجزاء ووفقك لما يحب ويرضى يا أخي الكريم "(1/2418)
بارك الله فيك أستاذي و شيخي الفاضل, لقد والله أخجلتني , و أنا أعتذر لكم عن جفاء أسلوبي , ولكني استغربت عدم تفاعل الأخوة مع أني وجدت تزايد اهتمام الشباب بهذا الكتاب و وجدت من يسأل عنه في أكثر من منتدى فظننت أن مثل هذا الخبر سيدخل السرور على أنفسكم كما سررت أنا لسماع خبر توفره .
سامحونا أيها الأخوة
---
أبو حسن
08-15-2005, 06:51 AM
بارك الله فيك
---
ابن الإسلام
08-15-2005, 04:09 PM
جزاك الله خير الجزاء ووفقك لما يحب ويرضى يا أخي الكريم، ونرجوا منكم الحصول على نسخة إلكترونية إن وجدت
---
(1/2419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دع البكاء على الأطلال والدار
---
دع البكاء على الأطلال والدار
---
سلسبيل
11-09-2004, 12:46 PM
دع البكاء على الأطلال والدار ........... واذكر لمن بان من خل ومن جار
واذرف الدموع نحيبا وابك من أسف .......... عل فراق ليال ذات أنوار
على ليال لشهر الصوم ما جعلت ............. إلا لتمحيص آثام وأوزار
يالائمي في البكا زدني به كلفا ................ واسمع غريب أحاديثي وأخباري
ما كان أحسننا والشمل مجتمع ............... منا المصلي ومنا القانت القاري
وفي التراويح للراحات جامعة ............... فيها المصابيح تزهو مثل أزهاري
في ليلة القدر الذي شرفت ................... حقا على كل شهر ذات أسرار
تنزل الروح والأملاك قاطبة .............. باذن رب غفور خالق باري
شهر به يعتق الله العصاة وقد ............... اشفوا على جرف من خطة النار
نرجو الإله محب العفو يعتقنا ................ ويحفظ الكل من شر وأكدار
ويشمل العفو والرضوان أجمعنا ............. بفضلك الجم لا تهتك لاستار
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا ........... ما قد بقي فهو حق عنكم جاري
---
سلسبيل
10-31-2005, 06:46 AM
للرفع
---
(1/2420)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفاسير الظاهرية
---
تفاسير الظاهرية
---
محمد رشيد
12-07-2003, 10:37 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد
فأنا أقرأ في كتب علوم القرآن فصولا في التفسير و ذكر أنواعه و مناهجه و ما إلى ذلك ، حتى أنهم يذكرون تفاسير الصوفية ـ الإشارية ـ و تفاسير الشيعة ـ عليهم لعائن الله و غضبه ـ و يهتمون بذكر أنواع التفاسير لكل الطوائف والمذاهب ، و لكني لم أجد أي ذكر لتفاسير الظاهرية ، رغم أن أصولهم ـ كما لا يخفى ـ حقيق بها أن يكون لها أكبر الأثر على تفاسيرهم ، و على الروح العام للتفسير ، فضلا عن الروح الخاص ، بل أصولهم كفيلة بأن تجعل تفاسيرهم منفصلة كل الانفصال ـ شكلا و مضمونا ـ عن كل التفاسير الأخرى
فهل من مشايخنا الكرام من يتكرم علينا بذكر تفاسير الظاهرية
و لا سيما المشهور منها و المعتمد عندهم ؟
تنبيه / كثرة أسئلتي عن الظاهرية إنما هي لكوني أهتم بأصول المذاهب عامة ، سواء الجمهور أوالحنفية أو غيرهم ، و ليس عندي أي ميل للظاهرية ، فأنا حنفي في الدراسة الأزهرية وأدرس المذهب الحنفي أصولا و فروعا وأميل إلى هذه المدرسة
و السلام عليكم
---
أحمد البريدي
12-08-2003, 07:13 AM
معنا في هذا الملتقى الشيخ أحمد القصير ورسالته في الما جستير بعنوان : أراء ابن حزم الظاهري في التفسير فلعله يتحفنا بما توصل إليه .
---
أحمد القصير
12-10-2003, 04:13 PM
أخي الكريم محمد يوسف :
يعتبر ابن حزم من أئمة المذهب الظاهري وكانت رسالتي في الماجستير بعنوان : آراء ابن حزم في التفسير جمعا ودراسة من الفاتحة حتى نهاية الحزب الثالث ، وهو مشروع كبير سجل فيه عدة رسائل علمية ، وذكرت في الخاتمة أهم ما توصلت إليه من نتائج ، وقد كتبتها في مشاركة سابقة وهي في الرابط التالي :(1/2421)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=586
---
محمد رشيد
12-11-2003, 09:34 PM
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا الفاضل / أحمد القصير على ما أفدتمونا به من رسالتكم
و أسأله تعالى أن يبارك في عملكم و علمكم ـ آمين ـ
---
(1/2422)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً (مفردة ابن محيصن المكي) لأبي علي الأهوازي (362-446هـ)
---
صدر حديثاً (مفردة ابن محيصن المكي) لأبي علي الأهوازي (362-446هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 02:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت الطبعة الأولى (1428هـ) من كتاب :
مفردة ابن محيصن المكي
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_18124458328cb0fe57.jpg
لشيخ القراء أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي (362-446هـ) بتحقيق الدكتور عمر يوسف عبدالغني حمدان ، وقد صدر الكتاب عن دار ابن كثير بالأردن ، وتوزيع المكتب الإسلامي بالأردن . ويقع الكتاب في مجلد واحد عدد صفحاته 447 .
وقد قدم للكتاب الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري الأستاذ بالجامعة الأردنية ، ومما قاله في مقدمته بعد ثناءه على جهد المحقق وما بذله في خدمة النص ودراسته :(إن تحقيق هذا الكتاب يوقفنا على حلقة تاريخية بالغة الأهمية في علم القراءات بالديار الحجازية ، ويقدم خدمة كبيرة للباحثين ، ليس في علم القراءات ورسم المصحف وسائر العلوم القرآنية فحسب ، بل تشمل غيرهم من الباحثين في علوم اللغة العربية من النحو والصرف والصوتيات واللسانيات والمعاجم اللغوية واللهجات ، لينهلوا منها ، كل تبعاًَ لمجاله واهتماماته).
---
نورة
12-16-2006, 02:16 AM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
على الإهتمام والإعلام
---
د. أنمار
12-16-2006, 02:16 AM
جزاكم الله خيرا
وأين يباع في المملكة؟
---
عبدالرحمن الشهري
12-16-2006, 06:56 AM
نسأل الله للجميع التوفيق ، وجزاكم الله خيراً على الدعاء .
الكتاب يباع في مكتبات الرياض ، وربما يكون حديث عهد بوصول للمكتبات ، ولعلك تجده في مكتبات مكة وجدة أيضاً .
---
د . يحيى الغوثاني
12-16-2006, 08:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2423)
صدرت الطبعة الأولى (1428هـ) ).
جزاكم الله خيرا
---
د. عمر حمدان
12-17-2006, 10:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
الحمد لله الذي وفّقني بعونه وفضله في دراسة وتحقيق مفردة الحسن البصريّ ومفردة ابن محيصن المكّيّ للإمام الأهوازيّ . وأسأل الله العليّ القدير أن ييسّر لي نشر دراسة جديدة عن هذا الإمام ومساهماته الجليلة بعنوان "الإمام الأهوازيّ وجهوده في علوم القراءات" ، معها قطعة محقّقة من كتاب الإقناع للأهوازيّ أيضًا ، مجمل الصفحات 312ص . فقد كنتُ عرضت هذا الكتاب الجديد على إحدى دور النشر أثناء زيارتي الأخيرة لمعرض الكتاب الدولي في عمّان ، حاضرة المملكة الهاشميّة الأدرنيّة ، منتصف شهر أيلول 2006 . وقد رُفض بعد شهرين من تسليمه ، وذلك لكون النصّ المحقّق من كتاب الإقناع قطعة منه .
أقول : لو علم البعض من جهة ما يواجهه الباحث من صعوبات شتَى في عمليّة الكشف عن المخطوطات والحصول عليها ومن جهة أخرى مدى سعادتي وفرحتي حين وقفتُ أثناء زياتي لمدينة برلين صيف العام الماضي على هذه القطعة ضمن مخلّفات المستشرق الألمانيّ بركشتريسر ، محقّق غاية النهاية في طبقات القرّاء للإمام ابن الجزريّ (ت833هـ) ، لما كان من الوجاهة رفض نشره لهذه العلّة . وقد بذلت جهدًا كبيرًا في التحرّي والبحث عن نسخ كاملة أو شبه كاملة من كتاب الإقناع ، فلم أحظَ حتّى الآن على حدّ علمي من الوقوف على نسخة واحدة على الأقل من هذا الكتاب ، فرأيتُ من المناسب والصواب أن ألحق هذه القطعة محقّقة مع هذه الدراسة لزيادة المنفعة وتعميم الفائدة .
فهذا نداء أوجّهه لمن يهمّه الأمر من أصحاب الشأن غَرَضَ نشرِ هذا الكتاب الجديد الذي يعرّف بجهود الأهوازيّ ومساهماته في علوم القراءات ؛ فهو جاهز للنشر وبالإمكان إرساله بالبريد الألكترونيّ على صورة ملّف PDF .(1/2424)
لا يفوتني أن أذكّر إخواني العاملين في علم القراءات أنّ كتاب الكامل في القراءات الخمسين للإمام الهذليّ (ت465هـ) في طريقه للنشر ، إن شاء الله .
---
الجكني
12-18-2006, 07:20 AM
جزاك الله خيراً أخي د/عمرحمدان ويسر الله أمرنا وأمرك 0
واسمح لي أن أقول لفضلتكم : ما هي هذه القطعة من "الإقناع " للأهوازي ؟
وسبب سؤالي هو أني في أطروحتي للدكتوراه بعنوان " منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول" كان من ضمن مراجعي كتاب "قرة عين القراء " لإبراهيم المرندي رحمه الله ،وهو من الكتب الكبيرة و"المهمة " في القراءات ،وهو من طبقة تلاميذ تلاميذ أبي العلاء الهمداني ،أقول : وجدت في هذا الكتاب ما لم أجده في غيره من كتب القراءات حيث وجدت مما له صلة بالأهوازي :أنه ذكر "أسانيد الأهوازي " في هذا الكتاب ،أعني "الإقناع " وقد نقلتها بنصها في الرسالة المذكورة 0
فلعل هذه المعلومة تفيد الباحثين في الإمام الأهوازي رحمه الله0
---
مساعد الطيار
12-18-2006, 08:33 AM
الدكتور السالم الجكني حفظك الله
لقد سمعت كلامًا عارضًا من الأستاذ الدكتور المقرئ إبراهيم الدوسري حفظه الله عن كتاب المرندي هذا ، وليتك ـ تكرمًا لا أمرًا ـ تعرِّف بالكتاب ومؤلفه ، ولو بإيجاز ، وأعتذر عن الطلب في هذه المداخلة المتعلقة بالأهوازي ، ولعلها تكون مستقلة ، وبارك الله في علمكم .
---
د. عمر حمدان
12-18-2006, 09:07 AM
عزيزي الفاضل الدكتور السالم الجنكي !
حفظه الله ورعاه !
أشكركم على هذا الاهتمام البالغ بكتاب الإقناع للإمام الأهوازيّ وبالقطعة المتوفّرة منه . كذلك الشكر لكم على ما قدّمتوه من معلومات وبيانات بهذا الصدد .
يطيب لي أن أحيطكم علمًا أن كتاب الإقناع من أمّهات كتب القراءات الكبيرة ؛ فهو عبارة عن موسوعة متوسّطة في علم القراءات ، إذ يشتمل على إحدى عشرة قراءة وعشرة اختيارات .(1/2425)
القراءات هي قراءة أبي جعفر المدنيّ وشيبة بن نصاح المدنيّ وابن محيصن المكّيّ وحميد بن قيس الأعرج المكّيّ وابن شهاب الزهريّ والحسن البصريّ وسليمان بن مهران الأعمش ومحمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرّف وأبي بحريّة السكونيّ ومحمّد بن مناذر المدنيّ .
الاختيارات : اختيار يعقوب الحضرميّ وأيّوب بن المتوكّل ويحيى بن المبارك اليزيديّ وأبي عبيد وخلف بن هشام ومحمّد بن سعدان النحويّ ومحمّد بن عيسى الأصبهانيّ وأبي حاتم السجستانيّ وأحمد بن جبير الأنطاكيّ وأبي جعفر محمّد بن جرير الطبريّ .
أمّا القطعة التي حقّقتها من كتاب الإقناع ، فعدد أوراقها 19 ورقة (16أ-34ب) فقط على صورة فلم (أبيض/أسود) . أورد فيها الأهوازيّ أسانيد قراءته للاختيارات التالية مع التعريف بأصحابها :
اختيار يحيى بن المبارك اليزيديّ
اختيار أيّوب بن المتوكّل
اختيار يعقوب الحضرميّ
اختيار أبي عبيد
اختيار خلف
اختيار ابن سعدان النحويّ
اختيار محمّد بن عيسى الاصبهانيّ
اختيار أبي حاتم السجستانيّ
اختيار ابن جبير الأنطاكيّ
اختيار ابن جرير الطبريّ
بعد ذلك تحدّث عن الأبواب التالية :
باب ذكر مذاهبهم في الاستعاذة
باب كيف الاستعاذة
باب التسمية
باب الإدغام والإظهار في الحروف التي لا أصل لها في الحركة
بذلك تنتهي هذه القطعة .
دمتم مع أطيب الأوقات وأسعدها ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
(1/2426)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحلقة الرابعة من (المهمات في علوم القرآن) لفضيلة الشيخ / خالد السبت ـ حفظه الله ـ
---
الحلقة الرابعة من (المهمات في علوم القرآن) لفضيلة الشيخ / خالد السبت ـ حفظه الله ـ
---
أبو معاذ البخيت
06-07-2004, 08:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد :
الموضوع الثالث من هذه المهمات: هو:
أسباب النزول
فما المراد بسبب النزول ؟
نقول: هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه أيام وقوعه سواء كان حادثة أو سؤال .
وقولنا:( أيام وقوعه ) يخرج نحو قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) (الفيل:1) فهي تتحدث عن قصة؛ لكن هل يقال سبب نزول سورة الفيل هو قدوم أبرهة؟ الجواب : لا .
وكذلك الآيات التي تحدثت عن فلق البحر لموسى صلى الله عليه وسلم هل نقول: سبب النزول: فلق الله البحر لموسى ؟ الجواب : لا.
فقولنا:( أيام وقوعه ) يعني أن تكون القضية جديدة عايشها الصحابة فيتحدث القرآن عنها، وليست قضية غابرة قديمة قصها القرآن علينا فإن هذا من قصص القرآن ومن أخبار القرآن .(1/2427)
ومعلوم أن القرآن منه ما ينزل ابتداء وهو الغالب، ومنه ما ينزل بسبب واقعة أو سؤال، كأن يوجه للنبي صلى الله عليه وسلم سؤال فتنزل آية أو آيات معينة في الجواب عنه، وإذا عرفت هذا حصل لك التوسط بين من بالغ وأراد أن يبحث لكل آية عن سبب نزول، حتى صار يتكلف في أشياء لم يرد فيها رواية أصلاً ويقول: سبب نزول هذه الآية كذا، وبين من لم يلتفت إلى هذا أصلاً؛ كأبي عبيدة معمر بن المثنى المعتزلي صاحب مجاز القرآن،فإنه يأتي فيفسر قوله تعالى : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) (لأنفال:11) فيقول: يربط على القلوب فتثبت الأقدام في المعركة فلا تفر. فهذا الكلام غير صحيح؛ فكان من المفترض أن ينظر في سبب النزول قبل أن يفسر هذا التفسير اللغوي، لأن سبب النزول يدل على أن الصحابة كانوا على أرض دهسة تسوخ فيها الأقدام، فأنزل الله عز وجل عليها المطر، فتلبدت فثبتت الأقدام عليها، فمن عرف سبب النزول، والواقعة و الملابسات؛ عرف معنى الآية، وسيأتي ذلك في فوائد معرفة أسباب النزول.
ولهذا نقول إن معرفة هذا الباب ـ أسباب النزول ـ أمر ضروري لمن أراد أن يفهم القرآن، فهو من الشروط الأساسية لذلك، مع أننا نقول بأن أسباب النزول ليست على وتيرة واحدة من الأهمية من حيث انكشاف المعنى الذي يترتب على معرفتها، فأحياناً حتى لو لم نعرف السبب يكون المعنى واضحاً، وأحيانا لا نفهم الآية إلا بسبب النزول، فهو على خمس مراتب من حيث الأهمية كما سيأتي ذكرها بإذن الله.
الفوائد من معرفة سبب النزول:(1/2428)
1/ معرفة الحكمة التي من أجلها شُرِع هذا الحكم، فمثلا قوله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المجادلة:12) قد يتساءل الإنسان فيقول ما الحكمة من هذه الصدقة ؟! فإذا عرف سبب النزول؛ وهو أنهم أكثروا على النبي صلى الله عليه وسلم من النجوى، فكثر ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وشق عليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحي أن يردهم فنزلت هذه الآية: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )(المجادلة: من الآية12) فهذا فيه نفع للفقراء، وفيه تزكية للإنسان حين يتصدق، وفيه أيضاً الأصل من شرع الحكم والحكمة منه؛ وهو التخفيف على الرسول عليه الصلاة والسلام، فلما شرع هذا الحكم توقفوا عن النجوى، فاستراح النبي عليه الصلاة والسلام.
2/ ذكر بعضهم فائدة أخرى، ولا حاجة بنا إليها على قول الجمهور وهي: تخصيص الحكم به عند من يرى العبرة بخصوص السبب، والواقع أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وبالتالي لا حاجة بنا إلى هذه الفائدة، إنما يحتاج إليها من يقول بأن العبرة بخصوص السبب .
3/ أن اللفظ قد يكون عاماً، وقد يأتي دليل مخصص يخرج بعض الأفراد، فتبقى صورة السبب قطعيةَ الدخولِ في العام، ولا يجوز إخراجها منه بالاجتهاد.
4/ الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال؛ لأنه في كثير من الأحيان لا يمكن الوقوف على المعنى إلا بمعرفة سبب النزول، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، ومن أمثلة ذلك:(1/2429)
قول الله عز وجل: ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:93) فقدامة بن مظعون رضي الله عنه شرب الخمر، وكان مِمَن شهد بدراً، فجيء به في عهد عمر رضي الله عنه من البحرين، فقيل له: لماذا شربت الخمر ؟ فقال: الله يقول : ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...) (المائدة:93) وقال: أنا آمنت، وهاجرت، وشهدت بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فبين له عمر أن هذا ليس هو المقصود من الآية، وبين له سبب نزولها،وهو أن بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ خرجوا إلى أحد وقد شربوا من الخمر ما شربوا، ومنهم حمزة رضي الله عنه وذلك قبل تحريم الخمر، فقتلوا والخمر في أجوافهم، فلما حرمت الخمر؛ استشكل الصحابة ذلك فقالوا: كيف بإخواننا الذين قتلوا وهي في أجوافهم؟ فأنزل الله عز وجل: ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:93) أي : قبل تحريم الخمر، وبهذا يتبين كيف يكون سبب النزول في غاية الأهمية.(1/2430)
مثال آخر: الله عز وجل يقول : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )(البقرة: من الآية115) لو جاء إنسان وأخذها على ظاهرها، لقال: إن الصلاة لا يشترط لها الاتجاه إلى القبلة، وما يذكره الفقهاء من اشتراط ذلك فإن الآية تدل على خلافه، فمعرفة سبب النزول تزيل هذا الإشكال، وذلك أن قوماً اجتهدوا في السفر فصلى كل رجل حسب اجتهاده، ووضعوا خطوطاً في ليلة غائمة، فلما أصبحوا وجدوا أن بعضهم صلى إلى غير القبلة فأنزل الله : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )(البقرة: من الآية115)
وأيضاً: صح أن اليهود لما حولت القبلة من بيت المقدس احتجوا ، وقال المؤمنون كيف بصلاتنا السابقة إلى بيت المقدس؟ فقال الله عز وجل : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) وليس معناه أن تتجه حيث شئت.(1/2431)
وهكذا عروة بن الزبير حينما جاء إلى عائشة رضي الله عنها يقول: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158) يعني أن السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة على التخيير،لقوله :( فلا جناح عليه ) أي : لا حرج عليه، فلا يجب السعي عليه،هكذا فهم، فردت عليه عائشة رضي الله عنها، وبينت سبب النزول وهو: أن الأنصار رضي الله عنهم ـ الأوس والخزرج ـ كانوا يتحرجون من السعي بين الصفا والمروة لأنه كان عليها صنمان ( إساف ونائلة ) فكانوا يطوفون في الجاهلين تقرباً إليهما، فلما أسلموا تحرجوا من السعي؛ شخية أن يكون ذلك من أعمال الجاهلية؛ فقال الله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158) لا حرج عليه أن يسعى بين الصفا والمروة، فزال الإشكال بمعرفة سبب النزول .. وهكذا في أمثلة أخرى ..(1/2432)
5/ دفع توهم الحصر: فمثلاً في قول الله عز وجل: ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ)(الأنعام: من الآية145) فذكر ثلاثة أشياء ولم يذكر باقي الأشياء المحرمة، كالأشياء الضارة، ولحوم الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، مع أن الآية ظاهرها الحصر؟ فمن عرف السبب الذي نزلت الآية فيه انحل عنه الإشكال، وذلك أن المشركين في مكة كانوا يحللون أشياء ويحرمون أشياء كما قال تعالى: ( وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:138) وقوله: ( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا)(الأنعام: من الآية139) فرد الله عليهم أبلغ الرد ، كأنه قال لهم الحلال ما حرمتم والحرام ما أحللتم، على سبيل المبالغة في الرد ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ)(الأنعام: من الآية145)لا هذه السفسطة التي تحللون بها وتحرمون من عند أنفسكم.(1/2433)
6/ معرفة المبهم أو اسم من نزلت فيه الآية؛ وهذا قليل الفائدة والجدوى إلا في بعض الحالات القليلة، ومن هذه الحالات القليلة أن مروان بن الحكم حينما كان يخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عهد معاوية إلى ابنه يزيد بالخلافة، وقال سنة أبي بكر وعمر فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : سنة هرقل وقيصر تجعلونها لأبنائكم. فقال مروان للحرس: خذوه، فدخل في بيت عائشة وهي أخته ، فقال مروان على المنبر: هذا الذي أنزل الله فيه: ( وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ )(الاحقاف: من الآية17) فقالت عائشة من وراء الحجاب: "والله ما نزلت فينا وما نزل فينا شيء من القرآن غير عذري ـ يعني في قصة الإفك في براءتها رضي الله عنها ـ ولو شئت أن أسمي من نزلت فيه لسميته، فمعرفة من نزلت فيه الآية هنا مفيد لدفع تلك التهمة.
مراتب أسباب النزول من حيث الأهمية :
بقي أن أقول بأن معرفة هذه الفوائد ليس على وزان واحد من حيث الأهمية، فبعض هذه المعرفة أهم من بعض، وإليك بيان ذلك :
القسم الأول : أن يتوقف المعنى على معرفة سبب النزول, ولا تفهم الآية حتى تعرف السبب، وفي هذه الحال يكون معرفة سبب النزول في غاية الأهمية لأن التفسير يتوقف عليه، وهذا له أمثلة متعددة منها :-
أن الله عز وجل قال : ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً )(النور: من الآية33)والبغاء معروف: مصدر باغت الجارية بغاء فهي بغي، يعني: إذا زنت بأجرة، فهذه الآية لو بقينا مع ظاهرها ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً )(النور: من الآية33) فمفهوم المخالفة أنها إذا لم ترد التحصن فلا مانع من إكراهها، وإنما الممنوع من إكراهها ـ في ظاهر الآية ـ هي الجارية الشريفة, وهل هذا هو المعنى ؟!(1/2434)
الجواب : لا .. وإذا عرفت سبب النزول اتضح لك وجه هذا الشرط في الآية (إن أردن تحصناً) وهو أن عبد الله بن أبي بن سلول رئيس المنافقين كان له جاريتان، فأسلمتا، فكان يكرههن على البغاء، ويضربهن من أجل أن يتكسب بهذا العمل الشنيع ـ قبحه الله ـ فالله عز وجل أنزل هذه الآية بهذا السبب ، ليعالج واقعة حاصلة من بعض الناس وإن كان المعنى أعم من ذلك، فالمرأة لا يجوز لها أن تفعل هذا الفعل، ولا يجوز لوليها أو لسيدها أن يسمح لها بذلك سواء كانت تريد التحصن أو لا تريده، وإنما قال (إن أردن تحصناً) لأن هذا يتناسب مع الواقعة التي نزل القرآن ليعالجها فسبب النزول يبين المعنى هنا.(1/2435)
خذ مثالاً آخر: الله عز وجل يقول في سورة البقرة ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(البقرة: من الآية189) فهذا التوجيه الرباني، قد لا يفهم الإنسان المراد منه إلا إذا عرف سبب النزول وهو: أن بعض أحياء العرب كان الواحد منهم إذا أحرم بالحج أو العمرة، يرى ديانة أن من محظورات الإحرام أنه لا يدخل بيتاً من بابه، وما كانوا يستظلون أصلا بسقف، فإن عرضت له حاجة ، فإنه يتسور من وراء الجدار حتى يأخذ حاجته، فالله عز وجل يقول: هذا ليس هو البر الذي يتقرب به إلى الله عز وجل؛ من كونكم تتسورون البيوت من ظهورها ولا تدخلون مع الأبواب تقرباً إلى الله عز وجل، فالله لا يتقرب إليه بهذا وإنما البر التقوى ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(البقرة: من الآية189) فالذي يقرأ الآية قد لا يفهم المعنى إلا إذا عرف سبب النزول، وهكذا ما ذكرنا سابقاً في قوله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا )(البقرة: من الآية158) حيث قد يفهم من ظاهر الآية عدم وجوب السعي كما فهم عروة بن الزبير فبينت له عائشة ـ رضي الله عنها ـ سبب نزول الآية، فهذا هو القسم الأول وهو ما يتوقف عليه فهم الآية.(1/2436)
القسم الثاني: وهو ما لا أثر له في فهم المعنى كما لو وقعت حادثة فسبَّبَ ذلك تشريعات قررها الله عز وجل في كتابه واضحة بينة ، والوقوف على سبب النزول سبب النزول لا يؤثر في الحكم شيئا، ولا يزيدك وضوحاً على ما في كتاب الله عز وجل، فلو لم نعرف سبب النزول لم يقع لنا أي إشكال ، وإنما يكون ذلك من باب زيادة العلم فقط، مثاله: نزول آية اللعان في قصة هلال بن أمية ، وعويمر العجلاني، وهي: قوله : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ .. . الآيات من سورة النور:6) فلو وقفنا مع ظاهر الآيات فقط ، ولو نعرف سبب النزول فهل يقع إشكال في المعنى؟
الجواب : لا، فسبب النزول إذا عرفته يكون من باب زيادة العلم، لكن المعنى لا يتوقف عليه ولا يحصل لك إشكال في المعنى بسبب جهلك بمعرفة سبب النزول فهذا النوع معرفته ليست ضرورية .
ومن أمثلته أن كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ لما كان القمل يتساقط على وجهه من كثرته وكان محرماً مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما به، نزلت فيه هذه الآيات ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ)(البقرة: من الآية196) يقول كعب بن عجرة رضي الله عنه : هي لي خاصة ولكم عامة(1/2437)
فلو لم نعرف قصة كعب بن عجرة رضي الله عنه، فسنفسر الآية: بأنها تصدق على كل من كان به أذىً من رأسه، ولو لم نعرف سبب النزول، فهذا النوع إذاً ليس من الضروري أن يعرفه المفسر أو طالب العلم لكنه يفيد في الجملة: بيان رحمة الله عز وجل، وتوسعته على المكلفين وما شابه ذلك ، وأمثلة ذلك كثيرة منها: ما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه في قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً... الآية) (آل عمران: من الآية77) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرأ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" .. فأنزل الله تصديق ذلك : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً )(آل عمران: من الآية77)، فدخل الأشعث بن قيس رضي الله عنه وابن مسعود قد حدث أصحابه بهذا الحديث فقال : ما حدثكم أبو عبد الرحمن ؟! فقالوا : كذا وكذا. قال : فيَّ أنزلت. كان لي بئر في أرض ابن عم لي .. إلى آخر ما ذكر .. فابن مسعود رضي الله عنه حملها على العموم ( إن الذين يشترون ..) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :( من حلف
على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم ) فالحديث مطابق للآية، وكون الأشعث بن قيس رضي الله عنه وقعت له قصة مع ابن عمه فحلف ذاك فنزلت الآية .. الخ .. ، هذا لا يؤثر في معرفة المعنى ولا يغير من الحكم شيئاً لا بتخصيص ولا بتقييد ولا برفع إشكال بوجه من الوجوه.
القسم ثالث: وهو ما يذكره السلف ويعبرون عنه بقولهم: نزلت هذه الآية في كذا، ولا يقصدون به سبب النزول في الغالب، بل يعنون أنها: نزلت في هذا المعنى وأن هذا مما يدخل في عموم الآية وإن لم تكن نزلت فيه، وسيأتي الكلام عليه عند الكلام على صيغة سبب النزول.(1/2438)
مثاله: أن ابن عمر رضي الله عنه مر بالسوق ـ سوق المدينة ـ فأذن المؤذن فرأى الناس يغلقون حوانيتهم فقال: في هؤلاء نزلت ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ )(النور: من الآية37) ومعلوم أن الآية نازلة قبل ذلك بزمن طويل، ولم تنزل في هؤلاء، فالمقصود أنهم مما يدخل في عمومها. فالسلف كثيراً ما يعبرون بهذا التعبير، يقولون: نزلت هذه الآية في كذا .. ولا يقصدون سبب النزول، ومثل هذا أيضاً لا يتوقف عليه فهم المعنى ولا يرتفع به الإشكال .(1/2439)
ومن أمثلته أيضاً: ما أخرجه البخاري في صحيحه في الرواية التي ذكر فيها نزاع الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه مع الرجل الأنصاري في شراج الحرة -مسيل الماء- فكان يأتي الماء (السيل المطر) من هذا المسيل إلى مزرعة الزبير بن العوام أولاً، ومزرعة الأنصاري خلفه، فالأنصاري يريد أن الماء يمر على مزرعة الزبير ثم لا يحبسه حابس ، فينطلق مباشرة إلى مزرعته، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد الزبير إلى أن يسقي ثم يرسل الماء إلى جاره فقال له:" اسق -لا ضرر ولا ضرار- ثم أرسل الماء إلى جارك" فغضب الأنصاري وقال : أنْ كان ابن عمتك يا رسول الله. يعني (أنك حابيته) مع أن النبي صلى الله عليه وسلم رفق بالأنصاري، و إلا فمن حق الزبير أن يحبس الماء حتى يكتفي تماماً، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال للزبير : (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر ) أي: أن هذا من حقك، لكن ما ذكره للزبير أولاً كان رفقاً بالأنصاري فلما أساء الأدب، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحق الثابت للزبير، فماذا حصل؟ يقول: فما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) نزلت في ذلك يعني هذا مما يدخل في معناها وليس هذا هو سبب النزول .
القسم الرابع : وهو مما يحتاج إليه وإن كان المعنى لا يتوقف عليه تماماً فهو دون الأول، لكن يبقى بعض الغموض وبعض الإشكال، فإذا عرف سبب النزول انجلى هذا الإشكال، فهذا مما نحتاج إلى معرفته .(1/2440)
مثاله :- قول الله عز وجل: ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: من الآية223) فقد يفهم منها البعض معنى لم يرده الله عز وجل، ويحتج بها على فعل لا يجوز، والمقصود واضح، فالله عز وجل يقول: ( فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) لكن إذا عرفت سبب النزول، انتفى ذلك الفهم؛ وذلك أن اليهود كانوا يقولون: إذا أتى امرأته مدبرة _ في موضع الولد _ جاء الولد أحول، فكذبهم الله عز وجل فقال: ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: من الآية223)يعني كل ذلك في محل الحرث، وأما غيره فلا يجوز؛ فهذا يزول به الإشكال لكن لا يتوقف عليه فهم المعنى.
كيف نعرف سبب النزول :
إذا نظرت في بعض كتب التفسير تجد مبالغة في هذا الباب، فبعض المفسرين يذكرون أشياء في أسباب النزول من غير اعتماد على روايات أصلاً، فيقولون سبب نزول الآية كذا وكذا، ولا يُدرى من أين جاءوا بها، وقد رأيت ابن عاشور في أول تفسيره ينعي على بعض المفسرين هذا الصنيع . .فما هي الطريقة الصحيحة لمعرفة أسباب النزول؟
الجواب : أنه لا يمكن أن نعرف سبب النزول إلا بشيء واحد فقط وهو النقل عمن شاهدوا التنزيل وهم الصحابة،فهم الذين يبينون لنا ذلك، فإذا نقل لنا من بعدهم رواية ـ مثل التابعين ـ فهل يكون ذلك مقبولاً ؟! الجواب : أن هذا يكون من قبيل المرسل، وهو نوع من أنواع الضعيف؛ لأن الواسطة غير معلومة فقد يكون روى عن صحابي وقد يكون روى عن تابعي آخر.
هل سبب النزول له حكم الرفع ؟
الجواب أن يقال:
ينظر إلى الصيغة فإن كانت صريحة حكمنا له بالرفع ـ وسيأتي بيان المراد بالصيغة الصريحة بعد قليل ـ إن شاء الله ـ ، وما جاء بصيغة غير صريحة فليس له حكم الرفع؛ على خلاف في هذا النوع، فبعضهم يجعله في قسم المرفوع أيضاً، وبعضهم لا يجعله.
صيغة سبب النزول :-
الصيغ التي ترد فيها أسباب النزول على قسمين :(1/2441)
الأول : قسم صريح وهو أن يذكر الراوي _ الصحابي مثلاً _ قصة أو واقعة أو سؤالاً أو حادثة أو نحو ذلك ثم يقول: فأنزل الله كذا وكذا، أو يقول: فنزلت هذه الآية، أو يقول سبب نزول الآية كذا وكذا، فهذا يكون من قبيل الصريح وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يحتمل أن يكون من قبيل التفسير من الصحابي حتى نحكم له بالوقف.
الثاني: غير الصريح وهو: ما يعبرون عنه بقولهم: نزلت هذه الآية في كذا، يعنى أن هذا مما يدخل في عمومها ومعناها؛ فهذا النوع ليس له حكم الرفع.
مثال ذلك : ما أخرجه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في قوله تعالى: ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )(البقرة: من الآية195) قال : نزلت في النفقة. " فهذا غير صريح، فقوله:" نزلت في النفقة " يعني أن مما يدخل في معناها النفقة.
مثال آخر: ما أخرجه البخاري أيضاً من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه كان إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه. يقول: فأخذت عليه يوماً فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان؛ قال: تدري فيم أنزلت ؟ قلت : لا ، قال : أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى . يعني أنه مما يدخل في معناها.
وهنا تنبيه لابد منه: وهو أن بعض الروايات التي نقول إنها وردت بصيغة صريحة؛ قد نجدها إذا استقرأنا الروايات أحياناً في بعض المواضع غير صريحة، بل أحيناً قد تأتي في أول الرواية بصيغة صريحة، وفي آخرها بصيغة غير صريحة أو العكس، فيقال: إن التقسيم السابق بناء على الغالب، أي: أن الغالب أنه إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا، أو ذكر الحادثة ثم قال: فنزلت هذه الآية فإنه قصد بذلك سبب النزول، وليس مقصوده التفسير، لكن هذا باعتبار الغالب وقد يكون الأمر على خلافه، ونحن نعرف أن كل قاعدة لها شواذ، فالقواعد أغلبية، هذا غاية ما يقال في هذا الأمر .(1/2442)
ومن الأمثلة على ما ورد في رواية بصيغة صريحة، وجاء في موضع آخر بصيغة غير صريحة؛ أثر ابن عمر السابق الذي قال فيه: نزلت في كذا وكذا، وهو يقصد قوله تعالى: ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ)(البقرة: من الآية223) فهذا الأثر جاء عنه في موضع آخر بصيغة صريحة.
وقد يأتي الأمران في نفس الرواية،ومثاله: ما أخرجه البخاري في صحيحه عن البراء رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى : ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)(البقرة: من الآية 189 ) قال : نزلت هذه الآية فينا، فهذا غير صريح، لو بقينا معه لقلنا هذا من قبيل التفسير، وليس من قبيل سبب النزول، ثم قال : كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤا لم يدخلوا من قِبَل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصار فدخل من قِبَل بابه فكأنه عُيِّر بذلك فنزلت: ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا)(البقرة: من الآية189)فقوله: " فنزلت " بعد الواقعة هو من قبيل الصريح، فهنا في نفس الرواية نجد في أولها صيغة غير صريحة وفي آخرها صيغة صريحة .
ومن أمثلة الصريح فقط: ما أخرجه البخاري من حديث البراء رضي الله عنه قال: لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله: (عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ )(البقرة: من الآية187)" فقوله: فأنزل الله. هذا من قبيل الصريح.
أقسام نزول القرآن من جهة الاقتران بين النازل وحكمه أو عدمه :
( يقصد بالحكم هنا ما تتحدث عنه الآية، سواء كان حكما تكليفياً أو غير ذلك)(1/2443)
القسم الأول : ما نزل مع تشريع الحكم، وهذا كثير، مثل: تحريم الخمر ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90) لما نزلت هذه الآية نزل معها مباشرة تحريم الخمر، فالآية كانت تحمل هذا الحكم الشرعي.
ومثله أيضاً: فرض الصيام: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )(البقرة: من الآية185) وقوله تبارك وتعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) (البقرة: من الآية183) فكان فرض الصوم عند نزول هذه الآيات.
القسم الثاني: ما نزل قبل تقرير الحكم : وهذا له أمثلة ـ وإن كان بعض هذه الأمثلة يحتاج إلى مناقشة، ونحن في الأمثلة نوسع المجال من أجل أن يتضح المعنى فقط؛ فهي على كل حال على قول بعض العلماء، فمن ذلك: قول الله عز وجل : ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) ( البلد : 1، 2 ) فللآية أكثر من معنى عند المفسرين لكن المعنى المشهور ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد:1) يعني : مكة، (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد:2) أي : مكة.
وقوله ( حِل ) الحِل ضد الحرمة، أي : أنك حلال . فهذه الآية من سورة البلد، نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم مستضعف في مكة، فالآية تشير إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر حياته في عام الفتح: " أحلت لي ساعة من نهار" مع أن سورة البلد مكية، فالآية نازلة قبل الحكم المشار إليه.(1/2444)
وكذلك نزل بمكة قوله تعالى : ( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:45) فعمر رضي الله عنه يقول : فقلت: أي جمع ؟ فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش، نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتاً بالسيف ، ويقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:45) فكانت ليوم بدر .
ومن أمثلته الأخرى: قول الله عز وجل: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) ( الأعلى :14 ، 15 ) فهذه السورة مكية قطعاً ، وقوله: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) (الأعلى:14) المعنى الأقرب ، تزكى : يعني زكى نفسه بالإيمان والتقوى وطاعة الله عز وجل ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (الأعلى:15) أي: وذكر اسم ربه وصلى الصلوات المفروضة، وغير المفروضة فهذا الذي أفلح.
لكن هناك معنى آخر ذكره بعض أهل العلم، وكأن شيخ الإسلام بنى عليه بعض الاستنباطات في بعض المواضع، وإن كان هذا المعنى ــ فيما أظن ــ مرجوحاً لكن للفائدة أذكره، فقوله: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) (الأعلى:14)أي: أخرج زكاة الفطر ، )وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (الأعلى:15) إشارة إلى التكبير وهو خارج للصلاة ،(فصلى) صلاة العيد، مع أن ذلك لم يشرع في مكة، فقالوا: هذه الآية تشير إليه، مع أنه لم يشرع إلا في المدينة، وهذا قال به كثير من السلف، ولولا كثرة من قال به ما ذكرته ، وإن كان المعنى الراجح هو الأول، لكن هذا يوضح القضية التي ذكرتها.
وأوضح من هذا كله، قول الله عز وجل في سورة المزمل ( وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (المزمل: من الآية20) فهذه الآية نزلت في أول ما نزل، فأين الذين يقاتلون في سبيل الله، بل متى فرض الجهاد؟ لاشك أنه في المدينة. فهذه الآية تشير إلى أمر وقع بعد مدة طويلة.
القسم الثالث: ما نزل بعد تقرير الحكم:(1/2445)
ومن أمثلته: ما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش، انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه ، وأقام الناس معه وليسوا على ماء -إلى أن قالت - فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم ( فتيمموا) الآية التي في المائدة ، إلى آخر الحديث، فهذه الآية ذكر فيها الوضوء ـ ( إذا قمتم إلى الصلاة ) ـ ونزلت متأخرة في سورة المائدة، وسورة المائدة من أواخر السور نزولاً، فهل كانوا يصلون دون وضوء طوال تلك المدة في مكة وفي المدينة ؟
الجواب : لا .. بل الوضوء فرض قبل ذلك بكثير، ولكنه لم يرد في القرآن فجاءت الآية التي تبين الوضوء وتشير إليه متأخرة بعد ذلك .
يقول ابن عبد البر رحمه الله: معلوم عند أهل المغازي أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل منذ افترضت الصلاة عليه إلا بوضوء ولا يدفع ذلك إلا جاهل أو معاند، فأنزلها الله عز وجل ليكون حكمها متلواً مع كونه مفروضاً. والمقصود أن الآية نزلت بعد تقرير الحكم بمدة طويلة.
مثال أخر: الله عز وجل يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9) فهذه السورة مدنية، وصلاة الجمعة فرضت بمكة، ولم يصلها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، لكنه أمر مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه فأقامها للناس في المدينة، ثم صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر، لكنه لم يستطع في مكة أن يصلي الجمعة؛ لأنه كان مستضعفاً فآية الجمعة نزلت في سورة مدنية؛ مع أن حكم الجمعة قد شرع وفرض قبل ذلك في مكة.
ما تكرر نزوله :(1/2446)
من الأدلة الظاهرة التي لا يكابر فيها أحد؛ أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو حرف قريش، واستمر على ذلك عشر سنين، ثم نزلت باقي الأحرف الستة في المدينة، وهذه الأحرف الستة، موجودة في ضمن الآيات المكية أ]ضاً، فمعنى ذلك أن جبريل عليه السلام صار ينزل مرة ثانية بالآية التي تقرأ بأكثر من وجه أو جاءت بحروف متنوعة، وهذا قطعاً لا يستطيع أحد أن يعترض عليه، وإن اعترض من اعترض على بعض الأمثلة الأخرى، فيقال: إن الآية قد تنزل مرة ثانية تأكيداً لمضمونها، أو ليبين لهم أن الحكم الذي أشكل عليهم، أو الذي هم بصدد اتخاذ موقف فيه في هذه القضية هو نفس حكم ما سبق في القضية الفلانية، أو مما نزل في الآية الفلانية، وهذا له أمثلة كثيرة جداً أذكر منها مثالين:
الأول: أن الله عز وجل يقول :(الم*غُلِبَتِ الرُّومُ) (الروم 1 :2) فقد صح عند الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت :( الم ) إلى قوله: ( وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)(الروم: من الآية4) ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس.(1/2447)
وهناك رواية أخرى أشهر من هذه الرواية وهي من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، في قصة الرهان المشهورة التي وقعت بين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبين بعض المشركين؛ لما تغلبت الفرس على الروم والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة، ففرح المشركون بذلك لأن الفرس من الوثنين، والروم من أهل الكتاب، فتفاءلوا بهذا وقالوا: نحن سنغلبكم كما غلب إخواننا من المشركين أهل الكتاب، فأنزل الله عز وجل :(الم*غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ )(الروم: 1 – 4 ) فقالوا: تقول: في بضع سنين؟ فتراهنوا مع أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا ننظر تصدقون أم لا تصدقون؟ فتراهن معهم أبو بكر في القصة المشهورة فحصلت هذه الغلبة في يوم بدر. فأنزل الله عز وجل الآيات مرة ثانية:(الم*غُلِبَتِ الرُّومُ) (الروم1 :2) نزلت مرتين ، مرة لما افتخر المشركون في مكة، ومرة لما تحقق الوعد بانتصار الروم على الفرس.
المثال الآخر: في قوله تبارك وتعالى: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)(الاسراء:85) أخرج الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال:( كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث في المدينة ـ في مزرعة ـ وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود ،فقال بعضهم: سلوه، وقال بعضهم: لا تسألوه فإنه يسمعكم ما تكرهون ، فقالوا: يا أبا القاسم حدثنا عن الروح ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه إلى السماء، يقول ابن مسعود: فعرفت أنه يوحى إليه، حتى صعد الوحي ثم قالِ: ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )(الاسراء: من الآية85) فهذا كان في المدينة.(1/2448)
وهناك رواية أخرى صحيحة عند الترمذي؛ من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قالت قريش لليهود – هذا في مكة ـ أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل ،فقالوا: سلوه عن الروح ،فسألوه عن الروح فأنزل الله تعالى: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )(الاسراء: من الآية85) فهذه نزلت في مكة وتلك في المدينة ؛فيقال: إن الآية نزلت مرتين.. بسببين؛ مرة سأله المشركون بمكة فنزلت الآية.. ومرة سأله بعض اليهود في المدينة فنزلت الآية.
تعدد الآيات النازلة مع اتحاد السبب:
السبب قد يكون واحداً، وتنزل أكثر من آية، و ليس المراد أكثر من آية سردا في موضع واحد من القرآن، بل المقصود آيات متفرقة بسبب واقعة واحدة :
مثاله : ما أخرجه الترمذي، من حديث أم سلمه رضي الله عنها قالت: ( يغزوا الرجال ولا تغزوا النساء وإنما لنا نصف الميراث.. فأنزل الله: ( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) (النساء: من الآية32) يقول الترمذي : قال مجاهد : فأنزل فيها ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ )(الأحزاب: من الآية35وأيضا أخرج الترمذي عنها قالت : يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: )أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ).. الآية من سورة آل عمران: (من الآية195).
وعند الحاكم عنها قالت: قلت يا رسول الله.. الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فأنزل الله: ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ )(الأحزاب: من الآية35)في الأحزاب، وأنزل: (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ)(في آل عمران: من الآية195).
تعدد سبب النزول مع كون النازل واحداً:(1/2449)
ومثاله: ما ورد في أحد الروايات الصحيحة في سبب نزول صدر سورة التحريم: )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) (التحريم: من الآية1) من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بعد صلاة العصر، وكان يمر على زينب فتسقيه عسلا فغارت منه بعض أزواجه.. فاتفق بعض هؤلاء الأزواج.. أنه إذا دخل على واحدة ؛ أن تقول له: إني أجد منك ريح مغافير ـ وهو طعام له رائحة معينه غير مستساغة ـ والنبي صلى الله عليه وسلم كان يشق عليه أن يوجد منه الريح التي يتأذى منها الناس. .فقال: إنما هو عسل شربته عند زينب فقالت: لعل نحله جرست العرفط – نبت له رائحة ـ ، فلما ذهب إلى الثانية قالت: إني أجد منك ريح مغافير، فقال هو عسل شربته، قالت لعل نحله جرست العرفط. فحرمه النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه. فأنزل الله عز وجل: )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ)(التحريم: من الآية1)
وصح أيضا في بعض الروايات وهي أشهر : أن ذلك بسبب جارية النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما جاءت عائشة رضي الله عنها واحتجت على النبي صلى الله عليه وسلم،لما ـى جاريته، وقالت: في يومي وفي بيتي؛ فحرمها النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
ومن أمثلته المشهورة المعروفة: ما ذكرته سابقاً في قصة عويمر العجلاني لما قذف امرأته، وكذلك هلال بن أميه لما جاء وقذف امرأته أيضاً ،فكل واحد منهما جاء إلى النبي صلى عليه وسلم على حده..وإذا نظرنا إلى الروايات الواردة في هذا؛ نجد أن الراوي يقول بعد كل واحدة منها فأنزل الله فيه .. ويذكر آية اللعان (والذين يرمون أزواجهم) فيقال: هذه وقائع متقاربة نزلت الآية بعدها جميعا فكل ذلك سبب لنزولها.
العمل عند تعدد الروايات في سبب النزول وتنوعها:(1/2450)
1/ ننظر أول ما ننظر إلى الثبوت.، فالروايات الضعيفة نستبعدها، ثم ننظر بعد ذلك إلى الصيغة، وقد سبق أن أسباب النزول منها ما يكون بصيغه صريحة، ومنها ما ليس بصريح؛ فما كان بصيغة غير صريحة فهذا يستبعد لأنه من قبيل التفسير؛ فيبقى عندنا الصحيح الصريح، وعندئذٍ ننظر: هل الحوادث هذه متقاربة؟ فإن كانت متقاربةً؛ حكمنا بأن الآية نزلت بعد هذه الحوادث جميعاً؛ كما ذكرنا في قصة اللعان قبل قليل ، وإذا كانت الحوادث متباعدة حكمنا بتكرار النزول.
ولعلي أذكر بعض الأمثلة والتطبيقات على هذا:
أولاً: ما اجتمع فيه الضعيف والصحيح وكله صريح في الصيغة :
مثاله: قول الله عز وجل ( وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) ( الضحى 1 ـ 3 ) أخرج الشيخان من حديث جندب بن سفيان رضي الله تعالى عنه قال:" اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا،فجاءت امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أراه قربك منذ ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل: ( وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) (الضحى1 :2) فهذه الرواية.. صحيحة وهي في نفس الوقت صريحة.(1/2451)
ثم هناك روايات أخرى غير هذه.. فعند الطبراني بإسناد ضعيف في سبب نزولها أن الوحي أبطأ ، وأن جبريل وعد النبي صلى الله عليه وسلم فتأخر عنه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر الجارية أن أن تخم ـ تكنس ـ الدار فأدخلت المكنسة تحت السرير فوجدت جروا قد مات ـ والجرو هو الكلب الصغير ـ فأخرجته وألقته، فجاء جبريل فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب التأخر، فأخبره أن السبب هو هذا الجرو، وقال إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب" فحديث: " أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة" صحيح ثابت ، لكن في قصة سبب النزول لما أخبره أنه لم يدخل بسبب هذا الجرو..هذه الرواية ضعيفة .. فالحاصل أن الصيغة صريحة ولكن الرواية غير صحيحه.. فهذه تستبعد.
وهناك رواية ثالثة عند ابن جرير الطبري من طريق ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ عنه جبريل أياماً فتغير بذلك فقالوا : ودعه ربه وقلاه فأنزل الله تعالى : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (الضحى:3)
وهناك رواية أخرى: " فتر الوحي حتى شق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وأحزنه فقال: لقد خشيت أن يكون صاحبي قلاني- يعني جبريل جفاني- فجاء جبريل بسورة (والضحى..) وهذه رواية ضعيفة أيضاً .
وفي رواية أخرى: " فتر الوحي فقالو لو كان من عند الله لتتابع ولكن الله قلاه فأنزل الله :(والضحى) و ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح:1) (الشرح:1) إلى آخر السورة، وهي رواية ضعيفة.
فهذه الروايات كثيرة لكن سبب النزول الحقيقي هو الرواية الأولى ، فنقتصر على هذا السبب الوحيد فقط، ولا نسرد الباقي على أنه من أسباب نزول السورة بل لا نلتفت إليه.
ثانياً: ما اجتمع فيه الصحيح والضعيف ، وفي الصحيح الصريح وغيره:(1/2452)
مثاله: قول الله عز وجل : ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )(البقرة: من الآية115) و الروايات الواردة في سبب النزول هي :
1- أخرج ابن جرير بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهراً، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام....... إلى أن حوّلت القبلة .. فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله عز وجل : ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ)(البقرة: من الآية115) وقال : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )(البقرة: من الآية115) فهذه رواية عن ابن عباس عند ابن جرير بإسناد جيد وهي صريحة لقوله : ( فأنزل الله) إذاً: هي بسبب تحويل القبلة ردا على اليهود.
2-ما أخرجه الترمذي، وابن ماجه من حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله على الجهة التي اجتهد فيها يعتقد أن القبلة منها .. ثم وضعوا خطوطاً في الليل .. فلمّا أصبحوا ذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )(البقرة: من الآية115)هذه رواية صحيحة و هي صريحة أيضاً.(1/2453)
3- ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى على راحلته تطوعا حيثما توجهت به ــ وهو قادم من مكة إلى المدينة ــ ثم قرأ ابن عمر هذه الآية: ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ )(البقرة: من الآية115) قال ابن عمر في هذا أنزلت هذه الآية ". فهذه رواية صحيحة لكنها غير صريحة لأن ابن عمر يريدأن هذا مما يدخل في معناها: أي أنه في صلاة التطوع في السفر لا يلزم استقبال القبلة؛ فيصلي الإنسان حيث ما توجهت به راحلته، و هو معنى صحيح دل عليه عموم الآية لكنه ليس بصريح في أنه سبب النزول من جهة الصيغة، فهذه الرواية نستبعدها ولا تعتبر من أسباب نزول الآية.
4-ما أخرجه ابن جرير عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه فصلوا عليه – قالوا : نصلي على رجل ليس بمسلم . قال فنزلت: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.. الخ الآية من آل عمران: من الآية199) قال قتادة : قالوا إنه كان لا يصلي إلى القبلة فأنزل الله عز وجل: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ )(البقرة: من الآية115). فهذه الرواية صريحة لقوله :" فنزلت " ، لكنها لا تصح ؛ لأن قتادة يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وهذا من قبيل المرسل، وهو ضعيف فهذه الرواية نردها للضعف.
5-ما أخرجه ابن جرير في التفسير عن مجاهد .. لما نزلت ( ادعوني استجب لكم) قالوا: إلى أين؟ فنزلت (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ )(البقرة: من الآية115) فهذه صريحة أيضاً، لكنها لا تصح ؛ لأنها مرسلة فإن مجاهداً من التابعين فهذه الرواية نستبعدها أيضاً.(1/2454)
فهذه خمسة أسباب وردت لنزول هذه الآية في تحويل القبلة؛ الصحيح الصريح منها: أنها بسبب قول اليهود، و أيضاً في من اجتهد وأخطأ القبلة، فننظر هل هذه الحوادث حصلت في وقت متقارب؟ فإذا كانت حصلت في وقت متقارب، نقول نزلت الآية بعدهما، فإذا لم نعلم أنها حصلت في وقت متقارب فنقول: لعل النزول قد تكرر، فنزلت مرة بسبب الواقعة، ومرة بسبب واقعة أخرى فصارت الآية نزلت مرتين، ولا إشكال.
ومن الأمثلة على ما صحت فيه الروايات وكانت صريحة مع تقارب النزول:
المثال السابق في قوله تعالى: ( والذين يرمون أزواجهم) حيث إن الروايات صحيحة وصريحة في قصة عويمر العجلاني وهلال بن أمية، والنزول متقارب ، فتكون الآية نزلت بعدها جميعا، وكذلك تحريم النبي صلى الله عليه وسلم الجارية والعسل .
ومثال : ما صحت فيه الروايات وكانت صريحة ولكن النزول متباعد:
قوله تعالى:( الم * غلبت الروم) نزلت مرة في مكة وأخرى في المدينة كما مر بك سابقاً.
لكن بعض العلماء إذا لم يعلموا بتقارب النزول يذهبون إلى الترجيح، ولا يحكمون بأن الآية نزلت مرتين ، ولا أدري لماذا يلجؤون إلى هذا؟! مع أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وما نزل منه من الأحرف المتعلقة بالسور المكية نزل بالمدينة، فمعنى ذلك أن جبريل نزل بها مرة ثانية، وبالتالي فلا غضاضة في هذا كما بينا سابقاً.
أما كيف يرجحون؟
فمثلاً: في المثال السابق لما سأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح،في حديث ابن مسعود، وهو في الصحيحين، وحديث ابن عباس لما سأله المشركون عند الترمذي، ففي هذه الحالة يرجّحون رواية الصحيحين.(1/2455)
وبعضهم يلجأ إلى طريقة أخرى في الترجيح ، فيقولون: نرجح بأن ابن مسعود كان حاضر القصة، فإنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ، و أما ابن عباس فإنه لم يحضر ؛ فهو يرويه عن صاحبي آخر أو سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية لكن ابن مسعود كان مع النبي صلى الله عليه وسلم . وبهذا ينتهي الكلام على موضوع أسباب النزول، والله تعالى أعلم،،،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
أبو معاذ البخيت
06-07-2004, 02:13 PM
الإخوة الكرام .. وفقهم الله ..
نظراً لأن الآيات كتبت في الملف المرفق بالرسم العثماني ، فقد تتعذر قراءتها على من ليس عنده هذا الخط ، لذا فقد وضعت هنا ملفاً كتبت فيه الآيات بالرسم الإملائي، والله الموفق..
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2004, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيراً صاحب هذا الموضوع وناقله .
ولي بعض الاستفسارات التي أود من الشيخ وفقه الله أن يعلق عليها - ولو أثقلنا عليه .
أولاً - قوله : ( من الأدلة الظاهرة التي لا يكابر فيها أحد؛ أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو حرف قريش، واستمر على ذلك عشر سنين، ثم نزلت باقي الأحرف الستة في المدينة، وهذه الأحرف الستة، موجودة في ضمن الآيات المكية أيضاً، فمعنى ذلك أن جبريل عليه السلام صار ينزل مرة ثانية بالآية التي تقرأ بأكثر من وجه أو جاءت بحروف متنوعة، وهذا قطعاً لا يستطيع أحد أن يعترض عليه )
هل يمكن أن يذكر من نص على أن القرآن نزل في مكة على حرف واحد فقط ؟ وما الأدلة الظاهرة التي تدل على هذه النتيجة ؟
وما تعليقكم على قول من قال : إن الأدلة تدل على أن أحاديث الأحرف السبعة كانت بعد فتح مكة ؟.[ ينظر كتاب الاختلاف بين القراءات لأحمد البيلي ص39-42 ] .(1/2456)
ثانياً - في مسألة تعدد السبب والنازل واحد ، أليس الأولى أن ينظر أولاً إلى إمكانية الجمع بينها ؛ فيقال إن الآية إذا كانت تحتمل أكثر من سبب فتقبل الأسباب كلها من غير أن يرد بعضها . ولعل من أمثلة ذلك قول الله تعالى : ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ? ( النساء:19 )
فقد ذكر المفسرون أسباباً عدة لنزولها ، وقال ابن كثير بعد ذكره لها : ( (قلت: فالآية تعم ما كان يفعله أهل الجاهلية وما ذكره مجاهد ومن وافقه وكل ما كان فيه نوع من ذلك والله أعلم ).
وهل يمكن أن يقال في مثل هذه الحال : القاعدة أن الأسباب إذا تعددت ولا تعارض بينها فتقبل جميعها لاحتمال نزول الآية لأكثر من سبب .(1/2457)
ثالثاً - قرأت في أحد البحوث [ وهو مرفق مع هذه المشاركة في ملف ] كلاماً عن أهمية أسباب النزول في فهم النص ، ثم قرر الباحث في آخر كلامه عن هذا الأصل ما نصه : ( نرى الاستغناء عن مصطلح " أسباب النزول، وأسباب الورود" وتبديله بمصطلح " مناسبات النزول والورود "، وذلك لأنَّ مصطلح المناسبة تعني الملاءمة، والموافقة، فإذا أضيف إليه النزول أو الورود، فإنه يصبح معناه الظروف التي صادف أو وافق حدوثها نزول النص، ووروده، ويعني هذا أنَّ مواكبة النَّصِّ ووروده لهذه الظروف مقصودة للشارع، جلَّ في علاه، قصدًا تعليميًّا، وتربويًّا. وليس لتلك الظروف أي أثرٍ في ورود النص، ونزوله في تلك الفترة، كما ليس لها أيُّ دورٍ في تحديد مصير ذلك النَّصِّ وجودًا وعدمًا، فالنَّصُّ الشَّرْعِيّ،كتابا وسنة، حاكم ومتعالٍ على الظروف والأمكنة والبيئة، لأنه يخاطب الحاضر، والمستقبل، ولذلك لم يشأ النص أن يتضمن الإشارة المباشرة إلى تفاصيل تلك الظروف، ولا ربط مضامينه بها البتة .(1/2458)
إنَّ هذا المصطلح المقترح بديلا لمصطلح " أسباب النزول والورود" كما سيضع حدًّا لذلك النزاع المفتعل حول علاقة النص بسبب وروده، فإنَّه سيعمل على إبراز السمة العالميَّة للنصِّ الشَّرْعِيّ الذي لا يمكن لظرف من الظروف أن يحدِّد عمره، أو مداه، أو مجاله. إذْ إنَّ مناسبات النزول لا تعدو في تصورنا أن تكون الأجواء التي نزل فيها الوحي، والشأن في تلك الأجواء من حيث التعميم والتجريد، كشأن الناس الذين نزل فيهم الوحي، فكما لا يختص به أولئك الناس بهذا، فكذلك لا يمكن أن يخصص به تلك الأجواء أيضا، وذلك لأنَّ هذه الأجواء ـ ظروفًا وأوضاعًا وأحداثًا ـ مجرد مناسبات للتكليف وليست بأي حال من الأحوال داخلة في بنية النَّصِّ الشَّرْعِيّ ذاته، وإلا لاْشتملت عليه ألفاظ وتراكيب ذلك النص، ورحم الله سيد قطب الذي ألمح إلى هذا من خلال وصفه للمنهج الإسلامي المنبثق عن النَّصِّ الشَّرْعِيّ، فقال :(1/2459)
" .. إنَّ هذا المنهج ثابت في أصوله، ومقوماته، لأنَّه يتعامل مع "الإنسان" . وللإنسان كينونة ثابتة، فهو لا يتبدل منها كينونة أخرى . وكلُّ التحورات والتطورات التي تلابس حياته لا تغيِّر من طبيعته، ولا تبدل من كينونته، ولا تحوِّله خلقًا آخر . إنما هي تغيرات وتطورات سطحيَّة، كالأمواج في الخضم، لا تغير من طبيعته المائية، بل لا تؤثر في تياراته التحتية الدائمة المحكومة بعوامل طبيعية ثابتة! ومن ثمَّ تواجه النُّصُوص القرآنية الثابتة تلك الكينونة البشرية الثابتة، ولأنها من صنع المصدر الذي صنع الإنسان، فإنَّها تواجه حياته بظروفها المتغيرة، وأطوارها المتجددة بنفس المرونة التي يواجه بها الإنسان ظروف الحياة المتغيرة، وأطوارها المتجددة ... فالنُّصُوص القرآنيَّة جاءت لتعمل في كل جيلٍ، وفي كل بيئة .. ( بل) هذه النُّصُوص التي جاءت لتواجه أحوالا بعينها هي ذاتها التي تواجه الجماعة الإنسانيَّة في أيِّ طورٍ من أطوارها . والمنهج الذي التقط المجموعة المسلمة من سفح الجاهلية، هو ذاته الذي يلتقط أية مجموعة -أيًّا كان موقفها على الدرج الصاعد- ثم يبلغ بها إلى القمة السامقة التي بلغ إليها بالمجموعة الأولى يوم التقطها من ذلك السفح السحيق .. "[28] .
فالإنسان المخاطب بهذا النصِّ "..أعمُّ من ذلك الإنسان ذي الظروف والأوضاع المعينة الذي خوطب به حال نزول الوحي، وهو ما يشهد به لفظ الخطاب وصيغه .. فإذا ما اعتبرت -المناسبات ظروفًا وأوضاعًا وأحداثًا- عنصرًا مخصِّصًا للفهم تخصيصًا زمنيًا، فإنَّ الأمر يؤول إلى محذورٍ عظيمٍ كفيلٍ بأن يعرض منهاج الخلافة بأكمله إلى الانتقاض.."[29].(1/2460)
وهكذا، يمكن أن يتبدى لنا ما رمناه من تفضيل مصطلح "مناسبات النزول والورود " على مصطلح " أسباب النزول والورود " ولئن سأل سائل عن الفرق بين مناسبة تنزيل، وسبب تنزيل ، أجبناه بأنَّ مناسبة التنزيل عبارة عن الجوِّ الذي نزل فيه الوحي، وليس له أي تأثير على النص من حيث وجوده وعدمه، اعتبارًا بمعنى المناسبة في اللغة التي تعني الملاءمة والموافقة.
وأما سبب التنزيل، فإنه يعني الجوَّ الذي استدعى نزول النص، واستوجب ورده، وله تأثير على النصِّ من حيث وجوده وعدمه، انطلاقًا من معنى السبب الاصطلاحيِّ الذي يراد به الشي الذي يلزم من وجوده وجود المسبب، ويلزم من عدمه عدم المسبب . )
فما تعليقكم على ما رآه الباحث هنا ؟
والإجابة على هذه الاستفسارت ، أو التعليق عليها متاح للمشايخ الكرام .
---
أبو عبد المعز
06-11-2004, 12:26 AM
ارجو من الاخوة حذف الملف السابق نحو ضوابط منهجيَّة ومعرفيَّة وعلميَّة في فهم النص الشرعي..لانه ملوث بفيروس...حسب مكافي....وهذه نسخة نقية للتحميل
---
د. هشام عزمي
06-11-2004, 09:09 AM
كاتب الرسالة الأصلية : أبومجاهدالعبيدي
[B]قوله : ( من الأدلة الظاهرة التي لا يكابر فيها أحد؛ أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو حرف قريش، واستمر على ذلك عشر سنين، ثم نزلت باقي الأحرف الستة في المدينة، وهذه الأحرف الستة، موجودة في ضمن الآيات المكية أيضاً، فمعنى ذلك أن جبريل عليه السلام صار ينزل مرة ثانية بالآية التي تقرأ بأكثر من وجه أو جاءت بحروف متنوعة، وهذا قطعاً لا يستطيع أحد أن يعترض عليه )
هل يمكن أن يذكر من نص على أن القرآن نزل في مكة على حرف واحد فقط ؟ وما الأدلة الظاهرة التي تدل على هذه النتيجة ؟(1/2461)
روى مسلم و النسائي عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاه بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف قال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين قال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال ان الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا .
و أضاءة بني غفار يقول عنها ابن حجر في الفتح ج9 ص28: "و هو موضع بالمدينة المنورة ينسب إلى بني غفار - بكسر المعجمة و تخفيف الفاء - لأنهم نزلوا عنده" .
و هذا يدل على أن نزول الأحرف السبعة كان في العهد المدني عند دخول العديد من القبائل - ذوات لهجات مختلفة - في الإسلام . و أنه كان قبل ذلك على حرف واحد و الله أعلم .
---
أبو عمر القحطاني
05-05-2005, 12:57 AM
السلام عليكم:
هل أكملت باقي حلقات هذه السلسلة؟ أم هذا آخر ما كتب؟
---
جمال أبو حسان
05-05-2005, 08:45 AM
ارجو من الدكتور الكريم خالد السبت مراجعة ما ذكره الدكتور عبد الوهاب عزام في تفسير اول آيات سورة الروم وقد نقل عنه تفسيره هذا الدكتور محمد رجب البيومي في كتابه التفسير القراني
انا ارى انه من الاهمية بمكان قراءة ذلك الراي الجديد والمهم ايضا
وما ذكر في الاحرف السبعة من النص الموضوع على الموقع متعجل جدا وخصوصا في الحكم على عدم وجود المخالفين
واقبلوا التحيات
---
أيمن صالح شعبان
05-05-2005, 03:48 PM
تعليق منقول :
قد يكون مراد من ألف وأفرد في التصنيف وأطلق مصطلح أسباب النزول أمثال الواحدي وغيره الرد على الطوائف المبتدعة في إثبات صفة العلو .(1/2462)
انتهى النقل عن تحقيقي لكتاب أسباب نزول القرآن للواحدي دار الحديث القاهرة 1992.
ولا يستساغ تغير ه>ا المصطلح السلفي المتداول بين العلماء ... والله أعلم .
الرجاء إعادة النظر في ه>ا المبحث يا أبا مجاهد ولك وافر الاحترام والتقدير.
---
أبو حسن
11-10-2005, 12:55 PM
متى تكتمل هذه الحلقات
---
(1/2463)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما حكم من ينكر القراءات القرآنية ؟
---
ما حكم من ينكر القراءات القرآنية ؟
---
عمرو الشاعر
06-09-2006, 04:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت بعض الاخوة في بعض المنتديات ينكرون القراءات القرآنية المخالفة لرسم المصحف الحالي ويقولون أن هذه القراءات ليست من القرآن في شيء
فيقولون مثلا أن قراءة قوله تعالى " وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته " بالنون بدلا من الباء " نشرا " يعد تحريفا ولا تعد هذه القراءة من القرآن بأي حال .
ويقولون أن ما ورد في المصحف منصوبا وجاء في القراءة مرفوعا فهذه القراءة لا محالة باطلة وقس على ذلك كل ما خالف الرسم الحالي أي مخالفة
ونحن نعلم أن العلماء اشترطوا أن تكون القراءة موافقة للرسم العثماني
ولكن الرسم العثماني كان خاليا من التنقيط بخلاف الرسم الحالي المشتمل على التنقيط والتشكيل وخلافه من علامات الضبط
فما حكم هؤلاء الذين لا يقبلون إلا ما وافق الرسم الحالي تنقيط وتشكيلا ويقولون أن القراءات ما هي إلا محاولات للتحريف ؟
---
عمار
06-09-2006, 07:51 PM
لعمر أبيك إنّا في زمان ٍ** أصول الدين ليس لها قرارُ
عجيبٌ أمر هؤلاء يا أخي الفاضل! إن القراءات التي ينكرونها قد أجمعت عليها الأمة سلفا وخلفا وتلقتها بالقبول ، لكن من تكلم في غير فنّه أتى بالعجائب والله المستعان!
أما قولهم : "ونحن نعلم أن العلماء اشترطوا أن تكون القراءة موافقة للرسم العثماني ولكن الرسم العثماني كان خاليا من التنقيط بخلاف الرسم الحالي المشتمل على التنقيط والتشكيل وخلافه من علامات الضبط "
إن علماء هذا الفن قد بسطوا الحديث حول هذه المسألة ، وخلاصة كلامهم أن من شروط قبول القراءة - بالإضافة إلى الشروط الأخرى - أن تكونَ موافقة للرسم العثماني ولو احتمالا.(1/2464)
ومعنى قولهم "ولو احتمالا "أي ما يحتمله الرسم تحقيقا أو تقديرا.
ومثال الأول : قوله تعالى : " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثمٌ كبير ومنافع للناس " {سورة البقرة ، الأية : 219}
قرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة ، والباقون بالباء الموحدة. فهاتان القراءتان يحتملهما الرسم تحقيقا ، لأن كلمة "كبير" لم تكن منقوطة ولا مشكولة.
ومثال الثاني : رسم الألف واوا في مثل : الصلاة ، والزكاة ..للدلالة على أن أصلها الواو ، والقراءة في مثل هذا يحتملها الرسم تقديرا.
ولا أدري ماذا يقصدون بـ" الرسم الحالي"!هل هو رسم مصحف المدينة المعروف الذي يصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف؟ لأن هذا المصحف قد كتب وضبط على ما يوافق رواية حفص عن عاصم ، وهي طبعة مشهورة ومتداولة بين الناس.
أم أنهم يقصدون طبعة مصحف الجماهيرية (الليبية )برواية قالون عن نافع ؟!أم..أم..أم ؟؟
والحل بسيط إن شاء الله ، نصدرُ لهم مصحفا يحوي القراءات العشر!
ألا ليتَ أيام درة ابن الخطاب تعود!
---
عمرو الشاعر
06-12-2006, 06:18 AM
أين الردود اخواني في الله أنا أعرف كيفية الرد
ولكن أنا أسأل عن حكم من ينكر القراءات المخالفة لرسم المصحف الحالي المتداول بين المسلمين في عصرنا هذا ؟
---
د. أنمار
06-12-2006, 10:31 AM
حكمه أنه يعلم ويؤمر بالتوبة فإن تاب وإلا فهو في حكم المرتد.
ولعله من المناسب أن نورد ما توجه به ابن الجزري من السؤال لقاضي القضاة أبي نصر عبد الوهاب ابن السبكي بقوله:
(ما تقول السادة العلماء أئمة الدين في القراءات العشر التي يُقرأ بها اليوم هل هي متواترة أو غير متواترة؟ وهل كل ما انفرد به واحد من العشرة بحرف من الحروف متواتر أم لا؟ وإذا كانت متواترة فما يجب على من جحدها أو حرفاً منها؟)
قال العلامة خاتمة المحققين ابن الجزري رحمه الله تعالى : فأجابني ومن خطه نقلت:(1/2465)
(الحمد لله، القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي، والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر وقراءة يعقوب، وقراءة خلف متواترة معلومة من الدين بالضرورة، وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة أنه مُنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكابر في شيء من ذلك إلاَّ جاهل وليس تواتر شيء منها مقصوراً على من قرأ بالروايات، بل هي متواترة عند كل مسلم يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمداً رسول الله، ولو كان مع ذلك عامياً جلفاً لا يحفظ من القرآن حرفاً، ولهذا تقرير طويل، وبرهان عريض لا يسع هذه الورقة شرحه، وحظ كل مسلم وحقه أن يدين الله تعالى ويجزم بأن ما ذكرناه متواتر معلوم باليقين، لا يتطرق الظنون ولا الارتياب إلى شيء منه، والله أعلم ا.هـ
---
محمود الشنقيطي
06-12-2006, 12:12 PM
قال الإمام ابن عبد البر- رحمنا الله وإياه - في التمهيد:(وإنما حل مصحف عثمان رضي الله عنعه هذا المحل لإجماع الصحابة وسائر الأمة عليه , ولم يجمعوا على ما سواه وبالله التوفيق.
ويبين لك هذا أن من دفع شيئا مما في مصحف عثمان كفر )4/279
---
(1/2466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إلى المتخصصين : طلب مساعدة حول موضوع التشبيه في كتاب الله
---
إلى المتخصصين : طلب مساعدة حول موضوع التشبيه في كتاب الله
---
كمال الجزائري
08-06-2006, 10:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بصددجمع المادة العلمية الخاصة لبحث علمي أكاديمي حول التشبيه في القرآن الكريم ،
فالرجاء مساعدتي حول خطة البحث التي يمكن الإسترشاد بها ،
ومظان المادة العلمية سواء في بطون الكتب أو في الشبكة العنكبوتية.
وجزاكم الله عني كل خير.
أخوكم كمال الجزائري عفا الله عنه
---
مساعد الطيار
08-13-2006, 04:25 AM
هناك كتاب بعنوان : الجمان في تشبيهات القرآن لأبي القاسم عبد الله بن محمد بن ناقيا البغدادي ( 410 ـ 485 ) ، حققه الدكتور محمد رضوان الداية ، طبع دار الفكر بدمشق ودار الفكر المعاصر ببيروت .
ولعله يفيدك في ذلك .
كما أنه لا يخفى أمثالك أن كتب البلاغة ، وكذا الكتب المعتنية ببلاغة القرآن لا تخلو من مثل هذا الموضوع .
---
(1/2467)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فى ظلال اية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَس
---
فى ظلال اية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَس
---
ابو الطيب
02-13-2005, 01:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين اما بعد فى ظلال اية
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {( المائدة آية 54 ) : فالحب والرضى المتبادل هو الصلة بينهم وبين ربهم .. الحب
وحب الله لعبد من عبيده ، أمر لا يقدرعلىإدراكقيمتهإلامنيعرفالله - سبحانه
.. من هو ومن هذا العبد الذي يتفضل الله عليه منه بالحب .. والعبد من صنع يديه - سبحانه - وهو الجليل العظيم ، الحي الدائم ، الأزليالأبدي،الأولوالآخروالظاهروالباطن .
وحب العبد لربه نعمة لهذا العبد لا يدركهاكذلكإلامنذاقها
إذا ينتهي السياق من النداء الأول للذين آمنوا , أن ينتهوا عن موالاة اليهود والنصارى , وأن يحذروا أن يصيروا منهم بالولاء لهم , وأن يرتدوا بذلك عن الإسلام - وهم لا يشعرون صفات الذين ينصرون دين الله الجديرين بالولاية
(أذلة على المؤمنين). .
وهي صفة مأخوذة من الطواعية واليسر واللين . . فالمؤمن ذلول للمؤمن . . غير عصي عليه ولا صعب . هين لين . . ميسر مستجيب . . سمح ودود . . وهذه هي الذلة للمؤمنين .
وما في الذلة للمؤمنين من مذلة ولا مهانة . إنما هي الأخوة , ترفع الحواجز
(أعزة على الكافرين). .(1/2468)
فيهم على الكافرين شماس وإباء واستعلاء . . ولهذه الخصائص هنا موضع . . إنها ليست العزة للذات , ولا الاستعلاء للنفس . إنما هي العزة للعقيدة , والاستعلاء للراية التي يقفون تحتها في مواجهة الكافرين . إنها الثقة بأن ما معهم هو الخير , وأن دورهم هو أن يطوعوا الآخرين للخير الذي معهم لا أن يطوعوا الآخرين لأنفسهم ولا أن يطوعوا أنفسهم للآخرين وما عند الآخرين ! ثم هي الثقة بغلبة دين الله على دين الهوى ; وبغلبة قوة الله على تلك القوى
(يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم). .
فالجهاد في سبيل الله , لإقرار منهج الله في الأرض , وإعلان سلطانه على البشر , وتحكيم شريعته في الحياة , لتحقيق الخير والصلاح والنماء للناس . . هي صفة العصبة المؤمنة التي يختارها الله ليصنع بها في الأرض ما يريد . .
وهم يجاهدون في سبيل الله ; لا في سبيل أنفسهم ; ولا في سبيل قومهم ; ولا في سبيل وطنهم ; ولا في سبيل جنسهم . . في سبيل الله . لتحقيق منهج الله , وتقرير سلطانه , وتنفيذ شريعته , وتحقيق الخير للبشر عامة عن هذا الطريق . . وليس لهم في هذا الأمر شيء , وليس لأنفسهم من هذا حظ , إنما هو لله وفي سبيل الله بلا شريك
وهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم . . وفيم الخوف من لوم الناس , وهم قد ضمنوا حب رب الناس ? وفيم الوقوف عند مألوف الناس , وعرف الجيل , ومتعارف الجاهلية , وهم يتبعون سنة الله
ومن هنا تجاهد العصبة المؤمنة في سبيل الله ولا تخاف لومة لائم . . فهذه سمة المؤمنين المختارين
ذلك الاختيار من الله , وذلك الحب المتبادل بينه وبين المختارين , وتلك السمات التي يجعلها طابعهم وعنوانهم , وهذا الاطمئنان إلى الله في نفوسهم , والسير على هداه في جهادهم . . ذلك كله من فضل الله
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . والله واسع عليم).(1/2469)
يعطي عن سعة , ويعطي عن علم . . وما أوسع هذا العطاء ; الذي يختار الله له من يشاء عن علم وعن تقدير . اسئل اللةان نكون من من يستمعون القول فيتبعون احسنة
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2005, 07:24 AM
أرجو الحرص على تحرير المشاركة ، وبإمكانك ذلك بواسطة التحرير الموجود في الزاوية اليسرى أسف صفحة موضوعك
وأرجو كذلك ذكر مصدر المشاركة ، فيبدو أنها منقولة
وأشكرك على حرصك ، وقارن ما ذكرته هنا بما في هذا الموضوع المهم : صفات نصرة الدين ((دراسة لآية المائدة )) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1234&highlight=%D5%DD%C7%CA+%E4%D5%D1%C9+%C7%E1%CF%ED%E 4)
---
(1/2470)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 28 تتمة
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 28 تتمة
---
د. محمد مشرح
09-11-2005, 07:47 PM
صفوة الأمة بعد الأنبياء 28 تتمة
11- ومن مناقبه تصديقه المطلق للنبي صلى الله عليه وسلم حتى في ظهر الغيب وحين تتجه الجموع لتكذيبه وخذلانه ما يدل على مكانة التصديق في نفسه فإنه شهد له بتصديقه حين كذبه الناس وواساه بماله ونفسه عند ما خذله الناس ...
12- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالمغفرة ثلاثا ... وهذا ثابت في كلما سبق وفيما يأتي بنصوص صحيحة مبنى هذه الصحة على نظام علمي لا يستطيع أحد ممن يحترم العلم والعقل أن يرده ...
13- ومنها صفاء قلبه على المسلمين وسرعة إعادة الصفا إلى ما كان إذا حدث ما يؤثر عليه .
ومما يدل على ذلك ما حدث به هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن عائذ الله أبي إدريس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال كنت جالسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أما صاحبكم فقد غامر فسلم وقال إني كان بيني وبين بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى علي فأقبلت إليك فقال يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر فقالوا لا فأتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلم فجعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم مرتين فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها ((1/2471)
14- ترتيبه في حب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الحديث الآتي ما يظهر مكانته في الحب بين الأصحاب في سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه أي الناس أحب إليك فقال :عائشة قال من الرجال قال أبوها وقد جاء في سبب سؤال عمرو أنه قال لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبش في وجهي حتى ظننت أني أحب الناس إليه فسألته طمعا وتأكدا مما أجده في الناس فما يزال يذكر غيري حتى سكت خوفا لئلا أجد نفسي في مؤخرة الركب في هذا . وهو يدل على ترتيب الصديق في نفس النبي صلى الله عليه :
وما حدث به إسحاق أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال عمر فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم
15- أنه مبشر بالجنة ومما يدل على ذلك كثير من الأدلة منها :حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه والذي رواه البخاري وغيره وقد تضمن بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لجملة من الصحابة الكرام بالجنة وأولهم الخليفة الأول الصديق رضي الله عنه وفيه – هذا الحديث – كما قال سعيد بن المسيب – تأويل مواقع قبورهم أي النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم حيث جلس أبوبكر عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعمر عن يساره وجلس عثمان أمامه فقد كانت قبورهم كأماكنهم على البئر فأبو بكر وعمر دفنا بجانبي النبي صلى الله عليه وسلم ودفن عثمان في البقيع أمامهم وهي صورة تقريبية تدل على أن التأويل في مكانه وقد يدل أيضا على مستقبل أماكنهم في الجنة والله أعلم .(1/2472)
وحديث سعيد بن المسيب قال أخبرني أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأكونن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فأقبلت حتى قلت لأبي بكر ادخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشرك بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكشف عن ساقيه ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت إن يرد الله بفلان خيرا يريد أخاه يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فجئت فقلت ادخل وبشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر ثم رجعت فجلست فقلت إن يرد الله بفلان خيرا يأت به فجاء إنسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجئته فقلت له ادخل وبشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة على بلوى تصيبك فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق(1/2473)
الآخر قال شريك قال سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم}
16- إشادة النبي صلى الله عليه وسلم بأبي بكر رضي الله عنه
فالنبي صلى الله عليه وسلم يشيد بأبي بكر في موقف بمكانه وزمانه وأحداثه التي لا تخفى أهميته على من له عقل راجح وذهن حي وهو يحترم الحقيقة والحق معا ولو كان هذا الذي هذه مواصفاته عدوا ... هؤلاء هم الذين يتوجه إليهم الخطاب ، ويرتجى منهم أن يستفيدوا منه لهؤلاء نكتب ونرجو لمن قصر عن هذه الصفات أن يرقى إليها ليستفيد مما يُكتَب ، ويقال ويُرى...
يقول الإمام العظيم البخاري :حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة وقال لي خليفة حدثنا محمد بن سواء وكهمس بن المنهال قالا حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله( وقال اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان(
17- مكانة الصديق عند الأصحاب ومكانة الصديق عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم معلومة ؛ في كتاب الله تعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأما مكانته بين الأصحاب فنذكر هنا بعض الأمثلة أحدهما للإمام علي والثاني لأنس رضي الله عنهما وأرضاهما ليتبين مكانة الصديق عند صفوة الأمة بعد الأنبياء ، ومن لم يكفه كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عاليه وسلم وصفوة الأمة قلا شيء يكفيه .(1/2474)
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى : حدثني الوليد بن صالح حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي عن بن أبي مليكة عن بن عباس رضي الله عنهما قال إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب ي الله عنه ( )
18- خير أهل الأرض
حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية أنتم خير أهل الأرض وكنا ألفا وأربعمائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة تابعه الأعمش سمع سالما سمع جابرا ألفا وأربعمائة
هذا النص يدل على أن الصديق رضي الله عنه خير أهل الأرض مع جميع من حضر الحديبية وكان معهم ؛ وعددهم ألف وأربعمائة بل الأصحاب جميعا كما أوضحت روايات أخرى وبعض الشروح
19- وقد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى وهو عنهم راض وبخاصة الصديق فقد بقيت خوخة أبي بكر مفتوحة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما سدت بقيتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في مرض موته صلى الله عليه وسلم وهذا يرد على من يرى غير هذا ...(1/2475)
يقول ابن حجر في شرح حديث الشجرة (هذا صريح في فضل أصحاب الشجرة فقد كان من المسلمين إذ ذاك جماعة بمكة وبالمدينة وبغيرهما وعند أحمد بإسناد حسن عن أبي سعيد الخدري قال لما كان بالحديبية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا توقدوا نارا بليل فلما كان بعد ذلك قال أوقدوا واصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم وعند مسلم من حديث جابر مرفوعا لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية وروى مسلم أيضا من حديث أم مبشر أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة وتمسك به بعض الشيعة في تفضيل علي على عثمان لأن عليا كان من جملة من خوطب بذلك وممن بايع تحت الشجرة وكان عثمان حينئذ غائبا كما تقدم في المناقب من حديث بن عمر لكن تقدم في حديث بن عمر المذكور أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بايع عنه فاستوى معهم عثمان في الخيرية المذكورة ولم يقصد في الحديث إلى تفضيل بعضهم على بعض واستدل به أيضا على أن الخضر ليس بحي لأنه لو كان حيا مع ثبوت كونه نبيا للزم تفضيل غير النبي على النبي وهو باطل فدل على أنه ليس بحي حينئذ وأجاب من زعم أنه حي باحتمال أن يكون حينئذ حاضرا معهم ولم يقصد إلى تفضيل بعضهم على بعض أو لم يكن على وجه الأرض بل كان في البحر والثاني جواب ساقط وعكس بن التين فاستدل به على أن الخضر ليس بنبي فبنى الأمر على أنه حي وأنه دخل في عموم من فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل الشجرة عليهم وقد قدمنا الأدلة الواضحة على ثبوت نبوة الخضر في أحاديث الأنبياء وأغرب بن التين فجزم أن إلياس ليس بنبي وبناه على قول من زعم أنه أيضا حي وهو ضعيف أعني كونه حيا وأما كونه ليس بنبي فنفى باطل ففي القرآن العظيم وان إلياس لمن المرسلين فكيف يكون أحد من بني آدم مرسلا وليس بنبي قوله ولو كنت أبصر اليوم يعني أنه كان عمى في آخر عمره قوله تابعه الأعمش سمع سالما يعني بن أبي الجعد سمع جابرا ألفا(1/2476)
وأربعمائة أي في قوله ألفا وأربعمائة وهذه الطريق وصلها المؤلف في آخر كتاب الأشربة وساق الحديث أتم مما هنا وبين في آخره الاختلاف فيه على سالم ثم على جابر في العدد المذكور وقد بينت وجه الجمع قريبا وقيل إنما عدل الصحابي عن قوله ألف وأربعمائة إلى قوله أربع عشرة مائة للإشارة إلى أن الجيش كان منقسما إلى المئات وكانت كل مائة ممتازة عن الأخرى إما بالنسبة إلى القبائل وإما بالنسبة إلى الصفات قال بن دحية الاختلاف في عددهم دال على أنه قيل بالتخمين وتعقب بإمكان الجمع كما تقدم .
وينبغي التنبه إلى القاعدة المعروفة في تقدير الناس لسابقتهم ولما قدموه ولو فرضنا جدلا أنه حدث أخطاء للبعض فإنهم غير معصومين وغيرخاف الأدلة على هذا والتي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
20- ومن الذي لم يخط قط ومن له الحسنى فقط(1/2477)
من المسلمات في النهج السوي الذي يتواءم مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها أن الإنسان معرض لأخطاء تعتوره في سيرته في هذه الحياة فهو مركب من جسم وروح ويحمل شهوة ورغبات ناتجة عنها ، ويمر بلحظات تتراوح بين القوة والضعف ، والصعود والهبوط ، فيعلو الإنسان بالروح إلى مصاف الملائكة ، في أوقات تتجلى فيها مرحلة الصفاء ، وتهبط إلى الأرض عندما تنتابه فيها مراحل ضعف . فكان أن تضمن المنهج مراعاة ذلك وفتح باب التوبة على مصراعيه للأوبة ومراجعة النفس ، ولا تغلق أبواب التوبة حتى تقوم الساعة ، والوقوع في الخطاء تتفق مع قاعدة التوبة وإلا لما كان لوجود التوبة معنى ؛ هذا ألمنطلق في ذهن المؤمن السوي يقيه التيه التطبيقي العملي الذي ينحرف به عن النظرة السوية إلى الأمور فيقع في مضيعات الإفراط والتفريط والتبديع والتفسيق والشطط الذي يخرج عن الجادة ؛ فالصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ليسوا معصومين من الخطأ الذي لا يسلم منه أحد ولكنه خطأ يختلف عن خطأ غيرهم ممن أتى بعدهم لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعلهم خير القرون ... ولقد كان يحدث أخطاء في عصر النبوة وكان عليه الصلاة والسلام يعالجه ويسدد ما يبدر من أصحابه لكنه لم يكفر أحدا ولم يطرد أحدا ، ولم يبغض أحدا ولم ينتقص أحدا بل ورد النهي عن تناول العاصي بما يعين عليه الشيطان بل الأمر أكبر من ذلك حيث جاء النص بميزة الخطأ والتوبة منه ولو لم يكن ذلك لذهب بمن ليسوا كذلك وأتى بقوم يخطئون ويتوبون ... والعصمة من الخطأ فيما يتعلق بالدين للأنبياء عليهم السلام - فقط – ليبقى المنهج المنطلق من الوحي معصوما وأما غيرهم فليس أحد معصوما منه ، ومن انطلق من عصمة غيرهم فإنه يبني أحكامه وتصرفاته على انحراف عن النهج السوي والفطر السوية على أن الخليفة الأول الصديق خطأه نادر في سيرته الصحيحة والمواقف المتعددة . والأخطاء الواردة على سيرته رضي الله عنه تأويلات(1/2478)
اجتهادية متعسفة من أصحاب الأهواء لا تثبت أمام البحث العلمي . وتصيد الأخطاء باب ولوجه سهل وميسور لمن ابتلي بهذا نسأل الله أن يحفظنا والمسلمين من ذلك .
قال الحاكم فيما رواه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -{ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
21- منزلته من النبي صلى الله عليه وسلم في عمر الإسلام منذ أن بزغ فجره بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى أن كانت التهيئة للقاء الحبيب لربه سبحانه وتعالى ... فهاهو الحبيب الذي لا يمكن أن ينسى معروف أحد ؛لم ينس معروف أبي بكر وحاشاه أن ينسى فمن يرقى إلى درجته صلى الله عليه وسلم في ميادين الوفاء والمعروف إلى من أسداه كما هو شأنه في جميع الصفات الحميدة ؛ يضرب فيها أروع مثل وأوفى مكيال ؛ هاهو يذكر ذلك لصاحبه مكانته في آخر لحظة له في هذه الحياة وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم لقي الله تعالى وهو راض عن صاحبه الصديق ... وقد سد كل خوخة توصل إلى بيته عليه الصلاة والسلام ، غير خوخة الصديق رضي الله عنه مما يدل على علو منزلته ومرتبته وفي هذا وأمثاله إشارة إلى استحقاقه لتولي الخلافة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم...
قال الإمام البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر )(1/2479)
22- فقهه وسرعة فهمه وبديهته قال الإمام البخاري : حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد يعني بن حنين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر )
23- موافقة رأيه لرأي النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في وقائع كثيرة منها في صلح الحديبية ؛ عند ما كان عمر يراجع النبي صلى الله عليه وسلم ويراجع أبا بكر بعده وكل واحد وحده فيأتي رأي أبي بكر مطابقا لرأي النبي صلى الله عليه وسلم .(1/2480)
24- ثباته ودلائل ذلك كثيرة منها ثباته على الحق حتى توفاه الله تعالى : ومما يشير إلى ذلك قول الصديق رضي الله عنه لعروة (أمصص ببظر اللات أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال من ذا ؟قالوا أبو بكر. قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك) دلالته بينة فقد كان إيمانه رضي الله عنه قويا ارتقى إلى درجة اليقين ولهذا استبعد التخلي عن نصرة الله ورسوله صلى الله عليه في أي حال من الأحوال ؛ مهما تكن الظروف بل الأمر بالنسبة له من المستحيلات التي لا يتطرق إليه شك البتة ... وقد وفى فلم يتخلى عن ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعد أن لحق في الرفيق الأعلى إلى أن لقي الله تعالى وهو قائم بما وعد به وكانت الفتوحات الإسلامية تخوض غمار المعارك مع أكبر دولتين في ذك الوقت بعد أن خمد الفتن الداخلية في حربه للردة رضي الله عنه وأرضاه ... فمن مثل الصديق –بعد الأنبياء -!وأي عقلية تلك التي تسعى لانتقاصه ! وأي ظلام يستطيع حجب الشمس في رابعة النهار ؟! اللهم ثبت على الحق من هم قائمون فيه ، ورد ضال المسلمين إليه ردا جميلا...
25- إشادة النبي صلى الله عليه وسلم بإيمان الصديق والفاروق ؛ ومما يدل على ذلك النص الآتي :(1/2481)
( بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب الحديث لم اقف على اسم هذا الراعي وقد اورد المصنف الحديث في ذكر بني إسرائيل وهو مشعر بأنه عنده ممن كان قبل الإسلام وقد وقع كلام الذئب لبعض الصحابة في نحو هذه القصة فروى أبو نعيم في الدلائل من طريق ربيعة بن أوس عن أنيس بن عمرو عن اهبان بن أوس قال كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها فصحت عليه فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال من لها يوم تشتغل عنها تمنعني رزقا رزقنيه الله تعالى فصفقت بيدي وقلت والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا فقال أعجب من هذا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات يدعو إلى الله قال فأتى اهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره واسلم فيحتمل ان يكون اهبان لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كان أبو بكر وعمر حاضرين ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأبو بكر وعمر غائبين فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فاني أومن بذلك وأبو بكر وعمر وقد تقدمت هذه الزيادة في هذه القصة من وجه آخر عن أبي سلمة في المزارعة وفيه قال أبو سلمة وما هما يومئذ في القوم أي عند حكاية النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم قال ذلك لما اطلع عليه من غلبة صدق إيمانهما وقوة يقينهما وهذا أليق بدخوله في مناقبهما قوله يوم السبع قال عياض يجوز ضم الموحدة وسكونها ألا أن الرواية بالضم وقال الحربي هو بالضم والسكون وجزم بان المراد به الحيوان المعروف وقال بن العربي هو بالإسكان والضم تصحيف كذا قال وقال بن الجوزي هو بالسكون والمحدثون يروونه بالضم وعلى هذا أي الضم فالمعنى إذا اخذها السبع لم يقدر على خلاصها منه فلا يرعاها حينئذ غيري أي انك تهرب منه وأكون أنا قريبا منه أرعى ما يفضل لي منها وقال الداودي معناه من لها يوم يطرقها السبع أي الأسد فتفر أنت منه فيأخذ منها حاجته وأتخلف إنا لا راعي لها حينئذ غيري وقيل إنما يكون ذلك عند الاشتغال(1/2482)
بالفتن فتصير الغنم هملا فتنهبها السباع فيصير الذئب كالراعي لها لانفراده بها وأما بالسكون فاختلف في المراد به فقيل هو اسم الموضع الذي يقع فيه الحشر يوم القيامة وهذا نقله الأزهري في تهذيب اللغة عن بن الأعرابي ويؤيده انه وقع في بعض طرقه عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة يوم القيامة وقد تعقب هذا بان الذئب حينئذ لا يكون راعيا للغنم ولا تعلق له بها وقيل هو اسم يوم عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون فيه باللهو واللعب فيغفل الراعي عن غنمه فيتمكن الذئب من الغنم وانما قال ليس لها راع غيري مبالغة في تمكنه منها وهذا نقله الإسماعيلي عن أبي عبيدة وقيل هو من سبعت الرجل إذا ذعرته أي من لها يوم الفزع أو من اسبعته إذا اهملته أي من لها يوم الاهمال قال الأصمعي السبع الهمل واسبع الرجل اغنامه إذا تركها تصنع ما تشاء ورجح هذا القول النووي وقيل يوم الأكل يقال سبع الذئب الشاة إذا اكلها وحكى صاحب المطالع انه روي بسكون التحتانية اخر الحروف وفسره بيوم الضياع يقال اسبعت وأضيعت بمعنى وهذا نقله بن دحية عن إسماعيل القاضي عن علي بن المديني عن معمر بن المثنى وقيل المراد بيوم السبع يوم الشدة كما روي عن بن عباس انه سئل عن مسألة فقال اجرأ من سبع يريد انها من المسائل الشداد التي يشتد فيها الخطب على المفتي والله اعلم قوله وبينما رجل يسوق بقرة تقدم الكلام عليه في المزارعة ووقع عند بن حبان من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة في اخره في القصتين فقال الناس امنا بما امن به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الحديث جواز التعجب من خوارق العادات وتفاوت الناس في المعارف .(1/2483)
هذه شهادة من لا ينطق عن الهوى شهادة للعمرين لا تزنها مثاقيل الجبال من الذهب والفظة بل لا نزنها الدنيا بما تتضمنه من متاع الحياة ؛ شهادة يفخر بها العمران وأهل الحق الذين ينظرون إلى الأمور بمنظار الحق الواضح الذي لا يقف أمام رؤيته هوى ولا جهل ، ولا حسد ولا ولا ... ولا شيء من معكرات الرؤية فالحمد لله على نعمته نسأل الله ألا يسلبنا هذه النعمة ...
26- سابقة الإنسان المشرقة ينبغي أن تحسب له ، وهو مبدأ إسلامي ثابت في كتاب الله تعالى ، وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام . والنصوص في هذا معلومة . والصحابة رضوان الله عليهم سابقتهم معلومة أشاد بها الله تعالى في كتابه وأشاد بها نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته . والقرآن الكريم لم يمدح أحدا ثم انتكس ، أو بدل أو غير ، والذي علم الله أنه سيهلك على مجانبة الصواب ذكره بالاسم ... وهي[فضل السبق] سنة معمول بها حتى في القوانين التي لا تستند إلى وحي في تقدير صاحب السابقة ؛ وإن حدث له شيء ؛ فليس هناك أحد معصوم من الخطأ . أفيليق بالمسلم أن يعترض على الله تعالى أو على رسوله صلى الله عليه وسلم فيما قد قُرر في الكتاب المعصوم ، والسنة المطهرة ، والسيرة العطرة ، وينقض قواعد ومبادئ أعظم ثبوتا من الجبال الرواسي ...! ويتجهم بوجهه تجاه كل الأعراف والمسلمات ...
ومن الأدلة على اعتبار السابقة مبدأ وقاعدة ثابتة قول الله تعالى ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )
وهي شهادة من الله للصحابة الكرام والبشارة لهم بالجنة والذين اتبعوهم من صغار الصحابة ومن سار على النهج إلى يوم الدين .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام البخاري في عدد من الروايات حيث قال رحمه الله تعالى :(1/2484)
(حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال أخبرني حسن بن محمد قال أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )(1/2485)
وحدثني محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن وكان عثمانيا فقال لابن عطية وكان علويا إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول بعثني النبي صلى الله عليه وسلم والزبير فقال ائتوا روضة كذا وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا فأتينا الروضة فقلنا الكتاب قالت لم يعطني فقلنا لتخرجن أو لأجردنك فأخرجت من حجزتها فأرسل إلى حاطب فقال لا تعجل والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله ولم يكن لي أحد فأحببت أن اتخذ عندهم يدا فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق فقال ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فهذا الذي جرأه )(1/2486)
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال أخبرني الحسن بن محمد أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب قال فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش يقول كنت حليفا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقكم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرا فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فأنزل الله السورة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق } إلى قوله { فقد ضل سواء السبيل )(1/2487)
و حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال حدثني الحسن بن محمد بن علي أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي يقول سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فذهبنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هذا يا حاطب قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت امرأ من قريش ولم أكن من أنفسهم وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قد صدقكم فقال عمر دعني يا رسول الله فأضرب عنقه فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال عمرو ونزلت فيه { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } )(1/2488)
27-ومن مزايا الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قوة إيمانه التي ترجح في الميزان على إيمان الأمة ، وهي مسألة كالمشاهدة في الحياة العملية التطبيقية للصديق ؛ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن لحق بالرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم .والأمثلة الواضحة الصحيحة تشهد على صحة قوة إيمان الصديق أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأما في حياته عليه الصلاة والسلام فقد صدقه وآمن به من أول لحظة ، لم يتلكأ عليه رضوان الله تعالى؛ في أي موقف من المواقف ، وصبيحة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم صدقه وآمن بما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله : إن قال ذلك فقد صدق ! فلما قيل له في ذلك ؟ قال : إني لأصدقه بأكبر من ذلك ؛ إني لأصدقه بخبر السماء ، وكذلك في صلح الحديبية رأينا كيف كان موقفه إزاء ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وكان رأيه يتوافق مع رأي النبي صلى الله عليه وسلم ، وسواها من المواقف ؛ فلم تسجل لنا النصوص أي موقف يناقض هذا ... وأما بعد أن لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى فإن مواقف الصديق الصلبة في المدلهمات العظام تجلت بقوة إيمانه ، وفهمه الصحيح والدقيق للإسلام والإيمان ومتطلباتهما فوقف تلك المواقف المشرفة وواجه الفتن حتى خرج بالأمة –بفضل من الله تعالى إلى بر الآمان وقاد السفينة والأمواج هوج فخرج بها سالمة معافاه تدق أبواب فارس والروم بل وصلت إليها وبدأت الدولتان تتهاوي قواها تباعا حيث واصل من حيث وانتهى الفاروق وكذا ذو النورين وأبو السبطين رضي الله عن الجميع . وبنى للأمة أسسا على ضوء بناء النبي صلى الله عليه وسلم كانت منطلقا لها تسير في في مشارق الأرض ومغاربها على ضوئها . فمن ذا الذي يفعل كأبي بكر الصديق صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام ورفيقه في الغار ، وملازمه في جميع غزواته وجهاده وفي الحرب والسلم ، وحامل دفة الدولة(1/2489)
الإسلامية بعده عليه الصلاة والسلام في وقت حرج إلى الغاية ...
أولائك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع .
28- كفته راجحة بعد النبي صلى الله عليه وسلم والنصان الآتيان يشيران إلى ذلك كما يشيران إلى عقد الخلفاء وسير الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتحددان الخلافة الراشدة بثلاثين عاما . قال الحاكم في المستدرك :
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا حميد بن عياش الرملي ثنا المؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة مولى أم سلمة رضي الله عنها قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح ثم أقبل على أصحابه فقال أيكم رأى الليلة رؤيا قال فصلى ذات يوم فقال أيكم رأى رؤيا فقال رجل أنا رأيت يا رسول الله كأن ميزانا دلي به من السماء فوضعت في كفة ووضع أبو بكر من كفة أخرى فرجحت بأبي بكر فرفعت وترك أبو بكر مكانه فجيىء بعمر بن الخطاب فوضع في الكفة الأخرى فرجح به أبو بكر فرفع أبو بكر وجيىء بعثمان فوضع في الكفة الأخرى فرجح عمر بعثمان ثم رفع عمر وعثمان ورفع الميزان قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال خلافة النبوة ثلاثون عاما ثم تكون ملك قال سعيد بن جمهان فقال لي سفينة أمسك سنتي أبي بكر وعشر عمر واثنتي عشرة عثمان وست علي رضي الله عنهم أجمعين وقد أسندت هذه الروايات بإسناد صحيح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم(1/2490)
وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهدي بن رستم ثنا موسى بن هارون البردي ثنا محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان بن عفان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر رضي الله عنه نيط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر قال جابر فلما قمنا من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا الرجل الصالح النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعضا فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولعاقبة هذا الحديث إسناد صحيح عن أبي هريرة ولم يخرجاه .
29-أمانته وخوفه من الله تعالى فيما ولي عليه حيث دعى إلى مراقبة سيره في قيادة الأمة دعوة صادقة بفقه وفهم ؛ في تسديده فيما أصاب ، وتقويمه فيما أخطأ فإن ذلك أساس كل حكم صالح نافع للراعي والرعية ...
30- وثمة ملحظ في الخطبة في ورعه من أخذ الأجرة على انشغاله بالخلافة عن كفاية بيته وولده فقد أوصى بردها إلى بيت المال . رضي الله عنه وعن جميع الصحابه الكرام ...
فمن مثل أبي بكر الصديق بعد الأنبياء يوم أن كان مسئولا عليه ، ويوم أن أصبح مسئولا وخليفة ورضي الله عنه في الأولين والآخرين .
لقد كان ذا عقل راجح ، وأعتذر من قصور تعبيري عن أعظم شخصية بعد الأنبياء سائلا الله تعالى أن يعفو عني فيما قصرت وأن يحفظ مكانة هذا القائد العظيم في نفوس المسلمين ، وأن يخرس ألسنا تنال منه ، وقلوبا مريضة تحمل الحقد عليه ... وأختم بأبيات ذكرت الصديق في ثناياها
للأديب موسى بن بهيج الأندلسي على لسان أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهم حيث قال :
مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي""ومُحَمَّدٌ في حِجْره رَبَّاني؟
وأذختُ عن أبوي دينَ محمدٍ""وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانيِ(1/2491)
وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمدٍ""فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني
والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي""حَسبي بهذا مَفْخَراً وكَفاني
وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ""وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله""وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطانِ
ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى""بِردائهِ أكرِم بِهِ منْ ثانِ
وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعبا""زُهداُ وأذعن أيَّما إذعانِ
وتخللتْ مَعَهُ ملائكةُ السما""وأتتهُ بُشرى الهِ بالرضوانِ
وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائمٍ""في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ
قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهم"" وأذل أهلَ الكُفر والطُّغيانِ
سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى""هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ
واللهِ ما استبَقُوا لنيلِ فضيلةٍ""مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رهانِ
إلا وطارَ أبي إلي عليائِها""فمكانُه منها أجلُّ مكانِ
ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ"" بعَداوةِ الأزواجِ والأختانِ
طُُوبى لمن والى جماعةَ صحبهِ""ويكون مِن أحبابه الحسنانِ
بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ"" لا تستحيلُ بنزغَةِ الشيطانِ
هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلاً""هل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟
حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي""وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ
حُبُّ البتولِ وبعلها لم يختلِفْ""مِن مِلَّة الإسلامِ فيه اثنانِ
أكرم بأربعةٍ أئمةِ شرعنا""فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ
نُسجتْ مودتهم سدىٍ في لُحمةٍ""فبناؤها من أثبتِ البُنيانِ
اللهُ ألفَ بين وُدِّ قلوبهم""ليغيظَ كُلَّ مُنافق طعانِ
رُحماء بينهمُ صفت أخلاقُهُمْ""وخلت قُلُوبهمُ من الشنآن
فدُخولهم بين الأحبة كُلفةٌ""وسبابهم سببٌ إلي الحرمان
جمع الإلهُ المسلمين على أبي""واستُبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبده""من ذا يُطيقُ لهُ على خذلانِ
من حبني فليجتنب من سبني""إن كانَ صان محبتي ورعاني(1/2492)
وإذا محبي قد ألظَّ بمُبغضي""فكلاهما في البُغض مُستويانِ
إني لطيبةُ خُلقتُ لطيب""ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان
إني لأمُ المؤمنين فمن أبى""حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران
اللهُ حببني لِقلبِ نبيه""وإلي الصراطِ المستقيمِ هداني
واللهُ يُكرمُ من أراد كرامتي""ويُهين ربي من أراد هواني
والله أسألُهُ زيادة فضله""وحَمِدْتُهُ شمراً لِما أولاني
يا من يلوذُ بأهل بيت مُحمد"" يرجو بذلك رحمةَ الرحمان
صل أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُدْ""عنَّا فتُسلب حُلت الإيمان
إني لصادقة المقالِ كريمةٌ""أي والذي ذلتْ له الثقلانِ
خُذها إليكَ فإنما هي روضةٌ""محفوفة بالروح والريحان
صلَّى الإلهُ على النبي وآله""فبهمْ تُشمُّ أزهرُ البُستانِ
في الحلقة الآتية –إن شاء الله – بداية الحديث عن الفاروق رضي الله عنه .
---
(1/2493)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دم الخليفة عثمان رضي الله عنه على مصحفه حين قتل
---
دم الخليفة عثمان رضي الله عنه على مصحفه حين قتل
---
المنهوم
04-30-2004, 03:37 PM
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=34404
---
(1/2494)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موقع الجهاد الإلكتروني لتدمير المواقع التي تسيء للإسلام
---
موقع الجهاد الإلكتروني لتدمير المواقع التي تسيء للإسلام
---
مصطفى علي
08-12-2006, 06:59 AM
موقع الجهاد الإلكتروني لتدمير المواقع التي تسيء للإسلام (http://www.al-jinan.org/)
http://www.al-jinan.org/
---
(1/2495)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال عن كتاب :(إحياء علوم الدين) للغزالي رحمه الله.
---
سؤال عن كتاب :(إحياء علوم الدين) للغزالي رحمه الله.
---
الازهري المصري
08-27-2004, 01:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في احد المنتديات ما يلي" أبو حامد الغزالي ( 450 – 505 ) وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي , حجة الإسلام ولد في الطابران , قصبة طوس بخرسان وتوفي بها . رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد , فالحجاز , فبلاد الشام , فمصر ثم عاد إلى بلدته .
لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني ’ بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال , وذم علم الكلام وبين أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه ( المنقذ من الضلال , التفرقة بين الإيمان والزندقة ) وحرم الخوض فيه فقال ( لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام ) اتجه نحو التصوف , واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة .
وعاد آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري .
متى كان الغزالى حجة الاسلام وقد كتب فى احياء علوم الدين مالم يكتبه يهودى او نصرانى ليدمر الاسلام مثلما فعل ذلك الرجل
ومتى عاد الغزالى الى النهج الصحيح واذا كان الامر كذلك لماذا لم يامر بحرق كتاب الضلال
اماتة علوم الدين التى قال فى احد كلماته لان ترى ابا يزيد مرة واحدة خير لك من ان ترى الله سبعين مرة وغيرها وغيرها من الطوام الكبرى
الم يضع الغزالى باب كاملا بعدم تزويج المريد ونسى ان الحديث الشريف يقول النكاح من سنتى ومن رغب عن سنتى فليس منى
وقال ايضا
ان الغزالى عندما مات ترك قصرا وبيتا كبيرا به حديقة وبستان بعدما تكلم عن الزهد بكلام
ما طبقه هو اولا بنفسه ولايستطيع رجل على وجه الارض ان يطبقه
يااخى لا يستطيع احد على وجه الارض ان يحجم رحمة الله(1/2496)
ولكن التوبة لها شروط واول شروط التوبة الاقلاع عن المعصية فمتى رجع هذا الرجل
وامر بتحريق هذا الكتاب ومتى تبراء مما كتبه
ان كتب الضلال بما فيها الانجيل المحرف لو جمعت منذ عهد ادم ووضعت فى كفة ووضع احياء
علوم الدين فى كفة لفاقها هذا الكتاب الذى ضيع امم باكملها
وايضا
هذه بعض المنقولات للعلماء فى كتاب الاحياء :
-. قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي (ت 508هـ): إنَّ بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب "أبي حامد" إمام بدعتهم. فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره المباينةِ للدين؟ وزعم أنَّ هذا مِن علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا مَن تمطَّى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها، وشرع أحكامها أ.هـ
-قال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي" (ت 520هـ): فأمّا ما ذكرتَ مِن "أبي حامد"؛ فقد رأيتُه، وكلَّمتُه، فرأيتُه جليلاً مِن أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمَّال، ثم تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز "الحلاَّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ مِن الدين! فلمَّا عمل " الإحياء": عمَد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ بها، ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات.أ.هـ (1/2497)
- وقال "أبو الفضل القاضي عياض بن موسى" (ت 544هـ): والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف الفظيعة، غلا في طريقةِ التصوُّفِ، وتجرَّد لنصر مذهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألَّف فيه تواليفه المشهورة -(أي: الإحياء)- أُخذ عليه فيها مواضعُ، وساءتْ به ظنونُ أمَّةٍ، والله أعلم بسرِّه، ونَفَذَ أمرُ السلطان عندنا وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتُثِل لذلك.
ومما نسب إلى الغزالي قوله : [ ليس في الإمكان أفضل مما كان]
أي ليس في إمكان الله خلق العالم بأفضل مما هو عليه الآن !!
قال ابن حزم : ( ومن قال إنه ليس عند الله أصلح مما عمل بنا....فهو كافر) اهـ
ولقد أعترف البيجوري بصحة نسبة هذه العبارة إلى الغزالى !
واخيرا
الا تدرى ان اخو الغزالى كان رجل يعمل عمل قوم لوط وضبط وهو يسرق اموالا من خزانة الدولة فى زمانه
كيف تدافع عن الغزالى الذى ضيع الاسلام والمسلمين
والله لو كان الامر بيدى لقبل ان ابداء بالشيعة واليهود لابداء باحراق جميع كتب الاحياء للغزالى الموجودة على وجه الارض
"أ.هـ
ارجو الافادة وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
08-27-2004, 01:38 PM
أخي الكريم
دعك من هذه النقول المستلة من الكتب ، واقرأ سيرته من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي ، ففيها كنوز ثمينة تمثل منهجاً علمياً في تراجم الرجال . وعهدي بها قديم ، ولكني أذكر أن ترجمة الذهبي للغزالي ولابن حزم تعتبر من التراجم الحافلة القيمة .
فاقصد البحر ، وخل القنوات !!
ولعلك تتحفنا ببعض الدرر التي سطرها الحافظ الذهبي رحمه الله .
---
هداية
08-27-2004, 06:24 PM(1/2498)
لقد زادت حيرتي .... حيث أني كنت منذ مدة طويله أرغب في شراء كتاب إحياء علوم الدين ولكن قرأت أن به بعض الأمور التي لا توافق الشرع وأنه تم إحراقه في بعض الدول فصرفت النظرعن الكتاب ..... ومع مرور الوقت شعرت أني إن قرأته سأستفيد بما فيه من خير وأترك الباقي وخاصة بعدما سمعت من تأثر كثير من المشايخ به وأنه أفادهم أو غير مجرى حياتهم فعزمت على شرائه مجددا ولكن بعد شهر رمضان وذلك حتى أعكف على قراءته بلا توقف والآن وبعد أن قرأت هذا الكلام الخطير زادت الحيرة وزادت وزادت؟؟؟
ولكن بصفتي مسلمة وليس لها خبرة بهذه الأمور فإني أعتقد أن مسائل التكفير هذه مسائل خطيرة وليس بسهولة أن يلج فيها المسلم
ثم إن أبو حامد قد مضى إلى رب كريم لا يظلم أحدا فهلا نتوقف عن هذه الأمور ؟؟؟
وكذلك ليس من مصلحة المسلمين الآن أن نشغلها ونشغل أنفسنا بتقييم إنسان صار له مئات السنين من سكان المقابر ...ونحن لا نزال نختلف هل كفر أم لا ؟؟ ولا نزال متوقفين بذات الزمن لا ننظر للأمام ولا نحاول ان نوجهه طاقاتنا الفكريه بما يخدم أمتنا أو حتى نحاول أن نطور من واقعنا أو نصنف مؤلفات تكون معينا لأحفادنا بما يناسب زماننا ...
وأنا فعلا مازلت في حيرة من أمري ... وسأصلي الإستخارة ولكن إن كان عندكم ما ينفعني وينقذني من هذه الحيرة فسأكون لكم شاكرة
ملاحظة بيت الشعر الذي في التوقيع به خلل وهو قول خبيب بن عدي والصواب
ولست أبالي حين أقتل مسلما ..... على أي جنب كان في الله مصرع
---
عبدالرحمن الشهري
08-28-2004, 02:21 AM
الأخت الكريمة هداية : هناك تهذيب جيد لكتاب إحياء علوم الدين للمحقق الجليل عبدالسلام هارون رحمه الله بعنوان (تهذيب إحياء علوم الدين) في مجلدين.
وأشكر الشيخ أبا مجاهد على تعقيبه وتوجيهه.
---
زاهر الشهري
08-28-2004, 03:24 AM(1/2499)
قدم الشيخ / أحمد الحربي رسالة علمية ( دكتوراه ) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وعنوانها هو( أصول الدين عند أبي حامد الغزالي ) ، وهي موجودة في مكتبة جامعة الإمام ، قسم الرسائل العلمية ، وقد اطلعت عليها ،
وخلاصتها :
أن الغزالي لم يثبت على قول واحد ، وسبب ذلك كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أن عنده من الذكاء والطلب مايتشوف به إلى طريقة خاصة الخلق ، ولم يقدر له سلوك طريق خاصة هذه الأمة من السلف الصالح ، وهذا كما هو أخبر به عن نفسه .
ومن ثم أصبح الغزالي يكتب لثلاث فئات مختلفة ، كل مايناسبه ، وذلك لأنه كان يعتقد أن الإنسان الكامل له ثلاث مذاهب :
1- مذهب بحسب التقليد .
2- مذهب بحسب الشائع أو المذهب الذي ينسب إليه .
3- مذهب بحسب اعتقاده هو بينه وبين نفسه وبين خاصته .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/54 : (( والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في " الشفا " وغيره ؛ " ورسائل إخوان الصفا " وكلام أبي حيان التوحيدي . وأما المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة كما أن المادة الفلسفية في كلام ابن عقيل قليلة أو معدومة وكلامه في " الإحياء " غالبه جيد لكن فيه مواد فاسدة : مادة فلسفية ومادة كلامية ومادة من ترهات الصوفية ؛ ومادة من الأحاديث الموضوعة. )) انتهى .(1/2500)
وقال أيضاً في 4/63 : (( وتجد أبا حامد الغزالي - مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية أكثر من أولئك - يذكر في كتاب " الأربعين " ونحوه كتابه : " المضنون به على غير أهله " ؛ فإذا طلبت ذلك الكتاب واعتقدت فيه أسرار الحقائق وغاية المطالب وجدته قول الصابئة المتفلسفة بعينه قد غيرت عباراتهم وترتيباتهم ومن لم يعلم حقائق مقالات العباد ومقالات أهل الملل يعتقد أن ذاك هو السر الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وأنه هو الذي يطلع عليه المكاشفون الذين أدركوا الحقائق بنور إلهي . فإن أبا حامد كثيرا ما يحيل في كتبه على ذلك النور الإلهي وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد برياضتهم وديانتهم من إدراك الحقائق وكشفها لهم حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع . وسبب ذلك أنه كان قد علم بذكائه وصدق طلبه ما في طريق المتكلمين والمتفلسفة من الاضطراب . وآتاه الله إيمانا مجملا - كما أخبر به عن نفسه - وصار يتشوف إلى تفصيل الجملة فيجد في كلام المشايخ والصوفية ما هو أقرب إلى الحق ؛ وأولى بالتحقيق من كلام الفلاسفة والمتكلمين والأمر كما وجده لكن لم يبلغه من الميراث النبوي الذي عند خاصة الأمة من العلوم والأحوال : وما وصل إليه السابقون الأولون من العلم والعبادة حتى نالوا من المكاشفات العلمية والمعاملات العبادية ما لم ينله أولئك . فصار يعتقد أن تفصيل تلك الجملة يحصل بمجرد تلك الطريق حيث لم يكن عنده طريق غيرها لانسداد الطريقة الخاصة السنية النبوية عنه بما كان عنده من قلة العلم بها ومن الشبهات التي تقلدها عن المتفلسفة والمتكلمين حتى حالوا بها بينه وبين تلك الطريقة . ولهذا كان كثير الذم لهذه الحوائل ولطريقة العلم . وإنما ذاك لعلمه الذي سلكه والذي حجب به عن حقيقة المتابعة للرسالة . وليس هو بعلم وإنما هو عقائد فلسفية وكلامية كما قال(1/2501)
السلف : " العلم بالكلام هو الجهل " ؛ وكما قال أبو يوسف : " من طلب العلم بالكلام تزندق " . ولهذا صار طائفة ممن يرى فضيلته وديانته يدفعون وجود هذه الكتب عنه حتى كان الفقيه أبو محمد بن عبد السلام - فيما علقه عنه - ينكر أن يكون " بداية الهداية " من تصنيفه ؛ ويقول : إنما هو تقول عليه مع أن هذه الكتب مقبولها أضعاف مردودها والمردود منها أمور مجملة وليس فيها عقائد ولا أصول الدين . وأما " المضنون به على غير أهله " فقد كان طائفة أخرى من العلماء يكذبون ثبوته عنه وأما أهل الخبرة به وبحاله فيعلمون أن هذا كله كلامه لعلمهم بمواد كلامه ومشابهة بعضه بعضا ولكن كان هو وأمثاله - كما قدمت - مضطربين لا يثبتون على قول ثابت . لأن عندهم من الذكاء والطلب ما يتشوفون به إلى طريقة خاصة الخلق ولم يقدر لهم سلوك طريق خاصة هذه الأمة الذين ورثوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم العلم والإيمان وهم أهل حقائق الإيمان والقرآن - كما قدمناه - وأهل الفهم لكتاب الله والعلم والفهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباع هذا العلم بالأحوال والأعمال المناسبة لذلك كما جاءت به الرسالة .(1/2502)
ولهذا كان الشيخ " أبو عمرو بن الصلاح " يقول - فيما رأيته بخطه - : أبو حامد كثر القول فيه ومنه . فأما هذه الكتب - يعني المخالفة للحق - فلا يلتفت إليها . وأما الرجل فيسكت عنه ويفوض أمره إلى الله . ومقصوده : أنه لا يذكر بسوء لأن عفو الله عن الناسي والمخطئ وتوبة المذنب تأتي على كل ذنب وذلك من أقرب الأشياء إلى هذا وأمثاله ولأن مغفرة الله بالحسنات منه ومن غيره وتكفيره الذنوب بالمصائب تأتي على محقق الذنوب فلا يقدم الإنسان على انتفاء ذلك في حق معين إلا ببصيرة لا سيما مع كثرة الإحسان والعلم الصحيح والعمل الصالح والقصد الحسن . وهو يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية . ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين حتى أخص أصحابه أبو بكر بن العربي فإنه قال : " شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر " . وقد حكي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كتبه . ورد عليه أبو عبد الله المازري في كتاب أفرده ورد عليه أبو بكر الطرطوشي ورد عليه أبو الحسن المرغيناني رفيقه رد عليه كلامه في مشكاة الأنوار ونحوه ورد عليه الشيخ أبو البيان والشيخ أبو عمرو بن الصلاح وحذر من كلامه في ذلك هو وأبو زكريا النواوي وغيرهما ورد عليه ابن عقيل وابن الجوزي وأبو محمد المقدسي وغيرهم . )) انتهى . [/size]
---
الازهري المصري
08-28-2004, 10:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الله
اعتذر اليكم عن اثارة هذا الموضوع
ولكن ماحدث هو ان الموضوع اثير في احد المنتديات وكنت ابحث عن ردود كافية
ولكن نصحني بعض الاخوة بعدم الرد .... فجزاهم الله خيرا
شيخنا ابو مجاهد :ساحاول باذن الله نقل الترجمة
اختنا :هداية تم التصيحي وجزاكم الله خيرا
المشرفون :شكرا على تعديل الاسم
---
النووي
09-15-2004, 10:08 PM(1/2503)
أحبابنا الكرام الكتاب طبع أخيراً بطبعة جميلة شيقة جذابة في مجلدين فقط فيها إحياء علوم الدين للإمام مجدد القرن الخامس الإمام الغزالي رحمه الله ومعها كتاب تخريج الحافظ العراقي لأحاديث الكتاب وأيضاً كتاب الإملاء على الإحياء للغزالي ط دار السلام
ولا يقدح في الكتاب بعد ذلك إلا من قد قسى قلبه فأصبح كالحجارة .
وكم من ذو نعمة محسود رحم الله الإمام الغزالي وسائر علماء المسلمين المخلصين.
من درر الإمام الغزالي
قال الغزالي: لما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيمانهم إلى هذا الحد بهذه الأسباب
( سبب من الفلاسفةـ ومن أدعياء التصوف ـ ومن ادعياء التعليم ـ وسبب من معاملة الموسمين بالعلم.)
ورأيت نفسي لازمة مجتهدة ملبة بكشف هذه الشبه ، حتى كان فضح هؤلاء أيسر عندي من شربة الماء لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم أنقدح في نفسي أن ذلك متعين في الوقت محتوم. فماذا تغنيك العزلة وقد عم الداء
ومرض الأطباء وأشرف الخلق على الهلاك ؟
.................................................. .................
قالت نفسه: متى تشتغل أنت بكشف الغمة ومصادمة الظلمة والزمان زمان الفترة والدور دور الباطل ؟ ولو اشتغلت بدعوة الخلق إلى الحق لعاداك أهل الزمان جميعهم وأنى تقاومهم فكيف تعايشهم ولا يتم ذلك إلا
بزمان مساعد ــــــــــــــ وسلطان متدين قاهر ؟
فترخصت بيني وبين الله تعالى بالأستمرار على العزلة تعلالاً بالعجز عن إظهار الحق بالحجة .
فقدر الله تعالى فأمر السلطان أمر إلزام بالنهوض إلى نيسابور لتدارك هذه الفتنة .
فخطر لي أن سبب الرخصة قد ضعف فلا ينبغي أن يكون ملازمتك العزلة طلباً للكسل والراحة وطلب عز النفس وصونها عن أذى الخلق .(( ألم ،أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )).........
..........................
إلى أن قال : فشاورت في ذلك جماعة من أطباءالقلوب فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة(1/2504)
والخروج من الزاوية وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحبن كثيرة متواترة تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير.قدرها الله على رأس هذه المائة وقد وعد الله بإحياء دينه على رأس كل مائة . فاستحكم الرجاء وغلب حسن الظن بهذه الشهادات ويسر الله الحركة إلى نيسابور في ذي القعدة سنة 499هـ وبلغت مدة العزلة
إحدى عشرة سنة. ....
ثم قال: وأنا أعلم أني وإن رجعت إلى نشر العلم فما رجعت ، فإن الرجوع عود إلى ما كان ، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي يكسب الجاه ، وأدعوا إليه بقولي وعملي وكان ذلك قصدي ونيتي ،
وأما الأن فأدعو إلى العلم الذي به يترك الجاه ويعرف به سقوط رتبته.
هذا الآن قصدي ونيتي ويعلم الله ذلك مني وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري . ولا أدري أأصل إلى مرادي أم أخترم دون غرضي؟ولكني أومن إيمان يقين ومشاهدة أنه لاحول ولا قوة إلا بالله وأني لم أتحرك لكنه حركني ، وأني لم أعمل ولكنه استعملني ، فأسأله أن يصلحني أولاً ثم يصلح بي.ويهديني ثم يهدي بي. وأن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه ، ويريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه.
.......... رسالة سبب نشر العلم بعد الإعراض عنه................................
وقفات سريعة مع الرسالة:
1ـ سعة فقه الإمام الغزالي مما جعل تصحيح أحوال الأمة أيسر عنده من شربة الماء.
2ـ الفقه قبل التعبد والعزلة.
3ـ عسر الدواء لمن عرف الداء معرفة جلية فعكف يداوي نفسه (11) سنة .
4ـ بعد هذه المدة الطويلة يتردد في ترك العزلة وهذا دليل على لذة المراقبة بل المعاينة التي وجدها في العزلة.
5ـ من عظيم فضل االتعبد والعزلة إحتقار النفس ومعرفة دائها ودواءها .
6ـ حسن الأدب مع اصحابه فاستشارهم في أمر لا يخفاه فقهه أدب معهم وحفظاً لطيب المعشر.
7ـ وقفات الإمام مع نفسه وطول عذله لها وإلجامها عن رغباتها.
8ـ الفرق بين حال الإمام قبل العزلة وبعدها من حيث أحوال الباطن.(1/2505)
أين نحن من حالاً قريباً من حال الإمام فكم من نفس تتشوف لحب الظهور وكم من حب لفضول المخالطة
وكم من تصدر للمجالس ولما نريش بعد . أخيراً أسأل الله أن يبلغنا أعلى مقامات الإحسان فضلاً منه وتكرماً وأن يرزقنا الإقتداءبسير المحسنين وأن يثبتنا على صراطه المستقيم .وصلى الله وسلم
على أعظم خلقه سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه .
---
علي جاسم
03-04-2005, 02:40 PM
يقول ابن تيمية في درء التعارض " أن الغزالي قد ألقى بنفسه في بطون الفلاسفة فلما أراد أن يخرج منهم لم يقدر " لكن هل هذا القول يعني كفران الغزالي .. على أن الغزالي يقول عن نفسه " إنما أنا مزجا البضاعة " وهذا القول لا يعني بطريقة أو بخرى أنه كافر أو حتى أنه مخطي .. أما بالنسسبة لما نقل عن الغزالي من أنه قد ذم علم الكلام في منقذه من الضلال فهذا قول خداج وفهم خداج إذ يقول الغزالي في علم الكلام " فصادفته علما وافيا بمقصوده غير واف بمقصودي وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها عن تشويش أهل البدع .. ثم يقول بعد ذلك بعدما ذكر أهل الفتن .. فأنشأ الله تعالى طائفة من المتكلمين وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب يكشف عن تلبيسات أهل البدع المحدثة .... ثم يقول بعد ذلك فيهم أي أهل علم الكلام " فقد قام طائفة منهم بما ندبهم الله تعالى إليه فأحسنوا الذب عن السنة والنضال عن العقيدة ... ولعمر الله لا أجد في هذا الكلام ما يسيء لعلم الكلام .. أما قوله " فوجدته وافيا لمقصده غير واف لمقصدي " نعم ذلك لأن الغزالي كما ذكر ابن تيمية أن عنده من الذكاء ما يتشوف به إلى طريقة خاصة .. ولا ضير في هذا الأمر مع رجل كالغزالي من حيث الهمة والعلم والغاية .. ولكل من يروم معرفة فكر الغزالي فليقرأ منقذه من الضلال .. وحسسبي من الإطالة هذه الأخيرة ..
---
علي جاسم
03-04-2005, 02:58 PM(1/2506)
أما بالنسبة للإحياء .. ففيه الغث والسمين ونفعه أكثر من ضره .. وكان ابن القيم وشيخه ابن تيمية إذا ما ذكرا كتاب الإحياء يسميانه " أجل كتب الغزالي "أما بالنسبة لما نسب للغزالي من أنه قاتل " ليس بالإمكان أفضل مما كان " فهذا قول الهزيلية وهم من المعتزلة والهزيلية أتباع أبي الهزيل ومن مذهبهم أن خالقية الله منتهية إلى حد أي أنه لا يقدر أن يخلق شيئا آخر .. ولا أعرف والله كيف يمكن أن يتصور مسلم أن الغزالي بغزارة علمه وسعة فكره يقول هذا القول والله تعالى لا يئوده شيء وهو على كل شيء قدير ..أما بالنسبة للرواية التي ذكرها الغزالي من أن رؤية أحد الصالحين خير من رؤية الله مائة مرة .. فهذا الكلام وكل كلام على شاكلته من أهل التصوف والعارفين له ضاهر ليس كباطن ففي رواية مشابهة ..أنه زار قبر أبا يزيد البسطامي ملك فسأل هل بقي أحد من أصحاب أبي يزيد فأشاروا لشيخ وقالوا هذا آخر أصحاب الشيخ فلما جلسس الملك إليه سأله ما تذكر من أقوال أبي يزيد فقال الشيخ أن أبا يزيد قال من رآني لا يدخل النار .. فانتفض الملك مغاضبا وقال كيف وأبو لهب رأى محمد .. فقال له الشيخ ياهذا .. أبو لهب كان يرىى يتيم أبو طالب ولم يكن يررى رسول الله محمد .. وأحسبها قد تبينت فكرة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الله تعالى يقول { ومنهم من ينضر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون } وهل كل رؤية رؤية .. بالتأكيد لا إذ الرؤية التي قصدها أبو يزيد تلك الرؤية التي تحرك في القلب باعث الإيمان وهذا الباعث يفضي للهداية وهذه الهداية تنجي من النار .. وهذه هي فلسفة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الذي بين أهل التصوف وخصومهم لا يتعدى ثلاث كلمات - من ذاق عرف - .. والحمد لله رب العالمين ..
---
إمداد
03-08-2005, 11:33 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
للأطلاع على كلام الذهبي في الموضوع انظر المجلد 19/339(1/2507)
رأي الشيخ الألباني في الموضوع في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/18
---
د.أبو بكر خليل
09-10-2005, 04:26 PM
جزى الله الإخوة الذين دفعوا الشبهة ، و دافعوا عن إمام جليل من كبار أئمة المسلمين ، و يكفيه مدحا و تعديلا إطباق أئمة علوم الشرع على تلقيبه " حجة الإسلام الغزالي " ، و ما كان خوضه في الكلام في الفلسفة إلا لدحض دعاوى المبطلين و رد شبههم - بنفس بضاعتهم - دفاعا عن الدين ، و إن كان بعض من جاء بعده - ممن لم يعش في عصره ، و لم يشهد الشبه التي انبرى الإمام الغزالي لكشفها و نفيها - قد أخذوا عليه أنه ساهم في نشر الفلسفة و غيرها من علوم الكلام بقيامه بالاستدلال بها في دحض شبهات اصحابها ضد الإسلام ، وهذا مجرد رأي ، ولم يبدعه أحد من الأئمة المنصفين ، فضلا عن أن يرميه بالضلال أو أن يكفر ه، بل أقروا بفضله و علمه ، فتأمله .
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سيكون في هذه الأمة في آخرها من يلعن أوائلها ، و قد وقع ما أخبر عنه صلى الله عليه و سلم ، وما رمي الإمام الغزالي بما تقدم ذكره إلا مثل على ذلك .
رحم الله الإمام أبي حامد الغزالي رحمة واسعة ، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء ، و حسبك في تعديله و الثناء عليه تلقيبه ب " حجة الإسلام " من أئمة الإسلام .
ألم تدع هذه التسمية من في قلوبهم بغضاء إلى التفكر في دلالتها ؟
إن كل أو جل من اتهموا الغزالي - ممن ذكر آنفا - كان دافعه الهوى و التعصب لرأي ما ، أو لم يقرأ كتاب " إحياء علوم الدين " ، و إنما سمع من منتقديه من غير اطلاع ، و هذا لا يصح مع علو مكانة المنتقد ، و مع علو كبر الاتهام . وقد كان الأجدر بالمدعين عليه بالباطل أن يتفكروا في اختياره لعنوان كتابه : إحياء علوم الدين(1/2508)
* و مما يحزن المرء ذيوع اتهام كثير من أئمة الإسلام بالباطل ، من غير تثبت أو تحقق ، انتصارا لمذهب من المذاهب ، و كذا رمي الأحاديث النبوية الشريفة - التي صححها أئمة علوم الحديث - بالضعف ؟
إنه لم يكد يسلم لنا حديث شريف من الطعن فيه ، بدعوى قول قيل في أحد رواته ، بغير تحقيق أو تمحيص ، و ذلك بدعوى " تخريج " الأحاديث ، فإن ذكرت لهم ما قاله الأباني مثلا في مثل بعض هؤلاء من " المخرجين " المعاصرين : من قلة البضاعة و الهوى و حب الشهرة ، أعرضوا ، و لووا رؤسهم .بل تطاولوا و جهلوا في القول ، بمثل ما طفح منهم في حق إمام جليل مثل " حجة الإسلام الغزالي " / فكيف تتوقع من تطاولهم على من دونه بدرجات ؟
---
د.أبو بكر خليل
09-20-2005, 10:07 AM
و حسبك في بيان بهتان الضالين ، الذين يرمون الإمام أبي حامد الغزالي بالضلال - بل و الكفر - باحتجاج أئمة كبار مثل ابن حجر و النووي بآرائه الفقهية في كتابيهما : " فتح الباري " و " المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج " ، بل ذكر الذهبي في كتابه " تذكرة الحفاظ " أن الغزالي يعد مجدد الإسلام في المائة الخامسة - هو و جماعة - و كذا قال السيوطي ، فتأمله
فهل هؤلاء جهال ، أم غيرهم هم الجهال ؟
و في مقالة تالية سأبين ذلك إن شاء الله تعالى
---
ابو المكارم العربي
09-24-2005, 10:05 PM
ارجو من الاخوان مراجعة ترجمة الغزالي في الطبقات الكبرى للسبكي فقد دحض العديد من الافتراءات حوله. وكذلك ترجمته في كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس للكيلاني . والامام الغزالي بين مادحيه وناقديه للشيخ يوسف القرضاوي.وتعليق د.عبدالحليم محمود على المنقذ من الضلال.(1/2509)
أما اتهام الغزالي بأنه دخل في بطون الفلاسفة ولم يستطع ان يخرج فهي مقولة تلميذه ابن العربي وللعلم فإن شيخ الاسلام ابن تيمية عندما رد على الفلاسفة في كتابه منهاج السنة النبوية كان ينقل كلام الغزالي في تهافت الفلاسفة حرفا بحرف حتى الامثلة التي ضربها الغزالي كان ينقلها بنفسها !
ولمراجعة ذلك ينظر كتاب الله والدين والعالم د.جلال شرف فقد ناقش بينهما .
كما أن قول الغزالي بضاعتي مزجاة كان يتكلم عن الفلسفة لانه لم يدرسها على شيخ بل قرأ كتبهم
أما من انتقد الغزالي من القدماء فبعضهم لم يقرأ كتب الغزالي اصلا كالامام المازري بل نقل اليه كلام وبنا عليه نقده
اما ما وقع في المغرب من تحريق للاحياء لانه بدأ كتابه بالهجوم علي الفقهاء الذين اتخذوا الفقه غاية بدل الاخرة وذمهم اشد الذم (انظر كتاب العلم من الاحياء9
والاحياء له مختصرات كثيرة لابن الجوزي وابن قدامة وجمال الدين القاسمي وصالح الشامي وعبدالسلام هارون وغيرهم يستطيع الشخص قراءتها اذا كان لديه تحفظات على الاصل .
كما أن الغزالي في اصول الدين ترك الاخذ بالتأويل في الصفات في اخر كتاب الفه في علم الكلام وهو الجام العوام عن علم الكلام وقد الفه قبل وفاته بخمسة عشر يوما.
مع العلم بأن كتب الغزالي من اركان علم اصول الفقة عند اهل السنة حتى ان ابن قدامة في روضة الناظر كان ينقل عنه دون ان يذكر اسمه
يراجع موقع الامام الغزالي للنظر في كتبه ومعرفة ما كتب عنه .
---
د.أبو بكر خليل
09-28-2005, 12:08 AM
و هاكم تلك المقالة التي آثرت أن أنشرها مستقلة في هذا القسم من الملتقى - لخصوص موضوعها - و وضعتها هنا أيضا ليتكامل السياق و يترابط بعضه ببعض ، و فيها بيان لبطلان ما ادعي على الإمام الغزالي من منكر القول ، بما صرح هو بنقيضه في كتابه " إجياء علوم الدين " ، و كفى بكلامه شاهدا له :
--------------------------------------------------------------------------------(1/2510)
اختلف الناس في حكمهم على الإمام أبي حامد الغزالي ، و ذلك الاختلاف عائد إلى ما رمي به ذلك الإمام الجليل من مفتريات باطلة ، كان دافعها الحقد و الحسد ، أو الجهل و عدم التثبت ، أو الخلاف المذهبي و التعصب المذموم ، و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء " ، قال :
" الشيخ الإمام البحر ، حجة الإسلام ، أعجوبة الزمان ، زين الدين ، أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي ، صاحب التصانيف و الذكاء المفرط ، تفقه ببلده أولا ، ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة ، فلازم إمام الحرمين ، فبرع في الفقه في مدة قريبة ، و مهر في الكلام و الجدل حتى صار عين المناظرين ، و أعاد للطلبة ، و شرع في التصنيف " . ( ج 19 / ص 322 و 323 ).
*******************
ومما دعاني للكتابة في شأنه - رضي الله عنه - ما قرأته في هذا الملتقى من سؤال عنه ، و ما رماه به بعض المبطلين من ضلال و كفر ، و العياذ بالله ، و قد رددت و دفعت عنه تلك الأباطيل و الأضاليل ، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار " رواه أبو داود ، و أخرجه الترمذي و حسنه .
و إذا كان هذا في حق عامة المسلمين ، فهو في حق خاصتهم و أئمتهم أولى ، و إذا كان ذلك في أعراضهم فهو في دينهم و معتقدهم أولى و أعلى .
- و قد آثرت أن تكون هذه المقالة منفردة عن ردي و كلامي المتقدم ، لأذكر مثلا واحدا لبطلان ما رمي به الغزالي - رحمه الله - ثم نقله النقلة من غير تحقق و لا تثبت ، فظلموه و أساءوا إليه ، و توارث الناس ذلك الحط من قدره - بل و النيل من دينه و عقيدته - و ها كم ما نقله أبو المظفر يوسف في كتاب له ، و حكاه عنه الذهبي ، قال :
(( ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب رياض الأفهام في مناقب أهل البيت " قال :(1/2511)
ذكر أبو حامد في كتابه " سر العالمين وكشف ما في الدارين " فقال في حديث { من كنت مولاه فعلي مولاه } : أن عمر قال لعلي بخ بخ أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، قال أبو حامد : وهذا تسليم ورضى ، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة وعقد البنود وأمر الخلافة ونهبها فحملهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ،
وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية ،
وما أدري ما عذره في هذا ؟
والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق فإن الرجل من بحور العلم والله أعلم .
هذا إن لم يكن هذا وضع هذا و ما ذاك ببعيد ، ففي هذا التأليف بلايا لا تطيب )) . (سيرأعلام النبلاء ، 19 / 328 )
********************
و هذا الرأي صحيح ، و لا يعقل صدوره عن إمام وصف بمجدد الإسلام في المائة الخامسة ، و ها كم دليل بطلان نسبته إليه ، و كذب عزوه له ، فقد صرح بنقيض ذلك في كتابه " إحياء علوم الدين " - و الكتاب بين يدي الآن ، و أنا أنقل منه ، و ليس من أسطوانة (c.d ) ، قال :
" و أن يعتقد فضل الصحابة - ي الله عنهم - و ترتيبهم ، و أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، رضي الله عنهم ، و أن يحسن الظن بجميع الصحابة ، و يثني عليهم كما أثنى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين .
فكل ذلك مما وردت به الأخبار ، و شهدت به الآثار ، فمن اعتقد جميع ذلك ، موقنا به ، كان من أهل الحق و عصابة السنة ، و فارق رهط الضلال و حزب البدعة ، فنسأل الله كمال اليقين ، و حسن الثبات في الدين لنا و لكافة المسلمين برحمته ، إنه أرحم الراحمين ، و صلى الله على سيدنا محمد و على كل عبد مصطفى " . انتهى كلام الإمام الغزالي هنا . ( إحياء علوم الدين ، الجزء الأول ، صفحة 161 ، طبعة دار الشعب ، القاهرة ) .(1/2512)
* فهل يستقيم كلامه الوضيء هذا مع ما نسب إليه من باطل مما نقله أبو المظفر آنفا ؟ اللهم لا، ثم لا ، ثم لا .
و قد أورد الإمام الغزالي كلامه المذكور في ( كتاب قواعد العقائد ) - في إحياء علوم الدين - قال : و فيه أربعة فصول ، و جعل الفصل الأول ( و الذي نقلنا منه ما تقدم ) : " في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة ، التي هي أحد مباني الإسلام " .(1 / 154 ) .
فهل يعقل عاقل لديه ذرة عقل أن من جعل عمر رضي الله عنه مقدما في الفضل و المرتبة علي علي كرم الله وجهه - و رضي الله عنهما و عن الصحابة أجمعين - أن يكون قد قال فيه أنه نهب الخلافة من سيدنا علي ؟
فهذا و الله كلام مدسوس عليه ، و منحول و متقول عليه ، و دليل ذلك ما أوردناه من كلامه ، بل من معتقده الذي هو معتقد كل مسلم صحيح الإيمان .
بل انظر ما قاله في ( الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلى الله عليه و سلم فيما أخبر عنه ) - قال : و مداره على عشرة أصول - قال في الأصل السابع :
" أن الإمام الحق - بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله عنهم " . ( الإحياء ، 1 / 201 ).
و قال في الأصل الثامن :
" أن فضل الصحابة رضي اتلله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة " ( 1/202 )
**********************
فهذا مثل لما افتروه من قول باطل تقولوه على الإمام الغزالي ، و زيفه واضح ، كما بيناه مما صرح هو بخلافه ، و الحال كذلك في بقية ما أنكر عليه من أقوال ظاهرة البطلان مما سنبين حقيقتها بعد إن شاء الله تعالي 0
و لاندعي لأحد عصمة من اتلخطأ ، و الأمر كما قال الإمام الذهبي :
" الغزالي إمام كبير ، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ " . (سيرعلام النبلاء ، 19 / 339 )
---
الراية
10-01-2005, 07:27 PM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(1/2513)
و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة مِن كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد، والنُّبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنزلة مَن أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة، وفيه مع ذلك مِن كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنَّة...
---
أبو المعتز القرشي
10-11-2005, 07:49 PM
هناك تهذيب جيد لكتاب إحياء علوم الدين للمحقق الجليل عبدالسلام هارون رحمه الله بعنوان (تهذيب إحياء علوم الدين) في مجلدين.
استسمح الشيخ عبد الرحمن في هذه المشاركة :
إن عبد السلام هارون عالم جليل ومحقق مبدع رحمه الله ، وكان له الأثر الواضح في كتب أهل العلم . ولقد رأيت صنيعه في إحياء علوم الدين ويا ليته لم يحذف شيئا من أصل الكتاب فقد نص على أنه حذف الأحاديث الضعيفة في الإحياء - ولا يخفى على طلبة العلم وجود الأحاديث الضعيفة بله الموضوعة في الإحياء -، وإبقاء الكتاب بنصه كما صنفه المؤلف أفضل مع شيء من الترتيب والتعليق إن احتاج الأمر إلى ذلك .
ويبقى صنيع عبد السلام هارون نافع لمن ليس لديه القدرة في تمييز الحديث الصحيح من غيره ، ولمن ليس لديه الرغبة في قرآءة أصل الكتاب . والله أعلم .
---
الراية
11-19-2005, 08:57 PM
الغزالي وكتابه (إحياء علوم الدين )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10461
---
د.أبو بكر خليل
11-21-2005, 02:55 PM
ما جاء في هذا الرابط في شأن الإمام الغزالي لا يصح ، لعداوة قائله له ، و الجرح الذي مرجعه الخلاف و التعصب المذهبي - كما هو هنا - غير معتبر عند الأئمة المعتبرين المنصفين ، و انظر إلى ذلك الكلام المنقول لتعلم عدم صحته ، قال صاحبه :(1/2514)
[ ومع تقدم الغزالي في العلوم إلا أنه كان مُزْجَى البضاعة في الحديث وعلومه ، لا يميز بين صحيح الحديث وسقيمه قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – : " فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره (الخارج عن مذهب السلف ) ؛ فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعَدَّونَ به من عوام أهل الصناعة فضلا عن خواصها ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامة ، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث ، وبين الحديث المفترى المكذوب ، وكتبهم أصدق شاهد بذلك ، ففيها عجائب . وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك ، إما عند الموت ، وإما قبل الموت ، والحكايات في هذا كثيرة معروفة ... هذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف ... " مجموع الفتاوى ج4 ص71] .
انتهى الاقتباس
- و هو قول عجيب ،
فما علينا إلا الرجوع إلى كتاب " تلخيص الحبير " للحافظ ابن حجر - و هو من هو في علوم الحديث - لنرى كم ذكر و استشهد بأقوال الإمام الغزالي في الأحاديث ؟
و كذا الحال في تفسير القرآن الكريم ، حيث احتج ابن كثير بقول الغزالي ، و أكثر ابن حجر من النقل عن الغزالي في كتابه " فتح الباري " ، و كذا فعل الكثير من الأئمة ،
* فهل كان كل هؤلاء خاطئين أم كانوا كلهم غافلون ؟؟
_ إن العدل و الإنصاف يدعونا لأن لا نغمط الناس حقهم ،
*** و أقول للإخوة : أليس من الواجب على المسلم أن يستريح لبراءة أخيه المسلم مما نسب إليه بغير حق ، أم يجعل كل همّه تلمس كل ما فيه شبهة لحقت بحقه ؟(1/2515)
- فما بالك إذا كان ذلك المرء المسلم إماما كبيرا من أئمتهم ، و شهد له بذلك كبراؤهم ؟
- و ما بالك إذا ثبت بطلان الافتراءات التي ألصقت بذلك الإمام الذي عدَه السيوطي و كذا الذهبي من
" مجددّي المائة الخامسة " ؟
*قال عزَ من قائل :
{ يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين للَه شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } . [ المائدة : 8 ]
هذا أمر الله ،
فأيّكم على يقين مما سيقوله يوم الحساب عندما يختصمه الغزالي للًَه عزَ و جلَ ؟
---
الراية
11-21-2005, 09:34 PM
ومن العدل والانصاف عدم القاء الكلام جزاف دون ذكر الشواهد ؟؟
فأين الامثلة من كتاب ابن حجر" تلخيص الحبير "
مع ان الصواب في اسمه هو "التلخيص الحبير"
أو حتى كتاب فتح الباري؟
فأين الامثلة من هذين الكتابين لابن حجر الذي أكثر فيهما من النقل في الجانب الحديثي عن الغزالي
لندع المجال العاطفي قليلاً..
أخشى أن ينطبق وصفك لما جاء في الرابط على تعليقك الاخير!
ثم ان مما جاء في الرابط موثق من كتب الغزالي ،فلايكون التهرب منه بايراد كلام من اثنى على الغزالي !
فليتنبه
---
د.أبو بكر خليل
11-26-2005, 11:14 PM
من خطل القول رمي إمام كبير من أئمة المسلمين بالبدعة بله الكفر - و العياذ بالله - و يظهر فحش ذلك القول الباطل إذا قيل في حق من عدَ من مجددي هذه الأمة ،
و لا خلاف في هذا إلا عند جاهل شديد الجهل و الحمق أو عند حاقد شديد الحقد و الغلِ ،
و هؤلاء لا يلتفت إلى أباطيلهم و أضاليلهم .
هل في ذلك شك ؟
*******************************************
- و في شأن الإمام الغزالي - رحمه الله - شهد له اثنان من الأئمة - و هو عدد كاف في التعديل - بالإمامة بل بكونه ممن " جدد لهذه الأمة دينها " ، على ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف ،(1/2516)
* و قد عدَه الإمام الذهبي و كذا السيوطي ممن جددَ للأمة دينها في المائة الخامسة ، و حكى
المباركفوري في كتابه " عون المعبود بشرح سنن أبي داود " قول السيوطي هذا و أقره ،
ففي شرح الحديث -(سنن أبي داود ج 4 ص 109
حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " . ) - قال :
[ تنبيه آخر
اعلم أنهم قد بينوا أسماء المجددين الماضين ،
وقد صنف السيوطي في ذلك أرجوزة سماها " تحفة المهتدين بأخبار المجددين " ، فنحن نذكرها ها هنا ، وهذه هي :
الحمد لله العظيم المنة المانح الفضل لأهل السنة
ثم الصلاة والسلام نلتمس على نبي دينه لا يندرس
لقد أتى في خبر مشتهر رواه كل حافظ معتبر
بأنه في رأس كل مائة يبعث ربنا لهذى الأمة
منا عليها عالما يجدد دين الهدى لأنه مجتهد
فكان عند المائة الأولى عمر خليفة العدل بإجماع وقر
والشافعي كان عند الثانية لما له من العلوم السامية
وبن سريج ثالث الأئمة والأشعري عدة من أمه
والباقلاني رابع أو سهل أو الاسفراني خلف قد حكوا
والخامس الحبر هو الغزالي وعده ما فيه من جدال
والسادس الفخر الإمام الرازي والرافعي مثله يوازي
والثامن الحبر هو البلقيني أو حافظ الأنام زين الدين
والشرط في ذلك أن تمضي المائة وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامه وينصر السنة في كلامه
وأن يكون جامعا لكل فن وأن يعم علمه أهل الزمن
وأن يكون في حديث قد روى من أهل بيت المصطفى وقد قوى
وكونه فردا هو المشهور قد نطق الحديث والجمهور
وهذه تاسعة المئين قد أتت ولا يخلف ما الهادي وعد
وقد رجوت أنني المجدد فيها ففضل الله ليس يجحد
وآخر المئين فيما يأتي عيسى نبي الله ذو الآيات
يجدد الدين لهذي الأمة وفي الصلاة بعضنا قد أمه(1/2517)
مقررا لشرعنا ويحكم بحكمنا إذ في السماء يعلم
وبعده لم يبق من مجدد ويرفع القرآن مثل ما بدى
وتكثر الأشرار والإضاعة من رفعه إلى قيام الساعة
وأحمد الله على ما علما وما جلا من الخفا وأنعما
مصليا على نبي الرحمة والآل مع أصحابه المكرمة
انتهت الأرجوزة ] .
---
عبدالرحمن الشهري
11-27-2005, 12:02 AM
أخي العزيز الدكتور أبا بكر وفقه الله. ليتنا نكتفي بهذا في هذا الموضوع .
---
ذو المعالي
11-30-2005, 01:08 AM
تنبيهاً على ما كُتِبَ أعلاهُ حولَ كتابِ " إحياء علوم الدين " للإمام الحجة أبي حامد الغزَّالي _ رحمه الله _ أنشرُ هذا المكتوب و أصلُه ردٌ على أحد الإخوة انتقدَ فيه كتابَ الإمام الغزَّالي _ رضي الله عنه _ " إحياءُعلوم الدين " من الجهةِ العلمية ، فكان هذا المكتوب .
_____________________________
أسعدني طرحك الكلامَ عن كتاب أبي حامدٍ الغزَّالي _ رحمه الله _ ( إحياء علوم الدين ) ، و لي وقفاتٌ مع الكلامِ عنه عموماً ، فلعل قلبك يسعُ لها :
الأولى : أن الإمامَ أبا حامد _ رحمه الله _ مشهودٌ له بالعلم الرصين ، و معلومٌ فضلُه عند العام و الخاص ، فهو مقدَّمٌ عند الشافعية في فقههم ، و هو رأسٌ عند السلوكيين في التزكية ، و هذا المقام لا يُجهل لمثله ، و لا يعني أن عدم شمولِه لفنٍّ نُسيانُ تقدُّمه في فنون أُخر .
الثانية : في النظر في كتاب ( الإحياء ) نرى أنه صنفه لغايةٍ مقصودة سعى إليها و بلغ فيها المرتبة التي لم ينلْها أحدٌ بعده فيها ، و هي تصفية النفس و تهذيبها و تزكيتها .
ذلك أن الغزَّالي ألفَ كتباً في ذلك كـ : الإحياء ، و المنهاج ، و رسائلَ صغارٍ و كبار ، و عوَّل الناسُ عليها معتمدين لها .
الوقفة الثالثة : أن الوعظَ يُراعى فيه أموراً في مُراعاتها تتحصَّل للشخص الفائدة المَرْجوَّة من تأليف كتب المواعظ ، و هي :(1/2518)
1_ أن تكون القراءةُ فيها قراءةً وعظية ، لا قراءةً علمية ، لأن المقصود التهذيب و التربية و التزكية ، لا التعليم و التفقيه .
2_ أن إيرادَ الكلامِ فيها متعلِّقٌ بالباطن لا الظاهر ، و لذا فإن أبا حامد _ رحمه الله _ يُرى منه تبيانٌ لهذه الحقيقة ، فهو يُعرِّجُ على الأحكام الظاهرة و يأتي بمقابلها من الأحكام الباطنة ، و ليس هو بِدعاً في ذلك فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : أصل الدين في الحقيقة : هي الأمور الباطنة من العلوم و الأعمال ، و أن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها . [ التحفة العراقية 308 ] .
و حتى تعرفَ هذه الحقيقة اقرأ أي كتابٍ لأبي حامد من هذه الجهة فإنك سترى تغيراُ كثيراً تجاه كتابه .
و أبو حامد اعتنى بهذا الجانب _ كما أسلفتُ _ و حرِصَ عليه في كتابه هذا ، و من هذه الأصل كان قولُهم : من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء ، و بيانها : أن كتابَ اللإحياء فيه وعظٌ للنفس و تهذيبٌ لها ، فإذا قرأه الإنسانُ من جهة الوعظية _ لا العلمية _ أحيتْ فيه ميتاً في الجوف ، و أدتْ له شيئاً من التغير السلوكي الرصين .
و لا يخفى عليك _ بارك الله فيك _ أن المواعظَ ؛ و منها : الترغيب و الترهيب ، يُتساهيل فيها بسرْد الأخبار و الأحاديث .
و من خلال التجربة فإن قراءاتي لكتب أبي حامد بالنظرة الوعظية أفادت أكثر من القراءة لها بالنظرة العلمية .
و لا شك أنه _ رحمه الله _ له زلاتٌ لا يُوافق عليها ، و كذلك له حسنات لابد من الأخذ بها .
و أنصحُ الإخوة بقراءة كتبه التالية و الحرصِ عليها :
1_ الإحياء .
2_ منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين ( و هو نفيسٌ للغاية ) .
3_ مكاشفة القلوب المقرب إلى علام الغيوب .
و أنبه إلى القراءة فيها من جهة الوعظ لا العلم .
وفقك الله ، و بارك فيك ، و نفعني و إياك بخيره و فضله .
---
(1/2519)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير سهل التستري .
---
تفسير سهل التستري .
---
إيمان البحر
02-14-2006, 07:13 AM
إخواني لقد بحثت في كتاب (تفسير القرآن العظيم ) لسهل التستري . وحاولت جمع معلومات عن حياة الشيخ وكتابه. ولم يُقوم عملي. فمن كان مهتم بهذا الكتاب وأراد نسخة فليطلب ، ومن يريد تقويم ماكتبت فأنا على استعداد لعرضه... ولكن هل يمكن عرضه كاملا في هذا الملتقى؟ وللعلم البحث صغير مكون من 20 صفحة .
وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2006, 10:14 AM
لا بأس من عرض البحث ، وفقك الله.
---
إيمان البحر
02-14-2006, 02:26 PM
الباب الأول: دراسة حول المؤلف
أولاً: حياته:
أ) اسمه ونسبه:
هو أبو محمد، سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رافع التستري، أحد أئمة الصوفية وعلمائهم المتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات وعيوب الأفعال.
قال أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "حلية الأولياء" : عامة كلام سهل في تصفية الأعمال، وتنقية الأحوال عن المعايب والأعلال.
ب) ولادته:
وُلد في تستر في سنة مائتين وقيل إحدى ومائتين للهجرة ، وإلى هذه المدينة ترجع نسبته (التستري)، وهذه المدينة من أعظم مدن خوزستان ، (وتفرد بعض الناس بجعل تستر مع الأهواز، وبعضهم يجعلها مع البصرة، وجعلها عمر بن الخطاب من أرض البصرة لقربها منها).
ج) صفاته:
كان رحمه الله زاهداً، عابداً، ولم يكن له في وقته نظير في المعاملات والورع، حتى أنه ليكتفي بوزن أوقية من خبز الشعير لطعام يوم كامل. كما أنه كان صواماً حتى أنه ليصوم الوصال، ويتفادى إثم الوصال بالإفطار على الماء القراح(الخالص) أحياناً، أما تهجده فقد كان يقوم الليل كله في الصلاة.(1/2520)
وذكر الإمام القشيري في رسالته عن سهل أنه قال:" جعلت قوتي اقتصاراً على أن يُشترى لي بدرهم من الشعير فيطحن ويخبز لي، فأفطر عند السحر كل ليلة على أوقية واحدة بحتاً، بغير ملح ولا إدام، فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة. ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال، ثم أفطر ليلة، ثم خمساً، ثم سبعاً، ثم خمساً وعشرين ليلة. وكنت عليه عشرين سنة. ثم خرجت أسيح في الأرض سنين، ثم رجعت إلى تستر، وكنت أقوم الليل كله.
وكان التستري رحمه الله سخياً بطبعه ينفق ماله في طاعة الله، وبالغ في ذلك حتى أن أمه وأخوته شكوه إلى بعض الزهاد، فأفهمهم أن من يرغب في الآخرة لا يترك في الدنيا شيئاً.
د)كراماته:
سئل سهل عن قوله تعالى: {اللَّهُ لاَ اله إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة255] فقال: هذه أعظم آية في كتاب الله تعالى، وفيها اسم الله الأعظم، وهو مكتوب بالنور الأخضر في السماء سطراً واحداً من المشرق إلى المغرب، كنت رأيته كذلك في ليلة القدر مكتوباً، وأنا بعبادان لا إله إلا هو الحي القيوم.
وذُكر في تفسير التستري أن سهل دخل على رجل من عباد البصرة، فرأى عنده بلبلة في قفص، فقال: لمن هذه البلبلة؟ فقال: لهذا الصبي، كان ابناً له، قال: فأخرج سهل من كمه دينار فقال: بُني أيما أحب إليك الدينار أم البلبلة؟ فقال: الدينار. فدفع إليه الدينار وأطلق البلبلة. قال: فقعد البلبل على حائط الدار حتى خرج سهل، فجعل يرفرف فوق رأسه حتى دخل سهل داره، وكان في داره سدرة فسكنت البلبلة السدرة، فلم تزل فيها حتى مات، فلما رفعوا جنازته جعلت ترفرف فوق جنازته والناس يبكون، حتى جاءوا بها إلى قبره، فوقفت في ناحية حتى دُفن وتفرق الناس عن قبره، فلم تزل تضطرب على قبره حتى ماتت، فدفنت بجنبه.
هـ) نشأته وتصوفه: نشأ سهل التستري في تستر، وكانت بدايات اتجاهه إلى التصوف في سن مبكرة جداً. وقد مر في نشأته بعدة مراحل أثرت في تفكيره واتجاهه يمكن تلخيصها فيما يلي:(1/2521)
-أولاً: خاله محمد بن سوار :
كان لخاله الأثر الكبير في تصوفه، كما قال هو عن نفسه:" كنت ابن ثلاث سنين، وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، وكان يقوم بالليل، وكان يقول: يا سهل، اذهب ونم، فقد شغلت قلبي ، وقال لي يوماً خالي: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره؟ فقال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهدي. فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته، فقال: قلها في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك، فوقع في قلبي حلاوة. فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لها حلاوة في سري. ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل، من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهده لا يعصيه، إياك والمعصية .
-ثانياً: خلوته وحفظه القرآن:ظهر ميله للخلوة في مرحلة جد مبكرة من عمره، يدل على ذلك موقفه من الذهاب إلى الكتاب للتعلم، فهو لم يوافق على ذهابه إلى الكتاب إلا بعد أن اشترط شروطاً على المعلم تتعلق بأن يتركه وشأنه بعد فترة من الوقت لحياة العزلة والتهجد والتأمل.
كما أنه حفظ القرآن في سن مبكرة وكان يصوم الدهر كما قال عن نفسه: "حفظت القرآن وأنا ابن ست أو سبع، وكنت أصوم الدهر، وقوتي خبز الشعير اثنتي عشرة سنة" .(1/2522)
-ثالثاً: لقائه مع الزاهد العباداني: استمر سهل في حياته رتيبة: ذكر، وعبادة، وصوم إلى أن بلغ الثالثة عشرة من عمره. وفي هذا السن وقعت في ذهنه مسالة أذهلته، مسالة لم يدر لها تعليلاً، ولم يفهم لها تفسيراً، لقد حيرته فسأل أهله أن يبعثوه إلى البصرة عله يجد عند أحد من عارفيها تفسيراً لها، يقول سهل: "وقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، فسألت أن يبعثوا بي إلى البصرة أسأل عنها، فجئت البصرة، وسألت علماؤها، فلم يشفني ما سمعت، فخرجت إلى عبادان إلى رجل يعرف بأبي حبيب حمزة بن عبد الله العبادي، فسألته عنها فأجابني. وأقمت عنده مدة أنتفع بكلامه وأتأدب بأدبه. ثم رجعت إلى تستر " .
-رابعاً: عصره الذي عاش فيه:
لقد رأى التستري في حياته هزات سياسية واجتماعية عنيفة، هزات أطاحت بالكثير من المبادئ والقيم، واستحدثت مبادئ وقيماً أخرى. وهذه الهزات كانت نتيجة لتقلب الأحوال السياسية والاقتصادية في الدولة العباسية بعد تسلط الموالي من الفرس والترك على الحكم حتى كانوا في وقت من الأوقات هم الحكام الحقيقيون، والخليفة العباسي مجرد رمز للدولة. ولهذه الظروف انتشرت عدة تيارات فكرية وروحية كان للتصوف والزهد النصيب الأكبر منها، وكان هذا التيار رد فعل طبيعي لما اشتهر في البلاط العباسي من بذخ ومظاهر ترف ملأت حاضرة الخلافة آنذاك، وظهر عدد من الزهاد ينسبون لهذا العصر، واشتهرت مدن بأسرها، كعبادان بلجوء المتصوفة إليها.
و( خروجه من تستر إلى البصرة: لقد كانت هناك عوامل وأسباب كثيرة ذكرت حول خروج سهل رحمه الله من تستر، أو طرده، وقد يكون أحد هذه العوامل والأسباب صحيحاً، أو قد تكون تعاونت مع بعضها فأدت إلى هذه الحادثة المعروفة تاريخياً. ومن هذه العوامل والأسباب:(1/2523)
1) فرضية التوبة على كل إنسان: قال سهل: "ليس شيء في الدنيا من الحقوق أوجب على الخلق من التوبة، فهي واجبة في كل لمحة ولحظة، ولا عقوبة عليهم أشد من فقد علم التوبة، فقيل: ما التوبة؟ فقال: أن لا تنسى ذنبك" .
قال الدكتور محمد كمال جعفر: إن القول بأن التوبة أمر لازم، وفرض ثابت، ليس قولاً فريداً أو غريباً أو مثار لكل هذه الضجة التي أحاطت بالتستري احتجاجاً ونفياً من البلاد فإن هذا القول في الحقيقة ليس إلا ترديداً لموقف صوفية كثيرون .
2) اتهامه بالإلحاد:
ذكر فريد الدين العطار في كتابه "تذكرة الأولياء" أن سبب خروجه من تستر هو اتهامه بالإلحاد من أحد علماء أهل بلدته.
3) كرامات سهل، وخوارق أفعاله: قصة وجوده بمكة بعد وجوده بتستر بيوم واحد، مما أثار حفيظة رجال الدين في موطنه، وجعل الناس يتجمعون عليه يسألونه عن صحة ذلك. فلم ينف ولم يثبت واضطر إلى الهروب إلى جزيرة بين عبادان وتستر، بحيث لا يمكن الاتصال به إلا بواسطة قارب .
4) بيت السباع، واتصال سهل بالجن: ذاع خبر منزل سهل بأنه بيت السباع، وذلك أن أهالي تستر أجمعوا على أن كثيراً من الحيوانات المفترسة اعتادت أن تأتي إلى سهل ليطعمها، ثم تنصرف بعد أن تكون قد سدت جوعها. وقد شاع أيضاَ اتصال سهل بالجن ، وقد يثبت ذلك ما قاله ابن الجوزي: " حكى رجل عن سهل أنه يقول: "أن الملائكة والجن والشياطين يحضرونه، وإنه يتكلم إليهم، فأنكر ذلك عليه العوام، حتى نسبوه إلى القبائح، فخرج إلى البصرة، فمات بها".
5) عباراته الصوفية ذات المدلالوت المعقدة: كقوله: "مولاي لا ينام، وأنا لا أنام" . وقوله: "أنا حجة الله عليكم خاصة وعلى الناس عامة".(1/2524)
ومما قد يدفع ما يُفهم منه التسوية بين الخالق والمخلوق في عبارة سهل الأولى، هو ما قاله سهل نفسه: "بأن عيون الأنبياء تنام ولكن قلوبهم تظل يقظة"، وقد ذكر أيضاً في موضع آخر: "أن عيون الأنبياء تنام ولا ينام موضع الوحي فيهم وعيون الأولياء تنام ولا ينام موضع حالهم" . وفهم العبارة بهذه الطريقة فيه تزكية سهل لنفسه وأنه من أولياء الله. وكون العبارة تفهم بأنه من أولياء الله خير من أن تفهم بأنه مساوي لخالقه.
أما عبارة سهل الثانية فقد أثارت العلماء أيما إثارة مما حدا ببعضهم إلى اقتحام دار التستري صائحاً في وجهه هل أنت نبي أم ولي؟! وقد أجاب التستري: بأنه لم يقصد إلى شيء من ذلك، ولكنه أراد أن يبين أنه قد صحح قوانين تناول الحلال ونفذها بكل دقة، متحرجاً من أدنى شبهات، محترساً من أخفى أنواع الزلل حتى في المباح.
6) حملته على القراء والفقهاء:يسهب سهل في نقده لطائفة خاصة من طوائف العلماء، وقد سمى أهلها بعلماء السوء، الذين لا يهتمون إلا بالمشاكل والشبهات والجدليات ويجدون لذة عظيمة في تصنيف الأقوال، ويصفهم التستري بالإهمال في الواجب وعدم الحرص في الحق، وهم في نظره يستغلون الخلافات، غافلين تماماً عن الروح الأصيلة للدين نفسه. ويحكي التستري عن الواحد من هؤلاء بأنه "لو يُعطى جميع الدنيا لأخذها في هلاك دينه ولا يبالي". أما القراء فمعظمهم في نظر التستري يحاكون المغنين في ترديد الأنغام والألحان، مما يصرف عن الهدف وهو الاتعاظ وتطهير السلوك.
والواقع أن التستري يرسم صورة سوداء لمعاصريه من العلماء، ويصفهم بأنهم مجرد نقلة وحفظة لعلم لا يعرفون قيمته، وكانت نظرته للمستقبل أكثر سواداً حيث أنه يتوقع شيوع الفساد، وقد ذكر أن هناك أمارات إذا ظهرت في مجتمع فليكف الفرد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليقتصر على إصلاح نفسه ومن هو أقرب إليه.(1/2525)
أما هذه الأمارات فهي ظلم الحاكم، وقبوله الرشوة، واتباع العلماء له، وعدم مراجعتهم إياه معتزين بجاهه وقوته .
وقد يكون الدافع لحملة سهل على العلماء: هو رؤيته لصور من علماء السوء الذين وصفهم في كلامه السابق، ولا يمنع أن يكون هناك علماء أجلاء هم محل تقدير وتبجيل من سهل. ومن ذلك موقفه مع الإمام أبي داود السجستاني ، حينما أتاه فقال له: "أخرج لي لسانك الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله"، فأخرج له لسانه فقبله.
وفاته: كانت وفاته رحمه الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين في المحرم، وقيل سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وقيل إحدى ومائتين بتستر . وقد رجح الدكتور محمد جعفر، أن وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائتين للهجرة.
وقد ذكر القشيري في رسالته: "أنه لما مات سهل بن عبد الله انكب الناس على جنازته، وكان في البلد يهودي نيف على السبعين فسمع الضجة فخرج لينظر ما كان، فلما نظر إلى الجنازة صاح وقال: "أترون ما أرى؟" فقالوا: لا، ماذا ترى؟ فقال : "أرى أقواماً ينزلون من السماء يتمسحون بالجنازة". ثم إنه تشهد وأسلم، وحسن إسلامه.
ثانياً: أصدقاء سهل وتلاميذه:
1) ذو النون المصري: صوفي من مصر، يسجل المؤرخين لقاءهما بمكة أثناء الحج. ويُذكر أن هناك علاقة وثيقة بين سهل وذي النون، لدرجة تنبئ عن تلاقي روحي تام، والقصة المأثورة عن بدء تصدر سهل للحديث في مسائل التصوف تشير في نهايتها إلى إحساس سهل بوفاة ذي النون قبل أن يذاع الخبر في البصرة وبغداد.
2) أبو عبد الله، محمد بن أحمد سالم البصري: ظل في خدمة سهل وصحبته ما يقرب من ستين سنة، وخدمه في جميع شئونه الخاصة والعامة.
3) الحلاج : الحسين بن منصور الحلاج، من تلاميذ التستري الذين حظوا بإشرافه منذ صغره، ويبدو أن تعليمات التستري بدت للحلاج غير متكافئة لآماله ومطامحه فتركه ، وصحب الجنيد ببغداد.(1/2526)
4) أبو محمد، الحسن بن علي بن خلف البربهاري: شيخ الحنابلة في عصره. ولقد حفظ بعض أقوال سهل وكان يرددها على تلامذته وصحابه كالمعجب المستدل.
5) أبو يعقوب السوسي الصوفي: الأستاذ العظيم الذي أشرف على أبي يعقوب إسحاق بن محمد النهرجوري، ومن هنا نشأت علاقة الود بين النهرجوري و التستري.
6) أبو حمزة الصوفي، محمد بن إبراهيم: صديق آخر من أصدقاء سهل، وهو الصوفي الزاهد العظيم الذي اعتاد أن يلقي المواعظ والخطب بمسجد الرصافة، ثم بالحرم النبوي الشريف، وقد توفي عام 269هـ.
7) أبو الحسن البغدادي، علي بن محمد المزين: توفي سنة 328هـ، صحب سهل
و الجنيد.
8) أبو محمد الجريري، أحمد بن محمد بن الحسين: من كبار أصحاب الجنيد، صحب أيضاً سهل، من علماء مشايخ القوم، أقعد بعد الجنيد في مجلسه لتمام حاله، وصحة علمه. مات سنة 311هـ.
9) أبو الحسن، علي بن عبد العزيز الضرير الصوفي البغدادي:صحب سهل التستري .
10) أبو الحسن، عمر بن واصل العنبري: ورد اسمه في تفسير التستري حوالي عشر مرات.
ثالثاً: ثقافته ومؤلفاته:
ثقافته:
قد يتصور البعض من نفور سهل من التعليم النظامي في الكتاب، وميله إلى العزلة والخلوة، أنه لم يكن ملم بالعلوم والمعارف الدائرة في عصره. والحقيقة أنه تعلم فروعاً كثيرة من العلوم ومنها:
-علم الحديث الذي تلقاه عن خاله، وأظهر حباً عميقاً وإجلالاً فائقاً له ولرجاله.
-علم الكلام والفلسفة، ويقول المستشرق الذي كتب مادة(سهل التستري) في دائرة المعارف الإسلامية: "متكلم وصوفي من أهل السنة....كان زاهداً لا يحيد قيد أنملة عن قواعد الحق، كما كان متكلماً تزود من العلوم العقلية بزاد وافر".
-تصور بعض الروايات أن سهل كان طبيباً وكيماوياً يصنع الدواء ويمنحه للناس.
مؤلفاته:(1/2527)
أغلب الظن أن الكتب والرسائل التي نُسبت للتستري هي خلاصة انتقاها ونقلها تلاميذه من بعده، خاصة ابن سالم. أما أسباب عدم مباشرة سهل التستري للكتابة والتأليف، فلأنه كان يثق ثقة كلية في التجربة الشخصية واللقاء المباشر، وكان يؤمن بأن التربية عن طريق القدوة والمحاكاة. وهو حريص على عدم إنفاق وقت كثير في القراءة والكتابة والجهد النظري.
وكانت كتبه كما يلي :
أولاً: المفقود منها: 1) دقائق المحبين (أو رقائق).
2) مواعظ العارفين.
3) جوابات أهل اليقين.
4) كتاب الميثاق.
5) قصص الأنبياء.
6) زايرجة.
7) الغاية لأهل النهاية.
ثانياً: المخطوطة منها:
1)رسالة في الحروف .
2)رسالة في الحكم والتصوف.
3)مقالة في المنهيات.
4) كلام سهل.
ثالثاً: المحقق منها:
1) تفسير القرآن العظيم.
ولم أقف إلا على تحقيقين هما:
-تحقيق محمد عيون السود.
-تحقيق محمود جبيرة الله.
2) كتاب المعارضة والرد على أهل الفرق وأهل الدعاوى في الأحوال.
تحقيق/ محمد كمال جعفر.
رابعاً: عقيدته:
كان سهل رحمه الله على مذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد، فقد روى الإمام اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بإسناده إلى سهل، أنه سئل : متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة؟ فقال: إذا عرف من نفسه عشر خصال: لا يترك الجماعة، ولا يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف، ولا يكذب بالقدر، ولا يشك في الإيمان، ولا يماري في الدين، ولا يترك الصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب، ولا يترك المسح على الخفين، ولا يترك الجماعة خلف كل والٍ جارِ أو عدل .
وقد ذكر الإمام اللالكائي، سهل بن عبد الله، في باب (سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة) .(1/2528)
وقد رد سهل على القدرية، حيث روى اللالكائي عنه، وقد سئل عن القدر فقال :الإيمان بالقدر فرض، والتكذيب به كفر، والكلام فيه بدعة، والسكوت عنه سنة. وقال: من قال: إن الله لا يعلم الشيء حتى يكون فهو كافر، ومن قال القرآن مخلوق فهو كافر بالربوبية لا كافر بالنعمة .
وقد أشاد شيخ الإسلام ابن تيمية بسهل وأمثاله في الاعتقاد فقال: كلام سهل بن عبد الله في السنة وأصول الاعتقاد أسد، وأصوب من كلام غيره،وكذلك الفضيل بن عياض ونحوه فإن الذين كانوا من المشايخ اعلم بالحديث والسنة وأتبع لذلك هم أعظم علما وإيمانا وأجل قدراً في ذلك من غيرهم.
خامساً: شذرات من حكم هذا الإمام
• أصولنا سبعة: التمسك بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب الآثام، والتوبة، وأداء الحقوق.
• علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب سنته، وعلامة حبها حب الآخرة، وعلامة حبها بغض الدنيا، وعلامة بغضها أن لا يتناول منها إلا البلغة.
• الأنفس معدودة، فكل نفس يخرج بغير ذكر الله فهي ميتة، وكل نفس يخرج بذكر الله فهي موصولة بذكر الله.
• أصل الدنيا الجهل، وفرعها الأكل والشرب واللباس والطيب والنساء والمال والتفاخر والتكاثر، وثمرتها المعاصي، وعقوبة المعاصي الإصرار، وثمرة الإصرار الغفلة، وثمرة الغفلة الاستجراء على الله.
• أطيعوا السلطان في سبعة: ضرب الدراهم والدنانير، والمكاييل والأوزان، والأحكام، والحج، والجمعة، والعيدين، والجهاد. وإذا نهى السلطان العالم أن يفتي، فإن أفتى فهو عاص، وإن كان أميراً جائراً.
الباب الثاني: دراسة حول الكتاب
أولاً: التعريف بالكتاب:
اسم الكتاب:
عُرف الكتاب بتفسير التستري، وطبع في كتاب متوسط الحجم، باسم "تفسير القرآن العظيم" .
وقد طُبع هذا التفسير بمصر، سنة 1326هـ/1908م .
مدى وثاقة الكتاب:(1/2529)
كسائر مؤلفات سهل رحمه الله، فإن هذا الكتاب عبارة عن أقوال لسهل، جمعها أبو بكر، محمد بن أحمد البلدي، المذكور في أول الكتاب، الذي يقول كثيراً، قال أبو بكر، سُئل سهل عن معنى كذا. فقال: كذا. ثم ضمنها هذا الكتاب، ونسبها إليه . ويرى الدكتور محمد كمال جعفر أن دور أبي بكر بالنسبة للتفسير هو الرواية عن طريق والده أبي النصر. ولما كان التفسير مجرد تعليقات مقتضبة على بعض آيات القرآن في مناسبات مختلفة فلا يستبعد أن يكون أبو بكر قد بوبه ورتبه حسب السور، مطعماً إياه ببعض الروايات التاريخية، أو السيرة الشخصية لسهل .
ومما يؤكد أن سهلاً لم يباشر كتابة التفسير بنفسه وجود بعض الروايات التاريخية، أو السيرة الشخصية لسهل، مثل خبر احتضاره، "قيل لسهل حين احتضر فيما تكفن؟ وأين تقبر؟ومن يصلي عليك بعد موتك؟ فقال أُدبر أمري حياً وميتاً، وقد كُفيت عنه بسابق تدبير الله تعالى لعبده"، وذلك عند ذكر تفسير قوله تعالى: }يدبر الأمر{.
وذُكر في تفسيره أيضاً: " كان من طريقه وسيرته أنه كثير الشكر والذكر، دائم الصمت والفكر، قليل الخلاف سخي النفس، قد ساد الناس بحسن الخلق والرحمة والشفقة عليهم والنصيحة لهم، متمسكاً بالأصل، عاملاً بالفرع، قد حشى الله قلبه نوراً، وانطلق لسانه بالحكمة، وكان من خير الأبدال، وإن قلنا من الأوتاد فقد كان القطب الذي يدور عليه الرحى، ولولا أن الصحابة لا يقاس بهم أحد لصحبتهم و رؤيتهم لكان كأحدهم، عاش حميدا ًومات غريباً بالبصرة رحمه الله ".
وذكر صفاته ومكان وفاته في تفسيره دليل قوي على عدم مباشرة سهل لكتابة تفسيره بنفسه.
وأيضاً وجود شرح لبعض أقواله، قال سهل: "فلابد للعبد من مولاه، ولابد له من كتابه، ولابد له من نبيه صلى الله عليه وسلم، إذ قلبه معدن توحيده، وصدره نور من جوهره، أخذ قواه من معدنه إلى هيكله....".(1/2530)
قوله: "صدره نور" أي موضع النور. "من جوهره" وهو أصل محل النور في الصدر، الذي منه ينتشر النور في جميع الصدر، وإضافة الجوهر إلى الله تعالى ليس المراد ذاته، وإنما هي على طريق الملك....".
أضف إلى ذلك وجود أقوال مثل: سئل سهل، قيل لسهل، قلت لسهل، سمعته يقول.
ولا يمنع كل ذلك صحة الحكم بأن ما به من أقوال يمثل في أمانة أراء سهل وأقواله، ذلك أن أسرة أبي بكر -جامع التفسير- ذاع صيتها في العالم الإسلامي من حيث اهتمامها بجمع ورواية الحديث وما تتصل بها من العلوم الدينية. ويعتبر أبو بكر ووالده من الثقات الذين يُعتد بروايتهم لشهرتهم بالضبط والتحري، ومن بين ما رواه الجامع الصحيح البخاري .
وإلى جانب ذلك فإن معظم ما ورد في التفسير من أقوال سهل، موثقة في مصادر أخرى، مثل الرسالة القشيرية، وحلية الأولياء، وشذرات الذهب.
خدمات قدمت للكتاب ودراسات حوله:
وقفت على طبعتين للكتاب:
الأولى: تحقيق محمود جيرة الله، تم طباعتها بالدار القافية للنشر- مصر، سنة 1422هـ-2002م.
الثانية: تحقيق محمد باسل عيون السود، تم طباعتها بدار الكتب العلمية-بيروت، سنة 1423هـ-2002م.
أما الدراسات التي كانت حول الكتاب فهي كالتالي:
الأولى: "من التراث الصوفي" لسهل بن عبد الله التستري، دراسة وتحقيق الدكتور محمد كمال جعفر.
الثانية: "التفسير والمفسرون" للدكتور محمد حسين الذهبي.
الثالثة: "من مناهج التفسير" للدكتور الشحات السيد زغلول.
الرابعة: "مناهج المفسرين" للدكتور منيع عبد الحليم محمود.
الخامسة: "التفسير بالرأي قواعده وضوابطه وأعلامه" للدكتور محمد حمد زغلول.
السادسة: "مناهل العرفان" للزرقاني.
وهذا ما تيسر لي الوقوف والإطلاع عليه من الكتب التي خصت الكتاب بالدراسة، أو تطرقت للحديث عنه. ومعظم هذه الكتب اعتمدت على كتاب "التفسير والمفسرون" للدكتور الذهبي.
ثانياً: منهج المؤلف في الكتاب(1/2531)
لم يتعرض سهل التستري رحمه الله لتفسير القرآن آية أية، بل تكلم عن آيات محدودة ومتفرقة من جميع سور القرآن، وكان معظم هذه التفاسير إجابة عن أسئلة وُجهت إليه من أصحابه أو جلسائه.وقد افتتح جامع تفسير التستري بمقدمة احتوت على ما يلي:
أولاً) مبادئ أولية في فهم القرآن في نظر سهل ،مثال قال سهل: "وما من آية في القرآن إلا ولها أربعة معان، ظاهر وباطن وحد ومطلع، فالظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحد حلالها وحرامها، والمطلع إشراف القلب على المراد بها فقهاً من الله عز وجل. فالعلم الظاهر علم عام، والفهم لباطنه، والمراد به خاص، قال تعالى: { فَمَا لِهؤلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} ]النساء78[ أي لا يفقهون خطاباً.
ومن هذه العبارة يتبين لنا أن سهل يرى أن الظاهر هو المعنى اللغوي الذي يعرفه الإنسان العربي، أما المعاني الباطنة فلا يعرفها إلا أهل الله بتعليم الله إياهم وإرشادهم. وحا ل سهل في ذلك حال كثير من الصوفية الذين قاموا بتفسير القرآن، معتمدين في ذلك على ما يسمى بعلم الإشارة. وهو علم ما في القران من أسرار عن طريق العمل به، وتأويل القران الكريم بغير ظاهر عباراته لإشارات خفية لا تظهر إلا لأرباب السلوك والتصوف وأهل الحقيقة أو المشاهدة، ويمكن الجمع بين هذه الإشارات وبين ظاهر الآية.
وقد اختلف العلماء في حكم التفسير الإشاري على قولين: الأول: المنع. والثاني:الإجازة بشروط، وهي كما يلي :
أ) أن لا يكون منافيا للظاهر من النظم القرآني . ب) أن يكون له شاهد شرعي يؤيده ج) أن لا يكون له معارض شرعي أو عقلي. د) أن لا يدعي أن التفسير الإشاري هو المراد وحده دون الظاهر .
ويوجد عدة مقالات لعدد من العلماء تحدثت عن حكم التفسير الإشاري لا يحتمل المقام لذكرها الآن .(1/2532)
ثانياً)باب صفات طلاب فهم القرآن، وذكر فيها أقوال لسهل، وأحاديث عن رسول الله صلى رواها سهل، مثال ذلك قال سهل: "العجب كل العجب لمن قرأ القرآن ولم يعمل به، ولم يجتنب ما نهاه الله عنه، أما استحيا من الله ومحاربته ومخالفته وأمره ونهيه بعد علمه به؟ فأي شيء أعظم من هذه المحاربة؟ ألم يسمع وعده ووعيده؟ ألم يسمع ما وعد الله به من النكال فيرحم نفسه ويتوب؟ ألم يسمع قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}]الأعراف56[ فيجتهد في الإحسان؟ ألم يسمع قوله: "ورحمتي سبقت عذابي" فيرغب في رحمته.
ثالثاً) فصل في (قول بسم الله الرحمن الرحيم): قال أبو بكر: سئل سهل عن معنى "بسم الله الرحمن الرحيم"، فقال: "الباء بهاء الله عز وجل. والسين سناء الله عز وجل. والميم مجد الله عز وجل....".
أما التفسير فقد ابتدأه بتفسير سورة الفاتحة كاملة، ما عدا قوله تعالى:}الرحمن الرحيم{حيث سبق شرحها في مقدمة الكتاب، وأختتمه بتفسير ثلاث آيات من سورة الناس.
وكان منهج سهل رحمه الله في التفسير كما سنوضحه في التالي:
أولاً: لم يقتصر سهل رحمه الله في تفسيره على المعاني الإشارية وحدها، بل نجده يذكر أحياناً المعاني الظاهرة ثم يعقبها بالمعاني الإشارية . مثال تفسير قوله تعالى: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ و َالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }]فاطر10[قال: ظاهرها الدعاء والصدقة، وباطنها الذكر، عملاً بالعلم، وإقبالاً بالسنة، يرفعه أي يوصله بالإخلاص فيه لله تعالى .(1/2533)
ويقول في تفسير قوله تعالى: {و َاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً و َبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى و َالْيَتَامَى و َالْمَسَاكِينِ و َالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى و َالْجَارِ الْجُنُبِ و َالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ و َابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} ]النساء36[. "وأما ظاهرها فالجار الجنب البعيد الأجنبي. والصاحب بالجنب هو الرفيق في السفر، وقد قيل الزوجة، وابن السبيل الضيف. وأما باطنها فالجار ذو القربى هو القلب، والجار الجنب هو الطبيعة، والصاحب بالجنب هو العقل المقتدى بالشريعة، وابن السبيل هو الجوارح المطيعة لله" .
وتعتبر مثل هذه التفاسير كلاماً صحيحاً في ذاتها، إلا أنها لا تعد تفسيراً وبياناً لمعاني الآيات ومراد الله، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاويه قوله: "أما الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم، يفسرون القرآن بمعانٍ صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها" .
ويعد هذا التفسير من قبيل ذكر منهم لنظير ما ورد في القرآن، فإن النظير يذكر بالنظير، كما بين ابن الصلاح رحمه الله ذلك في مقالته.
ثانياً: ويصرح أحياناً بالمعنى الباطن وحده،دون أن يذكر المعنى الظاهر، مثل قوله تعالى: }وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى {[الشورى9] باطنها قلوب كل أهل الحق يحييها بذكره ومشاهدته .
ثالثاً: قليلاً ما كان يقتصر على المعنى الظاهر . مثال قال تعالى: { وَلاَ تَجَسَّسُواْ } [سورة الحجرات آية12] قال: أي لا تبحث عن المعايب التي ٍسترها الله على عباده، فإنك ربما تُبتلى بذلك.(1/2534)
رابعاً: ويصرح أحياناً بلفظ الإشارة، مثال قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُو?اْ إِنَّ فِي ذالِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[النمل52]. قال: "الإشارة في البيوت إلى القلب، فمنها ما هو عامر بالذكر، ومنها ما هو خرب بالغفلة، ومن ألهمه الله عز وجل بالذكر فقد خلصه من الظلم" .
خامساً: حين يعرض سهل للمعاني الإشارية لا يكون واضحاً في كل ما يقوله، بل تارة يأتي بالمعاني الغريبة التي نستبعد أن تكون مرادة لله تعالى ، وذلك كالمعاني التي ذكرناها في فصل (قول بسم الله الرحمن الرحيم). ومثل تفسيره لفاتحة البقرة {ال?م?} حيث قال سهل: "فأما هذه الحروف إذا انفردت، فالألف تأليف الله عز وجل ألف الأشياء كما شاء، واللام لطفه القديم، والميم مجده العظيم" .
وهذه الأمثلة يتضح فيها شطط هذا الاتجاه، والمغالاة فيه. وقد ذكر ابن تيمية في مجموع فتاويه، عن تفسير الصوفية قوله: "وإن كان فيما ذكروه ما هو معانٍ باطلة فإن ذلك يدخل في القسم الأول، وهو الخطأ في الدليل والمدلول جميعاً، حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسداً" .
سادساً: قد يأتي التستري رحمه الله بمعانٍ غريبة يمكن أن تكون من مدلول اللفظ، أو مما يشير إليه، ولا يذكر أنها من قبيل الباطن أو الظاهر. مثل تفسيره لقوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة23] أي أضدادا.ً فأكبر الأضداد النفس الأمارة بالسوء المتطلعة إلى حظوظها ومناها بغير هدىً من الله .
ومن المعلوم أن الأنداد في هذه الآية المقصود بها الأصنام، ولكن رحمه الله جعل النفس الأمارة بالسوء داخلة تحت عموم الأنداد. وقد يكون لهذا التفسير وجه من الصحة، حيث أن النفس الأمارة قد تقود صاحبها للهلاك، وتصبح إلهه الذي يوجهه، كما قال تعالى: }أفرأيت من اتخذ إلهه هواه{. ومن المهم أن لا نعتبر بمثل ذلك تفسيراً لمراد الله بعينه، وإنما يُقصد به ذكر النظير.(1/2535)
سابعاً: لم يخلو تفسير التستري رحمه الله من القول بالمأثور، فقد ذكر فيه كثير من النقول عن الصحابة والتابعين ، مثال قوله تعالى: { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً }[النحل72] قال: روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: الحفدة الأختان. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: البنون الصغار الصغار، والحفدة الذين يعينون الوالد على عمله. وعن الضحاك قال: الحفدة الخدمة لله إيجاباً بغير سؤال منهم غيره .
ثامناً: أن تفسير التستري يختلف اختلافا كاملاً عن تفسيرات المدارس الكلامية، وتفسيرات الباطنية، ويمكن الاستدلال على ذلك بأن التستري لا يؤول الآيات القرآنية المشيرة إلى ما قد يفهم من تشبيه كآيات الوجه واليدين تلك الآيات التي اضطرت العقليين إلى تأويلها وصرفها عن معناها الظاهر . مثال قوله تعالى: { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمًْ}[الفتح10] أي حول الله وقوته فوق قوتهم وحركتهم، وهو قولهم للرسول صلى الله عليه وسلم عند البيعة: "بايعناك على أن لا نفر ونقاتل لك". وفيها وجه آخر أي منة الله عليهم في الهداية لبيعتهم وثوابه لهم فوق بيعتهم وطاعتهم لك .
ولقد سُئل عن ذات الله سبحانه، فقال: "ذات موصوفة بالعلم،غير مدركة بالإحاطة ولا مرئية بالإبصار في دار الدنيا، وهي موجودة بحقائق الإيمان من غير حد ولا حلول، وتراه العيون في العقبى ظاهراً في ملكه وقدرته. وقد حجب سبحانه وتعالى الخلق عن معرفة كنه ذاته، ودلهم عليه بآياته، فالقلوب تعرفه، والأبصار لا تدركه، ينظر إليه المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية" .(1/2536)
كما أن التستري لا ينفي قواعد الشريعة، ولا يحول الآيات المتعلقة بها إلى معاني رمزية أو مجازية، كما أنه لا يجعل للمعاني المباشرة التي يشهد لها النص مركزاً ثانوياً، أو تابعاً لمعناها الإشاري، بل يجعل المعنى الأصلي أساسا ً. مثال قوله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ}[البقرة238] أي داوموا على إقامتها .
تاسعاً: تعلو نغمة الوعظ، وتطهير القلوب، وتزكية النفوس، والتحلي بالأخلاق والفضائل، منهج سهل في تفسيره . مثال ذلك تصديره بكلمة اعلموا في كثير من كلامه، قال تعالى: {و َالْمُؤْمِنُونَ و َالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}[التوبة71] قال: موالاته مع المؤمنين، كف الأذى عنهم. قال: واعلموا أن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يكون لعباد الله كالأرض، إذ هم عليها ومنافعهم منها .
ومنه أيضاً ذكر حكايات الصالحين وأخبارهم، مثال عند تفسيره لسورة العصر، ذكر: "أن رجلاً لحق أويس القرني رحمه الله فسمعه يقول: اللهم إني أعتذر إليك اليوم من كل كبد جائعة وبدن عاري، فإنه ليس في بيتي من الطعام إلا ما في بطني، وليس شيء من الدنيا إلا ما على ظهري. قال: وعلى ظهره خريقة قد تردى بها .
عاشراً: يسلم سهل بالحادثة التاريخية التي تتصل بالأحداث الماضية، بل ربما استغلها في تأسيس معنى يهدف إلى مواطن العبرة والعظة للنفس الإنسانية ، من ذلك تفسيره لقوله تعالى: {و َاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ}[الأعراف148] قال: عجل كل إنسان ما أقبل عليه، فأعرض به عن الله من أهل وولد، ولا يتخلص من ذلك إلا بعد إفناء جميع حظوظه من أسبابه، كما لم يتخلص عبدة العجل من عبادته إلا بعد قتل النفوس .(1/2537)
الحادي عشر: قد يحيل بعض الموضوعات والظواهر الكونية إلى حالات أو مبادئ نفسية بغية ترقيق القلوب، وشحذ روحانيتها، باستخدام رموز معينة، فالبحر وأم القرى والبيت المعمور تشير إلى القلب . مثال قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ}[الرحمن19] قال: أحد البحرين القلب، فيه أنواع الجواهر: جوهر الإيمان وجوهر المعرفة وجوهر التوحيد وجوهر الرضى وجوهر المحبة وجوهر الشوق وجوهر الحزن وجوهر الفقر وغيرها، والبحر الآخر النفس .
الثاني عشر: يستمد من اللغويين ما يرتضيه من معان، وخاصة من أبي عمرو بن العلاء، أحد القراء السبعة، ومن أئمة اللغة والأدب. مثال ذلك قوله تعالى: {وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ}[هود91] قال: حكى محمد بن سوار عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: الرهط الملأ، والنفر الرجال من غير أن تكون فيهم امرأة .
الثالث عشر: يستشهد سهل رحمه الله أحياناً بالشعر، مثال تفسيره لقوله تعالى: {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ}[الأعراف171] قال: يعنى فتقنا وقد زعزعنا، كما قال العجاج:
قد رببوا أحلامنا الجلائلا وفتقوا أحلامنا الأثاقلا
الرابع عشر: كان دائم التحذير من البدع وأهلها، مثال عند تأويله لقوله تعالى: {وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة10] قال: لا توافقوا أهل البدع على شيء من أهوائهم وآرائهم .
وقال عند تفسير آخر آية من سورة المجادلة: كل من صح إيمانه فإنه لا يأنس بمبتدع ويجابهه، ولا يؤاكله ولا يشاربه ولا يصاحبه، ويظهر له من نفسه العداوة والبغضاء، ومن داهن مبتدعاً سلبه الله حلاوة السنن، ومن تحبب إلى مبتدع نزع الله نور الإيمان من قلبه، ومن لم يصدق فليجرب .
ثالثاً: كلمة حول تفسير التستري(1/2538)
إن كتاب التستري الذي بين أيدينا فهو في مجمله كتاب اشتمل على الكثير من الرقائق والمواعظ، ونسبته إلى كتب التفسير من باب التجاوز. وقد ذكر السيوطي في كتابه الإتقان قوله: "وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير".
أما كلام ابن الصلاح الذي سبق الإشارة إليه، وهو أن تفسير الصوفية من باب ذكر النظير بالنظير، فقد أعقبه بقوله: "ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك، لما فيه من الإيهام والإلباس". ومن كلامه يتبين لنا أنه حتى إذا جاز ذكر النظير بالنظير فإنه في القرآن يكون من الأولى تركه.
والكتاب لا يزود طالب العلم بالكثير من المعارف المتعلقة بتفسير آيات الله، أو علوم اللغة. إلا أنه يشتمل على المواعظ والرقائق التي يمكن التزود منها.
وبعمل استقراء بسيط حول كتب التفسير(الطبري /ابن كثير/القرطبي)، لم أجد استشهاداً بأقوال سهل رحمه الله سوى في كتاب الإمام القرطبي رحمه الله. والذي استشهد بأقوال سهل في عشرة مواضع فقط. وقد وجدت فيه أقوالاً للتستري في تفسير آيات لم ترد في تفسيره. مثل تفسير الآية رقم (59) من سورة النساء، وتفسير الآية رقم (97) من سورة النحل، وتفسير الآية رقم (23) من سورة الجاثية، وغيره.
مميزات ومآخذ على تفسير التستري
أولاً: المميزات:
1/ حجم الكتاب اللطيف يساعد طلبة العلم على قراءته.
2/ احتوائه على رقائق وحكم ومواعظ كثيرة.
3/ تقديمه بمقدمة تبين فيها منهجه في التفسير.
4/ استشهاده برأي السلف والصحابة في تفسير بعض الآيات.(1/2539)
5/ إن سهل رحمه الله لم يرد في تفسيره ما يدعم مذهب سياسياً أو باطنياً، كما يظهر ذلك من تفسيره. بل منعه اعتقاده مذهب أهل السنة والجماعة عن تأويل الصفات كما فعل بعض المفسرين. ذكر العلامة محمد صديق خان في كتابه "قطف الثمر": فمذهبنا مذهب السلف، إثبات بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل، وهو مذهب أئمة الإسلام كمالك، والشافعي، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، والإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وهو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم، كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبدالله التستري، وغيرهم. فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة نزاع في أصول الدين" .
6/ تفسير التستري يعتبر خير من كثير من تفاسير الصوفية. وقد ذكر ابن تيمية في منهاج السنة النبوية قوله: وكذلك شيوخ الزهد إذا أراد الرجل أن يقدح في بعض الشيوخ ويعظم آخر فأولئك أولى بالتعظيم وأبعد عن القدح، كمن يفضل أبا يزيد الشلبي وغيرهما ممن يحكى عنه نوع من الشطح على مثل الجنيد وسهل التستري وغيرهما ممن هو أولى بالاستقامة وأعظم قدرا .
ثانياً: المآخذ:
1/ عند استشهاده بالحديث لم يكن سهل من المسندين، لذلك غالباً ما نراه يأتي بأحاديث وأخبار مما اشتهر على ألسنة الناس، بغض النظر عن كونه ضعيف، أو ما هو دون ذلك في الدرجة.
2/ أقواله دائماً في غاية الإيجاز بل الإلغاز أحياناً مما يجعل القارئ لا يستطيع فهمها مباشرة.
3/ عدم تفسيره للقرآن كاملاً.
4/ كما ذكرنا سابقاً فإن تفسيره بهذه الطريقة يؤدي إلى اللبس والإيهام حيث يُظن أن تفسيره هو مراد الله.
تم بحمد الله وتوفيقه
المراجع
1) تفسير التستري-تحقيق محمد باسل عيون السود.
2) شيخ العارفين سهل بن عبدالله التستري-تحقيق محمد جيرة الله.
3) من التراث الصوفي-لسهل بن عبدالله التستري-تحقيق محمد كمال جعفر.
4) التفسير والمفسرون-للإمام الذهبي.
5) التفسير بالرأي قواعده وضوابطه وأعلامه-محمد حمد زغلول.(1/2540)
6) نشأة التفسير ومذاهبه في ضوء المذاهب الإسلامية-للدكتور محمود بسيوني فودة.
7) مناهج المفسرين-للدكتور منيع عبد الحليم محمود.
8) من مناهج التفسير-للدكتور الشحات السيد زغلول.
9) الاتجاهات الفكرية في التفسير- للدكتور الشحات السيد زغلول.
10) مناهل العرفان-للزرقاني.
11) مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية-جمع وترتيب عبد الرحمن النجدي الحنبلي.
12) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة-للشيخ اللالكائي.
13) الأعلام-لخير الدين الزركشي.
14) شذرات الذهب في أخبار من ذهب-لابن العماد.
15) الرسالة القشيرية-للإمام أبي القاسم القشيري-تحقيق عبد الحليم محمود و محمود بن شريف.
16) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان-لابن خلكان-تحقيق الدكتور إحسان عباس.
17) الاستقامة-لابن تيمية-تحقيق محمد رشاد سالم.
18) معجم المؤلفين-عمر رضا كحالة.
19) حلية الأولياء-لأبي نعيم الأصبهاني.
20) معجم البلدان-لياقوت الحموي.
21) العارف بالله سهل بن عبدالله التستري حياته وآراؤه-للدكتور عبد الحليم محمود.
22) قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر-للعلامة الشريف محمد صديق خان-تحقيق الدكتور عاصم القريوني.
23) منهاج السنة النبوية في نقد كلام الشيعة القدرية-لابن تيمية-تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم.
ملاحظة:
لم تظهر الحاشية في البحث هل من طريقة؟
---
إيمان البحر
02-21-2006, 06:54 AM
المشايخ الأفاضل هل من مقيم للموضوع؟
وجزاكم الله خيراً
---
(1/2541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الأوجه الجائزة في إعراب (لا إله إلا الله) ؟
---
ما الأوجه الجائزة في إعراب (لا إله إلا الله) ؟
---
ابومتعب
04-10-2006, 11:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة أعضاء المنتدى من مسؤولين وأعضاء وزوار أتشرف بالانضمام إليكم في هذا المنتدى الكريم ، وأود منكم مساعدتي في تبيين الأوجه الإعرابية باختصارللكلمةِ الطيبة التي هي لفظ الشهادة.
وكذلك الأوجه الإعرابية الجائزة في إعراب المثال الآتي : ( لا تأكل السمك وتشرب اللبن).
هذ والله يحفظكم.
---
أبو عبد المعز
04-11-2006, 12:10 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك بين إخوتك......
بخصوص إعراب الكلمة الطيبة أحيلك على هذا الرابط فلعلك تجد فيه بعض ما تريد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31062
---
ابومتعب
04-11-2006, 05:16 PM
الأخ الفاضل أبو عبد المعز بارك الله فيكم ونفع بجهودكم وأسأل الله العلي القدير أن يثيبكم على جهودكم المشكورة وأتمنى لكم التوفيق أخوك المحب ابو متعب .
---
(1/2542)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > هام جدا و عاجل
---
هام جدا و عاجل
---
أم هيا
02-14-2006, 09:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طلب هام جدا من اختكم فى الله و ارجو افاديى سريعا جدا للنفع العام
أريد منكم اخوتى الكرام ان تدلونى على مكتبه بمصر و بالاخص بالقاهره يوجد بها هذه الكتب او حتى على موقع يمكننى ان احمل منه هذه الكتب و هى:
1- الدراسات الصوتية عند علماء التجويد
2 -المدخل إلى علم أصوات العربية
و هما للدكتور غانم قدورى الحمد.
و سدد الله خطاى و خطاكم و ألبسنى و إياكم لباسي العافيه و التقوىو السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2006, 09:21 PM
هذان الكتابان من إصدار دار عمار في الأردن في طبعتيهما الأخيرة . وليس الكتابان على الانترنت لتحميلهما ، ولا بد من شرائهما من إحدى المكتبات التجارية. فلو سألتِ في مكتبة الرشد في القاهرة لربما وجدتِ خبراً.
وإن شئت الأسهل من هذا فيمكنك شرائهما عن طريق الانترنت ، بواسطة مكتبة النيل والفرات . وأسعارها ميسورة .
- تجدين كتاب المدخل إلى علم الأصوات هنا. (http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb130451-90581&search=books) .
- وتجدين كتاب الدراسات الصوتية عند علماء التجويد هنا . (http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb130462-90592&search=books)
وإن لم يظهرا معك ، فابحث باسم (غانم قدوري) في موقع مكتبة النيل والفرات (http://www.neelwafurat.com).
---
(1/2543)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف كان يقرأ الرسول القرآن؟
---
كيف كان يقرأ الرسول القرآن؟
---
أحمد الماليزي
06-15-2004, 08:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أخوكم أخوكم أحمد يوسف ماليزي الجنسية، مشارك جديد في هذا الملتقى المبارك،
سوالي يتعلق بعلم القراءات،
كما عرفنا أن هناك عشر قراءات التي تواترت روايتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم
والسؤال هل الرسول كان يعلمها كلها أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين بمعنى ما من حرف من هذه القراءات المتواترة إلا وقد خرج من فم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أو بمجرد إقراره صلى الله عليه وسلم ؟
وهل يمكن أن نخلط أكثر من قراة في التلاوة الواحدة؟ كأن نقرأ أول البقرة بقراءة حفص عن عاصم وربعها بقراءة ورش عن نافع وهكذا
نرجو الإفادة من الأساتدة الأجلاء في هذا الملتقى وجزاكم الله خيرًا
---
(1/2544)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التحقيق في الوقت الذي يتبرأ فيه إبراهيم الخليل من أبيه آزر
---
التحقيق في الوقت الذي يتبرأ فيه إبراهيم الخليل من أبيه آزر
---
أحمد القصير
04-09-2006, 10:36 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة:114].
وقد اختلف المفسرون في الوقت الذي تبرأ فيه إبراهيم الخليل عليه السلام من أبيه آزر على قولين:
الأول: أنه تبرأ منه في الحياة الدنيا لما مات مشركاً.
رُويَ ذلك عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وعمرو بن دينار والحكم والضحاك، والأثر عن ابن عباس أخرجه الطبري بسند صحيح، كما قال الحافظ ابن حجر.
الثاني: أَنَّ التبرأ كائن يوم القيامة حينما ييئس إبراهيم من أبيه بعد مسخه.
رُويَ ذلك عن سعيد بن جبير، وعبيد بن عمير.
انظر: تفسير الطبري (6/492-493)، وفتح الباري، لابن حجر (8/359).
والذي يَظْهُرُ صَوَابُه ـ والله تعالى أعلم ـ أَنَّ تبري إبراهيم من أبيه كائنٌ يوم القيامة، ذلك أَنَّ إبراهيم يطلب لأبيه الشفاعة يوم القيامة ظناً منه أَنَّ ذلك نافعه، فإذا قال الله له: إني حرمت الجنة على الكافرين، ومُسِخَ أبيه ذيخاً علم أَنَّ ذلك غير نافعه، وأنه عدو لله، فيتبرأ منه في الحال.
وهذا الاختيار ليس فيه ما يخالف الظاهر من سياق الآية؛ إذ ليس في الآية ما يدل على أَنَّ هذا التبري كائن في الدنيا، والآية وإنْ رُويَ في تفسيرها عن ابن عباس أَنَّ ذلك كائن في الدنيا إلا أَنَّ الدليل قد دل على خلافه، وسأذكر من الأدلة ما يؤيد كون ذلك في الآخرة:(1/2545)
لقد حكى لنا القرآن الكريم في غير ما موضع قصة إبراهيم الخليل عليه السلام، وبيَّنَ تعالى في عدة مواضع أَنَّ إبراهيم دعا لأبيه واستغفر له، وهذا الاستغفار وقع بعد مفارقته لأبيه واعتزاله له، وهو بعد تلك المفارقة لا يدري ما حال أبيه، وهذا واضح من سياق الآيات الواردة في سورة مريم؛ حيث قال تعالى ـ بعد حكاية للمحاورة التي جرت بينهما ـ: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} [مريم:47-49].(1/2546)
فقوله: {سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} وَعْدٌ من إبراهيم بالاستغفار لأبيه، وقد وفَّى بذلك الوعد حينما هاجر إلى مكة، فإنه دعا لأبيه هناك، وهذا الدعاء والاستغفار وقع منه بعد أنْ وهبه الله تعالى إسماعيل وإسحاق، والذي كان بعد اعتزاله لأبيه، حيث قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36) رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء (38) الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم:37-41]، وهذه الآيات واضحة الدلالة في تأخر استغفار إبراهيم لأبيه، وأنه كان بعد اعتزاله له.
وظاهر سياق الآيات في سورة إبراهيم أَنَّ دعاء إبراهيم لأبيه كان في آخر حياة إبراهيم، لقوله في الآيات: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ}، ثم إنه بعد هذا الدعاء دعا لأبيه فقال: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} فدلَّ على أَنَّ دعاءه لأبيه وقع في آخر حياته عليه السلام.(1/2547)
وفي قوله تعالى في سورة الممتحنة: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة:4]، دلالة واضحة على أَنَّ استغفاره كان بعد وفاة أبيه، لأنه لو كان في حياته لم يُمْنَعْ منه؛ لأنه يجوز الاستغفار ـ بمعنى طلب الإيمان ـ لأحياء المشركين.
ولم يأتِ في شيء من تلك الآيات التي تحكي لنا قصة إبراهيم أَنَّ الله تعالى نهاه عن الاستغفار لأبيه، ولم يأتِ في تلك الآيات أيضاً أَنَّ إبراهيم رجع لأبيه بعد اعتزاله له، بل الظاهر أنه لم يلقَ أباه بعد تلك المحاورة.
وبهذا يتبين أَنَّ إبراهيم الخليل عليه السلام لم يتبرأ من أبيه في حياته، بل لم يزل مستغفراً له حتى مات، ولم يزل مستغفراً له حتى بعد الممات، وأنه لن ينكشف له أنه عدو لله إلا في الآخرة حينما يلقاه فيطلب له الشفاعة فيُعْلِمُه الله تعالى بأنَّ الجنة حرام على الكافرين، ويمسخ أباه ذيخاً؛ فيعلم حينئذ أنه عدو لله ويتبرأ منه.(1/2548)
ومما يقوي كون التبري في الآخرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ. فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لَا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ. ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ؛ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ». رواه البخاري.
---
الجكني
10-12-2006, 12:38 AM
فتح الله عليك أخي أحمد ،واستوقفتني للتوّ كلمة"ذيخا" عند الطبري رحمه الله ،ما المقصود بها ؟ هل هو اسم أبي إبراهيم ؟ وإذا كان كذلك فما الغرض عند الطبري بالتعبير به وعدم التعبير باللفظ القرآني (آزر ) 0وشكراً0
---
منصور مهران
10-12-2006, 01:54 AM
لم أجد عند الطبري مسألة مسخ والد إبراهيم ( ذيخا ) ، وإنما الوارد فيه أنه في صورة قرد أو ضبع .
انظر الطبري ج 12 ص 32 - طبعة دار هجر بمصر .
---
عمار
10-12-2006, 08:23 AM
الشيخ الكريم الجكني /
(الذيخ بكسر الذال المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم خاء معجمة : ذكر الضّباع ، وقيل لا يُقال له ذيخ إلا إذا كان كثير
الشّعر..) انظر : (فتح الباري : تحقيق عبد القادر الحمد) : كتاب تفسير القرآن : 8 / 369
---
مروان الظفيري
10-12-2006, 10:00 AM
وفي كتب اللغة :
الذِّيخُ الذكرُ من الضّباع الكثير الشعر , والجمع أَذْياخ و ذُيوخٌ و ذِيَخَةٌ والأُنثى ذِيخة ; والجمع ذِيخات ولا يُكَسَّر ; قال جرير :
مثل الضبِّاعِ يَسُفْنَ ذِيخاً ذائخا(1/2549)
وفي حديث القيامة : وينظر الخليل , إِلى أَبيه فإِذا هو بذيِخٍ مُتَلَطِّخٍ الذِّيخُ ذَكَرُ الضِباعِ , وأَراد بالتَّلَطُّخ التَّلَطُّخَ برجيعه أَو بالطين , كما قال في الحديث الآخر : بِذيِخٍ أَمْدَرَ أَي متلطخٍ بالمَدَرِ . وفي حديث خُزَيمة : والذِّيخ مُحْرَ نْجِماً أَي أَن السَّنَة تركت ذكر الضباع مجتمعاً مُتَقَبِّضاً من شدّة الجَدْب . و الذِّيخُ قِنْوُ النخلة , حكاه كراع في الذال المعجمة وجمعه ذِيَخَةٌ , وقد تقدّم في الدال . ويقال : ذَيَّخَتِ النخلةُ إِذا لم تقبل الإِبارَ ولم تَعْقِدْ شيئاً . و ذَيَّخَه تَذْييخاً ذلله , حكاها أَبو عبيد وحده , والصواب الدال . وكان شمر يقول : دَيَّخْته ذللته , بالدال , من داخَ إِذا ذل . و الذِّيخُ الكِبْرِ . وفي حديث علي , رضوان الله عليه : كان الأَشْعَث ذا ذِيخٍ , حكاه الهروي في الغريبين . ويقال : في فلان ذِيخٌ أَي كِبْرٌ . و المَذْيَخَةُ الذِّئابُ . بلسان خَوْلانَ .
---
الجكني
10-12-2006, 02:54 PM
جزاك الله خيراً أخي د/مروان على هذه الفوائد وجعلها في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون0
---
(1/2550)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إثبات الشفاعة لصاحب المقام المحمود
---
إثبات الشفاعة لصاحب المقام المحمود
---
الجندى
04-01-2005, 11:56 AM
إثبات الشفاعة لصاحب المقام المحمود والرد على الدكتور مصطفى محمود
لفضيلة الشيخ محمود عبده عبد الرازق
نبذة عن الكتاب :
الرد على دعوى الدكتور مصطفى محمود بعدم شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فى عصاة المسلمين
اضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?p=8364#post8364)
---
الجندى
04-05-2005, 09:52 PM
لمن واجه مشاكل مع الرابط الأول إليكم ثلاثة روابط جدد للكتاب
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=1264
http://www.saaid.net/book/open.php?...604ae9ae9247936
http://www.almeshkat.net/books/open...0253f0c469845c2
---
(1/2551)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمن أراد خدمة كتاب الله عز وجل
---
لمن أراد خدمة كتاب الله عز وجل
---
قل قلي
05-07-2004, 11:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب اختنا الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لما للقران الكريم من أهمية كبيرة في حياة المسلم ولأنه هو دستور المسلمين فيجب عليهم الاهتمام به سواء كان هذا الاهتمام تعلمه تلاوة وحفظ ا وتعليمه للغير ولا يخفى عليكم اجر من تعلم القران أو علمه أو شارك في تعليمه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القران وعلمه ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة احد لما كثر قتلى المسلمين يقدم حفظة القران على غيرهم في الدفن
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من دل على هدى كان له من الأجر مثل أجور من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيء ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
ويلاحظ في مجال التعليم أن حصص القران الكريم تعد بالنسبة لطلاب حصص مملة وغير مرغوب فيها .
ففي هذه المشاركة ترجوا ممن له خبرة في مجال تدريس القران الكريم سواء تلاوة أو حفظ أين كانت هذه الخبرة أن يشاركنا في حصر الأنشطة والأساليب التعلمية والتعليمية التي يمكن تطبيقها أثناء حصة التلاوة و الحفظ حتى تتحقق أهداف تدريس القران الكريم
لتصبح حصة القران من أحب الحصص إلى نفوس طلابنا .وذلك من خلال الإجابة على السؤالين الآتيين:
س1/ ماهي الأنشطة والأساليب التعليمية التي يمكن تطبيقها في درس التلاوة ؟
س2/ ماهي الأنشطة والأساليب التعليمية التي يمكن تطبيقها في درس الحفظ ؟
ارجوا من الجميع المشاركة برئيه بهدف جمع الوسائل والانشطة التي تعين على جعل حصة القران من الحصص المرغوب فيها من قبل التلاميذ(1/2552)
وارجوا نقل هذه المشاركة إلى أي منتدى يمكن الاستفادة منه على أن ترسل إجابة السؤالين على البريد الالكتروني (majekkk3@maktoob.com)
وجزا الله الجميع خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
المشارك7
05-08-2004, 09:50 PM
هذه بحوث مفيدة - ان شاء الله - في هذا الموضوع تجدها في هذا الرابط :
http://saaid.net/Quran/index.htm
---
(1/2553)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > اضحك على ترجمات المستشرقين
---
اضحك على ترجمات المستشرقين
---
الجندى
03-26-2006, 03:44 AM
مقال للأخ وصية المهدى
المصدر
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4796
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يبلغ الحقد على الإسلام في قوم من المستشرقين أن يقوموا بترجمة القرآن الكريم إلى لغاتهم ، لغرض ليس من أجل شرح القرآن لمواطنيهم ، وإنام من أجل تشويه صورة القرآن الكريم أمام شعوبهم تحت مسمى العلم فهو أمر تستنكره كل ضمائر المستقيمة .
ليست الغرابة في تعلم هؤلاء المستشرقين للغة العربية فهي لغة يمكن تعلمها ، إلا أن الغرابة أنهم بمعرفتهم الركيكة باللغة يقوموا بترجمة القرآن الكريم الكتاب الذي بنيت عليه قواعد اللغة العربية إلى لغاتهم ، غير آبهين بالتفاسير التي من المفترض أنهم اطلعوا عليها أو معاجم اللغة العربية التي اعتمدوا عليها . إن الغريب حقاً أن يسلكوا مسلكاً شاذاً في العلم وهو (الهوائية) التي تمليها عليهم تعصبهم لأديانهم في ترجمتهم للقرآن الكريم .
فتعالوا ننظر معاً إلى البراعة اللغوية لهؤلاء المستشرقين الذين بلغوا شأواً في اللغة العربية ومكانة مرموقة جعلتهم يترجمون من خلالها القرآن إلى لغاتهم .... وما سنقرأه ليس إلا اليسر اليسير من الفضائح ، ولمن يريد الاستكثار من هذه الترجمات التي تحاول الإساءة للقرآن مراجعة كتاب الدكتور إبراهيم عوض (المستشرقون والقرآن) وكتاب الدكتورة زينب عبدالعزيز (ترجمات القرآن إلى أين ؟ وجهان لجاك بيرك ) حيث اقتطفنا منهما بعضاً مما نقرأه هنا بتصرف .(1/2554)
وقبل الاقتطاف من الكتابين السابق ذكرهما ، لنبدأ أولاً مع أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللاتينية في الفرن الحادي عشر في أوروبا قبل نشوء الاستشراق ، ففي ترجمة روبيرت كيتون للآية القرآنية (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) قام بترجمة الجزء المتعلق بالبنين على النحو التالي : " مجامعة الأبناء ومعانقتهم " !!
بالطبع نفهم من هذه الترجمة أن القصد منها الإساءة للقرآن الكريم ، وإلا فكيف تفتقت أذهان أمثال هؤلاء النصارى على الخروج بمثل هذه الترجمة السخيفة .
وننتقل لاحقاً إلى القرن الثامن عشر مع ترجمة سافاري للقرآن الكريم إلى الفرنسية ومن كتاب الدكتور إبراهيم عوض (المستشرقون والقرآن) ننتقي بعض الفذلكت الترجمانية بتصرف ، حيث يقول سافاري في ترجمة قوله تعالى ( اسْجُدُواْ لآدَمَ ) ما يلي : (اعبدوا آدم) !!
وكأن الله أمر الملائكة بعبادة آدم ، فحتى أصغر طفل من أبناء المسلمين يعلم أن العبادة هي لله تعالى فقط ، وأن ذلك السجود كان للتحية . ألا يريد المترجم الإساءة للإسلام بأن يظهر لقراءه من الفرنسيين بأن الله غير مخصوص بالعبادة في الإسلام ؟
وفي قوله تعالى ( وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ) ، وهي إشارة إلى ما يشاهد في صخور الجبال من تنوع في ألوانها لتنوع صخورها وموادها المتكونة منها . لقد ترجم سافاري (وَغَرَابِيبُ سُودٌ) إلى "الغراب الأسود" !! ترى ما الذي سيفكر فيه الفرنسي عندما يقرأ هذه الترجمة بأن الله خلق من الجبال كالغربان السود !!(1/2555)
وأنظر إلى ترجمته كلمة (اللَّاعِنُونَ) في قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) يترجمها "بأنهم هم اللذين كانت وظيفتهم اللعن" !! لماذا يترجمها هكذا ؟ لأن المترجم سافاري يقول : " أن الشاعر في الجزيرة العربية قبل الإسلام يعد لسان القدرة الإلهية ويصب باسم الإله البركات واللعنات ويبدو أن هذه الآية تشير إلى هذه الممارسة الوثنية القديمة " فهل هناك سخافة أكثر من هذه الترجمة الفرنسية !! أي أن القرآن حين يلعن أهل الكتاب لكتمانهم الوحي السماوي فإنما يحيي ممارسات اللعن الوثني القديمة !! ربنا يشفي
وعند ترجمته للآية ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) يرى أن المسيح يرجع إلى أصل إلهي !! وكأن عيسى عليه السلام يختلف عن أي بشر منا في أنه روح من الله ككل البشر كما في قوله تعالى للملائكة (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) . لكن النزعة النصرانية لا بد أن تطل برأسها حتى في ترجمات القرآن .
ولمن يريد السخرية من هذا المترجم الموهوب فما عليه إلا أن يقرأ ترجمته لقوله تعالى عن الحور العين (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ) حيث ترجمها سافاري بأن الآية " تشبيه للعيون بالبيض وأنه بيض من النوع الفاخر " !! وبالطبع فلمن شاء الاستمرار بالضحك فله أن يتخيل إنساناً له عيون مثل البيض ليتخيل العين الجاحظة وقد ذهبت حدقتها ولم يبق إلا بياضها !! فهل بعد أن يقرأ الفرنسي هذه الترجمة حول الحور العين سيتخيل حور عين حسان أم دراكولا ؟(1/2556)
وننتقل الآن إلى ترجمة بلاشير للقرآن وأيضاً للغة الفرنسية في منتصف القرن الماضي ونقتطف أيضاً بعض ترجماته من كتاب الدكتور إبراهيم عوض بتصرف .
ففي ترجمته قوله تعالى (َمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) يجعلها على النحو التالي : " لم يكن الله يستطيع أن يضيع إيمانكم " ، فقد نفى بترجمته السيئة القدرة عن الله ، وجعل الجملة في صيغة الزمن الماضي . أليس هذا تشويه للعقيدة الإسلامية حول الإيمان بالله ؟
وفي ترجمته للآية الكريمة (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) فإنه يترجمها بما يجعل معناها : " كلمة سواء بيننا وبينكم هي أننا مثلكم لن نعبد إلا الله .." . وكأن أهل الكتاب هنا هم الأصل الذي ينبغي احتذاؤه في التمسك بالوحدانية فيعدهم المسلمون بأن يتمسكوا بالتوحيد تمسكهم به !!! أليس في هذا قلب للحقائق التاريخية .
وفي قوله تعالى (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) يترجمها كما يلي : " ولينسينك الشيطان هذا النهي ، وبعد تذكير القوم الظالمين لا تقعد معهم " !! والسؤال الآن : كيف سيمكنه عليه السلام تذكير القوم الظالمين بعد أن يكون هو نفسه قد نسي !! ترجمة بالغة السخافة من قبل هذا المترجم الفذلكي .
______________________________
ثم لننتقل إلى ترجمة حديثة نسبياً هي ترجمة جاك بيرك الفرنسي والتي تكشف فضائحها لنا الدكتورة زينب عبدالعزيز في كتاب خصصته لهذا الأمر بعنوان (ترجمات القرآن إلى أين ؟ وجهان لجاك بيرك) . ولنقرأ بعضاً من هذه الفضائح بتصرف :(1/2557)
ففي ترجمة بيرك لقوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) يترجمها على النحو التالي : " إن الله لا يتخلف عن المواعيد التي يرتبط بها " . إن من يقرأ هذا الكلام من الفرنسيين سيظن بأن القرآن يصف الله بأنه واحد من البشر . إن مثل هذا التعبير لا يمكن أن يقوله حتى عامي من العوام ولا يمكن حتى أن تفسرها اللهجات الشعبية ، فكيف يقوم باحث ومستشرق هو عضو في مجمع اللغة العربية بمصر .
أما الأمر المضحك حقاً فهو ترجمته لكلمة (الألباب) التي ترد مراراً في القرآن بمعنى ذوي العقول والأفهام ، أما السيد بيرك فيقوم بترجمتها إلى (النخاع) !!!! وهي بلا شك تثير السخرية لمن سيقرأ الترجمة من الفرنسيين عندما يقرأ آية مثل قوله تعالى ( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ) فيقرأ الترجمة على النحو التالي : ما يتعظ إلا من لديه نخاع !!!
وفي ترجمة آية (أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ) يترجمها بقوله : " أو كنتم عائدين من البراز " !! وكأن المسلمين يذهبون إلى قضاء حاجاتهم جماعات في آن واحد !! عدا أنه لم يتأدب باستخدام كلمة أفضل من (البراز) في الفرنسية لتؤدي المعنى الذي ترمي له الآية .
وفي ترجمته لقوله تعالى (إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) يترجمها إلى : " إن الله يعرف الإنسان الخاص بالصدور " !! مما يدمر معنى الآية تماماً لدى أبسط الناس فهماً .(1/2558)
وفي ترجمته لقوله تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) يترجم (النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) بما يلي : " النبي الأمومي " أي من الأمومة . رغم أن ترجمة الأمي في كل القواميس والتفاسير تعني الشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة ، أما الأمومي فهي من الأمومة أو على صلة بالأمومة . إن هذا التزييف إنما ينبعث من الإرث التنصيري الذي يشكك بأمية النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة .
ولمن يشاء الضحك على ترجمة بيرك فليقرأ كيف ترجم كلمة (صِبْغَةَ اللّهِ) في الآية (صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ) حيث يترجمها إلى الفرنسية على النحو التالي : " صباغة من الله ! لكم من ذا الذي يمكنه أن يصبغ أفضل من الله ، عندما نعبده " !! وما دخل الصباغة بالألوان في آية تتحدث عن الدين الذي فطر الله الناس عليه. أم تراه تشويه الترجمة لتضليل القارئ الفرنسي المسكين الذي ستتداخل في عقله ألوان الثياب بالعبادة !!
وفي ترجمته لقوله تعالى (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ) ، يترجمها كما يلي : " اتخذوا الحيطة تجاه الله الذي تستندون إليه في توسلكم وأيضاً تجاه (أرحام النساء) " ولا ندري ما الذي يعنيه من تشويه الترجمة من صلة القرابة إلى رحم المرأة !!
بل أنظر إلى ترجمته لقوله تعالى ( وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ) فيترجمها إلى : " أما فيما يتعلق بالأقارب عن طريق النساء فلهم أولوية بعضهم على بعض وفقاً لكتاب الله " وكأن الأقارب عن طريق الأب منبوذون في كتاب الله !! ومن العجيب أن الفهم السيئ للغة العربية ولكلمة أرحام وكيفية ورودها في الجملة لا يمنعه من الاستمرار بالترجمة المغلوطة لكلمة أرحام في الآيات ، فهي عنده دائماً بمعنى (رحم المرأة) .(1/2559)
فهذه لمحات بسيطة من تشويهات المستشرقين للقرآن الكريم ، وهي بالتالي تشويه مستمر لكل ما يتعلق بالإسلام ، سواء بالرسول عليه الصلاة والسلام أم بالقرآن أم بالسنة أم بالتاريخ ،
ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ..
---
(1/2560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية للأستاذ الدكتور أحمد الباتلي وفقه الله
---
فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية للأستاذ الدكتور أحمد الباتلي وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
12-21-2006, 12:45 AM
هذا بحث أهداه للملتقى الشيخ الفاضل النبيل فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن عبدالله الباتلي أستاذ السنة النبوية بكلية أصول الدين بالرياض حفظه الله ورعاه ، وها هي مقدمة البحث ، والبحث كاملاً تجدونه في مكتبة شبكة التفسير . فجزى الله أبا أسامة خير الجزاء على هذا البحث العلمي الثمين .
[line]
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وآله وصحبة أجمعين .. وبعد :
فلقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم باللغة العربية، فهي أشرف اللغات وأعلاها، وأكملها وأبقاها؛ لأنها لغة القرآن الكريم، ولسان سيد المرسلين .
قال تعالى : { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } [ الشعراء : 193–195] .
قال الإمام الطوفي([1]): "المراد باللسان هنا: اللغة".
وقال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [ يوسف/ 2 ] .
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية([2]): " وذلك لأن العربية أفصح اللغات، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكَمُلَ من كل الوجوه ".(1/2561)
فالعناية بها عناية بكتاب الله تعالى، ودراستها تعين – بتوفيق الله – على فهم كتابه الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله([3]): " اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب : فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ . ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " .
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله([4]): " إن هذه الشريعة المباركة عربية، فمن أراد تَفَهُمَها فمن جهة لسان العرب يُفهَم، ولا سبيل إلى تطلب فهمها من غير هذه الجهة " .
وقال الإمام المبارك مجد الدين ابن الأثير([5]): " معرفة اللغة والإعراب هما أصل لمعرفة الحديث وغيره، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب " .
أهمية إعراب القرآن الكريم:
لا يخفى على كل طالب علم ما لإعراب القرآن الكريم من فوائد تتجلى في ضبط الكلمات وفي معرفة معاني الآيات, لأن الإعراب يُميز المعاني([6]), قال الإمام مكي بن أبي طالب (ت437)([7]) "أَعظمُ ما يجب على الطالب لعلوم القرآن, الراغب في تجويد ألفاظه, وفهم معانيه, ومعرفة قراءاته ولُغاته, وأفضل ما القارئ إليه مُحتاج:معرفة إعرابه, والوقوف على تصرف حركاته, وسواكنه؛ ليكون بذلك سالماً من اللحن فيه, مستعيناً على أحكام اللفظ به, مُطلعاً على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات, متفهماً لما أراد الله به من عباده, إذ بمعرفة حقائق الإعراب تعرف أكثر المعاني, وينجلي الإشكال, فتظهر الفوائد ويُفهم الخطاب, وتصح معرفة حقيقة المراد. ا هـ".(1/2562)
وقال الإمام أبو بكر الأنباري([8]) (ت328هـ) وجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وتابعيهم من تفضيل إعراب القرآن والحض على تعليمه, وذم اللحن, وكراهيته, ما وجب به على قُراء القرآن أن يأخذوا أنفسهم بالاجتهاد في تعلمه" ا هـ. قلت: فلأهمية هذا الموضوع, ولوقوفي على أحاديث وآثار في الأمر بإعراب القرآن الكريم. رغبت في جمعها، وتخريجها، ودراسة أسانيدها، والحكم عليها في بحث عنوانه: (فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية, دراسة موضوعية ).
أسباب اختيار الموضوع :
1 – الإسهام في خدمة لغة القرآن الكريم في جانب من جوانبها المتعلقة بالسنة النبوية, وهذا ما يؤكد تكامل العلوم الشرعية .
2– حاجة الباحثين – لا سيما في التفسير وعلومه – لتخريج الأحاديث والآثار الواردة في فضل إعراب القرآن، وبيان درجاتها ؛ لقصور كتب علوم القرآن في الوفاء بتخريج الأحاديث بتوسع، والحكم عليها وفق منهج المحدثين .
3 – إبراز جهود المحدثين في بيان عناية السنة النبوية بإعراب القرآن الكريم.
4 – التحذير من الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في إعراب القرآن الكريم .
الدراسات السابقة :
لم أقف – حسب علمي واطلاعي – على دراسة متخصصة في تخريج الأحاديث والآثار الواردة في إعراب القرآن الكريم، وإنما خصه بعض العلماء بأبواب في مؤلفاتهم ذكروا فيها بعض الأحاديث والآثار, دون توسع في تخريجها، ودراستها, والحكم عليها. ومن هؤلاء :
1 – الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي ( ت 224هـ) في كتابه : "فضائل القرآن" عقد باباً عنوانه "إعراب القرآن" (رقم :53) (ص: 200–204 ).
2 – الإمام أبو بكر ابن أبي شيبة (ت235هـ) في " المصنف " كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في إعراب القرآن (10/456).(1/2563)
3 – الإمام أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت 328هـ) في كتابه " إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل"، ويعد من أكثر المؤلفات جمعاً للأحاديث والآثار في هذا الموضوع.
واستهله برواية أحاديث وآثار كثيرة في فضل إعراب القرآن، وذم اللحن (ج1 / ص : 14– 61 ) .
4 – الإمام أبو جعفر النحاس (ت338هـ) في كتابه (إعراب القرآن) ذكر عدداً من الأحاديث والآثار ( 1/115 و116) .
5– الإمام أبو سليمان حَمْد بن محمد الخطابي (ت388هـ) في مقدمة كتابه " غريب الحديث " عقد فصلاً ترجم له بقوله :
" ذكر مادرج عليه الصدر الأول من لزوم الإعراب، وما أنكروه من اللحن، وعابوه من أهله " (1/60–63 ) .
6– الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458هـ) في كتابه " شُعب الإيمان " في الشعبة التاسعة عشرة : في تعظيم القرآن، عقد باباً في قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب (2/426-430) .
7– الإمام الخطيب البغدادي (ت463هـ) في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي، وآداب السامع " عقد فصلاً ترجم له بقوله : " القول في رد الحديث إلى الصواب إذا كان راويه قد خالف موجب الإعراب " (2/21–23) .
8– الإمام أبو عمر يوسف ابن عبدالبر القُرطبي (463) في كتابه : " بهجة المجالس، وأنس المُجالس " عقد باباً في حمد اللسان، وفضل البيان (1/54–59)، وباباً في اجتناب اللحن، وتعلم الإعراب (1/64–71)، وفي كتابه " جامع بيان العلم وفضله" عقد باباً في الأمر بإصلاح اللحن والخطأ... "( 1/339-353).
9– الإمام القاضي عياض بن موسى اليحُصبي (ت544هـ) في كتابه : " الإلماع إلى معرفة أصول الرواية، وتقييد السماع "، عقد باباً في إصلاح الخطأ، وتقويم اللحن .( 1/183–188) .
10– الإمام أبو بكر محمد بن عبدالملك الشنتريني (ت549هـ) في كتابه : " تنبيه الألباب على فضائل الإعراب "، ذكر أحاديثاً وآثاراً كثيرة في فضل إعراب القرآن (ص74 - 81 ).(1/2564)
11– الإمام المُفسر محمد بن أحمد القرطبي (671هـ) في تفسيره : " الجامع لأحكام القرآن " جعل له مقدمة تشتمل على أبواب منها : باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه والحث عليه، وثواب من قرأ القرآن مُعرباً ( 1/19–21).
12– الإمام أبو الربيع نجم الدين سليمان بن عبدالقوي الطوفي (ت716هـ) خصص كتابه: " الصعقَة الغضبية في الرد على منكري العربية " للدلالة على فضل علم العربية من الكتاب، والسنة، والآثار، وصريح العقل، وذكر فيه عدداً من الأحاديث والآثار في إعراب القرآن (ص235- 260).
13– الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه " زاد المعاد " تكلم عنه. (1/482) .
14– الإمام جلال الدين السيوطي (ت911هـ) في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " عقد باباً في معرفة إعراب القرآن, ذكر فيه بعض الآثار (1/179).
15- الإمام علاء الدين المتقي الهندي (ت975هـ) في كتابه (كنز العمال) ذكر أحاديث وآثاراً كثيرة في إعراب القرآن (1/533, 607).
خطة البحث:
يتألف البحث من مقدمة, وتمهيد, وبابين, وخاتمة,وفهارس.
أما المقدمة: فذكرت فيها أهمية الموضوع عموماً, وأهمية إعراب القرآن خصوصاً, وأقوال الأئمة الدالة على فضله.
ثم ذكرت أسباب اختيار الموضوع.
ثم الدراسات السابقة فيه.
ثم خطة البحث, والمنهج المتبع فيه.
أما التمهيد فخصصته لتعريف إعراب القرآن لغةً, واصطلاحاً, وثمرته, وأشهر المؤلفات المطبوعة فيه قديماً وحديثاً.
ثم شرعتُ في: -
الباب الأول: في فضل إعراب القرآن, وفيه فصلان:-
الفصل الأول:- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعراب القرآن الكريم.
الفصل الثاني:- حث الصحابة على إعراب القرآن الكريم.
الباب الثاني: فيما يُعين على إعراب القرآن, وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: - تعلم العربية يعين على إعراب القرآن.
الفصل الثاني:- ذم اللحن في القرآن.
الفصل الثالث: - حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإعراب, والبيان.
- الخاتمة, وذكرت فيها أهم النتائج.(1/2565)
- التوصيات, ثم فهرس المراجع , ثم فهرس الموضوعات.
المنهج المتبع في البحث:
جمع الاحاديث والآثار من كتب السنة وعلومها. وعلوم القرآن , وفضائله, وإعرابه.
ترتيبها حسب خطة البحث.
ترقيم الأحاديث ترقيماً تسلسلياً.
تخريج الأحاديث والآثار في ضوء الجوانب الآتية: -
أ – إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فاقتصر في تخريجه عليهما؛ لتلقي الأمة لهما بالقبول، وعزوه لهما يغني عن ذكر درجته .
ب – إذا كان الحديث أو الأثر في غير الصحيحين، فأقوم بتخريجه بتوسع من المصادر الحديثية وغيرها مما وقفت عليه.
5 – أدرس الأسانيد حسب المنهج الآتي :
أ – من كان من الرواة متفقاً على توثيقه، أو تضعيفه، اكتفيت بدراسته بإيجاز مع العزو للمؤلفات التي ذكرت توثيقه أو ضعفه.
ب– من كان مختلفاً فيه أدرسُه بتوسع، ثم أُرجح حالة، مع الالتزام بقواعد الجرح والتعديل عند المحدثين .
6 – الحكم على الأحاديث والأثار بعد دراسة أسانيدها، وذكر ما وقفتُ عليه من كلام المحدثين عليها، وذكر ما أوردوه من شواهد وتخريجها، والحكم عليها.
7 – تفسير الكلمات الغريبة من كتب غريب الحديث، ومعاجم اللغة وغيرها .
8 – التعليق على الأحاديث التي تتطلب ذلك، والاستنباط منها، مع الاستفادة من كتب الشروح الحديثية وعنونت لها بفقه الحديث .
تنبيه مهم:
لا يخفى على شريف علم القارئ أن أكثر الأحاديث الواردة في "إعراب القرآن" ضعيفة, بل وموضوعه, وقد يتساءل عن وجه إيرداها في هذا البحث؟(1/2566)
فأقول: إنما ذكرتها لتجلية أمرها, ومعرفة صحيحها من سقيمها, ولا يتبين ذلك إلا بالبحث والتخريج ودراسة الأسانيد, فما كان ضعيفاً, أو موضوعاً فيتنبه القارئ لدرجته, ويحذر من الاحتجاج به. فإن المحدثين كانوا يكتبون الأحاديث الضعيفة والموضوعة للتحذير منها ومن رواتها. قال الخطيب البغدادي([9]) "... فإن الحفاظ ما زالوا يكتبون الروايات الضعيفة, والأحاديث المقلوبة, والأسانيد المركبة؛ لينفروا عن واضعيها, ويبينوا حال من أخطأ فيها".
ويرد إشكال آخر في وجه استنباط بعض الأحكام والآداب منها وهي ضعيفة؟!!
فالجواب: أن العلماء كانوا يتساهلون في الاستدلال, والعمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال, قال الإمام النووي([10]): قال العلماء من المحدثين والفقهاء: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً". وقال ابن رجب([11]): "قد رخص كثير من الأئمة في روايته الأحاديث في الرقاق, ونحوها عن الضعفاء, منهم ابن مهدي, وأحمد بن حنبل".
أسأل الله التوفيق لخدمة كتابه الكريم, وسنة سيد المرسلين, إنه سميع مجيب.
كتبه
د / أحمد بن عبد الله الباتلي
25/12/1425هـ
الرياض
-- الحواشي -----
([1]) الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية (ص235).
([2]) تفسير القرآن العظيم 2/1438 .
[3]) اقتضاء الصراط المستقيم 1/470 .
([4]) الموافقات 2/64 .
([5]) جامع الأصول 1/37 .
([6]) للاستزادة يراجع: "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي, النوع الحادي والأربعين في معرفة إعرابه, (1/179).
([7]) مشكل إعراب القرآن 1/63.
([8]) إيضاح الوقف والابتداء 1/14 ونقله عن القرطبي في مقدمة تفسيره: "الجامع لأحكام القرآن" باب ما جاء في إعراب القرآن وتعليمه, والحث عليه, وثواب من قرأ القرآن معرباً", (1/19).
([9]) تاريخ بغداد 1/43.
([10]) الأذكار ص27.
([11]) شرح علل الترمذي 1/101.(1/2567)
لقراءة البحث كاملاً من هنا (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=218)
---
أبو العالية
12-21-2006, 10:31 AM
الحمد لله ، وبعد ..
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
ومزيداً من الدرر والنفائس رفع الله قدركم
---
(1/2568)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في أروقة النقاش للرسائل العلمية
---
في أروقة النقاش للرسائل العلمية
---
عبد العزيز الضامر
07-11-2005, 01:12 AM
في أروقة النقاش للرسائل العلمية
لقد حضرت عدداً لا بأس به من مناقشة الرسائل العلمية, وكان يزعجني كثيراً ذلك النقاش البائت,والخطاب الكلاسيكي (التقليدي) الذي تعوَّد عليه بعض المُناقشين في زماننا ومنه ما يلي:
- الإسهاب في تتبع الأخطاء الإملائية, والأغلاط المطبعية, والتي قد يقطع المناقش فيها شوطاً كبيراً من الزمن, وكان بإمكانه أن يجمعها في وريقات ويدفعها للباحث وذلك حرصاً على الوقت بما هو أنفع للباحث.
وأذكر أنني حضرت إحدى الأطروحات وكان أحد المناقشين يقول: للباحث قل مشاكل ولا تقل مشكلات, وقل كذا ولا تقل كذا....وهكذا استغرق النقاش في مثل هذه الفوائد التي لا تُسمع إلاَّ في الإذاعات المدرسية والمجلات العامة, وأُنبه إلى أني لا أُنقص من شأن هذه الفوائد ولكن هناك ما هو أعمق من هذا بكثير في تلك اللحظة.
- امتعاض المناقش من قول الباحث: "نحن" أو "أرى" أو "هذا الذي أراه في المسألة" ونحو ذلك وتجعله يقول للباحث: من أنت حتى تقول: "نحن"...!!
فيمنعه ويأمره بتغيير هذه العبارات بحجة أنَّها تكسب الباحث الغرور والاعتداد بالنفس فيصبح عنده ما يُسمى بـ"تضخم الأنا" أو "الأنا المتضخمة".
والذي أراه أنَّ الباحث المغرور يستطيع أن يُظهر غروره من دون أن يتطرق إلى مثل هذه العبارات, إذ أنَّ مسألة الغرور لا تُقاس بهذه المعايير.
- إطالة الوقت وتكرير القضية كُلمَّا وردت في البحث, وكم كنت أتمنى أن يختزل زمن المناقشة, ويُطرح فيها ما هو جوهريٌ وأصيل, وليس عيباً أن ينتهي المناقش في نصف ساعة!!(1/2569)
- الإهانة التي تنهال على الباحث من قِبل بعض المناقشين, كأن يقول: للباحث أنت ما تفهم, أو هذه المسألة صعبةٌ عليك, أو لم يحن الوقت لفهمها, وينسون أنهم في صَرحٍ علمي ينبغي أن يُقدم فيه الأدب على العلم.
- الجدال الطويل في القضايا المرنة التي يجوز فيها أكثر من منهجٍ علمي, كأن يبدأ الباحث في الهامش بذكر المؤلف ثُمَّ اسم الكتاب, فيقوم المناقش ويطلب منه تغيير الطريقة بالرغم من أنَّهما مناهج مُتعددة ومعتبرة في الأوساط الأكاديمية.
وقد يسألني البعض ما هو النقاش الذي تريد؟
فأقول: فليكن حول فكرة الموضوع من ناحية الجِدَّة والابتكار, وعن مدى أهميته, وعن قضية الأسلوب وحسن الطرح, وعن ترتيب الموضوع وتسلسله تسلسلاً منطقياً, ومدى عمقه وبعده عن السطحية وهكذا, فالمهم أن يكون الحوار في صلب الموضوع وفي قضاياه الجوهرية.
وهذا لا يعني أنَّ نظرتي سوداوية تجاه المناقشين, بل فيهم- وهم كُثر- من استفدنا من علمه وملاحظاته وأدبه الشيء الكثير والعظيم.
وكم تمنيت أن يقوم أحد المناقشين الذين قطعوا شأواً كبيراً وزمناً طويلاً في أروقة النقاش العلمي فيكتب لنا تجربته الشخصية في مناقشة الرسائل ويُبيِّن الأُسس المُثلى التي تقوم عليها المناقشة[1] (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1).
وختاماً: فإني اقترح على الإخوة المشرفين في الملتقى بإنزال المناقشات التي تخص الدراسات القرآنية والمحفوظة في الأشرطة ووضعها في تسجيلات الملتقى حتى ينتفع منها أهل الملتقى والضيوف.
[1] (http://tafsir.org/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftnref1) / وقفت على مقالةٍ للدكتور محمود الطناحي رحمه الله بعنوان: "الرسائل الجامعية..و..ساعة ثُمَّ تنقضي", وذلك ضمن مقالاته المجموعة (2/677), بيَّن فيها بعض المآسي التي تحدث في أروقة النقاش للرسائل العلمية.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-11-2005, 02:28 AM
شكر الله لك أخي عبدالعزيز(1/2570)
الأمر كما ذكرت ؛ ولذلك قل حضور مثل هذه المناقشات ، وأصبح الأكثرون يرونه من إضاعة الوقت ...
وقد توصلت إلى نتيجة اقتنعت بها ، وهي أنه كلما كان المناقِش أكثر علماً ، وأعمق فهماً كانت ملحوظاته أقل ، وفوائده أكثر ... والعكس صحيح .
---
أبو حازم الكناني
07-12-2005, 09:24 PM
مشايخنا الكرام سمعت بعض المناقشين يقول لباحثٍ: لقد استفدت بصورة شخصية من رسالتك هذه... فرحم الله أمثال هؤلاء الذين يحيون في النفس حبّ البحث والتنقيب، وأصلح الله الآخرين الذين قد يثبّطون من حيث لا يدرون.
---
أبو حازم الكناني
07-12-2005, 09:29 PM
وبالمناسبة: اقترح أن يتم انزال ما تيسّّر من هذه الرسائل بتمامها إن توفرت لها نسخ الكترونيّة.
وأقترح أن يتم طرح بعض القضايا والتجارب المتعلقة بطريقة البحث، وأخطاء الباحثين وما يؤخذ عليهم، وما يجب تلافيه، وأهم عوامل النجاح والفشل من وحي التجارب والملاحظات.
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
07-22-2005, 05:15 AM
معك حق أخي الكريم
وبصراحة رغم عدم تخصصي في الشريعة إلا أنني لاحظت في مناقشة الرسائل في بعض التخصصات الاخرى أن بعض المناقشين يحاولون تحطيم الباحث بكل طرق
---
(1/2571)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول أسانيد الطبري المرفوعة
---
حول أسانيد الطبري المرفوعة
---
أبو إبراهيم الحائلي
02-12-2007, 08:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يذكر ابن جرير الطبري في تفسيره العظيم أسانيد مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ليست في غيره من الكتب، فهل اعتنى أحدٌ بجمع هذه الأسانيد المرفوعة في مصنف، وتكلم عليها، أوخرجها أحدٌ ممن حقق تفسيره؟.
---
(1/2572)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 5
---
مدارسة في تفسير القرطبي 5
---
محمد العبدالهادي
07-09-2003, 10:27 AM
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وإلى عاد أخاهم هودا ) مانصه : " وعاد من لم يصرفه جعله اسما للقبيلة ، ومن صرفه جعله اسما للحي " 7 / 236 ط: دار الكتب المصرية . ماعلاقة كونه اسما للقبيلة او للحي في منعه من الصرف أو لا ؟
---
عبدالرحمن الشهري
07-09-2003, 10:53 AM
أخي الكريم وفقه الله :
إن كان اسماً للقبيلة فهو مؤنث ساكن الوسط يجوز فيه الصرف ومنعه. كهند ودعد.
وإن كان اسماً للحي فهو مذكر كسعد ليس ممنوعاً من الصرف.
وفقك الله.
---
(1/2573)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أَعَمُّ قَسَمٍ وَقَعَ في القرآن
---
أَعَمُّ قَسَمٍ وَقَعَ في القرآن
---
أبو بيان
02-06-2005, 12:20 PM
قال ابن القيم رحمه الله عن القَسَم في قوله تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39)} سورة الحاقة:
(وهذا أعم قَسَم وقع في القرآن؛ فإنه يعم العلويات والسفليات, والآخرة,
وما يُرى وما لا يُرى, ويدخل في ذلك الملائكة كلهم,
والجن والإنس, والعرش والكرسي, وكل مخلوق).
التبيان في أقسام القرآن (ص:174).
---
جمال حسني الشرباتي
02-07-2005, 03:07 PM
بعض المعتزلة يدعون أن (لا أقسم) تعني نفي القسم نقل ذلك الطبرسي في تفسيره فقال((وثالثها: إنه نفي للقسم ومعناه لا يحتاج إلى القسم لوضوح الأمر في أنه رسول كريم، فإنه أظهر من أن يحتاج في إثباته إلى قسم، عن أبي مسلم ورابعها: إنه كقول القائل: لا والله لا أفعل ذلك، ولا والله لأفعلن ذلك. وقال الجبائي. إنما أراد أنه لا يقسم بالأشياء المخلوقات، ما يرى وما لا يرى، وإنما أقسم بربها، لأن القسم لا يجوز إلا بالله))
ولكن معناها القسم كما قال إبن عاشور(({ لا أقسم } صيغة تحقيق قَسَم، وأصلها أنها امتناع من القسَم امتناع تحرّج من أن يحلف بالمُقْسم به خشية الحنث، فشاع استعمال ذلك في كل قسم يراد تحقيقه، ))
---
أحمد البريدي
02-08-2005, 05:37 PM
يرد قول من قال إن لا تعني نفي القسم قول الله تبارك وتعالى "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " فالاية الثانية اثبتت وجود القسم . وأما معنى لا الواردة في القسم فهو مختلف فيه والأقرب أنها زائدةٌ ، والتقدير : أُقْسِمُ , وهو قولُ أكثر المفسِّرينَ كما ذكر ذلكَ القرطبيُّ ، والشوكانيُّ ( 1)، وقال به سعيدُ بن جبير(2 )والزجّاجُ( 3)، وابن خالويه(4).(1/2574)
قال الشوكانيُّ :" ويؤيّدُ هذا قولهُ :{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ }(الواقعة: من الآية76) " (5 ) أيْ بعد قولِه تعالى : {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}(الواقعة:75) ، وهذا هو أقربُ الأقوالِ( 6) والله أعلم
[line]
( 1) انظر : تفسير القرطبي ( 17 / 144 ) ، فتح القدير ( 5 / 159 ) .
(2 ) انظر : تفسير ابن جرير ( 27 / 203 ) ، تفسير ابن كثير ( 6 / 535 ) .
(3 ) انظر : معاني القرآن وإعرابه ( 5 / 115 ) .
(4 ) انظر : إعراب ثلاثين سورة مِن القرآن صـ ( 87 ) .
(5 ) فتح القدير ( 5 / 159 ) .
( ) انظر هذه المسألةَ في : معاني القرآن وإعرابه للزجاج ( 5 / 115 ) ، إعراب ثلاثين سورة مِن القرآن لابن خالويه صـ ( 87 ) ، إعراب القرآن للنحاس صـ ( 5 / 227 ) ، تفسير ابن جرير ( 27 / 203 ) ، تفسير ابن الجوزي ( 7 / 336 ) ، تفسير ابن عطية ( 15 / 383 ) ، تفسير القرطبي ( 17 / 144 ) ، تفسير = = البيضاوي ( 2 / 463 ) ، تفسير ابن كثير ( 6 / 535 ) ، تفسير الشوكاني ( 5 / 159 ) ، مغني اللبيب لابن هشام ( 1 / 238 ) وهو أوسع مَن تكلَّم عنها ، إمعان في أقسام القرآن صـ ( 6 ) .
---
أبو عبد المعز
02-08-2005, 11:15 PM
الآية حملت ردا قويا بالفعل-جزى الله الاخ احمد على التذكير بها-......فصيغة "لا اقسم "قسم......لكن توجيه النفي فيه نظر..........ومن المستبعد ان تكون "لا "للتوكيد...كما قال قسم كبير من المفسرين.......لسبب فطري....وهو ان الشىء لا يؤكد.....بنفي الشىء........بمعنى لا يزداد البنيان ثباتا...بهدمه ....هذا لا يعقل....ولعل التحقيق ما ذهبت اليه عائشة عبد الرحمن.......عندما ميزت بين نفي القسم .....ونفي الحاجة الى القسم......والثاني هو المراد فى القرآن...وهذا الاسلوب عربي ..متداول...كما تقول لصاحبك:"لا اوصيك بكدا.."وتقصد تأكيد الوصية...لا بنفيها...بل بنفي الحاجة اليها...فتأمل
---
عمار
02-09-2005, 12:50 AM(1/2575)
اختلف النحاة في دلالة "لا" إذا أتت قبل القسم....:
1- فمنهم من يقول بأن "لا" زائدة وتفيد توكيد القسم فمعنى "لا أقسم" = أقسم
2- وفريق يقول بأنّ "لا" نافية....والمعنى أن الأمر لا يحتاج للقسم لوضوحه وعدم الحاجة إليه.
3- وفريق آخر يقول بأن " لا" نافية لغرض الاهتمام والتوكيد. ومثاله - ما ذكره الأخ الكريم أبو عبد المعز - كأن تقول " لا أوصيك بأبي عبد المعز" .
والله أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
02-11-2005, 03:35 PM
بارك الله فيكم جميعاً .
طرحت الأستاذة رفاه زيتوني هذا الموضوع من قبل على صفحات الملتقى ، وأجادت بحثه فلينظر.
من الظواهر الأسلوبية في القرآن- ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1548).
---
أبومجاهدالعبيدي
02-28-2005, 11:17 AM
قال الزركشي في البرهان 2/177 [ طبعة دار المعرفة بتحقيق المرعشلي ] :
(قال الخطابي وسمعت ابن أبي هريرة يحكي عن أبي العباس بن سريج قال سأل رجل بعض العلماء عن قوله تعالى : { لا أقسم بهذا البلد } 1 فأخبر أنه لا يقسم بهذا ، ثم أقسم به في قوله : { وهذا البلد الأمين } ( التين : 3 ) ؟!
فقال ابن سريج : أي الأمرين أحب إليك أجيبك ثم أقطعك أو أقطعك ثم أجيبك ؟
فقال : بل اقطعني ثم أجبني .
فقال : اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجال ، وبين ظهراني قوم ، وكانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزاً ، وعليه مطعناً ؛ فلو كان هذا عندهم مناقضة لتعلقوا به وأسرعوا بالرد عليه ، ولكن القوم علموا وجهلت ، فلم ينكروا منه ما أنكرت .
ثم قال له : إن العرب قد تدخل ( لا ) في أثناء كلامها وتلغي معناها ، وأنشد فيه أبياتاً . ) انتهى
---
أبو بيان
02-28-2005, 11:34 AM
قطعتنا جميعاً يا أبا مجاهد بابن سريج,
شكر الله لك هذه الحسنة.
---
سليمان داود
04-02-2005, 03:14 AM(1/2576)
سؤالي إلى فضيلة الدكتور الشيخ أحمد البريدي وفضيلة الدكتور الشيخ أبو مجاهد العبيدي حفظهما الله.
إذا سلمنا بزيادة( لا ) قبل فعل القسم كما يقول أكثر المفسرين.. فما الفائدة من زيادتها ؟ وما معنى قوله تعالى:( لا أقسم بمواقع النجوم* وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* إنه لقرآن كريم ) ؟ وما الغرض من القسم؟
---
أبو بيان
04-14-2005, 11:03 PM
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله:
(واعلموا أن علماء العربية مطبقون على أن لفظة (لا) تُزَادُ لتأكيد المعنى وتقويته, أما في الكلام الذي فيه معنى الجحد فلا خلاف بينهم في ذلك, وشواهده في القرآن وأمثلته كثيرة).
العذب النمير 3/1040.
---
سليمان داود
04-17-2005, 01:19 PM
كنت أود من الشيخين الفاضلين أن يجيبا على أسئلتي، ولكنهما لم يفعلا، وأجبت أنت على السؤال الأول، وبقي أن تجيب على بقية الأسئلة، بارك الله فيك، مع ملاحظة أنني أريد أن أعرف رأيك الشخصي فيما قاله المفسرون في( لا ) قبل فعل القسم. أما ما قاله الشنقيطي، والطبري، والقرطبي، والرازي، والزمخشري، وأبو حيان، والألوسي، وابن عاشور، وغيرهم فهو موجود في تفاسيرهم، وليس من الصعب أن نعرف ما قالوا. ولكن الصعب هو الحكم على ما قالوا من حيث صحته، وعدم صحته. هذا ما أردت أن أشير إليه.
واسمح لي يا أخي أبو بيان أن أسألك: هل قرأت المقال الذي أشار إليه فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري حول هذا الموضوع ( ظاهرة القسم المسبوق بلا النافية )؟ ثم هل قرأت ما قاله الدكتور فاضل السامرائي في لمسات بيانية ورد الدكتور عماد عليه؟ وما هو رأيك فيما قاله؟
ثم إذا كنتم انتم مقتنعين بأن قول القائل: لا أفعل، تأكيد لقوله: أفعل، فما الفرق بين النفي والإثبات،؟ وكيف يؤكد الإنسان الفعل بنفي الفعل؟ هلا شرحت لنا ذلك، وفقك الله، فما أنتم إلا أساتذتنا، ونحن تلاميذكم الذين يطلبون العلم منكم. وأرجو أن لا يضيق صدرك بأسئلتي مع الشكر.[/font][/size][/size]
---(1/2577)
أبو بيان
04-19-2005, 07:42 AM
عذراً أخي سليمان, لم أكتب ما سبق جواباً على سؤالك, وحيث قد وافق ما تريد فالحمد لله,
وأرجو معك أن يتولى الإخوة الإجابة على ما تريد, وسيفعلا إن شاء الله, ولكنها صوارف وعوارض, فاصبر لهما.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
---
عبدالرحمن الشهري
08-11-2005, 01:22 PM
للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني وفقه الله رأي موافق لما ذهبت إليه الدكتور عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطي) رحمه الله. وما فصلته الأستاذة الكريمة رفاه زيتوني في مقالتها التي أحلت عليها أعلاه في شبكة التفسير والدراسات القرآنية .
وقد ذكر هذا الرأي في كتابه (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل) ص 480-498
قال :
الحكمة من إيراد القسم المنفي في القرآن .
اختلفت أقوال المفسرين في القسم المسبوق بحرف النفي (لا) الوارد في القرآن ثماني مرات في سبع سور بصيغة ( لا أقسم) مسبوقة بحرف عطف ، أو غير مسبوقة بحرف عطف.
فمنهم من قال : لا زائدة ، والتقدير أقسم.
ومنهم من قال لا نافية لكلام مقدر ، وليس النفي مسلطاً على القسم.
ومنهم من قال غير ذلك.
وقد سبرت النصوص الورادة فيها هذه الصيغة فرأيت بفتح من الله أنها أسلوب بياني مبتكر للدلالة على أن الموضوع مع حال المخاطبين يقتضي اقتضائين متعارضين :
1- أحدهما يستدعي البيان فيه القسم المؤكد للخبر الذي هو المقسم عليه.
2- والآخر يستدعي البيان فيه عدم القسم.
فكان الحل المبتكر في أساليب البيان القرآنية اختيار أسلوب ذكر لفظ القسم ، وذكر المقسم به ، تنبيهاً عليه ، مع سبقه بأداة النفي.
فالوجه الذي اقتضى القسم روعي حاله بذكر القسم والمقسم به ، تنبيهاً على ما في المقسم به من تأكيد أو حجة هادية إلى أن الموضوع الذي يراد تأكيده هو متحقق الوقوع.
والوجه الذي اقتضى عدم الحاجة إلى القسم روعي حاله بنفي القسم بأداة النفي لا ...). الخ كلامه .
---
أبو عبد المعز
08-11-2005, 02:11 PM(1/2578)
ماذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري عن الميداني وبنت الشاطيء -رحمهما الله- في توجيه القسم المنفي هو المتعين .....وهنا ملاحظة اصطلاحية : "لا اقسم" عند بنت الشاطيء ليس قسما منفيا...بل المنفي في الحقيقة هو الحاجة إلى القسم....وقد نبهت على ذلك تنبيها قويا عندما قالت:
"وفرق بعيد أقصى البعد , بين أن تكون "لا لنفي القسم , كما قال بعضهم وبين أن تكون لنفي الحاجة إلى القسم"وقد شددت- رحمها الله -على العبارة الأخيرة بالتسطير...
بعبارة أخرى نفي القسم أو القسم المنفي تسمية باعتبار النحو والألفاظ....لكن باعتبار البيان والمعاني...لم ينف القسم بل ازداد تأكيدا عن طريق إثبات عدم الحاجة إليه.....لوضوح المقسم عليه..
وقريب مما لاحظه الاستاذ الشهري ما جاء في القرآن الكريم من حذف المقسم عليه تنبيها على أن المخاطبين لا ينفع معهم القسم وبالتالي من العبث ذكره.....من ذلك قوله تعالى:
ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم.
طوي المقسم عليه لأن المخاطبين لا يحيدون عن معتقدهم قيد أنملة فلا ينفع معهم قسم....
وهذا مستعمل في البيان العادي .....فقد يستهل المتكلم القسم بذكر المقسم به...ثم يخطر بباله أن مخاطبه لن يقتنع فيعدل عن ذكر المقسم عليه لينتقل الى كلام آخر.
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 09:18 AM
ماذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري عن الميداني وبنت الشاطيء -رحمهما الله- في توجيه القسم المنفي هو المتعين .
ما الحجة التي جعلت هذا الرأي هو المتعين ؟؟
الذي أميل في هذا الأسلوب أنه جار على لغة العرب في استعمال هذه اللام بعد الفعل ، ولا يريدون بها إلا تأكيد القسم.
ولا أرى حاجة للتحمس لرأي معين لأن المسألة يسيرة إذا فهم المعنى.
وأؤكد على ما نقلته عن البرهان للزركشي في الرد رقم 7
---
مروان الظفيري
09-14-2006, 10:51 AM
طبعا ياأخوتي وأحبابي
فلا أقسم ................
لا : زائدة ، في مثل هذا القسم(1/2579)
والمعنى : فأقسم ، ولا تزاد في القسم ، فيقال : لا والله ، ولا أفعل ،
قال الشاعر امرؤ القيس :
لا وَأَبيكَ اِبنَةَ العامِرِيِّ= لا يَدَّعي القَومُ أَنّي أَفِر
والمعنى :
وأبيك ، وإنما زيدت للتأكيد ، وتقوية الكلام ..
وقيل : نافية .. والمنفي محذوف ، وهو كلام الكافر والجاحد ، تقديره :
فلا صحة لما يقول الكافر ، ثم ابتدأ فقال :
أقسم ، وقيل : هي لام الابتداء ، دخلت على جملة من مبتدأ وخبر ، وهي :
أنا أقسم ، كقولك : لزيد منطلق ، ثم حذف المبتدأ ، فاتصلت اللام فقط ..
وقال أبو حيان : والأولى عندي : أنها لام أشبعت فتحتها ، فتولدت منها ألف ،
كقوله : ( أعوذ بالله من العقارب) ....
---
(1/2580)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 12
---
مدارسة في تفسير القرطبي 12
---
محمد العبدالهادي
08-10-2003, 01:43 PM
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى [ فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ] مانصه [ استدل علماؤنا بإرجاء الله العذاب عن قوم صالح ثلاثة أيام على أن المسافر إذا لم يُجمع على إقامة أربع ليال قصر، لأن الثلاثة الأيام خارجة عن حكم الإقامة ](9/61) ط: دار الكتب المصرية .وسؤالي هو : ماوجه الاستدلال من الآية ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
02-12-2005, 11:27 PM
قد يتضح الجواب من خلال ما ذكره القرطبي نفسه عند تفسيره لقول الله تعالى : {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً } (النساء:101) :(1/2581)
( واختلف العلماء من هذا الباب في مدة الإقامة التي إذا نواها المسافر أتم؛ فقال مالك والشافعي والليث بن سعد والطبري وأبو ثور: إذا نوى الإقامة أربعة أيام أتم؛ وروي عن سعيد بن المسيب. وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري: إذا نوى إقامة خمس عشرة ليلة أتم، وإن كان أقل قصر. وهو قول ابن عمر وابن عباس ولا مخالف لهما من الصحابة فيما ذكر الطحاوي، وروي عن سعيد أيضا. وقال أحمد: إذا جمع المسافر مقام إحدى وعشرين صلاة مكتوبة قصر، وإن زاد على ذلك أتم، وبه قال داود. والصحيح ما قاله مالك؛ لحديث ابن الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل للمهاجر أن يقيم بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثة أيام ثم يصدر. أخرجه الطحاوي وابن ماجة وغيرهما. ومعلوم أن الهجرة إذ كانت مفروضة قبل الفتح كان المقام بمكة لا يجوز؛ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجر ثلاثة أيام لتقضية حوائجه وتهيئة أسبابه، ولم يحكم لها بحكم المقام ولا في حيز الإقامة، وأبقى عليه فيها حكم المسافر، ومنعه من مقام الرابع، فحكم له بحكم الحاضر القاطن؛ فكان ذلك أصلا معتمدا عليه. ومثله ما فعله عمر رضي الله عنه حين أجلى اليهود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فجعل لهم مقام ثلاثة أيام في قضاء أمورهم. قال ابن العربي: وسمعت بعض أحبار المالكية يقول: إنما كانت الثلاثة الأيام خارجة عن حكم الإقامة؛ لأن الله تعالى أرجأ فيها من أنزل به العذاب وتيقن الخروج عن الدنيا؛ فقال تعالى: "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب "[هود: 65].)
---
(1/2582)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هدية عيد الأضحى المبارك لأخوتى الكرام
---
هدية عيد الأضحى المبارك لأخوتى الكرام
---
أبو محمد الظاهرى
12-28-2006, 04:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله
هدية عيد الأضحى المبارك لأخوتى الكرام
هذا برنامج إعراب وتفسير جميع كلمات القرآن الكريم (وهو برنامج رائع يعطيك اعراب أي كلمة من القرآن الكريم بمجرد الإشارة عليها بالماوس) وذلك بعد تصغير حجمه وجعله يعمل من الجهاز مباشرة دون الاسطوانة الأصلية!!!!
الاسطوانة الأصلية حجمها 600 ميجا تقريباً والبرنامج حجمه 11 ميجا !!!!!!
وهذه هي صورة البرنامج
http://www.aldahereyah.net/book/1010.jpg
حمل البرنامج من هنا
http://ahlelhadeeth.myfreeforum.org/ftopic26.php
تقبل الله منا ومنكم ونسألكم صالح الدعاء..
---
روضة
12-30-2006, 06:13 PM
البرنامج رائع، جزاكم الله خيراً، وزادكم من فضله، وكل عام وأنتم بخير.
---
خالد البكري
12-31-2006, 04:34 PM
كل عام وأنتم بخير
---
أبو محمد الظاهرى
01-05-2007, 06:55 PM
جزاكم الله خيرا وكل عام وانتم بخير
---
(1/2583)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مقالات الأستاذ الجابري في (تاريخ تدوين القرآن)
---
مقالات الأستاذ الجابري في (تاريخ تدوين القرآن)
---
د.عبدالرحمن الصالح
10-05-2006, 01:10 PM
وعد الأستاذ حفظه الله تعالى وأمتعنا بعلمه أن يُصدِر كتاباً عما قليل بعنوان (دراسات في القرآن) وقد قام بنشر بعضه على موقعه الرسمي (منبر الدكتور محمد عابد الجابري) ، وها هي ذي :
http://www.aljabriabed.net/textes.htm
ويلاحظ أن القضية لا تمسُّ الكفر والإيمان بل تمسُّ التاريخ ، فالشك في تاريخ القرآن إذا كان شكّا علميا يقوم على نقد قدرات التاريخ على التدوين وعلى حفظ الوثائق لا يُعّدُّ كفرا بل ولا ذنباً ولكن -والحق يقال- أنه من خاص العلم فينبغي حصره في دائرة (الدراسات العليا) في تاريخ تدوين المصحف. لكن لما كنا في عصر ثورة الاتصالات لم يمكن حصر المعارف بمتلقين معينين كما تقتضي الحكمة.
ولا نتحكم في فهم القارئ وذوقه ولكن هذه المقالات لمن شاء أن ينتقدها نقدا علميا
فقديما قال فيلسوف التنوير عمانوئيل كانط (والحكمة ضالة المؤمن) قال: أنا لا أخشى أن أُفَنَّد بقدر ما أخشى أن يُساء فهمي.
ولا شكَّ أن الأستاذ الجابري قد يُساء فهمه رغم أنه يبدأ مع متلقيه من الصفر فيما يكتب إلا أن بعض منتقديه يتسلق على أكتاف اسمه ليتبجح بنقده.
ولا أقصد أحدا معينا
ولكن الأستاذ رجل علم فعلى منتقديه أولا أن لا يعرضوا آراءه من خلال فهوم الآخرين له ، بل من خلال موقعه الرسمي الذي يمثله . ثمّ مراسلته شخصيا على بريده الالكتروني لمن لم يستطع فهم مقصده وبعد ذلك نقده.
والرجل معروف بتواضعه الجم الذي يلمسه معاشروه
والخير أردت وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
---
أحمد الطعان
10-06-2006, 12:06 AM(1/2584)
ما أعرفه عن الجابري أنه لم يتعرض في كتبه الأولى تكوين العقل وبنية العقل لموضوع جمع القرآن الكريم ولم يدخل في هذا الموضوع وظل مسلماً بسلامة النص القرآني وحفظه حتى أن علي حرب انتقده لذلك وكذلك جورج طرابيشي عد الجابري أنه قد فوّت على نفسه ولادة فولتير عربي جديد لأنه لم يتعرض لواقعة المصحفة أي تشكل المصحف ...
وإلى الآن أظن أن الجابري يعلم أن التشكيك في القرآن الكريم وحفظه يخرجه من دائرة القبول في الوسط الإسلامي فهو إلى هذه اللحظة - بنظري - يعد من العلمانيين المعتدلين الذين لم يجازفوا كما فعل أركون وغيره بالعمل على هدم اليقين الإسلامي بموثوقية القرآن الكريم ..
ولم يتسن لي الاطلاع على البحوث الجديدة التي كتبها الجابري فيما يتصل بجمع القرآن الكريم ..
أما الروايات التي يمكن أن توظف في هذا السبيل التشكيكي فهي روايات وأخبار لا بد من ملاحظة التراكم التاريخي فيها يعني تكونها عبر سنوات مديدة بعد لحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وهو ما يجب أن نلاحظ فيه أن الصحابة بشر ليسوا معصومين من الخطأ فما يتكلم به أحاد الصحابة ينظر إليه من زاوية // مبلغ علم الراوي // كما هو معلوم في علوم الحديث ومن هنا لا ترقى هذه الروايات إلى مصادمة المتواتر وهي فكرة بدهية // اناس كثيرين جداً لا يمكن تواطؤهم على الكذب نقلوا لنا المصحف مشافهة وكتابة إلى جانب ذلك هناك روايات آحادية تتناقض مع النقل الجمعي المتواتر فعلى أيهما نعتمد بميزان العقل والمنهج العلمي الصحيح ؟
هذه الحجة التي يذكر بها دائماً علماء المسلمين ولا أدري لماذا يصر الآخرون على عدم الفهم أو إرادة عدم الفهم ويظلون يلوكون ويكررون ما قد مجته الأسماع وقرفته الطباع ....
وأشكر الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحن الصالح لإرشادنا إلى بحوث الجابري عبر النت
والسلام عليكم ورحمة الله
---
محمد سعيد الأبرش
10-06-2006, 04:18 AM
الأخ الأستاذ أحمد الطعان(1/2585)
أرجو أن تقرأ ما نشر ذلك العلماني المعتدل!!!! في صحيفة الإتحاد الإماراتية العدد الصادر بتاريخ 26-9-2006 عن نقص القرآن لتعلم أنه ليس كذلك
أما الأخ الصالح فأرجو أن يمتعك الله بعلم الصالحين من المسلمين ومن تدعو له ليس منهم بإجماع المسلمين وأظنك تعرف حكم علماء الإسلام فيمن قال بنقص القرآن أو تحريفه
---
ابو زيد
10-06-2006, 11:44 PM
الأخ الاستاذ عبدالرحمن الصالح:
لا أحد يستطيع أن ينكر الانحراف و الضلال الذي يقع فيه الجابري إلا أحد شخصين:
1- شخص لم يقرأ مشروعه الفكري الضخم و الذي محصلته القطيعة المعرفية مع تراث الأمة إستنادا على آليات متعددة منبثقة من العقل الغربي خاصة الآليات الإجرائية - كما يسميها - المتخذة من البنيوية و الماركسية و مدرسة التحليل النفسي...... لتسليطها على ( النص ) - صرح بذلك في مقدمة كتابه: ( الخطاب العربي المعاصر ) الذي يعد مقدمة مشروعه الرباعي ( نقد العقل العربي).
2- شخص ولع بحب الرجل و يريد غض الطرف عن مرامي مشروعه الهدمي لتراث الأمة وفعل هذا لايجوز لمن عنده غيرة على دين الله بل هذا أبسط ما نقدمه ديانة أن نغار أما أن ندافع عن الرجل مع علمنا بالخلل العقدي و الفكري و المنهجي في مشروعه فهذا لا يمكن تقبله بأي حال من الأحوال فإننا أحيانا يصيبنا الإنبهار بكتابة هؤلاء فالمخطئ مخطئ و إن علا شأنه و على كل فمشروعه يحتاج لقلم مسدد يميط اللثام عن ثغرات تكتنفه.
و أخيرا فالرجل لاشك في موسوعيته و عمقه فيما يطرح و إن شذ به فكره في رؤيته الفكرية و الفلسفية الملتبسة.
---
أحمد الطعان
10-08-2006, 11:35 PM
أرجو من الإخوة الذين يحبون أن يعرفوا الجابري جيداً أن يقرؤا ما كتبه عنه جورج طرابيشي في موسوعته النقدية له
نظرية العقل - وإشكاليات العقل العربي ...
فقد فضحه شر فضيحة ...
وكذلك لمن يحب أن يتعرف على حسن حنفي فليقرأ للطرابيشي كتابه // المثقفون العرب والتراث //(1/2586)
لقد قام الرجل بواجبه كباحث وناقد في كشف الزيف الذي يتستر به الرجلان ...
---
ابو زيد
10-10-2006, 04:27 AM
مشروع الجابري ( نقد العقل العربي ) ساهم بشكل أصيل في ظهور مشروع جورج طرابيشي ( نقد نقد العقل العربي ) و على جودة نقده للجابري في اشكاليات جوهرية إلا أنه يعترف هو غيره ممن نقدوا الجابري بعمقه فمن ذلك قول طرابيشي في جـ1 - نظرية العقل - ص8 : ( فالجابري قد نجح - لنعترف له بذلك - في إغلاق أبواب التأويل و الاجتهاد ...........)
و قال في نفس الصفحة : ( فلقد كنت ، بعد أشهر ثلاثة من صدور تكوين العقل العربي ، كتبت في العدد الأول من مجلة الوحدة تعليقا مطولا ثمنت فيه الكتاب تثمينا عاليا باعتباره"اطروحة عن العقل وفي سبيل العقل ". و على الرغم مما أبديته في حينه من انتقادات و اعتراضات جزئية، فقد ختمت التعليق بالقول : " إن الذهن بعد مطالعة تكون العقل العربي لا يبقي كما كان قبلها. فنحن أمام اطروحة تغير ، وليس أطروحة تثقف")
و قال ص9 : ( و لست أملك سوى ان اعترف له مرة أخرى بأن قرأة " تكوين العقل العربي " قد غيرتني فعلا .
فلولاه لما كنت عاودت ، خلال الثماني سنوات التي تصرمت ، بناء ثقافتي الفلسفية و التراثية. )
و قال في جـ2- اشكاليات العقل العربي - ص8 : ( إن قارئي هو في نهاية المطاف قارئ الجابري. )
فالجابري ساهم في بناء جورج طرابيشي و جورج طرابيشي ساهم في إ كمال و إتمام الجابري و ليس فضحا له ، كما زعم الدكتور الطعان - حفظه المولى -
---
أحمد الطعان
10-10-2006, 01:04 PM
الأخ أبو زيد إن ما تنقله من استشهادات لا يمكن أن تكون ملخصاً لبحث يزيد على 1500 صفحة وخصوصاً إذا علمنا أن أي باحث حين يريد أن ينقد وخصوصاً إذا كان حصيفاً لا يمكن أن ينكر الإيجابيات الموجودة فيما ينقده ...(1/2587)
ونحن نعترف للجابري بعمق دراساته وبحوثه في كتابيه تكوين العقل وبنية العقل وكونها عميقة يعني أن فيها جهداً متميزاً وخبرة بأصول البحث ومنهجيته ولكن هذا لا يعني أنه مصيب في نتائجه وأننا نتفق في مضمون أفكاره ...
والطرابيش ينتقد الجابري من هذه الوجهة ... ولا شك أن الجابري استطاع ان يؤثر على قارئه بشكل واضح جداً
لكن الطرابيشي بين ما يخفيه الجابري من مصادر وما يتكتم عليه من مصادر استفاد منها وهي مصادر أوربية .. وأبرزها موسوعة لالاند الفلسفية ...
والفضح الذي أعنيه لا يعني - وخصوصاً من كاتب لا ديني - أن يكون موافقاً لما نريد وملبياً لما نعتقد وإنما من وجهة نظر منهجية على الأقل ..
وشكرا لكم
---
ابو زيد
10-10-2006, 02:46 PM
الشيخ الفاضل الطعان حفظه المولى:
1 - كل المشاريع الناقدة للجابري ذاتها تحتاج لنقد و هدم و إعادة بناء و أن تقيم تقيما صحيحا و عادلا ومن ذلك ( نقد نقد العقل العربي ) لجورج طرابيشي ، ونقد محمد يحي و نقد طيب تيزيني و نقد طه عبدالرحمن.........الخ.
فمن الوجهة النظر الإسلامية الناقدة لهذه المشاريع نجد أن الجابري أصاب في أمور فلا يوافق طربيشي في نقده له فيها و كذا أمور يوافق طرابيشي في نقده للجابري فيها و من ذلك:
*** الجابري نقد رسائل إخوان الصفا و ندد ( بدو رهم في تعميق الاتجاه اللاعقلاني في الثقافة العربية الإسلامية ) فيأتي طرابيشي ليقول ( و هأنذا أكتب مئة صفحة و نيفا لأرد إليهم اعتبارهم الفكري بوصفهم بناة أول "يوطوبيا" في الثقافة العربية الإسلامية )جـ4 /ص10 وهذا على على سبيل المثال في إحقية الجابري في نقده الإخوان الصفا و خطأ جورج طرابيشي في ذلك.(1/2588)
***و كذا نقد جورج طرابيشي الجابري في ( الإبستمولوجيا الجغرافية) فقال طرابيشي مثلا بهذا الصدد:( لا يمثل الغرب و الشرق في مشروع الجابري مقولتين جغرافيتين، بل هما مرفوعتان عنده إلى مقولتين إبسمولوجيتين ، أي مقولتين تحددان النظام المعرفي للعقل بما هو كذلك.) جـ4 العقل المستقيل في الإسلام؟ فطرابيشي محق في نقده للجابري في ذلك.
2- أتوقع أن ما نقوله من نقد على سبيل العجلة لهذه المشاريع لا يعد إنصافا فإذا كان الجابري قضى في تأليف مشروعه ما يقارب 25 سنة و طرابيشي إلى الآن 15سنة فلا يمكن أن نعطى خلاصة دقيقة و محكمة و منصفة في مثل هذه المشاريع إلا ببذل وقت طويل لنقدها نقدا نزيها و أمينا.
2- الجابري على إتقانه و تميزه في أصول البحث فلا شك أنه قد أصاب في بعض النتائج و أخطأ في بعض فمما إصاب في نقده مثلا نقده - للعرفان كما يسميه أحد نظم المعرفة في الثقافة العربية عنده هو - المتمثل في :
أ - العرفانية الإسماعيلية
ب- العرفانية الصوفية
جـ - العرفانية الإثني عشرية
فقد صوب لها نقدا يوافق عليه.
3- وعلى كل إن ما أقصده من النقول التي نقلتها إلا للبرهنة على أن بعضهم يكمل بعضا و إن نقدوا بعض و كشفوا بعض و فككوا بعض فهي مشاريع تهدف إلى غايات موحدة و تنطلق من مرجعية واحدة.
4- ما مدى مصداقية طرابيشي في نقده للجابري في إخفاء بعض المصادر الفلسفية الأوروبية فقد يكون مصيرنا مع طربيشي مثل مصيرنا مع الجابري إن صح نقد طرابيشي له في هذه الحيثية -إخفاء المصادر -
5 - إذن الآليات التي نستخدمها ناقصة من ذلك قراءة المصادر الأوروبية بلغتها الأم بدلا من المصادر المترجمة فهذه من الإشكاليات التي تواجه مفكري الصحوة .
و لكم جزيل الشكر.
---
الكشاف
10-31-2006, 12:35 PM(1/2589)
هذا مقال للكاتب عبد الله بن محمد السعوي نشر في مجلة البيان العدد 229 وله صلة بهذا الموضوع ، وخطر (القراءة المكثفة في كتب أهل الأهواء مع ضآلة العلم الشرعي في منحاه العقدي خاصة) والذي أعتقده أن محمد عابد الجابري من كبار أهل الأهواء في هذا الزمان فإلى المقال ..
[line]
لو ألقينا نظرة تأمُّلية تبحث عن العوامل الفعّالة التي تقف خلف كثير من التحولات الفكرية الحادة عند بعض النماذج والتي تنتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على نحو يستعصي معه الفهم والتحليل؛ لألفينا أنها لم تنبثق من فراغ بقدر ما هي أثر حتميّ أفرزته بواعث متنوعة بينها تسلسل سببي وروابط عليّة متبادلة ومتفاعلة أسجّل باعثين هنا منها على سبيل الإجمال، مقتصداً جهد الطاقة حتى لا أثقل على ذاكرة القارئ الكريم:
أولاً: القراءة المكثفة في كتب أهل الأهواء مع ضآلة العلم الشرعي في منحاه العقدي خاصة:
إن الفضول المعرفي بطبيعته يدفع إلى مزيد من النّهم القرائي اللامنضبط ـ أحياناً ـ مما يدفع بالفرد إلى قراءة كل ما يقع في متناول يديه من أطروحات فكرية قراءةً غير موجهة بحكم عدم استنادها إلى قدرات علمية عليا، ولذا فهي تولد الاتجاه السلبي أكثر مما تعزّز التوجه السلفي كإفراز حتميّ ناشئ عن ضمور مكتسبه المعرفي في جانبه العقدي على وجه الخصوص.
إن هشاشة الوعي ومحدودية القدرات العلمية تجعل من البنية الذهنية أرضاً خصبة مهيّئة لاستقطاب الأبنية المفاهيمية والمعاني المزيفة والرُّؤى الممعنة في التضليل باعتبارها أفقاً للوعي لا يسع المرء إلا الامتياح منه والتماهي مع معطياته.(1/2590)
إن إثارة الشبهات والتشكيك في العقائد والإطاحة بالتصورات الإيجابية هو الهدف المحوري الذي تتغيّاه كتب ومقالات أهل الأهواء، الشأن الذي جعل رسول الله # يتمعّر وجهه عندما شاهد صحيفة من صحف أهل الكتاب مع عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو الفاروق المبشَّر بالجنة، ونهاه عن قراءتها. ولقد كان سلفنا الأفاضل يحرِّمون علم الكلام ويشدّدون في عدم السماع من أهل الأهواء أو النظر في مؤلفاتهم حتى ولو احتوت على شيء من الحق؛ لأن هذه الأطروحات تورّث شُبهاً تضلّل المتلقِّي وتستهويه وتؤثِّر على قناعاته، وهذا التأثير عائدٌ ـ في تصوّري ـ لعاملين:
أحدهما: أنها تعتمد في بنائها التعبيري والفكري آليات فلسفية ترتكز على الفذلكة الكلامية والحذاقة اللفظية لتستهوي الفكر وتأخذ بلباب العقل وتلبس عليه وتسيطر على مساربه فيتلقف بعض الشبهات دون وعي، يتلقاها بلا غربلة ولا تمحيص، تتلبّسه الفكرة ويتلبّس بها، ترتسم في عقله ويتفاعل مع أدقِّ تفاصيلها ويغنى بها عن غيرها، تكبِّله بقيودها وتحجبه عن معاينة ما باينها، وتزجُّ به في دائرة مغلقة خانقة فيسيطر عليه شعور بصوابية ما يعتنقه بل يعتبره هو الحق المطلق، ومن ثم تتعسر عليه المراجعة، وتحت هذا الضغط النفسي الشديد تستبدُّ به الفكرة فلا يرى إلا ما يتقاطع معها، فيندفع للعمل بمقتضاها دون وعي، إنه يعيش في غيبوبة أفضت به إلى عزلة لا مادية خانقة نائية به عن مدِّ جسور التواصل والتماس والتفاعل الحيوي مع الأفكار المغايرة لها، قد ملكت عليه لُبّه ووجدانه على نحوٍ بات معه مفتقداً للرؤية الموضوعية النافذة مثله كما المحاط بألسنة اللهب، فرؤيته محدودة محصورة في ذاته وما يحيط بها من دخان كثيف.(1/2591)
العامل الثاني: أنها تملك مهارات عالية وكفاءة بارعة في تمرير مشروعها الفكري، وذلك من خلال ضخِّ المعاني ذات الطابع المادي التي تدغدغ حوائج الناس وتستجيب لعواطفهم، ومن هنا تصرفهم عن الحق بهذه المداخل الباطلة التي تتظاهر بالعلمية وتدّعي الموضوعية، الشأن الذي يهدينا إلى تبيّن السر الكامن خلف اتِّساع القاعدة الجماهيرية المتناغمة مع أهل الأهواء، حتى صاروا بجملتهم أكثر كمية من أهل السُّنّة والجماعة، وهذا مؤشر يبرهن ـ بجلاء ـ على أن التماهي الوجداني مع المضامين الدلالية لهذا الخطاب ليس حقيقة شعورية منبعثة من رؤية منهجية وصياغة فكرية صائبة بقدر ما هي نتيجة للانسياق للمحركات الوجدانية.
إن القارئ المتسطح الذي يعاني من الهزال في بنيته المعرفية يتعسّر عليه ـ إن لم يتعذّر ـ أن يقرأ بروح تمحيصية ناقدة، فهو لا يملك القدرة على سبر أغوار الروح العامة وتفكيك البنية الشاملة التي ينهض عليها هذا الخطاب، ولذا يقع فريسة سهلة للأفكار السالبة بكافة ضروبها، ويسيطر عليه ما يشبه عمى الألوان، فيتجاوب مع المادة المطروحة، ويتذوّقها، وتنطبع لديه في أعماق الضمير، والمصيبة الأعظم تكمن في عدم شعوره بما ينطوي عليه من إشكال معرفي حادّ سهّلَ من اختطاف عقله ومن ثم مصادرته في بُعْده الإنساني.
إن قصور الاستعدادات المعرفية لدى المتلقّي يفضي ـ بالضرورة ـ إلى إضعاف شخصيته الثقافية، ولذا؛ فإنه بمجرد اطِّلاعه على مجموعة مقالات أو بضعة كتب من الكتب الفارغة إلا من الغُثَاء التراكمي فإنها كفيلة بإحداث هزّة عنيفة في كيانه تعصف بما تأصّل لديه من قناعات على نحو يجعله يتنكّر لما نشأ عليه من قيم، ولا ريب أن هذا يبرهن ـ بجلاء ـ على عمق الانفصال بينه وبين الفقه العقدي من جهة، وعلى أساليب الطرح الماكرة القادرة على التسلل بسهولة إلى التركيبة الذهنية للمتلقِّي من جهة أخرى.(1/2592)
تُعدّ العزلة الشعورية، والنَّأْي عن النهل من العلم المؤطر بالمنهج الرباني، وعدم التفاعل المثمر مع قادة الفكر وأرباب المعرفة وذوي الحسّ الحي في الأمة، والتجافي عن المصادر المعتبرة التي تشكل الفكر الموضوعي؛ من أكبر العوامل الموهنة للتماسك العقدي والمؤسسة لتداعي المسلَّمات القطعية، والتي تحيل الفرد إلى هدف سهل المنال لمختلف الوافدات والمؤثرات الثقافية المناهضة لمكوّناته الأساسية، والمناقضة للسلّم القيمي الذي تشكّل وفق دلالاته، والمخالفة للأدوات المعيارية التي على ضوئها يقيم أحداث الحياة. هذه البواعث تعرِّض كثيراً من الأسس المفاهيمية إلى التزعزع والتآكل الداخلي.
إن هذا المتلقِّي بفعل ما يحتوي عليه من فقر علمي وجهل عميق لديه ضرب من السلوك الازدواجي الذي يتجلَّى على نحو واضح في تباين تعاطيه مع الأفكار المجسّدة والمجرّدة وتباين مواقفه إزاء كل منها، مما يشي بإمَّعية فكرية ضُربت بعمق في أعماق أغواره فأضعفت عناصر المقاومة في ذهنه فضلَّ عن الحق وتاهَ في بَيْداء الوهم والخيال كأثر حتمي لتزاوج الهوى الحاجب لصفاء الحقيقة والجهل اللامحدود الذي بفعله باتت رؤيته سطحية هامشية فاقدة للرؤية النقدية التي تعتمد التجرد والموضوعية أبرز أدواتها.(1/2593)
إن مما يبعث الأسى هو أن المتلقّي السالف الذِّكْر قد يكون أحياناً ممن يساهمون ـ في تصوّره ـ بإثراء الحركة العقلية ودفعها ـ لا لتأهيله لذلك، وإنما لاحتلاله مكاناً أكبر بكثير من مقاساته المعرفية والعقلية ـ وهنا تعظم المأساة، حيث إن جملة الأفكار التي تسرّبت إلى جنانه واستقرت في حسِّه وتراكمت في عقله الباطن هو الآن يتبنّى العمل على تصديرها وإنتاجها يستهدف بها متلقّياً ـ هو الآخر بالمواصفات ذاتها ـ يستلهمها فتعانق وعيه وتكتسح لُبَّه فيتقولب بمضامينها التي تتغلغل فتلامس كل جزئية من وجدانه، وهكذا تجري عملية التسويق عن طريق الاجترار بتبادل الأدوار على نحو يثير الشعور بالأسى والشّجن.
إن هذا الطرح ذا النزعة الليبرالية يعكس ـ بنقاء كامل ـ الصورة عن عقول مصادرة تتظاهر بالتحرّر والانفتاح الذي لا يتحقق ـ من وجهة نظرها ـ إلا بالخروج عن منطق التجانس الجمعي، واستفزاز الساكن، ومخالفة السائد، وتحريك الراكد، واختراق (التابو)، والتمرد على المقاييس والأعراف المعتبرة، واستدبار النصوص، وإسقاط مكانة العلماء، والتقليل من خصوصية المجتمع، والمبالغة في السقوط الأخلاقي بحجة التطوير والتجديد.
إن الحقيقة التي يجب أن تكون حاضرة في أذهاننا دائماً هي أن التجديد لا يكمن في الإقصاء لأخلاقٍ واستدعاءِ أخرى على الضدِّ منها، وإنما يتم التجديد من خلال توسيع مدى الأبعاد الدلالية لبعض الأبنية المفاهيمية الأخلاقية، وابتكار الآليات الفعّالة لعولمتها وجمهرة ممارستها وتكثيف الدعاية لها والإعلاء من قيمتها في النَّسَق الأخلاقي العام ودفعها نحو نقلة ارتقائية تحتلُّ جراءها موقعاً أعلى في درجات السلّم القيمي.(1/2594)
إن ثمَّة ثلة من الكُتّاب لديهم تصور ذاتي وهمي، فهم يرون ذواتهم أنهم طليعة هذه الأمة والناطق بلسانها والمعبِّر عن آلامها وآمالها، وهم فقط الذين يملكون عناصر الترشيد الضرورية للنسيج الاجتماعي الذي استقرَّ في وعيهم أنه بخاصته ودَهْمَائه(1) وبسُراته وبُسطائه وبتنويعاته وتعبيراته وبمكوّناته وقياداته الدينية وبفعالياته الثقافية وبرموزه العلمية؛ عبارة عن قطيع غوغائي ومزيج نَتِنٍ من الإمَّعات والسطحيين الذين يعيشون في واقع استاتيكي سكوني يغلب عليه طابع النمطية والاطّراد العشوائي على نحو يدفع هؤلاء الكُتّاب ـ من وجهة نظرهم ـ إلى الاشتغال على تهيئة بنية هذا المجتمع لخصائص جديدة، وذلك من خلال تطوير أنماط سلوكهم وتوسيع آفاقهم بعَصْرنة مفاهيمهم ولَبْرلة توجّهاتهم.
الفلسفة التي يصدر عنها الطرح الليبرالي تكمن في اختزاله كافة أشكال الرقي في البُعْد المادي المحض، وتتجلّى في طبيعته الموضوية الرافضة للماضوي والعاملة على تجسيد القطيعة المعرفية معه تمهيداً لمحوه من الأذهان ومن ثم تهميشه في عالم الواقع الفعلي، وفي سبيل هذه الغاية فإنه يلحُّ ـ وعلى نحو مستمر ـ على جملة معانٍ محددة يتغيّا استقطابها لإذاعتها وجمهرتها على أرض الواقع العملي.
تحرير المرأة، إلغاء تعدد الزوجات، الحرية المطلقة، الثورة على التراث السلفي، تحرير العقل من سلطة النقل..إلخ؛ كلها مفردات تكتظُّ بها هذه الأطروحات على تباين جليٍّ في مستوى شفافيتها وتغاير واضح في القوالب المستخدمة لتسويق تلك الرُّؤى على نحو يضمن لها القبول والانتشار والتمدد.
إذا تبلور ما سلف وصلنا إلى نتيجة راسخة مفادُها أن رفع منسوب العلم الشرعي ـ وفي بُعْده العقدي خاصة بوصفه هو الذي يهندس الشخصية الإسلامية ويوجِّه طاقاتها ويرشد حركة معرفتها ـ شرطٌ موضوعي يلزم توفّره في كل فرد بحسبه.(1/2595)
وتتأكد أهمية توفّره في كل من ينزع إلى التواصل القرائي مع مختلف الأطروحات المنتمية إلى منظومات فكرية مغايرة أخرى؛ لأن العلم الشرعي بحسبه يمثِّل بنية معرفية عميقة بالنسبة للعلوم الأخرى هو الذي يكسب حامله حسَّاً نقدياً ورؤية نافذة قادرة على إزاحة الستار وإدراك ما يحتجب خلفه من منطلقات وما يكمن من خيوط دقيقة ضامرة في أعمق أغواره.
إن الإلمام بالعلم الشرعي والتشبّع بالفقه العقدي وفق منهج سلفي مطلبٌ جوهري في غاية الأهمية والإلحاح، مطلبٌ يمنح صاحبه حصانة فكرية، ويزوِّده بمناعة نفسية، ويورِّثه عزّةً وقناعة تامة بصوابية توجّهه، ويمدّه بحيوية ذهنية وقدرة فذّة على القراءة النقدية التي تضعه أمام الحقيقة الموضوعية لهذه الأفكار الوضعية التي تغذِّي أخيلة مستهلكيها بالمفاهيم الكاسدة والمتشابكة مع أسسنا الفكرية لسلّمنا القيمي المستوحى من نصوص الوحيين.
إن العمق المعرفي الشرعي هو الذي يمنح المتلقِّي عقلاً متحرّراً من علائق التبعية لكل فكر متوتر معزول عن وحي السماء، ويمكِّنه من الصيرورة إلى تملّك أفق شمولي واسع يمنحه أعظم صور البلورة النقيّة التي توقفه على حقيقة مقروئه فيعرِّي سوأته ويجلي ثغراته ويعي مدى ما تولّده من مفاسد في البنية العقلية وحجم ما تقرّه من خلل في الكينونة الثقافية.(1/2596)
إن التأهيل وبقدر كافٍ للذات ـ من خلال توثيق الاتصال الفعّال بمنابع الثقافة الإسلامية ـ شرطٌ يجب استدعاؤه لاستثمار معطياته بحسبانها هي من يزوّد الفرد بالنظرة العميقة المخترقة لحدود الإدراك الظاهر والسابرة لأغوار المقروء وغربلته، ومن ثم مواراة الأفكار المولدة للتصورات المغلوطة في الزوايا المظلمة من الذاكرة ليجري استحضارها في الظرف الملائم، وذلك عند إرادة تجلية مساحات التفوق وإظهار القيم الجمالية وإبراز خطوط التميّز في الفكر السلفي، والذي تتجلّى روعته الأخّاذة عند مقارنته بضدِّه، وكما قال الأول: وبضدِّها تتميّز الأشياءُ.
ثانياً: المبالغة في إيراد الأسئلة والاستفهامات على العقل وتحميله ما لا يحتمل بجعله الإطار المرجعي الأول بعيداً عن النص:(1/2597)
إن الحضور الفعّال للبُعْد التساؤلي في حسِّ الفرد يُعدّ من أهمِّ الشروط اللازمة لتفتيح ملكاته الفطرية ونموّ كينونته المعرفية وتكوين نظرته الشمولية. ولذا؛ فإن تطلّع الفرد إلى استكناه المجهول وإيراده للتساؤلات الهادفة ـ التي تطرح أبعاداً غائبة لم تُمنح ما تستحقه من عناية ـ وتشوّفه إلى معرفة الخيوط التي نُسج منها الواقع، وبحثه عن إجابات تمكّنه من فرز التباسات الآني المعقد وتبيّن تشابكاته وتداعياته ومن ثم تحسس المسارات الآمنة ينمّ عن عمق في الوعي، واستنارة في العقل، وتحسّن في مستوى الإدراك، وانعتاق من قيود النمطية والتقليد، وثمّة بَوْنٌ ذهني لصالحه يكشف المساحة الشاسعة بينه وبين الأذهان الببغاوية التي لا تتقن سوى التقليد والمسكونة بكافة ضروب البلادة والتسطح لما تنطوي عليه من افتقار مطلق للبعد العقلاني المرتكز على العلم الموسوعي والتفكير الإبداعي الجادّ، والذي توفّره مربوط إلى حدٍّ كبير بوجود التساؤلات بكثافتها الكمِّية من ناحية، وبطبيعتها النوعية من ناحية أخرى، وقديماً أجاب ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عندما سُئل عن السرّ الكامن خلف ما يتوفر عليه من رصيد علمي هائل بقوله: (.. بقلب عقول ولسان سؤول).
إذاً؛ فثقافة التساؤل من حيث المبدأ هي ثقافة ينبغي تفعيلها وإشاعتها، ولكن ثمَّة ملحظ يجب استحضاره في هذا السياق، مؤدّاه أن الأسئلة تتباين باعتبار طبيعتها الماهية، فثمَّة أسئلة لها عوائد إيجابية وثمَّة استفهامات لها مردودها المكتظّ بالسلبية، كما هو الحال في الاستفسارات ذات النزعة الفلسفية المتمحورة حول ذات الخالق ـ جلَّ وعلا ـ وأسمائه وصفاته وأفعاله.
إن ثمَّة أموراً يجب أن يقف عندها العقل موقف التسليم والخضوع أُشير إلى جزء منها على نحو مجمل كما يلي:(1/2598)
أولاً: القدر، فهو سرّ الله في خلقه، والرب ـ تبارك وتعالى ـ يعلم الأصلح للخلق الذين لم يتعبَّدوا بالبحث عنه، وإنما تعبَّدوا بالرضى الوجداني والتسليم المطلق والامتثال اللامشروط، ولقد كان سلفنا الأوائل نموذجاً مثالياً يجدر الاحتذاء به في هذا الشأن، وكانت مواقفهم حازمة إزاء من يتمادى في إثارة الأسئلة والإشكالات في القدر، كما نرى في موقف الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ تجاه بعض أهل الذمة؛ كـ (قسطنطين) الذي سلَّم مفاتيح بيت المقدس لعمر ـ رضي الله عنه ـ وقد أفصح عن شعور يخالجه بالاعتراض على القدر، فتوعّده عمر ـ رضي الله عنه ـ حتى فاء إلى الحق. وكذلك قصة ذلك الشاب الذي أفرط في التفاعل مع الخواطر العارضة التي ترد على ذهنه، فجاء به والده إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فزوّده بجرعات تعليمية حتى آبَ إلى النهج السوي، وكذلك أيضاً قصة (صبيغ التميمي) وهي مشهورة في هذا السياق.
ثانياً: الغيبيات عموماً سواء منها ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله بكيفياتها، أو ما يتعلق بأخبار الغيب الأخرى كأحوال الآخرة أو عالم الشهادة الذي ليس بمقدور مداركنا تناوله، فهذا كله يجب الكف عنه وتجنّب البحث في تفاصيله.
ثالثاً: بعض حِكَم التشريع؛ لأن حِكَم التشريع متباينة، فثمَّة جملة منها قد يُدرك من قِبَل عامة الناس، وجزء آخر قد لا يدركه إلا العلماء، وهناك جزء يختص الخالق ـ جلَّ وعلا ـ بمعرفته، وهو سرٌّ من أسراره الخفية المغيبة عن البشر.(1/2599)
إن الإفراط في طرح المزيد من التساؤلات سلوك له إفرازاته السلبية؛ لأن للسؤال قدرة هائلة على التشعب والتكاثر والسير في كل اتجاه، فالسؤال السابق يفضي إلى السؤال اللاحق الذي بدوره يستدعي إجابة تكتظ بمواطن الأسئلة اللامتناهية، وهكذا تتواصل الأسئلة على نحو توالدي يعي العقل ويرفعه إلى مشارف الهاوية، فتتنازعه مشاعر متناقضة تعصف به وتحيطه بدائرة من الكآبة المقلقة والتوترات النفسية المرشحة للتفاقم والاستفحال.
إن ضغط الأسئلة اللامشروعة على الطاقة الذهنية هو في حقيقته ليس إعمالاً للعقل بقدر ما هو إهمال له وشرعة لاغتياله. تفعيل العقل يكمن في عقلنته بالدلالات المضمونية للنصوص الشرعية، لا بالقفز على هذا البُعْد الشرعي بالاعتماد على الرُّؤى المشوَّهة والطرح المُرْبك للوعي الإنساني.
إن الذي أوجد العقل حدّد له دائرة عمله، ووضع له الأُطر التي يجب أن لا يتجاوزها، وجعل منه قاعدة ينطلق منها الفرد في وعيه عن الله وأحكامه ومراده ومرامي تشريعاته، وهو بتآزره مع النص يشكل تصورات الفرد لأهداف الحياة والغاية من الوجود الإنساني.(1/2600)
لقد ضلَّت طوائف شتَّى بفعل جهلهم بطبيعة العقل البشري وخصائصه وحدوده، وإقحامه في غير ميدانه، كما نلحظ ذلك جليّاً عند الفلاسفة، حيث أنفقوا طاقاتهم العقلية في سبيل أن يدرك المحدودُ غيرَ المحدود، فتاهوا في محيط من الجدل المتناقض الذي لا يركن إلى قرار، وقالوا: إن وجود الخالق وجود مطلق بشرط الإطلاق، فجرّدوه من الوجود الذاتي، وحصروه في الوجود الذهني الذي لا حقيقة له في الخارج، والمعتزلة قدّسوا العقل وجعلوا النص يدور في فلكه، فأدَّى بهم ذلك إلى القول بخلق القرآن، وقال بعضهم: بمنع التسلسل في صفات الخالق جلَّ شأنه، وأوجبوا عليه فعل الأصلح، والصوفية بفعل انحسار دور النص قالوا: بوحدة الوجود، واعتمد بعضهم على (حدّثني قلبي عن ربي)، والجهمية منحوا العقل مكانة لم يُؤهل لها، ونقلوا قدراته من النسبي إلى المطلق، فقالوا: بنفي النقيضين عن الله، ومنهم من قال: بالحلول، ومنهم من قال: بالاتحاد، وجملة منهم حصروا الإيمان بالمعرفة المجردة فحسب، والقدرية جعلوا للعقل الهيمنة الكاملة والمرجعية المطلقة، فقالوا: بأن العبد خالق أفعاله وأن الله لم يقدّرها، والمرجئة جعلوا السيادة للعقل وعملوا على إقصاء النقل فقالوا: بنفي الكفر عمن تلبّس به والتاث بسلوكياته.(1/2601)
والثنوية ألّهوا العقل وخرجوا به عن الدائرة التي يملك فيها أسباب التصور والإدراك والحكم، فقالوا: بوجود خالقين لهذا العالم، والخوارج وسّعوا دائرة صلاحيات العقل وأَعْلوا من وظائفه فرَمَوا بالكفر من هو منه بَراءٌ، وسلكوا منهج العنف ذي الطابع الراديكالي، والدهرية جعلوا العقل هو الصانع المنتج للوعي والمحدد لإطاره فأنكروا وجود الخالق جلَّ في علاه، والأشاعرة والماتريدية جعلوا العقل هو الركيزة الأساسية التي يصدرون عنها، فقالوا: بظنّية الدلالات الشرعية ويقينية القواطع العقلية، ووصفوا الخالق بالنقص عندما قالوا بعدم ظهور آثار أسماء الخالق وصفاته إلا بعد أن خلق هذا العالم المنظور، والقرآنيون أطلقوا العنان للعقل فذبلت في حسّهم مدلولات النص القرآني وأبعاده الحقيقية فأفضى بهم ذلك إلى تهميش السُّنة وحجب أبعادها الدلالية الملزمة، وهكذا تيارات متعددة تاهتْ عن الطريق الفطري الميسر بفعل تجاوزها لحدود الإدراك الإنساني ولإنفاقها للطاقة العقلية سفهاً في غير مجالها المأمون.(1/2602)
إن الحقيقة التي لا تقبل الجدل أنه ليس ثمَّة تعارض بين العقل الصريح الخالي من الشبهات والنقل الصحيح، بل التوافق بينهما هو الحقيقة الجلية التي لا تخطئها عينُ منصف، والشريعة لا تأتي بمحالات العقول بل بمحاراتها، وتأمَّل معي هذا الكلام القيم لابن تيمية في كتابه الموسوم بـ (درء تعارض العقل والنقل) ـ هذا السِّفر الذي يُعدّ عملاً علمياً فذّاً لا يضارعه إلا القلة النادرة ـ حيث يقول: «إن كل ما عارض الشرع من العقليات فالعقل يعلم فساده وإن لم يعارض العقل وما علم فساده بالعقل لا يجوز أن يعارض به لا عقل ولا شرع» 1/194، إذاً؛ فتوهّم التعارض بين العقل والنص الصحيح آية على ارتباك العقل وفساده. ويقول في موضع آخر من درء التعارض: «إن النصوص الثابتة عن الرسول # لم يعارضها قط صريح معقول، فضلاً عن أن يكون مقدماً عليها، وإنما الذي يعارضها شُبَهٌ وخيالات مبناها على معانٍ متشابهة وألفاظ مجملة، فمتى وقع الاستفسار والبيان ظهر أن ما عارضها شُبَهٌ سفسطائية لا براهين عقلية» 1/155، 156، ويقول أيضاً في الدّرء: «والمقصود هنا التنبيه على أن ما جاء به الرسول # هو الحق الموافق لصريح المعقول» 3/87.(1/2603)
إن كل رؤية عقلية لها حظ من البُعْد الموضوعي وتصح من الناحية الاستدلالية يقول بها أهل الأهواء فإن لها ما يعضدها في المصادر التشريعية، يقول ابن تيمية: «فوجدت كل طائفة من طوائف النظار أهل العقليات لا يذكر أحد منهم في مسألة ما دليلاً صحيحاً يخالف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه، حتى الفلاسفة القائلين بقِدَم العالم كـ (أرسطو) وأتباعه ما يذكرونه من دليل صحيح عقلي فإنه لا يخالف ما أخبرت به الرسل، بل يوافقه» درء التعارض 1/133، إن الاجتراء الصارخ على قدسية النص ـ إما بإقصائه، وإما باستقطاب الترجمة المشوهة غير الأمينة التي لا تعكس حقيقته ـ ممارسة عبثية لا علمية تشتغل على تهميش العقل الذي تحتِّم مقتضياته أن يكون النص الشرعي هو الضابط لإيقاعه والمحدِّد لمساره والموجِّه لتطلُّعاته، يقول صاحب الدّرء: «إذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل؛ لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين، ورفعهما رفع للنقيضين، وتقديم العقل ممتنع؛ لأن العقل قد دلّ على صحة السمع ووجوب قبول ما أخبر به الرسول #، فلو أبطلنا النقل لكنّا قد أبطلنا دلالة العقل، وإذا أبطلنا دلالة العقل لم يصلح أن يكون معارضاً للنقل؛ لأن ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الأشياء، فكان تقديم العقل موجباً عدم تقديمه، فلا يجوز تقديمه وهذا بيّن واضح، فإن العقل هو الذي دلَّ على صدق السمع وصحته، وأن خبره مطابق لمخبره، فإن جاز أن تكون هذه الدلالة باطلة لبطلان النقل لزم أن لا يكون العقل دليلاً صحيحاً، وإذا لم يكن دليلاً صحيحاً لم يجز أن يتبع بحال فضلاً عن أن يُقدَّم، فصار تقديم العقل على النقل قدحاً في العقل بانتفاء لوازمه ومدلوله، وإذا كان تقديمه على النقل يستلزم القدح فيه، والقدح فيه يمنع دلالته، والقدح في دلالته يقدح في معارضته كان تقديمه عند المعارضة مبطلاً للمعارضة، فامتنع تقديمه على النقل، وهو المطلوب» 1/170، 171.(1/2604)
إنه ليس من العقل تحكيم العقل؛ لأن العقول مضطربة ومتباينة وليس ثمَّة ما يسمّى بالعقل البشري كمدلول مطلق يكون مرجعاً يُحتكم إلى معطياته وعنصراً حاسماً يضع الأمور في نصابها، يقول صاحب الدّرء: «والمسائل التي يقال إنه قد تعارض فيها العقل والشرع جميعها مما اضطرب فيه العقلاء ولم يتفقوا فيها على أن موجب العقل كذا، بل كل من العقلاء يقول: إن العقل أثبت أو أوجب أو سوغ ما يقول الآخر: إن العقل نفاه أو أحاله أو منع منه بل قد آلَ الأمر بينهم إلى التنازع فيما يقولون إنه من العلوم الضرورية، فيقول هذا: نحن نعلم بالضرورة العقلية ما يقول الآخر: إنه غير معلوم بالضرورة العقلية» 1/144، 145.
ويقول في موضع آخر من الكتاب ذاته: «فلو قيل بتقديم العقل على الشرع ـ وليست العقول شيئاً واحداً بيِّناً بنفسه ولا عليه دليل معلوم للناس بل فيها هذا الاختلاف والاضطراب ـ لوجبَ أن يحال الناس على شيء لا سبيل إلى ثبوته ومعرفته ولا اتفاق للناس عليه» 1/46.(1/2605)
إن الشارع حكم بتحديد مجال النظر العقلي وصيانة الطاقة العقلية أن تتبدّد وراء الغيبيات التي لا سبيل للعقل البشري أن يحكم فيها وإنما يخضع ويذعن، والعقل التسليمي هو الأمر الذي كان الإسلام ـ بوصفه النَّسَق الذي يشكل الإطار المفاهيمي الموضوعي ـ يحث على الصيرورة إليه بعيداً عن العقل الشكي الديكارتي التائه في أودية الخيال. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه الصواعق المرسلة: «إن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورُسُله على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع، ولهذا لم يحكِ الله ـ سبحانه ـ عن أمّة نبي صدّقت نبيها وآمنت بما جاء به أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما أمرها به ونهاها عنه وبلّغها عن ربها، ولو فعلت ذلك لما كانت مؤمنة بنبيّها، بل انقادت وسلّمت وأذعنت، وما عرفت من الحكمة عرفته، وما خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها على معرفته، ولا جعلت طلبه من شأنها، وكان رسولها أعظم في صدورها من سؤالها عن ذلك، كما في الإنجيل: «يا بني إسرائيل لا تقولوا: لِمَ أمر ربنا؟ ولكن قولوا: بِمَ أمر ربنا؟»، ولهذا كانت هذه الأمة ـ التي هي أكمل الأمم عقولاً ومعارف وعلوماً ـ لا تسأل نبيها: لِمَ أمر الله بذلك؟ ولِمَ نهى عن كذا؟ ولِمَ قدَّر كذا؟ ولِمَ فعل كذا؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام» 4/1560، 1561.(1/2606)
وجماع القول أن إشكالية التحولات الفكرية إشكالية تطرح نفسها على الوسط الفكري بإلحاح يستدعي معاينتها وفق رؤية شمولية تتغيّا الاتجاه إلى العوامل الباعثة لها للعمل على تجفيف منابعها، وهذا لا يعني أن ثمَّة كثافة كمّية مقلقة في هذا السياق ـ كما أسلفت آنفاً ـ ولكن كضرب من الفعل الوقائي الذي يعصم من إفراز إرهاصات بدأت نذرها بالتشكل على نحو قد يلامس حدود التأسيس لظاهرة باعثة على القلق في هذا المقطع الزمني المتّسم بتداخل الثقافات وثورة المعلومات وكونية التفاعل الثقافي، وفي هذا الراهن الآني الذي استحال فيه العالم إلى غرفة إلكترونية محدودة المساحة الشأن الذي يجد فيه كلُّ معنيٍّ بالهمِّ الدعوي نفسه ملزماً أمام ضميره الخاص بتوظيف خبراته المتراكمة لإبداع الأُطر التي تعينه على رفع درجة الوعي لدى العقل الجمعي، وتبصيره بأن التقدم إلى الأمام مرهون بالعودة إلى الخلق المتمثل في القرن الهجري الأول، الذي تبوَّأ فيه المسلمون القمة السامقة في سلك التطور الارتقائي.
وصفوة القول أنه لا مناص من تسليط أشعة النقد على كل فكر ملوّث وكشف تناقضاته الفجّة؛ لإيقاف مفعول الشحنة السلبية التي تستهدف مجتمعاً يسعى لاستئناف مسيرته الحضارية ولإعادة هذا الفكر الظلامي ـ الذي تشكل النزعة الطوباوية أحد أبرز ملامحه ـ إلى مكانته الطبيعية التي هو قمين بها، ليظل قابعاً في أزقة الحضارة وموارياً في مزابل التاريخ.
المصدر (http://www.albayan-magazine.com/bayan-229/bayan-22.htm)
---
أحمد الطعان
11-05-2006, 08:36 PM
الأخ الكشاف جزاكم الله خيراً على هذا المقال القيم وبارك الله في صاحبه لقد كفى ووفى وأبدع ...
---
محمد سعيد الأبرش
01-04-2007, 10:08 AM
نشر الجابري مقالاته النقدية!!!!!!!!!! في كتاب سماه "مدخل إلى القرآن الكريم وهذا مقال عنه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88970
---
ابو زيد
01-06-2007, 12:33 AM(1/2607)
بل صدرت تلك المقالات في كتاب بعنوان ( مدخل إلى القرآن الكريم ) الجزء الأول : في التعريف بالقرآن
نشر : مركز درسات الوحدة العربية.
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2007, 11:21 PM
الكتاب صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت كما تفضل أخي أبو زيد وفقه الله ، وقد بلغ عدد صفحاته 456 صفحة من القطع العادي .
http://www.tafsir.net/images/madkhaljabri.jpg
وقد قسم المؤلف كتابه إلى جزأين ، طبع الأول منهما ، وهو هذا .
وقد قسم المؤلف الجزء الأول من كتابه إلى ثلاثة أقسام :
الأول : خصصه (لاستكناه وحدة الأصل في الديانات السماوية الثلاث) كما يقول .
الثاني : تتبع فيه المؤلف (مسار الكون والتكوين للقرآن الكريم) على حد تعبيره .
الثالث : حلل فيه المؤلف القصص القرآني بحسب ترتيب نزوله .
والكتاب في حاجة إلى قراءة متأنية لم تتيسر لي بعدُ ، وأرجو أن يوفق الباحثون لعرض هذا الكتاب عرضاً موضوعياً يبين ما للكتاب وما عليه ، وقد ذكر المؤلف أن دافعه إلى تأليف الكتاب كان ما تلى أحداث 11 سبتمبر 2001 من أحداث ، ورغبته في التعريف بالقرآن الكريم للمسلمين وغيرهم . فهل وفق المؤلف يا ترى في غايته التي قصدها أم لا ؟
---
د.عبد الله الجيوسي
02-14-2007, 11:00 AM
وجدت هذه المشاركة حول الكتاب انقلها للفائدة
حيث كتبت في جريدة السفير
مدخل الى القرآن الكريم» لمحمد عابد الجابري الأشياء تتفسر بنفسها والقضية تجتمع بنقيضها
17/01/2007 عدد القراء: 190(1/2608)
تتنوع فصول كتاب الجابري الأخير فتتشعب إلى دراسة وحدة الأصل في الديانات السماوية الثلاث، والدعوة المحمدية وعلاقاتها مع ما يحيط بها من حضارات، لتصل إلى دراسة الوحي والنبوة والقرآن وقراءاته وترتيبه وتجميعه كي تختم بالقصص القرآني وعلاقة النبي بالقرآن. لكنه كتاب رافض للمنطق، ونتائجه معروفة سَلفا لدى المسلم المؤمن. فمثلا إحدى نتائج الجابري هي التالية: «ومن هنا يمكن القول إن القرآن ذو ماهية مزدوجة، عربية اللسان، إلهية المضمون» (محمد عابد الجابري: مدخل إلى القرآن الكريم. .2006 مركز دراسات الوحدة العربية. ص 197 ). هذا معروف و معترف به لدى المسلم المؤمن . أما مثل آخر على نتائجه التقليدية المعروفة فهو استنتاجه بعد دراسته للقصص القرآني بأن «القصص القرآني ليس مجرد حكاية أخبار، بل هو بيان و برهان: وسيلة في الإقناع تدعو للاحتكام إلى العقل بعيدا عن أساليب اللاعقل» (ص 425). فما فائدة البحث إذن ما دامت النتائج معترفاً بها أصلاً لدى المسلمين؟ لا فائدة من الكتابة إن لم تقدِّم جديداً. وكتاب الجابري بعيد كل البعد عن أي جديد.(1/2609)
كما يتميز كتابه برفض المنطق. فمثلاً يقول الجابري: «ونحن نقصد بـ«الظاهرة القرآنية» ليس فقط «القرآن» كما يتحدث عن نفسه... بل ندرج فيها أيضاً مختلف الموضوعات التي تطرق إليها المسلمون وأنواع الفهم والتصورات «العالمة» التي شيدوها لأنفسهم قصد الاقتراب من مضامينه ومقاصده» (ص 23). هكذا عَرَّف «الظاهرة القرآنية» من خلال القرآن وأتباعه، وبذلك عرَّف الشيء بالشيء نفسه فوقع تحليله في الدور. لذا تعريفه كتعريف الماء بالماء. والدور مرفوض منطقيا لأنه لا يقدِّم شيئا؛ فبمجرد أن تعرِّف الماء بالماء فأنت لا تعرِّف شيئا بل تبقي المجهول مجهولاً. ثم يُحلِّل القرآن على أنه تنزيل من عند الله بلسان عربي وأنه قائم في الكتب السماوية السابقة (ص 23). لكن يعاني هذا التعريف من مشكلتين أساسيتين: أولا، إذا عرّفنا القرآن بأنه تنزيل، فما هو تعريف التنزيل؟ إذا لم نعرِّف ما هو التنزيل، لن نكون قد قدّمنا أي تعريف لمفهوم القرآن. ثانياً، إذا عرّفنا القرآن على أنه الموجود في الكتب السماوية السابقة كما يفعل الجابري، إذن نفشل في تمييز القرآن عن الكتب السماوية الأخرى. لكن وظيفة التحليل كامنة في تقديم الشروط الضرورية والكافية لتحقق الشيء المُشار إليه بالمفهوم المُراد تحليله كي نميِّز بين هذا الشيء والأشياء الأخرى. هذا ما لم يقم به الجابري من خلال تعريفه للقرآن على أنه الموجود في الكتب السماوية السابقة. وبذلك يفشل تحليله.
تناقضات(1/2610)
كما أن الجابري يغرق في الغيب، حيث يؤكد على أن الظاهرة الدينية هي تجربة روحية، وأن التجرية الروحية معاناة مع المطلق تقع وراء الحس والمحسوس والعقل والمعقول (ص 26). مشكلتنا مع هذا التحليل أنه فارغ المضمون لافتقاره إلى تحديد المفاهيم والمفردات المُستخدَمة في تعريف الظاهرة الدينية. فلقد عرَّف الظاهرة الدينية من خلال مفهومي الروح و المطلق. لكنه لم يُقدِّم تعريفا للروح وتعريفا للمطلق، وبذلك أصبح تعريفه فارغا من أي محتوى.
لا يكتفي الجابري بذلك بل يمضي في تناقضات عديدة ومختلفة. فمثلا يُعبِّر عن منهجه قائلاً: «...السبب في مثل هذا الاضطراب إن لم نقل «التخبط» في تفسير كثير من الآيات القرآنية يرجع في الغالب... إلى عدم اعتبار مسألة منهجية أساسية، وهي النظر إلى كل آية داخل السياق الذي وردت فيه وتجنب اقتطاعها منه والتعامل معها كنص مستقل بذاته «(ص 89). وهو بذلك يلتزم بمبدأ «القرآن يُفسِّر بعضه بعضاً» (ص 90). لكنه يناقض موقفه المنهجي هذا بقوله: «وهذه الخاصية البيانية جعلت النص القرآني منفتحاً بحيث يمكن فهمه وتفسيره من دون التقيد بتسلسل معين، فكل سورة فيه يمكن أن تكون موضوعاً لتفسير خاص بها أو نقطة انطلاق لتفسير الكل، فالمفسِّر ـ ومثله المترجم ـ لا يفسر نصا مبنيا جامدا في قالب، وإنما يفسر نصوصا محدودة (مسورة في سور) أغلبها مستقل بنفسه (مجموعة آيات)» (ص 243ـ 244). لكن إذا كان القرآن يفسر بعضه بعضاً، إذن يستحيل أن تكون أغلب الآيات القرآنية مستقلة بنفسها وأن تكون كل سورة موضوعا لتفسير خاص أو انطلاقا لتفسير الكل. هكذا يقع الجابري في التناقض؛ فقوله بأن القرآن يفسِّر بعضه بعضا يناقض قوله بأن أغلب الآيات مستقلة بنفسها وأن كل سورة قابلة لتفسير خاص.(1/2611)
يستمر الجابري في عرض تناقضاته. يقول: «لقد أكدنا مرارا أننا لا نعتبر القرآن جزءا من التراث. وهذا شيء نؤكده هنا من جديد، وفي نفس الوقت نؤكد أيضا ما سبق أن قلناه في مناسبات سابقة من أننا نعتبر جميع أنواع الفهم التي شيدها علماء المسلمين لأنفسهم حول القرآن، سواء كظاهرة بالمعنى الذي حددناه هنا، أو كأخبار وأوامر ونواه، هي كلها تراث، لأنها تنتمي إلى ما هو بشري» (ص 26). هذا يعني أن القرآن ليس جزءا من التراث لأنه ليس بشريا. لكنه يناقض موقفه هذا بالذات حين يقول: «فالظاهرة القرآنية... ظاهرة عربية» (ص 27). فبما أن الظاهرة القرآنية ظاهرة عربية، إذن القرآن جزء من التراث. وبذلك يقر بأن القرآن جزء من التراث وبأنه ليس كذلك في آن معاً، وهذا تناقض قاتل.
يقع الجابري في تناقض آخر. يقول: «وهذا يعني أن العرب قبل الإسلام لم يكن لديهم أي تصور للنبوة، إلا بمعنى الرفعة والشرف، أما أن يتلقى الواحد من البشر الوحي من الله فذلك ما كان غائباً عن معهودهم» (ص 112). لكن موقفه هذا يناقض قوله بأن الجزيرة العربية قبل الإسلام كانت تشهد حركة دينية واسعة تنتظر ظهور نبي جديد وبذلك تؤمن بالنبوة. يقول: «في هذا الإطار، إذاً، تقع تلك الروايات المتعددة التي تنقل إلينا أخبارا وتفاصيل عن تصريحات كثير من الرهبان «النصارى» بقرب ظهور نبي جديد! وفي هذا الإطار نفسه يجب أن نضع تلك الحركة الواسعة التي انتشرت في جميع أجزاء الجزيرة العربية ـ تقريبا ـ والتي كانت تبحث عن «الدين الحق»، دين إبراهيم، والتي عرف أصحابها باسم «الحنفاء»... وقد التقى النبي مع بعضهم وسئل عن آخرين فامتدحهم جميعا وقال عن بعضهم إنهم أنبياء أضاعهم أقوامهم» (ص74). هكذا يؤكد الجابري على القضية ونقيضها وعلى الأمر ونقيضه فيقع في التناقض. فالقول بوجود حركة دينية واسعة تنتظر نبوة جديدة وبذلك تؤمن بالنبوة، ونفي وجودها في آن معا هو تناقض فاضح.
رفض الآخرين(1/2612)
يضيف الجابري تناقضاً آخر حين يقول: «القصص القرآني ليس مجرد حكاية أخبار، بل هو بيان وبرهان: وسيلة في الإقناع تدعو للاحتكام إلى العقل بعيدا عن أساليب اللاعقل!» (ص425). ويؤكد على عقلانية القرآن قائلاً: «القرآن يدعو إلى دين العقل، أعني إلى الدين الذي يقوم فيه الاعتقاد على أساس استعمال العقل، انطلاقا من الاعتقاد في وجود الله إلى ما يرتبط بذلك من عقائد وشرائع» (ص429). لكن الجابري يناقض موقفه القائل بعقلانية القرآن حين يقول عنه: «إنه نص بياني من نتاج الوحي لا من إنتاج المنطق» (243). هكذا غدونا خارج الحضارة برفضنا للمنطق و العقل.
يختم الجابري كتابه بنقد الأديان الأخرى والتأكيد على تفوق الإسلام. يقول: «أما المسيح فقد ظهر ثم غاب! كالشرارة التي ما إن يأخذ الرائي في تحديد مكانها فوق الموقد حتى تختفي!» (ص 432). هذا كلام غير علمي وغير موضوعي؛ فالمسيحية ما زالت حية والمسيح بالنسبة إلى المسيحيين حي يهدي الناس كما يفعل الله وسائر الأنبياء تماماً بالنسبة إلى المسلمين. هكذا يقع الجابري أيضاً في رفض الآخرين مما يزيدنا تخلفاً ويزيده رفضاً للموضوعية ولأصول البحث العلمي.
جريدة السفير
---
د.عبدالرحمن الصالح
03-31-2007, 03:28 PM
بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن اهتدى بهداه وبعد:
الدكتور الجيوسي أورد مقالاً كتبه شخص نصراني أو كما كما يدعون أنفسهم مما نقبله تجوزاً (مسيحي) يريد صاحبه من الأستاذ الجابري أن يكتشف أن القرآن ليس كلام الله تعالى ليعدّ كلامه علمياً؟!! وينتقد تصريح الجابري بأن كون القرآن كلام الله تعالى وأنه كتاب غايته الهداية وتوجيه العقل أمرٌ مسلمٌ به معروف لكل مسلم بأنه عيب كبير في فكر الجابري لأنه يقدم النتيجة سلفاً؟!(1/2613)
وهذا ليس غريباً عن كاتب نصراني شرقي يريد أن يماحك القراء المسلمين أو يستثير القراء النصارى من أمثاله. لكن ما لم أجد له تفسيرا إيراد الدكتور الجيوسي لهذا المقال هنا!!!!!!!!!!!!!!!
فهل المطلوب أن نورد كل ردّ حتى وإن كان عدائياً ومهلهلاً كهذا المقال؟
أم أن الوقت لم يسمح للأخ الجيوسي أن يقرأ المقال أصلاً بل حسبه من باب الرأي الآخر لأن الأستاذ الجابري أو كتاباته قد أصبحت تتلقى النقد ممن هب ودب لأنه أوهم القارئ بطريقته التبسيطية أنه بسيط وسهل الخوض في مناقشة أفكاره.؟ أم أن الأستاذ الجيوسي أراد اختبار عقلية رواد الملتقى هنا فيورد مقالا مسفاً وسطحياً ليمتحن عدالتهم ومبادئهم ، هل امتثلوا قول ابن قتيبة : ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم أو إيثار لهوى أو تعمُّدٍ لتمويه. أم أنهم اقتدوا بـ بابان بفوله (إن الذين يتفقون معي هم طيبون والذين يخالفونني هم بالضرورة محتالون ودجالون!!)
ما علينا إلا أن نضرب في أرض الخيال بحثاً عن الاحتمال
وبالله نعتصم ونسأله العصمة مما يصم
---
(1/2614)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الدراسة الأولى من نوعها"القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض
---
الدراسة الأولى من نوعها"القرآن والحديث مقارنة أسلوبية" للدكتور إبراهيم عوض
---
كرم
01-30-2007, 03:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما اتهم النبي صلى الله عليه وسلم من قبل غير المسلمين من منصرين و مستشرقين وملحدين بأنه مؤلف القرآن الكريم .ولأن لكل كاتب من الكتاب أسلوبه الذي يميزه عن غيره من الكتاب ،فقد حاول الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله أن يثبت أن الأسلوب القرآني متميز تماما سواء في أساليبه أو ألفاظه عن الحديث ما يجعل أمر نسبة النصين القرآن والحديث النبوي إلى شخص واحد أمر مستحيل.فجاءت دراسته العلمية في ما يزيد عن 500 صفحة لتجلو هذا الأمر وتثبته.
مقدمة المؤلف
http://img265.imageshack.us/img265/897/image002fz3.gif
http://img267.imageshack.us/img267/3851/image004jp0.gif
http://img248.imageshack.us/img248/9018/image006za9.gif
http://img248.imageshack.us/img248/777/image008dl1.gif
فهرست المحتويات
http://img250.imageshack.us/img250/30/61033692zt9.jpg
رابط الكتاب (الجزء الأول ويليه قريبًا بإذن الله الجزء الثاني)
http://www.4shared.com/file/9702156/9caab980/quran_vs_7adith_1.html
---
عبدالرحمن الشهري
01-30-2007, 08:55 AM
جزاكم الله خيراً أخي العزيز كرم على جهدك المميز ، وإفادتنا المستمرة بكتب الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض ، وهو الكاتب المتميز بكتاباته الرصينة التي تدل على حسن تتبعه ، وصبره على ملاحظة الدقائق العلمية .(1/2615)
وأما هذه الدراسة فهي الأولى من نوعها التي تتبعت هذه الفروق بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكانت من قبل لا تعدو الإشارات المتفرقة عند الباحثين قديماً وحديثاً بحسب علمي .
وفقكم الله ونحن في انتظار بقية الأجزاء .
---
كرم
01-31-2007, 08:51 PM
حياكم الله فضيلة الدكتور الشيخ عبد الرحمن الشهري وقريبا بإذن الله الجزء الثاني من كتاب الدكتور .وبالمناسبة الكتاب جزء واحد متصل ولكني قسمته إلى جزئين من عند نفسي للتعجيل بإخراجه للفائدة العامة.
---
محمد بن جماعة
02-01-2007, 09:53 PM
جزاكم الله خيرا على هذا الكتاب الذي لم أتوقع صدور مثله. وقد اطلعت بنهم شديد على الجزء المتوفر منه إلى حد الآن، إضافة إلى فهرس الكتاب.. وقد أثار فيّ مجموعة من التساؤلات ألخصها في ما يلي:
1- مقارنة القرآن بالحديث النبوي تشكل في تقديري أحد أهم دلائل النبوة، وإنه لمن دواعي الحيرة ألا نجد في المكتبة الإسلامية والأدبية بحوثا تهتم بهذا الموضوع، خصوصا مع اتفاق العلماء على أن تحدي القرآن يعتمد على الإعجاز البياني. ولست أدري إن كان ذلك راجعا إلى صعوبة البحث في هذا الميدان أم إلى أسباب أخرى.
2- ركز الدكتور إبراهيم عوض في كتابه على وجود مفردات وتراكيب كثر استعمالها في الأسلوب النبوي، وغابت أو ندر استعمالها في الأسلوب القرآني، وهذه مسألة هامة في المقارنة. وكنت أود لو استكمل هذا المبحث بإيراد القسم المقابل، أي المفردات التي كثر استعمالها في القرآن الكريم، وغابت أو ندر استعمالها في الحديث النبوي، وذلك حتى تكتمل المقارنة.
3- لفت الكاتب الانتباه إلى مسألة أخرى هي ورود بعض الأسماء في القرآن مفردةً وفي الحديث مجموعةً، أو العكس. وهي لفتة ذكية. وقد أحصى منها 27 اسما ، ولست أدري إن قام باستقراء تام في ها المجال أم أنها مجرد أمثلة في هذا الموضوع. والكاتب لم يشر إلى ذلك.(1/2616)
4- المسألة الرابعة التي لفت الكاتب الانتباه إليها هي الثنائيات التي وردت في الحديث النبوي، ولم ترد في القرآن الكريم. وأحصى منها 16 ثنائية. ونفس الملاحظة تنطبق على هذا الموضوع: هل قام الكاتب باستقراء تام لهذه الثنائيات أم لا. وهل توجد في المقابل ثنائيات وردت في القرآن الكريم ولم ترد في الحديث النبوي ؟
5- من خلال قراءة الفهرس، يبدو أن الكاتب عقد مقارنة بين الأسلوب القرآني والأسلوب النبوي في عرض القصص، وفي استعمال القسم. ولعل هذه الدراسة تشكل بداية لمبحث جديد أرى ضرورة الاعتناء به، وهو تطبيق المقارنة الأسلوبية في الدراسات الموضوعية، ومن أمثلتها المواضيع التالية:
- الحوار مع المشركين
- الأوامر والنواهي
- بيان الأحكام
- عرض المسائل الغيبية (القيامة، العذاب والنعيم، الجنة والنار...)
- الإيجاز والتفصيل
- صيغ الدعاء (حيث يوجد اختلاف جوهري مثير للاهتمام في هذا المجال، إذ يغلب في القرآن الكريم مخاطبة الله عز وجل بلفظ : (رب) أو (ربنا)، حتى في الصيغ التي وردت في القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك على عكس الأدعية النبوية التي يكثر فيها استعمال لفظ (اللهم).
6- يبدو أن الكاتب لم يتعرض إلى مسألة هامة في المقارنة الأسلوبية، تتعلق بمسألة (الاقتباس والتضمين من القرآن الكريم في الحديث النبوي). وأظن أن هذا الموضوع سيكون بالغ الفائدة لو يهتم به بعض الباحثين.
وقد ذكر الإمام السيوطي في (رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس) أمثلة كثيرة من اقتباس النبي صلى الله عليه وسلم، أورد منها الأمثلة التالية:
- ففي الحديث: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" (رواه الترمذي. وفي رواية ابن ماجة "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ...").(1/2617)
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ? (سورة الأنفال: الآية 73).
وفيه حجة على جواز تغيير بعض النظم بإبدال كلمة بأخرى وبزيادة ونقص، لأنه لا يقصد به التلاوة ولا القراءة ولا إيراد النظم على أنه قرآن.
- وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلًا. وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ! مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ! خَرِبَتْ خَيْبَرُ! إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ" (رواه البخاري).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ? (سورة الصافات: الآية 177).
- وورد في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ الفُرْسِ. سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَأَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ? (سورة يس: الآية 70).(1/2618)
- وفي رسالته (صلى الله عليه وسلم) إلى هرقل الروم جاء: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ. سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ. أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ. وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ. وَيَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ? (سورة آل عمران: الآية 64).
- وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: "آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ" ( أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ? (سورة الانفطار: الآية 6-7).
- وفي الحديث: "لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيُصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُبْعَثُ".(1/2619)
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ? (سورة الزمر: الآية 68).
7- مما لا شك فيه أن النبي أوتي جوامع الكلم. وقد ورد عن أبي هريرة أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ" (رواه البخاري ومسلم). وفي رواية عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَفَوَاتِحَهُ" (رواه الدارقطني). وفي رواية ثالثة عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ وَفَوَاتِحَهُ وَخَوَاتِمَهُ، وَاخْتُصِرَ لِيَ الكَلاَمُ اخْتِصَاراً" (رواه أبو يعلى الموصلي). قال النووي في المقصود بجوامع الكلم: هي أن يجمع له الله الكلماتِ الطّويلةَ في جُمَلٍ صغيرةٍ.
ويقول الجاحظ (في كتابه: البيان والتبيين) واصفا كلام النبيّ، صلّى اللّه عليه وسلم:(1/2620)
((هو الكلام الذي قلّ عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجل عن الصنعة، ونَزُهَ عن التكليف، وكان كما قال الله تبارك وتعالى: قل يا محمد: ?وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ? (سورة ص: الآية 86)، فكيف وقد عاب التشديقَ، وجانَبَ أصحابَ التقعير.. لم يَنطق إلا عن ميرَاثِ حِكمةٍ، ولم يتكلم إلا بكلام قد حُفَّ بالعصمة، وشِيدَ بالتأييد، ويُسِّر بالتوفيق، وألقى الله عليه المحبة، وغشّاهُ بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حُسن الإفهام وقلة عدد الكلام.. ومع استغنائه عن إعادته وقلة حاجة السامع إلى معاودته، لم تسقط له كلمةٌ، ولا زلّت به قدمٌ، ولا بارَت له حُجّةٌ، ولم يَقُم له خصمٌ، ولا أفحمه خطيبٌ.. بل يَبُذّ الخُطَبَ الطِّوال بالكلام القصير، ولا يلتمس إِسْكاتَ الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتج إلا بالصّدق، ولا يطلُب الفَلَجَ إلا بالحقّ، ولا يستعين بالخِلابة، ولا يستعمل الْمُوَارَبَة، ولا يَهْمِز ولا يَلْمِز، ولا يُبْطِئ ولا يَعْجَل، ولا يُسْهِب ولا يَحْصَر.. وما سُمِع كلامٌ قَطُّ أعمُّ نفعاً، ولا أصدقُ لفظاً، ولا أعدلُ وزناً، ولا أجملُ مذهباً، ولا أكرمُ مطلباً، ولا أحسنُ موقِعاً، ولا أسهلُ مخرجاً، ولا أفصحُ عن معناه، ولا أبيَنُ في فحواه من كلامه، صلّى اللّه عليه وسلم)).
وهذا يثير عندي تساؤلا لم أجد له جوابا في ما اطلعت عليه من المراجع والدراسات: إن كان الأمر كذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فما هي الخصوصية التي شدّت انتباه المشركين في بلاغة القرآن الكريم حتى يعجزوا أمامه، ويقرّوا بأنّ أسلوبه مختلف عن أسلوب البشر، ومختلف حتى عن أسلوب النبي –صلى الله عليه وسلم- نفسه.
8- وأختم هذه الملاحظات بتساؤل يثير شبهة تحتاج إلى البحث. فقد ذكر الكاتب في مقدمة كتابه ما يلي (انظر بداية ص 9):(1/2621)
((المفروض، لو أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية مصدرهما واحد، أن تكون الألفاظ المهمة المنتشرة في أحدهما موجودة بنفس الوفرة تقريبا في الآخر ما دام العصر الذي ينتميان إليه واحدا، والبيئة هي نفس البيئة، والظروف الاجتماعية والمهاد العقلي والنفسي هما هما، وما دامت الموضوعات التي يعالجانها واحدة، وليس من فاصل زمني بينهما. أقصد أن القرآن مثلا لم يكن من نتاج فترة الشباب، والأحاديث من فترة الكهولة، بل كان النصان متلازمين زمنيا يسيران جنبا إلى جنب في الثلاث والعشرين سنة الأخيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.))
وهذا الاستدلال مفيد جدا، غير أنه قد يثير الشبهة التالية: فالكاتب قد يختلف أسلوب كتابته وخطابته، عن أسلوب حديثه وكلامهة في حياته اليومية. لذا فلا يستغرب أن تغيب بعض المفردات التي يكثر من استعمالها في شؤونه اليومية عن كتابته أو خطبه. ففي المجال الأول تجري المفردات مجرى العادة على اللسان، أما في الكتابة والخطابة فقد يُعمل الإنسان شيئا من الانتقائية في مفرداته.
فإن كان يجوز لنا تطبيق مفهوم (النص الأدبي) على القرآن الكريم، فهل يصح أيضا تطبيق هذا المفهوم على كل الأحاديث النبوية، واعتبارها (نصا أدبيا) ؟ أم أن من الضروري تقسيم الحديث النبوي أيضا إلى قسمين: قسم قد ينطبق عليه مفهوم (النص الأدبي)، لعله يكون ممثلا في خطبه -صلى الله عليه وسلم-، وقسم يمثل كلامه وحديثه في الشؤون اليومية ؟
وهل من الضروري، تبعا لذلك، الاعتناء أكثر بخطب النبي صلى الله عليه وسلم عند المقارنة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2007, 11:26 PM(1/2622)
أرحب بأخي الكريم الأستاذ محمد بن جماعة حفظه الله ووفقه ، وأشكره على تعقيبه النافع الذي يدل على حرصه وعنايته بالعلم وفقه الله ، كما أشكره على حسن تنسيقه للمشاركة الأولى والتي تبشر بما ورائها إن شاء الله من المشاركات والتعقيبات والمداخلات العلمية . ولعله يكون لي عودة لنقاش بعض المسائل التي تعرض لها مؤلف الكتاب مما أثاره أخي محمد بن جماعة أو مما لم يتعرض له مما تعرض له الكتاب جزى الله مؤلفه وناقله لنا خير الجزاء ، وبارك في هذه الجهود العلمية المخلصة .
---
الإسلام ديني
02-04-2007, 08:14 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب رائع و قيم - بارك الله فيه و فيك يا أخي الحبيب لنقله لنا
و نرجوا أن تعجل بوضع الجزء الثاني - لو تكرمت
جزاك الله خيرا يا شيخي الكريم " محمد بن جماعة " على هذه الملاحظات و النصائح الرائعة
/////////////////////////////////////////////////
---
محمد بن جماعة
02-05-2007, 06:15 PM
وفيك بارك الله، يا شيخ عبد الرحمن. وأنا شاكر لك السماح بالمشاركة في المنتدى.
وأرجو ألا يخيب ظنكم، فبضاعتي العلمية مزجاة (أقولها اعترافا بالحق وليس تواضعا). وقد أحسن الأخ (الإسلام ديني) الظن بي، ولست أهلا لمثل هذه الألقاب.
عودا إلى الموضوع: أرجو أن يلقى هذا الموضوع الاهتمام الكافي، والتفاعل المفيد.
---
عدنان البحيصي
03-10-2007, 08:21 PM
كتاب قيم جداً
أسأل الله ان يتوافر عندنا في فلسطين حتى أبتاع نسخة منه
شكراً لك
---
جمال أبو حسان
03-11-2007, 09:46 AM
هذا الرابط المشار اليه احال الى موقع بالانجليزية ولا ادري كيف يعمل فهل من معين
---
كرم
03-11-2007, 10:14 AM
هذا الرابط المشار اليه احال الى موقع بالانجليزية ولا ادري كيف يعمل فهل من معين(1/2623)
اضغط على الرابط وستفتح لك هذه الصفحة
http://img149.imageshack.us/img149/3520/37734045he5.jpg
اضغط على جملة download file
وبإذن الله سيبدأ التحميل
مع ملاحظة أن الجزء الثاني والأخير من الكتاب هو على الرابط التالي
http://www.4shared.com/file/11937855/c551cb8c/quran_vs_7adith_2.html
---
جمال أبو حسان
03-11-2007, 03:09 PM
جزاك الله خير فقد وصلت للمطلوب
---
محمد بن جماعة
03-30-2007, 05:51 PM
عودة إلى هذا الموضوع، وما زلت متشوقا لمعرفة رأي الدكتور عبد الرحمن الذي وعد به تعقيبا على تساؤلاتي السابقة.
وقد كنت اليوم أواصل قراءة كتاب الدكتور عدنان زرزور (علوم القرآن وإعجازه وتاريخ توثيقه) ووصلت إلى الفصل المتعلق بالفاصلة والسجع القرآني (ص 539-571)، ولفت انتباهي عبارة قد تفيد كثيرا في تحديد أحد جوانب المقارنة الأسلوبية بين القرآن الكريم والحديث النبوي.
ففي معرض تعليقه على أواخر سورة مريم، ذكر الكاتب ما يلي (ص 559-560) :
".. والأمر البلاغي، أو النقدي، الذي تفترق فيه الفاصلة القرآنية من القافية الشعرية أن من المعيب في الشعر أن تتكرر القافية قبل سبعة أبيات، وليس ذلك بعيب في الفاصلة.. اقرأ إن شئت قوله تعالى في آخر سورة مريم: ?وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)? [مريم: 88-95] وانظر الآيات الثلاث المتبقية من السورة الكريمة.(1/2624)
ولكن يجب البحث عن سر هذا التكرار في سياق الآيات ذاتها التي تكررت فيها هذه الفاصلة... وقد حاولنا ذلك في بعض المواطن القرآنية... والذي يمكن قوله في الشاهد السابق – على سبيل المثال -: إن هذا التكرار [يقصد د. زرزور لفظ (ولدا) في الآيتين 91-92] جاء في معرض الرد على هذه الدعوى الكاذبة، فناسبها أن تُرَدَّ هي عينها... وبحروفها، دون أدنى زيادة أو نقصان، إلى جانب ما تحمله من دلالة أخرى واضحة كذلك، وهي التي مُهِّد لها بقوله : ?وَمَا يَنْبَغِي? وهي أن مقام الألوهية أعلى من أن ينفعل لمثل هذه الفرية الكاذبة، وهذا التطاول الأرعن... فلم تزد الآية الكريمة على أن رَدَّت عليهم قولهم – كما هو – بقوله تعالى: ?وَمَا يَنْبَغِي? وهذا هو طابع الكبرياء والعظمة الذي يطالعه القارئ لكتاب الله، يتراءى له أو يقف عليه في هذا السياق القرآني، جلياً دقيقاً، من خلال التكرار للفاصلة القرآنية!."
-انتهى-
في هذه الفقرة، تعرض الدكتور عدنان زرزور إلى موضوعين مفيدين في المقارنة الأسلوبية بين القرآن الكريم والحديث النبوي، أرجو إفادتي إن كان هناك من الكتاب من تعمق في بحثهما في بحث مقارن بين القرآن والحديث:
- الأول هو موضوع (الفاصلة القرآنية) .. فهل توجد مرادف للفاصلة القرآنية في البيان النبوي؟
- والثاني: هو (طابع الكبرياء والعظمة) الذي يصبغ الأسلوب القرآني.. فهل يمكن اعتماد مثل هذه الملحوظة للاستدلال على أحد جوانب الإعجاز القرآني وأيضا للاستدلال على أنه وحي، من خلال الحديث عن غياب هذا الطابع الخطابي في الحديث النبوي ؟
قد يفيد هذا المبحث إذا تم تفصيل الجوانب التالية:
1- الطابع الغالب على الأسلوب القرآني في مخاطبة الناس عامة، والمؤمنين، والكفار
2- الطابع الغالب على الأسلوب النبوي في مخاطبة الناس عامة، والمؤمنين، والكفار.
3- الطابع الغالب على الأسلوب القرآني في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وباقي الأنبياء(1/2625)
4- الطابع الغالب على الأسلوب النبوي في الحديث عن نفسه (صلى الله عليه وسلم) وباقي الأنبياء
أرجو الاستفادة منكم في بيان هذا الأمر..
---
(1/2626)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جدول دورات ومحاضرات الشيخ د . عبدالكريم الخضير في الصيف 1427
---
جدول دورات ومحاضرات الشيخ د . عبدالكريم الخضير في الصيف 1427
---
احمد بن حنبل
06-07-2006, 06:01 PM
جدول محاضرات ودورات الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير في الصيف عام 1427
*************************
1. اليوم :السبت 7/5 ... الوقت : العصر ... المدينة :المدينة المنورة ... جامع البلوي ... الكتاب : الجامع من المحرر ... المدة :5 أيام
*************************
2. اليوم : السبت 14/5 ... الوقت : العصر ... المدينة :الدمام ... جامع الدعوة الكتاب : بلوغ المرام ... المدة : 6 أيام
*************************
3.
الدورة العلمية الصيفية الثانية ((( دورة السنة )))
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
من يوم السبت الموافق 21/5/1427 الى يوم الخميس 3/6/1427
وذلك في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب في الرياض في حي السلام .
الدروس
الفجر
الدرس الأول : ألفية العراقي ..
الدرس الثاني " شرح مقدمة صحيح مسلم .
العصر :
شرح مقدمة سنن ابن ماجه .
المغرب :
شرح رسالة أبي داوود لأهل مكة .
*************************
4. اليوم :السبت 19/6 ... الوقت :العصر ... المدينة :الطايف .... تفسير سورة الحجرات ... المدة :3 أيام
*************************
5. اليوم :الثلاثاء 22/6 ... الوقت :العصر ... المدينة :جدة ... جامع بغلف ... شرح لامية شيخ الإسلام ... المدة :3 أيام
*************************
6. اليوم :السبت 26/6 .... الوقت :العصر .... المدينة :مكة .... جامع ابن باز ... الكتاب :إكمال المحرر ... المدة :أسبوعان
*************************
7. اليوم :السبت 11/7 .... الوقت : العصر .....
المدينة :بريدة .... جامع الخليج .... الكتاب : جامع الترمذي .... الوقت(1/2627)
: العشاء ... الكتاب : تنقيح الأنظار .... المدة :أسبوعان
*************************
8. اليوم :الخميس 16/7 .... الوقت :المغرب .... المدينة :عنيزة .... عنوان المحاضرة : لقاء مفتوح
*************************
9. اليوم :الخميس 23/7 .... الوقت :المغرب .... المدينة :المذنب .... عنوان المحاضرة : تفسير سورة النصر
*************************
10. اليوم :السبت 25/7 .... الوقت :العصر .... المدينة :المدينة المنورة .... جامع عبد اللطيف آل الشيخ .... الكتاب :تقريب الأسانيد .... المدة :أسبوعان
*************************
11. اليوم : السبت 9/8 .... الوقت :العصر .... المدينة :الرياض .... جامع الراجحي الجديد .... الكتاب :القواعد الكلية ... المدة :5 أيام
*************************
12. اليوم :السبت 16/8 .... الوقت :العصر .... المدينة :الدمام .... جامع الدعوة .... الكتاب : بلوغ المرام .... المدة :أسبوع
*************************
13. اليوم :السبت 23/8 .... الوقت :المغرب .... المدينة :الرياض .... جامع الصانع بالسويدي .... عنوان المحاضرة : أحكام الصيام
*************************
14. اليوم : الأحد 24/8 .... المغرب :المغرب .... المدينة :الرياض .... جامع رياض الصالحين بالمروج .... عنوان المحاضرة : أحكام الزكاة
*************************
15. اليوم :الثلاثاء 26/8 .... الوقت :المغرب .... المدينة : الرياض .... جامع الزبير بن العوام بخشم العان .... عنوان المحاضرة : مسائل وإشكالات في الصيام
*************************
جميع الدورات والمحاضرات ستبث في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
---
مساعد الطيار
06-08-2006, 10:08 AM
أسأل الله أن يبارك للشيخ عبد الكريم ، وأن يجزيه خير الجزاء .
---
احمد بن حنبل
06-10-2006, 05:03 PM
شيخنا الشيخ مساعد ....
وفقك الله على ماعلقت في هذا الموضوع ونفع بك الاسلام والمسلمين ...
---(1/2628)
احمد بن حنبل
06-15-2006, 04:30 PM
http://www.al-daawah.net/adv2.gif
---
(1/2629)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ الكبير أحمدو الشنقيطي في ذمة الله
---
الشيخ الكبير أحمدو الشنقيطي في ذمة الله
---
أبو جواد
04-09-2007, 12:41 PM
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الثلاثاء 15 من ربيع الأنور الشيخ الكبير الشريف أحمدو محمد حامد الشنقيطي الحسني نزيل طيبة الطيبة سابقا ، بقريته بموريتانيا عن عمر ناهز المائة عام ، قضاها رحمه الله تعالى في التعليم لوجه الله في كل مكان حل به ..
وكان الشيخ رحمه الله لغويا متفردا ، ويدرس المذهب المالكي والتفسير والمنطق ، وقد استفاد منه عدد كبير من طلاب العلم والمشايخ من جميع أنحاء العالم .. رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه عن طلابه خير الجزاء
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 01:05 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون .
رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه جنات النعيم .
---
الجكني
04-09-2007, 01:13 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون 0
---
محمود الشنقيطي
04-11-2007, 05:14 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها , هل تعلمون أيها الأحبة أن هذا العلم النحرير الذي كان يحفظ مئات الآلاف من الشواهد النحوية والبلاغية والفقهية وغيرها من فتوحات الله عليه بلغ به الزهد في التعرض لجعل العلم مطية لتحصيل متاع الدنيا مبلغاً لا يكاد يصدَّق ومن ذلك:
أنه كان يتَّعظُ إذا دخل مواقف السيارات بالحرم النبوي ويقول: سبحان الله!! كيف تميزون بين دوابكم هذه..؟؟
أخ وَأبٌ بَرٌّ وَأُمٌّ شَفِيقةٌ ... تَفَرَّقَ فِي الأَبْرَارِ مَا هُوَ جَامِعُهْ
سَلَوْتُ بِهِ عَنْ كُلِّ مَن كَان قَبْلَهُ ... وَأذْهَلنِي عَنْ كُلِّ مَا هُوَ تَابِعُهْ
---
د . يحيى الغوثاني
04-12-2007, 06:33 AM
وصلني نبأ وفاة شيخنا العلامة الكبير الفقيه النحوي الشيخ الصالح أحمدو الشنقيطي(1/2630)
وذلك يوم الثلاثاء 15 ربيع الأول 1428 في موريتانيا رحم الله شيخنا رحمة واسعة
هذا العالم الجليل المتواضع الذي يعتبر بحق كنيفاً ملئ علماً فلو شاء أن يسرد عليك العلوم كلها نظما مما يحفظه لسردها
وكنت أستوقفه في المسجد النبوي الشريف وهو ماش فأسأله السؤال فيأخذ بيدي ويجلس ويستمر يعد في يدي أقوال العلماء ومذاهبهم بشكل يدهش المتخصصين
وكان عالما صالحا تقيا متورعا متقللا من الدنيا
زرته مرة في بيته في المدينة أو ما يسمى بيتا مجازا ( فهو عبارة عن غرفة بلا باب )
يأوي إليها ليلا حيث يقضي كل وقته في الحرم
ولا يتناول سوى الحليب وقليل من التمر
كان أكثر وقته صائما
لقد أحصينا محفوظاته من المنظومات فتجاوزت مائة الف بيت
فرحمه الله رحمة واسعة
أرجو من شيوخنا الشناقطة أعضاء المنتدى أن يبادروا بذكر كل ما يعرفون عن هذا العلم الكبير
فحسب ظني أنه تجاوز المائة من العمر
وأرجو ممن يعرف أحدا من شيوخه الذين تلقى عنهم وأخذ الإجازة منهم أن يتحفنا بها فقد تكرم وأجازني إجازة عامة وروى لي بعض البخاري ومتن سيدي خليل والألفية والطرة وكثيرا من شواهد ابن عقيل .. وذكر لي عددا من شيوخه ودونتها ولكنها ضاعت مع الأيام فقد كان ذلك قبل عشرين سنة .
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=68768#post68768
---
جمال أبو حسان
04-12-2007, 08:34 AM
مثل هذا العالم بهذه الاوصاف نادر الوجود وعلى تلاميذه الاكارم ان ينصفوه بكتابة كتاب لتكريمه فلعل الله تعالى يجعل ببركة تكريمه فتحا لباب انشاء جمعية تكريم العلماء التي عرضت لها واحجم اهل الملتقى عنها احجاما غريبا
رحم الله الشيخ وعوض المسلمين خيرا
---
(1/2631)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إعراب القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله
---
إعراب القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله
---
أبو العالية
01-23-2007, 03:46 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
عشت مع تفسير شيخنا الرحل محمد العثيمين رحمه الله قرابة الشهرين .
فعملتُ فهرساً لفوائده ؛ فضممت النظير إلى نظير . ورتبتها حسب الموضوعات .
ثم جمعتُ ما تفرق من إعرابه للآيات ، سيَّما والشيخ رحمه الله من فحول اللغة اليوم .
ووالله كلما قرأتُ له في الإعراب ، تذكرت الإمام الشافي رحمه الله ، و حجيَّته في اللغة .
لذا ؛ جمت إعرابه من تفسيره الذي خرج ، والذي ضم الفاتحة ، والبقرة ، وآل عمران .
فرتبتها كالتالي :
الكلمة : إعرابها
وكان منهجي فيه :
أولاً : أن ألتزم عبارة الشيخ رحمه الله في الغالب ، وحين التكرار للإعراب ( في الفوائد مثلاً ) أذكره مختصراً .
ثانياً : إن ذكر الشيخ رحمه الله في الآية عدة إعرابات ، أثبتُ ترجيحه في المتن ، وإن كان للترجيح توجيه ألحقته في الحاشية ، وإن كان ثمة إعرابات الحقتها كذلك في الحاشية .
ثالثاً : استفدت من كتب الإعراب الاخرى في ذكر بعض الفوائد ، وخاصة كتاب إعراب القران للنحاس و لدرويش رحمها الله تعالى .
رابعاً : أضفت بعض الفوائد البلاغية التي ذكرها الشيخ رحمه الله .
فأسأل الله العلي القدير أن ينفعني به كثيراً ، وأن يغفر لشيخنا رحمه الله رحمة واسعة .
وسأنزل الإعراب هنا على حلقات .( والحلقة الأولى )
إعراب سورة الفاتحة .
أما الفوائد ؛ فسأصفها على الوورد وانزلها للتحميل هنا
ودمتم على الخير أعواناً .
---
ابن الجزيرة
01-24-2007, 05:11 PM(1/2632)
جهد مبارك، جزاك الله خيراً، والحقيقة أن اختيارات الشيخ في النحو في تفسيره تحتاج لدراسة، وتتبع المنهج الذي يسير عليه في الاختيار، لكن لم تضع شيئاً في الرابط أخي الفاضل!!
---
أحمد البريدي
01-24-2007, 08:44 PM
شكر الله لك أخي الكريم وننتظر ما وعدت , وللعلم فتفسير الشيخ الذي خرج أكثر مما ذكرت , ومشاركة في موضوعك هذه أهم ملامح منهج الشيخ رحمه الله في الجانب الإعرابي :
أولاً : عنايتهُ بالإعرابِ
لقد صُنِّفَ في إعرابِ القرآنِ مُصنّفاتٌ مستقلّةٌ ( )،وتعرّضَ له المفسِّرونَ في تفاسيرهم فَمِنْ مُقِلٍّ ومُكْثِر ( )، ولقد سَلَكَ الشيخُ رحمه الله مَسلكًا وسطًا فيما أرى فلم يُكثر مِن ذكرِ الإعراباتِ والاحتمالات النحويةِ في الآيةِ ، ولم يُهمل ذلكَ بالكلِّيةِ ؛ بل بيّنَ ما يُحتاج إليه في فَهمِ الآيةِ في الأعمِّ الأغلبِ ؛ وإنْ كان يخرجُ عن هذا الأصلِ أحيانًا يسيرةً ، ويُمكن إجمالُ طريقتهِ في الإعراب بما يلي :
1 – الاهتمامُ بذكرِ القواعدِ الإعرابيةِ والترجيحِ بها
ومِن أمثلتهِ :
عند تفسيره لقوله تعالى :{ ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً}(البقرة: من الآية260)
قال :" { سَعْياً}مَصدر ؛ لكن هل هو مَصدرٌ عاملهُ مَحذوفٌ ، والتقديرُ : يَسْعَيْنَ سَعْيًا ؛ أو هو مَصدرٌ في مَوضعِ الحالِ ، فيكونُ بمعنى : سَاعِيَاتٍ ؟ يحتمل هذا ، وهذا ؛ والثاني أَوْلَى( ) ؛ لأنّه لا يحتاجُ إلى تقديرٍ ؛ والقاعدةُ أنّه إذا دَارَ الأمرُ بين أنْ يكونَ الكلامُ مَحذوفًا مِنْهُ ، أو غير مَحذوفٍ فهو غيرُ مَحذوفٍ مِنْهُ ".( )
وعند تفسيره لقوله تعالى :{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } (النساء: من الآية46)(1/2633)
قال :" قوله تعالى :{ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ } هذه الجملةُ لا يصحُّ أنْ تكونَ مبتدأ ؛ لأنّ الفعلَ لا يُبتدأُ به ؛ وإذا لم يصحَّ أنْ تكونَ مبتدأ ، فإعرابها : صفةٌ لموصوفٍ مَحذوفٍ هو المبتدأ ، والتقديرُ :مِن الذينَ هادوا قَوْمٌ يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مَواضعهِ ، وقالَ بعضُ النحويّينَ : إنّ{مِنَ }التبعيضية اسمٌ فتعربُ على أنّها مبتدأ ؛ لأنّ تقديرَ{مِنَ }التبعيضية بعض الذينَ هادوا يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مَواضعهِ ، وعلى هذا فيكون{مِنَ }في صورة الحرفِ ، ولكنّها اسمٌ ، وتكون هي المبتدأ ، وجملةُ : يُحرّفونَ هي الخبرُ ولا حاجةَ إلى التقديرِ ، ولها نظائرُ في القرآنِ ، مثل قوله تعالى:{ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}(التوبة:من الآية101) والتقديرُ: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ .
كُلٌّ مِن الوجهينِ لهُ وَجْهٌ ، أمّا الذينَ قالوا إنّ {مِنَ}التبعيضية اسمٌ يُرجِّحُ قولهم أنّا لا نحتاجُ إلى تقديرٍ في الآيةِ ، وإذا دَارَ الكلامُ بينَ التقديرِ وعَدمِهِ فعدمُ التقديرِ أَوْلَى ؛ لأنّ الأصلَ عدمُ الحذفِ ، وأمّا الثاني فيقوّيهِ أنّ{مِنَ}التبعيضية حرفٌ ، واستعمالها اسمًا إخراجٌ لها عن موضوعها الأصليِّ ".( )
وإضافةً لما سبقَ فلقد أكْثَرَ الشيخُ رحمه الله مِن ذِكْرِ القواعد الإعرابيّة في تفسيره ، وهي على سبيل المثال :
– جوابُ الشرطِ يلي المشروطَ مباشرةً .( )
– الضميرُ يعودُ إلى اقربِ مَذكورٍ ما لم يمنع مِنه مانعٌ .( )
– ضميرُ الشأنِ يُقدَّرُ بما يقتضيه السياقُ .( )
– يجب أنْ تُؤخذ القواعد مِن القرآنِ لِيُحكمَ لها لا عليها .( )
– القرآنُ حاكمٌ وليسَ مَحكومًا عليهِ .( )
– ليسَ في القرآنِ ما هو شاذٌّ أبدًا .( )
– لا يُجمع بينَ المفسِّرِ والمفسَّرِ .( )(1/2634)
– إذا وُجِدَتْ كلمتانِ إحداهما مَعرفةٌ والأخرى نكرةٌ ، وأمكنَ أنْ تكونَ المعرفةُ هي المبتدأَ فلتكُنْ هي المبتدأ .( )
– كلّما جاءت ( مِن ) بعد اسمِ الشرطِ أو الأسماءِ الموصولةِ فهي بيانيّةٌ .( )
– كُلُّ حرفِ جَرٍّ زائد فهو مِن أدواتِ التوكيدِ .( )
– إذا أمكنَ أنْ يعودَ اسم الإشارةِ أو الضمير إلى كُلِّ ما سبقَ فَمُعَوَّلٌ عليه .( )
– همزةُ الاستفهام إذا دخلتْ على ما يُفيد النَّفْيَ أفادتِ التقريرَ .( )
– ( كذلكَ ) تكونُ مفعولاً مُطلقًا للفعلِ الذي بعدها .( )
– إذا تعدّدت الشروطُ ( إنْ ) أو ( إذا ) أو ما اشبهها فإنّ الشرطَ التالي الأخير شرطٌ فيما قبلهُ .( )
– إذا جاءت ( إلاّ ) بعد ( إنْ ) فهي – أيْ (إن) – بمعنى ( ما ) أيْ نافية .( )
– متى اختلفَ علماءُ النحوِ في إعرابِ كلمةٍ أو جملةٍ فإنّنا نأخذُ بالأسهلِ ما دام المعنى يحتملهُ .( )
– لا يُحمل كلامُ الله - عز وجل - على مُجرّدِ الاحتمالِ النحويِّ بل لا بُدَّ مِن تأمّلِ المعنى .(1/2635)
وهذه القاعدةُ مِن القواعد الإعرابيّةِ المهمّةِ ، وسأتكلّمُ عنها لأهمّيتها ، فعند تفسيره لقوله تعالى:{لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}(يّس:6) قرَّرَ أنّ {مَا} نافيةٌ ، ثمّ قالَ :" قال بعضُ المُعْرِبينَ الذينَ يجمعونَ الأقوالَ - صَحَّتْ أو لم تصحَّ أيْ أنّهم يقولوا أيَّ احتمالٍ – قالوا : ويجوز أنْ تكونَ{مَا}مَوصولةً ، ويجعلون العائدَ مَحذوفًا تقديرهُ : الذي أُنذرَ آباؤهم : أيْ لِتُنذرهم الذي أنذره آباؤهم( )، ولكن هذا وإنْ كانَ مُحتملاً مِن قِبَلِ اللفظِ ، لكن بعيد مِن جهةِ المعنى ، لأنّ الآيات الكثيرة المتعدّدةِ تدلُّ على أنّ قريشًا الذي بُعثَ فيهم النبيُّ محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يُنذر آباؤهم ، ومِنه قوله تعالى في سورة الم السجدة : { لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ }(السجدة:من الآية3) وهذا صريحٌ في أنّ{مَا} هنا للنَّفْيِ لا غير ".( )
قُلْتُ : وهذه القاعدةُ مهمّةٌ للمفسِّرِ قرَّرها غيرُ واحدٍ مِن أهل العلمِ مِنهم شيخُ الإسلامِ ابن تيمية والزركشيُّ والسيوطيُّ ( )، وقالَ ابنُ القيّمِ :" وينبغي أنْ يُتفطّنَ هَهُنَا لأمرٍ لا بُدَّ مِنه : وهو أنّه لا يجوزُ أنْ يُحملَ كلامُ الله - عز وجل - ويُفسَّرَ بِمُجرّدِ الاحتمالِ النحويِّ الإعرابيِّ الذي يَحتملُهُ تركيبُ الكلامِ ويكونُ للكلامِ بهِ لَهُ مَعنًى مَا ، فإنّ هذا مقامٌ غَلِطَ فيه أكثرُ المعْرِبينَ للقرآنِ ، فإنّهم يُفسِّرُونَ الآيةَ ويُعرِبُونَها بما يحتملهُ تركيبُ تلكَ الجملةِ ، ويُفهم مِن ذلكَ التركيب أيَّ معنًى اتّفقَ ،وهذا غلطٌ عظيمٌ يقطعُ السامعُ بأنّ مُرادَ القرآنِ غيرهُ".( )
هذه أهم القواعد الإعرابية التي أشار إليها الشيخ في تفسيره ،ومن ملامح منهجه أيضًا:
2 – بيانُ ما أشْكَلَ إعرابهُ مِن الآياتِ والجوابُ عنه(1/2636)
وقد تقدّم الحديثُ عن ذلكَ والتمثيلُ له في مبحث : مُشْكِلِ القرآنِ .
3 – رُبّمَا استنبطَ فائدةً علميّةً بناءً على مسألةٍ نحويّةٍ
مثال ذلكَ :
عند تفسيره لقوله تعالى :{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ} (البقرة: من الآية87)
ذكر مِن فوائدها :" أنّ بني إسرائيلَ يُبادِرونَ بالاستكبارِ عند مَجيءِ الرُّسُلِ إليهم ، ولا يَتَأَنَّوْنَ ؛ لقوله تعالى{أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ }،ثم قالَ تعالى{اسْتَكْبَرْتُمْ}؛لأنّ مُقتضَى تَرَتُّبِ الجزاءِ على الشرطِ أنْ يكونَ الجزاءُ عَقِيْبًا للشرطِ :كُلَّمَا وُجِدَ الشرطُ وُجِدَ الجزاءُ فورًا ".( )
4 – يُعرِبُ مِن الآيةِ ما يَحتاجُ إلى إعرابٍ في الأعمِّ الأغلبِ ، ورُبّمَا أعربَ جميعَ الآيةِ وهو قليلٌ .
وهذا يتّضحُ للناظرِ في تفسيرهِ فلم يلتزمِ الشيخُ رحمه الله إعرابَ كُلِّ الكلماتِ الواردةِ في الآيةِ ، وإنّمَا يُعرِبُ ما يحتاجُ ذلكَ ويتركُ بقيّتها إمّا لوضوحهِ أو لعدمِ الحاجةِ إلى إعرابهِ .
ومِن أمثلته :
عند تفسيره لقوله تعالى{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ}(البقرة:من الآية240)(1/2637)
قالَ :" قوله تعالى :{ وَصِيَّة }فيها قراءتانِ : النَّصْبُ ، والرَّفْعُ ؛ وقوله تعالى : {الَّذِينَ } مُبتَدأ ؛ و{ وَصِيَّة } بالرفعِ مبتدأ خبرهُ مَحذوفٌ ؛ والتقديرُ : عليهم وصيةٌ ؛ والجملةُ : خبر{الَّذِينَ } ؛ أمّا على قراءةِ النصبِ فإنّ خبرَ{الَّذِينَ } جملةٌ فعليةٌ مَحذوفةٌ ؛ والتقديرُ : يُوصُونَ وصيةً ؛ أو نُوصِيهم وصيةً - على خلافٍ في ذلكَ : هل هي وَصِيَّةٌ مِن الله ؛ أو مِنهم ؛فإنْ كانت مِن الله - عز وجل - فالتقديرُ : نُوصِيهم وصيةً ؛وإنْ كانت مِنهم فالتقديرُ: يُوصُونَ وصيةً - والجملةُ المحذوفةُ خبرُ {الَّذِينَ } ؛ والرابطُ الضميرُ في الجملةِ المحذوفةِ سواءٌ قُلنا : " عليهم وَصِيَّةٌ " ؛ أو قلنا: " نُوصِيهم وصيةً " ، أو " يُوصُونَ وصيةً " .
قوله تعالى :{ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ} ؛ { مَتَاعاً }مَصدرٌ لِفِعْلٍ مَحذوفٍ ؛ والتقديرُ : يُمَتِّعُونَهُنَّ مَتاعاً إلى الحوْلِ ؛ و :{ غَيْرَ إِخْرَاجٍ }إمّا صفةٌ لمصدرٍ مَحذوفٍ ؛ أيْ مَتاعاً غير إخراجٍ ؛ أيْ مُتْعَةً غير مُخْرَجَاتٍ فيها ؛ أو أنّها حَال مِن الفاعلِ في الفعلِ المحذوفِ .
قوله تعالى :{فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ }؛ هذهِ ( لا) النافيةُ للجنسِ ، واسمها ، وخبرها ؛ وقوله تعالى :{مِنْ مَعْرُوفٍ} مُتعلِّقٌ بـ{فَعَلْنَ}؛ وباقي الآيةِ إعرابها ظاهرٌ ، وواضح".( )
ومِن أمثلةِ إعرابهِ للآيةِ كاملةً ما ذكره عند تفسيره لقوله تعالى :{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}(البقرة:163)(1/2638)
حيثُ قال :" الخطابُ للبشرِكُلِّهِم ؛ أيْ أيّها الناسُ مَعبودُكم الحقُّ الذي تكونُ عِبادَتُه حقًّا ؛ و{ إِلَهٌ }بمعنى مَأْلُوه ؛ فهي بمعنى اسمِ المفعولِ ؛ و" الْمَأْلُوه " معناهُ المعبودُ حُبًّا ، وتَعظِيماً وهو إِلَهٌ واحدٌ ؛و{إِلَهُكُمْ}مبتدأ ؛و{إِلَهٌ}خبر ؛و{وَاحِدٌ}صفة لـ{إِلَهٌ}؛ وجملةُ{إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}طرفها الأولُ معرفةٌ ؛ والثاني نكرةٌ مَوصُوفةٌ ، ومُؤَكَّدٌ بالوحدانيةِ يعني أنّ إِلَهَ الخلقِ إِلَهٌ وَاحدٌ ؛ ووحدانيتهُ بالألوهيةِ مُتضمنةٌ لوحدانيتهِ بالربوبيةِ ؛ إذْ لا يُعبدُ إلا مَن يُعلم أنّهُ رَبّ .
ثم أَكَّدَ هذهِ الجملةَ الاسميةَ بجملةٍ تُفيد الحصْرَ ، فقالَ :{لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}؛ وهذهِ الجملةُ تَوْكِيدٌ لما قبلها في المعنى ؛ فإنّه لما أثبتَ أنّه إِلَهٌ وَاحدٌ نَفَى أنْ يكونَ مَعَهُ إِلَه .
وقوله تعالى:{لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } أيْ لا مَعْبُود حَقٌّ إلاَّ هُوَ ؛ وعلى هذا تكونُ{ لا} نافية للجنسِ ؛ وخبرها مَحذوفٌ ؛ والتقديرُ : لا إِلَهَ حَقٌّ إلاَّ هُوَ ؛ وإنما قَدَّرْنَا " حَقّ " ؛ لقولهِ تعالى :{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}(الحج: من الآية62) ؛ ولهذا قالَ الله تعالى عن هذهِ الآلهةِ :{إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ }(النجم:من الآية23) ؛ وقد زَعَمَ بعضهم أنّ تقديرَ الخبرِ " موجود " ؛ وهذا غَلَطٌ واضحٌ ؛ لأنّه يختلُّ به المعنى اختلالاً كبيراً مِن وَجْهَيْنِ :(1/2639)
الوجه الأولُ : أنّ هناكَ آلهةً مَوجُودةً سِوَى الله ؛ لكنَّها باطلةٌ ، كما قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}(الحج: من الآية62) ، وكما قالَ تعالى :{ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ }(هود: من الآية101) ، وكما قال تعالى :{فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ}(الشعراء: من الآية213) .
الوجه الثاني : أنّه يَقتضِي أنّ الآلهةَ المعبودةَ مِن دُوْنِ اللهِ هي اللهُ ، ولا يَخْفَى فَسَادُ هذا ؛ وعليهِ فَيَتَعَيَّنُ أنْ يكونَ التقديرُ : " لا إِلَهَ حَقٌّ " ، كَمَا فَسَّرْنَاهُ .
قولهُ تعالى :{الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}خبرٌ ثالثٌ ، ورابعٌ لقولهِ تعالى :{إِلَهُكُمْ }؛ ويجوزُ أنْ يَكُوْنَا خَبَرَيْنِ لمبتدأ مَحذوفٍ ؛ والتقديرُ : هُوَ الرحمنُ الرحيمُ ".( )
5 – الاستدراكُ على بعضِ المُعْرِبِينَ ومُناقشتهم والردُّ عليهم
وهذا واضحٌ في تعليقه على تفسير الجلالين ، وقد قدّمتُ أمثلةً لذلكَ في الباب الأول.( )
ومِن أمثلةِ ذلكَ في غير تعليقهِ على تفسير الجلالين :(1/2640)
عند تفسيره لقوله تعالى :{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }(النساء من الآية 3) ذكرَ أنّ مُلْكَ اليمينِ تُوْطَأُ بالملْكِ لا بالنكاحِ لأنّه أقوى إذْ السيّدُ يملكُ الرقبةَ والمنفعةَ بخلافِ الزوجِ ؛ فإنّه لا يملكُ إلاّ المنفعةَ ، ثُمَّ قالَ بعد ذلكَ :" إذاً لا يصحُّ أنْ نقولَ إنّ قولهُ:{ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }مَعطوفٌ على قولهِ{ فَوَاحِدَةً }لأنّه يختلُّ المعنى ؛ لأنّ المعنى : فانكحوا واحدةً أو " استمتعوا بما ملكتْ أيمانكم " أو كلمةً نحوها . المهمُّ أنّها ليستْ مَعطوفةً على ما سبقَ إلاّ مِن بابِ عطفِ الجُمَلِ ، فَيُقَدَّرُ فعلٌ مُناسب لقولهِ{ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }".( )
والشيخُ بهذا التقريرِ يَرُدُّ على مَن قالَ بالعطفِ مِن المفسِّرينَ كالنحاسِّ ( ) ، وأبي السعودِ( ) ، والشوكانيِّ( ) ؛ ولذا فَمَنْ قالَ بالعطفِ استدركَ على نَفْسِهِ للعلّةِ التي ذكرها الشيخُ ، فأبو السعودِ قالَ :" وهو عطفٌ على "واحدة" على أنّ اللُّزُومَ والاختيارَ فيه بِطَرِيقِ التسرِّي لا بِطَرِيقِ النكاحِ " ( ) ، وقال الشوكانيُّ :" والمرادُ نكاحهم بطريقِ الملْكِ لا بطريقِ النكاحِ ".( )
6 – رُبَّمَا استطردَ في قضايا نحويّةٍ لا تَعَلُّقِ لها بالآيةِ . ( )
7 – إذا كانَ في الآيةِ أكثرُ مِن قراءةٍ أو للقرّاءِ في أدائها أكثرُ مِن وَجْهٍ فإنّه يُبيِّنُ ذلكَ ويُعرِبُهَا على كُلِّ الأحوالِ
وقد تقدّمَ بيانُ ذلكَ عند الحديثِ على مَنهجهِ في توجيه القراءات .( )
8 – اعتمدَ على آراءِ ابنِ مالكٍ في أَلْفِيَّتِهِ ؛ فكثيرًا ما يستشهدُ بها ( ) ، ورُبّمَا ذكرَ أقوالَ الكوفيّينَ والبصريّينَ .( )
9 – النَّظَرُ في كُتُبِ إعرابِ القرآنِ عند تفسير الآيةِ ، والاستفادةُ مِنها .( )(1/2641)
10 – يذكرُ الشيخُ رحمه الله أحيانًا أَكْثَرَ مِن وَجْهٍ في إعرابِ الايةِ ثمّ يختارُ أحدها ( ) ؛ أو يُشير إلى صِحَّةِ كلا الإعرابينِ . ( )
11 – تكرار بعض المسائلِ النحويةِ في تفسيرهِ ، وسببُ ذلكَ كما قَدّمْتُ مِرارًا أنّ التفسيرَ أملاهُ الشيخُ رحمه الله إملاءً في فتراتٍ زمنيةٍ متباعدةٍ ؛ فيحتاجُ إلى الإعادة لعدم ترابطِ المعلوماتِ .
12 – إعرابهُ في تفسيرهِ شاملٌ لإعرابِ الجُمَلِ والمفردَاتِ .
هذه أهمُّ ملامحِ مَنهجهِ في إعرابِ القرآنِ .( )
---
أبو العالية
01-25-2007, 10:37 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
الأخ الكريم ابن الجزيرة ما ذكرت كان تمهيداً للموضوع
والسبت بحول الله تعالى سينزل ما أعربه الشيخ رحمه الله من الفاتحة .
فضيلة الشيخ أحمد نفع الله به
أولاً : صحيح ، ولا زالت كتب الشيخ رحمه الله تتوفر عندي تباعاً ، ولكن أنا شرعت في البدايات ، والبقية سأتابع عليها بنفس المنهج بحوله وقوته .
وثانياً : أشكر لكم هذه المداخلة ، والتي حقيقة قد استفدت منها كثيراً .
واعتبرها مدخلاً مهمة للفهم ؛ ذلك وإني أستأذنك في النقل منها مع العزو ، فليتك تسمح لي بارك الله فيك .
ودمتم على الخير أعوانا ، وأشكر مروركما الكريم .
---
أحمد البريدي
01-25-2007, 01:13 PM
أخي الكريم أبو العالية : لك ما طلبت نفع الله بك .
---
أبو العالية
01-27-2007, 10:08 AM
الحمد لله ، وبعد ..
إعراب سورة الفاتحة
الكلمة : إعرابها
بسم الله : الجار والمجرور مُتعلِّقٌ بمحذوفٍ ، وهذا المحذوف يُقدَّرُ فعلاً متأخراً مناسباً ؛ فإذا قلتَ : (( بسم الله )) وأنتَ تريدُ أن تأكل ، تُقدِّرُ الفعل (( بسم الله آكل )) .
قلنا : إنه يجب أن يكون مُتعلقاً بمحذوف ؛ لأن الجار والمجرور معمولان ، ولا بُدَّ لكلِّ معمولٍ من عاملٍ .وقدَّرْناه مُتأخراً ؛ لفائدتين :
الفائدة الأولى : التبرك بتقديم اسم الله عز وجل.(1/2642)
والفائدة الثانية : الحصر ؛ لأن تأخير العامل يفيد الحصر ؛ كأنَّك تقولُ : لا آكلُ باسم أحدٍ متبرِّكاً به ، ومستعيناً به إلا باسم الله عزوجل.
وقدَّرْناه فعلاً ؛ لأن الأصل في العمل الأفعال _ وهذه يعرفها أهل النحو _ ولهذا لا تعمل الأسماء ، إلا بشروط .
وقدَّرْناه مناسباً ؛ لأنه أدل على المقصود ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ )) أو قال : (( عَلى اسْمِ اللهِ )) ؛ فخصَّ الفعل .
الحمد : (( أل )) للاستغراق ، أي : استغراق جميع المحامد .
لله : اللام للاختصاص والاستحقاق .
الرحمن : صفة للفظ الجلالة .
الرحيم : صفة اخرى .
مالك يوم الدين : صفة لـ ( الله ) .
إيَّاك نعبد : ( إيَّاك ) مفعول به مُقدَّم ، وعامله ( نعبد )وقُدِّم على عامله ؛ لإفادة الحصر .فمعناه : لا نعبدُ إلا إيَّاك ، وكان منفصلاً لتعذر الوصل حينئذٍ .
وإيَّاك نستعين : حيث قدَّم المفعول .
صراط الذين أنعمت عليهم : عطف بيان لقوله : (( الصراط المستقيم ))
تم بحمد الله .
والتالي إعراب الجزء الأول من سوؤة البقرة بحوله تعالى .
---
(1/2643)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صلة الرحم لمحمد فاضل ابن الطاهر
---
صلة الرحم لمحمد فاضل ابن الطاهر
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-07-2006, 10:22 AM
صلة الرحم لمحمد فاضل ابن الطاهر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:
و بعد فإن صلة الرحم أمر عظيم حض الله عليه في كتابه وحض عليه رسوله صلى الله عليه وسلم في كثير من أقواله وأفعاله لذا ينبغي التذكير به دائماً وإليك بعض الأمور حول صلة الرحم:-
أولاً: تعريفها:-
قال ابن الأثير في النهاية: " تكرر في الحديث ذكر صلة الأرحام وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم وكذلك إن تعدّوْا وأساءوا وضد ذلك قطيعة الرحم .
فقد أمر الله تعالى بصلة الرحم فقال{واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله عليكم رقيباً } وقال{ وآت ذا القربى حقه } وقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى.. الآية .
ثانياً: ثمرات ونتائج صلة الرحم:-
1- صلة الرحم شعار الإيمان بالله واليوم الآخر ، لما روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "
2- صلة الرحم تزيد في العمر وتوسع في الرزق ، لما روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" .(1/2644)
3- صلة الرحم تدفع عن الواصل ميتة السوء ، لما روى أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول: " إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء ويدفع بهما المكروه والمحذور".
4- صلة الرحم تعمر الديار وتثمر الأموال ، لما روى الطبراني والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليعمر بالقوم الديار ويثمر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً لهم قيل: وكيف ذاك يا رسول الله ، قال: بصلتهم الرحم" .
5- صلة الرحم تغفر الذنب وتكفر الخطايا ، لما روى ابن حبان والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال إني أذنبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة فقال هل لك من أمٍ قال: لا قال فهل لك من خالة قال: نعم قال فبرها ".
6- صلة الرحم تيسر سبيل الحساب وتدخل صاحبها الجنة، لما روى البزار والطبراني والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثٌ من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً وأدخله الجنة برحمته قالوا وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فقال: " تعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعفوا عن من ظلمك ، فإذا فعلت ذلك يدخلك الله الجنة"
7- صلة الرحم ترفع الواصلة إلى الدرجات العلى يوم القيامة ، لما روى البزار والطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات قالوا: نعم يا رسول الله قال تحلم على من جهل عليك وتعفوا عن من ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك "
ثالثاً: خطورة قطيعة الرحم وما يترتب عليها من عقاب:-
قال تعالى { والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار(1/2645)
وقال أيضاً { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} ، وروى الشيخان عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يدخل الجنة قاطع رحم "( ) ، وأخرج أبو داوود من حديث أبي بكرة يرفعه " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع مدَّخر الله له في الآخرة من قطيعة الرحم" ، وأخرج البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه " إن أعمال أمتي تعرض عشية الخميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع الرحم".
وأخرج فيه من حديث ابن أوفى " إن الرحمة لا تنزل على القوم فيهم قاطع رحم " ، وأخرج الطبراني من حديث ابن مسعود " إن أبواب السماء مغلقة دون قاطع الرحم" .
قال القرطبي: " الرحم التي توصل عامة خاصة ، فالعامة رحم الدين وتجب صلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة والرحم الخاصة تزيد بالنفقة على القريب وتفقد حاله والتغافل عن زلته .
وقال ابن أبي جمرة: " المعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة ،وهذا في حق المؤمنين وأما الكفار والفساق فتجب المقاطعة لهم إذا لم تنفع الموعظة.
رابعاً: بم تكون قطيعة الرحم؟
قال الزين العراقي: " تكون بالإساءة إلى الرحم ، وقال غيره: " تكون بترك الإحسان لأن الأحاديث آمرة بالصلة ناهية عن القطيعة فلا واسطة بينهما .
والصلة نوع من الإحسان كما فسرها بذلك غير واحد والقطيعة ضدها: وهي ترك الإحسان(1/2646)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت: بلى قال فذاك لكِ ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا إن شئتم {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم .... الآية }رواه مسلم.
وروى أبو داوود والطيالسي مرفوعاً: " إن للرحم لساناً يوم القيامة تحت العرش يقول: يا رب قطعت يا رب ظلمت يا رب أسيء إليّ فيجيبها ربها: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك " .
وفقنا الله لصلة الرحم ووقانا من قطيعتها وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبالله التوفيق،،،،
كتبه/ محمد فاضل ابن الطاهر
---
(1/2647)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجرد وجهة نظر مكررة للباحثين من أهل القرآن
---
مجرد وجهة نظر مكررة للباحثين من أهل القرآن
---
محمد صفاء حقي
06-10-2003, 04:06 PM
مجرد وجهة نظر مكررة للباحثين من أهل القرآن
السلام عليكم أيها الأحبة الكرام في ملتقى أهل القرآن.
بارك الله فيكم رواد ملتقى أهل التفسير ، ونفع بكم ، و سرني أن أقرأ لكم هذه الأفكار المطروحة ، والحوارات الحية المفيدة ، ومشاركة معكم ولتقديم ما أتصور أن فيه نفع أقول : لقد سبق أن تحدثت إلى بعض أهل العلم الكرام عن موضوعات أهل القرآن ، وأبديت لهم يومها شيئاً من الامتعاض في انصراف طلبة العلم الأفاضل لموضوعات لا تمس الواقع ، ولا تتصل بحياة الناس ، والحال والمطلب أن يعيش الباحث زمانه ، ويجتهد في عرض كل ما يمس حياته وحياة أهل زمانه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ليسيروا وفق هدي الكتاب على نهج الرسول صلوات الله عليه ، ووفق أمره ، وهو ما كان يفعله سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، حين عالجوا رحمهم الله أمور حياتهم بشكل سليم بعرضها على كتاب الله وسنة رسول الله وخرجوا لنا بهذا الكم الهائل من المصنفات والمؤلفات ، بل وصل الأمر بهم أنهم تعرضوا لأمور لم تقع ماذا لو وقعت ، فأين نحن منهم ؟!!، إن المنتسبين للتخصصات الأخرى غير الشرعية يبذلون جهود تذكر فتشكر في هذا الاتجاه في عصرنا هذا على الخصوص، فتجدهم ينحون جهة البحوث العملية والدراسات الميدانية، والتي تمس حاجيات الناس ، ولهذا تجد لهم حضوراً واضحا وتأثيراً قوياً في التوجيه.. ولعلني أضرب مثالا يبين للقارئ الكريم كيف تهمل موضوعات هي في غاية الأهمية وتصرف الجهود إلى موضوعات أخرى ،هي ليست يأية حال في هذه الدرجة من الأهمية .(1/2648)
إنه الطفل وما يتعلق به وبحياته وتربيته ونشأته وتوجيهه وتعليمه وتثقيفه ،ومن ثم التفكير الجاد لمستقبل يليق بالأمة في بناء جيل يحمل هم الدعوة بوعي سديد وفهم عصري سليم منضبط بضوابط السلف رضوان الله عليهم أجمعين ، ليعيش النشئ بالقرآن ومع القرآن وللقرآن .
مرة نقل إليَّ طفلي الكبير ، استفسار أستاذه القدير ، عن ضوابط التفسير التي من المفترض التزامها لتفهيم كلام الله للمسلم الصغير.يومها لم أجد إلا النذر اليسير من المطلوب جواباً لهذا السؤال الكبير.
أريد أن أقول: متى سيجعل طلبة العلم في تخصص القرآن وعلومه الطفل ضمن اهتماماتهم العلمية ودراساتهم العملية، فيقدموا للكُّتاب والمؤلفين التربويين على سبيل المثال الضوابط السليمة والمناهج المفيدة لتفسير القرآن للناشئة ، وطرق تقديمها، والوسائل التي تحقق المطلب ، والتكنولوجيا المتبعة لذلك ، فيقدموا له شيئاً ينافس التقدم الرهيب الذي حصل في العملية المعرفية ، وتسخير الوسائل للوصول إلى قلب الطفل وعقله ووجدانه .
لقد اهتم شرعنا الحنيف وكتابنا العظيم بالطفل اهتماماً منقطع النظير ، ووجه الأتباع إلى الاهتمام بكل ما يتعلق به في شتى الميادين . غير أننا لو نظرنا إلى ثمرات مطابعنا الشرعية ربما لا نخرج إلا باليسير النادر من العناوين التي تناولت الطفل ، أما الموضوعات القرآنية التي تناولت الطفل فقد نعدم ذلك تماماً ، بل سنفتقد بالتأكيد أي بحث يتناول منهج تعليم الطفل مضمون كلام الله وفق رؤية عصرية نعيشها ويعيشها أطفالنا.
إننا إلى هذا اليوم لا زلنا نعلم أطفالنا مضامين كتاب ربهم كما نعلم الكبار تماماً دون أي اعتبار لسن الطفل وقدراته وثقافته واهتماماته . كما أننا نهمل تماماً مناهج التعليم وطرق التدريس الحديثة في تعليمهم أمور دينهم .(1/2649)
أبلغني أحد المهتمين بالطفل أنه زار مكتبة في مدينة روما فوجدهم يقدمون الإنجيل ومضمونه لناشئتهم بنحو ( 150 ) طريقة وذكر لي منها صوراً يدل على الهم الذي يعيشه أولئك لرسم الصليب وتعاليم الإنجيل في عقول الصغار وقلوبهم ، قال: من تلك الوسائل أنهم يقدمون وسادة للنوم يضعها الطفل تحت رأسه، هذه الوسادة مكونة من خمسين طبقة من الاسفنج الناعم الملون والمصور، كل طبقة منها على شكل صفحة تفتح من الجانب ، تضم جملة من تعاليم الإنجيل يقرأها الطفل وهو مرتاح البال قبيل النوم ليعيش حسب اعتقادهم بأمان مع كلام الانجيل !!! طبعا مع الفارق بين كتاب محرف وآخر قال فيه الرب (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)
إنني آمل من طلبة العلم الكرام الذين يعيشون هم الأمة أن يجعلوا الطفل من ضمن اهتماماتهم ، فيقبلوا على كتاب الله ويقرؤه مرات للطفل المسلم فلعله لا يضيع في زمن الفضائيات والملهيات ومدن الألعاب ، والبلايستيشن .
متى سنجعل الطفل مدار اهتمامنا ؟! ومتى سيجتهد طلبة العلم وأهل البحث في الوسائل الشرعية والمشروعة لتعليم الطفل ؟ ومتى ستعرض تلك الوسائل المكتشفة وغيرها ليجتهد العلماء في حكمها في ضوء العصر وحاجة النشئ ؟ بل متى سيتعاون أهل القرآن مع أهل الاكتشاف مع التربويين لينتجوا لنا وسائل أكثر نفعاً لتعليم النشئ أمر الشرع ؟ أرجو أن تكون البداية من هذا المنتدى المبارك ..وليكن من الموضوعات المقدمة لقسم القرآن الكريم من شخص تربوي يهتم بالطفل : تفسير القرآن للناشئة الضوابط والوسائل. أو بعنوان : تفسير القرآن للناشئة رؤية عصرية. اهتمام القرآن بالطفولة . ثقافة الطفل المسلم في كتاب الله . ودمتم
---
عبدالمجيد
06-11-2003, 03:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2650)
فضيلة الشيخ محمد السلام عليكم ورحمة الله . لقد سعدت كثيرا بطرح هذه الفكرة التي قلما تناقش أو تطرح بين طلاب العلم ولا أدل على ذلك عدم وجود أي تعليق على مقالك ، إلا أني أشكر لك جهدك وطرحك وإن لم يكن لدي الآن ما أسهم بخصوص هذا الموضوع لكن ستكون بإذن الله محط الاهتمام والبحث . ولكم جزيل الشكر وخالص الدعاء
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2003, 05:13 PM
أخي الكريم الدكتور محمد صفاء حقي وفقه الله لكل خير
أشكرك أولاً على تكرمك بمشاركتنا في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله أن يبارك لك في وقتك وعلمك.
وأما موضوع (الطفل وما يتعلق به وبحياته وتربيته ونشأته وتوجيهه وتعليمه وتثقيفه) الذي أشرتم إلى أهمية معالجته في بحوث أهل الدراسات القرآنية فأتفق معك في ذلك ، وأدعو إلى ما دعوت إليه.
إن دراسة مثل هذه الموضوعات تجمع بين الدراسات القرآنية والدراسات التربوية. وربما يكون هذا سبباً من أسباب إعراض طلاب الدراسات القرآنية عن مناقشة هذه الموضوعات ، وطرحها في رسائل علمية ، وذلك لحاجتها إلى تخصص مساند كتبت فيه دراسات كثيرة ، وهو مليئ بالنظريات التي ينظر إليها أهل العلوم الشرعية نظرة سلبية في مجملها ، وهو تخصص (التربية).
وقد كتب الدكتور ماجد عرسان الكيلاني كتباً تربوية ربطها بالقرآن الكريم ربطاً لم أجد من أهل الدراسات القرآنية ، ولا الدراسات الشرعية الأخرى من قام بمثل ما قام به.
إن القرآن الكريم مصدر فريد معجز ، لا يشبع منه العلماء ، ولا طلاب العلم ، ولا الباحثون ، ولو تأمل طلاب العلم في آياته ، لفتحت لهم آفاق من البحوث الجادة التي تعالج قضايا ومشكلات أمتنا المتعددة. ولكن التأمل والتدبر له قليل ، ولذلك تجد الراغبين في تسجيل البحوث الأكاديمية يكثرون من التردد ، والحيرة ، عندما يهمون بتسجيل موضوعات للماجستير أو الدكتوراه.(1/2651)
أرجو أن ينال اقتراحكم هذا صدى في نفس أحد الطلاب الذين يتهيئون الآن لتسجيل موضوعات لمرحلة الدكتوراه - وهم كثير - ويقدم على دراسة هذا الموضوع أو غيره من أمثاله.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
---
(1/2652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-التكبير والتسبيح عند المنام
---
برنامج إحياء السنة النبوية-التكبير والتسبيح عند المنام
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-08-2006, 03:14 PM
سم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 23) بتاريخ 15/8/1427- التكبير والتسبيح عند المنام
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة "التكبير والتسبيح عند المنام "ثم قم بالتصويت
عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا: (( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم )) [متفق عليه: 6318 – 6915]
تقرير النشر الأسبوعى لسنة الرسول
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?t=234
---
(1/2653)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موسوعة نقض النصرانية كتاب الكتروني رائع
---
موسوعة نقض النصرانية كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
06-09-2006, 08:31 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
مَوسوعَة
نقض النصْرانيّة
مجموعة من المقالات والكتب والردود والمناظرات
لكبار العلماء
لنقض الإعتقادات الفاسدة
والترهات والأكاذيب التي شابت هذه العقيدة
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 693 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/17b655f670.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/c0c373c3bc.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/bf233e33e0.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Alnasraneiah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=269216
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2654)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب المفردات
---
كتاب المفردات
---
خلود
03-10-2005, 03:10 AM
السلام عليكم
الأفاضل في هذا الملتقى الطيب هل الأصح أن يعتمد كتاب "المفردات في غريب القرآن " للأصفهاني في التعريفات اللغوية أم الاصطلاحية؟؟؟
---
خلود
03-10-2005, 03:23 AM
آمل إفادتي سريعاً بورك فيكم.
---
أبو بيان
03-10-2005, 08:02 AM
الأولى اعتماد "المفردات في غريب القرآن " للأصفهاني في التعريفات الاصطلاحية؛ لأنه يزيد على المعاني اللغوية للكلمة معاني أخرى مُستفادة من السياق ونحوه, كما ذكره عنه الزركشي في البرهان في علوم القرآن, وغيره.
وللمعاني اللغوية المجردة كُتُبها المفردة المعتمدة.
---
خلود
03-10-2005, 06:40 PM
أبا بيان جزيت خيراً على البيان، وبورك فيك
---
(1/2655)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح بوضع الترجيحات فى فهرس وإبداء رأي الباحثين فيها باختصار
---
اقتراح بوضع الترجيحات فى فهرس وإبداء رأي الباحثين فيها باختصار
---
أمين الشنقيطي
12-16-2003, 09:42 PM
السلام على جميع أهل الملتقى:
أطرح عليكم فكرة أن تطرح موضوعات مفهرسة للتعبير عنها ،
وبشكل واضح بعد هذا تؤخذ هذه القناعات أو المسلمات .فى علمي القراءات والتفسير.من هذا الملتقى وتوثق.
وذلك ليتشكل من هذه القناعات والترجيحات مادة علمية دسمة ،يبنى عليها المسائل الغامضة ،
مع وضع ضابط للقناعة المختارة أو الترجيح الظاهر بالأدلة،
على أن يكون بالدليل المعتبر ويتسم بالوضوح والنظر .
وإذا لم يكن فيطالب المقترح بأدلة أكثر.
وأرجو إبراز دور مشرف أو أكثر فى الترجيح.
على أن يكون البدء قريبا:
القناعة الأولى : فى تعريف العلم المقصود وليكن القراءات كمثال فهى فى قناعة الباحث كذا والدليل :
الثانية :فى أركان :القراءة والراجح هو..
وذلك ليتسنى توضيح الأفكار تحت فهرس موثق.
مع شرط أن يوضع هذا الفهرس لكل عضو باحث للتصويت عليه وإبداء النظر فيه ،ومن ثم تقرأ هذه الترجيحات ،مع أدلتها،وتصبح مراجع للمتخصصين فى العلم.
وهذا الأمر يحتاج إليه الباحثون كثيرا وأفلح الملتقى فى إبرازه بشكل أكبر،
وسأعمل على جمع الترجيحات فى المسائل المتخصصة فى القراءات مثلا ،بأدلتها تحت هذا العنوان أرجو من الله التوفيق.
و( العلم رحم بين أهله كما يقال ).
والله أعلم.
---
أحمد البريدي
12-17-2003, 10:50 PM
شكر الله لك هذا الاقتراح وإن لم تتضح لي بعض فقراته , لكن لعل في البدأ بالمشروع وطرحه يتضح أكثر .(1/2656)
وإنني بهذه المناسبة نشكر جميع الأخوة الذين جعلوا الملتقى هماً لهم , ونرجو منهم ان يتولوا الإجابة عما يعرض في الملتقى , وكذلك طرح افكار ومشاريع علمية , حتى يخف الثقل على المشرفين للتفرغ لإنهاء المرحلة الثانية وهي اطلاق موقع أهل التفسير , والمشرفون يعملون الآن على ترتيبه وإعداده نسأل الله الإعانة والتسديد .
---
(1/2657)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير قوله تعالى : " وما ربك بظلام للعبيد "
---
تفسير قوله تعالى : " وما ربك بظلام للعبيد "
---
طالب العلم
06-19-2003, 07:41 PM
أطلب من مشايخ هذا الملتقى الأفاضل بيان تفسير قوله تعالى : " وما ربك بظلام للعبيد " ، مع االحكمة في التعبير عن الفعل بصيغة المبالغة " ظلام " دون مجرد الصفة " ظالم " ، مع ذكر المرجع لزيد الفائدة . ولكم جزيل الشكر .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-19-2003, 08:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السؤال : ما سألت عنه أجاب عنه العلماء رحمهم الله ، ومن أجمع ما قرأته حول ما أوردته ما ذكره الزركشي في برهانه بقوله :
( ومن المشكل قوله تعالى (وما ربك بظلام للعبيد) وتقريره : أنه لايلزم من نفي الظلم بصيغة المبالغة نفي أصل الظلم ، والواقع نفيه قال الله تعالى : ( إن الله لايظلم الناس شيئاً) (إن الله لايظلم مثقال ذره) وقد اجيب عنه باثني عشر جوابا
أحدما :أن ظلاما وإن كان يراد به الكثرة لكنه جاء في مقابله العبيد وهو جمع كثرة ، إذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا ، ويرشح هذا الجواب أنه سبحانه وتعالى قال في موضع آخر ( علام الغيوب ) فقابل صيغة فعال بالجمع ،وقال في موضع آخر (عالم الغيب) فقابل صيغة فاعل الدالة على أصل الفعل بالواحد ، وهذا قريب من الجواب عن قوله تعالى :( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا الله ولا الملائكة المقربون) حيث احتج به المعتزله على تفضيل الملائكة على الانبياء ،وجوابه أنه قابل عيسى بمفرده بمجموع الملائكة وليس النزاع في تفضيل الجمع على الواحد .
الثاني :أنه نفي الظلم الكثير فينتفي القليل ضرورة لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة ظلمه في حق من يجوز عليه النفع كان الظلم القليل في المنفعة أكثر .(1/2658)
الثالث : أنه على النسب واختاره ابن مالك ، وحكاه في شرح الكافية عن المحققين أي ذا ظلم كقوله : « وليس بنبال» أي بذي نبل ، أي لاينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار .
الرابع : أن فعالا قد جاء غير مراد به الكثرة كقوله طرفه :
ولست بحلال التلاع مخافة = ولكن متى يسترفد القوم أرفد
لايريد أنه يحل التلاع قليلا لآن ذلك يدفعه قوله يسترفد القوم ارفد هذا بدل على نفي الحال في كل حال لان تمام المدح لايصل بإيراد الكثرة .
الخامس : أن أقل القليل لو ورد منه سبحانه وقد جل عنه لكان كثيرا لاستغنائه عنه كما يقال زله العالم كبيرة ذكره الحريري في الدرة قال وإليه أشار المخزومي في قوله: كفوفه الظفر تخفى من حقارتها = ومثلها في سواد العين مشهور
السادس : أن نفي المجموع يصدق بنفي واحد ويصدق بنفي كل واحد ويعين الثاني في الآية للدليل الخارجي وهو قوله إن الله لايظلم مثقال ذرة .
السابع : أنه اراد ليس بظالم ليس بظالم ليس بظالم فجعل في مقابله ذلك وما ربك بظلام .
الثامن : أنه جواب لمن قال ظلام والتكرار إذا ورد جوابا لكلام خاص لم يكن له مفهوم كما إذا خرج مخرج الغالب .
التاسع : أنه قال بظلام لآنه قد يظن أن من يعذب غيره عذاب شديدا ظلام قبل الفحص عن جرم الذنب .
العاشر : أنه لما كان صفات الله تعالى صيغة المبالغة فيها وغير المبالغة سواء في الإثبات جرى النفي على ذلك ..
الحادي عشر: أنه قصد التعريض بأن ثمة ظلاما للعبيد من ولاة الجور .) انتهى من البرهان 3/85-88 بتحقيق المرعشلي وجماعة .
---
طالب العلم
06-21-2003, 01:39 PM
الأخ أبومجاهدالعبيدي حفظه الله :
أشكر لك أخي الكريم ما تفضلت به من الإفادة حول هذا الموضوع ولك مني خالص الشكر والدعاء
---
(1/2659)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يدٌ واحدة ... أمةٌ واحدة!
---
يدٌ واحدة ... أمةٌ واحدة!
---
hedaya
05-31-2005, 09:39 AM
يدٌ واحدة ... أمةٌ واحدة!
بسم الله الرحمن الرحيم القائل: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} آل عمران، والحمد لله رب العالمين القائل: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} الفتح، والصلاة والسلام على خير الأنام القائل: (إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) وشبَّك بين أصابعه كما روى البخاري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأمة بين زمنين:
تمر أمتنا الإسلامية على مدار الأيام بفترات قوةٍ وعزة وأوقات ضعفٍ وذلة، فنجد الجيل الذي نشأ في الفترات الأولى الجميلة يعيش والخير منتشر والبلاد آمنة والأعراض مصانة ولله الحمد، أما الجيل الذي ينشأ في الأوقات الثانية الكالحة فيرى الشر مستشرٍ حوله والبلاد مستباحة والأعراض منتهكة ولاحول ولا قوة إلا بالله!
ويترعرع الجيل الأول بدون أن يجد ضرورة في بذل الجهد أو الانطلاق للجهاد، كما أنه لا يعرف معاني التضحية والثبات إلا من كتب التاريخ ودروس الماضي! بينما يشب الجيل الثاني على معاني الكفاح والفداء والتعب من أجل رفع الظلم وطرد المحتل وصيانة الأعراض والأموال والدماء.
المصلحون ينتفضون:
ولا شك في أننا نعيش الصنف الثاني من الأوقات، تلك التي نأتي بها والدنيا مدبرةً عنا والأمن راحل عن ديارنا، مما جعل الدعاة والمجاهدين والمصلحين في أمتنا ينتفضون من أجل هدفٍٍٍٍٍٍ واحد ولمواجهة خطرٍ واحد، ولكن من الطبيعي جداً أن تتنوع أساليبهم ووسائلهم وحركاتهم الإصلاحية داخل مجتمعاتنا لاختلاف الرؤى بين الأفراد دون أن يحيدهم ذلك عن هدفهم المشترك وحماية أمتهم الواحدة.(1/2660)
الحزبية العمياء والتعصب!
من المؤكد أن قادة هذه الحركات والاتجاهات على دراية تامة بما يريدون وما يبتغون، ولكن مع زيادة الأعداد ودخول شباب متحمس لتلك التنظيمات والجماعات نجد أن البعض تأخذهم نعرة حزبية ويجرفهم تعصب أعمى وتشدد مقيت، وشيئًا فشيئًا يبدؤون بتسفيه رأي هذا وتكفير ذلك وتفسيق ثالث!
فيبدأ الناس بالنظر لتلك الحركات الإصلاحية على أنها أحزاب متنافسة على الدنيا أو طوائف متناحرة على السلطة والكراسي، مما يجعل الكثير من المخلصين يبتعدون ويؤثرون السلامة في دينهم بعيدًا عن تلك التنظيمات والجماعات.
هل الفردية هي الحل؟
لكن هل الصد عن كل تلك الجماعات هو الحل؟ أم أن الحل كما يراه البعض في أن تحل تلك التنظيمات أنفسها! ليصبح الجميع أفراد متحابين بدون تقسيم مهام أو توزيع مناصب أو رفع واجهات سوى الإسلام وكفى.
العمل الجماعي ضرورة:
إن العالم كله الآن هو عالم مؤسسات وعمل جماعي، وأي فكرة على وجه الأرض تريد الانتصار والانتشار في الكون فإنها لن تتمكن من ذلك إلا بشكل مؤسسي محكم، وأعداء أمتنا الإسلامية من الصهيونية أو الحضارة الغربية لم يسيطروا علينا ويسبقونا في المجالات المختلفة إلا عن طريق مؤسسات ضخمة تعمل ليل نهار، وبشكل تنظيمي دقيق وهدف واضح (خبيث) وضعوه نصب أعينهم وعزموا على تحقيقه، ومخططات مرسومة لأهداف مرحلية على المدى القريب والمدى البعيد مع سرية تامة لعملهم الدؤوب .
فكيف يريد البعض أن يقنعنا بأنه يمكننا الدفاع عن أنفسنا بشكل فردي فقط! كيف يقابل تنظيم محكم بأمة مبعثرة؟ كيف تصد مخطط موحد بآراء متناثرة هنا وهناك! كيف تتصدى بقوه لهجمة شرسة مفاجئة وأنت لا تقدر على جمع الناس تحت راية واحدة بشكل سريع؟ بل كيف ستستمر عبر الزمن وأنت شخص واحد ستنتهي فكرتك بموتك!
حل مشكلة التعصب:(1/2661)
ليس العيب في كون وجود هذه الجماعات وتلك الحركات حتى نلغيها! إنما يكون الحل في دعوة هذه الحركات والجماعات للرجوع لأفكارها النقية ومناهجها الصافية وغايتها المنشودة، ليكون الإسلام قبل الجماعة والإيمان قبل التنظيم.
فمن المستحيل أن تجمع كل الأفكار في حركة واحدة أو تنظيم واحد، لتنوع الأفكار واختلاف الوسائل وهذا من طبيعة البشر، وإنما المتاح أمانا هو أن نجمع بين تلك الحركات برابطة الحب في الله والعمل لنصرة هذه الأمة، وأن نؤمن جميعًا بأنه إذا حدث اختلاف فهو لن يفسد للود قضية، طالما أنه لم يخالف الثوابت والأصول المجمع عليها، حينئذٍ ستكون الحركات الإصلاحية نقطة مضيئة وعلامة نجاح باهرة في أمتنا الإسلامية: تصلح ولا تفسد ... تبني ولا تهدم، وتتعاون مع بعضها لتعيد للأمة مجدها وتصون كرامتها، مصداقًا لقاعدة الداعية محمد رشيد رضا – رحمه الله: (نتعاون فيما نتفق عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما نختلف فيه)، يحدونا قول الشاعر:
إن أولى الورى بتوحيد شملٍ ،،، أمةٌ كان دينها التوحيد
وفي الختام ننادي:
يا من أخلصتم عملكم لله جل وعلا، ويا من تخافون على أوطانكم من كيد العدا، ويا من نذرتم أنفسكم وأموالكم وأوقاتكم لربكم سبحانه وتعالى، فلنعمل جميعاً على توحيد الشمل وتصفية النفوس وتركيز الجهود نحو العدو المشترك، ونعلنها جميعاً أننا: يدٌ واحدة ... أمةٌ واحدة.
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا اجمعنا في الدنيا إخوانَا مسلمين، وفي الجنة على سرر متقابلين ... اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين.
---
(1/2662)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تناسب لطيف بين سورتي الكوثر والماعون
---
تناسب لطيف بين سورتي الكوثر والماعون
---
جمال حسني الشرباتي
02-20-2005, 03:53 AM
السلام عليكم
لنكتب السورتين أمامكم
سورة الماعون
(0أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ)
سورة الكوثر
((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)وهما متلاحقتان في المصحف--والراجح أن ترتيب السور توقيفي من الله عز وجل
وردت صفات للمكذبين في الدين في سورة الماعون وفي الكوثر أمور تعاكسها
# في سورة الماعون صفة البخل(وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ )(وَيَمْنَعُونَ المَاعُونَ) أي العطاء وقال أبو عبيدة: الماعون في الجاهلية العطاء والمنفعة
وفي سورة الكوثر صفة العطاء (وَانْحَرْ ) والمراد التصدق بلحوم الأضاحي
# في سورة الماعون صفة ترك الصلاة (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) وفي سورة الكوثر الأمر بالصلاة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ )
# في سورة الماعون صفة الرياء (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ)) وفي سورة الكوثر عكسها في كون الصلاة خالصة لله (لِرَبِّكَ)
وهناك تناسب لطيف ذكره البقاعي في تفسيره بين نهاية سورة الماعون وبداية سورة الكوثر كعادته في إجراء تناسب بين السور فقال(1/2663)
(0وكانت الدين قد ختمت بأبخل البخلاء وأدنى الخلائق: المنع تنفيراً من البخل ومما جره من التكذيب، فابتدئت الكوثر بأجود الجود. العطاء لأشرف الخلائق ترغيباً فيه وندباً إليه، فكان كأنه قيل: أنت يا خير الخلق غير متلبس بشيء مما نهت عنه تلك المختتمة بمنع الماعون
---
الازهري المصري
02-20-2005, 03:11 PM
ربط رائع
بارك الله فيك أخي الكريم
---
(1/2664)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لأقوياء الملاحظة في النحو
---
لأقوياء الملاحظة في النحو
---
أبو علي
09-10-2003, 11:07 AM
كثيرا ما نسمع المشككين في بلاغة القرآن يتهمون القرآن بالأخطاء النحوية وغيرها ، ولقد جاؤوا عند قوله تعالى في سورة المائدة :
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخروعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وقفوا عند كلمة ( الصابؤون) واعتبروها خطئا نحويا، إذ يجب أن تقرأ وتكتب ( الصابئين) لأنها منصوبة بحرف ( إن) لأنها اسمها.
المفسرون لم يعطوا تفسيرا يزيل ذلك الإلتباس، لكننا يمكننا الوصول إلى معرفة سبب ذلك إذا دققنا الملاحظة.
عودوا إلى الآية 69 من سورة المائدة وتدبروها جيدا ستجدون إذا كنتم أقوياء الملاحظة أن الصحيح هو أن تقرأ وتكتب ( الصابئون)
والخطأ أن تقرأ وتكتب ( الصابئين).
بانتظار ملاحظاتكم.
---
خالد الشبل
09-10-2003, 03:27 PM
الأستاذ أبا علي
ستجد تحريج هذا تحت:(1/2665)
جمع أبو بكر الصدّيق - رضي الله عنه - القرآن مشتملاً على سبعة الأحرف التي أذن الله بها للأمة في التلاوة بها ، ثم كان لكثير من الصحابة مصاحف وكذلك التابعين ، وفيها ماصح سنده وثبتت تلاوته ووافق العربية ، ولكن اختلف بعضها عن بعض ، حتى كان المعلم يعلم تلاوة الرجل ، والمعلم يعلم تلاوة الرجل ، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون ويختلف القراء من اهل العراق والشام ، وهذا الاختلاف أغضب حذيفة ، رضي الله عنه ، حتى احمرّت عيناه ، ففزع إلى عثمان ، رضي الله عنه ، فشرح الله صدره لجمع القرآن ، فجمع الأمة على حرف واحد ورسم واحد ، ما عدا اختلافات أحصاها المشتغلون بالدراسات القرآنية ، وكا خاليًا من النقط والشكل ، ثم بعث بالمصاحف إلى الأمصار ، وأمر أهل كل مصر أن يقيموا مصاحفهم على المصحف المبعوث إليهم ، فأصبحت قراءة كل مصر تابعةً لرسم مصحفهم . وقد منع عثمان - رضي الله عنه - القراءات بما خالف خطها ، وساعد على ذلك زهاء اثني عشر من الصحابة والتابعين ، واتبعه على ذلك جماعة من المسلمين بعده ، وصارت القراءة عند جميع العلماء بما يخالفه بدعة وخطأ ، وإن صحت ورُويت ، كما في ( الإبانة )لمكي.(1/2666)
وليس لنا إلى إنكار شيء من القرآن من سبيل ، بعد هذا الرسم الذي أجمعت عليه الأمة ، وأصبحت القراءة بما يخالف الرسم ، وإن وافق العربية وصح سنده ، كالذي جاء في مصاحف الصحابة والتابعين ، شاذةً ، لكونها شذت عن رسم المصحف الإمام المجمع عليه ، فلا تجوز القراءة بها ، لا في الصلاة ولا في غيرها. وذكر القرطبي 17/208 أن عليًا - رضي الله نه - قرأ : ( وطلع منضود ) بالعين ، وقرأ : ( ونخل طلعها هضيم ) وهو خلاف المصحف ، وقرئ بين يديه ( وطلح منضود ) فقال : وما شأن الطلح؟ إنما هو ( وطلع منضود ) ، ثم قال : لها طلع نضيد ، فقيل له : أفلا نحولها ؟ فقال : لا ينبغي أن يُهاج القرآن ولا يُحوّل. فاختار هذه القراءة ، ولم يرَ إثباتها في المصحف ، لمخالفة ما رسمه مجمع عليه ، وقدذكر بعض المستشرقين ( جولدتسيهر)في ( مذاهب التفسير الإسلامي ) أن سبب اختلاف القراءات هو أن الخط العربي الذي كتب به المصحف كان خاليًا من النقط والشكل ، وهذا ما أدى إلى الاختلافات النحوية والمعنوية.ورأيه هذا يهدم النقل عن الأئمة القراء ، وينكر صلة هذه القراءات بالسند عن رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
في تأويل مشكل القرآن ص50 لابن قتيبة ، رحمه الله : باب ما ادُّعي على القرآن من اللحن
ذكر فيه حديث عائشة وحديث عثمان ، رضي الله عنهما ، في اللحن في القرآن والخبران فيهما إرسال ، ففي خبر عثمان عن قتادة عن عثمان ، ولا يُعرف من بينهما ، وفي خبر عائشة لا يُعرف حال مَن دون هشام بن عروة من الرواة ، وقد شكك الباقلاني في ( الانتصار ) 2/533 في الخبرين ، على أن هشام بن عروة ثقة فقيه ربما دلّس .(1/2667)
وقال الزمخشري في ( الكشاف ) 1/582 : " ولا يُلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنًا في خط المصحف ، وبما التفت إليه مَن لم ينظر في الكتاب ، ولم يعرف مذاهب العرب ، وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان ، وغُبّي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام وذب المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدَّها من بعدهم ، وخرْقًا يَرْفُوه من يلحق بهم ".
والمفسرون - رحمهم الله - لم يغفلوا تخريج هذه الآية ، ولا غيرها ، وقد ذكر السمين في ( الدرّ ) 4/353-362 تسعة أوجه لتخريج الرفع في آية المائدة ، أرى أن أوجهها رأيان : الأول : قول جمهور البصريين سيبويه والخليل وأتباعهما أنه مرفوع بالابتداء ، والنية به التأخير ، والخبر محذوف لدلالة خبر الأول عليه . قال سيبويه :" وأما قوله ، عزّ وجلّ ( والصابئون ) فعلى التقديم والتأخير ، كأنه ابتدأ على قوله ( والصابئون ) بعدما مضى الخبر " والتقدير : إن الذين آمنوا والذين هادوا .... مَن آمن .. والصابئون كذلك ، كما تقول : إن زيدًا وعمرٌو قائم . قال ضابئ البرجمي :
فمن يكُ أمسى بالمدينة رحله *** فإني وقيارٌ بها لغريبُ
والثاني : أنه معطوف على محل اسم ( إن ) لأنه قبل دخولها مرفوع بالابتداء ، فلما دخلت عليه لم تغير معناه ، بل أكدته ، و ( إن ) تخالف أخواتها في أنها لا تغيّر معنى مدخولها ،بل(1/2668)
تؤكده فقط ، أما غيرها فتنقل الخبر إلى غير الخبر ، فـ ( كأنّ ) تنقله إلى التشبيه ، و ( ليت ) إلى التمني ... وهكذا ، وأنت إذا قلت : زيدٌ قائمٌ صلح في جوابه صدق وكذبَ ، وإذا قلت : ليت زيدًا قائم ، لم يُقل فيه صدقَ ولا كذب ، ومثلها : لعل ، وكأنّ . أما ( إن ) فإنها تؤكد المعنى لا غير ، فلا فرق بين قولك : إن زيدًا قائم ، وقولك : لزيد قائم ، إلا تأثير اللفظ ، ولا حظ له في المعنى. وهذا نص عليه ابن أبي الربيع في ( البسيط ) في باب ( إن ) ، وذكره ابن قتيبة في ( تأويله ) .
ويجدر بالذكر أن أُبيًّا وعثمان بن عفان وعائشة - رضي الله عنهم - والجحدري وسعيد بن جبير - رحمهما الله - وجماعة كانت قراءتهم : والصابئين.
---
أبو علي
09-11-2003, 11:31 AM
أخي الأستاذ خالد الشبل
شكرا لمداخلتك وبيان ما قيل في إعراب ( الصابؤون).
في الحقيقة أن هذه المسألة الإعرابية ومسائل أخرى في القرآن طرحها النصارى العرب في موقع لهم نقلها أحد الإخوة إلى منتدى إسلامي.
وبالرجوع إلى التفاسير لاحظت أن المفسيرين لاحظوا فقط الإعراب في ( الصابؤون) ولم ينتبهوا إلى ما هو أهم من ذلك ألا وهو التوكيد بحرف ( إن).
والتوكيد لا يكون إلا لمن يستحق التوكيد، فإذا كنت تخاطب إثنين أو ثلاثة من أصدقاءك وتريد أن تخبرهم بشيء يخصهم فهؤلاء فقط هم الذين يحتاجون أن ( تأكد) لهم الخبر أما من لم يكن حاضرا فلا يحتاج خبره لتوكيد .
إذن فالمخاطب هو الذي يحتاج للتوكيد، وبالرجوع إلى ما قبل الآية 69 من سورة المائدة نجد ما قبلها من آيات تخاطب الذين آمنوا وتخاطب أهل الكتاب وتتكلم عن الذين آمنوا وعن أهل الكتاب،
فكم مرة وردت (يا أيها الذين آمنوا) وكلام كثير عن اليهود والنصارى إلى أن قال تعالى في الآية 68 ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل).(1/2669)
إذن فالكلام والخطاب قبل الآية 69 موجه فقط للذين آمنوا ولأهل الكتاب = الذين هادوا والنصارى ، فهؤلاء فقط هم الذين يحتاجون للتوكيد ،
أما الصابئون فلم يكن الكلام عنهم ولا الخطاب كان موجها إليهم، فهؤلاء (الصابئون) لا يحتاجون للتوكيد بإن ، إذن فمن الصواب أن يأكد ل( الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى) ومن الصواب أن ترفع ( الصابئون) بالواو لأنها لا يشملها التوكيد بحرف التوكيد والنصب ( إن).
---
أخوكم
09-14-2003, 06:56 AM
الأخ " أبو علي " حفظه الله من كل سوء
كيف تكون كلمة " الصابؤون " مرفوعة ؟
هل من الممكن أن تغير مواضع الكلمة في الجملة حتى تُفهم أكثر ؟
وهل هناك ما يشهد لصحة كلامك من القرآن أو كلام العرب ؟
---
أبو علي
09-15-2003, 10:22 AM
حفظك الله وسلمك من كل مكروه.
من هم الصابئون؟
سبق ذكر هؤلاء في سورة البقرة في آية مشابهة لآية سورة المائدة وتكاد تكون كأنها نفس الآية مكررة إلا أن في آية سورة البقرة جاءت كلمة ( الصابئين) منصوبة بياء جمع المذكر السالم لأنها منصوبة بحرف التوكيد والنصب ( إن) ، وجاءت ) معطوفة على كلمة ( النصارى ، بينما في آية سورة المائدة جاءت كلمة ( الصابئون ) مرفوعة بالواو وعطفت عليها ( النصارى).
لماذا تم توكيد كلمة (لصابئين) في سورة البقرة ب (إن) ولم تؤكد في المائدة؟
لأن سورة البقرة تعتبر ملخصا للقرآن ، والخطاب موجه لكل الناس في قوله تعالى : يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) ، وسورة البقرة بينت للناس القصة التي تهم كل الناس ألا وهي قصة خلق الإنسان واستخلافه في الأرض من بعد أن مر بتجربة إغواء الشيطان، إذن فهي سورة تبين الهدى لكل الناس
الذين يبحثون عن التقوى ( هدى للمتقين) فكان من الحكمة أن تتناول سورة البقرة كل سبل التقوى.
نعود إلى آية سورة البقرة لنعلم من هم الصابئون ،(1/2670)
قال تعالى : إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) الآية 62 البقرة.
لو كان الصابئون هم الذين كانوا يعبدون الكواكب والنجوم كما قال بعض المفسرين فكيف نقول في البوذيين من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحا؟ وماذا عن الهندوس والبراهمانيين والهنود الحمر وغيرهم من أمم الأرض؟ أليس هؤلاء ناس؟ ألا يكون جزاء كل إنسان آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا هو : أجره عند ربه ولا
خوف عليه ولا هو يحزن مهما كان هذا الإنسان!!
إذن فالناس قسمان :
منهم من ينتسبون إلى دين سماوي لهم كتب سماوية وهؤلاء هم:
الذين آمنوا ( أهل الكتاب ) :القرآن)
والذين هادوا والنصارى ( أهل الكتاب) : التوراة والإنجيل.
والقسم الثاني من الناس لا ينتسبون لأي دين سماوي ليسوا أهل كتاب، وهؤلاء هم المعبر عنهم بكلمة ( الصابئين) ، فالبوذيون والهندوس والوثنيون وكل شعوب العالم التي لا تنتسب إلى الإسلام ولا إلى اليهود ولا إلى النصارى تعتبر صابئة.
أكتفي بهذا وسأعود لأجيب عن سؤال أخي ( أخوكم) متى أصلحت
جهاز حاسوبي .أخي (أخوكم) .
---
أبو علي
09-19-2003, 09:15 AM
الأخ * أخوكم*
في كلام كل الناس وليس فقط في كلام العرب لا يخص الذكر والتوكيد إلا الأولى به . مثلا:
المعلم أو الأستاذ يتوجه إلى تلاميذه قبل الامتحان قائلا:
إن الطالب المجتهد الذي يذاكر دروسه هو الذي سينجح في الاختبار.
لا شك أن المعني بتوكيد الكلام هو الطالب المجتهد وليس الطالب الكسول، مع العلم أن الطالب الكسول إذا اجتهد وذاكر دروسه ينجح هو الآخر. فإذا أراد الأستاذ أن يتكلم عن التلميذ الكسول بعد ذلك فإنه يقول : والتلميذ الكسول إذا ذاكر دروسه جيدا ينجح,
مثل آخر:
رئيس الدولة أو الملك إذا أصدر أمرا بأنه سيعاقب كل من يخالف دستور البلاد، من هم الذين أولى بعدم مخالفة الدستور؟(1/2671)
لا شك أنهم الوزراء والمقربون والذين هم على رأس الدولة هم أولى بعدم مخالفة الدستور ، وهؤلاء هم أولى بالتوكيد.
لنعد إلى الآية : إن الذين آمنوا والذين هادوا) التوكيد هنا للذين أوتوا الكتاب( القرآن) وللذين أوتوا الكتاب( التوراة) ، هؤلاء وهؤلاء كتبهم تأمرهم بالإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات، وهو تذكير بإيمان الفطرة، والإنسان بفطرته السليمة حتى ولو كان ليس من أهل كتاب ( صابئ) إذا استعمل عقله استعمالا سليما فإنه يهتدي إلى أن هذا الكون له خالق وأن الموت ليس هو نهاية كل شيء بل لا بد أن بعده يوم آخر يحاسب فيه الإنسان على ما قدم في حياته الدنيا.
أما النصارى فإنهم خالفوا إيمان الفطرة وخالفوا التوراة التي هي كتابهم مثل ما هو كتاب اليهود والله في زعمهم هو المسيح. إذن فالإيمان بالله واليوم الآخر أقرب إلى الصابئ من النصراني لأن الصابئ مازالت فطرته سليمة إن هو استعملها أما النصراني فاعتقاده في المسيح ناقض به ما فطره الله عليه، ولذلك جاءت كلمة ( الصابؤون) قبل كلمة ( النصارى) في آية سورة المائدة.
نستخلص من آية سورة المائدة أن التوكيد (للذين آمنوا وللذين هادوا),
وأما (الصابؤون والنصارى) فهما معطوفان عطف جملة على جملة وليس عطفا في التوكيد، فكأن المعنى هو كالتالي:
إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، والصابئون
والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
لكن الآية تجنبت هذا التكرار وجاءت كما هي في سورة المائدة ،
وكلمة ( النصارى) لو جاءت معطوفة على ( الذين هادوا) قبل ( الصابؤون)
لما عرفنا إن هي شملها التوكيد ب ( إن) أم لم يشملها لأنها من الجمع الذي لا يتأثر بحركات الإعراب (الرفع والنصب والجر).
---
أخوكم
09-21-2003, 12:25 AM
جزاك الله كل خير أخي الكريم (أبو علي )(1/2672)
ما قصرت الله يعطيك العافية شرح وإيجاز ودليل
وأثني بالشكر للأخ الفاضل خالد الشبل الذي ما قصر
افدتمونا كثيرا بارك الله فيكما
---
ايمان يحيي
09-25-2003, 08:53 AM
جزاكم الله خيرا ... وأرجو أن تكثروا من موضوعات النحو فقد استفدت من هذا الموضوع كثيرا ... وبارك الله فيكم.
---
خالد الشبل
09-25-2003, 04:41 PM
الأخت الكريمة
لكِ أن تزوري منتديات الفصيح لعلوم اللغة العربية (http://www.alfaseeh.com/vb/index.php?s=)
---
ايمان يحيي
09-27-2003, 11:25 AM
جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك يوم القيامة
---
(1/2673)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شرح التبصرة والتذكرة للدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
---
شرح التبصرة والتذكرة للدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
04-13-2007, 11:59 AM
شرح التبصرة والتذكرة للدكتور ماهر الفحل كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
شرْح
التبْصرَة والتذكرَة
الدكتور
ماهر ياسين الفحل
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 1.11 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/04072/82f6879e0d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/04072/a858dd24c9.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/04072/1cbc56f397.jpg
روابط التنزيل
http://www.m5zn.com/Download-7.php?name=7e6562403c.rar
أو
التحميل من هنا (http://www.bof3d.com/up/get-4-2007-bof3d_comjyxd80x6.rar)
أو
http://al-7.no-ip.org/up/ar/Attabserah.rar
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2674)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية الولاية نزلت في على بن أبي طالب والرواية يقول عنها بن كثير وهذا إسناد لا يقدح به!
---
آية الولاية نزلت في على بن أبي طالب والرواية يقول عنها بن كثير وهذا إسناد لا يقدح به!
---
القندهاري
06-08-2006, 04:35 AM
الحمد لله .
أثناء تصفحي في موقع الإسلام الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله وأنا أقرأ في تفسير بن كثير وبالتحديد عند قوله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55(1/2675)
وبعد أن أورد بن كثير رحمه الله بعض الأسانيد التي تقول أن الآية نزلت في على بن أبي طالب رضي الله عنه وردها إلا أنه عند ذكره لهذه الرواية (( وروى ابن مردويه أيضا عن طريق محمد بن السائب الكلبي وهو متروك عن أبي صالح عن ابن عباس قال خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد وإذا مسكين يسأل فدخل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال أعطاك أحد شيئا ؟ قال نعم قال من ؟ قال ذلك الرجل القائم قال " على " أي حال أعطاك ؟ قال وهو راكع قال وذلك علي بن أبي طالب قال فكبر رسول الله عند ذلك وهو يقول من " يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " )) مع أنه قال عن محمد بن السائب أنه متروك إلا أنه قال بعدها كلمة عجيبة وهي قوله عن هذا السند (( وهذا إسناد لا يقدح به )) فتعجبت غاية العجب ورجعت الى مكتبتي وفتحت على تفسير بن كثير وهي طبعة مكتبة النور العلمية بيروت فوجدت نفس الكلمة فزاد تعجبي ثم فتحت نسخة ثانيه وهي طبعة دار طيبة فزال تعجبي فوجدت أن الكلمة مصحفه والصحيح هي كلمة (( وهذا إسناد لا يفرح به )) ومع أن بن كثير قال لا يفرح به ولكني فرحت رغما عني لزوال الإشكال عني ولله الحمد فأحببت أن أنفع إخواني وأنبه عليهم بارك الله فيكم .
---
أحمد الطعان
06-08-2006, 10:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أستغرب من حضرتكم يأخي هذا الكلام فما المشكلة أن يكون هذا الحديث مما يُفرح به ؟ وما المشكلة أن يكون الحديث مما لا يُقدح به ؟ ولماذا خترت تصحيح لا يُفرح ؟ هل لأنها توافق هوى في نفسك ؟
والحديث لو افترضنا أنه صحيح أين الإشكال هل هو في تمسك الروافض به ؟(1/2676)
الحديث غاية ما يثبته هو فضيلة جليلة من الفضائل الكثيرة الثابتة لسيدنا علي كرم الله وجهه وثبات المكرمات لعلي كرم الله وجهه لا يعني طعناً في غيره فكلهم - الصحابة الكبار- ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والفضل .
والولاية هنا لا أدري لماذا نحملها مباشرة على الخلافة ؟ .
---
ابن الشجري
06-08-2006, 11:15 PM
الأستاذ الكريم أحمد الطعان ......................سلمه الله
لطعنك فيما أورده القندهاري أشد غرابة من استغرابك لما أورده عندي .
ما أورده الرجل كان مورد إشكال عنده ، إذ كيف يضعف الحافظ ابن كثير رحمه الله رجلا ، ثم يحكم على سند هو فيه بالصحة ، وهو مشكل لولا أن الرجل سعى واجتهد في زوال هذا الإشكال بان تبين له أن الخطأ كان من الناسخ ، فهل يستحق سعيه إلا أن يقابل بشكران لاكفران .
وفي الحقيقة أن في كلامكم الموهم لعدم التفريق بين العبارتين إيهام للقارئ ، وعدم توضيح لمرادكم ، وإلا فلا أشك أن أحدا لايفرق بين الفرح والقدح ، واعتبار أحكام أهل الحديث والتنبه لألفاظهم .
ثم إنا سلمكم الله لم نكلف بالتقصي عن نوايا الآخرين ، وأرى أن هذه أول مشاركة للرجل ، فما الداعي لأن نزهده في المشاركة بالتشكيك في معتقده , أو أنه من أصحاب الهوى ، فالله أعلم بالنيات وهو المحيط بها منا ومنه .
وآخيرا : فعلي رضي الله عنه كسائر الصحابة نحبه ونتولاه ، ونعلم بأن الوضع في فضائله مشهور عند أهل الحديث ، بل هو أكثرهم موضوعا فيه وفي فضائله أحاديث لاتثبت عند حذاق هذا الفن ، فليس من داع لأن نخصه بلفظة لم تثبت ، بل نترضى عنه كما نترضى عن سائر الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وإلا كان حقيقا بأن نرمى بالهوى أو الميل عن أحد منهم و الذي نعوذ بالله منه .
---
عمار
06-09-2006, 02:47 AM
غفر الله لي ولكم.(1/2677)
أخي الكريم / القندهاري..إنّ قدومكم يفرح به ، فأهلا ومرحبا بك بين إخوانك في هذا الملتقى العلميّ المتميّز ، ونتمنّى لك إقامة طيّبة مباركة.
---
ابو الروب
06-09-2006, 05:55 PM
جزاك الله خيرا اخي قندهاري وحقا هذا ممايفرح به اذ انه يدل على تامل للكلام فكيف يقول في الرجل متروك ثم يؤيده ولكنك جزاك الله خيرا ازلت الغمه ويا اخي احمد كلامط مردود عليك اتتهم الرجل والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لم أأمر ان اشق عن صدور الناس ولوصح الحديث لفرحنا به ايضا والفرح اننا عرفنا الحق لا اننا ردننا الحديث ففرق بارك الله فيك وغفرلنا ولك
---
القندهاري
06-10-2006, 04:29 AM
فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الطعان بارك الله فيك يعلم الله أني لم أقصد أن أتبع هواي ولكن لو تأملت كلام الشيخ وهو يقول عن رجل في السند انه متروك ثم يقول بعد ذلك وهذا إسناد لا يقدح به قد يشكل عليك لأنه كلامه قد يفهم منه أنه يصحح السند مع أنه فيه رجل قال عنه متروك ولتعلم أن في تصحيح هذا السند أشكال فأنت تقول أنه أفرض لو أنه صحيح فهل تجيز أعطاء الصدق في حال الركوع ؟ وتصبح فضيلة لكل من أراد الصدقة يصلي ويعطيها في حال الركوع ويترك الخشوع الي أمرنا به في صلاتنا شيخنا المبارك ليتك تتأمل المتن قبل أن تتهاون في تصحيحه هداك ربي لما يحب ويرضى .
أخي الكريم بن الشجري أحسنت الرد بارك الله فيك وأثابك .
أخي الكريم عمار وأبو الروب بارك الله فيكما ولعل الدكتور تعجل في كلامه وجل من لا يسهو .
---
عبدالله بن بلقاسم
06-21-2006, 09:40 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإثراء للحوار أنظروا غير مأمورين مناقشة شيخ الإسلام لهذا الحديث في كتاب منهاج السنة النبوية (7/5-31) حيث أبطل الحديث دراية ورواية من تسعة عشر وجها
في كلام نفيس يرتحل من أجله.
---
أحمد الطعان
06-21-2006, 10:22 PM
بارك الله فيكم جميعاً وأشكركم على التوضيح ...(1/2678)
وأعتذر إذا كانت العبارة قد خانتني ...
كنت أقصد أننا في حمأة سخطنا وكراهيتنا للروافض أخشى أن نسارع في رفض روايات تشهد لآل البيت ببعض الفضائل والمزايا ...كنوع من ردة الفعل ...
وقلت : حتى لو افترضنا صحة الحديث ..
لكن الآن زال الإشكال حين بينتم لي أنه في التعارض بين قول ابن كثير رحمه الله في كون أحد الرواة متروك وبين قوله : وهذا إسناد مما لا يقدح به ...
جزاكم الله خيراً جميعاً ...
---
أحمد القصير
06-22-2006, 04:54 PM
بارك الله فيك أخي القندهاري على هذه الفائدة وقد قمت بتصحيحها في نسختي طبعة دار المعرفة
---
ابن الشجري
06-23-2006, 09:25 PM
والشكر موصول لكم كذلك يادكتور أحمد ، وما منا إلا راد ومردود عليه ، ولا أحد يفضل برد أو تعقب وإلا لفضل أقوام بحق وباطل ، إنما الفضيلة كل الفضيلة هي في تتبع الحق والانتصار له ، وتقفي أثره حين التنبيه عليه .
فجزاك الله خيرا على هذا الدرس العملي لترك حظوظ النفس والتمسك بالصواب وإن كان من الغير ، وهذه نعمة يجب أن يشكر المرء مولاه ويسأله الثبات عليها ، فقد أصبحت شبه معدومة في زمننا هذا بعد أن كانت عزيزة في السابق .
وعلى كل حال فهذا دليل إن شاء الله على أن الجميع ينشد الحق ويطلبه ، كما أنه دليل على أن العلم زينة لصاحبه كما أنه رحم بين أهله .
---
ابو الروب
06-26-2006, 07:36 AM
مشاء الله يا دكتور احمد الطعان حقيقة اعطيتنا درس عملي رفيع المستوى كثر الله من أمثالك وجعلنا من متبعين الحق اينما كان
---
القندهاري
06-28-2006, 05:26 PM
عبد الله بن قاسم ، بن الشجري ، أحمد القصير ، ابو الروب : شكر الله لكم حسن مروركم وتعليقكم وبارك الله فيكم
شيخنا الكريم الدكتور أحمد الطعان وفقكم الله لكل خير نعم هذا ما قصدته والحمد لله أنه أتضح لكم ولله الحمد من قبل ومن بعد .
---
ناصر الماجد
06-30-2006, 10:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2679)
أثلج صدري حقيقة قراءة هذا الموضوع والتعليقات عليه وأخص بالشكر الشيخ الكريم د أحمد الطعان على سماحة خلقه وكريم تواضعه
والله الموفق
---
أحمد البريدي
06-30-2006, 10:58 PM
وللفائدة : في نسخة دار الأندلس - وهي من أحسن الطبعات من وجهة نظري في إثبات النص - العبارة التالية : (( وهذا إسناد لا يفرح به )) .
---
عبدالرحيم
07-01-2006, 07:55 PM
وفي أدق النسخ تحقيقاً عبارة : " وهذا إسناد لا يفرح به "
انظر
تحقيق:
مصطفى السيد أحمد ومحمد السيد رشاد ومحمد فضل العجماوي وعلي أحمد عبد الباقي و حسن عباس قطب.
مؤسسة قرطبة ، 2000م
5/ 266
وتجدون تلك الطبعة كاملة (15 مجلداً) في ملتقى أهل الحديث " وفقهم الله تعالى "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82372
أما خلق الدكتور الطعان فمَن تعامل معه لن يعجب أن يصدر عنه مثل ذاك..
وفقه الله وحفظه وأهله وأولاده.
ملاحظة: هذه دعوة للإخوة المشرفين لتثبيت موضوع حول " الأخطاء المطبعية في كتب التفسير " وتجميعها معا في موضوع واحد،،
أدام الله ظلكم.
---
ابن رشد
07-02-2006, 07:10 PM
أصل كلام الإمام ابن كثير المذكور آنفا يحتمل أن يكون : ( هذا إسناد لا يفرح به ) – بالفاء و الراء – و يحتمل أن يكون : ( هذا إسناد لا يقدح به ) – بالقاف و الدال – و قد وردت كلتا اللفظتان في بعض الطبعات ، و القول بترجيح الاحتمال الأول يضعفه كونه غير معهود في الحكم على الأسانيد من جهة علم مصطلح الحديث .
هذا من ناحية الصناعة الحديثية .
و القول بأن تلك الآية نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أحد القولين المعتبرين في تفسير الآية عند كثير من المفسرين .
---
د.حسن خطاف
07-06-2006, 12:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ القندهاري على تحقيقه ، فالأمر مشكل بين وجود رجل متروك في السند وبين مدح ابن كثير لهذا السند ، وابن كثير صاحب حديث ، والحمد لله على إزالة الإشكال.(1/2680)
كما أشكر الدكتور احمد الطعان على سماحة أخلاقه وعدم إصراره على ملامح العجلة التي ظهرت في كلامه ، فنعما هذه الأخلاق
---
ابن رشد
07-07-2006, 12:27 AM
و قد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره بعض الأحاديث رواية عن محمد بن السائب الكلبي -في تفسيره سورتي البقرة و آل عمران - من غير رد لرواياته ، و من ذلك قوله :
1 - ( روى أبو سعيد البقال عن عكرمة عن بن عباس أنها نزلت في سرية عبد الله بن جحش وقتل عمرو بن الحضرمي ، وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال نزل فيما كان من مصاب عمرو بن الحضرمي ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ) إلى آخر الآية ) .
2 – ( ذكر من قال هذه الاية منسوخة بالكلية :
قال سفيان الثوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما ( وإذا حضر القسمة ) قال منسوخة قال إسماعيل بن مسلم المكي عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس قال في هذه الآية ( وإذا حضر القسمة أولو القربى ) نسختها الآية التي بعدها ( يوصيكم الله في أولادكم ) . ) .
- و الإمام سفيان الثوري من الثقات ، و قد روى هنا عن الكلبي – في تلك الرواية التي أوردها الإمام ابن كثير نفسه - و هذا يفيد أن الكلبي غير متروك الحديث عند بعض الثقات .
و لعل ذلك ما قد يفسر قول ابن كثير المذكور في مشاركة الأخ ( القندهاري ) : " و هذا إسناد لا يقدح – بالقاف و الدال – به " . أي : لا يقدح برواية الكلبي ( ؟ )
و الله تعالى أعلم
---
ابن رشد
07-11-2006, 07:56 PM
و قد اختلف قول ابن كثير في الرواية عن محمد بن السائب الكلبي :
فقد ذكر أنه متروك ، و كذا ذكر أنه " لا يحتج بما انفرد به " : مما يعني الاعتبار بحديثه في المتابعات و الشواهد ، و هو ما أخذ به في تفسيره للآية المتقدم ذكرها ،
مما أخرجه ابن مردويه .(1/2681)
- و هذا أصل كلامه : (فهذا مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به، ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحًا أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر التي ذكرناها، وذلك يبلغ منه جملة كثيرة، وإن حسبت مع التكرر فأتم وأعظم والله أعلم ) .
- - قاله تعقبا لحديث مروي في تفسير الآية : { ألم . ذلك الكتاب لا ريب فيه } . [ البقرة : 1،2]
---
مجدي ابو عيشة
07-12-2006, 02:15 PM
و قد ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره بعض الأحاديث رواية عن محمد بن السائب الكلبي -في تفسيره سورتي البقرة و آل عمران - من غير رد لرواياته ، و من ذلك قوله :
1 - ( روى أبو سعيد البقال عن عكرمة عن بن عباس أنها نزلت في سرية عبد الله بن جحش وقتل عمرو بن الحضرمي ، وقال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال نزل فيما كان من مصاب عمرو بن الحضرمي ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ) إلى آخر الآية ) .
2 – ( ذكر من قال هذه الاية منسوخة بالكلية :
قال سفيان الثوري عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما ( وإذا حضر القسمة ) قال منسوخة قال إسماعيل بن مسلم المكي عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس قال في هذه الآية ( وإذا حضر القسمة أولو القربى ) نسختها الآية التي بعدها ( يوصيكم الله في أولادكم ) . ) .
- و الإمام سفيان الثوري من الثقات ، و قد روى هنا عن الكلبي – في تلك الرواية التي أوردها الإمام ابن كثير نفسه - و هذا يفيد أن الكلبي غير متروك الحديث عند بعض الثقات .
و لعل ذلك ما قد يفسر قول ابن كثير المذكور في مشاركة الأخ ( القندهاري ) : " و هذا إسناد لا يقدح – بالقاف و الدال – به " . أي : لا يقدح برواية الكلبي ( ؟ )
و الله تعالى أعلم(1/2682)
سامحك الله أخي ابن رشد . كيف يكون ذلك وابن كثير قال في مقدمته :والنظر الذي أشار إليه في إسناده هو من جهة محمد بن السائب الكلبي؛ فإنه متروك الحديث؛ لكن قد يكون إنما وهم في رفعه. ولعله من كلام ابن عباس، كما تقدم، والله أعلم بالصواب.ج1/15 الشاملة
وقال في اول تفسير سورة البقرة :
فهذا مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به، ثم كان مقتضى هذا المسلك إن كان صحيحًا أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر التي ذكرناها، وذلك يبلغ منه جملة كثيرة، وإن حسبت مع التكرر فأتم وأعظم والله أعلم.ج1/162 الشاملة
وقال :وروى ابن مَرْدُويه أيضًا عن طريق محمد بن السائب الكلبي -وهو متروك-عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، والناس يصلون، بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أعطاك أحد شيئًا؟" قال: نعم. قال: "من؟" قال: ذلك الرجل القائم. قال: "على أي حال أعطاكه؟" قال: وهو راكع، قال: "وذلك علي بن أبي طالب". قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، وهو يقول: { وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }ج3/138 الشاملة
وقال عنه "الكلبي: متروك بمرة ساقط"ج5/40
المرجع الموسوعة الالكترونية "المكتبة الشاملة 2"
هذا ما في تفسير ابن كثير . فهل يقال ما قيل يا أخي؟
---
ابن رشد
07-12-2006, 03:17 PM
و هل نقلت أنا - يا أخي مجدي - إلا ما نقلته أنت بنصه و حروفه عن ابن كثير ؟
و قد أوضحت المعنى الاصطلاحي لقوله هو في الكلبي : " لا يحتج بما انفرد به "
فهل هناك خطأ فيما أوردته من معنى من جهة علم مصطلح الحديث ؟
---
فاضل الشهري
07-12-2006, 06:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2683)
عند تصفحي لما كتبه الأخوان عزمت على تكملة الموضوع ثم الشروع في رد على ما رد به الدكتور الطعان ، وقد فرحت - علم الله - بعد تكملة القراءة بما وصل إليه البحث من توافق واتفاق بين الجميع ، وهذا دأب أهل القرآن ، ولو بقي كل على ما يظنه دون رجوع لما يتبين له من الحق لعظمت المصيبة واتسعت الهوة بين الباحثين ، وقد سعدت كثيراً بمشاركة الفضلاء في الموضوع وأفدت مما كتب وبين .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وجمعنا على مائدة القرآن والحمد لله رب العالمين.
---
أبو حمد المطيري
07-13-2006, 12:15 AM
قراءة هذه المقالات تشكل صورة جميلة من:
الجد في الطلب ,التواضع .الذب عن الإخوان,الرجوع الى الحق,الإستفادة من الأخطاء......
وعند المتأمل أكثر
---
مجدي ابو عيشة
07-13-2006, 10:30 AM
و هل نقلت أنا - يا أخي مجدي - إلا ما نقلته أنت بنصه و حروفه عن ابن كثير ؟
و قد أوضحت المعنى الاصطلاحي لقوله هو في الكلبي : " لا يحتج بما انفرد به "
فهل هناك خطأ فيما أوردته من معنى من جهة علم مصطلح الحديث ؟
نعم أخي كلامك صحيح وانما استعجلت بالرد قبل اكمال آخر مداخلة وانما توهمت ذلك من المداخلةالاسبق لما اقتبست .
اعتذر عن التسرع واعتذر عن التأخر في الرد حيث اني ارسلت الرد وانشغلت بعد ذلك ..
والامر الذي نسئل المشايخ وطلاب العلم .
لو فرضنا ان ابن كثير قال لا يقدح به . فهل نأخذ كلام ابن كثير انه رأيه ام نعتبرها سهوا منه على اعتبار ان ابن كثير صرح بحال احد رجال السند , ولم يكتف بذلك بل نقل كلام ابوعيسى الترمذي رحمه الله عن محمد بن السائب الكلبي .
السبب ان ابن كثير قال :(1/2684)
وروى ابن مَرْدُويه أيضًا عن طريق محمد بن السائب الكلبي -وهو متروك-عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، والناس يصلون، بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أعطاك أحد شيئًا؟" قال: نعم. قال: "من؟" قال: ذلك الرجل القائم. قال: "على أي حال أعطاكه؟" قال: وهو راكع، قال: "وذلك علي بن أبي طالب". قال: فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، وهو يقول: { وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }
وهذا إسناد لا يفرح به.
ثم رواه ابن مردويه، من حديث علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، نفسه، وعمار بن ياسر، وأبي رافع. وليس يصح شيء منها بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها. ثم روى بسنده، عن ميمون بن مِهْران، عن ابن عباس في قوله: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } نزلت في المؤمنين، وعلي بن أبي طالب أولهم.
والاشارة الى ترك محمد بن السائب الكلبي موجودة ايضا في النسخ التي فيها لا يقدح به(1/2685)
وَرَوَى اِبْن مَرْدُوَيْهِ أَيْضًا عَنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن السَّائِب الْكَلْبِيّ وَهُوَ مَتْرُوك عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ خَرَجَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَسْجِد وَالنَّاس يُصَلُّونَ بَيْن رَاكِع وَسَاجِد وَقَائِم وَقَاعِد وَإِذَا مِسْكِين يَسْأَل فَدَخَلَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ أَعْطَاك أَحَد شَيْئًا ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَنْ ؟ قَالَ ذَلِكَ الرَّجُل الْقَائِم قَالَ " عَلَى " أَيِّ حَالٍ أَعْطَاك ؟ قَالَ وَهُوَ رَاكِعٌ قَالَ وَذَلِكَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَالَ فَكَبَّرَ رَسُول اللَّه عِنْد ذَلِكَ وَهُوَ يَقُول مَنْ " يَتَوَلَّ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْب اللَّه هُمْ الْغَالِبُونَ " وَهَذَا إِسْنَاد لَا يُقْدَح بِهِ (http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=5&nAya=55&taf=KATHEER&tashkeel=0)
---
(1/2686)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل لمشايخنا الكرام أن يقيموا لنا تفسير القاسمي - رحمه الله -
---
هل لمشايخنا الكرام أن يقيموا لنا تفسير القاسمي - رحمه الله -
---
أبو صفوت
06-11-2003, 09:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام : أرجو أن تفيدونا وتعرفونا بتفسير القاسمي وما هي مميزاته وهل عليه من استدراكات أو ملاحظات. وما المنهج الذي سلكه صاحبه في تفسيره
---
أبومجاهدالعبيدي
06-11-2003, 11:43 AM
بسم الله
أخي صفوت ؛ سبق التعريف بهذا التفسير هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=36)
---
(1/2687)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بلاغة الإشارة بين النظرية والتطبيق
---
بلاغة الإشارة بين النظرية والتطبيق
---
د/ سعيد جمعة
10-14-2005, 03:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي وهب إبراهيم "علي الكبر" إسماعيل وإسحاق ، إن ربي لسميع الدعاء ,وأصلي وأسلم علي المبعوث بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره الكافرون .
أما بعد : فإن الأصل المعتمد في البيان عن المراد هو اللفظ , والبلاغة العربية ما قامت إلا علي الكلام ، وآلة ذلك اللسان ؛ ولذا كان كل نبي مبلغاً رسالة ربه – في المقام الأول – بلسانه ،
ليتم البيان ، ويكتمل الإفهام ؛ فلا يكون عذر لمعتذر ...
يقول الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) (إبراهيم:4)
[ فمدار الأمر على البيان والتبيين,وعلى الإفهام والتفهيم,وكلما كان اللسان أبين كان أحمد ](1)
ولما كان سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ذا عقدة في لسانه فصار لا يكاد يبين عن مراد الله – سبحانه – دعا ربه قائلاً : ( وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طه:28,27)
فكانت الإجابة من رب العالمين : ( قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) (طه:36) .
وإذا كان اللفظ المنطوق قد حاز هذا القدر من الأهمية في البيان , فمما لا شك فيه أن هناك وسائل بيانية أخرى يعمد إليه البلغاء ، ولها من القدر والأهمية ما يقارب قدر اللفظ، أو تساويه
وذلك كالبيان بالإشارة ، والبيان بالخط ، وبالعقد ، وبالحال .
والذي يقلب في البيان العربي كله , نثره وشعره ، يلحظ ذلك جيدا ً، وعلي رأس هذا البيان حديث النبي – صلي الله عليه وسلم –
حيث يلحظ حرص الرواة علي نقل ألفاظه وإشاراته وأحواله ..
تري الراوي مثلاً يقول :(1/2688)
قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم – كذا – وأشار بإصبعيه ، أو أشار إلي الأرض ، أو وأشار إلي جهة كذا...... إلخ .
وهذه النصوص التي حرص الرواة علي نقلها ليست من العبث , كما أنها ليست من النوافل في عالم البيان ، بل إن لها دوراً فاعلاً في الدلالة وبلاغتها قد لا يقل عن دور الكلمة ، لذلك نقلها الرواة كما هي .
ولأجل كل هذا :
يحاول هذا البحث الكشف عن بلاغة الإشارة في اللغة وبخاصة في بيان النبي – صلي الله عليه وسلم - .......
وهل يمكن الاكتفاء بها في البيان أو أنها تحتاج إلي وقوف اللفظ بجوارها ؟
وفي أي الأساليب تكثر ؟ وفي أي الأغراض تبرز ؟
وهل من الممكن اصطناع بلاغة للإشارة , خاصة بها ؟
هذا – وقد اختط البحث لنفسه منهجاً ذا شقين :
الأول : منهج نظري نقدي يقف عل الإشارة عند علماء البلاغة وكيفية تناولهم لها .
والآخر : منهج تحليلي موجز يصطفي من حديث – النبي صلي الله عليه وسلم – بعضاً منها
ليبين فيها قدرة الإشارة علي حمل المعاني البلاغية كالتشبيه والحذف والتعريف والطباق وغير ذلك .
ومن خلال المنهجين يحاول البحث الخلوص إلى هذه الدلالة – دلالة الإشارة – وأثرها في البلاغة العربية .
ولعلها تكون لبنة في بنيانها الشامخ .
أما خطة البحث :
فتبدأ بمقدمة تكشف عن موضوع البحث , ومنهجه ،وخطته .
ثم تمهيد أعرض فيه لمعني الإشارة في اللغة العربية ، ثم في القرآن الكريم .
من خلال عدة آيات قرآنية .
ثم فصلين ........ في الفصل الأول الإشارة في تراث العلماء وفيه مبحثان .
المبحث الأول : دلالة الإشارة عند الجاحظ – وفيها :
1- مصادر الدلالة عند الجاحظ .
2- توافق اللفظ والإِشارة .
3- موقف الجاحظ من هذه الدلالة .
4- الإشارة أبعد بلاغاً من الصوت .
5- هل الإشارة عيٌ ؟
أما المبحث الثاني في الفصل الأول فهو : الإشارة بعد الجاحظ وفيها :
1- الإشارة عند قدامة بن جعفر .
2- الإشارة عند ابن رشيق وأبي هلال.(1/2689)
3- الإشارة عند ابن حجة الحموي .
4- الإشارة عند ابن أبي الإصبع .
5- ثم وقفة علي ما سبق .
الفصل الثاني : بلاغة الإشارة في بيان النبي صلي الله عليه وسلم – في حديث مسلم وفيه :
1- التوكيد بالإشارة.
2- التعريف بالإشارة .
3- دلالة الإشارة علي المحذوف .
4- الاختصاص بالإشارة .
5- دلالة الإشارة علي التشبيه .
6- إخراج المعنوي في صورة المحسوس من خلال الإشارة .
7- الطباق بالإشارة .
ثم خاتمة – أوضح فيها بعضا مما كشف عنه البحث وبعضا من الوصايا , ثم الهوامش . والله الهادي إلي سواء الصراط .
التمهيد
مفهوم الإشارة في اللغة العربية:
أصل الإشارة من قولهم : شار العسل يشوره شورا وشيارا وشيارة ومشارا ومشارة : استخرجه من الوقبة واجتناه .
قال أبو عبيد : شرت العسل واشترته : اجتنته ، وأخذته من موضعه ( 2 ) .
وقالوا : شار الدابة يشورها شورا : إذا عرضها لتباع ( 3 ) .
والشارة عند العرب والشورة : الهيئة واللباس ( 4 ) .
ومنه الحديث " أن رجلا أتاه وعليه شارة حسنة " ( 5 ) .
واستنادا إلي استعمال العرب يلاحظ أن أصول مادة " شار " تدل علي عدة معان منها :
[ عرض الشيء , وإظهاره , والإيماء إليه ]
ولهذا قالوا : رجل حسن الشارة حلو الإشارة ,وفلان صير شير : حسن الصورة والشارة( 6)
ولما كان اللباس والهيئة عرَضَين يعرف الإنسان بهما.
قالوا : الشوار والشارة : اللباس والهيئة . قال زهير : من البسيط :
مقورة تتبارى لا شوار لها إلا القطوع علي الأكوار والورك ( 7 ) .
وتتطور مادة " شور " التي تحمل في ثناياها معني إبداء الشيء وإظهاره وعرضه , من دلالة ظاهرية سطحية ، تستند إلي هيئة الشيء إلي دلالة باطنه عميقة تعتمد علي ما في غور النفس ؛ فتعبر عنها ، وتحكي مضامينها عن طريق الإشارة .
جاء في حديث إسلام عمرو بن العاص : " فدخل أبو هريرة فتشايره الناس " أي : اشتهروه بأبصارهم , كأنه من الشارة وهي الهيئة " اللباس ( 8 ) .(1/2690)
وترتقي الإشارة من البصر إلي الإصبع التي تحكي بإشارتها , وتعبر بحركتها فأسموها :
" المشيرة " قالوا :. وأومأ إليه بالمشيرة أي : بالإصبع السبابة ( 9 ) .
-------
وتكتسب الإشارة آلية الكلام منذ عهود الإنسانية الأولي ، أو ربما كانت مصاحبة له , وبناء عليه يظهر مصطلح الإشارة الذي يدل علي الكلام , قالت العرب : أشار الرجل يشير إشارة إذا أومأ بيديه ( 10 ) .
والإيماءة تدل علي معني من أمر ونهي أو سواهما مما يقتضيه المقام .
وفي الحديث:" أنه – صلي الله عليه وسلم – كان يشير في الصلاة " أي: يوميء باليد والرأس ,
يعني : يأمر وينهي بالإشارة ( 11) .
-------
ثم تتطور دلالة الإشارة حيث تقترن بالكلام ، ويطلق علي الكلام إشارة , ولذلك سمّت العرب الخطبة( مشوارا ) ولقد جاء عنهم " إياك والخطب فإنها مشوار كثير العثار " (12) .
وتلتصق كثير من الدلالات بالأصابع فالعرب تقول : " ما فارقتك شبرا ولا فترا ولا عتبا ولا رتبا ولا بصما ، - والبصم ما بين الخنصر والبنصر , والعامة تستخدمه الآن في إقرار الأمي علي العقد .
أما العتب والرتب فما بين الوسط والسبابة .
والفتر ما بين السبابة والإبهام .
والشبر ما بين الإبهام والخنصر .
والفوت بين كل إصبعين طولا ( 13) .
وفي حديث النبي – صلي الله عليه وسلم – للرجل الذي كان يشير في الدعاء : أحّد أحّد .... أراد أن إشارته كلها مختلفة فما كان منها في ذكر التوحيد والتشهد فإنه كان يشير بالمسبحة وحدها , وما كان في غير ذلك كان يشير بكفة كلها ليكون بين الإشارتين فرق .
ومنه : إذا تحدث اتصل بها أي : وصل حديثه بإشارته تؤكده ) (14) .
وهذا الالتصاق بين الإشارة والمعاني له أصول قديمة يذكرها ابن جني فيقول في حديثة عن أصل اللغة وأن منها ما نشأ من المواضعة :(1/2691)
" فكأنهم جاءوا إلي واحد من بني آدم فأومئوا إليه ، وقالوا : إنسان , إنسان , إنسان ، فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد به هذا الضرب من المخلوق .
وإن أرادوا سمة عينة ، أو يده ، أشاروا إلي ذلك , فقالوا : يد ، عين ، رأس ..... " ( 15 )
وهذا يعني أن للإشارة صلة بالفطرة الإنسانية .
ولا يكاد الإنسان يستغني عنها ، لأنها إن لم تكن وسيلة بيان فهي معينة عليه ، ومنبهة إليه ، يقول شمس الحق العظيم أبادي [ دأب الوعاظ ، والقصاصون أنهم يحركون أيديهم يميناً وشمالاً ينبهون السامعين علي الاستماع ..... ] ( 16 ).
وقد لحظ شراح الحديث النبوي هذا الأمر فجعلوا له باباً خاصاً فتراهم يقولون مثلاً " باب الإشارة في الخطبة ... وباب الرجل يشير بيده ... وباب رفع اليدين علي المنبر ...الخ .
كل ذلك دليل ساطع علي مكانة الإشارة في البيان العربي .
-----------
الإشارة في بيان القرآن الكريم
لم يرد ذكر للفظ الإشارة في القرآن الكريم إلا في موضع واحد ،في سورة مريم .
وذلك قوله تعالي : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً) (مريم:29)
وكان الداعي إلي الإشارة هو التزام الأمر الصادر إليها من قبل ، وذلك قوله تعالي (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً) (مريم:26) .
وقد ظن أهلها أنها تستهزئ بهم .
يقول القرطبي : " التزمت مريم عليها السلام –ما أمرت به من ترك الكلام ، ولم يرد في هذه الآية أنها نطقت بـ (إني نذرت للرحمن صوما ) وإنما ورد أنها أشارت .
فيقوي بهذا القول من قال : إن أمرها بـ " قولي " إنما أريد به الإشارة ، ويروي أنها لما أشارت إلي الطفل قالوا : استخفافها بنا أشد علينا من زناها ، ثم قالوا لها علي جهة التقرير : ( كيف نكلم من كان في المهد صبيا ) " ( 17 ) .(1/2692)
ففهمهم الاستهزاء من إشارتها دليل علي أن للإشارة دلالات تفهم منها ، ولذلك يضيف القرطبي رحمه الله ويقول : " الإشارة بمنزلة الكلام ؛ وُتفهم ما يُفهم القول ، وكيف لا ، وقد أخبر الله تعالي عن مريم فقال : " فأشارت إليه " ؟ وفهم منها القوم مقصودها وغرضها ، فقالوا : " كيف نكلم ....إلخ "( 18) .
وقد ورد ذكر للإشارة في سورة آل عمران ,لكنها جاءت في صوره الرمز وذلك قوله تعالى
لزكريا عليه السلام : ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) (آل عمران:41)
فقوله " إلا رمزا " أي : " إلا إشارة بيد أو رأس أو غيرهما "( 19) .
وأصل الرمز الحركة . يقال : ارتمز إذا تحرك .
ومنه قيل للبحر : الراموز ثم اختلفوا في المراد بالرمز ههنا علي أقوال :
الأول : أنه عبارة عن الإشارة كيف كانت ؛ باليد , أو الرأس , أو الحاجب , أو العين , أو الشفة .
والثاني : أنه عبارة عن تحريك الشفتين باللفظ من غير نطق , وصوت .
قالوا : وحمل الرمز على هذا المعنى أولى ؛ لأن الإشارة بالشفتين يمكن وقوعها بحيث تكون حركات الشفتين وقت الرمز مطابقة لحركاتها عند النطق فيكون الاستدلال بتلك الحركات على المعاني الذهنية أسهل .
الثالث : وهو انه كان يمكنه أن يتكلم بالكلام , وأما رفع الصوت بالكلام فكان ممنوعاً منه .
فإن قيل : الرمز ليس من جنس الكلام , فكيف استثني منه ؟
قلنا : لما أدى ما هو مقصود من الكلام سمي كلاماً, ويجوز أيضاً أن يكون استثناءً منقطعاً , فاما إن حملنا الرمز على الكلام الخفي فإن الإشكال زائل ] ( 20)(1/2693)
وقد ذهب القرطبي – رحمه الله –على أن الإشارة تنزل منزلة الكلام حيث يقول : [ في هذه الآية دليل على أن الإشارة تنزل منزلة الكلام , وذلك موجود في كثير من نصوص السنة , وآكد الإشارات ما حكم به النبي – صلى الله عليه وسلم – في أمر السوداء حين قال لها : وأين الله ؟
فأشارت برأسها إلى السماء .
فقال : إعتقها ؛ فإنها مؤمنة .
فأجاز الإسلام بالإشارة الذي هو أصل الديانة , الذي يحرز الدم والمال , وتُستحق به الجنة , وينجى به من النار , وحكم بإيمانها كما يحكم بنطق من يقول ذلك , فيجب أن تكون الإشالاة عاملة في سائر الديانة , وهو قول عامة الفقهاء ] (21)
ولقد تحدث القرآم الكريم عن الإشارة , وذكرها بلفظ الوحي , وذلك كما جاء في قوله تعالى : ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11) .
يقول الزمخشري – رحمه الله – [ أوحى : أشار , ويشهد له : إلا رمزا ](22) .
[ ولا يجوز أن يكون المراد من قوله " أوحى إليهم " الكلام ؛ لأن الكلام كان ممتنعاً عليه , فكان المراد غير الكلام , وهو أن يعرّفهم ذلك إما بالإشارة , أو برمز مخصوص , أو بكتابة ؛ لأن كل ذلك يفهم منه المراد ....
واعلم أن الأشبه بالآية هو الإشارة لقوله تعالى: ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ) (آل عمران:41) . والرمز لا يكون كناية للكلام ]( 23) .
وعليه , فإن الإشارة في القرآن الكريم قد وردت تحت عدة أسماء :
الأول :لفظها الصريح , كما في : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً)
الثاني : الرمز , كما في قوله تعالى : ( قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً)(1/2694)
الثالث : الوحي , كما في قوله تعالى:( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن ْسَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11) .
وهذا الأخير هو ما نبه عليه قدامة بن جعفر في الكتاب المنسوب إليه – نقد النثر -, حيث عقد باباً بعنوان : باب من الوحي , وقال فيه : [ وأما الوحي فإنه الإبانة عما في النفس بغير المشافهة , على أي معنى وقعت : من إيماء , ورسالة , وإشارة , ومكاتبة .
ولذلك قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) .
وهو على وجوه كثيرة , فمنه الإشارة باليد , والغمز بالحاجب , والإيماض بالعين , كما قال الشاعر :
وتوحي إليك باللحاظ سلامها ***** مخافة واش حاضر ورقيب (24) .
فالوحي هنا هو الإشارة بالعين , وهذا يفتح الباب أمام الإشارة فلا يجعلها مقصورة على حركة اليد بل يندرج تحتها ألوان كثيرة من التعابير بأي جزء من أجزاء الجسد .
وهذا ينقلنا إلى البحث في تراث علمائنا عن هذه الدلالة , وكيف عبروا عنها , وهل لفظ [ الإشارة ] عندهم يحمل دلالة الحركة ؟ لنر .
الفصل الأول
الإشارة في تراث العلماء
---------------
المبحث الأول : دلالة الإشارة عند الجاحظ ت/ 255 هـ
يُعد الجاحظ أول من لفت الأنظار إلى هذا النوع من البيان , وحدّ حدوده , وفصل أنواعه , وقال فيه ما لم يُسبق إليه .(1/2695)
والعجيب في الأمر أن علماء البيان بعد الجاحظ أعرضوا عن هذه الدلالة , وانحرفوا بها عن طريقها الذي رسمه , والأعجب منه أن بعضهم عاب على المتكلم أن يستصحب مع اللفظ إشارة باليد , أو بغيرها , وظنوا أن في ذلك عجزاً وعياً عن البيان , وتقصيراً عن امتلاك اللفظ الحامل للمراد , مع أنه شيء مركوز في الفطرة , ولذلك يقول الجاحظ : [ زعمت الأوائل أن الإنسان إنما قيل له : العالم الصغير , سليل العالم الكبير ؛ لأنه يصور بيده كل صورة , ويحكي بفمه كل حكاية ] (25 ) .
فتصوير المعاني باليد فطرة فطر الله الناس عليها , عند إرادة التعبير عما في النفس , ولا يمكن أن تكون الفطرة عجزاً , بل هي عون للفظ , وموافقة له , بل لا بد من صحبتها حتى لا يلتبس الأمر عند المتلقي .
توافق اللفظ والإشارة :
يرى الجاحظ أن الإشارة منها الصواب , ومنها الخطأ , وأن ذلك مرجعه إلى توافق الإشارة مع اللفظ , أو تعارضها معه .
فإذا وافقت الإشارة اللفظ صارت صحيحة , وتم للمراد أركانه , وصار المعنى بليغاً , ووصل إلى القلب في صورة بهية .
أما إذا خالفت الإشارة اللفظ , فإن المعنى يكتنفه الغموض , ويلتبس على المتلقي المراد , ويأتيه المتكلم من الباب الخطأ , فيقع في اضطراب , ويظل المعنى مطموراً ؛ لأن صاحبه لم يحسن إخراجه , والإعراب عنه ؛ لما بين اللفظ والإشارة من تنافر , وذاك عيب أي عيب ؟!
والجاحظ يقول : [ إن المعاني مستورة خفية , وبعيدة وحشية , ومحجوبة مكنونة , وإنما تحيا تلك المعاني في ذكرهم لها , وإخبارهم عنها , واستعمالهم إياها .
وهذه الخصال هي التي تقربها من الفهم , وتجليها للعقل , وتجعل الخفي منها ظاهراً , والغائب شاهداً , والبعيد قريباً ....
وعلى قدر وضوح الدلالة , وصواب الإشارة – الحظ هذا – وحسن الاختصار , ودقة المدخل يكون إظهار المعنى .... ] ( 26 ) .(1/2696)
ولقد نقل الجاحظ – رحمه الله – عن [ اسحق بن حسان بن قومة أنه قال : لم يفسر البلاغة تفسير ابن المقفع أحد قط .
سئل : ما البلاغة ؟
قال : اسم جامع لمعانٍ تجري في وجوه كثيرة , فمنها ما يكون في السكوت , ومنها ما يكون في الاستماع , ومنها ما يكون في الإشارة , ومنها ما يكون في الحديث ] ( 27 ) .
وهذا نص صريح في أن البلاغة تكون في الإشارة كما هي في الكلام .
وهذا البحث لا ينكر أن الأصل في البيان هو اللفظ , ولكنه ينبه على الوسائل الأخرى , ومن أعلاها الإشارة , فهي وإن لم تكن تستقل - غالباً - بالدلالة , فهي عون للفظ في البيان , وإذا توارى اللفظ لسبب أو لآخر برزت هي لتنوب عنه ,لأنها رديفته ,وتالية له في تصوير المراد .
يقول الجاحظ : [ والإشارة واللفظ شريكان , ونعم العون هي له , ونعم الترجمان هي عنه , وما أكثر ما تنوب عن اللفظ , وما تُغني عن الخط .....ولولا الإشارة لم يتفاهم الناس معنى خاص الخاص , ولجهلوا هذا الباب ألبتة] ( 28).
أعضاء الإشارة :
يقول الجاحظ : [ فأما الإشارة فباليد , وبالرأس , وبالعين , وبالحاجب , والمنكب ..
وإذا تباعد الشخصان فبالثوب , وبالسيف ] ( 29) .
لكن التراث حمل لنا أمثلة كثيرة كانت العناية فيها بإشارة العين , ولعل السر في ذلك أن العين هي أسرع الأعضاء حركة , والأكثر دلالة , حتى نقل ابن حزم "رحمه الله " في كتابه ( طوق الحمامة ) ما تعارف عليه الناس في بيئة من إشارات العين , وعقد لذلك باباً اسمه :
باب الإشارة بالعين .
قال فيه : ثم يتلو التعريض بالقبول - إذا وقع القبول والموافقة - الإشارة بلحظ العين , وإنه ليقوم في هذا المعنى المقام المحمود , ويبلغ المبلغ العجيب , ويقطع به ويتواصل , ويوعد ويهدد, ويقبض ويبسط , ويؤمر وينهى , وتضرب به الوعود , وينبه على الرقيب , ويضحك ويحزن , ويسأل ويجاب , ويمنع ويعطى .(1/2697)
ولكل واحد من هذه المعاني ضرب من هيئة اللحظ, لا يوقف على تحديده إلا بالرؤية ..وأنا واصف ما تيسر من هذه المعاني :
فالإشارة بمؤخر العين الواحدة : نهي عن الأمر .
وتفتيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة نظرها : دليل على التوجع والأسف .
وكسر نظرها : آية الفرح .
والإشارة إلى إطباقها : دليل على التهديد .
وقلب الحدقة إلى جهة ما , ثم صرفها بسرعة : تنبيه على مشار إليه .
والإشارة الخلفية بمؤخر العين : سؤال .
وقلب الحدقة من وسط العين إلى المؤق بسرعة : شاهد المنع .
وترعيد الحدقتين من وسط العينين : نهي عام .
وسائر ذلك لايدرك إلا بالمشاهدة .
ثم يقول : والحواس الأربع أبواب إلى القلب ...والعين أبلغها ] ( 30)
ونيابة العين عن اللفظ أمر ثابت لاشك فيه , ولعل السبب في تواري اللفظ, وبروز الإشارة هو الخوف من النطق , أو عجز المبين عن الكلام , أو غير ذلك من الأسباب , وانظر مثلاً إلى قول الشاعر :
أشارت بطرف العين خيفة أهلها* إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً * وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
وقال آخر :
العين تبدي الذي في نفس صاحبها * وتعرف عيني ما به الوحي يرجع
وقال ثالث :
العين تبدي الذي في نفس صاحبها * من المحبة أو بغضاً إذا كانا
والعين تنطق والأفواه صامتة * حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
إن كل هذه الشواهد دامغة على أن هناك للحواس لغة معروفة بين الناس , ولذلك تسمع من يقول " لغة العيون , ولغة الأيدي , ولغة الحواجب , ولغة الشفاه .... إلخ
وهذه اللغات تعارف عليها الناس , وإن لم يكن لها قواعد , أو مفردات , ولكن يبقى الأهم وهو أنها لغة مفهومة .
الإشارة أبعد بلاغا ً من الصوت:
لا شك أن مدى الصوت - مهما كانت قوة صاحبه – مدى محدود , ولو أن رجلا وقف ليحدث آخر عن بعد لما فهم منه شيئاً, وهنا يبرز دور الإشارة ؛ لأنها تصل حيث لا يصل الصوت , وتحمل المراد حيث يعجز اللفظ عن حمله .(1/2698)
ولقد جاء في الأمثال العربية قولهم : " رفع عقيرته " وهو مثل يضرب لمن صاح صياحاً شديداً حتى أسمع القاصي والداني , وهذا المثل لا صوت فيه , لكن فيه الحركة .
ومورد هذا المثل : أن رجلاً قطعت رجله فبلغ به الألم مبلغة فرفعها على يديه , وأخذ يصيح حتى أسمع الجميع .
والعرب حين أرادت أن تعبر عن هذا الأمر تركت الصوت الذي صاح به الرجل ؛ لأنه مهما علا فلن يصل إلى تصوير شدة الألم الذي أحاط به , ولكنهم التقطوا هذه الحركة التي فعلها الرجل , وهي رفع القدم المقطوع , وجعلوها مضرباً للمثل في شدة رفع الصوت .
وحكمة العرب جعلتها تفطن إلى أن رفع العقيرة أبلغ في تصوير علو الصوت من غيره , فكان التعبير هنا بالإشارة بدلاً من اللفظ , ولذلك يقول الجاحظ :
[ ومبلغ الإشارة أبعد من مبلغ الصوت , فهذا أيضاً باب تتقدم فيه الإشارة الصوت , والصوت هو آلة اللفظ , وهو الجوهر الذي يقوم به , وبه يوجد التأليف , ولن تكون حركات اللسان لفظاً ولا كلاماً موزوناً, ولا منثوراً إلا بظهور الصوت , ولا تكون الحروف كلاماً إلا بالتقطيع والتأليف ]( 32) .
لكن مع هذا يقرر الجاحظ أن الإشارة من تمام اللفظ حيث يقول : [ وحسن الإشارة باليد والرأس من تمام حسن البيان باللسان مع الذي يكون مع الإشارة من الدل والشكل , والتفتل والتثني , واستدعاء الشهوة , وغير ذلك من الأمور ] (33)
ولعل ذلك كان سبباً في عدم وصف الإشارة بالبلاغة عند العلماء ؛ لأنها لا تستقل بالبيان لمن يستطيع الكلام , أو أن يكون في لغة غير لغة العرب [كما قيل للهندي : ما البلاغة ؟
قال : وضوح الدلالة , وانتهاز الفرصة , وحسن الإشارة ] ( 34) .
هل الإشارة عند الكلام عيّ :(1/2699)
يرى البعض أن الإشارة مع الكلام دليل العي , والعجز عن امتلاك اللفظ المعبر , وأن البليغ هو الذي يمتلك ناصية البيان , فإذا حرك يده , أو التفت بوجهه, أو غمز بعينه , أو نحو ذلك فإنما عجز عن اللفظ فاستدعى غيره ليفصح به عن مكنون صدره , وكان بعضهم يفاخر بأنه عند بيانه لا يحرك من جسده ساكناً , ولا يشغل سامعه بغير لفظه , ولذلك عدوا الإشارة عيباً وخروجاً عن دائرة البيان العالي .
أما البلاغة التامة عندهم فهي أنْ تحمّل اللفظ كل ما تريد , وأنت ساكن الجوارح ...[ قال أبو الأشعث : لقيت صحيفة هندية فإذا فيها : أول البلاغة اجتماع آلة البلاغة , وذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش , ساكن الجوارح , قليل اللحظ متخيراًً اللفظ ...
وكان أبو شمر إذا نازع لم يحرك يديه , ولا منكبيه , ولم يقلب عينيه , ولم يحرك رأسه حتى كأن كلامه إنما يخرج من صدع صخرة .
وكان يقضي على صاحب الإشارة بالافتقار إلى ذلك , وبالعجز عن بلوغ إرادته , وكان يقول : ليس من المنطق أن نستعين عليه بغيره ....حتى كلّمه إبراهيم بن سيار النظام عند أيوب بن جعفر , فاضطره بالحجة , وبالزيادة في المسألة حتى حرك يديه , وحل حبوته , وحبا إليه حتى أخذ بيديه ] ( 35 )
وهكذا دلل الجاحظ على خطأ من ظن أن الإشارة عيّ , وأنها عجز عن الكلام , كما بين بعد ذلك أن من أكابر البلغاء من كان يُشير عند بيانه .. قال ثمامة بن الأشرس : كان جعفر بن يحيى أنطق الناس , قد جمع الهدوء والتمهل , والجزالة والحلاوة , وإفهاماً يغنيه عن الإعادة , ولو كان في الأرض ناطق يستغني بمنطقه عن الإشارة لاستغنى جعفر عن الإشارة , كما استغنى عن الإعادة ]( 36)
ويقول الجاحظ أيضاً عن ثمامة بن الأشرس(1/2700)
[ وما علمت أنه كان في زمانه قروي , ولا بلدي كان بلغ من حسن الإفهام مع قلة الحروف ’ ولا من سهولة المخرج مع السلامة عن التكلف ما كان بلغه , وكان لفظه في وزن إشارته , ومعناه في طبقة لفظه , ولم يكن لفظه إلى سمعك بأسرع من معناه إلى قلبك ]( 37) .
ولعل كل هذا تبيان على أن الإشارة ليست عياً, ولا نقصاً في المبين , بل هي من أدواته التي لا يستغني عنها , وإذا كان هؤلاء الذين استشهد بهم الجاحظ قد أشاروا عند بيانهم , فحسبنا أ ن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " كثيراً ما أشار عند بيانه , وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا.ً
ومع أن الجاحظ قد فصل هذا التفصيل , وأعطى الإشارة حقها في عالم البيان , وجعلها إحدى وسائله , بل هي النائبة عن اللفظ , والكاشفة عن مقداره , والمؤكدة له , والمعربة عن المعاني الخاصة , أو خاصة الخاصة ...
أقول : على الرغم من هذا كله إلا أن اغلب من جاء بعده من علماء البيان وضعوا عنها هذا القدر , وجردوها من هذه المكانة , وأعادوها إلى اللفظ لتدور في فلكه , وصار مستقى دلالة الإشارة مأخوذاً من اللفظ , فتاهت الدلالة وانمحت معالمها , ولم نعد نفرق بينها وبين غيرها من الدلالات .
وأول من يلقانا على هذا الدرب صاحب أول أثر نقدي علمي مشهور : قدامة بن جعفر .
المبحث الثاني : الإشارة بعد الجاحظ :
أولاً : الإشارة عند قدامة بن جعفر ت 327 هـ :
لقد تحدث قدامه عن ائتلاف اللفظ والمعني ,وجعل من هذه الأنواع الإشارة ، ثم عرفها فقال :
[ الإشارة : أن يكون اللفظ القليل مشتملاً علي معاني كثيرة بإيماء إليها ، أو لمحة تدل عليها ,
كما قال بعضهم ، وقد وصف البلاغة فقال : [ هي لمحة دالة ] ( 38 ) وهذا التعريف يحوي ما يلي :
أولاً : أن مصدر الدلالة اللفظ وليس الإشارة - كما يري -.
ثانياً : أن دلالة هذا اللفظ القليل على المعنى دلالة اشتمال , أعني : أنها دلالة مفهومة, وليست منطوقة .(1/2701)
ثالثاً أن الإشارة تقوم بمساعدة اللفظ في تكوين الدلالة , لكنه عند استشهاده عمد إلى اللفظ ليأخذ منه دلالة الإشارة , وابتعد عن الحركة والإيحاء , ويقول مستشهداً على الإشارة :
فإن تهلك شنوءة أو تبدل فسيري إن في غسان خالا
لعزهم عززت وإن يذلوا فذلهم أنالك ما أنالا
ثم قال : [ فينبه هذا الشعر على أن ألفاظه مع قصرها قد أشير بها إلى معان طوال , فمن ذلك : " تهلك أو تبدل "... ومنه قوله : " إن في غسان خالا " ..... ومنه ما تحته معان كثيرة , وشرح , وهو قوله " أنالك ما أنالا " . ] (39)
وقدامة بهذا التعليق يبعد عن دور الإشارة الحقيقية في تكوين المعنى , بل إن الشعر الذي استشهد به لا إشارة فيه , ولا ما يدل عليها من قريب أو بعيد , اللهم إلا إذا عددنا الكناية والرمز من قبيل الإشارة .
وظل قدامة -رحمه الله -يتابع شواهده , وجميعها تدور في فلك الإيجاز , أو الكناية , أو التمثيل , ولعل الذي دفع به إلى هذا العدول أنه معني ببيان دروب المعاني الشعرية , من حيث مساواتها مع اللفظ أو زيادتها عليه .
فلقد جعل الإشارة نوعاً من أنواع ائتلاف اللفظ مع المعنى ,وهذا الائتلاف قد يكون اللفظ فيه مساويا , أو زائداً عليه , كما هو الحال في باب الإشارة , وهذا يعني أنها عنده قسيم للمساواة .
ًومع أنه عند التعريف جعل مصدر ومستقى هذه الزيادة من الإشارة والإيماء واللمحة الدالة , إلا أنه عند الشرح , والتفصيل أعرض عن هذه اللمحة , وذاك الإيماء , وحصر شواهده في اللفظ, مما أحدث بعده لبساً ففُهمت الإشارة مرة على أنها نتاج الحركة , ومرة أخرى على أنها نتاج اللفظ .
*******
دلالة الإشارة عند ابن رشيق : ت 456 هـ
عقد ابن رشيق القيرواني في كتابة العمدة بابا كبيرا للإشارة بدأ بإبراز جمال هذه الدلالة فقال :
[ والإشارة من غرائب الشعر وملحه، وبلاغة عجيبة، تدل علي بعد المرمي , وفرط المقدرة ،(1/2702)
وليس يأتي بها إلا الشاعر المبرز ، والحاذق الماهر ، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة ، واختصار وتلويح يعرف مجملا ، ومعناه بعيد من ظاهر لفظه فمن ذلك قول زهير
فإني لو لقيتك واتجهنا لكان لكل منكرة كفاء
فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه , وهذا عند قدامة أفضل بيت في الإشارة ] ( 40 ).
ولا يخفى عليك ما في هذا الكلام من إغراب وبعد عن دلالة الإشارة الحقيقية , حتى بيت الشعر الذي استشهد به .
وكأن دلالة الإشارة هي كل ما يحمله الكلام من معان , سواء جاء في صورة كناية , أو تشبيه , أو استعارة ....
وهذا بلا شك عجيب , لأن كل دلالة في علم البلاغة لها مصطلح متفق عليه , أما أن أجعل هذه الدلالات كلها دلالات إشارية فهذا بعيد .
والأصل : أن دلالة الإشارة تستقى من حركة اليد , أو العين , أو الرأس , أو سائر الجسد سواء صاحبت اللفظ , أم جاءت وحدها , وأنا هنا أتحث عن دلالة الإشارة في علم البلاغة , لأن هناك في علم أصول الفقه مفهوماً آخر لدلالة الإشارة .
وأعود إلى ابن رشيق حيث يقول عن البيت السابق : [ فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه ]
ثم حكم على هذا البيت بأنه أفضل بيت في الإشارة , مع أن ابن قدامة لم يعلق على هذا البيت بقليل , ولا بكثير .
وفي بيت آخر يقول الشاعر فيه :
جعلت يدي وشاحاً له وبعض الفوارس لا يعتنق
يقول ابن رشيق : [ وهذا النوع من الشعر هو الوحي عندهم ...] (41)
لقد جعل ابن رشيق كل ما يستعذبه من الشعر , وكل ما لطف , ودق في المعنى , جعله من باب الإشارة ؛ ولأجل هذا فتح الباب لكل ألوان البيان .
فهذه إشارة على معنى التشبيه , ويمثل لها بقول الشاعر :
جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط
وهذه إشارة على معنى الاستفهام ,ويمثل لها بقول الله تعالى( الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ)(القارعة ا:2)
وهذه إشارة على معنى التعريض كقوله تعالى: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان:49).,(1/2703)
وإشارة على معنى الكناية , وإشارة على معنى التمثيل , وإشارة على معنى الرمز , وأخرى على معنى اللحن .....إلخ
وغير ذلك كثير مما يعني أن دلالة الإشارة قد تاهت , وأصبح كل معنى مفهوم معنىً إشارياً!!
ثم يعود ابن رشيق لينتصر للدلالة الحقيقية للإشارة فيعرض رأي من يزعم أن الإشارة حشو , ويستدلون على ذلك بقول أبي نواس :
قال إبراهيم بالما ل كذا غرباً وشرقاً
فزعموا أن قوله [ كذا ] حشو, وعجز عن اللفظ الدال على الإشارة .
ثم ينتصر لأبي نواس , ولدلالة الإشارة , فيقول : [ ولم يأت بها أبو نواس حشواً , ولكن شطارة , وإن شئت قلت : بياناً وتثقيفاً , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص : " وكيف بك إذا بقيت في حثالة الناس , قد مرجت عهودهم وأماناتهم , واختلفوا ...وكانوا هكذا .. ؟ وشبك بين أصابع يديه " .
ولا أحد أفصح من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولا أبعد كلاماً منه من الحشو , والتكلف ]( 42 ) .
وهذا الكلام يناقض كلامه السابق , فهو هنا يحدد مستقى الدلالة , ويبرز أهمية الحركة في تكوين المعنى , بل إنه بعد ذلك ذكر من لطائف هذه الدلالة ما لا يكاد اللفظ يقوم به , ومن ذلك : [ أن معاوية - رضي الله عنه - أقام الخطباء لبيعة ولده يزيد , فقام رجل من ذي الكلاع فقال :
هذا أمير المؤمنين ...............وأشار بيده إلى معاوية .
فإن مات فهذا ...................وأشار إلى يزيد .
فمن أبى فهذا ....................وأشار إلى السيف .
ثم قال :
معاوية الخليفة لا نماري +++ فإن يهلك فسائسنا يزيد
فمن غلب الشقاء عليه جهلاً +++ تحكم في مفارقه الحديد (43)
فابن رشيق بهذا لا يترك مجالاً لأحد أن يتهمه بالانتقاص من دلالة الإشارة , أو تغييبها داخل الدلالات الأخرى .
لكن ... أين هذا مما قاله أولاً ؟ أليس هذا عجيباً ؟(1/2704)
ولو أنك أردت أن تبرز ما في الإشارة من دلالات في البيتين السابقين لوجدت اللفظ منك يطول ؛ لأن الشاعر أراد أن يبرهن على أحقية سيدنا معاوية , وولده يزيد بالخلافة , وكان لزاماً عليه أن يذكر صفات كل واحد منهما التي تؤهله لهذا المنصب , ولما كان هذا يطول دعاك أن تنظر بإشارته بيده إلى معاوية ليتحقق لديك بما لا يدع مجالاً للشك في أحقيتهما للخلافة .
ألا ترى أن إشارته بيده جمعت من المعاني ما لا حد له ؟
فإن اقتنعت بذلك فاعلم أن هذا هو سر الجمال , ولب الإبداع وموطن الفن في هذه الإشارة , فهي لا تذكر لك المعنى , بل تضع عينك عليه لتراه , وفرق بين الأمرين كبير .
ثم يتابع ابن رشيق كلامه في هذه الدلالة , وكأنه يريد منك ألا تلتفت إلى كلامه الأول ؛ لأن الإشارة عنده لها قدرة فائقة على تصوير المعنى , بل وتستطيع أن تستقل بالدلالة , ومن ذلك ما حكاه عن أبي نواس , حيث يقول :
[ وقد جاء أبو نواس بإشارات أخر لم تجر العادة بمثلها , وذلك أن الأمير بن زبيدة قال له مرة : هل تصنع شعراً لا قافية له ؟ قال : نعم , وصنع من فوره ارتجالاً :
ولقد قلت للمليحة قولي من بعيد لمن يحبك ....." إشارة : قبلة "
فأشارت بمعصم ثم قالت من بعيد خلاف قولي ..... " إشارة : لا , لا "
فتنفست ساعة ثم إني قلت للبغل عند ذلك ......." إشارة : امش "
فتعجب جميع من حضر المجلس من اهتدائه,وحسن تأتيه, وأعطاه الأمين صلة شريفة ]( 44)
فلا شك أن صنيع أبي نواس في غاية الإبداع والبيان , حتى أكاد أزعم أن اللفظ لا يقوم مقام الإشارة هنا , من أين لنا بلفظ يعبر عن صوت القبلة , وكم من أصوات لا بيان لها ؟
ومن كل ما سبق عند ابن رشيق يتبين لنا أنه في بداية كلامه خلط بين دلالة الإشارة , ودلالة الصور البيانية , حتى التبس الأمر على القارئ .. , ثم في آخر كلامه حرر الدلالة , واستشهد عليها بشواهد تبرهن على أثر الحركة المشاهدة في المعنى .
********(1/2705)
الإشارة عند عبد القاهر ت 471
الناظر في كتابي عبد القاهر لا يلحظ عناية بهذا النوع من البيان : لأنه - رحمه الله -كان مشغولاً بقضية الإعجاز القرآني ،وأنها في نظم الكلام ، وهذا الهم شغله عن التعريج علي
وسائل البيان الأخرى ، إلا بعض اللفتات القصيرة , وذلك مثل تعليقه علي ما لحق البيان من الضيم : لأن البعض [ لا يري معني أكثر مما يري للإشارة بالرأس والعين . وما يجده للخط والعقد ] .(45)
وكذا قوله لمن أعرض عن الشعر بسبب وزنه أن ينظر إلي ما فيه من [ حسن تمثيل ، واستعارة ، وإلي التلويح والإشارة ، وإلي صنعة تعمد إلي معني الخسيس فتشرفه ... ] (46 ) وكذا كلامه عن المزية ، وأنها من حيز المعاني حيث يقول : [ وينبغي أن تأخذ الآن في تفصيل أمر المزية وبيان الجهات التي منها تعرض ، وأنه لمرام صعب ، ومطلب عسير ، ولولا أنه علي ذلك لما وجدت الناس بين منكر من أصله , متخيل له علي غير وجهه ومعتقد أنه باب لا تقوي عليه العبارة.ولا يملك فيه إلا الإشارة ] ( 47 ) .
ولقد سار الإمام - رحمه الله - علي هذا الضرب . يبين دقائق البيان ، ووجوه الإعجاز في نظم الكلام ، وهذه الغاية جعلته لايعتني إلا بها .
وهذا يعني إن الإمام , مع أنه أقر ، وذكر الإشارة في كلامه ، لكنه شغل عنها بغايته التي عقد كتابيه - الدلائل والإسرار - عليها , وهي بيان وجه الإعجاز في القرآن الكريم .
الإشارة عند ابن أبي الإصبع ( تـ 654 هـ )
عقد ابن أبي الإصبع بابا للإشارة ونقل نقلا عن غيره ، ولكنه زاد في هذه الدلالة زيادات جليلة جعلته يمثل مرحلة من مراحل تطور دلالة الإشارة .
فلقد نقل عن [ هند بن أبي هالة في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه" كان يشير بكفه كلها , وإذا تعجب قلبها , وإذا حدث اتصل بها فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى " .(1/2706)
فوصفه ببلاغة اليد , كما وصفه ببلاغة اللسان , يعني أنه يشير بيده في الموضع الذي تكون فيه الإشارة أولى من العبارة , وهذا حذق لمواضع المخاطبات ] ( 48 ) .
ثم راح ابن أبي الإصبع يشرح هذا , فقال : [ يشير بكفه كلها . أي : يُفهم بها المخاطب كل ما أراده بسهولة , فإن الإشارة ببعض الكف تصعب , وبكل الكف تسهل .
فأعلمنا هذا الوصف أنه صلى الله عليه وسلم كان سهل الإشارة كما كان سهل العبارة .
" فإذا تعجب بها قلبها"
يعني : أنه أتى بها على وجهها إذا كان المعنى الذي يشير إليه على وجهه ليس فيه ما يستغرب فيعجب منه , فإن الشيء المعجب إنما يكون معجباً لكونه غير معهود .
فكأن الأمر فيه قد قُلب لمخالفته المعهود ، فلذلك يجعل قلب يده في وقت الإشارة إشارة إلى أن هذا الأمر قد جاء على خلاف المعهود , ولذلك تعجب منه .
وقوله : " وإذا تحدث اتصل بها "
يعني : اتصل حديثه بها , فيكون المعنى متصلاً , والمفهوم بالعبارة والإشارة متلاحماً , آخذ بعضه بحجز بعض .
وقوله : " فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى "
يعني : أنه عند انتهاء إشارته يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى , مشيراً إلى أنه ختم إشارته , ومعناه , ولذلك عطف هذه الجملة بالفاء , ولم يأت بها معطوفةً بالواو , كما أتى بما قبلها من الجمل , لكونها آخر إشارته .
والواو لكونها غير مقتضية للترتيب يجوز أن يكون المتأخر بها متقدماً ولا كذلك الفاء , إذ لا بد أن يكون المعطوف بها متأخراً ؛ لكونها موضوعة للتعقيب .
وأما اقتصاره على باطن الإبهام دون ظاهرها "
فمعناه : أنه جعل آخر الإشارة متصلاً بأول العبارة اتصالاً متلائماً كملاءمة باطن الكف التي ضرب بها باطن الإبهام التي ضرب عليها , وهذا أيضاً من بلاغة الواصف . ( 49)(1/2707)
وهذا الكلام كلام نفيس لأنه يضع أصولاً لقواعد هذه الدلالة وهذه الأصول لابد من تعليمها حتى يستطيع كل مبين أن يخرج مراده ويختار له ما يناسبه من ألوان البيان لفظا كان أو إشارة ...
ومع أن هذا الكلام صريح في قدره الإشارة علي حمل المعاني ، وتكوين الدلالات ، إلا أن العجيب أن ابن أبي الإصبع حين اسشهد أعرض عن كلامه ، وأتي بشواهد بعيدة عما قال ...
شواهد كل ما فيها أن اللفظ القليل يحمل المعاني الكثير ، وهذا أشبه بالانفصام بين القاعدة والمثال ، وهو ما وقع فيه الكثيرون.
ولعل السبب في ذلك ، أن علماء البلاغة حين يكتبون في العلم يأتون في كلامهم وقواعدهم الجديد ، وحاول كل منهم أن يضيف إلي كلام السابقين شيئا فإذا جاءوا إلي التمثيل أخذوا من السابقين شواهدهم وسطورها، ولذلك تجد أغلب الشعر المستشهد به في دلالة الإشارات واحدا ، إلا ما نذر .
الإشارة عند ابن حجة الحموي:
لقد إضاف ابن حجة الحموي إلى هذه الدلالة إضافة ينبغي ذكرها هنا , حيث قال : [ هذا النوع " أعني الإشارة " مما فرعه قدامة من ائتلاف اللفظ مع المعنى , وشرح ذلك فقال : هو أن يكون اللفظ القليل مشتملاً على المعنى الكثير , بإيحاء ولمحة تدل عليه , كما قيل في صفة البلاغة : هي لمحة دالة .
وتلخيص ذلك : أنه إشارة المتكلم إلى المعاني الكثيرة بلفظ يشبه لقلته واختصاره إشارة اليد , فإن المشير بيده يشير دفعة واحدة إلى أشياء لو عبر عنها بلفظ لاحتاج إلى ألفاظ كثيرة .
ولابد في الإشارة من اعتبار صحة الدلالة , وحسن البيان مع الاختصار ؛ لأن المشير بيده إن لم يفهم المتلقي معنى إشارته فإشارته معدودة من العبث , وكان النبي صلى الله عليه وسلم سهل الإشارة كما كان سهل العبارة , وهذا ضرب من البلاغة يمتدح به ] ( 50)
وفي كلام ابن حجة تنبيهات ينبغي الوقوف عليها , فهي مرحلة من مراحل تطور هذه الدلالة , ومنها :(1/2708)
أولاً : أن دلالة الإشارة مع كونها من اللفظ لكنها سميت كذلك تشبيهاً بحركة اليد التي تفهم منها معان كثيرة دفعة واحدة , فكذلك اللفظ إذا فهم منه معان كثيرة دفعة واحدة كان فيه دلالة إشارة كما يقول .
ثانياً : يشترط ابن حجة صحة هذه الدلالات حتى لا يدعي كل أحد أن في اللفظ دلالة كذا , واللفظ لا يحتملها .
يقول :[ فلابد في الإشارة من اعتبار الصحة , وحسن البيان مع الاختصار ] ( 51) .
ثالثاً : أن من الإشارة ما يوصف بالسهولة , ومنها ما يوصف بالتعقيد , وسهولة الإشارة تعني : وصول المراد إلى القلب دون وسائط .
ومع كل هذا إلا أنك تراه يقول : [ والإشارة قسمان : قسم للسان , وقسم لليد ] (51) لكنك إن بحثت عن القسم الذي لليد فلن تجد له شاهداً في كتابه,فجميع شواهده في دلالة اللفظ القليل على المعنى الكثير,وهذا بلا شك دلالة إيجاز وليست دلالة إشارة باليد كما نص هو" رحمه الله " .
الإشارة عند الفقهاء:
حظيت دلالة الإشارة لدى الفقهاء بعناية فائقة , وبنوا عليها أحكاماً, حتى وإن وردت وحدها دون مصاحبة اللفظ , مما يعني إمكانية استقلالها بالدلالة , ومن ذلك ما جاء في كثير من أبواب الفقه ,يقول المهلب : [ قد تكون الإشارة في كثير من أبواب الفقه أقوى من الكلام , مثل قوله " صلى الله عليه وسلم ": بعثت أنا والساعة كهاتين ( 52) فعرّف قرب ما بينهما بمقدار زيادة الوسطى على السبابة .
وفي اجتماع العقول على أن العِيان أقوى من الخبر دليل على أن الإشارة قد تكون في بعض المواضع أقوى من الكلام ] ( 53) .
ومن الأفكار التي بنيت على الإشارة عند الفقهاء :
أنهم [ كرهوا للرجل التكلم والإمام يخطب , وإن تكلم غيره فلا ينكر عليه إلا بالإشارة ](54)
[ واشترطوا لحل الذبيحة شروطا , منهاً :(1/2709)
أن يقول باسم الله عند حركة يده بالذبح......فإن كان الذابح أخرس أومأ برأسه إلى السماء , وأشار إشارة تدل على التسمية , بحيث يفهم منها أنه أراد التسمية , وهذا كاف في حل ذبيحة الأخرس .
وفي حكم البدء بالسلام قالوا :
وإذا قال : السلام عليك , وأشار على محمد بدون تسميته فرد أحد الحاضرين , فإن الفرض يسقط ؛ لأن الإشارة تحتمل أن تكون لهم جميعاً , وكذا إذا قال : السلام عليك , بدون إشارة , فإنه إذا رد واحد سقط عن الباقين ؛ لأنه يصح أن يخاطب الجماعة بخطاب الواحد.....
وفي مبحث اليمين قالوا :
وإذا حلف ألا يأكل هذا وأشار إلى قمح بدون أن يذكره , فإنه يحنث إذا أكل منه على هيئته, أو أكل من دقيقه , أو خبزه , أو أي شيء يتولد منه ...
وفي كتاب النكاح قالوا :
وإذا تزوجها على ( هذا الفرس ,أو هذا الفرس ) وأشار لها إلى فرسين , وكان أحدهما أقل من الآخر حكم بمهر المثل .
وفي باب القذف قالوا :
إن القذف لا يصح إلا بالتصريح ....
قال ابن القصار : وهذا باطل , وقد نص مالك على أن شهادة الأخرس مقبولة , إذا فهمت
إشارته , وأنها تقوم مقام اللفظ بالشهادة ...] ( 55)
أما علماء الأصول , فإنهم ذكروا من أنواع الدلالات : دلالة الإشارة ؛ لكنهم لم يخرجوا بها عن التركيب ونظمه , وجعلوها ثمرة للفظ وإيماءاته , فقالوا عنها : إنها [ دلالة النظم على معنى لم يسق لأجله , لعدم قصد المتكلم له في نفسه , لكن السامع يعلمه بالتأمل في معنى النظم من غير زيادة عليه ولا نقصان ] (56)
[ وجوهر هذه الدلالة عندهم ماثل في أمرين :
أنها دلالة نظمية , وأنها دلالة غير مقصودة للمتكلم بهذا النظم .
ووجه تسمية هذه الدلالة إشارة عندهم أن المتكلم قد يفهم بإشارته , وحركته في أثناء كلامه ما لا يدل عليه نفس اللفظ فيسمى إشارة ]( 57)(1/2710)
وكل ذلك كما ترى متولد عن اللفظ , ولا علاقة له بدلالة الحركة , وإن كان الأصل في اصطلاح لفظ الإشارة هو الحركة , لكنهم عند تحديد الدلالة نظروا إلى اللفظ , وأغفلوا الحركة المصاحبة له .
ولذلك يرى بعضهم أنها دلالة التزاميه تستقى من اللفظ غير الصريح , ويرى آخرون أنها تفهم من اللفظ , ولا يدل اللفظ عليها , ومن ذلك مثلاً ما يقوله الجصاص في أحكام القرآن حول قول الله تعالى : " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " يقول : [ يؤخذ منه بطريق الإشارة : أن الفقير قد يملك بعض ما يغنيه , وليس هو الذي لا يملك البتة, فإنه لا يحسبه الجاهل به غنياً من أجل تعففه إلا إذا كان ظاهر حاله ساتراً حقيقته , وذلك لا يكون مع العدم المحض ] ( 58 ) .
[ ويؤخذ منه أيضاً بطريق الإشارة أن على الفقير ألا يظهر حاله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً , فقد جاءت الآية في معرض المدح .
ويؤخذ منه أيضاً : أن على أهل الفضل أن ينقبوا عن أولئك المتعففين , ويعينوهم على استتارهم ببذل ما يحفظ ماء الحياء في وجوههم ] ( 59) .
وكل هذه المعانى مرتشفه من اللفظ وسياقه ،لكن لا يوجد ذكر هنا لحركه أو إشارة ، مما يعني أن الأصوليين ـ أيضاً عدلوا بالإشارة عن حقيقتها ، وعمدوا إلى اللفظ وإشارته أي : دلالته .
ولم تقف أهمية هذه الدلالة عند الفقهاء والبلاغيين فقط ، بل إن الناس كانوا يتعارفون علي إشارات فيما بينهم ومن ذلك ما ذكره شمس الدين العظيم أبادي في شرحه لسنن أبي داود .
يقول : [ جاء عن ابن سيرين أنه قال :
كانوا يستأذنون الإمام - وهو علي المنبر - فلما كان زياد , وكثر ذلك بينهم ، قال : من وضع يده علي أنفه فهو إذنه ]( 60 ) .
وهذا اصطلاح بين هؤلاء فقط ، مما يعني أن الجميع كان يأوي إلي الإشارة , إن صرفه صارف عن اللفظ .
وقفه علي ما سبق.
هذا مما سطّرهُ علماؤنا عن الإشارة ، ولقد تبين لي بعض الأمور أوجزها فيما يلي :(1/2711)
أولاً : اتفق الجميع على أن الأصل في البيان هو اللفظ , ولم يختلفوا حول الإشارة , وكونها ضرباً من البيان أيضاً .
ثانياً : أن أول من كشف اللثام عن هذه الدلالة , وفصل غوامضها الجاحظ , ومع ذلك لم يسر خلفه الباقون بل حارت الدلالة عندهم وضوحاً وغموضاً,وإن كان لهم إضافات لا تنكر .
ثالثاً : أن للإشارة دلائل واضحة وناطقة في بيان الوحي , كما أن لها دلائل في بيان العرب قديماً شعراً ونثراً .
رابعاً : أنهم اختلفوا في وصف الإشارة بالبلاغة , فمنهم من وصفها بالبلاغة كابن المقفع , وابن حجة الحموي , وابن أبي الإصبع , ومنهم من قصر البلاغة على اللفظ.
خامساً : أن دلالة الإشارة مركوزة في فطرة الإنسان , وعليه لا يجوز وصف البليغ إذا أشار بالقصور , أو العيب , أو العي .
سادساً : لابد في الإشارة من موافقة اللفظ حتى يسهل المعنى على المتلقي , أما إذا كان اللفظ في جانب , والإشارة في جانب مغاير أدى الأمر إلى التعقيد المذموم .
سابعاً : إن حقل البيان ما زال في حاجة ماسة إلى الكشف عن وسائل البيان الأخرى غير اللفظ
ثامناً : للإشارة مقامات لا يستطيع اللفظ القيام بها , كالبيان للبعيد , وبيان الخائف , والبيان عن أمور لا لفظ لها في العربية , كما في بعض الأصوات .
تاسعاً : أن لكل حركة دلالة ينبغي تمييزها عن غيرها , وتحديد دورها في تكوين المراد .
ووددت لو تم اصطناع معجم لدلالة الإشارات في بيان السابقين , وعلى رأس ذلك بيان الوحي , ثم بيان العرب القديم .
ولقد ألمح على مثل ذلك ابن حزم حيث قال : :
الإشارة بمؤخرة العين الواحدة , تعني : النهي .
وتقصيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة نظرها : دليل على التوجع .
وقبض اليد يعني : القوة .
وغير ذلك كثير في التراث , ومن الممكن جمعه , ووضعه في معجم يستعين به كل مبين .
الفصل الثاني
دلالة الإشارة في بيان النبي
" صلى الله عليه وسلم "
دراسة في صحيح مسلم
---------
تقديم(1/2712)
لا شك أن كل بيان يحمل صفات قائله , فالبيان القرآني يحمل كل كمال , وكل تنزيه وإحاطة , وكل ما يليق بالله تعالى من صفات .
وإذا كان الحكماء من البشر يملكون ناصية البيان أعلاه ، وأصفاه ، وأحلاه ، وأتقنه ، وأرقاه ، فما أبان أحد كبيان النبي- عليه السلام - ، فالبيان النبوي يقف على قمة البيان البشري , ولم لا وهو قبس من بيان القرآن الكريم ، بل هو الوجه الآخر لهذا البيان .
وللإشارة في بيان المعصوم صلي الله عليه وسلم مقام رفيع لا يقل عن مقام اللفظ ولقد حرص الرواة جميعاً حين سمعوا رسول الله عليه السلام يقول : " بلغوا عني " حرصوا علي نقل هذا البيان كاملاً غير منقوص ، بما فيه من لفظ وخط ، وإشارة ، وعقد وحال ،لأنهم يعلمون أن هذه الوسائل ليست حشوا ، أو كمّا مهملا ، بل لها دور في بناء المعني , وتكوين الدلالات , وعسى أن يكون خلف الإشارة حكم , أو تكليف , أو وصية , أو نحو ذلك من تعاليم الدين , فيغيب عن الناس فيتحملوا وزره ؛ لأجل ذلك نقلوا إلينا كل شيء .
تسمعهم يقولون : قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " كذا وأشار بالسبابة والوسطى , أو قال كذا وجمع بين أصابعه , أو شبك بين أصابعه .
وتراهم يقولون : خط رسول الله خطوطاً في الأرض ... ثم قال كذا ...
وهذا كله دليل قاطع , وبرهان ساطع على منزلة هذه الوسائل البيانية في حمل المراد إلى
المتلقي .
بل إنهم أطلقوا على الإشارة لفظ ( القول ) : تسمعهم يقولون : قال بأصبعه كذا ....
والأوراق القادمة تكشف بعضاً من علاقة البيان بالإشارة , وكيف تحمل حركة الجسد تشبيهاً أو توكيداً , أو غير ذلك من ألوان البلاغة , وكأن الإشارة فيها من علم المعاني والبيان والبديع .....وهذه نماذج تبين كل نوع .
التوكيد بالإشارة(1/2713)
لا شك أن توكيد المسند , أو المسند إليه إنما هو تقرير لكل منهما , وتحقيق لمفهومهما ؛ رغبة في [ جعله مستقراً محققاً ثابتاً بحيث لا يظن به غيره ] ( 61 ) والإشارة تقوم بهذا الدور خير قيام .
ولقد جاءت أحاديث كثيرة ترى فيها الإشارة مؤكدة للفظ , ومدعمة له , وكأن وصول المعنى إلى القلب عن طريق السمع لا يكفي , فأريد استصحاب طريق إضافي , فإذا وجد القلب أن المعنى قد وصله من طريقين مختلفين , وكل منهما يؤكد الآخر، فتح للمعنى الباب ليستقر فيه .
ولا شك أن العلماء كانوا يستعينون علي المعني الواحد بعدة طرق لفظية مثل التوكيد اللفظي والمعنوي ، وغير ذلك - لأنهم كانوا يرون في المعني فخامة تحتاج إلي هذا الحشد .
فما المانع أن تؤازر الإشارة اللفظ في المعاني الشريفة ، والمقامات العالية التي تحتاج إلي ألوان أخرى من المؤكدات سوي المؤكدات اللفظية،حتى تستقر النفوس ، ويزول ما فيها من ريب .
ومن هذا الباب ما جاء في فتح خيبر من حديث سلمة بن الأكوع .
أنه قال : لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا ً شديداً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله ، فقال أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك ، وشكّوا فيه : رجل مات في سلاحه ، وشكوا في بعض أمره .
قال سلمة : فقفل رسول الله صلي الله عليه وسلم من خيبر ، فقلت : يا رسول الله ائذن لي أن أرجز لك، فأذن له رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب أعلم ما تقول ، قال ، فقلت :
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " صدقت "
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
قال : قلما قضيت رَجَزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال هذا " ؟
قلت : قاله أخي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحمه الله "
فقلت : يارسول الله ! إن ناساً ليهابون الصلاة عليه , يقولون رجل مات بسلاحه .(1/2714)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مات جاهداً مجاهداً " , وفي رواية " كذبوا , مات جاهداً مجاهداً فله أجره مرتين , وأشار بأصبعيه " ( 62 )
فقوله : مرتين , ثم يشير بإصبعيه إنما هي توكيد لفظي لأن المقام في حاجة إلى ذلك , وانظر إلى ما أصاب سيدنا سلمة بن الأكوع من غم حين رأى إعراض الصحابة عن الصلاة على
أخيه , حتى ارتاب في الأمر , ودخله ما دخله من الشك في عاقبة أخيه , ومن هنا كان من الأولى إزالة هذا الشك من عنده , ومن عند جميع الصحابة , فأكد النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بالإشارة , لتكون الإشارة توكيداً لا يبقى معه لبس , ولا غموض في فوز أخي سلمة بالجنة , والشهادة في سبيل الله تعالى .
فالآذان ستظل تذكر كلام النبي , والعيون كذلك ستظل ترى هذه الإشارة المصاحبة للفظ لتكون بياناً توكيدياً لها .
ومن هذا الباب قول النبي صلى الله عليه وسلم :
[ تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق , حتى تكون منهم بمقدار ميل, قال سليم بن عامر : فوالله ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض , أم الميل الذي تكتحل به العين ؟
قال : " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق , فمنهم من يكون إلى كعبيه , ومنهم من يكون إلى ركبتيه , ومنهم من يكون إلى حقويه , ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً "
قال : وأشار رسول الله بيده إلى فيه . ( 63 )
فقوله صلى الله عليه وسلم " ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً, يفهم منه أن العرق قد وصل إلى الفم , هذا منطوق العبارة , والذهن يتصور ذلك , لا شك , .
إذن , ما الإضافة التي أضافها رسول الله إلى المعنى بإشارته ؟ وهل قصّر اللفظ عن أداء المراد حتى تأتي الإشارة ؟(1/2715)
إن الإضافة التي أتت بها الإشارة , كما أفهم , هي استحضار الصورة لتشاهدها العيون , فوضعُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يده على فيه نقل المعنى من عالم الغيب إلى عالم الشهادة , وهذا من أرفع صور التوكيد فالناس الآن لا يسمعون الكلام , بل يرون صورة هذا الرجل الذي ألجمه عرقه , يرونه الآن أمام عيونهم , وهو يحاول النجاة , أو التخلص من هذا العرق بعد أن وصل إلى فيه , وأخذ بخناقه , ويكاد يسد أنفاسه , هكذا ينظر السامع إلى المعنى بعد إشارة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما اصطفاء هذا الصنف , أعني : الذي يلجمه العرق , لتصويره دون غيره ممن وصل العرق إلى كعبيه , أو ركبتيه ...الخ , فلأنه الأشد كرباً , والمقام مقام ترهيب من يوم القيامة , والسياق سياق زجر , فالشمس تدنو من الرؤوس , والكل في ضيق ووجل , فكان الأبلغ استخلاص أشد الصور نفوراً فكان من يلجمه العرق إلجاماً هو الأليق بالمقام فوقع التصوير بالإشارة عليه , لأن من رأى ليس كمن سمع .
التعريف بالإشارة
تحدث البلاغيون عن التعريف باسم الإشارة , وجعلوا لذلك أغراضاً كثيرة , منها : تمييز المشار إليه أكمل تمييز , ومنها المدح , أو الذم , أو لبيان حاله في القرب أو البعد , أو التوسط , وقد يكون التعريف باسم الإشارة غرضه التنبيه على ما سبق ذكره في الكلام ..وغير ذلك .
ولقد بين العلماء أن التعريف بالإشارة يرقى إلى مرتبة عالية في مجال وسائل التعريف , وذلك بسبب مصاحبة الإشارة الحسية للفظ المسموع .
يقول السبكي في عروس الأفراح : [ يؤتى بالمسند إليه اسم إشارة لأحد أمور :
الأول : أن يقصد تميزه لإحضاره في ذهن السامع حساً ...فالإشارة أكمل ما يكون من التمييز كقول ابن الرومي :
هذا أبو الصقر فرداً في محاسنه من نسل شيبان بين الضال والعلم (64 )
انظر إلى قوله : " لإحضاره في ذهن السامع حساً " فهذا يعني مصاحبة الحركة للفظ .(1/2716)
ويقول الدسوقي في حاشيته على السعد : [ والتمييز الأكمل هو ما كان بالعين والقلب , فإنه لا تمييز أكمل منه , ولا يحصل ذلك التمييز إلا باسم الإشارة ....
ودلالة اسم الإشارة على أكملية التمييز لأن معه إشارة حسية , ولا يتأتى معه اشتباه ..
واسم الإشارة إذا كان المشار إليه حاضراً محسوساً للسامع بحاسة البصر كان أقوي .]( 65 )
وكل هذا يدل على قدرة الإشارة الحسية على حمل المعاني , بل إن أسماء الإشارة لا تتخيل إلا إذا صاحبتها حركات حسية , يلفت بها المتكلم نظر السامع إلى ما يريد .
ومن هذا الباب ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : [ كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ...
قال : قلت : من هم يا رسول الله ؟
فلم يراجعه حتى سأل ثلاثاً , وفينا سلمان الفارسي , فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان , ثم قال : " لو كان الإيمان عند الثريا
لناله رجال من هؤلاء " ] ( 66 )
فقوله " لناله رجال من هؤلاء " صاحبه وضع يده على سلمان الفارسي , حتى يكون التمييز في أكمل صورة , وبخاصة أن السائل صار في شوق إلى معرفة هذه الطائفة التي تلحق بالسابقين الأولين .
ووضع اليد على سيدنا سلمان قصد به رجال من أهل فارس , وهذا يفسره رواية أبي هريرة في صحيح مسلم : " لو كان الدين عند الثريا لذهب رجال من فارس حتى يتناولوه "
وليس المقصود اختصاص أهل فارس بسبب فارسيتهم , وإنما المقصود ما يتحلون به من طاعة والتزام .
ولقد نقل ابن حجر بعضاً مما جاء في أسباب نيل هؤلاء هذه الدرجة , ومنها :
ما جاء زيادةً في إحدى الروايات " برقة قلوبهم " ,
وفي أخرى " يتبعون سنتي , ويكثرون الصلاة علي " ( 67).
وعلى هذا فالإشارة الحسية تلفت انتباه الناس إلى صفات هذه الطائفة , التي تتحلى بالإيمان , ولو كان عند الثريا .(1/2717)
ووضع اليد على سيدنا سلمان يعني أنه كان متحلياً بهذه الصفات فجاءت الإشارة الحسية لينظر الجميع إليه , وإلى صفاته فيكون ذلك دافعاً إلى التشبه به .
*****
دلالة الإشارة على المحذوف
قد تأتي الإشارة لتدل على لفظ محذوف لكنه مراد في المعنى , وعدم التصريح بهذا اللفظ له أسباب كثيرة : مثل : الاختصار , والاحتراز عن العبث بناءً على الظاهر , أو ضيق المقام ...الخ ( 68 ) .
ولا شك أن للحذف مكانة عالية في البلاغة .
ويكفي هنا ما ذكره الإمام عبد القهر من أن الحذف [ باب رقيق المسلك لطيف المأخذ ،عجيب الأمر شبيه بالسحر , فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر , والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة ، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق ، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن ] ( 69 ) .
وقد يعمد المبين إلي الإيماء , وإلي المحذوف بإشارته ، وعندها تكون هذه الإشارة هي الدليل علي المحذوف فتكسبه وضوحا وبيانا قد لا يتوفران في ذكره .
ومن ذلك ما رواه سيدنا عبد الله بن عباس ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " أمرت أن أسجد علي سبعة أعظم . الجبهة وأشار بيده علي أنفه واليدين ، والرجلين ، وأطراف القدمين ، ولا تكفت الثياب ولا الشعر( 70 ) .
والحديث حذف منه لفظ " الأنف وإن كان أشير إليه باليد , ذلك لأن الأصل في الرأس الجبهة ، فالسجود عليها هو الفرض ويتبع ذلك الأنف .(1/2718)
وكان التصريح بالجبهة ، وحذف الأنف يعني أن كلا منهما ليسا علي درجة واحدة في السجود. [ قال القرطبي : هذا يدل علي أن الجبهة الأصل في السجود والأنف تبع ....وقال ابن دقيق العيد : قيل : معناه أنهما جعلا كعضو واحد ، وإلا لكانت الأعضاء ثمانية ، وقال : وفيه نظر : لأنه يلزم منه أن يكتفي بالسجود علي الأنف ، كما يكتفي بالسجود علي بعض الجبهة ..... والحق : أن مثل هذا لا يعارض التصريح بذكر الجبهة ، وإن أمكن أن يعتقد أنهما كعضو واحد فذاك في التسمية والعبارة ، لا في الحكم الذي دل عليه الأمر ] ( 71 ) .
وقد تفيد الإشارة أن الجبهة والأنف ملتصقين فهما عضو واحد كما جاء عند النسائي :
"ووضع يده علي جبهته وأمرها علي الأنف,قال : هذا واحد ]( 72 ) .
وأري أن حذف لفظ " الأنف " هنا لا يعني أنها تالية للجبهة وتابعة لها في الأهمية ، بل إن الإشارة إلي الأنف يعني كما أري أهمية السجود عليها لدرجة قد تفوق غيرها ، ولذلك وضع البخاري ( رحمه الله ) هذا الحديث تحت عنوان " باب السجود علي الأنف والطين " .
ذلك لأن السجود علي الأنف أقرب إلي الذل والانكسار والخشوع من غيره ، ويعلق ابن حجر رحمه الله علي عنوان البخاري فيقول :
" كأن البخاري يشير إلي تأكد أمر السجود علي الأنف , بأنه لم يترك مع وجود عذر الطين الذي أثر فبه ، ولا حجة فيه لمن استدل به علي جواز الاكتفاء بالأنف ، لأنه في سياقه أنه سجد علي جبهته وأرنبته، فوضح انه إنما قصد بالترجمة ما قدمناه،وهو دال علي وجوب السجود عليهما ، ولولا ذلك لصانهما عن لوث الطين " ( 73 ) .
وعليه فإن الحذف هنا لا يقل درجة عن الذكر لأن الإشارة نبهت على المحذوف ، وزادته إيضاحاً فوق اللفظ .(1/2719)
ومن هذا الباب أيضاً ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال " اشتكي سعد ابن عبادة شكوي له ، فأتي رسول الله صلي الله عليه وسلم يعوده ، مع عبد الرحمن بن عوف ، وسعد ابن أبي وقاص ، وعبد الله ابن مسعود ، فلما دخل عليه وجده في غشيه .
فقال: أقد قضي ؟ قالوا : لا يا رسول الله : فبكي ، فلما رأي القوم بكاء رسول الله صلي الله عليه وسلم بكوا ، فقال : ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا " وأشار إلي لسانه " أو يرحم ( 74 ) .
وأول ما يلحظ هنا : البداية بـ " ألا تسمعون " وهذا تمهيد لما سيقوله لأهميته حتى لا يتحرج أحد من البكاء ، أو يظن أن فيه معصية .
ولكن ما الفرق بين ( أن الله يعذب بهذا أو يرحم ) وبين ( إن الله يعذب باللسان أو يرحم ) ؟
الفرق أن في أحد الخبرين إشارة وفي الأخر تصريح باللفظ ، ولا شك أن في حذف اللفظ والاكتفاء بالإشارة التي تراها العين توكيداً للمعني ، وبخاصة أن في الكلام تشريعاً يترتب عليه حرام وحلال ،كما أن في حذف لفظ [ اللسان ] تهويلاً وترهيبا ًمن عواقبه , لأنه إما أن يرفع صاحبه إلى عليين , أو يهوي به إلى أسفل سافلين , وهنا ترى كلام الإمام عبد القاهر قد تمثل أمامك , وذلك قوله : " وترى ترك الذكر أفصح من الذكر ..."
******
الاختصاص بالإشارة
الاختصاص في البلاغة العربية له أدواته المعروفة مثل( إلا,وإنما,والعطف بلا وبل ولكن )...
ويمكن أن يضاف إلى ذلك الإشارة ؛ لأنها تصحب اللفظ فتخصص جزءه , أو نوعه , أو أفضله , أو أدناه .
ومن هذا الباب ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال :
أشار النبي صلى الله عليه وسلم نحو اليمن فقال :
" ألا إن الإيمان ههنا , وأن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر (75)(1/2720)
فالحديث يختص أهل اليمن بعلو القدر في الإيمان وسبقهم في ذلك غيرهم , ولقد كان الاختصاص بأداة بيانية واضحة تراها العيون , وهي الإشارة باليد , يقول ابن حجر : [ قوله أشار رسول الله بيده نحو اليمن فيه تعقب على من زعم أن المراد بقوله " يمان " الأنصار ,
لكون أصلهم من أهل اليمن ؛ لأن في إشارته إلى جهة اليمن ما يدل على المراد به أهلها حينئذٍ, لا الذين كان أصلهم منها ,وسبب الثناء على أهل اليمن هو إسراعهم إلى الإيمان ](76)
وهذا يعني أن الإشارة أفادت خصوصية في المراد , وهو أن الفضل الإيماني في أهل اليمن الذين كانوا في عهد رسول الله خاصة , وليس الأمر متعلقاً بمن سبقوا منهم , أو من جاءوا من بعدهم , ولذلك جاء في رواية " جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة , الإيمان يمان , والفقه يمان , والحكمة يمانية " (77)
فالإشارة في الحديث خصصت الوقت , وليس الأمر على إطلاقه , فالفضل إذن للأنصار الذين آووا ونصروا , فهم أرق أفئدة , وأهل فقه وإيمان , ولذلك كان الاعتراض على من ظن أن اللفظ على إطلاقه فقيل [ أما ما ذكر من نسبة الإيمان إلى أهل اليمن فقد صرفوه عن ظاهره من حيث إن مبدأ الإيمان من مكة ثم من المدينة ]( 78)
بل غالى البعض فقال إنه أراد بذلك مكة , ومكة من تهامة , وتهامة من أرض اليمن , أو أراد مكة والمدينة معاً...حيث جاءت الرواية بأنه صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وهو في تبوك , ومكة والمدينة حينئذٍ بينه وبين اليمن , فأشار إلى ناحية اليمن , وهو يريد مكة والمدينة , فقال الإيمان يمان ونسبهما إلى اليمن لكونهما حينئذٍ من ناحية اليمن , كما قالوا الركن اليماني , وهو بمكة لكونه إلى ناحية اليمن .
لكن الأحسن - كما قال أبو عبيدة : أن المراد بذلك الأنصار لأنهم يمانيون في الأصل , فنسب الإيمان إليهم لكونهم أنصاره ] ( 79 )
ولعل هذا القول هو الذي يفسر الجمع بين الإشارة واللفظ في رواية البخاري حيث جاء فيها :(1/2721)
[ الإيمان يمان ههنا ]
فقوله : " يمان " إشارة إلى أهل اليمن .
وقوله : " ههنا" أراد بها الأنصار .
وذلك لأن اسم الإشارة " هنا " يدل على القرب كما قال ابن مالك :
وبهنا أو ههنا أشر إلى داني المكان وبه الكاف صلا
أي : يشار إلى المكان القريب بـ " هنا " ويتقدمها هاء التنبيه فيقال : " ههنا " ( 80 )
وعلى هذا فالحديث مدح للأوس والخزرج , فهم الأرض التي اشتد فيها عود الإسلام , واستوى على سوقه , وبيعتي العقبة دليل ذلك .
أما ما قاله بعضهم من صرف المعنى عن ظاهره , وأنه صلى الله عليه وسلم أراد مكة فإنه يخالف الروايات الكثيرة والصريحة في أنهم أهل اليمن , نحو : أتاكم أهل اليمن , وجاءكم أهل اليمن , ثم جاءت الإشارة في روايات أخرى لتؤكد هذه الأمور , وقد اختار النووي هذا الرأي , وحسنه أبو عبيدة .
ومن هذا الباب ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة , فقال : " فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه "
وزاد قتيبة في روايته : وأشار بيده يقللها.
وفي رواية أخرى : " وقال بيده يقللها يزهدها " (81)
وهذه الإشارة استنبط منها الصحابة معنى القلة , كما نص على ذلك الراوي , مما يعني أنهم مصطلحون ضمناً على إشارات يفهمون منها معاني خاصة , ولذلك [ جاء في رواية سلمة بن علقمة ....ووضع أنمله على بطن الوسطى , أو الخنصر يزهدها .
وبين أبو مسلم الكجي أن الذي وضع أنمله هو بشر بن المفضل رواية عن سلمة بن علقمة , وكأنه فسر الإشارة بذلك , وأنها ساعة لطيفة تنتقل بين وسط النهار إلى قرب آخره , وبهذا يحصل الجمع بينه وبين قوله " يزهدها " أي : يقللها .
ولمسلم من رواية محمد بن زياد عن أبي هريرة [ وهي ساعة خفيفة ] .
وللطبراني في الأوسط من حديث أنس [ وهي قدر هذا ] يعني : قبضة .(1/2722)
قال الزبير بن المنير : الإشارة لتقليلها هو للترغيب فيها , والحض عليها ليسارة وقتها , وغزارة فضلها ...
و فائدة الإبهام لهذه الساعة , ولليلة القدر , بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء , ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك , وتركوا ما عداها , فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلب تحديدها ] ( 82 )
ولا شك أن الاختصاص بالإشارة هنا لا يراد منه ساعة دون أخرى , ولكن يراد منه التنبيه على قلة وقت الإجابة كما فسر العلماء , حيث قالوا : أن هذه الإشارة تعني أنها يسيرة , أو تعني أنها ساعة خفيفة .
وقيل إنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة .
وقيل : عند الشروق .
وقيل قبل الغروب ...
وكل ذلك تفسير للإشارة بالقلة ؛ حتى يجتهد المسلم في كل وقت , لعله يدركها .
دلالة الإشارة على التشبيه
للتشبيه في البيان العربي منزلة عالية , قال عنها الإمام عبد القاهر : [ وهل تشك في أنه يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين , حتى يختصر ما بين المشرق والمغرب , ويجمع ما بين المشئم والمعرق , وهو يريك للمعاني الممثلة بالأوهام شبهاً في الأشخاص الماثلة ,والأشباح القائمة , ويُنطق لك الأخرص , ويعطيك البيان من الأعجم , ويريك الحياة في الجماد , ويريك التئام عين الأضاد , فيأتيك بالحياة والموت مجموعين , والماء والنار مجتمعين ...] ( 83)
وظهور الإشارة في دائرة البيان , وولوجها في تصاويره الكثيرة دليل على قدرة الإشارة على حمل المعاني , وأدائها على أتم وجه , ولذا يستعان بالإشارة في الصورة التشبيهية , لأن بينهما علاقة وصلة رحم فالغرض الأول من التشبيه هو البيان والإيضاح , وليس هناك أقوى من الإشارة في إبراز المعاني في صور مشاهدة محسوسة تراها العيون , وتتلمسها الأيادي .(1/2723)
ومن هذا ما رواه سيدنا عمار بن ياسر قال : " بعثني رسول الله في حاجة فأجنبت , فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة , ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له , فقال : " إنما كان يكفيك أن تقول بيدك هكذا " ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة , ثم مسح الشمال باليمين وظاهر كفيه ووجهه " (84 )
ولا شك أن صنيع سيدنا عمار إنما كان بعد سماعه قول الله تعالى : " (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) (المائدة:6) لأنه لن يفعل شيئاً دون دليل , لكن الآية لم تبين كيفية التطهر , ولا مقداره .., لذلك بالغ سيدنا عمار فعم الجسد بالتراب .
وكان تعليمه من الصورة الإشارية التشبيهية , فقام النبي صلى الله عليه وسلم بتعليمه عملياً , وهو ينظر , ولو افترضنا لفظاً يقوم مقام الإشارة , لما وفى بالبيان العملي لكيفية الضرب للأرض , وعدد المرات وما الذي يبدأ به من الأعضاء ؟ , وإلى أي مدى يكون المسح ؟
وغير ذلك كثير , ولقد كانت الإشارة وافية بجميع هذه الأسئلة , فما تركت في النفس شيئاً , فالتعليم هنا تعليم بالمشاهدة , فالرسول صلى الله عليه وسلم أمره أن يتشبه بأفعاله , وعليه ففي الكلام تشبيه .
ولكن كيف نكوّن هذه الصورة التشبيهية ؟
المشبه هنا سيكون تيمم سيدنا عمار .
والمشبه به هو تيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ووجه الشبه هو الإتيان بأركان التيمم على الوجه الصحيح .
ولقد تم كل ذلك من خلال الإشارة التي دلت على المعاني الكثيرة بحركات يسيرة , ولذلك سكت اللسان , وقامت اليدان لتقول بحركاتها , وتقلباتها ليرى الجميع فيحصل المراد .
ومن باب دلالة الإشارة على التشبيه ما رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة
" وأشار مالك بالسبابة والوسطى . (85)(1/2724)
وهنا أيضاً قامت الإشارة بدور المشبه به ؛ لأنها أكمل في البيان من المشبه , ولو أردنا أن ندلل باللفظ عن هذه الصورة لقلنا : رسول الله وكافل اليتيم متجاورين في الجنة كثيراً .
فهل ترى لهذه العبارة من الرونق والبهاء والأريحية ماتجده في قوله : " أنا وهو كهاتين " ؟.
إن الإشارة جعلت الجميع ينظر إلى هذين الأصبعين ويفكر فيما فيهما من معان , كالالتصاق , ودوام الصحبة , ووحدة الدرجة , وشمول النعيم , وحسن الجوار , .... الخ .
فالإشارة هنا زادت من عمق التشبيه , ووضعت له كثيرا من الأضواء البيانية , وفتحت له الباب ليجمع كل معاني الود , والألفة والاقتران , والوحدة وغير ذلك .
ولا يخفى عليك أن الغاية من وراء كل هذا هو حث المؤمنين على كفالة الأيتام , والإحسان إليهم , واستنهاض الهمم حتى لا يبقى في الأمة يتيم غير مكفول .
وقد تحمل الإشارة معنى التمثيل الذي يأتي في أعقاب المعاني , فتزيد الصورة أنساً وألفة , بالإضافة إلى قيام الإشارة مقام الدليل على صحة التشبيه , وهذا ما يفعله التمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني , ومن ذلك :
ما رواه المسور بن شداد , قال : قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم :
" والله مالدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه , وأشار بالسبابة , في اليم فلينظر بم يرجع ؟ ( 86)
إن الصورة التشبيهية قد كملت عند قوله : ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم .
ثم جاءت الحركة , حركة وضع السبابة في اليم ؛ لينظر الجميع , ويستحضر اليم وأنه جالس على شاطئه , ثم هاهو يضع أصبعه في اليم , ثم ينظر فلا يجد فيه من الماء إلا البلل .
إن هذه الإشارة أعطت التشبيه قوة , لأنها قامت بدور الدليل , والبرهان على صدق الصورة , وأن من يفعل ذلك يرجع فارغ اليد إلا من الحسرة .
أرأيت كيف تدعم الإشارة التشبيه ؟ , وكيف توضح المراد منه ؟ وكيف أكسبته الأنس والألفة كما قال الإمام عبد القاهر ( 86 ) .(1/2725)
_________
إخراج المعنوي في صورة المحسوس
تحدث البلاغيون عن إخراج المعنوي في صورة المحسوس , وذلك في باب البيان عن طريق التشبيه , أو الاستعارة , أو التعبير بالمضارع , وغير ذلك .
لكن الإشارة كما أرى أقوى أثراً من كل ذلك لأن الإشارة لا تكتفي بإخراج المعنوي في صورة المحسوس , وإنما تقوم بتصويره وتجسيده , فيتحول الأمر إلى صور حية مشاهدة تراها العيون , ومن ثم يتفاعل معها المتلقي ؛ فيرسخ المعنى في القلب رسوخاً لا مزيد عليه .
وأول ما يلقانا من هذا ما رواه عبد الله بن عمر , قال : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه , وهو يمسح الدم عن وجهه, ويقول : " رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " ( 88 )
فجملة " يمسح الدم عن وجهه " فهم منها المراد , لكن قيام النبي صلى الله عليه وسلم بتجسيد هذه الحركة زادت المعنى شخوصاً ؛ لأنها عمدت إلى المتلقي , ونبهت عينه إلى أن ينظر إلى المعنى وهو يتحرك أمامه .
كما أن في هذه الإشارة بعضاً من التخفيف والترويح عن الصحابة الذين ضاقوا بتعذيب الكفار لهم , فكان في هذه الصورة التي حكاها النبي تأنيساً وترويحاً عنهم من شدة ما لاقوه . فالأمر كما قال ابن حجر كان [ تطييباً لقلوب الصحابة ] ( 89)
ومن هذا الباب أيضاً ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها , قال حما : فذكر من طيب ريحها , وذكر المسك , قال , ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض , صلى الله عليك , وعلى جسد كنت تعمرينه , فينطلق به إلى ربه عز وجل , ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل ....
قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه , ذكر حماد , وذكر من نتنها , وذكر لعناً , ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض , قال فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل ...(1/2726)
قال أبو هريرة : فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه ...( 90 )
فهذا تجسيد لهيئة من شم رائحة كريهة منتنة , حتى اضطرته إلى وضع ردائه على أنفه , مما يعني أنه استشعر هذه الرائحة , وأحس بنتنها , فأراد أن يشرك الصحابة معه في هذا الشعور , فغطى أنفه بالملاءة ليستشعروا هم الآخرون نفس الرائحة , فيكون التنفير من هذا النموذج قد وصل إلى منتهاه .
ومن هذا الباب ما رواه أبو رافع عن أبي هريرة قال : كان جريج يتعبد في صومعة , فجاءت أمه ... قال حميد : فوصف لنا أبو رافع صفة أبي هريرة لصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه حين دعته كيف جعلت كفها فوق حاجبها , ثم رفعت رأسها إليه تدعوه , فقالت ياجريج , أنا أمك كلمني , فصادفته يصلى , فقال اللهم أمي وصلاتي , فاختار صلاته , فرجعت ثم عادت في الثانية , فقالت : ياجريج أنا أمك فكلمني , قال : اللهم أمي وصلاتي , فاختار صلاته , فقالت اللهم إن هذا جريج , وهو ابني , وإني كلمته فأبى أن يكلمني , اللهم لاتمته حتى تريه وجوه المومسات .
قال : ولو دعت عليه أن يفتن لفتن ..(91)
والإشارة هنا أنها جعلت كفها فوق حاجبها , ثم رفعت رأسها إليه , وهذا التصوير يبين عدة معان :
الأول : أنها وقت طلوع الشمس , واشتداد الحر .
الثاني : أنها امرأة عجوز ضعيفة .
الثالث: أنها جاءت من بعيد , لأن هؤلاء كانوا يتخذون صوامعهم في الصحاري بعيداً عن الحضر رغبة في الخلوة .
رابعاً : أن الدافع لمجيئها دافع قوي , فلقد جاءته مرة ومرتين وكل ذلك ولم تظفر منه بالإجابة , إلا أنه لم يقدر هذه الأحوال ؛ولا شك أن هذه الدلالات مستقاة من إشارتها التي تناقلها الرواة , واحدا بعد الآخر ..وتلك لفتة لا ينبغي أن تمر دون تدبر .(1/2727)
أعني أن الرواة , بداية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلوا إلينا حركة أم جريج , وهي تضع يدها على حاجبها , وترفع رأسها , وكأن هذه الحركة جزء من الدلالة , ولا يمكن نقل جزء من البيان , وترك جزء آخر , فلم يكن المقصود من النقل الإخبار عن أم دعت على ولدها , وإنما المقصود الإخبار عن أم هذا حالها , وتلك ظروفها , ولذلك دعت على ولدها . والفرق واضح بين الأمرين .
ووصول المعنى إلى المتلقي لابد أن يكون بالجمع بين إشارتها ولفظها , ولو أن راويا حكى كلامها , ولم يحك إشارتها وفعلها فقد قصر في النقل , وأساء في التبليغ , ولذلك انظر :
حكى النبي صلى الله عليه وسلم اللفظ والحركة .
ثم حكى أبو هريرة اللفظ والحركة .
ثم حكى أبو رافع اللفظ والحركة .
وهكذا ينبغي على كل ناقل وحاك .
ولا أبالغ إذا قلت إن كثيراً من الشعر قد ضاعت معانيه لا لشيء إلا لأن الرواة نقلوا لنا اللفظ فقط .
إن شعراءنا لم يقولوا الشعر وهم ساكنون سكون الحجارة , بل قالوه وهم يشيرون بأيديهم , أو بغيرها في مواضع كثيرة , فأين هي هذه الإشارات ؟
لقد ضاعت , كما ضاع أغلب الشعر .
وهنا يمكن القول بأن هناك تقصيراً كبيراً من رواة الشعر في نقل الحركات والإشارات, والالتفاتات التي صاحبت اللفظ فهي ذات دلالات لا ينبغي التغافل عنها .
وأرى أن هناك بلاغة غائبة عن البيان العربي , وهي تلك البلاغة الكامنة في إشارات الفصحاء , وحركات المتكلمين الذين علكنا ألفاظهم وتركنا إشاراتهم لتضيع في الهواء .
الطباق بالإشارة
الطباق عند العلماء هو [ الجمع بين المتضادين , أي بين معنيين متقابلين في الجملة ...ولو في بعض الصور , سواء كان التقابل حقيقياً , أو اعتبارياً ] ( 92)(1/2728)
وعلى هذا يمكن اعتبار بعض مقامات الإشارة دالة على هذا الطباق , ومثال ذلك ما ورد في حجة الوداع عن سيدنا جابر بن عبد الله , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أنه قال : ...وأنتم تسألون عني , فما أنتم قائلون ؟
قالوا نشهد أنك قد بلغت , وأديت , ونصحت , فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء , وينكتها إلى الناس : " اللهم اشهد اللهم اشهد .. ثلاثاً "(93)
فرفع اليد إلى السماء , ثم نكتها إلى الناس صورة تقابلية لها دلالة ولا شك .
وهذه الإشارة المتقابلة جاءت في أعقاب قولهم : نشهد أنك قد بلغت وأديت , ونصحت .
فهل تفيد الإشارة أن السماء تشهد كذلك كما تشهدون ؟
أم أن المقصود الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يسجل عليهم شهاداتهم ؟
أم أن الإشارة تعني أن الملائكة في السماء , وسكان الأرض , والجميع يشهد , فاللهم فاشهد ؟
إن هذه المعاني كلها قد تكون مرادة , لكن الشاهد هو هذه الحركة باليد أو بالأصبع , مرة إلى السماء , وأخرى إلى الناس , وأن الغرض منها تأكيد الشهادة , أو الإلحاح على الله تعالى بالشهادة عليهم .
ومن هذا الباب أيضاً ما روته السيدة عائشة رضى الله عنها , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه , أو كانت به قرحة أو جرح , قال : بإصبعه هكذا ..ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها , : " باسم الله تربة أرضنا , بريقة بعضنا , يشفي به سقيمنا , بإذن ربنا" ( 94)
وهذه الحركة عكس حركة الحديث السابق , فهنا وضع أصبعه على الأرض ثم رفعه إلى السماء , وهناك أشار أولاً إلى السماء ثم أشار إلى الناس .
وكلا الحديثين فيه دعاء :
الأول : دعاء بأن يشهد الله تعالى عليهم لاعترافهم أنه بلغ الرسالة .
والآخر : دعاء بأن يشفي الله تعالى المريض .
وهنا أتساءل : هل هناك علاقة بين الإشارات إلى السماء والأرض وبين الدعاء ؟ ربما ...(1/2729)
يقول القرطبي : [ وأما وضع الأصبع بالأرض فلعله لخاصية في ذلك , أو لحكمة إخفاء آثار القدرة بمباشرة الأسباب المعتادة ....
وقيل : كأنه تضرع بلسان الحال : إنك اخترعت الأصل الأول من التراب , ثم أبدعته منه من ماء مهين , فهين عليك أن تشفي من كانت هذه نشأته ] ( 95)
وقد يفهم من هذه الإشارة المتقابلة معنى التوسل , أعني : توسل العبد الذي خلق من تراب الأرض إلى الله تعالى بقبول دعائه .
لكن اللافت للنظر هو أنه أسند فعل القول إلى اليد .
واسمعه وهو يقول : " فقال بيده "
فالدعاء هنا ليس من اللسان وإنما من اليدين , فالأيدي تدعو , وتتوسل , وتطلب , كما أن اللسان يدعو , ويتوسل , ويطلب .
وأنا هنا لا أجزم بهذه الدلالات , وإنما أحاول فهم الإشارة , وعلاقتها باللفظ .
الخاتمة
وبعد :
فلقد تناولت في هذا البحث أثر الإشارة في البلاغة العربية , ودورها في حمل المراد إلى الناس , وذلك من خلال دراسة نظرية ثم تطبيق على بعض الأحاديث الصحيحة .
وفي الشق النظري تعرضت لما أثبته علماؤنا من دور الإشارة , وعلى رأسهم الجاحظ , الذي جعلها رديفة للفظ ونائبة عنه .
ثم من جاء من بعده كقدامة بن جعفر , وابن أبي الأصبع , وابن حجة الحموي , وقد ظهر من خلال كلامهم عنايتهم بالإشارة ودلالتها , لكنهم خالفوا عند التطبيق , فنحوا بالإشارة عند التطبيق إلى ما يفهم من اللفظ .
وقد ثبت بعد هذا عن مقصود كلام الجاحظ , وعن مقصود هذا البحث , فالبحث يحاول الكشف عن دلالة الحركة المصاحبة للفظ , وأثرها في بناء المعنى .
وقد بينت أن القرآن الكريم أثبت هذه الإشارات ودلالاتها .
أما الشق التطبيقي فلقد بينت فيه إمكانية إدراج الإشارة في جميع أبواب البلاغة , وعلومها , وألقيت الضوء من خلال بعض الأحاديث على دلالة الحذف , والتوكيد , والتعريف , من خلال الإشارة .
وكذلك دلالة الإشارة على التشبيه .
ودلالة الإشارة على الطباق .(1/2730)
وما أردت هنا الاستقصاء , وإنما أردت فتح الباب لدراسة تراثنا العربي , وهو زاخر , شعراً ونثراً من خلال الإشارات المصاحبة له ؛ لأن ذلك سيعيد إلينا دلالات ومعاني وقعت منا في الطريق ؛ لقلة اهتمامنا بهذه الدلالة .
كما تبين من البحث أن الإشارة لا تقوى على حمل المعنى وحدها غالباً فالأصل أن تكون في صحبة اللفظ , ورديفة له .
أما إذا عجز اللسان فهي النائبة عنه .
كما تبين أن للإشارة سياقات تكثر فيها , ومنها الأساليب الخبرية .
كما ظهر من خلال البحث إمكانية الدلالة بالإشارة على علوم البلاغة المتنوعة , المعاني والبيان والبديع , وأنها لا تقتصر على لون دون لون .
وإني بعد ذلك أوصي كل من سار على الدرب أن يلتفت إلى هذه الدلالة في تراثنا العربي , ويستخرج ما وراءها من أغراض ؛ فإن في ذلك فتحاً جديداً للبلاغة العربية .
هذا , وصلى الله على سيدنا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم .
الهوامش
1 - البيان والتبيين للجاحظ 1/7 طبعة دار الكتب العلمية بيروت .
2- كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي . تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السمرائي ط1 ج5 منشورات مؤسسة
ا الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1408 هـ ص 280 باب الشين والراء والواو .
وانظر لسان العرب لابن منظور طبعة دار المعارف مصر والقاموس المحيط للفيروزبادي
2 / 434 شور دار الفكر بيروت 1398 هـ .
3 - النهاية في غريب الحديث والأثر لمجد الدين ابن الأثير , تحقيق طه الزاوي ومحمود الطناحي 2/ 508 ( شور)
المكتبة العلمية بيروت .
4 - اللسان ( شور) .
5 - النهاية في غريب الحديث والأثر 2 / 508 .
6 - أساس البلاغة للزمخشري ( شور) دار صادر بيروت 1399 هـ ص 340 .
7 - زهير بن ابي سلمي الديوان شرح الإمام ثعلب الدار القومية للطباعة والنشر مصر ص 168 1384 هـ .
8 - النهاية في غريب الحديث والأثر 2 / 508 لابن الأثير
9- العين للخليل بن أحمد 6 / 281 باب الشين والراء والواو .(1/2731)
10- لسان العرب مادة ( شور )
11 - النهاية في غريب الحديث والثر 2/518
12 - أساس البلاغة ص 340 .
13 - لسان العرب مادة ( بصم ) .
14 - السابق ( شور )
51 - الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني 1/ 45 الهيئة العامة للكتاب .
16 - عون المعبود شرح سنن أبي داوود 3 / 318 شمس الحق العظيم ابادي دار الكتب العلمية بيروت
17 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6 / 4273 دار الغد العربي .
18 - السابق 6 / 4276 .
19 - الكشاف 1/ 361 دار التراث العربي .
20 - مفاتيح الغيب للفخر الرازي 7 / 204 دار الفكر العربي القاهرة .
21 - القرطبي 2/ 143 دار الغد العربي القاهرة .
22 - الكشاف 3 / 7 , والقرطبي 6 / 4257 .
23 - الفخر الرازي 2 / 413 دار الغد العربي القاهرة .
24 - نقد النثر المنسوب لقدامة بن جعفر ص 54 ت / طه حسين و عبد الحميد العبادي دار الكتب المصرية القاهرة 1351 هـ 1933م
25 - البيان والتبيين للجاحظ 1/ 39 دار الكتب العلمية بيروت .
26 - السابق 1 / 42
27 - السابق 1 / 64
28 - السابق 1 / 64 .
29 - السابق 1/ 43
30 - طوق الحمامة في الألفة والآلاف ت / فاروق سعد ص 105 منشورات دار مكتبة الحياة بيروت لبنان .
31 - لسان العرب ( عقر ) ط / دار الشعب .
32 - البيان والتبيين 1 / 48
33 - السابق 1/ 43- 45
34 - السابق 1/ 49 .
35 - السابق 1 / 52 .
36 - السابق 1/ 58 .
37 - السابق 1/ 61 .
38 - نقد الشعر المنسوب لقدامة بن جعفر ص 155 .
ا 39 - السابق ص 155 .
40 - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لابن رشيق القيرواني 1/ 302 دار الجيل .
41 - العمدة لابن رشيق ص 307 .
42 - السابق ص 309 .
43 - السابق ص 310
44 - السابق ص 310
45 - دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ص6 أبو فهر محمود شاكر مكتبة الخاجي القاهرة .
46 - السابق ص 24 .
47 - السابق ص 65 .
48 - تحرير التحبير لابن أبي الأصبع ص 200 ت / حفني شرف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .(1/2732)
49 - السابق ص 200 - 202
50 - خزانة الأدب لابن حجة الحموي 2/ 258 شرح عصام شعيتو دار مكتبة الهلال بيروت .
51 - السابق 2/ 258 .
52 - أخرجه البخاري في كتاب الرقائق رقم 29 , ومسلم في كتاب الجمعة رقم 43 .
53 - الجامع لأحكام القرآن 6 / 4276 .
54 - الدين الخالص لمحمود خطاب السبكي 4 / 139
55 - الفقه على المذاهب الأربعة 1/ 4 دار الكتب العلمية .
56 - أصول الفقه للرضي 1/ 236 ت / أبو الوفا الأفغاني ط / دار الكتاب العربي 1372 هـ
57 - سبل الاستنباط من الكتاب والسنة لمحمود توفيق سعد ط / الأمانة 1413 هـ ص 182 .
58 - أحكام القرآن للجصاص 4 / 323 ت / محمد صادق القمحاوي دار إحياء التراث بيروت .
59 - سبل الاستنباط ص 184
60 - عون المعبود شرح سنن أبي داوود لشمس الدين العظيم أبادي 3 / 220 ط / دار الكتب العلمي بيروت .
61 - مختصر السعد على تلخيص المفتاح شروح التلخيص 1/ 368 ط / دار السرور بيروت .
62 - رواه مسلم 4588 وأبو داوود 2538 .
63 - رواه مسلم 7066 والترمذي 2421 .
64 - شروح التلخيص عروس الأفراح للسبكي 1 / 313 .
65 - حاشية الدسوقي علي شرح السعد 1/ 313 .
66 - البخاري رقم 4897 والترمذي 3310 والنسائي 9 / 460 .
67 - فتح الباري 8 / 511 .
68 - شروح التلخيص 1/ 273 , 277 .
69 - دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ص 146 .
70 - رواه مسلم 1077 والبخاري 809 وأبو داوود والترمذي 273
71 - فتح الباري 2 / 348
72 - السابق 2/ 348
73 - السابق 2 / 348
74 - رواه البخاري 1304 , ومسلم 2102
75 - رواه البخاري 2/ 33 ومسلم 178
76 - فتح البري 6 / 406
77 - رواه مسلم 179
78 0- شرح النووي لصحيح مسلم 1/ 570 ط / دار الغد العربي.
79 - السابق1/ 570.
80 - شرح ابن عقيل ص 48 .
81 - رواه مسلم 1936 والبخاري 935
82 - فتح الباري 2/ 481 , 489
83 - رواه البخاري 345 و مسلم 796 وأبو داوود 321
84 - رواه الخاري 345 ومسلم 796 وأبو داوود 321(1/2733)
85 - رواه مسلم 2983
86 - رواه مسلم 2858
87 - أسرار البلاغة لعبد القاهر 101 , 102
88 - رواه البخاري 3477 ومسلم 4565
89 - فتح الباري 6 / 206
90 - رواه مسلم 7081
91 - رواه مسلم 7081
92 - شروح التلخيص , مختصر السعد 4 / 286
93 شروح التلخيص مختصر السعد 4 / 286
94 - فتح الباري 10 / 219
*************
الرابع من شهر رمضان 1426 هـ
---
(1/2734)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حديث في تفسير القرطبي لم أجد من أخرجه فهل تساعدوني
---
حديث في تفسير القرطبي لم أجد من أخرجه فهل تساعدوني
---
ماجد العريفي
10-08-2006, 11:42 AM
ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيره من سورة الحديد عند قول الله تعالى (( لكيلا تأسوا على مافاتكم ))
حديث ابن مسعود
فقال (( وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه )) ثم قرأ (( لكيلا تأسوا على مافاتكم ))
ما صحة الحديث من أخرجه ؟
والسلام
---
فهد الوهبي
10-08-2006, 12:25 PM
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجد عبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه).
أخرجه ابن أبي عاصم وحسن إسناده الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة ( 5 / 566 ) ، وفي ظلال الجنة برقم ( 247 ).
---
ماجد العريفي
10-08-2006, 02:34 PM
اشكرك أخي على مساعدتي
ولكني أبحث عن نفس الحديث ونفس الراوي وهو ابن مسعود رضي الله عنه
بزيادته التي هي (( ثم قرأ (( لكيلا تأسوا على مافاتكم ))
اشكرك اخي مرة اخرى على تواصلك
وجزاك الله خيرا على ماقدمت
ورفع الله قدرك في الدنيا والأخرة
والسلام
---
د.عبدالرحمن اليوسف
10-08-2006, 09:21 PM
في الطبعة المحققة للدكتور عبدالله التركي 20/264,جاء في الحاشية :لم نقف عليه هكذا مرفوعا...وانظر حفظك الله بقية التعليق.
---
أبو حذيفة
10-09-2006, 01:05 AM(1/2735)
أخي العزيز : لقد بحثت عن الحديث فلم أجده باللفظ الذي ساقه القرطبي فلعله أورده بالمعنى ، وقد ورد في المعجم الكبير ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن الحارث عن ابن مسعود أنه قال : لن يجد رجل طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر ويعلم أنه ميت وأنه مبعوث ) وليس هذا هو المطلوب ، وفي آخر وصية عبادة بن الصامت لولده ذكر مثل ما أورده القرطبي . لكنه من قول عبادة والله أعلم
---
د. أنمار
10-09-2006, 02:18 AM
تجد الحديث إن شاء الله في هذه الثلاثة مصادر
الإِبَانَةُ الْكُبْرَى أو
الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة لابْنِ بَطَّةَ
وطرفه:
لا يَذُوقُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ
لا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ
نشر دار الراية - الرياض
الْإِيمَانُ لِلْعَدَنِيِّ
أبي عبد الله محمد بن يحيى ابن أبي عمر العدني.
وطرفه:
لا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ
نشر الدار السلفية - الكويت
الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ لِلْبَيْهَقِيِّ
وطرفه:
لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا
نشر مكتبة العبيكان
---
منصور مهران
10-09-2006, 02:52 AM
كنت قرأت في مصنف عبد الرزاق ج 11 ص 200 الحديث رقم 20082 =
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود قال : ثلاث مَن كن فيه يجد حلاوة الإيمان : ترك المِراءِ في الحق ، والكذب في المزاحة ، ويعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه .
قلت : ومن فقه هذا الأثر من قوله : ( والكذب في المزاحة ) يستفاد تحريم أو كراهة ما يسمونه : كذبة إبريل . وبالله التوفيق .
---
د. أنمار
10-09-2006, 11:10 AM
هذه نصوصها لكن ليس فيها ذكر الآية(1/2736)
الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ >> بَابُ التَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَصِحُّ لِأَحَدٍ ، وَلَا يَكُونُ الْعَبْدُ >>
الطرف :لَا يَذُوقُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ ...
1439 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، لَا يَذُوقُ أَحَدُكُمْ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، وَأَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ "
الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ >> بَابُ التَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَصِحُّ لِأَحَدٍ ، وَلَا يَكُونُ الْعَبْدُ >>
الطرف :لَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ ، وَوَضَعَ يَدَهُ فِي فِيهِ ، حَتَّى ...
1440 حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبَّادٍ الدَّبَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : لَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ ، وَوَضَعَ يَدَهُ فِي فِيهِ ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ، وَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ وَأَنَّهُ مَبْعُوثٌ " *
الْإِبَانَةُ الْكُبْرَى لِابْنِ بَطَّةَ >> بَابُ مَا رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ >>
الطرف :لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ ...(1/2737)
1578 حَدَّثَنَا الْقَافْلَائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ
الْإِيمَانُ لِلْعَدَنِيِّ >> بَابٌ فِي الْقَدَرِ >>
الطرف :" لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ ...
15 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : " لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، وَأَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ "
الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ لِلْبَيْهَقِيِّ >> بَابُ كَيْفِيَّةِ الْإِيمَانِ بِالْقَدَرِ >>
الطرف :" لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا ...(1/2738)
153 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ ، عَنْ جَدِّهِ ، حَدَّثَنَا خَلَّادِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَذْكُرُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَأَهْوَى بِأَصْبُعِهِ إِلَى فَمِهِ : " لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ، وَيُؤْمَنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " *
عن طريق محرك البحث في جامع السنة وقد أعيد فتحه على الرابط التالي
http://www.sonnhonline.com/SearchSarfi.aspx
وهو اليوم في نظري أقوى وأجمع وأشمل موقع للبحث في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
---
(1/2739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئتي إليكم في عيد الأضحى
---
تهنئتي إليكم في عيد الأضحى
---
hedaya
01-12-2006, 07:47 AM
تهنئتي إليكم في عيد الأضحى
الحمد لله الذي به تتم الصالحات، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد صاحب المعجزات، وبعد:
اعلم أخي المسلم/ أختي المسلمة أن للمؤمنين في الدنيا ثلاثة أعياد لا غير، عيد يتكرر في كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وعيدان يأتيان في كل عامٍ مرة، وهما عيدا الفطر والأضحى، حيث أنه لمّا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى"، فأبدلنا الله تعالى بيومي اللهو واللعب يومي المغفرة والشكر، والعفو والذكر.
أما أول أيام عيد الأضحى فيقوم الحجاج هناك في "منى" بتقديم الأضحيات لوجه الله تعالى، ومعهم كل قادر من المسلمين في كافة بقاع الأرض، ومن هنا كانت تسمية هذا العيد بعيد الأضحى، تيمنًا بسيدنا إبراهيم الخليل الذي أوشك أن يذبح ابنه اسماعيل تلبيةً لأمر الله تعالى، والذي افتدى سيدنا إسماعيل بكبشٍ من الجنة ... أطاع نبيا الله تعالى ربهما في مسألةٍ عزيزةٍ مثل هذه، فما لنا نعصي الله سبحانه في أمورٍ أيسر وأبسط ؟!
http://www.w6w.net/upload2/24-12-2005/w6w_2005122401043180192c10.jpg
http://www.w6w.net/upload2/24-12-2005/w6w_20051224010709752eaf97.jpg
في أيام العيد تتوجه عيون العالم الاسلامي بأكمله نحو مكة المكرمة، حيث يؤدي ملايين المسلمين هناك خامس أركان الإسلام ألا وهو حج بيت الله الحرام، والذي يأتي تلبية لنداء الله عز وجل في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} صدق الله العظيم.(1/2740)
أحكام وآدب العيد: التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وجهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلانًا بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره + ذبح الأضحية بعد صلاة العيد ووقت الذبح أربعة أيام + الاغتسال والتطيب للرجال ولبس أحسن الثياب بدون إسرافٍ ولا إسبالٍ ولا حلق لحية، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرجٍ ولا تطيب + الأكل من الأضحية اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم + الذهاب إلى مصلى العيد ماشيًا أن تيسر، ومن السنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلى في المسجد + مخالفة الطريق بأن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر + التهنئة بالعيد لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم.
أمورٌ منهيٌّ عنها ... فلنجتنبها: أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يضحي من أراد الأضحية + التكلف والإسراف في شراء الملابس والأضحية وفي صيانة البيوت وتزيينها + الاجتماع في بيوت حديثي الموت - سيما النساء - وإعادة الحزن والبكاء في هذا اليوم + زيارة القبور سيما للنساء ضعيفات القلوب وكثيرات البكاء + الغفلة عن ذكر الله وترك صلاة الجماعة خصوصًا + شد الرحال لزيارة الأضرحة والقباب والموتى وإيقاد السرج عليها ونحو ذلك + التشبه بما يفعله الكفار في أعيادهم + صيام يوم العيد + التهاون في ترك صلاة العيد + المبالغة في السهر وتضييع صلاة الفجر.
وأخيرًا اعلم أخي الكريم/ أختي الكريمة - تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال - أن العيد ليس لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد، وليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب ... جعل الله أيام الإسلام والمسلمين أعيادًا كلها.
Hedaya
---
(1/2741)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أرجو مساعدتي في خطة بحث بعنوان قبس إيماني من وصايا لقمان
---
أرجو مساعدتي في خطة بحث بعنوان قبس إيماني من وصايا لقمان
---
محمد عامر
08-09-2005, 05:27 PM
أطلب مساعدتي في إعداد خطة بحث بعنوان قبس إيماني من وصايا لقمان في ضوء القرآن الكريم؛ وجزاكم الله خيراً.
---
د/ سعيد جمعة
08-20-2005, 07:54 AM
الأخ العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا توضيح طبيعة الدراسة التي ستقوم بها ليتسنى للأعضاء تزويدكم بخطة تختار من بينها ما يتوافق مع بحثك , فهل البحث في الدعوة ؟ أم في التربية ؟ أم في التفسير ؟ أم في اللغة ؟ ..... إلخ
وتقبل تحياتي ودعائي لكم بالتوفيق
---
(1/2742)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل صيغة الاستعاذة هذه خاصة بالصلاة أم يمكن القول بمشروعيتها في القراءة خارج الصلاة؟؟
---
هل صيغة الاستعاذة هذه خاصة بالصلاة أم يمكن القول بمشروعيتها في القراءة خارج الصلاة؟؟
---
محمود الشنقيطي
09-22-2006, 02:58 PM
من المعلوم بداهة لدى أغلب رواد هذا الملتقى المبارك ان الصيغة المختارة للاستعاذة هي الواردةُ في سورة النحل ,وان الزيادة عليها بلفظ(السميع العليم) مشروعة من غير نكير في ذلك,كما قال الشاطبي رحمه الله:
على ما أتى في النحل يسراً,وإن تزد *** لرك تنزيها فلست مجهلا..
ولكن جاء في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجة وأحمد,وصححه الألباني رحم الله الجميع أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يقول في الصلاة:أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه,ثم يقرأ)
والسؤال:/
هل يمكن اختيار هذه الصيغة للقراءة خارج الصلاة أم المعروف والمعتمد هما الصيغتان اللتان اصطلح على القراءة بهما القراء؟؟
أرجو ممن يستطيع الإفادة بشيئ في تلك المسألة ألا يحرمنا من الفائدة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً...
---
منصور مهران
09-22-2006, 05:57 PM
إجماع الأمة منعقد على وجوب الاستعاذة مطلقا :
1 - أخذا من قوله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم )
2 - في الآية ورد الأمر ( فاستعذ ) وهو حكم جاء عقب الوصف الذي هو نزغ الشيطان ؛ فدل على التعليل ، والحكم يتكرر لأجل تكرر العلة .
3 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم شرعها ربنا عز وجل لدفع شر الشيطان ووساوسه ؛ فدفع الشيطان واجب ووسيلة ذلك واجبة بوجوبه .
4 - من مواظبة الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستعاذة .
5 - الاحتياط والتصون يوجب الاستعاذة في كل وقت وعند كل عمل .(1/2743)
وهنا نقول : إن كل صيغة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن فهي الأولى بالاتباع سواء قالها في صلاة أو خارج الصلاة ؛ لأن دفع الشيطان هو المقصود فتتساوى كل الصيغ النافعة للدفع .
وجاء في تفسير السمعاني : ( وقد روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أعوذ بالله من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه ) 5 / 53 هكذا فهمه السمعاني أنه مروي دون تحديد في صلاة أم في غيرها .
ومثله في الدر المنثور 6 / 714 ، وانظر فيه الأثر الذي أخرجه الطبري عن ابن زيد قال : لما نزلت : ( خذ العفو ....الآية) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف بالغضب يارب ؟ . فنزل : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ) .
هذا ما عن لي والله يهدي السبيل .
---
برعدي الحوات
09-24-2006, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد: فإن الشكر الجزيل للأخ الفاضل محمود الشنقيطي لطرحه قضية الاستعاذة للمناقشة، هل تكون في الصلاة خاصة، أم أنها مشروعة في القراءة خارج الصلاة؟؟
إن مسألة الاستعاذة في الصلاة من القضايا الخلافية بين الفقهاء، فمنهم من أجازها في الصلاة سواء كانت الصلاة جهرية أم سرية، والبعض منهم ذهب بإخفائها في الصلاة الجهرية والسرية منهم أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي المقرئ المفسر، والبعض الآخر منعها في الصلاة مطلقاً..
والذي يظهر انطلاقاً من قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) أن الاستعاذة ترتبط بقراءة القرآن وجوداً وعدماً، يعني إذا ذكر القرآن ذكرت معه الاستعاذة، وإذا لم يذكر فلا تذكر معه الاستعاذة، لأن الباء للتعدية والإلصاق كما يقول علماء اللغة.لأن العائذ يلصق نفسه بالله، ويفي إليه ليحفظه من عدوه الذي بيده ناصيته.
والاستعاذة للقراءة من حيث مشروعيتها فإن العلماء أجمعوا على ذلك. (يعني أنها مشروعة).
وحكى المسيِّبي عن أصحابه من قراء أهل المدينة، أن عملهم على تركها .(1/2744)
أما حكم الاستعاذة فإن الجمهور ذهب إلى أنها مستحبة في القراءة بكل حال ، في الصلاة وخارج الصلاة، وحملولا الأمر في ذلك على الندب.
وذهب عطاء بن أبي رباح وداود وأصحابه إلى وجوبها لكل قراءة، ولو في الصلاة، بناء على أن الأمر للوجوب حقيقة.
ولابن سيرين تجب القراءة مرة في العمر، بناءً على أن الأمر للوجوب مع المرة أو الماهية.
وبعضهم بوجوبها في حق المصطفى دون أمته، نظراً لظاهر الخطاب.
وهو قول واهٍ، لأن الأظهر أن الخطاب عام لكل قارئ لا لخصوص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأمر عند مالك مقيد بغير صلاة الفرض، فيكره التعوذ فيها، ويجوز في النافلة.
وروى أشهب أحبية تركه في النفل أيضاً، وروى ابن حبيب يتعوذ في أولى النافلة فقط، واستحبه هو في كل ركعة منها.
وذهب الشافعي وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن وأحمد بن حنبل إلى أن الاستعاذة للقراءة لا للصلاة.بينما أبو يوسف ذهب إلى أنها للصلاة.
وقال الإمام مالك: لا يستعاذ إلا في قيام رمضان فقط، وهو قول لا يعرف لمن قبله.
وإذا تعوذ في الصلاة، ففي جواز الجهر به وكراهته قولان روايتا ابن حبيب وأشهب عن مالك.
وللقراء في الجهر به مطلقاً مذهبان. اختيار الشاطبي الجهر في القراءة الجهرية فقط إظهاراً لشعيرة القراءة، كالجهر بالتلبية، وتكبير العيد إظهاراً لشعيرة النسكين، ولفظه:
إَذَا مَا أَرَدْتَ الدَّهْرَ تَقْرأُ فَاسْتَعِذْ **جِهَاراً مِنَ الشَّيْطَانِ بِاللَِّه مُسْجَلاَ
ومن ثم فإن لفظ الاستعاذة الوارد في سورة النحل يكون بالله، كما روي أن ابن مسعود رضي الله عنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعوذ بالله السميع من الشيطان الرجيم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يابن أم عبد، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ، وروى نافع عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)(1/2745)
وهذان الحديثان ضعيفان. قال أبو شامة: وألأول لا أصل له في كتب الحديث، والثاني أخرجه أبو داود، ولكن بغير هذه العبارة.
وحيث إن الأمر كذلك فإن الزيادة لا مانع منها حسب ما ورد في النشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمه الله ، بناء على التفصيلات التالية:
1- (أعوذ بالله السميع من الشيطان من الشيطان الرجيم) نص عليها الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه، وقال: إن على استعماله عامة أهل الأداء من أهل الحرمين والعراقيين والشام، ورواه أبو علي الأهوازي أداء عن الأزرق بن الصباح، وعن الرافعي عن سليم، وكلاهما عن حمزة، ونصاً عن أبي حاتم السجستاني. ويؤيد هذا الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن الأربعة وأحمد عن أبي سعيد بإسناد جيد.
2- (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم) ذكره الداني أيضاً في جامعه عن أهل مصر وسائر بلاد المغرب، وقال: إنه استعمله منهم أكثر أهل الأداء........وأضاف قائلا: وعلى ذلك وجدتُ أهل الشام في الاستعاذة إلا أني لم أقرأ بها عليهم من طريق الأداء.
3- (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع البصير) رواه الأهوازي عن أبي عمرو، وذكره أبو معشر عن أهل مصر والمغرب.
4- (أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم) رواه الخزاعي عن هبيرة، عن حفص، وقال: وكذا في حفظي عن ابن الشارب عن الزينبي عن قنبل، وذكره الهذلي عن ابي عدي عن ورش.
5- (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم) رواه الهذلي عن الزينبي، عن ابن كثير.
6- (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، إن الله هو السميع العليم ) ذكره الأهوازي عن جماعة.
7- (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين) رواه الحسين الخبازي عن شيخه أبي بكر الخوارزمي، عن ابن مقسم، عن إدريس عن خلف عن حمزة.(1/2746)
8- (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم) رواه أبو داود في الدخول إلى المسجد عن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن لطائف الاستعاذة كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: ( أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له، وهو يتهيأ لتلاوة كلام الله، وهي استعانة بالله، واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه، ولا يقبل مصانعة، ولا يداري بالإحسان ، بخلاف العدو من نوع الإنسان ...........وأضاف قائلا: ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجوراً، ومن قهره العدو الباطني كان مفتوناً أو موزروراً.......).
والله أعلم، والسلام عليكم
*مصادر المداخلة:
1- مقدمة تفسير ابن كثير
2- النشر في القرءات العشر.
3- رسالة في تفسير قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) للطبيب بن كيران الفاسي المغربي / الرسالة مخطوطة، وهي في المرحلة الأخيرة من التحقيق .
4- الوافي في تفسير الشاطبية لفضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضي.
* الدكتور الهاشمي برعدي الحوات.
---
محمود الشنقيطي
09-24-2006, 04:48 PM
أحسن الله تعالى إليك يا شيخ برعدي
ولكن الإشكال عندي هو ورود تلك الصيغة في افتتاح الصلاة فقط,ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذته بها في غر الصلاة,أما الصيغ الثمان الواردة في النشر ففي كلها زيادةُ تنزيه لله تعالى,خلافا لتلك الصيغة.
وقد بلغني أن الشيخ الألباني رحمه الله كان يستعيذ بالصيغة المذكورة خارج الصلاة ولا أعلم صحة ثبوت ذلك..
---
(1/2747)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل نتدارس آية(الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ))
---
هل نتدارس آية(الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ))
---
جمال حسني الشرباتي
03-29-2005, 07:14 PM
السلام عليكم
هل يمكن لو سمح الأساتذة الكرام بأن نتدارس معهم تفسير الآيات
((وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ المُبِينُ كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ))الحجر90-92
فلقد وجدت في " النكت والعيون "أقوالا شارحة معنى المقتسمين
قال الماوردي ((أحدها: أنهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى اقتسموا القرآن فجعلوه أعضاءً أي أجزاءً فآمنوا ببعض منها وكفروا ببعض، قاله ابن عباس.
الثاني: أنهم أهل الكتاب اقتسموا القرآن استهزاءً به، فقال بعضهم: هذه السورة لي، وهذه السورة لك، فسموا مقتسمين، قاله عكرمة.
الثالث: أنهم أهل الكتاب اقتسموا كتبهم، فآمن بعضهم ببعضها، وآمن آخرون منهم بما كفر به غيرهم وكفروا بما آمن به غيرهم، فسماهم الله تعالى مقتسمين، قاله مجاهد.
الرابع: أنهم قوم صالح تقاسموا على قتله، فسموا مقتسمين، كما قال تعالى
{ قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله }
[النمل:49] قاله ابن زيد.
الخامس: أنهم قوم من كفار قريش اقتسموا طرق مكة ليتلقوا الواردين إليها من القبائل فينفروهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون، حتى لا يؤمنوا به، فأنزل الله تعالى عليهم عذاباً فأهلكهم، قاله الفراء.
السادس: أنهم قوم من كفار قريش قسموا كتاب الله، فجعلوا بعضه شعراً وبعضه كهانة وبعضه أساطير الأولين، قاله قتادة.
السابع: أنهم قوم أقسموا أيماناً تحالفوا عليها، قاله الأخفش.))
____________
ووجدت عنده أيضا أقوالا شارحة معنى " عضين"
وهي ((قوله عز وجل: { الذين جعلوا القرآن عضين } فيه أربعة تأويلات:(1/2748)
أحدها: يعني فرقاً، فجعلوا بعضه شعراً، وبعضه سحراً، وبعضه كهانة، وبعضه أساطير الأولين، فجعلوه أعضاء كما يعضّى الجزور و { عضين } جمع عضو، مأخوذ من عضَّيت الشيء تعضية إذا فرقته كما قال رؤبة بن العجاج:
وليس دينُ الله بالمعضى
يعني بالمفرَّق، قاله ابن عباس والضحاك.
الثاني: أن العضين جمع عضه وهو البهت، ومن قولهم: عضهتُ الرجل أعضهه عضهاً إذا بهتّه، لأنهم بهتوا كتاب الله تعالى فيما رموه به، قاله قتادة. ومنه قول الشاعر:
إن العضيهة ليستْ فعل أحرار
الثالث: أن العضين المستهزئون، لأنه لما ذكر في القرآن البعوض والذباب والنمل والعنكبوت قال أحدهم: أنا صاحب البعوض، وقال آخر: أنا صاحب الذباب وقال آخر: أنا صاحب النمل. وقال آخر: أنا صاحب العنكبوت، استهزاء منهم بالقرآن، قاله الشعبي والسدي.
الرابع: أنه عنى بالعضه السحر، لأنهم جعلوا القرآن سحراً، قاله مجاهد، قال الشاعر:
لك من عضائهن زمزمة
يعني من سحرهن. وقال عكرمة: العضه السحر بلسان قريش يقولون للساحرة العاضهة، ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن العاضهة والمستعضهه، يعني الساحرة والمستسحرة.
وفي اشتقاق العضين وجهان:
أحدهما: أنه مشتق من الأعضاء، وهو قول عبيدة.
الثاني: أنه مشتق من العضه وهو السحر، وهو قول الفراء.))-------------------------------------------------------------
والحقيقة أنني أرغب بالربط بين الإنذار بالعذاب وبين معنى المقتسمين ومعنى عضين بتفسير يرتاح المرء إليه---
فهل تتفضلون بالربط بينها
---
(1/2749)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل لديك عنوان موقع في النت يخدم القرآن وعلومه ؟ ضعه هنا
---
هل لديك عنوان موقع في النت يخدم القرآن وعلومه ؟ ضعه هنا
---
عادل التركي
11-18-2003, 06:02 AM
الإخوة الأعضاء الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد :
لايشك أحد في أن النت اليوم من أهم المصادر لجميع العلوم .
ولذلك خطر في بالي فكرة جميع كل المواقع التى تخدم القرآن وعلومه(تفسير-قراءات-تجويد-علوم قرآن عامة)
ليستفيد منها من يريد البحث عن مواضيع في هذا الكتاب العزيز, ويختصر الأوقات الطويلة في البحث عن عنوان.
وقد جاءتني هذه الفكرة بعد أن قرأت موضوع الشيخ الطيار عن التدبر في القرآن وقد وضع له رابط لجريدة البصائر.
ولكن اتمنى من الإخوان الذين يضعون روابط لعناوين متعلقة بالقرآن أن يضعوا وصف موجز للموقع وكم مقدار إهتمامة بمواضيع علوم القرآن ( مهتم جدأ - متخصص - جيد - لابأس - مُقِل ).
ولعلنا نخرج في نهاية المطاف الى مجموعة ضخمة من العناوين وشرح موجزلها لنطلق عليها إسم
( مفضلة
القرآن وعلومه)
وجزاكم الله خيرا
---
عادل التركي
11-19-2003, 01:14 AM
هذا رابط موقع وضع فيه بعض كتب علوم القرآن
ميزة الموقع سهولة البحث والتنقل بين المواضيع والكتب
http://www.al-eman.com/Islamlib/default.asp?CategoryID=5
---
أحمد البريدي
12-17-2003, 11:24 PM
اقتراح موفق ارجو المتابعة ومن الإخوة التفاعل فالدال على الخير كفاعله , وسأقوم بتثبيت موضوعك لفترة .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-18-2003, 12:44 AM
هذه بعض المواقع
موقع طريق القرآن (http://www.quranway.net/index.asp)
موقع فيه بعض موضوعات علوم القرآن (http://www.islampedia.com/MIE2/ooloom/korandx.html)
موقع قرآني (http://www.qurani.com/)(1/2750)
موقع قراء القرآن الكريم [ فيه تلاوات قديمة نادرة ] (http://www.qquran.com/qu.php?goto=main)
موقع صوت القرآن (http://www.quranvoice.com/)
---
خالد الشبل
12-21-2003, 11:49 PM
القرآن الكريم بأصوات الشيوخ .
تفسير الجلالين وابن كثير ، رحمهم الله.
يدعم - مع العربية - اللغتين : الإنجليزية والألمانية .
خاصية البحث .
http://www.vbzoom.com/quran/
---
عادل التركي
12-25-2003, 07:35 PM
أما الشكر: فهو للمشرف على المنتدى (أحمدالبريدي )على تثبيت الموضوع .
وللإخوة الذين شاركوا بما عندهم : أبومجاهدالعبيدي
خالد الشبل.
أما الطلب : فهو بتثبيت هذا الموضوع مدة اكثر حتى يتمكن الأخوة من إضافة مالديهم من جديد ومفيد
وطلب لكل عضو الآيبخل بما لديه في مفضلته من عناوين تخص القرآن وعلومه ولو كان الموقع
مشهوراً فقد يوجد من لا يعرف عنه .
فأنتم( أهل التفسير) فهل يعقل أن هؤلاء الأخوة الذين شاركوا هم الموجودون فقط , وهل هذه المواقع هي
التي يحتفظ بها( أهل التفسير) في مفضلتهم ,أتمنى أن أرى الرد منكم .
وأما المزيد من المواقع :
1- موقع ( الشبكة الإسلامية ) وهو من المواقع المعروفة فيه قسم (القرآن الكريم) وعنوانه:
الشبكة الإسلامية - القرآن الكريم (http://www.islamweb.net/web/misc.archive?vPart=161)
2- موقع ( صيد الفوائد) وايضا هو موقع معروف وفيه قسم (مكتبة التفسير وعلوم القرآن) ،وفيه كتب قيمّة خاصة الكتب الحديثة وعنوانه:
مكتبة التفسير وعلوم القرآن من موقع صيد الفوائد (http://saaid.net/book/list.php?cat=2)
3- من هنا تستطيع تحميل بعض الكتب (موسوعات القرآن الكريم وعلومه ) :
كتب للتحميل (http://www.omelketab.net/master.asp?filetype=3&pageorder=2)
4- موقع (قراء القرآن الكريم ) قد تجد فيه ما تبحث عنه في التجويد في قسم ( علم التجويد) وعنوانه :
قراء القرآن الكريم (http://www.qquran.com/qu.php?goto=tag)(1/2751)
5- هذا موقع للقارء (مشاري العفاسي ) وفي تسجيل للقرآن كامل بصوت المقرئ , وهذا عنوانه :
موقع القارئ مشاري العفاسي (http://www.alafasy.com/alafasy.htm)
ايه الأعضاء الكرام احتسبوا الأجر في هذا العمل , فهذا المنتدى يعتبرالمرجع في القرآن وعلومه .
وأهم شيء أن تكون المواقع التى توضع هنا سليمة نقية يعتمد عليها في البحث .
والبقية في الطريق إن شاء الله .
---
عادل التركي
12-26-2003, 02:44 AM
وهذه بعض العناوين لمواقع مفيده ارسلها لي بعض الإخوة جزاهم الله خيرا:
القرآن الكريم كاملا بصوت القارىء الذي تريدمن موقع ( قصيمي نت ) :
القرآن الكريم كاملا بصوت القارىء الذي تريد (http://www.qassimy.com/qoraankaream.htm)
ومن هنا (http://quran.muslim-web.com/index.htm?reciter=5_reciter) تستمع لبعض القراء من موقع المسلم مع إمكانية حفظ التلاوة في جهازك.
وهنا (http://www.qurancomplex.org/default.asp) تجد موقع ( مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ) وفي عناوين كثيرة تحت القرآن وعلومه , مثل المكي والمدني , أسباب النزول, الناسخ والمنسوخ وغيرها- التفسير, مثل الطبري , ابن كثير , البغوي وغيرها - تلاوة بعض القراءوغير ذلك كثير)
وللإخوة الذين لديهم رسائل علمية ( ماجستير - دكتوراة ) هذا موقع وضع فيه كتاب بعنوان ( جمع القرآن في مراحلة التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث - لمحمد شرعي أبو زيد ) (http://www.khayma.com/sharii/) اصلة رسالة ماجستير وهو قيّم ومفيد في تخصصة , وارجوا ممن لديه رسالة علمية أن يضعها في النت ليستفاد منها ويحصل له الأجر والمثوبة من الله , ولا تكون حبيست الأدراج كما هو حال كثير من الرسائل .(1/2752)
وهنا الموقع الخاص بالقرآن الكريم (http://gesah.net/quran/) وفيه :كيف تتأثر بالقرآن,فوائد وفرائد في حفظ القرآن,برامج لحفظ القرآن طباعته على الوور,بالإضافة إلى كثير من المواقع التى تخدم القرآن الكريم وإمكانية البحث فيه وغيره الكثير- لا يفوتك الموقع - .
هذا موقع (نون للأبحاث والدراسات القرآنية (http://www.islamnoon.com/) يتميز ببحوث في القرآن متميزة ومفيدة وقد تستغرب من عناوين بعض البحوث ولكن لا تخلو من فائدة , ما عليك سوا أن تجد لك وقت لقراءة هذه البحوث - قد تجد البحث أو الموضوع الذي تبحث عنه هنا - كثير من البحوث القيّمة فعلاًوالطرح الجديد والمفيد .
والبقية في الطريق إن شاء الله .
---
المشارك7
12-26-2003, 05:30 PM
وهذا رابط فيه كثير من الروابط في التفسير:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=73
---
أم صهيب
12-27-2003, 11:07 PM
قسم التفسير من مكتبة مشكاة الإسلامية (http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=6&PHPSESSID=94f2ebd766ef628e8c3b93791309467e)
قسم علوم القرآن من مكتبة مشكاة الإسلامية (http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat)
ملتقى أهل القرآن (http://www.4quran.net/qq/)
موقع تراتيل للشيخ عبد العزيز الأحمد (http://taratil.com/index.php)
موقع تحفيظ (http://www.thfeed.com/)
---
عبدالرحمن البكري
01-01-2004, 09:56 AM
وهذا موقع مفيد جداً http://www.gesah.net/quran/
يتضمن الموقع تعريف للقرآن الكريم، فوائد حفظ القرآن، برنامج تحفيظ القرآن ، إضافة الى مواقع القرآن الكريم
---
ناجح
03-03-2004, 03:41 AM
مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم
يحوي على كتب
http://www.qurancomplex.com/
موقع الوراق
http://www.alwaraq.com/index3.htm?u=http://www.alwaraq.com/Core/Body.jsp?option=2
مشروع المكتبة الإسلامية الإلكترونية
http://arabic.islamicweb.com/Books/
المحدث(1/2753)
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe?
دليل المواقع سلطان
http://www.sultan.org/a/
فيصل نور
http://www.fnoor.com/books.htm
موقع الاسلام
http://www.al-islam.com/arb/
الباحث الاسلامي
http://www.islamicfinder.org/index.php?sid=957961624&cat=39&start=40&t=sub_pages&inl_language=arabic
---
المنهوم
03-03-2004, 06:46 AM
فكرة رائعة جدا
وتفاعل مشكور
ولكم منا الدعاء وما وضع من الروابط فيه خير كثير
---
البسملة
03-03-2004, 11:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله
فكرة جدا رااااااااااائعة وفقكم الله للخير
_________
مشاركتي هي عن منتديات حفاظ الوحيين
وهي منتديات متخصصة في هذا الشأن وهي جديدة الولادة أسأل الله لها التوفيق
تعريف بسيط جدا بمنتديات حفاظ الوحيين
منتدياتنا تهتم بحفاظ الوحيين الكتاب والسنة
وكل ماله علاقة بهما
وتشمل ( التعليم عن بعد ) في كل العلوم الشرعية - والدورات العلمية - والدروس الشرعية - وحلقات مفتوحة في القرآن والحديث -
وعلوم الحديث- وعلوم القرآن - والتجويد – والقراءات – والإعجاز في القرآن والسنة - والتفسير وعلومه - وعلو الهمة - والمسابقات - والأدب الإسلامي -
والتدريب على الإلقاء – وإعداد البحوث - والتحقيق – والتأليف-
والطاقات البشرية – وبناء العقل – والإبداع - وتجارب الحفاظ – ودراسة أسباب الحفظ والنسيان – والطرائف والألغاز –
والمراكز والمعاهد - وجمعيات القرآن- وكل ما يخطر على البال
هذه باختصار هي منتديات حفاظ الوحيين
وهذا هو العنوان www.alwhyyn.net
بارك الله فيكم وشكر الله سعيكم
---
عادل التركي
03-10-2004, 11:49 PM
الأخ الكريم /المشارك7 : جهدك مشكور في جمع هذه الروابط التفسيرية , فجزاك الله خيرا وبارك في جهدك, وياليت لو تعطين بعض من المواقع من خلال خبرتك في موضوعك السابق.(1/2754)
الإخوة / أم صهيب , عبدالرحمن البكري , ناجح ,البسملة :شكراً لكم على ما وضعتموه من مواقع ونحن بانتظار المزيد منكم .
الأخ المبارك / المنهوم :شكراً لك على تشجيعك , وجزيت خيراً على دعائك , ولكن لابد لك من مشاركة تثري بها الموضوع .
وإلى جميع الأعضاء تحية طيبة وعتاب محب على عدم المشاركة ولو بالقليل .
ولكن ارجوا قبل وضع مواقع النظر فيما وضعه الأعضاء قبلك لكي لا يحصل تكرار .
هذه بعض المواقع :
1- موقع مهتم بالقراءات وفيه عدة مواضيع :مقدمات عن هذا العلم , متون علمية , شرح موضح بالرسم لرموز الشاطبية بالإضافة إلى اهتمامة بالتجويد (http://www.tadjweed.com/)
2_ومن هنا يمكن الحصول على بعض الكتب لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومنها ما هو في القران وعلومه وغير ذلك (http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp)
3_موقع من إعداد شركة يافا وفيه الكثير عن القرآن وعلومه :ناسخ ومنسوخ , جمع القرآن , الأحرف السبعة ... (http://abuhaibeh4.tripod.com/home/koran/uloom_alkoran.htm)
وللحديث بقية إن شاء الله .
---
التفسير1000
03-21-2004, 01:59 AM
إليكم أيها الإخوة الفضلاء مجموعة روابط متعلقة بالقرآن من دليل المواقع العربية (الردادي):
القرآن الكريم (1)
مجمع الملك فهد لطباعة القرآن
القرآن الكريم (2)
تفسير القرآن (الطبري)
تفسير القرآن (القرطبي)
تفسير القرآن (الجلالين)
دار القرآن الكريم والسنة
ومضات من القرآن الكريم
القرآن الكريم تلاوة السديس
كيف تتأثر بالقرآن وكيف تحفظ
القرآن الكريم من الشبكة الاسلامية
جمعية القرآن والسنة في فلسطين
في ظلال القرآن لسيد قطب
صوت القرآن
طريق القرآن
القرآن الكريم كاملا بالصوت
فهرست القرآن الكريم
كل شىء عن القرآن الكريم
نون للدراسات والأبحاث القرآنية
اذاعة القرآن الكريم من نابلس - فلسطين
موقع القرآن الكريم
علوم القرآن الكريم
القرآن الكريم - الشئون الإسلامية بمصر(1/2755)
دورةالوحيين لحفظ القرآن والسنة
موقع قراء القرآن
موقع القرآن الكريم
الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم
ترتيل القرآن الكريم
شبكة التفسير والدراسات القرآنية
الدورة المكثفة لتحفيظ القرآن
مركز الامام الشافعي لتحفيظ القرآن
جمعية تحفيظ القرآن بالطائف
جمعية تحفيظ القرآن بسراة عبيدة
جمعية تحفيظ القرآن ببقعاء
جمعية تحفيظ القرآن بالمندق
جمعية تحفيظ القرآن الخيرية في باكستان
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالرياض
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بتربة
جمعية القرآن والسنة بفلسطين
الإعجاز العلمي في القرآن
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ساحة حوار طريق القرآن
منتديات موقع القرآن الكريم
ملتقى أهل القرآن
منتديات قراء القرآن
مدارس الصديق لتحفيظ القرأن
تحفيظ القرآن بمحافظة بلقرن
تحفيظ القرآن بالطائف
تحفيظ القرآن بوادي ليه
متوسطة أبي موسى الأشعري لتحفيظ القرآن
مدارس تحفيظ القرآن بالسليل
مدارس تحفيظ القرآن الكريم بالسليل
تحفيظ القرآن الكريم بالدمام
مكتبة تحفيظ القرآن في ليلى
موقع أهل القرآن
مدرسة تحفيظ القرآن الابتدائية بالزلفي
متوسطة وثانوية الأرقم لتحفيظ القرآن
مدرسة تحفيظ القرآن الأهلية للبنات
الجنين ونشأة الإنسان بين العلم والقرآن
---
التفسير1000
03-21-2004, 02:08 AM
إليكم أيها الإخوة الفضلاء رابط موقع الردادي فيه مجموعة الروابط السابقة:
http://www.raddadi.com/search.php
وشكر الله للجميع سعيه.
---
عادل التركي
08-19-2004, 02:23 AM
جزاك الله خيرا على مجهودك
ولو أنك نسخة عناوين هذه المواقع ووضعتها هنا لكانت الفائدة أقرب للباحث .
ثم إنك نسخت أسماء العناوين من الردادي ووضعتها هنا وهذا لا يصلح ليكون رابط .
والصحيح أن تنسخ الرابط لكل عنوان - واقصد بالرابط www. ------.com مثلا - ثم تأتي هنا لموقع الملتقى وتضعه فيه .(1/2756)
والأفضل ألا تضع العنوان كما هو - حروف انجليزية http://www.tafsir.org - , فيكون مظهرة غير جميل بل الأفضل أن تختار من القائمة أعلى نص الرد _ الذي تكتب فيه العنوان في الملتقى - - الرسمة التى بشكل قطعة سلسلة وتسمى (رابط الكتروني ) - وتكتب العنوان بالعربي أو معلومات عنه ليكون الشكل أجمل والمظهر متناسق .
شكراً لك وً للأخوان على تفاعلهم ونرجوا المزيد .
وهذا موقع /الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة (http://www.aleijaz.net/)
---
صالح الفويه
09-09-2005, 09:53 AM
نشكر الاخوة الكرام على ما جادوا به حول هذا الموضوع ونسأل الله الكريم ان ينفعنا بكتابه العزيز
---
إمداد
09-10-2005, 01:41 AM
جزاكم الله خيرا
وهنا تجدون ترجمات مختلفة لمعاني القرآن الكريم ودروسا شرعية مترجمة
ويمكنكم دلالة من تعرف من أصحاب هذه اللغات الى هذا الموقع أونسخها على اسطوانة وتوزيعها عليهم ليستفيدوا منها
ترجمات معاني القرآن الكريم (http://www.islamhouse.com/dc/b_quran.html)
---
أمة الاسلام
09-12-2005, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
موقع أمة الاسلام عساه أن يكون من المواقع القرآنية الجديدة إن شاء الله تعالى
www.al-ommah.com
---
(1/2757)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > (( الرسالة الموقرة ... للعلمانية المحتقرة ))
---
(( الرسالة الموقرة ... للعلمانية المحتقرة ))
---
سليل الاسلام
03-28-2005, 12:09 PM
بسمك اللهم ينطقُ الخطيب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب ، وصلي اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب ، واجمعنا به وبجمعه المهيب. لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما..! فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فاقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص !! من المبطلين بلا سيف ولا رصاص !! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!! ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!!
هو علي عهد...فأما بعد
لا تغمد منجل الحق أبدا، واحصد أفكار الزور حصدا ، يا ناهياً من كان عبدا ، لمنكرٍ بات للمعروف ندا ، لا تكن في سجنهم مقيدا ، باغتهم بسيف الكلمة ، واخرج لهم من خلف الأكمة ، ارمهم بسهم الكتاب بلا منه ، وأغر عليهم بخيول السنة ، وأسرج لها الأعنة ، وكلما أينعت الألسنة ، تدعوإلى العلمنة ، فعليك قطافها ، وإخماد نارها في مهدها ، وإفساد تربتها وتعكير صفوها ، وقطع إمدادها ، وتجفيف مائها ...!!(1/2758)
فالعلمانية لا تثمر ، إلا بالحنظل المر ، وآكلها يتوهم النصر ، حاملا على ظهره الوزر ، فكل ما في الأمر ، هم قطيع من بقر ، ليس لهم الظفر ، فشيطانهم يغلبهم ، ونفوسهم تتعبهم ، والغرب يرعبهم ، بزيف الحب يوهمهم ، وبالسلام إليهم يجذبهم ، وبظاهر أخلاقه يبهرهم ، فكيف يكون لهم الفلاح ، وهم يكفنون بقايا الصلاح...!!!
أيها العلماني...
فلتسأل إخواني ، منك ماذا دهاني ؟؟ قتلت وجداني ، بليلك القاني ، وحزبك الجاني ، على كل فضيلة ، ونشرت بين أهلي الرذيلة ، يا علماني مضطرب ، يهتز للطرب ، يقول يا عرب ، راميا كل صلاته ، بربه في جميع أوقاته ، وإن دنت وفاته ، كسول إذا أطاع ، نشيط إذا ضاع ، قبلته في صلاته ، تحتل نيله وفراته ، ويخشى في الفلوجه ، أن تباد علوجه ، فكل علج بالعلوج يقتدي ،و يختار أن يردى مع الردي...!!
قال تعالى : {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (6) سورة الفتح
يا قمة النفاق...أتدّعون الاخلاق
تريدون أن يوفق ، بين فقيهٍ وعفلق ، أخلاقكم اهم من العبادة ، وعندكم تفوق الصلاة بزياده ، إذن فبمنطقكم المهين ، يصبح نصف المسلمين ، ليسوا لله عابدين ، ماداموا عندكم فضّين ، فيترك لأجلكم المسكين ، عبادة أشهر وسنين ، لقلتها عندكم في الموازين ، عندها ويل ثم ويل للمرائين ...!!!
قال تعالى : {الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ*وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (7) سورة الماعون
يا فيروسا له هجوم...(1/2759)
حثالة العصر وقد تدوم ، لكن بضربات منها لا تقوم ، فلن تنفعكم ابتسامة الروم ، والتي تؤرقكم في النوم ، فأخلاقهم الباهرة ، لن تنفعهم في الساهرة ، فمن يكفر بالله المجيد ، فهو عن الأخلاق بعيد ، غير متأدبٍ مع خالقه ، لأنه يكذبه ويشاققه ، ويكره صلاة تؤرقه ، لأنها تنهاه وخلفه لا تفارقه!!
قال تعالى : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت
هذه العلمانية...
أخلاق تجارية ، مصالح جلية ، توافه حضارية ، لا تريد أن تستيقض ، من هذا المرض ، كي لا يصدمها الواقع ، بنور الحق الساطع ، فتصبح أعمالها كالسراب ، وتعتزل ولا يطرق لها باب...!!
قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
وقال صلى الله عليه وسلم ((إنما بعثت لأتتم مكارم الاخلاق))..فالنجاة دين وأخلاق ....وليست حرية وأخلاق ...أو بتمسك في الدين غث ... فإنما الحرية هي العبث...!!
قال تعالى : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} (115) سورة المؤمنون
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)...وهم يحلون الزنا بلين الجناب ، ويعارضون منه الاغتصاب..!!
فيا طالب الحقيقه...
إذا مهد الله على الخليقة ، خلقاً فلأجل أن يسلكوا طريقه ، وتقوى أواصر دينه الوثيقه ، ويعبدونه بعيدا عن النجاسه ، وعن حب الظهور أوالرياسه ، حتى تكون الحياة له ، ولا يعكرها الأبله ، ونعيش له في الدنيا ، لتكون كلمة الله هي العليا ، ونخطو لجنة المئوى..!!
قال تعالى : {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام
فيا علماني ...
اقصص لي ولأخواني...(1/2760)
بداية نهجكم الفاني...
قال بصوت رخيم وفاضح...
منهجنا هو التسامح ، من يعتنقه لا شك رابح ، وعندنا منظمة للحقوق ، تمنع الظلم والعقوق ، ولك حرية الاختيار ، في شأنك وشأن الجوار ، فأنت على الفطرة ، حتى وإن أحببت بقرة ، وأنجبتم عشرة ، لأنها في المعروف عِشرة ...!!
بدايتنا تسلط الكنيسة ، لاحتكار العقول الكيسة ، فضجت الناس وقتها ، ورمت الدين خلفها ، وهذا عندنا الحل الوحيد ، لنواكب كل جديد ، فلا دين يحكم دنيانا ، ولا آمر عن فعلنا ينهانا ، وبهذا سننتج ، وربما على الصلاة نعرج..!!
قال تعالى : {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (101) سورة آل عمران
ونحن الآن نعيش ، نفس التسلط والطيش ، من رجال الهيئات ، أهل العيون الساهرات ، بل ومن كل الناس ، الذين وضعوا دينهم أساس ، يضايقونني وصديقتي ، ويحرمونني من فرحتي ، يا لهم من قساه ، كل بيده عصاه ، يأمر بعينيه ، وينهى بيديه ، نقول له هناك مراتب ، للنهي فلا تعاتب ، يقول أعلنتها متحديا ، فبذلت لك اليدا...!!
قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران
آه ... من حياة صعبة ، فنحن أهل الموهبة ، وأهل الهوى والأشربة ، عقولنا نيره ، صفاتنا خيره ،فأتركونا فنحن المهره ، نواعم البشرة ، وسنطور لكم الكره ، كي لا تفجّرها الإبره ، ونطور المدارس ، لتكون بلا حارس ، فالكل في شغله ، وفكرته وعمله ، كلهم يريد الاختراع ، ويريد السعادة والامتاع ، لكن الدين هو العقبة الوحيدة ، ويجب أن نعجل له المكيدة ، كي لا نبقى في الذل عبيده...!!(1/2761)
قال تعالى : {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا*وَأَكِيدُ كَيْدًا*فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} (15-17) سورة الطارق
نحن العلمانية العربية ، فرقوا بيننا وبين عقول غربية ، وبكل خسة وكل أذية ، لم يبيحوا تشبهي بهم في جزئية ، وقالوا من يرتد فستلحقة المنية ، متناسين مبادئ الحرية الشخصية..!!
قال تعالى : {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ} (71) سورة المؤمنون
حتى نصفي الآخر ظلموه ، وفي البيت قيدوه وكبلوه ، وأخذوا ماله وتركوه ، وفي قضاء أموره رافقوه ، وطلبوا الإذن من عائلوه ، ولمشاهدتي في الدش لم يدعوه ، فالحقيقة عندي وهم عنها مانعوه ، فأي ظلام هم لها يرضوه ، وأين يجد المظلوم قلباً عندما يطردوه ، نحن نريد لنا أمّا ، ، تفتينا وتخبرنا علما ، كما لدى المؤمنين أماً ، تدعى عائشة إبنة صديقٍ سما ، ولتكن آمنة من مانهاتن ، خطيبة نائل وفاتن..!!
قال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23) سورة الجاثية
يحاربون بيننا الابداع ، وهو في أوطاننا مضاع ، وكلما قلنا لهم نريد تنقيحا ، للسنة ولرجالها تجريحا ، قالوا العلم يورث بالوراثة ، ولن يحوزه أهل الدياثة ، وهو لا يؤخذ بالسماجة ، محال على أهل اللجاجة ، ولن تؤذن عن الديك الدجاجة...!!
قال تعالى :{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ... } الآية (34) سورة النساء
فائدة:
(( لم يرضوا من الله بهذه الأفضال ، فتركهم الله يهيمون في الظلال))
سحقاً لموقض الفتن...(1/2762)
علمانيٌ عفن ، محفزاته فن ، وطرب وطنّ ، ليجذب أهل الغباء ، فيرمون كل رداء ، يجعلهم في استحياء ، يستخدم الصحافه ، وبكل سخافه ، يدعو لمبادئ عقيمة ، تجر لأمور وخيمة ، لا تبشر بالسلامة ، بل تقود إلى الندامة ، وأظن أنه وبلا ملامة ، ممن تقوم عليهم القيامة ، فلا دين ولا خجل ، ولا رادع ولا وجل ، فشرار الناس ينسون الشهادة ، وهم لذكر الله أهلُ بلادة...!!!
قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} (142) سورة النساء
نظرتهم للغرب...
هي إنبهار وحسب ، وتتبعٌ وحب ، يهون له التعب ، لأنهم أهل النسب ، ليت شعري .. يسمع أو يكتب ، أمع الريح من حيث تهب ؟؟!! ويحكم سحروكم بالحضارة ، ونسبوها لأنفسهم بمهارة ، تقولون هم أهل الاختراعات ، وتنسون أنها مجرد أكتشافات ، أذن بها رب الارض والسموات ، وكأنكم تنسبون ، ذلك لزرق العيون ، ثم تتناسون ، فضل خالق الكون ، فلولاه ما كان للحضارة أن تكون ، فسبحان من يقول للشئ كن فيكون...!!!
قال تعالى : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (117) سورة البقرة
فالسيارة أو الطائرة للركوب والزينة ، والله هو الذي خلقها وهي عليه هينه ، بأمر كن تبدأ صناعتها ، ويتحرك العالم لتكوينها ، وتعبّد في العالم مساراتها ، بلا جبرية بل بفتح بابها ، فسبحان موجد أسبابها ، وفي الآية دليل على إيجادها...!!
قال تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (8) سورة النحل(1/2763)
كل الحرية لكم... تريدونها لكم ، ولمن كان معكم ، تجبرون غيركم ، أن يستمع لأنغامكم ، وأن يشم من دخانكم ، وأن يشاهد تبرجكم ، فهذه حريتكم ، التي تلغي غيركم ، وتقولون لنا ، هذه حقوقنا ، فإن سمعتم ، أو رأيتم ، أو استنشقتم ، فعلى نفسها جنت ، براقش بما فعلت ، وترددون قولة شيطانكم ، لا تلوموني ولوموا أنفسكم...!!!
قال تعالى : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (22) سورة إبراهيم
أيها المؤمن...
أنك مع المنافقين في جهاد ، فجادلهم إن تقلبوا في البلاد ، ولا تخش منهم الأوغاد ، وسل عليهم قلمك ، وجاهدهم بلسانك ، وبعلمك وبيانك ، وحديثك وقرآنك...!!
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (73) سورة التوبة
وقال ابن القيم عن أحد مراتب الجهاد التي ذكرها في مختصر زاد المعاد :
""المرتبة الثالثة: جهاد الكفار والمنافقين. وهو أربع مراتب: أحدهما: القلب. الثانية: اللسان. الثالثة: المال. الرابعة: النفس. وجهاد الكفار أخص باليد، وجهاد المنافقين أخص باللسان."" انتهى كلامه يرحمه الله .
وهذه مقالتي ...
ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، واعانتني على شقوتي... فيارب تقبل مني هذا العمل ، واهد قارئه لترك العلل ، فإن اخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل ، وإن اصبت فأنت الاعلم وأنت الأجل ، ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل!(1/2764)
قال تعالى : {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (118) سورة المائدة
والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ، وما أعزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع. ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات سبحانه المُتعالي يسرّ اختزالي ... لمقالي!!
في هذه الكلمات...
ما زاد أهل العلمنة إلا في العناد....ما زاد أهل العلمنة إلا في العناد
والسلام خير ختام
سليل الاسلام
---
(1/2765)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أشرطة سمعية لشروح التفسير
---
أشرطة سمعية لشروح التفسير
---
راجي خير
07-26-2003, 08:43 PM
السلام عليكم و رحمة اللة وبركاتة
من هم العلماء الكبارالذين فسرو القرآن ولهم أشرطة سمعية في التسجيلات وأين أجدها؟
الشيخ عمر فلاتة رحمة الله درس تفسير بن كثير في حوالي 600 شريط فماهي آخر سورة فسرها؟
---
أحمد البريدي
07-27-2003, 01:59 AM
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وتجد تفسيره على هذا الرابط :
http://www.binothaimeen.com/
---
(1/2766)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية ( بحث منقول )
---
خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية ( بحث منقول )
---
فهد الوهبي
03-24-2007, 11:13 PM
الحمد لله رب العالمين ...
فهذا بحث منقول بعنوان :
( خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية ) لنور الدين بو كرديد . (http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8881)
توطئة:
يبين القرآن الكريم أساس الاختلاف بين البشر ومنشأه وطرق تجاوزه في الكثير من الآيات، ويخصص آيات كثيرة للدعوة إلى المصالحة بين الناس يجعلها تحتل مكانة مرموقة ضمن مقاصده النبيلة، ويعطيها فقها خاصا ومتكاملا، ويبين معناها ويوضح مظاهرها المختلفة ومجالاتها المتعددة التي تستغرق الناس جميعا وتشمل جوانب الحياة بمختلف جوانبها.
ويضع القرآن الكريم التشريعات والأخلاق والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم، ويعطي الأمثلة والنماذج من سير الأنبياء والمرسلين الداعية إلى العمل من أجل تحقيق أهداف مقاصدية كبرى أو نبدأ فيما يلي بيان هذه النقاط.
أساس الاختلاف بين البشر في الخطاب القرآني:
لحديث عن المصالحة في القرآن الكريم, يفرض أولا الحديث عن الاختلاف بين البشر في القرآن الكريم, ذلك أن المصالحة لا تكون من اختلاف وخصام, والخطاب القرآني تناول إشكالية الاختلاف بين البشر، وبين تاريخه وقانونه، وسببه وغايته، وكيفية رفعه في الكثير من الآيات, وهذا يظهر من خلال النقاط الآتية:
نشأة الاختلاف بين البشر أو تاريخه:(1/2767)
يرجع الخطاب القرآني البداية التاريخية للاختلاف بين البشر إلى لحظة نزول آدم عليه السلام إلى الأرض, حيث أن الاختلاف والصراع شكل أول مظهر من مظاهر العلاقة على الأرض بين البشر في مختلف دوائر العلاقة بينهم ـ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ـ وتجلت أول ما تجلت في قصة ولدي آدم ـ عليه السلام ـ قابيل وهابيل اللذين وقع بينهما الاختلاف والصراع، فقتل قابيل هابيل, وكانت أول جريمة بين البشر لازالت مستمرة إلى اليوم.
قال تعالى "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [المائدة: 29-30]
طبيعة الاختلاف بين البشر في القرآن الكريم:
بين الخطاب القرآني أن الاختلاف ظاهرة كونية ونظام إلهي قدري لا مجال للاعتراض عليه أو القضاء عليه, قال تعالى: "وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم" [المائدة:48] وقال أيضا: "وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [النحل:93].
سبب وقوع الاختلاف بين البشر:(1/2768)
يقرر الخطاب القرآني أن الدين عند الله واحد من آدم -عليه السلام- إلى محمد-صلى الله عليه وسلم- وإنما وقع الخلاف نتيجة العلم والبعد عن الحقيقة, قال تعالى: "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" إلى أن قال: "وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ " [الشورى: 13-14]. وقال عز وجل: "وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ" [يونس:19].
أهداف الاختلاف ونتائجه:
يتعرض الخطاب القرآني لمقصد هذا الاختلاف ومصيره فيؤكد أنه مقصود الله عز وجل في بين البشر الذين خلقهم الله عز وجل متنوعين ومتمايزين في الخلقة والتكوين والآراء والقناعات والدوافع والطموحات وغيرها من الفروق حتى يسخر بعضهم بعضا ويحتاج بعضهم إلى بعض ويأخذ بعضهم عن بعض ويكمل بعضهم بعضا, وأن هذا الاختلاف باق ومستمر حتى تقوم الحياة ويكون العمل ويصنع التاريخ وتبنى الحضارة, قال تعالى: "وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" [هود:119].
رفع الاختلاف من وظائف الدين:
لقد بين الخطاب القرآني أن الله عز وجل إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع لإدارة الاختلاف وإيجاد المخارج المناسبة منه حتى يبقى مصدرا للتنوع والثراء وإنتاج الحضارة ولا يتحول إلى معول للهدم ووسيلة للردم الاجتماعي والسياسي والحضاري. قال تعالى: "فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ" [البقرة:213].
الدعوة إلى المصالحة في الخطاب القرآني:(1/2769)
وإلى جانب اهتمامه بالاختلاف بين البشر وتبيان تاريخه وقانونه وسببه وغايته, اهتم الخطاب القرآني بوصف ما يزيل ذلك الاختلاف ويعيد العلاقات الإنسانية والاجتماعية إلى سابق عهدها وسالف طبيعتها من التصافي والمودة والمحبة فاهتم بالدعوة إلى المصالحة وخصص لها هاشا واسعا من مساحته الكريمة بجعلها تحتل مكانة متقدمة ضمن مقاصده وما يصنع تميز هذه الدعوة إلى المصالحة شيئان أو أمران هما:
• فائدتها وأهميتها العظيمة:
إن الخطاب القرآني أعطاها أهمية بالغة وطلبها طلبا ملحا جازما, وقد جاء هذا الطلب بأشكال كثيرة وبصيغ متعددة بغرض إقناع الناس بها وحملهم عليها, فقد جاء طلبها والحث عليها باعتبارها الحل الأمثل والأنفع للناس. قال تعالى: "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" [النساء:128].
وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من فضائل الأعمال, قال تعالى: "إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ" [النساء:114]. وقال أيضا: "فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ" [الأنفال:1]. وقال تعالى أيضا: "أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ" [البقرة:224], وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من واجبات الأخوة الإيمانية, قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ" [الحجرات:10], وجاء طلبها بصيغ وأشكال أخرى يعسر ذكرها كلها (1).
• شموليتها:
لقد جاء خطاب المصالحة في القرآن الكريم شاملا ومستغرقا للبشر جميعا وللموضوعات كلها, فالمصالحة في الخطاب القرآني مطلوبة من البشر جميعا وبين البشر جميعا وفي مختلف روابطهم النسبية والاجتماعية والإنسانية.(1/2770)
فالمصالحة مطلوبة داخل الأسرة بين الزوج والزوجة, قال تعالى:"فلا جناح عليهما أن يصالح بينهما صلحا والصلح خير" [النساء:128]. ويقول أيضا: "إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا" [النساء:30]. وقال أيضا: "وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا" [البقرة:228]. وهي مطلوبة بين أفراد المجتمع المسلم وشرائحه المختلفة وتياراته المتعددة, قال تعالى:"فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ" [الأنفال:1].
والمصالحة مطلوبة بين المسلمين وغيرهم من الشعوب والمجتمعات المغايرة لهم في الدين والثقافة والحضارة, قال تعالى: "وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" "[الأنفال: 61].
كما أن المصالحة في الخطاب القرآن مطلوبة في الموضوعات كلها وفي المجالات كلها, ذكر الخطاب القرآني البعض منها على سبيل المثال لا الحصر, منها: مجال المعاملات مثل البيع والشراء والوصية, قال تعالى: "فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ" [البقرة:128]. ومنها مجال الأزمات السياسية والنزاعات المسلحة, قال تعالى:"وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا"[الحجرات:9].
كيفية تحقيق المصالحة في الخطاب القرآني:
لم تأت الدعوة إلى المصالحة في القرآن الكريم بخطاب نظري مجرد, بل اعتمدت على الجمع بين النظرية والتطبيق, إن القرآن الكريم وضع المبادئ والتشريعات والأخلاق والآداب والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم.
1. كيفية تحقيق المصالحة من جانب الوجود:
لتحقيق المصالحة من جانب الوجود, دعا الشارع الحكيم إلى الكثير من المبادئ والأخلاق والتشريعات نكتفي بذكر أهمها:(1/2771)
• التسامح: يعتبر التسامح في الخطاب القرآني الوسيلة المثلى لتحقيق المصالحة, قال تعالى: " فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" [فصلت:34]. وقال أيضا: "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" [الفرقان:63].
• العفو والصفح: فإنهما من أهم الطرق المفضية إلى تحقيق المصالحة وقد جاء الحث عليها في الكثير من الآيات منها:
- قوله تعالى:"وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" [البقرة:237].
قوله تعالى:"َالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ" [آل عمران:134].
قوله تعالى "فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ" [البقرة:109].
- قوله تعالى:"وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ"[النور:24].
العدل والإحسان:
قال تعالى: "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً" [البقرة:83]. وقال أيضا:". "وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" [البقرة:195] أما العدل فيقول عز وجل:" "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ" [النحل:90].
• الشورى:
يقول عز وجل:"وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ" [الشورى:35].
• الأخوة الإيمانية:
إنها من أهم طرق تحقيق المصالحة قال عز وجل: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" [الحجرات:10]. فالمصالحة كما يقول أحد العلماء:" .... اصطلح بها المتخاصمون واجتمع عليها المتفرقون فليست عداوات الجاهلية... وأصبح المرء يجلس آمنا مطمئنا في ملإ أو خلوة مع من قتل أباه أو أخاه وهو لا يخشى انتقامه ولا يتوقع أذاه" (2).
• الوحدة الإنسانية:(1/2772)
إن الله عز وجل جعل الناس سواسية في إنسانيتهم وكرم جميعهم بالعقل فهم من أب واحد وأم واحدة, كلهم لآدم وآدم من تراب, وهذه من المبادئ التي تخدم المصالحة بين الناس وتجعلهم يقبلون على حب بعضهم بعضا,مؤمنون بأن رابطة الإنسانية تشدهم إلى بعضهم بعضا, قال تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" [الحجرات:13].
• الاعتراف بالآخر والتواصل وقبول الحوار معه:
لتحقيق المصالحة مع غير المسلمين دعا الخطاب القرآني إلى الاعتراف بالأخر والتواصل معه, قال تعالى:"لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" [البقرة:256]. وقال أيضا:"أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ" [يونس:99]. وقال أيضا:"لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" [الممتحنة:8-9].
2. كيفية تحقيق المصالحة من جانب العدم:
لتحقيق المصالحة من جانب العدم أمر الشارع الحكيم باجتناب الأخلاق الذميمة والمعاملات المحرمة والضارة التي تعكر صفو العلاقات بين الناس ووضع الجزاء الصارم على الفرقة والاختلاف وعلى كل من تسول له نفسه زرع البلبلة والفتنة في المجتمع. وتتمثل فيما يلي:
• الأخلاق الذميمة المناقضة والنافية للمصالحة:(1/2773)
وهي السخرية وسوء الظن والتجسس والغيبة والحقد والكراهية والإقصاء والقطيعة والضغينة وغيرها من خوارم الود وقواطع الصلة بين الناس، فإنها منهي عنها بنصوص كثيرة منها قوله تعالى في آية جامعة لهذه الأوصاف: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" [الحجرات:11-12].
• المعاملات المنافية والمناقضة للمصالحة:
وهي الربا والغش والاحتكار والميسر والسرقة والغضب والرشة والتدليس والاحتيال والاختلاس... وغيرها من المعاملات الضارة المحرمة بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
• الجزاء على الفرقة والاختلاف:
لقد توعد الله عز وجل على الفرقة والاختلاف بالفشل وذهاب الريح والشوكة في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة. فال تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"[الأنفال:46], وقال أيضا: "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران:195].
نماذج المصالحة في الخطاب القرآني:(1/2774)
لقد نقل الخطاب القرآني العديد من المشاهد والوقائع عن المصالحة من سير الأنبياء والمرسلين حتى يقرب للناس صورتها ويشجعهم على الاقتداء بها. ومن هذه النماذج:
1. عفو الله تعالى عن آدم عليه السلام:
أول مثال يسوقه الخطاب القرآني للناس عن المصالحة هو عفو الله تعالى عن أبي البشر آدم عليه السلام, فإن آدم عصى ربه وأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها, ثم عاد عن ذنبه واستغفر ربه فتاب, قال عز وجل "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة:37]. فكانت هذه المعاملة الإلهية الرحيمة درسا بليغا لآدم ولذريته من بعده حتى يجعلوا العفو والمصالحة عملة يتداولونها بينهم في الحياة.
2. المصالحة بين يوسف وإخوته:
إن من أعظم قصص المصالحة والعفو في الخطاب القرآني قصة المصالحة بين يوسف عليه السلام وإخوته, هذه القصة التي مرت بفصول تراجيدية تمثلت في تآمر إخوة يوسف عليه السلام ورميهم إياه في البئر وتسببهم له في ألوان من الأذى النفسي والمادي, ثم عرفت نهاية سعيدة بين الإخوة حيث اعترف الظالم بذنبه في حق المظلوم.
قال تعالى: "قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ" [يوسف:91]. وتنازل المظلوم عن حقه في القصاص من ظالمه وعفا عنه, قال تعالى: "قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" [يوسف:92]. وهكذا طوى الإخوة صفحة الماضي الأليمة وعاد إليهم التصافي والوداد والوئام والمحبة, وبقيت قصتهم مثالا يحتذى ويقتدى.
3. سياسة المصالحة عند النبي –صلى الله عليه وسلم- :
من نماذج المصالحة في الخطاب القرآني تسجيله لسياسة المصالحة التي كانت خيارا استراتيجيا للنبي-صلى الله عليه وسلم- في حياته ودعوته والتي تجلت في عدة مواقف منها:(1/2775)
المصالحة التاريخية التي أنجزها النبي-صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد الهجرة بين المسلمين فيما بينهم وبين المسلمين وغيرهم من خلال كتابة الوثيقة (الدستور), ومن خلال المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي أشاد الله سبحانه وتعالى بها وبأطرافها, فقال تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [الحشر:9]. وقال أيضا: "وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة:100].
ومنها هدنة الصلح التي وقع النبي-صلى الله عليه وسلم- مع كفار قريش في الحديبية رغم الشروط القاسية والتي أشاد بها الخطاب القرآني واعتبرها فتحا مبينا حيث أنزل فيها قوله تعالى: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا" [الفتح:1].
ومنها العفو العام الذي أصدره النبي –صلى الله عليه وسلم- في حق قريش يوم فتح مكة الذي أشاد به الخطاب القرآني, فقال عز وجل: "إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا" [النصر:كلها].
الأبعاد المقاصدية لخطاب المصالحة في القرآن الكريم:(1/2776)
قبل أن نتكلم عن الأبعاد المقاصدية لخطاب المصالحة في القرآن الكريم ينبغي طرح التساؤل الآتي: ما هو سر اهتمام الخطاب القرآني بالدعوة إلى المصالحة؟
والجواب يأتي سريعا: هو أن الخطاب القرآني اهتم بالدعوة إلى المصالحة من أجل تحقيق أهداف وأبعاد مقاصدية وحضارية كبرى تتمثل فيما يلي:
1. البعد الديني:
ويتمثل في حفظ الدين والتمكين له, فإن الدين إنما يتمكن وينتشر وتقام أحكامه بين الناس في الأجواء السلمية, أجواء الصلح, وإنما تهتز مكانته وينحسر مده وسلطانه وتضيع أحكامه في أجواء الفتن والقلاقل, ويبين النبي –صلى الله عليه وسلم- للمسلمين هذه الحقيقة, فيقول:" ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟!, قالوا: بلى يا رسول الله, فقال: إصلاح ذات البين, فإن فساد ذات البين هي الحالقة, لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين" (3).
2. البعد الاجتماعي:
ويتمثل في حفظ النسل والحفاظ على كيان المجتمع وبناء علاقات ودية أساسها الأخوة والتعاون والتراحم مما يجعل جهد الناس يتوجه إلى البناء والإعمار وليس إلى التخريب والدمار.
3. البعد الاقتصادي:
ويتمثل في حفظ المال من التلف والضياع وتنميته بالحركة والعمل والإنجاز والاستثمار, فإن الذي يؤكده الخبراء أن عجلة التنمية الاقتصادية لا تدور وأن الثروة لا تعرف النماء إلا في أجواء الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي.
4. البعد السياسي:
ويتمثل في صيانة كرامة الأمة وكيانها السياسي, وحماية وحدتها وضمان استقرار مؤسساتها وفاعلية نشاطها مما يجعلها قوية مهابة بين الأمم
5. البعد الثقافي:(1/2777)
ويتمثل في الحفاظ على العقل واستخدامه في التفكير السليم السوي وذلك بتوجيه اهتمام الناس إلى العلم والتعلم, وإلى البحث والإبداع العلمي والفكري والثقافي والفني والجمالي, فإن أجواء السلم والمصالحة تحرر العقول وتدفعها إلى العلم والبحث والتفكير في الأنفس والآفاق, وإن أجواء الحرب والفتن والقلاقل تكبل العقل وتشل حركته عن التفكير والبحث والتأمل.
6. البعد الإنساني العالمي:
ويتمثل في مد جسور التواصل والتعارف والتثاقف بين الشعوب والثقافات والحضارات, وإقامة حضارة إنسانية راشدة تختفي فيها النزاعات ويتحقق فيها التقدم العلمي والتقني والرفاه الاجتماعي والمادي والأدبي , مصداقا لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" [الحجرات:13].
الخلاصة:
نستنتج من خلال هذا البحث المتواضع, أن الخطاب القرآني يولي اهتماما وعناية قصوى للدعوة إلى المصالحة ويرسم الطريق لتحقيقها ويطلب من المؤمنين به أن يجعلوها العملة التي يتعاملون بها في حياتهم حتى يستقر لهم دينهم وتستقيم حياتهم وتعمر بالخير والصلاح.
المصدر :
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8881
--------------------------------------------------------------------------------
(1) لمزيد من التفصيل: انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم, فؤاد عبد الباقي, دار الكتب العلمية, بيروت ـ لبنان.
(2) انظر: الإسلام عقيدة وشريعة, محمود شلتوت, ص/434.
(3) أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة, برقم/1898, 4/273, وأخرجه البيهقي في شغب الإيمان, باب حفظ اللسان, برقم/4926, 4/238.
--------------------------------------------------------------------------------
---(1/2778)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خذها بقوة
---
خذها بقوة
---
علي جاسم
04-08-2005, 03:00 PM
" يا يحيى خذ الكتاب بقوة "
إيمان ..
ما يأت بقوة لا ينتزع بهوان وما يأت بهوان لا ينتزع بقوة .. وهذه هي قاعدة الإيمان السليمة .. وهذه هي مشكلة المسلم اليوم ، بل هذه مشكلة كل فكرة أو عقيدة عرفتها الإنسانية ، فبقائها وديمومتها مناطة بقوة الأخذ بها وقوة الإيمان بها ..
مشكلتنا هي بمساحة الدين من حياتنا اليومية ، وفي استعدادنا للتضحية من أجل الدين ، مشكلتنا في كم الاهتمام والانشغال بالدين والانصراف والاستغراق للدعوة ..
أقول هذا القول وبين يدي كتاب يذكر بين طياته حالة مشرقة جميلة وهي أن الإمام مالك وأقصد به جمال الدين محمد بن عبد الله إمام النحاة في وقته وصاحب الألفية ، يروى عنه أنه كان حريصا على العلم حتى أنه حفظ يوم موته ثمانية شواهد شعرية لقنه ابنه إياها تلقينا..
بمثل هذه النماذج المشرقة وبمثل هذا النفوس المتفانية لأجل العلم والدين يقوم المبدأ ويتنفس الإيمان نسيم الحياة وتنهض العقيدة والدين على قدم وساق ..
لا يمكن لعقيدة أن تحيى في ضمير الإنسانية ما لم تجد أرضا خصبة تثمر فيها ، ما لم تتهيأ لها أعمار وتفنى بسبيلها زهرة الشباب ، ما لم تجد شوكة تحفظ لها ديمومتها وعزتها ، ما لم تجد فتية ورجالا يغذونها بدمائهم ويؤثرونها على أنفسهم كما فعل الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ الدين كان عندهم أعز وآثر من أنفسهم ، فماذا كانت النتيجة ، خيول المسلمين وطئت حدود باريس ، وقصور كسرى ترتج لصوت المؤذن وهو يكبر الله في أروقتها (( الله أكبر )) ..(1/2779)
وما كان للدعوة المحمدية في فجرها السني أن تقوم على قدم وساق لولا أن هيأ الله لها رجال قد صدقوا ما عاهدوا الله عليه أحيوها بأرواحهم ودمائهم وأموالهم وأنفسهم فأعزها الله على أيديهم وجعلهم ظاهرين على الأمم { ويأبى الله إلا أن يتم نوره }..
تحيى العقيدة برجالها ، وتشيخ وتضمحل برجالها أيضا ، تحيى بقوة الروح التي تنبض فيها وقوة السواعد التي تحمل لوائها ، تحيى بقوة الأخذ بها وقوة الإيمان بها ، وتنتهي وتبلى إن ألقينا بها لحواشي الحياة المتحيزة عن لبابها ، وتموت وتنتهي إن فصلنا بينها وبين حركة حياتنا ، إن فصلنا بينها وبين حركة الأمة وتوجه الكتلة البشرية ..
ومن ينظر حال المسلمين اليوم يدرك أن ما أصابنا مردود على هوان الدين على أبنائه وهذا بدوره مردود على ضعف الأخذ بالمنهج ، وهوان المنهج يعني هوان المتمنهج..فبعد خمسة عشر قرنا على ديننا ولا زلنا نغالب أنفسنا في صلاة الفجر ، فتغلبنا يوما..و..وتغلبنا يوما..
ولو أنا أقمنا الجماعة كما أقامها رسول الله وكما أمر الله ، ولو أنا حفظنا صلاتنا ، وفقهنا قرآننا ، واقتطعنا لديننا حصة من وقتنا ، ولو أنا لم نداهن في ديننا خشية الناس والله أحق أن نخشاه ، ولو أنا عدلنا في قولنا ولو كانوا آبائنا أو أبناءنا أو إخواننا ، ولو ألزمنا أنفسنا التزالم منهج الله وصدقنا الله وصدقناها ، ولو حملت قلوبنا من الحرص على الدين ولو بما يوازي نصيف حرصنا على دنيانا ، ولو أن الإيمان أشرب في قلوبنا كما أشرب في قلوب سلفنا ، لو أنا كنا كذلك لما آلت حال المسلمين إلى ما هي عليه اليوم ولما آلت حال أعدائنا إلى ما هي عليه اليوم أيضا ..
وقد صدق – والله – القائل " بقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى " ..
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر .
---
سلسبيل
04-08-2005, 09:07 PM
جزاكم الله خيرا
وقد قيل :
لأستسهلن الصعب وأدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر
---(1/2780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى للرد على إستفساراتكم الشرعية
---
بشرى للرد على إستفساراتكم الشرعية
---
sherief
10-20-2004, 09:20 AM
الإخوة الكرام
بشرى سارة قام موقع نداء الإيمان بمعاودة استقبال الأسئلة والاستفسارات الدينية، التي تجيب عليها لجنة متخصصة في العلوم الشرعية، يمكنكم إرسال أسئلتكم على العنوان التالي:
http://www.al-eman.com/Ask/add_question.asp
كما أن بالموقع العديد من الخدمات الرائعة الأخرى، ومنها: مكتبة علمية متميزة، مكتبة صوتية عامرة، تعليم صوتي ومكتوب لأحكام التلاوة، أرشيف ضخم لفتاوى أشهر العلماء.
---
(1/2781)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اختطاف المشرف العام .
---
اختطاف المشرف العام .
---
خالد الشبل
11-19-2004, 09:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذا العنوان على غرار عنوانات بعض الصحف التي تجلب بها أنظار القارئين ، ولكني - حقيقة - أفتقد أخانا الشيخ المفضال أبا عبد الله الشهري ، المشرف العام هنا ، وقد عوّدنا على الحضور ، فهو كالنحلة التي ترشف من كل زهرة ليرتشف غيرها طيب الضَّرَب .
قال يونس : يُستحسن الصبر في كل شيء ، إلا عن الصديق الصدوق.
وفي ديوان أبي تمام 3/334 :
ذو الوُدِّ مني وذو القربى بمنزلةٍ = وإخوتي أسوةٌ عندي وإخواني
لا تُخلِقَنْ خُلُقي فيهم وقد سطعت = ناري وجدّد من حالي الجديدانِ
عصابةٌ جاورت آدابُهم أدبي = فهم وإنْ فُرِّقوا في الأرض جيراني
أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغَدتْ = أبدانُنا في شآمٍ أو خراسانِ
ورُبَّ نائى المَغاني رُوحُه أبدا = لَصِيقُ رُوحي ودانٍ ليس بالداني
---
عبد الله الخضيري
11-20-2004, 01:01 AM
بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
أَيُّهَا الشُّيُخ الكريم /
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
فعلاً الاخْتِطاف في هذا الزمن قريب الخبر عسى أن يكون بعيد الوقوع
و لكن لا يفقد إلا الأعزاء و هم من يسأَل عنهم
عسى المانع خير
و إني كذلكَ لسَائِلٌ عن أخيْنَا / أبي مجاهد العبيدي ما فعل الله به
رَدَّهما الله بالسَّلامَةِ و العافية
أخوك
عبد الله
---
مساعد الطيار
11-20-2004, 06:53 AM
إخوتي الكرام
فعلاً لقد اختُطفا .
اختطفتهما رسالة الدكتوراه ، فهما منشغلان في إنهائها ، وأسأل الله لي لهما ولجميع إخواني التوفيق ، فادعو الله ـ أيها الأصحاب ـ أن يُيسِّر أمرهما ، وأن يسدد طريقهما ، حتى نراهما في هذا الملتقى مرة أخرى .(1/2782)
وإذا كان أمر الفقد واردًا ، فقد افتقد الملتقى كثيرين ، وكم أتمنى لو أوجدنا رابطة أعضاء الملتقى ، ويكون فيها مرور الأعضاء على الأقل شهريًّا ، ليطمئن المشارك في الملتقى على تواصل إخوانه ، ولا يلزمه أكثر من إرسال السلام لإخوانه في الملتقى فقط ، فلئن حُرمنا منهم الموضوعات ، فلا نُحرم منهم السلام ، والمدوامة على دخول هذا الملتقى ، ولعل الله ييسر هذا إن شاء الله في العاجل القريب ، وأرجو منكم المشاركة في مثل هذه الفكرة ، ولكم من الله الجزاء الأوفى .
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 04:25 PM
جزاكم الله خيراً على تفقدكم لأخيكم ، وإن كان غيابي لا يؤثر شيئاً فأنتم وفقكم الله من نتكلف عناء القراءة لهم ، نفعنا الله بعلمكم ، وجعل ذلك في موازين حسناتكم. وإنما هي خلسة من خلسات الزمن ثم نرجع سيرتنا الأولى إن شاء الله ، وأخي أبو مجاهد مشغول كذلك ببحثه ويبلغكم جميعاً سلامه وتحيته ، ويخص الأخ عبدالله الخضيري بتحيته .
وأما أبوعبدالملك فقد كفانا مؤنة الملتقى بمتابعته المستمرة ، وحرصه الدائم وفقه الله ، مع علمي بكثرة أعماله العلمية بارك الله له في وقته وعلمه ، وخير إخوانك المعين على النوائب ، وقديما قال علي بن الجهم وصدق فيما قال :
خير إخوانك المشارك في الضر = وأين الشريك في الضر أينا
وأختم بمثل ختام أبي عبدالله ، حتى لا نخل بالشرط ! وإن كان أدق نظراً فيما اختار ، وبحسبه شعر حبيب.
أنتم سروري ، وأنتم مشتكى حزني = وأنتمُ في سواد الليل سُمَّاري
أنتم وإن بعدت عنا منازلكم = نوازل بين إسراري وتذكاري
فإن تكلمت لم ألفظ بغيركم = وإن سكتُّ فأنتم عقد إضماري
الله جاركم مما أحاذره= فيكم ، وحبي لكم من هجركم جاري.
---
أمين نورشريف
11-29-2004, 06:19 PM(1/2783)
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين الشيخين الكريمين على إنهاء رسالة الدكتوراه وغفر الله لي ولك يا شيخ خالد فقد فزعت والله عندما قرأت عنوان المقالة .أسأل الله سبحانه أن يحفظنا وإياكم من كل سوء
دمتم لمحبكم في الله
---
طلال العولقي
12-01-2004, 08:17 PM
فك الله أسر مشرفنا من رسالة الدكتوراه بمرتبة الشرف الاولى
بارك الله فيكم
---
الراية
12-06-2004, 09:24 PM
أسأل الله أن يُيسِّر أمرهما ، وأن يسدد طريقهما .
اللهم آمين
---
(1/2784)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب إفادة عن تحقيق كتاب
---
طلب إفادة عن تحقيق كتاب
---
برعدي الحوات
11-29-2006, 12:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم، تحية طيبة مباركة، وبعد: فأرجو من كل الإخوة الأفاضل إفادةً هل لديكم علم- أعزكم الله -بتحقيق كتاب ( إزالة اللَّبْس عن المسائل الخمس) للشيخ أبي العباس أحمد بن مبارك السجلماسي اللمطي الفاسي
وللجميع جزيل الشكر، والسلام عليكم.
*الدكتور الهاشمي برعدي الحوات
---
القاضي الأثري
01-17-2007, 12:56 AM
للرفع إن شاء الله
---
(1/2785)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > كتاب حجة القراءات لابن زنجلة لا يعمل رابطه نرجوا تعديله
---
كتاب حجة القراءات لابن زنجلة لا يعمل رابطه نرجوا تعديله
---
مسك
12-29-2005, 05:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة في ملتفى التفسير بارك الله فيكم :
كتاب حجة القراءات لأبن زنجله لا يعمل رابطه عند الضغط عليه للتحميل :
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=877
---
(1/2786)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مشروع التعريف بالمجلات العلمية المحكمة "أضف ما عندك "
---
مشروع التعريف بالمجلات العلمية المحكمة "أضف ما عندك "
---
أحمد البريدي
04-07-2007, 01:07 PM
أيها الأخوة الكرام :
بما أن الكثير من مرتادي هذا الملتقى لهم طابع أكاديمي , فالذي اقترحه هو حصر المجلات العلمية المحكمة والتي تعنى بنشر الأبحاث المتخصصة في شتى فروع الشريعة والتعريف بها وذلك بذكر ما يلي :
اسم المجلة , وتاريخ صدور أول عدد منها ,مقرها, أماكن بيعها , وسائل الاتصال بالمجلة كالهاتف , وصندوق البريد , والبريد الالكتروني , وموقعها الالكتروني, وضوابط النشر إن تيسر .
وفائدة ذلك :
- الاستفادة من البحوث المنشورة فيها .
- التواصل معهم لمن أراد ذلك .
- وسأبدأ المشروع بذكر إحدى هذه المجلات كمثال للتعريف , وننتظر من الأخوة المشاركة بذكر ما لديهم من معلومات .
1- مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
مقرها : جده – المملكة العربية السعودية
هاتف المجلة :026523333 تحويلة 227-221
فاكس : 026524444
ومن خارج السعودية يضاف 00966
ص. ب : 100 جده 21411
موقعها الالكتروني : www.shatiby.edu.sa
البريد الالكتروني : majlah@gmail.com
صدر العدد الأول منها في ربيع الآخر 1427 .
---
علال بوربيق
04-07-2007, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلوات ربي وسلامه ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين .وبعد فالشكر موصول لفضيلة المشرف الدكتور أحمد البريدي على هذا المقترح النافع
اضافتي هي :
2- مجلة التراث العربي
وهي مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب.
مقرها دمشق -سوريا- مقابل حديقة الطلائع
هاتف: 6117240 - فاكس: 6117244
الموقع الإلكتروني : www.awu-dam.org(1/2787)
صدر العدد الأول شهر "نوفمبر" سنة : 1979
وصدر منها العدد الأخير ( 1049) بتاريخ 31/3/2007
والمجلة تحوي الكثير من الأبحاث في علوم القرآن واللغة العربية ، وفيها ما لا علاقة له بهما.
---
دمعة الأقصى
04-09-2007, 04:46 AM
3. مجلة البحوث الفقيهية المعاصرة
مجلة علمية محكمة متخصصة في الفقه الإسلامي.
مقرها: الرياض - المملكة العربية السعودية.
هاتف المجلة: 4351872/01
فاكس: 4352297/01
ومن خارج السعودية يضاف 00966
ص. ب: 1918 – الرياض 11441
موقعها الالكتروني: http://www.fiqhia.com/
http://www.fiqhia.com.sa/detail.asp?InServiceID=144&intemplatekey=mainpage&Inmagflag=1
البريد الالكتروني: -
صدر العدد الأخير منها في1/11/2006 رقم العدد 72
---
دمعة الأقصى
04-09-2007, 05:57 AM
هناك مجلات تصدر بحوث علمية محكمة في جميع فروع الشريعة الإسلامية:
لكن لا أعرف كافة المعلومات عنها ولعل من لديه علم حولها يسجله مشكورا والشكر في البداية موصول لفضيلة الشيخ أحمد البريدي وفقه الله على اقتراح الموضوع.
هذه أسماء المجلات:
4. مجلة البحوث الإسلامية .
تصدر عن رئاسة البحوث العلمية والإفتاء
مقرها: الرياض - المملكة العربية السعودية.
هاتف المجلة: 4571584/01
فاكس: 4571584/01
ومن خارج السعودية يضاف 00966
ص. ب: 22571 – الرياض 11416
ــــــــــــ
5. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
6. مجلة جامعة الملك سعود.
7. مجلة جامعة أم القرى للشريعة والدراسات الإسلامية.
8. مجلة الجامعة الإسلامية – المدينة المنورة.
9. مجلة كليات البنات – السعودية-.
10. مجلة الشريعة والقانون – جامعة الإمارات.
11. مجلة جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية.
12. مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية – الكويت.
13. مجلة كلية الدراسات الإسلامية و العربية بدبي.
14. مجلة جامعة أم درمان الإسلامية.
15. مجلة الأوقاف الكويتية.
---
أحمد البريدي
04-09-2007, 08:47 PM(1/2788)
الأخ الكريم :علال بوربيق , والأخت الكريمة : دمعة الأقصى شكراً لكما .
وأرجو ممن يملك إكمال معلومات المجلات التي تفضلت بها الأخت تزويدنا بها .
---
أحمد الأشتر
04-10-2007, 01:51 AM
تعرف المجلة بنقسها بأنها "مجلة علمية محكمة نصف سنوية يصدرها مركز الدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية قي جامعة لندن. تهدف المجلة إلى تشجيع دراسة القرآن في جوانبها العلمية المتعددة, وتمثل تنوع المناهج في الدراسات القرآنية, بمعناها الواسع. كما تنشر أبحاثا في اللغتين الإنجليزية والعربية لتعمل على إزالة الفصل التقليدي القائم بين التراثين الإسلامي والغربي في دراسة القرآن".
رئيس هيئة التحرير: الأستاذ الدكتور محمد عبد الحليم
الإشتراك بالمجلة:
تصدر مجلة الدراسات القرآنية مرنين قي السنة, وتنشرها مطبعة جامعة إدنبرة وعنوانها:
Edinburgh Univedrsity Press
22 George Square
Edinburgh EH8 9LF
UK
وقي موقعهم بيان بقيمة الإشتراكات وطريقة الدفع www.eup.ac.uk
مكتب تحرير المجلة
Centre of Islamic Studies
SOAS, University of London
Thornhaugh Street, Russell Square
London WC1H 0XG
Tel: ++44 (0) 20 7898 4393
Fax: ++44 (0)20 7898 4379
Email: jqs@soas.ac.uk
---
محمد العواجي
04-10-2007, 05:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورين يامشايخ
ونعم الإخوة أنتم فلا تتكلمون إلا في ما يخدم كتاب ربي فاللهم لك الحمد والشكر
ونتمنى أن تكون المعلومات عن المجلات وافية
ومما يخدم وأرى أهميته
صدورها(فصلي ، سنوي، شهري ... الخ)
العدد الذي وصلت إليه..
صفتها (حكومية ، خيرية ، أهلية ...الخ
تخصصها (قراءات، علوم قرآن ، ....) أو عامة (إسلامية ، دراسات شرعية ... )أو أعم (عربية ،أدبية ...)
لتكون الفائدة أشمل والمعلومات أدق
ولكم منا جزيل الشكر والعرفان
---
أحمد البريدي
04-11-2007, 02:12 PM
17- مجلة البحوث والدراسات القرآنية(1/2789)
تصدر عن الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
أهداف المجلة :
تهدف المجلة إلى تنشيط البحث العلمي، والإسهام في نشر الدراسات والبحوث المعنية بالقرآن الكريم وعلومه؛ مما يثري مكتبة الدراسات القرآنية، ويدعو إلى التواصل العلمي بين المختصين في هذا المضمار.
مجالات النشر في المجلة :
أولاً : تحقيق المخطوطات المتصلة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثانياً : الدراسات والبحوث المتخصصة بالقرآن الكريم وعلومه.
ثالثاً : الدراسات والأعمال الخاصة بترجمات معاني القرآن الكريم
الموقع الإلكتروني :http://www.qurancomplex.org/MaterialCMS/viewSection.matId=101&id=102&l=arb&matLang=arb
ص.ب : 6262 المدينة االمنورة
هاتف وناسوخ : 0069948615600 تحويلة 1810
تصدر مرتين سنوياً
صدر حتى الآن منها العدد الثاني في رجب 1427
---
أحمد البريدي
04-11-2007, 02:23 PM
18- مجلة الدرعية
مجلة فصلية محكمة تعنى بتاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية وتراث العرب ، تصدر كل ثلاثة أشهر
الموقع الإلكتروني :http://www.addiriyah.org/
تاريخها وآخر إصدار لها :السنة : التاسعه - العددان : الرابع والخامس والثلاثون
جمادى الآخرة - رمضان 1427 - يوليو - أكتوبر 2006 م
البحوث والمراسلات ترسل باسم رئيس التحرير
على العنوان التالي :
ص.ب (151858 ) الرياض : ( 11775 )
هاتف: ( 4264692 - 1- 966+ )
فاكس : (4624692- 1- 966+ )
بريد إلكتروني : info@addiriyah.org
المملكة العربية السعودية
---
أحمد البريدي
04-11-2007, 04:57 PM
19- مجلة الباحث الجامعي
مجلة علمية - محكمة - نصف سنوية
تصدر عن جامعة إب
الأعداد الصادرة حتى الآن اثنان والثالث تحت الطبع .
الموقع الإلكتروني : http://www.ibbunv.com.ye/14-mg-albaheth.htm
ترسل الأبحاث على العنوان الآتي :
الجمهورية اليمنية
محافظة إب - جامعة إب(1/2790)
ص . ب ( 70270 ) مجلة الباحث الجامعي
لمزيد من الإستفسارات : ibbunv@y.net.ye
شروط النشر في المجلة
1 - أن يكون البحث جديداً في موضوعه ، ولم يسبق نشره في أية دورية علمية أخرى .
2 - أن يلتزم بشروط البحث العلمي من حيث تبويب المادة وإستخدام الهوامش والإشارات الى المصادر والمراجع على وفق طريقة منهجية واحدة وفي آخر البحث .
3 - يقدم الباحث الى المجلة ثلاث نسخ من بحثه مطبوعة على الكمبيوتر بنظام ( Windos 98 ) على برنامج ( Word2000 أو Word97 ) في قرص Floppy 3.5 أو CD-Rom .
4 - تحال الأبحاث وعلى نحو سري الى محكمين علميين إثنين في إختصاص مادة البحث الوارد الى المجلة .
5 - يدفع صاحب البحث المقدم الى المجلة مبلغاً قدره ( 5000 ) خمسة آلاف ريال يمني أجور تحكيم ومراسلات في حال قبول البحث للنشر .
6 - تقدم مع البحث خلاصة موجزة لاتزيد عن ( 150 ) مائة وخمسين كلمة وباللغتين العربية والإنجليزية .
7 - لايزيد البحث في الدراسات العلمية عن ( 20 ) عشرين صفحة وفي الدراسات الأدبية عن ( 30 ) ثلاثين صفحة بضمنها صفحات الهوامش والملاحق والمصادر .
8 - تقبل الأبحاث المكتوبة باللغة الإنجليزية .
9 - المجلة غير ملزمة بإعادة الأبحاث الى أصحابها سواءً نشرت أم لم تنشر .
10 - تعبر الأبحاث المنشورة عن آراء كتابها .
---
أحمد البريدي
04-11-2007, 05:02 PM
20- مجلة الجديد
مجلة علمية محكمة تصدر فصليا عن المركز القومي للبحوث والدراسات العلمية في ليبيا و"الجديد" تعنى بكل ما يتصل بمجالات العلوم الانسانية الفكرية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لأي استفسارات أو مشاركات يمكنك المراسلة على عنوان المركز أو بالبريد الألكتروني jadidmag@ncrss.com
الموقع الإلكتروني : http://www.ncrss.com/aljadid.html
طرابلس - ليبيا ص.ب 84662 الجماهيرية بريد مصور : 00218213602788
---
صالح صواب
04-12-2007, 07:17 AM(1/2791)
(مجلة الكلية العليا للقرآن الكريم)
مجلة علمية - محكمة - تصدر عن الكلية العليا للقرآن الكريم، الجمهورية اليمنية - صنعاء
صدر العدد الأول من المجلة في فبراير 2003م
وقد صدر الآن العدد الرابع من المجلة
المجلة تابعة للكلية العليا للقرآن الكريم، وهي كلية خيرية متخصصة في القرآن وعلومه، تتبع الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم
وهي في الدراسات الإسلامية .. عموما ويفضل أن تكون في الدراسات القرآنية
عنوان المجلة: الجمهورية اليمنية - صنعاء ص. ب : (11229)
هاتف 216868 - 216865 009671 فاكس 216869 009671
الكتابة في المجلة مجانية ...
وأنا مستعد لاستقبال الأبحاث وإيصالها إلى المجلة لمن أراد الكتابة فيها ...
---
مصطفى الزكاف
04-12-2007, 10:21 AM
شكر الله لكم ما تهدفون اليه من نشر العلم والمعرفة هذه بعض المجلات الصادرة في المغرب :
1_رسالة القرآن
مجلة شهرية تعنى بمفاهيم القرآن العظيم ومقاصده
المدير المسؤول: د: فريد الأنصاري
عنوان المراسلة:ص.ب 4238بني امحمد مكناس المغرب
الهاتف 0021268106222
الناسوخ :0021235439727
2_دراسات مصطلحية
مجلة حولية محكمة يصدرها معهد الدراسات المصطلحية تنشر ابحاثا مفيدة في الدراسات القرآنية ولا سيما المصطلح القرآني
عنوان المراسلة: معهد الراسات المصطلحية ص.ب : 6012فاس 30024
الهاتف :0021235732275
الناسوخ :0021235659345
العنوان الالكتروني:almustlaheya@maktoob.com
---
د. دخيل العوّاد
04-13-2007, 09:15 PM
مجلة كليات المعلمين (العلوم الإنسانية)
قواعد النشر :
أولاً : أهداف المجلَّة :
1. تنشيط حركة البحث العلمي عامَّةً، والعلوم الإنسانية بصفة خاصَّة في كليَّات المعلِّمين .
2. المساهمة في إظهار الجهود العلميّة لأعضاء هيئة التَّدريس، ونشر أبحاثهم ذات الطّابع الإبداعي والتَّجديدي .
3. إحياء التّراث الإسلامي وتحقيق المخطوطات النّادرة .(1/2792)
4. نشر البحوث في مجالات الدِّراسات القرآنية والإسلامية واللُّغة العربيَّة والاجتماعيَّات واللُّغة الإنجليزية والتربية البدنية والفنية.
5. معالجة القضايا والمشكلات المستجدة في مجالات العلوم الإنسانيّة.
6. تشجيع الباحثين والدارسين على الإسهام في تطوير مناهج البحث في العلوم الإنسانية.
ثانياً : أبواب المجلة :
1. البحوث العلمية المبتكرة .
2. البحوث الميدانية الأصيلة .
3. عرض ومراجعة الكتب العلمية الحديثة .
4. تحقيق المخطوطات التي لم يسبق تحقيقها .
5. تقارير علمية عن المؤتمرات والندوات .
6. ترجمة المقالات والدراسات الأجنبية المعاصرة ، ذات الصلة بتخصص المجلة .
7. ملخص رسائل الماجستير أو الدكتوراه.
ثالثاً : قواعد عامة للنشر في المجلة :
1. عدم تعارض المادة العلمية مع العقيدة الإسلامية .
2. تنشر المجلة البحوث التي تتوفر فيها الجدة والأصالة والابتكار مع سلامة اللغة.
3. أن تكون البحوثُ دقيقةً في التَّوثيق والتَّخريج.
4. التزام الباحث بالأمانة العلمية في نقل الأفكار واقتباسها وعزوها لأصحابها .
5. إقرار خطي من الباحث بأن بحثه لم يسبق أن نشر وأنه ليس مستلاً من رسالتي الماجستير أو الدكتوراه ولم يقدمه لأية جهة أخرى لنشره ولا يجوز له عند قبوله للنشر أن ينشره في وعاء آخر.
6. يتم إشعار أصحاب البحوث باستلام بحوثهم فور وصولها هاتفياً أو بالبريد أو البريد الإلكتروني .
7. يتم تحكيم البحوث بصفة سرية عن طريق محكمين اثنين على الأقل.
8. تتم إعادة البحوث التي يرى المحكمون ضرورة إجراء بعض التصحيحات فيها إلى أصحابها لإجراء التصحيحات المطلوبة ولا تعاد البحوث الأخرى سواء نشرت أم لم تنشر .
9. البحوث غير المقبولة للنشر يبلغ أصحابها بذلك من دون إبداء الأسباب.
10. لا يحق للباحث طلب عدم نشر بحثه بعد تحكيمه وقبوله للنشر .
11. تعبر المواد المقدمة للنشر عن آراء مؤلفيها .
رابعاً : قواعد تنظيمية للنشر:(1/2793)
1. يقدم البحث مطبوعاً على ورق (A4) في ثلاث نسخ ويشترط أن لا يزيد عد صفحاته عن (خمسين) صفحة بما فيها المراجع والجداول والملاحق .
2. يرسل مع البحث القرص المرن (Diskette) المحفوظ عليه البحث باستخدام نظام التشغيل (Windows) على برنامج (Word).
3. يرفق الباحث خطاباً موقعاً منه يطلب فيه نشر بحثه ، وفيه تعريفٌ موجزٌ بمؤهلاته وخبراته وتخصُّصه وعنوانه الكامل (هاتفياً وبريدياً وإلكترونياً).
4. تقبل البحوث مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية ويشترط إرفاق ملخص بالإنجليزية للبحوث المكتوبة بالعربية ، وملخص بالعربية للبحوث المكتوبة بالإنجليزية ، لا يتجاوز مئتي كلمة.
5. توضع هوامش كل صفحة بأسفلها على حدة ، ويذكر اسم المرجع أولاً ثم المؤلف ثم الجزء والصفحة والتعريف بالطبعة عند ذكره لأول مرة .
6. ذكر المراجع والمصادر في آخر البحث مرتبة ترتيباً ألف بائياً.
7. إرفاق ما يحتاجه البحث من نماذج المخطوطات أو صور ورسوم على أن تكون واضحة.
8. في حالة نشر البحث يقدم للباحث نسخة من العدد المنشور فيه البحث مع 10 مستلات.
خامساً : التبادل والإهداء :
تبادل الإهداء مع الكليات والمكتبات ومراكز البحوث داخل المملكة العربية السعودية وخارجها .
سادساً : المراسلات :
توجه جميع المراسلات إلى:
رئيس هيئة تحرير مجلة كليات المعلمين (العلوم الإنسانية)
ص.ب 4341 الرياض : 11491المملكة العربية السعودية
يرأس هيئة التحرير الأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي ، سيصدر العدد الأول قريبا إن شاء الله تعالى.
---
(1/2794)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحلقة الأولى من ( المهمات في علوم القرآن ) للشيخ / خالد السبت
---
الحلقة الأولى من ( المهمات في علوم القرآن ) للشيخ / خالد السبت
---
أبو معاذ البخيت
01-11-2004, 10:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فهذه مهمات انتقيتها واستخلصتها مما ذكره العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ مما يتعلق بعلوم هذا الكتاب العزيز، وسأقتصر على مهمات هذا العلم وما هو من صلبه ؛ دون غيرها من الموضوعات كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمترادف والمشترك .. وما إلى ذلك من الموضوعات التي تدرس في بعض الفنون.
ولعلي أقدم بمقدمة أذكر فيها بعض الأشياء العشرة التي يذكرها العلماء عادة بين يدي الفن، وسأقتصر على بعضها , كـ (معنى علوم القران, وموضوع هذا العلم ، ,وفائدته , وأهميته, وغايته، ونشأته, وتطوره , والمراحل التي مر بها) .
أولاً: معنى علوم القرآن:
هذا العنوان مركب من كلمتين .. ( علوم ) و ( قرآن ) .
( فالعلوم ) جمع علم ؛ و ( العلم ) يعرف بأنه :
معرفة الشيء على حقيقته . أي: على ما هو به معرفة صحيحة .
ويمكن أن يقال: هو الإدراك الجازم المطابق للواقع .
وأما (القرآن) ويقال فيه (القران) – من غير همزة – كما هي قراءة ابن كثير وهي قراءة أهل مكة .
فالقرآن بالهمزة : أحسن ما يفسر به؛ أنه: مصدر من القراءة . كما قال حسان بن ثابت – رضي الله تعالى عنه – يمدح عثمان بن عفان – رضي الله تعالى عنه :
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطِّع الليل تسبيحاً وقرآناً
يعني أنه يقطع الليل تسبيحاً وقراءة .. فسمى القراءة قرآناً .
فائدة:(1/2795)
الأفضل في التعريفات وتفسير الألفاظ إذا أردنا أن نرجعها إلى أصولها؛ أن نرجعها إلى المصادر؛ بمعنى : أننا نقول القرآن من القراءة، ولا نقول القرآن من قرأ . فلا نعيده إلى الفعل وإنما نعيده إلى المصدر، ولاشك أن الأصل في هذه اللفظة من جهة الفعل الثلاثي قرأ، و هذه اللفظة ( قرأ) تدور بجميع استعمالاتها ومعانيها في كلام العرب على معنى واحد فقط؛ وهذا المعنى تجد أطرافه منثورة في كتب القواميس، ولربما عدَّ العاد منها جمعاً من المعاني ـ وكل هذه المعاني التي يذكرها أصحاب المعاجم اللغوية إنما ترجع إلى معنى: (الضم والجمع )..
فإذا قلت مثلا : القراءة والقرآن .. فإن ذلك لاجتماع الحروف لتكون الكلمات .. ولاجتماع الكلمات لتكون الجمل .. ولاجتماع الجمل أو الآيات لتكون السور .. وهكذا .. ثم ما فيه أيضا من اجتماع المعاني .. القصص والأخبار والعقائد والأحكام وما إلى ذلك من الأمور التي جمعها الله عز وجل في كتابه .. فهي مجموعة في هذا القرآن .. وهكذا إذا قلنا القرء؛ الذي هو الحيض، فإنما قيل له ذلك , لاجتماع الدم في داخل الرحم، ولهذا قيل له ذلك . فتبين أن هذه اللفظة تدور على معنى واحد وهو: الضم والجمع .
والقرآن يمكن أن يكون قيل له ذلك بمراعاة هذا المعنى؛ لأنه يجمع ثمرة الكتب السابقة أو لأن الله عز وجل جمع فيه من ألوان الهدايات والعلوم والمعارف التي يحتاج إليها السالك إلى ربه تبارك وتعالى، وهذه الأمور لا منافاة بينها؛ فكلها صحيح .
وأما معنى القرآن الاصطلاحي :
فهو كلام الله ـ عز وجل ـ المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام , المعجز بأقصر سورة منه.
ويمكن أن نستغني عن زيادة يذكرونها معه وهي : ( المتعبد بتلاوته ) .(1/2796)
فنقول إذاً : ( القرآن هو كلام الله عز وجل ) فهذا يخرج كلام غير الله عز وجل كالملائكة والبشر ، و يخرج من ذلك الأحاديث النبوية، كما يخرج من ذلك أيضاً الأحاديث القدسية على قول من قال:إن الأحاديث القدسية هي من النبي صلى الله عليه وسلم لفظاً، ومن الله معنى .
( المنزل ) يخرج ما لم ينزله الله عز وجل، فكلام الله تبارك وتعالى لا نحيط به، فمنه ما نزله على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ومنه ما لم ينزله ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا )( الكهف: 109 ). ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )( لقمان: 27 )، فإذا ( المنزل ) يخرج ما لم ينزل .
( على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ) يخرج ما نزل على الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم؛ كالتوراة والإنجيل والزبور وما إلى ذلك .(1/2797)
( المعجز ) يخرج غير المعجز . وما هو غير المعجز ؟! غير المعجز يتمثل في الأحاديث القدسية على قول من قال: إنها من كلام الله عز وجل لفظا ومعنى، وهو الأقرب ؛ لأننا في الأحاديث القدسية نقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه، ونقول أيضاً: قال الله تعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك، ولو كانت من عند النبي صلى الله عليه وسلم لفظاً لما قيل فيها ذلك، ولكانت مستوية مع الأحاديث النبوية . ونحن نعرف أن قسما كبيرا ـ هو الأكثر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوية أنه وحي من عند الله تبارك وتعالى من جهة المعنى. وأقول: ( الغالب )؛ لأن بعض هذه الأحاديث اجتهاد من النبي - صلى الله عليه وسلم- ولكنه - صلى الله عليه وسلم – قد يجتهد، ولكن يأتي الوحي يصوبه على ذلك أو يبين له ما وقع فيه من خلل في الاجتهاد . كما اجتهد النبي - صلى الله عليه وسلم – في قصه أسرى بدر، فنزل الوحي بذلك ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض)( الأنفال : 67 ) فالحاصل أن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم – القوليه والعملية – الغالب فيها– هو من قبيل الوحي ابتداء، وما اجتهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم قليل، ثم يأتي الوحي مصوبا له، ولهذا لا يمكن لأحد أن يقول:ما دام أن السنة فيها بعض الاجتهادات؛ إذا يمكن أن يكون فيها بعض الأخطاء . نقول: لا يمكن ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي فيسدد ويصوب ويقوَّم اجتهاده من قبل ربه تبارك وتعالى.
(بأقصر سورة منه ) هذا يخرج الأحاديث النبوية، ويخرج الأحاديث القدسية لأنها ليست معجزة، ولهذا قد يقول قائل: إذا قيل بأن الأحاديث القدسية هي من كلام الله عز وجل لفظاً، فما الفرق إذاً بينها وبين القرآن ؟!
نقول الفرق من وجوه : منها:
1/ أن الله تعهد بحفظ القرآن بلفظه ومعناه؛ والأحاديث القدسية لم يتكفل الله عز و جل لها بهذا الحفظ .(1/2798)
2/ أن القرآن معجز بألفاظه، والأحاديث القدسية ليست معجزة .
3/ أن القرآن لا يجوز روايته بالمعنى أو نقله بالمعنى، والأحاديث القدسية يجوز نقلها بالمعنى بالشروط المعروفة التي يذكرها علماء الاصطلاح .
4/ أن القرآن نتعبد الله عز و جل بتلاوته، أما الأحاديث القدسية فلم نتعبد بقراءتها . هذه بعض الفروق .
وهذا الذي تقدم كلام موجز في التعريف لكتاب الله عز و جل الذي هو القرآن.
معنى علوم القران :
هو: علم يضم أبحاثاً كلية تتصل بالقرآن العظيم من نواحي شتى , يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً .
شرح التعريف:
حينما نقول: (هو علم يضم أبحاثا كلية ) يعني أنه لا يُدرِّس قضايا جزئية إنما يضم أبحاثاً كلية يندرج تحتها الجزيئات، فالأبحاث الكلية مثل: القراءات يندرج تحتها جزيئات كثيرة جداً ومفردات، وهكذا حينما نقول: علم الناسخ والمنسوخ هو من علوم القرآن، فهذا موضوع كلي، وحينما نقول الآية الفلانيه منسوخة، أو ليست منسوخة، هذا جزئي، وهكذا حينما نقول: المطلق والمقيد هذا كلي, وحينما نقول: هذه الآية مطلقة ، وهذه الآية مقيدة ، والمطلق محمول على المقيد؛ فهذا جزئي.
و حينما نقول (تتصل بالقران الكريم) هذا يخرج العلوم التي لا تتصل بالقرآن، مثل أن الفاعل مرفوع، أو المرفوعات والمنصوبات، أو القضايا التي تتعلق بشروط قبول الرواية، أو قضايا تتعلق بالجرح والتعديل، وما إلى ذلك، فهذه ليست من علوم القرآن .إذاً (تتصل بالقران) بمعنى أنها تتعلق به.
(من نواحي شتى) يعني منها ما يتعلق بأداء القران مثل: التجويد، والقراءات ، ومنها ما يتعلق بأماكن النزول مثل :المكي والمدني، ومنها ما يتعلق بأسبابه مثل: أسباب النزول، ومنها ما يتعلق بكونه موحى من الله عز و جل وهو موضوع الوحي ، ومنها ما يتعلق بتنزلات القرآن وهو موضوع نزول القران ، وما إلى ذلك.
موضوع هذا العلم :(1/2799)
أما الموضوع الذي يتحدث عنه هذا العلم ويدور عليه فهو: القرآن من جوانبه المختلفة.
فائدة دراسته:
وأما الفائدة التي نستفيدها من دراسة مثل هذا العلم، فأقول: هي في الواقع جملة فوائد وليست فائدة واحدة . فهذه الفوائد منها:
- أنه يُعين على فهم القرآن واستنباط الأحكام و الآداب .
- أنه يجعل من تمرس فيه وفهمه وعرفه يجعله مؤهلاً للتفسير .
- أنه يعرِّف الدارس له بتاريخ القرآن الكريم من حيث مبدأ نزوله، ومدة هذا النزول وطريقة هذا النزول، وأماكن النزول، وأوقات النزول، والأحداث التي نزل فيها القران.
- أنه أيضاً يوفر لمن درسه من العلوم والمعارف الهامة المتعلقة بالقرآن شيئاً كثيراً كما في الناسخ والمنسوخ،والقراءات، وما إلى ذلك.
- أنه يسلِّح من عرفه ودرسه وفهمه بسلاح قوي يستطيع ـ بإذن الله تعالى ـ معه أن يجلي كثيراً من الإشكاليات والشبهات التي يطرحها قوم من المستشرقين، ومن غيرهم من الزنادقة من المتقدمين والمتأخرين.
- أنه أيضاً يجلي لك أشياء ربما تنقدح في ذهنك إذا كان الذهن خالياً من هذا العلم، فتعرف الجواب عن كثير من الإشكاليات التي لربما أورثت شكاً، وحيرة في نفس الإنسان .
- أنه يُوجِد عند صاحبه ملكة وقدرة على إدراك مواطن العبر في هذا القرآن، والحجج والأحكام .
أهمية هذا العلم:
فهذا العلم هو في الواقع بمنزلة الميزان الذي يضبط الفهم لكتاب الله عز و جل ؛ كما نقول: إن علم النحو يضبط اللسان من اللحن، وهكذا يقال: بأن علم التجويد يضبط القراءة من اللحن في كتاب الله تبارك وتعالى، فهذا العلم إذا هو كالميزان الذي يضبط الفهم؛ من أجل أن لا يشطح في نظره في كتاب الله تبارك وتعالى؛ وبهذا يكون مؤهلاً لمعرفة صحيح التفسير من فاسده .
الغاية من هذا العلم :
هو معرفة معاني هذا القرآن؛ لأن هذا مرقاة لها وواسطة، ثم العمل بعد ذلك بأحكامه لأن الله عز و جل تعبدنا بذلك .(1/2800)
نظرة تاريخية لنشأة هذا العلم وتطوره والمراحل التي مر بها :
من نظر في كثير من المؤلفات التي تكلم أصحابها عن تاريخ هذا العلم ونشأته وتطوره، يجد أشياء كثيرة جداً تحتاج إلى مناقشة.
وقد حاولت أن أستقرئ هذا الموضوع قدر الجهد والطاقة من خلال الكتب التي تكلمت على هذه القضية، ومن خلال كتب فهارس المخطوطات، ومن خلال الكتب التي تكلمت عن الفنون كالفهرست لابن النديم . و كتاب كشف الظنون، وأشباه ذلك من الكتب التي ألفها العلماء يسردون فيها المصنفات في مختلف العصور.
القرن الأول الهجري :
ويمكن أن نقسم هذا القرن إلى ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : وهي العهد النبوي:
كان القرآن يتنزل على النبي- صلى الله عليه وسلم – في ثلاث وعشرين سنة، وكان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – من العرب، وكانوا أهل الفصاحة والبيان والبلاغة، فكانوا يدركون هذه المعاني التي خوطبوا بها، يدركونها غالباً من لغتهم وسليقتهم، كما جاء عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن التفسير على أربعة أنحاء : قسم تعرفه العرب بلغتها. وهذا هو الشاهد ـ فكانوا يعرفون معاني هذا القرآن ـ يعرفون كثيراً منها بفصاحتهم وسليقتهم العربية التي حباهم الله عز و جل بها ـ ، وإذا أشكل عليهم شيء من معانيه رجعوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسألوه عن ذلك فيبينه لهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يبدؤهم أحياناً بتفسير بعض الآيات، أو بعض القضايا، كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يقرئهم القرآن على الحروف التي يتيسر لهم القراءة بها، وذلك بعدما هاجر النبي- صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة فنزلت الأحرف الستة الزائدة على حرف قريش.
كما أن الصحابة- رضي الله عنهم – عاصروا التنزيل، وشاهدوا الوقائع التي نزل فيها القرآن وكانوا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم – في السفر والحضر في الليل والنهار، فعرفوا أماكن النزول؛ وهو ما يسمى بالمكي والمدني .(1/2801)
كما عرفوا أيضا أسباب النزول، وعرفوا الطرق التي ينزل على النبي- صلى الله عليه وسلم – بها القرآن، وعرفوا وجوه القراءة من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كما أن الواحد منهم ما كان يتجاوز خمس آيات أو عشر آيات حتى يتعلم ما فيها من العلم والعمل، فكانوا يتعلمون العلم والعمل جميعاً.
إذاً تعلموا أحكام القرآن؛ وهذا نوع من أنواع العلوم القرآنيه – علم أحكام القران – ، وتعلموا أسباب النزول، وأماكن النزول، ووجوه القراءة، وتعلموا أيضا أوقات النزول، وتعلموا طرق نزول القرآن، وتعلموا الناس والمنسوخ، وما إلى ذلك من العلوم التي يحتاج إليها كالعام والخاص ، والمطلق والمقيد، وغير ذلك.
وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- قد اتخذ جماعة من الكتاب يكتبون بين يديه ما ينزل من القرآن، فيكتبون الآية في العسب واللِّخاف – وهي شرائح الحجارة ـ الحجارة الرقيقة ـ ، والأكتاف- عظم الكتف ـ ؛ لأنه عريض ، ويكتبون بما تيسر لهم من الوسائل المختلفة .
فكانوا يكتبون الآية بين يدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والنبي صلى الله عليه وسلم يرشدهم إلى مكان الآية من السورة، يقول : ضعوا هذه الآية في سورة كذا في موضع كذا، فكانوا يؤلفون القرآن بين يدي النبي- صلى الله عليه وسلم- بمعني يرتبونه بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - .. والمقصود أنهم كانوا يرتبون الآيات بين يدي النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ لأن ترتيب الآيات في داخل السور أمر توقيفي، أما ترتيب السور فسيأتي الكلام عليه في موضعه إن شاء الله .
إذاً هذه جملة من العلوم القرآنية التي عرفها أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- في العهد النبوي.
المرحلة الثانية: عهد الخلفاء الراشدين:(1/2802)
فبعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم وقعت حروب الردة، فقتل في اليمامة فقط سبعون من القراء؛ والمراد بالقراء في اصطلاحهم في ذلك الوقت: هم أهل القرآن الذين يحفظون الآيات ويفقهون معانيها، فهم أهل العلم، فَقُتِلَ منهم سبعون في وقعة اليمامة. وهذا يدل على أن الحفظة لكتاب الله عز وجل كانوا كثيرين.. ولم يكونوا أفراداً كما يُصوِّر بعض الناس .
فلما قتلوا فزع عمر – رضي الله عنه- فخاف أن يذهب شيء من القرآن فأشار على أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ أن يجمع القرآن، فتردد أبو بكر- رضي الله عنه – في أول الأمر ـ كما سيأتي- ثم شرح الله عز و جل صدره لذلك، فجاؤا بزيد بن ثابت – رضي الله عنه – وكان من حفظة القرآن، وكان ممن شهد العرضة الأخيرة التي عرضها النبي- صلى الله عليه وسلم- على جبريل مرتين في العام الذي توفى فيه ـ وهذه نقطة مهمة؛ لأن فيها جواباً عن سؤال كبير.. وهو: لماذا اختير زيد بن ثابت وترك كبار الصحابة؛ كابن مسعود رضي الله عنه؟
والجواب أن زيد بن ثابت – رضي الله عنه – كان عند أبي بكر في المدينة فاختاروه لذلك، وكان يقرأ بقراءة قريش بحرف قريش ؛ وحرف قريش هو الذي كان يقرأ به عامة المهاجرين والأنصار، فاختير زيد بن ثابت لهذه المهمة، فتلكأ في أول الأمر، وتخوف ثم بعد ذلك شرح الله صدره للقيام بهذا العمل، فجمع القرآن في عهد أبي بكر – رضي الله عنه – جُمِعَ في صحف ـ من غير ميم ـ هذه الصحف غير مرتبة السور.
وهل جمع على حرف واحد ؟ أو جمع على السبعة أحرف ؟
الأقرب أنهم جمعوه على حرف قريش ثم احتفظ به أبو بكر – رضي الله عنه – عنده احتياطاً.
ثم لما مات أبو بكر – رضي الله عنه – صارت هذه الصحف إلى الخليفة من بعده – وهو عمر – واحتفظ بها، ثم لما مات عمر – رضي الله عنه – آلت الصحف إلى حفصة بنت عمر؛ لأنها وصية عمر، ثم لما جاء عثمان ـ رضي الله عنه ـ وأراد أن يجمع الناس على مصحف واحد طلب هذه الصحف من حفصة.(1/2803)
فالحاصل أنه في عهد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – جمع في صحف , ثم استمر الأمر على ذلك وهو في هذه الصحف إلى خلافة عثمان.
المرحلة الثالثة: عهد عثمان رضي الله عنه:
مجموع الروايات يدل على أن هناك أمرين تزامنا، وكان جمع القرآن نتيجة لهما:
الأمر الأول : أن الغلمان بالمدينة اختلفوا في القراءة مع من يقرئونهم في الكتاتيب .
الأمر الثاني: و هو أن الأجناد الذين كانوا في أرمينيا وأذربيجان اختلفوا في القراءة ، وهؤلاء الأجناد عبارة عن جيوش جاءت من أماكن مختلفة، وكل أخذ القرآن من القراء الموجودين في بلادهم والقرآن نزل على سبعة أحرف، وهؤلاء الجنود كثير منهم ليسوا طلبة علم ولا يعرفون هذه القضية، فصار الواحد منهم يسمع قراءة هذا من الشام، وقراءة هذا من العراق، وقراءة هذا من اليمن فيها نوع تغاير .. هذا يقرأ: (كأنه جمالة صُفر) وهذا يقرأ: (كأنه جمالات صفر) .. فجعل بعضهم يُخَطِّئ بعضاً، وتجادلوا فغضب حذيفه بن اليمان – رضي الله عنه- وقال : تقولون قراءة ابن مسعود، وقراءة أبي موسى الأشعري؟!
والله لأركبن إلى عثمان فليجعله على قراءة واحدة.
فذهب إلى عثمان رضي الله عنه وذكر له الخبر؛ فجمع عثمان – رضي الله عنه –من حضره من الصحابة جميعا ومنهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- ثم عرض عليهم هذا الأمر؛ فقالوا ماذا ترى ؟!
قال : أرى أن نجعلها على قراءة واحدة .
والسبب في ذلك أن الأحرف الستة نزلت بعد ذلك في المدينة تخفيفاً؛ لما كثر الداخلون في الإسلام من القبائل الأخرى .. فكانت تخفيفاً، وكانت رخصة كما قال ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ كبير المفسرين.(1/2804)
فلما استغني عن هذه الرخصة وذلت ألسن الناس بالقرآن ، وسببت هذه الرخصة فيما بعد إشكالاً عند الناس واختلافاً، رأى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يستغنوا عن باقي الأحرف. وهذه الأحرف الباقية هي وجوه أخرى في القراءة .. أي أنهم لم يتركوا آية من القرآن، ولم يتركوا كلمة واحدة، إنما تركوا باقي الأوجه التي يقرأ فيها القرآن من الأحرف الستة الأخرى، ثم بعد ذلك جعلوه على حرف قريش، وكتب عثمان مجموعة من المصاحف .. بعضهم يقول خمسة، وبعضهم يقول سبعة، وبعضهم يقول غير ذلك. ولا يصح في العدد رواية، وأرسل بعضها إلى العراق ( الكوفة و البصرة) وأرسل إلى اليمن، وأرسل إلى الشام ، يقال أرسل إلى البحرين واحداً، وأرسل إلى مكة واحداً، وأبقى عنده في المدينة واحداً. ولم يرسل إلى مصر ذلك الوقت شيئا .
الآن هذه المصاحف كتبت بطريقة خاصة .. هذه الطريقة هي التي عرفت فيما بعد بما يسمى بالرسم العثماني .
وهو من العلوم التي تدرس في بعض الجامعات وفيه مؤلفات، و فيه نظم يحفظه الطلاب ويدرسون شرحه، وفيه قواعد، فهو علم من العلوم القرآنية يسمى علم الرسم العثماني .
و وجد هذا في زمن الخلفاء الراشدين، وبالتحديد في زمن عثمان – رضي الله عنه - .
بعض ما ذكر من المؤلفات في هذا العصر:
إن صح ما نقله السيوطي في كتاب ( الإتقان ) عن ابن أشته في كتابه ( المصاحف ) وهو كتاب مسند. وهناك كتاب آخر اسمه ( المصاحف ) أيضاً لابن أبي داود السجستاني فيه الروايات المتعلقة بكتابة القرآن، وأشياء تتعلق بجمعه، وأشياء تتعلق ببعض وجوه القراءة, وأما كتاب ابن اشته فهو مفقود لم يصل إلينا إنما نقل منه السيوطي هذه الرواية من غير إسناد – وهذه الرواية تقول: بأن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ .(1/2805)
هذه الرواية يرويها لنا عن علي ـ رضي الله عنه ـ رجل من علماء التابعين وهو ابن سيرين. يقول ابن سيرين: " فطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه ".
و قد ساق الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في كتابه ( التمهيد ) بإسناده لابن سيرين أنه قال " لما بويع أبو بكر أبطأ علي عن بيعته فجلس علي في بيته فبعث إليه أبو بكر : ما بطأك عني ؟! أكرهت إمرتي ؟
فقال علي : ما كرهت إمارتك ـ وفي هذا رد على الرافضة ـ ولكني آليت – أي حلفت – أن لا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع المصحف , قال ابن سيرين :وبلغني أنه كتبه على تنزيله – أي كتبه مرتباً على النزول – ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير "
فابن سيرين ـ رحمه الله ـ يروي هنا قضية بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم-
.وهذه القضية لم يدركها ابن سيرين، فهذا عند علماء الحديث يسمى المرسل ..
يقول ابن عبد البر رحمه الله – بعد ما ساق هذه الرواية معلقاً – قال : "أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسيلاً، وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسله صحاح كلها .. ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم "
هذا الكلام من ابن عبد البر يدل على أنه يصحح هذه الرواية المرسلة عن ابن سيرين رحمه الله تعالى .
مرحلة ما بعد الخلفاء الراشدين إلى نهاية القرن الأول الهجري:(1/2806)
فمما يذكر في ذلك أن زياداً ـ وهو الأمير المعروف الذي يقال له ( زياد بن أبيه) واستلحقه ( أبو سفيان) فقيل له: (زياد بن أبي سفيان) ـ أمر أبا الأسود الدؤلي فوضع قواعد الشكل على المصاحف . وهذا هو المشهور .. خلافاً لما هو متعارف عند النحاة أن عليَّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – هو الذي أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع قواعد النحو صيانة للنطق، وضبطاً للقلم، ولو صح هذا وهو أن علياً – رضي الله عنه – هو الذي أمر أبا الأسود الدؤلي بوضع قواعد النحو؛ لكان هذا ضمن الإنجازات في زمن الخلفاء الراشدين فيما يتعلق بعلوم القران؛ لأن هذا يتصل بعلم إعراب القران . وعلم إعراب القرآن هو من علوم القران . لكنه لا يصح وإن اشتهر عند النحاة , لأن هذه القصة جاءت بإسناد لا يثبت . وهكذا المصاحف التي كتبها عثمان ـ رضي الله عنه ـ كانت من غير نقط وتشكيل ـ, فمن الذي وضع لها النقط والشكل ؟
جاء في بعض الروايات أن الذي وضعه أبو الأسود الدؤلي بأمر زياد.
وفي بعضها أن الذي وضعه غير أبي الأسود الدؤلي.
وكذلك النقط اختلفوا فيه .. من الذي نقطها ؟
لكنها نقطت قطعاً بعد زمن الخلفاء الراشدين .
فبعضهم يقول: الذي نقطها – كما يقول الداني في كتابه النقط ـ أي نقط المصاحف – يقول: هو أبو الأسود الدؤلي .
وبعضهم يقول: هو نصر بن عاصم الليثي، وهو الذي خمسها وعشرها ..
أي جعلها مثل: الأجزاء فتخميس القرآن, يعني: تقسيمه إلى خمسة أجزاء .. وتعشير القرآن، يعني: تقسيمه إلى عشرة أجزاء بحيث يقرأ في عشرة أيام .
وجاء في بعض الروايات :أن ابن سيرين كان عنده مصحف نقطه يحيى بن يعمر المتوفى سنة 89 هـ، وقيل 129هـ .
وجاء أيضا أن يحيى هو أول من نقطها.
لكن أكثر العلماء على أن المبتدئ بذلك هو أبو الأسود الدؤلي الذي جعل الحركات والتنوين فقط، ثم جاء بعده الخليل بن أحمد الفراهيدي فحسَّن هذه الحركات فأدخل عليها أشياء مثل: الهمز والتشديد والروم والإشمام.(1/2807)
وبعض العلماء يقولون: إن الحجاج بن يوسف الثقفي هو أول من أمر بنقط المصاحف وبتجزئتها، والحجاج كانت له جهود معروفة لشدة عنايته بالقرآن، فهو من أكثر الأمراء عناية بالقرآن حتى إنه جاء لبعض أئمة التابعين كالحسن البصري، وأعطاهم شعيرا وأمرهم أن يعدوا حروف القران حرفاً حرفاً فيقف عند النصف، والربع، والثلث إلى أي حرف ينتهي؛ ثم يعدون الكلمات إلى أي حد تنتهي هذه الكلمة.
فهذا كان من زمن الحجاج؛ يعني في القرن الأول الهجري عرفوا حروف القرآن وعدوها عداً دقيقاً .. ومن نظر في الكتب المدونة كفنون الأفنان لابن الجوزي ، وبصائر ذوي التمييز للفيروز ابادي يجدهم يذكرون: عدد كل حرف؛ كم تكرر من مرة في كتاب الله عز و جل .. الميم كم تكرر من مرة.. الدال .. السين .. وما إلى ذلك .. إلى هذا الحد ..
ويظن بعض الناس اليوم أن هذه العناية بالعدد ما وجدت إلا هذه الأيام؛ بينما السلف عدوا هذه الحروف بهذه الدقة من القرن الأول.
كما أن من الجهود المبذولة في تلك الفترة ـ فترة ما بعد عهد الخلفاء الراشدين ـ أن يحيى بن يعمر المتوفى سنة 89 هـ كتب أيضا كتاباً في القراءة .. جمع فيه اختلافات المصاحف المشهورة وهذا كان قبل سنة ( 89 هـ )، بينما إذا نظرت إلى الكتب المؤلفة في تاريخ القرآن فإن عامة هذه الكتب ـإن لم تكن جميعها ـ إذا ذكروا أول جهد مبذول ذكروا: سفيان بن عينة ، وشعبة بن الحجاج ، وأمثال هؤلاء ممن تأخروا عن هذا الوقت زمناً طويلاً .
بينما نجد أن يحيى بن يعمر المتوفى سنة( 89 هـ) كتب كتاباً في القراءة .. جمع فيه اختلافات المصاحف المشهورة – بمعنى وجوه القراءة التي فيها – .(1/2808)
وذُكِر أيضاً أن سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ الذي قتله الحجاج سنة( 94 هـ )أنه كتب تفسيراً للقرآن، وذلك أن عبد الملك بن مروان طلب من سعيد بن جبير أن يكتب له تفسيرا .. فكتبه له وبقي محفوظاً عند عبدالملك بن مروان . فمعنى هذا؛ أن هذا التفسير كتب في وقت مبكر، فإن عبد الملك بن مروان توفي سنة 86 هـ يعني أن هذا التفسير قد كتب قبل هذا التاريخ.
وقد جاء في ترجمة عطاء بن دينار : قال أحمد بن صالح : وتفسيره – يعني عطاء بن دينار الذي يرويه عن سعيد بن جبير – فيما يروي عن سعيد بن جبير صحيفة.
فهذه الصحيفة؛ هي التي كتبها سعيد لعبد الملك بن مروان.
وقال ابن أبي حاتم سئل أبي – يعني أبا حاتم – عن عطاء بن دينار فقال : هو صالح الحديث، إلا أن التفسير أخذه من الديوان، فإن عبد الملك بن مروان كتب يسأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه تفسير القرآن، فكتب سعيد بن جبير بهذا التفسير إليه فوجده عطاء بن دينار في الديوان، فأخذه فأرسله عن سعيد بن جبير. يعني: أنه يرويه صحيفة؛ لا يرويه مشافهة . هذا كله في القرن الأول الهجري.
القرن الثاني :
بعد ذلك جاء القرن الثاني الهجري .. ووجدت فيه أشياء وكتابات وبعض هذه الكتابات في الواقع كانت في القرن الأول الهجري .. لكني صنَّفتُها ضمن القرن الثاني بناءً على تاريخ وفاة المؤلف فقط.
فمثلا : مجاهد بن جبر توفي سنة 104 هـ و في الكتب التي تذكر فهارس المصنفات نجد أن مجاهد بن جبر كان له تفسير .
وكذلك أيضا الضحاك بن مزاحم المتوفى سنة 105هـ كان له تفسير .
وكذلك أيضاً عكرمة مولى ابن عباس المتوفى سنة 107 هـ.
وكذلك محمد بن كعب القرظي المتوفى سنة 108 هـ كانت له صحيفة في التفسير .
ولعلهم جمعوا هذه الكتب في التفسير قبل ذلك بمدة يعني في القرن الأول الهجري .
وهكذا أيضا الحسن البصري المتوفى سنة 110هـ كان له جزء في عد الآي ؛ أي: عدد آيات القرآن. وله أيضا جزء في نزول القرآن.(1/2809)
وهكذا عطاء بن أبي رباح المتوفى سنة 114هـ له أيضا تفسير.
وهكذا أيضا قتادة السدوسي المتوفى سنة 117هـ وقيل 118هـ كان له عواشر القرآن، والناسخ والمنسوخ.
وهكذا عبدالله بن عامر اليحصبي المتوفى سنة 118هـ له اختلافات مصاحف الشام والحجاز والعراق، وله أيضاً جزء آخر اسمه المقطوع والموصول.
وغير هؤلاء كثير، كشعبة بن الحجاج بعد ذلك ، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وابن جريج، وابن وهب .
وكان الغالب في التأليف في تلك المرحلة الرواية؛ أي : سرد الروايات، ولربما دخل مع التفسير أشياء أخرى من الحديث؛ لأنهم كانوا لربما جمعوا صحفاً في الحديث، منها ما يكون من قبيل التفسير للقرآن، ومنها ما يكون في غير ذلك من الموضوعات .
القرن الثالث :(1/2810)
بعد ذلك جاء القرن الثالث الهجري فكثر التأليف جداً وأذكر على سبيل المثال فقط: كتاب ( الناسخ والمنسوخ ) لعبد الوهاب الخفاف المتوفى سنة 204 هـ، وكتاب ( الناسخ والمنسوخ ) لحجاج الأعور المتوفى سنة 206هـ . ـ ويلاحظ هنا قرب وفاة هؤلاء من القرن الثاني الهجري، فغالبا ما تكون هذه المؤلفات كتبت في القرن الثاني الهجري. وكتاب ( إعراب القرآن ) لعبد الملك بن حبيب القرطبي المتوفى سنة 238هـ ، وكتاب ( إعراب القرآن ) لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة 248 هـ ، وكتاب( إعراب القرآن ) لأبي العباس المبرد المتوفى سنة 286هـ، وكتاب ( إعراب القرآن ) لأبي العباس ثعلب المتوفى سنة 291 هـ،وغير هؤلاء كثير. كعبدالرزاق الصنعاني المتوفى سنة 211هـ ، وتفسيره موجود مطبوع ، وأيضاً أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله المتوفى سنة 224 هـ له كتاب في القراءات، وله كتاب في الناسخ والمنسوخ، وله كتاب في فضائل القرآن مطبوع ـ وهو من أجَلِّ كتب فضائل القرآن، وفيه أكثر من تسعمائة أثر وأكثر بالإسناد ـ وكذلك ابن المديني المتوفى سنة 234هـ ألف أسباب النزول، وابن قتيبة المتوفى سنة 276هـ ألف ( مشكل القرآن ) . وغيره ، فهؤلاء علماء كثير ألفوا في تلك الفترة في القرن الثالث الهجري وما ذكرته إنما هو مجرد أمثلة .
القرن الرابع:
بعد ذلك جاء القرن الرابع الهجري وفيه كثر التأليف عما هو عليه في القرون قبله وفي هذا القرن أكتفي بذكر بعض الكتب التي انتقيتها لسبب وهو: أن بعض العلماء، أو بعض من كتب يقولون: إنها كتب أُلِّفت في علوم القرآن خاصة . فأذكرها بدلاً من أن أذكر كتباً في الناسخ والمنسوخ والتفسير وما إلى ذلك .(1/2811)
فمن هذه الكتب كتاب اسمه (الحاوي في علوم القرآن ) لمحمد بن خلف بن المرزبان المتوفى سنة 309 هـ فهذا الكتاب كتب في القرن الرابع الهجري، والعنوان كما هو واضح ( الحاوي في علوم القرآن)؛ وهذا الكتاب ليس من كتب علوم القرآن، فهو يقع في سبعة وعشرين جزءاً. وهذا الكتاب بهذه الأجزاء هو من كتب التفسير بلا شك، وإن كان اسمه الحاوي في علوم القرآن . وينسب إليه كتاب آخر بعنوان ( عجائب علوم القرآن ) سيأتي الكلام عليه إن شاء الله .
ومما ألف في هذا القرن ـ القرن الرابع الهجري ـ ، كتاب ( الاستغناء في علوم القرآن ) لمحمد بن على الأدفوي المتوفى سنة 388 هـ . لكن هذا الكتاب قال عنه الداوودي في كتابه طبقات المفسرين :" وله كتاب في تفسير القرآن سماه الاستغناء في 120 مجلدا صنف في 12 سنة" وبعضهم يذكر عنوانه الاستغناء في علوم القرآن، فهذا الكتاب الذي يقع في 120 مجلداً ألفه في 12 سنة إنما هو كتاب من كتب التفسير .
وهذا الكتاب موجود وقد حقق أحد الباحثين سورة الفاتحة منه مع دراسة للكتاب، وهنا يلحظ أن بعض من كتب عن أول ما ألف في هذا الفن يذكرون هذه الكتب، وبعضهم يذكر كتباً أخرى سأذكرها ، والواقع أنها ليست في علوم القرآن.
بعد ذلك كتاب ( تفسير القرآن لأبي الحسن الأشعري) المتوفى سنة 324هـ وبعض العلماء قالوا: إن هذا الكتاب هو كتاب (المختزن في علوم القرآن لأبي الحسن الأشعري) ، وليس كذلك فهذا الكتاب الذي اسمه تفسير القرآن قال عنه المؤلف كما في تبيين كذب المفترى فيما نقله عنه ابن عساكر : ( وألفنا كتاب تفسير القرآن رددنا فيه على الجبائي والبلخي ما حرفا من تأويله ) فهذا هوتفسير القرآن.(1/2812)
وأما كتاب (المختزن في علوم القرآن) فهو غير كتاب التفسير وليس كما ظنه بعض المؤلفين أنه كتاب واحد فكتاب المختزن موضوعه آخر يقول عنه مؤلفه ( وألفنا كتاباً في ضروب من الكلام سميناه المختزن ذكرنا فيه مسائل للمخالفين لم يسألونا عنها ولا سطروها في كتبهم ولم يتجهوا للسؤال وأجبنا عنها بما وفقنا الله له )، وهذا الكتاب سماه الداوودي في كتابه (طبقات المفسرين): (المختزن في علوم القرآن) وقال عنه: ( كتاب عظيم جداً بلغ فيه سورة الكهف ، وقد انتهى مائة جزء. وقيل: إنه أكبر من هذا ) إذاً هذا الكتاب ليس في علوم القرآن.
وعلى كل حال تاج هذه الكتب في القرن الرابع الهجري وفي كل قرن مما كتب في التفسير، هو تفسير كبير المفسرين (جامع البيان في تفسير القرآن )لمحمد بن جرير الطبرى المتوفى سنة 310هـ فهو أجل هذه الكتب، وأعظمها، وأكثرها نفعا والأمر كما قيل:" الصيد في جوف الفرا" .
ثم بعد ذلك كَثُر التأليف. وتَتَبُّع ذلك قرناً .. قرناً أمر يصعب، ولربما يطول. لذلك سأذكر الكتب المؤلفة في علوم القرآن فقط مما يكون حقيقة في هذا الفن، وليس مجرد عنوان مع مخالفة في المضمون.
فمن الكتب المؤلفة في علوم القرآن كتاب صنفه ابن الجوزي؛ وهو مطبوع متداول، وقد طبع عدة طبعات واسمه (فنون الأفنان في عيون علوم القرآن) ، وابن الجوزي توفى سنة 597 هـ يعني في القرن السادس الهجري ، وله كتاب آخر اسمه (المجتبى ) في علوم تتعلق بالقرآن .
ثم جاء بعد ذلك السخاوي علم الدين المتوفي سنة 643 هـ فألف في عدة موضوعات ، في الناسخ والمنسوخ وقضايا أخرى متعددة، ثم ضم بعضها إلى بعض في كتاب واحد سماه ( جمال القراء وكمال الإقراء) وهذا الكتاب مطبوع متداول .(1/2813)
ثم جاء بعده أبو شامة المتوفى سنة 665 هـ فصنف كتابا سماه (المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالكتاب العزيز) اقتصر فيه على بعض الموضوعات الأساسية كجمع القرآن، وما يتعلق بالأحرف، وما يتعلق بالقراءات ـ وهذه أدق الموضوعات وأخطر ها ـ فاقتصر على هذه الأشياء الضرورية وترك الباقي، ولو أنه ألف في باقي الموضوعات على هذا المنوال لكان هذا الكتاب لا يجارى ولا يبارى في التحقيق والإتقان والضبط وتنقيح المعلومات، لكنه اقتصر على هذه الموضوعات الأساسية الدقيقة التي يشغب عليها الزنادقة كثيراً قديماً وحديثاً. وأظن لو أنه كتب في باقي الموضوعات لكان كتابه مغنياً عن كثير من الكتب وكان غاية في التحقيق ، والله تعالى أعلم .
وهذا الكتاب مع جلالة قدره وعظم ما فيه من التحقيق والتحرير إلا أنه غير مشهور ، وكان قبل مدة ليست بالبعيدة لا وجود له في الأسواق مع أنه طبع قديماً ، وأما الآن فهو مطبوع ومتوفر .
بعد ذلك جاء الطوفي المتوفى سنة 716هـ فألف كتابا سماه ( الإكسير في علوم التفسير) وهو مطبوع وهذا الكتاب غلَّب فيه الجوانب اللغوية والبلاغية.
ثم جاء بعد ذلك الزركشي المتوفى سنة 794 هـ فألف كتاباً جامعاً هو من أجمع الكتب المؤلفة في هذا الفن إلى يومنا هذا وهو من العمد ومن خزائن هذا العلم وهو كتاب (البرهان في علوم القرآن) وهو مطبوع متداول.
ثم جاء بعد ذلك جلال الدين البلقيني المتوفى سنة 824 هـ فألف كتابا سماه (مواقع العلوم من مواقع النجوم) . قال عنه السيوطي 0 فرأيته تأليفاً لطيفاً ومجموعاً طريفاً ذا ترتيب وتقرير وتنويع وتحبير .(1/2814)
وفي هذا القرن أيضاً وهو القرن( 9 هـ )جاء محمد بن سليمان الكافِيَجي المتوفى سنة 873 هـ ، قيل له الكافيجي لكثرة اشتغاله بالكافيه في النحو ، فألف كتاباً في هذا قال عنه السيوطي : فإذا هو صغير الحجم جداً، وحاصل ما فيه بابان ، إلى أن قال: فلم يشف لي ذلك غليلاً، ولم يهدني إلى المقصود سبيلا"وهذا الكتاب لم يصل إلينا.
بعد ذلك جاء السيوطي بموسوعته المشهورة وهو كتابه (الإتقان في علوم القرآن) وهذا الكتاب حسب ما أعرف، وحسب ما بلغنا من المؤلفات في هذا الفن يعد أوسع المؤلفات، وهو خزانة هذا العلم حقيقة ، وتجد فيه ما تفرق في غيره.
وأستطيع أن أقول بأن المؤلفات في هذا الفن أهمها وأجلها وأعظمها كتاب (البرهان) للزركشي الذي سبق ذكره، ويحتوي على سبعة وأربعين نوعا، والكتاب الثاني هو كتاب (الإتقان) للسيوطي ويحتوى على ثمانين نوعا.
وأما ما ذكره السيوطي في كتابه التحبير من الأنواع التي زادت على المائة فإنما ذلك يرجع إلى أنه مولع بالتشقيق، فهو يشقق الموضوعات، فيجعل الموضوع الواحد موضوعات شتى ، وهذا أمر فني لا يؤثر في مضمون الكتاب، فكثرة هذه الموضوعات التي ذكرها بحسب العناوين لا تدل على أن كتاب التحبير أوسع من كتاب الإتقان. بل إن كتاب الإتقان أوسع وأعظم وأنفع وأجل، ولا مقارنة بينه وبين كتاب التحبير. وحقيقة الأمر أن السيوطي ـ رحمه الله ـ مع أنه ذكر في مقدمة الكتاب جملة من الكتب التي وقف عليها وذكر أنها صغيرة وأنها لا تفي، لم يذكر معها كتاب البرهان ، ثم ذكر بعد ذلك أنه وقف عليه بعدما فرغ من تأليف كتابه الإتقان ـ فنحن نقول: بأنه رحمه الله بعدما فرغ من كتابه الإتقان ووجد كتاب البرهان أعاد الكرة ثانية فأخذ كتاب البرهان وضمنه في كتابه الإتقان..!!(1/2815)
فكتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي هو في الواقع في بطن كتاب الإتقان ومن أراد أن يحصل مرجعاً موسوعياً واحداً فعليه بكتاب الإتقان وليس بحاجة إن كان من غير أهل الاختصاص إلى كتاب البرهان؛ لأن السيوطي جمع ما في البرهان وزاد عليه . وهذه الموضوعات الكثيرة التي بلغ بها 80 نوعاً يمكن أن تختزل في نصف هذا العدد تقريباً أو قريباً منه كما فعل الزركشي ـ رحمه الله ـ حيث جعل كتابه في 47نوعا ، وإذا أردت أن تعرف حقيقة ذلك؛ فهو مثلا يذكر في النوع الأول: معرفة المكي والمدني، وفي الثاني: معرفة الحضري والسفري، وفي الثالث: النهاري والليلي، وفي الرابع: الصيفي والشتائي، وفي الخامس: الفراشي والنومي، والسادس: الأرضي والسمائي، والسابع: معرفة أول ما نزل، والثامن: معرفة آخر ما نزل ، مع أن هذه الموضوعات كما ترون يمكن أن يدمج بعضها في بعض تحت عنوان متقارب؛ فيمكن أن نقول: معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل في نوع واحد. بينما هو يجعل أول ما نزل في نوع، وآخر ما نزل في نوع آخر .. وهكذا يقول: النوع التاسع: معرفة سبب النزول، العاشر: فيما أنزل من القرآن على لسان بعض الصحابة ، والنوع الحادي عشر: ما تكرر نزوله، النوع الثاني عشر: ما تأخر حكمه عن نزوله، وما تأخر نزوله عن حكمه ، النوع الثالث عشر: ما نزل مفرقا وما نزل جمعا ، الرابع عشر: ما نزل مُشَيَّعاً وما نزل مفردا ، الخامس عشر: ما أنزل منه على بعض الأنبياء ، ومالم ينزل منه على أحد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - ،السادس عشر: كيفية إنزاله، السابع عشر: في معرفة أسمائه وأسماء سوره ، وهذا يدلك على كثرة الموضوعات التي تعالج في هذا الفن .(1/2816)
إلى أن قال مثلا: النوع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعشرون: معرفة المتواتر والمشهور والآحاد والشاذ والموضوع والمدرج، فجعل كل نوع من هذه الأنواع نوعاً مستقلاً قائما بذاته، مع أن هذه جميعا يمكن أن تجعل تحت نوع واحد وهكذا.
فهذا كتاب الإتقان للسيوطي، وقد جمع فيه السيوطي ما هب ودب ودرج ، جمع فيه بين الغث والسمين، ففيه أمور قيمة نافعة مفيدة، وفيه أمور لا تصلح من العقائد الفاسدة ومن الأقوال الساقطة، وفيه من الروايات الشيء الكثير؛ من الروايات الصحيحة، والروايات الضعيفة ،بل والروايات الموضوعة، بل فيه بعض الأخبار الإسرائيلية ، فهذا الكتاب هو كتاب موسوعي يجمع الغث والسمين لم ينقحه مؤلفه.
والكتاب بحاجة إلى تهذيب وقد اختصره بعض طلبة العلم ولكن هذا الاختصار لا يحصل به المقصود في ظني والله تعالى أعلم .
ثم جاء بعد السيوطي ـ رحمه الله ـ شمس الدين الحنفي المعروف بابن عقيلة المتوفى سنة 1150هـ فألف كتابا سماه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن ) وهذا الكتاب أيضا مختصر لكتاب الإتقان للسيوطي .
بعد ذلك حصل للتأليف شيء من الضعف والفتور، أو ما يشبه الانقطاع، ثم بعد ذلك في هذا العصر الحديث جاءت كثير من المؤلفات التي منها كتاب (التبيان في علوم القرآن) للشيخ طاهر الجزائري المتوفى سنة 1268 هـ وكتاب (منهج الفرقان في علوم القرآن) للشيخ محمد سلامة المتوفى سنة 1362هـ .
وكذلك الزرقاني في كتاب ( مناهل العرفان في علوم القرآن) وهو من أجل هذه الكتب ومن أنفعها، وقد اقتصر فيه على الأنواع المهمة في هذا العلم؛ إلا أنه أدخل فيه شيئاً كثيراً من المباحث الكلامية والعقائد الأشعرية ، وكذلك أيضاً حشا هذا الكتاب ببعض الأشياء المرجوحة، فهو بحاجة أيضا إلى تنقيح وتحرير ( وهناك كتب أخرى كثيرة تملأ المكتبات..
ومما ينبغي التنبيه عليه:(1/2817)
أننا نجد العلماء في كثير من الأحيان يذكرون مسائل هذا الفن في مقدمات كتبهم في التفسير كما فعل جماعة منهم: كابن جرير الطبرى رحمه الله، والراغب الأصفهاني ـ والراغب كتابه في التفسير غير موجود ولكن وجد منه قطعة فيها المقدمات التي تتعلق بعلوم القرآن، وفيها تفسير سورة الفاتحة، وقد حققت وهي مطبوعة ومفيدة ونافعة، وكذلك من المقدمات المفيدة مقدمة القرطبي على تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) ، وكذلك ابن عطية في مقدمته لتفسيره (المحرر الوجيز)، وكذلك ابن جزي في كتابه ( التسهيل ) وهكذا السيوطي الذي جعل كتاب ( الإتقان ) هذا الكتاب الكبير جعله مقدمة ومدخلا لتفسيره الكبير الذي شرع في تصنيفه وما أتمه وسماه( مجمع البحرين ومطلع البدرين) ، قال عنه السيوطي ـ رحمه الله ـ : ( وقد جعلته أي الإتقان مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته (مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ) فهذا الكتاب مقدمة لهذا التفسير فلك أن تتصور ضخامة هذا التفسير لو أنه أكتمل ، وهكذا القاسمي ـ رحمه الله ـ وضع مقدمة كبيرة لربما زادت عن 300 صفحة جعلها مقدمة لكتابه (محاسن التأويل) وجعل لها عنوان: ( مقدمات خطيرة ). وفي الواقع هذه المقدمات مأخوذة من كلام الشاطبي رحمه الله في كتابه (الموافقات ) ومأخوذة من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مثل كتابه (الإكليل في المتشابه والتأويل) وكذلك في كتاب (مقدمة أصول التفسير) .
وهكذا تلك المقدمة الحافلة الكبيرة النافعة التي هي من أجل المقدمات وأنفعها لكتاب هو من أجل كتب التفسير وهو كتاب (أضواء البيان) للعلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ فهذه المقدمة من قرأها حصل علما وفيرا ، ومن أراد أن يعرف قدر هذا العالم و قدر هذا الكتاب أعني أضواء البيان فليقرأ مقدمته التي ذكر فيها ألواناً من المسائل التي يحتاج إليها المفسر .(1/2818)
وعلى كل حال من خلال هذا الاستعراض نعرف أن التأليف في علوم القرآن بهذا المعنى الخاص الذي بيناه وعرفناه إنما جاء متأخرا عن نظائره من التأليف في قواعد العلوم؛ كأصول الفقه الذي ألف فيه الإمام الشافعي رحمه الله كتاب (الرسالة ). وعلوم الحديث التي ألف فيها الرامهرمزي كتابه ( المحدث الفاصل )، وكذلك علوم العربية والقراءات وغير ذلك .
فعلوم القرآن جاء التأليف فيها متأخراً مقارنة بغيرها من العلوم يقول السيوطي ـ رحمه الله ـ : ( ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدوِّنوا كتاباً في أنواع علوم القرآن كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث" يذكر ذلك تعليلاً لتأليفه لكتاب الإتقان .
وقال في مقدمته لكتاب التحبير: ( وإن مما أهمل المتقدمون تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة؛ علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث ) .
بعد ذلك نوجه سؤلاً وهو ما هو الكتاب الذي ألِّف أولاً في هذا العلم بالمعنى الذي ذكرناه ؟
الأحسن في مثل هذه المسألة أن نقول بأنه من الصعب أن نحكم بأن هذا الكتاب أو ذاك هو أول ما ألف؛ لأن هذه المؤلفات التي وقفنا عليها، والتي من أولها كتاب ( فنون الأفنان) ، هذه المؤلفات جاءت متأخرة فمن الصعب أن نقول: هذا أول مؤلف في هذا الفن. لكن غاية ما نستطيع أن نقوله هو: إن هذا الكتاب هو أول ما وقفنا عليه من المؤلفات في هذا العلم .(1/2819)
وهناك أقوال كثيرة جداً فيمن يكون أول من ألف في هذا العلم ، وهذه الأقوال كثير منها لا يصح ، بعضهم يقول هو الزركشي ، وبعضهم يقول (المختزن في علوم القرآن) لأبي الحسن الأشعري وعرفتم أنه ليس من كتب هذا الفن، وبعضهم يقول: كتاب (عجائب علوم القرآن) المنسوب لابن المرزبان ـ وهو غير كتاب الحاوي الذي سبق ذكره ـ وهذا الكتاب في الواقع هو كتاب (فنون الأفنان) وقد أطلعت على نسخته الخطية وهي موجودة في المكتبة البلدية في الإسكندرية فإذا هو كتاب (فنون الأفنان) وإن كان قد كتب عليه كتاب (عجائب علوم القرآن) لابن المرزبان ، وهكذا كثير من الكتب التي تقدم ذكرها والتي ألفت قبل فنون الأفنان هي في الواقع كتب في التفسير. وبهذا نكون قد انتهينا من هذه المقدمات ، ونشرع بعدها بمشيئة الله تعالى في ذكر بعض مهمات هذا العلم، وبالله التوفيق.
---
أبومجاهدالعبيدي
01-16-2004, 07:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نشكر الشيخ خالد السبت على مشاركته بهذه المقدمات المهمة في علوم القرآن ، وكذلك الأخ أبا معاذ على جهوده في هذا الملتقى وغيره .
وقد أفدت من هذه المقدمات المهمة ، ولي بعض التساؤلات لعل الشيخ أن يتفضل بالإجابة عنها ، سأذكرها متفرقة ليكون رد كل تساؤل بعده .
الأول :حول قول الشيخ : ( ولاشك أن الأصل في هذه اللفظة من جهة الفعل الثلاثي قرأ، و هذه اللفظة ( قرأ) تدور بجميع استعمالاتها ومعانيها في كلام العرب على معنى واحد فقط؛ وهذا المعنى تجد أطرافه منثورة في كتب القواميس، ولربما عدَّ العاد منها جمعاً من المعاني ـ وكل هذه المعاني التي يذكرها أصحاب المعاجم اللغوية إنما ترجع إلى معنى: (الضم والجمع )..(1/2820)
فإذا قلت مثلا : القراءة والقرآن .. فإن ذلك لاجتماع الحروف لتكون الكلمات .. ولاجتماع الكلمات لتكون الجمل .. ولاجتماع الجمل أو الآيات لتكون السور .. وهكذا .. ثم ما فيه أيضا من اجتماع المعاني .. القصص والأخبار والعقائد والأحكام وما إلى ذلك من الأمور التي جمعها الله عز وجل في كتابه .. فهي مجموعة في هذا القرآن .. وهكذا إذا قلنا القرء؛ الذي هو الحيض، فإنما قيل له ذلك , لاجتماع الدم في داخل الرحم، ولهذا قيل له ذلك . فتبين أن هذه اللفظة تدور على معنى واحد وهو: الضم والجمع .
والقرآن يمكن أن يكون قيل له ذلك بمراعاة هذا المعنى؛ لأنه يجمع ثمرة الكتب السابقة أو لأن الله عز وجل جمع فيه من ألوان الهدايات والعلوم والمعارف التي يحتاج إليها السالك إلى ربه تبارك وتعالى، وهذه الأمور لا منافاة بينها؛ فكلها صحيح .)
فقد ذكر ابن القيم أن جعل مادة " قرأ " من الجمع فيه نظر ، قال رحمه الله في زاد المعاد - وهو يناقش معنى القُرء - :
( وقولكم : إن القرء مشتق من الجمع ، وإنما يجمع الحيض في زمن الطهر . عنه ثلاثة أجوبة .
أحدها : أن هذا ممنوع ، والذي هو مشتق من الجمع إنما هو من باب الياء من المعتل ، من قرى يقري ، كقضى يقضي ، والقرء من المهموز بنات الهمز ، من قرأ يقرأ ، كنحر ينحر ،
وهما أصلان مختلفان فإنهم يقولون : قريت الماء في الحوض أقريه ، أي : جمعته ، ومنه سميت القرية ، ومنه قرية النمل : للبيت الذي تجتمع فيه ، لأنه يقريها ، أي : يضمها ويجمعها .(1/2821)
وأما المهموز ، فإنه من الظهور والخروج على وجه التوقيت والتحديد ، ومنه قراءة القرآن ، لأن قارئه يظهره ويخرجه مقداراً محدوداً لا يزيد ولا ينقص ، ويدل عليه قوله : " إن علينا جمعه وقرآنه " [ القيامة : 17 ]، ففرق بين الجمع والقرآن . ولو كانا واحداً ، لكان تكريراً محضاً ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " [ القيامة : 18 ] ، فإذا بيناه ، فجعل قراءته نفس إظهاره وبيانه ، لا كما زعم أبو عبيدة أن القرآن مشتق من الجمع .
ومنه قولهم : ما قرأت هذه الناقة سلى قط ، وما قرأت جنيناً هو من هذا الباب ، أي ما ولدته وأخرجته وأظهرته ، ومنه : فلان يقرؤك السلام ، ويقرأ عليك السلام ، هو من الظهور والبيان ، ومنه قولهم : قرأت المرأة حيضة أو حيضتين ، أي : حاضتهما ، لأن الحيض ظهور ما كان كامناً ، كظهور الجنين ، ومنه : قروء الثريا ، وقروء الريح : وهو الوقت الذي يظهر المطر والريح ، فإنهما يظهران في وقت مخصوص ، وقد ذكر هذا الإشتقاق المصنفون في كتب الإشتقاق ، وذكره أبو عمرو وغيره ، ولا ريب أن هذا المعنى فى الحيض أظهر منه في الطهر .)
تنبيه :
القصد من هذه التساؤلات محاولة الوصول إلى نتائج صحيحة تكون مادة معتمدة لهذا العلم ، وأنا إن شاء الله راغب في الفائدة ، وأعد الآن لموضوعات بعنوان : تأصيل موضوعات علوم القرآن ، وقد ألقيها في الصيف القادم في إحدى الدورات العلمية إذا يسر الله وأعان .
فأرجو أن يتقبل الشيخ هذه التساؤلات بصدر رحب ، وأن يجيب عنها بنفسه إن لم يكن هناك مانع .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
أبو معاذ البخيت
03-19-2004, 05:08 PM
أخي الشيخ ( أبو مجاهد) العبيدي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :(1/2822)
فأعتذر إليك أولاً ،ثم لسائر الأخوة على تأخر الرد، ولكن حال دون ذلك أمور يصعب شرحها الآن، فأرجو قبول العذر.. ولعل ذلك لا يكون فيما يأتي من المشاركات بإذن الله تعالى وتوفيقه .
وأما جواب السؤال؛ فقد أوصلته إلى الشيخ خالد ـ حفظه الله ـ فأجاب بما نصه:
"ما ذكرته هنا هو قول عامة أهل اللغة كالزجاج وابن فارس وغيرهم، وهي مسألة لغوية، وهذا الطريق في تقريرها أسهل للمتعلمين ـ أن تجمع المعاني وترجعها إلى معنى واحد ـ وما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله محتمل وله وجه جيد من النظر، وإذا كان الكلام في تفسير بعض الآيات فذلك له نظر آخر ، والله تعالى أعلم."
---
أبومجاهدالعبيدي
03-21-2004, 02:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
للفائدة : وجدت ما ذكره ابن القيم رحمه الله في معنى القرآن منصوصاً عليه في كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس لأبي بكر ابن الأنباري ؛ فقد ذكر أن في كلمة القرآن وجهين :
أحدهما : الجمع والضم ، وهو ما اعتمده الشيخ خالد وفقه الله .
والثاني : قول قطرب : إنما سمي القرآن قرآناً لأن القارئ يظهره ويبينه ويلقيه من فيه ...
ينظر المصدر المشار إليه 1/71-72 .
---
أبو معاذ البخيت
04-19-2004, 09:14 AM
للرفع
---
أبو معاذ البخيت
06-07-2004, 07:37 AM
للرفع
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 07:00 AM
يرفع للفائدة والمدارسة
---
(1/2823)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الخامس : وقفات حول النسخ في القرآن )
---
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الخامس : وقفات حول النسخ في القرآن )
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2003, 07:32 AM
بسم الله
ومن موضوعات علوم القرآن المهمة : موضوع النسخ في القرآن
وهذه بعض الوقفات مع هذا الموضوع :
الوقفة الأولى : في أهمية هذا الموضوع :
النسخ في القرآن الكريم من الموضوعات المهمة التي لابُدّ من الإلمام بها لكل من تصدّى لدراسة القرآن ، وأراد معرفة أحكامه ومعانيه .
ولذلك فقد كتب فيه المؤلفون في علوم القرآن ، وأفرده كثيرون بالتصنيف - كما سيأتي - ؛ ( لأن معرفة الناسخ والمنسوخ ركن عظيم في فهم الإسلام وفي الاهتداء إلى صحيح الأحكام ، خصوصاً إذا ما وجدت أدلة متعارضة لايندفع التعارض بينها إلاَّ بمعرفة سابقها من لاحقها ، وناسخها من منسوخها .
ولهذا كان سلفنا الصالح يعنون بهذه الناحية ، يحذقونها ، ويلفتون أنظار الناس إليها ، ويحملونهم عليها ؛ حتى لقد جاء في الأثر أن ابن عباس - رضي الله عنهما - فسّر الحكمة في قوله تعالى : { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) } [ البقرة : 269 ] بمعرفة ناسخ القرآن ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ( 1) .
وروي أن عليًّا - رضي الله عنه - مرّ على قاص ، فقال : أتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت( 2) . يريد أنه عرّض نفسه وعرض الناس للهلاك ، مادام أنه لايعرف الناسخ من المنسوخ )(3 ) .(1/2824)
وقد ذكر الحافظ ابن عبدالبر - رحمه الله - في كتابه جامع بيان العلم وفضله في باب معرفة أصول العلم وحقيقته وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقاً - أثراً يبيّن أهمية هذا العلم ، حيث قال : ( وذكر أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ، ثنا عبدالله بن محمود ، قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول : ليس من المعلوم كلها علم هو أوجب على العلماء وعلى المتعلمين ، وكافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه ؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً ، والعلم به لازم ديانةً ، والمنسوخ لايعمل به ، ولاينتهي إليه ، فالواجب على كل عالم عِلْمُ ذلك لئلا يوجب على نفسه أو على عباد الله أمراً لم يوجبه الله عزوجل ، أو يضع عنه فرضاً أوجبه الله عزوجل )( 4) .
وقال القرطبي في بيان أهمية معرفة النسخ : ( معرفة هذا الباب أكيدة ، وفائدته عظيمة ، لايستغني عن معرفته العلماء ، ولاينكره إلاَّ الجهلة الأغبياء ، لما يترتب عليه من النوازل في الأحكام ومعرفة الحلال من الحرام )( 5) .
معنى النسخ في اللغة :
يأتي النسخ في كلام العرب على ثلاثة أوجه :
الأول : أن يكون مأخوذاً من قول العرب : نسخت الكتاب ، إذا نقلت ما فيه إلى كتاب آخر ، فهذا لم يتغير المنسوخ منه ، وإنَّما صار له نظيرٌ مثله في لفظه ومعناه ، وهما باقيان .
والثاني : أن يكون مأخوذاً من قول العرب : نسخت الشمس الظل ، إذا أزالته وحلت محله .
والثالث : أن يكون مأخوذاً من قول العرب : نسخت الريحُ الآثار ، إذا أزالتها فلم يَبق منها عوض ، ولا حلت الريح محل الآثار ، بل زالا جميعاً( 6) .
وقد وردت مادة النسخ في القرآن الكريم بهذه المعاني الثلاثة :
فمن الأول - وهو النقل - قول الله تعالى : { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الجاثية : 29 ] .(1/2825)
ومن الثاني - وهو إزالة شيء مع حلول شيء آخر محله - قوله تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ) } [ البقرة : 106 ] .
ومن الثالث - وهو إزالة الشيء بدون حلول شيء آخر محله - قول الله تعالى : { فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ } [ الحج : 52 ]( 7) .
معنى النسخ في الاصطلاح :
يحتاج معنى النسخ في الاصطلاح إلى شيء من الإيضاح ؛ وذلك لأن معناه في اصطلاح المتقدمين يختلف عن معناه في اصطلاح المتأخرين .
فالمتقدمون - من الصحابة والتابعين - لهم اصطلاح خاص في مسألة النسخ ، فمفهوم النسخ عندهم أعم من مفهومه عند الأصوليين والفقهاء والمحدثين ، وما استقر عليه الأمر بعد ذلك في هذا المصطلح ، فلم يكن النسخ عندهم مُمَيَّزاً عن غيره من أساليب البيان ، فقد كانوا يطلقون النسخ على تخصيص العام ، وتقييد المطلق ، وتبيين المجمل ، وإيضاح المبهم ، ونحو ذلك ، كما كانوا يطلقونه على النسخ بمعناه المعروف عند الأصوليين بعد تحديد المصطلحات العلمية .
وقد بيّن هذا وقرره كثيرٌ من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية( 8) وتلميذه ابن القيم( 9) والإمام الشاطبي في كتابه الموافقات( 10) .
وأمَّا معنى النسخ في اصطلاح المتأخرين من الأصوليين والفقهاء والمحدثين وأهل علوم القرآن - فقد اختلفت عباراتهم في تحديد معناه بعد أن اتفقوا على أنه يختلف عن أساليب البيان الأخرى من تخصيص ، واستثناء ، وتقييد ، وتبيين ، وإيضاح ونحوها .
ولعل من أفضل التعاريف التي تبين معنى النسخ في اصطلاح المتأخرين مع سهولته ووضوحه وشموله = ما ذكره فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه { الأصول من علم الأصول } ؛ حيث قال في تعريف النسخ في الاصطلاح : ( رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدليل من الكتاب والسنة )(11 ) .(1/2826)
( فهذا التعريف مع كونه مختصراً ، فهو جامع مانع ، سالم من المآخذ والاعتراضات الواردة على غيره .
فقوله : { رفع حكم } تعريف للنسخ على أنه فعل الشارع ، خلافاً للذين عرفوه بأنه الخطاب ، أو اللفظ ، أو الطريق ، فهؤلاء عرفوا النسخ بدليله ، وتقييد الحكم بأنه { حكم دليل شرعي } مخرج لرفع حكم البراءة الأصلية ، فلايسمى نسخاً .
وقوله : { أو لفظه } جيء به ليشمل التعريفُ نسخ لفظ التلاوة ؛ لأن النسخ إمَّا أن يكون للحكم أو للفظ أولهما معاً .
وقوله : { بدليل } يخرج رفع الحكم بالموت والجنون ونحوهما ، وتقييد الدليل بكونه من الكتاب والسنة ؛ ليخرج ما عداهما من الأدلة كالإجماع والقياس فلاينسخ بهما )( 12) .
فائدة : هذه بعض المؤلفات في موضوع النسخ في القرآن الكريم :
من الكتب المطبوعة المصنفة قديماً في الناسخ والمنسوخ :
1 - الناسخ والمنسوخ في القرآن ، لأبي عبيد القاسم بن سلام ( ت 224 هـ ) .
2 - الناسخ والمنسوخ في القرآن ، لأبي جعفر النحاس ( ت 328 هـ ) .
3 - الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ، لمكي بن أبي طالب ( ت 407 هـ ) .
4 - الناسخ والمنسوخ ، لأبي منصور عبدالقاهر البغدادي ( ت 429 هـ ) .
5 - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ، لأبي بكر محمد بن عبدالله بن العربي ( ت 543 هـ ) .
6 - نواسخ القرآن ، لابن الجوزي ( ت 597 هـ ) .
7 - ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه ، لابن البارزي ( ت 738 هـ ) .
ومن المؤلفات الحديثة المطبوعة في موضوع النسخ :
1 - النسخ في القرآن الكريم ، لمصطفى زيد ( رسالة دكتوراه ) .
2 - نظرية النسخ في الشرائع السماوية ، لشعبان محمد إسماعيل .
3 - فتح المنان في نسخ القرآن ، لعلي حسن العريض .
4 - النسخ في الشريعة الإسلاميَّة كما أفهمه ، لعبدالمتعال الجبري ( رسالة ماجستير ) .
5 - النسخ بين الإثبات والنفي ، لمحمد محمود فرغلي .
6 - دراسات في الإحكام والنسخ في القرآن الكريم ، لمحمد حمزة .(1/2827)
7 - الأدلة المطمئنة على ثبوت النسخ في الكتاب والسنة ، لعبدالله مصطفى العريس .
إضافة إلى ما كتب في النسخ في أغلب الكتب المؤلفة في علوم القرآن وأصول الفقه .
وهناك مقالات وبحوث في مجلات عن هذا الموضوع ومنها :
1 - النسخ في القرآن الكريم ، للشيخ عبدالله الشبانة في مجلة البحوث الإسلاميَّة ، العدد 29 ص 207
إلى ص 277 .
2 - النسخ في الشريعة حقيقته والحكمة منه ، لعمر السّردي في مجلة الحكمة ، العدد التاسع ص 157
إلى ص 221 .
الحواشي السفلية
(1) أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ ص 5 ، 6 رقم [3] ، وابن جرير الطبري في تفسيره 5/576 بتحقيق : أحمد ومحمود شاكر ، وأبو جعفر النحاس في الناسخ والمنسوخ 1/411 رقم [4] . وانظر : كلام المحقق عليه ، وذكره ابن كثير في تفسيره 1/304 ، والسيوطي في الدر المنثور 1/348 ، وزاد سبته لابن المنذر وابن أبي حاتم .
(2) أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ ص 4 رقم [1] ، والنحاس في الناسخ والمنسوخ 1/410 رقم [2] والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه 1/244 ، وقال محققه : إسناده صحيح .
(3 ) مناهل العرفان للزرقاني 2/189 .
(4 ) جامع بيان العلم وفضله 1/767 وقال المحقق عن هذا الأثر : ( علقه المصنّف ولعله في بعض مصنفات أبي بكر النقاش ، فإنه صاحب تصانيف ولم يكن محمود الرواية ) انظر ترجمته في السير 15/573 - 576 .
(5 ) تفسير القرطبي 2/62 .
(6 ) ذكر هذه المعاني الثلاثة مكي بن أبي طالب في كتابه الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ص 47 - 53 وانظر : لسان العرب لابن منظور 14/121 ، وكتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز للإمام أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ص 443 ، 444 ، وللتوسع في معرفة معاني النسخ في اللغة انظر : كتاب النسخ في القرآن لمصطفى زيد 1/55 - 62 .
(7 ) انظر : الآيات المنسوخة في القرآن الكريم ، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 18 ، 19 .
(8 ) انظر : مجموع الفتاوى 13/29 .(1/2828)
(9 ) انظر : إعلام الموقعين 1/66 ، 67 .
(10 ) انظر : الموافقات للشاطبي 3/81 - 88 ، وقد توسع في تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه .
(11 ) الأصول من علم الأصول للشيخ محمد بن صالح العثيمين ص 45 .
(12 ) من مقدمة محقق كتاب الناسخ والمنسوخ ، لأبي جعفر النحاس 1/114 ، الشيخ الدكتور سليمان اللاحم .
وللحديث بقية إن شاء الله
---
أبومجاهدالعبيدي
05-30-2003, 01:42 AM
الوقفة الثانية : أوجه النسخ في القرآن
أوجه النسخ في القرآن
قال ابن عبدالبر - في شرحه لحديث عائشة أنها أملت مولاها أبا يونس { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - وصلاة العصر - وقوموا لله قانتين } ثُمَّ قالت : سمعتُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم(1 ) - قال : ( وفيه ما يدل على مذهب من قال : إن القرآن نسخ منه ما ليس في مصحفنا اليوم .
ومن قال بهذا القول يقول : إن النسخ على ثلاثة أوجه في القرآن :
أحدها : ما نسخ خطه وحكمه وحفظه ، فنسي ، يعني رفع خطه من المصحف ، وليس حفظه على وجه التلاوة ؛ ولايقطع بصحته على الله ، ولايحكم به اليوم أحد ؛ وذلك نحو ما روي أنه كان يقرأ : لاترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم( 2) .
ومنها قوله : لو أن لابن آدم وادياً من ذهب ، لابتغى إليه ثانياً ، ولو أن له ثانياً ، لابتغى إليه ثالثاً ، ولايملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ويتوب الله على من تاب . قيل : إن هذا كان في سورة ص~( 3) .
ومنها : { بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه } وهذا من حديث مالك عن إسحاق ، عن أنس ، أنه قال : أنزل الله في الذين قتلوا ببئر معونة قرآناً قرأناه ، ثُمَّ نسخ بعد : ( بلغوا قومنا ... ) فذكره( 4) .
ومنها قول عائشة : كان فيما أنزل الله من القرآن عشر رضعات ثُمَّ نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وص~ مِمَّا يقرأ( 5) .
إلى أشياء في مصحف أبيّ ، وعبدالله ، وحفصة ، وغيرهم مِمَّا يطول ذكره .(1/2829)
ومن هذا الباب ، قول من قال : إن سورة الأحزاب ، كانت نحو سورة البقرة أو الأعراف ، روى سفيان ، وحماد بن زيد ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال : قال لي أبيّ بن كعب : كائن تقرأ سورة الأحزاب ، أو كائن تعدها ؟ قلتُ : ثلاثاً وسبعين آية ، قال : قط ، لقد رأيتها وإنها لتعادل البقرة ، ولقد كان فيما قرأناه فيها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة ، نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم(6 ) .
وقال مسلم بن خالد عن عمرو بن دينار(7 ) قال : كانت سورة الأحزاب تقارن سورة البقرة .
( وروى أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا سيف عن مجاهد ، قال : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ، ولم يذهب منه حلال ولا حرام ) .
أخبرنا عيسى بن سعيد بن سعدان ( المقرئ ) قال : أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي المقرئ ، قال : أخبرنا أبو الحسن صالح بن أحمد القيراطي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، قال : أخبرني يحيى بن آدم قال : أخبرنا عبدالله بن الأجلح ، عن أبيه عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده عميرة بن فروة ، أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ - وهو إلى جنبه - : أوليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم ؟ فقال : بلى ، ثُمَّ قال : أوليس كنا نقرأ : الولد للفراش وللعاهر الحجر - فيما فقدنا من كتاب الله ؟ فقال أبي : بلى( 8) .
والوجه الثاني : أن ينسخ خطه ويبقى حكمه ، وذلك نحو قول عمر بن الخطاب : لولا أن يقول قوم زاد عمر في كتاب الله ، لكتبتها بيدي : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة بما قضيا من اللذة ، نكالاً من الله ، والله عزيز حكيم . فقد قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم(9 ) .
فهذا مِمَّا نسخ ورفع خطه من المصحف وحكمه باق في الثيب من الزناة إلى يوم القيامة - إن شاء الله - عند أهل السنة .(1/2830)
ومن هذا الباب قوله في هذا الحديث : وصلاة العصر - ( في مذهب من نفى أن تكون الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ) .
وقد تأول قوم في قول عمر : قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي تلوناها ، والحكمة تتلى ، بدليل قول الله عزوجل : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ" } [ الأحزاب : 34 ] .
وبين أهل العلم في هذا تنازع يطول ذكره .
والوجه الثالث : أن ينسخ حكمه ويبقى خطه يتلى في المصحف ، وهذا كثير ، نحو قوله - عزوجل - : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ } [ البقرة : 240 ] نسختها { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا } [ البقرة : 234 ] وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه )( 10) ا هـ .
وقال - رحمه الله - : ( وأمَّا قوله في الحديث : { لأقضين بينكما بكتاب الله }(11 ) فلأهل العلم في ذلك قولان :
أحدهما : أن الرجم في كتاب الله على مذهب مَن قال : إن من القرآن ما نسخ خطه وثبت حكمه ، وقد أجمعوا أن من القرآن ما نسخ حكمه ، وثبت خطه ، وهذا في القياس مثله ... ومَن ذهب هذا المذهب احتج بقول عمر ابن الخطاب : الرجم في كتاب الله ، حق على من زنى من الرجال والنساء إذا أحصنّ( 12) . وقوله : لولا أن يقال : إن عمر زاد في كتاب الله لكتبتها : { الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة } فإنا قد قرأناها(13 ) )( 14) .
ذكر ابن عبدالبر - رحمه الله - في الكلام السابق أوجه النسخ في القرآن ، وذكر أمثلة لكل وجه من هذه الأوجه ، وأكثرُ ما ذكر واضح لايحتاج إلى إيضاح ؛ ولذلك سوف أكتفي بالتنبيه على بعض الأمور :(1/2831)
الأمر الأول : الوجه الأول الذي ذكره ابن عبدالبر - وهو ما نسخ حظه وحكمه وحفظه فنسى ، ويطلق عليه بعض العلماء نسخَ التلاوة والحكم معاً - هذا الوجه أنكره قوم كما حكى ذلك عنهم القاضي أبو بكر( 15) في كتابه الانتصار كما نقله عنه الزركشي في البرهان بقوله : ( وحكى القاضي أبو بكر في { الانتصار } عن قوم إنكار هذا القسم ؛ لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ، ولايجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها )(16 ) .
( وقد أُجيبت على ذلك بأن ثبوت النسخ شيء ، وثبوت نزول القرآن شيء آخر ، فثبوت النسخ يكفي فيه الدليل الظني بخبر الآحاد ، أمَّا ثبوت نزول القرآن فهو الذي يشترط فيه الدليل القطعي بالخبر المتواتر ، والذي معنا ثبوت النسخ لا ثبوت القرآن فيكفى فيه أخبار الآحاد )(17 ) .
الأمر الثاني : ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - من أمثلة على الوجه الأول ، وذكر أنها مِمَّا نسخ خطه وحكمه وحفظه فنسي ، في بعضها نظر ، وذلك مثل نسخ { لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولايملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب } ، ونسخ { بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا } وما شابه ذلك من أمثلة حكمها ثابت لم يتغير ولم يرفع .
وكذلك ما ذكره من نسخ حكم آية الرجم في سورة الأحزاب فيه نظر .
فلعل الصحيح في مثل هذه الأمثلة أن تكون مِمَّا نسخ تلاوته ولفظه وبقي حكمه لأن هذه الألفاظ جاءت بصورة الخبر ، ومعناها صحيح وحكمها باق ، فكيف تكون مِمَّا نسخ حكمه ؟ ! .
الأمر الثالث : أنكر بعض أهل العلم الوجه الثاني - وهو نسخ الخط والتلاوة وبقاء الحكم - وقالوا : إن الأخبار فيه أخبار آحاد ، ولايجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد( 18) .(1/2832)
وممن أنكر وشكك في وقوعه الدكتور مصطفى زيد( 19) في كتابه النسخ في القرآن حيث قال : ( ولابد من وقفه هنا ، عند نوع ثالث للنسخ ذكره الأصوليون ، واعتمدوا فيه على آثار لاتنهض دليلاً له ، مع أن الآيتين اللتين تتحدثان عن النسخ في القرآن الكريم لاتسمحان بوجوده إلاَّ على تكلف ، ومع أنه يخالف المعقول والمنطق ، ومع أن مدلول النسخ وشروطه لاتتوافر فيه ... وهذا النوع هو منسوخ التلاوة باقي الحكم كما يعبر عنه الأصوليون )(20 ) .
ثُمَّ ذكر الأمثلة التي تدل على وقوع هذا النوع - وهي آيتا الرجم ، وتحريم الرضعات الخمس - وشكك في ثبوتها ، واستبعد صدور الآثار فيهما عن عمر وعائشة - رضي الله عنهما - ثُمَّ قال : ( ومن ثَمَّ يبقى منسوخ التلاوة باقي الحكم مجرد فرض ، لم يتحقق في واقعة واحدة ، ولهذا نرفضه ، ونرى أنه غير معقول ولا مقبول ، والله عزوجل أعلم )( 21) ا هـ .
وقد رد المحققون من أهل العلم كلامه هذا من وجوه كثيرة ، ومن هذه الوجوه ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - بقوله : ( وقد أجمعوا أن من القرآن ما نسخ حكمه ، وثبت خطه ، وهذا في القياس مثله )( 22) ا هـ .
وما يحتج به هو وغيره من كون الأخبار فيه أخبار آحاد لايُعول عليه ؛ لأن منسوخ التلاوة لم يبق قرآناً ، فنقل كونه قرآناً بأخبار الآحاد لايجعله لم يكن قرآناً في السابق ؛ لأنه الآن زالت قرآنيته فلايحتاج إلى نقله متواتراً ؛ لعدم قرآنيته ، ولكنه يكتفى فيه بالنقل الصحيح لثبوت القرآنية السابقة للنسخ ، وأخبار الآحاد الصحيحة يقبل بها كل شيء عند أهل السنة والجماعة ، كما صرح بذلك الإمام البخاري في كتاب خبر الآحاد من صحيحه( 23) .
( وبما تقدم نعلم أن نسخ التلاوة وبقاء الحكم واقعٌ ثابتٌ لا مطعن فيه ، وأن مَن نفاه متأثر بالمدرسة العقليَّة ، وهي متأثرة بالمعتزلة )(24 ) .(1/2833)
وهنا سؤال أورده الزركشي في برهانه ، وهو أن يقال : ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم ؟ وهلاّ تثبت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها( 25) ؟ .
والجواب على هذا السؤال من وجوه :
الأول : ( أن نسخ الآية مع بقاء الحكم ليس مجرداً من الحكمة ، ولا خالياً من الفائدة ... بل فيه فائدة أي فائدة ، وهي حصر القرآن في دائرة محدودة تيسر على الأمة حفظه واستظهاره ، وتسهل على سواد الأمة التحقق فيه وعرفانه ؛ وذلك سورٌ محكم ، وسياج منيع ، يحمي القرآن من أيدي المتلاعبين فيه بالزيادة أو النقص ؛ لأن الكلام إذا شاع وذاع وملأ البقاع ، ثُمَّ حاول أحد تحريفه ، سرعان ما يعرف ، ويقابل بالإنكار ، وبذلك يبقى الأصل سليماً من التغيير والتبديل ، مصداقاً لقوله سبحانه : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ , لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] .
والخلاصة : أن حكمة الله قضت أن تنزل بعض الآيات في أحكام شرعية عملية ، حتى إذا اشتهرت تلك الأحكام ، نسخ سبحانه هذه الآيات في تلاوتها فقط ، رجوعاً بالقرآن إلى سيرته من الإجمال ، وطرداً لعادته في عرض فروع الأحكام من الإقلال ، تيسيراً لحفظه وضماناً لصونه : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 216 ، 232 ، آل عمران : 66 ، النور : 19 ] )( 26) .
والثاني : أن في نسخ التلاوة مع بقاء الحكم إظهاراً لمقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به ، فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام ، والمنام أدنى طرق الوحي(27 ) .(1/2834)
والثالث : ( أنه على فرض عدم علمنا بحكمة ولا فائدة في هذا النوع من النسخ ، فإن عدم العلم بالشيء لايصلح حجة على العلم بعدم ذلك الشيء ، وإلاَّ فمتى صار الجهل طريقاً من طرق العلم ؟ ثُمَّ إن الشأن في كل ما يصدر عن العليم الحكيم الرحمن الرحيم ، أن يصدر لحكمة أو لفائدة ، نؤمن بها وإن كنا لانعلمها على التعيين ، وكم في الإسلام من أمور تعبدية ، استأثر الله بعلم حكمتها ، أو اطلع عليها بعض خاصته من المقربين منه والمحبوبين لديه { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } [ يوسف : 76 ] { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 85 ] )( 28) .
والوجه الرابع : وهو خاص بآية الرجم ، فالسر في نسخ تلاوتها مع بقاء حكمها أنها كانت تتلى أولاً لتقرير حكمها ، ردعاً لمن تحدثه نفسه أن يتلطخ بهذا العار الفاحش من شيوخ وشيخات ؛ حتى إذا ما تقرر هذا الحكم في النفوس ، نسخ الله تلاوته لحكمة أخرى هي الإشارة إلى شناعة هذه الفاحشة ، وبشاعة صدورها من شيخ وشيخة ، حيث سلكها مسلك ما لايليق أن يذكر فضلاً عن أن يفعل ، وسار بها في طريق يشبه طريق المستحيل الذي لايقع ؛ كأنه قال : نزهوا الأسماع عن سماعها ، والألسنة عن ذكرها ، فضلاً عن الفرار منها ومن التلوث برجسها ، كتب الله لنا الحفظ والتوفيق ؛ إنه على كل شيء قدير(29) .
الأمر الرابع : ذكر ابن عبدالبر أن ما نسخ حكمه وبقي خطه - وهو الوجه الثالث من وجوه النسخ - كثير ، حيث قال : ( والوجه الثالث : أن ينسخ حكمه ويبقى خطه في المصحف ، وهذا كثير ) ا هـ .
وهو عند التحقيق قليل جداً ، وإن أكثر الناس من تعداد الآيات فيه ، كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان ، ثُمَّ حرّر الآيات التي ثبت فيها النسخ فأوصلها إلى عشرين آية( 30) ، وقد أورد كلامه الدهلوي(31) في كتابه الفوز الكبير في أصول التفسير وتعقبه فيه ثُمَّ قال : ( وبما حررته لايتعين النسخ إلاَّ في خمس آيات )(32 ) .(1/2835)
ويعتبر الدكتور مصطفى زيد أكثر مَن تعرض لقضايا النسخ وناقشها ، وقرر في النهاية أن الآيات التي صحت فيها دعوى النسخ لاتزيد عن ست آيات( 33) .
أمَّا الزرقاني - رحمه الله - فقد تعرض لثنتين وعشرين واقعة ، قَبِلَ النسخ في اثنتي عشرة واقعة منها( 34) .
وقد قام أحد الباحثين بدراسة هذه القضية دراسة متأنية ، وبيّن أن الآيات التي ثبت عنده نسخها تسع آيات ، دخلها النسخ في سبعة موضوعات ، ولم يجد آية اتفق على نسخها غير آية تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمَّا غيرها من الآيات ففيها خلاف .
ثُمَّ قال : ( وقد ظهر لي من خلال البحث أن من أسباب الخلاف في النسخ عدم الاتفاق في مدلوله بين المؤلفين في الناسخ والمنسوخ ، وقد أشار إلى ذلك جملة من المؤلفين في الناسخ والمنسوخ ، وممن أبرز ذلك الجانب الإمام الشاطبي في موافقاته .
وقد نقل عنه الدكتور مصطفى زيد - رحمه الله تعالى - جملاً مفيدة في ذلك .
كما تبيّن لي أن المؤلفين في الناسخ والمنسوخ بين إفراط وتفريط فكثير منهم عدّ من النسخ ما ليس بنسخ ، كالتقييد والتخصيص والإجمال ، فلذلك جعلوا آية السيف بمفردها ناسخة لأكثر من مائة آية .
وقلة من العلماء منعوا النسخ وأغلبهم معاصرون .
وقلة من العلماء توسطوا وقبلوا النسخ بشروطه ، وميزوا بينه وبين التقييد والتخصيص ، وعلى رأس هؤلاء الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - واضع أول تأليف بين أيدينا في الأصول .
وممن سار على منهج الاعتدال إمام المفسرين ابن جرير الطبري ، فإن فهمه في تفسيره رائع ، وهو عمدة في هذا الباب .(1/2836)
وكذلك الإمام ابن عبدالبر في التمهيد ، وقد أوضح ذلك صاحب رسالة ابن عبدالبر وجهوده في أصول الفقه(35 ) ، فقد نقل عنه نقولاً ، وقد تتبعتها في التمهيد ، فوجدت عنده التوسط بين الإفراط والتفريط ، ومن العبارات التي تعتبر منهجاً في هذا الباب عبارة ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى - حيث قال : قال أبو عمر : والصحيح في النظر عندي : أن لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ ما قام عليه الدليل الذي لا مدفع له ولايحتمل التأويل(36 ) .
وهذه الكلمة في غاية الإتقان والدقة في إعطاء الدارس لهذا الموضوع الصعب منهجاً يسير عليه في قبول النسخ ورفضه ، وهي عبارة جامعة مع قلة ألفاظها ، رحمه الله رحمة واسعة )(37 ) ا هـ .
وعبارة ابن عبدالبر السابقة سوف تأتي إن شاء الله في مبحث قواعد وضوابط في موضوع النسخ مع ذكر أمثلة عليها .
الأمر الخامس : ذكر ابن عبدالبر مثالاً على ما نسخ حكمه وبقي رسمه وخطه وهو قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ } [ البقرة : 240 ] نسختها { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا(} [ البقرة : 234 ] .
ثُمَّ قال : ( وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه ) ا هـ .
والصحيح أنه قد وقع اختلاف بين العلماء في هاتين الآيتين(38 ) ، فالجمهور على أن الآية الأولى منسوخة بالآية الثانية ، حيث كانت العدة في الجاهليَّة وأول الإسلام حولاً ، ثُمَّ نسخت بأربعة أشهر وعشراً( 39) .
وقالت جماعة : الآية غير منسوخة ، والنص القرآني لم يصرح بالعدة ، وإنَّما قال ذلك متاع لها إن أرادت سبعة أشهر وعشرين ليلة تقضيها في البيت ، فالواجب في العدة أربعة أشهر وعشراً ، وما زاد إلى الحول فهو وصية ، إن شاءت سكنت في وصيتها ، وإن شاءت خرجت .(1/2837)
وهذا القول الثاني نسبه ابن جرير - رحمه الله - إلى مجاهد حيث قال ابن جرير : ( وقال آخرون : هذه الآية ثابتة الحكم ، لم ينسخ منها شيء ) ثُمَّ ذكر من قال ذلك ، وذكر بسنده عن مجاهد في قول الله : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا } [ البقرة : 234 ] قال : كانت هذه للمعتدة ، تعتد عند أهل زوجها ، واجباً ذلك عليها ، فأنزل الله : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ" } إلى قوله : { مِن مَّعْرُوفٍ) } [ البقرة : 240 ] قال : جعل الله لهم تمام السنة ، سبعة أشهر وعشرين ليلة ، وصية : إن شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت ، وهو قول الله تعالى ذكره : { غَيْرَ إِخْرَاجٍ" فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ } قال : والعدة كما هي واجبة(40 ) .
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( وهذا القول له اتجاه وفي اللفظ مساعدة له ، وقد اختاره جماعة منهم الإمام أبو العباس ابن تيمية ، وردّه آخرون منهم الشيخ أبو عمر ابن عبدالبر )( 41) ا هـ .
ولعل الراجح - والله أعلم - من هذين القولين هو القول بعدم النسخ ، ويؤيد ذلك ما يلي :
أولاً : ثبوت هذا القول عن مجاهد ، وهو مَن هو في التفسير ، وإذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به .
ثانياً : مساعدة اللفظ له ، كما ذكر ذلك ابن كثير - رحمه الله - ، ومن ذلك أنه قال في آية الحول : { فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ) } وقال في آية الأربعة أشهر وعشرة : { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) } فلابد من بلوغ الأجل حتى ينتفي الحرج ، وهذا واضح لمن تأمله .(1/2838)
ثالثاً : لما قرّره ابن عبدالبر نفسه من أنه لاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع من استعماله وتخصيصه(42 ) ، ومن أنه لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ ما قام عليه الدليل الذي لا مدفع له ، ولايحتمل التأويل(43) ، ومن أنه لايقطع بنسخ شيء من القرآن إلاَّ بدليل لا معارض له أو إجماع( 44) .
وهذه القواعد الصحيحة التي قررها لاتنطبق على آية البقرة التي ادّعى الإجماع على أنها منسوخة ، وهي قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَ !جًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ" ... } الآية .
قال الشيخ السعدي - رحمه الله - بعد أن ذكر قول أكثر المفسرين من أن الآية السابقة منسوخة قال : ( وهذا القول لا دليل عليه ، ومن تأمل الآيتين ، اتضح له أن القول الآخر في الآية هو الصواب ، وأن الآية الأولى في وجوب التربص أربعة أشهر وعشراً على وجه التحتيم على المرأة ، وأمَّا في هذه الآية فإنها وصية لأهل الميت ، أن يبقوا زوجة ميتهم عندهم حولاً كاملاً ، جبراً لخاطرها ، وبراً بميتهم )( 45) ا هـ .
وبهذا نعلم أن ما قاله ابن عبدالبر من أن هذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه فيه نظر ، ولعله لم يطلع على قول مجاهد .
الأمر السادس : خلاصة ما تقدم في هذا المبحث أن جمهور العلماء ذكروا أن النسخ في القرآن ثلاثة أضرب - أو أوجه - :
أحدها : نسخ الحكم دون التلاوة - نسخ الحكم مع بقاء الرسم والخط - ويتفق العلماء على وقوع هذا الضرب من النسخ ، ووجوده في القرآن الكريم - ولايُعتبر قول من شذّ( 46) - ويمثلون له بعدة أمثلة ، منها نسخ آية مصابرة الواحد للعشرة في القتال ، ونسخ وجوب تقديم الصدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونسخ وجوب قيام الليل في سورة المزمل ، وغير ذلك .(1/2839)
والتحقيق : أن أمثلة هذا الضرب قليلة قد لاتتجاوز أصابع اليدين كما قرر ذلك العلماء المحققون .
الثاني : نسخ التلاوة دون الحكم ، وعلى وقوعه وجوازه جمهور العلماء ، وأنكره بعضهم ممن يُقدم المعقول على المنقول ، ولايحتج بأخبار الآحاد ، والصحيح جوازه ووقوعه .
ويُمثل له بآية الرجم التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها معمولاً به عند أهل السنة(47) ، وكذلك آية التحريم بالرضعات الخمس ، فهي منسوخة التلاوة باقية الحكم .
والضرب الثالث : نسخ التلاوة والحكم معاً ، ويمثلون له بنسخ تحريم عشر رضعات كما في حديث عائشة ، كما يستدلون له أيضاً بأدلة أخرى كما جاء أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة ، وغير ذلك من الأمثلة التي ذكر كثيراً منها ابن عبدالبر - رحمه الله - ، والجمهور على صحة وقوع هذا الضرب وجوازه للأخبار الصحيحة الواردة في ذلك - والله تعالى أعلم( 48) - .
الحواشي السفلية
(1) أخرجه مالك في كتاب صلاة الجماعة ، باب : الصلاة الوسطى 1/132 ، وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم [629] .
(2 ) قال عمر - رضي الله عنه - في حديث طويل : ( ثُمَّ إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) أخرجه البخاري في كتاب المحاربين ، باب : رحم الحبلى في الزنا إذا أحصنت 6/2503 - 2507 .
(3 ) أخرجه البخاري في الرقاق ، باب : ما يتقى من فتنة المال 5/2364 - 2365 ، وأخرجه مسلم في الزكاة رقم [1049] ، في صحيح البخاري 5/2365 قال أنس : { كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت : { أَلْهَاكُمُ ا؟لتَّكَاثُرُ } } وليس في شيء منها ذكر أنها كانت في سورة ص% .
(4 ) أخرجه البخاري في المغازي ، باب : غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ... 4/1501 ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم [677] .(1/2840)
(5 ) أخرجه مسلم في كتاب الرضاع رقم [1452] قال النووي في شرح صحيح مسلم في معنى قول عائشة : { فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مِمَّا يقرأ } : ( ومعناه : أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جداً حتى إنه توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآناً متلواً لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لايتلى ) شرح النووي على صحيح مسلم 10/281 - 282 .
( 6) أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/132 ، والنسائي في سننه الكبرى 4/271 ، وقال ابن كثير - بعد أن ذكره بإسناد الإمام أحمد وغزاه إلى النسائي من وجه آخر : ( وهذا إسناد حسن وهو يقتضي أنه قد كان فيها قرآن ثُمَّ نسخ لفظه وحكمه أيضاً - والله أعلم ) 3/448 .
( 7) هو : عمرو بن دينار ، الحافظ ، الإمام ، عالِمُ الحرم ، أبو محمد الجُمَحي مولاهم ، المكي ، قال شعبة : لم أرَ مثل عمرو بن دينار . وقال ابن عيينة : ثقة ثقة ثقة ، كان قد جزأ الليل ، فثلثاً ينام ، وثلثاً يدرس حديثه ، وثلثاً يصلي . مات سنة 126 هـ . انظر : طبقات علماء الحديث 1/184 ، 185 .
( 8) لم أجده بهذا السياق ، والجزء الأول منه هو : ( أن انتفاءكم من أبنائكم كفر بكم ) سبق تخريجه بلفظ قريب من هذا ، والجزء الثاني وهو : ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) أخرجه البخاري في كتاب الحدود باب للعاهر الحجر من حديث أبي هريرة 6/2499 .
( 9) أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الحدود ، باب : ماجاء في الرجم 2/628 ، 629 ، وأصل الحديث مخرج في الصحيحين بدون ذكر آية الرجم بالنص ، وفي هذا الحديث كلام طويل يُمكن الرجوع إليه في مقال بعنوان : { أسانيد آية الرجم ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة ) } جمع الشيخ حمد العثمان في مجلة الحكمة ، العدد السابع ص 235 - 242 .
وانظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس 1/436 - 438 ، حاشية رقم [4] .
( 10) التمهيد 4/273 - 277 .(1/2841)
( 11) سبق تخريجه ص 147 .
( 12) أخرجه مالك في الموطأ في الحدود ، باب : ماجاء في الرحم 2/628 ، وهو مختصر من خطبة لعمر طويلة رواها بأكملها البخاري في كتاب المحاربين ، باب : رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت 6/2503 - 2507 .
( 13) سبق تخريج هذه الرواية والكلام عليها قريباً .
( 14) التمهيد 9/77 .
( 15) هو : القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني ، البصري ، المالكي ، الأصولي المتكلم ، صاحب المصنفات ، كان يُضرب المثلُ بفهمه وذكائه ، كان ثقة إماماً بارعًا ، صنّف في الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية ، مات سنة 403 هـ . انظر : سير أعلام النبلاء 17/190 - 193 .
( 16) البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/171 .
( 17) مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 238 .
( 18) انظر : مباحث في علوم القرآن لمناع القطاع ص 239 .
( 19) هو : مصطفى السيد بدر زيد ، أستاذ الشريعة الإسلاميَّة ورئيس القسم بجامعتي القاهرة وبيروت العربيَّة توفي في نهاية القرن الماضي كما ذكر عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي في كتابه ( الآيات المنسوخة في القرآن الكريم ) ص 10 .
( 20) النسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد 1/283 .
( 21) المرجع السابق 1/258 .
( 22) التمهيد 9/77 .
( 23) انظر : كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم ، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 79 .
( 24) انظر : كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم ، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 79 . وانظر : مناهل العرفان للزرقاني 2/233 ، 234 .
( 25) انظر : البرهان في علوم القرآن 2/168 .
( 26) مناهل العرفان للزرقاني 2/236 .
( 27) انظر : البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/168 ، 169 .
( 28) مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 2/237 .
( 29) انظر : مناهل العرفان للزرقاني 2/213 .
( 30) انظر : الإتقان في علوم القرآن 2/706 - 712 .(1/2842)
( 31) هو : الإمام ولي الله أحمد بن عبدالرحيم الدهلوي ، من علماء الهند الكبار ، وله مصنفات كثيرة في التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه وفي أصول الفقه والسلوك والآداب ، ولد سنة 1114 هـ ، ومات سنة 1176 هـ بمدينة دلهي . انظر ترجمته في : مقدمة كتابه الفوز الكبير ملخصاً من نزهة الخواطر 6/398 - 415 .
( 32) الفوز الكبير في أصول التفسير للدهلوي ص 60 .
( 33) انظر : مقدمة كتابه النسخ في القرآن الكريم .
( 34) انظر : مناهل العرفان للزرقاني 2/274 - 288 .
( 35) هناك رسالة بعنوان أصول الفقه عند ابن عبدالبر جمع وتوثيق ودراسة للعربي بن محمد فتوح ، فقد تكون هي المشار إليها .
( 36) التمهيد 14/391 ، 392 .
( 37) من كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم ، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 155 - 156 بتصرف واختصار يسيرين .
( 38) للتوسع في معرفة هذا الاختلاف . انظر : المرجع السابق ص 115 - 122 .
( 39) انظر : تفسير القرطبي 3/226 ، 227 ، وتفسير ابن كثير 1/280 .
( 40) انظر : تفسير الطبري 5/258 بتحقيق : شاكر ، وأثر مجاهد أخرجه البخاري في التفسير ، باب : { وَا؟لَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَ !جًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا( } . انظر : فتح الباري 8/41 .
( 41) تفسير ابن كثير 1/281 .
( 42) انظر : الاستذكار 17/176 .
( 43) انظر : التمهيد 14/391 ، 392 .
( 44) انظر : الاستذكار 1/367 .
( 45) تفسير الشيخ السعدي 1/194 .
( 46) ألف أحد المعاصرين كتاباً بعنوان ( الرأي الصواب في منسوخ الكتاب ) وكتب على غلافه ( الآيات المنسوخة رفعها الله تعالى لفظاً وحكماً ، لا منسوخ في القرآن بتاتاً ) وهو جواد موسى محمد عفانة .
( 47) قال صاحب الكتاب السابق بعد كلامه السابق على غلاف الكتاب : ( حكم الرجم منسوخ يقيناً ) !! .(1/2843)
( 48) انظر في ذكر أضرب وأوجه النسخ في القرآن مع الأمثلة :
- كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب ص 67 ومابعدها .
- كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/166 - 171 .
- كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/705 - 713 .
- وكتب علوم القرآن عموماً ، وكتب أصول الفقه ، ككتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي
1/245 - 248 ، وغيرها كثير .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-06-2003, 07:05 AM
الوقفة الثالثة : حكم نسخ القرآن بالسنة والسنة بالقرآن
ينقسم النسخ بالنظر إلى دليله إلى أقسام متعددة ، يُمكن جعلها على قسمين : قسم متفق على جوازه ، وقسم وقع فيه الخلاف .
أمَّا القسم المتفق عليه فهو :
1- نسخ القرآن بالقرآن .
2- نسخ السنة المتواترة والأحاديث بمتواتر السنة .
3- نسخ الآحاد من السنة بالآحاد من السنة .
وأمَّا القسم المختلف فيه فهو :
1- نسخ القرآن بالسنة .
2- نسخ السنة بالقرآن .
3- نسخ المتواتر بالآحاد(1 ) .
والذي يهمنا بحثه في هذا المبحث هو نسخ القرآن بالسنة ونسخ السنة بالقرآن .
أولاً : نسخ القرآن بالسنة :
اختلف العلماء في جواز نسخ القرآن بالسنة على قولين :
الأول : قول الكوفيين ، وإليه ذهب جمهور الأصوليين أنه يجوز نسخ القرآن بالسنة ، وهو اختيار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله( 2) - .
الثاني : وإليه ذهب الإمام الشافعي وأصحابه ، والإمام أحمد وأكثر المالكيين وداود ، وهو أنه لايجوز نسخ القرآن بالسنة ، بل لايَنسخ القرآن إلاَّ قرآن مثله ، وهو اختيار ابن قدامة وابن تيمية - رحم الله الجميع(3 ) - .(1/2844)
وحجة الجمهور : أن الجميع وحي من الله تعالى ، فالناسخ والمنسوخ من عند الله ، والله هو الناسخ حقيقة ، لكنه أظهر النسخ على لسان رسوله r ، وقد قال الله تعالى : { وَمَآ ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [ الحشر : 7 ] ، وقال سبحانه : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } [ النساء : 65 ] ، وبأنه لايوجد مانع عقلي من جوازه ، حيث إنه لايلزم من فرض وجوده محال ، ولايوجد مانع شرعي ؛ لأنه قد وقع في الشرع ، فهو دليل الجواز( 4) .
ومثّلوا لذلك بآية الوصية ، فإن الناسخ لها هو قولهr : { لا وصية لوارث } وأيضاً آية التحريم بعشر رضعات نسخت بالسنة كما قالوا( 5) .
وأمَّا حجة الإمام الشافعي ومن وافقه فقد بينها الشافعي - رحمه الله - في كتابه الرسالة ، حيث قال : ( إن الله خلق الخلق لما سبق في علمه مِمَّا أراد بخلْقِهم وبهم ، لا معقب لحكمه ، وهو سريع الحساب ، وأنزل عليهم الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة ، وفرض فيه فرائض أثبتها ، وأخرى نسخها : رحمة لخلقه ، بالتخفيف عنهم ، وبالتوسعة عليهم ، زيادةً فيما ابتدأهم به من نعمه ، وأثابهم على الانتهاء إلى ما أثبت عليهم جنته ، والنجاةَ من عذابه ، فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ ، فله الحمد على نعمه .
وأبان الله لهم أنه إنَّما نسخ ما نسخ من الكتاب بالكتاب ، وأن السنة لا ناسخة للكتاب ، وإنَّما هي تبعٌ للكتاب ، بمثل ما نزل نصاً ، ومفسرةٌ معنى ما أنزل الله منه جُمَلاً .(1/2845)
قال الله : { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ* قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } [ يونس : 15 ] ، أخبر الله أنه فرض على نبيّه اتباع ما يُوحى إليه ، ولم يجعل له تبديله من تلقاء نفسه .
وفي قوله : { مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِي } بيان ما وصفت من أنه لاينسخ كتابَ الله إلاَّ كتابُه ... وفي كتاب الله دلالة عليه ، قال الله : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ البقرة : 106 ] فأخبر الله أن نسخ القرآن وتأخيرَ إنزاله لايكون إلاَّ بقرآن مثله ، وقال : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءَايَةً مَّكَان ءَايَةٍ* وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ} [ النحل : 101 ] )( 6) .
وقد ذكر ابن تيمية - رحمه الله - أن منهج السلف في الحكم هو النظر في الكتاب أولاً ، ثُمَّ في السنة ثانياً ، وبين أن هذا المنهج إنَّما يتناسب مع القول بمنع نسخ القرآن بالسنة والسنة بالقرآن ، قال - رحمه الله - : ( وهم إنَّما كانوا يقضون بالكتاب أولاً ؛ لأن السنة لاتنسخ الكتاب فلايكون في القرآن شيء منسوخ بالسنة ، بل إن كان فيه منسوخ كان في القرآن ناسخه فلايقدم غير القرآن عليه ، ثُمَّ إذا لم يجد ذلك طَلَبَه في السنة ، ولايكون في السنة شيء منسوخ إلاَّ والسنة نسخته )( 7) ا هـ .(1/2846)
والذي أرى أنه من المفيد لكاتب هذا البحث والمطلع عليه هو الإحالة على ما كتبه الزرقاني - رحمه الله - في مناهل العرفان حول هذه المسألة ، فقد أجاد وأفاد ، وخلص إلى أن نسخ القرآن بالسنة لا مانع يمنعه عقلاً ولا شرعاً ، إلاَّ أنه لم يقع لعدم سلامة أدلة الوقوع(8 ) .
تتمة حول آية الوصية :
من الأمثلة التي يذكرها القائلون بنسخ القرآن بالسنة : نسخ آية الوصية بحديث : ( لا وصية لوارث ) ؛ فرأيت أنه من المفيد تحقيق القول في هذه الآية ، وهل هي منسوخة أو لا ؟
وحاصل ما ذكره العلماء من الأقوال في هذه الآية ثلاثة أقوال :
الأول : أن الوصية للوالدين والأقربين على الندب ، لا على الحتم والوجوب ، فالآية كلها منسوخة ، والذي نسخها هو آيات المواريث ، وهذا القول منسوب لابن عمر وابن عباس ، ونحو هذا قول مالك - رحمه الله - كما قال القرطبي( 9) ، وذكره النحاس عن الشعبي والنخعي .
قال ابن عبدالبر : ( والآية بإيجاب الوصية للوالدين والأقربين منسوخة )( 10) .
وقال : ( فالوصية مندوب إليها ، مرغوب فيها ، غير واجب شيء منها )( 11) ا هـ .
والقول الثاني : أن هذه الآية من قبيل العام المخصوص ، فهي عامة في تناولها للوالدين وجميع الأقربين ، ولكن خرج من هذا العموم الوالدان والأقربون الوارثون بدلالة آيات المواريث وببيان السنة لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الله أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث }(12 ) .
وهذا ما يدل عليه قوله : ( وهذا إجماع من علماء المسلمين أنه لا وصية لوارث ، وأن المنسوخ من آية الوصية الوالدان على كل حال ، إذا كانا على دين ولدهما ، لأنهما وارثان لايحجبان ، وكذلك كل وارث من الأقربين ، لقوله صلى الله عليه وسلم : { لا وصية لوارث } ، ولو كان الوارث تجب له الوصية لانتقضت قسمة الله لهم فيما ورثهم ، وصار لهم أكثر مِمَّا أعطاهم .(1/2847)
فمن هنا قال العلماء : إن آية المواريث نسخت الوصية للوالدين والأقربين الوارثين ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم )( 13) ا هـ .
وعلى هذا فالآية محكمة غير منسوخة ، ظاهرها العموم ومعناها الخصوص في الوالدين اللذين لايرثان كالكافرين والعبدين ، وفي القرآبة غير الورثة ، وهذا القول قاله الضحاك وطاووس والحسن ، واختاره الطبري( 14) .
وما عبر عنه ابن عبدالبر بقوله : ( فمن هنا قال العلماء : إن آية المواريث نسخت الوصية للوالدين والأقربين الوارثين ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لايُقصد به النسخ بمفهومه الاصطلاحي المتأخر ، وإنَّما هو تخصيص كما هو ظاهر لمن تأمّله .
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( ولكن على قول هؤلاء لايسمى هذا نسخاً في اصطلاحنا المتأخر ؛ لأن آية المواريث إنَّما رفعت حكم بعض أفراد ما دل عليه عموم آية الوصية ؛ لأن الأقربين أعم ممن يرث ومن لايرث فرفع حكم مَن يرث بما عين له ، وبقي الآخر على ما دلت عليه الآية الأولى .
وهذا إنَّما يتأتى على قول بعضهم : إن الوصاية في ابتداء الإسلام إنَّما كانت ندباً حتى نسخت ، فأمَّا من يقول إنها كانت واجبة - وهو الظاهر من سياق الآية - فيتعين أن تكون منسوخة بآية الميراث كما قاله أكثر المفسرين والمعتبرين من الفقهاء ، فإن وجوب الوصية للوالدين والأقربين الوارثين منسوخ بآية المواريث بالإجماع ، بل منهي عنه للحديث المتقدم { إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث } )(15 ) ا هـ .
والقول الثالث : هو قول من يجيز نسخ القرآن بالسنة ، وهو أن هذه الآية منسوخة بحديث { لا وصية لوراث } .
فهذه مجمل الأقوال التي ذكرها ابن عبدالبر في حكم آية الوصية ، ولم يتبيّن لي ما القول الذي يرجحه ، وإن كان كلامه يدل على أنه يميل إلى أحد القولين الأولين - والله أعلم - .(1/2848)
وقد اختلفت أقوال المفسرين في تفسير آية الوصية ، وتعددت آراؤهم ، وكذلك العلماء الذين ألفوا في بيان الناسخ والمنسوخ ذكروا أقوالاً متعددة في معنى هذه الآية وهل هي محكمة أو منسوخة ؟ .
والذي يظهر لي - والله أعلم - أن القول بالتخصيص هو الراجح ؛ لأن النسخ لايصار إليه إلاَّ عند التعارض ، وقد قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( ولاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع استعماله وتخصيصه )(16 ) ا هـ .
والتدافع الذي ذكره العلماء بين آيات الفرائض والمواريث وحديث : { لا وصية لوارث } من جهة وآية الوصية من جهة أخرى لايمنع القول بالتخصيص ، فآية الوصية عامة في تناولها للوالدين والأقربين ، ولكن خرج من عمومها الوالدان والأقربون الوارثون بدلالة آيات المواريث وبيان وتفسير السنة لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الله أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث } .
وعلى هذا فحكم الوجوب الذي دلت عليه آية الوصية باق فيمن لايرث من الوالدين والأقربين ، ثُمَّ صَرَفَ هذا الوجوبَ إلى الندب ما رواه ابن عمر - رضي الله عنه - بقوله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلاَّ ووصيته مكتوبة عنده }(17 )( 18) .
وهذا القول هو الذي رجحه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم في كتابه الناسخ والمنسوخ ؛ حيث ذكر الآثار التي تدل على أن آية الوصية منسوخة بآيات الفرائض ثُمَّ قال : ( قال أبو عبيد : فإلى هذا القول صارت السنة القائمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليه انتهى قول العلماء وإجماعهم في قديم الدهر وحديثه أن الوصية للوارث منسوخة لاتجوز وكذلك أجمعوا على أنها جائزة للأقربين إذا لم يكونوا من أهل الميراث ، ثُمَّ اختلفوا في الأجنبيين ، فقالت طائفة من السلف : لاتجوز لهم الوصية ، وخصُّوا بها الأقارب ) .(1/2849)
ثُمَّ ذكر آثاراً تدل على هذا القول ، ثُمَّ ذكر القول الآخر وهو أن الوصية جائزة لكل موصى له من الأباعد والأقارب إلاَّ الوارث ، ثُمَّ قال : ( قال أبو عبيد : وعلى هذا القول اجتمعت العلماء من أهل الحجاز وتهامة والعراق والشام ومصر وغيرهم ، منهم مالك وسفيان والأوزاعي والليث وجميع أهل الآثار والرأي ، وهو القول المعمول به عندنا أن الوصية جائزة للناس كلهم ما خلا الورثة خاصة ، والأصل في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : { لا وصية لوارث } )( 19) ا هـ .
ومعلومٌ أن مراد الإمام أبي عبيد القاسم بن سلاّم بالنسخ هنا هو مراد السلف المتقدمين الذين يطلقونه على التخصيص وغيره من أنواع البيان .
ثانياً : نسخ السنة بالقرآن :
في هذه المسألة قولان :
الأول : القول بمنع نسخ السنة بالقرآن ، وهو ما ذهب إليه الشافعي وقرّره في الرسالة( 20) .
والقول الثاني : وإليه ذهب جمهور الأصولين - أنه يجوز نسخ السنة بالقرآن ، وهو اختيار محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله( 21) - .
وأدلة كل فريق في هذه المسألة هي نفسها أدلتهم في المسألة السابقة - مع اختلاف يسير( 22) - .
وقد مثل الجمهور للوقوع بأمثلة كثيرة منها :
1 - التوجه إلى بيت المقدس ، وهو ثابت بالسنة ، وناسخه في القرآن قوله تعالى : { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } [ البقرة : 144 ] .
2 - تحريم مباشرة النساء في رمضان ليلاً ثابت بالسنة ، وناسخه في القرآن قوله تعالى : { فَالْئنَ بَاشِرُوهُنَّ } [ البقرة : 187 ] .
إلى غير ذلك من الأمثلة( 23) .
( وخلاصة القول في هاتين المسألتين : أن الخلاف في جواز نسخ القرآن بالسنة والعكس خلافٌ لايترتب عليه أثر كبير والخطب فيه يسير ، وذلك إذا تقرر عند الجميع ما يأتي :
1 - تعظيم نصوص الكتاب والسنة وتقديم جانب العمل بهما مهما أمكن .
2 - أن الكتاب والسنة وحي من عند الله ، وأنهما متفقان لايختلفان ، متلازمان لايفترقان .(1/2850)
3 - أن النسخ لايكون إلاَّ بأمر من عند الله سبحانه : { يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ} [ الرعد : 39 ] .
4 - عدم التفريق في ذلك بين السنة المتواترة والآحادية )( 24) .
( وعلى كلٍّ فالمسائل التي يذكر أهل العلم أن السنة نسخت فيها الكتاب أو نسخ كتاب الله فيها السنة مسائل قليلة ، والنظرة الفاحصة في هذه المسائل تدل على صحة ما ذهب إليه الشافعي ، ويبدو أن نظرته مبنية على استقراء للنصوص التي تدخل في إطار البحث )(25 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : ( فإن الشافعي وأحمد وسائر الأئمة يوجبون العمل بالسنة المتواترة المحكمة ، وإن تضمنت نسخاً لبعض أي القرآن ، لكن يقولون : إنَّما نسخ القرآن بالقرآن لا بمجرد السنة ، ويحتجون بقوله تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ } [ البقرة : 106 ] ويرون من تمام حرمة القرآن أن الله لم ينسخه إلاَّ بقرآن )( 26) ا هـ .
وقال الشافعي - رحمه الله - : ( فإن قال قائل : هل تنسخ السنة بالقرآن ؟ قيل : لو نسخت السنة بالقرآن كان للنبي فيه سنة تبين أن سنته الأولى منسوخة بسنته الآخرة )( 27) ا هـ .
الحواشي السفلية :
( 1) انظر : معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 266 .
( 2) انظر : نزهة الخاطر العاطر لعبدالقادر بدران 1/225 ، وأضواء البيان للشنقيطي 3/334 .
( 3) انظر : روضة الناضر لابن قدامة 1/324 ، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 17/195 ، 197 ، 19/202 .
( 4) انظر : كتاب فتح المنان في نسخ القرآن ص 234 .
( 5) انظر أمثلة المجيزين في مناهل العرفان للزرقاني 2/260 - 261 ، وأضواء البيان للشنقيطي 3/334 .
( 6) الرسالة للشافعي ص 106 - 108 .
( 7) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 19/202 .
( 8) انظر : مناهل العرفان للزرقاني 2/254 - 262 .
( 9) انظر : تفسير القرطبي 2/263 .
( 10) التمهيد 8/384 .(1/2851)
( 11) التمهيد 14/296 .
( 12) سبق تخريجه ص 254 .
( 13) الاستذكار 23/12 ، 13 .
( 14) انظر : تفسير الطبري 3/384 ، 385 ، وتفسير القرطبي 2/262 .
( 15) تفسير ابن كثير 1/201 .
( 16) الاستذكار 17/176 .
( 17) الحديث أخرجه البخاري في كتاب الوصايا ، باب : الوصايا وقول النبي E : { وصية الرجل مكتوبة عنده } 3/1005 ، وأخرجه مسلم في أول كتاب الوصية رقم [1627] .
( 18) انظر : تفسير القرآن للعز بن عبدالسلام 1/186 ، حاشية هامش رقم 2 .
( 19) الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد بن سلام ص 232 - 234 .
( 20) انظر : الرسالة للشافعي ص 108 .
( 21) أضواء البيان 3/334 .
( 22) انظر : معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 269 ، ومناهل العرفان للزرقاني 2/262 - 263 .
( 23) انظر : معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 269 ، ومناهل العرفان للزرقاني 2/262 - 263 .
( 24) من كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد حسين الجيزاني ص 269 ، 270 .
( 25) من كتاب مسائل في فقه الكتاب والسنة للدكتور عمر بن سليمان الأشقر ص 230 ، 231 .
( 26) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 20/399 .
( 27) الرسالة للإمام الشافعي ص 110 .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-10-2003, 07:37 PM
الوقفة الرابعة :قواعد وضوابط في النسخ في القرآن :
هناك قواعد مهمة ، وضوابط مفيدة تتعلق بموضوع النسخ في القرآن ذكرها ابن عبدالبر - رحمه الله - في ثنايا كتبه حاولت جمعها وتطبيقها على بعض الآيات .
ومعرفة مثل هذه القواعد والضوابط من الأمور المهمة ، وخاصة في مثل هذا الموضوع الذي تعددت فيها الآراء ، واختلفت فيه الأقوال ، وحصل فيه لبسٌ على الكثير بسبب عدم ضبط هذا الموضوع بضوابط واضحة يتميز من خلالها صحيح الأقوال من باطلها ، وقويها من ضعيفها .(1/2852)
وقد سبقت الإشارة إلى شيء منها من خلال ما سبق من وقفات ولكني أفردتها في هذه الوقفة لأهميتها ، فإلى هذه القواعد والضوابط :
أولاً :
( الناسخ والمنسوخ إنَّما يكون في الأوامر والنواهي من الكتاب والسنة ، وأمَّا الخبر عن الله عزوجل أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلايجوز النسخ فيه ألبتة بحال ؛ لأن المخبر عن الشيء أنه كان أو يكون إذا رجع عن ذلك لم يخل من السهو أو الكذب ، وذلك لايُعزى إلى الله ولا إلى رسوله فيما يخبر به عن ربه في دينه .وأمَّا الأمر والنهي فجائز عليهما النسخ للتخفيف ، ولما شاء الله من مصالح عباده ، وذلك من حكمته لا إله إلاَّ هو )( 1) ا هـ .
وهذه القاعدة معلومة ، ومتفق عليها عند القائلين بالنسخ ، وهي تعتبر شرطاً من شروط النسخ ؛ فمن شروط صحة ا لنسخ أن يكون المنسوخ حكماً لا خبراً ، إذ الأخبار لايدخلها النسخ كأخبار ما كان وما يكون ، وأخبار الجَنَّة والنار ، وما ورد من أسماء الله وصفاته( 2) .
وهذه مجموعة تنبيهات متعلقة بهذه القاعدة :
التنبيه الأول : لايدخل في مفهوم هذه القاعدة الأخبار التي يراد بها الإنشاء ، فالخبر الذي ليس محضاً بأن كان في معنى الإنشاء ، ودلّ على أمر أو نهي متصلين بأحكام فرعية عملية لا نزاع في جواز نسخه والنسخ به ؛ لأن العبرة بالمعنى لا باللفظ .
ومن أمثلة الخبر بمعنى الأمر قوله تعالى : { تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا } [ يوسف : 47 ] فالمعنى هنا : ازرعوا(3 ) ، وكذلك قوله تعالى : { وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [ البقرة : 228 ] .(1/2853)
ومن أمثلة الخبر بمعنى النهي قوله سبحانه : { الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ } [ النور : 3 ] فما ذكر الله في هذه الآية يمتنع أن يحمل على معنى الخبر وإن كان ذلك حقيقة اللفظ لأنا وجدنا زانياً ينكح غير زانية ، وزانية تتزوج غير الزاني ، فعلمنا أنه لم يرد مورد الخبر ، فثبت أنه أراد الحكم والنهي( 4) .
ومن أمثلة ما كان لفظه خبراً ومعناه الأمر ، وهو منسوخ قوله تعالى : { إِن يَكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ } الآية [ الأنفال : 65 ] جاء نسخه في الآية التي بعد هذه وهي قوله تعالى :{ الْئنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ } الآية [ الأنفال : 66 ] .
فالقول الراجح - وهو قول الجمهور - أن الآية الأولى منسوخة بالآية الثانية مع أن لفظها وظاهرها خبر ، إلاَّ أن المراد منه الأمر ، كما قرر ذلك شيخ المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله(5) - .
التنبيه الثاني : الأحكام الثابتة المتعلقة بالعقائد وأمهات الأخلاق وأصول العبادات والمعاملات لا نسخ فيها على الرأي السديد الذي عليه جمهور العلماء .
وعليه فإن النسخ إنَّما يكون في الأحكام المتعلقة بفروع العبادات والمعاملات الجزئية .
والفرق بين أصول العبادات والمعاملات وبين فروعها أن فروعها هي ما تعلق بالهيئات والأشكال والأمكنة والأزمنة والعدد ، أو هي كمياتها وكيفياتها ، وأمَّا أصولها فهي ذوات العبادات والمعاملات بقطع النظر عن الكم والكيف .(1/2854)
ويتصل بهذا أن الأديان الإلهية لاتناسخ بينها فيما ذُكر من الأمور التي يتناولها النسخ ؛ بل هي متحدة في العقائد ، وأمهات الأخلاق ، وأصول العبادات والمعاملات ، وفي صدق الأخبار المحضة فيها صدقاً لايقبل النسخ والنقض ، ومن أمثلة ذلك من القرآن الكريم :
1 - قوله تعالى : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } [ الشورى : 13 ] .
2 - قوله تعالى : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } [ البقرة : 183 ] .
3 - قوله تعالى : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } [ الحج : 27 ] .
4 - قوله تعالى : { ... وَأَوْصَانِي بِالصَّلَو ةِ وَالزَّكَو ةِ مَا دُمْتُ حَيًّا .وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } [ مريم : 31 ، 32 ] .
5 - قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ...} إلى آخر الآيات التي جاءت في سورة لقمان عن وصايا لقمان لابنه [ لقمان : 13 - 19 ] .
وأمثال أخرى كثيرة في القرآن الكريم(6) .
التنبيه الثالث : قد ينسخ لفظ الخبر المحض دون مدلوله ، وهذا جائزٌ بإجماع من قالوا بالنسخ ، ويكون ذلك بأن تنزل الآية مخبرة عن شئ ثُمَّ تنسخ تلاوتها فقط ، ومن ذلك ما صحّ من أخبار ، مثل { بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا } و { لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ، ولايملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب } ، وغير ذلك من الأمثلة التي جاءت بلفظ الخبر ونسخت تلاوتها( 7) .
ثانياً : (. لايكون النسخ إلاَّ فيما يتدافع ويتعارض )(8)(1/2855)
وهذه قاعدة مهمة في موضوع النسخ ، وهي تعتبر شرطاً من شروط صحة النسخ وذلك أن من شروط صحة النسخ أن يمتنع اجتماع الناسخ والمنسوخ ، بأن يكونا متنافيين قد تواردا على محل واحد ، يقتضي المنسوخ ثبوته والناسخ رفعه أو العكس(9) .
وبعبارة أخرى : يشترط لصحة النسخ تعذر الجمع بين الدليلين ، فإن أمكن الجمع فلا نسخ لإمكان العمل بكل منهما( 10) .
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - في توضيح هذه القاعدة : ( ولا سبيل إلى نسخ قرآن بقرآن ، أو سنة بسنة ، ما وجد إلى استعمال الآيتين أو السنتين سبيل )( 11) ا هـ .
ومن الأمثلة التي توضح هذه القاعدة ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - في الجمع بين قوله تعالى : { وَلاَ تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ... } الآية [ البقرة : 221 ] وقوله تعالى في سورة المائدة : { الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَـ!ــتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } [ المائدة : 5 ] حيث قال : ( إن إحدى الآيتين ليست بأولى بالاستعمال من الأخرى ، ولا سبيل إلى نسخ إحداهما بالأخرى ما كان إلى استعمالهما سبيل ، فآية سورة البقرة عند العلماء في الوثنيات والمجوسيات ، وآية المائدة في الكتابيات )( 12) ا هـ .
ومِمَّا قاله - أيضاً - تأكيداً على هذه القاعدة : ( ولاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع من استعماله وتخصيصه )(13) ا هـ .(1/2856)
قال هذا في سياق كلام له في الجمع بين آيتين ادّعى بعض العلماء أن إحداهما ناسخة للأخرى ، قال - رحمه الله - : ( وأجمع الجمهور منهم أن الخلع والفدية والصلح ؛ أن كل ذلك جائزٌ بين الزوجين في قطع العصمة بينهما وأن كل ما أعطته على ذلك حلالٌ له ، إذا كان مقدارَ الصداق فما دونه ، وكان ذلك من غير إضرار منه بها ، ولا إساءة إليها .
إلاَّ بكر بن عبدالله المزني(14) ، فإنه شذّ ، فقال : لايحل له أن يأخذ منها شيئاً على حالٍ من الأحوال .
وزعم أن قوله عزوجل : { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) } [ البقرة : 229 ] منسوخ بقوله عزوجل : { وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا } [ النساء : 20 ] إلى قوله : { مِيثَاقًا غَلِيظًا } [ النساء : 21 ] .
وهذا خلاف السنة الثابتة في أمر رسول الله U ثابت بن قيس بن شماس أن يأخذ من زوجته ما أعطاها ، ويخلي سبيلها( 15) ، ولاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع من استعماله وتخصيصه ) ا هـ .
ثُمَّ ذكر أن الآيتين يُمكن الجمع بينهما بأن نجعل قوله عزوجل : { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ } [ البقرة : 229 ] محمولاً على رضاهما ، ونجعل قوله عزوجل : { فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْـ:ـــًا} [ النساء : 20 ] محمولاً على الأخذ بغير رضاها ، وعلى كره منها وإضرار بها ، وبهذا الجمع يصح استعمال الآيتين( 16) .
ثالثاً : ( لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ ما قام عليه الدليل الذي لا مدفع له ، ولايحتمل التأويل )( 17) .
ويُمكن التعبير عن هذه القاعدة بعبارة مختصرة ، وهي : النسخ لايثبت مع الاحتمال( 18) .(1/2857)
فلابد في النسخ من دليل يدل عليه ، سواء من الآية نفسها ، أو بواسطة النقل الصريح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو عن الصحابة ، أو إجماع الأمة ، أو عن طريق وقوع التعارض الحقيقي مع معرفة التاريخ ، إذ إن هذا دليل على النسخ ، كما أنه في الوقت نفسه من الشروط اللازمة للقول به(19) .
( والحاصل أن الناسخ والمنسوخ إنَّما يعرفان بمجرد النقل الدال على ذلك ، ولايعرف ذلك بدليل عقلي ولا بقياس )( 20) .
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - : ( ولايقطع بنسخ شيء من القرآن إلاَّ بدليل لا معارض له أو إجماع )( 21) ا هـ .
قال الشاطبي - رحمه الله - : ( الأحكام إذا ثبتت على المكلف فادعاء النسخ فيها لايكون إلاَّ بأمر محقق ؛ لأن ثبوتها على المكلف أولاً محقق ، فرفعها بعد العلم بثبوتها لايكون إلاَّ بمعلوم محقق )( 22) ا هـ .
ومن أمثلة هذه القاعدة ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - في سياق كلامه عن خلاف العلماء في حكم الحكم بين أهل الكتاب إذا تحاكموا إلينا ، حيث قال : ( وقال آخرون : واجب على الحاكم أن يحكم بينهم بما أنزل الله إليه إذا تحاكموا إليه ، وزعموا أن قوله عزوجل : { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } [ المائدة : 49 ] ناسخ للتخيير في الحكم بينهم في الآية التي قبل هذه .
وهذا القول مروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة ، وبه قال الزهري وعمر بن عبدالعزيز، والسدي ، وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه ، وهو أحد قولي الشافعي ...(1/2858)
قال أبو عمر : الصحيح في النظر عندي أن لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ بما قام به الدليل الذي لا مدفع له ، ولايحتمل التأويل ، وليس في قوله عزوجل : { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } [ المائدة : 49 ] دليلٌ على أنها ناسخة لقوله عزوجل : { فَإِن جَآءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ } [ المائدة : 42 ] لأنها تحتمل أن يكون معناها : وأن احكم بينهم بما أنزل الله إن حكمت ولاتتبع أهواءهم فتكون الآيتان محكمتين مستعملتين غير متدافعتين .
فقف على هذا الأصل في نسخ القرآن بعضه ببعض ؛ لأنه لايصح إلاَّ بإجماع لاتنازع فيه ، أو بسنة لا مدفع لها ، أو يكون التدافع في الآيتين غير ممكن فيهما استعمالهما ولا استعمال أحدهما إلاَّ بدفع الأخرى فيُعلم أنها ناسخة لها ، وبالله التوفيق )( 23) ا هـ .
ومن الضوابط التي يعرف بها الناسخ والمنسوخ ما ذكره - رحمه الله - بقوله : ( بعمل الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقف على الناسخ والمنسوخ فافهم )( 24) ا هـ .
ومعنى هذا أن عمل الخلفاء الراشدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصل إلى معرفة الناسخ والمنسوخ ، وذلك عندما يكون هناك تعارض بين حكمين - مثلاً - دل عليهما دليلان من الكتاب ، أو من السنة ، ولا سبيل إلى الجمع بينهما إلاَّ بإبطال الآخر ونسخه - فعمل الخلفاء الراشدين بأحد الحكمين مع عدم مخالفة الصحابة لهم يدل على أن الحكم الذي عملوا به ناسخ للآخر ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى أمته بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده كما في حديث العرباض بن سارية المعروف( 25) .(1/2859)
وفي هذا ردٌّ على من زعم - من المبتدعة ومن وافقهم - أن حكم الرجم منسوخٌ وذلك لأن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - قد قرر في خطبة طويلة له أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد رجم ، وأنهم قد رجموا بعده ، فكيف يقال بعد ذلك إن حكم الرجم منسوخ يقيناً( 26) ؟ !! .
الحوشي السفلية
( 1) التمهيد 3/215 .
( 2) انظر : الفقه والمتفقه للخطيب البغدادي 1/255 ، 256 ، وانظر : الأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 46 .
( 3) انظر : مناهل العرفان للزرقاني 2/229 .
( 4) انظر : أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص 3/346 .
( 5) انظر : تفسير الطبري 10/41 ، وانظر : الأصول من علم الأصول للشيخ ابن عثيمين ص 46 ، والآيات المنسوخة في القرآن الكريم لعبد الله الشنقيطي ص 99 - 104 .
( 6) انظر : مناهل العرفان للزرقاني 2/228 ، 230 ، 231 ، والأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 46 ، وانظر : الموافقات للشاطبي 3/88 .
( 7) انظر : كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 2/732 .
( 8) انظر : الاستذكار 1/234 .
( 9) انظر : كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 258 .
( 10) انظر : كتاب الأصول من علم الأصول للشيخ محمد العثيمين ص 47 .
( 11) التمهيد 1/307 .
( 12) الاستذكار 16/271 .
( 13) الاستذكار 17/176 .
( 14) هو : بكر بن عبدالله بن عمرو ، الإمام ، القدوة ، الواعظ ، الحجة ، أبو عبدالله المُزَنيّ ، البصري ، أحد الأعلام ، يُذكر مع الحسن وابن سيرين ، كان ثقة ، ثبتاً ، كثير الحديث ، حجة ، فقيهاً ، وكان مجاب الدعوة ، مات سنة 108 هـ . انظر : سير أعلام النبلاء 4/532 - 536 .
( 15) انظر قصة ثابت بن قيس بن شماس مع امرأته في : موطأ الإمام مالك كتاب الطلاق ، باب : ماجاء في الخلع 2/442 ، 443 ، وصحيح البخاري كتاب الطلاق ، باب : الخلع وكيف الطلاق فيه 5/2021 ، 2022 .
( 16) الاستذكار 17/176 .(1/2860)
( 17) التمهيد 14/391 ، والاستذكار 24/15 ، 16 .
( 18) انظر : كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 2/728 .
( 19) المرجع السابق 2/728 .
( 20) معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد بن حسين الجيزاني ص 258 .
( 21) الاستذكار 1/367 .
( 22) الموافقات في أصول الشريعة 3/79 .
( 23) الاستذكار 24/15 ، 16 بتصرف واختصار يسير ، وانظر : التمهيد 14/391 ، 392 .
( 24) التمهيد 12/278 .
( 25) حديث العرباض بن سارية أخرجه أبو داود في كتاب السنة ، باب : في لزوم السنة 5/13 - 15 ، والترمذي في كتاب العلم ، باب : في الأخذ بالسنة واجتناب البدع 5/43 وقال : هذا حديث حسن صحيح . انظر : صحيح الجامع الصغير رقم [2549] 1/499 .
( 26) ذكر ذلك صاحب كتاب الرأي الصواب في منسوخ الكتاب الذي سبق الإشارة إليه .
---
مساعد الطيار
06-20-2003, 04:40 PM
ملحوظات
من الفوائد المهمة معرفة مراد السلف بالناسخ والمنسوخ .
والذي تقرر أن مرادهم بالنسخ مطلق ما يرفع من معنى الآية أو حكمها ، فهو أعمُّ من اصطلاح المتأخرين .
وما يذكره البعض أحياناً إنما هو في النسخ الكلي الذي يتعلق بالأحكام ، وهو جزء من مفهوم النسخ عند السلف ، ويمكن القول بأن النسخ في مفهوم السلف ينقسم إلى قسمين :
الأول : النسخ الكلي ، وهذا يقع في الأحكام ، وهو الذي درج عليه اصطلاح المتأخرين .
الثاني : النسخ الجزئي ، وهذا يقع في الأخبار والأحكام ، كتخصيص العموم ، وتقييد المطلق ، وغيرها .
ومن ثمَّ ، فالاستشهاد بآثار السلف التي تذكر لفظ النسخ على أن مرادهم به النسخ الكلي ففيه نظر كالأثر الوارد عن علي في مروره بالقاص الذي يقص فقال : أنعرف الناسخ والمنسوخ ، إذ اصطلاحهم أعمُّ .
والموضوع في هذه الجزئية ممتع وطويل أكتفي منه بهذه التذكرة .
أسأل الله لي ولكم التوفيق .
---
ابو حيان
06-22-2003, 09:39 PM
قال شيخ الاسلام(مجموع الفتاوى 13\29):(1/2861)
فانسخ عندهم اسم لكل ما يرفع دلالة الآية على معنى باطل وان كان ذلك المعنى لم يرد بها وان كان لا يدل عليه ظاهر الآية بل قد لا يفهم منها وقد فهمه منها قوم فيسمون ما رفع ذلك الابهام والافهام نسخا .
ثم قال - وهي قضية مهمة - :
وهذه التسمية لا تؤخذ عن كل واحد منهم
---
مساعد الطيار
06-23-2003, 07:38 AM
الأخ الفاضل ( أبو حيان )
ما ذكرته عن شيخ الإسلام من دقائق العلم بمصطلحات السلف ، ولم أره لغيره رحمه الله ، والأمر يحتاج إلى مثال يوضِّح ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله ، وقد ذكر رحمه الله مثالاً لذلك ، واعتمد على قوله تعالى (فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يُحكم آياته ) فما يقع في الأذهان من ظن دلالة الآية على معنى لم يدل عليه هو من إلقاء الشيطان ، وما يرفع هذا الفهم هو نسخ عندهم .
ومن الأمثلة التي مثَّل بها ، ما فهمه الصحابة من معنى قوله تعالى : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) فنسخ هذا الفهم بقوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها... )) . ( ينظر : الفتاوى 13 : 30 )
فقد فهموا أنه يدخل في المحاسبة ما يدور في النفس ، وأنه سيعاقبون عليه (1)، وذلك موطن إجمال زال وبان بالآية الثانية .
فلو جعلته من باب بيان المجمل ، فهو نسخ عند السلف ، وإن جعلته من باب نسخ ما وقع في الأذهان من معنى ، فهو من النسخ عندهم أيضًا ، والله أعلم .
وقد قال في تفسير هذه الآية : (( ومن قال من السلف نسخها ما بعدها ، فمرادهم بيان معناها والمراد منها ، وذلك يسمى نسخًا في لسان السلف ، كما يسمون الاستثناء نسخًا )) . ( دقائق التفسير 1 : 250 )
.........
يقول شيخ الإسلام : " وقد عرفت بهذا أن الآية لا تقتضي العقاب على خواطر النفوس المجردة ، بل إنما تقتضي محاسبة الرب العبد بها ، وهي أعم من العقاب ، والأعم لا يستلزم الأخص ، وبعد محاسبته بها يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء .... " دقائق التفسير 1 : 250 .
---(1/2862)
أبومجاهدالعبيدي
01-04-2004, 01:48 PM
قال الشنقيطي رحمه الله في بعض مسائل النسخ المستنبطة من قول الله تعالى : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101)
( المسألة الثالثة : اعلم أن ما يقوله بعض أهل الأصول من المالكية والشافعية وغيرهم: من جواز النسخ بلا بدل، وعزاه غير واحد للجمهور، وعليه درج في المراقي بقوله:
وينسخ الخف بما له ثقل وقد يجيء عاريا من البدل
أنه باطل بلا شك. والعجب ممن قال به العلماء الأجلاء مع كثرتهم، مع أنه مخالف مخالفة صريحة لقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} فلا كلام البتة لأحد بعد كلام الله تعالى: {أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}، {ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} فقد ربط جل وعلا في هذه الآية الكريمة بين النسخ، وبين الإتيان ببدل المنسوخ على سبيل الشرط والجزاء. ومعلوم أن الصدق والكذب في الشرطية يتواردان على الربط. فيلزم أنه كلما وقع النسخ وقع الإتيان بخير من المنسوخ أو مثله كما هو ظاهر.
وما زعمه بعض أهل العلم من أن النسخ وقع في القرآن بلا بدل وذلك في قوله تعالى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} فإنه نسخ بقوله: {أَءَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}، ولا بدل لهذا المنسوخ.
فالجواب ـ أن له بدلاً، وهو أن وجوب تقديم الصدقة أمام المناجاة لما نسخ بقي استحباب الصدقة وندبها، بدلاً من الوجوب المنسوخ كما هو ظاهر.)
---
أبو صلاح الدين
07-13-2005, 04:11 PM
بارك الله فيك على طرحك العميق للموضوع -كما عودتنا دائما-.(1/2863)
زادك الله بسطة في العلم والجسم, ونفع بك الإسلام والمسلمين ((في مشارق الأرض ومغاربها))... امين امين.
---
أبومجاهدالعبيدي
01-14-2006, 11:15 PM
عقد ابن القيم رحمه الله فصلاً في كتابه القيم " مفتاح دار السعادة " ذكر فيه سراً بديعا من أسرار الخلق والأمر وهو أن الله لم يخلق شيئاً ولم يأمر بشيء ثم أبطله وأعدمه بالكلية ، بل لا بد أن يثبته بوجه ما ؛ لأنه إنما خلقه لحكمة له في خلقه......
ومما جاء فيه - مع اختصار يسير - : ( وإذا تأملت الشريعة والخلق رأيت ذلك ظاهراً . وهذا سر قل من تفطن له من الناس ؛ فتأمل الأحكام المنسوخة حكماً حكماً كيف تجد المنسوخ لم يبطل بالكلية ، بل له بقاء بوجه.
فمن ذلك نسخ القبلة وبقاء بيت المقدس معظماً محترماً تشد إليه الرحال ويقصد بالسفر إليه وحط الأوزار عنده واستقباله مع غيره من الجهات في السفر فلم يبطل تعظيمه واحترامه بالكلية، وإن بطل خصوص استقباله بالصلوات فالقصد إليه ليصلى فيه باق وهو نوع من تعظيمه وتشريفه بالصلاة فيه والتوجه إليه قصداً لفضيلته وشرعه له نسبة من التوجه إليه بالاستقبال بالصلوات فقدم البيت الحرام عليه في الاستقبال لأن مصلحته أعظم وأكمل وبقي قصده وشد الرحال إليه والصلاة فيه منشأ للمصلحة فتمت للأمة المحمدية المصلحتان المتعلقتان بهذين البيتين . وهذا نهاية ما يكون من اللطف وتحصيل المصالح وتكميلها لهم فتأمل هذا الموضع.(1/2864)
ومن ذلك نسخ التخيير في الصوم بتعيينه ؛ فإن له بقاءً وبياناً ظاهراً وهو أن الرجل إذا أراد أفطر وتصدق فحصلت له مصلحة الصدقة دون مصلحة الصوم، وإن شاء صام ولم يفد فحصلت له مصلحة الصوم دون الصدقة. فحتم الصوم على المكلف لأن مصلحته أتم وأكمل من مصلحة الفدية وندب إلى الصدقة في شهر رمضان فإذا صام وتصدق حصلت له المصلحتان معاً. وهذا أكمل ما يكون من الصوم وهو الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان أجود ما يكون في رمضان فلم تبطل المصلحة الأولى جملة بل قدم عليها ما هو أكمل منها وجوباً وشرع الجمع بينها وبين الأخرى ندباً واستحباباً.
ومن ذلك نسخ ثبات الواحد من المسلمين للعشرة من العدو بثباته للاثنين ولم تبطل الحكمة الأولى من كل وجه بل بقي استحبابه وإن زال وجوبه. بل إذا غلب على ظن المسلمين ظفرهم بعدوهم وهو عشرة أمثالهم وجب عليهم الثبات وحرم عليهم الفرار؛ فلم تبطل الحكمة الأولى من كل وجه.
ومن ذلك نسخ وجوب الصدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبطل حكمه بالكلية بل نسخ وجوبه وبقي استحبابه والندب إليه وما علم من تنبيه وإشارته وهو أنه إذا استحبت الصدقة بين يدي مناجاة المخلوق فاستحبابها بين يدي مناجاة الله عند الصلوات والدعاء أولى ؛ فكان بعض السلف الصالح يتصدق بين يدي الصلاة والدعاء إذا أمكنه ويتأول هذه الأولوية. ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية يفعله ويتحراه ما أمكنه وفاوضته فيه فذكر لي هذا التنبيه والإشارة.(1/2865)
ومن ذلك نسخ الصلوات الخمسين التي فرضها الله على رسوله ليلة الإسراء بخمس فإنها لم تبطل بالكلية بل أثبتت خمسين في الثواب والأجر خمساً في العمل والوجوب. وقد أشار تعالى إلى هذا بعينه حيث يقول على لسان نبيه: "لا يبدل القول لدي هي خمس وهي خمسون في الأجر". فتأمل هذه الحكمة البالغة والنعمة السابغة فإنه لما اقتضت المصلحة أن تكون خمسين تكميلاً للثواب وسوقاً لهم بها إلى أعلى المنازل ، واقتضت أيضاً أن تكون خمساً لعجز الأمة وضعفهم وعدم احتمالهم الخمسين جعلها خمساً من وجه وخمسين من وجه جمعاً بين المصالح وتكميلاً لها . ولو لم نطلع من حكمته في شرعه وأمره ولطفه بعباده ومراعاة مصالحهم وتحصيلها لهم على أتم الوجوه إلا على هذه الثلاثة وحدها لكفى بها دليلاً على ما رآها فسبحان من له في كل ما خلق وأمر حكمة بالغة شاهدة له بأنه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه الله الذي لا إله إلا هو رب لعالمين.
ومن ذلك الوصية للوالدين والأقربين ؛ فإنها كانت واجبة على من حضره الموت ثم نسخ الله ذلك بآية المواريث وبقيت مشروعة في حق الأقارب الذين لا يرثون. وهل ذلك على سبيل الوجوب أو الاستحباب؟ فيه قولان للسلف والخلف وهما في مذهب أحمد ؛ فعلى القول الأول بالاستحباب إذا أوصي للأجانب دونهم صحت الوصية ولا شيء للأقارب وعلى القول بالوجوب فهل لهم أن يبطلوا وصية الأجانب ويختصوا هم بالوصية كما للورثة أن يبطلوا ما زاد على ثلث المال من الوصية ويكون الثلث في حقهم بمنزلة المال كله في حق الورثة؟ على وجهين . وهذا الثاني أقيس وأفقه ..
.
ومنه نسخ الاعتداد بأربعة أشهر وعشر على المشهور من القولين في ذلك فلم تبطل العدة الأولى جملة.(1/2866)
ومن ذلك حبس الزانية في البيت حتى تموت فإنه على أحد القولين لا نسخ فيه لأنه مغياً بالموت أو يجعل الله لهن سبيلاً وقد جعل الله لهن سبيلاً بالحد. وعلى القول الآخر هو منسوخ بالحد وهو عقوبة من جنس عقوبة الحبس فلم تبطل العقوبة عنها بالكلية بل نقلت من عقوبة إلى عقوبة وكانت العقوبة الأولى أصلح في وقتها لأنهم كانوا حديثي عهد بجاهلية وزناً فأمروا بحبس الزانية أولاً ثم لما استوطنت أنفسهم على عقوبتها وخرجوا عن عوائد الجاهلية وركنوا إلى التحريم والعقوبة في وقتها نقلوا إلى ما هو أغلظ من العقوبة الأولى وهو الرجم والجلد فكانت كل عقوبة في وقتها هي المصلحة التي لا يصلحهم سواها ...)
---
سيف الدين
01-15-2006, 12:40 AM
جزاك الله عنا كل خير لبحثك القيم يا ابا مجاهد ... عندي 3 أسئلة أرجو فيها الافاضة ان استطعت, ولك الشكر الجزيل:
1- ماذا تجيب على من قالوا بالتدرج النصي ورفضوا النسخ؟
2- خاتمة البحث جاء بالكلام على آية في سورة النساء: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (15) سورة النساء ... البعض يقول ان هذه الاية تتحدث عن السحاق وليس عن الزنى ويستدل بالاية التي تليها :{وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } (16) سورة النساء فكلمة {واللذان} في الاية تشير الى اللواط حيث اتت الصيغة بالمذكر, فتناسب ان تكون الاية السابقة تتكلم عن السحاق او عن الفاحشة بشكل عام ... أرجو الافادة على مدى صحة هذا الكلام(1/2867)
3- حسبما قرأت فاني وقفت على ان سورة النحل هي سورة مكية وقد استدللت بقوله تعالى في سورة النحل : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101) على النسخ ... فهل حصل في القرآن المكي نسخ؟ ام انها محمولة على الاعجاز القرآني في تنبؤه لما سيقول الكفار والمشركون لاحقا؟
وجزاك الله عنا كل خير
---
أبومجاهدالعبيدي
01-24-2006, 11:55 AM
أخي سيف الدين وفقك الله
أعتذر عن التأخر في الإجابة عن أسئلتك ...
وعن سؤالك عن آية النساء {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (15) أفيدك بأنه قد أشار الأخ الدكتور أحمد البريدي إلى شيء متعلق بسؤالك عنها هنا :دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى " :{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُما } (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1864&highlight=%ED%C3%CA%ED%E4+%C7%E1%DD%C7%CD%D4%C9)
وهذا رابط آخر حول هذه الآية : حول آية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2298&highlight=%ED%C3%CA%ED%E4+%C7%E1%DD%C7%CD%D4%C9)
وسيأتي الجواب عن بقية أسئلتك إن شاء الله
---
أبومجاهدالعبيدي
11-02-2006, 10:16 PM
جزاك الله عنا كل خير لبحثك القيم يا ابا مجاهد ... عندي 3 أسئلة أرجو فيها الافاضة ان استطعت, ولك الشكر الجزيل:
1- ماذا تجيب على من قالوا بالتدرج النصي ورفضوا النسخ؟(1/2868)
2- خاتمة البحث جاء بالكلام على آية في سورة النساء: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (15) سورة النساء ... البعض يقول ان هذه الاية تتحدث عن السحاق وليس عن الزنى ويستدل بالاية التي تليها :{وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } (16) سورة النساء فكلمة {واللذان} في الاية تشير الى اللواط حيث اتت الصيغة بالمذكر, فتناسب ان تكون الاية السابقة تتكلم عن السحاق او عن الفاحشة بشكل عام ... أرجو الافادة على مدى صحة هذا الكلام
3- حسبما قرأت فاني وقفت على ان سورة النحل هي سورة مكية وقد استدللت بقوله تعالى في سورة النحل : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101) على النسخ ... فهل حصل في القرآن المكي نسخ؟ ام انها محمولة على الاعجاز القرآني في تنبؤه لما سيقول الكفار والمشركون لاحقا؟
وجزاك الله عنا كل خير
أما السؤال الأول فلا أدري ما مرادك بالقائلين بالتدرج النصي؛ من هم ؟ وما مرادهم؟ وهل لقولهم مثال يوضح مرادهم؟.
أما السؤال الثاني؛ فقد سبق التعليق عليه في الروابط المذكورة في الإجابة السابقة.
وأما السؤال الثالث عن قول الله تعالى : في سورة النحل : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101) ؛ فلا شك أن لفظ الآية يدل على إنكار الكافرين لتبديل وقع قبل إنكارهم.(1/2869)
ولا فرق بين المكي والمدني في وقوع النسخ.
ومما يدل على وقوع النسخ في القرآن المكي نسخ قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا . نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ ..} كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قالت: فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرًا، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعًا من بعد فريضة.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-03-2007, 11:22 PM
شبهات حول قضية النسخ (http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det_bot&select_page=rodod&id=70)
---
(1/2870)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سيرة عثمان بن عفان للصلابي كتاب الكتروني رائع
---
سيرة عثمان بن عفان للصلابي كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
04-10-2007, 10:13 PM
سيرة عثمان بن عفان للصلابي كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
سيرَة عُثمَان بْنُ عَفان
رضيَ اللهُ عَنه
شخصيّته وعَصْره
تأليف
الدكتور علي محمد الصلابي
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 892 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/04072/77e4c4be25.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/04072/d19dca15c1.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/04072/1b40db8a0c.jpg
روابط التنزيل
http://www.aldoah.com/upload/uploaded/596_01176229800.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=310478
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
فيصل الخنبشي
04-10-2007, 10:47 PM
رضي الله عن عثمان والموضوع في قمة الجمال اشكرك عليه ولكن الاحظ ثقل كبير في التصفح
---
عادل محمد
04-11-2007, 08:11 AM
رضي الله عن عثمان والموضوع في قمة الجمال اشكرك عليه ولكن الاحظ ثقل كبير في التصفح
لاشكر على واجب بارك الله فيكم أخي الكريم
---
(1/2871)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مؤتمر عالمي عن مناهج تفسير القرآن الكريم وشرح الحديث الشريف
---
مؤتمر عالمي عن مناهج تفسير القرآن الكريم وشرح الحديث الشريف
---
إبراهيم الجوريشي
01-03-2006, 03:12 PM
مؤتمر عالمي عن مناهج تفسير القرآن الكريم وشرح الحديث الشريف
http://www.tafsir.net/images/malysia.jpg
التاريخ: الاثنين - الثلاثاء 21-22 جمادى الآخرة 1427هـ.
المكان: الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
يَفتتِحُ المؤتمر: صاحب المعالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا،
تانسري، داتؤ سري، سنوسي بن جنيد.
الجهة المنظمة:
قسم دراسات القرآن والسنة،
كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية،
الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
التفاصيل على هذا الرابط (http://www.manahij.such.info/)
---
أحمد البريدي
01-03-2006, 04:54 PM
شكرالله لك يا شيخ إبراهيم , ولعل الله أن يكتب لنا مشاركة معكم .
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 12:44 AM
المؤتمر اقترب وقت انعقاده ، ولم يبق إلا إعلان البحوث المقبولة في 19/5/1427هـ.
وقد أبلغني الدكتور مساعد الطيار ، أنه تم اختيار ضيوف الشرف في المؤتمر ، وهم الأستاذان الفاضلان ، والشيخان الكريمان :
1- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي . الأستاذ بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض .
2- وفضيلة الشيخ الدكتور محمود الطحان ، الأستاذ في الحديث النبوي .
وفقهما الله وبارك في علمهما .
12/5/1427هـ
---
عبدالرحمن الشهري
06-26-2006, 02:15 PM(1/2872)
نبهني الأستاذ الدكتور فهد الرومي حفظه الله على صدور برنامج المؤتمر ، وبعث لي به على الفاكس حفظه الله ، وهو يشتمل على عناوين ومواعيد أوراق عمل المؤتمر وفقراته . وقد وجدت برنامج المؤتمر في موقع المؤتمر على الانترنت . ويمكنك الاطلاع على هذا البرنامج من خلال هذا الرابط .
برنامج المؤتمر (http://staff.iiu.edu.my/sofiahs/qs2006/?download=Manahij Program Ara.pdf)
- تشغيل الملف يحتاج لبرنامج Acrobat Reader
---
العبادي
06-26-2006, 04:23 PM
هل حضور المؤتمر مخصوص بالضيوف المشاركين ببحوث، أم أن مجا ل الحضور والمشاركة مفتوح لمن أراده من المهتمين والباحثين وطلاب التخصص؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
---
عبدالرحمن الشهري
06-26-2006, 06:29 PM
بل متاح لكل من دفع رسوم الاشتراك والتسجيل .
---
إبراهيم الجوريشي
06-27-2006, 02:50 AM
جزاكم الله خيرا
دكتور عبد الرحمن
على هذه التغطية والمتابعة لأخبار المؤتمر
---
عبدالرحمن الشهري
07-17-2006, 12:30 PM
بدأ المؤتمر اليوم الإثنين 21/6/1427هـ ، وننتظر أخباره من أخينا الأستاذ إبراهيم الجوريشي وفقه الله ، وممن حضر المؤتمر من الفضلاء .
---
إبراهيم الجوريشي
07-19-2006, 11:17 AM
عقد في رحاب الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا مؤتمر" مناهج تفسير القرآن الكريم وشرح الحديث الشريف" الذي نظمه قسم دراسات القران والسنة بكلية معارف الوحي والعلوم الانسانية . وقد بلغت الاعمال المقدمة للمؤتمر 120 بحثا ، 90 منها باللغة العربية و30 بحثا باللغة الانكليزية ، وقبل منها 62 بحثا ألقيت على مدى يو مين خلال اثنتي عشرة جلسة .
وكان ضيفي المؤتمر الشيخين الفاضلين :
1- الاستاذ الدكتور: فهد بن عبد الرحمن الرومي، أستاذ التفسير و علوم القران، في قسم الدراسات القرانية في كلية المعلين بالرياض.(1/2873)
2- الاستاذ المشارك الدكتور: عبد الله بن ضيف الله الرحيلي، أستاذ الحديث وعلومه، في جامعة طيبة بالمدينة النبوية.
وقد شارك في المؤتمر عددا من الباحثين وأساتذة الجامعات، من السعودية ومصر وفلسطين والأردن والعراق واليمن والامارات والبحرين وسوريا وعًمان وبريطانيا والجزائر وإيران وتركيا والمغرب وماليزيا وأندونيسيا .
يتبع....
---
إبراهيم الجوريشي
07-24-2006, 02:28 PM
الرابط الخاص باسماء الباحثين (http://www.manahij.such.info/)http://www.manahij.such.info/
---
إبراهيم الجوريشي
07-24-2006, 02:31 PM
1.
د. أبو سعيد محمد عبد المجيد
2.
إحسان قاسم الصالحي
3.
د. أحلام بنت محمد سعيد باحمدان
4.
د. أحمد بن عبد القادر عزي
5.
د. أحمد بن محمد الشرقاوي سالم
6.
أ.د. أحمد خالد يوسف شكري
7.
د. أحمد فريد صالح أبو هزيم
8.
د. رامي ليلى
9.
د. رضوان جمال يوسف حسين الأطرش
10.
د. سعد الدين منصور محمد
11.
د. سيوطي بن عبدالمناس
12.
د. صالح قادر كريم الزَّنكي
13.
د. صونيا وافق
14.
د. عاصم شحادة صالح علي
15.
د. عبد الكريم مستور القرني
.
د. عبد الله بن مقبل بن ظافر القرني
17.
د. عبد الله محمد طلب الجيوسي
18.
عطية زاهدة
19.
د. علي إبراهيم سعود عجين
20.
د. علي أسعد بن محمد
21.
د. عمر عبد العزيز العاني
22.
د. عواد الخلف
23.
أ.د. عيادة بن أيوب بن سويدان الكبيسي
24.
د. عيسى بن ناصر بن علي الدريبي
25.
د. فايزة أحمد سالم بافرج
26.
د. فتح الدين بن محمد عبد الله أبو الفتح بيانوني
27.
فهد بن عبد الرحمن الرومي
28.
د. ليث سعود جاسم
29.
د. محمد أبو الليث بن شمس الدين بن محمد يعقوب الخير آبادي
30.
د. محمد بهاء الدين حسين أحمد
31.
محمد حافظ بن سوروني
32.
د. نجم الدين قادر كريم الزنكي
33.
د. نجيب علي عبد الله السودي
34.
د. نصر الدين إبراهيم أحمد حسين
35.
هيثم بن جواد الحداد
36.
د. وان صبري وان يوسف
37.
د. ياسر بن إسماعيل راضي(1/2874)
38.
د. يوسف بن عبد الله بن حمود الباحوث
39.
Dr. Abbas Soltani
40.
Sr. Alwani Ghazali
41.
Dr. Ismail Hj. Abdullah
42.
Dr. Israr Ahmad Khan
43.
Dr. Mohamed El-Tahir El-Mesawi
44.
Dr. Mohammad Kazem Shakir
45.
Dr. Mohd. Shah b. Jani
46.
Dr. Muhammad Hammad Lakhvi
47.
Dr. Noor Mohammad Osmani
48.
Dr. Sohirin Solihin
---
(1/2875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في كلام ابن عطية
---
إشكال في كلام ابن عطية
---
روضة
01-19-2007, 07:16 PM
قال القاضي ابن عطية عند تفسيره قوله تعالى:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67]
"وعلى كل وجه، فـ " اليمين " هنا و " القبضة " وكل ما ورد: عبارة عن القدرة والقوة، وما اختلج في الصدور من غير ذلك باطل، وما ذهب إليه القاضي من أنها صفات زائدة على صفات الذات قول ضعيف، وبحسب ما يختلج في النفوس التي لم يحضنها العلم".
من يقصد بالقاضي؟؟
وبارك الله فيكم
---
أحمد بن سالم المصري
01-20-2007, 01:39 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :
فالمراد بالقاضي هنا هو : (( القاضي الباقلاني أبو بكر محمد بن الطيب )) المتوفى سنة 403هـ .
وللتأكد من ذلك انظر "تفسير ابن عطية" عند قوله تعالى : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا ... ) الآية .
حيث قال : [ وقال قوم من العلماء منهم القاضي ابن الطيب هذه كلها صفات زائدة على الذات ثابتة لله دون أن يكون في ذلك تشبيه ولا تحديد وذكر هذا الطبري وغيره ] .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-20-2007, 08:18 AM
ولا شك أن كلام ابن عطية رحمه الله تأويل مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة.
---
د.عبدالرحمن الصالح
01-20-2007, 01:32 PM(1/2876)
مسألة صفات الباري تعالى من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، وقال فيه وفي مثله (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )، وقد مزج أدعياء العلم بين المعنى اللغوي لـ(تأويله) في الآية، وبين المعنى الاصطلاحي عند المتكلمين من "أهل السنة" وغيرهم. والصوا ب أن المنهي عنه هو ما وقع فيه كثير من أهل السنة وغيرهم من الفضلاء فيقومون بتصنيف الناس بحسب اجتهادهم في تفسير المتشابه. فمن لم يوافق اختيارهم في القول بأن مذهب السلف هو إثبات الظاهر مع نفي المماثلة بدّعوه وزنوه بما قرب من أسلات ألسنتهم . وقد يمكن تصنيف أقوال العلماء في معرفة مذهب السلف في المتشابهات بما فيها الصفات:
1- مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وعليه جماعة من فضلاء الحنابلة وأهل الحديث من قبلهم ، وعند هؤلاء ومقلديهم من المتأخرين ممن يكثرون في هذا المنتدى المبارك أن مذهب السلف هو إثبات الظاهر مع نفي المماثلة.
2- مذهب ابن الجوزي الحنبلي ومن وافقه من الفضلاء قديما وحديثا ، وعندهم أن مذهب السلف هو التوقف الكامل في المتشابهات من غير تأويل لأن التأويل ظن، ومن غير إثبات لأن الإثبات تجسيم ، قال ابن الجوزي(ومن أثبت فيسأل هل المراد من الإثبات حقيقة العضو أم لا، فإن قال نعم فهو تجسيم لأن الإشارة الحسية إليه جائزة، وإن قال لا ليس المراد حقيقة العضو فهو تأويل وإن زعم أنه لا يؤول"
3-المذهب الثالث هو تأويل المتشابهات وصرفها عن ظاهرها ، وهو مذهب جماعة من الفضلاء ، حيث اجتهدوا في تفسير المتشابه وتنزيه الباري تعالى عن الجسمية ، وقال بعضهم إن هذا هو مذهب السلف، فقال الغزالي غعلم أن مذهب السلف هو التأويل حيث كانوا يفهمون اللغة على السليقة فكانوا ينزهون الباري تعالى عن الجسمانية وإن لم ينقل عنهم صريح ذلك.
ويمكن أن نضيف هذا التعليق البسيط ،(1/2877)
لقد أساء كثير من معاصري أهل السنة من المطاوعة فهم هذه المسألة وقام بعض الداترة المتشددين لما يعتقدون أنه الحق ، إن لم يكن ابتغاء الفتنة كما قال تعالى، فقد أوقعوا كثيرين في الفتنة ، وقام بعض الأغرار بإعادة تصنيف علماء الإسلام بناء على قصورهم هم في علم أصول الدين ، وإدراك لمغزي المتكلمين ومقصدهم.
وأرى أن هذا الأمر يجب أن يوقف عند حده، وأنه قد أنى للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقّ.
ويمكن القول إن مسألة القول الفصل في معنى آيات الصفات والمتشابه عموماً مسألة من اختصاص علم التفسير واللغة ويجب تحذير المبتئين من طلبة العلم من الخوض فيها، فقد مر بي من عمره عشرون سنة يسأل عن جهبذ من جهابذة علماء الإسلام (كيف عقيدته؟( وعندما أتبين مقصده أراه يختزل العقيدة في موقف المسؤول عنه من هذه المسألة!
وأصدق إخوتي القول ما أظن الشيطان إلا قد وجد مرتعاً في الناس في هذه المسألة، وقد اشترك كثير من الدعاة ، ويعود ذلك في نظري القاصر إلى سببين أحدهما قصور في فهم المسألة وعدم اطلاع على كتب المسألة في مظانها بل تعصب بعض الناس لمجرد ذكر السلف وهي كلمة عامة لا يمكن قصرها على وجهة نظر معينة، والمسألة الأخرى هي ما حذر منه سلف العلماء من حب الرياسة والتصدّر ، أو كما قالوا (تزبب وهو حصرم).
وفقنا عز وجل لمراضيه وجعل مستقبل حالنا خيرا من ماضيه.
وللقراء من ذوي الميول لدراسة علم الكلام وأصول الدين في كليات الشريعة والفلسفة ، ولا سيما إخواننا في المغرب العربي من طلبة الدكتوراه ، حبذا التفكير في دراسة عن العلاقة بين نظرية المثل الإفلاطونية وبين مشكلة الصفات في علم الكلام في القرنين 2-3 للهجرة.
ومن وجد في نفسه الميل لذلك والرغبة في إلقاء الضوء فإني أعرض خدمته في المشاركة في التفكير في المسألة وما أستطيع إمداده به من مصادر.
---
روضة
01-20-2007, 02:04 PM(1/2878)
أثابكم الله جميعاً على التعاون، والمساعدة، وأخص بالذكر الأستاذ أحمد المصري على حل الإشكال.
بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
01-20-2007, 05:17 PM
الأخ العزيز الدكتور عبدالرحمن الصالح رعاه الله ، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً للهداية للحق ، وأن يجنبنا طريق الضلال.
الذي أعرفه أنك متخصص في اللغة العربية في جانب أدب بعض العصور ، وأراك تتقحم في الكلام في مسائل العقائد المشكلة التي سوف لن تحسم على صفحات الملتقى ، بعد أن امتلأت بها كتب العقائد . وليتك تدع الكلام فيها لأهلها المشتغلين بها ، ولمواضعها المناسبة لها أيضاً . فإني أراك تبتسر الحديث وتوجزه في مقام لا يحتمله ، وتذكر تقسيمات غير مُسلَّمة ، وتقلل من شأن القائلين بالقول الأول -مع عدم التسليم بالتقسيم الذي ذكرته - وكأنهم مجرد شخصين هما ابن تيمية وتلميذه وبعض المعجبين وهذا فيه تبسيط شديد للمسألة ومخالف للحقيقة رعاك الله . ولو شئتُ أن أبسط الكلام في هذه المسألة لفعلتُ وما بي عجزٌ عن ذلك ، غير أنني أحرص أشد الحرص وأدعو الجميع من الزملاء الفضلاء إلى البقاء في دائرة الدراسات القرآنية قدر المستطاع ، حتى يبقى للموقع رونقه وبهاؤه .
وفقكم الله لكل خير .
---
د.عبدالرحمن الصالح
01-21-2007, 11:05 AM
معاذ الله أن أسيء إلى مسلم، أو أنتهك الأخلاق التي يجب صيانتها، ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا
---
أحمد البريدي
01-21-2007, 09:05 PM
تعليقاً على ما ذكره أخي الدكتور عبد الرحمن الصالح أقول :
دَرَجَ كثيرٌ مِمّن كتبَ في موضوع المحكم والمتشابه أنْ يجعلوا آياتِ الصفات مثالاً لتشابه القرآن بإطلاق ، وعلى رأسهم الزركشيُّ ، والسيوطيُّ ، وتوسّعَ في تقرير ذلك الزرقانيُّ ، وغيرهم، وكلُّ ذلك مبنيٌّ على مذهبِ أهل التأويلِ .(1/2879)
وقد تعقّبَ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله مَن أطلق َالتشابه على آياتِ الصفاتِ ، وبيّنَ في غير ما موضعٍ مِن كتبه أنّ الواجبَ التفصيلَ فقال :" وبعض أهل العلم يظنّونَ أنّ في القرآنِ ما لا يُمكن الوصولُ إلى معناه فيكونُ مِن المتشابه المطلق ويحملونَ آياتِ الصفاتِ علىذلكَ ، وهذا مِن الخطأِ العظيمِ ، إذْ ليسَ مِن المعقولِ أنْ يقولَ تعالى {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه}(صّ: من الآية29) ثم تُستثنى آياتُ الصفاتِ ؛ وهي أعظمُ وأشرفُ وأكثرُ مِن آياتِ الأحكامِ ، ولو قُلنَا بهذا القولِ لكانَ مُقتضاهُ أنّ أشرفَ ما في القرآنِ يكونُ خَفِيًّا ، ويكونُ معنى قوله{لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِه}أيْ آياتِ الأحكامِ فقط ، وهذا غير مَعقولٍ بل جميعُ القرآنِ يُفهم معناه ؛ إذ لا يُمكن أنْ تكونَ الأمّةُ مِن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى آخرِهَا لا تَفهمُ معنى القرآنِ ، وعلى رأيهم يكونُ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ وعمر وجميع الصحابةِ يقرأونَ آياتِ الصفاتِ ، وهُم لا يفهمونَ معناها ، بل هي عندهم بمنزلةِ الحروفِ الهجائيّة أ ، ب ، ت ... والصوابُ : أنّه ليسَ في القرآنِ شيءٌ مُتشابهٌ على جميع ِالناسِ مِن حيثُ المعنى ، ولكن الخطأَ في الفهمِ ، فقد يَقْصُرُ الفهمُ عن إدراكِ المعنى أو يَفهمهُ على معنى خطأ ،وأمّا بالنسبةِ للحقائقِ فما أخبرَ الله به مِن أمر الغيبِ ، فَمُتَشابهٌ على جميعِ الناسِ ".
وفي موضع آخر قال :"مَن زعمَ أنّ آياتِ الصفاتِ مِن المتشابه على سبيل الإطلاقِ فقد أخطأَ والواجبُ التفصيلُ ، فنقول : إنْ أَرَدْتَ بكونها مِن المتشابهِ تشابهَ الحقيقةِ التي هي عليها فأنتَ مُصيبٌ ، وإنْ أَرَدْتَ بالمتشابهِ تشابهَ المعنى ، وأنّ معناها مجهولٌ لنا فأنتَ مُخطئٌ غايةَ الخطأَ ".(1/2880)
ولَخَّصَ الشيخُ رحمه الله رأيهُ عندما قالَ :" وأسماءُ الله وصفاته مِن المحكمِ في معناها ؛ لأنّ معناها مَعلوم ٌ، ومِن المتشابهِ في حقيقتها لأنّ حقائقها لا يعلمها إلاّ الله ".
وتقريرُ الشيخِ رحمه الله مَبنيٌّ على مذهب أهل السنّةِ والجماعة وطريقة سلفِ الأمّةِ في صفاتِ الله تعالى ، إذْ إنّ الواجب في الكلماتِ المحتملةِ أنْ يُستفسرَ عن المرادِ بها فإنْ أريدَ بها حقًّا قُبِلَ وإلاّ رُدَّ ، كما قرّرهُ شيخُ الإسلام ابن تيمية في رسالته : التدمريّة .
قال ابنُ تيمية رحمه الله :" ما أعْلَمُ عن أحدٍ مِن سلفِ الأمّةِ ولا مِن الأئمّةِ لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنّه جعلَ ذلكَ – أيْ أسماء الله وصفاته – مِن المتشابهِ الداخلِ في هذه الآيةِ ونفى أنْ يعلمَ أحدٌ معناه ".
وقال ابنُ القيّم رحمه الله :" وقد تنازعَ الناسُ في المحكمِ والمتشابهِ تنازعًا كثيرا ، ولم يُعرف عن أحد مِن الصحابة قَطّ أنّ المتشابهاتِ آياتُ الصفات ، بل المنقولُ عنهم يدلُّ على خلافِ ذلكَ فكيفَ تكونُ آياتُ الصفاتِ متشابهةً عندهم وهم لا يتنازعونَ في شيءٍ مِنها ، وآياتُ الأحكامِ هي المُحْكَمَةُ ، وقد وقع بينهم النزاعُ في بعضها . وإنّما هذا قول بعض المتأخرينَ ".
---
المؤمن
01-21-2007, 09:44 PM
هو القاضي الباقلاني المالكي والله اعلم
---
روضة
01-21-2007, 09:47 PM
معاذ الله أن أسيء إلى مسلم، أو أنتهك الأخلاق التي يجب صيانتها، ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا
هذه هي أخلاق العلماء..بارك الله في علمكم د. عبد الرحمن صالح
---
مساعد الطيار
01-21-2007, 10:15 PM(1/2881)
أثني على ما ذكرته الأخت روضة حفظها الله من هذا الخلق النبيل للدكتور الفاضل عبد الرحمن الصالح ، وتلك سمة نجدها ـ ولله الحمد ـ في المشاركين لنا في هذا الملتقى ، ولا غضاضة في أن يقع الاختلاف والرد والتصويب ما دام في حدود الأدب العلمي الذي هو ـ بحق ـ سمة ظاهرة في أعضاء هذا الملتقى ، وكم نتمنى أن نبتعد عن الجدل الذي يفضي إلى ما لا نحبه جميعًا ، وأدعو الله أن ينير لنا طريقنا ، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
كما أشكر مشرفنا العزيز أبا عبد الله على متابعاته وتنبيهاته ، وحرصه على سلامة الملتقى من أن يقع فيه احتداد في الرأي ، وانتصار لفلان أو علان ، فالملتقى لأهل القرآن جعلنا الله جميعًا منهم .
---
(1/2882)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رجاء من الجميع : ضع ملاحظاتك على تصميم الملتقى الجديد هنا وفقك الله ...
---
رجاء من الجميع : ضع ملاحظاتك على تصميم الملتقى الجديد هنا وفقك الله ...
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2006, 10:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ملتقى أهل التفسير لنا جميعاً ، ونرغب في أن يكون على أكمل وجه من حيث التصميم ، وجمال الألوان ، وصحة جميع عبارات التعريب ولو كان الخطأ في همزة في غير مكانها . لذا أرجو التكرم بالاطلاع بقدر الاستطاعة ، وإبداء الرأي وأي ملحوظة تساعدنا في الرقي بالملتقى ... مع الثقة بأننا سنكون رهن إشارة كل مصلح يقترح اقتراحاً ، أو يبدي ملحوظة ..
وفقكم الله جميعاً ونفعنا وإياكم بالعلم .
---
أحمد القصير
09-12-2006, 06:09 PM
ألوان جميلة وتصميم رائع توشح به ملتقانا العزيز ، وهو في ثيابه الجديدة يبعث في النفوس روح التجديد والتجدد ، ويبعث همماً قد أصابها شيء من الفتور، فبارك الله فيكم أخي الكريم أبا عبد الله وجعل ما تقدمونه من جهد وعمل في ميزان حسناتكم.
إن كان ثمة ملاحظة فهي فقط صغر حجم الحروف ولا أدري هل المشكلة عند الجميع أم عندي فقط رغم أن حجم النص عندي في الوضع الأكبر
---
روضة
09-12-2006, 08:29 PM
أثابكم الله على جهودكم خير الثواب وأجزل لكم العطاء...
الملتقى جميل بهذا الشكل الجديد، وفيه سهولة في التنقل بين صفحاته..وإضافات كثيرة خاصة في تنسيق النص..
أرى أنه تغيير للأفضل، بارك الله فيكم.
---
أبو بيان
09-12-2006, 09:46 PM
كلَّ كائنٍ يكُفُّ عن النمو يموت, ولابد من نحو هذا التجديد بعد كلِّ زمن, وفقكم الله أبا عبد الله وجميع إخوانك المشرفين.
---
إبراهيم الحميضي
09-12-2006, 09:55 PM(1/2883)
أشكركم على جهودكم الكبيرة، وعملكم المتواصل في خدمة القرآن وعلومه من خلال هذه الشبكة المباركة، ومن خلال نظرة سريعة في هذا الثوب الجديد أى ما يلي:
1- تكبير عنوان الموقع ووضعه وسط أعلى الصفة.
2- تغيير لون الفواصل والجداول من اللون الأخضر الفاتح إل لون آخر أكثر وضوحاً. وعدم الكتابة بالأبيض على أري خلفية.
3- تكبير نمط الخطوط .
4 -شرح ما لم يشرح من الرموز .
5- وضع اسم المشرف العام أعلى الصفحة،وهو حقيق بذلك، فله الفضل في تأسيسه ومتابعته وإثرائه...
6- وضع إعلانات تجارية ولا سيما للمكتبات والتسجيلات.
وفق الله الجميع.
---
منصور مهران
09-12-2006, 11:57 PM
الجمال في شكل الموقع مطلوب وكلنا يبتغيه ، غير أن أصالة العمل والقول أثبت وأولى وكل ذلك لا يتجزأ ولا يُترك بعضه اكتفاء به عن بعض .
ومن هذا المنطلق نحمد إليكم الله أن وفقكم للقول الصالح والعمل الصالح والجمال المنشود ، وأجمل ما في الشكل الجديد سهولة الاستعمال وتناول المواد المساعدة لأحسن أداء ، ونود أن نستفسر عن أيقونة تنسيق الشعر : أين هي ؟ وجزاكم الله خيرا وأثابكم عنا ما لم نستطع إثابتكم به والله يرعاكم .
---
أبو صفوت
09-13-2006, 02:16 AM
جهد مبارك وخطوة رائعة . أسأل الله أن يجعل سعيكم مشكورا وأن يبارك في جهودكم وأن يثقل بهذا العمل موازينكم
وقد بدا لي
صغر حجم الخط
الخطوط الفاصلة بين كل مشاركة بارزة جدا وترهق البصر
وفقكم الله ونفع بكم
---
عبدالله بن بلقاسم
09-13-2006, 08:20 AM
إذا التقى موقع التفسير بالحدق
فاقرأ عليه معيذا سورة الفلق
---
عبدالرحمن السديس
09-13-2006, 06:09 PM
مبارك هذا التطوير نفع الله به
الخط صغير جدا فلو وضع الافتراضي مقاس 4 لكان حسنا .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 06:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما شاء الله تبارك الله
التصميم رائع ، والتطوير ظاهر ، وهو في بعض المزايا الفنية أظهر(1/2884)
أسأل الله تعالى أن يبارك في الجهود ، ويكتبَ الأجر الجزيل لكل من ساهم في هذا العمل المحمود.
---
مروان الظفيري
09-14-2006, 10:05 AM
بارك الله فيكم وفي جهودكم الرااااااااااائعة الطيبة
في خدمة القرآن وعلومه
ولاأجد أي إشكال عندي في الموقع
وفقكم الله ورعاكم وسدد خطاكم
ودمتم سالمين غانمين
---
محمود الشنقيطي
09-14-2006, 11:42 AM
إذا التقى موقع التفسير بالحدق
فاقرأ عليه معيذا سورة الفلق
واقرأ هنالك ما يشفي فؤادك من
آيات ربك ,وابغِ الخيرَ واستبقِ
واتل السلامَ على الأعضاء قاطبةً
إن ما سباك جمالُ الخلْق والخلُقِ
---
الكشاف
09-14-2006, 01:06 PM
ما شاء الله ، تبارك الله ، لا قوة إلا بالله .
نبارك للقائمين على الموقع ولنا جميعاً هذا التطوير البديع ، ونسأل الله أن يبارك في جهودكم .
تجولتُ في أرجاء الموقع ، فأعجبني فيه ترابطه ، وإن كان ثمة ملحوظات فهي في عدم اكتمال أجزاء الموقع بعدُ ، ولعل العمل قائم على استكمالها .
---
عبدالرحمن السديس
09-14-2006, 01:57 PM
وفقكم الله وبارك في جهودكم
لا حظت اليوم أن ميزة تكبير الخط وتغييره لا تعمل .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 02:16 PM
يوجد ضمن الجمل المختصرة في مربع الردود جملة : [ تقبلوا خالص تحياتي .أخوكم]
وفي النفس من هذه الجملة شيء ، فقد ذكر بعض طلبة العلم أن قول: لك خالص تحياتي . لا يجوز . قال : وعلل ذلك بعض العلماء بأن الخالص من الشيء هو لُبُّه ، ولا يكون خالص العمل والإخلاص فيه إلا لله . قال تعالى : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ) . والله تعالى أعلم .
وفي شريط الشيخ عبدالله السعد : "وجوب تعلم التوحيد والدعوة إليه" ما نصه : ( ما حكم قول ( خالص تحياتي ) ، أو ( كامل تحياتي ) ؟؟؟
الجواب : ( ما حكم قول خالص تحياتي ؟ كامل تحياتي ؟(1/2885)
هذا يسأل عن حكم تحياتي لفلان ؟ تحياتي لفلان ما فيها شيء ، إنما الممنوع ( لك خالص تحياتي ) هذه ما تجوز ، أو ( خالص شكري ) هذه لا تجوز ، أو ( خالص محبتي ) لا تجوز ، أو ( خالص تقديري ) كل هذا لا يجوز ، لأن الخالص عليك أن تجعله لمن ؟؟؟!!!!!!
لله عز وجل .... معنى خلاص الشيء:أي لبهُ وأعلاه،فأجعل خالص الشكر ،خالص محبتك،خالص تحياتك لله وحده لا شريك له .
وأما ( تحياتي لفلان ) فهذه لا بأس بها .
وكذلك الذي لا يجوز (كامل تقديري ) هذا شرك بالله ؛ لأن كامل التقدير عليك أن تجعله لله،إذا جعلته لغير الله،يكون الإنسان مشرك بالله،كما قال تعالى : ( والذين كفروا بربهم يعدلون ) أي يعدلون به غيره،فعندما يقول الإنسان كامل تقديري ، إذاً عدل بغير الله عدل به الله ، تعالى الله عن ذلك ، فهذه العبارات لا تجوز )
هكذا ورد ، والمسألأة تحتاج إلى تحرير أكثر . ويبقى أن هذه الجملة قد قيل فيها ما قيل.
---
عبدالله العلي
09-14-2006, 04:53 PM
رائع رائع
ياشيخ عبدالرحمن
---
عمر المقبل
09-15-2006, 10:27 PM
يد تكتب ،وعقول تفكر ،وجهود تبذل ،وتاريخ يحفظ ..ومن وراء ذلك : رب يجزي ويثيب ..
اللهم فاجز اخوتنا عنا خير الجزاء ..
وأنا مع أخي د.إبراهيم الحميضي في مقترحاته ،،،
---
عبدالرحمن السديس
09-16-2006, 12:40 AM
ربما يكون في هذا النقل فائدة حول ما ذكر أبو مجاهد وفقه الله :
في الشرح الممتع للعلامة العثيمين
قوله: «التحيات لله» التحيات: جمع تحيَّة، والتحيَّة هي: التَّعظيم، فكلُّ لَفْظٍ يدلُّ على التَّعظيم فهو تحيَّة، و«الـ» مفيدة للعموم، وجُمعت لاختلاف أنواعها، أما أفرادها فلا حدَّ لها، يعني: كُلَّ نوع من أنواع التَّحيَّات فهو لله، واللام هنا للاستحقاق والاختصاص؛ فلا يستحقُّ التَّحيَّات على الإطلاق إلا الله .
ولا أحد يُحَيَّا على الإطلاق إلا الله، وأمَّا إذا حَيَّا إنسانٌ إنساناً على سبيل الخصوص فلا بأس به.(1/2886)
لو قلت مثلاً: لك تحيَّاتي، أو لك تحيَّاتُنَا، أو مع التحيَّة، فلا بأس بذلك، قال الله تعالى)وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)(النساء: من الآية86)لكن التَّحيَّات على سبيل العموم والكمال لا تكون إلا لله .
وفي معجم المناهي للشيخ بكر
* تحياتي لفلان : -
لأبي طالب محمد بن علي الخيمي المنعوت بالمهذب ، المتوفى سنة 642 هـ . رسالة باسم : (( شرح لفظة التحيات )) في ص /50 جاء فيها ما نصه :
( فأما لفظ التحيات مجموعاً فلم أسمع في كتاب من كتب العربية أنه جمع إلا في جلوس الصلوات ؛ إذا لا يجوز إطلاق ذلك لغير من له الخلق والأمر وهو الله تعالى ؛ لأن الملك كله بيد الله ، وقد نطق بذلك الكتاب العزيز : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية إلى آخرها . والذي سطره أهل اللغة إنما يعبرون عن التحية الواحدة ، ولم ينتهوا لجمعه دون إفراده ، إذ كان ذلك من ذخائر الإلهام لقوم آخرين فهموا عن الله تعالى كتابه فنقلوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شريعته ......) ا هـ
* - تحياتي لفلان : رسالة في : شرح لفظ التحيات للخيمي ص / 50 . بتحقيق صلاح الدين المنجد . ضمن ثلاث رسائل في اللغة المجموع الثمين 1/114 وفي كلامه نظر . اهـ
---
إبراهيم الجوريشي
09-16-2006, 03:42 AM
جزاكم الله خيرا
على هذا الجهد الرائع
والتصميم الجميل
---
سلسبيل
09-16-2006, 02:44 PM
تطور ملموس
وخاصه في أدوات تنسيق النصوص
وهكذا ملتقى أهل التفسير دائما
سمو الهدف مع فائدة في المضمون بأسلوب عصري
فجزاكم الله كل خير
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:03 PM
أشكر الإخوه القائمين على الموقع وأسأل الله أن يجعل هذا العمل في موازين حسناتهم وجزاهم الله خير الجزاء..
---
محمدفاضل
09-18-2006, 03:18 AM
رائع جداً جداً اسأل الله أن يتقبل منكم
---
الموحد 2
09-19-2006, 02:44 AM
جزاكم الله خيراً على هذا التطوير الجميل ،(1/2887)
ولكن ملاحظتي هي /
تكرر عبارة ( شبكة التفسير والدراسات القرآنية ) ثلاث مرات ، فوق بعض ، في صفحة الموضوعات !
وتجدها أيضاً في هذه الصفحة مرتين ، فلو تمَّ تثبيت الأولى منهما ، وإلغاء الثانية ، لتخفيف الصفحة ، لا غير ، والله يرعاكم .
---
الإسلام ديني
09-19-2006, 12:06 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله - تبارك الرحمن
عيني عليه باردة http://www.postsmile.com/img/emotions/213.gif
جميل جدا
و أتفق مع أخي الكريم بضرورة تكبير إسم و شعار المنتدى
جزاكم الله خيرا الجزاء
/////////////////////////////////////////////////
---
الطبيب
09-19-2006, 01:44 PM
تطوير مبارك ...
يلاحظ كثرة الأيقونات وتشابه الكثير منها، ويغلب على الظن أن أكثرها لا يحتاجه أكثرنا؛ فلو جُعلت الأيقونات الخاصة بتنسيق النص والمرفقات قريبة من بعضها ومفردة عن باقي الأيقونات لكان ذلك في نظري أحسن.
ودمتم بحفظ الله ،،،
---
عبدالرحمن الشهري
09-19-2006, 07:28 PM
شكر الله لكم جميعاً . وكل ملحوظاتكم سجلتها في قائمة وما زلتُ أواصل التسجيل ، لأرسلها للمبرمج لتعديلها إن أمكن بحيث نلبي الرغبات الممكنة بإذن الله . وجزاكم الله خيراً على دعواتكم الصادقة ، ومشاعركم النبيلة ، وأسأل الله أن يتقبل منا جميعاً أعمالنا ويرزقنا فيها الإخلاص والصواب .
وأما سؤال أخي العزيز الأستاذ منصور مهران عن تنسيق القصيدة فهو يظهر في صندوق أدوات التنسيق كمما في الصورة الآتية .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_25813451c695eb60e2.jpg
وسأطبقه هنا على أبيات كنت كتبتها في مشاركة سابقة ، ولها الآن مناسبة بعد أبيات أخي العزيز الشيخ عبدالله بلقاسم رعاه الله ، وإجازة بيته من أخي العزيز محمود الشنقيطي ، وإن كانت أبياتي دون أبياتهم .(1/2888)
كُلَّ المواقعِ قد وردتُ ، فلم أَجِدْ = كالمُلتقى شَرَفَاً وأَهْلِ المُلتقى
ومُسَدَّدينِ إلى الصَّوابِ فلا تَرى = إِلا جَواباً مُشِرقاً ومُوَّفقا
وعِبارةً تيَّاهَةً مِنْ حُسنِها =ومَسائِلاً تُهْدَى ، ودُرَّاً يُنْتَقى
يا ملتقى التفسيرِ يا مَنْ قَد غدا= بين المواقعِ للمَعارِفِ مَشْرِقا
كمْ زائرٍ مُستعْجِلٍ قَيدَّتَهُ = وأَخَذَتَ مِنه عَلى وِصالِكَ مَوْثِقا
هل زُرتَ أَكرمَ منهُ طِيبةَ مَعْشرٍ = أَمْ هَلْ رأيتَ أَدَقَّ مِنهُ وأَعمقا ؟
ما زالَ يَكْبُرُ ، والأَكابِرُ منكمُ= تَسْقيهِ بالآدابِ حتى أَوْرَقا
كالنُّورِ شَعَّ بُكلِّ أُفْقٍ بِرُّهُ = مَنْ ذا يَصُدُّ الصُّبْحَ عَنْ أَنْ يُشْرِقا ؟!
ما كُلُّ مَنْقبةٍ يُحاوَلُ نَيْلُها= تَدْنو ، ولا كُلُّ المَنازلِ تُرْتَقى
شَرِّقْ وغَرِّبْ ما تَشاءُ فإِنَّما = زَادُ القُلُوبِ وطِبُّها في المُلتقى
---
ماجد الخير
09-20-2006, 09:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجم أم بعد
نشكر لكل من قام بهذا الجهد المبارك من وجهة نظري أن تقوم الإدارة بتغير الخط هذا إلى الخط الاندلسي
تقبلوا تحياتي
أخوكم ماجد الخير يهنئكم بالشهر الكريم .
---
أبو حسن
09-21-2006, 06:42 AM
هناك مشكلة أني كلما دخلت المنتدى أحتاج إلى تسجيل دخول
---
أحمد البريدي
09-21-2006, 08:15 PM
شكر الله للشيخ عبد الرحمن جهده المتواصل في التطوير والرقي , وعندي تأخر في فتح الصفحة الأساسية فما أدري سبب ذلك وهل هو خاص بي أم عند الجميع .
---
أحمد الطعان
09-21-2006, 08:27 PM
رائع جداً ... !!
نعم هناك مطالبة بالتسجيل كلماً أود الدخول ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 10:18 PM
ما زلت أسجل كل ملحوظاتكم لتعديلها مرة واحدة فواصلوا تدوين الملحوظات الفنية وغيرها وفقكم الله لكل خير.
---
أبو عاتكة(1/2889)
09-22-2006, 02:24 PM
الموقع إلى أفضل ..
عند كتابة نص ما ولتغيير الخط مثلا أو تنسيقه فإن في بعض المنتديات يمكنك ملاحظة التغيير مباشرة دون معاينة أتمنى أن تضاف هذه الميزة
---
ابو يزيد
09-22-2006, 03:41 PM
سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون ؟ يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
---
أبو بيان
09-23-2006, 02:12 PM
أخي المشرف الفاضل
أرى إلغاء اشتراط الرد لتحميل المرفقات؛ فإن الغرض منه ليس من أهداف الملتقى, كما أنه من قبيل الحكم على مجهول, إذ ماذا أقول عمَّا لم أرَ؟!
وفقكم الله.
---
رحمة
09-23-2006, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً على هذا التغيير الرائع جداً فهو يبعث الأمل والطمأنينة والانشراح أدامكم الله لخدمة كتابه الكريم ونفع بكم الأمة لكم منا جزيل الشكر والعرفان على مجهوداتكم البناءة
---
الطبيب
09-24-2006, 10:56 AM
أخي المشرف الفاضل
أرى إلغاء اشتراط الرد لتحميل المرفقات؛ فإن الغرض منه ليس من أهداف الملتقى, كما أنه من قبيل الحكم على مجهول, إذ ماذا أقول عمَّا لم أرَ؟!
وفقكم الله.
أخي الكريم أبو بيان ..
أظن وفقكم الله أن المشكلة ليست في البرنامج إنما هي في طريقة استخدام الخيار المناسب ..
فيوجد خيار من ضمن الأيقونات تجده في الصف الأول من الأعلى ورمزه صورة (مشبك) http://www.tafsir.net/vb/images/editor/attach.gifhttp://www.tafsir.net/vb/images/editor/menupop.gif تقوم بالضغط عليه فتخرج لك نافذة جديدة تستعرض من خلالها الملف الذي تريد إرفاقه ثم تحمله على الموقع؛ وبعد ذلك تضغط الزر مرة أخرى فتظهر لك قائمة بالملفات التي قمت بتحميلها، كل ما عليك هو أن تضغط على الملف المراد إرفاقه وسيكون متاحاً للجميع بإذن الله..
جربت الطريقة مرتين ونجحت ولله الحمد ...
مثال (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6448)
ودمتم ،،،
---
د.خضر
09-26-2006, 12:48 PM(1/2890)
شكر الله لأخينا الحبيب المكرم الدكتور عبد الرحمن وأضم رأي لرأي الكتور إبراهيم الحميضي فنعم الرأي رأيه من تكبير عنوان الموقع ووضعه وسط أعلى الصفة.ومن تكبير نمط الخطوط .أو وضع إشاره للتكبير حسب قوة نظر القاريء
ومن -شرح ما لم يشرح من الرموز .كقولك مشارك فعال أي:.......ومن وضع اسم المشرف العام أعلى الصفحة،وهو حقيق بذلك، فله الفضل في تأسيسه ومتابعته وإثرائه...
وأشكر فضيلة المشرف على تغيره مصطلح عضو إلى مصطلح مشارك . والله من وراء القصد.
---
د.خضر
09-26-2006, 01:48 PM
ماذا لو جردنا العبارة " خالص شكرى..."من كل المعاني سوي المعاني التي تصلح للبشر؟؟؟؟!فأحسن أنواع الشكر والتقدير والتحية التي تصلح من بشر لبشر أنا أقولها وأريدها دون أي زيادة ، فهل يرتفع بذلك الإشكال ؟ ويستقيم القصد والقول؟ وماذا لو عرفنا أن المراد هو الشكر والتقدير والاحترام الذي لا نفاق فيه ، بل هو نابع من صادق الأخوة والمحبة بين الناس ؟ فكم من مجامله بين البشر لم تنبع من القلب فكأن القائل يريد إثبات صادق القول لأخيه لا أكثر فتدبر
---
علال بوربيق
09-26-2006, 04:48 PM
السلام عليكم، ورحمة الله:
كل خيروبهيج وجميلْ *** في ملتقانا إنه نعم الدليلْ
حُسْنُهُ في القلبِ نُورٌ يَسْطَعُ *** تَجِدِ الآمالَ مِنْه تَطْلَعُ
خُلِقَ الحُسْنُ نَظِيرَ الأَمَلِ *** وَأَدَامَ الحُسْنُ نُورَ الأَمَلِ.
ــــــــــــ
سطع من باب منع فمضارعها يسطَع، أما طلَع فهو من باب منع ونصر فمضارعها يطلِع أو يطلُع
---
أبو بيان
09-26-2006, 05:20 PM
أخي الطبيب أشكرك على بيانك, ولكن لم أرد ما ذكرت وفقك الله,
وإنما أردت أن تحميل الزائر لأي ملف مرفق في الموضوع أمامه مشروط بأن يرد أولاً, وليس في هذا أي فائدة حسنة في نظري.
---
عبدالرحمن الشهري
09-26-2006, 06:33 PM(1/2891)
قد عرفتُ كيفية تعطيل خيار اشتراط الرد لتحميل الملف المرفق ولله الحمد ، وقد أوقفته حتى يحمل الزائر الملف المرفق دون شروط . وبقيت ملحوظات أخرى في طريقها للتنفيذ إن شاء الله وبوركتم .
---
الجكني
09-27-2006, 01:01 AM
شكل جديد وجميل ،لكن لم أهتد إلى كيفية تسجيل "موضوع جديد" آمل التكرم بتوضيح ذلك 0
وفق الله جميع القائمين على هذا الملتقى المبارك خدمة لكتاب الله تعالى وعلومه0
---
نواف الحارثي
09-29-2006, 03:07 PM
أخي عبد الرحمن ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
فنسأل الله أن يكتب لكم ولجميع الإخوة الأجر والمثوبة .
بالنسية للتصميم رائع وطيب والمقصد هو الثمرة العلمية وإن كان الشكل الحسن مما يزيد النفس إقبالا وتفاؤلا ، والذي أراه كثرة استخدام الخط الأخضر فلو جعلت الخلفيات بنفس تصميمها الأخضر أما بعض الكتابات فلو تغير خطها الى لون آخر من باب التغيير الحسن : انظر الى كثرة الخطوط الخضراء في الكلمات : الرئيسية ..المكتبة ..الصوتيات ..
شبكة التفسير ..اسم المشارك ..الرد السريع ..كلها اخضر على أخضر فلو رأيتم تغييرها بألوان مناسبة للخلفية الخضراء ..
كما أضم صوتي إلى صوت أحد الإعضاء بجعل شريط لكل جديد من الكتب والدروس والأشرطة في مجال (القرآن وعلومه) ولو نقلت الدروس المباشرة الخاصة بالتفسير وعلوم القرآن إذا فيه إمكانية لكان حسنا .
وبعض الإيقونات لاتعمل فما أدري مالسبب .
أخيرا سدد الله الجميع ووفقنا جميعا لكل خير ، وتذكر : (رضى الناس غاية لاتدرك) ولاتنس ( فإذا عزمت فتوكل على الله ).
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أبو عبد المعز
10-02-2006, 03:30 AM
السلام عليكم
كل الخاصيات معطلة عندي ..........والتنسيق في المشاركة غير ممكن.... ويؤشر المستعرض على صفحة خاطئة......
لعل العيب في جهازي.
من الناحية الجمالية هناك ازدحام في الألوان.......أفضل التصميم القديم.
---
أبو علي
10-02-2006, 09:44 AM(1/2892)
السلام عليكم ورحمة الله.
كل عام وأنتم بخير ، مبارك عليكم الشهر الفضيل.
جزاكم الله خيرا ، تصميم جميل ، واللون الأخضر لون بهيج، جهد طيب.
---
عماد الدين
10-11-2006, 08:44 AM
جزاكم الله خيرا على التطوير
وأقترح ... (تخفيف) اللون الأخضر .. او تغييره مع التخفيف للون آخر
---
جمال أبو حسان
10-18-2006, 08:49 AM
الموقع فيه تغييرات تدل على الذوق الرفيع الذي يتحلى به المشرفون لكن اقترح تبديل كلمة ( المتواجدون) لان التواجد هو الرقص وليس الحضور كما هو مقصود واحسب ان لا احد يحب ان يرقص إلا طربا بروعة هذا المنتدى
واقبلوا خالص التحيات
كما اقترح ايجاد حل لايقونة موضوع جديد بحيث تكون ميسرة على الجميع
---
مروان الظفيري
10-18-2006, 09:36 AM
الأخ الفاضل المفضال جمال أبو حسان
أثابك اله خيرا ، وكل عام وأنت بخير
التواجد ، له معان كثيرة ، في لغتنا الحبيبة
والمعنى الذي يقصد في المنتدى هو هو
وإليك ما جاء في كتب اللغة :
تَوَاجَدَ يَتَوَاجَدُ تَوَاجُدا : تظاهر بالوجد ، أي : بالمحبة ، أو بالحزن؛
تواجد أمام أهل الفقيد .
تواجد الأشخاص : وُجد بعضهم مع بعض ؛ اتّفقنا على التواجد في ساعة معيّنة.
---
حمدي باه
10-18-2006, 07:11 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وبعد / جزاكم الله خير الجزاء على ماتقدمون لنا من خدمات التصميم حقا رائع وجميل جدا.
أخي الكريم السلسبيل علمني كيف أصمم مثل توقيعك سقاك الله من السلسبيل
---
غانم الغانم
10-19-2006, 07:28 AM
جزى الله القائمين على الموقع خير الجزاء , وأود أن يغير حجم الخط لأكبر من ذلك
---
(1/2893)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المصحف كاملٌ في ملف وورد (word)
---
المصحف كاملٌ في ملف وورد (word)
---
أخوكم
11-28-2003, 06:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أجد مكانا أنسب من هذا المنتدى لأضع فيه هذا الجهد المتواضع الذي قمتُ فيه بتجميع القرآن في ملف وورد ( word ) وترتيبه حتى تسهل عملية الاستشهاد بالآيات
وقد كان هذا الأمر يختص بي فقط في بداية الأمر
ثم لم أر مانعا من نشره
ولذا وضعته بين أيديكم مبدئيا ليقع تحت مجاهركم قبل أن أقوم بنشره
فتفضلوا نسخة منه بارك الله فيكم
---
أبومجاهدالعبيدي
11-28-2003, 06:46 PM
شكر الله لك هذا الجهد
ولكن المصحف الذي في الملف بلرسم الإملائي .
وقد نسخت المصحف كاملاً على ملف وورد بالرسم العثماني من مصحف حرف ، وصرت أتعامل معه بسهولة من غير حاجة إلى القرص .
فإذا أردتم أن أهديه لكم فلا بأس ، ولكن لا بد أن يكون الجهاز قد حمل البرنامج من القرص ، ثم لا حاجة إليه بعد ذلك ، فمتى ما أردت الآية تفتح الملف وتختار السورة والآية بسهولة ، وتنسخ وتلصق كيف شئت .
---
أخوكم
11-28-2003, 07:18 PM
نعم أخي الكريم
المصحف بالرسم الإملائي لأني لست الوحيد الذي يفضله بل الكثير يفضلونه كذلك
وبالنسبة إلى الرسم العثماني الذي تملكه فليتك تكرمنا به هنا
وجزاك الله كل خير
---
صالح الدرويش
11-29-2003, 02:10 AM
الإخوة الأفاضل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
لمن أراد تحميل المصحف هذا الموقع عند فتحه تجد فيه المصحف بالرسم العثماني تحت عنوان
" برنامج قالون لكتابة المصحف بالتشكيل "
وهو سهل الاستخدام عن طريق كتابة الآية والبحث ثم اضغط الزر الأيمن واختر نسخ أعطه لصق وهكذا
http://www.algarawi.com/collection/programs.htm
---
أخوكم
12-01-2003, 06:59 PM
الأخ الكريم العزيز
محب أهل القرآن(1/2894)
جزاك الله كل خير على تلك المشاركة وبارك الله في عمرك
وقد نزلت برنامج قالون ووجدته نعم البرنامج
وقد نزلت من قبل برنامج مصحف النور الذي أعتبره أفضل من برنامج قالون _ وجهة نظر شخصية _ لأنه يأت مع نفس برنامج الوورد
ولكن
أنا والأخ أبو مجاهد نتكلم عن شيء نستطيع من خلاله أن نأت بمجموع آيات متتالية
وهذا لم يتوفر في مصحف قالون أو النور وإنما عن طريق الوورد وما شابهه
ولذا قمت بتجميع جميع الآيات في الوورد
ورأيت الأخ ابو مجاهد فعل مثلي
وبطريقتي أو طريقته يمكن أن نحصل الفائدتين :
1- البحث عن كلمة
2- البحث عن آيات متتالية
ولك مني أعذب تحية وجزاك رب البرايا خير الجزاء يا محب القرآن
---
مداد
01-17-2004, 10:52 PM
الأخ العبيدي
أرجو التكرم بإنزاله بالرسم العثماني إذا سمحت ، فالملف المرفق بالرسم الإملائي .
---
أخوكم
03-18-2004, 06:06 PM
الأخ " مداد " حياك الله وبياك ونرجو من الاخ العبيدي أن ينفذ طلبك
---
عبدالرحمن الشهري
03-18-2004, 11:24 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً.
سيتم وضع المصحف الذي أشار إليه أبو مجاهد في مكتبة شبكة التفسير هذا الأسبوع إن شاء الله.
---
عادل التركي
03-19-2004, 03:42 AM
شكراً لكم على مجهودكم وقد وفيِّتم بما وعدتم به .
أحببت أن أضع رابط التحميل لنص القرآن الكريم - ملف ورد من : مكتبة شبكة التفسير (http://tafsir.org/books/open.php?cat=99&book=834)
وجزاكم الله خيرا .
---
(1/2895)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يدلني على هذا المتن؟
---
من يدلني على هذا المتن؟
---
أبو وائل
08-03-2005, 07:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد تحية طيبة لكل أخواني في هذا المنتدى وفي الحقيقة إني أبحث ومنذ مدة طويلة على الشبكة العنكبوتية عن متن طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري رحمه الله وأي من شروح هذا المتن النافع أتمنا أن أجد من يدلني عليه ولكم التحية وخالص الدعاء محبكم أبو وائل
---
عبدالرحمن الشهري
08-03-2005, 07:52 AM
متن طيبة النشر مكتوباً (http://www.tadjweed.com/Tayyibah.htm)
متن طيبة النشر مسموعاً (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1889)
---
شريف بن أحمد مجدي
08-04-2005, 02:46 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخي الكريم على حد علمي أنه لايوجد شرح لمتن الطيبة على الشبكة ولكن ما أستطيع مساعدتك فيه هو توفير المتن مكتوبًا ومقروءًا وقد تفضل أستاذنا عبد الرحمن بذلك وأزيد
أصول متن طيبة النشر في القراءات العشر مضبوطًا بالشكل نسخة مميزة حمل من (هنا (http://www.khayma.com/tajweed/أصول%20طيبة%20النشر.zip))
القراءات الصوتية لمتن طيبة النشر في القراءات العشر
(1) بصوت العلامة الشيخ/ عبد الباسط هاشم (هنا (http://www.khayma.com/tajweed/طيبة%20النشر%20في%20القراءات%20العشر.zip))
(2) بصوت الشيخ/ أحمد حطيبة (الجزء الأول (http://www.khayma.com/tajweed/001.zip)- الجزء الثاني (http://www.khayma.com/tajweed/002.zip))
(3) بصوت القارئ/ طه الفهد (هنا (http://www.khayma.com/tajweed/القراءة%20الصوتية%20لمتن%20الطيبة.zip))
---
أبو وائل
08-04-2005, 05:18 AM(1/2896)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد تحية طيبة لكل من في هذا المنتدى وأود أن أشكر بعد شكر الله عز وجل كل من الأخ والأستاذ الفاضل الشيخ عبد الرحمان الشهري المشرف العام وأشكر الأستاذ شريف على ما قدموه لي من فائدة كبيرة وأدعو الله أن يسدد خطاهما وأن يجزيهما عني خير الجزاء والتحية للجميع
---
(1/2897)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير3
---
بين ابن جرير وابن كثير3
---
محمد العبدالهادي
04-07-2004, 10:03 AM
في قوله تعالى :"اهبطوا مصرا فإن لكم ماسألتم .." البقرة (61): وردت في مصراُ قراءتان : مصراً وَ مصرَ.ولقد عقب ابن كثير على الحافظ ابن جرير لما قال :" وقع في قراءة أبي ابن كعب وابن مسعود " اهبطوا مصرا " من غير إجراء - يعني من غير صرف - ثم روي عن أبي العالية ، والربيع بن أنس أنهما فسرا ذلك بمصر فرعون ...وقال ابن جرير ويحتمل أن يكون المراد مصر فرعون على قراءة الإجراء أيضا ُ، ويكون ذلك من باب الاتباع لكتابة المصحف ، كما في قوله تعالى :"قواريرا ُ. قواريراُ"ثم توقف في المراد ما هو؟ أمصر فرعون أم مصر من الأمصار ؟[قال ابن كثير بعد هذا ]وهذا الذي قاله فيه نظر ، والحق أن المراد مصر من الأمصار ،كما روي عن ابن عباس وغيره ، والمعنى على ذلك ؛لأن موسى علبه السلام يقول لهم : هذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز ، بل هو كثير في أي بلد دخلتموه وجدتموه ، فليس يساوي مع دناءته وكثرته في الأمصار أن يسأل الله فيه ؛ ولهذا قال :" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم " أي ماطلبتم ، ولما كان سؤالهم هذا من باب البطر والأشر ولا ضرورة فيه ، لم يجابوا إليه، والله أعلم ." انظر (1/281).
---
(1/2898)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ذكر كلمة الملك في سورة يوسف
---
ذكر كلمة الملك في سورة يوسف
---
يوسف خالد
03-25-2006, 10:11 PM
ذكر كلمة الملك في سورة يوسف :
السادة الأفاضل حبذا لو نسعد برأيكم حول هذا التوجيه لكلمة الملك في سورة يوسف :
عندما يذكر القرآن حكام مصر القدامى لا يذكرهم إلا بلقب (فرعون) وذلك في حوالي ستين آية كريمة إلا في سورة واحدة ذكر فيها حاكم مصر بلقب (ملك) وذلك في سورة يوسف ، قال تعالى : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) (1)، وقوله تعالى: (وقال الملك ائتوني به ) (2) . إنها سورة يوسف … لم يذكر فيها لقب فرعون مع أن يوسف عليه السلام عاش في مصر … وذكرت السورة في ثلاث آيات هي ( 43 و 50 و 54 ) أن حاكم مصر كان لقبه ملكاً وليس فرعوناً فكيف هذا ؟..
بقيت هذه الآيات الثلاث إعجازاً قرآنياً، حتى فكك ( شامبليون ) حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيرروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر، فتعرف العالم على تاريخ مصر في مطلع القرن الحالي بشكل دقيق فظهرت المعجزة.
إن حياة يوسف عليه السلام في مصر كانت أيام ( الملوك الرعاة : الهكسوس ) الذين تغلبوا على جيوش الفراعنة ، وظلوا في مصر من 1730 ق.م إلى 1580 ق.م حتى أخرجهم أحمس الأول وشكل الدولة الحديثة (الإمبراطورية) .
لذلك كان القرآن العظيم دقيقاً جداً في كلماته لم يقل : قال فرعون ائتوني به ، ولم يقل : وقال فرعون إني أرى سبع بقرات سمان ، بل قال : ( وقال الملك) .
لأن يوسف عليه السلام عاش في مصر أيام ( الملوك الرعاة ) حيث تربع على مصر ملوك بدل الفراعنة الذين انحسر حكمهم إلى الصعيد وجعلوا عاصمتهم طيبة .(1/2899)
أليس هذه معجزة قرآنية تاريخية تشهد بدقته وصحته… وتشهد بالتالي بنبوة محمد بن عبدالله ؟
---
جمال حسني الشرباتي
03-26-2006, 07:35 AM
السلام عليكم
قولك أخي (إن حياة يوسف عليه السلام في مصر كانت أيام ( الملوك الرعاة : الهكسوس ) الذين تغلبوا على جيوش الفراعنة ، وظلوا في مصر من 1730 ق.م إلى 1580 ق.م حتى أخرجهم أحمس الأول وشكل الدولة الحديثة (الإمبراطورية) .)
هل هو ناجم من ترتيب منطقي هو
# القرآن ذكر صاحب مصر ملقبا إيّاه بالملك أيّام يوسف عليه السلام
# الملوك في مصر هم ملوك الهكسوس الذين تغلبوا على الفراعنة وظلّوا في مصر من 1730 ق.م إلى 1580 ق.م
# إذن لا بد أن يكون يوسف عاش في فترة ملوك الهكسوس
أجبني لو تكرمت
---
يوسف خالد
03-26-2006, 02:40 PM
اخي الكريم جمال
لم افهم ماذا تقصد من كلامك ارجو ان تعيد السؤال بشكل آخر ....
ثانيا : هل ترى اعجاز في استخدام كلمة ( الملك ) أم لا ترى في الكلمة أي اعجاز ؟
تحياتي
---
جمال حسني الشرباتي
03-26-2006, 07:55 PM
السلام عليكم
هل قمت بالإستدلال التالي---
(لمّا ذكر الله اسم صاحب مصر بلفظة الملك ولمّا حكم مصر ملوك الهكسوس في فترة معينة فإن الزمن الذي وجد فيه يوسف هو زمن حكم ملوك الهكسوس)
هل ما صغته أنا في الأعلى هو ما أردت قوله
ودمت
---
مجدي ابو عيشة
03-26-2006, 09:59 PM
قال تعالى مخبرا بأن يوسف عليه السلام انما بعث ايضا في القوم الذين بعث فيهم موسى عليه السلام.
"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ"
"وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا
تبصرون"(1/2900)
قال ابن جريرفي تفسير الاية 49 من سورة البقرة :"وأما"فرعون" فإنه يقال: إنه اسم كانت ملوك العمالقة بمصر تسمى به، كما كانت ملوك الروم يسمى بعضهم"قيصر" وبعضهم"هرقل"، وكما كانت ملوك فارس تسمى"الأكاسرة" واحدهم"كسرى"، وملوك اليمن تسمى"التبابعة"، واحدهم"تبع"."
فقد يكون احداث الاسم انما كان بعد يوسف عليه السلام . والله تعالى اعلم .
---
يوسف خالد
03-27-2006, 10:50 AM
الاخ الكريم مجدي
السلام عليكم ورحمة الله ،،
لم افهم ما تقصده ...
هل انت مع الاعجاز في استعمال كلمة ( ملك ) أم لا ؟
اتمنى ان يكون رأيك واضحا ومباشرا وكذلك الاخ جمال ..
بانتظار ردك
---
أبو إسحاق
03-27-2006, 07:19 PM
السلام عليكم
أخي العزيز يوسف خالد,ان قولك :"بقيت هذه الآيات الثلاث إعجازاً قرآنياً، حتى فكك ( شامبليون ) حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيرروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر، فتعرف العالم على تاريخ مصر في مطلع القرن الحالي بشكل دقيق فظهرت المعجزة"..يدل على ان هذه الآيات كانت معجزة ثم بطل اعجازها ...او لم تكن معجزة واصبحت معجزة بعد قراءة الخط الهيروغليفي.
والخقيقة هي انها معجزة وسوف تظل كذلك الى ان يرث اللهُ الارض ومن عليها...(1/2901)
قال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير":والتعريف في { الملك } للعهد، أي ملك مصر. وسماه القرآن هنا ملكاً ولم يسمه فرعونَ لأن هذا الملك لم يكن من الفراعنة ملوك مصر القبط، وإنما كان ملكاً لمصر أيامَ حَكَمَها (الهِكسوس)، وهم العمالقة، وهم من الكنعانيين، أو من العرب، ويعبر عنهم مؤرخو الإغريق بملوك الرعاة، أي البَدو. وقد ملكوا بمصر من عام 1900 إلى عام 1525 قبل ميلاد المسيح ـــ عليه السّلام ـــ. وكان عصرهم فيما بين مدة العائلة الثالثة عشرة والعائلة الثامنة عشرة من ملوك القبط، إذ كانت عائلات ملوك القبط قد بقي لها حكم في مصر العليا في مدينة (طِيبة) كما تقدم عند قوله تعالى:" وقال الذي اشتراه ",[سورة يوسف: 21]. وكان ملكهم في تلك المدة ضعيفاً لأن السيادة كانت لملوك مصر السفلى. ويقدّر المؤرخون أن ملك مصر السفلى في زمن يوسف عليه السّلام كان في مدة العائلة السابعة عشرة.
فالتعبير عنه بالملك في القرآن دون التعبير بفرعون مع أنه عبّر عن ملك مصر في زمن موسى عليه السّلام بلقب فرعون هو من دقائق إعجاز القرآن العلمي. وقد وقع في التوراة إذ عبر فيها عن ملك مصر في زمن يوسف عليه السّلام فرعون وما هو بفرعون لأن أمته ما كانت تتكلم بالقبطية وإنما كانت لغتهم كنعانية قريبَة من الآرامية والعربية، فيكون زمن يوسف عليه السّلام في آخر أزمان حكم ملوك الرعاة على اختلاف شديد في ذلك.
---
مجدي ابو عيشة
03-27-2006, 08:09 PM
أخي الكريم هل تتفضل بعرض ما ذكرته من التاريخ المزعوم .(1/2902)
فالاية تتكلم عن مؤمن آل فرعون انه قال لهم "وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" فهل يعقل ان يكون الكلام موجه لهم وان يكون يوسف عليه السلام جاء أعدائهم بالبينات الى أعدائهم !!امرلا يبدوا لي صحيحا.
بل ان يوسف انما ارسل لنفس القوم وقد يكون لقب فرعون احدث بعد الملك او بعد عصر الهكسوس الذين ارجح انهم من بني اسرائيل لدلالات الايات في سورة يوسف عليه السلام " ورفع ابويه على العرش " والعرش هو سرير. و"رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ" فأن كان العرش هو عرش الحكم ومن الملك ملك ملك لجزمنا ان الهكسوس هو بنو اسرائيل حكموا مصر فترة من الزمن . ولكنها ليست قطعية الدلالة .
على اي حال لم يرد لفظ فرعون في القرأن الا للدلالة على الفرعون الذي ارسل له موسى عليه السلام وانما أغلب الايات تذكر قومه نسبة له (اقصد فرعون ) .
وغالبا ما تكون التسمية عامة ولكن يشتهر بها انسان دون غيره . فان قيل هرقل فمن المعروف ان الفكر يصرف الى هرقل الشام الذي ارسل له النبي رسالة دون غيره من حكام الشام واذا راجعت امر هرقل في الصحيح ومنتهى امره تعرف انه قصد به دون غيره وخصوصا ما ذكره ابوا سفيان عنه الى ان قال وكان ذلك أخر امر هرقل . وكذا فرعون فان قيل فرعون انصرف الفكر الى الذي ارسل له موسى دون غيره .(1/2903)
و يوسف عليه السلام عاش قبل عصر الهكسوس في مصر فيوسف عليه السلام هو حفيد ابراهيم عليه السلام الذي عاش على الأغلب قبل 2000 قبل الميلاد والهكسوس 1730 ق.م إلى 1580 ق.م ولم تدم فترتهم الا 150 عاما فقط . وقد يكون الهكسوس كالبرامكة في الدولة العباسية في عهد الرشيد وما فعله بهم بعد أن كان لهم ما لهم من نفوذ وسلطة . وان يكون أحمس الأول قضى على نفوذ الهكسوس لان الذي يذكره من تكلم عن تاريخ مصر القديمة انهم خرجوا مع موسى عليه السلام .
اما الاعجاز فلا يتوقف على ما ذكرت.
الأخ ابو اسحاق لم انتبه لما تفضلت به من كلام ابن عاشور رحمه الله. وان كان الكلام على ما ذكرت بأن فترت الهكسوس هي :من عام 1900 إلى عام 1525 فأغلب الظن ان بني اسرائيل هم الهكسوس .
والله اعلم
---
کوثر
03-29-2006, 06:53 PM
أخي العزيز يوسف خالد
إن إخبار القرآن عن قصة يوسف هو الإعجاز و ما تذكره من دراسات الهيرروغلوفية
فإنا نستفيد منها في تفسير القرآن ولكننا لا نبني القرآن عليها
لأن خاصية العلم البشري أنه سيبطل و يأتي حديث ينفي هذا و هلم جرا
فإذا بنينا كل فهمنا من القران علي هذا الرأي العلمي فإذا اُفسد فما تفعل بالقرآن
الذي هو كلام الله
و بصورة ذكري أقول لك أن اولا تعالج البحث حول الإعجاز العلمي لنفسك
و انظر هل تقدر أن تتقبله
ولكن لا تذهب فيه بقول إبطال أي نتيجة علمية و أي تفسير هو دائر علي تفسير علمي
و ابتغ بين ذلك سبيلا
ومن الله التوفيق
___________________
لا تنظر لمن قال و انظر إلي ما قال
---
حارث الهمام
03-30-2006, 10:22 AM
لعل لكلام ابن عاشور المنقول وجاهة ظاهرة.
---
(1/2904)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم من سب الصحابة في المذاهب الأربعة ( دراسة فقهية مقارنة )
---
حكم من سب الصحابة في المذاهب الأربعة ( دراسة فقهية مقارنة )
---
الصبر الجميل
01-14-2007, 03:05 PM
حكم من سب الصحابة في المذاهب الأربعة ( دراسة فقهية مقارنة )
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هداه إلى يوم الدين وبعد :
فصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم - هم خير من وطئ الثرى بعد الأنبياء وهم نقلة الدين ونصاروه وناشروه فجزاهم الله عن أمة محمد خيرا وجمعنا بهم في جنات النعيم مع سيدنا محمد والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصديقين والشهداء والصالحين
وهذا مقال في حكم من خذله الله فسبهم رضوان الله عليهم , وفيه ثلاثة مباحث : الأول في حكم من سب الصحابة بغير التكفير , والثاني في حكم من سب الصحابة بالتكفير , والثالث في حكم من سب أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها
المبحث الأول
حكم من سب الصحابة بغير التكفير
ولذلك حالتان : الأولى حكم سب جميع الصحابة , والثانية حكم سب بعض الصحابة
الحالة الأولى :
سب جميع الصحابة بغير التكفير :
وهذا لا شك أنه كفر لأنه تكذيب للآيات والأحاديث التي مدحتهم ولأنههم نقلة الدين في الطعن فيهم طعن في الدين , قال التقي السبكي في فتاويه 2/575 : ( وينبني على هذا البحث سب بعض الصحابة فإن سب الجميع لا شك أنه كفر ) اه
وفي كلام بعض المالكية أن ذلك ليس بكفر , قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/312 : ( قوله ( أو سب صحابيا ) قال عج : أي جنسه فيشمل سب الكل ... ) اه
وفي بلغة السالك للصاوي 4/231 : ( أو سب صحابيّاً ) قال الأجهوري أي جنسه أي فيشمل سب الكل ... ) اه(1/2905)
الحالة الثانية :
سب بعض الصحابة بغير التكفير :
ولذلك جهتان :
الجهة الأولى :
سب بعضهم لكونهم صحابة :
وهذا لا شك في كفره أيضا قال التقي السبكي في فتاويه 2/575 : ( وهكذا إذا سب واحدا من الصحابة حيث هو صحابي لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة ففيه تعرض إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا شك في كفر الساب , وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول الطحاوي وبغضهم كفر فإن بغض الصحابة بجملتهم لا شك أنه كفر ) اه
وقال أيضا [ فتاوى السبكي 2/ 575 ]: ( ولا شك أنه لو أبغض واحدا منهما [ أي أبو بكر وعمر ] لأجل صحبته فهو كفر بل من دونهما في الصحبة إذا أبغضه لصحبته كان كافرا قطعا ) اه
والجهة الثانية :
سب بعضهم لأمر غير الصحبة :
وهنا وقع الخلاف فمن أهل العلم من حكم على ذلك بالكفر منهم من لم يحكم على ذلك بالكفر بل بالفسق فقط وعلى هذا جمهور أهل العلم , وقد وقع الخلاف في ذلك في كل مذهب من المذاهب الأربعة , وهذا بعض أقوالهم من المذاهب الأربعة :
المذهب الحنفي
- الصحيح عند الحنفية أن ذلك فسق وليس بكفر
- ومن الحنفية من يرى أن ذلك كفر
- ومنهم من يرى أن ذلك كفر في المستحل أو المستخف أو المتدين بذلك دون غيرهم
وهذه بعض أقوال الحنفية :
في حاشية ابن عابدين 5/11 : ( وأنت خبير بأن الصحيح في المعتزلة والرافضة وغيرهم من المبتدعة أنه لا يحكم بكفرهم وإن سبوا الصحابة أو استحلوا قتلنا بشبهة دليل كالخوارج الذين استحلوا قتل الصحابة ... وبه ظهر مراد البحر : غير الكافر منهم , ولذا شبهه بالكافر وبه سقط اعتراض النهر بأن الرافضي الساب للشيخين داخل في الكافر وكذا ما أجاب به بعضهم من أن مراد البحر المفضل لا الساب فافهم ) اه(1/2906)
وفي حاشية ابن عابدين 7/162 : قوله ( من سب الصحابة ) لأنه لو سب واحدا من الناس لا تقبل شهادته فهذا أولى قهستاني , والحاصل أن الحكم بالكفر على ساب الشيخين أو غيرهما من الصحابة مطلقا قول ضعيف لا ينبغي الإفتاء به ولا التعويل عليه كما حققه سيدي الوالد رحمه الله تعالى في كتابه تنبيه الولاة والحكام فراجعه
وقال فيه أيضا : وأما قتل العلماء والأولياء وسبهم فليس بكفر إلا إذا كان على وجه الاستحلال أو الاستخفاف فقاتل عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما لم يقل بكفره أحد من العلماء إلا الخوارج في الأول والروافض في الثاني ...
وأما من سب أحدا من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقد أنه مباح أو يترتب عليه ثواب كما عليه بعض الشيعة ...
فإذا سب أحدا منهم فينظر فإن كان معه قرائن حالية على ما تقدم من الكفريات فكافر وإلا ففاسق ) اه
وفي حاشية ابن عابدين 4/236 : ( مطلب مهم في حكم سب الشيخين :
نقل في البزازية عن الخلاصة : أن الرافضي إذا كان يسب الشيخين ويلعنهما فهو كافر وإن كان يفضل عليا عليهما فهو مبتدع اه وهذا لا يستلزم عدم قبول التوبة
على أن الحكم عليه بالكفر مشكل لما في الاختيار اتفق الأئمة على تضليل أهل البدع أجمع وتخطئتهم وسب أحد من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلل الخ ...
ومما يزيد ذلك وضوحا ما صرحوا به في كتبهم متونا وشروحا من قولهم ولا تقبل شهادة من يظهر سب السلف وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية
وقال ابن ملك في شرح الجمع : وترد شهادة من يظهر سب السلف لأنه يكون ظاهر الفسق وتقبل من أهل الأهواء الجبر والقدر والرفض والخوارج والتشبيه والتعطيل اه
وقال الزيلعي : أو يظهر سب السلف يعني الصالحين منهم وهم الصحابة والتابعون لأن هذه الأشياء تدل على قصور عقله وقلة مروءته ومن لم يمتنع عن مثلها لا يمتنع عن الكذب عادة بخلاف ما لو كان يخفي السب اه(1/2907)
ولم يعلل أحد لعدم قبول شهادتهم بالكفر كما ترى نعم استثنوا الخطابية لأنهم يرون شهادة الزور لأشياعهم أو للحالف وكذا نص المحدثون على قبول رواية أهل الأهواء فهذا فيمن يسب عامة الصحابة ويكفرهم بناء على تأويل له فاسد
فعلم أن ما ذكره في الخلاصة من أنه كافر قول ضعيف مخالف للمتون والشروح بل هو مخالف لإجماع الفقهاء كما سمعت
وقد ألف العلامة منلا علي القاري رسالة في الرد على الخلاصة وبهذا تعلم قطعا أن ما عزى إلى الجوهرة من الكفر مع عدم قبول التوبة على فرض وجوده في الجوهرة باطل لا أصل له ولا يجوز العمل به
وقد مر أنه إذا كان في المسألة خلاف ولو رواية ضعيفة فعلى المفتي أن يميل إلى عدم التكفير فكيف يميل هنا إلى التكفير المخالف للإجماع فضلا عن ميله إلى قتله وإن تاب وقد مر أيضا أن المذهب قبول توبة ساب الرسول فكيف ساب الشيخين ) اه
وفي غمز عيون البصائر لابن نجيم 1/291 : ( وفي السراج أيضا : إن سب الصحابة كبيرة , ونظر فيه بعض الفضلاء بأنه يشعر بأنه ليس بكفر مع أنه كفر انتهى
وفيه أن الكبيرة لا تنافي الكفر بل تجامعه كما في الإشراك بالله فمن أين جاء الإشعار غاية الأمر أنه ساكت عن ذلك , على أنه ذكر في الاختيار في فصل الخوارج والبغاة إن سب أحدا من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلل فإن عليا رضي الله عنه لم يكفر شاتمه حتى لم يقتله ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/576 : ( وقد رأيت في الفتاوى البديعية من كتب الحنفية : قسم الرافضة إلى كفار وغيرهم وذكر الخلاف في بعض طوائفهم وفيمن أنكر إمامة أبي بكر وعمر أن الصحيح أنه يكفر ولا شك أن إنكار الإمامة دون السب
ورأيت في المحيط من كتب الحنفية : عن محمد : لا تجوز الصلاة خلف الرافضة ثم قال لأنهم أنكروا خلافة أبي بكر وقد أجمعت الصحابة على خلافته
وفي الخلاصة من كتبهم في الأصل ثم قال : وإن أنكر خلافة الصديق فهو كافر(1/2908)
وفي تتمة الفتاوى : والرافضي الغالي الذي ينكر خلافة أبي بكر يعني لا تجوز الصلاة خلفه
وفي الغاية للسروجي رحمه الله وفي المرغيناني : وتكره الصلاة خلف صاحب هوى وبدعة ولا تجوز خلف الرافضي ثم قال : وحاصله إن كان هوى يكفر به لا تجوز وإلا تجوز وتكره
وفي شرح المختار لابن بلدجي من الحنفية : وسب أحد من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلل فإن عليا رضي الله عنه لم يكفر شاتمه حتى لم يقتله ...
وفي الفتاوى البديعية من كتب الحنفية : من أنكر إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهو كافر وقال بعضهم هو مبتدع والصحيح أنه كافر ) اه
المذهب المالكي
- مذهب المالكية أن ذلك ليس بكفر بل فسق
- وحكى ابن كثير رواية عن الإمام مالك في أن ذلك كفر ولم أقف في كتب المالكية على هذه الرواية
وهذا بعض أقوال المالكية :
قال الدردير في شرحه على خليل 4/312 وهو يعدد من لا يقتل : (( أو سب من لم يجمع على نبوته ) كالخضر ولقمان ومريم وخالد بن سنان الذي قيل فيه أنه نبي أهل الرس ( أو ) سب ( صحابيا )) اه
قال الدسوقي في حاشيته عليه 4/312 : ( قوله ( أو سب صحابيا ) قال عج أي جنسه فيشمل سب الكل ... ) اه
وفي بلغة السالك للصاوي 4/231 : ( أو سب صحابيّاً ) قال الأجهوري أي جنسه أي فيشمل سب الكل ... ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/579 : ( قال القاضي عياض في سب الصحابة : قد اختلف العلماء في هذا فمشهور مذهب مالك في هذا الاجتهاد والأدب الموجع , قال مالك رحمه الله في من شتم النبي - صلى الله عليه وسلم - قتلك ومن سب أصحابه أدب ...
وقال ابن حبيب : من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان والبراءة منه أدب أدبا شديدا ومن زاد إلى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد ويكرر ضربه ويطال سجنه حتى يموت ولا يبلغ به القتل إلا في سب النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال سحنون : من كذب أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا أو عثمان أو غيرهما يوجع ضربا ) اه(1/2909)
وفي تفسير ابن كثير 1/487 : ( قلت : وقد ذهب طائفة من العلماء إلى تكفير من سب الصحابة وهو رواية عن مالك بن أنس رحمه الله ) اه
المذهب الشافعي
عند الشافعية :
- إذا كان السب لأبي بكر وعمر فوجهان : التكفير وعدم التكفير والمذهب عدم التكفير
- وإذا كان السب لمن عداهما من الصحابة فلا تكفير قولا واحدا
- واختار التقي السبكي تكفير من فعل ذلك
وهذه بعض أقوال الشافعية :
ففي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي 1/128 : ( ادعى بعض الناس أن هذا الرجل الرافضي [ رافضي سب الصحابة فقتل ] قتل بغير حق وشنع السبكي في الرد على مدعي ذلك بحسب ما ظهر له ورآه مذهبا وإلا فمذهبنا كما ستعلمه أنه لا يكفر بذلك , فقال [ السبكي ] : كذب من قال إنه قتل بغير حق بل قتل بحق لأنه كافر مصر على كفره ) اه
وفي الصواعق المحرقة أيضا 1/129 : ( و بهذا تعلم أن جميع ما يأتي عن السبكي إنما هو اختيار له مبني على غير قواعد الشافعية ) اه
وفي فضائح الباطنية للغزالي ص 149 : ( فأن قيل : فلو اعتقد معتقد فسق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وطائفة من الصحابة فلم يعتقد كفرهم فهل تحكمون بكفره , قلنا : لا نحكم بكفره وإنما نحكم بفسقه وضلاله ومخالفته لإجماع الأمة ) اه
وفي في فتاوى السبكي 2/575 : ( وأما إذا سب صحابيا لا من حيث كونه صحابيا بل لأمر خاص به وكان ذلك الصحابي مثلا ممن أسلم من قبل الفتح ونحن نتحقق فضيلته كالروافض الذين يسبون الشيخين ... فقد ذكر القاضي حسين في كفر من سب الشيخين وجهين ) اه
وفي فتاوى السبكي أيضا 2/577 : ( وأما أصحابنا فقد قال القاضي حسين في تعليقه في باب اختلاف نية الإمام والمأموم : ومن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكفر بذلك ومن سب صحابيا فسق وأما من سب الشيخين أو الحسين ففيه وجهان : أحدهما : يكفر لأن الأمة اجتمعت على إمامتهم , والثاني : يفسق ولا يكفر ) اه(1/2910)
وفي فتاوى السبكي 2/590 : ( ومر عن القاضي حسين أن في كفر ساب الشيخين أو الختنين وجهين ولا ينافيه جزمه في موضع آخر بفسق ساب الصحابة وكذا ابن الصباغ وغيره وحكوه عن الشافعي رضي الله عنه لأنهما مسألتان فالثانية في مجرد السب وهو مفسق وإن كان المسبوب من آحاد الصحابة وأصاغرهم بخلاف الأول فإنها خاصة بسب الشيخين أو الختنين وهو أشد وأغلظ في الزجر بأن فيه وجها بالكفر ) اه
وفي مغني المحتاج4/436 : ( تنبيه : قضية إطلاقه أنه لا فرق بين سب الصحابة رضي الله عنهم وغيره وهو المرجح في زيادة الروضة ...
وقال السبكي في الحلبيات : في تكفير من سب الشيخين وجهان لأصحابنا فإن لم نكفره فهو فاسق لا تقبل شهادته ومن سب بقية الصحابة فهو فاسق مردود الشهادة ولا يغلط فيقال شهادته مقبولة اه فجعل ما رجحه في الروضة غلطا
قال الأذرعي : وهو كما قال ونقل عن جمع التصريح به ... ) اه
وفي إعانة الطالبين 4/291 : ( قوله وإن سب الصحابة ) غاية في قبول الشهادة من المبتدع أي تقبل الشهادة من المبتدع وإن كان يسب الصحابة ...) اه
وفي حواشي الشرواني10/235 : ( قوله ( وإن سب الصحابة الخ ) وقع في أصل الروضة نقلا عن صاحب العدة وأقراه : عد سب الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الكبائر وجزم به ابن المقري في روضه وأقره عليه شارحه غير متعقب له وجزم به بعض المتأخرين ...) اه
المذهب الحنبلي
في مذهب الحنابلة الأقوال التالية :
- المستحل لذلك كافر وغير مستحل على روايتين : الكفر والفسق
- المجتهد الداعية كافر والمقلد فاسق
- عدم التكفير مطلقا
- تكفير من يفعل ذلك تدينا دون غيره
وهذه بعض أقوال الحنابلة :
في الفروع لابن مفلح 6/153 : ( و ذكر غيره روايتين فيمن سب صحابيا غير مستحل وأن مستحله كافر ...
وفي نهاية المبتدى : من سب صحابيا مستحلا كفر وإلا فسق وقيل عنه يكفر ) اه(1/2911)
وفي المبدع لابن مفلح10/221 : ( وذكر ابن البنا في تكفير من سب الصحابة والسلف من الرافضة ومن سب عليا من الخوارج خلافا والذي ذكره القاضي عدم التكفير ) اه
مطالب أولي النهى 6/273 : ( و ) قال ( في نهاية المبتدي من سب صحابيا مستحلا كفر وإلا ) يكن مستحلا ( فسق والمراد ولا تأويل ولذا لم يحكم كثير من الفقهاء بكفر ابن ملجم قاتل علي ) فانه قال حين جرحه أطعموه وأسقوه واحبسوه فان عشت فأنا ولي دمي وإن مت فأقتلوه ولا تمثلوا به ( ولا يحكم بكفر مادحه ) أي مادح ابن ملجم ( على قتله لعلي ) اه
وفي مطالب أولي النهى أيضا 6/615 : ( ( قال المجد ) : الصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية فإنا نفسق المقلد فيها كمن يقول بخلق القرآن أو إن علم الله مخلوق أو أن أسماءه مخلوقة ( أو يسب الصحابة تدينا ) فمن كان عالما في شيء من هذه البدع يدعوا إليه ويناظر عليه فهو محكوم بكفره نص أحمد صريحا على ذلك في مواضع انتهى ( ويكفر مجتهدهم ) أي مجتهد القائلين بخلق القرآن ونحوهم ممن خالف عليه أهل السنة والجماعة ( الداعية )
قال في الفصول في الكفاءة : وعندي أن ( عامتهم ) أي المبتدعة ( فسقة كعامة أهل الكتاب كفار مع جهلهم ) والصحيح لا كفر لأن أحمد أجاز الرواية عن الحرورية والخوارج ) اه
وفي مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية 560 : ( من سب أحد من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء فإنه لا يكفر إلا إذا كان سبه مخالفا لأصل من أصول الإيمان مثل أن يتخذ ذلك السب دينا وقد علم أنه ليس بدين وعلى هذا ينبنى النزاع في تكفير الرافضة ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/580 : ( قال أحمد بن حنبل فيمن سب الصحابة : أما القتل فأجبن عنه ولكن أضربه ضربا نكالا
وقال أبو يعلى الحنبلي : الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر وإن لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر , قال : وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة وكفر الرافضة ... ) اه(1/2912)
وفي فتاوى السبكي 2/590 : ( ومن ثم قال أحمد أيضا : شتم عثمان زندقة , ووجهه أنه بظاهره ليس بكفر وبباطنه كفر لأنه يؤدي إلى تكذيب الفريقين كما علمت فلا يفهم من كلامه كفر ساب الصحابة خلافا لبعض أصحابه كما مر ) اه
ومن الخلاف السابق تعلم خطأ السمعاني في الأنساب 3/188 حيث ادعى اجتماع الأمة على كفر الأمامية لأنهم يضللون الصحابة حيث قال : ( واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم ) اه
ويمكن أن يقال : مراده تضليل جميعهم , ولكن يشكل عليه أنه قد نص على الإمامية وهم لا يضللون الكل كما هو معلوم
الأدلة :
أولا : أدلة من قال بكفر من فعل ذلك
1-أن ذلك يعود على الدين بالنقص :
قال التقي السبكي في فتاويه 2/576 : ( وأما الرافضي فإنه يبغض أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لما استقر في ذهنه بجهله وما نشأ عليه من الفساد عن اعتقاده ظلمهما لعلي وليس كذلك ولا علي يعتقد ذلك فاعتقاد الرافضي ذلك يعود على الدين بنقص لأن أبا بكر وعمر هما أصل بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا مأخذ التكفير ببغض الرافضة لهما وسبهم لهما ) اه
وأجيب بأن ذلك يلزم إذا قيل بسبهم كلهم لا بعضهم
2-أن الرافضي يستحل ذلك وهو محرم ومن استحل محرم كفر :
قال السبكي في فتاويه 2/587 : ( الدليل الثاني استحلاله لذلك بمقتضى اعترافه ومن استحل ما حرمه الله فقد كفر ولا شك أن لعنته الصديق وسبه محرم قال ابن حزم واللعن أشد السب وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم سباب المؤمن فسوق فسب أبي بكر رضي الله عنه فسق
فإن قلت إنما يكون استحلال الحرام كفرا إذا كان تحريمه معلوما بالدين بالضرورة قلت وتحريم سب الصديق رضي الله عنه معلوم من الدين بالضرورة بالنقل المتواتر على حسن إسلامه ) اه(1/2913)
وأجيب كما ذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة 1/132 بأن : ( شرط الكفر بجحد الضروري أن يكون ضروريا عند الجاحد حتى يستلزم جحده حينئذ تكذيبه - صلى الله عليه وسلم - وليس الرافضي يعتقد تحريم لعن أبي بكر فضلا عن كونه يعتقد أن تحريمه ضروري وقد ينفصل عنه بأن تواتر تحريم ذلك عند جميع الخلق يلغي شبهة الرافضي التي غلظت على قلبه حتى لم يعلم ذلك وهذا محل نظر وجدل وميل القلب إلى بطلان هذا العذر أي باعتبار ما ظهر للسبكي وإلا فقواعد المذهب قاضيه بقبول هذا العذر بالنسبة لعدم التكفير لأنه إنما يسب أو يلعن متأولا وإن كان تأويله جهلا وعصبية وحمية لكن باب الكفر يحتاط فيه كما هو مقرر في محله ) اه
3-قوله تعالى في مدح الصحابة ( ليغيظ بهم الكفار ) :
ففي التبصير للاسقرائيني ص 42 : ( قال أبو إدريس المفسر : إن ظاهر هذه الآية يوجب أن الروافض كفار لأن قلوبهم غيظا من الصحابة وعداوة لهم ألا تراه يقول ( ليغيظ بهم الكفار ) فبين أن من كان في قلبه غيظ منهم من الكفار ) اه
وفي روح المعاني 26 /127 : ( وفي المواهب : أن الإمام مالكا ! قد استنبط من هذه الآية تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله تعالى عنهم فإنهم يغيضونهم ومن غاظه الصحابة فهو كافر ووافقه كثير من العلماء انتهى
وفي البحر ذكر عند مالك رجل ينتقص الصحابة فقرأ مالك هذه الآية فقال : من أصبح من الناس في قلبه غيظ من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية ويعلم تكفير الرافضة بخصوصهم
وفي كلام عائشة رضي الله تعالى عنها ما يشير إليه أيضا فقد أخرج الحاكم وصححه عنها في قوله تعالى ( ليغيظ بهم الكفار ) قالت أصحاب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أمروا بالأستغفار لهم فسبوهم ) اه(1/2914)
قال ابن حزم في الجواب عن ذلك في الفصل 3/140 : ( قال أبو محمد : واحتج بعض من يكفر من سب الصحابة رضي الله عنهم بقول الله عز وجل ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم - إلى قوله - ليغيظ بهم الكفار ) قال فكل من أغاظه أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر
قال أبو محمد : وقد أخطأ من حمل الآية على هذا لأن الله عز وجل لم يقل قط أن كل من غاظه واحد منهم فهو كافر وإنما أخبر تعالى أنه يغيظ بهم الكفار فقط ونعم هذا حق لا ينكره مسلم وكل مسلم فهو يغيظ الكفار
وأيضا فإنه لا يشك أحد ذو حس سليم في أن عليا قد غاظ معاوية وأن معاوية وعمرو بن العاص غاظا عليا وأن عمار أغاظ أبا العادية وكلهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد غاظ بعضهم بعضا فيلزم على هذا تكفير من ذكرنا وحاشى لله من هذا ) اه
4-أن في ذلك تكذيبا للآيات والأحاديث التي مدحتهم :
في المواقف للإيجي 3/572 : ( الرابع من تلك الأبحاث قد كفر الروافض والخوارج بوجوه :
الأول : أن القدح في أكابر الصحابة الذين شهد لهم القرآن والأحاديث الصحيحة بالتزكية والإيمان تكذيب للقرآن وللرسول حيث أثنى عليهم وعظمهم فيكون كفرا ) اه
وأجاب الإيجي عن ذلك بقوله : ( قلنا لا ثناء عليهم خاصة , أي لا ثناء في القرآن على واحد من الصحابة بخصوصه ,وهؤلاء قد اعتقدوا أن من قدحوا فيه ليس داخلا في الثناء العام الوارد فيه , وإليه أشار بقوله ولا هم داخلون فيه عندهم فلا يكون قدحهم تكذيبا للقرآن
وأما الأحاديث الواردة في تزكية بعض معين من الصحابة والشهادة لهم بالجنة فمن قبيل الآحاد فلا يكفر المسلم بإنكارها , أو نقول ذلك الثناء عليهم وتلك الشهادة لهم مقيدان بشرط سلامة العاقبة ولم توجد عندهم فلا يلزم تكذيبهم للرسول ) اه
5-أن في ذلك إغاضة للنبي صلى الله عليه وسلم وإغاضته صلى الله عليه وسلم كفر :(1/2915)
ذكر ذلك التقي السبكي في فتاويه , ولكنه اعترضه بأن فعل المعاصي فيه إغاضة للنبي صلى الله علية وسلم فيلزم منه تكفير صاحب الكبيرة فلا يصلح ذلك دليلا
ثانيا : أدلة من قال بعدم كفرهم
1-أن سب المسلم فسق وليس بكفر ولا فرق بين الصحابة وغيرهم :
قال الغزالي في فضائح الباطنية ص 149 : ( لا نحكم بكفره وإنما نحكم بفسقه وضلاله ومخالفته لإجماع الأمة وكيف نحكم بكفره ونحن نعلم أن الله تعالى لم يوجب على من قذف محصنا بالزنا إلا ثمانين جلدة ونعلم أن هذا الحكم يشتمل كافة الخلق ويعمهم على وتيرة واحدة وأنه لو قذف قاذف أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بالزنا لما زاده على إقامة حد الله المنصوص عليه في كتابه ولم يدعوا لأنفسهم التمييز بخاصية في الخروج عن مقتضى العموم ) اه
2-أن بعض الصحابة قد سب بعضا ولو كان كفرا لكفروا :
ففي صحيح مسلم 4/1967 : (عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )اه
3-أن الصحابة قد اقتتلوا والقتل أكبر من السب :
ففي صحيح البخاري 6/2592 : ( عن عبد الله بن مسعود قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) اه أي دون كفر أو هو للمستحل كما قال شراح الحديث
4-عدم الدليل المسلم على تكفير من فعل ذلك :
فكل الأدلة السابقة على التكفير قد أجاب عنها القائلون بعدم التكفير كما تقدم
5-أن الصحابة لم يكفروا الخوارج وقد كفروا الصحابة والتكفير أكبر من السب :
ففي مصنف عبد الرزاق 10 / 150 : ( عن الحسن قال : لما قتل علي رضي الله عنه الحرورية قالوا من هؤلاء يا أمير المؤمنين أكفار هم قال من الكفر فروا
قيل فمنافقين قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا
قيل فما هم قال قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا ) اه(1/2916)
وفي التمهيد لابن عبد البر 23/335 : ( وروى حكيم بن جابر وطارق بن شهاب والحسن وغيرهم عن علي بمعنى واحد أنه سئل عن أهل النهروان أكفارهم قال من الكفر فروا ...) اه
المبحث الثاني
سب الصحابة بالتكفير
ولذلك حالتان :
الحالة الأولى : تكفير جميع الصحابة :
وهذا لا شك في أنه كفر فإذا كان سب جميع الصحابة بما دون التكفير كفر فمن باب أولى سبهم وهذه بعض أقوال أهل العلم في ذلك :
المذهب الحنفي :
في حاشية ابن عابدين 7/162 عن والده قال : ( وأما من سب أحدا من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع ... أو اعتقد كفر الصحابة فإنه كافر بالإجماع ) اه
المذهب المالكي :
قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/312 : ( ... وأما من كفر جميع الصحابة فإنه يكفر كما في الشامل لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة وكذب الله ورسوله ) اه
وفي بلغة السالك للصاوي 4/231 :( وأما من كفر جميع الصحابة فإنه يكفر باتفاق كما في الشامل لأنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة و كذب الله و رسوله ) اه
وفي القوانين الفقهية لابن جزي 239 : ( لا خلاف في تكفير من نفى الربوبية ... أو كفر جميع الصحابة رضي الله عنهم أو جحد شيئا مما يعلم من الدين ضرورة ) اه
المذهب الشافعي :
في روضة الطالبين 10/ 70 : ( وكذا يقطع بتكفير كل قائل قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة أو تكفير الصحابة ) اه
وقال النووي في شرح مسلم 15/174 : ( قال القاضي : كفرت الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره وزاد بعضهم فكفر عليا لانه لم يقم في طلب حقه بزعمهم وهؤلاء اسخف مذهبا وافسد عقلا من ان يرد قولهم او يناظر
وقال القاضي : ولا شك في كفر من قال هذا لان من كفر الامة كلها والصدر الاول فقد ابطل نقل الشريعة وهدم الاسلام(1/2917)
واما من عدا هؤلاء الغلاة فانهم لا يسلكون هذا المسلك فاما الامامية وبعض المعتزلة فيقولون هم مخطئون في تقديم غيره لا كفار وبعض المعتزلة لا يقول بالتخطئة لجواز تقديم المفضول عندهم ) اه
وقال التقي السبكي في فتاويه 2/578 : ( وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قال قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة وتكفير جميع الصحابة كقول الكاملية من الرافضة بتكفير جميع الأمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهم أبطلوا الشريعة بانقطاع نقلها وإلى هذا والله أعلم أشار مالك في أحد قوليه يقتل من كفر الصحابة ) اه
المذهب الحنبلي :
في كشاف القناع 6/170 : ( ( أو ) قال قولا يتوصل به إلى ( تكفير الصحابة ) أي بغير تأويل ( فهو كافر ) لأنه مكذب للرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله أصحابي كالنجوم وغيره وتقدم الخلاف في الخوارج ونحوهم ) اه
والحالة الثانية : تكفير بعض الصحابة :
ولذلك جهتان :
الجهة الأولى : تكفيرهم لأجل الصحبة :
فهذا كفر لأن مجرد سبهم لأجل الصحبة كفر فتكفيرهم لأجلها كفر من باب أولى وهذه الحالة لا يتصور صدورها ممن ينتسب لأهل القبلة إلا من زنديق ومثل ذلك قل في السب لأجل الصحبة
والجهة الثانية : تكفيرهم لأمر غير ذلك :
وهنا اختلف أهل العلم من المذاهب الأربعة فمنهم من كفر من فعل ذلك ومنهم من لم يكفره بل حكم عليه بالفسق فقط , وهذه بعض أقوالهم من المذاهب الأربعة :
المذهب الحنفي
- الصحيح من مذهب الحنفية أن ذلك ليس بكفر
- وذهب بعض الحنفية إلى أن ذلك كفر
وهذه بعض أقوالهم :
في حاشية ابن عابدين 4/236 : ( وذكر في فتح القدير : أن الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ويكفرون الصحابة حكمهم عند جمهور الفقهاء وأهل الحديث حكم البغاة
وذهب بعض أهل الحديث إلى أنهم مرتدون , قال ابن المنذر : ولا أعلم أحدا وافق أهل الحديث على تكفيرهم وهذا يقتضي نقل إجماع الفقهاء ...(1/2918)
نعم يقع في كلام أهل المذهب تكفير كثير ولكن ليس من كلام الفقهاء الذين هم المجتهدون بل من غيرهم ولا عبرة بغير الفقهاء والمنقول عن المجتهدين ما ذكرنا اه
وكذا نص المحدثون على قبول رواية أهل الأهواء فهذا فيمن يسب عامة الصحابة ويكفرهم بناء على تأويل له فاسد ) اه
المذهب المالكي
- مذهب المالكية أن ذلك ليس بكفر
- وحكى السبكى عن مالك تكفر من فعل ذلك
- وذهب سحنون وعياض منهم إلى أن ذلك كفر , وأشار السبكي إلى أن كلام سحنون في مكفر الأربعة جميعا
وهذه بعض أقوالهم :
قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/312 : ( ومثل السب تكفير بعضهم ولو من الخلفاء الأربعة بل كلام السيوطي في شرحه على مسلم المسمى بالإكمال يفيد عدم كفر من كفر الأربعة وأنه المعتمد فيؤدب فقط خلافا لقول سحنون أنه يرتد ) اه
ونحو ذلك في بلغة السالك للصاوي 4/231
وفي فتاوى السبكي 2/585 : ( ويشهد لهذا من كلام مالك رضي الله عنه أنه حمل الحديث [ أي حديث من كفر مسلما فقد كفر ] على الخوارج الذين كفروا أعلام الأمة فهذا نص مالك يوافق استنباطي من هذا الحديث تكفير هذا القائل ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/579 : ( قال القاضي عياض : من شتم أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال :كانوا على ضلال أو كفر قتل وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالا شديدا
قلت : وقوله في القتل إذا نسبهم إلى ضلال وكفر حسن أنا أوافقه عليه إذا نسبهم إلى الكفر لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد لكل منهم بالجنة وإن نسبهم إلى الظلم دون الكفر كما يزعمه بعض الرافضة فهذا محل التردد ...
وحكى ابن أبي زيد عن سحنون : من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إنهم كانوا على ضلال وكفر قتل ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل هذا نكل النكال الشديد(1/2919)
قلت : قتل من كفر الأربعة ظاهر لأنه خلاف إجماع الأمة إلا الغلاة من الروافض فلو كفر الثلاثة ولم يكفر عليا لم يصرح سحنون فيه بكلام فكلام مالك المتقدم أصرح فيه ) اه
المذهب الشافعي
- عامة الشافعية على عدم تكفير من فعل ذلك
- وذهب الإمام السبكي إلى تكفيره
وهذه بعض أقوالهم :
في فضائح الباطنية للغزالي ص 149 : ( فإن قيل : فلو صرح مصرح بكفر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ينبغي أن ينزل منزلة من لو كفر شخصا آخر من آحاد المسلمين أو القضاة والأئمة من بعدهم
قلنا : هكذا نقول فلا يفارق تكفيرهم تكفير غيرهم من آحاد الأمة والقضاة بل أفراد المسلمين المعروفين بالإسلام إلا في شيئين :
أحدهما : في مخالفة الإجماع وخرقه فأن مكفر غيرهم ربما لا يكون خارقا لإجماع معتد به
الثاني : أنه ورد في حقهم من الوعد بالجنة والثناء عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق أخبار كثيرة فقائل ذلك إن بلغته الأخبار واعتقد مع ذلك كفرهم فهو كافر لا بتكفيره إياهم ولكن بتكذيبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن كذبه بكلمة من أقاويله فهو كافر بالإجماع
ومهما قطع النظر عن التكذيب في هذه الأخبار وعن خرق الإجماع نزل تكفيرهم منزله سائر القضاة والأئمة وآحاد المسلمين ) اه
في إعانة الطالبين 4/291 : ( قوله وإن سب الصحابة ) ... عبارة المغني : تنبيه قضية إطلاقه أنه لا فرق بين سب الصحابة رضي الله عنهم وغيره وهو المرجح في زيادة الروضة ... وأن الماوردي قال من سب الصحابة أو لعنهم أو كفرهم فهو فاسق مردود الشهادة ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/585 : ( فإن قلت قد قال النووي رحمه الله : هذا ضعيف [ أي حمل حديث تكفير من كفر المسلم على الخوارج ] لأن المذهب الصحيح عدم تكفير الخوارج .(1/2920)
قلت : رضي الله عن الشيخ محيي الدين أخذ بظاهر المنقول من عدم التكفير وذلك محمول على ما إذا لم يصدر منهم سبب مكفر كما إذا لم يحصل إلا مجرد الخروج والقتال ونحوه أما مع التكفير لمن تحقق إيمانه فمن أين ذلك ) اه
وفي فتاوى السبكي 2/590 : ( وأما المسألة الثالثة وهي تكفير أبي بكر ونظر أنه من الصحابة هذه لم يتكلم فيها أصحابنا في كتاب الشهادات ولا في كتاب الصلاة وهي مسألتنا والذي أراه أنه موجب للكفر قطعا عملا بمقتضى الحديث المذكور ) اه
المذهب الحنبلي
في مذهب الحنابلة روايتان :
- رواية بعدم كفر من فعل ذلك وعليها الأكثر
- ورواية بكفر من فعل ذلك وهي الأشهر والأظهر :
وهذه بعض أقوالهم :
ففي الفروع لابن مفلح 6/153 : ( ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين بتأويل فهم خوارج بغاة فسقة وعنه كفار , وفي الترغيب والرعاية هو أشهر وذكر ابن حامد أنه لا خلاف فيه ) اه
وفي مطالب أولي النهى 6/273 : ( ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين ) وأموالهم ( بتأويل ف ) هم ( خوارج بغاة فسقه ) باعتقادهم الفاسد قال في المبدع : تتعين استتابتهم فإن تابوا وإلا قتلوا على إفسادهم لا على كفرهم ويجوز قتلهم وإن لم يبدأوا بالقتال قدمه في الفروع ...
( وعنه ) أي الإمام أحمد إن الذين كفروا أهل الحق والصحابة واستحلوا دماء المسلمين بتأويل أو غير ( كفار ) قال ( المنقح وهو أظهر ) انتهى قال في الإنصاف : وهو الصواب والذي ندين الله به ) اه
وفي مطالب أولي النهى أيضا 6/615 : ( فلا تقبل شهادة فاسق بفعل مما مر ... ( أو في الرفض ) أي تكفير الصحابة وتفسيقهم بتقديم غير علي عليه في الخلافة ...) اه
الأدلة
أولا : أدلة من قال بتكفير من كفر بعض الصحابة :
1-أحاديث تكفير من كفر مسلما وهي كثيرة :(1/2921)
قال السبكي في فتاويه 2/585 : (وإنما قلنا إنه كافر لأمور : أحدها قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح ( من رمى رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إن كان كما قال وإلا رجعت عليه ) اه
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة 1/129 : ( و يجاب بأن نص الشافعي رضي الله عنه وهو قوله أقبل شهادة أهل البدع والأهواء إلا الخطابية صريح فيما قاله النووي مع أن المعنى يساعده
وأيضا فتصريح أئمتنا في الخوارج بأنهم لا يكفرون وإن كفرونا لأنه بتأويل فلهم شبهة غير قطعية البطلان صريح فيما قاله النووي ويؤيده قول الأصوليين إنما لم تكفر الشيعة والخوارج لكونهم كفروا أعلام الصحابة المستلزم لتكذيبه - صلى الله عليه وسلم - في قطعه لهم بالجنة لأن أولئك المكفرين لم يعلموا قطعا تزكية من كفروه على الإطلاق إلى مماته وإنما يتجه لتكفيرهم أن لو علموا ذلك لأنهم حينئذ يكونون مكذبين له - صلى الله عليه وسلم - ) اه
وفي في المواقف للإيجي 3/572 في معرض أدلة تكفير من سب الصحابة : ( الثالث قوله - صلى الله عليه وسلم - ( من قال لأخيه المسلم يا كافر فقد باء به أي بالكفر أحدهما )
قلنا : آحاد وقد أجمعت الأمة على أن إنكار الآحاد ليس كفرا ومع ذلك نقول المراد مع اعتقاد أنه مسلم , فإن من ظن بمسلم أنه يهودي أو نصراني فقال له يا كافر لم يكن ذلك كفرا بالإجماع ) اه
وفي فضائح الباطنية للغزالي ص 149 : ( فأن قيل فما قولكم فيمن يكفر مسلما أهو كافر أم لا ؟
قلنا إن كان بعرف أن معتقده التوحيد وتصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى سائر المعتقدات الصحيحة فمهما كفره بهذه المعتقدات فهو كافر لأنه رأى الدين الحق كفرا وباطلا
فأما إذا ظن أنه يعتقد تكذيب الرسول أو نفى الصانع أو تثنيته أو شيئا مما يوجب التفكير فكفره بناء على هذا الظن فهو مخطئ في ظنه المخصوص بالشخص صادق في تكفير من يعتقد ما يظن أنه معتقد هذا الشخص(1/2922)
وظن الكفر بمسلم ليس بكفر كما أنظن الإسلام بكافر ليس بكفر فمثل هذه الظنون قد تخطئ وتصيب وهو جهل بحال شخص من الأشخاص وليس من شرط دين الرجل أن يعرف إسلام كل مسلم وكفر كل كافر بل ما من شخص يفرض الا ولو جهله لم يضره في دينه بل إذا آمن شخص بالله ورسوله وواظب على العبادات ولم يسمع باسم أبي بكر وعمر ومات قبل السماع مات مسلما فليس الإيمان بهما من أركان الدين حتى يكون الغلط في صفاتهما موجبا للانسلاخ من الدين ) اه
2-أن الإجماع انعقد على تكفير من كفر عظماء الصحابة :
في المواقف للإيجي 3/572 في معرض أدلة تكفير من كفر الصحابة : الثاني : الإجماع منعقد من الأمة على تكفير من كفر عظماء الصحابة وكل واحد من الفريقين بكفر بعض هؤلاء العظماء فيكون كافرا .
قلنا : هؤلاء أي من كفر جماعة مخصوصة من الصحابة لا يسلمون كونهم من أكابر الصحابة وعظمائهم فلا يلزم كفره ) اه
3-الأدلة السابقة في كفر من سب بعض الصحابة :
فإذا كان سب بعضهم كفر فمن باب أولى من كفر بعضهم , ولكن قد تقدمت أجوبة من يرى عدم التكفير على تلك الأدلة وعدم تسليمهم لها
ثانيا : أدلة من قال بعدم التكفير :
1-عدم وجود دليل مسلم على التكفير :
وقد تقدم جواب غير المكفرين على أدلة التكفير
2-تقدم معنا أن الصحابة لم يكفروا الخوارج وقد كفروا الصحابة والتكفير أكبر من السب :
ففي مصنف عبد الرزاق 10 / 150 : ( عن الحسن قال : لما قتل علي رضي الله عنه الحرورية قالوا : من هؤلاء يا أمير المؤمنين أكفار هم ؟ قال : من الكفر فروا
قيل : فمنافقين قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا
قيل : فما هم قال قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا ) اه
وفي التمهيد لابن عبد البر 23/335 : ( وروى حكيم بن جابر وطارق بن شهاب والحسن وغيرهم عن علي بمعنى واحد أنه سئل عن أهل النهروان أكفار هم؟ قال : من الكفر فروا ...) اه
المبحث الثالث(1/2923)
سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ولذلك حالتان :
الحالة الأولى : سبها بغير ما برأها الله منه :
فهذا يعود إلى خلافهم السابق في حكم من سب بعض الصحابة , قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير 4/312 : ( وأما لو سبها بغير ما برأها الله منه فإنه يؤدب فقط ) اه
الحالة الثانية : سبها بما برأها الله منه :
وهذا لا شك في أنه كفر لأنه تكذيب للقرآن ويفهم من كلام السبكي عن ابن شعبان الآتي أن هناك من خالف في ذلك , وهذه بعض أقوال أهل العلم من المذاهب الأربعة في ذلك :
المذهب الحنفي
في حاشية ابن عابدين 5/11 : ( بخلاف الغلاة منهم كالقائلين بالنبوة لعلي والقاذفين للصديقة فإنه ليس لهم شبهة دليل فهم كفار كالفلاسفة ) اه
وفي حاشية ابن عابدين أيضا 7/162 عن والده قال: ( وأما قذف عائشة فكفر بالإجماع وهكذا إنكار صحبة الصديق لمخالفة نص الكتاب بخلاف من أنكر صحبة عمر أو علي وإن كانت صحبتهما بطريق التواتر إذ ليس إنكار كل متواتر كفرا ألا ترى أن من أنكر وجود حاتم بل وجوده أو عدالة أنورشروان وشهوده لا يصير كافرا إذ ليس مثل هذا مما علم من الدين بالضرورة ) اه
المذهب المالكي
قال الدردير في شرحه على خليل 4/312 وهو يعدد من لا يقتل : ( أو ) سب ( صحابيا ) إلا عائشة بما برأها الله به فيقتل لردته ) اه
قال الدسوقي في حاشيته عليه 4/312 : ( قوله ( بما برأها الله به ) أي منه وهو الزنا وقوله فيقتل أي فإذا سبها بما برأها الله منه بأن قال زنت فيقتل لردته لتكذيبه للقرآن , وأما لو سبها بغير ما برأها الله منه فإنه يؤدب فقط ) اه
وفي بلغة السالك للصاوي 4/231 : ( قوله ( بغير الزنا ) أي لأن الله برأها منه لقوله جل من قائل أُولئكَ مُبَّرءُونَ ممَّا يقُولونَ و ظاهره أن رميها بالزنا كفر و لو بغير واقعة صفوان ) اه(1/2924)
في فتاوى السبكي 2/590 : ( وفي كتاب ابن شعبان : و من سب عائشة رضي الله عنها ففيه قولان : أحدهما : يقتل والآخر كسائر الصحابة يجلد حد المفتري قال : وبالأول أقول ...
قال هشام بن عمار سمعت مالكا يقول : من سب أبا بكر وعمر قتل ومن سب عائشة رضي الله عنها قتل لأن الله تعالى يقول فيها ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل قال ابن حزم وهذا قول صحيح ) اه
المذهب الشافعي
في فتاوى السبكي 2/592 : ( وأما الوقيعة في عائشة رضي الله عنها والعياذ بالله فموجبة للقتل لأمرين :
أحدهما : أن القرآن يشهد ببراءتها فتكذيبه كفر والوقيعة فيها تكذيب له .
والثاني : أنها فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - والوقيعة فيها تنقيص له وتنقيصه كفر
وينبني على المأخذين سائر زوجاته - صلى الله عليه وسلم - إن عللنا بالأول لم يقتل من وقع في غير عائشة رضي الله عنها وإن عللنا بالثاني قتل لأن الكل فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو الأصح على ما قاله بعض المالكية
وإنما لم يقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - قذفة عائشة لأن قذفهم كان قبل نزول القرآن فلم يكن تكذيبا للقرآن ولأن ذلك حكم ثبت بعد نزول الآية فلم ينعطف حكمه على ما قبلها ) اه
وفي مغني المحتاج4/436 : ( تنبيه : قضية إطلاقه أنه لا فرق بين سب الصحابة رضي الله عنهم وغيره وهو المرجح في زيادة الروضة قال : بخلاف من قذف عائشة رضي الله تعالى عنها فإنه كافر أي لأنه كذب على الله تعالى ) اه
المذهب الحنبلي
في بغية المرتاد لابن تيمية 343 : ( وكذلك من نسب عائشة رضي الله عنها وعن أبيها إلى الفاحشة وقد نزل القرآن ببراءتها فهو كافر لأن هذا وأمثاله لا يمكن إنكاره إلابتكذيب الرسول أو إنكار التواتر ) اه
تتمة في معنى السب :(1/2925)
السب : هو الشتم والتعيير قال ابن منظور في لسان العرب 1/455 : ( وفي الحديث سِبابُ المُسْلِم فُسوقٌ وقِتاله كُفرٌ , السَّبُّ : الشَّتْم ) اه
وفي مختار الصحاح 136: ( س ب ب السَّبُّ : الشَّتْم والقَطْع والطَّعْن وبابه رَدَّ والتَّسَابّ التَّشَاتُم والتَّقَاطُع. وهذا سُبَّةٌ عليه بالضم أي عارٌ يُسَبُّ به ورجل سُبَّة يَسُبُّه الناسُ. وسُبَبة كَهُمَزة يَسُبُّ الناسَ. )اه
وفي المصباح المنير 4/133 : ( س ب ب ) : سَبَّهُ سَبًّا فَهُوَ سَبَّابٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْأُصْبُعِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ سَبَّابَةٌ لِأَنَّهُ يُشَارُ بِهَا عِنْدَ السَّبِّ وَالسُّبَّةِ الْعَارُ وَسَابَّهُ مُسَابَّةً وَسِبَابًا وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ سِبٌّ بِالْكَسْرِ ) اه
فتبين أن السب أخص من الذم والنقد والغيبة فالكلام السابق إنما هو في السب
تنبيه مهم :
ليس مقالنا في حكم الإمامية والخواراج بل في حكم من سب الصحابة , فإن مخالفات الإمامية والخوارج أعم من سب الصحابة فليتنبه لذلك
هذا آخر المطاف والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن – صنعاء
24/ ذو الحجة / 1427 هـ
منقول
---
الصبر الجميل
01-20-2007, 11:53 PM
يرفع للفائدة
---
(1/2926)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حدائق الروح والريحان .... أين أجده !!!
---
حدائق الروح والريحان .... أين أجده !!!
---
سامي الباتلي
09-10-2003, 12:49 AM
في مكتبة الحرم النبوي شدني هذا التفسير وهو لإحد المعاصرين و هو الشيخ محمد الهرري المدرس في دار الحديث الخيرية في مكة المكرمة !!
و هذا التفسير يقع في أكثر من ثلاثين مجلد !!!
و العجيب أني سألت عن هذا التفسير في بعض المكتبات و لم أجده بل إنهم لم يسمعوا به !!!!
و يتعجبون غاية العجب عندما يعلمون عدد أجزائه ....
فأين أجد هذا التفسير ؟
و هل هناك قراءة لهذا التفسير في أي من المنتديات ؟
بارك الله في الجميع ....
---
عبدالرحمن الشهري
09-10-2003, 02:51 PM
أخي الكريم سامي الباتلي وفقه الله مرحباً بك وبسؤالك في ملتقى التفسير .
وأما الكتاب الذي سألت عنه فهو كتاب جيد في التفسير وفيه طول ، وهو متوفر لدى مكتبة العبيكان . رأيته في المركز الرئيسي في الرياض وفي فرع المدينة المنورة وفي فرع أبها . وثمنه حوالي 600 ريال تنقص قليلاً مع التخفيض إن كان هناك تخفيض. وقد قرأت أغلب ما كتبه في تفسيره فلعل الله أن ييسر الكتابة حول بعض مميزات هذا الكتاب لاحقاً إن شاء الله تعالى. ومؤلفه من علماء مكة المعاصرين المشهورين وفقه الله.
---
(1/2927)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قالب البحوث والرسائل الإصدار 5
---
قالب البحوث والرسائل الإصدار 5
---
الماوردي
02-05-2006, 01:09 PM
رابط القالب هو: http://www.almosleh.com/files/setup.zip
ولتقبل أي إشكال يمكن الإرسال للبريد التالي [ abd2010@awalnet.net.sa[/email]
---
الماوردي
02-09-2006, 12:33 AM
للرفع لأعلى
---
الماوردي
02-09-2006, 01:44 PM
أعد القالب أحد طلبة العلم وهو يشتمل على تنسيقات word وهو معد لكتابة أي مكتوب في الوورد بطريقة سهلة وممتعة ويحتوي على خدمات ضخمة في الوورد وتسهيل للكثير من العمليات المعقدة في البرنامج لا سيما البحوث العلمية فقد خدم في طريقة كتابة الحواشي والأنماط والعناوين وغيرها كثير ومتوافق مع لوائح الدراسات العليا في المملكة.
رابط التحميل: http://www.almosleh.com/files/setup.zip
ولتقبل أي إشكال يمكن المراسلة على بريد abd2010@awalnet.net.sa
---
عبدالرحمن الشهري
02-09-2006, 02:08 PM
جزاكم الله خيراً.
ما الفرق بين هذا القالب وما صنعه الأخ الدكتور سعود العقيل من قبل لنفس الغرض ؟
---
الماوردي
02-10-2006, 01:26 AM
هذا القالب جاهز لكتابة الرسالة مباشرة على التنسيقات المطلوبة في عمادات البحث العلمي كما أنه أوضح من قالب الدكتور العقيل عند المقارنة بينهما وفيه اختصار لكثير من العمليات المعقدة في الوورد.
---
الميموني
02-11-2006, 02:50 AM
جزاك الله خيرا سنجربه
---
(1/2928)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هديتي لمنتداي الغالي (( تفضلوا ))
---
هديتي لمنتداي الغالي (( تفضلوا ))
---
المنهوم
05-03-2004, 06:40 PM
حمل الملف وادعو لي مشكورا
---
المنهوم
05-04-2004, 06:25 PM
معذرة
تفضلو ا الآن وشكرا
---
خالد الشبل
05-09-2004, 05:39 PM
أخي المنهوم :
جزاك الله خيرًا على هذه الهدية ، وشكر الله لمصممها ، وليته حرر نقله للآيات من المصحف .
لكما دعواتي بالتوفيق.
---
(1/2929)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دليل الكتاب الإلكتروني ( أضخم موسوعة للبرامج الشرعية )
---
دليل الكتاب الإلكتروني ( أضخم موسوعة للبرامج الشرعية )
---
مجرد إنسان
03-30-2005, 12:38 AM
صدر حديثا كتاب : دليل الكتاب الإلكتروني .
وهو يباع الآن في جميع مكتبات المملكة ، توزيع مؤسسة الجريسي
ويقوم الكتاب على فكرة فريدة من نوعها ، وهي حصر جميع الكتب الموجودة في البرامج الشرعية المتوفرة في الأسواق ، وتصنيف تلك الكتب بصورة علمية ، وحسب المؤلف وحسب الشركة .
ويهتم الكتاب بالبرامج التي أنتجتها الشركات التالية : : ( شركة التراث للبرمجيات ، شركة حرف لتقنية المعلومات ، شركة عبد اللطيف للمعلومات ، شركة العريس للكمبيوتر )
ويقدم الكتاب خدمات متميزة إضافة إلى الفهرسة السابقة ، ويقوم منهج الكتاب على ما يلي :
1- الاستقراء التام للكتب الإلكترونية المتوفرة على الأقراص المدمجة لبرامج شركات ( التراث للبرمجيات ، حرف لتقنية المعلومات ، عبد اللطيف للمعلومات ، العريس للكمبيوتر ) .
2- الإحالة على الإصدار الأخير من برامج تلك الشركات ، وإذا كان الإصدار الذي قبل الأخير هو الأكثر تداولاً - كما هو شأن الإصدارات الثانية من برامج شركة التراث للبرمجيات - فإن المؤلف يذكر اسم الإصدارين الأول والثاني .
3- عمل فهارس للكتب الإلكترونية حسب اسم الكتاب ، ثم اسم المؤلف ، ثم الموضوع ، مع احتواء كل فهرس على معلومات الكتاب كاملة وهي : اسم الكتاب ، اسم المؤلف ، مكان وجود الكتاب ، تصنيف الكتاب .
4- عمل فصل للمفردات ، وقد احتوى على الكتب الإلكترونية التي تفردت بها كل شركة .(1/2930)
5- إذا كان الكتاب له أكثر من اسم ، أو اشتهر بغير اسمه الأصلي فإن المؤلف يكتب الاسم الأول ويلحقه بالثاني بين قوسين ، مع تكراره مرتين في فهرس أسماء الكتب ، لكن مع رقم واحد يكون عند الاسم الأصلي دون ما اشتهر به .
6- عمل كشاف لأسماء المؤلفين الذين اشتهروا بألقابهم أو بغير اسمهم الأول ، وهو كشاف يخدم فهرس أسماء المؤلفين ، وقد رتب المؤلف فيه الأسماء حسب اسم الشهرة .
7- تضمين الخاتمة إحصائيات دقيقة تتعلق بعدد الكتب الإلكترونية ، وكيفية توزيعها ، ونصيب كل شركة منها ، وبيان أكثر البرامج احتواء على الكتب الإلكترونية ، ونحو ذلك من الإحصائيات الهامة .
8- التنبيه على الأخطاء في نسبة الكتب وتسميتها كما يقع في برامج بعض الشركات ، وتصحيح تلك الأخطاء والتنبيه عليها .
والبرامج مفيد لكل من يعمل على الكمبيوتر من طلبة العلم ، حيث إنه يدلك على موضع الكتاب ، وأين تجده في أي برنامج ولأي شركة ، وهل يمكن أن تجده في أكثر من شركة .
ويمكنك عبر هذا الكتاب الخروج من مأزق شراء العديد من البرامج مع تكرار كثير من الكتب بينها ، بحيث تشتري البرامج التي تحقق لك ما تريد من الكتب ، مع تكلفة مالية مناسبة .
وبحق فإن الكتاب كما رأيته تحفه فريدة في نوعها ، أنصح كل واحد أن يقتني نسخته منها .
وفق الله الجميع لكل خير .
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2005, 01:47 PM
جزاك الله خيراً على هذا التنويه بهذا الكتاب . ولعلنا نحصل عليه بإذن الله.
---
(1/2931)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بشرى لطلاب العلم الكرام "لاسيما الماجستير أو دكتوراة"
---
بشرى لطلاب العلم الكرام "لاسيما الماجستير أو دكتوراة"
---
الحداد
06-15-2004, 11:56 PM
إخواني الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تم افتتاح أكبر المراكز الرائد في مجال البحث العلمي المتنوع يستطيع أن يقدم الخدمة لجميع طلاب الماجستير والدكتوراه من جمع لمادة علمية والمساعدة في وضع الخطط العلمية للدراسات مع المساعدة في إعدادها
اسم المركز : المركز الاستشاري للبحوث والدراسات والترجمة
الوظيفة: مساعدة طلاب الدبلوم والماجستير والدكتوراه فى
جمع وإعداد المادة العلمية للرسالة
تصحيح ومراجعة الرسالة لغويا
ترجمة المراجع للغة الأجنبية للرسالة
كتابة وتنسيق الرسالة.
المركز يساعد الطلاب فى جميع التخصصات
رقم الهاتف:- 0103364280
البريد الالكترونى:- summer30@maktoob.com
---
المستشار الفني
06-20-2004, 08:04 PM
جزاك الله خيراً
---
موراني
06-20-2004, 09:01 PM
من الأهداف المنشودة لهذا المركز :
جمع وإعداد المادة العلمية للرسالة
تصحيح ومراجعة الرسالة لغويا
نعم , ربما كان من الأصح أن يقال :
جمع المادة العلمية واعدادها للرسالة
وأيضا :
مراجعة الرسالة وتصحيحها لغويا
وأرجو للجميع التوفيق والنجاح
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
06-21-2004, 04:36 AM
أخي الكريم الحداد وفقه الله(1/2932)
مرحباً بكم بين إخوانكم في ملتقى أهل التفسير ، ونسأل الله لكم العون والسداد في هذا المركز العلمي . ولست أشك في النية الحسنة لدى القائمين على هذا المركز إن شاء الله في خدمة طلاب العلم الباحثين على مختلف المستويات ، ولكنني أخشى أن يقوم هذا المركز وأمثاله بعمل معظم البحوث نيابة عن الباحثين أنفسهم ، ولا يكون للباحث جهد يذكر في بحثه ، فيحدث ذلك خللاً كبيراً في بنية البحث العلمي ، وإخلالاً لا يغتفر بالأمانة العلمية كما هو معلوم. ولو اقتصرت مهام المركز على المساعدة في بعض الجوانب كتوفير المراجع والدلالة عليها ، والتدريب على صياغة البحوث وتحريرها دون القيام بذلك للباحثين ، وتذليل صعوبات الاتصال بالخبراء ونحو هذه الخدمات المساندة لكان في ذلك خير كثير . أما أن يتولى المركز كتابة الرسالة وتصحيحها لغوياً وصنع الفهارس وجمع المادة العلمية فماذا بقي للباحث بعد ذلك .
أسأل الله أن يوفقكم لكل خير ، وأن ينفع بكم وبجهودكم في خدمة العلم وطلابه ، ومرحباً بكم أخي الكريم في هذا الملتقى العلمي.
---
الحداد
06-21-2004, 06:05 PM
أخي الفاضل جزاكم الله خيرا على هذا التوجيه
لكن أود أن أوضح أنه من مهام المركز أن يقوم بالمراجعات اللغوية بعد قيام الطالب بكتابتها لا أن يقوم المركز بكتابتها نيابة عن الطالب، كما يقوم المركز بالفعل بتدريب الطلاب على وضع الخطط البحثية لأن جل الطلاب لا يجيد ذلك مع توفير المراجع وتجهيز البطاقات العلمية
وفي الأخير هذا يرجع إلى الطالب وما يريده من مساعدة فكل طالب يحتاج لنوع معين من المساعدة فمتى استطاع المركز أن يقوم بتأدية هذه الخدمة فعل
---
موراني
06-21-2004, 08:11 PM
الأخ الفاضل الحداد ,
لا تتعلق ملحوظتي الأولى الا بتعديلات لغوية أو نحوية فقط .(1/2933)
أما أهداف هذا المركز عامة فأود أن اتبناها في كليتنا خاصة في القسم الدراسات الاسلامية لانني شخصيا أراها وأعتبرها فكرة رائعة في خدمة الطلبة عند توجيهها
في خطواتها الأولى في ميدان الأبحاث العلمية . وذلك بالشرط أن يكون الطالب مستقلا في كل من بحثه وفي عرض نتائجه ,
وفي هذه النقطة الحساسة أنضم الى ما أشار اليه الاستاذ عبد الرحمن الشهري لأن هذا الأمر معروف لدينا أيضا وهو ما يعاني منه
البحث العلمي بصورة عامة
تقديرا
موراني
---
(1/2934)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشكلة( عجز القادرين على التمام) هل أجد لديكم حلا !!!!!!
---
مشكلة( عجز القادرين على التمام) هل أجد لديكم حلا !!!!!!
---
ابوبنان
03-14-2005, 01:06 AM
لي صاحب محب للقراءة نهم ويستوعب مايقرأ وجامع لنوادر الكتب فهو ينفق فيها نفقة من لا يخشى الفقر
ويديم النظر في علومها ونوادرها بل ينقد ويقوم ويعارض ويرد على هنات بعض الكتاب ويوافق آخرين
يكاد يعرف كتبه بمجرد لمسها أكثر الناس معرفة له باعة المكتبات فكم من مرة دلفت وإياه إلى الرشد أو العبيكان أو التدمرية أو الجنوب وكنوز المعرفة والتراثية وغيرها من مكاتب هذا البلد المبارك فيستقبله باعة المكاتب كأنه صديق حميم بل سأله أحدهم عن مكان كتاب فأفاده
وكم من مرة جلست معه الساعات الطوال نتحاور في أصول العلم وفروعه في التراث والمعاصرة في القديم والجديد فلا تعدم منه خبر أو فائدة
مع صغر سن على ماعنده من فضل علم مع صلاح ظاهر وحسن تعبد ولا نزكي على الله أحدا ...................... لكن!!!!!
لم يلقي درسا ولم يخط مقالا أو يعتني بفتية يربيهم على طاعة الله ولم يخطب أو يحاضر حسب علمي
طاقة معطلة وكنز لكن من يميط عنه الخباء أحبتي لا أخفيكم فعزلته مع الكتب سببت له حدة لا يصبر عليه إلا من احتسب أجر الأخوة في الله
هذا صاحبي بل أخي في الله
هل نرى لكم مشاركة في حل هذه المشكلة
(لا تنسوه من دعوة في مواطن إجابة الدعاء فهو في كربة )
محبكم أبو بنان
---
د. هشام عزمي
03-14-2005, 02:05 AM
أعرف كثيرين على هذا الحال ، لكن ليس بهذا التطرف !
أنصحه بطلب العلم على المشايخ ، فهذه نعمة و ثروة تضاف إلى نفائسه .. بل ربما تحولت اهتماماته لجمع شرائط و تسجيلات المشايخ بدلاً من الكتب :)
---
خالد الشبل
03-14-2005, 01:40 PM
أخي الكريم أبا بنان(1/2935)
ما دام صغيرًا في السن ، كما تذكر ، فدعْه يكملْ خلوته مع الكتب ، وسيأتي وقت ترسخ فيه قدمه في العلم ، ويفيد منه الخلْق .
ملحوظة أخينا د. هشام وجيهة ، فلربما اكتسب منهم - مع العلم - نشرَ الخير .
أرى أن يديم النظر في كتب التراجم ، ولو تدارست معه بعض الكتب التي تحث على العلم والتعليم ، كالجامع لابن عبد البر ، والتذكرة لابن جماعة ، وغيرهما لربما كان حسنًا .
أسأل الله لنا وله التوفيق لكل خير .
---
علي جاسم
03-15-2005, 11:59 AM
أخي الكريم .. تحضرني الان كلمات رائعة للسيد قطب .. يقول فيها بما معناه .. أنا نعيش أضعاف أعمارنا إن عشناها لغيرنا أما إن عشنا أعمارنا لأنفسنا فهي قصيرة محدودة بحياتنا منتهية بانتهائها " انتهى قول سسيد قطب .. وهذه أخي الفاضل هي رسالة الإنسان في الحياة وبها تصلح الحياة والعرب تقول قديما " العقول لواقح " وقد ذم الله تعالى من يكوتمون العلم فقال {لتبيننه للناس ولا تكتمونه } ثم قال تعالى { فنبذوه وراء ضهورهم } والعلم كرامة من الله تعالى فهو القائل { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } ..فحياتنا أخي الفاضل لا تصلح إن لم يهتم المسلم لأمر أخيه المسلم وليكن شعارنا في قرارة أنفسنا { إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت }وليكن شعارنا أيضا { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } متى ما آثرنا حب إخواننا ونصحهم وهدايتهم على أنفسنا فنحن تلاميذ محمد ابن عبد الله .. على أن الله تعالى هو القادر كما علمنا أن يرفع عنا العلم إن عافت نفوسنا نشره أو تكاسلت وهو القادر أيضا على أن يرفع أهل العلم درجات فيما لو بذلوه لله تعالى وهو القائل { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } فلصاحب العلم أقول .. قدّم لنفسسك خيرا فقد أنعم الله عليك بما تحسسد عليه ..والله الموفق ..
---
ابوبنان
03-30-2005, 03:15 AM
شكرا د. هشام رأي موفق وبارك الله فيك(1/2936)
لا عدمنا منك خيرا أخ خالد
نقل موفق لعله أصاب الهدف أخ جاسم
لي طلب من مشائخنا في كبينة القيادة في هذا المنتدى أن يتحفونا بما عندهم
والله ولي التوفيق
ابوبنان
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2005, 10:40 AM
الأستاذ الفاضل أبا بنان وفقهما الله لكل خير. حياك الله وحيا الله صاحبك الطُّلَعَة ، ووفقه لكل خير ، ونفع به الإسلام والمسلمين ، وزاده علماً وهدى وتوفيقاً. وقد ذكرني حديثك عنه بالعلامة الراحل أحمد راتب النفاخ رحمه الله. فقد ذكر أهل التراجم عنه ذلك ، وكثرة ولعه بالكتب ، وإدمانه للقراءة ، وبصره بالكتب وبما فيها من نفائس الأنفاس ، وفرائد المسائل والعلوم. ولكنه قد شارك بتحقيق قليل من الكتب ، وحرر بعض البحوث. ولم يؤثر عنه الكثير من التصانيف ، ولا المشاركات. ولكن أرجو لصديقك أن يفوقه لصغر سنه ، وتوفر وسائل العلم في وقتنا أكثر من ذي قبل.
أما الرأي في مثل حال صاحبك ، فإن الناس مواهب وقدرات ، ولكل من الناس وجهة يحبها ، ويألفها ، ويرتاح لها ، ويبدع فيها ، ويثقل عليه غيرها وإن سهل على من هو أقل منه. وإكراه النفس على غير ما تحب فيه مشقة . فلعله في هذه المرحلة من حياته يحب القراءة وأنعم بها من محبوب ، فهي الأنيس الصادق ، ورحم الله الجاحظ فقد كفى في هذا الباب ، بوصفه للكتاب. غير أنه لا بد من الانتفاع بهذه المعارف التي حصلها بطريقة مناسبة ، ليست بالضرورة إلقاء الدروس ، والمحاضرات . بل بالتأليف ، والبحث ، وإعانة طلاب العلم بدلالتهم على مواطن البحوث والمسائل. ونحو ذلك. وأحسب أن صاحبك - لكثرة قراءته - لا يخفى عليه هذا ، وأهمية تبليغ العلم ، وأجر فاعل ذلك. ولكن لعله يتحين الفرصة المناسبة ، حتى يشتد عوده ، ويستوي على أشده ، ثم يبدأ بعد ذلك في التصدي للتعليم . ولعله قد ساءه تصدي الصغار للمسائل الكبار ، وما جر ذلك على الناس من البلاء ، فأراد أن يتجنب العثار ، والله الموفق سبحانه وتعالى.(1/2937)
أسأل الله أن يوفقه لكل خير ، وما أسعدنا يا أبا بنان بأن يشاركنا صاحبك في هذا الملتقى العلمي ، نستفيد منه ومن خبرته العلمية ، ولعل هذا يفتح له باباً لنشر ما عنده وفقه الله.
---
(1/2938)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة في القراءات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
---
فائدة في القراءات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
---
عبدالرحمن السديس
03-30-2006, 05:47 PM
الحمد لله ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم أما بعد:
ففي جامع المسائل ـ للإمام ابن تيمية رحمه الله ـ المجموعة الأولى ص109:
قاعدة شريفة في تفسير وقوله {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } كتبها بقلعة دمشق في آخر عمره .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص112:
للناس في مثل هذه القراءة [ولا يَطْعَم] وأمثالها مما لم يتواتر قولان:
منهم من يقول: هذه يشهد بأنها كذب ، قالوا: وكل ما لم يقطع بأنه قرآن فإنه يقطع بأنه ليس بقرآن .
قالوا: ولا يجوز أن يكون قرآن منقولا بالظن ، وأخبار الآحاد ، فإنا إن جوزنا ذلك جاز أن يكون ثمَّ قرآن كثير غير هذه لم يتواتر .
قالوا : وهذا مما تحيله العادة ، فإن الهمم ، والدواعي متوفرة على نقل القرآن ، فكما لا يجوز اتفاقهم على نقل كذب = لا يجوز اتفاقهم على كتمان صدق .
فعلى قول هؤلاء: يقطع بأن هذه وأمثالها كذب فيمتنع أن يكون أفضل من القرآن الصدق .
والقول الثاني :
قول من يُجَوِّز أن تكون هذه قرآنا ، وإن لم ينقل بالتواتر ، وكذلك يقول هؤلاء في كثير من الحروف التي يُقرأ بها في السبعة والعشرة لا يشترط فيها التواتر ، وقد يقولون: إن التواتر منتف فيها ، أو ممتنع فيها .
ويقولون : المتواتر الذي لا ريب فيها ما تضمنه مصحف عثمان من الحروف ،(1/2939)
وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة ، ومثل الإمالة ، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته .
وما كان تلفظه به على وجهين كلاهما صحيح المعنى مثل قوله (وما الله بغافل عما تعملون) و(يعملون) وقوله (إلا أن يَخافا ألا يقيما حدود الله) (إلا أن يُخافا ألا يقيما حدود الله) فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت ، وإن لم يكن متواترا ، كما يكتفى بمثل ذلك في إثبات الأحكام والحلال والحرام ، وهو أهم من ضبط الياء والتاء ، فإن الله سبحانه وتعالى ليس بغافل عمّا يعمل المخاطبون ولا عمّا يعمل غيرهم ، وكلا المعنيين حق قد دل عليه القرآن في مواضع ، فلا يضر ألا يتواتر دلالة هذا اللفظ عليه ، بخلاف الحلال والحرام الذي لا يعلم إلا بالخبر الذي ليس بمتواتر .
والعادة والشرع أوجب أن ينقل القرآن نقلا متواتر كما نقلت جمل الشريعة نقلا متواترا مثل إيجاب الصلوات الخمس ..
---
إبراهيم الحميضي
03-30-2006, 09:02 PM
شكرا لك على هذه الفائدة النفيسة ( وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة ، ومثل الإمالة ، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته )؛ فإن بعض الناس يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بجميع هذه الروايات المنقولة ، بل قال بعض المتخصصين في القراءات إن هذه الطرق الثابتة عن أئمة القراءة على كثرتها كلها قد قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم !
---
عبدالرحمن السديس
04-01-2006, 09:34 PM
جزاك الله خيرا على تعليقك وتشريفك الموضوع .
---
خالدعبدالرحمن
04-17-2006, 10:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اشكر لكم هذا النقل عظيم الفائدة..(1/2940)
و ما زال أحدنا ينظر إلى عقل هذا الرجل (ابن تيمية) فيزداد به إعجاباً ولمنهجه في التفكير تقديراً..
و قد أجدتم فيما نقلتم، وبهذا يتضح أن الفروش هي الأصل في أوجه القراءة المختلفة، و أما الأصول ( وهي طريقة الأداء) فقد كانت تيسيراً واختياراً .. وانضبطت بالتواتر سنداً وعدداً..
---
د. أنمار
04-17-2006, 01:03 PM
شكرا لك على هذه الفائدة النفيسة ( وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة ، ومثل الإمالة ، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته )؛ فإن بعض الناس يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بجميع هذه الروايات المنقولة ، بل قال بعض المتخصصين في القراءات إن هذه الطرق الثابتة عن أئمة القراءة على كثرتها كلها قد قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم !
وكلام الشيخ غير تام وكذا من تعقبه، والصحيح أن يقال أنها مما قرئ في حضرته وأقره أو أقر قاعدته الأصلية، والدليل عليه ما صح عن سيدنا ابن مسعود حين قرأ بالإمالة لسان هذيل فقدم عليها الفتح سيدنا عمر رضي الله عنه [ لا أراه إلا لتعليم أبناء قريش ما اعتادوه ]
ثبت لدينا أن ابن مسعود رضي الله عنه علم أهل الكوفة الإمالة بما ناسب ألسنتهم وما فيها من الإمالة
والحَكَم في ذلك هو إرجاعها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أنها من قبل نفسه أقصد ابن مسعود رضي الله عنه. وفيها حديث سأورده قريبا.
---
محمود الشنقيطي
04-19-2006, 06:07 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه
وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة لم يتضح لي ما يريده الاخوة من التاييد والنصرة لما ذهب اليه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قوله(بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته).(1/2941)
فالقراءات المتواترة اليوم هي محل اجماع بين العلماء في ثبوتها.
وما ذكره الشيخ رحمه الله من أنه لا يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه كلها شديد الافتقار إلى ما يعضده من الأدلة الصحيحة فهو مجرد افتراض منه لا يصح متابعته عليه رحمه الله إلا بدليل صحيح ثابت.
كيف لا والنقل المتواتر لأداء تلك الكلمات واظهار الخلاف بين القراء في ما ذكره ابن تيمية وما لم يذكره من اوجه اختلاف القراء ثابت لدينا بأسانيد القراء الأثبات الثقاتمن لدن عصرنا حتىيكمل ختمه بمسك الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويها الخلف عن السلف بتلك الكيفيات في الأداء التي يتفق عليها أهل الفن العارفين به والمعول عليهم فيه من المشرق والمغرب والعرب والعجم
وعليه
فالقول بالقطع بثبوتها أولى وأصح وأقرب للحق مما ذهب اليه شيخ الاسلام من القول بانتفائها.
ثم إن ثمة اشكالا في قوله يرحمه الله - يسوغ للصحابة أن يقرؤوا فيها بلغاتهم - فباب الاجتهاد في أداء القرآن موصد دون كل أحد وإلا لما كان ابن مسعود رضي الله عنه كما في الطبراني بسند حسن قال للرجل الذي قصر المد في لفظ (الفقراء) ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بين له الصحيح في الأداء وهو القراءة بالمد فكيف يسوغ لقوم ينكرون النقص في مقادير المدود أن يجتهدوا في اداء الامالة وتليين الهمز والادغام الذي هو أعسر وأحوج الى التدقيق والتاكد من الاتيان به على الوجه الصحيح؟؟
و هل هذا القول منه بفرضية اجتهاد الصحابة في القراءات يتفق مع تكفل الله بحفظ القرآن أم يخالفه؟؟
فلو كان الصحابة مجتهدين لما جاز لنا القطع بان القرآن الموجود هو عين القرآن الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأداء وهذا بعيد أشد البعد.
وختاما فليس ما زبرته سوى وجهة نظر قابلة للتغيير إن عرض لها ما يخالفها من الأقاويل المعتبرة من أهل هذا الفن والله تعالى أعلم
---
د. أنمار(1/2942)
04-25-2006, 02:07 AM
والحَكَم في ذلك هو إرجاعها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أنها من قبل نفسه أقصد ابن مسعود رضي الله عنه. وفيها حديث سأورده قريبا.
والحديث الذي وعدت به رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج2/ص268
قال أخبرني أبو بكر بن أبي دارم بالكوفة حدثنا عبيد بن غنام بن حفص بن غياث حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن زر قال قرأ رجل على عبد الله طه مفتوحة فأخذها عليه عبد الله طه مكسورة فقال له الرجل إنما يعني ضع رجلك مفتوحة فقال عبد الله هكذا قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا أنزلها جبريل عليه السلام
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ولم يعترضه الذهبي وهناك متابعتان لمحمد بن فضل ليس هنا موضع بسطها فما هو أعلاه الأصل وهو على شرط مسلم.
قلت وقراءة أهل الكوفة التي ترجع في سندها إلى ابن مسعود ظهرت عند قرائهم الأربعة – وكلهم من أصحاب القراءات العشر المتواترة- عاصم من رواية شعبة وحمزة والكسائي وخلف في اختياره أمالوا طا وها معا وأمال الهاء فقط ورش المدني وأبو عمرو البصري
انظر البدور الزاهرة عند الممال في أول سورة طه ، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ج1/ص381
ومعنى الكسر هو الإمالة كما في سبعة ابن مجاهد ص567
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-03-2006, 07:06 PM
كلام شيخ الإسلام في المسألة هو الحقّ، ومثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن عالم واسع الاطلاع بعيد النظر ، وأين مثل شيخ الإسلام؟ وليس كلام منتقديه بشيء.
أما كلام د. أنمار ومن ألف البدور الزاهرة... فليست القراءات العشر ولا السبع بالمتواترة.(1/2943)
المتواتر هو المصحف وما أجمعوا عليه ..أما ما اختلفوا فيه فهو ليس من المتواتر بل انطبقت عليه شروط القراءة الصحيحة الثلاثة(صحة السند [لا التواتر]، وموافقة العربية ولو بوجه، وموافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً) هذا كلام مكي بن أبي طالب القيسي437هـ ونصره ابن الجزري 833هـ وهما من هما. هل نخالف أساطين القراءة ونطيع المتساهلين في ادعاء التواتر؟
---
د. أنمار
06-05-2006, 02:06 AM
وكيف ينكر التواتر جملة وتفصيلا؟
هذا كلام غير دقيق وغير محقق. ولن أدخل في نقاش إثبات تواتر القراءات العشر أو أن فيها ما هو من قبيل المشهور المحتف بالقرائن- ولعل الله ييسر لي إتمام ما تقر به أعين أهل القرآن في هذا الباب-.
لكن أسألك سؤالا:
أليس لو أجمع القراء العشر أو أكثرهم على كلمات قرآنية - وما أكثرها- يكون مثله من أعلى درجات التواتر. كالزيادة على الطبيعي والترقيق والتفخيم،
ثم أنظر من أمال من القراء
وكنت أتمنى من سعادة الدكتور عبد الرحمن أن يتأمل كلامي أولا ثم يعترض بعد ذلك،
فأراه إنما سعى للرد وحسب. فأنا أعترضت على نقطة واحدة وأثبت صحتها بالدليل
ثم ما دخل صاحب البدور
---
الجكني
06-05-2006, 04:07 PM
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص ،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح ،فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ ،فعبارة (أين مثل شيخ الإسلام وليس كلام منتقديه بشيء ) وعبارة (المتواتر هو المصحف )ليس كلامأ علميأ ترجح به المسائل ، إذ الكلام ليس فى مكانة الشيخ والتى لايجهلها إلا جاهل أو حاسد ، والتى لايدخلها فى النقاش العلمي إلا من عدم الدليل ،بل المسألة هل ما ذهب إليه الشيخ فى هذه المسألة صواب أم لا؟(1/2944)
فلا شك عندى أن كلام الشيخ - تحسينأ للظن به - أنه كلام يخالف ما عند أهل هذا الفن ،فمثلاً:قوله رحمه الله :فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت وإن لم يكن متواترأ000الخ لايمكن أخذه هكذا على إطلاقه وإلا أدخلنا فى القراءات ماليس قرآنأ باتفاق ،وذلك مثل القراءات التى نقلها أئمة الحديث كالبخاري فى صحيحه وغيره من المحدثين فهي مع صحة ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتعتبر قرآنأ ومن اعتبر قرآنيتها يخاف عليه الكفر ، فبان من هذا المثال أن قول شيخ الإسلام رحمه الله تحته معاني لاينتبه إليها إلا أهل التخصص الذين درسوا جزئياته ،
وأما عبارة(وأين مثل شيخ الإسلام ) فكأنى أفهم أن د/ الصالح حفظنى الله وإياه يجعل مكانة الشيخ هى الدليل ‘فإن كان ذلك كذلك وأظنه كذلك فهذا يذكرنى برد الإمام أبى حيان على الإمام الزمخشري عندما طعن فى قراءة ابن عامر ،فكان مما رد به "أن ابن عامر عربي قح " وهذا ليس بدليل فإن كان الزمخشري أخطأ فى رده القراءة المتواترة فأبو حيان أخطأ في جعله عروبة ابن عامر دليلأ على عدم خطئه ،لأن اللحن قد ثبت فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عمر رضي الله عنه 0
وأما عبارة "تواتر المصحف " لو قال (القرآن ) بدل المصحف لكان الصواب فشتان ما هما 0
وأما جعله ما ذهب إليه مكي وابن الجزري هو الصواب وما خالفه هو قول المتساهلين فى ادعاء التواتر ‘فقول غريب من قائله ‘وكأنى بالدكتور الفاضل اعتمد على مكانة الإمامين فظن أن كلامهما هو الصواب مع أنه عند المحققين من أهل هذا الفن قول حادث لاينظر إليه ولايعول عليه ،وختامأ أقول : المسائل العلمية يحكم عليها بالدليل وليس بمكانة قائلها 0والله من وراء القصد
---
عبدالرحمن السديس
06-06-2006, 01:09 PM
الأخ د. أنمار : الدعوى أوسع من الدليل في كلامك ؛ فتأمل .
وكذلك ما أورد الشيخ محمود حفظه الله : النزاع هو في هذا فكيف يورد عليه ؟(1/2945)
هو ـ رحمه الله ـ ينازع في صحة دعوى تواتر هذه الجزئيات ، فأين تواترـ مثلا ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أوجه وقف هشام على مثل : جزاؤ ؟!
ثم إن سلم تواترها إلى الصحابة ـ مع بعده ـ فهنا يأتي كلام الشيخ في أن : هذا مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته .
والمنازع لدعوى الشيخ يجب عليه أن يثبت تواتر، أو صحة هذه الأشياء بالرواية ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بكل هذه الأوجه الموجودة اليوم عند الناس في القراءات ، مع ما درس منها.
---
نضال مشهود
06-09-2006, 11:17 AM
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص ،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح ،فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ ،فعبارة (أين مثل شيخ الإسلام وليس كلام منتقديه بشيء ) وعبارة (المتواتر هو المصحف )ليس كلامأ علميأ ترجح به المسائل ، إذ الكلام ليس فى مكانة الشيخ والتى لايجهلها إلا جاهل أو حاسد ، والتى لايدخلها فى النقاش العلمي إلا من عدم الدليل ،بل المسألة هل ما ذهب إليه الشيخ فى هذه المسألة صواب أم لا؟
فلا شك عندى أن كلام الشيخ - تحسينأ للظن به - أنه كلام يخالف ما عند أهل هذا الفن ،فمثلاً:قوله رحمه الله :فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت وإن لم يكن متواترأ000الخ لايمكن أخذه هكذا على إطلاقه وإلا أدخلنا فى القراءات ماليس قرآنأ باتفاق ،وذلك مثل القراءات التى نقلها أئمة الحديث كالبخاري فى صحيحه وغيره من المحدثين فهي مع صحة ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتعتبر قرآنأ ومن اعتبر قرآنيتها يخاف عليه الكفر ، فبان من هذا المثال أن قول شيخ الإسلام رحمه الله تحته معاني لاينتبه إليها إلا أهل التخصص الذين درسوا جزئياته ،(1/2946)
وأما عبارة(وأين مثل شيخ الإسلام ) فكأنى أفهم أن د/ الصالح حفظنى الله وإياه يجعل مكانة الشيخ هى الدليل ‘فإن كان ذلك كذلك وأظنه كذلك فهذا يذكرنى برد الإمام أبى حيان على الإمام الزمخشري عندما طعن فى قراءة ابن عامر ،فكان مما رد به "أن ابن عامر عربي قح " وهذا ليس بدليل فإن كان الزمخشري أخطأ فى رده القراءة المتواترة فأبو حيان أخطأ في جعله عروبة ابن عامر دليلأ على عدم خطئه ،لأن اللحن قد ثبت فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عمر رضي الله عنه 0
وأما عبارة "تواتر المصحف " لو قال (القرآن ) بدل المصحف لكان الصواب فشتان ما هما 0
وأما جعله ما ذهب إليه مكي وابن الجزري هو الصواب وما خالفه هو قول المتساهلين فى ادعاء التواتر ‘فقول غريب من قائله ‘وكأنى بالدكتور الفاضل اعتمد على مكانة الإمامين فظن أن كلامهما هو الصواب مع أنه عند المحققين من أهل هذا الفن قول حادث لاينظر إليه ولايعول عليه ،وختامأ أقول : المسائل العلمية يحكم عليها بالدليل وليس بمكانة قائلها 0والله من وراء القصد
سامحني يا أخي ... بارك الله فيك.
كيف تحكم على الصواب والصلاح بما تدعي أنه "قول أهل التخصص":
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص ،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح
ثم تقول :
فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ
فأين دليلك يا أخي ...؟
فيا ليتك تنظر إلى أدلة مكي وابن تيمية وابن الجزري وسائر الأئمة "المتخصصين" وتحللها واحدة واحدة بدلا من هذا الرد السريع...
ألا ترى أن (مكي) عبارة عن (الفحص والترجيح)...؟
ألا ترى أن (ابن تيمية) عبارة عن (البحوث الدقيقة)...؟
ألا ترى أن (ابن الجزري) عبارة عن (عشرات الأدلة)...؟
ألا ترى أن هذه الثلاثة عبارة عن (أهل الاختصاص)...؟
فليس الاعتماد على "مكانة" . إنما الاعتماد على أنهم أساطين الأدلة.
والله وحده المستعان.
---
محمود الشنقيطي(1/2947)
06-09-2006, 04:23 PM
أخي الكريم عبد الرحمن السديس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أرجو ألا نخلط بين المواضيع وتنعدم الفائدة في النقاش, فقبل الخوض في التواتر وصحة دعواه , أنا أريد منك تبيينا لما كتبته مُكَبَّراً باللون الأحمر وهو قول شيخ الإسلام بعد ذكره لكيفيات الأداء من تليين وإدغام وغيره (بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته)وهو يعني كما هو ظاهر من كلامه أن الصحابة اجتهدوا في أداء تلك الكيفيات كما يسوغ لهم بلغاتهم , وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجب أن يكون علمهم أداء تلك الوجوه كلها..
هذا الكلام يستحيل التسليم به لشيخ الإسلام رحمه الله وهو القائل في الفتاوى13/393-394 (ولم ينكر أحد من العلماء القراءات العشرولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده كمن يكون في بلد من بلاد الإسلام بالمغرب أو غيره, ولم يتصل به بعض هذه القراءات فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه ,فإن القراءة كما قال زيد بن ثابت: سنة يأخذها الآخر عن الأول , كما أن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الاستفتاحات في الصلاة ومن أنواع صفة الأذان والإقامة وصفة صلاة الخوف وغير ذلك كله حسن يشرع العمل به لمن علمه ,......الخ)
فكيف نجمع بين قوله الأول بالقطع بنفي الكيفيات , وبين قوله عن زيد إن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول؟؟
وما الذي جعل الاجتهاد سائغا للصحابة فحسب وممنوعا على غيرهم ما دام الأمر كذلك؟؟
ولم لا يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الكيفيات كما وصلتنا ؟ إذ الأصلُ يقتضي بيانه لها كما أنزلها الله عليه , وما فهِم من كلامه رحمه الله متناقض - في نظري - مع قوله في مقدمة التفسير(أما معرفة القراءة وحفظها فسنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول , فمعرفة القراءة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها , أو يقرهم على القراءة بها ,أو يأذن لهم وقدقرأوا بها, سنةٌ)(1/2948)
فهذا النص يشعر أنه رحمه الله ربما قصد أنهم قرأوها بقراءة صحيحة فأقرهم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولا شك أن هذا تبيين منه صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن نطق بكيفيته ابتداءاً , ولو كان رحمه الله يقصد ما فهمه الإخوان لأضاف لما سبق(أو اجتهدوا في أدائه من غير تببنه لهم) وهذا يستحيل والله تعالى أعلم
---
عبدالرحمن السديس
06-09-2006, 05:08 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يستحيل التسليم به، ولم يكن هو أول قائل به ، بل معنى جاء عند غيره ، وما نقلته من كلامه الأخير لا يناقضه بل هو موافق في الجملة ...
ولعلك أخي الفاضل تتأمل هذا الموضع من فتح الباري لابن حجر9/27:
ونقل أبو شامة عن بعض أهل الشيوخ أنه قال: أنزل القرآن أولا بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء ، ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحد منهم الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة ، ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل فهم المراد كل ذلك مع اتفاق المعنى وعلى هذا يتنزل اختلافهم في القراءة كما تقدم وتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا منهم .
قلت: وتتمة ذلك أن يقال إن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي أي أن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشير إلى ذلك قول كل من عمر وهشام في حديث الباب أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم .
لكن ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو لم يكن مسموعا له ومن ثم أنكر عمر على ابن مسعود قراءته (عتى حين ) أي (حتى حين) وكتب إليه "إن القرآن لم ينزل بلغة هذيل فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل" .(1/2949)
وكان ذلك قبل أن يجمع عثمان الناس على قراءة واحدة قال ابن عبد البر ـ بعد أن أخرجه من طريق أبي داود بسنده ـ : يحتمل أن يكون هذا من عمر على سبيل الاختيار لا أن الذي قرأ به ابن مسعود لا يجوز قال: وإذا أبيحت قراءته على سبعة أوجه أنزلت جاز الاختيار فيما أنزل .
قال أبو شامة: ويحتمل أن يكون مراد عمر ثم عثمان بقولهما نزلا بلسان قريش أن ذلك كان أول نزوله ، ثم إن الله تعالى سهله على الناس فجوز لهم أن يقرءوه على لغاتهم على أن لا يخرج ذلك عن لغات العرب لكونه بلسان عربي مبين ، فأما من أراد قراءته من غير العرب فالاختيار له أن يقرأه بلسان قريش لأنه الأولى وعلى هذا يحمل ما كتب به عمر إلى ابن مسعود ؛ لأن جميع اللغات بالنسبة لغير العربي مستوية في التعبير ، فإذا لابد من واحدة فلتكن بلغة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما العربي المجبول على لغته فلو كلف قراءته بلغة قريش لعثر عليه التحول مع إباحة الله له أن يقرأه بلغته ...
---
محمود الشنقيطي
06-09-2006, 08:20 PM
أخي الكريم
1- كلام أبي شامة محل اتفاق ولا غبار عليه لأن الخلاف في اجتهاد الصحابة في الإتيان بهذه الكيفيات , وكون القرآن نزل بلغات العرب المتعددة لا يدل على اجتهادهم في ذلك بل هو دليل على التلقي المباشر عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
وفي كلام ابن حجر دليل عليك لا لك حيث قال رحمه الله (بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم) وإيراده لاجتهاد بعض الصحابة لم يكن للاستدلال به على الجواز وإلا لما عقبه بنهي عمر لابن مسعود عن ذلك..
ولابن حجر بعد ما سقته عنه في نقلكَ كلامٌ لابن قتيبة يؤيد ما أردناه من عدم جواز الاجتهاد واستحالته حيث يقول رحمه الله (قال ابن قتيبة في أول تفسير المشكل له:كان من تيسير الله أن أمر نبيه أن يقرأ كل قوم بلغتهم).
والظاهر أنه أراد لفظ الحديث(إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك....)(1/2950)
2-ألا يشكل على هذا القول (أن القرآن نزل بلغة قريش ثم أباح الله لهم قراءته بلغاتهم ) - على فرض أن المراد به ما أردته أنت حفظك الله - أن حكيم بن حزام القرشي أنكر عليه عمر بن الخطاب القرشي قراءته واحتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقرِأُ أحدا بغير لغته؟
ثانيا : الحديث النبوي الصحيح واضح في عدم إمكانية اجتهاد الصحابة وتأمل قول جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف,فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا)
وقوله قبل ذلك (فلم أزل أستزيده).
كيف نقول مع هذه الألفاظ التي -لا تحتمل- أن الاجتهاد سائغ في الأداء؟؟
والله تعالى أعلم
---
عبدالرحمن السديس
06-09-2006, 09:15 PM
وفقكم الله
كلام أبي شامة عام ، ولذا حاول ابن حجر تقييده بتتمته ، لكنه أورد بعدها ما يعكر على ذلك من فعل سيد من سادات القراء ، ثم أعقبه بذكر كلام ابن عبدالبر... فتأمل .
---
(1/2951)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب مساعدة في بحث
---
طلب مساعدة في بحث
---
نوراليقين
04-27-2006, 09:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أخواتي وأخوتي اريد ان اطلب مساعدة انا طالبة في قسم اللغة العربية في جامعة بير زيت
وموضوع بحثي هو
تعدد المعاني في القرآن الكريم في جميع المستويات للغة
فهل لكم أن تساعدوني
---
أبو حذيفة
04-28-2006, 12:46 AM
ما الذي تريدينه بالضبط ؟ هل عندك كلمات وتريدي معرفة معانيها المتعدده ؟ أم غير ذلك ؟ إن كان المطلوب الأول فاذكري الكلمات وسوف أساعدك قد المستطاع ، وإن كان الثاني فبينيه ، حفظك الله ورعاك ونفع بك الإسلام وأهله .
---
منصور مهران
04-28-2006, 01:45 AM
أخي المستفسر وجدتك مرة تسأل عن الكتب التي تُعنى بتعدد أسباب النزول التي تؤدي إلى تعدد المعاني في القرآن الكريم ، والآن تسأل عن تعدد المعاني في القرآن الكريم في جميع المستويات للغة . قلت : أرى أن المطلبين يدوران في فلك واحد غير أن كتب أسباب النزول قد لا تسعفك في ذلك كثيرا ولكن تأمل (الدر المنثور) للسيوطي فالمتأخر زمانا يجمع أعمال من سبقوه فتجتمع الأقوال في كتاب واحد ، وخذ كتب الوجوه والنظائر مثل : بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي ، ونزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ، والوجوه والنظائر للدامغاني ، والتصاريف ليحيى بن سلام ، و وجوه القرآن الكريم لابن الضرير النيسابوري ، والمفردات للراغب الأصفهاني . ثم خذ كتب غريب القرآن وتأمل كل هذا وستجد - إن شاء الله - زادا ضخما من المعاني المتعددة على ما تحب وزيادة ، وإن شئت التوسع فانظر في كتب التفسير ولاسيما تفسير الطبري ، وبالله التوفيق .
---
(1/2952)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب ترشيح أفضل حوار (( علمي )) في الملتقى
---
طلب ترشيح أفضل حوار (( علمي )) في الملتقى
---
عبدالرحيم
10-30-2005, 12:42 PM
أخوتي الأفاضل...
أرجو مساعدتي في إيجاد حوار (( علمي )) بين رأيين متخالفين أو أكثر في هذا الملتقى المبارك..
ولو كان قبل شهور وسنوات .
وذلك لأضمنه في أطروحتي.
وبارك الله بكم.
---
خالد الباتلي
11-09-2005, 07:02 AM
أخي الكريم/ عبدالرحيم وفقه الله
هذا حوار جرى مع فضيلة الشيخ الدكتور / مساعد الطيار وفقه الله، أرجو أن تجد فيه مايفيدك في بحثك
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1028
وفقك الله
---
عبدالرحيم
11-09-2005, 03:07 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل
نقاش جميل من أكابر أكارم ما شاء الله
وإن كنت أفضل مناظرة أو نقاشا في موضوع ذي أهمية أكبر وبخاصة فيما يتعلق بعلوم القرآن الكريم
ولكن إن لم أجد سوى هذا فأسثبته في دراستي
وشكراً أخي المكرم
---
أبومجاهدالعبيدي
11-10-2005, 05:59 AM
لعلك تنظر في هذا الحوار :
حوار علمي في تفسير آية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=537&highlight=%CD%E6%C7%D1+%DA%E1%E3%ED)
ثم تتحفنا برأيك في المسألة وفقك الله .
---
(1/2953)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > انا بحاجة لكتاب يتحدث عن خواتيم الايات
---
انا بحاجة لكتاب يتحدث عن خواتيم الايات
---
نضال دويكات
07-16-2006, 02:06 PM
الرجاء ان كان هناك كتب على الشبكة تتحدث عن خواتيم الايات ومناسبتها للايات وضعها لنا للاستفادة منها ان شاء الله وله الاجر والثواب
---
أبو ذر الفاضلي
07-17-2006, 01:38 AM
لا أعرف كتاباً ينفرد بالخواتيم على حد علمي المتواضع ، ولكن الإمام البقاعي تعرض لهذا في كتابه نظم الدرر وأجاد وأظن أن فيه الكفاية
---
عبدالرحمن الشهري
08-02-2006, 04:30 PM
الأخ العزيز نضال وفقه الله .
لا أعرف كتاباً مختصاً ببحث هذا الموضوع على الانترنت . غير أن هناك كتباً مطبوعة خصصت لبحث هذا الموضوع منها كتاب للأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد ، نشرته دار العاصمة بالرياض ، بحث فيه علاقة خواتيم الآيات بما قبلها ، وعنوانه :
ختم الآيات بأسماء الله الحسنى ودلالتها
---
روضة
08-03-2006, 12:26 AM
بالإضافة إلى ما تفضل به الدكتور عبد الرحمن هناك كتاب مطبوع بعنوان: (الفاصلة في القرآن، لمحمد الحسناوي) يتحدث نظرياً عن هذا الموضوع، وكتاب (من أسرار المغايرة في نسق الفاصلة القرآنية، د. محمد الأمين للخضري)، و(من أسرار التعبير في القرآن، الفاصلة القرآنية، د. عبد الفتاح لاشين)، (أسلوب التعقيب في القرآن الكريم، محمد كريم الكواز).(1/2954)
ويمكن استنتاج وجه ارتباط خاتمة الآية (فاصلة الآية) بالآية الكريمة بعد البحث في المؤلفات على اختلاف مباحثها، فهذا الأمر يتطلب بحثاً في المعنى الدقيق للفظ الذي ورد في الفاصلة، ومعرفة معنى الآية، وقد يتعدى ذلك إلى معرفة سياقها، فلا بد من الاستعانة بالمعجمات اللغوية، ومن الضروري أن يقف الباحث على الفروق الدقيقة بين الألفاظ التي يُظن بينها الترادف، فقد يخطر في البال أن هناك لفظين بمعنى، وهناك كتب كثيرة مختصة ببيان الفروق اللغوية، كالفروق للعسكري.
ولا يُستغنى عما ذكره العلماء المفسرون في بيان بلاغة آي الذكر الحكيم من هذا الوجه، وهو وثوق الصلة بين الفاصلة والآية، فهذا مما يدلل على إعجاز القرآن الكريم البياني.
لذا فإن التفاسير ذات الطابع البياني اهتمت ببيان سر اختيار الكلمات لا سيما الفاصلة، ومنها تفسير الكشاف، وتفسير أبي السعود، والتبيان، والتحرير والتنوير، وتفسير المنار، والظلال، وغيرها.
---
العامر
08-03-2006, 03:03 PM
السيوطي ذكر انه لم يغفل مقاصد خوايتم الايات في كتابه ( اسرار التنزيل )
---
د. أنمار
08-03-2006, 05:29 PM
السيوطي ذكر انه لم يغفل مقاصد خوايتم الايات في كتابه ( اسرار التنزيل )
قلت وهو العنوان المختصر لأحد مؤلفات السيوطي التي لم تحقق بعد، فقد قال في الإتقان في النوع الثاني والستون في مناسبة الايات والسور :(1/2955)
افرده بالتاليف العلامة ابوجعفر بن الزبير شيخ ابي حيان في كتاب سماه البرهان في مناسبة ترتيب سور القران ومن اهل العصر الشيخ برهان الدين البقاعي في كتاب سماه نظم الدرر في تناسب الاي والسور وكتابي الذي صنفته في اسرار التنزيل كافل بذلك جامع لمناسبات السور والايات مع ما تضمنه من بيان وجوه الاعجاز واساليب البلاغة وقد لخصت منه مناسبة السور خاصة في جزء لطيف سميته تناسق الدرر في تناسب السور وعلم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته وممن اكثر منه الامام فخر الدين فقال في تفسيره : اكثر لطائف القران مودعة في الترتيبات والروابط .
اهـ
فهو يشير إلى كتاب صنفه، ولا أدري إن وقف أحد على كتابه هذا ونقل منه،
واسمه الكامل هو قطف الأزهار في كشف الأسرار
نص عليه عند الكلام على النوع الثالث والستون في الآيات المشتبهات قائلا:
افرده بالتصنيف خلق : اولهم فيما احسب الكسائي ونظمه السخاوي والف في توجيهه الكرماني كتابه البران في متشابه القران واحسن منه درة التنزيل وغرة التاويل لابي عبد الله الرازي واحسن من هذا ملاك التاويل لابي جعفر بن الزبير ولم اقف عليه .
وللقاضي بدر الدين بن جماعة في ذلك كتاب لطيف سماه كشف المعاني عن متشابه المثاني وفي كتابي اسرار التنزيل المسمى قطف الأزهار في كشف الأسرار من ذلك الجم الغفير والقصد به ايراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة بل تاتي في موضع واحد مقدمًا وفي اخر مؤخرًا
كقوله في البقرة: وادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطة
وفي الأعراف: وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدًا
وفي البقرة: وما اهل به لغير الله
وسائر القران: وما اهل لغير الله به
إلخ...
---
مهند شيخ يوسف
08-04-2006, 10:11 AM
أختنا (روضة) !
ذكرتم كتاب (التبيان) ، فأي كتاب تقصدون ؟؟
---
روضة
08-04-2006, 10:21 AM
أخي الكريم،(1/2956)
أقصد تفسير (التبيان في تفسير القرآن) للطوسي، وهو من تفاسير الشيعة، لكن فيه لفتات بيانية جميلة!!
ومثله تفسير الطبرسي: (مجمع البيان في تفسير القرآن).
---
مهند شيخ يوسف
08-04-2006, 10:47 AM
التبيان لشيخ الطائفة الطوسي معروف، لكن الذي أشكل علي أنكم رتبتم الكتب ترتيبًا زمنيًّا جيدًا، إلا أنكم وضعتم التبيان بعد أبي السعود، والطوسي توفي سنة 460. فكان ينبغي البدء به.
وشكرًا جزيلاً، إذ إنكم نبهتم إلى ما فيه من الفوائد البلاغية، ولم أكن على علم بذلك.
---
روضة
08-04-2006, 11:12 AM
هذا صحيح .. بارك الله فيكم.
وتفاسير الشيعة بشكل عام فيها فوائد بلاغية لم أجدها في تفاسير أهل السنة، فلا ضير أن يرجع إليها طالب العلم ـ في رأيي ـ إن كان في مأمن من الوقوع فيما يخالف مذهب أهل السنة، فالحكمة ضالة المؤمن.
والله أعلم.
---
نضال دويكات
08-04-2006, 11:32 PM
بارك الله فيكم على التفاعل وجزاكم الله كل خير
---
(1/2957)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد فهارس لتفسير الإمام القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية ؟
---
هل يوجد فهارس لتفسير الإمام القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية ؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 07:35 AM
كنت سألت هذا السؤال : أرجو ممن يعلم شيئاً عن وجود فهارس لتفسير الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية الأولى أوالثانية أن يتكرم بدلالتي عليه مشكوراً .
فتكرم الإخوة الكرام بالجواب وكان على النحو التالي :
[line]
المشارك7 : للشيخ مشهور حسن ال سلمان كتاب كشاف تحليلي للمسائل الفقهية في تفسير القرطبي وهوقديم.
وهناك كتاب جامع الاحكام الفقهية للامام القرطبي من تفسيره جمع وتصنيف فريد الجندي طبع دار الكتب العلمية في ثلاث مجلات وهو مرتب على الابواب الفقهية ويذكر كلام القرطبي ويجمعه من مظانه المختلفة .
[line]
المنصور : نعم ، هناك أربعة مجلدات خاصة بفهرسة هذه الطبعة ، أشرف عليها الدكتور : محمد المرعشلي ، وقام بالعمل فيها أربعة من الياحثين :مروان قصاب - محمد المرعشلي - محمد الأمد - هشام البخاري ، وهي من أنفس الفهارس وشاملة لكل مايخطر ببالك من أنواع الفهرسة .
ولعلك تجدها في الرشد وسم الفهارس : فهارس الجامع لأحكام القرآن ( 4 مجلدات )
والناشر : دار إحياء التراث العربي ، وتعاونت معها : مؤسسة التاريخ العربي ، وسنة الطبع : 1414هـ ، ط1
والسلام عليكم
[line]
وقد ذهبت لمكتبة الرشد صبيحة اليوم الثاني ، واشتريتها وهي كما ذكر الشيخ عبدالله المنصور حفظه الله ورعاه.
[line]
ثم سأل الأخ الكريم : محمد بن يوسف :: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
من يتكرم علينا بذكر رؤوس عناوين هذه الفهارس: فهارس الآيات، الأحاديث ...؟ وجزاكم الله خيرًا.(1/2958)
وجوابه يأتي إن شاء الله ، وإن كان في قول الشيخ المنصور (من أنفس الفهارس وشاملة لكل مايخطر ببالك من أنواع الفهرسة ) إجمال دال على المقصود .
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2005, 08:09 AM
جواباً لسؤال أخي الكريم محمد بن يوسفف .
الفهارس التفصيلية لتفسير القرطبي - طبعة دار الكتب المصرية الثانية ، تشتمل على اثني عشر فهرساً وهي كالتالي:
• فهرس أبجدي بأسماء السور ومواضع تفسيرها.
• فهرس أسماء السور على ترتيب القرآن الكريم .
• فهرس الأحاديث النبوية الشريفة وآثار الصحابة والتابعين ومشاهير أقوال المفسرين.
• فهرس المسائل الأصولية.
• فهرس الأحكام الفقهية.
• فهرس الأعلام.
• فهرس الجماعات والفرق.
• فهرس الأماكن والبلدان.
• فهرس الأشعار والقوافي والأرجاز.
• فهرس أبجدي بأسماء الكتب التي صرح الإمام القرطبي بذكر أسمائها في تفسيره.
• فهرس الشيوخ ومن روى عنهم القرطبي.
• فهرس الموضوعات العامة للكتاب.
جزاهم الله خيراً على هذا الجهد الموفق لخدمة هذا السفر العظيم ، وتلك الطبعة النفيسة.
---
فهد الناصر
02-04-2005, 08:19 PM
مسألة مهمة سألني عنها أحد الإخوان قبل مدة طويلة ، ونفيت أن يكون للتفسير فهارس !!
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد ، وبارك الله فيك يا شيخ عبدالله على هذه المعلومة القيمة . لكن هناك سؤال للأخ عبدالله المنصور والإخوة : ما الفرق بين الطبعة الأولى والثانية والثالثة لتفسير القرطبي المطبوع في دار الكتب المصرية ؟ هل من جواب ؟
---
المحب الكبير
02-20-2005, 01:49 AM
بارك الله فيكم
---
(1/2959)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رجل يموت في المسجد وهو يلقي خطبة
---
رجل يموت في المسجد وهو يلقي خطبة
---
روضة
11-24-2006, 11:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقطع فيديولرجل يأتية ملك الموت وهو يلقي خطبة في المسجد وكان آخر كلامة لا اله إلا الله ...
ما شاء الله يموت في المسجد وهو يلقي خطبة وآخر كلامة لا اله إلا الله ...
يا لها من حسن الخاتمة ...
اذا كان هذا الرجل قد اتاة ملك الموت وهو علي هذة الطاعة ...
فقرر أنت علي ماذا يأتيك ملك الموت ...
طاعة أم معصية ...
واعلم انك تبعث علي ما مت عليه ...
أترككم مع المشهد الذي سيفطر القلوب
http://www.khaimawi.com/nuke/otherimages/news/wafah.wmv
اللهم أحسن خاتمتنا جميعاً يارب العالمين
---
محمود الشنقيطي
12-20-2006, 02:16 PM
الرابط لا يعمل.!!
---
روضة
12-20-2006, 03:14 PM
الرابط يعمل عندي وها هو مرة أخرى
http://www.khaimawi.com/nuke/otherimages/news/wafah.wmv
---
خالد البكري
12-21-2006, 05:07 PM
جزاك الله خير أختي روضة على هذا المقطع ، الله يرحمه ويدخله جنات رب العالمين
---
محمدغراب
12-26-2006, 02:05 AM
اللهم اغفر له وارحمه والحقنا به على الاسلام والايمان والله لقد شعرت فعلا معنى الآية الكريمه
( ونحن أقرب اليه من حبل الوريد)
( ونحن أقرب اليه منكم ولكن لاتبصرون)
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا على طاعتك اللهم توفنا مسلمين والحقنا بالصالحين آمين
---
نورة
12-26-2006, 04:56 AM
سبحان الله
اللهم تقبّله من الصالحين المخلصين
وأحسن عاقبتنا في الأمور كلّها, وأجرنا من خزيّ الدنيا وعذاب الآخرة
---
(1/2960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دفع الشبهه للذين قالوا النصارى للذين آمنوا أقربهم مودة
---
دفع الشبهه للذين قالوا النصارى للذين آمنوا أقربهم مودة
---
المعتصم بالله
02-04-2006, 05:14 AM
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين وقدوة الناس أجمعين الذي قال الله تعالى فيه ( وإنك على خلق عظيم ) فكمَّله وزكَّاه من فوق سبع سماوات وأراضين, وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين, وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ... أما بعد :(1/2961)
فلقد آلمنا ما سمعناه في وسائل الإعلام وما تردد على ألسن المسلمين لاسيما الخطباء منهم والدعاة وما عرضته الصحفية الدنماركية من صور كاركاتيريه تُسيء للحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو الهادي البشير, السراج المنير, أرسل الله رحمة للعالمين فليس للمسلمين فحسب بل للعالم أجمع, وعلى حين غفلة و بدون مقدمات يكشف الأعداء عن أنيابهم, ويفصحوا عما تُكِنُّه قلوبهم-قد بدت البغضاء من أفوههم وما تخفي صدورهم أكبر- فلم يكفهم قتل أبرياء المسلمين, وهتك أعراض المؤمنات الغافلات فأخذوا يسبون الإسلام وأهله فبدأ أعداء الله بإهانة المصحف الشريف وتمزيقه .. ثم أتبعوا ذلك سبَ نبي المسلمين .. ألا جُفت أقلام, وشُلت سواعد, وأُخرست ألسن, تعرضت إلى حبيب رب العالمين وخليله, وصفيه وخيرته من خلقه .. وقد توعد الله جل وعلا أن يكفيه المستهزئين وأن يعصمه من الناس ..فنسأل الله جلت قدرته أن يرينا فيهم ما يشف صدور قومٍ مؤمنين ...وهب المسلمون على إثر ذلك نصرة لنبيهم ودفاعاً عن حبيبهم صلى الله عليه وسلم في شتى الوسائل والمجالات فكان مما يتداوله بعض الدعاة في هذه الأزمة قوله تعالى : (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين إنا نصارى ..) فظن بعض الناس أن فيها تزكية للنصارى من جهة المسلمين وأنهم ليسوا أعداء للإسلام والمسلمين والأمر ليس كذلك .. فنظرت -ولا أدعيه- ما تيسر لي من كتب أهل العلم على عُجَالة .. فإليك ما نظرت فيه والشروع في المقصود :
قال البغوي -رحمه الله- في تفسيره ( مطلع الجزء السابع من سورة المائدة ) :
( لم يرد به جميع النصارى لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين, وأسرهم, وتخريب بلادهم, وهدم مساجدهم, وإحراق مصاحفهم, لا.. ولا كرامة لهم بل الآية فيمن أسلم منهم مثل النجاشي وأصحابه )اهـ .
وقال ابن كثير –رحمه الله- في تفسيره :(1/2962)
( قال علي بن أبي صلحة عن ابن عباس : نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه الذين حين تلا عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن بكوا حتى أخضلوا لحاهم . وهذا القول فيه نظر لأن هذه الآية مدنية, وقصة جعفر مع النجاشي قبل الهجرة ..)
ثم قال رحمه الله :
( أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة وما ذاك إلا لِما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة كما قال تعالى: ( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ), وفي كتابهم : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر , وليس القتال مشروعاً في ملتهم .. ) اهـ .
ويقول سيد –رحمه الله- في كلامٍ نفيس فتأمله ..( في ظلال القرآن -بتصرف بسيط- ( 2/964,963,962) ) :
] إن هذه الآية تُصور حالة, وتُقَرر حكماً في الحالة ..تصور من فريق أتباع عيسى -عليه السلام- الذين قالوا إنا نصارى, وتقرر أنهم أقرب مودة للذين آمنوا .. ومع متابعة مجموع الآيات التي لا تدع مجالاً للشك في أنها تصور حالة معينه هي التي ينطبق عليها هذا التقرير المعين فإن كثيرين يخطئون فهم مدلولها .. لذلك ند من الضروري –في ظلال القرآن- أن نتابع بالدقة تصوير هذه الآيات لهذه الحالة التي ينطبق عليها الحكم الخاص :
إن الحالة التي تصورها هذه الآيات هي حالة فئة من الناس قالوا إنا نصارى هم أقرب مودة للذين آمنوا ( ذلك بأن منهم قسيسن ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) .. فمنهم من يعرفون حقيقة دين النصارى فلا يستكبرون على الحق حين يتبين لهم ..(1/2963)
ولكن السياق القرآني لا يقف عند هذا الحد ولا يدع الأمر مجملاً ومعمماً على كل من قالوا إنا نصارى إنما هو يمضي يُصوِّر موقف هذه الفئة التي يعينها فقال : ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ..) فمن صفاتهم أنهم إذا سمعوا الآيات القرآنية اهتزت مشاعرهم ولانت قلوبهم وفاضت أعينهم بالدمع تعبيراً عن التأثير العميق العنيف بالحق الذي سمعوه.
وأنهم لا يقفون موقف المتأثر ثم ينتهي أمره مع هذا الحق؛ بل يقولون (( ربنا آمنا فاكتبا مع الشاهدين * ) فهم أولاً يعلنون لربهم إيمانهم بهذا الحق الذي عرفوه ثم يدعونه إلى أن يضمهم إلى قائمة الشاهدين-والشاهدون هم الذين شهدوا لله بالتوحيد ولرسله بالرسالة- وأن يسلكهم في سلك الأمة القائمة عليه في الأرض .. الأمة المسلمة الشاهدة لهذا الدين بالحق والتي تؤدي الشهادة بلسانها وبعملها وبحركتها لإقرار هذا الحق في حياة البشر ..
ولا يقف السياق القرآني هنا عند بيان من هم الذين آمنوا يعينهم بأنهم أقرب مودة للذين آمنوا من الذين قالوا إنا نصارى وعند بيان سلوكهم في مواجهة ما أنزل الله إلى الرسول من الحق في اتخاذ موقف إيجابي صريح بالإيمان المعلن, والانضمام إلى الصف المسلم والاستعداد لأداء الشهادة بالنفس والجهد والمال ..
ولا يقف السياق القرآني عند هذا الحد في بيان أمر هؤلاء الذين يقررون أنهم أقرب للذين آمنوا بل يتابع خطاه لتكملة الصورة و رسم المصير الذي انتهوا إليه فعلاً ( فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين وذلك جزاء المحسنين ) ..
لقد علم الله صدق قلوبهم وألسنتهم وصدق عزيمتهم على المضي في الطريق ..(1/2964)
ولا يقف السياق القرآني عند هذا الحد في تحديد ملامح هذا الطريق المقصود من الناس الذين تجدهم أقرب مودة للذين آمنوا بل إنه ليمضي فيميزه من الفريق الآخر من الذين قالوا إنا نصارى عمن يسمعون هذا الحق فيكفرون به ويكذبون ولا يستجيبون ولا ينضمون إلى صفوف الشاهدين فقال : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ).. ) اهـ .
وقال السعدي -رحمه الله- في تفسيره :
(" ولتجدن أقربهم مودة للذين آمونا الذين آمنوا قالوا إنا نصارى .." وذكر تعالى لذلك أسباب منها أن منهم قسيسين ورهبانا أي علما متزهدين وعباداً في الصوامع متعبدين – والعلم مع الزهد وكذلك العبادة مما يلطف القلب ويرققه ويزل ما فيه من الجفاء والغلظة .. ومنها : أنهم " إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول" محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لله بالتوحيد ولرسله بالرسالة وصحة ما جاءوا به ويشهدون للأمم السابقة بالتصديق والتكذيب ..الخ )اهـ .
وقال العلَّامة ابن القيم رحمه الله (بدائع الفوائد-186,185,184) :
( وجه تفسير المغضوب عليهم باليهود, والضالين بالنصارى مع تلازم وصفي الغضب والضلال .. فالجواب أن يقال: هذا ليس بتخصيص نفي كل صفة عن أصحاب الصفة الأخرى فإن كل مغضوب عليه ضال وكل ضال مغضوب عليه, لكن ذكر كل طائفة بأشهر وصيفها وأحقها به وألصقه بها وذلك هو الوصف الغالب عليهما ..)
وقال في موضع آخر : ( وأما وصف النصارى بالضلال ففي قوله تعالى: ( قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ) فهذا خطاب للنصارى ..
ثم قال : وإنما سر الآية أنها اقتضت تكرار الضلال في النصارى ضلالاً بعد ضلال لفرط جهلهم بالحق .. ووجه تكرار هذا الضلال أن الضلال قد أخطأ نفس المقصود فيكون ضالاً فيه فيقصد ما لا ينبغي أن يقصده ويعبده وقد يصيب مقصوداً حقاً لكن يضل في طريق طلبه والسبيل الموصلة إليه
فالأول : ضلال في الغاية.(1/2965)
والثانية ضلال في الوسيلة .
ثم إذا دعا غيره إلى ذلك فقد أضله , أسلاف النصارى اجتمعت لهم الأنواع الثلاثة فضلوا عن مقصودهم حيث لم يصيبوه ..إلخ كلامه النفيس الماتع [ اهـ.
هذا ما تيسر جمعه وتسطيره هنا فإن كان من زلل فمني والشيطان, وإن كان شيئاً حالفه الصواب فلله الفضل والمنة .. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
د.أبو بكر خليل
02-04-2006, 08:33 AM
.......
فلقد آلمنا ما سمعناه في وسائل الإعلام وما تردد على ألسن المسلمين لاسيما الخطباء منهم والدعاة وما عرضته الصحفية الدنماركية من صور كاركاتيريه تُسيء للحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهو الهادي البشير, السراج المنير,
...............
فكان مما يتداوله بعض الدعاة في هذه الأزمة قوله تعالى : (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين إنا نصارى ..) فظن بعض الناس أن فيها تزكية للنصارى من جهة المسلمين وأنهم ليسوا أعداء للإسلام والمسلمين والأمر ليس كذلك .. فنظرت -ولا أدعيه- ما تيسر لي من كتب أهل العلم على عُجَالة .. فإليك ما نظرت فيه والشروع في المقصود : ............................
.
-------------------------------------------------------
أحدث هذا ؟
أين سمعت هذا الادعاء العجيب ، و من قال ذلك الكلام المريب الآن ، و بخاصة (( في هذه الأزمة )) - كما قلت ؟؟؟
نعم قد يقولها النصارى المخادعون ، و لكن ليس الآن عقلا ،
و لا يقولها مسلم صادق الإيمان من العوام قبل العلماء - (( في هذه الأزمة )) بالذات ، و ليس الآن قطعا ، فضلا عن أن يتداولها (( بعض الدعاة )) - كما قلت ؟؟؟
* * * * * * *
- هذا ، و قد سبق الرد على هذه الشبهة الواهية في الملتقى فيما مضى ، و تجده في هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3898
---
د. هشام عزمي
02-05-2006, 10:02 AM(1/2966)
بسم الله والحمد لله . . .
يبدو أن الأخ الكريم يقصد بالدعاة والخطباء دعاة تقريب الأديان وغيرهم من زبانية الدعوات المشبوهة ، ولا يقصد بالطبع أهل العلم الحقيقيين ؛ فهذا أبعد ما يكون عنهم .
أما هذه الآية فهي نزلت في قوم معروفون وهم النجاشي وأصحابه ، وهي أصح رواية في سبب نزول الآية .. يقول العلامة مقبل الوادعي في (الصحيح المسند من أسباب النزول) : (( الحديث رجاله رجال الصحيح إلا محمد بن إدريس والد ابن أبي حاتم وهو حافظ كبير وقد ساقه النسائي بهذا السند عازيًا له للنسائي وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص419 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة )) ص98 .
---
(1/2967)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ملتقى أهل التفسير والإمام مجاهد رحمه الله تعالى !!
---
ملتقى أهل التفسير والإمام مجاهد رحمه الله تعالى !!
---
ابو حيان
09-22-2003, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
إخواني أعضاء ملتقى أهل التفسير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم فكرة لمشروع طرحته على مشرف ملتقى الاقتراحات الشيخ عبد الرحمن الشهري وخلاصة هذه الفكرة أن يستفاد من الملتقى استفادة منهجية بأن تجعل في الملتقى حلقات مدارسة حول معاني كتاب الله بحيث يتدارس في كل حلقة معاني جزء من الأجزاء يطرح فيها كل ما يحقق الفهم الصحيح الواضح لآيات هذا الجزء خلال مدة معينة وكان المقترح أن تكون شهراً.
أبدى الشيخ عبد الرحمن تأييده لهذه الفكرة و طلب مني الشروع فيها فأحببت أن أقدم هذه المقدمة تجلي ما أنشده من هذا المشروع فأقول :
كلنا يقرأ كتاب الله على الأقل مرة كل شهر – هذا الظن بالاخوة جميعا ومن خرج عن هذا فليراجع نفسه- حينما يريد الواحد من أن يتدبر في آيات القرآن أو يقرأ في تفسيرها تعرض له بعض الاشكالات التي تقلل من فهمه لها أو بعض الفهوم التي يتشكك من صحتها وبعض هذه قد يكفي فيها الرجوع إلى كتب التفسير والآخر منها لا تكفيه تلك الكتب فيها بل قد تضاعف في الإشكال مما يحتاج فيه الأخ إلى معونة "أهل التفسير" فيها. ومن هنا جاء هذا المشروع ولكن بصيغة منهجية يمر فيها أحدنا على القرآن كله.(1/2968)
فهذه الفكرة هي اقتداء بما فعله الإمام مجاهد حينما قال : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات أقف فيها عند كل آية أسأله عنها أو كما قال رحمه الله. فالقصد منها إذا عرض القرآن على " أهل التفسير " في هذا الملتقى ليس ثلاث مرات بل مرة واحدة بصورة منهجية يستطيع بعضنا أن يجعلها جزءا من برنامجه في معرفة آيات كتاب الله وفهم معانيها.
ذكر الشيخ عبد الرحمن أن مدة شهر واحد قد لا تكفي في عرض الجزء ورأيت أن ما قاله صحيح سديد ثم رأيت أيضا ان تقسيم الحلقات على سور القرآن أو على مجموعة منها إن كانت قصارا أولى وأحسن والله أعلم
أود من الاخوة أن يتفاعلوا مع هذا المشروع تحت هذه العناصر :
(1) آيات قرأها الأخ وأشكلت عليه إما بسبب مفردة من المفردات مثل قوله تعالى:(ألم نستحوذ عليكم) ، أو تركيب من التراكيب ، مثل قوله تعالى:(ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه) ، أو وضع جزء الآية ومناسبته لما قبله وما بعده ، مثل قوله تعالى:(وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم). ما معنى تعليله بكونهم ملا قوا ربهم ؟ أو غير ذلك مما يتسبب في ضعف الفهم للآية.
(2) إشكالات قرأها في تفسير بعض علماء التفسير لبعض الآيات.
(3)آيات سأل عنها بعضنا وبحث وناقش حتى اطمأن إلى جواب فيها فليعرض لنا تجربته.
(4)آيات يرى بعض المتخصصين من المشايخ المشرفين وغيرهم أنها قد تشكل وأنها تحتاج إلى مزيد من البيان والإيضاح بحكم تخصصه وخبرته.
(5) الآيات الظاهرة لا يوقف عندها إنما المقصود الآيات التي تحتاج إلى تأمل ونظر حتى يفهم معناها عند الواحد منا والفهوم تختلف قوة وضعفاً.
هذا ما أحببت أن أضيفه في هذا الملتقى المبارك وأسأل الله أن يبارك لنا في هذا المشروع مع العلم أن شعار هذا المشروع هو ما نقل معناه عن ابن جرير :" كيف يتلذذ بالقرآن من لم يفهم معناه"(1/2969)
طلاب العلم الواجب عليهم أن يثنوا ركبهم عند العلماء ليحققوا مثل هذه المقاصد ولكن من نعمة الله علينا أن يسر الله لنا مثل هذه التقنيات لتكون رافدا آخر في طلب العلم يثني فيها طالب العلم أصابعه عند لوحة المفاتيح !!
هذا عن منهج هذا المشروع أما الشروع فيه فسيكون بإذن الله مع بداية شهر شعبان بإذن الله إذ إن البداية في مثل هذه الأمور تحتاج أن تكون قوية ودافعة مما يجعلني أحمل شيئا من الهم نحوها أسأل الله أن يعين ويسدد.
وصلى الله على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين
---
(1/2970)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > مشروع تحويل خط مصحف المجمع لخط إملائي يرسم عثماني
---
مشروع تحويل خط مصحف المجمع لخط إملائي يرسم عثماني
---
أيمن صالح شعبان
08-19-2006, 04:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام
أقترح عليكم البدء بالتعاون معي لتحويل خط مصحف المدينة النبوية إلى خط يفهم الحاسوب يمكننا التعامل معه بالبحث .
حيث العقبة الحالية وضع هذا الخط بإسلوب الترميز الغبي(عذرا لهذا الوصف) وقد أشرت إلى ذالك مرارا وتكرارا لكن دون جدوى ،،، وحيث أن المجمع قد أتاح للجميع بالفعل التعامل بهذا الخط فيسرني تكملة البناء ببرمجته ليستخدم بواسطة الإدخال اليدوي القياسي على غرار ما برمجت به مصحف ويب واحتاج لمجموعة من الباحثين تقوم بمساعدتي بتجهيز هذه مادة علمية أقوم بالبرمجة عليها .
والمطلوب:
ستة أفراد متطوعين لهذا العمل بحيث يقسم النص القرءان إلى خمسة أجزاء لكل فرد .
يقوم كل فرد بمطالعة الجزء القرءان المسؤل عنه ويخرج من كل صفحة تكرار الكلمات موحدة الشكل والبناء .
وأنا على استعداد تم لوضع هذه البرمجة مجانا لخدمة الباحثين.
فمن لها معي
---
الطبيب
08-20-2006, 02:13 PM
أخي الكريم وفقك الله...
هل بالإمكان ذكر المزيد من تفاصيل المشروع، كلغة البرمجة المطلوبة والتقنيات المستخدمة، فحسب ما فهمت من كلامك أن البرنامج سيقلل الحجم المطلوب للخطوط بحذف المتكرر، لكن ألا ترى أن يكون هناك ضغط للخطوط بعد الحذف وفكها أثناء تنفيذ البرنامج فقط ..
على أية حال، التفاصيل تفيد حتى غير المتخصصين فقد ينقلها أحد الإخوة إلى منتدى آخر فتجد من يطور الفكرة أو يتفاعل مع المشروع.
ودمتم ،،،
---
أيمن صالح شعبان
08-21-2006, 01:03 PM
السلام عليكم
أشكر لأخي مروره ، ولم أذكر ما ذكره من قريب أو بعيد(1/2971)
فقط أريد ستة من الحفاظ لكتاب الله تعالى للقيام بالمشروع لتكليفهم بإعداد المادة العلمية عن طريق الاستقراء التام لصفحات المصحف !!
يمكن لإخواني في المنتدى تحميل خط لسورة الفاتحة مبرمج بهذه الفكرة فقط فك المرفقات ثم حمل الخط إلى مجلد الخطوط بالنظام ثم اكتب سورة الفاتحة لكن بالتشكيل ترى النتيجة
والله الموفق
اضغط هنا لتحميل المرفقات (http://www.furqan.ws/haf.rar)
كما يمكنهم المطالعة للنتيجة فورا من هذا الرابط:
www.furqan.ws/haf.htm (http://www.furqan.ws/haf.htm)
---
د. أنمار
08-21-2006, 05:57 PM
شيء أكثر من رائع، وفكرة إبداعية، أتمنى لو كان عندي الوقت لمساعدتكم، وأقل ما يمكنني فعله هو أن أقترح عليكم عرض الفكرة في منتدى الدكتور الغوثاني، ومنتدى الوحيين. أظن أن هناك من الكوادر الفتية ممن يفيدون في مثل هذا الغرض. اللهم أعن عبدك أيمن على ما هو مقدم عليه، وافتح عليه من فتوح العارفين ومن إلهام المرسلين ومن حفظ الملائكة المرقبين.
---
أيمن صالح شعبان
08-23-2006, 02:50 AM
آمين آمين آمين
إن شاء الله خيرا
لمن أراد التفاعل والمساعدة في المادة العلمية سأضع نص القرءان إملائي في المرفقات ثم أشرح المطلوب لمن يريد استقراء النص قريبا إن شاء الله تعالى
---
عماد الدين
08-23-2006, 10:42 PM
وفقك الله لكل خير
رأيت سورة الفاتحة وجربت نسخها لملف الوورد
فعلا يمكن نسخها كهيئة خط
فقط سؤالي : لماذا تظهر سورة الفاتحة غير واضحة في الموقع الذي وضعته ؟
وهل يمكن إظهار سور القرآن في صورة أوضح ؟
وهل يمكن أن تشرح بشيء من التفصيل ما هو المطلوب لمساعدتك في هذا المشروع ؟
اسمح لي أخي .. فلم تتضح الصورة لدي بعد.
---
أيمن صالح شعبان
08-24-2006, 05:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور المفضال عماد الدين حفظه الله
عن الأسئلة:(1/2972)
يظهر النص في الموقع بصورة غير واضحة في موقعي نتيجة كارت الشاشة خاصتك في أغلب ظني ، وهي ملحوظة وضعتها في الحسبان وقمت بعمل اللازم بغير إضافة مؤثرات على النص يمكنك معاودة الرابط وأشكر لك هذه الملحوظة الهامة . وفيها الجواب عن السؤال الثاني.
بالنسبة للمراد من المساعدة العلمية :
هي استقراء نص القرءان صفحة تلو الأخرى والخروج بمكرارت الكلمات المتشابهة في كل صفحة على حدة :
مثلا:
سورة الفاتحة :
ص 1
الرحمن ءاية 1 ------ 3
عليهم ءاية 7 -------7
حيث تكررت كلتا الكلمتين في هذه الصفحة في المواطن المذكور (الأرقام إشارة إلى الآيات)
لا يدخل في الاستقراء إياك وكلمة وإياك لدخول العطف .
هذا المطلوب فقط ..
---
العبادي
08-24-2006, 01:20 PM
أخي الكريم أيمن شعبان وفقك الله لكل خير ونفع بك..
حمّلت الخط إلى جهازي، ولكني لم أستطع الاستفادة منه في الكتابة على الوورد، إنما استفدت عندما نسخته من موقعك وألصقته على الوورد فظهر الخط..
والسؤال: كيف يمكن أن أستفيد من الخط حتى أكتب سورة الفاتحة -مثلا- بنفسي، لأني حاولت ولم أفلح.
جزاك الله خيرا وأعانك.
---
أيمن صالح شعبان
08-25-2006, 04:29 AM
السلام عليكم الأخ العبادي ووفقك الله ونفع بك آمين
لكي تكتب بالخط قم بالكتابة العادية لسورة الفاتحة بالتشكيل المتعارف عليه ليس إلا ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هكذا ب كسرة (ِ) س سكون (ْ) م كسرة (ِ).
وليس الغرض من المشروع هو الكتابة في حدى ذاتها بل المراد التيسير على الباحثين في التعامل مع الخط حيث بنتهاء المشروع إن شاء الله تعالى يكون لدينا ملف واحد به القرءان برسم مصحف المدينة النبوية المشرفة يمكن البحث فيه بواسطة الإملاء وجلب الآيات والشواهد منه في البحوث العلمية بيسر تام وتوفير للوقت ودقة في الآداء حتى لو أردت مراجعة ما نقلت في طيات أبحاثك من الآيات يمكنك ذلك بواسطة البحث الإملائي العادية هذا جوهر الموضوع.(1/2973)
---
(1/2974)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من عنده تحريرات علمية على الإتقان للسيوطي
---
من عنده تحريرات علمية على الإتقان للسيوطي
---
أيمن صالح شعبان
04-02-2005, 04:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام هل توجد تحريرات علمية على كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي سواء كانت مطبوعة أو خاصة فالرجاء الإمداد بها والإرشاد إليهم .
---
جمال أبو حسان
04-03-2005, 08:37 AM
اعتقد انك ستجد شيئا يسيرا مما طلبت في النسخة المححققة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف وهي قيد الطباعة الان
لكنك لن تجد بغيتك في كل ما تريد وقد حقق الدكتور فضل عباس شيئا منها في كتابه اتقان البرهان في علوم القران
وكتاب السيوطي يحتاج الى تحريرات كثيرة جدا يسر الله تعالى لها احد الغيورين على العلم واهله
---
أيمن صالح شعبان
04-03-2005, 06:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله . أشكر فضيلة الدكتور جمال لرده .
حبذا لو وضعنا مشروع ميسر لهذه التحريرات يشترك فيها الإخوة الباحثين في المنتدى .
وسوف أضع أولى هذه التحريرات بتحرير كافة الأحاديث الصحاح الواردة في أسباب النزول وذلك اعتمادا على كتاب الواحدي تحقيقي طبع دار الحديث سنة 1992، وكنت استدركت على الواحدي في كل ما فاته من أحاديث صحاح واردة في أسباب النزول، وكل هذه الاستدراكات صحيحة و التي بلغت قريبا من مئة . والله الموفق
---
(1/2975)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً كتاب المحرر في علوم القرآن د: مساعد الطيار
---
صدر حديثاً كتاب المحرر في علوم القرآن د: مساعد الطيار
---
أبو حسن
09-25-2006, 09:32 PM
صدر حديثاً كتاب المحرر في علوم القرآن د: مساعد الطيار
طبعة مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
---
أبو المعتز القرشي
09-26-2006, 03:10 AM
أخي أبا حسن بشرك الله بالخير ، وبارك الله في الدكتور مساعد
---
جمال أبو حسان
09-26-2006, 11:36 AM
ليت هذا الكتاب يطير الينا على جناح الطائر الميمون فانا في مسيس الحاجة الى الكتب المحررة
---
القعقاع محمد
09-26-2006, 12:05 PM
ليت هذا الكتاب يطير الينا على جناح الطائر الميمون فانا في مسيس الحاجة الى الكتب المحررة
أثني على ما قاله د. جمال
---
فهد الوهبي
09-26-2006, 12:51 PM
بشركم الله بالخير واسأل الله تعالى أن ينفع بالشيخ الدكتور مساعد الطيار وأن يبارك في جهوده..
---
الراية
09-26-2006, 02:46 PM
بشرى طيبة
أين نجد الكتاب في مدينة الرياض ؟
---
أبو حسن
09-26-2006, 03:06 PM
مكتبة الكوثر ت : 01273662
توزيع دار ابن الجوزي
---
أبو صالح التميمي
09-28-2006, 02:39 PM
وفي التدمرية أيضا.
---
ابن الجزيرة
10-01-2006, 03:51 AM
هو في التدمرية بسعر جيد 19 ريال، ويقع في 364 صفحة .
---
عبدالرحمن الشهري
10-04-2006, 02:41 PM
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_966645239dc486501.jpg
---
(1/2976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أكبر موسوعة للكتب الاسلامية والعربية على الانترنت...
---
أكبر موسوعة للكتب الاسلامية والعربية على الانترنت...
---
ابو حنيفة
08-09-2004, 10:21 PM
هذه أكبر موسوعة للكتب الاسلامية والعربية على الانترنت نرجوا منكم الدعاء : اليكم الرابط:http://www.almaktba.com/
---
عبدالرحمن الشهري
08-10-2004, 01:34 AM
أسأل الله أن يوفقك ، وأن يبيض وجهك في الدنيا والآخرة . قل : آمين .
جهد رائع ، ونسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المشروع العلمي الرائد.
---
الراشد
08-15-2004, 05:19 AM
جزاك الله خيرا
---
خالد أبوفارس
04-07-2006, 12:09 AM
السلام عليكم : نشكركم على الرغم من عدم معرفة ما بها منكتب جديدة
---
خالد أبوفارس
04-07-2006, 12:11 AM
هل عندكم مخطوطات فقهية
---
حمدي باه
04-09-2006, 09:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله غير الجزاء وثابكم على هذا الموقع النفيس
---
أبو ذر الفاضلي
04-12-2006, 02:40 AM
لا أدري أأعجب من مفاجئتك لنا أم من جمال الخط الذي دبجت به اسمك
---
عمرو الشاعر
06-01-2006, 10:38 PM
جزاك الله خيرا أخي العزيز على هذا الرابط ونفع بك دوما
---
ابو حنيفة
06-02-2006, 04:14 PM
بارك الله فيكم اجمعين وجمعنا واياكم في جنات النعيم .... امين
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 11:12 AM
أثابك الله خيرا
وأحسن إليك
ورحم والديك
---
(1/2977)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حصر الإستشهاد بالآيات في معنى واحد دون غيره
---
حصر الإستشهاد بالآيات في معنى واحد دون غيره
---
سلسبيل
05-11-2005, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يكون لآية من كتاب الله معنين أو عدة معاني فيُشتهر معنى دون غيره من المعاني الأخرى الصحيحة التي ربما تكون أصح من المعنى المشتهره به في الإستشهاد .
فهل يعد ذلك من الإخلال بفهم هذه الآية عند الكثير أوترجيحا للمعنى المشتهر أو جهلا بالآخر ؟ وهل يلزم توضيح المعنى الآخر أو التحمس لنشر المعنى الغير مستخدم في الإستشهاد في مقابل ذلك ؟
أمثلة على ذلك :
1- قوله تعالى في سورة القصص " وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا "
فقد اشتهر الإستشهاد بهذه الآية في موضع الحث على التمتع بما أباح الله في الدنيا من المآكل والمشارب وغيرها وخاصة في النصح لمن يبالغ في الزهد فيها .
ويكاد من لا إطلاع له على كتب التفسير وأقوال المفسرين أن يجزم بأن ليس للآية غير هذا المعنى مع أن لها معنى يكاد يكون مغاير للمعنى السابق ومن ذلك :
1- وقوله: وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيا يقول: ولا تترك نصيبك وحظك من الدنيا, أن تأخذ فيها بنصيبك من الاَخرة, فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله.
عن عون بن عبد الله وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيا قال: إن قوما يضعونها على غير موضعها. ولا تنس نصيبك من الدنيا: تعمل فيها
بطاعة الله
- عن مجاهد وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيا قال: أن تعمل في دنياك لاَخرتك. تفسير الطبري
- "ولا تنس نصيبك من الدنيا"، قال مجاهد، وابن زيد: لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة...... تفسير البغوي(1/2978)
- ولا تنس) تترك (نصيبك من الدنيا) أي أن تعمل فيها للآخرة..... تفسسير الجلالين
فيتبين لنا من أقوال السلف السابقة أن نصيبك من الدنيا هو ما ينفعك في الآخرة، وليس على ظاهره أنه حظوظك من الدنيا
وشهواتك. ثم إن هذه الآية وردت بعد ذكر قصة قارون وقارون كان متمتعا في الدنيا ولم ينس نصيبه الظاهري منها من زينة ومال فلم يكن زاهدا في الدنيا بحاجة لمن يذكره بحظوظ نفسه منها قال تعالى " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
والسؤال لماذا يكاد يُحصر الإستشهاد بها في معنى دون غيره ؟؟؟
المثال الثاني :
" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)
كثيرا ما يورد البعض هذه الآية في معرض مدح المال والبنون مع أن الله عز وجل ذكرها بعد قوله تعالى " وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)
فلم يعتبر الكثير هذه الآية أنهامدحا لزينة الحياة الدنيا مع أنها للذم أقرب ؟
قال القرطبي في تفسيره :
"ولأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم.."
وفي أضواء البيان :(1/2979)
- والمراد من الآية الكريمة ـ تنبيه الناس للعمل الصالح. لئلا يشتغلوا بزينة الحياة الدنيا من المال والبنين عما ينفعهم في الآخرة عند الله من الأعمال الباقيات الصالحات.... "
-
المثال الثالث :
قال تعالى في سورة البقرة :
" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا "
. وسئل سفيان بن عيينة عن قوله عز وجل " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " قال: إلا يسرها ولم يكلفها فوق طاقتها، وهذا قول حسن لأن الوسع ما دون الطاقة. ....تفسير البغوي
كثيرا ما يورد الناس هذه الآية للإستدلال بها عند العجز عن إكمال عمل ما ومع أن المعني صحيح إلا أننا قلما نجد من يستشهد بالآية في علو الهمه وضرورة إكمال الأعمال وإتقانها فبما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها إذن فهي تستطيع أن تأتي بما كلفها الله به على أكمل وجه لأنه في وسعها إن اتخذت الأسباب واستعانت برب الأسباب ... أن تصل إلى ماتريد وتطمح إليه فليس هناك مستحيل وعليها فقط تحرير طاقتها الكامنه .
هذا وما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله أعلم
---
جمال حسني الشرباتي
05-12-2005, 07:03 AM
الأخت المحترمة
يدور كلامك حول ما ينتشر بين ألسنة الناس من فهم مباشر لآيات الكتاب بحسب قواعد ليست علمية كما أظن---الأولى أن يندفعوا وبقوة إلى تدبر وفهم آيات الكتاب من مظانها وهي كتب التفسير المعتبرة كالقرطبي والطبري والرازي وإبن عاشور وغيرهم
وأحببت أن أشاركك بجزئية على شاكلة كلامك
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)الممتحنة12(1/2980)
فالعامي يدور في ذهنه أن النساء كن يسرقن بمعنى السطو على مال غير الزوج--مع أن المقصود أخذ مال الزوج زيادة على الكفاية كما بينه عليه الصلاة والسلام لهند إذ قال(خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)
---
الإسلام ديني
05-12-2005, 11:01 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد يا أختنا الفاضلة
أن المشكلة تكمن في تجاهل السياق القرآني الرباني المعجز
و هذا ما أواجهه مع البعض في حواراتي - للأسف
فهم يبترون النصوص من سياقها - ليستشهدوا بأشياء أخرى لا توافق السياق الذي جاءت بها هذه النصوص ( الآيات )
و الله أعلم
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الجميلة
/////////////////////////////////////////////////
---
سلسبيل
05-12-2005, 01:35 PM
جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما
ولكن لدى استفسار للأخ الكريم جمال الشرباتي :
هل يمكن أن نقول بأن السرقة المذكورة في الأية التي أوردتها تعم أخذ مال الزوج زيادة على الكفاية كما هو ثابت وكذلك السرقه بمفهومها العام ؟
---
جمال حسني الشرباتي
05-12-2005, 09:05 PM
أختاه
قوله (وَلاَ يَسْرِقْنَ ) شامل لأية سرقة---إلا أن المنتشر أو الأظهر بين النساء هو السرقة من مال الزوج---والله أعلم
---
(1/2981)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : المجموعة الرابعة من كتب العقيدة (( 5 شروح لكتاب الأصول الثلاثة ))
---
حمل : المجموعة الرابعة من كتب العقيدة (( 5 شروح لكتاب الأصول الثلاثة ))
---
أبوأسامة ريان
06-03-2006, 06:22 PM
شرح الشيخ العلامة المحدث / عبدالعزيز بن باز
http://www.9q9q.net/index.php?f=ddBIJfrq
شرح فضيلة الشيخ العلامة / محمد بن عثيمين
http://www.9q9q.net/index.php?f=hhFEFbd6
شرح الشيخ / عبدالله الفوزان
http://www.9q9q.net/index.php?f=YYxVWsxu
شرح الشيخ / خالد المصلح
http://www.9q9q.net/index.php?f=NNm871D9
شرح الشيخ / صالح آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=774TtqTO
---
(1/2982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لقاء مع الدكتور ف.عبدالرحيم الخبير بمركز الترجمات بمجمع طباعة المصحف بالمدينة المنورة
---
لقاء مع الدكتور ف.عبدالرحيم الخبير بمركز الترجمات بمجمع طباعة المصحف بالمدينة المنورة
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2004, 12:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد هيأ الله هذه الشبكة العلمية الالكترونية ، لتكون منبراً من المنابر العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية بفروعها المتعددة ، وجوانبها الكثيرة ، وهذا هو اللقاء الثاني الذي يجمع أعضاء وزوار هذه الشبكة الكرام بأحد العلماء المتخصصين في العلوم التي تمت بسبب إلى الدراسات القرآنية.
وفي هذا اللقاء نستضيف الشيخ الجليل الدكتور ف. عبدالرحيم ، ولعل بعضكم لم يسمع بهذا الاسم الكريم من قبل ، فلعل هذا اللقاء يعرفنا به ، وجوانب من شخصيته ، وكتبه ، والجهود التي قدمها خدمةً للدراسات القرآنية ، ويجيب عن الأسئلة التي يطرحها الإخوة حول محاور اللقاء التي سأشير إليها عقب الترجمة ، وأود قبل البدء أن أشكر أخي الكريم الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي الذي كان سبباً في عقد هذا اللقاء العلمي ، أسأل الله أن يكتب له الأجر والثواب.
أولاً : ترجمة الدكتور ف. عبدالرحيم :
* الاسم : فانيامبادي عبدالرحيم (Vaniyambadi Abdur Rahim) ، والاسم الذي اشتهر به هو ف . عبدالرحيم
* تاريخ الميلاد : 7/5/1933م (1356هـ)
* محل الميلاد : مدينة فانيامبادي ، بولاية تاملنادو بالهند.
المؤهلات :
* ماجستير في اللغة الانجليزية وآدابها من جامعة مدراس بالهند.
* ماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة عليكرة الإسلامية بالهند.(1/2983)
* شهادة (أفضل العلماء) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة مدراس ، وقد ذكر أن هذه الشهادة كانت تمنحها الحكومة البريطانية أيام الاستعمار بعد اجتياز اختبار تعقده لمن يريد أن يلتحق بوظيفة التدريس ، فدخل هذا الاختبار واجتازه فحصل على هذه الشهادة.
* دكتوراه في أصول اللغة العربية من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1973م ، وقد كان موضوع رسالته هو تحقيق كتاب المعرب للجواليقي وسيأتي الحديث عنه في مؤلفاته.
اللغات التي يعرفها أو يلم بها:
1- العربية ، وهو يتقنها جيداً.
2- الانجليزية ، وهو يتقنها جيداً.
3- الأردية ، وهو يتقنها جيداً.
4- الفارسية ، وهو يتقنها جيداً.
5- الهندية ، وهو يتقنها جيداً.
6- التاميلية.
7- الفرنسية.
8- الألمانية.
9- اليونانية.
10- التركية.
11- العبرية.
12- الإسبرنتو.
الخبرات :
* محاضر للغة الانجليزية وآدابها بجامعة مدراس.
* محاضر للغة العربية بجامعة مدراس.
* رئيس قسم اللغة الانجليزية بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان.
* مدير شعبة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
* أستاذ مشارك بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية.
* يعمل بمركز الترجمات بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ولا يزال.
المؤلفات:(1/2984)
1- تحقيق المُعَرَّب للجواليقي ، ط.دار القلم بدمشق 1410هـ ، وهذا الكتاب كان موضوعاً لرسالته الدكتوراه من جامعة الأزهر ، وكلمة (تحقيق) التي كتبت على كعب غلاف الكتاب توهم القارئ ، فإن تحقيق كتاب المعرب بالمعنى المتعارف قد قام به العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله خير قيام من حيث جمع النسخ المخطوطة ، والتعليق على النص بما يكشف غوامضه ونحو ذلك مما يقتضيه عمل المحقق النابه ، وأما عمل الدكتور ف. عبدالرحيم في الكتاب فقد اعتمد على الطبعة التي حققها أحمد شاكر ، وانطلق في عمله منها ، وقام بتحقيق الكلمات التي أوردها الجواليقي وعددها 730 كلمة ، منها 130 هي أعلام للأشخاص والمواضع ، فوقف مع كل كلمة منها ، وقام بـ :
- عزو كل كلمة إلى لغتها الأصلية ، فقد وقع خطأ في كلام اللغويين في هذا الصدد بالنسبة إلى بعض الكلمات ، مثل كلمة الأستار ، والإسفنط ، والبند ، والروشم ، والفندق ، فقد ذكر اللغويون أنها من الفارسية ، وهذا ليس بصحيح.
- ذكر أصل الكلمات الدخيلة مكتوباً بحروفه الأصلية ، فإن اللغويين لم يفعلوا هذا إلا بالنسبة إلى بعض الكلمات الفارسية ، كما صنع صاحب كشاف أصطلاحات الفنون في بعض الكلمات.
- ذكر المعنى الأصلي لبعض الكلمات ، مع ذكر ما قيل خطأ في أصلها. مثل كلمة (الديوان) ، فقد قيل إن أصل معناها (الجن).
- ذكر التغييرات التي طرأت على حروف الدخيل وبنائه عند التعريب ، وتعليلها من الناحية الصوتية.(1/2985)
وطريقته في ذلك هي أنه يذكر عبارة الجواليقي كما في الكتاب المحقق ، ثم يشير إلى مصدر المؤلف ، وإن كان الجواليقي قد تصرف في العبارة المنقولة تصرفاً غير يسير فإنه يورد العبارة الأصلية بتمامها ، وإلا اكتفى بعبارة الجواليقي. ويذكر أقوال اللغويين الآخرين فيما يتعلق بأصل الكلمة ومدلولها ، واللغات المختلفة للكلمة ، ثم يذكر أصل الكلمة بحروفها في لغتها الأصلية ، مع ذكر ما طرأ من تغيير في البنية الصوتية للكلمة.
وقد قدم بين يدي الكتاب بمقدمة تحدث فيها عن :
* معنى المعرَّب والدخيل والمولد ، والفرق بين هذه المصطلحات الثلاثة.
* ضوابط لمعرفة الدخيل.
* اللغات التي أخذت منها العرب.
* أنواع التغيير التي طرأت على الدخيل عند التعريب.
ولذلك فإن عمل الدكتور ف. عبدالرحيم في الكتاب ، يتجاوز معنى التحقيق المتعارف عليه ، وهو كتاب مستقل عن كتاب المعرب للجواليقي ، وإن كان قد دار حوله.
2- الإعلام بأصول الأعلام الواردة في قصص الأنبياء عليهم السلام ، ط.دار القلم بدمشق 1413هـ . وهذا الكتاب دراسة تأصيلية للأعلام الواردة في قصص الأنبياء عليهم السلام في القرآن الكريم ، وتشتمل :
- الأعلام الواردة في القرآن الكريم.
- الأعلام الواردة في كتب السير والتاريخ والتفسير لأزواج بعض الأنبياء وأولادهم ، وللمولك المعاصرين لهم ، وللموالين والمعاندين لهم ، ولرجال صالحين وغيرهم، وذلك لأنه قد وقع في أسماء الكثير منهم تصحيف وتحريف ، وتعددت صيغ كثير منها.
3- القول الأصيل فيما في العربية من الدخيل ، ط.مكتبة لينة بدمنهور بمصر 1411هـ. وهو يشتمل على تحقيق نحو 500 كلمة مما فات الجواليقي ذكره في كتابه (المعرَّب) .
4- سواء السبيل فيما في العربية من الدخيل ، ط.دار المآثر بالمدينة المنورة . 1419هـ. يشتمل على تحقيق 400 كلمة مما فاته في كتابه السابق (القول الأصيل) الذي وعد فيه أن يواصل البحث للكلمات التي فاتته.(1/2986)
5- الدخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها ، ط.حلب 1393هـ.
6- دروس اللغة العربية لغير الناطقين بها (ثلاثة أجزاء). من منشورات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وله طبعات أخرى.
7- نصوص من الحديث النبوي الشريف (توظيف الحديث النبوي الشريف لتعليم اللغة العربية). المؤسسة الإسلامية بمدراس في الهند.
8- المسعف في لغة وإعراب سورة يوسف ، المؤسسة الإسلامية بمدراس في الهند.
9- الباحث عن الحقيقة ، قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه.
10- إنهما من مشكاة واحدة ، وهي قصة المسلمين المهجاجرين إلى الحبشة ، شرح فيه الحديث شرحاً لغوياً.
11- في بلاط هرقل ، وهو شرح لغوي لحديث أبي سفيان رضي الله عنه في مجلس هرقل ملك الروم.
12- أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ، وهو شرح لغوي لحديث كعب بن مالك رضي الله عنه.
والكتب الأخيرة عبارة عن مشروع علمي لتعليم اللغة العربية من خلال النصوص الحديثية ، وقد لقي نجاحاً كبيراً عند الطلاب الذين لا يتحدثون اللغة العربية.
13- وله بحوث منشورة منها :
- معجم المسائل النحوية والصرفية الواردة في القرآن الكريم (http://tafsir.org/books/open.php?cat=93&book=806) .
ثانياً : محاور اللقاء مع الدكتور ف. عبدالرحيم :
* ترجمة معاني القرآن الكريم .
* تجربة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة.
* المعرَّب في القرآن الكريم.
* تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ثالثاً : وقت اللقاء وطبيعته.
* سيستمر استقبال الأسئلة - إن شاء الله - حتى نهاية شهر صفر 1425هـ ، واليوم هو يوم الجمعة 14/1/1425هـ .
* سيتم عرضها على ضيفنا الكريم للإجابة عليها ، ونشرها على صفحات شبكة التفسير والدراسات القرآنية.(1/2987)
* نرجو منكم – حفظكم الله – الحرص على صياغة الأسئلة ، وأن تدور حول المحاور السابقة ، مع عدم تكرار الأسئلة التي تم طرحها ، لكي يتحقق الهدف من هذا اللقاء العلمي ، والذي نرجو أن ننتفع به جميعاً ، فإن لقاء أمثال هؤلاء العلماء من النعم الكبيرة التي يجب على طالب العلم أن يستثمرها كما ينبغي.
أخي الكريم : ضع سؤالك الآن ...
---
ابن العربي
03-05-2004, 08:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
س1 / هل يوجد للمعرب اشتقاق كامل في اللغة العربية ؟
س2 / ما هو الفرق بين المولد ، والدخيل ، والعامي ، والمعرب ؟
س3 / هل القصص القرآني يعتبر من الأدلة على جواز ترجمة معاني القرآن الكريم ؟
---
خالد بن عبد الله بن ناصر
03-05-2004, 09:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أسئلك ياخي في الله عن التفسير الميسر هل سيصدر قريباً بعد أنقطاعه فتره طويله .
جزاك الله خير ،،،، وكيف الوصول إلى مؤلفاتك حقظك الله
.....................
---
الغرباء الأولون
03-06-2004, 11:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الشيخ عبدالرحيم حفظه الله أن يذكر لنا أسماء العلماء وطلبة العلم الذين شاركوا في تأليف "التفسير الميسر"، ومتى سيتم طبعه مرة أخرى ؟
وهل ترجم هذا التفسير إلى لغات أخرى؟
وجزاكم الله خيراً...
---
Russian islam way
03-06-2004, 07:32 PM
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ااستاذ د. عبد الرحيم
انا اخوكم من موقع اسلام وي ...القسم الروسي ...
احب ان اسئلكم:
والحمد لله اصدر المجمع العديد والكثير من الترجمات بلغات العالم واعتقد انها تربوا عن ال45 لغة.
منها ماهي لغات مشهور ..بل والحمد لله حتي تلك اللغات التي لا يتجاوز عدد متحديثيها بضع ملايين .
لكن هناك اللغة الروسية... الناطقين منها يزيدون عن 300 مليون ، المسلمين منهم فقط اكثر بكثير من 25-30مليون نسمة (هذا فقط في روسيا الاتحادية دون الجمهريات الاسلامية الاخرى).(1/2988)
وانتم تعلمون كم ترجمت القران مهمه للدعوة الى الاسلام... ولكن لا نجد ترجمة لهذه اللغة سوى لجزء عم.
واخوانكم الان في موقع اسلام وي هم بصدد انتاج مصحف المدينه بترجماته على شكل الكتروني ليسهل تناوله.
وقد انجز الى الان والحمد الله - والمشروع كبير ومازال في بداياته- الغة الروسية والانجليزية.
مع اضافة قراءة لكل ايه مع ترجمتها.
طلبنا واسئلتنا منكم ...
هل مازال مشروع ترجمت القرا للروسية سائر ؟ ام هو متوقف..؟؟
رجاء ورجاء حار ان تحاولوا انجاز الترجمة الروسية باسرع وقت؟
نريد ان نسئلكم من المترجميين ؟ وماهي افضل الترجمات الحالية للقران بالروسية ينصحون بها؟؟(وهي الان تزيد عن 10 ترجمات)
اخوانكم في القسم الروسي في اذاعةطريق الاسلام
ru@islamway.net
---
Russian islam way
03-06-2004, 07:40 PM
سلام عليكم:.
ماهي افضل طريقة لتدريس العربية للراغبين بها من الروس ؟؟
هل يوجد منهج متقن لذلك؟؟
هل يوجد سي دي او فيديو...او اي اسلوب لتعلم العربية بشكل فردي ؟شخصي؟
---
Russian islam way
03-06-2004, 07:43 PM
لماذا لا تبث صلاة التراويح من مكة وفي الاسفل ترجمتكم بالروسية للقراءه كما راينا في رمضان السابق مع الانجليزية؟؟
كيف يمكن الحصول على المصف المترجم للروسية؟لنا هنا في روسيا؟؟
هل توجد الترجمة الروسية بشكل الكتروني؟؟على سي دي او على النت؟؟
بارك الله فيكم وحفظكم الله وقواكم
بارك الله فيكم وحفظكم الله وقواكم
---
فهد الناصر
03-07-2004, 09:03 AM
شكراً للقائمين على هذا اللقاء الذي عرفنا على الدكتور ف. عبدالرحيم لأول مرة.
وأسأل الله للضيف الكريم طول العمر على العمل الصالح ، وأن يبارك في جهوده.
الأسئلة :
- هل هناك نية لدى مجمع الملك فهد لنشر ترجمات القرآن الكريم بطريقة الكترونية قريباً ؟(1/2989)
- ما هو وجه إعجاز القرآن من وجهة نظر الدكتور عبدالرحيم بصفته قد أجاد عدداً من اللغات ، ولغته الأصلية غير العربية ؟ هل هناك رأي جديد غير المعروف في كتب إعجاز القرآن المتداولة ؟
- هل هناك قواعد مرعية للترجمة في المجمع ، أم أنها اجتهادات فردية من القائمين بالترجمات ؟
- ما هي مقاييس اللغة التي يتم الترجمة إليها : هل هو كثرة الناطقين بها من المسلمين ؟ أم ماذا ؟
وفقكم الله وجزاكم خيراً على إتاحة هذا اللقاء.
---
Grozny
03-10-2004, 12:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخلت هنا لأكتب .. فوجدت الأخ Russian islam way قد سبقني بكل ما أريد قوله وزاد مما زاد الله عليه من فضله ..
إخوتنا .. أنجدونا بالترجمة الروسية الصحيحة للقرآن
أنجدوا إخوتكم المسلمين من الناطقين بالروسية .. فإنهم يذوبون وتتبخر عقائدهم ..
بارك الله فيكم وحفظكم الله وقواكم
---
سعد
03-29-2004, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نعلم جميعا أن ترجمة القران انما تكون لمعانيه، لكن هناك محاولات نقلها التاريخ لكتابة النص القراني نفسه بحروف غير عربية،فهل بالامكان تزويدي بمعلومات حول هذا الموضوع؟
هل توجد اليوم مصاحف كتبت بغير الحروف العربية؟
أرجو مساعدتي في هذا لأني أقوم بالبحث حول تاريخ المصاحف...
بارك الله في الجميع...
---
محب
04-03-2004, 04:26 AM
السؤال هو :
هل من علاقة لغوية بين " الوهيم " العبرية وبين " اللهم " العربية ؟
وكيف جاز الجمع " الوهيم " فى حق الله فى العبرية ؟
وإن كان للتعظيم ، فلماذا لا نلمح هذه السمة فى النصوص العبرانية القديمة بوضوح ، كما نراها صريحة فى العربية ؟
---
أبو محمد أشرف
04-04-2004, 12:05 AM
سؤال 1: لماذا لايحصر المجمع " ترجمات القرآن " القديمة والحديثة والتي صدرت عن المسلمين وغير المسلمين مع التحذير لما يوجد فيها من أخطاء ومخالفات , بحيث تطبع في كتاب ؟
سؤال 2 : هل هناك ترجمة لمعاني القرآن بالعبرية ؟(1/2990)
---
MOHAMADFAGR
04-11-2004, 12:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي النصيحه التي توجهونها لطلاب اللغة العربية الذين يريدون القيام بأبحاث ترتبط بالقرآن الكريم وخاصة الذين يرغبون العمل في مجال علم المعاني
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2004, 01:39 AM
بفضل الله وتوفيقه أرسل الدكتور ف. عبدالرحيم الأجوبة بعد طول انتظار ؛ لكثرة أشغاله . وقد أجاب عن الأسئلة العلمية التي وجهت إليه في الملتقى هنا ، وأسئلة أضيفت له من قبل شبكة التفسير تتعلق بموضوع اللقاء. وقد أعرض الدكتور ف. عبدالرحيم عن الأسئلة التي رأى أنها من شأن مجمع طباعة المصحف بعد استشارتهم في ذلك. وعسى أن نوفق في البحث عن إجابتها من أحد المسؤلين في المجمع إن شاء الله تعالى .
نسأل الله أن يجعل هذا اللقاء من العلم النافع ، وأن يكتب الأجر للسائل والمجيب والقارئ .
ويمكن قراءة اللقاء كاملاً أو تحميله من صفحة اللقاءات العلمية بشبكة التفسير والدراسات القرآنية من هنا
لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الدكتور ف. عبدالرحيم وفقه الله (http://www.tafsir.net/faaraheem.php).
---
ابن حجر
09-14-2004, 12:50 AM
بارك الله بكم أستاذي الشيخ عبد الرحمن على هذا الموضوع المبارك ، وشكر الله للشيخ الدكتور عبدالرحيم
---
(1/2991)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى قول المفسر :(وفيه قول آخر هو المختار أنه ليل لغة ونهار شرعا) ؟
---
ما معنى قول المفسر :(وفيه قول آخر هو المختار أنه ليل لغة ونهار شرعا) ؟
---
أبو أنس الغامدي
09-03-2006, 12:02 PM
السلام عليكم
قال الإمام أبي المظفر السمعاني في تفسير قوله تعالى : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) [البقرة] :
(أمر بالمحافظة على جميع الأوقات ، وأما الصلاة الوسطى ففيها سبعة أقوال :
- أحدها قال عمر وعلي وأبو هريرة وأبو أيوب وعائشة رضي الله عنهم هي صلاة العصر لأنها وسط صلاتي الليل وصلاتي النهار وعن حفصة أنها قالت لكاتب مصحفها إذا بلغت قوله حافظوا على الصلوات فأعلمني فلما بلغه أعلمها فقالت اكتب والصلاة الوسطى صلاة العصر وقد صح الخبر عن رسول الله أنه قال يوم الخندق شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بطونهم وقبورهم نارا.
- والقول الثاني وهو قول زيد بن ثابت أنها صلاة الظهر لأنها وسط النهار.
- والقول الثالث وهو قول ابن عباس وابن عمر وجابر أنها صلاة الصبح وهو اختيار الشافعي لأنها وسط صلاتي الليل وصلاتي النهار.
- ووراء هذا فيه أربع أقوال غريبة أحدها قاله قبيصة بن ذؤيب أنها صلاة المغرب لأنها وسط في عدد الركعات.
- والقول الثاني وهو قول سعيد بن المسيب والربيع بن خثيم أنها كل صلاة من الصلوات الخمس لأن كل صلاة من الصلوات الخمس وسطى بين الأربع وإنما خصه بعد ذكر الصلوات تأكيدا وتحريضا على المحافظة على جميع الصلوات.
- والقول الثالث أنها الجمعة.
- والقول الرابع أنها الجماعة.(1/2992)
واختلفوا في صلاة الصبح أنها من صلاة الليل أو من صلاة النهار فأكثر العلماء على أنها من صلاة النهار وقال بعضهم أنها من صلاة الليل وهذا الخلاف يرجع إلى أن النهار من وقت طلوع الفجر أو من وقت طلوع الشمس فمن قال إنه من وقت طلوع الفجر جعل صلاة الصبح من صلاة النهار ومن قال إن النهار من وقت طلوع الشمس جعلها من صلاة الليل واستدل قائل هذا القول بقول أمية بن الصلت :
والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء يصبح لونها يتورد
وقال ابن الأنباري : ليل محض ونهار محض ومشترك بين الليل والنهار فصلاة المغرب والعشاء الآخرة في محض الليل وصلاة الظهر والعصر في محض النهار وصلاة الصبح مشترك بين الليل والنهار.
@ فما معنى قوله وفيه قول آخر هو المختار أنه ليل لغة ونهار شرعا
وفقكم الله
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 07:59 AM
أخي الكريم أبا أنس الغامدي وفقه الله
لميتبين لي من هو قائل هذا القول الذي نقلتموه ، هل هوأبو المظفر السمعاني ، أم ابن الأنباري ، حيث لم أر القول الذي سالت عنه في ثنايا كلام أي منهما .
لكن الكلام الذي سالتم عنه واضح المعنى ، والمقصود به صلاة الفجر ، ومعنى قول إنه ليل لغة ونهار شرعاً ، أن صلاة الفجر تكون في آخر الليل ، والناس يخرجون من صلاة الفجر والظلام ما يزال يرخي سدوله على الأفق وهذا معنى : هو ليلٌ لغةً .
وأما كون صلاة الفجر من النهار شرعاً فلأن الأحكام الشرعية مثل الصيام تتعلق به ، فإذا أذن المؤذن لصلاة الفجر أمسك الصائمُ لكونه ملزماً ببدء الصيام من طلوع الفجر ، وتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم :(إذا أقبل النهار من ها هنا.. الحديث ) فهو يعني طلوع الفجر ، وعلامته أن يؤذن المؤذن المتحري لصلاة الفجر . وهذا معنى كون صلاة الصبح من النهار شرعاً ، والله أعلم .
---
عبدالله بن بلقاسم
09-04-2006, 11:07 AM
والذي يظهر لي والله تعالى أعلم(1/2993)
أن المقصود أن الشريعة قد نقلت لفظ الليل من حقيقته اللغوية إلى حقيقة شرعية جديدة
مثل لفظ الزكاة فحقيقتها اللغوية النمو والزيادة
وحقيقته الشرعية الحق المخصوص في الأموال المخصوصة
ومثل لفظ الصلاة، والصوم، والحج، والربا وغيرها من الألفاظ المنقولة
فلها معنى في لسان اللغة
ومعنى آخر في لسان الشرع
والله أعلم
---
أبو أنس الغامدي
09-04-2006, 11:22 AM
أشكركم أجمعين وجزاكم الله خير
ولكن لم يتضح لي الأمر من قول لغة هل هو لغة في لسان العرب
أم تحتمل معانٍ أخرى
( وقال ابن الأنباري : ليل محض ،ونهار محض ، ومشترك بين الليل ، والنهار فصلاة المغرب والعشاء الآخرة في محض الليل .
وصلاة الظهر والعصر في محض النهار ، وصلاة الصبح مشترك بين الليل والنهار
وفيه قول آخر - وهو المختار - أنه ليل لغة ونهار شرعا.)
المصدر ( تفسير أبي المظفر السمعاني ج1 ص 243\244) دار الوطن
وأعتذر عن عدم ذكر المصدر سابقًا سهوًا
وأسأل الله لكم العون وأن ينفع بكم
---
منصور مهران
09-04-2006, 01:26 PM
جاء في الحديث : ( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) وكان أعمى لا يؤذن حتى يقال له : أصبحت أصبحت .
فالفجر الذي تجب فيه الصلاة هو ما يقال لشاهده : أصبحت ؛ أي : دخلت في الصباح على الحقيقة لا التقريب ، والصبح من النهار بلا جدال ، فيكون الفجر بهذا التفسير مؤذنا ببداية النهار ، ولكن ما يعتريه من بقايا غبش الليل يقرب به إلى معنى الليل . ولذلك يفرق اللغويون بين الفجر المستطيل والفجر المستطير ؛ فالأول : هو ما نراه في الأفق كأنه صدع أو شق ينبلج من جهة الشرق آخر الليل فهذا من الليل ولا يوجب ظهوره صلاة ولا إمساكا ، وهو وقت أذان بلال وقد عده صلى الله عليه وسلم من الليل ولم يقم به عبادة . والثاني : الذي هو المستطير ما نراه كأنه بصيص ينتشر في الأفق الشرقي وهو الذي أقامه الرسول صلى الله عليه وسلم علامة على وجوب العبادة .(1/2994)
قلت : وأهل المدن ذات الأضواء محرومون من ملاحظة هذه الفروق الدقيقة .
وعلى هذا فالإيضاح الذي قدمه الدكتور عبد الرحمن الشهري هو المَرْضيّ والمعقول إن شاء الله ، وبالله التوفيق .
---
عبدالله بن بلقاسم
09-05-2006, 09:51 AM
الحمد لله
أظن أن مشاركتي السابقة كان فيها إجمال أبينه فأقول
1- أظن الأخ أبا أنس وفقه الله أراد بيان مراد السمعاني رحمه الله وليس تحرير معنى الليل والنهار فمحل البحث هو عبارة السمعاني ومراده منها
2- لأهل اللسان والعربية في الليل معنيان : الأول أنه إلى طلوع الفجر الصادق والثاني إلى طلوع الشمس، ولذا ذكر السمعاني خلاف الفقهاء تبعا لأهل اللغة في صلاة الصبح هل هي من صلاة الليل أو من صلاة النهار
واختار القول الثاني (امتداد الليل إلى طلوع الشمس) واختياره ظاهر من قوله
وفيه قول آخر - وهو المختار - أنه ليل لغة ونهار شرعا
يعني ان صلاة الصبح صلاة ليلية حسب ترجيحه لغة ومعناه أنه يختار أن الليل في اللغة إلى طلوع الشمس وليس إلى طلوع الفجر الصادق، وأن الشرع قد نقل الليل إلى حد آخر وغايته طلوع الفجر الصادق فمن هنا قال ( ونهار شرعا)
3- فترشح مما مضى أن السمعاني يرى ان الليل والنهار لهما معنيان في اللغة ومعنيان مغايران في الشرع وأمثلته كثيرة ذكرت بعضها في المشاركة السابقة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
---
أبو أنس الغامدي
09-05-2006, 11:53 AM
أشكر مشائخنا الكرام على إيضاحهم لنا المعلومة
سائلا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم
---
أبو عمر السيد
09-16-2006, 11:46 AM
وفقكم الله
---
(1/2995)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أنا والصخرة الساجدة للهِ
---
أنا والصخرة الساجدة للهِ
---
zahya
09-21-2004, 08:18 PM
ياغربتي وأنا أشاهدُ صخرة= سجدتْ لخالقِها سجود َتهجُّدِ
وكأنَّما الأمواجُ تحتَ جبينِها =سجَّادةُ العُبَّادِ عندَ المسجدِ
خشعَتْ بصمتٍ للعظيمِ فأيقظت=في مقلتيَّ النورَ أنْ هيَّا اسْجدِي
وتعلَّمي منها الحياةَ فإنَّها=رغمَ اشتدادِ الموجِ ظلَّتْ تهتدي
أحْسستُ خوفاً بلْ شعرتُ برعشةٍ=في الجسمِ والبرودةُ في يدِي
قدْ كدتْ أفقد ُ نعمة َ العقلِ التي=قد ْنلتُها منْ ربِّ مجدٍ سَرْمَدِي
لولا التجائِي للبديعِ بدعوةٍ=أنْ ثبِّتِ الإيمانَ في قلبي النَّدي
واجعل خشوعِي ياإلهي مثلما=خشعَ الوجودُ بسرِّهِ المتعبِّدِ
شعر
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن
---
(1/2996)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وداعا لفكرنا السلبي
---
وداعا لفكرنا السلبي
---
المدمر
08-16-2004, 03:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
الكثير منا يحاول أن يترك المعاصي والذنوب أو العادات السيئة التي في شخصيته، ولكن تواجهنا مشكلة وهي:
العودة لما كنا عليه من المعاصي والذنوب أو العادات السيئة .
وفي الحقيقة أن هذا الأمر مهم، ولابد من تسليط الضوء عليه، ونتكاتف كلنا لحل هذه المشكلة التي نعاني منها، ووضع النقاط على الحروف حتى نستطيع التخلص منها.
فمثلاً: صاحب المعاصي والذنوب أو العادة السيئة يقول: حاولت أن أتركها، ولم استطيع.
أو يقول: تركتها مدة أسبوع ثم عدت .
أو يقول: لا استطيع تركها أبداً.
وفعلاً هذا هو حالنا مع هذه الأمور، دائماً نقول هذه الكلمات.
ولكن هل جربنا أن ندع هذه الكلمات، ونغير فكرنا قليلاً ؟!
سيقول البعض: كيف ندع هذه الكلمات ، ونغير فكرنا قليلاً ؟!
لفعل أي شيء أو ترك أي شيء يحتاج الإنسان للقيام به ثلاثة أمور:
1- إرادة.
2- عمل.
3- صبر.
فمثلاً: أريد أن أترك عادة الشرب باليد اليسرى، أو أترك التدخين، أو أريد القيام لصلاة الفجر، أو أريد حفظ القرآن .. الخ.
فلابد لك أولاً: أن تعزم وتقوي إرادتك للقيام بهذا الشيء، لا تقول سأحاول، ولا تقول هذا الأمر صعب عليه.
دع عنك هذه الكلمات السلبية، هذه الكلمات التي تحطمك وتثبط من عزيمتك، حولها إلى كلمات إيجابيه، بل قل:
سأترك هذا الشيء بإذن الله، وأسأل الله أن يعيني على ذلك، فالإنسان لا يستطيع عمل أي شيء إلا بتوفيق من الله، فالعبد إن وفقه الله، فسيجد الأمور ميسرة عليه.
فلهذا لابد أن نخلص في عملنا لله، ولو كانت عادة، حتى أن بعض أهل العلم قال: إن عادات العلماء عبادات ..(1/2997)
لماذا عاداتهم عبادات ؟ هل يعقل أن يكون النوم عبادة ؟
فأقول: نعم عبادة إذا احتسبنا الأجر لله .
تذكر دائماً أن الله سيعوضك خيراً من ذلك إذا تركت المعاصي والذنوب، سيعوضك خيراً في الدنيا وخيراً في الأخرة .
ولهذا قلت لك يا أخي القارئ لابد أن تعزم على الفعل، وتجعله خالصاً لله، وتطلب العون والتوفيق والسداد على ذلك من الله.
فبعد هذا الأمر، لابد أن تعمل، فمثل: القيام لصلاة الفجر، لابد لك أن تنام مبكراً، وتذكر أذكار النوم، وتسأل الله أن يعينك على الاستيقاظ للصلاة، وتضع المنبة، أو تخبر من يستطيع إيقاظك للصلاة، ثم تنام، وسترى التوفيق من الله .
ولابد أن ننتبه لأمر مهم يغفل عنه الكثير من الناس، ألا وهو: الذنوب والمعاصي، الذنوب والمعاصي سبب لعدم استيقاظنا لصلاة الفجر، بل سبب لتضييع الصلوات..
الذنوب تسبب لك قسوة القلب، فتبعدك عن عبادة الله، والتقرب إليه، ومناجاته .
فكم من شخص كان قائماً لليل، ذاكراً لله في النهار، ولكن بسبب ذنب أو معصية حُرم من هذه الخيرات والأجور، ونسأل الله العافية.
ولهذا لابد لنا من العمل والمثابرة على ذلك، فالمدخن يبتعد عن التدخين، لا يقول: سأحاول، ولكن يقول سأترك الدخان لله، وابتغي الأجر من الله، فإنها معصية وذنب، وأنا تائب منها، وأسأل الله أن يعينني على ذلك، ويعمل ويبدأ من نفس اللحظة، لا يقول غداً سأبدأ، فإن هذا من تسويف الشيطان.
فبعد أن يبدأ بالعمل، يأتي ما لا يستطيع عليه الكثيرون، ألا وهو: الصبر، الصبر بدايته مره، ولكن في النهاية له حلاوة ولذة في القلب.
إذا استطعت أن تنتصر على نفسك وحبك للشهوات ستجد السعادة فيما قمت به، ستجد أنك انتصرت في أكبر معركة خضتها، وستجد نفسك أنك ملزم بخوض معارك أخرى .
ولكن متى ... ؟!
إذا صبرت على ما عزمت القيام به ، اصبر واحتسب الأجر، ألا تريد الأجر والثواب من الله، فصبر يا أخي الكريم.(1/2998)
قال تعالى: ((وبشر الصابرين)) وقال تعالى: ((والله يحب الصابرين))، وقال جل شأنه: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)) .
وأذكرك أخي القارئ بقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)).
أخي القارئ إن الله يخاطبنا بصفة الإيمان، يدعونا بالاستعانة بالصبر والصلاة، ثم يقول عز وجل: ((إن الله مع الصابرين)) إن الله معنا إذا صبرنا واحتسبنا الأجر، وسألنا الله الإعانة والتوفيق.
فماذا بعد هذا كله ؟!
هل ستفكر ؟
هل ستحاول ؟
أم أنك ستعمل من الآن وتعزم وتثابر، وهذا الكلام ليس فقط في ترك المعاصي والذنوب، بل نستطيع أن نطبقه في حياتنا العملية حتى نكون ناجحين فيها، ومتميزين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
---
(1/2999)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أستاذنا علامة الديار الشامية أحمد راتب النفّاخ
---
أستاذنا علامة الديار الشامية أحمد راتب النفّاخ
---
مروان الظفيري
11-02-2006, 07:25 PM
منذ زمن أعمل في ترجمة أستاذنا العلامة أحمد راتب النفّاخ ـ رحمه الله ، وبرّد مضجعه ـ
ووجدت لزاما علي التعريف به ريثما ينتهي ويطبع كتابي هذا
ففزعت إلى مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
ووجدت هذه الفصلة من مطبوعات المجمع ؛ فاستحسنتها
وهأنذا أقدمها وفاء وتذكرة ...
مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق
حفل تأبين
فقيد المجمع
الأستاذ أحمد راتب النفاخ
1927-1992م
مطبعة الصباح
1413هـ-1992م
حفل تأبين فقيد المجمع
الأستاذ العلامة أحمد راتب النفاخ
أقام مجمع اللغة العربية بدمشق حفلاً تأبينياً بمناسبة انقضاء أربعين يوماً على وفاة عضو المجمع الفقيد الأستاذ أحمد راتب النفاخ رحمه الله، وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء السادس من شوال 1412هـ/ 8 نيسان 1992 في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد بدمشق .
وقد حضر الحفل ثلة من كبار العلماء والأدباء والمثقفين ومن محبي الأستاذ النفاخ وطلابه وذويه .
افتتح الحفل بتلاوة من آي الذكر الحكيم، ثم تلاها كلمة المجمع ألقاها الأستاذ الدكتور شاكر الفحام نائب رئيس المجمع، ثم كلمة الزملاء الجامعيين (جامعة دمشق) ألقاها الأستاذ الدكتور عادل العوّا، ثم كلمة أصدقاء الفقيد للأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر، ثم كلمة طلاب الفقيد للدكتور محمد الدالي، وفي الختام كلمة آل الفقيد ألقاها الأستاذ نزار النفاخ شقيق الفقيد .
وننشر فيما يلي كلمات الحفل :
كلمة مجمع اللغة العربية
فقيد المجمع
الأستاذ أحمد راتب النفاخ
(1927-1992م)
الدكتور شاكر الفحام(1/3000)
شاءت إرادة الله العلي القدير أن يفارقنا الأخ الصديق الأستاذ أحمد راتب النفاخ إلى جوار ربه الكريم أوفر ما كان نشاطاً، وأكثر ما كان عطاء .
ما زلت أتمثل صورته في جلسات المجمع الأخيرة، وهو يناقش معنا بكل الجد والحيوية مشروع خطة جديدة ترسم وجوه نشاط المجمع في المستقبل، لتفسخ له أن يكون أقدر على تأدية أغراضه وتحقيق مقاصده في ميادين اللغة والأدب وإحياء التراث وإقرار المصطلح ووضع المعجمات، ولتتيح له المشاركة الواسعة في الحركة الثقافية بإلقاء المحاضرات وعقد الندوات وإقامة المؤتمرات وتوثيق الصلات بالمجامع والمؤسسات اللغوية والثقافية .
وكان أشدّ ما كان تفاؤلاً بما توفره الخطة المقترحة من افتتاح صفحة جديدة في العمل المجمعي المثمر.
وشهد معنا جلسة يوم الأربعاء في 12/2/1992م ، واتعدنا على اللقاء صباح الأحد في لجنة المجلة والمطبوعات، ولكن القدر لم يمهله، لقد نهض صباح يوم الجمعة (11/8/1412هـ - 14/2/1992م) كعادته، فأدى صلاته أحسن أداء، ثم التلاوة، فقرأ ما شاء الله له أن يقرأ من سورة البقرة، ولكن الصوت المرتّل لم يلبث أن خفت وسكت، وهرع الأهل إلى الطبيب. وبذل الأطباء ما بذلوا فما أنجحوا، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، فأسلم الروح إلى بارئها، راضياً مرضيا. رحمه الله الرحمة الواسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .
لقد ترك بوفاته ثلمة لا تسدّ، وإن الخسارة بفقده جسيمة لا تعوّض .
فما كان قيسٌ هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدّما
* * *
ولد رحمه الله عام 1927م في أسرة كانت قد وفدت على دمشق من بعلبك في أوائل القرن الماضي، وعرفت بالصلاح والتقوى .(1/3001)
وبدأ التعلم في سنّ مبكرة، وكان المجلّي في دراسته الابتدائية والثانوية، فأحبه مدرسوه، وأشادوا به. وقد مهر بالعربية، وبرّز في معرفتها تبريزاً أفرده بين لداته، وطالما فاخر به أستاذه محمد البزم وأثنى عليه.
ولما التحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب (جامعة دمشق) وجد المجال رحباً لتفتح مواهبه، والتفوق على أقرانه. وشهد له أساتذته بالمقدرة والفضل، وأحلّوه المحلّ الأرفع، وتخرّج من كلية الآداب عام 1950م، ونال من بعد شهادة أهلية التعليم الثانوي من كلية التربية عام 1951م. وقضى سنتين يدرّس العربية في المدارس الثانوية بحوران .
واستقبلته كلية الآداب بجامعة دمشق معيداً (1953-1955م) لتوفده إلى جامعة القاهرة، فنال درجة الماجستير ( عام 1958م ) وكان موضوع رسالته: دراسة حياة الشاعر ابن الدمينة وشعره وتحقيق ديوانه .
ثم اختار موضوعاً في القراءات لشهادة الدكتوراه. وبعد أن أنجز القسم الأكبر من رسالته، وقدّمه إلى الأستاذ الدكتور شوقي ضيف المشرف على الرسالة بدا له أن يتوقف عن إنجاز ما بدأ، وزهد في الألقاب، وعزف عنها، وعاد إلى دمشق ليستأنف التدريس في الجامعة .
وما زلت أذكر أن الدكتور شوقي ضيف، وكان المشرف على رسالتي أيضاً، حدثني عن رسالة الأستاذ راتب في القراءات حديث المعجب، وذكر لي أن الجزء الذي قدّمه كاف لنيل درجة الدكتوراه، وطلب إليّ أن أبلغه ذلك، وأحثّه على الحضور إلى القاهرة للمناقشة، وأبلغت الصديق الرسالة، فما زاد على أن تبسم .
وأمضى الأستاذ النفاخ على منبر التدريس في جامعة دمشق بعد عودته من القاهرة سبعة عشر عاماً (1962-1979م) ، وتخرّجت به أجيال من الطلاب ما زالت تذكر له ما بذل من جهد، وما قدّم من عون، ليبصّرهم ويرشدهم ويدلّهم على أصول البحث، ويضع بين أيديهم مفاتيح المعرفة يتهدّون بها إلى فهم كلام الأقدمين .(1/3002)
واختار أعضاء مجمع اللغة العربية بدمشق الأستاذ أحمد راتب النفاخ عضواً عاملاً في المجمع عام 1976م، فكان هذا الاختيار تتويجاً للصلات الوطيدة بينه وبين المجمع. وشارك الأستاذ النفاخ في أعمال المجمع المشاركة الطيبة، وقام بجهد جاهد في لجانه، وكان له القدح المعلّى في أعمال لجنة الأصول ولجنة المجلة والمطبوعات.
وسعد المجمع من بعد بتسميته رئيس المقررين فيه (1979-1992م) .
* * *
كان رحمه الله جبلاً راسخاً من جبال العلم، قد جعل الكتاب خدينه وأنيسه، فلا تراه إلا قارئاً أو مقرئاً، "وقد أتقن كثيراً من العلوم التي عرفها السلف، أو استحدثها الخلف، وبذّ الأقران في فنون منها، انتهت إليه الرياسة فيها في عصرنا هذا في بلدنا هذا، كالقراءات والنحو والبلاغة والعروض واللغة فقهها وعلمها، وأصبح حجة فيها لا ينازعه منازع. هذا إلى أسلوب جزل متميز في الكتابة تفرّد به واشتهر" .
وقد ألف طلابه وأصدقاؤه أن ينعتوه بلقب (علامة الشام) إيذاناً بما يكنّون له من الإجلال والتقدير .
عرفته في أواخر الخمسينات، وأنست بصحبته، وامتدت صداقتنا حتى قضى الله قضاءه، فعرفت فيه الصديق المخلص، الكريم الخلق، الطيب القلب، الصادق الوّد، يسارع في الخيرات، قد نصب نفسه لتلبية قاصديه، ومساعدة طلابه، فلا يبخل بعلم، ولا يضن ّ بعون، مهما يكلفه ذلك من مشقة وجهد .
وكنت كثيراً ما أستشيره وأسائله في قضايا لغوية ونحوية شمست واستعصت، فيلين أبيّها، ويستدني قاصيها، فأحسنّ. أنه البحر علماً ومعرفة.(1/3003)
من أبرز صفاته أنه كان معلماً، بالمعنى الرفيع للكلمة. فطر على القراءة والمطالعة، وأحب العربية وعلومها الحب الجمّ. وكان طلعة لا يريد أن يفوته شيء في الباب الذي ندب نفسه للقراءة والإقراء فيه، فأكبّ على الكتب المصادر التي أّلفها علماء العربية الأقدمون، وما زال يدارسها حتى كشفت له أسرارها، وتبيّن أصولها ومراميها. ثم ضمّ إلى ذلك مطالعة ما ألف في عصرنا من علوم اللغة المستحدثة ليستبين خطأها من صوابها، على هدي ما عرف من منطق العربية الصحيح. ولقد تعشق العربية وشغفه حبها، إنها له لسان وهوية وحياة، وقد عبّر عما يحسّه من ذلك بقوله: " آليت على نفسي ألا أعيش إلا لها، ولكتابها العربي المبين" . ولقد وقف حياته حقاً لدرس العربية وتدريسها .
وكان شديد الحرص أن يذيع بين تلامذته وإخوانه ومريديه أطرافاً من عبقرية هذا اللسان العربي المبين ليحبّبه إليهم، فكان لا يكتفي بالمحاضرات التي يلقيها على منبر الجامعة، ولا بالحلقات التي تعقد في غرفته بالجامعة، بل كان يستقبل طلابه وزائريه في منزله المعمور دائماً، حيث كان يلتقي العالم قد جاء يستفتي في مشكل صادفه، والطالب قد أقبل يريد العون في موضوع تصدى لمعالجته، والأصدقاء الذين ألفوا مجلس الأستاذ يلتقطون الفوائد النفيسة.
وكان الأستاذ جمّ النشاط، يتدفق في حديثه لا يمّل ولا يتوقف، يحيط بجوانب المسألة المطروحة، ويعدّد الآراء والأقوال، ويحيل على المصادر ليقدم لسائله وسامعه ما ينير الطريق، ويهدي إلى سواء السبيل.
وكان يفد إلى مجلسه كبار العلماء الذين يزورون دمشق، يأتونه_ قاصدين، حباً في لقائه، وتطلعاً إلى فوائده .(1/3004)
كان شعاره الأول في حياته نشر العلم وبثه، وكان يرى في نهج علماء السف الصالح قدوة طيبة. ففتح بابه، وأقبل إليه الطلاب والمريدون والأصدقاء. وطالما تطلع إلى أن يكون مجلسه بأحاديثه، وما يتفرغ إليه من حوار، النواة الصالحة، والوسيلة الناجعة لتخريج طلاب يحملون عنه العلم، لينشروه في الملأ .
وكان من تمام إيمانه بنشر العلم وبثه أنه وضع مكتبته المترعة بنفائس الكتب، وصور المخطوطات بين أيدي طلابه وزائريه، يبحثون فيها عن طلباتهم، فإذا شاؤوا الاستعارة أعارهم من الكتب النادرة ما يريدون، خلّة نبيلة كريمة جبل عليها، ولم يعدل عن عادته تلك، على ما رزىء به من ضياع كثير من كتبه النفائس.
وحفلت كتبه بالتعليقات الثمينة القيّمة، فقد كان، رحمه الله، إذا لاح له، وهو يقرأ كتاباً، موضعٌ يحتاج إلى تعليق لإيضاح مبهم، أو إصلاح غلط، يسارع إلى إثباته في حاشية الكتاب. وكانت هذه الفوائد التي لا يقوى عليها إلا عالم ثبت متمكن كالأستاذ راتب، معروضة لكل واردٍ أحبّ أن ينتفع بها.
وكان رحمه الله يسارع أحياناً فيرسل بتلك التعليقات إلى محقق الكتاب، يضعها بين يديه، لأن غايته ومطلبه أن ينشر الكتاب محققاً صحيحاً بريئاً من الآفات .
وما أكثر ما كتب وصحح للآخرين، يبذل ذلك دون منّ، ولولا أن أشار عدة مؤلفين في كتبهم إلى ما قدّم لهم، وشكروا له جميل ما صنع من أجلهم، لما علمنا علم ذلك.
وإذا كانت مكتبة الأستاذ أحمد راتب تغصّ بالكتب النوادر والنفائس، فإن أغلى ما فيها وأنفسه تلك التعليقات التي حفلت بها حواشي كتبه. وطالما رجوت الصديق الكريم أن ينشر تلك التعليقات ليفيد منها الباحثون وطلاب العلم .
وكان رحمه الله على خلق كريم، وفياً لأصدقائه، محباً لإخوانه، وكان شديد التعلق بالمثل العليا، والقيم الخلقية، قد أخذ نفسه بها أخذاً شديداً. وكان صريحاً صلباً في الحق، م يعرف الهوادة، ولم يرض عن المصانعة.(1/3005)
وفي هذا وحده تفسيرٌ لمسلكه وصلاته بالناس. وكان هذا المسلك الصارم سبب تنكّبه حيناً بعد حين عن أصدقاء خيل إليه أنهم دون ما كان يأمله فيهم. وكانت هذه الصدمات تزيده تشبثاً بموقفه، وإصراراً على نهجه، وابتعاداً عن دنيا الناس وواقعهم، وزهداً فيما يرغبون فيه .
فقصر نفسه على عمله المجمعي، ووقف عليه كثيراً من جهده ووقته: كان رئيس لجنة الأصول، وكان عضواً في لجنة المجلة والمطبوعات، فكان ينفق الساعات الطوال في النظر في مقالات المجلة وتصحيح ما زاغ عن الصواب، فإذا ما انتهى من عمله المجمعي انقلب إلى منزله ليستأنف العمل والقراءة، ليستقبل الطلاب والمريدين والعلماء من أصدقائه. واكن يرى في ابنه الصغير عبد الله –سلمه الله- قرّة عينه، وأنسه الأنيس، يستروح به من أثقال الهموم التي يكابد. وهكذا قضى سنواته الأخيرة بين المجمع والمنزل، متزهداً مترفعاً، لا همّ له إلا القراءة والتعليم ومعونة أصدقائه وقاصديه في بحوثهم .
وبدا له أنه لم يحقق ما كان يصبو إليه. لقد دأب وعمل، وجهد وجاهد ليل نهار لتخريج جيل يضطلع بعبء درس العربية وتدريسها، قد وعى منطقها، واستبانت له أسرارها، وأوتي القدرة على نشر كنوزها الثمينة فلم يبلغ مأموله .
كان يحسّ أنه غريب في دنياه، فهو يحمل همومه، وتبهظه أحزانه، ولا يكاد يرى من يبوح له بها. لقد أفردته أخلاقه ومثله، وباعدت بينه وبين ما حوله. وكنت حين أراه، وأحسّ ما يعتلج في نفسه أردّد هامساً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى للغرباء" .(1/3006)
لم أجد في صفته أبلغ من قوله يصف صديقه الأستاذ عبد الكريم زهور وكأنما كان يصف نفسه: "كان –رحمة الله- لا يتعلق من الحياة إلا بمعانيها السامية، لا تزدهيه المناصب، ولا تغرّه الألقاب، ولا تستغرقه هموم نفسه. وإنما كان همّه الأكبر الذي ظلّ أبداً يعتلج في فكره وضميره، ويصرّفه في كل مازاول من عمل على حكمه همّ أمته ومطامحها ومستقبلها، يسدده في مساعيه فكر نير لا تعمى عليه معه السبل، وخلقٌ قويم يرتفع به فوق ما ينحطّ فيه ضعاف النفوس من سفاسف، وإلى ذلك عزمٌ صادق لا يلين أمام الصعاب. ولم تزده –أكرم الله مثواه- تجاربه وما قاسى من محن إلا مضاءً في عزمه، وتسامياً في فكره، واستبصاراً في طريقه، كالذهب الإبريز لا يزداد على امتحانه بالنار إلا خلوصاُ وتوهجاً .
كان الصدق في القول والعمل طبيعةً راسخة فيه. يتوخى الحق ويتبعه حيثما لاح له، ثم يثبت عليه لا يفتنه عنه هوى، ولا تنحرف به عنه رهبة، ولا تحمله على الترخّص فيه مصانعة ............ " .
* * *
وأداه حبّه للعربية وحرصه على إظهار تراثها المكنون، محقّقاً، محرّراً، أن يشّق على نفسه حين يتصدى للتأليف أو التحقيق أو النقد، فهو يروّي في عمله ويتأنى في خطواته، لا يقبل أول خاطر يهجم عليه، بل يقلّب وجوه النظر، ويأخذ نفسه بالتثبت، ويتشوف إلى بلوغ الكمال.
لقد هيّأ وكتب الكثير، ولكنه لم ينشر إلا القليل القليل.
ولهذه الخصلة التي تملكنه كان يضيق ذرعاً بأولئك الذين يتعجلون في تحقيق التراث، ولا يوفّونه حقه من الجهد والتمحيص، ولا يرعون ما يجب في مثله من الدقة والأمانة، فيقعون في الغلط تلو الغلط، فكان يرى من واجبه أن ينهض للتصحيح والتقويم، ذياداً عن عن التراث، يقول: "ومن ثمّ رأيت من حق العلم عليّ، ومن الوفاء لهذا التراث، وللأئمة الذين أورثونا إياه، ألا أدع بيان ما وقفت عليه" .
ولكنه كان رحمه الله يقسو أحياناً في النقد، مأخوذاً بغيرته على تراث الأجداد.(1/3007)
أول ما نشر كلمة في نقد رسالة الغفران التي ظهرت في مصر عام 1950م، وقد أرسل كلمته إلى مجلة الكتاب المصرية فنشرتها بعد أن تصرفت بها تصرفاً أفسدها.
فلما ظهرت الطبعة الثانية لرسالة الغفران عام 1957م علق عليها في مقال له في مجلة المجمع. واكن رائده في كل ما صنع هو الوصول إلى وجه الصواب. يقول: ".... فأحببت أن أعرض وجهة نظري فيما توقفت [أي الدكتورة بنت الشاطئ] فيه، على العاملين في هذا المضمار ليدلي بوجهة نظره من عنّ له رأي فيه، عسى أن نصل إلى وجه الصواب في هذا كله........". ثم يختم تعليقاته بقوله :"هذا ما عنّ لي من خواطر حول الطبعة الجديدة من رسالة الغفران، وإني لأشكر من رأى فيما أبديت خطأ فردني إلى الصواب....." .
وأصدر الأستاذ راتب ديوان ابن الدمينة عام 1959م، وهو جزء من رسالة الماجستير فدل على تمكنه في باب التحقيق، وسعة إطلاعه على مصادر التراث، ومقدرته الفذة في البحث والتقصي والتهدي إلى حل المشكلات المعضلات .
وكتب مقالة جليلة في نقد الجزء الأول من طبعة المحتسب لابن جني، وعرض جملة ما استدركه حتى ختام الكلام في سورة البقرة، ثم رغب إلى القائمين بالكتاب أن يعيدوا معارضته بالأصل ثانية، وأن يستعينوا على استكمال تحقيقه بأصول أخرى .
ومن كتبه القيمة: فهرس شواهد سيبويه (عام 1970م).
وقد نسق فيه شواهد القرآن فشواهد الحديث (وهي قليلة لا تتجاوز خمسة /ص57-58)، فشواهد الشعر (وقد بلغت 1047بيت، بإلغاء المكرر/ ص9). فقرب بفهرسه الممتع كتاب سيبويه إلى الناس، ودلّهم على مواضع كثيرة من مسائله، ومهّد لهم بتعليقاته الإفادة منه .(1/3008)
وأصدر كتاب القوافي للأخفش عام 1974م، إثر طبعة للكتاب لم تكن عنده بالمرضية. وكان هو قد هيأ الكتاب وأعده للنشر، فنقد الكتاب المطبوع، وأظهر عثراته ، ثم نشر كتابه محققاً محرراً. وإنك لتحس الجهد البالغ الذي بذله المحقق والعلم الغزير في تلك التعليقات التي شفت قارئها، ووضعت يده على مصادر المعرفة .
ووكل إليه مراجعة كتاب (شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف) لأبي أحمد العسكري وقد قام بتحقيقه الدكتور السيد محمد يوسف، فأضاف الأستاذ النفاخ بتعليقاته فوائد جمة. ثم دعت الضرورة أن تزيد تعليقاته في الأبواب الأخيرة زيادة كبيرة طال بها الكتاب، مما دعا إلى جعله في قسمين: وقد صدر القسم الأول من الكتاب عام 1981م، ومما يؤسف له أن الأسباب لم تتهيأ لصدور القسم الثاني منه، ففاتنا بذلك علم غزير .
وللأستاذ مقالات شتى صحح بها جملة من كتب التراث المحققة وهي تمور بالفوائد النفيسة .
وقد رأيت من المفيد أن أجعل في ختام كلمتي لحقاً يضم كل ما عثرت عليه من آثار الأستاذ الكريم .
اللهم ارحمه الرحمة الواسعة، وأنزله منازل الأبرار في عليين، وارزق آله وأصدقاءه وعارفيه الصبر الجميل .
ولا زال ريحان ومسك وعنبر على منتهاه ديمة ٌ ثم هاطلُ
* * *
لحق
آثار الأستاذ أحمد راتب النفاخ
أولاً – الكتب
1- النصوص الأدبية: (منهاج شهادة الثقافة العامة في كلية الآداب) بإشراف أحمد راتب النفاخ، مطبعة الجامعة السورية 1374هـ-1955م .
2- ديوان ابن الدمينة: صنعة ابي العباس ثعلب ومحمد بن حبيب، تح. أحمد راتب النفاخ، مكتبة دار العروبة – القاهرة 1378هـ-1959م .
3- مختارات من الشعر الجاهلي: اختارها وعلق عليها أحمد راتب النفاخ، مكتبة دار الفتح- دمشق 1386هـ-1966م .
4- فهرس شواهد سيبويه: صنعة أحمد راتب النفاخ، دار الإرشاد – دار الأمانة/ بيروت 1389هـ - 1970م .
5- كتاب القوافي: لأبي الحسن الأخفش، تح. أحمد راتب النفاخ، دار الأمانة- بيروت 1394هـ - 1974م .(1/3009)
6- شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف: لأبي أحمد العسكري ج1، تح. الدكتور السيد محمد يوسف مراجعة الأستاذ أحمد اتب النفاخ، مجمع اللغة العربية بدمشق 1401هـ - 1981م .
ثانياً – المقالات
1- رسالة الغفران: مجلة الكتاب المصرية، مج10، ج6 حزيران / يونيه 1951م.
2- القصيدة الصورية: مجلة معهد المخطوطات العربية، مج2، ج1/ 1956م .
3- رسالة الغفران: مجلة المجمع بدمشق، مج32، ج4/ 1957م، مج33، ج1 / 1958م .
4- المحتسب: مجلة المجمع بدمشق، مج42، ج4/ 1967م، مج43، ج1، ج2/ 1968م .
5- المعيار في أوزان الأشعار: مجلة معهد المخطوطات العربية مج15، ج1 – 2/1969م .
6- نظرات في كتاب اللامات: مجلة العرب، س5، ج1/ 1970م .
7- كتاب القوافي لأبي الحسن الأخفش: مجلة المجمع بدمشق، مج47، ج1 / 1972م .
8- تعقيب على أرجوزة في العروض: مجلة المجمع بدمشق، مج47، ج4 / 1972م .
9- كتاب إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج: مجلة المجمع بدمشق، مج48، ج4 / 1973م، مج 49، ج1 / 1974م .
10- كلمة في حفل استقباله يتحدث فيها عن سلفه الشيخ محمد بهجة البيطار: مجلة المجمع بدمشق، مج53، ج1 / 1974م .
11- حركة عين المضارع من ( فَعَل ): مجلة المجمع بدمشق، مج57، ج3 / 1982م .
12- كتاب المحبة لله سبحانه: تح. الأستاذ عبد الكريم زهور مراجعة الأستاذ أحمد راتب النفاخ، مجلة المجمع بدمشق مج58، ج4 / 1983م، مج59، ج1، ج2، ج3 / 1984م .
13- نظرات في نظرات: مجلة المجمع بدمشق، مج59، ج3 / 1984م، مج60، ج2، ج3 / 1985م .
14- فقيد المجمع الأستاذ عبد الكريم زهور: مجلة المجمع بدمشق، مج60، ج3 / 1985م .
15- استفتاء وجوابه: مجلة المجمع بدمشق، مج60، ج4 / 1985م .
16- أشعار اللصوص وأخبارهم: التعليقات الأستاذان أحمد راتب النفاخ وشاكر الفحام، مجلة المجمع بدمشق، مج66، ج4 / 1991م .
كلمة الزملاء الجامعيين
الدكتور عادل العوا(1/3010)
في الومضة الأولى من فجر استقلالنا السياسي الراهن، ومنذ جلاء كرب الغزو الأجنبي بالجلاء، أنشأت الجامعة السورية المعهد العالي للمعلمين بجناحين هما كليتا الآداب والعلوم .
وقد جمعتني منذ السنة الأولى من تاريخ هذا الحدث العظيم قاعة تدريس عرفت فيها الفقيد الغالي المرحوم الأستاذ (راتب)، طالباً متميزاً بأفكاره، وسلوكه، وشخصيته، ومزاجه. وقد بان ولعه، بل شغفه باللغة العربية أجلى بيان حين كاد يعزف عن النطق بلغة أجنبية، وكأن لغة الإنسان الحق هي اللغة القرآنية، لغة الصدق واللسان المبين .
وقد حرص أعضاء الهيئة التدريسية في المعهد المذكور، وفي كلية الآداب، على رعاية الطالب (راتب) رعاية محبة وإعجاب، وما لبثت الجامعة أن احتضنته مدّرساً واعداً للغة العربية وعلومها، وأوفدته لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، فأصاب نجاحاً موفوراً في الأولى، واعترض سبيله شيء ما حال دون بلوغه المرام في نيل الدرجة الأخيرة. وهذا الشيء القاهر العنيد لم يكن في الحق أمراً طارئاً جديداً، ولا أمراً خارجياً غريباً، بل كان ذاتياً حميداً. وهل سمعتم بعائق نفسي يقف عثرة في درب نجاح صاحبه فيغدو دافعاً ورادعاً معاً ؟
أجل، إنني أشير هنا إلى خصلة جلّى، خصلة واحدة ذات دلالة إيضاحية شاملة، ألا وهي مطلب الاتقان الذي تحلى به عزيزنا (راتب) الطالب الموفد، وزميلنا الأستاذ في الجامعة، والفقيد الغالي لمجمع الخالدين. إنه إتقانٌ مبتغى في كل ما ابتغى هو ذاته من شؤون الحياة .(1/3011)
اختار المرحوم القراءات القرآنية موضوعاً لدراسته لنيل درجة الدكتوراه في الآداب. وعمل من أجل ذلك وأجاد. وإنما غجادته تلك هي الإتقان الذي أعاقه بعض نقص ٍ في المصادر، على نحو ما سمعت منه غير مرة، فكان أن أحجم من ذاته، وبذاته، عن طماح اللقب، ولم يستجب لالحاح معلميه في القاهرة، وهم ما برحوا سنين كثيرة ً، ومرات متعاقبة، يدعونه للحضور إليهم، مجرد الحضور، لمناقشة ما كتب، والاستمتاع باللقب، ولكنه أبى، وأصرّ على موقفه حرصاً مخلصاً منه على تلبية حافز الإتقان. وهذا الحافز هو الذي عرفناه في حياة زميلنا الجامعي الأستاذ (راتب) طوال سني تدريسه في كلية الآداب .
أنفق الفقيد في هذه الكلية ما وسعه الجهد والإخلاص في تدريس علوم اللغة العربية، وفي نشر نصوص مختارة من تراثها المجيد. ومثلاً من كتاب "الكامل" أو من كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف". وقد نقّب في كل مرة عن الصواب التائه بين علماء الكوفة والبصرة. وحكى رأيه مؤيداً بالدليل. والدليل معيار. وهذا المعيار عنده هو تواتر الرواية عن إنسان عربي صريح من صميم العرب. فكلام هذا الإنسان العربي الصريح هو إذن كلام صحيح، وحجة دامغة، وبرهان قاطع. ومثل هذا التدقيق البصير يطالعنا به الاستاذ (راتب) في سائر أعماله العلمية، ومختلف إسهاماته، ومثلاً عندما نشر كتاب "القوافي" للأخفش، و"فهرس كتاب سيبويه" .........
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
---
أبو عمر السوري
11-04-2006, 12:10 AM
جزاك الله خيرا
---
مروان الظفيري
11-05-2006, 07:34 PM(1/3012)
ومن العرفان بالحق أن نلمع هنا إلى نضاله الحميد في فترة عمله الجامعي. ذلك أن طريقه لم تكن آنذاك مفروشة بالورد والرياحين. بل كان تدريسه جهاداً ضد الجهل والمروق. وكان الدافع إلى هذا العناء حبّه، بل هيامه، بالإتقان. فما برح ينافح في سبيل نصرة اللغة العربية وحمايتها، وصونها وإعلاء شأنها بإحيائها والذود عن سلامتها وصحتها، مؤمناً صادقاً صريحاً، مغرقاً في صراحته، غير هيّاب، وقد أخذ عليه بعض صحبه جرأته في الافصاح عما يرى. ولكن ذلك لم يكن ليوهن عزيمته، لإيمانه بالدفاع عن أمته وقومه، وشعوره بتقاعس فريق من المعنيين الجامعيين في صفوف الزملاء والطلاب عن هذه الرسالة. فخاض معركة حقيقية ظلّ فيها البطل الصامد المؤمن بواجب الإخلاص والإتقان. بمثل ما أوجب هو على نفسه. وهلاّ نرى في جامعتنا اليوم من يتقن مثل (راتب) العربية ويمارسها لغة علم وعمل، حتى في حياته اليومية، سواء بسواء ؟ وهذا الإتقان في العلم والبحث العلمي يواكبه، ويلازمه، إتقان عشرة وسلوك. ولم يكن الأستاذ (راتب) "يضنّ بعلمه، ولا يبخل بعونه، ولا يتمسك بكتبه، وهي كثيرة غزيرة، وبعضها نادر أو مفقود، يبذل هذا وذاك خدمة للعلم، وبثاً للحكمة ولعل كتبه التي في خزانته، على كثرتها، أقلّ من كتبه التي استعارها رفاقه وأصدقاؤه منه" . زد على ذلك أن المرحوم (راتب) كان قبلة القاصدين، من العلماء والطالبين، يجتذبهم للقائه نشدان الحكم السليم، والرأي السديد، والبصر النافذ الناقد، وكأنه يتمّ في داره تعليمه الجامعي وغير الجامعي، جواداً، كريماً، محتسباً، مجيباً كل طامح في تعمق العربية وأسرارها، وكل راغب في جني ثمارها والفوز بكنوزها ولآلئها. وهو يقوم بذلك بنفس العارف السمح السعيد المسهم في دفع الجهل، والمجالد المنافخ في حرب التزييف والرياء والتخليط . لقد تحدثت قليلاً عن صعاب دربه الجامعي، بل عن بعض تلك الصعاب، وفيها من صنع الأغبياء أو الحاسدين القدر الكبير. وما(1/3013)
هي إلا لحظة حانت فيها فقيدنا الغالي من دنيا التعليم الجامعي إلت عالم البحث المجمعي. ولئن كانت خسارة لا تعوّض من ناحية، فقد قابلها، لحسن الحظ، نفع جسيم من ناحية أخرى. ولكن مآثر الأستاذ (النفاخ) التعليمية ظلت هي الأفضل والأبقى. إناه، بلا ريب، المآثر الحية النامية باطراد في نفوس طلابه ومريديه، والباقية في أعمالهم المشهودة إلى اليوم، وهم مئون . جاء في الحديث النبوي: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". وقد عاش فقيدنا الأستاذ (راتب) دلالة هذا الحديث في دقائق حياته جميعها. وقد قيل في إحدى الفلسفات المعاصرة: إن الحياة مشروع وجود ناقص لا يتمّ إلا بالموت. فالموت ينفي العبث، ويحدّد معنى الحياة. وبالموت تتضح رسالة كل من عاش، إذ ينجلي شأوها بانقضائها المحتوم . ولنا أن نفطن إلى أن الحياة التي تمامها الموت هي حياة الجسد. ويكون الموت نهايتها. والنهاية تمامٌ يباين الكمال. إن تمام الأمر انغلاق. وذاكم هو الموت بالجسد. أما الكمال فإنه قيمة بقاء، لا فناء. وقد تميز المرحوم الأستاذ (راتب) في حياته الدنيا بمطلب الإتقان نشدانا للكمال . ولئن عنا جسداً محققاً ما استطاع من إتقان، فإن له حياة ً باقية هي الأكمل، لأنها خالدة بإسهامه المحمود في خدمة اللغة العربية، وببنائه نفوساً وفيّة تحمل رسالته باتصال ونماء، وليت حبّ العربية، والعمل في سبيل رفعتها، وتطويرها، وإغنائها، داءٌ تمتد عدواه إلى كل ناطق بالضاد . رحمك المولى يا (أبا عبد الله). فقد صدقت، وأجدت، وأتقنت، فخلدت. وإنّا بفراقك لمحزونون . حزنٌ كطول الدهر، باق ٍ، إذا مضت أوائله، عادت إلينا أواخره كلمة أصدقاء الفقيد الدكتور عبد الكريم الأشتر أيها السادة ! لو جاز أن نمثل لبعض الناس بالكتاب، لكان صديقي الأستاذ أحمد راتب النفاخ يكون واحدة من المخطوطات النادرة التي جار عليها الزمان، فوقعت فيها خروم، وانطمست كلمات، وانقصفت أوراق، ولكنها ظلت حية تحتفظ(1/3014)
بقيمتها، وتنفرد بحقائقها، فما نجده فيها قد لا نجده في كتاب آخر . تكوينه تكوين أصحاب العواطف المستبدة من المثاليين الذين يقفون دائماً في نهايات الخطوط. مملكتهم ليست في هذا العالم. يسبحون أبداً ضد التيار. يسخطهم الواقع القائم ويأنسون فيه بالضعفاء والمقهورين . وربما انسحب ذلك على موقفهم من التاريخ ودوله وأحداثه. فقد كان الأستاذ النفاخ يقف في صف المغلوبين فيه. ولعلهم لو انتصروا فارقهم، ووجد سبباً للوقوف في صف معارضيهم . كانت البطولة تستشيره، فإذا اغتليت أو أكرهت بدت له أشدّ استثاره . من هنا يبلغ عطفه على الفقراء والبائسين وأصحاب الحاجات حداً يغفل فيه، كما يفعل المثاليون غالياً، عن حقائق الواقع. فإذا انكشفت لهم ازدادوا إحساساً بالخيبة وبغرابة الواقع من حولهم . خرجت في صحبته يوماً من باب الجامعة الكبير في البرامكة . واجتزنا الشارع إلى الرصيف المقابل. فلم ألحظ صبياً مستلقياً عليه، يسأل الناس، وقد مدّ رجلاً تكسوها بقع الدم. كانت مظاهر الحياة المتجددة، في مقدم الربيع، تجتذب حواس الناس إليها. ولكن الأستاذ النفاخ لم يشغله عن الصبي، بلهجة منكسرة ذاب لها قلبه، الفقر والعجز عن دخول المشفى، فما أسرع ما ضرب بيده إلى جيبه فأعطاه. ثم لم يكتف، فاستوقف سيارة أوصى سائقها بحمل الصبي إلى المشفى، ودفع له أجره . كنت أتتبع المشهد وأنا مبهور. وفي نفسي إحساس عميق بالخديعة والكذب، يخالطه إعجاب بالغ بصفاء النية ونبل المشاركة وسطوع النزعة الإنسانية . في اليوم التالي خرجنا من باب الجامعة، فرأينا الصبي نفسه مستلقياً على الرصيف، يسأل الناس، وقد مد أمامه رجله التي يكسوها الدم الكذب ! كنت أنظر في وجه الأستاذ راتب وهو ينظر في الصبي. فرأيته يلوي وجهه عنه كأنه لا يريد أن يراه. كان يحاول أن يداري إحساسه بعجزه عن تقبل هذا العالم المخادع من حوله . لعله بمثل هذا الإحساس كان يواجه دائماً خيبته في الحياة والناس، وهو(1/3015)
يحاول عبثاً أن يشد المثال على خشبة الواقع. ولهذا كان يكثر كلامه في تقويم الناس، ويغلو فيه أحياناً غلوّ من يريد أن يستنفد قوة الإحساس بالفجيعة. ولهذا أيضاً كان يغلو في الرضا أحياناً غلوّ من يرجو أن يأمنها في نفسه، فما يزيد في آخر الأمر عن أن يهيئ لنفسه خيبة جديدة . ويظن الذين لا يعرفونه، كما كنا نظن قبل أن نعرفه، ونحن طلاب في الجامعة، أنه خشن الملمس، جافي الطباع، ليس في حياته موضع للإحساس بجمال التواصل الإنساني، على إطلاق معانيه. فإذا اقتربوا منه وعرفوه وجدوه لا يؤرقه شيء كما يؤرقه الحب، بمعناه العميق الشامل، ووجدوه ندياً رقراقاً يحسن فهم هذه العاطفة النبيلة، ويستجيب لها أعمق الاستجابة. وقد قضيت إلى جانبه زمناً لا أكتشف، في هذا الجانب من حياته، معنى محدداً، وإن كنت أستذكر اليوم مظاهر كثيرة من رقة الشعور وحرارة الروح، إلى أن كان يوم جاوزنا فيه منتصف الليل ونحن نمشي في أطراف دمشق، قريباً من كيوان، حتى كللنا. كنا في الصيف، وكانت الليلة مقمرة. فاسترحنا إلى جوار شجرة ضخمة من شجر الصفصاف، يجري قريباً منها نهر يزيد. فما أدري كيف تصرف بنا الحديث، فجاشت به نفسه جيشاناً شديداً، هيأ له، فيما يبدو، ما كان يفيض في الجو، من حولنا، من رقة الطبيعة وحدة إغرائها بالبوح والاستسلام. رأيته فجأة يضطرب كورق الصفصاف، ويبدأ فيحدثني عنها، وكنت أعرفها، ويصفها كما كان يراها. كان قريباً من أهلها. ولكن ذنبها أنها لم تكن تفكر فيه على النحو الذي كان يظن. فقد انغلق عليها القلب إذن، وظلت ذكراها تنزف فيه، كما قال يومها. وتعيّن عليه أن يواجه، في هذا الوقت المبكر، كبرى خيباته وأثبتها في النفس. ثم إنه لما تهيأ له، من بعد، أن يكتب رسالة الماجستير، اختار ابن الدمينة، الشاعر الوجداني الرقيق، موضوعاً لها ! ثم طال الزمان بعدها على الناسك المتبتل الذي يحتضن القرآن، فتعرض لمحنة قاسية، لعلها أدلّ محنه على اندحار مثاله(1/3016)
في مواجهة الواقع، وعلى عجزه، وهو في ارتفاعه عنه، عن فهم حقائق النفوس المتردية. فهذا الذي كان يجعل منه هدفاً سهلاً للطامعين فيه. كانت أبواب بيته مفتوحة لكل طارق، حتى كان ربما سلّم بعضهم مفاتيحها ليدخلوه إذا غاب عنه. رغبة مستبدة لا تنكسر في تحدي الواقع والانتصار عليه ! لقد كان، من الجانب الحي، أقرب من عرفت من الناس، إلى المثال الذي صوروه لأنفسهم. فما خسره في الناس إذن ربحه في نفسه، باستثناء ما كانت حرارة التكوين تغري به أحياناً، من حدة الخصومة أو الإمعان في النقد. ولهذا نراه يكثر محبوه ويكثر ناقدوه معاً. ولهذا أيضاً يخلص محبوه في محبتهم إياه إخلاصاً قلّ نظيره في المحبين. لقد كان هو نفسه المثل الحي في الصدق والإخلاص والوفاء لمن يحب. ولو شئت أن أستذكر بعض صورها في حياتي وحياة من أحبهم وأحبوه لما انتهيت . وكلت إليه يوماً، وكنت مقبلاً على سفر، أن يتفقد أهلي في غيبتي. فما تخلف عنهم يوماً. يسير إليهم في بيتهم، فيطرق الباب ويدير إليه ظهره، ويسألهم عن حاجاتهم. ويكل إليه آخرون الإشراف على طبع بعض كتبهم والنظر فيها، فينظر فيها، ويصحح ما يستدعي التصحيح، ويتمم نقصها، ويضيف إليها الحواشي والتعليقات. ويقصده الطلبة في بيته، فيجلس إليهم ساعات يرشدهم ويحقق لهم بعض النصوص، أو يعيد قراءتها معهم، لا يضجر ولا يملّ ولا يشكو. وقد قارب بيته، من هذه الناحية، أن يكون مدرسة صغيرة لطلاب العلم، وقارب أن يكون له، في بعض الرسائل الجامعية، من أصالة الرأي، مثل ما لأصحابها فيها، أو أكثر كثيراً في بعض الأحيان ! * * * والآن، ما الذي يبقى من الأستاذ النفاخ لنا وللأجيال المقبلة؟ يبقى منه النموذج الإنساني الساطع الذي وفق بين قوله وفعله، وحقق في نفسه مثله: أعرض عن مغريات الدنيا وارتفع عنها: لم يخلبه المال فعاش في بيت بسيط جداً، في حدود الكفاية التي تصون ماء الوجه. لم يخلف لأهله إلا هذا البيت الذي كان أبوه خلف له(1/3017)
ثمنه، وإلا الكتب التي صحبها ونذر حياتها لها. لم يسع إلى منصب ولم تفتنه المظاهر. ولم يقف بباب أحد. وربما جاءه أصحاب الحاجات فقضاها لهم ونسي حاجة نفسه وأهله ! أنفة أكاد لا أعرف لها مثيلاً في من عرفت من الناس، وترفع عن كل ما يطمع الناس فيه. ولعل عزوفه عن السعي في مناقشة رسالة الدكتوراه، بعد أن تأخر فيها (لغلبة نزوعه إلى التحرز والتدقيق) وبلغ من كتابتها حداً فاق ظن مناقشيه، يقع في هذا الجانب من تكوينه. فقد أنف، بعد أن تأخر فيها، من أن يقف مع فلان وفلان، ممن هم في سن طلبته، أو في مستواهم أحياناً، في مواقف واحد ! وقد أربكه ذلك في عمله من بعد. ولكنه، على نحو ما، كان يستشعر فيه نشوة الانتصار على النفس ! ويبقى من الأستاذ النفاخ، لنا وللأجيال المقبلة، مثل شاخص في الانقطاع إلى العلم وإتقانه يبلغان حد لتصوف. وقد كنت أقف إلى مكتبته أحياناً وأقلب بعض كتبها، فتطل عليّ من حواشيها التعليقات والتصحيحات والإحالات، يكتبها بخطه الدقيق، ويشير إلى مواضعها، في المتون، من فوق السطور، على طريقة السلف. كان يجد عزاءه في القراءة. وكان ربما استوفى قراءة الكتاب في الساعات. وكان من أقدر الناس على قوة التمثل والوقوف على مفاصل الكلام، كما كان يسميها (يعني محاورها الفكرية). وكان يبلغ من العمق، في تحليل الكتب أحياناً، ما يصلح، لو كتب، أن يكون درساً يقرأ . ويبقى من الأستاذ النفاخ، لنا وللأجيال المقبلة، كتب وفهارس ثمينة ومقالات ومختارات ونقول ورسائل وشروح وتعليقات، إضافة إلى ما لم يطبع منها، وفيها أثره الكبير في القراءات. وهي، في جملتها، ثروة أدبية ولغوية تبلغ الغاية في الإتقان. ولو كان انصرف إلى تنميتها عن كل ما شغله من أمور الدنيا والناس، مع التخفف من المبالغة في التحرز والتدقيق والتجويد، لبلغت، على يده، أضعاف ما خلف منها. على أنها، لو جمعت ونسقت موادها ونشرت، لخففت قليلاً من فداحة الخسارة فيه . * * * وبعد(1/3018)
فقد لا يحق لنا، في هذه المرحلة الحزينة من حياة الوطن وواقع قضيته الكبرى، أن نبكي أفراد الناس. ولكن "الشجا يبعث الشجا" ، والألم موصول بعضه ببعض. والأوطان، في نهاية الأمر، تكبر بأفذاذها. ومن حقهم عليها أن تكرمهم وترفع من ذكرهم. وهي، إذ تفعل، تكرم نفسها، وترفع من ذكرها . لقد كان الأستاذ النفاخ واحداً من علماء العربية الكبار، يكاد يكون لا مثيل له في أوطان العربية الممتدة إلى حيث يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة. ولئن ضاقت به جدران الجامعة يوماً، إنها قد تضيق بمثله في هذا الوطن الكريم الذي نرجو أن يبلغ يوماً من مرتبة الإنصاف ما بلغنا نحن من مرتبة الحب . أنت تعرف أيها الصديق، وقد مضيت اليوم إلى المجهول الكبير، وتخطيت تخوم هذا العالم الذي عشت حياتك تضيق به، أنّ ما أقوله فيك لا تمليه المحبة وحدها، ولكن يمليه معها الإخلاص للحق الذي أخلصت له حياتك. وربما أملته معهما الحسرة: فمن أين يجود الزمان بمثل هذه الصداقات المبنية على معانيها في الصدق والإخلاص، وعلى حلاوة المؤانسة التي ترتفع عن كل غرض، وعلى غنى المعرفة التي تجمّل العقل ! من أين يتأتى للمرء، في هذا العالم المتحجر، أن ينعم بصحبة مثل هذه العقول المتفتحة والقلوب الغنية والأرواح الحارة ! رحمك الله قدر ما علمت وعلّمت ! رحمك الله قدر ما أحببت ! رحمك الله قدر ما عانيت ! لم يقدّر لك أن تعرف السكينة بيننا، فلعلك تعرفها بعيداً عنا. على أن مثلك لا يموت ولو انتزعه الموت من القلوب . أشكركم
كلمة طلاب الفقيد فقيد العلم العلامة أحمد راتب النفاخ الدكتور محمد الدالي(1/3019)
بسم الله الرحمن الرحيم { إن اّلذين قالوا ربنّا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة التى كنتم توعدون. نحن أوليآؤكم فى الحياة الدّنيا وفى الا خرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون. نزلاً من غفور ٍ رحيم ٍ. ومن أحسن قولاً ممّن دعآ إلى الله وعمل صالحا وقال إنّنى من المسلمين. ولا تستوى الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتى هى أحسن فإذا اّلذى بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميم. وما يلقّاها إلاّ الذين صبروا وما يلقّاهآ إلاّ ذو حظّ عظيم ٍ } [سورة فصلت: 30-35 ] . والحمد لله الذي استأثر بالبقاء وكتب على عباده الفناء، فـ { كلّ نفس ٍ ذائقة الموت } [سورة آل عمران: 185] و { كلّ شيءٍ هالكٌ إلاّ جهه له الحكم وإليه ترجعون } [سورة القصص: 88] { ولله ميراث السّماوات والأرض } [سورة آل عمران: 180] . .............(1/3020)
وهي بعد يا أستاذ كليمة سئلتها، أقولها بلسان من علّمته – وهم أجيال لا يحصون- وبلسان من اختص بك من طلابك، وهم فئة غير قليلة. وأنت تراني كلما كتبت حرفاً محوته، وكلما خطرت خاطرة أردت تقييدها تأبّت ومضت، وكلما عنّ معنى حاولت الإبانة عنه تفتحت معان وصور ما من سبيل إلى حصرها والعبارة عنها. ومثلي فيما أنا فيه وله يحتاج منك العطف والرضا لا الإعراض، وإن كنت غير راض عن كل هذا زاهداً فيه راغباً عنه. فانظر إليّ نظرة أقوى بها، فأنت وأنا بل كنتَ وكنتُ أباً وولداً. وهي كليمة في موضعها، لا تعدوه، ولا ترتفع عنه، ولا تخرج عما أريد منها، لا بد منها، وإن كانت لا تبلغ مما في نفسي شيئاً، وأنّى لها بذلك ؟! لو كان الأستاذ لنا واحداً أي واحد ممن درسنا، وكنت أو كنا له طلاباً أي طلاب ممن درسهم لسهل علي العسير ولان العصيّ فقلت فيما سئلت . وما كان الأستاذ مدرساً أيّ مدرس تتلقى عليه مادته التي يحاضر فيها، وما كنت وبعض من معي ومن تقدّمني طلاباً له أي طلاب درسهم سنيات حفظوا له فيها صورة عمودها عندهم واحد، وتختلف في أشياء بين طالب وآخر باختلاف نفوسهم وعقولهم . فالأستاذ رجل من عباد الله المؤمنين الصالحين الصادقين الذين شروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، ظاهره خير كباطنه، كريم، مضياف، مفضال، أريحي طيب النفس، وفيّ، عازف عن الدنيا وزخرفها، منقطع للعبادة والعلم، راغب عن الشهرة ساعية إليه، كان أمة ورجل أمة. وهو بعد بقية السلف والحبر البحر ريحانة الشام وخزانة علمها، لم ير الراؤون في هذا العصر مثله، حقاً لا يجحدونه . خلق ليكون ما كان، وترفّع عما عفّرت فيه وجوه، ونزّه نفسه عما خاضوا فيه، وتواضع لله فرفعه. فيه عزة المعتز بالله، وقوة المستعين به، ذو خلق وخلاق، جبل على الوفاء والإخلاص والرحمة بالناس وحب الخير لهم. وكان شديداً في الحق، للقسوة واللين مواضع يضعهما فيها، صريح صراحة، يجهر بقوله، لا يجامل ولا يورّي، يسمي(1/3021)
الأشياء بأسمائها . الإحسان عادته، والتواضع سجيته، والحياء حليته، والخير فطرته، والتقوى جبلته . وفي الصدر مني معه حديث سبعة عشر عاماً لازمته فيها، والحديث ذو شجون، منه ما يدون ومنه ما لا يدون . ولو تكلفت تدوين ما عرفته خلالها من أحواله وصلته بمن اتصل به بسبب، وآرائه فيمن حوله وفيما حوله، وتبحره في فنون من العلم هو آية فيها- ومنها العربية واللغة والعروض والأدب وعلوم القرآن- ونظراته فيها، وشؤون غيرها، لو تكلفت ذلك لم أفرغ منه على وجه مرضي في سنين ذات عدد، ولأتى ذلك في مجلدات ولبقي في النفس أشياء، ولم يحط لفظي بنعته . فماذا أقول في كليمتي التي سئلت ولّما يزل الأستاذ أمام ناظري، وأجالسه، ويكون حديث، فما بيننا لا يقدر رحيله عنا- وهو بنيان قوم تهدم- أن يذهب به . عرفته حين درست اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة دمشق سنة 1974م. وكان في قسم اللغة العربية إذ ذاك أساتذة كبار علت منزلهم في علومهم. وكان الأستاذ عينهم وزينتهم وعلامة العربية في بلاد الشام، وهو من مفاخرها ومحاسنها، وكان جبلاً في العلم لا نظير له في علومه، وكان وحيد أوانه ونسيج وحده، وكان أشهر من نار على علم . تولى الأستاذ في السنة الأولى تدريسنا مادتي علم العروض والمكتبة العربية والأدب القديم. وكان يلتزم في حديثه العربية المبينة، وكان حريصاً على نشر العلم، متواضعاً تواضع العلماء الأئمة، قدوة لطلابه في علمه وخلقه وسلوكه. ظهر لنا خلال محاضراته علم غزير ورواية واسعة وذهن وقاد وحافظة واعية. ورأى غير واحد منا أن الأستاذ من أولئك الأئمة الأثبات الأعلام المتقدمين في المائة الرابعة أو دونها تأخّر به زمانه فعاش بيننا، وعلّمنا ما لم يعلّمنا أحد . ودرّسنا في السنة الثانية نصوصاً من كتاب الكامل لأبي العباس المبرد. ولم يكن في محاضراته فيه دون صاحبه المبرد علماً باللغة والعربية والأخبار وغيرها، بل إنه استدرك عليه في مواضع من كتابه. ولم(1/3022)
تكن مادة النصوص عنده غاية في ذاتها بل كانت وسيلة إلى بيان أصول النظر في كلام المتقدمين وأمهات مصادر التراث العربي الإسلامي . ثم لّما تولى تدريسنا مادة علوم اللغة العربية في السنة الثالثة في كتاب مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري عرفنا أنه فارس هذا الميدان غير مدافع. وقد شرح مسائل من كتاب المغني شرحاً لم يقاربه أحد ممن شرحه ممن نعرف . وما كانت مادة المغني وحدها هي ما عني به الأستاذ، بل كان أغنى ببيان منهج فهم كلام المتقدمين والقراءة الناقدة البصيرة بكلامهم، وعدم الاطمئنان إلى النظرة العجلى فيه ولا إلى الرأي الذي يبدو لك من قراءته أول مرة . ووجد المجال أرحب ليقول شيئاً مما في صدره من العلوم يوم تولى تدريسنا الموضوع اللغوي من موضوعات دبلوم الدراسات العليا اللغوية، وهو من كبار أعلام الدراسات العربية الإسلامية اللغوية والأدبية. فشرح لنا أبواباً من الخصائص لابن جني، وأملى علينا أشياء مما انتهى إليه ي القراءات القرآنية. وبسط خلال ذلك أصولاً من أصول علم العربية وعلم القراءات. وهو كلّ حين على ذكر من كلام الأئمة المتقدمين في مسألة مسألة، يملي كلامهم بلفظهم أو يكاد. وبسط لنا أصول تحقيق نصوص التراث العربي الإسلامي، وهو في هذا الباب لا نظير له في علمه وخلقه ومنهجه، كان غاية فيه . كانت الجامعة مكاناً تتلقى فيه المحاضرات المقررة، ولم يكن ما يتلقاه الطالب فيها ليكفي طائفة عطشى إلى العلم آنست في نفسها القدرة على الاستزادة منه. وكان بيت الأستاذ محلاّ ً للعلم ومثابة لطلابه. فلما فرغنا من الدبلوم انتقلت الجامعة إلى بيته، فحيث يكون تكون . وكنت وبعض زملائي وكثيرون ممن عرفت نختلف إلى الأستاذ في بيته، كلّ ٌ يحمل عنه ما كان مهيئاً لحمله من علمه وخلقه العلمي الأصيل وأمانته ودقته. واختار بعضنا بتوجيه منه رسالة الماجستير والدكتوراه. كان يوجهنا ويرعانا ويشجعنا ويبذل علمه ومكتبته ووقته في سبيل طلاب يرى أن(1/3023)
لهم عليه حقّاً لأنهم طلابه، ولأنه يحب الخير للناس ويجري بين يديه . لازمته أي ملازمة من سنة 1979 إلى يوم اختاره الله لجواره. عرفته أستاذاً فذّاً وأخاً ناصحاً وأباً عطوفاً وصديقاً كريماً. وعرفت أي عالم كان، كان من أوعية العلم، كان كنيفاً ملىء علماً، وكان إذا سألته فجرت به ثبج بحر . إليه انتهى علم العربية في عصرنا، ونظر بذهنه نظر مؤثلي هذا العلم وناقشهم في بعض جوانبه، ورأى في بعضه غير ما رأوا. وفي المشتغلين بعلوم العربية في عصرنا بلا ريب غير واحد ممن برعوا فيها وحفظوا كثيراً من مسائلها ومذاهب المتقدمين والمتأخرين فيها وعرفوا حل ما اعتاص منها، لكنك لا تجد فيهم مثل الأستاذ ممن أداه علمه بالجزئيات إلى تصور شامل للغة وقوانينها الوضعية والعقلية. فقد أداه فكره في الكتاب- أعني كتاب فهماً دقيقاً- وهو أقصى ما يبلغه المتبصر بكلامه- بل إلى الوقوف على حكمة العرب في كلامها وعلى أغراض الخليل فيما نقله وفسره من كلام العرب، وفيه ما خفي غرض الخليل فيه حتى على صاحبه سيبويه، وفي الكتاب مواضع شمست حتى على أبي عليّ. كان الأستاذ عالماً بمقاييس العربية بصيراً بها محققاً مدققاً لو رآه الخليل لسرّ به وقال له: مرحباً بزائر لا يمل. ولا يزال في الناس علم ما بقي فيهم مثل الأستاذ . برع في علم العربية براعة، وحذق علم القراءات حذقاً، فهو وهذان العلمان سواء. وله فيهما مذاهب ونظرات لا تجدها في كتاب. ووقف في علم القراءات على أصول هذا العلم عند أئمته المتقدمين، وقد خفي أكثرها على من بعدهم. ولو كان لأحد أن يؤخذ بقوله كله في علم ولا سيما العربية والقراءات . ولو أراد الأستاذ نفسه أن يضع كتاباً يفرغ فيه ما في صدره من العلم لجاء الكتاب دون ما قدر لسعة علمه بفنون من العلم وبعد غوره فيها ولتشعب مسالك القول فيها وتفرق مسائلها وانتشارها . في بيته جرت مجالس العلم كل يوم، وبذل لمعتفيه بذل من لا يرجو منهم جزاء . عرفت عنده(1/3024)
كثيراً من الباحثين من أصدقائه وزملائه ومن قدماء تلامذته وأصحابه، طلبوا عنده الفائدة فأطلبهم، وكثير غيرهم ممن لم ألق كتبوا إليه من شتى البلدان العربية فيما علموا أنه مفيدهم فيما استبهم منه وأشكل واستغلق وأعضل، وكانت الكتب والرسائل تأتيه من كل مكان . وعرفت في بيته كثيراً من المختلفة إليه من طلاب العلم، وهم جم غفير من مواضع شتى في سورية وغيرها من البلاد العربية والإسلامية. فطائفة منهم أشكلت عليها مواضع في نصوص تحققها، وفئة احتاجت إلى مخطوطات أو كتب نادرة في مكتبته، وجماعة تسأله اختيار موضوع رسالة جامعية، وثلة لم تتهد إلى تصور مرضي في دراسة علمية، وطوائف أخرى تستفتيه في مسائل من علم اللغة والعربية والأدب والقراءات والتفسير والحديث وغيرها. قصدوه فأكرمهم، وسألوه فأجابهم، وبذل لهم علمه ومكتبته ووقته. وغير واحد من تلامذته تولّى مناصب علمية في الجامعات وغيرها من مراكز العلم في سورية وغيرها من البلدان العربية . وعرفت فيما عرفت أنه كان منكوباً في غير قليل ممن أحسن إليهم، ما فعل لهم إلا الخير، وضنوا عليه بالوفاء، بل إن فيهم من أساء إليه وتنكر له، ومنهم من أصاب به اليوم علاج ذات نفسه . عرفت منهم من عرفت، وحدثني بحديث كثير. كان وفيّاً يحسن الظن بالناس فيخلفه ظنه في كثير { من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها } [سورة فصلت: 46] . وأقامت طائفة على الوفاء له، تلقوا عنه، وكسبوا بعلمه ومعرفته ما كسبوا . وما زال الأستاذ ينبوع علم عدّ، ينشر العلم، وزكاة العلم نشره . فمنه ما وعته صدور الخاصة من أصحابه وتلامذته، ومنه ما بثه فيما نشره وفيما لم ينشره من النوص وفيما كتبه من مقالات، ومنه ما قيده على الكتب التي حوتها مكتبته، وذهب بموته علم كثير . والموت حق على كل العباد فما حيّ بباق ويبقى الواحد الأحد و "إذا مات ابن آدم انقطع علمه إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " . فعمل(1/3025)
الأستاذ باق إلى يوم القيامة، لا ينقطع حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين . رحمك الله يا أستاذ أبا عبد الله رحمة واسعة وجزاك الجزاء الأوفى { يوم لا ينفع مال ولا بنون. إلا من أتى الله بقلب سليم } [سورة الشعراء: 89] ولا زال لسانك رطباً بذكر الله وتلاوة الزهراوين كلّ صباح. سلامٌ عليك { سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم ٍ} [سورة يس: 58] . كلمة آل الفقيد الأستاذ نزار النفاخ بسم الله الرحمن الرحيم أيها السادة الكرام لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أقف هذا الموقف الصعب والمهيب أمام علماء أجلاء، وأصدقاء، وزملاء لأتكلم عن شقيقي أحمد راتب رحمه الله في الذكرى الأربعين لرحيله في حدود رؤيتي له كشقيق كان إلى جانبه في كافة الأوقات، ولعل السمة المميزة له هو أنه لم يكن يأبه لعرض الدنيا ومباهجها، ولم يقم لها وزناً، شأنه في ذلك شأن السلف الصالح من علماء أمتنا، وانسحبت هذه الصفة على سلوكه وتصرفاته، فكان يتعامل مع الآخرين ضمن هذا الاعتبار، وهذا ما دعاه إلى التفاني في بذل العلم لطالبيه على اختلاف مشاربهم وأهوائهم، لأنه كان على يقين من أنه يؤدي بذلك عبادة، فالعلم عنده عبادة، ولم يكن يسخط على أحد إلا بمقدار انتهاكه لحرمة هذه العبادة في أداء ما لم يحسن أداءه . أما داره فكانت دار علم يؤمها العلماء، وطالبوا العلم من شتى أصقاع العالم، ومن كل حدب وصوب على اختلاف اختصاصاتهم وهذا ما شاهدته على مدى ثلاثين عاماً، وكثيراً ما كنت انتظر عدة أيام لأظفر بفرصة أخلو بها إليه للتحدث في أمر من الأمور العائلية التي تخصه مباشرة، وهذا لم يكن ليتيسر لي في حضور رواد علمه، ولا أذكر أنني استطعت حمله على إغلاق بابه يوماً واحداً في أمرٍّ أيام مرضه وأقساها، وكنت ألحظ أنه كان يستعيد قوته ونشاطه عندما كان يقوم بشرح مسألة علمية لقاصديه، إذ يجدون عنده حلاًّ لكل معضلة، وشرحاً مفصلاً لكل مشكلة، إضافة إلى توجيهاته العلمية سواءٌ(1/3026)
أكانت باختيار مواضيع بحوثهم، أو وضع خطة منهجية لها، أو تقويمها، أو الإشارة إلى مصادر دراستها، لقد كان يركز على أصول البحث العلمي، وطرائق استخدام المصادر والصلات الأساسية بين مختلف أنواع العلوم الأساسية، فضلاً عن التكوين الفكري والعقلي، وأصول المحاكمة عند الإنسان، أما مرحلة الحفظ والاطلاع فستكون المرحلة اللاحقة والمتممة للوصول إلى بداية المعرفة العلمية، وفوق ذلك فإنه لم يكن ليضن بعلمه ومكتبته على كل طالب علم ولو لم يكن أهلاً لذلك لقد كان راتب خبيراً بالرجال ومبصراً لمواقفهم، وكان وفياً لأساتذته وأصدقائه . إنني لم أقصد الحديث عن علمه، فلست أهلاً للحديث في هذا الجانب الذي أفاض فيه زملاؤه، وأصدقاؤه وطلابه في كلماتهم عنه، فهم أقدر مني بمعرفة مقدرته ومكانته العلمية، ولكنني صورت واقعاً عايشته مدة طويلة، فالعلم ملأ عليه حياته دون أي غرض سوى لثواب وقناعته في أنه يؤدي رسالة العلم كما يأمره بذلك دينه وخلقه، ولولا ما آل إليه من إرثه من أبيه لغادر الدنيا كما جاء إليها . وأخيراً لا يسعني والألم يعتصر قلبي ويمزقه إلا أن أبدي جزيل شكري وامتناني للسادة المشاركين في هذه المناسبة، وهذا ما خفف من المصاب الذي ألم بنا، فلئن مضى راتب إلى لقاء ربه، فإن لنا في صفوة أصدقائه ومحبيه خير عزاء وشكراً لكم.
---
منصور مهران
11-05-2006, 08:30 PM
الآن وقد تمت ترجمة أمهر علماء العربية بعلومها وفنونها : الأستاذ أحمد راتب النفاخ - رحمه الله - فنتقدم بالشكر إلى أخينا الفاضل الدكتور مروان الظفيري أن تفضل بتوسيع دائرة إطلاع القراء على الترجمة التي ظلت محدودة الاطلاع في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ونأمل من رواد الملتقى أن يُدلوا بدلائهم في هذا الخضم إثراءً للموضوع بما يليق بمكانة الرجل في نفوسنا ، وبالله التوفيق .
---
مروان الظفيري
11-05-2006, 09:03 PM
شكرا لأخي العالم المدقق الثبت منصور
على هذه المشاركة(1/3027)
ومن ثمة المبادرة الطيبة ؛ لإثراء الموضوع
ولتكن البداية من عندي أنا :
التحقيق عند أستاذي النفّاخ هو فهم النصّ فهما سليما ،
قائما على إمعان النظر في تدبر معانيه !!!
وهذا الفهم لايتأتى إلا بعد تحريره من شوائب السقط
والاضطراب والتصحيف والتحريف ، وما قد يقع فيه مؤلفه من أوهام ...
لقد كان أستاذنا شديدا على نفسه ، وكانت شدته على نفسه تحول
بينه وبين أن يكتب إلا مايراه صوابا ، ثم لا يبالي من بعدُ
أخسر صديقا، أم كسب عدوا !!!؟
لقد كان أستاذنا غريبا عن عصرنا ، وكيف لايكون رجل مثله غريبا ؛
لأن حق العلم كان عليه فوق كل حق ، ووفاءه لتراثنا الحبيب ، وللأئمة
الذين أورثونا إياه فوق كلّ وفاء ...
ثم هو لايبالي في سبيل هذا الحق والوفاء أكثر محبوه أم شانئوه !!!؟
فلعلك ترى أستاذا له قديرا ، أو صديقا له أثيرا ، أو محبا مريدا قد وهت
العلائق بينهم وبينه ؛ لأنهم لم يتحملوا صدعه بالحق الذي يراه ، ولم يكن
عندهم من الحجة ما يدفعون به قوله !!!!
---
(1/3028)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن صحة رواية في أسباب النزول ؟ أرجو أن يجيب عليها المحدثون
---
سؤال عن صحة رواية في أسباب النزول ؟ أرجو أن يجيب عليها المحدثون
---
تهاني1
05-26-2004, 04:40 PM
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ..} قيل في سبب نزول هذه الآية أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيّاً، كما كلّمه موسى؟
فنزلت،
وقال صلى الله عليه و سلم : " لم ينظر موسى إلى الله تعالى " .
من هو راوي الحديث ؟ و هل الحديث صحيح ؟؟؟؟
---
أبو بكر الأمريكي
05-27-2004, 02:59 AM
هذا الحديث لم أجده في أحد كتب الحديث
وذكره الشوكاني في فتح القدير فقال.
قال المفسرون: سبب نزول هذه الآية: أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تكلم الله، وتنظر إليه إن كنت نبياً كما كلمه موسى، فنزلت { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا } أي: وكالوحي الذي أوحينا إلى الأنبياء قبلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا، المراد به: القرآن. انتهى من كلامه
فلم يعزه إلى أحد الكتب الحديثية ولم يذكره ابن كثير في تفسيره والمتبادر إلى ذهني أنه لو جاء هذا الحديث مسندا لذكره هو. فأخاف أن هذا الحديث لا أصل له.
---
د. أنمار
05-27-2004, 06:12 AM
وذكره القرطبي في تفسيره وقال:
ذكره النقاش والواحدي والثعلبي
ج: 16 ص: 53
أما السيوطي في الدر المنثور فلم يذكره
---
تهاني1
05-29-2004, 09:19 AM
أنا أرغب بدراسة سند الحديث لكني لم أجد أي معلومات .
كتب التفسير تذكر القصة بدون إسنادها .
حتى رواي الحديث لا تذكره .
---
أبو بكر الأمريكي
05-29-2004, 12:38 PM
السلام عليكم(1/3029)
لا أظن أنك ستجد لها إسنادا و كتب أسباب النزول مملوءة بالأحاديث الضعيفة والتي لا أصل لها. وراجع إلى كتاب الشيخ مقبل بن هادي الوادعي (الصحيح المسند من أسباب النزول) إن أردت كتابا جيدا تجمع ما صح في هذا الباب
---
ناصر المنيع
05-31-2004, 09:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث أورده -دون سند- الواحدي في " أسباب النزول" (ص 375) عند قوله تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله ..) .
وأورده الزمخشري في " الكشاف" (4/234) وبيَّض له الزيعلي في " تخريج أحاديث الكشاف " (3/245)
وقال الحافظ ابن حجر :" لم أجده " . تخريج أحاديث الكشاف بهامشه (4/234)
---
(1/3030)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير (8)
---
علل أحاديث التفسير (8)
---
يحيى الشهري
10-17-2004, 03:30 PM
(تفسير البسملة)
8] حديث: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمنُ خلقتُ الرَّحم وشققتُ لها اسمًا من اسمي، فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبُتُّه". أو قال: "من بتها أبُتُّه".
أورده الراغب في مفرداته (1: 254) عند كلامه على مادة (رحم).
وأورده الثعالبي في تفسيره (4: 167): من رواية أبي داود بسنده (فذكره).
وذكره أبو بكر الجصاص (370هـ) في أحكام القرآن (2: 336) في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) .
وأورده ابن كثير (4: 180) في تفسير البسملة.
وأورده في تفسير سورة القتال (4: 180) عند قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ): ((قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدَّثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه): وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته"، أو قال: "من بتها أبته".
وقال: تفرد به أحمد من هذا الوجه".
ورواه أحمد (أيضًا) : من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن الرداد ـ أو أبي الرداد ـ عن عبد الرحمن بن عوف، به.(1/3031)
ورواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عن أبيه، والأحاديث في هذا كثيرة جدًا)). أهـ.
قال أ. د. حكمت بشير: ((والرحمن: مشتق من الرحمة ، وهو قول الجمهور، والدليل ما أخرجه أحمد، قال: يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه) وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته" أو قال: "من بتها أبته".
وأخرجه (أيضًا): من حديث أبي هريرة بنحوه. صححه أحمد شاكر والألباني.
وأخرجه الحاكم: من طريق يزيد بن هارون، به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم: كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن ردَّاد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف بنحوه.
قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)). اهـ.
طرق الحديث
الحديث مشهور عن عبدالرحمن بن عوف، رواه عنه: عبدالله بن قارظ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وابن عباس، والحسن بن عبدالرحمن بن عوف، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وابن لعبدالرحمن بن عوف.
(1)ـ فأما حديث عبدالله بن قارظ:
فرواه يحيى بن أبي كثير: واختلف عنه.. بين علله الدارقطني (رحمه الله): إذ سئل عن حديث إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: (يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
فقال: ((يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
فرواه هشام الدستوائي: عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه، عن عبد الرحمن بن عوف.(1/3032)
ورواه شيبان: عن يحيى قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن، وكذلك قال أبان عن يحيى.
واختلف عن الأوزاعي:
فقال شعيب بن إسحاق وابن أبي العشرين: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: حدثني فلان، عن عبد الرحمن بن عوف.
وقال الوليد بن مزيد ويحيى بن حمزة: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن عبد الله بن محمد، قال: مرض عبد الرحمن فعاده قريب له.
قال الفريابي: عن الأوزاعي، عن يحيى جاء رجل إلى عبد الرحمن فأرسله.
وقال عكرمة بن عمار: عن يحيى حدثني نسيب لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن.
وقد اختلف أصحاب يحيى عليه فيه وأحسنهم قولا عنه ما قاله شيبان وأبان والله أعلم)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 295/ برقم 576).
قال الضياء في المختارة (3: 96): ((قلت والله أعلم: لو أن الدارقطني (رحمه الله) قال: وأحسنهم قولا هشام كان أولى؛ لأن شيبان وأبان في روايتهما لم يبين لهما إبراهيم من هو المخبر له وفي رواية هشام أنه بين له أن المخبر له أبوه والله أعلم)). اهـ.
قلت: صحة الرواية لا تنبني على التصريح بالراوي من عدمه؛ لأن الظاهر أن صواب الرواية على الإبهام إذ أن هشامًا وأبانًا لم يتفردا بهذا بل بقية الروايات على ذلك، وتفرَّد هشام بالتصريح بالاسم.. وبيان ذلك في ما يأتي من طرق:
أ ـ أما رواية هشام الدستوائي:
فأخرجها أحمد (1: 191/ برقم 1695).
وأخرجها ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (205)، وأبو يعلى برقم (841)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 94 ـ 95/ برقم 897): ثنا أبو خيثمة.
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (263): حدثنا أحمد بن يحيى السوسي.
وأخرجها الشاشي في مسنده برقم (252): حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني.
وأخرجها الضياء في المختارة (3: 95/ برقم 898): من حديث أحمد بن منيع.(1/3033)
أربعتهم (أحمد، وأبو خيثمة، و أحمد بن يحيى السوسي، وعيسى بن أحمد، وأحمد بن منيع): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته" أو قال: "بتها أبته". السياق لأبي يعلى.
قال ابن كثير (4: 180): (( تفرَّد به أحمد من هذا الوجه)). اهـ.
مراده تفرد به مطلقًا؛ فلم أجد من تابع هشامًا على ذكر عبدالله بن قارظ.. ويحتمل أن مراده تفرد به عن الأصول (وهو كذلك).
ب ـ وأما رواية شيبان:
فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (1: 312): قال لي سعد بن حفص، قال: ثنا شيبان، عن يحيى، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري: أن رجلاً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم"
ج ـ وأما رواية عكرمة بن عمار:
فأخرجها الشاشي في مسنده برقم (240): حدثنا صاحب، نا سليمان بن معبد، نا النضر بن محمد الجرشى، نا عكرمة، نا يحيى، نا أبو سلمة، قال: جاء نسيب لعبدالرحمن بن عوف يعوده فى مرضه، فقال له: أفلان! قال: نعم، قال: وصلتك رحم إنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (فذكره).
د ـ وأما حديث الأوزاعي:
فالاختلاف فيه ظاهر على الأوزاعي كما مر عن الدارقطني .. وبقي عليه وجه من الخلاف لم يذكره وهي رواية الوليد بن مسلم:
أخرجها الخطيب في التاريخ (5: 426): أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بغدادي بالإسكندرية.(1/3034)
وأخرجها ابن عساكر في التاريخ (5: 406 ـ 407): أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا محمد بن المسيب بن إسحاق، نا أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي الدمشقي.
كلاهما (محمد بن عبد الله بن ميمون، و أحمد بن محمد بن عثمان) حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
هـ ـ وأما رواية أبان: فلم أقف عليها لساعتي هذه.
(2)ـ وأما حديث أبي سلمة: فيرويه الزهري واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينة: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الردَّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف.
ورواه سفيان بن حسين : عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى.
ورواه عنه البعض: عن الزهري، عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه.
ورواه محمد بن أبي عتيق، وعبيد الله بن أبي زياد، ومعاوية بن يحيى الصفدي: عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وخالفهم معمر: فرواه عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه بعضهم عنه على الجادة.
وخالف الجميع شعيب: فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وهذا في رواية أبي اليمان عنه.. (وقد خولف في هذا كما سيأتي).
ورواه يونس: عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه (عبدالرحمن بن عوف).. لم يذكر القصة.. ولا الواسطة.
وقد تابع الزهري عليه: إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو.
وقد استوعب الدارقطني علل حديث أبي سلمة هذا بأوجهه المختلفة إذ سئل عن حديث أبي الردَّاد الليثي عن عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله: "أنا الرحمن خلقت الرحم الحديث ..(1/3035)
فقال: ((يرويه الزهري، عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فرواه محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الردَّاد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وتابعه وهيب بن خالد، عن معمر.
واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر.
واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا رداد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان: رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
واختلف عن ابن عيينة:
فرواه سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، والقعنبي، والحميدي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، عن عبدالرحمن بن عوف ولم يجعلوا فيه رواية عن أبي الرداد.
وفي حديث الحميدي، وسعيد بن منصور: اشتكى أبو الرداد فعاده عبد الرحمن، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم وأبرهم أبو محمد، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقال حامد بن يحيى البلخي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، قال: اشتكى الرداد فعاده عبد الرحمن ووهم فيه.
والصواب أبو الرداد.
ورواه عبد الأعلى: عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ورواه محمد بن أبي حفصة، وبحر السقا: عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه محمد بن عمرو: عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فقال حماد بن سلمة: عن محمد بن عمرو نحو قول ابن عيينة، عن الزهري.
وغير حماد بن سلمة يرويه: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.(1/3036)
وقال إسماعيل بن جعفر: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ـ مرسلا ـ عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)) . اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 263 ـ 265/ برقم 550).
ولا ينقضي عجبي من هذه الحافظة المميزة للإمام الدارقطني وسعة اطلاعه على الطرق واختلاف الروايات كما هو ظاهر من كلامه على هذا الحديث .. حقًا إنه إمام في معرفة العلل والاختلاف!!. فإلى بيان طرق الحديث وَفق ما أسلفت من اختلاف:
أ ـ أما حديث سفيان بن عيينة:
فأخرجه الحميدي في مسنده برقم (65) ، ومن طريقه الحاكم في مستدركه (4: 174/ برقم 7269) عن أبي بكر بن إسحاق الإمام، وعلي بن حمشاد العدل، قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على الزهد برقم (114).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5: 217/ برقم25387)، وعنه أبو داود (2: 133/ برقم1694).
وأخرجه أحمد (1: 194/ برقم 1686).
وأخرجه أبو داود (2: 133/ برقم1694)، وعثمان الدارمي في الرد على بشر (ص12): (كلاهما) عن مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (4: 315/ برقم 1907): حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (203): حدثنا علي بن الجعد وغيره.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده برقم (840) حدثنا زهير.
وأخرجه البزار في مسنده (3: 206/ برقم 992): حدثنا أحمد بن عبدة.
وأخرجه الدولابي في الكنى (1: 10): عن محمد بن منصور.
أخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (18): حدثنا إسحاق بن إسماعيل (هو الطالقاني).
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (265): حدثنا علي بن حرب الطائي.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (266): حدثنا أحمد بن منصورالرمادي، ثنا سريج بن النعمان.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم
12995) : حدثنا أبو محمد بن يوسف، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني.(1/3037)
ستة عشرهم (الحميدي، والحسين المروزي، وأحمد، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن، وعلي بن الجعد، وزهير، وأحمد بن عبدة، ومحمد بن منصور، وإسحاق بن إسماعيل، وعلي بن حرب، وسُريح بن النعمان، والحسن الزعفراني) عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فجاءه عبد الرحمن عائدًا، فقال: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد ! فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للحميدي.
ومنهم من لم يذكر القصة.
وفي لفظ الحاكم: " ومن قطعها قطعته". فخالف رواية ((المسند)).
ورواية أبي يعلى بالشك "ومن قطعها قطعته" ، أو "بتته".
قال أبو عيسى: ((حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((تصحيح الترمذي له فيه نظر؛ فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله يحيى بن معين وغيره. ورواه أبو داود وابن حبان في (صحيحه): من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف. وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ والله أعلم)). اهـ.
ب ـ وأما حديث سفيان بن حسين:
فأخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (17) حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن كثير.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (262): حدثنا عمر بن شبة، ثنا عمر بن علي المقدمي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 175/ برقم 7272): أخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون.(1/3038)
كلاهما ( كثير، وعمر بن علي، ويزيد بن هارون) عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى، فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد ! قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال ربكم جل وعز: "أنا الله الذي خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فأنا الرحمن وهي الرحم، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للبرقي.
وله وجه آخر من الخلاف: قال البزار في مسنده (3: 207): ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. والصواب ما رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة. وقد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه: فروى ذلك أبو هريرة، وعائشة، وعبد الله بن عمرو بكلام يشبه هذا)). اهـ.
ج ـ وأما حديث محمد بن أبي عتيق:
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (53).
وأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (4606) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7270): فأخبرناه أبو بكر بن إسحاق، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي والحسن بن زياد.
أربعتهم (البخاري، وعبيد الله بن محمد العمري، العباس بن الفضل الأسفاطي، والحسن بن زياد): ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه): أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها أبته".
قال الطبراني: ((لم يروه عن ابن أبي عتيق إلا سليمان بن بلال، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس)). اهـ.
ومحمد بن أبي عتيق، هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني.(1/3039)
قال الذهلي: (وهو حسن الحديث عن الزهري، كثير الرواية مقارب الحديث لولا أن سليمان بن بلال يحدثه لذهب حديثه). اهـ. انظر التهذيب (9: 246).
وحديثه هذا مستقيم.. قال الدارقطني (في ترجيحه الآنف): ((والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)). اهـ.
قلت: أشار الحاكم إلى رواياتهم، فقال: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
ويزاد عبيدالله بن أبي زياد عن الزهري، و إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو كلاهما عن أبي سلمة.
د ـ وأما حديث عبيدالله بن أبي زياد:
فأخرجه المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك برقم (113): قال حدثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي، عنه به (مثله).
وعبيدالله هذا عده الدارقطني من ثقات أصحاب الزهري.. قال أحمد بن علي بن الفتح: قال لنا أبو الحسن الدراقطني: شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي من الثقات. انظر لترجمته تاريخ دمشق (37: 465).
هـ ـ وأما حديث معاوية بن يحيى الصفدي:
فأخرجه الخراطي في المكارم (1: 278/ برقم 262): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الهقل بن زياد، عنه به (فذكره).
و ـ وأما حديث معمر بن راشد:
فأخرجه في (الجامع 11: 171/ برقم 20234): عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 133/ برقم 1695).
وأخرجه ابن حبان في الثقات (4: 241) ثنا ابن قتيبة.
كلاهما (أبو داود، وابن قتيبة) : عن محمد بن المتوكل العسقلاني.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7268) أخبرني محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.(1/3040)
وأخرجه الضياء في المختارة (3: 92/ برقم 895): أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أن أبا علي الحسن بن احمد الحداد أخبرهم قراءة عليه وهو حاضر، أنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
كلاهما (محمد بن علي الصنعاني، والطبراني) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما(محمد بن المتوكل وهوابن أبي السري، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبدالزاق.
وأخرجه خرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (204) حدثنا ابن جميل.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2: 186/ برقم 443): أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان.
كلاهما (ابن جميل، حبان) عن عبدالله (يعني ابن المبارك).
كلاهما (عبدالرزاق، وابن المبارك،) عن معمر، به.
قال أبو عيسى في جامعه (4: 315): ((روى معمر هذا الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول ! قال محمد: وحديث معمر خطأ)). اهـ.
قلت: لكن الحديث وقع على الصواب في رواية وهيب بن خالد، وفي رواية عن عبدالرزاق، عنه:
1 ـ فأما رواية وهيب ين خالد:
فأخرجها البزار في مسنده (3: 208/ برقم 993): حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا المغيرة بن سلمة.
وأخرجها الخرائطي في مكارم الأخلاق (1: 276)، وفي المساوئ برقم (264): حدثنا أحمد بن إسحاق أبو بكر الوراق، ثنا سهل بن بكار.
كلاهما (المغيرة، وسهل) ثنا وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف (فذكره).
2 ـ وأما رواية عبدالرزاق:
فأخرجها أحمد في مسنده (1: 194/ برقم 1680).
وأخرجها الخرائطي في المكارم (1: 276/ برقم 261).
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم 12994): أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار.
كلاهما (الخرائطي، والصفَّار) ثنا أحمد بن منصور الرمادي.(1/3041)
(ح) وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان بن الحسن ببغداد، ثنا أحمد بن يوسف السلمي.
ثلاثتهم (أحمد، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن يوسف السلمي) عن عبد الرزاق، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا الرداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه) (فذكره).
(قرن الخرائطي رواية عبدالرزاق برواية وهيب).
وقد أشار لهذه الأوجه الدارقطني، فقال: ((واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر)). اهـ.
وترجم ابن حبان في الثقات (4: 241) لرداد الليثي، وقال: ((ما أحسب معمرًا حفظه؛ روى أصحاب الزهرى هذا الخبر: عن أبى سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قال الحاكم: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه. من حديث معمر: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ. والله أعلم)). اهـ.
ز ـ وأما حديث شعيب بن أبي حمزة:
فاختلف عليه فرواه عنه ابنه على الجادة:
أخرجه أحمد في مسنده برقم (1681)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 93/ برقم 896).(1/3042)
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له، ثنا محمد بن خالد بن خلي، ثنا بشر بن شعيب، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يذكر: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الشعب برقم (7941) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن خالد بن خلي. (مقتصرًا على هذا الوجه ولعل عزوف البيهقي عن رواية الوجه الأول لعلة يأتي بيانها).
كلاهما (أحمد، ومحمد بن خالد بن خلي) ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمى، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها بتته".
قال البيهقي: ((ورويناه من حديث معمر وابن عيينة عاليا في كتاب السنن في باب قسم الصدقات)). اهـ.
وخالفه أبو اليمان فجعله من رواية أبي مالك الليثي:
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4: 180/ برقم 3057) : حدثنا أبو زرعة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم.
وعلقه المزي في تهذيبه (7: 214): رواه علي بن محمد بن عيسى الجكَّاني.(1/3043)
ثلاثتهم (أبو زرعة الدمشقي، وعبدالكريم بن الهيثم، وعلي بن محمد) ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
قلت: سياقه عند الحاكم : أخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له... الحديث. اهـ.
فظهر بهذا إخلال الحاكم بذكر الاختلاف الوارد في رواية أبي اليمان بحملها على رواية الأصم، عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.
وقد أخرجه الشاشي في مسنده برقم (239) : حدثنا عبدالكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرنى شعيب، عن الزهرى، حدثنى أبو سلمة بن عبدالرحمن، أن الليثى أخبره عن عبدالرحمن بن عوف: (فذكره).
وقد تلطف (رحمه الله) في ستر هذا الخلل بمهارة.
والمخالفة ثابتة على أبي اليمان كما يظهر من كلام الدارقطني في ((العلل)) إذ قال: (( واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أنا أبا رداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قلت: لكن قال عبدالله بن أحمد في العلل برقم (4653): ((قال أبي: رداد الليثي أبو مالك)). اهـ.
وقال صالج بن أحمد: ((سمعت علي بن المديني ، يقول: رداد الليثي كنيته أبو مالك)). اهـ. رواه الدولابي في الكنى (1: 10).(1/3044)
فيحتمل أن هذا الخلاف غير مؤثر، فيكون اسمه رداد وله كنيتان: أبو الرداد، وأبو مالك.. وتكون تخطئة البخاري وابن حبان لقول معمر فيها نظر؛ لأنها حفظت عنه التسميتان.
وأنا أميل إلى أن الوهم في ذلك من معمر اشتبه عليه وأن الصواب أبو الرداد بلفظ الكنية.. وتبقى رواية أبي اليمان محتمله، وإن كان اتحاد المخرج يلقي بضلاله على هذه الكنية، إلا أن نقول: إن شعيب حدث به على الوجهين.
قال العجلي: أبو مالك الليثي مدني تابعي ثقة. ترتيب الثقات برقم (2239).
ح ـ وأما حديث يونس ين يزيد:
فأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (267): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
ويونس هذا هو ابن يزيد الأيلي أحد الثقات.. وعبدالله بن صالح فيه مقال مشهور. والانقطاع ظاهر في الرواية.
وهنا أنبه بأني قد أفدت من تخريج الدكتور عبدالله دنفو في كتابه القيم ((مرويات الزهري المعلة)) لهذا الحديث ولي عليه زوائد.
قلت: لرواية الزهري متابعتان: من رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو:
1 ـ فأما رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي:(1/3045)
فأخرجها الضياء في المختارة (3: 91/ برقم 894): أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبدالرحيم بن الإخوة، وأم حبيبة عائشة بنت معمر بن عبدالواحد بن الفاخر بأصبهان: أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم ـ قراءة عليه ـ أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن النعمان، أنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أنا أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فعاده عبدالرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد ! فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
2 ـ وأما حديث محمد بن عمرو:
فاختلف عنه في روايته لهذا الخبر كما مر عن الدارقطني .. وهذا تفصيل ما أجمل في ((علله)) وَفق ما وقفت عليه: رواه عنه خالد بن عبدالله، وعبدة، ويزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد... الحديث.
أ ـ فأما رواية خالد بن عبدالله:
فأخرجها أبو يعلى في مسنده برقم (5953): حدثنا وهب بن بقية، حدثنا، خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي، فمن وصلها أصله، ومن قطعها أقطعه فأبتُّه".
ب ـ وأما رواية عبدة:
فأخرجها وكيع في الزهد برقم (998): حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (مثله).
ج ـ وأما رواية يزيد بن هارون:
فأخرجها أحمد في المسند (2: 498/ برقم 10474).
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (280): حدثنا سعدان بن يزيد.(1/3046)
كلاهما (أحمد، وسعدان) : حدثنا يزيد، قال: وأنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمى، من يصلها أصله ومن يقْطَعها أقطَعْه فأبُته". السياق لأحمد.
ولفظ الخرائطي: "قال الله أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". أو قال: "من قطعها بتتُّه".
شك يزيد بن هارون.. كذا قال ! ولا يعصب هذا بيزيد فقد شاركه خالد الواسطي في ذلك.. فالشك من علٍ !.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 173/ برقم 7265): حدثنا أبو بكر أحمد بن يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه) : (فذكره).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
كذا وقع الإسناد لديه وفيه خلل ظاهر.. ويحتاج لتحرير.
د ـ أما رواية حماد بن سلمة:
فأخرجها البرتي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (15): حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومك أوصلُ لي منك، فقال عبدالرحمن : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (فذكره).
قلت: رجح هذه الرواية علي بن المديني، فقال في العلل (ص103): ((حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : إن الرحم شِجنة من الرحمن.. رواه محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عندي خطأ لا شك فيه؛ لأن الزهري. رواه عن أبي سلمة، عن أبي رداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب)). اهـ.
والاختلاف واضح أن مرده إلى محمد بن عمرو فإنه يهم في حديث أبي سلمة خاصة .. بل وفي حديث غيره (كذلك).
قال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عنه ، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرَّة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أُخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.(1/3047)
وقال القطان: محمد بن عمرو رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث. انظر التهذيب (3: 662ـ 663).
وأبو الرداد هذا ترجموه تبعًا للخلاف الواقع في اسمه.. فترجمه العسكري في تصحيفات المحدثين (2: 703) فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو رداد، روى عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه. روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن عبدالرحمن بن عوف عاد أبا الرداد، وروى معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الرداد أخبره عن عبدالرحمن بن عوف، وكذا رواه معاوية بن يحيى الصدفي)). اهـ.
قلت: هذه إشارة إلى خطأ من ذكره بدون أداة الكنية.
وترجمه ابن حجر في التهذيب (3: 234) ـ تبعًا للمزي ـ فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو الرداد ـ وهو الأشهر ـ حجازي.
روى عن: عبد الرحمن بن عوف.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى أبو داود: من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة ـ وهو الصواب ـ أن ردادًا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم". الحديث.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد): من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي.اهـ. كلام المزي.
قال ابن حجر: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب. ولفظ بن حبان في (ثقات التابعين): (رداد الليثي يروي عن: ابن عوف وذكر الحديث: حدثناه ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد، عن عبد الرحمن. قال: وما أحسب معمرًا حفظه، روى هذا الخبر أصحاب الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عوف).
قلت: وكذا رواه ابن عيينة: أخرجه الترمذي من حديثه، فقال: عن أبي سلمة اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن سمعت (فذكره)، وقال: صحيح.(1/3048)
وذكر رواية معمر، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث معمر خطأ.
قلت: وكذا قال أبو حاتم الرازي أن المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن وأما أبو الرداد الليثي فإن له في القصة ذكر إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوى رواية معمر ولكن قول معمر رداد خطأ، وللمتن متابع رواه أبو يعلى ـ بسند صحيح ـ: من طريق عبد الله بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه)). اهـ بحروفه.
وذكر هذا التفصيل في الإصابة (7: 137) عند ترجمته لأبي الرداد .
(3) وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه البزار في مسنده (2: 205/ برقم 991 حدثنا أحمد بن عبد الله السدوسي، قال: نا روح بن عبادة، قال: نا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف (هكذا قال ابن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عبد الرحمن بن عوف): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي".
وفي هذا الكلام إشارة إلى إعلال هذا الوجه.
وقد أخرجه ابن الأعرابي في معجمه برقم (1495): نا الحسن بن علي بن الأشعث الإفريقي، نا محمد بن يحيى بن سلام، نا أبي، عن بحر السقا، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس: أن أبا الدرداء، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره) بتمامه.
وقد وهم الأخ الفاضل عبدالله دنفو في علل الزهري (3: 1663) في نسبته هذه الرواية لابن عوف واعتمادها متابعة لابن أبي حفصة.
ولا يصح هذا الوجه ؛ فإن ابن كنيز متروك الحديث. انظر تهذيب التهذيب (1: 212).
(4) ـ وأما حديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف:(1/3049)
فأخرجه أبو نعيم في المعرفة (1: 128/ برقم 498): حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا فيض بن الوثيق، ثنا كثير بن عبدالله، حدثني الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: "تنادي الرحم من تحت العرش: يارب صل من وصلني ، واقطع من قطعني".
وقال قبله (1: 124): ((ومن رواة الحديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، روى عن أبيه حديثين، لم يذكره الزبير ولا أهل النسب)). اهـ.
(5) ـ وأما حديث إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف:
أشار له البزار في مسنده (3: 207)، فقال: ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه)). اهـ.
ولا أراه يصح من هذا الوجه.
(6) ـ وأما حديث ابن عبدالرحمن بن عوف:
فأخرجه البزار (الزوائد) برقم (1884): حدثنا محمد بن حصين الجزري، ثنا كثير بن عبدالله البكري ـ أو النكري ـ ثنا ابن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الرحم ينادي يوم القيامة: أن من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
قال البزار: ((لا نعلم روى ابن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه غير هذا)).
قلت: هو من سمى أبو نعيم قبله.. ويظهر اختلاف لفظهما عن حديث الترجمة.
قال الهيثمي: (( فيه جماعة لم أعرفهم)).
شواهد الحديث
قال الترمذي في جامعه (4: 315): ((وفي الباب عن أبي سعيد، وابن أبي أوفى، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة، وجبير بن مطعم)).
وقال البزار في مسنده (3: 207): ((قد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه : فروى ذلك: أبو هريرة، وعائشة، وعبدالله بن عمرو. بكلام يشبه هذا)). اهـ.
وقال الحاكم: ((روي بأسانيد واضحة عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعائشة وعبد الله بن عمرو)).
وكتب / يحيى البكري في ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة لسنة خمس وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة..(1/3050)
ثم أعدت النظر فيه لأيام متقطعات كان ختامها فجر الأربعاء الخامس عشر من شعبان للسنة المذكورة (والله أعلم).
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2004, 11:35 PM
جزاكم الله خيراً على هذا العلم والتحرير . وأرجو أن تجمع هذه السلسلة في كتاب تصدره شبكة التفسير والدراسات القرآنية بإذن الله بعد أن تبلغ حلقاته ما ترونه مناسباً .
أسأل الله لكم التوفيق.
---
يحيى الشهري
08-05-2005, 02:25 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه.. أما بعد: فسيتم (بإذن الله تعالى) متابعة حلقات هذه السلسلة قريبًا، وأسأل الله (جل وعلا) أن ينفع بها كاتبها وقارئها.
ثم اشكر لكم أخي عبدالرحمن الشهري جهودكم في خدمة كتاب الله العزيز.. ولكم الفضل (بعد الله) في حفزي على الكتابة في هذا الملتقى المبارك.
محبكم/ يحيى البكري الشهري.
---
عبدالرحمن الشهري
08-05-2005, 04:39 PM
حياكم الله يا دكتور يحيى مرة أخرى ، وقد طال انتظارنا لبقية الحلقات ، وكثر السؤال عن سبب التوقف من طلاب العلم المتابعين لهذه الحلقات . فالحمد لله على عودتكم بخير ، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد .
---
أبو صلاح الدين
08-05-2005, 05:39 PM
بارك الله في د. يحيى, وفي الأخ (الفاضل) عبد الرحمن الشهري.
وهذا الموضوع مهم جدا, أرجو أن يعينكم الله على إتمامه.
زادكم الله بسطة في العلم والجسم.
---
الراية
08-07-2005, 06:41 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم يحيى البكري
وكم أسعد بالاطلاع على مثل هذه البحوث والمسائل لكم من خلال هذا الموقع او من اصداراتكم كحديث المسلسل بالاولية وغيره.
وفقكم الله لكل خير وبارك فيكم ونفع بعلمكم
---
أبو ذر الفاضلي
03-17-2006, 04:24 AM
بارك الله فيك يا أخ يحيى على هذا الجهد المبارك ، نرجو التوصل وعدم الانقطاع .
---
مجدي ابو عيشة
06-04-2006, 11:32 AM
جزاك الله خيرا أخ يحيى ونرجوا ان تكمل الموضوع
---(1/3051)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث عن منظومة في علوم القرآن جملة
---
بحث عن منظومة في علوم القرآن جملة
---
المزمل
05-02-2005, 09:10 PM
السلام عليكم ورحمة ا لله وبركاته
آمل من الإخوة أن يفيدوني بالمنظومات التي ألفت في علوم القرآن
وأقصد التي نظم فيها أصحابها علوم القرآن عموما ، غير المؤلفة في علم من علوم القرآن
آمل من الإخوة بإفادتي وخاصة المشرفين
ولكم مني جزيل الشكر
---
عبدالرحمن الشهري
06-18-2005, 05:30 PM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2451
---
غانم قدوري الحمد
06-18-2005, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منظومة جامعة في علوم القرآن
الحمدُ لله وكفى ، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ، أما بعد
فإن الباحث يجد عشرات المنظومات في موضوعات معينة من علوم القرآن ، مثل القراءات ، والتجويد ، وعلم العدد ، ولا يكاد يجد منظومة واحدة تجمع علوم القرآن كلها أو معظمها ، وكنت قد اطلعت على منظومة لأبي عمرو الداني (ت 444هـ) يمكن أن تُعَدَّ من المنظومات الجامعة في علوم القرآن ، وهي ( الأرجوزة المنبهة ) ، ولا تزال مخطوطة حسب علمي ، وهي مذكورة في فهرست تصانيف الداني (ص21) ، وذكرها ابن خير في فهرسته (ص41) باسم " كتاب الأرجوزة المنبهة على أسماء القراء والرواة وأصول القراءات وعقد الديانات بالتجويد والدلالات" .
ونُسَخُهَا الخطية موجودة في المغرب ، أشار الدكتور التهامي الراجي الهاشمي إلى عدد منها في مقدمة تحقيقه كتاب ( التعريف ) للداني( ص 53 – 54 ) ، واطلعت على نسخة ناقصة منها محفوظة في الخزانة العامة للكتب والوثائق في المغرب برقم 2809 ( د 2186) ، وهي تتألف في الأصل من ألفين وست مئة بيت ، كما أشار إلى ذلك الناظم في البيت الثاني والخمسين منها ، وذكر أنه نظمها في شهر رمضان من سنة 411هـ ، وذلك حيث قال :(1/3052)
أبياتُها تَزْهَرُ كالبستانِ = وهي في عددها ألفانِ
بعدهما سِتٌّ مِنَ المِئِينا = زائدةً تضمَّنت فنونا
في أولِّ الصومِ بها بدأتُ= فما انقضى إلا وقد نَظَمْتُ
معظمَها بالعون مِن ذي القُدْرَه= وذاك في سنةِ إحدى عَشْرَه
وأربعٍ خَلَتْ مِنَ المِئِينا= نفعني اللُه بها آمِيناو الموجود من الأرجوزة في هذه النسخة أربع مئة واثنان وستون بيتاً ، من أولها. وتبدأ بعد البسملة والصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – بالقول :" قال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ ، في القراء والرواة وأصول القراءات وعقود الديانات ، رضي الله عنه " . وتتألف مقدمتها من واحد وعشرين بيتاً ، ومجموع فصول الأرجوزة كاملة خمسة وستون فصلاً ، كما نص على ذلك الناظم في البيت الحادي والعشرين منها ، والموجود من فصولها في النسخة التي اطلعت عليها سبعة عشر فصلاً، تشير عناوينها إلى موضوعات تندرج في علوم القرآن بالمعنى العام الجامع ، وسوف أنقل هنا أبيات المقدمة وعناوين الفصول في الجزء الذي اطلعت عليه منها ، وعدد أبيات كل فصل ، لإطلاع القراء عليها ، ولفت أنظارهم إليها .
أولاً : مقدمة الأرجوزة المنبهة
الحمدُ للهِ العليِّ الفَرْدِ =أهلِ المعالي والثنا والمجدِ
ذي الفضلِ والإنعامِ والإحسانِ= ربِّ العبادِ السيدِ المنَّانِ
أحْمَدُهُ شكراً كما هدانا= لدِينهِ القيِّمِ واجْتَبَانا
صَلَّى الإلهُ الواحدُ القهارُ= ذو الكبرياءِ المَلِكُ الجبَّارُ
على النبيِّ المصطفى مُحَمَّدِ =شفيعِنا في هَوْلِ يومِ الوَعْدِ
ألا اسْمَعُوا مِن قولِ ذي نَصِيحَهْ= أرجوزةً متقنةً فَصِيحَهْ
نَظَمَهَا في الحِذْقِ والإتقانِ =وصفةِ التجويدِ للفرقانِ
دَوَّنَ فيها جُمَلاً مِن ذاكا= بَيَّنَهَا مشروحةً هُنَاكا
وذَكَرَ الأئمةَ القُرَّاءَا= والناقلينَ عنهمُ الأداءَا
وأوضحَ الحُسْنَ والآدابَا= ولَخَّصَ الأصولَ والأسبابَا(1/3053)
وقَيَّدَ الجَمِيعَ بالمعاني= وبَذَلَ المجهودَ في البيانِ
عن كلِّ أصْلٍ ظاهرٍ جَلِيِّ= وكلِّ فَرْعٍ غامضٍ خَفِيِّ
على الذي رَوَاهُ عن أئِمَّتِهْ =في مُدُنِ الشَّرْقِ وَقْتَ رِحْلَتِهْ
مِن غيرِ إطنابٍ ولا إكثارِ =ولا تَكَلُّفٍ ولا تَكْرَارِ
مِن مُقْرِئٍ منتصبٍ إمامِ =وعالمٍ بالنَّحْوِ ذِي تَمَامِ
وماهرٍ في العلمِ بالتأويلِ =وقِدْوَةٍ في مُحْكَمِ التنزيلِ
وفي العقودِ وأصولِ الدِّينِ =والفقهِ والحديثِ في تَمْكِينِ
وبَصَرٍ بالنقلِ والروايَهْ =مُشْتَهِرٍ بالفَهْمِ والدرايَهْ
وضابطٍ للأحرفِ المشهورهْ= وحافظٍ للطرقِ المنشورهْ
وصادق اللهجة غير متهم= لسنن الماضين قبل ملتزم
وعدة التراحم الموضوعه= خمس وستون أتت مصنوعه
ثانياً : عناوينُ الفصولِ
(1) القول في الشيوخ : 20 بيتاً .
(2) القول في نزول القرآن : 30 بيتاً .
(3) القول في المُنَزَّلِ منه أولاً وآخراً : 9 أبيات .
(4) القول في الأحرف السبعة : 14 بيتاً .
(5) القول في نعت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم : 7 أبيات .
(6) القول في مَن جَمَعَ القرآن على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم :13 بيتاً .
(7) القول في القراء من الصحابة : 6 أبيات .
(8) القول في المتصدرين منهم في المدينة :17 بيتاً .
(9) القول في المتصدرين منهم في الشام والعراق : 11 بيتاً .
(10) القول في المصاحف وجَمْعِ القرآن فيها : 56 بيتاً .
(11) القول في السبعة القراء وأئمتهم : 61 بيتاً .
(12) القول في الرواة عنهم : 45 بيتاً .
(13) القول في الشواذ من القراء : 27 بيتاً .
(14) القول في أهل الأداء : 21 بيتاً .
(15) القول في المصنفين للحروف : 61 بيتاً .
(16) القول في أصحاب الاختيار : 34 بيتاً .
(17) القول في القرآن وأهله وفضل تلاوته ( الموجود منه : 9 أبيات ) .(1/3054)
إن عناوين هذه الفصول تحمل على الاعتقاد بأن الأرجوزة المنبهة يمكن أن تعد منظومة في علوم القرآن ، ويؤكد ذلك أو ينفيه الاطلاع على الأرجوزة كاملة ، ولعل الإخوة من الباحثين والمحققين في بلاد المغرب بإمكانهم إفادة القراء بمعلومات أخرى عن هذه المنظومة التي اندرست أخبارها في بلداننا المشرقية ، فإنها جديرة بالدرس لجلالة قدر مؤلفها ، ولما تضمنته من معلومات عن بعض الموضوعات المتعلقة بعلوم القرآن لا نجدها في غيرها من المؤلفات .
ومن المحتمل أن تكون في القسم الذي لم أطلع عليه من المنظومة موضوعات لا تندرج ضمن علوم القرآن ، لكن ما اطلعت عليه منها يسمح بالقول بأنها منظومة جامعة في علوم القرآن ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
---
عبدالرحمن الشهري
06-18-2005, 06:50 PM
وفقكم الله يا دكتور غانم على هذه الفوائد النفيسة بخصوص (الأرجوزة المنبهة) لأبي عمرو الداني رحمه الله. وللفائدة فهذه الأرجوزة قد طبعت عام 1420هـ بدار المغني بمدينة الرياض ، بتحقيق محمد بن مجقان الجزائري . وطبعت في مجلد يقع في 343 صفحة من القطع العادي . اشتمل على مقدمة عن الناظم وحياته ، وعن موضوع هذه الأرجوزة . حيث قال :(أما موضوع الأرجوزة فهو في علم القراءات ، وأصول العقيدة ، كما ستقف عليه فيها. لكن يغلب عليها العلم الأول ، فيكاد يكون المقصود بهذا الرجز القيم).
وعدد أبياتها 1311 بيت . والصواب في البيت الذي ذكرتموه أعلاه - كما يقول محقق الأرجوزة - هو :
أشطارها تزهر كالبستان = وهي في عددها ألفان
بعدهما ست من المئينا= كاملة تضمنت فنونافالأشطار أنصاف الأبيات ، وهي 2600 شطراً ، والأبيات مقاربة لهذا العدد فهي 1311 بيتاً.
وقد ذكر المحقق أنه اعتمد على نسختين خطيتين إحداهما جزائرية اتخذها أصلاً ، والأخرى مصورة من مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض وهي كثيرة التصحيف.
---(1/3055)
غانم قدوري الحمد
06-20-2005, 07:37 AM
جزاك الله تعالى خيرا ، أخانا الفاضل ، فقد فرحت بخبر طبع الأرجوزة ، وكنت أتصور أنها لم تنشر بعد ، بسبب ضعف اتصالنا بالحركة العلمية والنشر خارج بلادنا ، وأرجو أني سوف أتمكن من الاطلاع عليها في المستقبل , إن شاء الله تعالى . وقد رجعت إلى النسخة المخطوطة عندي فوجدت فيها كلمة ( أبياتها ) واضحة ، لكن اطلاعكم على الأرجوزة مطبوعة يرجح ما ذكرتموه حول عدد أبياتها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
د. أنمار
08-16-2006, 01:44 AM
http://khayma.com/tajweed/ram/almonapha.ram
---
روضة
08-16-2006, 06:07 AM
جزاكم الله ـ جميعاً ـ خيراً عظيماً على ما قدمتموه.
---
د. أنمار
01-27-2007, 12:21 AM
اشتريت كتاب الأرجوزة المنبهة طباعة دار المغني، وهالني كثرة الأخطاء في ضبط الكلمات التي تكسرت تحتها أوزان كثير من الأبيات، وملخص ما وقفت عليه ما يلي:
حوالي 129 خطأ في الضبط والتشكيل ينكسر به وزن البيت
و 12 موضعا يشكل وضعه الحالي، ويغلب على الظن فيه التحريف
وأخيرا
63 بيتا سكن المحقق أواخرها وحقها التحريك بما يناسب ليزيدها حسنا، وهذه الأخيرة أهون من سابقتيها.
ثم أن هناك أبياتا زائدة ليست من صنع الداني أشار إليها المحقق في الهامش وكان الأولى ألا توضع تلك الأبيات ضمن النص بل تزاح للهامش.
مما يقوي الظن بأن عدد أبيات المنظومة هو 1300 بالتمام وينسجم مع قول الداني:
أشطارها تزهر كالبستان = وهي في عددها ألفان
بعدهما ست من المئينا= كاملة تضمنت فنونا
فقوله كاملة يدل على التحديد وليس التقريب.
وهذه الطبعة ما زالت هي الأولى بعد 7 سنوات، فلماذا لم يتم حتى الآن استدراك هذه الأخطاء لمنظومة قيمة كهذه
ورحم الله الإمام الداني ونفعنا بعلومه في الدارين آمين
---
طه محمد عبدالرحمن
03-15-2007, 03:12 AM(1/3056)
وهذه الطبعة ما زالت هي الأولى بعد 7 سنوات، فلماذا لم يتم حتى الآن استدراك هذه الأخطاء لمنظومة قيمة كهذه
ورحم الله الإمام الداني ونفعنا بعلومه في الدارين آمين
قال الدكتور عبدالهادى حميتو فى كتابه القيم (معجم مؤلفات الإمام أبى عمرو الدانى) أن الأرجوزة حققت فى مجلدين فى أطروحة للدكتوراه للأستاذ الحسن بن أحمد وكاك بعنوان(منبهة الشيخ أبى عمرو الدانى) أفرد القسم الأول للدراسة و الثانى لتحقيق الأرجوزة و التعليق عليها و لكنها للأسف لم تعرف طريقها للمطبعة بعد !!
المعجم طبع سنة 2000م فلا أدرى هل تيسر طباعة الأرجوزة بتحقيق الحسن وكاك أم لا ؟
---
(1/3057)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > عرض كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق)
---
عرض كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق)
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2006, 10:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.tafsir.net/images/fekrtejaz.jpg
هذا كتاب قيم صدر للمرة الأولى قبل أكثر من خمسين عاماً ، عام 1374هـ . وكان قبل ذلك نشر منجماً في مجلة المجمع العلمي بدمشق . وقد صدر في طبعته الثانية عام 1400هـ عن مؤسسة الرسالة ، وهي طبعة مزيدة ومنقحة قدم لها وللطبعة الأولى الأستاذ العلامة محمد بهجة البيطار عضو المجمع العلمي العربي رحمه الله .
هذا الكتاب هو كتاب (فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عصرنا الحاضر مع نقد وتعليق) للأستاذ نعيم الحمصي . ويقع الكتاب في مجلد واحد اشتمل على 480 صفحة من القطع العادي . وموضوعه قيم ، حيث تتبع الدراسات والمؤلفات في إعجاز القرآن الكريم منذ بدايتها حتى عصر المؤلف . وقد عرض فيه الآراء عرضا تاريخياً ، وحرص أن يكون حيادياً لا ثناء فيه على ما يستحسنه ، ولا ذم لما لا يرتضيه ، وناقش الأقوال التي عرضها ، واختصر تلك المؤلفات في أبرز ما جاء فيها من مسائل . فهو كتاب قيم ، ينتفع به الطالب في تتبع المؤلفات الكثيرة في إعجاز القرآن ، واستعراضها استعراضاً سريعاً .
---
(1/3058)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (وأنه هو أغنى وأقنى) ..
---
(وأنه هو أغنى وأقنى) ..
---
كادح
11-26-2004, 11:18 PM
قال تعالى في "النجم": (وأنه هو أغنى وأقنى)
في تفسير: (وأقنى) عدة أقوال ..
منها رضّى .. أعطى .. أخدم ..
والأخير ذكره الطبري وابن كثير والقرطبي ..
لكن المشكلة أن التفسير الأخير: أخدم يحتاج لدي إلى تفسير! ..
فما المقصود بأخدم؟!..
وشكرا ..
---
جمال حسني الشرباتي
11-27-2004, 05:55 AM
بسيطة يا كادح
وهي مذكورة في التفسير ولا عناء فيها
"أخدم" أي جعل الله له إمكانية مادية لشراء خدم وقنية(1/3059)
قال القرطبي((قَالَ اِبْن زَيْد : أَغْنَى مَنْ شَاءَ وَأَفْقَرَ مَنْ شَاءَ ; ثُمَّ قَرَأَ " يَبْسُط الرِّزْق لِمَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده وَيَقْدِر لَهُ " [ سَبَأ : 39 ] وَقَرَأَ " يَقْبِض وَيَبْسُط " [ الْبَقَرَة : 245 ] وَاخْتَارَهُ الطَّبَرِيّ . وَعَنْ اِبْن زَيْد أَيْضًا وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالْحَسَن : " أَغْنَى " مَوَّلَ " وَأَقْنَى " أَخْدَمَ . وَقِيلَ : " أَقْنَى " جَعَلَ لَكُمْ قِنْيَة تَقْتَنُونَهَا , وَهُوَ مَعْنَى أَخْدَمَ أَيْضًا . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَرْضَى بِمَا أَعْطَى أَيْ أَغْنَاهُ ثُمَّ رَضَّاهُ بِمَا أَعْطَاهُ ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس . وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ : قَنِيَ الرَّجُل يَقْنَى قِنًى ; مِثْل غَنِيَ يَغْنَى غِنًى , وَأَقْنَاهُ اللَّه أَيْ أَعْطَاهُ اللَّه مَا يُقْتَنَى مِنْ الْقِنْيَة وَالنَّشَب . وَأَقْنَاهُ اللَّه أَيْضًا أَيْ رَضَّاهُ . وَالْقِنَى الرِّضَا , عَنْ أَبِي زَيْد ; قَالَ وَتَقُول الْعَرَب : مَنْ أُعْطِيَ مِائَة مِنْ الْمَعْز فَقَدْ أُعْطِيَ الْقِنَى , وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَة مِنْ الضَّأْن فَقَدْ أُعْطِيَ الْغِنَى , وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَة مِنْ الْإِبِل فَقَدْ أُعْطِيَ الْمُنَى . وَيُقَال : أَغْنَاهُ اللَّه وَأَقْنَاهُ أَيْ أَعْطَاهُ مَا يَسْكُن إِلَيْهِ . وَقِيلَ : " أَغْنَى وَأَقْنَى " أَيْ أَغْنَى نَفْسه وَأَفْقَرَ خَلْقه إِلَيْهِ ; قَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ . وَقَالَ سُفْيَان : أَغْنَى بِالْقَنَاعَةِ وَأَقْنَى بِالرِّضَا . وَقَالَ الْأَخْفَش : أَقْنَى أَفْقَرَ . قَالَ اِبْن كَيْسَان : أَوْلَدَ . وَهَذَا رَاجِع لِمَا تَقَدَّمَ .
---
خالد الشبل
11-27-2004, 08:29 AM
الأخ كادح :
يقال : أخدَمَهُ ، وخَدّمَهُ : جَعَلَ له خادمًا.
أخدم يُخدِم إخدامًا : وهبه خادمًا . يقال : أخدمه شابًا نشيطًا .(1/3060)
والمعنى ، كما ذكر الأخ جمال : هيّأ له من يخدُِمه ، ومما يَخدم أصلُ المال الذي يُحتاجُ إليه .
---
كادح
11-28-2004, 12:10 AM
الأخ جمال حسني الشرباتي ..
شكرا لك النقل ..
جزاك الله خيرا ..
الأخ خالد الشبل ..
زدت تفكيك الكلمة .. فزاد المعنى وضوحا ..
بارك الله بك ..
ونسألك الله الكريم أن يغنينا ويقنينا .. فإنه أغنى وأقنى ..
---
أخوكم
02-13-2005, 03:28 PM
هذه بقية المشاركات من النسخة القديمة للمنتدى :
http://www.tafsirmail.com/vb/showthread.php?t=2883
================================================
أخوكم
جزاكم الله خيرا
وبالمناسبة ماذا لو قلنا في تفسير الآية الكلام التالي :
وأنه هو أغنى (( و )) أقنى
فالله أغنى الإنسان عن الممتلكات
(( و))
الله أحوج الإنسان للممتلكات
وهذا التقابل لمعنيي الكلمتيين مناسب لوجود ( الواو )
فما رأيكم ؟
====================
جمال حسني الشرباتي
يظل يا " أخونا " نقص هو
ما الذي يجعلك تفسر (أقنى ) بأحوج----هل آتيتنا بدليل من لسان العرب؟؟
====================
أخوكم
أخي الكريم جمال بارك الله فيه
المسألة ليس لها دخل بالقاموس لأني لم أفسر كلمة أقنى بـ أحتاج تفسيرا ذاتيا لأصل الكلمة
وإنما لما لزمته من معانٍ والتي من ضمنها الحاجة وخاصة في هذا المقام ودونك شرح ذلك :
إن وجود ( الواو ) بين أغنى وأقنى ، قد يفيد المقابلة هنا بين المعنيين .
فكما أن الله ( أغنى ) بعض الخلق (بـ)أشياء لـ ( تغنيهم ) (عن) أشياء أخرى مما جعلهم في غير ( ذي حاجة ) للأشياء الأخرى
فكذلك الله جعل فريقا ( يحتاجون ) لتلك الأشياء الأخرى وهم الذين ( أقناهم ) الله بعضَ الأقنية
فهم مقتنون لها لحاجتهم إليها
ويبقى العلم لله العليم
---
(1/3061)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إقتراح على أهل الملتقى
---
إقتراح على أهل الملتقى
---
حسين الخالدي
09-05-2005, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على طلبة العلم ما تميز به تفسير ابن عاشور رحمه الله ومن أهم ما فيه مما يعز وجوده في غيره أمران :
الأول : العناية ببلاغة القرآن وليس المقصود بذلك ما أولع به المتأخرون من الوقوف على رسوم الإصطلاحات البلاغية بل الأهم والأكمل هو تذوق البلاغة القرآنية بملكة القارئ وجعل الحدود والإصطلاحات البلاغية تابعة للذوق لا العكس
الثاني: إبداء المناسبات الرفيعة بين الآيات والتدقيق في مناسبات التراكيب والمفردات للسياق والمقصد
بيد أن الكتاب تبنى كاتبه المعتقد الأشعري كما لا يخفى
والإقتراح هو :
1- تجريد البلاغة والمناسبات وما يتصل بهما من لغويات بلفظ المؤلف بلا تصرف إلا بحذف مكرر أو تقصير مطول
2- حذف كل ما يصادم عقيدة السلف
3- حذف كل العلوم التي تطرق لها المصنف عرضا أو أصالة مما يتصل يالفقهيات والقصص وأسباب النزول مما أودعه المفسرون في مصنفاتهم وكذلك التحقيقات العلمية في مختلف الفنون من نحو وبلاغة وصرف وأصول ونحو ذلك مما محله الكتب المتخصصة
وبالتالي نحصل على كتاب مختصر نسبيا وشامل لبلاغة القرآن وهو مقصد جليل وعظيم ولولا إنشغالي بسواه لما ترددت في صناعته
ملاحظة : أشرت فيما تقدم إلى البلاغة الذوقية وأشرت إلى مفارقتها للبلاغة الشكلية _ أو سمها ما شئت_ وهو موضوع مهم حقيق بالدراسة فهل من مشمر
بإنتظار ردودكم وتعليقاتكم فالمؤمن قليل بنفسه كثير بأخوانه
---
عبدالرحمن الشهري
09-06-2005, 01:34 AM(1/3062)
هذا الاقتراح يدل على ذوق السائل الرفيع ، ومعرفته بقيمة هذا التفسير النفيس وهو (التحرير والتنوير) للعلامة التونسي محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله ، المتوفى سنة 1393هـ . وقد عني كثير من الباحثين بدراسة منهجه في التفسير ، والفقه وغيرها من الجوانب التي تميز بها هذا التفسير. ويعد جانب البلاغة القرآنية في هذا التفسير من أغنى الجوانب لما لمؤلفه من رسوخ في معرفة البلاغة الاصطلاحية من جهة ، وما تميز به من ذائقة لغوية فريدة ، وحس أدبي نادر ظهر في تفسيره ، وفي مؤلفاته الأدبية وشروحه لبعض الدواوين الشعرية المتقدمة كديوان بشار بن برد ، وبعض مقالاته النقدية في المجلات.
وما تفضلتم به من اقتراح توفر بعض الباحثين على استلال كلام الطاهر بن عاشور في بلاغة القرآن (الذوقية)- على حد قولك - من تفسيره اقتراح في مكانه ، فلا أعرف بحسب اطلاعي من تصدى لهذا الموضوع على وجه الاستقصاء في كتابه بحيث يخرج كلامه كله على هذا النسق.
وقد سبق أن صنع الدكتور بشار عواد وأحد الباحثين بتفسير الطبري ما يشبه هذا ، فاستخرجوا نص كلام الطبري في التفسير من تفسيره ، وأغفلوا الروايات المأثورة التي استند عليها في تفسيره ، رغبة في إظهار عبارة الطبري للقارئ لنفاستها وجودتها ، فكانت القراءة فيه أدل على أسلوب ابن جرير الطبري في التعبير من القراءة في التفسير كاملاً لاختلاط عبارته بالنقولات الكثيرة ، وسموا عملهم هذا (تفسير الطبري من جامع البيان في تأويل آي القرآن) ونشرته مؤسسة الرسالة في عدة مجلدات.(1/3063)
وربما قام أهل البلاغة المعاصرون من الباحثين التونسيين أو غيرهم بعمل قريب من هذا الذي اقترحتموه ، غير أن ضعف الصلات بين الباحثين في الأقطار الإسلامية حال دون بلوغ خبره ، ولعل أخي الكريم الدكتور أبا زينب - الذي توفر على اختيار ما تفرد به الطاهر بن عاشور من الآراء في تفسيره ، وإتحافنا بها في ملتقى أهل التفسير في حلقات متصلة(1) - يشاركنا في التعليق على اقتراحكم الكريم. والله الموفق.
_______________
(1) انظر هذه الحلقات حتى الآن على الروابط الآتية :
- من بدائع التحرير و التنوير : في قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض"(1) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3050)
- من بدائع التحرير و التنوير في قوله تعالى" إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون (2) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3133)
- من بدائع التحرير و التنوير : الحلقة الثالثة . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3252)
- من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير : الحلقة الرابعة . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3654)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3712 (- من فرائد ابن عاشور في التحرير و التنوير : الحلقة الخامسة .
---
(1/3064)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل 10 كتب في التجويد والقراءات للشاملة + نسخة ورد
---
للتحميل 10 كتب في التجويد والقراءات للشاملة + نسخة ورد
---
مسك
09-06-2006, 11:37 PM
إبراز المعاني من حرز الأماني للإمام الشاطبي
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2679
إحكام الأحكام في تجويد القرآن لـ سيد جمعه سلاّم
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2678
التمهيد في علم التجويد لـ ابن الجزري
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2677
الجدول العذب النمير في قراءات عاصم والبصري وابن كثير
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2676
المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء لـ زكريا الأنصاري
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2675
النشر في القراءات العشر لـ ابن الجزري
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2674
بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ لـ السمنودي
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2673
إتحاف البررة المسمى بتحرير النشر لـ مصطفى الأزميرى
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2672
شرح المخللاتي لـ رضوان بن محمد
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2671
متن السلسبيل الشافي في علم التجويد لـ عثمان بن سليمان مراد
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2670
رواية حفص عن عاصم من طريق الفيل والمعدل لـ أبو إبراهيم حسان بن سالم عيد
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=46&book=2669
---
نورة
12-21-2006, 04:04 AM
جزاكم الله خيراً
---
طه محمد عبدالرحمن
12-24-2006, 12:18 AM
كم كنت أتمنى أن يفهرس النشر للشاملة .. جزاكم الله خير الجزاء .
---(1/3065)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شروط المفسر
---
شروط المفسر
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 04:33 AM
إن كثيرا من الدارسين المحدثين قد أقحموا في دراساتهم كتبا، هي أبعد ما تكون عن التفاسير، وقاموا بدراسة مباحث رجال هم أبعد ما يكونون عن المفسرين، فارتأيت أن أقوم بدارسة شروط وآداب المفسر حتى تكون نبراسا في اختيار التفاسير التي يعول عليه الإنسان في استنباط مراد الله تعالى من القرآن الكريم.
لقيام أي بحث علمي لابد من توفر شروط نظرية نتطلبها في الباحث الذي يريد خوض غمار الكشف عن الحقيقة وتجليتها. وهذه الشروط التي نشترطها فيه هي ذات بعدين :
البعد الذاتي :
ونعني به الأخلاق والقيم الروحية التي ينبغي أن تتوفر في الباحث، لتؤهله لتحمل أمانة الكشف عن الحقيقة وتجليتها لمن يجهلها من البشر. وقد عبر سلفنا الصالح عما ذهبنا إليه بآداب العالم أو سمت العلماء .
البعد المعرفي :
وهو يتمثل في جملة العلوم المساعدة والضرورية للكشف عن الحقيقة، والتي بدونها تذهب الجهود هدرا ودون جدوى، لأنها لم تتهيأ لها الأسباب الكفيلة بإيصالنا إلى الكشف الحقيقة التي نطمح إلى تجليتها وبيانها. وقد اصطلح العلماء على تسمية هذا البعد المعرفي بشروط العالم. وبالنسبة لمبحث تفسير القرآن الكريم فإن علماء الأمة قد وضعوا أيدينا على جملة آداب وشروط ينبغي توافرها في المفسر حتى يوفر لنفسه الأسباب الموصلة إلى الحقيقة .
شروط المفسر :
إذا تتبعنا الشروط التي اشترط العلماء توفرها في المفسر- والتي اجتهد الإمام السيوطي-رحمه الله- وصاحب كتاب "المباني" في جمعها لنا- لا نجدها تخرج عن هذه الشروط :
1- اللغة : لأن بها يعرف شرح المفردات ومدلولاتها بحسب السياق.
2- النحو : لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب . فلا بد من اعتباره.
3- التصريف : فيه تعرف الأبنية والصيغ .(1/3066)
4- الإشتقاق : لأن الإسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما .
5- علوم البلاغة : وهي علوم المعاني والبيان والبديع، لأن المفسر يعرف بالأول خواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وجوه تحسين الكلام. وهذه العلوم هي أعظم الشروط التي ينبغي توفرها في المفسر، ذلك أنه مطالب بمراعاة ما يقتضيه الإعجاز ، وإنما يدرك بهذه العلوم .
والملاحظ أن النصوص الأدبية الرفيعة لا تدرك إلا بالذوق وليس كل من اشتغل بالنحو واللغة وغيرهما يكون من أهل الذوق، وممن يصلح لانتقاد تلكم النصوص. وإنما أهل الذوق هم الذين يشتغلون بعلم البيان وراضوا أنفسهم بالرسائل والخطب والكتابة والشعر، وصارت لهم بذلك دراية وملكة تامة فهؤلاء يمكن الاعتماد عليهم في انتقاد النصوص وتمييزها .
6 علم القراءات وبه نعرف كيفية النطق بالقرآن، وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض .
7- أصول الدين : بما في القرآن الكريم من الآيات الدالة بظاهرها على ما يجوز على الله تعالى، فالأصولي يؤول ذلك، ويستدل على ما يستحيل، وما يجب وما يجوز.
8- أصول الفقه : فيه يعرف وجه الإستدلال على الأحكام والإستنباط .
9- أسباب النزول والقصص : فبسبب النزول يمكننا معرفة الظروف والملابسات التي واكبت نزول الآية . وبالقصص يمكننا الوقوف على بعض أبعاد ما أجمل في القصص القرآني.
10- الناسخ والمنسوخ : ليعلم محكم آي الذكر الحكيم من غيره .
11- الفقه : حتى تفسر آيات الأحكام تفسيرا صحيحا لا يحيد بها عن جادة الحق والصواب.
12- الإلمام بالأحاديث النبوية الشريفة المبينة والمفسرة لما أجمل وأبهم من آي الذكر الحكيم .
13- علم الموهبة : وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم . وإليه يشير الحديث النبوي ( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ).(1/3067)
أما بالنسبة للمفسر المعاصر فيتعين إضافة ثلاثة شروط أخرى، وهي :
1- الإلمام التام بعلوم العصر وذلك حتى يمكن أن يعطي للقرآن بعده الحضاري الصحيح فيتحقق مفهوم شمولية وعالمية الدين الإسلامي.
2- المعرفة بالفكر الفلسفي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، السائد والمهيمن على الساحة، وذلك حتى يستطيع دحض كل الشبهات المحاكة حول الدين الإسلامي، وإبراز حقيقة القرآن الكريم وموقفه من كل قضايا العصر، وذلك مساهمة منه في نشر الوعي بحقيقة الإسلام وريادته الفكرية والحضارية.
3- الوعي بمشكلات العصر وأزماته. والمعرفة بها ضرورية لإبراز موقف الإسلام منها وسبل تفاديها وكيفية معالجتها، ولصاحب " كتاب المباني " إشارة لطيفة لهذه النقطة، حيث يقول: " والثالثة أن يكون عالما بأبواب السر من الإخلاص والتوكل والتفويض والأذكار الباطنة التي افترضها الله تعالى، وبالإلهام والوسوسة وما يصلح الأعمال وما يفسدها، وبآفات الدنيا ومعايب النفس، وسبل التوقي من فسادهما ليتأتى له تفسير الآيات المنتظمة لهذه المعاني ".
والمتتبع للشروط المعرفية التي اشترطها علماؤنا ـ من أهل السنة ـ يتضح له أن هذه الشروط وإن كانت كلها معرفية فإنها تنقسم إلى قسمين :
1- شروط معرفية بحتة .
2- شروط منهجية .
وهذه الأخيرة اشترطوا فيها :
أ- تفسير القرآن بالقرآن .
ب- تفسير القرآن بالسنة .
ح - الأخذ بقول الصحابي .
د- الأخذ بأقوال كبار التابعين كمجاهد وابن جبر وسعيد ابن جبير، وعكرمة وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري ومسروق بن الأجدع وسعيد بن المسيب، وغيرهم ممن تلقى جميع التفسير عن الصحابة رضوان الله عليهم.
---
(1/3068)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب الوافى فى شرح الشاطبية للشيخ عبدالفتاح القاضى
---
حمل كتاب الوافى فى شرح الشاطبية للشيخ عبدالفتاح القاضى
---
طه محمد عبدالرحمن
02-01-2007, 07:41 PM
حمل من هنا الوافى فى شرح الشاطبية (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90555)
---
نورة
02-04-2007, 07:15 AM
جزاكم الله خيرا
وفي انتظار شروح الدرة والطيبة وكتب التحريرات
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 06:56 AM
الأخت الكريمة نورة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: حاولت رفع كتاب الوافي الذي وضعتيه في الرابط،ولم يعمل فهل نجده لديك على وورد ولك جزيل الشكر.
---
نورة
02-13-2007, 08:33 PM
الدكتور الفاضل أمين الشنقيطي
جرب حمل الكتب من هذا الرابط , فقد رفعها الإخوة على صيغة pdf
http://www.qquran.com/forum/showthread.php?t=21957&page=2
---
(1/3069)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مستعجل حول كتاب لأبي الحسن شريح بن محمد بن شريح
---
طلب مستعجل حول كتاب لأبي الحسن شريح بن محمد بن شريح
---
أحمد نجيب
02-08-2007, 02:47 AM
السلام عليكم
بينما كنت أفهرس ما لدي من مخطوطات أصلية استعصى علي الحصول على اسم كتاب هذا مطلعه :
قال أبو الحسن شريح بن الأستاذ أبي عبدالله محمد بن شريح رضي الله عنه :
الحمد لله الذي خلق فأحسن و صور فأتقن ....
اعلم لقنك الله أني ذاكر في هذا الكتاب الخلف بين أبي بكر عاصم بن أبي النجود في رواية أبي عمرو حفص بن سليمان البزارو في رواية أبي بكر شعبة بن عياش عنه و بين أبي الحسن نافع بن عبد الرحمن في رواية خالوف من طريق ؟ عنه بلفظ عاصم .....
قال أحمد نجيب : أرجو إعلامي عن اسم هذا الكتاب على وجه السرعة
و السلام عليكم
---
د. أنمار
02-09-2007, 08:38 PM
قائمة مؤلفاته التي ذكرها الأستاذ غانم قدوري الحمد ص 15 من مقدمة الجمع والتوجيه هي:
1- الاختلاف بين يعقوب الحضرمي ونافع المدني
2- الانتصاف من الحافظ أبي عمرو الداني المقرئ في رده ترقيق راء مريم وقرية
3- الجمع والتوجيه
4- حصر جميع الآي المختلف في عدها بين أهل الأمصار
5- ديوان خطبه
6-قراءة حمزة ..
7- مسائل في الوقف على الهمزة
8- مسائل في الراء المشددة
9- مسألة لم لم يسكن حمزة همزة السيء إلا كما سكن همزة السيء ولا
10 - المفردات
11- نهاية الإتقان في تجويد القرآن.
==================
فلو أكملت بقية المقدمة فلعلها تكون المفردات.
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 03:52 PM
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:(1/3070)
فلاشك أن هذا الكتاب ليس هو ((الاختلاف بين يعقوب الحضرمي في رواية رويس وروح عنه،وبين نافع في رواية ورش عنه المسمى اختصارا بمفردة يعقوب))، وللفائدة فكتاب الاختلاف هذا،والمسمى (مفردة يعقوب) يقوم بتحقيقه الباحث مهدي دهيم،الطالب بقسم القراءات بالجامعة الإسلامية وقد قدمه في العام المنصرم 1427هـ، وهو في سبيله لتقديمه للمناقشة، ميزة الكتاب باختصار أن صاحبه من المتقدمين،فهو في 476هـ،ومن أوائل ما ألف في مفردة يعقوب،ومؤلفه من كبار مسندي القراءات،وممن أسند لهم ابن الجزري في النشر.
---
أحمد نجيب
02-16-2007, 05:26 PM
قال أحمد نجيب : أرجو إعلامي عن اسم هذا الكتاب على وجه السرعة
و السلام عليكم
---
الكشاف
02-17-2007, 05:26 PM
ليتك تنقل المزيد من المقدمة يا دكتور أحمد فهذه الكلمات المقتضبة التي ذكرتها لا تكفي للقطع بعنوان الكتاب .
---
(1/3071)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم
---
برنامج فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم
---
أبو مهند النجدي
05-17-2005, 11:04 AM
برنامج يضم مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، المفتي العام الأسبق للمملكة العربية السعودية. ويعرض البرنامج ما يزيد على أربعة الآف فتوى تقع في ثلاثة عشر جزءا، هي: العقيدة، أصول الفقه - الطهارة - الصلاة، الجمعة - الجنائز، الزكاة - الصيام، الحج، الأمر بالمعروف - الجهاد، البيع، الحجر - إحياء الموات، الجعالة - العتق، النكاح، الطلاق - الديات، الحدود - القضاء، القسمة - معارف متنوعة. ويتيح البرنامج عملية التصفح بين الفتاوى منفردة إضافة إلى عملية البحث ونسخ النص.
http://www.hawahome.net/books/Fataw...rahim_setup.exe
http://www.almeshkat.com/books/open...at=33&book=1748
---
(1/3072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > يوسف عليه السلام لا ولد له
---
يوسف عليه السلام لا ولد له
---
شاهد
10-15-2005, 02:29 PM
أرجوا من الأخوة الكرام تزويدنا بأقوال العلماء أن يوسف عليه الصلاة والسلام لا ولد له
*ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب*غافر34
---
شاهد
10-17-2005, 01:34 AM
من قال وماذا قيل بخصوص هذا الموضوع ؟
هل أجد من يساعد؟
بارك الله فيكم
---
خالد الشبل
10-17-2005, 02:15 AM
أخي شاهد:
ذكر ابن حجر في الإصابة 4716 في ترجمة عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - أنه من ذرية يوسف النبي، عليه السلام.
وقال في الفتح 6/493 في أحاديث الأنبياء الباب 23 ( باب وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ...):"واختلف في اسم هذا الرجل، فقيل هو يوشع بن نون، وبه جزم ابن التين، وهو بعيد، لأن يوشع كان من ذرية يوسف، عليه السلام، ولم يكن من آل فرعون"
"
ويقال إن له ولدين: أفراييم ومنسي. ذكره ابن حزم في الفِصَل.
---
جمال حسني الشرباتي
10-17-2005, 06:27 AM
فقط أخبرني أخي خالد
لماذا كتبتها ( ذكره ابن حزم في الفِصَل)
أليست هي الفصل بتسكين الصاد---
حقيقة أنا لا أعرف --فالكتاب عندي وأقرأ اسمه كما ذكرت لك
---
شاهد
10-17-2005, 03:47 PM
بارك الله فيك أخي خالد الشبل
أخي جمال كي لا نبتعد عن الموضوع هل أجد عندك شيء من أقوال العلماء بهذا الخصوص
من قال بأن يوسف عليه الصلاة والسلام ليس له ولد ؟
---
جمال حسني الشرباتي
10-17-2005, 07:34 PM
السلام عليكم(1/3073)
لا تحرمنا الإستفادة من معلومة من أستاذي اللغوي خالد يا أخي---أمّا بالنسبة لذريّة يوسف فإنّك تجد عندي قولا واحدا هو--أيّ خبر ليس فيه آية من كتاب الله أو ليس فيه حديثا من هدي رسوله عليه الصلاة والسلام لا أثق به
ودمت أخي
---
خالد الشبل
10-17-2005, 10:23 PM
أخي جمال:
انظر الجزء الخامس منه.(المعاني التي يسميها أهل الكلام اللطائف، والكلام في السحر).
رَه ثَمَّ (http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/hard/78/78960.gif).:)
---
شاهد
10-18-2005, 01:14 AM
أمّا بالنسبة لذريّة يوسف فإنّك تجد عندي قولا واحدا هو--أيّ خبر ليس فيه آية من كتاب الله أو ليس فيه حديثا من هدي رسوله عليه الصلاة والسلام لا أثق به
أخي جمال سؤالي واضح وحتى الآن لا أجد المساعدة
ألا يوجد من بين العلماء من قال أن يوسف النبي لا ولد له ؟ وماذا قيل بذلك؟
أرجوا من أهل العلم أن يسعفونا مما عندهم بهذا الخصوص
---
شاهد
10-22-2005, 09:21 PM
ألا يوجد من بين العلماء من قال أن يوسف النبي لا ولد له ؟ وماذا قيل بذلك؟
أرجوا من أهل العلم أن يسعفونا مما عندهم بهذا الخصوص
(((((((((للرفع))))))))
---
شاهد
11-18-2005, 02:16 AM
هل توجد جهة أخرى يمكن التوجه إليها بخصوص سؤالي ؟!
من قال من العلماء أن يوسف عليه السلام لا ولد له ؟ وماذا قيل بذلك؟
---
خالد الشبل
11-18-2005, 04:41 PM
أخي الكريم شاهد:
ما المصلحة المترتبة على اقتناص هذه المعلومة؟
---
شاهد
11-19-2005, 11:50 PM
أخي الكريم خالد الشبل :
أخوك يعظم حكمة الله وينتظر جواباً ولا يجد من يساعده من أهل العلم في موقع تفسير القرآن!
ولماذا تسألني عن المصلحة ؟
أهي معلومة أخطأ بها من اجتهد في قولها من العلماء أم هي عيب بحق أتقى الناس !(1/3074)
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم قال: "أكرمهم عند الله أتقاهم" قالوا ليس عن هذا نسألك قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله"..
---
خالد الشبل
11-20-2005, 04:34 PM
أخي الموفق شاهد:
بدءًا أحيي فيك روح البحث الجاد، والإلحاح في طلب العلم، فذاك شأن عظيم، إخالُ أنني دونه.
أما الضنُّ بالعلم فالظنُّ أنْ لا سبيلَ له في هذا الملتقى المبارك، وأحسب أن مَن فيه جِلة تحرص على نفع الخَلق، وأكرِمْ بهم من معشر صُلحاء.
ما عنيتُه - أخي العزيز - ألا يفنى الوقت في معلومة ليس من ورائها كبير فائدة، ولا يتوقف عليها أمر ذو بال.
أسال الله أن يوفقنا جميعًا إلى العلم النافع والعمل به.
دمتَ بعز.
---
شاهد
11-20-2005, 07:54 PM
مشكور أخي الكريم على مشاركاتك وما لهذا فتحت الموضوع !
أما قولك (ألا يفنى الوقت في معلومة ليس من ورائها كبير فائدة، ولا يتوقف عليها أمر ذو بال)
فأقول : هذا بالنسبة لك أخي الكريم بارك الله فيك وزادك علما
وما عدت أنتظر جوابا سأحاول البحث في موقع آخر.
---
(1/3075)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو جديد معرض الكتاب الدولي ؟
---
ما هو جديد معرض الكتاب الدولي ؟
---
أحمد الفالح
03-02-2007, 10:43 PM
لعل الإخوة يفيدوننا بما هو جديد في المعرض فيما يخص التفسير وعلوم القرآن
حتى يستفيد الجميع ، فقد تطلع على كتاب لا يطلع عليه الغير ، ومن هذا الباب
جاءت كتابة هذا الموضوع .
---
(1/3076)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > المد في عين كهيعص.
---
المد في عين كهيعص.
---
ناصر
07-14-2006, 07:12 AM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
لماذا يقرؤون عين كهيعص هكذا: عين (العين مفتوحة), أشكل علي ذلك لأني ظننت أن الياء ما كانت حرف مد إلا لأن ما قبلها(العين) مكسور، و بالتالي حسب فهمي الخاطئ العين تكسر(تخفض).
الرجاء توضيح ذلك لي مشكورين.
و السلام عليكم.
موقع مفضل:
http://www.reciter.org
---
عبدالرحمن الشهري
07-14-2006, 01:08 PM
العين في كلمة (عين) في اللغة العربية هي بفتح العين ، إذا أريد بها الحرف الهجائي كما في هذه الآية .
وسبب المد اللازم الحرفي المخفف في حرف الياء هو سكون النون الأصلي المخفف بعده ،
فهذه النون ساكنة وصلاً ووقفاً .
والمد اللازم الحرفي المخفف هو أن يقع بعد حرف المد أو اللين سكون أصلي مخفف في حرف ، وأحرف هذا المد مجموعة في قولنا : (سنقص علمك) . والمد في هذه الأحرف يكون بمقدار ست حركات ، إلا حرف العين في الحرفي المخفف ففيها مع المد ست حركات ، التوسط أيضاً . والله أعلم .
---
ناصر
07-14-2006, 01:37 PM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
أحسن الله إليكم فضيلة الدكتور الشهري.
وسبب المد اللازم الحرفي المخفف في حرف الياء هو سكون النون الأصلي المخفف بعده زيادة على ذلك لا بد أن يكون ما قبل الياء مكسورا, أليس كذلك?
لأن الياء تكون حرف مد فقط إذا كان ما قبلها مكسورا.
وهنا الياء في "عين" مفتوح ما قبلها, وهذا ما أشكل علي.
و السلام عليكم.
---
منصور مهران
07-14-2006, 02:44 PM(1/3077)
هذا المنبر فيه خير وبركة ؛ لِمَا يُنشر ويذاع فيه من العلم ، استجابة لكل طالب معرفة ولكل سائل ، ولا يستنكف أحدنا أن يسأل عن شيء لا يعلمه وكم سألنا وشرُفنا بالمعرفة ، وكم أخطأنا وكرمنا ربنا بالتصحيح على يد روادٍ كرامٍ في هذا الملتقى ، فتزودنا بالخير والعلم ونفوسنا في رضا وطمأنينة .
فلماذا تحذف الأسئلة ؟
أرجو ألا يُحذف إلا الهُجر من القول أو ما يطعن في عرض أو يسيء إلى الشريعة ولغتها .
فرجاءً لا تحذفوها ، فرب محتاج إلى المعرفة يصادفها هنا فيدعو لكم بظهر الغيب دعوة لا يعدلها في ميزان الحسنات أي صدقة ، وبالله التوفيق .
---
أبو عمار المليباري
07-14-2006, 06:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
إن مقدار المد في هذه الأحرف : (كم عسل نقص) 6 حركات . إلا أن حرف العين فيها وجهان : التوسط وهو المد بقدر 4 حركات ، والطول وهو المد بقدر 6 حركات والطول هو المقدم في الأداء . قال الإمام الشاطبي رحمه الله :
.............................. وفي عين الوجهان والطول فضلا
وقال العلامة الجمزوري في تحفة الاطفال :
............................. وعين ذو وجهين والطول أخص
وسبب ورود الوجهين في حرف العين على وجه الخصوص لأن كل حرف من هذه الأحرف الستة في وسطه حرف مد مثل : (صاد) . إلا العين ففي وسطها حرف لين . وحرف اللين أضعف من حرف المد ولذلك يمد بأقل من 6 حركات ، ويمد أيضاً بالطول لأنه في حكم المد اللازم لمجيء السكون الأصلى بعد حرف اللين ، وهذا الوجه الثاني هو المقدم في الأداء كما أسلفت . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
أبو أنس الغامدي
07-15-2006, 06:32 PM
أخي الكريم
إذا كانت حرف الواو أو حرف الياء ساكن قبلة مفتوح فهو حرف مد ويسمى مد لين ومثلا ذلك
( خوف ) في سورة قريش وكذلك (بيت )
وحرف الياء في كلمة عين ساكنة قبها مفتوح فهي مد لين
وليس كما ذكرت بأن الياء لا تمد إلا إذا كانت ساكنة مكسور ما قبلها(1/3078)
بل تمد إذا كان قبلها مفتوح وهي ساكنة وكذا الواو على نحو المثالين السابقين.
للاستزادة راجع كتاب غاية المريد في علم التجويد = عطية قابل نصر=ط4 سنة1414هـ ص 92
والله أعلم
---
أبو عمار المليباري
07-15-2006, 06:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . أبا أنس إن حرفي الواو والياء لا يكونان حرفي مد إلا كانتا ساكنتين ، وكان قبل الواو مضموم ، وقبل الياء مكسور . وهذا شرط . فالواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما لا يكونان حرفي مد بل هما حرفا لينٍ . وأشار العلامة الجمزوري إلى هذا الشرط بقوله :
والكسرُ قبل اليا وقبل الواو ضم شرط وفتح قبل ألْف يلتزم
ثم قال عن حرفي اللين :
واللين منها اليا وواوٌ سكنا إن انفتاح قبل كلٍّ أعلنا
فتنبه ، وجزاك الله خيراً .
---
أبو أنس الغامدي
07-15-2006, 06:57 PM
جزاك الله خير أخي أبو عمار المليباري
ولكن الواو واليا قد تفقد شرطيهما بأن تكونا ساكنتين وينفتح ما قبلهما وبذك تكون لين على نحو ما ذكر في غاية المريد (وإذا أطلقنا عليها حرف مد فهو شامل للمد واللين وإذا قيدنا باللين فهو لين فقط)
وأشكرك على توجيهك بارك الله فيك
والله أعلم
---
ناصر
07-16-2006, 10:07 AM
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
أحسن الله إليكم أيها الأحبة الفضلاء أبوأنس, أبوعمار و منصور.
لقد أزلتم إشكالي زادكم الله علما و عملا اللهم آمين.
و السلام عليكم.
---
(1/3079)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل طبع كتاب تفسير ابن المنذر ؟ وكم ثمنه وأين يباع
---
هل طبع كتاب تفسير ابن المنذر ؟ وكم ثمنه وأين يباع
---
أبو صفوت
09-24-2004, 06:14 PM
هل طبع كتاب تفسير ابن المنذر ؟ وكم ثمنه وأين يباع
---
هشيم الواسطي
09-24-2004, 10:06 PM
الأخ أبو صفوت حفظه الله
نعم طبع كتاب تفسير القرآن لابن المنذر في مجلدين بتحقيق الكتور سعد بن محمد السعد وتقديم الكتور عبد الله التركي ويبدا التفسير من قول رب العزة (ليس عليك هداهم )في سورة البقرة حتى قول (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ)فس سورة النساء
شملت هذه القطعة 2109 أثر وحديث
طبعت في دار الآثر
---
(1/3080)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إلى أسرانا .... لا بل إلينا !
---
إلى أسرانا .... لا بل إلينا !
---
سلسبيل
08-29-2004, 02:28 PM
إلى أسرانا في فلسطين الذين يعانون الأمرين هذه الأيام في سجون الاحتلال وإلى كل أسرى المسلمين في كل مكان أهدي هذه الأبيات التي سمعتها من تسجيلات لأحد المشايخ جزاه الله كل خير
عفوا ..... أسرانا لا يحتاجون هذه الأبيات لأن الله أغناهم عنها باليقين والإطمئنان والأنس به سبحانه والتوكل عليه .... إنما نحن بحاجة إلى هذه الأبيات لنرضى وتطمئن قلوبنا ونعلم أن هذا الدين يستحق منا أن نقدم له أرواحنا وكل ما نملك
كل شئ في انتهاء...... هكذا كان من الله القضاء
فاصبروا مهما يطل ليل البلاء
ربما يثقلك القيد ويضنيك العذاب
ويثور الشوق في جنبيك للشمس وأحلام عِذاب
ربما تنهش من جسمك أنياب الذئاب
ربما يبرز في أفك يأس
ربما يخدعك الشيطان في لمع السراب
ربما تطمع أن تعبر كالناس جسور المجد
أو تركب هامات السحاب
ربما يغريك كرسي وثير ... وخيالاتُ شباب
ربما تنظر للقيد وقضبان الحديد
دامع العينين ... تشتاق للأفق المديد
ربما تنظر للنور الذي يأتيك من خلف السدود
قف قليلا .... لا تهم خلف الخيالات وحدق !
هذه بوابة التاريخ ملأى بالرجال !
عبروها ... عبر أحبال المشانق !
عبروها فوق درب الشوك والنار ....
ودقات المطارق !!
عبروها وأنين الألم النازل ......
برق وصواعق !
عبروها والمناشير علت .....
. فوق المفارق !
لا تقل ضيعت عمري في ظلام السجن !
أو ظلم القيود !
لاتقل ضاع شبابي في متاهات العذاب !
لك يا حامل نور الله في الخلد البقاء
والذي كان ستنساه إذا حان اللقاء
فنعيم الخلد يُفني ... كل ما يبني الشقاء
كل شئ في انتهاء ... كل شئ في انتهاء
هكذا كان من الله القضاء
فاصبروا ... مهما يطل ليل البلاء
---
عبدالرحمن الشهري
08-29-2004, 05:09 PM(1/3081)
بار ك الله فيك . أبيات جميلة ومؤثرة .
أسأل الله أن يفرج عن إخواننا الأسرى المسلمين في سجون الظلم في كل مكان.
---
(1/3082)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ( 1- 2 )
---
الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ( 1- 2 )
---
عبد الله الخضيري
04-12-2004, 10:28 PM
الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
زُوّار شَبَكة التَّفسِيْر ...
روَّاد مُلْتَقَى أَهلِ التَّفْسِيْر ...
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ
تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
فمِّمَا يَسُرُّنِي كَثِيْراً أَنْ أَرَى فِيْ هَذَا المُلْتَقَى الرَّائِدِ مُتَّسَعاً مِنْ الأُفُقِ يَحْمِلُ لَنَا تَبَاشِيْرَ وِلاَدَةَ جِيْلٍ قُرْآنيٍ مُتَعَلِّمٍ وَ مُعَاصِرٍ ، وَ إِنَّمَا أَحْمِلُ هَذِهِ النَّظْرَةَ لِكَوْنِيْ مِنْ أَوَائِلِ المُنْتَسِبِيْنَ وَ المُشَارِكِيْنَ فِيْ هَذَا المُلتَقَى الرَّائِعِ ، وَ بَيْنَ فَيْنَةٍ وَ أُخْرَى أُطِلَّ مِنْ إِحْدَى النَّوَافِذِ فَأَرَى كَمّاً وَ كيْفاً مِن المَعْلُومَاتِ ، أَلْمَحُ مِنْ خِلاَلِهَا سُطُوْرَ الأَدَبِ وَ رُوْحَ المَحَبَّةِ ، كَمَا أَرَى مِن اللازِمِ بَياَنُهُ عَلَيَّ أَنْ أُشِيْدَ بِالاحْتِرَامِ المُتَبَادَلِ فِيْ الرُّدُوْدِ العِلْمِيَّةِ فِيْ سَائِرِ مَا يُطْرَحُ فِيْ سَابِقِهِ .(1/3083)
إنني و إذ أشكر الجميع عَلَى صِدْقِهِم و إِخْلاصِهِم و بَذْلِهِم فليسمحوا لي بخَاطرٍ يَجْمُلُ بالقَلَمِ أن يَكْتُبَهُ ، و للرَّسْمِ أنْ يتَوَشَحَهُ ، مُسْتذْكراً مُقَارَبَة الحَوْلِيَّةِ فِي التَّأسِيس ، و لن أقُومَ بدور الوَصيَّ عَلَيهِ و لا المُقَوِّم لِسَاعِدَيْه ؛ بِقَدْرِ مَا هِيَ كَلِمَاتٌ تسْتَنِيْر بالوحيين لتلامسَ قُلُوبَ وَ وَاقِعَ النَّاس وَ مُهِمَّةَ المُصْلِحِيْن في هَذَا العَصْرِ ..
إنَّنِي أتسَائلُ – كَغَيْرِي – أَيْنَ الدِّرَاسَاتِ القُرآنِيَّة مْن بَيَان مُرَادِ اللهِ وَ كَلامِ اللهِ و شَرِيْعَةِ اللهِ و إيْصَالِهَا إلى واقِعِ النَّاسِ ، و إرواءِ غَلِيْلِهِمْ ، و شِفَاءِ عَلِيْلِهِم ؟
و في ذلِك فإنِّي أجِيْبُ – كأحَدِكُم ، إجابَةَ حَاضِرِ البَدِيْهَةِ - بكثيْرٍ من الدِّراسات التي تزْخَرُ بِهَا المكتَبَاتُ العامَّة و المَرَاكِزُ العِلْمِيَّةُ . و مَعَ ذَلِكَ فإنَّنِي أتَحفَّظ فيما يخصُّ الكتب التِّجَارِيَّة ؛ و أثَنِّي بالغِبْطَةِ إِزَاءَ الرسَائِلِ العِلْمِيَّةِ وَ البُحُوْثِ المُحَكَّمَةِ و التي تتناول واقِعَ النَّاسِ وَ حَيَاةَ النَّاسِ وَ حَاجَاتِ النَّاسِ .
إننا بحَاجَةٍ – أَهْلَ القُرْآنِ – إِلَى أَنْ نقرِّب كلامَ الله إلى الشَّارِديْنَ ، و أَنْ نحَبِّبَ كلامَ الله إلَى المُعْرِضِينَ ، وَ أنْ نبثَّ الطمأنِيْنَة فِي نُفُوْس المسْتَقِيْمِيْنَ ، و ليسَ في ذلكَ سوَى أن نَكْونَ للهِ ، وَ أن تخطَّ أقْلامُنَا لله ، وَ أن نَحْمِلَ – بأمَانَةٍ – كَلامَ الله .
ليسَ بِدْعاً من القَوْلِ أن سائر عُلومِ القُرآنِ وبحوْثِهَا وَ تَرَاجِمِهَا وَ مؤَلَّفَاتِهَا إِنَّمَا تخدِم – فِيْ النِّهَايَةِ - كلامَ الله و مُرَادَ اللهِ ، و لكن يَبْقَى كَلامُنَا و غَايَتُنَا فِي الأَثَرِ الذِيْ تحْمِلهُ نَبَضَاتُنَا ، و الغَايَةِ التِي تتَذَلَّلُ لَهَا آمَالُنَا .(1/3084)
إنَّ التَّخصُّصَ مَطْلَبٌ و الدِّرَاسَة التَّخَصُّصِيَّةَ أَكثَر فَائدةً وَ إلْحَاحاً ، و لكنَّ شَرفَ الانتمَاء وَ مَا ننتسبُ إلَيهِ يَجْعَلُنَا فِيْ حاجَةٍ إلَى تَوجِيْهٍ و توجُّهٍ أَشْمَلَ في استِيْعَابِ سَائِر العُلومِ من خِلالِ المَنْهَج وَ الحيَاة المتكَاملَة التي رَسَمَها الله لَنَا وَ صوَّرها القرآن الكريمُ في أبْهَى صوْرةٍ .
إنَّ سَائِرَ ما نكتُبُه – في الغالِبِ - هُو في الحقِيْقَةِ سِرُّ ما نَعْتَقِدُهُ ، وَ إذْ يَدُورُ بنا الحديث - في هذا الملتقى - فإن المرءَ لا يُسْألُ وَ لا يحَاسَبُ – أَدَباً – عَنْ سؤالٍ أو استفسَارٍ أو مدَاخَلَةٍ أو تعقيبٍ ؛ فهو هُنَا بين أيدي الصَّفوةِ من أهْلِ هَذَا الفَنِّ ، بَلْ وَ هَذِهِ فُرْصَةُ النَّاشِئِ وَ المُتَعلِّمِ وَ النَّاقِدِ ليُدْرِكَ شَأْوَ الضَّلِيْعِ فِيْهِ ، و يسْتَبِيْنَ طَرَائِقَ المُخْتَصِّيْنَ ، و مِنْ هَذا المُنْطَلَق فلا يَضِيْرُ تناول الشَّارِدِ و الوَارِدِ فِيْ هَذا الفن مَادَامَ أنَّ نَشْأَةَ المنْتَدَى لأجله ، وَ لَعَلَّ هَذا يُحَدِّدُ المَسْأَلَةَ أَكْثَر إِذْ يَبرُزُ لنَا الكَمُّ الهَائِل مِن المواضِيعِ و الدِّراسَاتِ التي طُرحَتْ في الغَالِبِ فِي أَروِقَة هَذا المُلْتَقَى ، وَ استفَادَ مِنْهَا الكَثِيْرُون و لعَلِّي مِنْ أَوَائِل المستفِيْدِين ، وَ يَبْقَى الأَهَمُّ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ : ما الذي اسْتَفَادَهُ العُمُومِ وَ الكَثِيْرِ مِن المطَّلِعيْن وَ الفِئَامُ مِن النَّاسِ مِنْ خِلالِ ما يُطرَحُ وُ يُتَنَاول وَ يُقَيَّدُ ؟ ! !(1/3085)
و تحْدِيْدِيْ لتِلْكَ المَسْأَلَة يجْعَلُنِي مِنْ خِلاَلِهَا أَنْفُذُ إلى تَوسيْع الدَائرة في الدِّراسَاتِ القُرآنِيَّة المُعَاصِرَةِ وَ التي تملأُ الرفُوفَ وَ المَكْتَبَاتِ الخاصَّةِ أو العَامَّة – عَلَى حِدٍّ سَوَاءٍ – دُوْنَ أنْ يكُوْنَ لهَا أَثَرٌ فِيْ النَّاس هِدَايةً وَ دِلالَةً ، وَ مِن غيْرِ الإنْصَافِ أَنْ أتجَاهَل أَطْيَافاً مِنْ عنَاويْن التَّفْسِيْرِ المَوْضُوْعِي في الجَامِعَاتِ أو المَكْتَبَاتِ أَوْ المَرَاكِزِ و المَنْتَدَيَاتِ ، و لكنها قليلةٌ بالنَّسْبَةِ إِلَى الكَثْرَةِ الكاثِرَةِ فِي البحُوثِ التَّخَصُّصِيَّة ، والتي في غالِبِهَا تَخْدِمُ وَ تُفِيْدُ فئةً مُعَيَّنةً و ثُبَاتٍ مُتَفَرِّقَةً ؛ وَ لا تَثْرِيْبِ عَلَى أولئِكَ البَاحِثِيْنَ و المختَصِّيْنَ في دَقِيْقِ مسَائِلهِم وَ جَلِيْلِهَا فَكِلانَا لهَدَفٍ وَاحِدٍ وَ فِيْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ .
" أَفَلا يَنْبَغِي لَنَا أنْ نقَوِّم أَنْفُسَنَا قَبْلَ أنْ يَتَوَّلانَا الآخَرُونَ ، وَ أَنْ نُصَارِحَ أَنْفُسَنَا قَبْلَ أَنْ ينْتَقِدَنا الآخَرُونَ " كَتَبْتُ هذه الكلِمَةُ إذْ إنَّ مَعْنَاهَا يُقَالُ - في الجُمْلَةِ - لكُلِّ كَاتِبٍ وَ كُلِّ بَاحِثٍ ، وَ لَكِنْ فِي الدِّرَاسَاتِ القُرْآنِيَّة تَتَأخَرُ هَذِهِ الكَلِمةُ ، و يبقَى الهَمُّ الذِيْ يُشْغِلُ بَالَ الكَثِيْرِيْنَ : " مَوَازِيْنُ القَبُوْلِ أَكَادِيْمِيَّاً و تِجَارِيّاً " ، وَ عَذْرُهُم في الغَالب : " شُرُوطُ الجُمُودِ فِي الأقْسَامِ العِلْمِيَّة فِيْ المَرْجِعِيَّاتِ " و " قِلَّةُ الطَّلَبِ مِن النَّاشرِيْنَ و القُرَّاءِ " .(1/3086)
وَ عِنْدَ التَأمُّلِ فِيْمَا سَبَقَ يَنْبَغِيْ عَلَيْنَا أَلاَّ نَنْسَى مَا أَهَّلَنَا اللهُ تَعَالَى لَهُ فِيْ خِدْمَةِ كِتَابِهِ وَ التَّشَرُّفِ فِيْ الانْتِسَابِ إلَيْهِ ، وَ إِنَّ خِدْمَةَ كِتَابِ اللهِ – أَيّاً كَانَتْ – لَهُوَ شَرَفٌ لا يُمْكِنُ وَ لا يَجُوْزُ بِحَالٍ أَنْ نُنْقِصَ قَدْرَهَا أَوْ نَنَالَ فَضْلَهَا بِْشَيئٍ ؛ إِذَنْ فمَا الذِيْ نَطْلُبُهُ وَ نَرْجُوْه ؟
وَلعَلِّي أَخْتَصِرُ المسَافَاتِ - إذْ إِنَّ الشَواغِلَ عِدَّة ، وَ سَيَكُوْنُ بمَشِيْئَةِ اللهِ حَلقَاتٌ تاليةٌ – فأقول : -
1- أنَّ مَا نَكْتُبُهُ إنمَا هو مسجَّلٌ في صحيْفَةِ أعمالنَا ، فلا يَغِبْ عَنَّا هذا الأَمْرُ .
2- أنَّ واقعَ النَّاسِ و حَاجَاتِ النَّاسِ و هُمُومَ الخَلقِ واحِدةٌ من لدن آدم إلى قيام الناس ، فعواطفُ الناس و مشَاعِرُهُم ، و أخْلاقُهم وطباعُهُم وَاحِدةٌ ، تَتَأثر بالبيئة حولها ، ومن ثمَّ كانت المداولة بين الرسل و الأنبياء و أقوامهم و من تبلغه دعوتهم ، وأن تعدُّدَ الزمن و تباعد الفترات لا يغير من المبادئ و الأسس التي يسلكها الأنبياء و المصلحون ، فمهما اختلف الناس و المتَلَّقُوْنَ فإن الغاية واحدة و القبول بطرفيه واحد .
3- أننا في هذا الزمن بحاجة ماسَّةٍ إلى معرِفَة الأصول العامة التي يتّفِق عليها البشر للوصول مِنْ ثَمَّ إلى دعوة الخَلْقِ و إيصَال الرسالة السماوية - التي نحملها و نتشرَّفُ بالانتساب إليها – إلى الناس كافَّةً ، و استغلال هذا الجانب – المتفق عليه – للدخول فيما نريد دينٍ و عقيدة .
4- أن الحاجَّة تُلِّحُ بكثيرٍ من الدِّراساتِ المعاصرةِ و ربطها بالواقعِ ؛ حتى يستفيدَ منها جميعُ الأفرادِ و تتبناها المجتمعاتُ الصغيرةُ و الكبيرةُ .
وَ بَعْدُ ...(1/3087)
... أخي الكَرِيْم .. فإن ما كتبتُهُ يَدُوْرُ و يَشْغَلُ بالَ الكَثِيْرِينَ من المهْتَّمِيْنَ بهَذَا الفنِّ ، بل وَ سَائِر المُحبِّينَ ممن يتَأمَّلُون و يتعشَّمُون في منتدَانا الخَيْرَ و البَرَكة ..
و ما رقَمَه القَلمُ منْ صحَّةٍ و صوَابٍ فمنْ اللهِ و منَّته ، و ما قصَّر فيه الاسم و الرسْم من لغطٍ أو غلطٍ فمِنْ الشيْطانِ ، وَ مِن نفسْي المقصِّرةِ ، و أنسبُ الكمال لله تعالى وَحْدَهُ و العصمةَ لرسولِ الله عليه أفضَلُ الصَّلاةِ و أتمُّ التَّسْلِيْمِ .
أسألُ الله تعَالى أن يمنَّ علينَا برضْوَانِه ، و أن يشْمَلنَا بإحسَانِهِ ، و أنْ يَعمَّنا جميعاً ببرَكة القَصْدِ و التَّرْكِ ، و يفيْضَ علينَا صِحَّة القَولِ و العَمَلِ ، إنه سميْعٌ قريْبٌ مجيبُ الدعاء .
وصلَّى اللهُ وَ سَلَّمَ علَى نَبِيِّنَا محمَّدٍ وعَلَى آلِه وصَحْبِهِ وَ سلَّمَ تَسْلِيْماً كثيراً
و كتَبَهُ محبُّكُمْ : عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح الخُضَيْرِي
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2004, 07:03 AM
شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ ما تفضلتم به ، وأحسن إليكم لقاء هذه النصيحة الثمينة.
ولا شك أن ما تفضلتم به يمثل هماً مشتركاً عند من يحملون هم الإسلام عامة ، ونرجو بإذن الله أن يتمكن أعضاء هذا الملتقى مع مضي الوقت من كتابة دراسات وبحوث تفي بشيء من الغرض ، وفيما كتب من البحوث سداد من عوز لو كانت طبعت أو بعضها.
كم كنت أتمنى أن أتمكن أو أحد الأعضاء الكرام من قياس تجربة ملتقى أهل التفسير في عامه الأول قياساً منصفاً ، لنتمكن من سد الخلل ، وتدارك الفوات ، وقد هممتُ أن أفعل ولكن حال الجريضُ دون القريض !
أسأل الله لكم أيها الأخ الكريم التوفيق والسداد.
---
(1/3088)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > تحقيق كتاب (التيسير في القراءات السبع) لأبي عمرو الداني .
---
تحقيق كتاب (التيسير في القراءات السبع) لأبي عمرو الداني .
---
عبدالرحمن الشهري
02-10-2007, 10:55 AM
يعد كتاب (التيسير في القراءات السبع) للمقرئ العلامة أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444هـ من أهم كتب القراءات على الإطلاق ، لجلالة مؤلفه ، وعناية العلماء به . وقد نظمه الإمام الشاطبي في قصيدته حرز الأماني المشهورة بالشاطبية في القراءات السبع .
غير أن هذا الكتاب قد طبع قديماً عن طريق أحد الباحثين المستشرقين ، ثم لم يتح له من يقوم بتحقيقه وخدمته من الباحثين المسلمين إلا مؤخراً ، حيث قام بتحقيقه الباحث خلف بن حمود بن سالم الشغدلي بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وقد أشرف على رسالته للماجستير تلك الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي ونوقشت عام 1421هـ . وقد قسم الباحث رسالته إلى قسمين دراسي وتحقيقي:
القسم الدراسي: فيه نبذة مختصرة عن المؤلف ابن عمرو الداني تناول فيه جوانب من حياته الشخصية والعلمية، ونبذة عن الكتاب المحقق التيسير في القراءات السبع وفيه تحقيق اسم الكتاب وإثبات نسبته لمؤلفه وقيمته العلمية ومنهج المؤلف فيه.
القسم الثاني: تحقيق الكتاب.
وقد اعتمد الباحث في التحقيق على خمس نسخ خطية:
1ـ نسخة المكتبة الظاهرية.
2ـ نسخة مكتبة تيمور باشا بالقاهرة.
3ـ نسخة مكتبة الموسوعة الفقهية بالكويت.
4ـ نسخة مكتبة الأزهر بمصر.
5ـ نسخة مكتبة الأوقاف ببغداد.
وقابل الباحث هذه النسخ بالمطبوع الذي حققه المستشرق طبعة دار الكتب العلمية 1416هـ.
غير أن هذه الرسالة لم تطبع بعدُ ، وسمعتُ أن أحد طلاب جامعة أم القرى حقق الكتاب أيضاً ، ولست أدري هل كل واحد من الطالبين حقق الكتاب كاملاً ، أم جزء منه .(1/3089)
وقد أخبرني الدكتور محمد فوزان العمر الأستاذ المشارك بكلية المعلمين بالرياض بقيام الأستاذ الدكتور حاتم بن صالح الضامن بتحقيق الكتاب على عدد من النسخ المخطوطة ، وتوقع خروجه مطبوعاً قريباً ، وهذه بشرى لطلبة العلم والحمد لله رب العالمين .
الرياض
22/1/1428هـ
---
أمين الشنقيطي
02-11-2007, 03:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فأخونا الدكتور خلف الشغدلي،أفاد بعد سؤاله بأنه يبحث عن دار نشر لطباعة رسالته السابقة.
---
مروان الظفيري
02-12-2007, 08:45 PM
أحب أن أحيطكم علما أن شيخي وأستاذي الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن – حفظه الله- يعمل الآن في تصحيح تجارب طباعة هذا الكتاب ، وقد شاهدته يعمل به اليوم في دبي ، ويعمل في صنع فهارسه المتعددة ، التي تخدم الكتاب ، والتي هي روح الكتاب .
والشيء الغريب الذي أخبرني به شيخي أن هذا الكتاب الذي طبع منذ أكثر من سبعين عاما ، لم يقدم أي واحد من المحققين والباحثين على إخراجه بالصورة التي تليق به ، والشيء الطريف أيضا أن شيخي وضع أكثر من مئتي صفحة فيها أخطاء المحقق السابق ، والطبعة السابقة .
وسوف يصدر في مجلد كبير ، وهو الآن نحو ستمئة صفحة ، وسوف تزاد عليه الفهارس ، وقد قام شيخي بطبعه في مصر .
وأعتقد أنه في خلال أقل من شهر سوف يرى الباحثون والمحققون هذا الكتاب ، بين أيديهم ، في حلته الجديدة ، وتحقيقه المتميز ، وفهارسه الفنية ، بما يريحهم ، ويثلج صدورهم .
---
إبراهيم الجوريشي
02-13-2007, 09:37 AM
جزاكم الله خيرا على هذه البشارة الرائعة
فها هو التيسير سيشرق نوره محققا مدققا
بعد هجران طويل
بالرغم من قيمته العلمية واهميته
عند علماء القراءات.
---
أبو يعقوب
02-15-2007, 12:44 AM
بشرك الله بالجنة
---
مروان الظفيري
02-15-2007, 11:44 AM
وقد بلغت التصحيفات والتحريفات ما عدا التطبيعات (908)
وكلها أخطاء قاصمة للظهر(1/3090)
والعجيب أن قراءنا الأفاضل ومشايخنا الأجلاء كانوا يمرون عليها مرور الكرام ، لمدة سبع وسبعين عاما
(ومضيت ثمة قلت لا يعنيني) ،
وقد أثبتها جميعها ، بقضها وقضيضها شيخنا الفاضل العلامة الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن
في مقدمة كتابه هذا (ويتمنى على كل من يحقق كتابا مطبوعا
ويعيد طباعته ، وجد فيه التصحيفات والتطبيعات ، أن يضعها دائما في مستهل كتابه ، لكي يطلع عليها القارئ مباشرة )
وجاء النص في خمسمائة صفحة (المقدمة ، والدراسة ، والتحقيق )
وسوف تحتل الفهارس الفنية ، التي تخدم الكتاب ، وتساعد الانتفاع به نحو مائة صفحة
وسوف يصدر قريبا -بمشيئة الله- ، عن دار الصحابة ، بمصر والشارقة ، مؤرخا بسنة (2007م) .
---
(1/3091)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير آية الكرسي د.خالد السبت ( شريط مفرغ )
---
تفسير آية الكرسي د.خالد السبت ( شريط مفرغ )
---
أ.عبود
03-13-2006, 07:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله ..
لقد قمت بتفريغ هذا الشريط النافع بإذن الله ووجدت فيه كثيرا من الفوائد العلمية والتربوية أقدمه لكم ولا تنسوني من دعائكم
بسم الله الرحمن الرحيم
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا () ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا )
تفريغ شريط تفسير آية الكرسي لفضيلة الشيخ / د. خالد السبت حفظه الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد :
فأسأل الله عز وجل أن يكتب لنا في هذا الاجتماع العلم النافع والخير الذي نتبصر به الطريق الموصلة إلى الله تبارك وتعالى ، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك باعثا إلى تفهم كتابه وتدبره وتعلم معانيه .
في هذا الدرس الأول من دروس التفسير سيكون حديثنا بإذن الله عز وجل عن آية من كتاب الله تبارك وتعالى نبتدأ بها هذا اليوم :
( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السماوات وما في الأرض ، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم )
يقول الله عز وجل ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ) الآية . أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله فقال ، أي آية معك في كتاب الله أعظم ؟ فقال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو الحي القوم )(1/3092)
فهذا السؤال يحتاج جوابه إلى نظر وتأمل واستقراء وتبصر في معاني كتاب الله عز وجل ..
القرآن فيه آلاف الآيات ، فإذا أراد أحد من الناس أن يحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله يحتاج أن يستحضر المعاني الواردة في القرآن بعد استحضار الآيات الواردة فيه ، ثم يستطيع أن يحكم بعد ذك هل هذه الآية أعظم أم تلك ..
أبي بن كعب رضي الله عنه لشدة حذقه في حفظ كتاب الله عز وجل ولشدة تبصره ومعرفة معانيه قال على البديهة : ( الله لا إله إلا هو ..)
ولم يقل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه هذا المعنى في يوم من الأيام .. لا ..
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخبره به أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سمع هذه الإجابة : ( ليهنك العلم أبا المنذر ) يعني هنيئا لك بالعلم يا أبا المنذر ..
هنأه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البصر والفقه والفهم في كتاب الله تبارك وتعالى الذي أهله ليتعرف على هذا المعنى من بين آلاف الآيات القرآنية ، فحكم بأن هذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل .
ولماذا كانت أعظم آية في كتاب الله ؟..
يا إخوة .. شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فالعلوم والصنائع إنما تشرف وتتفاضل بحسب مضامينها ومحتوياتها .. فالعلم الذي يتعلق بالطبابة مثلا أشرف من العلم الذي يتعلق بالحدادة ، والعلوم التي تتعلق بالمعادن أشرفها ما كان يتعلق بالمعادن النفيسة كالعلوم المتعلقة بالذهب ، ويلي ذلك العلوم التي تتعلق بالمعادن الخسيسة كالحديد ، فهذه علوم تتعلق بباب واحد ومع ذلك تفاوتت أشد التفاوت .
لماذا ؟.. لأن متعلقها متفاوت .. فهذا علم يتعلق بالذهب وهذا علم يتعلق بالحديد .
المهن .. الذي يقود الطائرة صنعته أشرف من الذي يقود القطار ، وأشرف من الذي يقود السيارة مثلا ..
الذي يعمل في الطبابة .. مهنته طبابة الإنسان .. هذه الصنعة أشرف ممن يتعاطى طبابة الحيوان ..(1/3093)
لماذا ؟.. لأن شرف العلم بشرف المعلوم .. وشرف الذكر بشرف المذكور .
فهذه الأية تتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته بل تتعلق بأعظم الأسماء والصفات .. بل تتعلق بأسماء ترجع إليها سائر الأسماء الحسنى التي تدل على أوصاف الكمال ، ولذلك كانت هذه الآية أعظم من غيرها .. كانت أعظم آية في القرآن الكريم .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه جماعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والمغيرة بن شعبة ، وأبو أمامة الباهلي وجابر ببن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) .
وجاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الشيطان الذي كان يحثو من تمر الصدقة – والحديث مشهور- وفيه أن أبا هريرة رضي الله عنه لما أخذه في المرة الثالثة قال له : لا أدعنك حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له : ألا أعلمك شيئا ينفعك الله به ؟! فقال : بلى . فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح .
إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ .. يحفظه ويحوطه ويرعاه ..
ولا يقربك شيطان حتى تصبح .. فهذا الحفظ ، الأرجح – والله أعلم – أنه حفظ مطلق ، من الهوام وشياطين الإنس وشياطين الجن ..
فالله عز وجل يحفظه ويحوطه ويكلؤه ويرعاه من كل مخوف ، وكذلك لا يقربه شيطان فلا يرى الرؤى المزعجة ، ولا تقع في قلبه الخواطر و الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب العبد ليوقع الشك في قلبه ، أو يريه رؤى مزعجة فيقع الحزن في نفسه .
هذه بعض الأحاديث الثابتة التي وردت في فضل هذه الآية العظيمة من كتاب الله عز وجل .
أما التفسير ، فالله عز وجل يقول : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ..(1/3094)
( الله ) : قال كثير من أهل العلم : إنه الاسم الأعظم ، واستدلوا على ذلك بأمور منها :
أن جميع الأسماء الحسنى تعود إليه لفظا ومعنى .. ما معنى تعود إليه لفظا ومعنى ؟ ..
تعود إليه لفظا : أي أنها تأتي معطوفة عليه دائما في القرآن ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ) ..
ولا تجد في القرآن أن هذا الاسم الكريم يعطف على شيء من الأسماء الحسنى .. يعني لا تجد ( الرحمن الرحيم الله ) .. لا
( بسم الله الرحمن الرحيم ) فكل الأسماء الحسنى تعود إليه لفظا ..كما أنها تعود إليه معنى ..
أنتم إذا تأملتم في هذه الأشياء التي تذكر في معاني هذه الأسماء الحسنى ستدركون أن هذه الآية فعلا تستحق أن تكون فعلا أعظم آية في كتاب الله .. يعني ستخرجون بهذه النتيجة ..
ومعنى أن الأسماء الحسنى تعود إليه معنى .. ( الله ) مشتق على الأرجح من (....أو....) ، كما هو قول المحققين من أهل اللغة مثل سيبوبه والخليل بن أحمد والزجاج والفراء ، وهو اختيار ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله أجمعين .
والإله هو المعبود .. والتأله معناه التعبد .
هذا الإسم الكريم ( الله ) مشتق من صفة الإلهية ، أو يتضمن صفة الإلهية ..
والذي يكون إلها لا بد أن يكون ربا خالقا رازقا حيا مالكا غنيا قادرا وغير ذلك مما نعرف من أوصاف الكمالات ومالا نعرف ، فلا يكون إلها إلا من كان متحققا بجميع صفات الكمال والجلال والعظمة والكبرياء وما إلى ذلك ، وإلا فلا يكون إلها .. الإله لا يكون عاجزا ، ولا يكون فقيرا ، ولا يكون ضعيفا ، ولا يكون فيه نقص بوجه من الوجوه ، فهو الذي له الكمال المطلق وبالتالي يستحق أن يعبد ، فالفقير العاجز المربوب لا يصلح أن يعبد وإنما يعبد الغني الخالق القادر ، الرازق المحيي المميت المدبر ، الذي بيده مقاليد كل شيء ، فإذا سئل أعطى وإذا دعي أجاب .. هذا هو الإله .(1/3095)
ولهذا يقول العلماء إن توحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية .
إذا قلت هو إله فهذا يتضمن أنه هو الرازق المحيي المميت القادر ..إلخ ، ولهذا يقولون أيضا إن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الإلهية ، معنى هذا الكلام .. إذا أقررت أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت الضار النافع ، فما حاجتك إلى غيره ؟! . ولهذا احتج النبي صلى الله عليه وسلم على حصين –والد عمران بن حصين – جيء به وهو شيخ هرم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليجادله في الإيمان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كم إلها تعبد ؟ قال : سبعة ، ستة في الأرض وواحد في السماء .
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأسئلة: من لحاجتك؟ من لرغبتك ؟ فيقول : الذي في السماء .. ، فحجه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القضية قال : فما حاجتك بهؤلاء الآلهة ؟ ما حاجتك بغيره ؟! فكان ذلك سببا لإسلامه رضي الله عنه ، وقد جاء للاحتجاج على النبي صلى الله عليه وسلم في قضية التوحيد .
فإذا .. حينما نقر بأن الله هو الإله ، فهذا يتضمن أنه موصوف بجميع صفات الكمال . وبهذا نعرف الجواب عن السؤال في معنى كون هذا الاسم ترجع إليه الأسماء الحسنى من جهة المعنى . أي أن معناه يتضمن جميع معاني الأسماء الحسنى الدالة على الكمال ، فالله عز وجل ترجع إليه جميع معاني الأسماء الأخرى كالرازق والحي والقادر والمدبر والسميع والبصير وما إلى ذلك .
ولهذا قال جمع من أهل العلم : إنه الاسم الأعظم الذي إذا سئل الله به أعطى ، وإذا دعي أجاب ،فهو أعظم الأسماء الحسنى وأجلها على الإطلاق ، كما أنه أيضا من الأسماء المختصة بالله تبارك وتعالى .. يعني بعض أسماء الله عز وجل يمكن أن يسمى بها المخلوق مثل العزيز ( وقالت امرأت العزيز ) ، أما ( الله ) فلا يمكن أن يسمي به أحد من المخلوقين ، فهو اسم مختص بالله تبارك وتعالى .(1/3096)
( الله لا إله إلا هو ) هذه أشرف كلمة قيلت على الإطلاق ، وهي كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) .. هي أصدق كلمة وأعدل كلمة .. ما قال قائل قط أصدق كلمة من هذه الكلمة .. كلمة الشهادة .. كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) .. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أفضل ما قلت أنا و النبيون قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) الحديث .
الله لا إله إلا هو : أي لا معبود بحق سواه .
ثم قال : ( الحي القيوم ) : الحي : الذي له الحياة الكاملة من كل وجه ، فهي حياة لم تسبق بعدم .
المخلوق حي يوصف بالحياة .. ولكن الفرق بين حياة المخلوق وحياة الخالق .. حياة الخالق لم تسبق بعدم ، هو الأول ، ولا يلحقها عدم ، وهو الآخر ، ولا يعتريها نقص بوجه من الوجوه ..
حياة المخلوق مسبوقة بالعدم ، ويعقبها الفناء والعدم .. يموت الإنسان ، ويعتريها النقص والضعف والخلل بما يحصل للإنسان من الأوجاع والأمراض التي تكون ضعفا في حياته ، إضافة إلى السنة والنعاس والنوم ، لأن النوم في الواقع هو موتة صغرى .. فنحن حينما ننام ، فنحن في الواقع نموت في كل يوم ، بل قد نموت في كل يوم عدة مرات ، فهذا نقص في حياتنا في الواقع ، وإن كان بالنسبة للمخلوق الضعيف الفقير المحتاج يعد النوم كمالا في حياته ، لأنه لو لم ينم لكان ذلك علة ومرضا يستدعي ذهابه إلى الأطباء .. فهذا كمال ، ولكنه ليس كمالا مطلقا ، بل هو كمال نسبي يليق بالمخلوق . أما إذا قيمنا هذه الصفة ونظرنا إليها ( النوم ) من حيث هي ، فإنها لا تكون كمالا على سبيل الإطلاق ، بل هي كمال نسبي يليق بالمخلوقين فحسب . أما الخالق فلا يليق به النوم جل وعلا ، لأن النوم نقص في الحياة ، ولهذا قال :
( الله لا إله إلا هو الحي ) الذي له الحياة الكاملة ، لم تسبق بعدم ولا يلحقها عدم ، وهي أيضا لا يعتريها نقص ..(1/3097)
وهنا سؤال .. أن أهل الجنة يخلدون فيها ، فهل يرد ذلك على كون الله عز وجل له الحياة الكاملة التي لا يسبقها عدم ، فما الجواب ؟ ..
بقاؤهم في الجنة .. هل قيامهم بأنفسهم ؟! .. لا .. وإنما بإقامة الله عز وجل لهم ، فقيامهم مفتقر إلى إقامة غيرهم .. إلى إقامة الله تبارك وتعالى ، فهو ليس قياما بنفسه ، وإنما قيام بغيره .
أما قيام الله عز وجل وبقاؤه وحياته الكاملة فإنه مقيم لنفسه سبحانه وتعالى ويقيم غيره .. وأنتم تلاحظون هذه المعاني المترابطة فيما يلوح لكم من الأسماء الآتية .. هو يقيم غيره ، ولا يفتقر إلى غيره في بقائه وحياته الأبدية . وأما أهل الجنة فإنما بقاؤهم بإبقاء الله لهم .. فهم مفتقرون إليه كل الافتقار .
( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .. تلاحظون أن حرف العطف محذوف بين هذه الأسماء .. فما وجه هذا الحذف ؟ لماذا لم يقل الله لا إله إلا هو الحي والقيوم والذي لا تأخذه سنة ولا نوم .. إلى آخره . لماذا لم يذكر العطف ؟
إذا تأملنا في كتاب الله عز وجل نجد أن ذكر الأسماء الحسنى لا يذكر معه حرف العطف إلا في موضعين اثنين :
الأول : مع الاسم الموصول ( سبح اسم ربك الأعلى ، الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى ، والذي أخرج المرعى .. ) إلى آخره .
والموضع الثاني : في مقام واحد في كتاب الله عز وجل ، وهو قوله تبارك تعالى ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) في هذا المقام فقط .
لاحظ الآن .. الأسماء المذكورة هنا ( الأول والآخر والظاهر والباطن ) هل هي أسماء متقاربة أم متقابلة ؟ .. متقابلة .. الأول والآخر ..
( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء )
فهذه الأسماء متقابلة تماما .. بينما المواضع الأخرى التي يحذف معها حرف العطف تكون متقاربة تجد العزة مع الحكمة .. العزيز الحكيم .
المغفرة يتبادر معها الرحمة .. الغفور الرحيم .(1/3098)
والحياة ما الذي يناسبها ؟ .. القيومية ، ولهذا قال (الحي القيوم) .. له الحياة الكاملة وهو أيضا قيوم .
قيوم .. صيغة مبالغة .. معناها : أنه قائم بنفسه مقيم لغيره سبحانه وتعالى ، قائم على خلقه في كل شيء ، قائم عليهم في حياتهم وفي أرزاقهم ، وقائم عليهم في آجالهم ، وقائم عليهم في كل شأن من شئونهم ، فهو الذي يدبرهم التدبير المطلق ، وهو الذي يحكم عليهم ولا معقب لحكمه جل وعلا ، هذا معنى القيوم . ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت )
وهذا من كمال حياته ، فهو كما أنه قائم بنفسه هو أيضا مقيم لغيره .
( لا تأخذه سنة ولا نوم ) .. وانظر إلى هذا المعنى العجيب الذي نفاه الله عز وجل بعد أن ذكر الحياة والقيومية ، فقد يتوهم المتوهم من ذكر حياته جل وعلا أن حياته كحياة المخلوقين يرد عليها ما يرد على المخلوقين من حاجة إلى الراحة وغياب عن هذا العالم المشاهد بالنوم أو ما دونه من مقدماته وهي السنة ، فنفى الله عز وجل هذا الوهم فقال : ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) .. وحينما ينفي السنة والنوم لا يكون ذلك نفيا لهذه المعاني الناقصة فحسب ، بل إن النفي في كتاب الله عز جل إذا نفى الله عز وجل عن نفسه أو عن كتابه أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا فإن ذلك يتضمن ثبوت كمال ضده ، فإذا قال ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) ، فهذا يتضمن ثبوت كمال حياته سبحانه وتعالى .
أما نحن الضعفاء الفقراء المساكين فحسبنا النفي ، فيقال : فلان ليس ضعيفا ،فلان ليس عالما ،فلان ليس جاهلا . فيكون مبلغ ذلك الكلام هو نفي هذه الصفة فحسب ولا يتضمن ذلك ثبوت كمال الضد .
أما إذا نفى الله عن نفسه شيئا من النقائص أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم أو عن كتابه فإن هذا يتضمن ثبوت كمال ضده ، فيكون ذلك إثباتا لكمال حياته وقيوميته .(1/3099)
( لا تأخذه سنة ولا نوم ) .. وما معنى السنة ؟ .. السنة هي مقدمة النوم وخثورته والضعف الطبيعي الذي يعتري الإنسان قبل أن ينام . هذه هي السنة . وبعض العلماء يقولون هي والنعاس بمعنى واحد . وبعضهم يفرقون بينهما فيقولون : السنة في الرأس والنعاس في العين ، والنوم في القلب . وهنا ذكر الله السنة ولم يذكر النعاس ، فتكون السنة والنعاس بمعنى – أي واحد – والله أعلم .
فنفى الله عز وجل عن نفسه مقدمة النوم وهي السنة أو النعاس ، ونفى النوم وهو غياب الإنسان هذا الغياب الطبيعي عن العالم المشاهد بحيث أن حواس الإنسان وقلبه وعقله يفتر ، فلا يحس بما حوله . لا يشعر بشيء مما حوله .
قد يقول قائل : نفى الله عز وجل السنة ونفى النوم ، أما كان يكفي أن ينفي السنة فيكون نفي النوم من باب أولى ؟ أو ينفي النوم فيكون ذلك أيضا نفيا أيضا لمقدماته ؟ فما الجواب ؟
يمكن أن يقال زيادة في التأكيد .. لكن القاعدة في هذا الباب أن التأسيس مقدم على التوكيد ، لأنه يبني معنى جديدا . يقال ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) أن السنة قد ترد من غير النوم ، فيدافع الإنسان النوم ، فيحصل له نعاس ولكن لا يحصل النوم ، قد توجد السنة منفردة عن النوم ، وقد يوجد النوم من غير سنة .. أليس كذلك ؟ .. فنفى الله عز وجل الأمرين . ولاحظ هذا النفي أنه أدخل بينهما لا النافية مرة أخرى ، قال ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) وكان يكفي أن يقال ( لا تأخذه سنة ونوم ) ولكن مبالغة في التوكيد وأن كل واحد منهما منفيا على سبيل الاستقلال ، قال ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) أي ولا يأخذه نوم .(1/3100)
ثم قال : ( له ما في السماوات وما في الأرض ) .. هذا الإله العظيم الذي له جميع أوصاف الكمال ، وله القيومية الكاملة ، والحياة الكاملة ، ولا يعتريه غفلة ولا نقص بوجه من الوجوه . ( له ما في السماوات وما في الأرض ) بعد أن قرر أنه تبارك وتعالى لا تعتريه الآفات ولا تغيره الليالي والأيام كما تغير البشر ، فهو الكامل الكمال المطلق ، الذي لا يرد عليه نقص بوجه من الوجوه ، قال ( له ما في السماوات وما في الأرض ) .. ( له ) : اللام هنا للملك .
العلماء يذكرون ثلاث لامات ، ما هي ؟ .. لام الاستحقاق ، ولام الاختصاص ، ولام الملك .
- نحن نأتي بفوائد علمية وأحيانا لغوية وأحيانا تربوية ، ليكون هذا الدرس في أشياء متنوعة من الفوائد ، تقرؤون في بعض الكتب فتدركون بعض المعاني وتتصورون بعض القضايا التربوية من كلام الله عز وجل –
ما الفرق بين اللامات الثلاث ؟ .. الآن اللام حينما نقول ( الكأس لزيد ) .. الآن الكأس ذات .. ذات أم معنى ؟ .. ذات
أضفناه إلى ذات ، فإضافة ذات إلى ذات من شأنها أن تملك الذات المضاف إليها ، تكون اللام للملك .( الكأس لزيد ، السيارة لمحمد ، البيت لصالح,القلم لسعيد )
إذا أضفنا ذات إلى ذات ليس من شأنها أن تملك صارت اللام للاختصاص ( المفتاح للسيارة ) المفتاح ذات والسيارة ذات ، ولكن السيارة ليس من شأنها أن تملك ( الباب للمنزل ، السلك للمكبر ، الورق للمسجد ) .. فهذه اللام لام الاختصاص .
باقي اللام الثالثة وهي لام الاستحقاق .. أن نضيف معنى إلى ذات مثل ( الحمد لله ) الحمد معنى أم ذات ؟ .. معنى .. ( لله ) اللام للاستحقاق
تقول ( الشكر لله ) الشكر معنى ، فاللام للاستحقاق .. وهكذا .(1/3101)
فهنا يقول ( له ما في السماوات ) اللام ما نوعها ؟ .. لام الملك .. ( له ما في السماوات ) أي ملكا . و ( ما ) صيغة عموم تدل على العموم ، أي جميع ما في السماوات السبع كله ملك لله عز وجل لا يشاركه فيه أحد ، ( له ما في السماوات وما في الأرض ) أي كل ما في الأرض هو ملك لله عز وجل .
ولا حظ أن السماوات مجموعة ، والأرض مفردة . ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ) فلماذا تذكر السماوات مجموعة والأرض مفردة ، إذا ذكرت السماء والأرض ؟ ما الجواب ؟
يمكن أن يقال والله أعلم ، الأرض .. اسم جنس ، يدل على الواحد والجمع فيشمل ذلك الأرضين السبع ( له ما في السماوات وما في الأرض ) أي ملكا ، وهذا يدل على سعة ملك الله عز وجل ، وإذا علم العبد أن الله عز وجل له ما في السماوات وما في الأرض فهل يطلب الغنى من غير الله تبارك وتعالى ؟ .. كل ما في السماوات وما في الأرض ملك لله عز وجل ، فإذا افتقرت واحتجت ، إلى أين تلجأ ؟ .. إلى الله وحده لا شريك له ، فهو الذي بيده خزائن السماوات والأرض ، والمخلوق الضعيف لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا . ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد ، إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جيد ، وما ذلك على الله بعزيز ) فنحن وما نملك كلنا ملك لله عز وجل .
ثم قال مبينا عظمة هذا الملك : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) .. ( من ذا الذي ) : هذا استفهام ، وهذا الاستفهام يتضمن معنى النفي ، وإيراد النفي بصيغة الاستفهام أبلغ وأبلغ .(1/3102)
المعنى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) معناه .. لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه ، وهذا يدل على كمال ملك الله عز وجل .. ومن أي وجه ؟ .. لأن المخلوق إذا كان موصوفا بالملك فإن الناس قد يتقدمون بين يديه بالشفاعة من غير استئذان ، وقد يشفع هو من غير رغبة .. قد لا يرغب في هذه الشفاعة التي قدمت بين يديه ، لكنه قد يحرج أو يستحي أو قد يقبل هذه الشفاعة خوفا من غائلة الشافع لأن ملكه لا يقوم إلا به .. قد يكون من أعوانه .. الذين لا يقوم ملكه إلا بهم فيقبل الشفاعة خوفا من غائلة هذا الشافع ، وقد يقبلها حياء منه وخجلا وإحراجا ، وقد يقبلها ردا لجميله السابق عليه وإفضاله .
وأما الله عز وجل فهو لا يخاف من أحد ولا يقبل الشفاعة إحراجا من أحد ، وليس لأحد فضل على الله عز وجل حتى يكون ذلك القبول على سبيل المقايضة .. من هو الذي يتفضل على الله عز وجل حتى يحتاج رب العالمين جل وعلا وتقدس وتنزه أن يرد له هذا الجميل ؟(1/3103)
والناس كلهم لا يقومون إلا بإقامته جل وعلا ، فهذا هو الفرق بين ملك المخلوقين وبين ملك رب السماوات والأرض .. فهو لعظمة ملكه وقوته وغناه التام الكامل لا يحتاج إلى أحد على سبيل الإطلاق .. فلا أحد يتجرأ أن يشفع عنده إلا بإذنه .. (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) أي لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه .. بإذنه لمن ؟! .. بإذن للشافع أصلا أن يشفع .. ما يتقدمون بين يديه بالشفاعة ابتداء .. لا .. لابد من الاستئذان . ثم لا بد من الإذن في الشفاعة ، ولا بد من الرضى عن المشفوع له ، ولهذا يقول الله عز وجل ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) ، ولهذا قال الله عن أهل الإشراك ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) فلا يتقدم إذن أحد بين يدي الله بالشفاعة إلا بعد إذن الله للشافع أن يشفع وبعد إذنه في الشفاعة وبعد رضاه عن المشفوع له . وهذا لكمال ملك الله جل وعلا ، بخلاف المخلوق الذي يتقدم بين يديه بالشفاعة من دون استئذان ، وقد يقبلها على مضض محرجا أو خائفا من هذا الشافع .
( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) لاحظ .. هناك قرر أنه ذو الألوهية ، وقرر أيضا أنه موصوف بالحياة الكاملة ، وبالقيومية الكاملة ، وأن له ما في السماوات وما في الأرض .. فماذا بقي للأرباب والأنداد ؟ هل بقي لها شيء ؟ هل بقي لأحد مع الله عز وجل شرك في هذا الكون يقاسم الرحمن به ؟ .. أبدا .(1/3104)
فلما قرر هذه المعاني نفى أمرا قد يتوهمه المتوهمون ، فيقولون : نلوذ بشفاعة الشافعين ممن يقربون إليه بألوان القربات ، فقال لهم : فكما أن أولئك لا يملكون نفعا ولا ضرا ، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ، وليس لهم في هذا الكون قليل ولا كثير . قال أيضا : فهؤلاء أيضا لا يملكون الشفاعة ، ولا يتقدمون بين يدي الجبار عز وجل ليشفعوا لأحد إلا بعد إذنه جل وعلا ، فأين المفر إلا إليه ؟. فيكون هو ملاذ العبد وملجؤه ، ويكون فقر العبد بكليته إلى ربه وخالقه جل وعلا .. لا يكون في القلب أدنى افتقار إلى المخلوقين .. هكذا يربي القرآن أهل الإيمان لتعمر قلوبهم بمعرفة الله عز وجل معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته .
( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) .. إذن ما حاجتكم لهؤلاء الأرباب الذين تتوسلون بهم وتصرفون ألوان القربات إليهم ، وتقولون ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا ) ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) .
ثم يقول ( يعلم ما بين أيهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) ذكر سبحانه وتعالى علمه الكامل المحيط بجميع شئون المخلوقين .. ( يعلم ما بين أيهم وما خلفهم ) يعلم ما قدموا وما أخروا . ( عالم الغيب والشهادة ) فلا يعزب عنه سبحانه وتعالى مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، فعلمه محيط ، يعلم ما كان وما يكون ، وما لا يكون لو كان كيف يكون كما قال الله عز وجل ( ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه ) وقال ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ) وقال أيضا جل وعلا مخبرا عن هذا العلم المحيط لما قال المنافقون ليهود بني النضير ( لئن أخرجتم لنخرجن معكم ، ولئن قوتلتم لننصرنكم ) فرد الله عليهم قال ( لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون ) يقول هذا لا يكون ولو كان ليولن الأدبار .. سينهزمون .. فربنا جل وعلا هذا علمه .(1/3105)
هذا الرب الذي نعبد وله نصلي ونسجد .. هذا هو الإله الذي نتقرب إليه وندعوا إليه ونتوكل عليه ، فنحن نتوكل على جناب عظيم .
فـ ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيهم وما خلفهم )
وبالمقابل ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) شيء : نكرة في سياق النفي ، والنكرة في سياق النفي تدل على العموم ، يعني : ولا يحيطون بأي شيء من علم الله عز وجل إلا بما شاء .
( ولا يحيطون بشيء من علمه ) الضمير الهاء .. إلى أي شيء يرجع ؟ .. يمكن أن يكون يرجع إلى الله ( ولا يحيطون بشيء من علمه ) يعني : من علم الله عز وجل . وهل تحتمل الآية معنى آخر ؟ .. نعم .. يحتمل أن يكون عائد إلى علم ما بين أيديهم وما خلفهم ، فيكون المعنى ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) ما قدموا وما أخروا ولا يحيطون بشيء من علم ما بين أيديهم وما خلفهم إلا بما شاء أن يطلعهم عليه . يكون المعنى هكذا . وأيهما الراجح ؟ .. لا نحتاج أن نقول أيهما الراجح لأن القرآن يعبر به في الألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة ، فالخلق لا يحيطون بشيء من علم الله عز وجل إلا بما شاء ، ولا يحيطون أيضا بشيء من علم ما بين أيديهم وما خلفهم إلا بما أطلعهم الله عليه . والمعنى الثاني مستلزم للمعنى الأول . يعني إذا كانوا لا يحيطون بعلم شيء مما بين أيديهم وما خلفهم فمن باب أولى أنهم لا يحيطون بشيء من علم الله عز وجل ، لأن علم ما بين أيديهم وما خلفهم هو بعض من علم الله عز وجل .
ولهذا يقال إذا دلت الآية على معنيين بينهما تلازم فإن الآية تحمل عليهما ، وإذا دل القرآن على معنى واحتمل غيره من غير ما نع يمنع من حمله عليه حمل على المعنيين ، لأن القرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة .(1/3106)
مثلا : الله عز وجل يقول ( ومن شر غاسق إذا وقب ) معنى الغاسق .. بعض العلماء يقولون الليل ، وبعضهم يقولون القمر . فيحاول بعض العلماء أن يرجح وفي الواقع لا حاجة للترجيح ، لأن القمر يخرج في الليل ، فالمعنيان بينهما ملازمة ، فالقولان حق .
( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) أن يطلعهم عليه ، كما قال ( إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا )
ثم قال ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) فيه بيان كمال عظمة الله جل وعلا .
الكرسي : موضع القدمين في لغة العرب .. الذي يوضع بين يدي العرش كالمرقاة له . والعرش هو سرير الملك .
( وسع كرسيه السماوات والأرض ) فما معنى الكرسي في الآية ؟ .. هو ذلك المخلوق الهائل العظيم الذي يكون بين يدي عرش الرحمن جل وعلا .. ما صفته ؟ كيف هو ؟ .. لا نعلم ، لأن هذه أمور غيبية نثبتها لله عز وجل كما أخبر ولا نخوض فيها متأولين بأفهامنا وآرائنا .
لكن تصور هذا المخلوق الذي بين يدي العرش ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) يعني أضخم من السماوات والأرض ، إذا ما ضخامة العرش ؟! .. إذا كان الكرسي وهو صغير بالنسبة للعرش أضخم من السماوات والأرض ، وتعلمون ما معنى السماوات ؟ ..العلماء يتحيرون في السماء الدنيا بأفلاكها ومجراتها وشموسها ومجموعاتها الشمسية .. يتحيرون في ضخامتها وسعتها فكيف السماء الثانية التي هي أوسع منها ، والسماء الثالثة التي هي أوسع من الثانية ، وهكذا حتى تصل إلى السماء السابعة .
يا أخي النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه في الحديث أنه قال : ( أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش ، ما بين شحمة أذنه ومنكبه سبعمائة سنة تخفق الطير ) يعني تصور سرعة الطير سبعمائة سنة يمشي يخفق .. يطير .. حتى يقطع هذه المسافة في ملك من الملائكة .
إذا كانت هذه عظمة مخلوق فما عظمة الخالق .. عظمة الله أعظم مما نتصور ومما يخطر في أذهاننا ..(1/3107)
الله جل جلاله له العظمة الكاملة التي لا تخطر على بال .. والله جل وعلا صاحب هذه العظمة يقول عن الملائكة : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آ منوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ، وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته ) ويقول أيضا عن الملائكة ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية مرتين ، رآه له ستمائة جناح قد سد ما بين الأفق . ويذكر في الأخبار والتواريخ أن قرى قوم لوط ( والمؤتفكة أهوى ) قرى ليست قرية واحدة .. المؤتفكات .. جمع .. جاء في التاريخ والأخبار أن جبريل صلى الله عليه وسلم رفعها بطرف جناحه حتى صعد بها إلى السماء بأهلها .. بدوابها .. فلما وصل بها إلى السماء قلبها .. المؤتفكة أفكها أي قلبها ، .. المؤتفكات المنقلبات .. أهوى ، أي أسقطها . هذا ملك ، فما هي إذا عظمة الرحمن ؟ .. ثم نحن هذه الهباءة الصغيرة في هذا الكون .. الضعفاء المساكين نتمرد على الله عز وجل ونعصيه ونشمخ بأنوفنا عاليا إذا ذكرنا بالله جل وعلا وأمرنا بتقواه أو أنكر علينا منكر من المنكرات .. نتكبر ونتعاظم .. ولربما يبدر من هذا الإنسان الضعيف بعض التصرفات التي تنبئ عن استخفافه بالله عز وجل .. فأين نحن من هؤلاء الملائكة الذين هم بهذه العظمة ، والله يقول ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) .(1/3108)
( ولا يؤوده حفظهما ) أي لا يعجزه ولا يثقله حفظ السماوات والأرض .. هذه المخلوقات الهائلة يحفظها .. وهذا من قيوميته سبحانه وتعالى ، ومع ذلك لا يثقله هذا الحفظ، ولا يعجزه .. ومعنى ( يؤوده ) أي يثقله ويعجزه مأخوذ من قول العرب آده يؤوده وهو أن الشيء إذا وضع عليه شيء ثقيل فإنه ينثني من هذا الثقل ويعوج ويميل وينحني ، فالله عز وجل يحفظ السماوات والأرض ومن فيهن ، وهن خاضعات لعظمته ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) فهو له ما في السماوات وما في الأرض ، وهو يحفظها ، وأيضا لا يعجزه ولا يثقله حفظ السماوات والأرض .
( وهو العلي العظيم ) الذي له العلو المطلق .. علو الذات ، فهو فوق العرش سبحانه وتعالى ( الرحمن على العرش استوى )
وعلو القدر والمنزلة ، وعلو القهر ، فله جميع معاني العلو ، ( وهو العلي العظيم ) ذو العظمة الكاملة ، وقد سمعتم من أوصافه وأسمائه الدالة على عظمته ما يدرك معه شيء من هذه العظمة .
( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السماوات وما في الأرض ، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم )
أقول للإخوة نحن بحاجة إلى تدبر هذا القرآن وتفهم معانيه ، وأنتم تلاحظون هذه آية من كتاب الله عز وجل نقرأها ، ولربما نحفظها جميعا ، ونسمعها في الصلاة ، فكم يغيب عنا من معانيها ، ولو كنا نتفهم القرآن ونتدبره ، ونفهم هذه المعاني منه لكنا أسعد أمة وأقوى أمة ، وانشرحت صدورنا من كتاب الله عز وجل وما شبعنا من قراءته وسماعه ..(1/3109)
يعني أنت الآن حينما تدرس تفسير آية مثل هذه أو سورة وتفهم معانيها ، حينما تقرأها أو تسمعها من الإمام ، هل يكون سماعها لك كسماعها من قبل ؟ .. فرق كبير جدا ..يلوح لك فيها من المعاني أشياء كثيرة جدا لم تتفطن لها ، ولهذا أقول ينبغي العناية بكتاب الله عز وجل وقراءة شيء من التفاسير وتفهم هذا الكلام ..
لو أنك تأتي مثلا في صلاة التراويح .. الآيات التي يقرؤها الإمام لو قرأتها من تفسير واحد على الأقل ثم تابعت الإمام في قراءتها لتمنيت أن الإمام لا يركع ، لأن المعاني تتوارد في ذهنك بشكل عجيب جدا .. بل قد يسبق اللسان أحيانا ، فيتكلم الإنسان من غير قصد .. أكمل الآية .. أكمل الآيات .. لا تركع الآن ، لأنها متسلسلة ومترابطة ترابطا عجيبا ، فإذا ركع الإمام قطع عليك سلسلة هذه المعاني ، فتكاد تتكلم أكمل الآيات لما يلوح لك من معانيها .
أما إذا كان الإنسان لا يفهم هذه الأشياء ولا يدرك معانيها ، فتجده يصلي وهو يكسر أصابعه ويتململ كأنه على ملة ، ولا يتأثر بهذا القرآن . وإذا سمع الإمام بكى .. كأنه جاء من مكان بعيد .. إيش عنده الإمام ؟! .. فإذا اكتشف مثلا أن الإمام بكى في سورة الفاتحة يجلس يتساءل سنة كاملة .. فيه أحد يبكي من سورة الفاتحة ؟! ..هي أعظم سورة في كتاب الله عز وجل .
فأقول أيها الإخوة نحن نعيش بعيدا عن معاني القرآن ، فما أحوجنا إلى تدبره وتفهمه وتدارسه .
---
(1/3110)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب ضروري جداً : أريد عناوين لرسالة دكتوراة
---
طلب ضروري جداً : أريد عناوين لرسالة دكتوراة
---
عبد الكريم العامري
05-30-2006, 09:49 AM
إلى الأخوة الأحبة :
الرجاء من يستطيع أن يمنحني عناوين لرسالة دكتوراة تجمع بين علم الحديث الشريف والتفسير ، ولكم مني جزيل الشكر ....
وهذا الطلب ضروري جداً ، وأريد منكم أكثر من عنوان وأكثر من رأي ، ولكم جزيل الشكر.......
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2006, 11:08 AM
ابحث هنا وستجد ما تريد أو ما يفتح لك باباً إلى ما تريد إن شاء الله .
فهارس ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=15)
---
عبد الكريم العامري
05-31-2006, 04:56 AM
جزاك الله خيراً يا دكتور ، فقد بحثت جيداً واطلعت على هذه الفهارس التي تكرمت بها علي ، لكنني لم اجد بغيتي ...
فالرجاء إرشادي إلى مواضع تصلح للجمع بين علمي الحديث والتفسير ، لأن تخصصي في الحديث ، لكنني من عشاق التفسير ، وانتظر الانتهاء من مناقشة رسالة الماجستير في الحديث لأنصرف إلى التفسير إن شاء الله ، ولذا أحببت أن يكون الموضوع جامعاً بين العلمين ، حتى يتم قبوله من قبل الجامعة ، وأستفيد منه في خوض غمار كتب التفسير بشكل كبير....
لك من كل الشكر
---
عناد الهيتي
06-04-2006, 10:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تستطيع ان تبحث في كتب شروح الحديث عن موضوعات تجمع بها بين التفسير والحديث.أو استدلال الشارح بالآيات في شرح اي كتاب يشرح الحديث
---
أبو حمد المطيري
06-15-2006, 11:36 PM
أخي الكريم أظن أن عنوان الرسالة مرتبط إرتباطا وثيقا بالمخزون العلمي للشخص نفسه وبميوله
موضوعات مقترحة:
مدرسة التفسير في شرق آسيا
أو في نيسابور
دراسة تطبيقية لأصل من أصول التفسير(1/3111)
ظاهرة التداخل بين علوم القرآن وأصول الفقه
التفسير النبوي أقسامه.أنواعه.صوره
التفسير النبوي ومناهج المحدثين فيه
أثر الطوفي في علوم القرآن (اللمسة الإبداعية له)
أخي الحبيب:التفصيل يطول,وقد آثرتك والإخوة على نفسي فلاتحرموني من دعئكم
---
(1/3112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مساعدة في موضوع السنن الالهية
---
طلب مساعدة في موضوع السنن الالهية
---
أبو أسامة اللبدي
07-12-2004, 02:30 AM
ارجو مساعدتي في ه\ا الموضوع من مؤلفات مستقلة او عناصر جديد
---
(1/3113)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اكتشاف قطرة للعين مستوحاه من سورة يوسف !!!!
---
اكتشاف قطرة للعين مستوحاه من سورة يوسف !!!!
---
الجندى
11-20-2004, 01:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله
إليكم مقال يقول فيه احد الاطباء اكتشافه قطرة للعين مستوحاه من سورة يوسف ، وأظن انى كنت قد سمعت نقد لهذا الموضوع من اهل العلم ولكنى لم استطع الوصول اليه ، ولهذا انقل اليكم المقال كاملاً وأنتظر ردكم ، وكذلك كيف يتم الرد على من يستشهد بهذا الامر على انه من الاعجاز العلمى للقرآن .
اختراع قطرة من صورة يوسف
تمكن العالم المسلم الاستاذ الدكتور عبد الباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية من الحصول على براءتي اختراع دوليتين الأولى من براءة الاختراع الأوربية عام 1991م ، والثانية براءة الاختراع الأمريكية عام 1993م ، وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهاماً من نصوص سورة يوسف عليه السلام وفي حوار أجراه معه الأستاذ أحمد الصاوي نشر في المجلة العربية ، تحدث الأستاذ الدكتور عبد الباسط عن قصة هذاالاختراع .
بداية البحث :
من القرآن الكريم كانت البداية ، ذلك أنني كنت في فجر أحد الأيام أقرأ في كتاب الله عز وجل في سورة يوسف فاستوقفتني تلك القصة العجيبة ، وأخذت أتدبر في الآيات الكريمات التي تحكي قصة تآمر إخوة يوسف عليه السلام ، وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقده ، وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء ، ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشير على وجهه فارتد بصيرا .(1/3114)
وأخذت أسال نفسي ، ترى ما الذي يمكن أن يوجد في قميص يوسف حتى يحدث ذلك الشفاء وعودة الإبصار إلى ما كان عليه ، ومع إيماني بأن القصة تحكى معجزة أجراها الله على يد نبي من أنبياء الله هو سيدنا يوسف عليه السلام إلا أني أدركت أن هناك بجانب المغزى الروحي الذي تفيده القصة مغزى آخر ماديًا يمكن أن يوصلنا إليه البحث تدليلاً على صدق القرآن الذي نقل إلينا تلك القصة كما وقعت أحداثها في وقتها ، وأخذت أبحث حتى هداني الله إلى ذلك البحث .
ما هي المياه البيضاء :
البياض الذي يصيب العين أو المياه البيضاء والتي تسمى " الكاتركت " عبارة عن عتامة تحدث لعدسة العين تمنع دخول الضوء جزئيًا أو كليًا ، وذلك حسب درجة العتامة ، وعندما تبلغ هذه العتامة حدها الأقصى تضعف الرؤية من رؤية حركة اليد على مسافة قريبة من العين إلى أن تصل إلى الحد الذي لا يميز الإنسان فيه شيئًا مما يراه .
ولتقريب الصورة من القارئ نقول إن زلال البيض شفاف يسمح بمرور الضوء أو يمكن رؤية الأشياء من خلاله ، وعند تسخينه فإنه يتجلط ويتحول إلى التوزيع العشوائي ويصبح معتمًا لا يمكن رؤية الأشياء من خلاله ، وهذه هي العتامة .
الأسباب التي تؤدي إلى ظهور المياه البيضاء :
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ظهور المياه البيضاء أو العتامة :
* قد يتعرض الإنسان " لخبطة " أو ضربة مباشرة على عدسة العين الموجودة خلف القرنية ، الأمر الذي يسبب تغيرًا في طبيعة البروتين أي في ترتيبه وتناسقه وهو ما يسبب تغيرًا في درجة انطواء البروتين في نقطة " الخبطة " أو الضربة ، وتكون هذه نواة لاستمرار التغير وزيادة درجات الانطواء والعشوائية .
* قد يولد بها الطفل وهو صغير ولا يُعرف لها سبب واضح .(1/3115)
*طبيعة العمل ، فالإنسان الذي يتعرض لاختلاف درجات الحرارة مثل عمال الأفران فرغم أن العين شحمة تقاوم التغير في درجات الحرارة إلا أن استمرار التعرض لدرجات حرارة عالية قد يسبب هذا التغير التدريجي .
*كذلك تعرض الإنسان لأنواع مختلفة من الإشعاع أو الضوء المبهر ، وكذلك عمال اللحام الذين لا يستخدمون واقيًا للأطياف المنبعثة من اللحام .
* العتامة الناتجة من كبر السن ، حيث إن بروتين كبسولة العين لا يتغير منذ الولادة ، لذلك يأتي وقت في أواخر العمر تحدث فيه نواة التغير وتستمر حتى تصل إلى حالة العتامة الكاملة .
* وجود بعض الأمراض مثل مرض السكر الذي يزيد من تركيز السوائل حول عدسة العين ويمتص ماء العدسة ، وذلك يسبب ظهور " الكاتركت " سريعًا .
علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء :
هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء ، حيث إن الحزن يسبب زيادة هرمون " الأدرينالين " وهذا يعتبر مضادًا " للأنسولين " وبالتالي فإن الحزن الشديد ـ أو الفرح الشديد ـ يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين الذي يسبب بدوره زيادة سكر الدم ، وهو أحد مسببات العتامة ، هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء .
العلاج بالقرآن :(1/3116)
كما سبق وأن أشرت إلى أن عدسة العين مكونة من كبسولة بها بروتين يكون موزعًا ومرتبًا ومنسقًا في صورة صغيرة وأن تغير طبيعة هذا البروتين ، أي تغير درجة الترتيب والتنسيق يؤدي إلى توزيع عشوائي الأمر الذي يسبب العتامة ، لذلك كان التفكير في الوصول إلى مواد تسبب انفرادًا للبروتين غير المتناسق بتفاعل فيزيائي وليس كيميائي حتى يعود إلى حالة الانطواء الطبيعية المتناسقة ، ولما كان هذا الأمر لا يوجد به بحوث سابقة في الدوريات العلمية ، لذلك كان يمثل صعوبة في كيفية البداية أو الاهتداء إلى أول الطريق ، ولقد وجدنا أول بصيص أمل في سورة يوسف عليه السلام ، فقد جاء عن سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف قول الله تعالى : ( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )(يوسف/84) .
وكان ما فعله سيدنا يوسف بوحي من ربه أن طلب من إخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء : ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين )(يوسف/93) .
( ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم * فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرًا ، قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله مالا تعلمون )(يوسف/94ـ96) .
......... من هنا كانت البداية والاهتداء .
ماذا يمكن أن يوجد في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء ؟(1/3117)
وبعد التفكير لم تجد سوى العرق ، وكان البحث في مكونات عرق الإنسان حيث أخذنا العدسات المستخرجة من العيون بالعمليات الجراحية التقليدية ، وتم نقعها في العرق فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ثم كان السؤال التالي : هل كل مكونات العرق فعالة في هذا الحالة ، أم إحدى هذه المكونات ؟ وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية ، وهي مركب من مركبات البولينا " الجواندين " والتي أمكن تحضيرها كيميائيًا ، وقد سجلت النتائج التي أجريت على 250 متطوعًا زوال هذا البياض ورجوع الإبصار في أكثر من 90% ، أما الحالات التي لم تستجب فوجد بالفحص الإكلينكي أن بروتين العدسة حدث له شفافية ، لكن توجد أسباب أخرى مثل أمراض الشبكية هي التي تسببت في عدم رجوع قوة الإبصار إلى حالتها الطبيعية .
معالجة بياض القرنية :
هناك أيضًا بياض قرنية العين ، قد يكون ضعف الإبصار نتيجة حدوث بياض في هذه القرنية ، وهو ما ينتج من تجلط أو تغير طبيعة بروتين القرنية ، وثبت أيضًا بالتجريب أن وضع هذه القطرة مرتين يوميًا لمدة أسبوعين يزيل هذا البياض ويحسن من الإبصار كما يلاحظ الناظر إلى الشخص الذي يعاني من بياض بالقرنية وجود هذا البياض في المنطقة السوداء أو العسلية أو الخضراء ، وعند وضع القطرة تعود الأمور إلى ما كانت عليه بعد أسبوعين .
المزيد من البحوث :
القرآن الكريم لا تفنى عجائبه وفي اعتقادي أن العكوف على القراءة الواعية لنصوص القرآن والسنة سوف تفتح آفاقًا جديدة في شتى المجالات كلها لخدمة الإنسان في كل مكان .
دواء قرآني :
وقد اشترطنا على الشركة التي ستقوم بتصنيعه أن تشير عند طرحه في الأسواق إلى أنه دواء قرآني حتى يعلم العالم كله صدق هذا الكتاب وفاعليته في إسعاد الناس في الدنيا والآخرة .
شعور المسلم :(1/3118)
شعوري هو شعور المسلم الذي يؤدي زكاة العلم ، فكما أن هناك زكاة المال فهناك زكاة يجب أن نؤديها على العلم الذي وهبنا الله وهي أن نستغله في خير الناس ومساعدتهم ، أشعر أيضًا ومن واقع التجربة العملية بعظمة وشموخ القرآن ، وأنه كما قال الله تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )(الإسراء/)
ولهذا علينا أن نعود إلى هذا الكتاب العظيم فيه ستكون سعادتنا ويكون تقدمنا ونستعيد دورنا في هداية الناس أجمعين
انتهى
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 05:52 PM
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته،
أذكر أني ناقشت بعض الإخوة في هذه المسألة وكانت النتيجة أن هذا الكلام فيه تكلف وتحميل للقرآن أكثر مما يحتمل، بل الآية لا تدل على شيء من ذلك، وأبين سبب ذلك في موضوع لاحق إن شاء الله تعالى.
---
فهد الوهبي
11-21-2004, 01:41 PM
الحمد لله رب العالمين ..
فما ذكره الدكتور وفقه الله اجتهاد مبني على كون قميص يوسف عليه السلام مشتمل على عرقه عليه السلام ، ومن ثم ربط أن ذلك العرق سبب شفاء يعقوب عليه السلام بإذن الله تعالى .. وما صحة هذه المعلومات ؟
ومع كون القرآن كتاب مُعجزٌ إلا أن نسبة أمرٍ مستنبط له لا بد أن يكون بدلالة صحيحة وهو ما يفتقده هذا الاستنباط العلمي ولو صح في مجال الطب ..
ولنا أن نسأل عن صحة وجود العرق في قميص يوسف عليه السلام وهل هو بالقدر الكافي للعلاج حتى يكون سبب العلاج وهل يتصور أن يكون القميص يقطر عرقاً !!
إن الأمر كما يظهر من القصة إعجاز إلهي كريم ، ولا صلة لهذا الموضوع به ..
وأمر آخر وهو أن هذه المادة التي اكتشفت هل يستقل العرق بها أم هي موجودة في غيره ..
نعم قد يهدي الله تعالى من يشاء من عباده لاستنباط صحيح في فنٍّ من الفنون بعد نظره في كتاب الله تعالى لصحة قصده ، فيكون هذا النظر سبباً للاكتشاف ولا علاقة لما نُظِرَ فيه من الآيات بما تم اكتشافه .
والله تعالى أعلم ..
---
د. هشام عزمي(1/3119)
11-22-2004, 12:33 AM
كان السؤال التالي : هل كل مكونات العرق فعالة في هذا الحالة ، أم إحدى هذه المكونات ؟ وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية ، وهي مركب من مركبات البولينا " الجواندين " والتي أمكن تحضيرها كيميائيًا
مركب الجوانيدين Guanidine لا يقتصر وجوده على العرق فقط بل هو موجود في كل الخلايا الحية بلا استثناء لأنه يدخل في تركيب الشريط الوراثي و هو إن كان موجودًا في العرق بنسبة متوسطة فهو موجود بنسبة عالية في البول و بنسبة أعلى و أعلى في السائل المنوي .. فلماذا العرق بالذات ؟ و لماذا التكلف في فهم واقعة سيدنا يعقوب ؟
انا لا أشكك في فاعلية الاكتشاف - فربما تكون النتائج كما قال الدكتور - و لكن في ربطها بالعرق تكلف ظاهر . و هناك تفسيرات طبية اكثر منطقية و أقل تكلفا لهذه الواقعة و لولا خشية ألا يفهمني أحد لشرحت طرفا منها .. و الله المستعان .
---
مساعد الطيار
11-22-2004, 06:06 AM
أخي الدكتور هشام عزمي
لا أرى بأسًا في أن تشرح طرفًا منها ، وإن كانت في تخصص لا نفهمه ، بل أرى أن هذا مجالك الذي تعيننا فيه على ردِّ مثل هذه التكلفات الظاهرة في ربط بعض القضايا المتعلقة بالعلم التجريبي أو التطبيقي بالقرآن ، وأصحاب هذه الإعجازات لا يستأذنون في طرح دقائق تخصصهم وتفاصيل قضاياها ليثبتوا لنا أن القرآن قد دل عليها ، ومن باب أولى أن يتكلم صاحب التخصص في ردِّ مثل هذه التحميلات الممتحلة ، وإن كان عدد منا لن يفهم ، فهناك من سيفهم بلا ريب . أقول هذا مع أني لا أحب أن تخرج موضوعات الملتقى عن مسارها القرآني ، لكن ما لابدَّ منه ، فإنه لابدَّ منه ، فاستعن بالله ، والله يوفقنا لفهم كتابه فهمًا صحيحًا بعيدًا عن شطحات الشاطحين .
---
د. هشام عزمي
11-22-2004, 08:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر و اعن يا كريم(1/3120)
طلباتك اوامر يا شيخنا الفاضل أبا عبد الملك و ساحاول تبسيط الأمر بقد المستطاع و عدم التوغل فيما لا فائدة منه و الله المستعان .
عدسة العين عبارة عن عضو كالكيس محدب من الامام و الخلف ذو غلاف رقيق شفاف يحوي مادة بروتينية شفافة و وظيفتها - أي العدسة - تركيز الأشعة القادمة من الخارج على شبكية العين التي بها المستقبلات الحساسة للضوء و نهايات الاعصاب المسئولة عن الابصار .
و شفافية مادة العدسة هي التي تسمح بدخول الضوء و يعمل سطحاها المحدبان نفس عمل العدسة الزجاجية في تركيز الشعاع القادم من الخارج .
ما يحدث عند الاصابة بمرض المياه البيضاء أو الكتراكت Cataract هو وقوع ترسيبات بروتينية في مادة العدسة مما يؤدي إلى تعكرها تدريجيا حتى درجة الاعتام التام .
و أسباب وقوع هذه الترسيببات عديدة . و منها عوامل نفسية لا يمكن انكارها رغم أن بعض أساتذتنا يميلون إلى تهميشها و التقليل من دورها .
أيضا توجد عضلات دقيقة تتحكم في مقدار تحدب العدسة حتى يتم التحكم في تركيز الاشعة القادمة من الخارج لأن مقدار التحدب اللازم لقراءة كتاب على بعد 40 سنتيمترا يختلف عن مقدار التحدب اللازم لإبصار شخص يقف على بعد عشرات الأمتار .
المهم أن هذه العضلات الدقيقة يصيبها الوهن بمرور الاعوام حتى أنها تبلغ درجة متقدمة جدا من الوهن في كبار السن الذين تجاوزوا السبعين و الثمانين من أعمارهم لدرجة ان صدمة متوسطة أو حتى تقلص عنيف لعضلات الوجه قد يتسبب في تمزقها و سقوط العدسة من مكانها إلى تجويف دقيق بالعين .
و قد اخبرنا يعض أساتذتنا - و العهدة على الراوي - أن هناك من البدو من يعالج المياه البيضاء بهذه الوسيلة : أي يتسبب للشيخ المصاب بها بصدمة خفيفة ينتج عنها سقوط العدسة المعتمة و إفساح المجال لمرور الضوء و سقوطه على الشبكية .(1/3121)
و عند سقوط العدسة لا تكون الرؤية واضحة كما كانت من قبل في وجود عدسة العين الشفافة و لكن الشيخ يكون قادرا على الابصار على أية حال .
و هذاهو ما قال به بعض أساتذتنا المهتمين بهذه المسائل : انه عندما ألقى أبناء يعقوب قميص يوسف على وجهه أدرك الشيخ الطاعن في السن أن هذا هو قميص ابنه الذي فقده من عشرات السنين فتفجر على وجهه انفعال عنيف و تقلصت عضلات وجهه لدرجة تسببت في تمزق العضلات الدقيقة الواهية و سقوط عدستي العينين في نفس الوقت مما مكنه من الابصار او حتى سقوط عدسة واحدة ؛ فعين واحدة تكفي للإبصار .
هذه محاولة للتفسير في ضوء معارفنا الطبية الحديثة لا اجزم بخطئها أو صحتها و الله أعلى و أعلم .
---
أبو عبد المعز
11-23-2004, 12:21 AM
التفسير الذي قدمه الاخ د.هشام عزمي..والذي نسبه الى الاساتذة المهتمين...لا يستقيم...مع سياق الايات..فهو شرح آلي...مبني على النادر..والنادر لا حكم له..قلت لا يستقيم مع السياق لان يوسف عليه السلام..كان يعرف ان اباه سيرجع اليه بصره بمجرد القاء القميص على وجهه..وهذا امر ادخل فى باب معجزات الانبياء..واعتقد ان تكييف المعجزات مع الاليات الطبيعية..تناقض..لان المعجزة اصلا خرق للاسباب الطبيعية...
ان القاء القميص سبب فى رد البصر..كما ان هز الجذع سبب لسقوط الرطب ..وضرب البحر بالعصا سبب في انشقاقه....واتذكر هنا ان بعض من يريد تقليص المساحة الغيبية..اتى بتفسير "طبيعي" مضحك..لشق البحر لموسى عليه السلام...قال انه فى الوقت الذي ضرب موسى البحر بالعصا وقع بركان او حركة تكتونية او شيء من هذا القبيل فتسبب ذلك فى ظاهرة الشق..
---
د. هشام عزمي
11-23-2004, 01:07 AM
أنا لا أفهم مقصودك يا أخي بالتفسير الآلي و لكني لا أرى أن التفسير الذي قدمته - بغض النظر عن صحته أو خطئه - ينفي كون الامر معجزة .(1/3122)
و لكن النقطة الأهم ليست في مناقشة هذا التفسير و إنما في مقارنته بالتفسير المتكلف المطروح في المشاركة الأولى و انا قلت في مشاركتي الأولى أن التفسير المطروح متكلف و أنا إن رغبنا في طرح تفسير اكثر منطقية و أقل تكلفنا من الناحية الطبية لطرحنا ... و هذا هو سبب هذا الطرح الذي قدمته .
و معنى الكلام باختصار هو أن الدكتور صاحب الاكتشاف قد فسر الواقعة بأنها كذا و كذا و نحن نرد عليه بأنه من الممكن أن تكون كذا و كذا فلم فسرت سبب رجوع البصر بأنه كذا و كذا و هو جائز جدا أن يكون كذا و كذا ؟
هل فهمت ؟ :) :)
---
(1/3123)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج السر المصون في رواية قالون
---
برنامج السر المصون في رواية قالون
---
شريف بن أحمد مجدي
09-23-2004, 12:17 PM
أقدم لكم برنامج السر المصون في رواية قالون الذي يجمع كلاً من متن السر المصون للعلامة الشيخ عبد الفتاح القاضي خادم العلم والقرءان وشرحه للناظم رحمه الله تعالى ولا تنسونا من خالص دعائكم .
---
عبد الرحمن عشاش
01-30-2005, 01:15 PM
السلام عليكم قين البرنامج يا أخي
---
شريف بن أحمد مجدي
01-31-2005, 03:48 AM
عفوا اخوتي حمل البرنامج من هنا
---
(1/3124)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحث: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - للشيخ الدكتور/ عبد الله بن محمد القرني
---
بحث: حقيقة المعجزة وشروطها عند الأشاعرة - للشيخ الدكتور/ عبد الله بن محمد القرني
---
أبو بيان
11-03-2006, 05:08 AM
هدية للملتقى
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2007, 02:03 PM
جزيت خيراً .
---
(1/3125)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإنجيل هو مواعظ عيسى عليه السلام
---
الإنجيل هو مواعظ عيسى عليه السلام
---
أبو علي
01-26-2004, 11:36 AM
هل الإنجيل كتاب أنزله الله كما أنزل التوراة أو كما أنزل القرآن؟
أم أنه أقوال وحكم ومواعظ للمسيح عليه السلام سميت (إنجيلا) كما سميت أقوال وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (سنة)؟
أكثرنا يعتقد أنه كتاب أنزله الله كما أنزل التوراة من قبل وكما أنزل القرآن من بعد.
إن قالوا إنه كتاب أنزله الله واستدلوا بقول الله : وأنزل التوراة والإنجيل من قبل) أتينا بأدلة أخرى من القرآن تثبت أن كل ما يأتي من الله سواء بوحي مباشر أو غير مباشر كإلقاء العلم والحكمة في القلب يعتبر منزلا ، كل خير يأتي من الأعلى بأية طريقة يعتبر منزلا.
قال تعالى عن السنة التي هي الحكمة : وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما.) 113 النساء.
وقال تعالى : واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة.....) 231 البقرة.
الكتاب هو القرآن أنزله الله بوحي مباشر.
الحكمة هي السنة التي هي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي كلام النبي وحيث أن الله هو الذي علمه إياها فهي تعتبر منزلة من الله.
ولقد قال تعالى عن الأنعام : أنزل لكم من الأنعام تمانية أزواج...)
ليس من الضروري أن تكون الأنعام قد أنزلت من السماء تنزيلا محسوسا وإنما كل ما خلقه الأعلى في الأرض فهو في حكم المنزل.
رأينا علماء يحاجون النصارى يقولون لهم : ليس الذي بين أيديكم هو الإنجيل وإنما الإنجيل هو الكتاب الذي أوتيه عيسى ، أين إنجيل عيسى؟
كنت أعتقد كما اعتقد علماؤنا لكن بالرجوع إلى القرآن تبين لي شيء آخر وأدلة قوية تثبت أن الإنجيل لم يكن كتابا منزلا كالقرآن أو التوراة.(1/3126)
قال تعالى : قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل....).
هذا أمر الله لرسوله أن يخاطب أهل الكتاب (اليهود والنصارى) ليقول لهم : لستم يا يهود على شيء حتى تقيموا التوراة التي معكم....)،
ويقول للنصارى : لستم يا نصارى على شيء حتى تقيموا الإنجيل الذي معكم....).
من المعروف أن أنجيل النصارى (أربع روايات) هي نفسها التي كانت معهم منذ زمن بعثة الإسلام. وهذا الإنجيل ذو الأربع روايات ما هو إلا
سيرة المسيح وأعماله ويتضمن أقوالا وحكم ومواعظ النبي عيسى.
هذه الروايات سماها القرآن ( الإنجيل).
إذا قلت لابني : لن تنجح في الفيزياء إلا إذا ذاكرت كتاب الفيزياء . أليس في ذلك إقرار مني بأن ابني معه بالفعل ذلك الكتاب؟
كذلك قول الله في الآية السابق ذكرها.
نحن نسمع قول ( أهل الكتاب) الذي يعني ( اليهود والنصارى) فيأتي إلى أذهاننا أنهم وصفوا بذلك لأن اليهود كتابهم هو التوراة ، وكتاب النصارى هو الإنجيل. والحقيقة وصفوا بأهل الكتاب لأن كتابهم واحد هو التوراة، فالتوراة هو كتاب النصارى كما هو كتاب اليهود، يزيد النصارى عن اليهود بأن أضافوا إلى الكتاب ما يسمونه بالعهد الجديد وهو يتضمن : الإنجيل (أربع روايات + أعمال الرسل+ رؤيا يوحنا...
لفظ ( الكتاب) إذا أطلق على غير القرآن انصرف إلى (التوراة) كتاب موسى. والله تعالى إذا أراد أن يتكلم عن كتاب أنزل قبل القرآن فإنه يقول : ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة...) مع أن عيسى هو الأقرب زمانيا إلى زمن القرآن، فلو كان الإنجيل كتاب الله المنزل كما أنزل القرآن لقال : ومن قبله كتاب عيسى).
قال تعالى عن الجن حين سمعوا القرآن : قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى...) 46 الأحقاف.
لو كان الإنجيل كتابا أنزل كما أنزل القرآن لقالت الجن : إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد عيسى.
قال تعالى عن عيسى بن مريم عليه السلام:
ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل)(1/3127)
هذه 4 أشياء علمها الله للمسيح،
(الكتاب) هنا لا يمكن أن يكون هو التوراة أو الإنجيل، وإلا لما كان للعطف معنى، فإذا كان الكتاب هو التوراة فكيف يعطف التوراة بعد ذلك على الكتاب!!
وإذا كان الكتاب هو الإنجيل فكيف يعطف الإنجيل بعد ذلك على الكتاب!!
إذن لابد أن أن هذه الأشياء الأربعة ( الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) لكل منهم معنى ، فالكتاب هنا معناه : ما يلزم لتعلم الكتاب أي علمه القراءة والكتابة والتي بها يستطيع أن يتعلم التوراة، وكيف يتعلم التوراة إذا كان لا يعلم القراءة والكتابة!!
إذن فالعطف هنا أخذ طريقة ( اللف والنشر) أي أن المعطوف الأول يخص المعطوف عليه الأول ، والمعطوف التاني يخص المعطوف عليه الثاني فيكون بذلك :
الكتاب -<---------------- > التوراة.
الحكمة <------------------> الإنجيل.
أي أن الله علم عيسى ( القراءة والكتابة) وعبر عنها ب( الكتاب)
لأن ذلك ضروري ولازم لتعلم الكتاب = التوراة.
وعلم الله عيسى الحكمة لأن الحق والصواب في الحكمة، فإذا قال المسيح عليه السلام قولا أو بشر ببشارة أو غير ذلك من الكلام فهو الحق لأنه نابع من الحكمة اتي علمه إياها الله.
أقوال المسيح سميت إنجيلا. مثلما سميت أحاديث رسول الله : سنة.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أيضا علمه الله الكتاب والحكمة،
فالقرآن هو الكتاب والسنة هي الحكمة .
خلاصة القول : الإنجيل يقابل السنة عندنا، إذا جمعت أقوال المسيح ومواعظه وسيرته في كتاب فذلك الكتاب هو الإنجيل،
---
أبو علي
02-22-2004, 11:00 AM
كان هذا تدبرا لكلام الله مع الأخذ بالاعتبار كل ما تتطلبه الحكمة .
لقد قص علينا القرآن أن الله قد بعث كثيرا من الأنبياء إلى بني إسرائيل بما فيهم عيسى عليه السلام لكنه لم يقل أنه آتى بني إسرائيل كتبا أو كتابان وإنما قال : وآتينا بني إسرائيل الكتاب.
إذن فهو كتاب واحد.(1/3128)
أما أسفار الأنبياء التي التي كتبها غيرهم وأضيفت إلى الكتاب فهي ليست وحيا مباشرا كوحي القرآن أو التوراة التي أوتيها موسى.
والإنجيل كلام المسيح قوله الحكيم من الحكمة التي علمه إياها الله.
قد يقول أحد وماذا عن هذا الحديث :
أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان، و أنزلت التوراة لست مضت من رمضان، و أنزل الإنجيل بثلاث عشرة مضت من رمضان، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان،وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان.
أقول : وماذا عن قول الله لرسوله : : قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل....).
الله تعالى يخاطب رسوله ويأمره أن يخاطب أهل الكتاب أن يقيموا ما معهم من التوراة والإنجيل، ونحن نعلم أن الإنجيل الذي كان مع النصارى وقت أن خاطبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نفسه الموجود معهم الآن، فهو أربعة روايات متضمنة سيرة المسيح وأقواله ومواعظه.
فكيف نوفق بين هذه النتيجة وبين حديث رسول الله الذي يقول فيه إن الإنجيل أنزل في 13 مضت من رمضان!!؟
أقول : نفس الحديث ذكر فيه أن القرآن أنزل في 24 مضت من رمضان، فهل لم ينزل القرآن في شهور أخرى؟
هل كان الوحي ينزل على رسول الله في شهر رمضان فقط أم في كل شهور السنة؟
إذن فمعنى الحديث أن القرآن ابتدأ نزوله في 24 رمضان ، أي أن الرسالة ابتدأت من تاريخ 24 رمضان ، وابتدأت رسالة المسيح عليه السلام في 13 رمضان ، وأول موعظة حكيمة (إنجيل) ابتدأت من ذلك التاريخ.
إذن فلا تعارض بين هذا الاستنتاج وبين حديث رسول الله.
---
د. هشام عزمي
02-23-2004, 08:54 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (2\71): وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ. كما قال الإمام أحمد بن حنبل: «إياك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام».
---
أبو علي
02-23-2004, 11:12 PM(1/3129)
قال تعالى : هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبله لفي ضلال مبين،
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم).
لم يجعل الله الحكمة حكرا على الأولين، سيظل آخرون يلحقون بالأولين إلى أن تقوم الساعة، وسيظلون يتعلمون الكتاب والحكمة.
أما الثوابت والأحكام فهي ثابتة ، إذا أتى متأخر لينفرد برأي يهدم ثابتا كأن يحل شيئا حرمه الشرع وأجمع عليه الأولون فذلك هو ما يقصد ابن تيمية رحمه الله.
---
د. هشام عزمي
02-24-2004, 03:07 PM
سبحان الله!! أليس كون الإنجيل كتاب الله المنزل على رسوله عيسى من الثوابت التي أجمع عليها الأولون؟!
و على أية حال فأنا أسلم لك أخي الكريم بأن قولك هو استنتاج محتمل و لكنه ليس راجحا لأسباب عدة منها أنه يقتضي صرف الكلمة عن المعنى الظاهر المتبادر إلى الذهن - و الذي يقبله العقل بدون أي إشكال - إلى معنى آخر بعيد.
---
أبو علي
02-25-2004, 10:15 AM
أخي الكريم الدكتور هشام عزمي
سواء كان الإنجيل كتابا كالقرآن أو حكمة كسنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن ذلك لا يغير في إيماننا شيئا. فهو يأي حال من الأحوال مرجعه إلى الله.
لكن الذي دعاني إلى البحث عن حقيقة الإجيل هو أن المسيح عليه السلام رسول الله كان له تلاميذ (حواريين) وأتباع وقت بعثته، فلو كان الإنجيل كتابا لأمر تلاميذه بكتابته، لأن ذلك من تبليغ الرسالة.
ولو كتب الإنجيل لبقيت على الأقل نسخة منه تتناقلها الأجيال، لكن ذلك لم يحدث، وكل ما عند النصارى منذ غيبة عيسى عليه السلام ما هي إلا روايات رواها بعض حواريي عيسى تتضمن سيرته ومواعظه.
هذا هو الذي جعلني أتدبر كلام الله عن الإنجيل في القرآن، فوجدت أن الله تعالى لا يطلق إسم الكتاب إلا على القرآن أو التوراة، وإذا تكلم عن(1/3130)
كتاب أنزل قبل القرآن فهو يقول : ومن قبله كتاب موسى... مع أن كتاب عيسى هو الأقرب زمانيا، كذلك قول الجن : قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى...) 46 الأحقاف.
والذي زادني يقينا أن الإنجيل هو كلام المسيح هو تلك الآية التي يأمر الله فيها رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخاطب أهل الكتاب فيقول لهم : لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم.....). والله عليم بحال المخاطب ، فلو كان ما مع اليهود والنصارى ليست توراة وليس إنجيلا فكيف يأمرهم أن يقيموا شيا غير موجود !!
كما أن المسيح عليه السلام لم يأت بتشريع جديد ، فالتشريع موجود في التوراة التي كان يحكم بها ، ومادام التشريع موجودا في التوراة وأيده الله بالمعجزات فما حاجته إلى كتاب جديد وآياته التي آتاه الله إياها غنية عن أي كتاب، والإنجيل معناه البشارة ، ولقد كانت بشارته فعلا وقولا،
أما الفعل فهو آياته العظيمة ، وأما القول فهو حكمه ومواعظه.
---
خالدعبدالرحمن
02-25-2004, 09:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
على رسلك يا أخي الدكتور هشام ! فلو كان ذلك رأي ابن تيمية الذي يتبناه ، لما خالف في بعض أقواله أساتذته ومتقدميه ! و لما أتى بما انفرد به عن السلف كلهم ... فلا تلزم الناس بغير القرآن و السنة الصحيحة ، ولا تقيد عقلا بقول أي كان !!
أما أخي أبو علي ، فلي على مقالك الكريم ملاحظات !
1- قلت إن في القرآن أدلة قوية على أن الإنجيل ليس بكتاب ! فأين أدلتك (القوية)؟
2- من قال أن الإنزال لا يعني الإنزال من السماء؟؟ وكيف خرجت عن ظاهر النص الى التكلف؟؟ والحديث عن إنزال الأنعام من المواضيع التي لم توف حقها بحثا ..
3- ليس في القرآن مترادف ! فليس الكتاب هو التوراة أو الإنجيل أو القرآن بعينه ..وليس في القرآن تكرار بلا معنى ، كما أن القرآن لا يستخدم الأسماء المتعددة لذات الشيء ما لم يكن للمسمى وظيفة هنا غير تلك هناك !(1/3131)
و عليه فمن التجني أن نربط الكتاب بالتوراة وننفيه عن الإنجيل ، ونصرف الحكمة للإنجيل وقد تتابع ذكرها جميعا في ذات الآية .
4- أراك تصر على القول أن الحكمة هي السنة : فكيف أوتى عيسى السنة ؟ أو كيف آوتيها لقمان ؟ ولم نصرف الحكمة عن معناها الظاهر ، وهو فيما تعنيه (أحسنية الفهم) الى غيره من المعاني الملتبسة ؟
5- وتقول أن الكتاب هو علم القراءة والكتابة ، فكيف يؤتاه محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي ما كان يقرأ- من قبل القرآن- كتابا ولا يخط بيمينه !
6- وتسلّم أنت أن الإنجيل بصورته التي نعرفها الآن هو إنجيل عيسى عليه السلام بذاته . وليس على ذلك دليل ، والقرآن يتحدث عن إنجيل عيسى الأصل ، وعن توراة موسى الأصل التي لم تحرف أو تخفى وتغيب ..
7- أحب أن أسأل عن تخريج الحديث الذي ذكرت في استدراكك ، فلم أجده فيما توافر لدي من كتب الحديث .
والحق أني معك في مسائل :
ومنها أن الإنجيل ليس كالتوراة ، و السؤال لماذا تتحدث الجن عن كتاب أنزل من بعد التوراة ، وليس الإنجيل ؟
والإنجيل لغة من النجل فهو (المستخرج) الذي و كأنه خلاصة للتوراة وبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ... وخذ من ذلك ما كان يؤكده عيسى عليه السلام من أنه مصدق لما بين يديه ومبشر برسول يأتي..
وأنا معك في قولك أن الانجيل بصورته الحالية التي بين أيدي النصارى يشابه السنة لدينا ، فلا يعدو أن يكون (بأسفاره الأربعة) تدوينا لحياة المسيح وأقواله- مع الفارق في درجات الصحو والتدقيق- .
ويظل موضوع (الكتاب ) في القرآن يحتاج الى مزيد بحث و تدبر ، فظاهر الآيات أنه ليس القرآن بعينه ، ولقد بدأت في هذا البحث منذ أيام ، وأتمنى عليك المساعدة ، وأسأل الله التوفيق والسداد ..
---
أبو علي
03-01-2004, 10:23 AM
أخي خالد
لم أقل الإنزال لا يعني الإنزال من السماء. وإنما قلت إن الإنزال يعني أيضا كل ما خلقه الله على الأرض فهو أيضا في حكم المنزل مادام مصدره الخالق الأعلى.(1/3132)
ولقد آنزل الله على رسوله الكتاب والحكمة، فالحكمة هي السنة ، وهي بلا شك ليست منزلة كالقرآن وإنما هي علم ألقاه الله في قلب رسوله عليه الصلاة والسلام.
قال موسى عليه الصلاة والسلام : رب إني لما (أنزلت) إلي من خير فقير) فاستجاب الله دعاءه وجاءته إحدى الأختين تمشي على استحياء... إلى آخره ، فهذه الفتاة هي مما أنزل الله من الخير على عبده موسى ، فهل أنزلت من السماء؟
أما الكتاب ، فالناس تتعلم الكتاب بطريقتين :
إما بتعلم القراءة والكتابة أو بالسماع .
فالذي يعلم القراءة والكتابة يستطيع أن يقرأ أي كتاب.
والأمي يلقن التعليم شفويا فيسمعه ويحفظه.
كيف حفظ أبي الفاتحة وبعض سور القرآن وهو لا يعرف كيف يكتب اسمه ؟ بالسمع طبعا.
السمع أداة بدونها لا نتعلم شيئا ، الإنسان إذا ولد أعمى يستطيع أن يتعلم أما الأخرس فلا يتعلم شيئا لأن أداة العلم (السمع) مفقودة.
ولذلك كلما ذكر اسم الله (السميع) إلا وجاء بعدها اسمه ( العليم).
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2004, 02:04 PM
الإخوة الكرام أبا علي والدكتور هشام والدكتور خالدعبدالرحمن وفقكم الله جميعاً.
أولاً : أشكركم على حسن أدبكم في الحوار والنقاش ، وهذا يدل على ما وراءه من العلم والأدب الجم . فجزاكم الله خيراً.
ثانياً : أتفق مع أخي الكريم خالد عبدالرحمن فيما ذكره ، وقد أتى على معظم ما يشكل فيما طرحه الأخ الكريم أبو علي.
ثالثاً : ما أورده أخي أبو علي من الأدلة من القرآن الكريم فيه جانب كبير من الصحة فيما يبدو للناظر أول وهلة ، ولكن لست أدري كم يبقى من ذلك بعد التحقق من كلام العلماء في هذه الآيات ، فالأمر يحتاج إلى تحقق ومراجعة ، ولا أستطيع أن أهجم على هذه الآيات بفهمي بلا بينة.(1/3133)
رابعاً : ما ذكره أخي أبو علي من كون الأنجيل الذي بأيدي النصارى اليوم ليس من كلام الله ولا من كلام عيسى أمر صحيح لا مرية فيه ، ولسنا في حاجة إلى تكلف البرهان على ذلك ، والنصارى أنفسهم بجميع طوائفهم (ملكيهم ونسطوريهم ويعقوبيهم ومارونيهم وبولقانيهم)لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله ، ولا أن المسيح عليه السلام أتاهم بها ، بل كلهم لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها رجال معروفون في أزمان مختلفة بعد عهد المسيح عليه السلام. ولو رجعت إلى كتاب الفصل لابن حزم لوجدت فيه تفصيلاً وتحقيقاً لهذه المسائل بما لا مزيد عليه.
خامساً : أن حديث القرآن الكريم عن التوراة والإنجيل حديث عن الأصل الذي كان بيدي المسيح عليه السلام وبيد موسى عليه السلام ، وما سواهما فمحرف ، دخله التحريف في جميع أطواره ، حتى لم يبق منه إلا ما لا يكاد يذكر. ودراسات النصارى أنفسهم في مقارنة الأديان ، وشروح الكتاب المقدس تثبت هذا ، ولو رجعت إلى كتاب المستشار محمد عزت الطهطاوي بعنوان ( الميزان في مقارنة الأديان ) لوجدت كثيراً من الوثائق التي كتبها كبار علماء النصارى من القدماء والمحدثين ، والتي تثبت بما لا مزيد عليه أن هذا الإنجيل الذي بيد النصارى اليوم ليس من النصرانية في شيء ، بل وليس من الحكمة في شيء. وفيه من الافتراء على الله وعلى الأنبياء والرسل ما لا يمكن أن يقوله ويتفوه به مؤمن.(1/3134)
سادساً : مما يؤيد قول الأخ أبي علي في أن الأنجيل هو عبارة عن مواعظ فحسب ، ما ذكره الآب عبدالأحد داود الآشوري مطران بلدة نصيبين بالعراق في القرن الماضي ، حيث ذكر في أبحاثه المدونة بكتابه (الإنجيل والصليب) أن النسخ الموجودة باللسان اليوناني هي التي تحمل اسم (إنجيل) بصورة العنوان فقط.. أما النسخ المكتوبة باللسان السرياني وهي المعتمدة أساساً لدى طوائف النصرانية فقد وضع عليها اسم (كاروزونا) أي موعظة بالعربية ، محل كلمة إنجيل ، إذ ليس لأي سفر من أسفار العهد الجديد حق بأن يحمل اسم (إنجيل) لأن هذه العبارة لا يحق استعمالها لغير إنجيل المسيح نفسه ، والقول بغير ذلك هو اعتداء على مقام المسيح عليه السلام.
ويبقى السؤال : أين هو إنجيل عيسى عليه السلام ؟ ! والجواب : ليس له أثر البتة ، ومعنى هذا أن النصارى ليس لهم كتاب مقدس ، وقد خلعوا هذا التقديس على تلك الكتب والرسائل الخاصة بالمواعظ.
والحديث ذو شجون ، وأرجو أن يستمر النقاش في هذا الموضوع بأدلة تثبت الاستنتاج ، وروية تبقي البحث في طريقه العلمي الهادئ ، لنصل في نهايته إلى علم نستفيده ، وأدب نتخلق به في حوارنا مع بعضنا في مسائل العلم ، التي تتفاوت فيها الأنظار.
وفقكم الله جميعاً للحق .
---
متعلم
03-17-2004, 02:54 PM
من باب المشاركة هذا بحث قيم من متخصص في الرد على النصرانية الدكتور منقذ السقار ، والبحث بعنوان (( هل الإنجيل كلمة الله ))
http://saaid.net/Doat/mongiz/noor/2.htm
---
(1/3135)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب (المصطلحات الأربعة في القرآن ) للمودودي
---
حمل كتاب (المصطلحات الأربعة في القرآن ) للمودودي
---
ابن الأزهر
05-02-2004, 06:08 AM
حمل رسالة( المصطلحات الأربعة في القرآن ) للمودودي
---
(1/3136)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > حوار حول الدراسات القرآنية والقراءات المعاصرة : أرجو التعليق
---
حوار حول الدراسات القرآنية والقراءات المعاصرة : أرجو التعليق
---
الكشاف
10-02-2006, 01:30 PM
قرأت في أحد المواقع على الانترنت حواراً مع الأستاذ عبدالرحمن الحاج - باحث سوري - حول القراءات المعاصرة للقرآن الكريم . وقد ظهر لي من خلال الحوار غموض كثير من المفردات التي يستعملها السائل والمجيب معاً ، أضف إلى ذلك أن الضيف له معرفة بالكتابات المعاصرة التي تدعي إعادة قراءة القرآن ، ولكنه ظهر لي من خلال الحوار الجهل الكبير بكتب ومناهج ومصطلحات وتعبيرات المفسرين الحقيقيين كالطبري وابن كثير وغيرهم . وظهر لي من خلال الحوار أن جهود أولئك المفسرين لم تعد صالحة لأن يتشرح القرآن الكريم للمسلم المعاصر ، وأن الضيف يرى أننا ما زلنا في بداية فهمنا للقرآن الكريم ... الخ ما ذكره في ثنايا حواره من أراء لم أره قد وفق فيها . هذا هو نص الحوار ، وأرجو التكرم بالتعليق من المشرفين والمتخصصين في الملتقى كالدكتور أحمد الطعان مشكوراً.
أجرى موقع "الشهاب" حواراً مع رئيس تحرير "الملتقى الفكري للإبداع" عن الدراسات القرآنية الحديثة، والقراءات المعاصرة، ناقش فيها الحاجة إلى أداوت جديدة لفهم القرآن، وأهم الأحداث الفكرية والتاريخية التي ساهمت في بلورة التوجهات الجديدة لتفسير القرآن الكريم، والعلاقة بين الواقع التاريخي والنص القرآني، وأسباب الاختلاف في القراءة المعاصرة، والإضافات التي قدمتها هذه القراءات في فهم القرآن..(1/3137)
والأستاذ عبد الرحمن الحاج، كاتب وباحث سوري، متخصص في الدراسات القرآنية والفكر الإسلامي المعاصر، رئيس تحرير "الملتقى الفكري للإبداع" (www.almultaka.net) الذي عقد مؤتمراً دولياً بالاشتراك مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي (بيروت 11-12 شباط/فيراير 2006) تحت عنوان: "التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم"، له عدد من الكتب، منها: "خطاب التجديد الإسلامي: الأزمنة والأسئلة" (بالاشتراك 2004) و"الإسلام في عالم متغير: سياسات الإصلاح الإسلامي بعد 11 أيلول" (بالاشتراك 2005)، و"حداثات إسلامية" (بالاشتراك 2006 تحت الطبع)، و"المفردة القرآنية: دراسة أصولية لسانية في نظام المعنى" (2006 تحت الطبع) وله عدد من البحوث والدراسات، منها: "تأسيس أصول التفسير وصلته بمنظور البحث الأصولي" (2005)، "المفردة كأداة لتحليل الخطاب القرآني" (2006)، وله كثير من المقالات في الصحافة العربية. -----------------
نص الحوار
س: أولا ما أهمية توضيح القرآن من خلال تفسيره أو تحليله أو دراسته مادام كتابا عربيا مبينا، إضافة إلى إحجام الرسول عن إيضاحه؟ ثم ما أهمية تطوّر /أو تطوير وسائل اكتشافه؟
علينا هنا أن نلاحظ أمرين:(1/3138)
أولاً: الحاجة بالنسبة للقرآن ليست في توضيحه وبيانه، بل في تأويله، فالكتاب الكريم (القرآن) فعلاً عربي ومبين لمن يريد قراءته، والمسألة هي أن هذا الكتاب يتضمن رؤية وأحكاماً تجمع طرفي التاريخ: البداية والنهاية، وإذا لم نكن مهتمين بالماضي كثيراً فاهتمامنا بالمستقبل لا مفر منه، القرآن يطرح نفسه رسالة تغطي المستقبل حتى نهاية التاريخ الوجودي للبشر في هذه الدنيا (يوم القيامة)، وهذا يقتضي من المسلم مساءلته دائماً وأبداً عن مستقبله، ويسترشد به في مساره... ثانياً: قدرة النص الكريم (وهي قدرة فائقة دون شك) على المعاصرة، أي أن يكون له معنى راهناً يتطلب من العصر ذاته مساءلته وامتحانه باستمرار، لأن العصر ليس إلا المعرفة الجديدة وتجلياتها، بهذا المعنى فإن المعرفة الجديدة هي التي يمكن أن تتحقق من معاصرة القرآن وقدرته على مواجهتها أو التفاعل معها يمكن أن يقدم تصورات جديدة لم نكن قادرين على رؤيتها؛ لأن أفقنا الثقافي والمعرفي كان أقل... وأحيلك هنا إلى نظرية "هانس روبرت ياوس" في "أفق التوقع"، وهي نظرية تستحق كثيراً من الاهتمام بالنسبة لدارسي القرآن، مع اختلاف الثقافة والمعرفة التي تكون خلفية القارئ تتفتح آفاق مختلفة، فيرى كل قارئ أشياء مختلفة، وكلما كان الاختلاف جذرياً في الخلفيات الثقافية والمعرفية سيكون هذا مؤثراً بشدة على ما نراه في النص من احتمالات تأويل. باختصار حاجة المعاصرة هي حاجة لاكتشاف تأويلات ومغازي (جمع مغزى) جديدة، تثبِّت موقع القرآن ودوره كرسالة خاتمة، من هنا تأتي أهمية تطور وسائل استكشاف معاني القرآن وتأويلاته التي سألت عنها.
س: إذا كان نزول القرآن فرَق التاريخ إلى قسمين هما ما قبل وما بعد النزول، فما الذي يفرق بين مرحلتي التفسير التقليدي والقراءات المعاصرة للقرآن الكريم؟ أو ما هي أهم الأحداث الفكرية والتاريخية التي ساهمت في بلورة التوجهات الجديدة لتفسير القرآن الكريم؟(1/3139)
الحقيقة أن تاريخ التفسير تواريخ وليس تاريخاً واحداً، ورغم أنه من التجاوز وضع التفسير التقليدي كما لو أن له تاريخ واحد، أو كما لو أن مفهوم التقليدي واضح، لكن مع ذلك .. فإن المسار من "التفسير التقليدي" إلى "القراءة المعاصرة" مرَّ عبر مرحلة وسيطة هي "التفسير المعاصر"، وقد شرحت في دراسة سابقة لي بعنوان " أيديولوجيا الحداثة في القراءة المعاصرة للقرآن" مميزات المرحلة الوسيطة هذه، سأعتبر ابتداء أن "التفسير التقليدي" يعتمد على نسق ثقافي ومعرفي ينتمي إلى الحضارة الإسلامية، فهو تفسير لا تدخله أي معارف جديدة، وبالتالي فإن تصوراته للعالم (فيما دون المستوى العقدي) تنتمي إلى عالم آخر، إلى التاريخ بصراعاته وخلافاته، وهذا يفسر استمرار حضور التاريخ الفكري (المذهبي وربما السياسي) في كل ما يمكن وصفه بالتفسير التقليدي بهذا المعنى، إنه التفسير الذي لا يتصل منهجياً بالمعرفة الغربية الحديثة أو المعاصرة. "التفسير العصري" ولد بتأثير استعارة من نتائج المعرفة الغربية الحديثة، لكن دون الاستفادة من المسألة المنهجية، وهو يعود تاريخياً إلى المدرسة الإصلاحية (جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده)، لكنه ما اكتسب اسم المعاصرة حتى سك "مصفى محمود" (في مصر) تعبيره "التفسير العصري" في السبعينيات من القرن المنصرم، والمتابع للتفسير العصري لا يجد تحولاً على المستوى المنهجي، ما تزال الآلية والأدوات المستخدمة في التحليل والتفسير هي هي، ولكن الذي تغير هو تصور المفسِّر للعالم (Weltanschauung) أو (World View)، ومن الواضح أن الأدوات المنهجية التقليدية لم تساعده على إسقاط رؤيته الجديدة للعالم المتأثرة بقوة بالتصور الأوربي له، لهذا جاءت تأويلاته في كثير من الأحيان متعسفة، ولم يستطع تقديم تفسير متكامل للقرآن، فهو لن يستطيع بأدواته سوى تكرار ما قيل، لكن ما استطاع القيام به هو إجراء تأويلات على تلك الآيات التي تتصل بتصوره الجديد(1/3140)
عن العالم. أما "القراءة المعاصرة" فهي شيء جديد كلياً، جديد على مستوى الأدوات والمناهج؛ إذ يحيلنا مصطلح "القراءة" إلى اللسانيات الحديثة، واللسانيات هي في المحصلة مناهج ونظريات تمثل بمجموعها أدوات بحث، يضاف إلى هذه الأدوات تصور جديد للعالم ليس هو التصور الذي وجد في "التفسير العصري"، بل هو تصور راهن متأثر بحصيلة التصور الغربي وحداثته للعالم كما انتهى إليه اليوم، تعود بدايات ظهور القراءة المعاصرة إلى الأربعينيات مع "مدرسة الأمناء" في مصر، وقد يكون الفضل للكاتب السوري "محمد شحرور" سك مصطلح "القراءة المعاصرة" نظراً لما أثارته قراءته من ضجيج، وبذلك أصبحت القراءة المعاصرة قادرة على قراء القرآن بشكل كلي، لكن المشكلة ـ كما يبدو لي ـ أن "القراءة المعاصرة" (كنظرية لا كتطبيق) أصبحت غير قادرة على قراءة تامة لكل النص، كما هو الحال في التفسير التقليدي، فمفهوم النص أصبح مختلفاً، وحديث اختلاف "مفهوم النص" حديث طويل. وأعتقد أنني أجبت ضمناً على الشق الثاني من سؤالك. س: ما هي الإضافات الحقيقة التي قدمتها القراءات المعاصرة سواء من حيث المقاربات المنهجية أو من حيث الكشوفات المعرفية؟ وما مدى العلاقة بين الواقع التاريخي والنص القرآني؟ أريد أن أميِّز هنا بين "القراءة المعاصرة" كنظرية، و"القراءة المعاصرة" كتطبيق، فما قدمته القراءة المعاصرة كتطبيق أكثره أيديولوجيا وليس معرفة علمية، وغالباً أيديولوجيا ماركسية تاريخانية متزمتة، لهذا فإن بين الكثير الذي كتب تحت عنوان القراءة المعاصرة لا نعثر على محترمة تقدم معرفة جديدة، نعم نعثر على الكثير من القراءة الاستفزازية، وخصوصاً قراءة "محمد شحرور"، مع ذلك فإن الشيء المهم الذي قدمته القراءات المعاصرة للقرآن أنها استنفرت الباحثين والدارسين للقرآن للاطلاع على المناهج اللسانية الحديثة، لتتحول مسألة القراءة المعاصرة إلى مسألة حاجة تاريخية، وليست مرتعاً للأيديولوجيات(1/3141)
المريضة. أما سؤالك عن العلاقة بين الواقع التاريخي والنص القرآني فهو سؤال عن أخطر القضايا المتعلقة بالقرآن، ولا يتسع المجال هنا لمناقشتها، لقد أدى بي البحث في هذا الموضوع إلى الخلاصة التالية: إننا أمام افتراض إيماني بأن هذا النص إلهي ويحمل رسالة خاتمة، وهذا يقتضي أن تكون أحكامه فوق تاريخية، أي تحكم التاريخ ولا تحتكم إليه، وانطلاقاً من ذلك إذا لم يُحِلْ النص من داخله إلى تاريخية مفاهيم أو أحكام ما فإنه يبقى على الأصل، أي فوق تاريخي، وهذا عموماً متعلق بالأحكام، والصيغ التي ترد فيها الأحكام عموماً لا تشي بأي تاريخية، وفي هذه المسألة بالذات فإن أي تاريخية يمكن أن تقال هي في الواقع من خارج النص، ومادام النص لا يبوح بها، فليس ملزماً بها. أركون أما ما يرد بشكل واضح وصريح من الأحداث وبعض الأحكام، فهو كما أشار إليه النص، حقائق تاريخية محددة الأشخاص والأزمنة والأمكنة... الغريب أن المسألة معكوسة لدى الحداثيين العرب الذين يزعمون تقديم قراءة معاصرة للقرآن، فهم يجعلون الأحكام تاريخية ويخرجون الأحداث عن سياقها التاريخي تحت مزعم "الرمزانية" و"الأسطرة"! كما لو أنهم يقدمون قراءة مضادة أيديولوجياً، هم مسكونون بدون شك بمواجهة النص الديني وإزاحته عن طريقهم انطلاقاً من رؤية وضعية حداثوية.(1/3142)
س: الفرق بين التفاسير القديمة مثل تفاسير الطبري /القرطبي/ابن كثير... أو حتى التفاسير المعاصرة مثل الظلال/ صفوة التفاسير/ المنار... وبين القراءات المحدثة مثل قراءات الحاج حمد/أركون/أبو زيد...يكمن في كون القراءات المحدثة تم الاختلاف عليها بشكل كبير جدا إلى حد رفضها بالمجمل عكس التفاسير السابقة لها؛ إذ نجد اتفاق شبه عام حولها على الأقل من حيث المنهج، هذا إضافة إلى كون جل التفاسير المحدثة تفاسير جزئية غير متفرغة تماما لإتمام التفسير وهو ما يعاكس تماما نهج التفاسير القديمة الكاملة للقرآن الكريم، إلى ماذا يرجع الأمر؟ أم أن المعاصرين أصبح عاجزين حقا عن تتبع القرآن كلية؟
الاختلاف في المناهج في القراءة المعاصرة يرجع إلى سببين:
الأول: الاختلاف الهائل في العلوم التي تستند إليها هذه المناهج، فمن يقرأ البحث اللساني والعلوم الاجتماعية المتولدة عنه سيكتشف حجم الاختلاف، ولكن من المفترض أن يؤدي هذا الاختلاف إلى زيادة في الفهم، وليس إلى تناقض محتَّم كما هو حاصل غالباً؛ لأن التعدد المنهجي يفترض تعدد زوايا الرؤية.
هذا يقودني إلى السبب الثاني، فالأيديولوجيا المستفحلة في القراءة المعاصرة هي السبب الأساسي لتحوُّل التعدد المنهجي إلى تصارع منهجي وتصارع في القراءات ونتائجها. لكن أيضاً ـ كما أشرت سابقاً ـ إن تغير مفهوم النص وتعدد الأدوات وطرق البحث في القرآن من أصغر وحداته الدلالية إلى جملة بنيته النصية فالخطابية جعلت قراءة القرآن كله أمر غير ممكن نظرياً ألبته، الممكن الوحيد في القراءة المعاصرة هو كشف وتحليل جزء من الخطاب الكلي، وبالمناسبة الميزة الكبيرة للقراءة المعاصرة هو اتجاهها نحو الخطاب الكلي، وليس المعنى الجزئي، وعبر وسائل لم يكن مفكراً فيها من قبل ألبته. حاج حمد(1/3143)
س: إذا اخترنا دراسات كل من الحاج حمد في العالمية الثانية/والمنهجية المعرفية في القرآن، و أركون في تحليل الخطاب القرآني، نجد أن الأول متهم بالغنوص وادعاء النبوة والثاني متَّهم بمحاولة أنسنة النص القرآني أي معادلته بالنصوص التي يكتبها البشر، ما رأيكم في الاتهامات؟ وكيف ترون إسهامات كل من الرجلين؟ وما هو التصرف الذي ترونه الأمثل حيالها؟ أهو الإقصاء مثلاً؟..
هذه الاتهامات فيها بعض الصحة، لكنها تعمم أكثر من اللازم، بالنسبة لأبي القاسم ـ رحمه الله ـ فإن دراسته (العالمية الإسلامية الثانية) موغلة في بعض الأحيان في التصوف، لكن هذا الإيغال على وضوحه لا يشكل جزءاً مهماً من أطروحته، إن أطروحته فريدة دون شك، ومثيرة، لكن المنهجية التي قامت عليها فيها مشكلات عديدة، وهو لم يلتزم بها أصلاً، فنفي الترادف والاشتراك والمجاز على مستوى التحليل الغوي، ثم التأثُّر بالرؤية الماركسية لحركة التاريخ ولكن في إسقاط اجتماعي ديني (الآدمية، العائلية، القومية، العالمية) كل هذا يجعل من الموضوع يحتاج إلى كثير من التريث، على مستوى المنهج المشكلة عميقة وجوهرية، ولو أننا قمنا بمراجعة ما يقوله لوجدنا أخطاء لا تحصى... لكن المسألة الخطيرة التي استطاع أبو القاسم إنجازها هي ابتكار منهج جديد في فهم القرآن أسهم ـ على علاّته ـ بالدفع نحو تطوير الدراسات القرآنية، كما أنه قدم أفكاراً على غاية من الأهمية، ثم إنه كان على طول أطروحته وتطوراتها اللاحقة في الأبحاث الأخرى مدافعاً شرساً عن إطلاقية القرآن ونسبته الإلهية. لقد كان مؤمناً بشدة بالقرآن، لكنني ما كنت أتوقع أن ينتهي في دراساته نهايات مخيبة للآمال، لم أتوقع أبداً أن يتأثر (في دراساته الأخيرة) بشحرور مثلاً، شحرور أقل عدة بكثير من أن يتأثر به أبو القاسم، وشحرور يقف على خلفية فلسفية ماركسية، لقد كنت أتوقع من أبي القاسم أن يطور منهجه، لكنه بدل أن يتطور تراجع، ورسالته لي في(1/3144)
(23/3/2004) كانت في جوهرها تأكيداً لنفس المنهج منذ خمس وعشرين عاماً! أما محمد أركون فليس يخفي رغبته بأنسنة النص، وإحالته إلى التاريخ، أركون مؤمن بالعلمانية بالمعنى المادي العقدي، الرجل ينظر إلى النص على أنه من إنتاج محمد (صلى الله عليه وسلم) حسب كلامه فإنه يريد "أرخنة الخطاب القرآني ذاته" و"تأصيل وتجذير للإسلام في أرض المعرفة الوضعية" من أجل "أن نعيد القرآن بشكل علمي إلى قاعدته البيؤية والعرقية ـ اللغوية والاجتماعية والسياسية ـ الخاصة بحياة القبائل في مكة والمدينة في بداية القرن السابع الميلادي" (حسب تعبيره حرفياً) هذه الأهداف يصرح بها في أكثر من موقع في مختلف كتبه، وخصوصاً كتبه الأخيرة منذ عام 1998 (أي منذ كتاب: "قضايا في نقد العقل الإسلامي: كيف نفهم الإسلام اليوم"). وحتى لو كان أركون يسعى نحو التاريخية، فإن ذلك لا يمنع أن دراسات أركون التي تقوم على تعدد منهجي تقدم إسهاماً رائعاً في فهم القرآن فيما لو حذفنا شقها الأيديولوجي، فمثلاً دراسته لمفهوم الوحي كتابه "القرآن"... أركون عالم كبير، لكنه أيديولوجي مثله مثلَ كثيرين غيره، ومسألة أرخنة القرآن جوهر عمله في سياق رغبته الإصلاحية بـ "تحديث الإسلام"، أي إدخال العالم الإسلامي في نسق الحداثة الغربية ذاتها، تماماً كما حصل مع المسيحية. أنا لا أنصح أبداً أن يقصي الباحث أي دراسة عنه مادامت جادَّة، لكن لا يعني هذا أن تدرَّس في جامعتنا التي اعتادت على التلقي، على الأقل في المراحل الجامعية الأولى، فمن المبكر أن يحصل هذا، يجب إصلاح التعليم أولاً، وليس ثم ما يمنع بعد ذلك من تدريس أي شيء من ذلك، أنا من حيث المبدأ ضد القيود، ليس هناك تطور للمعرفة دون حرية، الحَجْرُ يضر بالبحث العلمي، ولا يملك أحد الوصاية على الآخرين.(1/3145)
س: اقترب مالك بن نبي من إنجاز دراسة قرآنية في كتاب "الظاهرة القرآنية" قدم فيها تحديدات أساسية للتعامل فكريا مع القرآن في ضوء علاقة المثقف المسلم وتأثره بالفكر الغربي، لكنه لم يفعل كون إشكاليته الأساسية تختص بعلاقة النبي (ص) بالوحي (القرآن)، لكن ألا ترى أن النتائج التي توصل إليها كانت ستكون المنطلق الأفضل للتقدم بمسيرة التفاعل مع القرآن في حين نجد أن أغلب المفكرين التالين له و الذين خاضوا في مكاشفة القرآن معنى ومنهجا بصورة تنطبق كثيرا على انتقادات بن نبي للمثقفين الذين بهرتهم وضعية الغرب وواقعيته إلى حد أنهم تجرؤا على أنسنة القرآن وأرخنته؟
لم أفهم سؤالك جيداً، لكن ... ما قدمه بن نبي مهم جداً على بساطته، وهو بداية مهمة لاكتشاف الشخص الثالث في الخطاب القرآني (أعني (الله) تعالى)، ما قدمه بن نبي يستحق المتابعة، وللأسف لم تتابع، واعتمد بن نبي أدوات تحليل بدائية نسبة إلى ما هو موجود اليوم، ونحن مدعون لمتابعة هذا النوع من الدراسات المقارنة مع الكتب السماوية الأخرى (الإنجيل والتوراة)، ونحن في هذا المجال ما زلنا في البداية وعلى الرغم من أن لدينا ما نقوله، لكن الدراسات القرآنية مشغولة بعد بمسائل تقليدية.... أغتنم هذه الفرصة لأدعو الباحثين للتقدم باتجاه دراسات تحليل الخطاب المقارنة بين القرآن والكتب الأخرى، واعتقادي أن دراسات عميقة من هذا النوع مفيدة في مواجهة التاريخانية التي يتعبد بها الاستشراق التقليدي. أشير في هذا السياق إلى الدراسة المهمة التي قام بها الدكتور مصطفى بوهندي (نشرتها "دار الطليعة" في بيروت 2004) وهي دراسة مميزة، يمكن أن يبنى عليها ويتابع الجهد الكبير المبذول فيها.(1/3146)
س: نجد أن المنطق الذي يحكم تعامل الفكر الإسلامي في كل أحقابه يتمحور أساسا إما إلى دعوة دوغمائية للعمل بالقرآن الكريم وإما تعامل شبه معرفي يعتمد الإنشاء والتزويق في الكلام عن الخطاب القرآني؛ ما هو السبيل الأقوم لاستخراج المكنون القرآني وتحقيق حضوره الفعلي في التاريخ عبر تنزل قيمه إلى الواقع وتفعيلها فيه؟ هل من آليات إجرائية؟ أم أن التفكير البراغماتي الموصول بالقيم مازال غضًّا في الفكر الإسلامي علينا انتظار نتائجه مستقبلا...؟
سؤال تنزيل القرآن على الواقع سؤال كبير جداً، ولا أعرف بالضبط حتى الآن كيف يمكن تحقيق ذلك على نحو مثالي، لكن أعرف أننا ما زلنا في البداية، ليس بالإمكان أن نفعل ذلك دون أن نحقق معاصرتنا، أعني فهمنا المعاصر للقرآن، والفهم المعاصر لا يعني بالضرورة نفياً للفهم التقليدي، نحتاج أن يكون القرآن سبيل لمراجعة شاملة للتراث الفكري الديني، وبدون هذه المراجعة النقدية الشاملة، والقراءة المعاصرة للقرآن، ليس بإمكاننا أن نحقق هذا التنزيل على الواقع، وأي تفكير بالتنزيل بالمعنى الحرفي للكلمة على أرض الواقع دون إحداث هاتين العمليتين سيكون تفكير تبسيطي للقضية.
س: يعتبر غارودي أن المسلمين أخلطوا كثيرا بين "الفقه" و"الشريعة" ويرى أن أساس تحرير الإنسان المسلم هو التمييز بين المفهومين كون الفقه تقنين قرآني لا يقارن من حيث الكم بما ورد في النص القرآني من تشريع كان الأساس في كل الرسالات السماوية وسبب نهوض الجيل الأول من حملة الإسلام، لذلك علينا نحن المسلمين إذا شئنا النهضة أن نعطي الأولوية للشريعة قبل الفقه، ما مدى موافقتكم لهذا الرأي؟ وكيف يجب أن نتعاطى مع المضمون القرآني الرحب للوصول إلى القضايا الأساسية للنهضة؟(1/3147)
نعم هناك فرق بين الفقه والشريعة، كما هناك فرق بين الدين وفهم الدين، والنص وفهم النص، لكن غارودي يذهب بعيداً عندما يعمم التاريخانية على أكثر أحكام الشريعة وليس فقط الفقه الإسلامي، أتفق مع غارودي أن علينا أن نعطي الأولوية للشريعة، نعم أتفق معه، ولكن لست معه في المنحى التاريخاني الذي ذهب إليه، ولا في تحديده لما هي حدود الشريعة في نصوص القرآن الكريم.... لماذا لأنه لا يوجد نص دون فهم له، ليس هناك نصوص دينية عذراء، النصوص ليست معلقة في الهواء، لا توجد شريعة دون فقه لها، الدين لا يتجلى إلا من خلال فهم ما له، والتاريخانية تظل أبداً تطارد هذا الفهم، وتبقى على تخوم النص القرآني، وفي غيره تطاله دوماً. سؤال النهضة هذا شبيه بسؤالك السابق عن التنزيل، لكن باختصار أي تفكير بالنهضة يمر عبر القرآن، عبر إعادة قراءته، ونحن ما زلنا نحلم بإعادة قراءته، الآن نحن في طور تطوير الأدوات والمنهاج، في بداية توجه نحو ابتكار طريق ومناهج جديدة للتعامل مع القرآن الكريم، مازلنا في البداية، وعندما يصبح لدينا علم واضح لأصول التفسير يستثمر كل ما أبدعته المعرفة الإنسانية إلى اليوم، عندها يمكن القول إننا نتقدم، وأننا على مشارف صناعة خطاب إسلامي جديد يمكن الثقة به. وباعتقادي أن الفكر ليس وحده يصنع التغيير، لكن بدونه لا يمكن أن يحدث تغيير حقيقي، إلا إذا كان التغيير مجرد التحاق بالآخرين، وأنا أرفض القبول بذلك.
المصدر (http://www.almultaka.net/home.php?subaction=showfull&id=1157828603&archive=&start_from=&ucat=7&)
---
أحمد الطعان
10-03-2006, 06:27 AM
أخي الحبيب الكشاف أشكركم على ثقتكم ...
سأنزل في الملتقى أربع حلقات حوارية مع جريدة الوقت البحرينية فيها رد غير مباشر على الأفكار الموجودة في اللقاء الذي أجري مع الباحث الصديق عبد الرحمن الحاج ...(1/3148)
والحقيقة قوله : // الحاجة بالنسبة للقرآن ليست في توضيحه وبيانه، بل في تأويله //
هي المحك الذي تنطلق منه القراءات الجديدة للقرآن الكريم فالمهم أن يكون القرآن مبرراً للوجود الواقعي أياً كان هذا الواقع إنه كما قال طيب تيزيني // القرآن يقول كل شيءٍ ولا يقول شيئاً // وهو يعني أن القرآن يقول كل شيءٍ يريده الإنسان ولا يقول أي شيءٍ لا يريده الإنسان وبالتالي لا تبقى هناك حاجة للقرآن إلا أنه يضفي المشروعية للواقع عبر لوي عنقه كما يشاء المؤول عبر " اللعب الحر " ...
القرآن بنظر هذا النفر من الباحثين لا ينص على مطالب محددة وإنما فيه كل شيء كما قال حسن حنفي مؤخراً " سوبر ماركت " وبالتالي يصبح الإنسان هو الحاكم على القرآن الكريم عبر التأويل الذي يتحدث عنه الحاج إن صح أن نسميه تأويلاً ..
أمر آخر يتعلق بالمناهج الحديثة وجدواها في قراءة القرآن الكريم : لقد وجهت سؤالاً مرات عديدة حتى لقد بح صوتي للحاج وغيره من المهتمين بالمناهج الجديدة في لقاءات خاصة وعامة هو : ما هي الإضافات التي يمكن أن نحصل عليها من خلال الوسائل الجديدة لقراءة القرآن الكريم ... أو نريد دراسة تبين لنا : الإمكانات التي تضيفها قراءة القرآن الكريم عبر المناهج الحديثة وتكون هذه الإمكانات غير ممكنة عبر القراءة القديمة أعني عبر أصول الفقه الإسلامي وقواعده . حتى الآن لم أجد إجابة ولعل ذلك لقصور اطلاعي .
من خلال قراءاتي في كتب الخطاب العلماني وجدت أركون وعلي حرب وشحرور أكثر من تبجحوا بالقراءات المعاصرة ولم أجد لديهم جديداً إلا شيئاً واحداً هو : الطعن في كتاب الله عز وجل من حيث مصدره ومنهجه وآياته وتعاليمه وكل كتابات أركون تدور حول تورخة النص كما يفعل أبو زيد أيضاً وهذه التورخة وهذا الطعن في القرآن الكريم ليس مصدره هو المناهج الجديدة أبداً وإنما الخلفية الفلسفية المرتابة للباحث نفسه ولا علاقة للمناهج بها .
---
الكشاف(1/3149)
10-04-2006, 01:25 AM
وأنا أشكرك أيضاً على ما تبذله وتكتبه في التصدي لمثل هذه الدعوات المضللة بارك الله جهدك وسدد رأيك.
---
(1/3150)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصحف إفريقيا
---
مصحف إفريقيا
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2007, 01:58 PM
زرت الأستاذ الدكتور زيد عمر عبدالله العيص حفظه الله في مكتبه في قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود وهو القسم الذي أعمل فيه حالياً ، فلمحتُ على طرف مكتبه طبعة جديدة للمصحف الشريف لم أرها من قبلُ ، فاستأذنته في الاطلاع عليها ، ووجدت على غلاف المصحف عبارة (مصحف إفريقيا) ، وإذا به في لون وحجم مصحف المدينة النبوية . فاستغرب الدكتور زيد عمر من عدم معرفتي بهذا المصحف وقصته !
ثم رواها لي فقال : تواترت قصص كثيرة عن بعض مسلمي إفريقيا وقراها وقبائلها النائية أنهم لا يكادون يجدون مصحفاً يقرؤن فيه ، وبلغ الحال ببعضهم أن قاموا باقتسام صفحات المصحف الواحد للقراءة فيه لندرة المصاحف ، فتداعى بعض أهل الخير والغيرة على القرآن من أهل السودان لعملٍ ييسر لهؤلاء المسلمين الحصول على نسخٍ كافيةٍ من المصاحف يقرؤون فيها ، فاستقر رأيهم على إنشاء مطبعة لطباعة المصحف في السودان لتسعى لتوفير المصاحف للمسلمين في إفريقيا خاصة ، ومن هنا جاءت تسمية المصحف بـ (مصحف إفريقيا) .
وقد اقترح بعضهم البحث في إمكانية شراء بعض الآت الطباعة المستخدمة في بعض الدول الأوربية كألمانيا وإيطاليا حتى تكون قيمتها أقل ، ويتمكن هؤلاء من الحصول عليها ، إلا أن بعضهم أبى أن يطبع المصحف إلا بأحدث الآلات مهما غلا الثمن ! فقالوا : ليتنا نستطيع الحصول عليها ، لكن من أين يمكننا توفير هذه المبالغ الكبيرة لشراء هذه الآلات ، والإمكانيات المادية محدودة ؟(1/3151)
وبعد مشاورة بين هؤلاء الفضلاء استقر الرأي على أن يقصدوا بعض الموسرين وأصحاب القرار في العالم الإسلامي لمساعدتهم في تنفيذ هذه الفكرة، فقصدوا رئيساً لإحدى دول الخليج فأعطاهم مقدماً مليوني دولار للبدء في العمل ، وأقرضهم مثلها ، وذهبوا للرئيس السوداني فمنحهم عدداً من الأراضي في أماكن غالية في السودان لتكون وقفاً على هذا المشروع الطموح .
وقد وقع اختيارهم على (مصحف الدار الشامية) الذي كتبه الخطاط السوري المبدع عثمان طه وفقه الله ، حيث استأذنوا مالك حقوق هذه الطبعة فأذن لهم وسأنقل لكم ما كتبوه في تعريفهم بالمصحف .
قالوا :
هذا المصحف الشريف
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، وتبارك الذي يسره للمدكرين تيسيراً ، وتعالى الذي تكفل بحفظه للعالمين هادياً وبشيراً ، والصلاة والسلام على من نزل عليه القرآن تنزيلاً.
أما بعدُ فإنه ليشرف دار مصحف إفريقيا أن تخرج لجمهور المسلمين هذه الطبعة من القرآن الكريم وفق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي عن أبي عبدالرحمن بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد اعتمدت هذه الطبعة على مصحف الدار الشامية بخط الخطاط عثمان طه ، إذ تكرم المهندس مصطفى صبري البيلاني – صاحب الدار الشامية للمعارف مالكة حقوق طبعه وامتيازاته – بالإذن لدار مصحف إفريقيا بطباعته ونشره ، جزاهم الله خيراً على ذلك وجعله صدقة جارية في موازين حسناتهم إلى يوم يلقونه إنه سميع مجيب.(1/3152)
وحيث إن طريقة الضبط المتبعة في مصحف الدار الشامية هي طريقة الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة فقد سارت دار مصحف إفريقيا على طريقهم ولم تغير من علامات الضبط شيئاً إلا ما كان من تغييرها لعلامة الإشمام والإمالة لتكون أقرب إلى المعمول به عند نقّاط المصاحف قديماً . وعلى الجملة فإن عمدة هذه الطبعة من المصحف الشريف هو ما رواه الشيخان أبو عمرو الداني وأبو سليمان بن نجاح في الرسم وعلى ما حققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشريشي المشهور بالخراز في منظومته (مورد الظمآن) ، مع مراعاة قراءة عاصم برواية حفص في المواضع التي تختلف فيها مصاحف الأمصار .
واعتمدت في الضبط على ما ورد في كتاب (الطراز على ضبط الخراز) للإمام التنسي وغيره من كتب الضبط ، مستهدية مع ذلك بما استحدثه العلماء من مصطلحات جديدة عند بداية ظهور المصاحف المطبوعة ألجأهم إليها ضرورات فنية في ذلك الزمان .
وأخذت بيان أوائل أجزائه وأحزابه على اختلاف في بعضها من كتاب (غيث النفع) للسفاقسي و (ناظمة الزهر) وغيرهما . وأخذت أسباع القرآن مما يروى عن السلف من تسبيع القرآن بالسور حيث يحزبونه ثلاثاً وخمساً وسبعاً وتسعاً وإحدى عشرة وثلاث عشرة والمفصل ، أما أثمان الأحزاب فقد أخذت من المصاحف السودانية المخطوطة .
وهناك ثلاثة مواضع يقع ثمن الحزب فيها في وسط الآية : وهي (من صيام أو صدقة أو نسك) في البقرة ، و (وما يعلم تأويله إلا الله) في آل عمران ، و(ما يعلمهم إلا قليل) في الكهف . والموضعان الأولان ليسا رأس آيةٍ عند الجميع ، أما موضع الكهف فهو معدود رأس آية في العدد المدني الأخير ، وقد تابعنا فيها المعمول به في المصاحف السودانية ولكن الأفضل إكمال الآيات الثلاث والوقف عند آخرها .(1/3153)
واتبعت في عد آيه العدد الكوفي الذي يرويه أهل الكوفة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو عندهم 6236 آية ، وأخذت مواضع السجدات من كتب الفقه وجملتها خمس عشرة سجدة مختلف في خمس منها هي سجدة الحج الثانية وص والنجم والانشقاق والعلق ) أ.هـ .
وقد تشرفت بطباعته دار مصحف إفريقيا بالخرطوم بجمهورية السودان وراجعته اللجنة العلمية بدار مصحف إفريقيا وأذنت بطباعته ونشره اللجنة العليا لطباعة ومراقبة المصحف الشريف ، والنسخة التي رأيتها برواية حفص عن عاصم ، وقيل لي إنههم قد طبعوه برواية قالون عن نافع ، وبرواية الدوري عن أبي عمرو البصري أيضاً .
وصف المصحف :
النسخة التي اطلعتُ عليها من الحجم العادي ، وغلافها أخضر كغلاف مصحف المدينة النبوية ، وهذه صورته
http://www.9q9q.org/index.php?image=q9FQsPzZYSTq95
وورقه أصفر خفيف الوزن ، وقد تعاقدت الدار مع مصنع ورق أندونيسي لتزويدهم بالورق على أن يكون ورقاً فاخراً خفيفاً لا يدخل في تصنيعه أي مادة محرمة ، وفي الحق إنه ورق جميلٌ تظهر الكتابة عليها واضحة مريحةً للنظر ولون هذا الورق سكري جميل جداً . وهذه نماذج من هذا المصحف.
الصفحة الأولى للمصحف .
http://www.9q9q.org/index.php?image=JY8RtQQrqwxTlI
الصفحة التي تليها
http://www.9q9q.org/index.php?image=yHNmNlzZYb86Ll
صورة آخر جزء عم
http://www.9q9q.org/index.php?image=O6eQsPhHGecbon
http://www.9q9q.org/index.php?image=4msZ1YbBAgFd6Z
توزيع هذا المصحف :
تباع النسخة من هذا المصحف بعشرة ريالات سعودية شاملة أجور الشحن والبريد ، وقد تكفلت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بطباعة مليون نسخة وتوزيعها على المسلمين في إفريقيا ، ويمكن لمن شاء أن يساهم في توزيع هذا المصحف أن يتصل بالندوة العالمية للشباب الإسلامي فلديهم مشروع خاص باسم مصحف إفريقيا كما أخبرني بذلك الدكتور زيد عمر وفقه الله .(1/3154)
هذا ما أردت بيانه بشأن هذا المصحف الذي رأيته على طاولة الدكتور زيد عمر عبدالله فجزاه الله خيراً ، وجزى الله الساعين المخلصين في نشر كتاب الله وتوزيعه خير الجزاء .
الرياض في 1/2/1428هـ
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2007, 02:09 PM
ويمكن الاطلاع هنا على تفاصيل مشروع وقف مليون مصحف لإفريقيا الذي تقوم به الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
http://www.wamy.org/images/africa.gif (http://www.wamy.org/sahim/mushfafrica/index.asp)
للمساهمة في مشروع ( وقف مليون مصحف لإفريقيا ) ، يمكنك ...
1- إيداع قيمة المبلغ في حساب الندوة العالمية للشباب الإسلامي
لدى شركة الراجحي المصرفية للاستثمار ( 279608010099988 ) لصالح مشروع وقف مليون مصحف لإفريقيا.
2- إيداع قيمة المبلغ في حساب دار مصحف إفريقيا لدى بنك النيلين، فرع أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة - رقم الحساب ( 12533 ).
3- الاتصال على الهاتف المجاني ( 4400-124-800 ) أو ( 2299-124-800 ).
4- كتابة شيك لصالح المشروع و إرساله على العنوان ، المملكة العربية السعودية ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، صندوق بريد 10845 الرياض 11443
5- مراسلتهم عبر فاكس رقم (2050011 9661+ )
6- زيارة أحد المعارض الدائمة للندوة .
7- مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني hqafrica@wamy.org
8- يمكنك المساهمة في نشر بنر هذا الموضوع .
(وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا)
---
(1/3155)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشراقات قرآنية
---
إشراقات قرآنية
---
عبدالرحمن العامر
02-23-2005, 01:03 AM
قام فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة حفظه بإخراج سلسلة من الإصدارات بعنوان"إشراقات قرآنية" وهي على مجموعتين, في قصار المفصل.
وقد ألفت الشيخ إلى جوانب أحسب أنه لم يسبق إليها في الجانب البلاغي والإعجازي...
والسؤال: ماتقييم الأخوة لتلك الإصدارات؟
---
فهد الناصر
02-25-2005, 02:13 PM
استمعت لأكثرها وهي حلقات متميزة كعادة الشيخ سلمان العودة وفقه الله . والظاهر أنها دروس ألقاها على طلابه في المسجد أو المنزل.
---
(1/3156)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفوائد المحصلة من الصواعق المرسلة
---
الفوائد المحصلة من الصواعق المرسلة
---
أبو مهند النجدي
10-09-2006, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (19)
الفوائد المحصلة من الصواعق المرسلة
قواعد وضوابط وفوائد
من كتاب
"الصواعق المرسلة" لابن القيم
جمال بن أحمد بادي
---
(1/3157)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية
---
قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية
---
فرغلي عرباوي
10-15-2004, 11:19 PM
قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية
قراءة القرآن عبادة والأصل في كل عبادة من الناحية الأدائية أنها توقيفية وقد روي ( أن قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول ) وروي ( أن القراءة سنة فاقرءوه كما قرأ أولوكم ) قال عروة لم يرخص لأحد من الرعي الأول من السلف الصالح أن يقرءوا القرآن كما يشاءوا أو كما تيسر على ألسنتهم حتى ولو كان عربيا فصيحا وهل هناك أفصح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتركوا لفصاحتهم يقرءون كيف شاءوا ولا لما ألفته ألسنتهم من لهجاتهم العربية .
قراءة القرآن الكريم عبادة والعبادات الشأن فيها التوقيف فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي لا تترك للاجتهاد أبدا ولذا قال صلى الله عليه وسلم ( اقرءوا كما علمتم ) وهذا فعل أمر والأصل في الأمر أنه للوجوب إلا إذا صرفه صارف فمن كان عنده صارف لهذا الأمر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر لكل واحد منا حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل عُلِّمَ القراءة تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة
والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ . فقراءة القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إما عنه مباشرة أو بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة . وقد سخر الله لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد قعدوا القراءة النبوية كما تلقاها منه الرعيل الأول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الأوائل في القراطيس(1/3158)
وكل الطوائف المتصدرة للإقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدلالة .
والحق الذي لا ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء السلف الأوائل ويجب على شيوخ العصر وأخص منهم من أغلق عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة التي صنفت في التجويد مما فيها إعمالا للرأي والاجتهاد وأخص أيضا من نصب نفسه مقعدا ومطورا لقواعد التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد مثلها مثل قواعد النحو والصرف لا تقبل التطوير والتجديد بل تؤخذ ممن تقدموا من علماء السلف.
والناظر في بعض كتب التجويد المعاصرة يجد فيها بعض التناقض الشديد والتضاد في كثير من المسائل بينها وبين مصنفات الأئمة المعتبرين ومرجع الترجيح في ذلك لما سطره الأوائل مع ضبط ذلك بالتلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
---
(1/3159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف أبدأ في طلب العلم ؟
---
كيف أبدأ في طلب العلم ؟
---
خالد البكري
12-23-2006, 01:14 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الكرام أود منكم مساعدتي في كيفية البدأ في معرفة أمور الشريعة البدائية
من التوحيد و الفقه و الحديث الشريف و غيرها من العلوم
لأني أشعر بضعف علمي بأمور الشريعة و كلما أردت التفقه في أمور الدين لا أعلم كيف أبدأ و من أي كتاب أقرأ و على ماذا أركز ؟؟
محبكم في الله : خالد البكري
---
أبومجاهدالعبيدي
12-23-2006, 02:25 PM
( من أين نبدأ ؟) نحو منهج عملى في طلب العلوم الشرعية (http://web.1asphost.com/alalem/new_page_50.htm)
---
خالد البكري
12-23-2006, 06:14 PM
جزاك الله خيرا أبو مجاهد على هذا الرابط ونفع الله بكم ووللمسلمين
---
معروفي
12-27-2006, 07:33 AM
ما شاء الله تعالى و لا قوة إلا بالله ، جزاكم الله خير الجزاء على هذه المشاركة الماتعة ، و التي يحتاج إليها كل طالب
علم شرعي ، و أرجو الله تعالى أن يعم خيرها كل طالب علم .
---
(1/3160)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اقتراح بجمع مادة مناهج المفسرين في الموقع
---
اقتراح بجمع مادة مناهج المفسرين في الموقع
---
محمد الربيعة
02-14-2004, 11:00 PM
وددنا لو جمعت مادة ماأورده الأعضاء من الكلام عن مناهج المفسرين ليكون مرجعاً للباحثين ، وكذا الكتب التي عنت بذلك .
---
أبو حسن
11-16-2005, 07:46 PM
اقتراح جميل وأنا أوافقك على هذا ولعل الدكتور ناصر الماجد حفظه الله
من خير من يقوم بذلك
---
(1/3161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > محاورات خفيفة!!
---
محاورات خفيفة!!
---
جمال حسني الشرباتي
02-16-2005, 04:45 AM
السلام عليكم أخي أبا عبد المعز
كم أقدر فيك نظراتك الثاقبة في كتاب الله--ولقد تحاورنا معا حوارات خفيفة في الفصيح--كانت ممتعة ومفيدة---والأخوة هنا لا يريدون إلا الأبحاث المحققة المطولة---وأنا أخالفهم بتقصد ما خف من النقاط---واسمح لي أن أنقل لهم ما دار بيني وبينك في منتدى الفصيح--عسى أن يسمحوا لنا بالقيام بمثلها هنا--مشاكسات لطيفة ولكن مفيدة
------------------------------
قال أبو عبد المعز
((في هذا السياق نفسه.....وجدت عند الشيخ عبد الله دراز فى كتابه العظيم "النبأ العظيم"لفتة الى شأن تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم....عندما تدبر آية..:"قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين"
وأحب ان أسأل الاخوة عن الشاهد هنا..ولهم احدى الحسنيين أ اما ان يتدبروا ..واما ان يرجعوا الى الكتاب المذكور..))
-------------------------------
قلت ((ربما لست ذكيا أو على ثقافة عالية كالآخرين--لذا فلم أفهم ما تريد أخي بدقة في مجال تدبر الآية((قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين"))البقرة 91
أنت تعرف أن اليهود في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ليسوا هم من قتل الأنبياء بل أسلافهم فعلوا--على هذا فالمفترض أن يكون السياق " لم قتلتم"---ولما أراد الله أن ينبىء نبيه وحملة هديه بطبيعة اليهود ذات الغدر المستمر---إستخدم لفظا يدل على إستمرارية الغدر الذي يعتبر القتل أحد أصنافه فقال(قل فلم تقتلون))--وهذا أدعى لأخذ الحيطة والحذر منهم
---------------------------
قال ((لعلي لم اعبر بدقة.....فلم اوضح المطلوب...(1/3162)
المطلوب..بصيغة اخرى....ما الذي -فى الآية-يمنح للرسول صلى الله عليه وسلم...الطمأنينة والاحساس بالامن...ويثبته فى سبيل المضي قدما بدعوته...؟
وما قلته -اخي جمال-بصدد طبيعة اليهود يوافق ما ذكره الشيخ دراز....:"....تنبيها فى الوقت نفسه على انهم ذرية بعضهامن بعض وانهم سواسية فى الجرم فعلى ايهم وضعت يدك فقد وضعتها على الجاني الاثيم..لانهم لا ينفكون عن الاستنان بسنة اسلافهم او الرضى عن افاعيلهم........وانظر كيف زاد المعنى ترشيحا باخراج الجريمة الاولى وهي جريمة القتل فى صيغة الفعل المضارع تصويرا لها بصورة الامر الواقع الآن كأنه يعرض علينا هؤلاء القوم انفسهم وايديهم ملوثة بتلك الدماء الزكية.....".انتهى كلام الشيخ.
لاحظ اخى جمال..ان الاخبارعن اليهود سلفا وخلفا..بهذه الصفات..قد يبعث بعض الخوف الجبلى عند النبي صلى الله عليه وسلم...فهو محاط بقتلة الانبياء....لكن ما التعبير الذي يزيل الخوف جذريا...فى الآية؟
انا متيقن من انك تعرف الجواب...
---------------------------
قلت (أخي
ربما ما يبعث على الطمأنينة لدى الرسول عليه الصلاة والسلام هو قول الله "من قبل" ففيها دلالة على أنهم لا يستطيعون القتل الآن مع أن القتل للإنبياء صفة لهم
ما رأيك؟
__________________
قال ((صحيح......ذاك هو الشاهد..
لكن لا يخفى عليك ان هذا الاستدلال ...يستقيم فقط مع من يأخذ بمفهوم المخالفة...أما من لا... فلا...
---
أبومجاهدالعبيدي
02-16-2005, 06:47 AM
والأخوة هنا لا يريدون إلا الأبحاث المحققة المطولة...[/color]
من قال ذلك ؟
أما المحققة فنعم ، وأما الطويلة فليس ذلك بلازم
فهذا الملتقى أمامك فيه المشاركة المختصرة ، وفيه المسائل اللطيفة ، وفيه البحوث المتوسطة والطويلة ...
فكل ما كان من مسائل العلم فهو مراد ...
---
جمال حسني الشرباتي
02-16-2005, 07:17 AM
الحمد لله أني استطعت إذابة الجليد عند شيخي العبيدي فعقب على كلام قلته(1/3163)
---
(1/3164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو تزويدي بعقيدة مؤلف كتاب : لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام
---
أرجو تزويدي بعقيدة مؤلف كتاب : لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام
---
سنابل الخير
03-02-2004, 04:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اتمنى ممن لديه علم بعقيدة هذا المؤلف موافاتي به وله مني الشكر والدعاء
عمر محمد خليل أبو علي السكوني
مؤلف كتاب : لحن العوام فيما يتعلق بعلم الكلام
مقريء من فقهاء المالكية .
أختكم
---
عبدالرحمن الشهري
03-02-2004, 10:11 PM
له كتاب (التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزاليات في تفسير الكتاب العزيز) صدره بمقدمة عن التوحيد. وقد ذكر ذلك في ترجمته .
---
أحمد دبوس
03-03-2004, 02:20 AM
هناك كتاب بعنوان (( إلجام العوام عن علم الكلام))
إن كان ما تقصد فهو للإمام الغزالي صاحب منهج الأشاعرة في أوانه وللإن مازالت تدرس عقيدته
فالحذر .. الحذر
---
ابن العربي
03-03-2004, 01:32 PM
بسم الله
تجد ترجمته له في كتاب كشف الظنون ج 5 ص 788
وكتاب الأعلام للزركلي ج 5 ص 63
ولو ذهبت إلى طبقات المالكية ستجد ترجمة له
لكن والله تعالى أعلم أن كل من رد على الزمخشري في كشافه هم من الأشاعرة ويسمون أنفسهم بأهل السنة
وهناك كتاب المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف
تأليف صالح الغامدي
مجلدين تناول فيها الزمخشري وابن المنير ومن المحتمل أن يكون ذكر عمر بن محمد خليل هذا
وفقك الله
---
(1/3165)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > ماذا نفذ من الاقتراحات السابقة
---
ماذا نفذ من الاقتراحات السابقة
---
مصطفى علي
09-28-2006, 07:05 AM
الإدارة الكريمة نصبو بروحنا تجاهكم لنرى خدمتكم العلم وقد رأينا الكثير وما زلنا نطالب بالأفضل
فاقتراحي الآن هو حصر الاقتراحات السابقة والنظر إلى ما أنجز منها وما لم ينجز وسببه وهل تريد الإدارة سبيل من المشتركين لتذليل الصعاب ، أو المشورة في كيفية الوصول إلى تنفيد الاقتراحات
---
عبدالرحمن الشهري
09-28-2006, 05:40 PM
أحسن الله إليك أخي العزيز مصطفى ، فقد أشرت برأي رائع ، ولعلي أتفرغ ليلة قريبة لحصر الاقتراحات التي نفذت ، والمتبقية لتنفيذها أو النظر في إمكانية ذلك ، ونحن لا نستغني عن مشورتكم جميعاً بارك الله فيكم وسدد خطاكم.
---
مصطفى علي
09-28-2006, 06:08 PM
الدكتور كبير القدر الغالي الشأن برجاحة العقل / الدكتور عبد الرحمن الشهري
زادك الله عزًا ما أجمل تلك السرعة في الرد
مثلي ومثل كثير من الأعضاء لا تخلو صدورهم من أمنيات وأفكار يحبون أن تكون في ملتقى أهل التفسير .
كما يرون أن به عدد من الأفكار الجميلة التي عرضت من قبل
فما مدى قدرة أهل التفسير لترجمة الأماني على واقع التنفيذ مع ما حباهم الله من أعمال يقومون بها أصلاً .
هذه هي الحوائل التي تحيل بين الأماني والتطبيق
ففي الجعبة أفكار وأفكار كما أشرت حضرتك في مستودع الأفكار
من تلك الأفكار محاولة توحيد الجهود عن طريق المنتديات الكبيرة ( أهل الحديث ، أهل التفسير .... ) إلى توحيد مكتبة واحدة يرفع إليها الكتب الوورد ، وهذا قسم ، اكتروني وهذا قسم ، الأكروبات وهذا قسم ، وكذا ترفع فيه المخطوطات )(1/3166)
بحيث كل منتدى يعلن أن الذي يريد رفع كتب يذهب إلى المكان الفلاني ليرفع ، وكذا من أراد أن يحمل يذهب إلى المكان الفلاني ليحمل . وهذا المكان يقوم بتصنيف مادته دوماً بحيث ييسر على الرافع والذي يريد أن ينزل .
فبذلك تتوحد الجهود وتنظم .
كما ينصح هذا المكان بطلب للأخوة الذين يحققون أن من اختار كتابًا للتحقيق يضع أنه اختار الكتاب الفلاني حتى لا يتكرر الجهد ويفرغ جهد الآخر منهما إلى كتاب آخر لم يتقدم أحد لخطبيته .
وما زال في الرأس كثير بفضل الله تعالى .
ولكن الجهود والحوائل ... فأيهما علا استقر
والله المستعان
---
(1/3167)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > عرض لكتاب: " مراحل جمع القرآن.. دراسة مقارنة مع التوراة والإنجيل "
---
عرض لكتاب: " مراحل جمع القرآن.. دراسة مقارنة مع التوراة والإنجيل "
---
عبدالرحيم
12-17-2005, 06:27 PM
صدرت مؤخراً دراسة مهمة للبروفيسور الهندي الأصل د. محمد مصطفى الأعظمي المتخصص في علوم الشريعة الذي يعيش في المملكة العربية السعودية.. الدراسة صدرت في كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان:
The Hisiory of the Quranic Text fromo Revelation to Compilation - A comparative study with the Old and New Testaments.
"تاريخ النص القرآني من بداية النزول إلى جمعه في المصحف دراسة مقارنة مع التوراة والإنجيل".
عدد الصفحات مع المقدمة والفهارس 400 صفحة، وهي تكشف مخططات اليهود والمستشرقين الصليبيين للتشكيك في القرآن الكريم وهي المخططات التي تتواصل دون توقف حقداً على الإسلام وكراهية للقرآن.
يقول المؤلف: الصراع بين الحق والباطل قديم، والعداوة بين الإنسان والشيطان منذ خلق آدم عليه السلام. وعندما أرسل الله سبحانه وتعالى محمداً خاتم النبيين وأنزل عليه كتابه القرآن الكريم وأعلن أن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه، بدأ الصراع بين الحق والباطل. الباطل تلبَّس وتلون بتغير الزمان والمكان. وأصبحت محاربة القرآن أشد ضراوة وخاصة بعد إنشاء الكيان الصهيوني، وذلك لإيجاد مجتمع ملحد حول هذا الكيان على الأقل، فبدأت تظهر المقالات والكتب لهذا الغرض.(1/3168)
ونظراً لقدسية القرآن، يحافظ المسلمون على الأوراق البالية والممزقة منه، بحفظها في المكان المناسب. وعلى هذا الأساس ففي جامع صنعاء باليمن احتُفظ من القرآن الكريم الآلاف من الأوراق يرجع بعضها إلى القرن الأول. ثم نسيها الناس، حتى تهدمت الغرفة، واكتُشفت الأوراق وقد أصابها الماء والطين والغبار والتآكل. وقد اشتغل فريق من الألمان في تنظيف وترميم تلك الأوراق ومن ثم ترتيبها وتصويرها، ولاحظ بعضهم الاختلاف في بعض المصاحف، خاصة في كتابة الألف في وسط الكلمة.
وعندما نشر الكاتب الصحفي توبي ليستر مقالة في "أتلانتيك منثلي" (يناير 1999م) Atlantic Monthly عنوانها "ما هو القرآن"؟ What is Koran حيث استغل اختلاف الهجاء الخاص بكتابة الألف في بعض المخطوطات اليمنية، وحشد في المقالات عشرات الأسماء لكبار المستشرقين وبعض "المسلمين" أمثال نصر أبوزيد المحكوم عليه بالردة، وكان الهدف منها زعزعة إيمان المسلمين بالقرآن الكريم وحفظه، وبعده عن التصحيف والتحريف، ولذلك أثار المقال قدراً كبيراً من الانفعال المتسم بالغضب عند كل من قرأ المقال من المسلمين ولا سيما في الغرب، وتساءل شباب المسلمين: أين علماؤنا كي يردوا على ادعاءات ليستر المشككة في سلامة النص القرآني؟ كأن المسلمين عاجزون تماماً عن الدفاع عن عصمة القرآن بطريقة علمية منهجية. وقد رد عليه بعض المسلمين في وريقات، رداً بسيطاً خفيفاً.
العداء للإسلام
في ضوء هذه الخلفية التاريخية بدأ د.محمد مصطفى الأعظمي، بحثه عن سلامة النص القرآني، وقارن بين حفظه وحفظ التوراة والإنجيل.
يقول: إن عداوة اليهود والنصارى للقرآن من عهد النبي { حتى الآن، مرت بثلاث مراحل رئيسة ولكل مرحلة سمتها ومتطلباتها.(1/3169)
المرحلة الأولى: من صدر الإسلام إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي وكان هدف أهل الكتاب في هذه الفترة هو إقامة سور حاجز حول النصارى واليهود لئلا يتأثروا بالقرآن، فملأوا كتبهم بالأكاذيب والافتراءات على الإسلام والقرآن.
المرحلة الثانية: من منتصف القرن الثامن عشر الميلادي إلى منتصف القرن العشرين، وقد تم استعمار البلاد الإسلامية في هذه الفترة، فأصبح الهدف هو تنصير المسلمين لأن الخوف من تأثير القرآن على المجتمع المسيحي كان قد زال.
المرحلة الثالثة: من منتصف القرن العشرين حتى الآن، وهذه المرحلة تبدأ بإنشاء الكيان الصهيوني.. وبما أنه ثبت لدى الغربيين أنه لا يمكن تنصير البلاد العربية والإسلامية لتصبح دولاً مسيحية، إضافة إلى الكيان الغاصب، كان لابد من إيجاد وسيلة لمحو الكراهية من قلوب المسلمين ضد يهود حتى يتمتع اليهود بالحدود الآمنة، وهذا لا يتحقق إلا بمحو الدين والقضاء عليه.
ولقد بيَّن هذا بكل وضوح شمعون بيريز في مقابلة تلفازية على شبكة PBS الأمريكية بتاريخ 29-3-1996م عندما سأله المذيع ديفيد فروست عن سبب كره الأوروبيين لليهود، فقال: في القرن الماضي "أي القرن التاسع عشر" واجه اليهود هذا السؤال فقالوا: لماذا يكرهنا العالم؟ فانقسموا فرقتين، فرقة تقول: الخطأ فينا، ولذا يجب أن نصحح أنفسنا. وهذه الفرقة هي التي أنشأت دولة "إسرائيل"، وأما الفرقة الأخرى فاعتبرت أن اليهود على صواب والعالم على خطأ، فعليها تصحيح مسيرة العالم. وهذا يتطلب بناء العالم ليصبح عالماً بدون جنسيات، وبدون طبقات، وبدون دين، وبدون إله (الذي ينادي بكراهية الناس). وهؤلاء أصبحوا قادة الشيوعية والاشتراكية.
في ضوء هذه المتطلبات الحديثة في هذه المرحلة بدأت الدراسات الاستشراقية تتعامل مع القرآن بروح عدائية أكثر فمثلاً:(1/3170)
ظهرت مقالة في سنة 1952م للقس ألفريد غيوم، بعنوان "أين كان المسجد الأقصى؟ حيث أثبت القسيس بزعمه أن المسجد الأقصى لا وجود له في القدس، بل هو في الجعرانة "على بعد 20 كم من مكة المكرمة".
تكشف مخططات اليهود والمستشرقين للتشكيك في القرآن الكريم
وأما يهودا نيفو "الإسرائيلي" فله مقالة بأن الكعبة في مكة المكرمة ليست هي الكعبة المذكورة في القرآن، بل الكعبة الأصلية موجودة في صحراء النقب.
وادعى يهودا نيفو أيضاً أن المسلمين لم يخوضوا الحرب مع بيزنطة وأعوانها بالشام، بل سلَّمت بيزنطة المسلمين المنطقة بكاملها تسليماً ودياً، وبذلك حرَّف تاريخ الإسلام والمسلمين.
ظهر كتاب للبروفيسور اليهودي وانسبراؤ من جامعة لندن بعنوان "دراسات قرآنية" وأثبت في زعمه أن القرآن من تأليف المسلمين في القرن الثالث الهجري.
إذن مقالة توبي لستر ليست إلا حلقة في سلسلة حلقات لمحاربة القرآن وليست شيئاً جديداً.
ولمحاربة القرآن اتخذ المستشرقون والمنصرون محاور عدة، ومناهج مختلفة، فقد ينفع منهج مع البعض، وينفع منهج آخر مع البعض الآخر. ومن مناهجهم:
1 اعتبار القرآن نتاج المجتمع الإسلامي وليس كلام الله.
2 إعطاء ترجمة معاني القرآن مكانة الأصل والسماح للناس بقراءة القرآن بلغاتهم ولهجاتهم في الصلاة والتلاوة.
3 "تنظيف" القرآن من 330 آية.
4 عدم الإصرار على أن الإسلام هو الدين الحق الوحيد، فقد يكون الإسلام حقاً لبعض البشر، والمسيحية حق للبعض الآخر.
5 عدم السماح للمسلمين بتفسير القرآن، فهم غير مؤهلين لفهم النصوص القرآنية بسبب الانحياز "كونهم يؤمنون بقدسية القرآن"، والتفسير هو ما يفسره الغربي لكونه غير منحاز.
6 السماح للمسلمين بتفسير القرآن ولكن في ضوء الحقائق النصرانية.(1/3171)
7 إلغاء الفترة المدنية من القرآن والسيرة، والاكتفاء بالفترة المكية، وبهذا يتم التخلص من الشريعة والتركيز على التوحيد فقط، وهذا ما يطالب به خالد دوران "مجهول الهوية" والقسيس كينيث كريج.
وهناك طعون أخرى على شكل أبحاث علمية، منها اختلاف القراءات، ومنها النقص الذي كان في الخط العربي مثل عدم وجود التشكيل في زمن النبي {، والذي سبب اختلاف القراءات والتغيير في المصحف حسب زعمهم.
في هذا الجو بدأت تأليف الكتاب الذي استغرق أربع سنوات من البحث والكتابة، ومن المواضيع المهمة التي نوقشت فيه بالتفصيل ما يلي:
بيَّنت أن الكتابة انتشرت بسرعة حتى إنه كان للنبي { أكثر من ستين كاتباً، وأن الخط العربي أصيل، وكان يستعمل في الجزيرة منذ عدة قرون قبل الإسلام موضحاً بنماذج من كتابات عربية قبل الإسلام، ومن المُسلمات الحديثة التي خالفت فيها رأي علماء التاريخ من المسلمين والمستشرقين في أصل الخط العربي.
فأنا أقول بعكس من يقول: إن الخط العربي تطور من الخط النبطي، لأن الخط النبطي هو نفسه الخط العربي؛ إذ النبط كانوا يتكلمون اللغة العربية، وهم من أولاد إسماعيل عليه السلام الذين نزحوا إلى شمال الجزيرة، وتسمية خطهم الخط النبطي هو من عمل المستشرقين الذين كانوا ولا يزال بعضهم يسمى الإسلام Mohammedanism "المحمدية"، والمسلمين Mohammedan "المحمديين"!.
ذكرت أن الإملاء يتغير بمرور الزمن، ولا يقتصر على لغة دون أخرى، والتغير الذي حدث في اللغة العربية خلال أربعة عشر قرناً لا يكاد يذكر، إذا ما قورن بأي لغة أخرى، وجئت بأمثلة من اللغة الإنجليزية مثل كلمة "الابن" فكانت تكتب sonne والآن تكتب son، وأما كلمة "يحكم" فكانت تكتب iudging بحرف i بدلاً من j، والملاحظ أن الحرف j لم يخترع في أوروبا إلا في القرن السادس أو السابع عشر.(1/3172)
أوضحت أن المنهج الذي اتبعه سيدنا زيد بن ثابت } في جمع القرآن هو أدق منهج علمي يمكن أن يُتَّبع في الأوساط الأكاديمية.
هناك نصوص تدل على أن سيدنا عثمان بن عفان } أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن من جديد، ثم قورن هذا بما وجد مكتوباً في بيت أم المؤمنين عائشة ثم بمصحف سيدنا أبي بكر الذي كان مودعاً عند أم المؤمنين حفصة }، ثم أمر عثمان بكتابة المصاحف.
الأصل في القرآن هو التلقي شفاهة، لذلك أرسل عثمان } مع كل مصحف قارئاً.
المناخ الاجتماعي والسياسي كان في وصف القرآن وخاصة بعد هجرة النبي { إلى المدينة المنورة، لأنه كان هناك شعب يؤمن بالقرآن ويتلوه آناء الليل والنهار، وكانت الحكومة حامية للمصحف، وكانت أحكامه مطبقة من عهد النبي {، إضافة إلى وجود الآلاف من المصاحف في القرن الأول الهجري، خلافاً للتوراة حيث فقدت التوراة بعد سيدنا موسى لستة أو سبعة قرون ثم وجدت "صدفة" في المعبد، ثم فقدت مرة أخرى لمدة قرنين. أضف إلى ذلك حقيقة أن جميع ملوك مملكتي إسرائيل ويهوذا الأربعين باستثناء ملك واحد كانوا ضعيفي الصلة بالتوراة بل كانوا من عبدة الأصنام وأتباع الشياطين. ولقد أثبت أن التوراة قد حصل فيها كل أنواع التغيير والتحريف والتبديل وذلك باعتراف علماء اليهود والنصارى، حيث ثبت أن اليهود كانوا بعد التحريف يحرقون النسخ القديمة التي لا تتماشى مع التحريف، لذا فإن أقدم مخطوطة كاملة للتوراة ترجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي.
في ضوء مخطوطات البحر الميت التي وجدت في كهوف قمران، يُدعى أنها من القرنين الأول(1/3173)
والثاني الميلاديين، وذلك لأن الرومان دمروا المنطقة في سنة 68م، ثم في سنة 136م تقريباً، فكل ما وجد في الكهوف في تلك المنطقة فهو من ذلك التاريخ أو من قبله، وبما أن بعض المخطوطات الموجودة في تلك الكهوف من العهد القديم، ونصه يتفق تقريباً مع العهد القديم المتداول حالياً، وهذا يثبت حسب زعم علماء الآثار والعهد القديم أن نص التوراة أصبح ثابتاً "أي أنه لم يحدث تحريف أو تبديل في النص" منذ القرن الأول الميلادي. ويرى الأعظمي عكس ذلك، لأنه وجد في ضمن الكهوف أوراقاً باللغة العربية، أحدها مؤرخ سنة سبع وعشرين وثلاثمائة هجرية أي في القرن العاشر الميلادي، وهذا يدل على أن الكهوف لم تكن محكمة بل يستطيع أي فرد دخولها والعبث في محتوياتها.
ثم بعد كل هذا عملت دراسة مقارنة للتوراة والإنجيل، ونقلت اعترافات اليهود والنصارى في تحريف كتبهم التي لم يزل تحريفها مستمراً. في الترجمات الجديدة للإنجيل تم حذف أو تعديل كل ما يسيء إلى اليهود، وقد ذكر الباحثون أنه يوجد في الإنجيل أكثر من مئتي ألف (200.000) اختلاف في القراءة، والكثير من النصوص التي لها صلة بالعقيدة المسيحية مثل التثليث، والرفع إلى السماء والخطيئة الأزلية لا توجد في النسخ القديمة من الإنجيل، علماً بأن أقدم مخطوطة كاملة من الإنجيل باليونانية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي.
وفي الكتاب بيان عن دوافع الاستشراق في الكتابة عن القرآن الكريم، ووضحت تماماً أنه لا شأن لليهود والنصارى بأن يكتبوا عن الإسلام والقرآن. ومن المبادئ المهمة التي لم يلتزم بها المسلمون، وخاصة في العصر الحاضر، قول ابن سيرين: "إن هذا العلم دين.. فأنظروا عمن تأخذون دينكم".
نقلاً عن مجلة المجتمع الكويتية
عدد 1629
تاريخ 4/12/2004م
وانظر فيها أيضا:
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=152316
---
مساعد الطيار
12-18-2005, 07:37 AM
هل من خبر عن ترجمة هذا الكتاب ؟(1/3174)
فالمؤلف لم يكتبه بالعربية ؛ حسبما علمتُ .
---
سمير القدوري
12-22-2005, 04:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز لدي تنبيه مهم بشأن استعمال شائع بين الأخوة الذين يكتبون بالعربية, فهم إلا تحلة القسم, يترجمون كلمة Bible ترجمة غير دقيقة وذلك قولهم له: الإنجيل.
والصواب أن تترجم الكلمة بالكتاب المقدس كما هو عرف النصارى العرب.
ومن المعلوم أن الكتاب المقدس لدى النصارى يتألف من شقين متمايزين:
الشق الأول هو العهد القديمthe Old Testament وفيه كتب اليهود المقدسة( ويزيد الكاثوليك في عهدهم القديم سبعة كتب يرفضها اليهود والبروتستانت).
الشق الثاني هو العهد الجديدthe New Testament وفيه كتب النصارى المقدسة وعلى رأسها الأناجيل الأربعة, وقد يطلق البعض على كل العهد الجديد لفظ الإنجيل تجوزا ومسامحة.
لهذا نرى أن من يترجم كلمة بايبل بالإنجيل يقصي من حسابه حصة الأسد من الكتاب المقدس التي يشتمل عليها العهد القديم. كذلك تجد اليهود والنصارى يطلقون على العهد القديم ما يسمى بالفرنسية:
La Bible Hebraique أي الكتاب المقدس العبراني.
لدى نرى أن كلمة الكتاب المقدس جامعة مانعة.
---
أبو عبد المعز
12-24-2005, 03:38 AM
أخي الكريم :
"الكتاب المقدس" ليست تسمية شرعية....القرآن يسمي كتاب اليهود توراة وكتاب النصارى إنجيلا......ويجمع الفريقين تحت اسم أهل الكتاب.....(ولعل فيه إشارة إلى جمع الشقين في مجلد واحد كما تفضلت وأشرت إلى ذلك) والأولى أن نقول -في حالة الجمع- كتاب اليهود والنصارى أما صفة "المقدس" فلا ينبغي مجاراة الكفار فى استعمالها ....بل هي خطأ محض بالنظر إلى ما يوجد في الكتابين الآن من كفريات وسب لله وقدح في الأنبياء فأنى لهما التقديس.
---
سمير القدوري
12-24-2005, 04:54 PM(1/3175)
الأخ الكريم شكرا جزيلا على ما قلته, وأنت تعلم أن لكل علم مصطلحاته, ولعلم تاريخ الأديان مصطلحاته, وقد قيل لا مشاحة في الاصطلاح, وأصل التسمية" الكتاب المقدس " التي تجدها على غلاف ذلك المجموع للعهدين القديم والحديث أخذها النصارى العرب عن النصارى الناطقين بالأنجليزية وذلك قولهم:
the Holy Bible أو بالفرنسية la SAINTE BIBLE
ولسنا الآن بصدد الجدال حول قدسية أو عدم قدسية كتابهم فتلك مسألة أخرى وإنما نخبر عن اصطلاح يفهمه الجميع, وقد كان المسلمون قديما يطلقون على كتب أهل الكتاب: الكتب القديمة.
وقد لاحظت بعض المترجمين للقرآن نظرا لعدم علمه بالأديان يترجم كلمة التوراة بكلمة
LE Pentateuque والتي تعني بالفرنسية الأسفار الخمسة (المنسوبة لموسى) وكأن القرآن الكريم يقصد هذه الأسفار المتداولة اليوم, وهذا غلط فاحش.
وأنا أسأل الأخ ماهي التسمية الشرعية لسفر أخبار الأيام أو لسفر أرميا؟؟
---
سمير القدوري
12-24-2005, 05:37 PM
الترجمة الصحيحة لعنوان كتاب الأعظمي:
The Hisiory of the Quranic Text fromo Revelation to Compilation - A comparative study with the Old and New Testaments
تاريخ نص القرآن إلخ... دراسة مقارنة مع العهد القديم و[العهد] الجديد.
فالقرآن لم يسم قط العهد القديم بالتوراة وإنما يقصد فقط الكتاب المنزل على موسى وحده, بينما العهد القديم مجموع من 39 كتابا ليس واحد منها منزلا على موسى باعتراف الراسخين في علم تاريخ الأديان سواء منهم الغربيون أو المسلمون.
ولا سمى القرآن العهد الجديد بالإٌنجيل وإنما يقصد الكتاب المنزل على عيسى, بينما العهد الجديد مجموع من 27 كتابا ليس واحد منها منزلا على عيسى باعتراف النصارى أجمعين.
---
أبو عبد المعز
12-24-2005, 07:50 PM(1/3176)
أخي الكريم-وفقك الله- ونشكرك على كتاباتك النافعة في هذا الموضوع وقد استفدنا منها ما شاء الله, بيد أن عندي حساسية شديدة تجاه المصطلحات ولي رأي -ولست وحدي- يرى أن من أعظم أسباب عدم الاهتداء تسمية الأشياء بغير اسمها.....وقد كان أبو محمد بن حزم -رحمه الله- يعتبر هذا جريمة كبرى فلا تؤاخذني لو تشددت قليلا.
ومبدأ "لا مشاحة في الاصطلاح" ليس على اطلاقه .....والمانع هنا قوي من وجهين:
-عدول عن التسمية الشرعية ولا مبرر لهذا العدول .
-"الكتاب المقدس " مركب وصفي ينطق بالتزكية والطهارة .والعربي يفهم منه مدحا لا محالة ومدح ما بين يدي النصارى واليهود لا يقبله الشرع لأن فيه تزيينا للباطل....ولما كنا مأمورين بعدم تصديقهم أو تكذيبهم كان الصواب أن نسمي كتابهم بما لا يدل على مدح أو هجو وقد وجد في القرآن والسنة وكلام السلف :" أهل الكتاب."
وما أوردته من أصل التسمية" الكتاب المقدس " التي تجدها على غلاف ذلك المجموع للعهدين القديم والحديث أخذها النصارى العرب عن النصارى الناطقين بالأنجليزية.هذا نقل نصراني عن نصراني وإقرار بعضهم لبعض....ونحن المسلمين لا نقرهم على ذلك ووصف كتابهم بالتقديس إقرار به-من جنس الإقراراللفظي شئنا أم أبينا -وليس من الدقة العلمية أو من المعروف الخلقي أن نستعمل لفظا ونحن لا نريد معناه.
ومن الأخطاء في هذا السياق أيضا تسمية التثليثي بالمسيحي ....وهذا عدول مرة أخرى عن التسمية الشرعية فالله سماه نصرانيا وينبغي أن يسمى كذلك ولا ينبغي أن ننسب كافرا إلى نبي مسلم هو المسيح عيسى بن مريم والله قد طهره منهم.
أما إن لم يكن في شرعنا اصطلاح ارتضاه الله ورسوله فلنا أن نسمي الأشياء بما نشاء ....فنقول كتاب عاموس وكتاب حزقيال ورؤيا يوحنا وسيرة استير كل ذلك بدون وسم بتقديس أو بغير تقديس.(1/3177)
والتوراة في شرعنا هو الكتاب المنزل على موسى عليه السلام كما تفضلت ونبهت عليه...والانجيل هو الكتاب المنزل على أخيه المسيح عليه السلام وهو مفقود أو توزعت بعض جمله وفقراته في "الاناجيل" المزعومة التى كتبها كهان ورهبان -وأغلب الظن أنهم غير الحواريين ونلتمس منك أن تجلي لنا هذه المسالة- هذه الكتب وغيرها-باستثناء التوراة والانجيل المسيحي- هي كتب اليهود والنصارى نسميها كذلك بدون وصف يشعر بالمدح.
---
موراني
12-24-2005, 11:27 PM
اسمحوا لي أن أضيف الى هذه التساؤلات حول المصطلحات المذكورة بعض توضيحات ربما تكون في محلها :
العهد القديم : هو (التوراة ) وما الى ذلك من الكتب الأخرى المنسوبة الى أنبياء وملوك اليهود وما الى ذلك وهو old testament
العهد الجديد هو الانجيل بما فيه من الكتب بأسماء مؤلفيها وكتب أتباع عيسي , وهو :new testament
كلاهما يسميهما النصارى ( ولا اليهود) ب : Bible معا .(ومعناه الأصلي من اليونانية : الكتاب biblion)
أما Pentateuch ومعناه : الكتب الخمسة لموسى وفهو جزء من العهد القديم .
عندما يقول النصارى اليوم : (الكتب المقدسة) فيعني بذلك العهد القديم والعهد الجديد (الانجيل) معا
فأنا أقول : لا ينبغي أن يقال ان الانجيل كتاب مقدس لسبب واحد :انّ اسماء مؤلفي هذه الكتب الأربعة مسجلة في بداية كتبهم فكيف يكون مقدسا ؟ حتى لو رووا كلام عيسي بألفاظه المختلفة .
النصارى يعتبرون هذه الكتب في (الانجيل) مقدسا لأنّ فيها كلمات مروية لعيسى .
---
محمد الأمين
06-07-2006, 06:48 PM
هناك تعقيب على ما ذكره الدكتور موراني
التوراة (العزيرية) بأسفارها الخمسة هي جزء صغير من العهد القديم (كتب الإسرائيليات)
و الأناجيل الأربعة هي جزء صغير من العهد الجديد (النصراني) حيث أن بولص هو مؤلف معظم أسفاره
اسم كتاب الدكتور الأعظمي بالإنكليزية:(1/3178)
The History of the Quranic Text, from Revelation to Compilation: A Comparative Study with the Old and New Testaments
Muhammad Mustafa Al-Azami
Publisher: UK Islamic Academy
ISBN: 1872531652
أو
ISBN: 1872531660
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-08-2006, 03:48 PM
المسألة ذات أكثر من شقّ
1- نظرية التسمية أو ستراتيجية التسمية[ثم كتاب بهذا العنوان] ، في حقل اللسانيات، لها مبادئ وتاريخ (ايطمولوجيا[كتبت بالطاء في فهرست النديم]) .. وكتب وأدبيات.
2-توجد كتب كثيرة كتبت في فترات مختلفة ونسبت الى أشخاص مختلفين حملت أسماءهم،
وفيها مجاميع لها أسماؤها ، وهي كلها لها اسم.(في تراث أهل الكتاب)
3-في اللغات الأوربية يجمع هذه الكتب اسم واحد هو (البايبل Bible) وتفتقد اللغة العربية الى كلمة مفردة أو اسم علم مفرد يقابل هذه الكلمة، ولما كان الغرب المتدين قد أضاف كلمة هولي لوصف كتابه، قام المترجمون العرب بترجمتها الى المقدس فقالوا(الكتاب المقدس). وهي تسمية تفيد الدارسين لعلم مقارنة الأديان كالدكتور سمير. لكنها أثارت مشكلة جديدة هي مشكلة ترجمة كلمة هولي بـ(مقدس) التي اعترض عليها ابو عبدالمعز محقا. لأنها ضمن علم ترجمة الأيديولوجيات أو الإيحاءات وهل ثم أيديولوجيا كالدين؟
إذن الحق مع الجميع وسبب المشكلة افتقاد العربية الى كلمة مفردة تقابل بايبل. وهذا الافتقاد هو السبب الذي حدا بمترجمين عظام الى استخدام كلمة انجيل مقابل البايبل. فمثلا:
كتب من قبيل The Bible of Windows
يريد أن يجمع كلما قيل عن نظام التشغيل وندوز مما يعد أصلا. فيفهمه العالم بأجمعه. فماذا نترجمه نحن؟
هل كتاب وندوز المقدس؟ مما لن يفهمه احد! أم انجيل وندوز؟
وهم يستخدمون بايبل لكل كتاب يجمع بين دفتيه الأساسيات المهمة عن أي موضوع.
وقد قال برتراند رسل عن ارسطو ان كتبه كانت تمثل(The Bible of science)(1/3179)
فترجمها زكي نجيب محمود بـ(إنجيل العلم) وهي ترجمة أفضل من الكتاب المقدس للعلم ، لكن ربما لو اكتفى بـ(كتاب العلم) لكان أولى؟ ! وربما كان اختياره أفضل. لماذا لأن الإشكال لغوي.
فالمفردة يا سادة سلاح وميزان يسبب افتقادها مشاكل فكرية وإساءة فهوم متنوعة.4- لابدّ لنا أيضاً من معرفة إحالات القرآن الكريم حين يذكر أو يردّ على كتب اهل الكتاب هل كل احالاته وردوده موجودة في بايبلهم اليوم؟أم أنه يحيل الى كتب تعترف بها بعض مؤسساتهم ولا تعترف الأخرى؟ أم أنه يحيل الى ما لا يعترفون به اليوم مما قد انقرض من كتبهم؟ ـــــ هذا كله يفيدنا في استخدام مصطلح القرآن من عدمه.، فنحن لن يفيدنا أن نستخدم مصطلحاً قرآنيّاً لغير المشار اليه الواقعي كما هو. وإلا فسنكون ممن قال في القرآن برأيه المجرد وهو حرام شرعاً. فلا يخفى أن دلالة كلمة(صابئين) التي ذكرها القرآن قد استغلها (الحرانيون) في العصر العباسي لينالوا حقوق (أهل الكتاب) داخل المجتمع المسلم[ذكر ذلك النديم أو ابن النديم في الفهرست]
5- لابدّ لنا عند وضع مصطلح ما أو تعريبه من أخذ كل هاتيك الأمور بالحسبان ومعها غيرها.
وفي ضوء حدسي للثقافتين العربية والغربية أرى أن اختيار مترجمي القرن العشرين لكلمة انجيل في مقابل بايبل هو ضرورة أملتها الظروف ، وهي على نقصها لا أجد عنها محيدا او محيصا. سيكون المنقذ الوحيد هو ان نعرب كلمة بايبل الى البابل او البابيل بتقديم الباء على الياء مراعاة للصيغة العربية، أو نكتفي بكلمة (كتاب) ونعتمد على السياق لكننا سنخسر الكثير فالقرآن وكتاب سيبويه أولى في ثقافتنا _على ما يبدو- من كتاب اهل الكتاب. لكن كلمة كتاب تمتلك حضورا يوازي كلمة (انجيل).
وهذا امر تقرره مجامع اللغة العربية التي تحتاج أعضاء نشطاء يكثرون طرق بريد وزارات الثقافة والصحافة لتبني (تعريباتهم) ، ولسنا نملك الا اجترار النقاش وتجاذب اطراف الحديث.(1/3180)
مجرد إطلالة متواضعة على أصل الخلاف أحببت أن أزاحم بها الإخوة الكرام بركبتي لعلي أن أنال بمناقشتهم فائدة صحبة العلماء.
---
رحمت الله الهندي
06-12-2006, 11:12 PM
حسب ما نقل إلي من فتوى الشيخ سفر الحوالي انه يجوز اطلاق لفظ الكتاب المقدس على كتب اهل الكتاب وذلك لأنهم " هم من يقدسونها " وليس نحن .. مع اني افضل ان يطلق عليها كلمة " بايبل " اي نستخدم الكلمة الانجليزية وذلك ان هذه الكلمة مأخوذه من الاصل اليوناني "بايبلوس" ومعناها الكُتُب .. فإن كان اصحابها يطلقون عليها بالـ " الكتب " فعلاما نطلق عليها نحن الكتاب المقدس ؟
مع انه يجوز حسب ماوردني عن الشيخ سفر الحوالي إلا أني شخصياً افضل ان نطلق عليها لفظ بايبل
مع العلم ان الطبعات الحديثة من البايبل قد اقصت كلمة Holy منها واستبدلتها بـ The فقاموا يطلقون عليها The Bible
اضف إلى ذلك ان أغلب علماء الاهوت إن لم يكونوا كلهم لايكتبون في مقالاتهم او كتبهم Holy Bible في كل مره يذكرون فيه كتابهم البايبل .. بل انهم يطلقون عليه Bible بدون لفظ التقديس .
من الجدير بالذكر ان كتابهم البايبل نفسه لم يطلق على نفسه لفظ القداسه لا في عهده القديم او الجديد ولم يدعي قط انه كتاب موحى به من الله سبحانه.
---
عبدالرحمن الشهري
06-13-2006, 10:07 AM
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد العلمية الدقيقة ، وأَنَّى لنا بمثلها .
وقد بلغني أن الدكتور محمد مصطفى الأعظمي قام بترجمة كتابه إلى اللغة العربية ، وأنه بصدد نشره .
---
محمد بن جماعة
04-12-2007, 07:20 AM
هل من جديد بخصوص النسخة العربية من الكتاب ؟
---
(1/3181)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك
---
ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك
---
محمد محمد احمد
04-23-2006, 12:06 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أود اطلاعكم على ترجمة الاية السابعة من سورة الاسراء و التي قال الله تغالى فيها :
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7)
انظر كيف وجدت ترجمتها الانجليزية :
[17:7]
(Saying): If ye do good, ye do good for your own souls, and if ye do evil, it is for them (in like manner). So, when the time for the second (of the judgments) came (We roused against you others of Our slaves) to ravage you, and to enter the Temple even as they entered it the first time, and to lay waste all that they conquered with an utter wasting.
لا بل انظر لهذه الترجمة التي استخدمت الضمير your العائد على اليهود
17:7]
If ye did well, ye did well for yourselves; if ye did evil, (ye did it) against yourselves. So when the second of the warnings came to pass, (We permitted your enemies) to disfigure your faces, and to enter your Temple as they had entered it before, and to visit with destruction all that fell into their power.
هذه هي اغلب التراجم الموجودة حتى في مواقعنا العربية الاسلامية!
لاحظ ان كلمة مسجد ترجمت الى كلمة temple و بما ان الاية تتحدث عن اليهود فالمقصود هو الهيكل المزعوم!(1/3182)
وكما اني بحثت في المورد عن معنى كلمة temple فوجدت اول معنى لها "هيكل" واتعجب لماذا لم تترجم كلمة مسجد في الية الكريمة الى mosque كما هو الأصل في القران الكريم
كما اني اعترض على ترجمة الاية الاولى من سورة السراء حيث ترجمت كلمة الاقصى الى further اي الابعد ولكن كلمة الاقصى في هذه الاية هي اسم و ليس صفة و ليعلم جميع العالم ان المسجد الاقصى مذكور في القران وهو جزء من الدين الاسلامي وليس مجرد مسجد عادي
ارجو نصرة القران الكريم و ارجو التحقق من كل التراجم الموجودة بكل اللغات الاخرى كالفرنسية والالمانية والصينية و التركية..........
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------
---
(1/3183)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد كلام ابن القيم هذا ؟!
---
أين أجد كلام ابن القيم هذا ؟!
---
ابن حجر
09-06-2004, 12:54 PM
قرأت لابن القيم كلاماً منقولاً بهذا النص :"لا يجوز لأحد أن ياخذ من الكتاب والسنة مالم يجتمع فيه شروط الاجتهاد"
سؤالي / أين أجد هذا الكلام فضلاً ؟
ثم هل يوجد اليوم من هو قادر على الاستنباط من الكتاب والسنة ، أو الناس اليوم يتبعون كلام السلف من غير استنباط ؟
وهل في ظنكم مشايخي الكرام من أحد حاز مرتبة الإجتهاد اليوم ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2004, 05:15 PM
لم أجد هذا النص عند ابن القيم بعد البحث في كتبه من خلال برامج الحاسب الآلي ، وهو لا يتفق مع منهج ابن القيم رحمه الله ، فقد يكون ذكر شيئاً مقارباً ، أو نقله الناقل عنه بالمعنى فوهم أو نحو ذلك ، فلو تكرمت بذكر تفاصيل أكثر عن هذه المسألة التي ورد هذا النقل خلالها. وربما يعزو كثير من متأخري الحنابلة ولا سيما شراح كتاب التوحيد نقولاً لابن القيم ولا تحدها بنصها في كتبه ، مما يدل على أنهم ينقلون بالمعنى دون النص على ذلك.
وأما مسألة الاستنباط من القرآن والسنة والقدرة عليها في العصر الراهن فهي قائمة ، والقادرون عليها كثير ولله الحمد من العلماء وطلاب العلم المتضلعين من العلم ، والسالكين طريق السلف المجتهدين في طلب العلم والقيام بواجب تعليمه وحمله. وهناك من بلغ رتبة الاجتهاد في العلم ولله الحمد ، والأمر في هذا واسع ، وفضل الله أوسع من يحده حده سبحانه وتعالى . وهناك من العلماء المغمورين من بلغ شأواً بعيداً في الفهم والعلم ، وسعة الاطلاع ، ومن تتبع أحوال العلم في الوقت الحاضر وجد مصداق ذلك إن شاء الله.
---
ابن حجر
09-09-2004, 06:20 PM
أستاذي وشيخي / عبدالرحمن بن معاضة الشاعر الأريب والشيخ الأديب(1/3184)
أدام الله علي أفضالك ، ومتعك بصحة النفس والولد ..
قلتم _ وحفظ الله دوامكم _ "وأما مسألة الاستنباط من القرآن والسنة والقدرة عليها في العصر الراهن فهي قائمة ، والقادرون عليها كثير ولله الحمد من العلماء وطلاب العلم المتضلعين من العلم ..."
وتعبيركم بكثير يشكل عليه ماذكره الأصوليون : من ذكر شروط الإجتهاد المعلومة :
أجمعت العلماء قاطبة على أنه لا يجوز لأحد أن يكون إماماً في الدين والمذهب المستقيم حتى يكون جامعاً هذه الخصال، وهي:
1.ان يكون حافظاً للغات العرب واختلافها ومعاني أشعارها واصنافها
2.ان يكون عالماً فقيهاً وحافظاً للإعراب وانواعه والإختلاف
3.ان يكون عالماً بكتاب الله، حافظاً له ولاختلاف قرائته واختلاف القرّاء فيها
4.ان يكون عالماً بتفسيره ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وقصصه
5.ان يكون عالماً بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، مميِّزاً بين صحيحها وسقيمها ومتصلها ومنقطعها ومراسيلها ومسانيدِها ومشاهيرها واحاديث الصحابة موقوفها ومسندها
6.ان يكون ورعاً صائناً لنفسه صدوقا ذو ثقة، يبني مذهبه ودينه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،
فإذا جمع هذه الخصال، فحينئذ يجوز ان يكون إماماً وجاز أن يقلد ويجتهد في دينه وفتاويه. واذا لم يكن جامعاً لهذه الخصال أو أخلَّ بواحدة منها كان ناقصاً ولم يجز ان يكون اماما وان يقلِّده الناس (قاله الامام ابو بكر الهروي). فمن لم يكن إماماً، عليه ان يقتدي بمن هو بهذه الخصال المذكورة.
تصنيف المسلم
الناس في الدين على قسمين: مقلد ومجتهد
لذلك فرض على من ليس بمجتهد ان يسئل ويقلد
وقال ابن القيِّم في اعلام الموقعين: لا يجوز لأحد ان يأخذ من الكتاب والسنة ما لم يجتمع فيه شروط الإجتهاد.
وعندما سؤِلَ الامام احمد بن حنبل، اذا حَفَظَ الرجل ماية ألف حديث هل يكون فقيهاً؟ قال لا فما زال السائل يزيد العدد حتى قال فأربع ماية الف، فقال الامام نعم.(1/3185)
والتواصل قائم بيني وبين أستاذي ومن أرد المشاركة
---
عبدالرحمن الشهري
09-09-2004, 09:31 PM
أخي الكريم ابن حجر حفظه الله ورعاه
أشكرك على حسن ظنك بأخيك ، وإن كنت دون ذلك بكثير ، أسأل الله لي ولك الستر والعفو.
وأما ما تفضلتم به من النقل لشروط المجتهد فهي محل أخذ ورد كما تعلمون بين العلماء ، وفي بعضها غلو لا يمكن تحققه ، كما قال السيوطي في منظومته:
وأن يكون عالماً بكل فنْ * وأن يعم علمه أهل الزمنْ
ولكن الذي يبدو لي أن هناك من يحق له الاجتهاد بشروطه المعقولة المتفق عليها بين العلماء ، ولا سيما مع القول بأن الاجتهاد يتجزأ ، ويصح الاجتهاد في مسائل محدودة دون غيرها أو في فن دون غيره.
وبحث هذا الأمر طويل ، ومحله كتب أصول الفقه .
أسأل الله للجميع التوفيق.
---
النووي
09-09-2004, 10:20 PM
أحبتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الشروط مراعاتها سائرة إلى عهد قريب وبقي من العلماء من يحتاط لدينه فيأخذ بها
ولكن مسألة تجزء الإجتهاد من نظر إلى الواقع وجد أن كثير ممن ينسب إلى العلم أخذ هذه المسألة مفتاح
للإجتهاد فما انفك الإجتهاد من أول باب الطهارة إلى نهاية باب الإقرار فهل هذا سائغ.
ثم كلام أخي الحبيب الشيخ عبدالرحمن في محله من حيث أن الأمر ميسور ورحمة الله واسعة
ولكن يا أحبابي لكل هدف طريق وقد رسم العلماء طريق الإجتهاد ووضحوا ضوابطه خلافاً للرافضة اللذين
فتحوا الباب على مصراعيه من زيدية وجعفرية وغيرهم .
وأصبحنا في زمن يبكى على العلم فيه فما إن تنظر بعين الإنصاف إلى فقه الفقهاء في مسائل الشرع ثم تناظر الفرق بينه وبين المتأخرين إلا وتحس بالفرق الشاسع والبون الواسع وإن أردتم ضربت على ذلك أمثلة.
فمارأيكم شيوخنا الأفاضل.
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-10-2004, 02:04 AM
الأخ بن حجر
الاجتهاد يبحث في أصول الفقه وبالرجوع إليها سوف تعرف الكثير(1/3186)
وأنقل لك ما قاله الشيخ محمد العثيمين مختصرا حيث قال للاجتهاد شروط منها:
1 - أن يعلم من الأدلة الشرعية ما يحتاج إليه في اجتهاده كآيات الأحكام وأحاديثها.
2 - أن يعرف ما يتعلق بصحة الحديث وضعفه؛ كمعرفة الإسناد ورجاله، وغير ذلك.
3 - أن يعرف الناسخ والمنسوخ ومواقع الإجماع حتى لا يحكم بمنسوخ أو مخالف للإجماع!،
4 - أن يعرف من الأدلة ما يختلف به الحكم من تخصيص، أو تقييد، أو نحوه حتى لا يحكم بما يخالف ذلك.
5 - أن يعرف من اللغة وأصول الفقه ما يتعلق بدلالات الألفاظ؛ كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين، ونحو ذلك؛ ليحكم بما تقتضيه تلك الدلالات.
6 - أن يكون عنده قدرة يتمكن بها من استنباط الأحكام من أدلتها.
والاجتهاد قد يتجزأ فيكون في باب واحد من أبواب العلم، أو في مسألة من مسائله.
ما يلزم المجتهد:
يلزم المجتهد أن يبذل جهده في معرفة الحق، ثم يحكم بما ظهر له فإن أصاب فله أجران:
أجر على اجتهاده، وأجر على إصابة الحق؛ لأن في إصابة الحق إظهاراً له وعملاً به، وإن أخطأ فله أجر واحد، والخطأ مغفور له؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا حكم الحاكم فاجتهد، ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد، ثم أخطأ فله أجر" .
وإن لم يظهر له الحكم وجب عليه التوقف، وجاز التقليد حينئذٍ للضرورة.
وهناك كتاب الانصاف في بيان أسباب الاختلاف مؤلفه ولي الله الدهلوي
وهو كتاب على صغر حجمه لكنه جمع معارف قيمة في تاريخ التشريع ونشؤ الخلاف الفقهي ، وتطور التقليد والتقيد بالمذاهب إلى مرحلة هجر الدليل حجر الإجتهاد وحرمة الخروج عن منصوص أئمة المذاهب وإن كان صادرعن دليل صريح صحيح .
طبعة دار النفائس 1404 هـ الطبعة الثانية
وهذا رابطه
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=11&book=1117&PHPSESSID=a8b6637ce95451087459f19962ab245d
---
ابن حجر
09-11-2004, 06:51 PM(1/3187)
شيخي الفاضل / عبد الرحمن سلم الله لك دينك وعرضك وحفظك من بين يديك ومن خلفك وجميع المسلمين
ليأذن لي جنابكم المفخم بأشياء :
أولاً : قولكم _ لا عدمت أفضالكم_ :"ولكن الذي يبدو لي أن هناك من يحق له الاجتهاد بشروطه المعقولة المتفق عليها بين العلماء ...
هلا ذكرتم لنا ماتلكم الشروط المتفق عليها ، والشروط التي وضعها العلماء غلواً ؟
ثانياً : الإمام السيوطي ينقم على ابن جرير دعواه الاجتهاد فقال :" ولم يسلم له ذلك " ومن هو ابن جرير ؟!
ثالثاً : تجزؤ الاجتهاد مسألة مختلف فيها .. إلا أنهم يتفقون على أن المجتهد المستقل لا بد من توفر تلك الشروط فيه .. ولا أعلم أحداً ممن يوثق بعالميته انتقد تلك الشروط الموضوعة في كتب الأصول المتفق على إمامة أربابها !!
أخي النووي / أفهم من كلامك وفاق رأي فهل هذا صحيح ؟
وأشكرك على ما ذكرت من كلام سواء لي أو على ..إذ إنك نبهتني على علة ذكرها بعض المتأخرين ..ألا وهي ما تسبب فيه فتح باب الإجتهاد ودعواه من أمور لا تحمد عقباها ..
حبيبي الأخ المفضال / أبا عبد الرحمن الشهري
لي مع كلامك بعض الإستشكالات .. استشكالات التلميذ أمام معلمه ..فليتسع صدرك علي ..
أولاً : الشيخ محمد شيخي رحمه الله .. لكن كلامه ليس بحجة علي ولعلك فهمت هذا من مقال سابق ..
ثانياً : ماذا تفهم من قول الشيخ :"أن يعلم من الأدلة الشرعية ما يحتاج إليه في اجتهاده كآيات الأحكام وأحاديثها".
ثالثاً : لو كنت تحفظ الكتب الستة وسئلت عن حكم ودلالة الحديث الذي تحفظه دلالة نص لا تحتمل غيره ..هل ستفتي بمقتضى ذلك النص الشرعي ...؟
---
(1/3188)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : المجموعة الأولى من كتب العقيدة (( 7 شروح لكتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب ))
---
حمل : المجموعة الأولى من كتب العقيدة (( 7 شروح لكتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب ))
---
أبوأسامة ريان
05-28-2006, 01:08 PM
شرح الشيخ / سليمان بت عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب
http://www.9q9q.net/index.php?f=SvRZywGc
شرح الشيخ / عبدالرحمن بن حسن آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=HkGSRpMm
شرح الشيخ العلامة / عبدالرحمن السعدي
http://www.9q9q.net/index.php?f=y0x3zYOM
شرح الشيخ / عبدالرحمن بن قاسم
http://www.9q9q.net/index.php?f=z2yNMkDb
شرح الشيخ العلامة المحدث/ عبدالعزيز بن باز
http://www.9q9q.net/index.php?f=hJg50ZXw
شرح الشيخ العلامة / محمد بن عثيمين
http://www.9q9q.net/index.php?f=bDaVvswv
شرح الشيخ / صالح آل شيخ
http://www.9q9q.net/index.php?f=MpLwtSfA
---
أبوأسامة ريان
05-28-2006, 01:32 PM
لدي شروح كثيرة على هذه الطريقة اريد ان اعرف رأي الاخوة هل تريدون ان انزل المجموعات بشكل دوري علماً بأنها في كل الفنون
::: انتظر ردود الاخوة :::
---
أبو عبد المعز
05-28-2006, 03:01 PM
عجل......... بارك الله فيك.
---
(1/3189)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح للمشرفين : كتابة التاريخ بالهجري
---
اقتراح للمشرفين : كتابة التاريخ بالهجري
---
أحمد القصير
06-19-2003, 05:24 PM
من الملاحظ في هذا الملتقى - عند إضافة موضوع أو رد – إضافة وقت المشاركة بالتاريخ الميلادي مذيلاً أسفل المشاركة ، فحبذا لو كتب بالتاريخ الهجري وبالترتيب التالي من اليمين إلى اليسار : اليوم / الشهر / السنة .
وكذا الوقت من الملاحظ استخدام أحرف غير عربية ، فمساء تكتب PM ، وصباحاً تكتب AM ، والأفضل كتابتها باللغة العربية .كما هو معمول به في ملتقى أهل الحديث .
لكن في ملتقى أهل الحديث مقدم الشهر على اليوم ، والأولى ما ذكرت أولاً : اليوم / الشهر / السنة .
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 09:01 PM
أخي الكريم أحمد وفقه الله
يمكن عمل ما أشرتم إليه بسهولة ، ولكن له بعض السلبيات البرمجية ، ولكن سنحاول عمل ذلك مع تجنب السلبيات قدر الطاقة. وجزاكم الله خيراً.
---
(1/3190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ،
---
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ،
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
07-08-2006, 11:00 AM
أقوال العلماء في تفسير قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ،
وقال الشافعي : وتحريم الله تبارك وتعالى إتيان النساء في المحيض لأذى المحيض كالدلالة على أن إتيان النساء في أدبارهن محرم أنا أبو عبد الله أنا أبو العباس أنا الربيع قال : قال الشافعي قال الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، قال وبين أن موضع الحرث موضع الولد وأن الله عز وجل أباح الإتيان فيه إلا في وقت الحيض وأنى شئتم من أين شئتم قال وإباحة الإتيان في موضع الحرث يشبه أن يكون تحريم إتيان في غيره والإتيان في الدبر حتى يبلغ منه مبلغ الإتيان في القبل محرم بدلالة الكتاب ثم السنة ، قال الشافعي فيما أنبأني أبو عبد الله إجازة عن أبي العباس عن الربيع عنه في قوله عز وجل والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون فكان بينا في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان وبين أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم ثم أكدها فقال فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون فلا يحل العمل بالذكر إلا في زوجة أو في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء والله أعلم .
أحكام القرآن للشافعي 1 / 193- 195 .(1/3191)
قال ابن عطية عند قوله تعالى : ( نساءكم حرث لكم ) الآية قال جابر بن عبد الله والربيع : سببها أن اليهود قالت أن الرجل إذا أتى المرأة من دبرها في قبلها جاء الولد أحول وعابت على العرب ذلك فنزلت الآية تتضمن الرد على قولهم وقالت أم سلمة وغيرها : سببها أن قريشاً كانوا يأتون النساء في الفرج على هيئات مختلفة فلما قدموا المدينة وتزوجوا أنصاريات أرادوا ذلك فلم ترده نساء المدينة إذ لم تكن عادة رجالهم إلا الإتيان على هيئة واحدة وهي الانبطاح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وانشر كلام الناس في ذلك فنزلت الآية مبيحة الهيئات كلها إذا كان الوطء في موضع الحرث وحرث تشبيه لأنهن مزدرع الذرية فلفظة الحرث تعطي أن الإباحة لم تقع إلا في الفرج خاصة إذ هو المزدرع وقوله أنى شئتم معناه عند جمهور العلماء من صحابة وتابعين وأئمة من أي وجه شئتم مقبلة ومدبرة وعلى جنب و إني إنما تجيء سؤالا أو إخبارا عن أمر له جهات فهي أعم في اللغة من كيف ومن أين ومن متى هذا هو الاستعمال العربي وقد فسر الناس إني في هذه الآية بهذه الألفاظ وفسرها سيبويه بكيف ومن أين باجتماعهما وذهبت فرقة ممن فسرها بأين إلى أن الوطء في الدبر جائز روي ذلك عن عبد الله بن عمر وروي عنه خلافه وتكفير من فعله وهذا هو اللائق به ورويت الإباحة أيضاً عن ابن أبي مليكة ومحمد بن المنكدر ورواها مالك عن يزيد بن رومان عن سالم عن ابن عمر وروي عن مالك شيء في نحوه وهو الذي وقع في العتبية وقد كذب ذلك على مالك ووري بعضهم أن رجلاً فعل ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم الناس فيه فنزلت هذه الآية قال القاضي أبو محمد وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصنف النسائي وفي غيره أنه قال إتيان النساء في أدبارهن حرام وورد عنه فيه أنه قال ملعون من أتى امرأة في دبرها وورد عنه أنه قال من أتى امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو(1/3192)
الحق المتبع ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرج في هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه والله المرشد لا رب غيره .
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية ج1/ص299 – 300.
وقال الشيخ محمد الأمين عند قوله تعالى : ( فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ) لم يبين هنا هذا المكان المأمور بالإتيان منه المعبر عنه بلفظة حيث ولكنه بين أن المراد به الإتيان في القبل في آيتين إحداهما هي قوله هنا فأتوا حرثكم لأن قوله : فاتوا أمر بالإتيان بمعنى الجماع وقوله : حرثكم يبين أن الإتيان المأمور به إنما هو في محل الحرث يعني بذر الولد بالنطفة وذلك هو القبل دون الدبر كما لا يخفى لأن الدبر ليس محل بذر للأولاد كما هو ضروري ، الثانية قوله تعالى : فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم لأن المراد بما كتب الله لكم الولد على قول الجمهور وهو اختيار ابن جرير وقد نقله عن ابن عباس ومجاهد والحكم وعكرمة والحسن البصري والسدي والربيع والضحاك بن مزاحم ومعلوم أن ابتغاء الولد إنما هو بالجماع في القبل فالقبل إذن هو المأمور بالمباشرة فيه بمعنى الجماع فيكون معنى الآية فالآن باشروهن ولتكن تلك المباشرة في محل ابتغاء الولد الذي هو القبل دون غيره بدليل قوله : وابتغوا ما كتب الله لكم يعني الولد ويتضح لك من هذا أن معنى قوله تعالى أنى شئتم يعني أن يكون الإتيان في محل الحرث على أي حالة شاء الرجل سواء كانت المرأة مستلقية أو باركة أو على جنب أو غير ذلك ويؤيد هذا ما رواه الشيخان وأبو داود والترمذي عن جابر رضي الله عنه قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، فظهر من هذا أن جابراً رضي الله عنه يرى أن معنى الآية فأتوهن في القبل على أية حالة شئتم ولو كان من ورائها والمقرر في علوم الحديث أن تفسير الصحابي الذي له تعلق بسبب النزول له حكم الرفع كما عقده صاحب(1/3193)
طلعة الأنوار بقوله الرجز تفسير صاحب له تعلق بالسبب الرفع له محقق وقد قال القرطبي في تفسير قوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم ما نصه وما استدل به المخالف من أن قوله عز وجل أنى شئتم شامل للمسالك بحكم عمومها فلا حجة فيها إذ هي مخصصة بما ذكرناه وبأحاديث صحيحة حسان شهيرة رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر صحابيا بمتون مختلفة كلها متواردة على تحريم إتيان النساء في الأدبار ذكرها أحمد بن حنبل في مسنده وأبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم ، وقد جمعها أبو الفرج الجوزي بطرقها في جزء سماه تحريم المحل المكروه ، ولشيخنا أبي العباس أيضا في ذلك جزء سماه إظهار إدبار من أجاز الوطء في الأدبار قلت وهذا هو الحق المتبع والصحيح في المسألة ، ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرج في هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه وقد حذرنا من زلة العالم وقد روي عن ابن عمر خلاف هذا وتكفير من فعله وهذا هو اللائق به رضي الله عنه وكذلك كذب نافع من أخبر عنه بذلك كما ذكر النسائي وقد تقدم وأنكر ذلك مالك واستعظمه وكذب من نسب ذلك إليه وروى الدارمي في مسنده عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال قلت لابن عمر ما تقول في الجواري حين أحمض لهن قال وما التحميض فذكرت له الدبر فقال هل يفعل ذلك أحد من المسلمين وأسند عن خزيمة بن ثابت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيها الناس إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن ومثله عن علي بن طلق وأسند عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من أتى امرأة في دبرها لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، وروي أبو داود الطيالسي في مسنده عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تلك اللوطية الصغرى يعني إتيان المرأة في دبرها وروي عن طاوس أنه قال كان بدأ عمل قوم لوط إتيان النساء في أدبارهن قال ابن المنذر وإذا ثبت الشىء عن رسول الله(1/3194)
صلى الله عليه وسلم استغنى به عما سواه من القرطبي بلفظه وقال القرطبي أيضا ما نصه وقال مالك لابن وهب وعلي بن زياد لما أخبراه أن ناسا بمصر يتحدثون عنه أنه يجيز ذلك فنفر من ذلك وبادر إلى تكذيب الناقل فقال كذبوا علي كذبوا علي كذبوا علي ثم قال ألستم قوما عربا ألم يقل الله تعالى نساؤكم حرث لكم وهل يكون الحرث إلا في موضع المنبت منه بلفظه أيضاً
ومما يؤيد أنه لا يجوز إتيان النساء في أدبارهن أن الله تعالى حرم الفرج في الحيض لأجل القذر العارض له مبينا أن ذلك القذر هو علة المنع بقوله قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض فمن باب أولى تحريم الدبر للقذر والنجاسة اللازمة ولا ينتقض ذلك بجواز وطء المستحاضة لأن دم الإستحاضة ليس في الاستقذار كدم الحيض ولا كنجاسة الدبر لأنه دم انفجار العرق فهو كدم الجرح ومما يؤيد منع الوطء في الدبر إطباق العلماء على أن الرتقاء التي لا يوصل إلى وطئها معيبة ترد بذلك العيب ، قال ابن عبد البر لم يختلف العلماء في ذلك إلا شيئا جاء عن عمر بن عبد العزيز من وجه ليس بالقوي أن الرتقاء لا ترد بالرتق والفقهاء كلهم على خلاف ذلك ، قال القرطبي وفي إجماعهم هذا دليل على أن الدبر ليس بموضع وطء ولو كان موضعا للوطء ما ردت من لا يوصل إلى وطئها في الفرج فإن قيل قد يكون رد الرتقاء لعلة عدم النسل فلا ينافي أنها توطأ في الدبر فالجواب أن العقم لا يرد به ولو كانت علة رد الرتقاء عدم النسل لكان العقم موجبا للرد ، وقد حكى القرطبي الإجماع على أن العقم لا يرد به في تفسير قوله تعالى فأتوا حرثكم فإذا تحققت من هذه الأدلة أن وطء المرأة في دبرها حرام فاعلم أن من روى عنه جواز ذلك كابن عمر وأبي سعيد وجماعات من المتقدمين والمتأخرين يجب حمله على أن مرادهم بالإتيان في الدبر إتيانها في الفرج من جهة الدبر كما يبينه حديث جابر والجمع واجب إذا أمكن قال ابن كثير في تفسير قوله فأتوا حرثكم أنى شئتم ما نصه قال(1/3195)
أبو محمد عبد الرحمان بن عبد الله الدارمي في مسنده حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال قلت لابن عمر ما تقول في الجواري أيحمض لهن قال وما التحميض فذكر الدبر فقال وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين وكذا رواه ابن وهب وقتيبة عن الليث ، وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم منه بلفظه وقد علمت أن قوله أنى شئتم لا دليل فيه للوطء في الدبر لأنه مرتب بالفاء التعقيبية على قوله : نسائكم حرث لكم ومعلوم أن الدبر ليس محل حرث ولا ينتقض هذا بجواز الجماع في عكن البطن وفي الفخذين والساقين ونحو ذلك مع أن الكل ليس محل حرث لأن ذلك يسمى استمناء لا جماعا والكلام في الجماع لأن المراد بالإتيان في قوله : فأتوا حرثكم الجماع والفارق موجود لأن عكن البطن ونحوها لا قذر فيها والدبر فيه القذر الدائم والنجس الملازم ، وقد عرفنا من قوله قل هو أذى فاعتزلوا النساء أن الوطء في محل الأذى لا يجوز ، وقال بعض العلماء معنى قوله من حيث أمركم الله أي من المكان الذي أمركم الله تعالى بتجنبه لعارض الأذى وهو الفرج ولا تعدوه إلى غيره ويروى هذا القول عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والربيع وغيرهم وعليه فقوله من حيث أمركم الله يبينه قل هو أذى فاعتزلوا النساء الآية لأن من المعلوم أن محل الأذى الذي هو الحيض إنما هو القبل وهذا القول راجع في المعنى إلى ما ذكرنا وهذا القول مبني على أن النهي عن الشىء أمر بضده لأن ما نهى الله عنه فقد أمر بضده ولذا تصح الإحالة في قوله أمركم الله على النهي في قوله ولا تقربوهن حتى يطهرن والخلاف في النهي عن الشيء هو أمر بضده معروف في الأصول وقد أشار له في مراقي السعود بقوله :
الرجز والنهي فيه غابر الخلاف ** أو أنه أمر بالائتلاف
وقيل لا قطعا كما في المختصر ** وهو لدى السبكي رأي ما انتصر(1/3196)
ومراده بغابر الخلاف هو ما ذكر قبل هذا من الخلاف في الأمر بالشيء هل هو عين النهي عن ضده أو مستلزم له أو ليس عينه ولا مستلزما له يعني أن ذلك الخلاف أيضا في النهي عن الشيء هل هو عين الأمر بضده أو ضد من أضداده إن تعددت أو مستلزم لذلك أو ليس عينه ولا مستلزما له وزاد في النهي قولين : أحدهما أنه أمر بالضد اتفاقا ، والثاني أنه ليس أمراً به قطعاً وعزا الأخير لابن الحاجب في مختصره وأشار إلى أن السبكي في جمع الجوامع ذكر أنه لم ير ذلك القول لغير ابن الحاجب وقال الزجاج معنى من حيث أمركم الله أي من الجهات التي يحل فيها أن تقرب المرأة ولا تقربوهن من حيث لا يحل كما إذا كن صائمات أو محرمات أو معتكفات ، وقال أبو رزين وعكرمة والضحاك وغير واحد من حيث أمركم الله يعني طاهرات غير حيض والعلم عند الله تعالى .
أضواء البيان ج1/ص91 - 96 .(1/3197)
وقال أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي النيسابوري عند قوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم ) الآية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله هلكت قال ما الذي أهلكك قال حوّلت رحلي البارحة فلم يردّ عليّ شيئاً فأوحى الله تعالى نساؤُكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم يقول أقبل وأدبر واتق الدّبر والحيضة محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال كان اليهود يقولون من جامع امرأته وهي مجبيّة من دبرها في قبلها كان ولدها أحول فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذبت اليهود فأنزل الله تعالى نساؤُكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم مجاهد عن ابن عباس قال كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من اليهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من شأن أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلاّ على حرف وذلك أيسر ما يكون للمرأة فكان هذا الحي من الأنصار يأخذون بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرح عن النساء شرحاً منكراً ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلمّا قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فإن شئت فاصنع وإلاّ فاجتنبني حتى انتشر أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عزّ وجلّ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم يعني موضع الولد قالوا حرثكم أنّى شئتم مدبرات ومقبلات ومستلقيات قال الحسن وقتادة والمقاتلان والكلبي تذاكر المهاجرون والأنصار واليهود إتيان النساء في مجلس لهم فقال المهاجرون إنّا نأتيهن باركات وقايمات ومستلقيات ومن بين أيديهن ومن خلفهن بعد أن يكون المأتي واحداً في الفرج فعابت اليهود وقالت ما أنتم إلاّ أمثال البهائم لكنّا نأتيها على هيئة واحدة فإنا لنجد في التوراة أن كل إتيان يؤتى للنساء غير(1/3198)
الاستلقاء دنس عند الله ومنه يكون الحَوَل والخَبل فذكر المسلمون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله إنّا كنا في جاهليتنا وبعدما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا فإنّ اليهود عابت ذلك علينا وزعمت أنّا كذا وكذا فكذّب الله عزّوجل اليهود وأنزل رخصة لهم نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم أي كيف شئتم وحيث شئتم ومتى شئتم بعد أن يكون في فرج واحد أنّى حرف استفهام ويكون سؤالاً عن الحال والمحلّ وقال سعيد بن المسيب هذا في العزل يعني إن شئتم فاعزلوا وإن شئتم فلا تعزلوا ، يحيى بن أبي كثير عن رجل قال قال عبد الله ستأمر الحرّة في العزل ولا تستأمر الأمة وفي هذه الآية دليل على تحريم أدبار النساء لأنها موضع الفرث لا موضع الحرث وإنما قال الله تعالى نساؤكم حرث لكم وهذا من لطف كنايات القرآن حيث عبّر بالحرث عن الفرج فقال نساؤكم حرث لكم أي مزرع ومنبت الولد وأراد به المحرث المزدرع ولكنّهن لما كنّ من أسباب الحرث جُعلن حرثاً وقال أهل المعاني تقدير الآية نساؤكم كحرث لكم كقوله تعالى حتى إذا جعله ناراً أي كنار قال الشاعر النشر مسك والوجوه دنانير وأطراف الأكف عنم والعرب تسمي النساء حرثاً قال المفضل بن سلمة أنشدني أبي إذا أكل الجراد حروث قوم فحرثي همّه أكل الجراد وقال الثعلبي وأنشدني أبو القاسم الحسن بن محمد السدوسي قال أنشدني أبو منصور مهلهل بن علي العزّي قال أنشدني أبي قال أنشدنا أحمد بن يحيى حبّذا من حبّة الله النبات الصالحات هن النسل والمزروع بهنّ الشجرات يجعل الله لنا فيما يشاء البركات إنما الأرضون لنا محرثات فعلينا الزرع فيها وعلى الله النبات وقد وهم بعض الفقهاء في تأويل هذه الآية وتعلق بظاهر خبر رواه وهو ما أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين من رواة الدينوري حدّثنا محمد بن عيسى الهيّاني أبو بكر الطرسوسي وإسحاق الغروي عن مالك بن أنس عن نافع قال كنت أمسك على ابن عمر المصحف(1/3199)
فقرأ هذه الآية نساؤكم حرث لكم قال أتدري فيما نزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في رجل أتى امرأة في دبرها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشقّ ذلك عليه فنزلت نساؤكم حرث لكم الآية وأما تأويل حديث ابن عمر فهو ما روى عطاء عن موسى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه أنّه لقي سالم بن عبد الله فقال يا أبا عمر ما حدّث محدّث نافع عن عبد الله قال وما هو قال زعم أنه لم يكن يرى بأساً بإتيان النساء من أدبارهنّ قال كذب العبد وأخطأ إنّما قال عبد الله تؤتى في فروجهنّ من أدبارهنّ الدليل على تحريم الأدبار ما روى عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى نساؤكم حرث لكم قال لا يكون الحرث إلاّ حيث يكون النبات وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهنّ مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون من أتى امرأته في دبرها .
تفسير الثعلبي ج2/ص161- 163 .(1/3200)
قال الفخر الرازي عند قوله تعالى : نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأنفسكم وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ . في الآية مسائل : المسألة الأولى ذكروا في سبب النزول وجوهاً أحدها روي أن اليهود قالوا من جامع امرأته في قبلها من دبرها كان ولدها أحول مخبلاً وزعموا أن ذلك في التوراة فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذبت اليهود ونزلت هذه الآية وثانيها روي عن ابن عباس أن عمر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت وحكى وقوع ذلك منه فأنزل الله تعالى هذه الآية وثالثها كانت الأنصار تنكر أن يأتي الرجل المرأة من دبرها في قبلها وكانوا أخذوا ذلك من اليهود وكانت قريش تفعل ذلك فأنكرت الأنصار ذلك عليهم فنزلت الآية ، المسألة الثانية حَرْثٌ لَّكُمْ أي مزرع ومنبت للولد وهذا على سبيل التشبيه ففرج المرأة كالأرض والنطفة كالبذر والولد كالنبات الخارج والحرث مصدر ولهذا وحد الحرث فكان المعنى نساؤكم ذوات حرث لكم فيهن تحرثون للولد فحذف المضاف وأيضاً قد يسمى موضع الشيء باسم الشيء على سبيل المبالغة كقوله فإنما هي إقبالي وإدبار ويقال هذا أمر الله أي مأموره وهذا شهوة فلان أي مشتهاه فكذلك حرث الرجل محرثة ، المسألة الثالثة ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد من الآية أن الرجل مخير بين أن يأتيها من قبلها في قبلها وبين أن يأتيها من دبرها في قبلها فقوله أَنَّى شِئْتُمْ محمول على ذلك ونقل نافع عن ابن عمر أنه كان يقول المراد من الآية تجويز إتيان النساء في أدبارهن وسائر الناس كذبوا نافعاً في هذه الرواية وهذا قول مالك واختيار السيد المرتضى من الشيعة والمرتضى رواه عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه وحجة من قال إنه لا يجوز إتيان النساء في أدبارهن من وجوه ، الحجة الأولى أن الله تعالى قال في آية المحيض قُلْ(1/3201)
هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النّسَاء فِي الْمَحِيضِ ، جعل قيام الأذى علة لحرمة إتيان موضع الأذى ولا معنى للأذى إلا ما يتأذى الإنسان منه وههنا يتأذى الإنسان بنتن روائح ذلك الدم وحصول هذه العلة في محل النزاع أظهر فإذا كانت تلك العلة قائمة ههنا وجب حصول الحرمة ، الحجة الثانية قوله تعالى فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ، وظاهر الأمر للوجوب ولا يمكن أن يقال إنه يفيد وجوب إتيانهن لأن ذلك غير واجب فوجب حمله على أن المراد منه أن من أتى المرأة وجب أن الحكم الثامن نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لاًّنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ، في الآية مسائل ، المسألة الأولى ذكروا في سبب النزول وجوهاً أحدها روي أن اليهود قالوا من جامع امرأته في قبلها من دبرها كان ولدها أحول مخبلاً وزعموا أن ذلك في التوراة فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذبت اليهود ونزلت هذه الآية وثانيها روي عن ابن عباس أن عمر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت وحكى وقوع ذلك منه فأنزل الله تعالى هذه الآية وثالثها كانت الأنصار تنكر أن يأتي الرجل المرأة من دبرها في قبلها وكانوا أخذوا ذلك من اليهود وكانت قريش تفعل ذلك فأنكرت الأنصار ذلك عليهم فنزلت الآية ، المسألة الثانية حَرْثٌ لَّكُمْ أي مزرع ومنبت للولد وهذا على سبيل التشبيه ففرج المرأة كالأرض والنطفة كالبذر والولد كالنبات الخارج والحرث مصدر ولهذا وحد الحرث فكان المعنى نساؤكم ذوات حرث لكم فيهن تحرثون للولد فحذف المضاف وأيضاً قد يسمى موضع الشيء باسم الشيء على سبيل المبالغة كقوله فإنما هي إقبالي وإدبار ، ويقال هذا أمر الله أي مأموره وهذا شهوة فلان أي مشتهاه فكذلك حرث الرجل محرثة ، المسألة الثالثة ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد من الآية(1/3202)
أن الرجل مخير بين أن يأتيها من قبلها في قبلها وبين أن يأتيها من دبرها في قبلها فقوله أَنَّى شِئْتُمْ محمول على ذلك ونقل نافع عن ابن عمر أنه كان يقول المراد من الآية تجويز إتيان النساء في أدبارهن وسائر الناس كذبوا نافعاً في هذه الرواية وهذا قول مالك واختيار السيد المرتضى من الشيعة والمرتضى رواه عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه وحجة من قال إنه لا يجوز إتيان النساء في أدبارهن من وجوه ، الحجة الأولى أن الله تعالى قال في آية المحيض قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النّسَاء فِي الْمَحِيضِ ، جعل قيام الأذى علة لحرمة إتيان موضع الأذى ولا معنى للأذى إلا ما يتأذى الإنسان منه وههنا يتأذى الإنسان بنتن روائح ذلك الدم وحصول هذه العلة في محل النزاع أظهر فإذا كانت تلك العلة قائمة ههنا وجب حصول الحرمة ، الحجة الثانية قوله تعالى فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ، وظاهر الأمر للوجوب ولا يمكن أن يقال إنه يفيد وجوب إتيانهن لأن ذلك غير واجب فوجب حمله على أن المراد منه أن من أتى المرأة وجب أن يأتيها في ذلك الموضع الذي أمر الله تعالى به ثم هذا غير محمول على الدبر لأن ذلك بالإجماع غير واجب فتعين أن يكون محمولاً على القبل وذلك هو المطلوب ، الحجة الثالثة روى خزيمة بن ثابت أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلال فلما ولى الرجل دعاه فقال كيف قلت في أي الخربتين أو في أي الخرزتين أو في أي الخصفتين أو من قبلها في قبلها فنعم أمن دبرها في قبلها فنعم أمن دبرها في دبرها فلا إن الله لا يستحي من الحق لا تؤتوا النساء في أدبارهن وأراد بخربتها مسلكها وأصل الخربة عروة المزادة شبه الثقب بها والخرزة هي التي يثقبها الخراز كنى به عن المأتي وكذلك الخصفة من قولهم خصفت الجلد إذا خرزته حجة من قال بالجواز وجوه(1/3203)
الحجة الأولى التمسك بهذه الآية من وجهين الأول أنه تعالى جعل الحرث اسماً للمرأة فقال نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فهذا يدل على أن الحرث اسم للمرأة لا للموضع المعين فلما قال بعده فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ كان المراد فأتوا نساءكم أنى شئتم فيكون هذا إطلاقاً في إتيانهن على جميع الوجوه فيدخل فيه محل النزاع
الوجه الثاني أن كلمة أنى معناها أين قال الله تعالى أَنَّى لَكِ هذا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ، والتقدير من أين لك هذا فصار تقدير الآية فأتوا حرثكم أين شئتم وكلمة أين شئتم تدل على تعدد الأمكنة اجلس أين شئت ويكون هذا تخييراً بين الأمكنة ، إذا ثبت هذا فنقول ظهر أنه لا يمكن حمل الآية على الإتيان من قبلها في قبلها أو من دبرها في قبلها لأن على هذا التقدير المكان واحد والتعداد إنما وقع في طريق الإتيان واللفظ اللائق به أن يقال اذهبوا إليه كيف شئتم فلما لم يكن المذكور ههنا لفظة كيف بل لفظة أنى ويثبت أن لفظة أنى مشعرة بالتخيير بين الأمكنة ثبت أنه ليس المراد ما ذكرتم بل ما ذكرناه ، الحجة الثانية لهم التمسك بعموم قوله تعالى إِلاَّ عَلَى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ . ترك العمل به في حق الذكور لدلالة الإجماع فوجب أن يبقى معمولاً به في حق النسوان ، الحجة الثالثة توافقنا على أنه لو قال للمرأة دبرك على حرام ونوى الطلاق أنه يكون طلاقاً وهذا يقتضي كون دبرها حلالاً له هذا مجموع كلام القوم في هذا الباب ، أجاب الأولون فقالوا الذي يدل على أنه لا يجوز أن يكون المراد من هذه الآية إتيان النساء في غير المأتي وجوه الأول أن الحرث اسم لموضع الحراثة ومعلوم أن المراد بجميع أجزائها ليست موضعاً للحراثة فامتنع إطلاق اسم الحرث على ذات المرأة ويقتضي هذا الدليل أن لايطلق لفظ الحرث على ذات المرأة إلا أنا تركنا العمل بهذا الدليل في قوله نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ لأن الله تعالى صرح(1/3204)
ههنا بإطلاق لفظ الحرث على ذات المرأة فحملنا ذلك على المجاز المشهور من تسمية كل الشيء باسم جزئه وهذه الصورة مفقودة في قوله فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ فوجب حمل الحرث ههنا على موضع الحراثة على التعيين فثبت أن الآية لا دلالة فيها إلا على إتيان النساء في المأتى ، الوجه الثاني في بيان أن هذه الآية لا يمكن أن تكون دالة على ما ذكروه لما بينا أن ما قبل هذه الآية يدل على المنع مما ذكروه من وجهين أحدهما قوله قُلْ هُوَ أَذًى والثاني قوله فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ فلو دلت هذه الآية على التجويز لكان ذلك جمعاً بين ما يدل على التحريم وبين ما يدل على التحليل في موضع واحد والأصل أنه لا يجوز ، الوجه الثالث الروايات المشهورة في أن سبب نزول هذه الآية اختلافهم في أنه هل يجوز إتيانها من دبرها في قبلها وسبب نزول الآية لا يكون خارجاً عن الآية فوجب كون الآية متناولة لهذه الصورة ومتى حملناها على هذه الصورة لم يكن بنا حاجة إلى حملها على الصورة الأخرى فثبت بهذه الوجوه أن المراد من الآية ليس ما ذكروه وعند هذا نبحث عن الوجوه التي تمسكوا بها على التفصيل ، أما الوجه الأول فقد بينا أن قوله فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ معناه فأتوه موضع الحرث وأما الثاني فإنه لما كان المراد بالحرث في قوله فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ ذلك الموضع المعين لم يكن حمل أَنَّى شِئْتُمْ على التخيير في مكان وعند هذا يضمر فيه زيادة وهي أن يكون المراد من أَنَّى شِئْتُمْ فيضمر لفظة من لا يقال ليس حمل لفظ الحرث على حقيقته والتزام هذا الإضمار أولى من حمل لفظ الحرث على المرأة على سبيل المجاز حتى لا يلزمنا هذا الإضمار لأن نقول بل هذا أولى لأن الأصل في الإبضاع الحرمة ، وأما الثالث فجوابه أن قوله إِلاَّ عَلَى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ، عام ودلائلنا خاصة والخاص مقدم على العام ، وأما الرابع فجوابه أن قوله دبرك على حرام إنما صلح(1/3205)
أن يكون كناية عن الطلاق لأنه محل لحل الملابسة والمضاجعة فصار ذلك كقوله يدك طالق والله أعلم ، المسألة الرابعة اختلف المفسرون في تفسير قوله أَنَّى شِئْتُمْ والمشهور ما ذكرناه أنه يجوز للزوج أن يأتيها من قبلها في قبلها ومن دبرها في قبلها والثاني أن المعنى أي وقت شئتم من أوقات الحل يعنى إذا لم تكن أجنبية أو محرمة أو صائمة أو حائضاً والثالث أنه يجوز للرجل أن ينكحها قائمة أو باركة أو مضطجعة بعد أن يكون في الفرج الرابع قال ابن عباس المعنى إن شاء وإن شاء لم يعزل وهو منقول عن سعيد بن المسيب الخامس متى شئتم من ليل أو نهار فإن قيل فما المختار من هذه الأقاويل قلنا قد ظهر عن المفسرين أن سبب نزول هذه الآية هو أن اليهود كانوا يقولون من أتى المرأة من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله تعالى هذا لتكذيب قولهم فكان الأولى حمل اللفظ عليه وأما الأوقات فلا مدخل لها في هذا الباب لأن أنى يكون بمعنى مَتَى ويكون بمعنى كَيْفَ وأما العزل وخلافه فلا يدخل تحت أنى لأن حال الجماع لا يختلف بذلك فلا وجه لحمل الكلام إلا على ما قلنا ، والذي عندي فيه أن قوله نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ جار مجرى التنبيه على سبب إباحة الوطء كأنه قيل هؤلاء النسوان إنما حكم الشرع بإباحة وطئهن لكم لأجل أنهن حرث لكم أي بسبب أنه يتولد الولد منها ثم قال بعده فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ أي لما كان السبب في إباحة وطئها لكم حصول الحرث فأتوا حرثكم ولا تأتوا غير موضع الحرث فكان قوله فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ دليلاً على الإذن في ذلك الموضع والمنع من غير ذلك الموضع فلما اشتملت الآية عل الإذن في أحد الموضعين والمنع عن الموضع الآخر لا جرم قال وَقَدّمُواْ لأنفسكم أي لا تكونوا في قيد قضاء الشهوة بل كونوا في قيد تقديم الطاعة ثم إنه تعالى أكد ذلك بقوله وَاتَّقُواْ اللَّهَ ثم أكده ثالثاً بقوله وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وهذه(1/3206)
التهديدات الثلاثة المتوالية لا يليق ذكرها إلا إذا كانت مسبوقة بالنهي عن شيء لذيذ مشتهى فثبت أن ما قبل هذه الآية دال على تحريم هذا العمل وما بعدها أيضاً دال على تحريمه فظهر أن المذهب الصحيح في تفسير هذه الآية ما ذهب إليه جمهور المجتهدين .
التفسير الكبير للفخر الرازي 6/ص61 – 64 .
وقال القرطبي عند قوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم ) روى الأئمة واللفظ لمسلم عن جابر بن عبد الله قال كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول فنزلت الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم زاد في رواية عن الزهري إن شاء مجببة وإن شاء غير مجببة غير إن ذلك في صمام واحد ويروى في سمام واحد بالسين قاله الترمذي وروى البخاري عن نافع قال كان بن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال أتدرى فيم أنزلت قلت لا قال نزلت في كذا وكذا ثم مضى وعن عبد الصمد قال حدثني أبي قال حدثني أيوب عن نافع عن بن عمر فأتوا حرثكم أنى شئتم قال يأتيها في قال الحميدي يعنى الفرج وروى أبو داود عن بن عباس قال إن بن عمر والله يغفر له وهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب إلا يأتوا النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني حتى شرى أمرهما فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل فأتوا حرثكم أنى شئتم أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعنى بذلك موضع الولد(1/3207)
وروى الترمذي عن بن عباس قال جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما أهلك قال حولت رحلي الليلة قال فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قال فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة قال هذا حديث حسن صحيح وروى النسائي عن أبي النضر أنه قال لنافع مولى بن عمر قد أكثر عليك القول إنك تقول عن بن عمر أنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارهن قال نافع لقد كذبوا علي ولكن سأخبرك كيف كان الأمر إن ابن عمر عرض علي المصحف يوماً وأنا عنده حتى بلغ نساؤكم حرث لكم قال نافع هل تدري ما أمر هذه الآية إنا كنا معشر قريش نجبي النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن ما كنا نريد من نسائنا فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه وكان نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله سبحانه نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم الثانية هذه الأحاديث نص في إباحة الحال والهيئات كلها إذا كان الوطء في موضع الحرث أي كيف شئتم من خلف ومن قدام وباركة ومستلقية ومضطجعة فأما الإتيان في غير المأتى فما كان مباحا ولا يباح وذكر الحرث يدل على أن الإتيان في غير المأتى محرم وحرث تشبيه لأنهن مزدرع الذرية فلفظ الحرث يعطى أن الإباحة لم تقع إلا في الفرج خاصة إذ هو المزدرع وأنشد ثعلب إنما الأرحام أر ضون لنا محترثات فعلينا الزرع فيها وعلى الله النبات ففرج المرأة كالأرض والنطفة كالبذر والولد كالنبات فالحرث بمعنى المحترث ووحد الحرث لأنه مصدر كما يقال رجل صوم وقوم صوم الثالثة قوله تعالى : أنى شئتم معناه عند الجمهور من الصحابة والتابعين وأئمة الفتوى من أي وجه شئتم مقبلة ومدبرة كما ذكرنا أنفا وأنى تجيء سؤالا وإخبارا عن أمر له جهات فهو أعم في اللغة من كيف ومن أين ومن متى هذا هو الاستعمال العربي في أنى وقد فسر الناس أنى في هذه(1/3208)
الآية بهذه الألفاظ وفسرها سيبويه ب كيف ومن أين باجتماعهما وذهبت فرقة ممن فسرها ب أين إلى أن الوطء في الدبر مباح وممن نسب إليه هذا القول سعيد بن المسيب ونافع وبن عمر ومحمد بن كعب القرظي وعبد الملك بن الماجشون وحكى ذلك عن مالك في كتاب له يسمى كتاب السر وحذاق أصحاب مالك ومشايخهم ينكرون ذلك الكتاب ومالك أجل من أن يكون له كتاب سر ووقع هذا القول في العتبية وذكر بن العربي أن بن شعبان أسند جواز هذا القول إلى زمرة كبيرة من الصحابة والتابعين وإلى مالك من روايات كثيرة في كتاب جماع النسوان وأحكام القران وقال الكيا الطبري : وروى عن محمد بن كعب القرظي أنه كان لا يرى بذلك بأسا ويتأول فيه قول الله عز وجل أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم وقال فتقديره تتركون مثل ذلك من أزواجكم ولو لم يبح مثل ذلك من الأزواج لما صح ذلك وليس المباح من الموضع الآخر مثلا له حتى يقال تفعلون ذلك وتتركون مثله من المباح قال الكيا وهذا فيه نظر إذ معناه وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم مما فيه تسكين شهوتكم ولذة الوقاع حاصلة بهما جميعا فيجوز التوبيخ على هذا المعنى وفي قوله تعالى : ( فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ) مع قوله فأتوا حرثكم ما يدل على أن في المأتي اختصاصا وأنه مقصور على موضع الولد قلت هذا هو الحق في المسألة وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر أن العلماء لم يختلفوا في الرتقاء التى لا يوصل إلى وطئها أنه عيب ترد به إلا شيئا جاء عن عمر بن عبد العزيز من وجه ليس بالقوى أنه لا ترد الرتقاء ولا غيرها والفقهاء كلهم على خلاف ذلك لأن المسيس هو المبتغى بالنكاح وفي إجماعهم على هذا دليل على أن الدبر ليس بموضع وطء ولو كان موضعا للوطء ما ردت من لا يوصل إلى وطئها في الفرج وفي إجماعهم أيضا على أن العقيم التي لا تلد لا ترد والصحيح في هذه المسألة ما بيناه وما نسب إلى مالك وأصحابه من هذا باطل وهم مبرءون(1/3209)
من ذلك لأن إباحة الإتيان مختصة بموضع الحرث لقوله تعالى فأتوا حرثكم ولأن الحكمة في خلق الأزواج بث النسل فغير موضع النسل لا يناله ملك النكاح وهذا هو الحق وقد قال أصحاب أبى حنيفة إنه عندنا ولائط الذكر سواء في الحكم ولأن القذر والأذى في موضع النجو أكثر من دم الحيض فكان أشنع وأما صمام البول فغير صمام الرحم وقال بن العربي في قبسه قال لنا الشيخ الإمام فخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين فقيه الوقت وإمامه الفرج أشبه شيء بخمسة وثلاثين وأخرج يده عاقدا بها وقال مسلك البول ما تحت الثلاثين ومسلك الذكر والفرج ما اشتملت عليه الخمسة وقد حرم الله تعالى الفرج حال الحيض لأجل النجاسة العارضة فأولى أن يحرم الدبر لأجل النجاسة اللازمة وقال مالك لابن وهب وعلي بن زياد لما أخبراه أن ناسا بمصر يتحدثون عنه أنه يجيز ذلك فنفر من ذلك وبادر إلى تكذيب الناقل فقال كذبوا علي كذبوا علي كذبوا علي ثم قال ألستم قوما عربا ألم يقل الله تعالى نساؤكم حرث لكم وهل يكون الحرث إلا في موضع المنبت وما استدل به المخالف من أن قوله عز وجل أنى شئتم شامل للمسالك بحكم عمومها فلا حجة فيها إذ هي مخصصة بما ذكرناه وبأحاديث صحيحة حسان وشهيرة رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر صحابياً بمتون مختلفة كلها متواردة على تحريم إتيان النساء في الإدبار ذكرها أحمد بن حنبل في مسنده وأبو داؤد والنسائي والترمذي وغيرهم وقد جمعها أبو الفرج بن الجوزي بطرقها في جزء سماه تحريم المحل المكروه ولشيخنا أبى العباس أيضاً في ذلك جزء سماه إظهار إدبار من أجاز الوطء في الأدبار قلت وهذا هو الحق المتبع والصحيح في المسألة ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الأخر أن يعرج في هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه وقد حذرنا من زلة العالم وقد روي عن بن عمر خلاف هذا وتكفير من فعله وهذا هو اللائق به رضى الله عنه وكذلك كذب نافع من أخبر عنه بذلك كما ذكر(1/3210)
النسائي وقد تقدم وأنكر ذلك مالك واستعظمه وكذب من نسب ذلك إليه وروى الدارمي أبو محمد في مسنده عن سعيد بن يسار أبى الحباب قال قلت لابن عمر ما تقول في الجواري حين أحمض بهن قال وما التحميض فذكرت له الدبر فقال هل يفعل ذلك أحد من المسلمين وأسند عن خزيمة بن ثابت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيها الناس إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن ومثله عن على بن طلق وأسند عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى امرأة في دبرها لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة وروى أبو داؤد الطيالسي في مسنده عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم قال تلك اللوطية الصغرى يعني إتيان المرأة في دبرها وروى عن طاوس أنه قال كان بدء عمل قوم لوط إتيان النساء في أدبارهن قال بن المنذر وإذا ثبت الشيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغنى به عما سواه .
تفسير القرطبي ج3/ص91- 96 .(1/3211)
وقال عبد الرحمن بن محمد الثعالبي عند قوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم ) الآية مبيحة لهيآت الإتيان كلها إذا كان الوطء في موضع الحرث ولفظه الحرث تعطى أن الإباحة لم تقع إلا في الفرج خاصة إذ هو المزدرع قال ابن العربي في أحكامه وفي سبب نزول هذه الآية روايات الأولى عن جابر قال كانت اليهود تقول من أتى امرأة في قبلها من دبرها جاء الولد أحول فنزلت الآية وهذا حديث صحيح خرجه الأئمة الثانية قالت أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى نساؤكم حرث لكم قال يأتيها مقبلة ومدبرة إذا كان في صمام واحد خرجه مسلم وغيره الثالثة ما روى الترمذي أن عمر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هلكت قال وما أهلكك قال حولت البارحة رحلي فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزلت نساؤكم حرث لكم أقبل وأدبر وأتق الدبر انتهى قال ع وأنى شئتم معناه عند جمهور العلماء من أي وجه شئتم مقبلة ومدبرة على جنب قال ع وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصنف النسائي وفي غيره أنه قال إتيان النساء في أدبارهن حرام وورد عنه فيه انه قال ملعون من أتى امرأة في دبرها وورد عنه أنه قال من أتى امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على قلب محمد وهذا هو الحق المتبع ولا ينبغي لمؤمن بالله أن يعرج بهذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه والله المرشد لا رب غيره .
تفسير الثعالبي ج1/ص172- 173 .(1/3212)
وقال البغوي عند قوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحق الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد الأصبهاني أخبرنا محمد بن يعقوب أنا ابن المنادي أنا يونس أنا يعقوب القمي عن جعفر بن المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما الذي أهلكك قال حولت رحلي البارحة فلم يرد عليه شيئا وأوحى الله إليه نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يقول أدبر وأقبل واتق الدبر والحيضة أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أحمد بن الحسين الحيري أنا صاحب ابن أحمد الطوسي أنا عبد الرحيم بن منيب أنا ابن عيينة عن ابن المنكدر أنه سمع جابر بن عبد الله يقول كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها أن الولد يكون أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وروى مجاهد عن ابن عباس قال كان من شأن أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة وكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرت عليهه وقالت إنا كنا نؤتى على حرف فإن شئت فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني حتى سرى أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله(1/3213)
تعالى نساؤكم حرث لكم الآية يعني موضع الولد فأتوا حرثكم أنى شئتم مقبلات ومدبرات ومستلقيات و أنى حرف استفهام يكون سؤالا عن الحال والمحل معناه كيف شئتم وحيث شئتم بعد أن يكون في صمام واحد وقال عكرمة أنى شئتم إنما هو الفرج ومثله لكم أي مزرع لكم ومنبت الولد بمنزلة الأرض التي تزرع وفيه دليل على تحريم الأدبار لأن محل الحرث والزرع هو القبل لا الدبر وقال سعيد بن المسيب هذا في العزل يعني إن شئتم فاعزلوا وإن شئتم فلا تعزلوا وسئل ابن عباس عن العزل فقال حرثك إن شئت فاعطش وإن شئت فأرو وروي عنه أنه قال تستأمر الجارية وبه قال أحمد وكره جماعة العزل وقال هو الوأد الخفي وروي عن مالك عن نافع قال كنت أمسك على ابن عمر المصحف فقرأ هذه الآية نساؤكم حرث لكم فقال أتدري فيكم نزلت هذه الآية قلت لا قال نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها فشق ذلك عليه فنزلت هذه الآية ويحكى عن مالك إباحة ذلك وأنكر ذلك أصحابه وروى عن عبد الله بن الحسن أنه لقي سالم بن عبد الله فقال له يا أبا عمر ما حدثت بحديث نافع عن عبد الله أنه لم يكن يرى بأسا بإتيان النساء في أدبارهن فقال كذب العبد وأخطأ إنما قال عبد الله يؤتون في فروجهن من أدبارهن والدليل على تحريم الأدبار ما أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أخبرنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أخبرنا الشافعي أنا عمر محمد بن علي بن شافع أخبرنا عبد الله بن علي بن السائب عن عمرو بن أحيحة بن الحلاج عن خزيمة بن ثابت أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم في أي الخرمتين أو في أي الخرزتين أو في الخصفتين أمن دبرها في قبلها فنعم أم من دبرها في دبرها فلا فإن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحق الثعلبي أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ أنا عمر بن أحمد بن(1/3214)
القاسم النهاوندي أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي أنا عبد الله بن أبان أنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مسلم بن خالد عن العلاء عن أبي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون من أتى امرأة في دبرها .
تفسير البغوي ج1/ص198- 199.
وقال الجصاص عند قوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) الحرث المزدرع وجعل في هذا الموضع كناية عن الجماع وسمى النساء حرثا لأنهن مزدرع الأولاد وقوله فأتوا حرثكم أنى شئتم يدل على أن إباحة الوطء مقصورة على الجماع في الفرج لأنه موضع الحرث واختلف في إتيان النساء في أدبارهن فكان أصحابنا يحرمون ذلك وينهون عنه أشد النهي وهو قول الثوري والشافعي فيما حكاه المزني قال الطحاوي وحكى لنا محمد بن عبدالله بن عبدالحكم أنه سمع الشافعي يقول ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريمه ولا تحليله شيء والقياس أنه حلال وروى أصبغ بن الفرج عن ابن القاسم عن مالك قال ما أدركت أحدا أقتدي به في ديني يشك فيه أنه حلال يعني وطء المرأة في دبرها ثم قرأ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال فأي شيء أبين من هذا وما أشك فيه قال ابن القاسم فقلت لمالك بن أنس عندنا بمصر الليث بن سعد يحدثنا عن الحارث بن يعقوب عن أبي الحباب سعيد بن يسار قال قلت لابن عمر ما تقول في الجواري أنحمض لهن فقال وما التحميض فذكرت الدبر قال ويفعل ذلك أحد من المسلمين فقال مالك فأشهد على ربيعة بن أبي عبد الرحمن يحدثني عن أبي الحباب سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر عنه فقال لا بأس به قال ابن القاسم فقال رجل في المجلس يا أبا عبد الله فإنك تذكر عن سالم أنه قال كذب العبد أو كذب العلج على أبي يعني نافعا كما كذب عكرمة على ابن عباس فقال مالك وأشهد على يزيد بن رومان يحدثني عن سالم عن أبيه انه كان يفعله قال أبو بكر قد روى سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن ابن عمر أن رجلا أتى امرأته في دبرها(1/3215)
فوجد في نفسه من ذلك فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم إلا أن زيد بن أسلم لا يعلم له سماع من ابن عمر وروى الفضل بن فضالة عن عبد الله بن عباس عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه قال لنافع مولى ابن عمر أنه قد أكثر عليك القول إنك تقول عن ابن عمر أنه أفتى ان تؤتى النساء في أدبارهن قال نافع كذبوا علي أن ابن عمر عرض المصحف يوما حتى بلغ نساؤكم حرث لكم فقال يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية قلت لا قال إنا كنا معشر قريش نجبي النساء وكانت نساء الأنصار قد أخذن عن اليهود إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله هذه فهذا يدل على أن السبب غير ما ذكره زيد بن أسلم عن ابن عمر لأن نافعا قد حكى عنه غير ذلك السبب وقال ميمون بن مهران أيضا قال ذلك نافع يعني تحليل وطء النساء في أدبارهن بعدما كبر وذهب عقله قال أبو بكر المشهور عن مالك إباحة ذلك وأصحابه ينفون عنه هذه المقالة لقبحها وشناعتها وهي عنه أشهر من أن يندفع بنفيهم عنه وقد حكى محمد بن سعيد عن أبي سليمان الجوزجاني قال كنت عند مالك بن أنس فسئل عن النكاح في الدبر فضرب بيده إلى رأسه وقال الساعة اغتسلت منه وقد رواه عنه ابن القاسم على ما ذكرنا وهو مذكور في الكتب الشرعية ويروى عن محمد بن كعب القرظي أنه كان لا يرى بذلك بأسا ويتأول فيه قوله تعالى أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم مثل ذلك إن كنتم تشتهون وروي عن ابن مسعود أنه قال محاش النساء حرام وقال عبد الله بن عمر وهي اللوطية الصغرى وقد اختلف عن ابن عمر فيه فكأنه لم يرو عنه فيه شيء لتعارض ما روي عنه فيه وظاهر الكتاب يدل على أن الإباحة مقصورة على الوطء في الفرج الذي هو موضع الحرث وهو الذي يكون منه الولد وقد رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم آثار كثيرة في تحريمه رواه خزيمة بن ثابت وأبو هريرة وعلي بن طلق كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تأتوا النساء في أدبارهن وروى(1/3216)
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هي اللوطية الصغرى يعني إتيان النساء في أدبارهن وروى حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تميمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى حائضا أوامرأته في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد وروى ابن جريج عن محمد بن المنكدر عن جابر أن اليهود قالوا للمسلمين من أتى امرأته وهي مدبرة جاء ولده أحول فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة ومدبرة ما كان في الفرج وروت حفصة بنت عبد الرحمن عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صمام واحد وروى مجاهد عن ابن عباس مثله في تأويل الآية قال يعني كيف شئت في موضع الولد وروى عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى الرجل أتى امرأته في دبرها وذكر ابن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن الذي يأتي امرأته في دبرها فقال هذا يسألني عن الكفر وقد روي عن ابن عمر في قوله نساؤكم حرث لكم قال كيف شئت إن شئت عزلا أو غير عزل رواه أبو حنيفة عن كثير الرياح الأصم عن ابن عمر وروي نحوه عن ابن عباس وهذا عندنا في ملك اليمين وفي الحرة إذا أذنت فيه وقد روي ذلك على ما ذكرنا من مذهب أصحابنا عن أبي بكر وعمر وعثمان وابن مسعود وابن عباس وآخرين غيرهم فإن قيل قوله عز وجل والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم يقتضي إباحة وطئهن في الدبر لورود الإباحة مطلقة غير مقيدة ولا مخصوصة قيل له لما قال الله تعالى فأتوهن من حيث أمركم الله ثم قال في نسق التلاوة فأتوا حرثكم أنى شئتم أبان بذلك موضع المأمور به وهو موضع الحرث ولم يرد إطلاق الوطء بعد حظره إلا في موضع الولد فهو مقصور عليه دون غيره وهو قاض مع ذلك على قوله تعالى إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم كما كان حظر وطء الحائض قاضيا على قوله إلا على أزواجهم(1/3217)
فكانت هذه الآية مرتبة على ما ذكر من حكم الحائض ومن يحظر ذلك يحتج بقوله قل هو أذى فحظر وطء الحائض للأذى الموجود في الحيض وهو القذر والنجاسة وذلك موجود في غير موضع الولد في جميع الأحوال فاقتضى هذا التحليل حظر وطئهن إلا في موضع الولد ومن يبيحه يجيب عن ذلك بأن المستحاضة يجوز وطؤها باتفاق من الفقهاء مع وجود الأذى هناك وهو دم الإستحاضة وهو نجس كنجاسة دم الحيض وسائر الأنجاس ويجيبون أيضا على تخصيصه إباحة موضع الحرث باتفاق الجميع على إباحة الجماع فيما دون الفرج وإن لم يكن موضعا للولد فدل على أن الإباحة غير مقصورة على موضع الولد ويجابون عن ذلك بأن ظاهر الآية يقتضي كون الإباحة مقصورة على الوطء في الفرج وأنه هو الذي عناه الله تعالى بقوله من حيث أمركم الله إذ كان معطوفاً عليه ولولا قيام دلالة الإجماع لما جاز الجماع فيما دون الفرج ولكنا سلمناه للدلالة وبقي حكم الحظر فيما لم تقم الدلالة عليه .
أحكام القرآن للجصاص 2 / 39 – 42 .
وقال ابن العربي عند قوله تعالى : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين " .(1/3218)
فيها مسألتان : المسألة الأولى في سبب نزولها وفي ذلك روايات قال جابر كانت اليهود تقول من أتى امرأته في قبلها من دبرها جاء الولد أحول فنزلت الآية وهذا حديث صحيح خرجه الأئمة الثانية قالت أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى نساؤكم حرث لكم قال يأتيها مقبلة ومدبرة إذا كانت في صمام واحد أخرجه مسلم وغيره ، الثالثة روى الترمذي أن عمر رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له هلكت قال وما أهلكك قال حولت رحلي البارحة فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزلت نساؤكم حرث لكم فقال أقبل وأدبر واتق الدبر، المسألة الثانية اختلف العلماء في جواز نكاح المرأة في دبرها فجوزه طائفة كثيرة وقد جمع ذلك ابن شعبان في كتاب جماع النسوان وأحكام القرآن وأسند جوازه إلى زمرة كريمة من الصحابة والتابعين وإلى مالك من روايات كثيرة وقد ذكر البخاري عن ابن عون عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنه إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عليه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال أتدري فيم نزلت قلت لا قال أنزلت في كذا وكذا ثم مضى ثم أتبعه بحديث أيوب عن نافع عن ابن عمر فأتوا حرثكم أنى شئتم قال يأتيها في ولم يذكر بعده شيئاً ، ويروى عن الزهري أنه قال وهل العبد فيما روى عن ابن عمر في ذلك ، وقال النسائي عن أبي النضر أنه قال لنافع مولى ابن عمر قد أكثر عليك القول إنك تقول عن ابن عمر إنه أفتى بأن يأتوا النساء في أدبارهن قال نافع لقد كذبوا علي ولكن سأخبرك كيف كان الأمر إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، قال يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية قلت لا قال لنا كنا معشر قريش نجيء النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن ما كنا نريد من نسائنا وإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله(1/3219)
تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، قال القاضي وسألت الإمام القاضي الطوسي عن المسألة فقال لا يجوز وطء المرأة في دبرها بحال لأن الله تعالى حرم الفرج حال الحيض لأجل النجاسة العارضة فأولى أن يحرم الدبر بالنجاسة اللازمة .
أحكام القرآن لابن العربي 1 / 237 - 239
قال ابن الجوزي عند قوله تعالى:" نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم " وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ، قوله تعالى نساؤكم حرث لكم في سبب نزلها ثلاثة أقوال : أحدها أن اليهود أنكرت جواز إتيان المرأة إلا من بين يديها وعابت من يأتيها على غير تلك الصفة فنزلت هذه الآية روي عن جابر والحسن وقتادة والثاني أن حياً من قريش كانوا يتزوجون النساء بمكة ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار فذهبوا ليفعلوا ذلك فأنكرنه وانتهى الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية رواه مجاهد عن ابن عباس والثالث أن عمر بن الخطاب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت حولت رحلي الليلة فنزلت هذه الآية رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس والحرث المزدرع وكنى به هاهنا عن الجماع فسماهن حرثا لأنهن مزدرع الأولاد كالأرض للزرع فان قيل النساء جمع فلم لم يقل حروث فعنه ثلاثة أجوبة ذكرها ابن القاسم الأنباري النحوي أحدها أن يكون الحرث مصدرا في موضع الجمع فلزمه التوحيد كما تقول العرب إخوتك صوم وأولادك فطر يريدون صائمين ومفطرين فيؤدي المصدر بتوحيده عن اللفظ المجموع والثاني أن يكون أراد حروث لكم فاكتفى بالواحد من الجمع كما قال الشاعر كلوا في نصف بطونكم تعيشوا أي في أنصاف بطونكم والثالث أنه إنما وحد الحرث لأن النساء شبهن به ولسن من جنسه والمعنى نساؤكم مثل حروث لكم ، قوله تعالى أنى شئتم فيه ثلاثة أقوال : أحدها أنه بمعنى كيف شئتم ثم فيه قولان أحدهما أن المعنى كيف شئتم مقبلة أو مدبرة وعلى كل حال إذا كان(1/3220)
الإتيان في الفرج وهذا قول ابن عباس و مجاهد وعطية والسدي و ابن قتيبة في آخرين والثاني أنها نزلت في العزل قاله سعيد بن المسيب فيكون المعنى إن شئتم فاعزلوا وإن شئتم فلا تعزلوا ، والقول الثاني أنه بمعنى إن شئتم ومتى شئتم وهو قول ابن الحنفية و الضحاك وروي عن ابن عباس أيضا والثالث أنه بمعنى حيث شئتم وهذا محكي عن ابن عمر ومالك بن أنس وهو فاسد من وجوه أحدها أن سالم بن عبد الله لما بلغه أن نافعا تحدث بذلك عن ابن عمر قال كذب العبد إنما قال عبد الله يؤتون في فروجهن من أدبارهن و أما أصحاب مالك فإنهم ينكرون صحته عن مالك والثاني أن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ملعون من أتى النساء في أدبارهن فدل على أن الآية لا يراد بها هذا ، والثالث أن الآية نبهت على أنه محل الولد بقوله فأتوا حرثكم وموضع الزرع هو مكان الولد قال ابن الأنباري لما نص الله على ذكر الحرث والحرث به يكون النبات والولد مشبه بالنبات لم يجز أن يقع الوطء في محل لا يكون منه ولد والرابع أن تحريم إتيان الحائض كان لعلة الأذى والأذى ملازم لهذا المحل لا يفارقه" .
زاد المسير لابن الجوزي 1 / 250 – 253 .(1/3221)
وقال ابن كثير عند قوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم ) قال ابن عباس الحرث موضع الولد فأتوا حرثكم أنى شئتم أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد كما ثبتت بذلك الأحاديث قال البخاري حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن بن المنكدر قال سمعت جابراً قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ورواه مسلم وأبو داود من حديث سفيان الثوري به وقال بن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس وبن جريج وسفيان بن سعيد الثوري أن محمد بن المنكدر حدثهم أن جابر بن عبد الله أخبره أن اليهود قالوا للمسلمين من أتى امرأة وهي مدبرة جاء الولد أحول فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال بن جريج في الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج وفي حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده أنه قال يا رسول الله نساؤنا ما نأتي منها وما نذر قال حرثك ائت حرثك أنى شئت غير أن لا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت الحديث رواه أحمد وأهل السنن حديث آخر قال بن أبي حاتم حدثنا يونس أخبرنا بن وهب أخبرني بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عامر بن يحيى عن حنش بن عبد الله عن عبد الله بن عباس قال أتى ناس من حمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن أشياء فقال له رجل إني أجب النساء فكيف ترى في فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ورواه الإمام أحمد حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشدين حدثني الحسن بن ثوبان عن عامر بن يحيى المغافري عن حنش عن بن عباس قال أنزلت هذه الآية نساؤكم حرث لكم في أناس من الأنصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إئتها على كل حال إذا كان في الفرج حديث آخر قال أبو جعفر الطحاوي في كتابه مشكل الحديث حدثنا أحمد بن داود بن موسى حدثنا(1/3222)
يعقوب بن كاسب حدثنا عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رجلا أصاب امرأة في دبرها فأنكر الناس عليه ذلك فأنزل الله نساءكم حرث لكم الآية ورواه بن جرير عن يونس عن يعقوب ورواه الحافظ أبو يعلى الموصلي عن الحارث بن شريح عن عبد الله بن نافع به حديث آخر قال الإمام أحمد 6305 حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا عبيد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الله بن سابط قال دخلت على حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فقلت إني لسائلك عن أمر وأنا أستحي أن أسألك قالت فلا تستحي يا بن أخي قال عن إتيان النساء في أدبارهن قالت حدثتني أم سلمة أن الأنصار كانوا يحبون النساء وكانت اليهود تقول إنه من أجبى امرأته كان ولده أحول فلما قدم المهاجرون المدينة نكحوا في نساء الأنصار فأحبوهن فأبت امرأة أن تطيع زوجها وقالت لن تفعل ذلك حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت على أم سلمة فذكرت لها ذلك فقالت اجلسي حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم استحت الأنصارية أن تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت فسألته أم سلمة فقال ادعى الأنصارية فدعتها فتلا عليها هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم صماما واحدا ورواه الترمذي عن بندار عن بن مهدي عن سفيان عن أبي خيثم به وقال حسن قلت وقد روي من طريق حماد بن أبي حنيفة عن أبيه عن بن خيثم عن يوسف بن ماهك عن حفصة أم المؤمنين أن امرأة أتتها فقالت إن زوجي يأتيني مجبية ومستقبلة فكرهته فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لابأس إذا كان في صمام واحد حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا حسن حدثنا يعقوب يعني القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول هلكت قال ما الذي أهلكك قال حولت رحلي البارحة قال فلم يرد عليه شيئا قال فأوحى الله إلى(1/3223)
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة ورواه الترمذي عن عبد بن حميد عن حسن بن موسى الأشيب به وقال حسن غريب وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا الحارث بن شريح حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال أثفر رجل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أثفر فلان امرأته فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال أبو داود حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ قال حدثني محمد يعني بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس قال إن بن عمر قال والله يغفر له أوهم وإنما كان أهل هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون كثيرا من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني فسري أمرهما فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد تفرد به أبو داود ويشهد له بالصحة ما تقدم له من الأحاديث ولا سيما رواية أم سلمة فانها مشابهة لهذا السياق وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو القاسم الطبراني من طريق محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال عرضت المصحف على بن عباس من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها حتى انتهيت إلى هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال ابن عباس إن هذا(1/3224)
الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة ويتلذذون بهن فذكر القصة بتمام سياقها وقول بن عباس إن بن عمر والله يغفر له أوهم كأنه يشير إلى ما رواه البخاري حدثنا إسحاق حدثنا النضر بن شميل أخبرنا بن عون عن نافع قال كان بن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه فأخذت عنه يوما فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال أتدري فيم أنزلت قلت لا قال أنزلت في كذا وكذا ثم مضى وعن عبد الصمد قال حدثني أبي حدثنا أيوب عن نافع عن بن عمر فأتوا حرثكم أنى شئتم قال أن يأتيها في هكذا رواه البخاري وقد تفرد به من هذا الوجه وقال بن جرير حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن علية حدثنا بن عون عن نافع قال قرأت ذات يوم نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال بن عمر أتدري فيم نزلت قلت لا قال نزلت في إتيان النساء في أدبارهن وحدثني أبو قلابة حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن بن عمر فأتوا حرثكم أنى شئتم قال في الدبر وروى من حديث مالك عن نافع عن بن عمر ولا يصح وروى النسائي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن بن عمر أن رجلا أتى أمرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال أبو حاتم الرازي لو كان هذا عند زيد بن أسلم عن بن عمر لما أولع الناس بنافع وهذا تعليل منه لهذا الحديث وقد رواه عبد الله بن نافع عن داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عمر فذكره وهذا الحديث محمول على ما تقدم وهو أنه يأتيها في قبلها من دبرها لما رواه النسائي عن علي بن عثمان النفيلي عن سعيد بن عيسى عن الفضل بن فضالة عبد الله بن سليمان الطويل عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى بن عمر انه قد أكثر عليك القول انك تقول عن بن عمر إنه أفتى أن تؤتى النساء في أدبارهن قال كذبوا علي ولكن سأحدثك كيف(1/3225)
كان الأمر إن بن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال يا نافع هل تعلم من أمر هذه الآية قلت لا قال إنا كنا معشر قريش نجبى النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد فآذاهن فكرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار قد أخذن بحال اليهود إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وهذا إسناد صحيح وقد رواه بن مردويه عن الطبراني عن الحسين بن إسحاق عن زكريا بن يحيى الكاتب العمري عن مفضل بن فضالة عن عبد الله بن عياش عن كعب بن علقمة فذكره وقد روينا عن بن عمر خلاف ذلك صريحا وأنه لا يباح ولا يحل كما سيأتي وإن كان قد نسب هذا القول إلى طائفة من فقهاء المدينة وغيرهم وعزاه بعضهم إلى الإمام مالك في كتاب السر وأكثر الناس ينكر أن يصح ذلك عن الإمام مالك رحمه الله وقد وردت الأحاديث المروية من طرق متعددة بالزجر عن فعله وتعاطيه فقال الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيوا إن الله لا يستحي من الحق لا يحل أن تأتوا النساء في حشوشهن وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد الله بن شداد عن خزيمة بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يأتي الرجل امرأته في دبرها طريق أخرى قال أحمد حدثنا يعقوب سمعت أبي يحدث عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد أن عبيد الله بن الحصين الوالبي حدثه أن عبد الله الواقفي حدثه أن خزيمة بن ثابت الخطمي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استحيوا إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن ورواه النسائي وابن ماجه من طرق عن خزيمة بن ثابت وفي إسناده اختلاف كثير حديث آخر قال أبو عيسى الترمذي والنسائي حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن(1/3226)
سليمان عن كريب عن بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر ثم قال الترمذي هذا حديث حسن غريب وهكذا أخرجه بن حبان في صحيحه وصححه ابن حزم أيضا ولكن رواه النسائي أيضا عن هناد عن وكيع عن الضحاك به موقوفا وقال عبد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه أن رجلا سأل بن عباس عن إتيان المرأة في دبرها قال تسألني عن الكفر إسناده صحيح وكذا رواه النسائي من طريق بن المبارك عن معمر به نحوه وقال عبد أيضا في تفسيره حدثنا إبراهيم بن الحاكم عن أبيه عن عكرمة قال جاء رجل إلى بن عباس وقال كنت آتي أهلي في دبرها وسمعت قول الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فظننت أن ذلك لي حلال فقال يالكع إنما قوله : فأتوا حرثكم أنى شئتم قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في أقبالهن لا تعدوا ذلك إلى غيره حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد حدثنا همام حدثنا قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذي يأتي امرأته في دبرها هي اللوطية الصغرى وقال عبد الله بن أحمد حدثني هدبة حدثنا همام قال سئل قتادة عن الذي يأتي امرأته في دبرها فقال قتادة أخبرنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هي اللوطية الصغرى قال قتادة وحدثني عقبة بن وساج عن أبي الدرداء قال وهل يفعل ذلك إلا كافرا وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قوله وهذا أصح والله أعلم وكذلك رواه عبد بن حميد عن يزيد بن هارون عن حميد الأعرج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موقوفا من قوله طريق أخرى قال جعفر الفريابي حدثنا قتيبة حدثنا بن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة لا ينظر الله إليهم(1/3227)
يوم القيامة ولا يزكيهم ويقول ادخلوا النار مع الداخلين الفاعل والمفعول به والناكح يده وناكح البهيمة وناكح المرأة في دبرها وجامع بين المرأة وابنتها والزاني بحليلة جاره ومؤذي جاره حتى يلعنه بن لهيعة وشيخه ضعيفان حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عاصم عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي بن طلق قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤتى النساء في أدبارهن فان الله لا يستحي من الحق وأخرجه أحمد أيضا عن أبي معاوية وأبي عيسى الترمذي من طريق أبي معاوية أيضا عن عاصم الأحول به وفيه زيادة وقال هو حديث حسن ومن الناس من يورد هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب كما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل والصحيح أنه علي بن طلق حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يأتي امرأته في دبرها لا ينظر الله إليه وقال أحمد أيضا حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة يرفعه قال لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها وكذا رواه بن ماجه من طريق سهيل وقال أحمد أيضا حدثنا وكيع عن سهيل بن أبي صالح عن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون من أتى أمرأته في دبرها وهكذا رواه أبو داود والنسائي من طريق وكيع به طريق أخرى قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني أخبرنا أحمد بن القاسم بن الريان حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي حدثنا هناد ومحمد بن إسماعيل واللفظ له قالا حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون من أتى امرأة في دبرها ليس هذا الحديث هكذا في سنن النسائي وإنما الذي فيه عن سهيل عن الحارث بن مخلد كما تقدم قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي ورواية أحمد بن القاسم بن الريان(1/3228)
هذا الحديث بهذا السند وهم منه وقد ضعفوه طريق أخرى رواها مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ملعون من أتى النساء في أدبارهن ومسلم بن خالد فيه كلام والله أعلم طريق أخرى رواها الإمام أحمد وأهل السنن من حديث حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد وقال الترمذي ضعف البخاري هذا الحديث والذي قاله البخاري في حكيم الترمذي عن أبي تميمة لا يتابع على حديثه طريق أخرى قال النسائي : حدثنا عثمان بن عبد الله حدثنا سليمان بن عبد الرحمن من كتابه عن عبد الملك بن محمد الصنعاني عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة رضي الله عنه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال استحيوا من الله حق الحياء لا تأتوا النساء في أدبارهن تفرد به النسائي من هذا الوجه قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ هذا حديث منكر باطل من حديث الزهري ومن حديث أبي سلمة ومن حديث سعيد فإن كان عبد الملك سمعه من سعيد فانما سمعه بعد الاختلاط وقد رواه الترمذي عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك فأما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا انتهى كلامه وقد أجاد وأحسن الانتقاد إلا أن عبد الملك بن محمد الصنعاني لا يعرف أنه اختلط ولم يذكر ذلك أحد غير حمزة عن الكناني وهو ثقة ولكن تكلم فيه دحيم وأبو حاتم وبن حبان وقال لا يجوز الاحتجاج به والله أعلم وقد تابعه زيد بن يحيى بن عبيد عن سعيد بن عبد العزيز وروى من طريقين آخرين عن أبي سلمة ولا يصح منها شيء طريق أخرى قال النسائي حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة قال إتيان الرجال النساء في أدبارهن كفر ثم رواه عن بندار عن عبد الرحمن به قال(1/3229)
من أتى امرأة في دبرها فتلك كفرة هكذا رواه النسائي من طريق الثوري عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة موقوفا وكذا رواه من طريق علي بن نديمة عن مجاهد عن أبي هريرة موقوفا ورواه بكر بن خنيس عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى شيئا من الرجال والنساء في الأدبار فقد كفر والموقوف أصح وبكر بن خنيس ضعفه غير واحد من الأئمة وتركه آخرون حديث آخر قال محمد بن أبان البلخي حدثنا وكيع حدثني زمعة بن صالح عن بن طاوس عن أبيه وعن عمرو بن دينار عن عبد الله بن يزيد بن الهاد قالا قال عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن وقد رواه النسائي حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني عن عثمان بن اليمان عن زمعة بن صالح عن بن طاوس عن أبيه عن بن الهاد عن عمر قال لا تأتوا النساء في أدبارهن وحدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي حكيم عن زمعة بن صالح عن عمرو بن دينار عن طاوس عن عبد الله بن الهاد الليثي قال قال عمر رضي الله عنه استحيوا من الله فان الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن والموقوف أصح حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا غندر ومعاذ بن معاذ قالا حدثنا شعبة عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أستاههن وكذا رواه غير واحد عن شعبة ورواه عبد الرزاق عن معمر عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن طلق بن علي والأشبه أنه علي بن طلق كما تقدم والله أعلم حديث آخر قال أبو بكر الأثرم في سننه حدثنا أبو مسلم الحرمي حدثنا أخو أنيس بن إبراهيم أن أباه إبراهيم بن عبد الرحمن بن القعقاع أخبره عن أبيه أبي القعقاع عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال محاش النساء حرام وقد رواه إسماعيل بن علية وسفيان الثوري(1/3230)
وشعبة وغيرهم عن أبي عبد الله الشقري وإسمه سلمة بن تمام ثقة عن أبي القعقاع عن بن مسعود موقوفا وهو أصح طريق أخرى قال بن عدي حدثنا أبو عبد الله المحاملي حدثنا سعيد بن يحيى الثوري حدثنا محمد بن حمزة عن زيد بن رفيع عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأتوا النساء في أعجازهن محمد بن حمزة هو الجزري وشيخه فيهما مقال وقد روى من حديث أبي بن كعب والبراء بن عازب وعقبة بن عامر وأبي ذر وغيرهم وفي كل منها مقال لا يصح معه الحديث والله أعلم وقال الثوري عن الصلت بن بهرام عن أبي المعتمر عن أبي جويرية قال سأل رجل علياً عن إتيان المرأة في دبرها فقال سفلت سفل الله بك ألم تسمع قول الله عز وجل أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين وقد تقدم قول بن مسعود وأبي الدرداء وأبي هريرة وبن عباس وعبد الله بن عمرو في تحريم ذلك وهو الثابت بلا شك عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه يحرمه قال أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الدارمي في مسنده حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال قلت لابن عمر ما تقول في الجواري أيحمض لهن قال وما التحميض فذكر الدبر فقال وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين وكذا رواه بن وهب وقتيبة عن الليث به وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل ماورد عنه مما يحتمل ويحتمل فهو مردود إلى هذا المحكم قال بن جرير حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي العمر حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس أنه قيل له يا أبا عبد الله إن الناس يروون عن سالم بن عبد الله أنه قال كذب العبد أو العلج على أبي عبد الله قال مالك أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم بن عبد الله عن بن عمر مثل ما قال نافع فقيل له فان الحارث بن يعقوب يروى عن أبي الحباب سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر(1/3231)
فقال له يا أبا عبد الرحمن إنا نشتري الجواري أفنحمض لهن فقال وما التحميض فذكر له الدبر فقال بن عمر أف ، أف وهل يفعل ذلك مؤمن أو قال مسلم فقال مالك أشهد على ربيعة لأخبرني عن أبي الحباب عن بن عمر مثل ما قال نافع وروى النسائي عن الربيع بن سليمان عن أصبغ بن الفرج الفقيه حدثنا عبد الرحمن بن القاسم قال قلت لمالك إن عندنا بمصر الليث بن سعد يحدث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار قال قلت لابن عمر إنا نشتري الجواري أفنحمض لهن قال وما التحميض قلت نأتيهن في أدبارهن فقال أف أف أو يعمل هذا مسلم فقال لي مالك فأشهد على ربيعة لحدثني عن سعيد بن يسار أنه سأل بن عمر فقال لابأس به وروى النسائي أيضا من طريق يزيد بن رومان عن عبيد الله بن عبد الله أن بن عمر كان لا يرى بأسا أن يأتي الرجل المرأة في دبرها وروى معمر بن عيسى عن مالك أن ذلك حرام وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري حدثني إسماعيل بن حسين حدثني إسرائيل بن روح سألت مالك بن أنس ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن قال ما أنتم إلا قوم عرب هل يكون الحرث إلا موضع الزرع لا تعدوا الفرج قلت يا أبا عبد الله إنهم يقولون إنك تقول ذلك قال يكذبون علي يكذبون علي فهذا هو الثابت عنه وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة وهو قول سعيد بن المسيب وأبي سلمة وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر والحسن وغيرهم من السلف أنهم أنكروا ذلك أشد الانكار ومنهم من يطلق على فعله الكفر وهو مذهب جمهور العلماء وقد حكى في هذا شيء عن بعض فقهاء المدينة حتى حكوه عن الإمام مالك وفي صحته نظر قال الطحاوي روى أصبغ بن الفرج عن عبد الرحمن بن القاسم قال ما أدركت أحدا أقتدى به في ديني يشك أنه حلال يعني وطء المرأة في دبرها ثم قرأ نساؤكم حرث لكم ثم قال فأي شيءأبين من هذا هذه حكاية الطحاوي وقد روى الحاكم والدارقطني والخطيب البغدادي عن الإمام مالك من(1/3232)
طرق ما يقتضي إباحة ذلك ولكن في الاسانيد ضعف شديد وقد استقصاها شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في ذلك والله أعلم وقال الطحاوي حكى لنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سمع الشافعي يقول ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحليله ولا تحريمه شيء والقياس أنه حلال وقد روى ذلك أبو بكر الخطيب عن أبي سعيد الصيرفي عن أبي العباس الأصم سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول فذكره قال أبو نصر الصباغ كان الربيع يحلف بالله الذي لا إله إلا هو لقد كذب يعني بن عبد الحكم على الشافعي في ذلك لأن الشافعي نص على تحريمه في ستة كتب من كتبه والله أعلم .
تفسير ابن كثير ج1/ص261- 266 .(1/3233)
قال ابن قدامة : فصل ولا يحل وطء الزوجة في الدبر في قول أكثر أهل العلم منهم علي وعبد الله وأبو الدرداء وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأبو هريرة وبه قال سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن ومجاهد وعكرمة والشافعي وأصحاب الرأي وابن المنذر ورويت إباحته عن ابن عمر وزيد بن أسلم ونافع ومالك ، وروي عن مالك أنه قال ما أدركت أحد أقتدي به في ديني يشك في أنه حلال وأهل العراق من أصحاب مالك ينكرون ذلك ، واحتج من أجله بقول الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم . وقوله سبحانه والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ، ولنا ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يستحيي من الحق لا تأتوا النساء من أعجازهن وعن أبي هريرة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأة في دبرها رواهما ابن ماجة ، وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : محاش النساء حرام عليكم ، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى حائضاً أو امرأةً في دبرها أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد رواهن كلهن الأثرم فأما الآية فروى جابر قال كان اليهود يقولون إذا جامع الرجل امرأته في فرجها من ورائها جاء الولد أحول فأنزل الله نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم . من بين يديها ومن خلفها غير أن لا يأتيها إلا في المأتي متفق عليه وفي رواية ائتها مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج والآية الأخرى المراد بها ذلك ، فصل فإن وطئ زوجته في دبرها فلا حد عليه لأن له في ذلك شبهة ويعذر لفعله المحرم وعليها الغسل لأنه إيلاج فرج في فرج وحكمه حكم الوطء في القبل في إفساد العبادات وتقرير المهر ووجوب العدة وإن كان الوطء لأجنبية وجب حد اللوطي ولا مهر عليه لأنه لم يفوت منفعة لها عوض في الشرع ولا يحصل بوطء زوجته في الدبر إحصان إنما يحصل بالوطء الكامل وليس هذا(1/3234)
بوطء كامل والإحلال للزوج الأول لأن المرأة لا تذوق به عسيلة الرجل ولا تحصل به الفيئة ولا الخروج من العنة لأن الوطء فيهما لحق المرأة وحقها الوطء في القبل ولا يزول به الاكتفاء بصماتها في الإذن بالنكاح لأن بكارة الأصل باقية .
المغني لابن قدامة 7/ص225 – 226 .
قال الشوكاني : باب النهي عن إتيان المرأة في دبرها عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملعون من أتى امرأة في دبرها رواه أحمد وأبو داود ، وفي لفظ لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها رواه أحمد وبن ماجه ، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم رواه أحمد والترمذي وأبو داود وقال فقد بريء مما أنزل ، وعن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يأتي الرجل امرأته في دبرها رواه أحمد وبن ماجه ، وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأتوا النساء في أعجازهن أو قال في أدبارهن ، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذي يأتي امرأته في دبرها هي اللوطية الصغرى رواهما أحمد ، وعن علي بن طلق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تأتوا النساء في أستاههن فإن الله لا يستحي من الحق رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن ، وعن بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر رواه الترمذي وقال حديث غريب ، حديث أبي هريرة الأول أخرجه أيضا بقية أهل السنن والبزار وفي إسناده الحرث بن مخلد ، قال البزار ليس بمشهور ، وقال بن القطان لا يعرف حاله وقد اختلف فيه على سهيل بن أبي صالح فرواه عنه إسماعيل بن عياش عن محمد بن المنكدر عن جابر كما أخرجه الدارقطني وبن شاهين ورواه عمر مولى عفرة عن سهيل عن أبيه عن جابر كما(1/3235)
أخرجه بن عدي بإسناد ضعيف قال الحافظ في بلوغ المرام إن رجال حديث أبي هريرة هذا ثقات لكن أعل بالإرسال ، وحديث أبي هريرة الثاني هو من رواية أبي تميمة عن أبي هريرة قال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث أبي تميمة عن أبي هريرة ، وقال البخاري لا يعرف لأبي تميمة سماع عن أبي هريرة ، وقال البزار هذا حديث منكر ، وفي الإسناد أيضا حكيم الأثرم ، قال البزار لا يحتج به وما تفرد به فليس بشيء ولأبي هريرة حديث ثالث نحو حديثه الأول أخرجه النسائي من رواية الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وفي إسناده عبد الملك بن محمد الصنعاني وقد تكلم فيه دحيم وأبو حاتم وغيرهما ولأبي هريرة أيضا حديث رابع أخرجه النسائي من طريق بكر بن خنيس عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة بلفظ من أتى شيئا ، من الرجال والنساء في الأدبار فقد كفر وفي إسناده بكر بن خنيس وليث بن أبي سليم وهما ضعيفان ، ولأبي هريرة أيضا حديث خامس رواه عبد الله بن عمر بن أبان عن مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ ملعون من أتى النساء في أدبارهن وفي إسناده مسلم بن خالد وهو ضعيف ، وحديث خزيمة بن ثابت أخرجه الشافعي أيضا بنحوه وفي إسناده عمر بن أحيحة وهو مجهول ، واختلف في إسناده اختلافاً كثيراً ، ورواه النسائي من طريق أخرى وفيها هرمي بن عبد الله ولا يعرف حاله ، وأخرجه أيضا من طريق هرمي أحمد وبن حبان وحديث الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال في مجمع الزوائد ورجاله ثقات ، وحديث عمرو بن شعيب أخرجه أيضا النسائي وأعله قال الحافظ والمحفوظ عن عبد الله بن عمرو من قوله كذا أخرجه عبد الرزاق وغيره وحديث علي بن طلق قال الترمذي بعد أن حسنه سمعت محمدا يقول لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد ولا أعرف هذا الحديث الواحد من حديث طلق بن علي السحيمي وكأنه رأى أن هذا آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديث ابن عباس أخرجه(1/3236)
أيضا النسائي وابن حبان والبزار وقال لا نعلمه يروي عن ابن عباس بإسناد حسن وكذا قال ابن عدي ، ورواه النسائي عن هناد عن وكيع عن الضحاك موقوفا وهو أصح عندهم من المرفوع ، ولابن عباس حديث آخر من طريق أخرى موقوفة رواها عبد الرزاق أن رجلا سأل بن عباس عن إتيان المرأة في دبرها فقال سألتني عن الكفر ، وأخرجه النسائي بإسناد قوي ، وفي الباب عن جماعة من الصحابة منها ما سيأتي ومنها عن أبي بن كعب عند الحسن بن عرفة بإسناد ضعيف ، وعن بن مسعود عند بن عدي بإسناد واه وعن عقبة بن عامر عند أحمد بإسناد فيه ابن لهيعة ، وعن عمر عند النسائي والبزار بإسناد فيه زمعة بن صالح وهو ضعيف ، وقد استدل بأحاديث الباب من قال إنه يحرم إتيان النساء في أدبارهن ، وقد ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم ، وحكى بن عبد الحكم عن الشافعي أنه قال لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريمه ولا في تحليله شيء والقياس أنه حلال ، وقد أخرجه عنه بن أبي حاتم في مناقب الشافعي ، وأخرجه الحاكم في مناقب الشافعي عن الأصم عنه ، وكذلك رواه الطحاوي عن بن عبد الحكم عن الشافعي ، وروى الحاكم عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن الشافعي أنه قال سألني محمد بن الحسن ، فقلت له إن كنت تريد المكابرة وتصحيح الروايات وإن لم تصح فأنت أعلم وإن تكلمت بالمناصفة كلمتك قال علي المناصفة قلت فبأي شيء حرمته قال يقول الله عز وجل فأتوهن من حيث أمركم الله ، وقال : فأتوا حرثكم أنى شئتم . والحرث لا يكون إلا في الفرج قلت أفيكون ذلك محرماً لما سواه قال : نعم قلت فما تكون لو وطئها بين ساقيها أو في أعكانها أو تحت أبطيها أو أخذت ذكره بيدها أو في ذلك حرث قال لا قلت فيحرم ذلك قال لا قلت فلم تحتج بما لا حجة فيه قال فإن الله قال : والذين هم لفروجهم حافظون . الآية قال فقلت له هذا مما يحجون به للجواز إن الله أثنى على من حفظ فرجه من غير زوجته وما ملكت يمينه فقلت له أنت تتحفظ(1/3237)
من زوجتك وما ملكت يمينك ، وقد أجيب عن هذا بأن الأصل تحريم المباشرة إلا ما أحل الله بالعقد ولا يقاس عليه غيره لعدم المشابهة في كونه مثله محلا للزرع وأما تحليل الاستمتاع فيما عدا الفرج فهو مأخوذ من دليل آخر ولكنه لا يخفى ورود ما أورده الشافعي على من استدل بالآية وأما دعوى أن الأصل تحريم المباشرة فهذا محتاج إلى دليل ولو سلم فقوله تعالى فأتوا حرثكم أنى شئتم رافع للتحريم المستفاد من ذلك الأصل فيكون الظاهر بعد هذه الآية الحل ومن ادعى تحريم الإتيان في محل مخصوص طولب بدليل يخصص عموم هذه الآية ولا شك أن الأحاديث المذكورة في الباب القاضية بتحريم إتيان النساء في أدبارهن يقوي بعضها بعضا فتنتهض لتخصيص الدبر من ذلك العموم وأيضا الدبر في أصل اللغة اسم لخلاف الوجه ولا اختصاص له بالمخرج كما قال تعالى : ومن يولهم يومئذ دبره ، فلا يبعد حمل ما ورد من الأدبار على الاستمتاع بين الإليتين ، وأيضا قد حرم الله الوطء في الفرج لأجل الأذى فما الظن بالحش الذي هو موضع الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل الذي هو العلة الغاثية في مشروعية النكاح والذريعة القريبة جداً الحاملة على الانتقال من ذلك إلى إدبار المرد ، وقد ذكر بن القيم لذلك مفاسد دينية ودنيوية فليراجع وكفى منادياً على خساسته أنه لا يرضى أحد أن ينسب إليه ولا إلى إمامه تجويز ذلك إلا ما كان من الرافضة مع أنه مكروه عندهم وأوجبوا للزوجة فيه عشرة دنانير عوض النطفة وهذه المسألة هي إحدى مسائلهم التي شذوا بها ، وقد حكى الإمام المهدي في البحر عن العترة جميعاً وأكثر الفقهاء أنه حرام ، قال الحاكم بعد أن حكى عن الشافعي ما سلف لعل الشافعي كان يقول ذلك في القديم فأما الجديد فالمشهور أنه حرمه ، وقد روى الماوردي في الحاوي وأبو نصر بن الصباغ في الشامل وغيرهما عن الربيع أنه قال كذب والله يعني بن عبد الحكم فقد نص الشافعي على تحريمه في ستة كتب وتعقبه(1/3238)
الحافظ في التلخيص فقال لا معنى لهذا التكذيب فإن بن عبد الحكم لم يتفرد بذلك بل قد تابعه عليه عبد الرحمن بن عبد الله أخوه عن الشافعي ثم قال إنه لا خلاف في ثقة بن عبد الحكم وأمانته وقد روي الجواز أيضا عن مالك قال القاضي أبو الطيب في تعليقه أنه روى ذلك عنه أهل مصر وأهل المغرب ورواه عنه أيضا بن رشد في كتاب البيان والتحصيل وأصحاب مالك العراقيون لم يثبتوا هذه الرواية وقد رجع متأخرو أصحابه عن ذلك وأفتوا بتحريمه وقد استدل للمجوزين بما رواه الدارقطني عن بن عمر أنه لما قرأ قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم . فقال ما تدري يا نافع فيما أنزلت هذه الآية قال قلت لا قال لي في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها فأعظم الناس ذلك فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم قال نافع فقلت لابن عمر من دبرها في قبلها قال لا إلا في دبرها ، وروي نحو ذلك عنه الطبراني والحاكم وأبو نعيم ، وروى النسائي والطبراني من طريق زيد بن أسلم عن بن عمر نحوه ولم يذكر قوله لا إلا في دبرها وأخرج أبو يعلى وابن مردويه في تفسيره والطبري والطحاوي من طرق عن أبي سعيد الخدري أن رجلا أصاب امرأته في دبرها فأنكر الناس ذلك عليه فأنزل الله : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، وسيأتي بقية الأسباب في نزول الآية ، وعن جابر أن يهود كانت تقول إذا أتيت المرأة من دبرها ثم حملت كان ولدها أحول قال فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم . رواه الجماعة إلا النسائي وزاد مسلم إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد ، وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ، يعني صماماً واحداً رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن(1/3239)
وعنها أيضا قالت لما قدم المهاجرون المدينة على الأنصار تزوجوا من نسائهم وكان المهاجرون يجبون وكانت الأنصار لا تجبي فأراد رجل امرأته من المهاجرين على ذلك فأبت عليه حتى تسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال فأته فاستحيت أن تسأله فسألته أم سلمة فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقال لا إلا في صمام واحد رواه أحمد ولأبي داود هذا المعنى من رواية بن عباس
وعن بن عباس قال جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما الذي أهلكك قال حولت رحلي البارحة فلم يرد عليه بشيء قال فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أقبل وأدبر واتقوا الدبر والحيضة رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب(1/3240)
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استحيوا فإن الله لا يستحي من الحق لا يحل مأتاك النساء في حشوشهن رواه الدارقطني ، حديث أم سلمة الثاني أورده في التلخيص وسكت عنه ويشهد له حديث بن عباس الذي أشار إليه المصنف وهو من رواية محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس وفيه إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم من العلم وكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرخون النساء شرخا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني فسرى أمرهما حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم يعني مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد ، وحديث بن عباس الثاني في قصة عمر لعله الحديث الذي تقدمت الإشارة إليه من طريق عمر نفسه وقد سبق ما فيه ، وحديث جابر الآخر قد قدمنا في أول الباب الإشارة إليه وإنه من الاختلاف على سهيل بن أبي صالح وقد أخرجه من تقدم ذكره ، قوله مجبية بضم الميم وبعدها جيم مفتوحة ثم موحدة أي باركة والتجبية الانكباب على الوجه وأخرج الإسماعيلي من طريق يحيى بن أبي زائدة عن سفيان الثوري بلفظ باركة مدبرة في فرجها من ورائها وهذا يدل على أن المراد بقولهم إذا أتيت من دبرها يعني في قبلها ولا شك أن ذلك هو المراد ويزيد ذلك وضوحا قوله عقب ذلك ثم حملت فإن الحمل لا يكون إلا من الوطء في القبل ، قوله غير أن ذلك في صمام واحد هذه الزيادة تشبه أن تكون من تفسير الزهري لخلوها من رواية غيره من أصحاب بن المنكدر مع كثرتهم كذا قيل وهو(1/3241)
الظاهر ولو كانت مرفوعة لما صح قول البزار في الوطء في الدبر لا أعلم في هذا الباب حديثا صحيحا لا في الحصر ولا في الإطلاق ، وكذا روى نحو ذلك الحاكم عن أبي علي النيسابوري ومثله عن النسائي وقاله قبلهما البخاري كذا قال الحافظ ، والصمام بكسر الصاد المهملة وتخفيف الميم وهو في الأصل سداد القارورة ثم سمي به المنفذ كفرج المرأة وهذا أحد الأسباب في نزول الآية وقد ورد ما يدل على أن ذلك هو السبب من طرق عن جماعة من الصحابة في بعضها التصريح بأنه لا يحل إلا في القبل وفي أكثرها الرد على اعتراض اليهود وهذا أحد الأقوال والقول الثاني أن سبب النزول إتيان الزوجة في الدبر وقد تقدم ذلك عن بن عمر وأبي سعيد ، والثالث أنها نزلت في الإذن بالعزل عن الزوجة روي ذلك عن بن عباس أخرجه عنه جماعة منهم بن أبي شيبة وعبد بن حميد وبن جرير وبن المنذر وبن أبي حاتم والطبراني والحاكم ، وروي ذلك أيضا عن بن عمر أخرجه عنه بن أبي شيبة قال فأتوا حرثكم أنى شئتم إن شاء عزل وإن شاء لم يعزل ، وروي عن سعيد بن المسيب أخرجه عنه بن أبي شيبة .
القول الرابع إن أنى شئتم بمعنى إذا شئتم روى ذلك عبد بن حميد عن محمد بن الحنفية عليه السلام .
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني 6/ص351 – 357 .
قال الطحاوي : باب في وطء المرأة في الدبر قال أبو جعفر أصحابنا يكرهون ذلك وينهون عنه أشد النهي وهو قول الثوري والشافعي في المزني ، قال أبو جعفر وحكى لنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سمع الشافعي يقول ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريمه ولا تحليله شيء ، والقياس أنه حلال ،(1/3242)
وروى أصبغ بن الفرج عن ابن القاسم قال ما أدركت أحداً اقتدى به في ديني يشك فيه أنه حلال يعني وطء المرأة في دبرها ثم قرأ : نساؤكم حرث لكم قال فأي شيء أبين من هذا وما أشك فيه ، قال أبو جعفر حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبو بكر بن أبي أويس الأعشى قال حدثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر أن رجلا اتى امرأته في دبرها فوجد في نفسه ذلك وجدا شديدا فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم . قال أبو جعفر وزيد بن أسلم لا نعلم له سماعا من ابن عمر وروى ابن جريج عن محمد بن المنكدر عن جابر أن اليهود قالوا للمسلمين من أتى امرأته وهي مدبرة جاء ولده أحول فأنزل الله تعالى نساؤكم حرث لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة ومدبرة ما كان في الفرج وروى حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تميمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد وروى مالك عن ربيعة عن أبي الحباب سعيد بن يسار أنه سأل ابن عمر عن ذلك فقال لا بأس به ، وروى وهل يفعل ذلك أحد من المسلمين .
مختصر اختلاف العلماء للطحاوي 2/343 – 345 .
---
(1/3243)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفرق بين السنة والعام
---
الفرق بين السنة والعام
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 10:30 PM
عقد السهيلي في كتابه "الروض الأنف" فصلاً بيّن فيه الفرق بين السنة والعام ، فقال :
فصل
وقال سنين ولم يقل أعواما ، والسنة والعام وإن اتسعت العرب فيهما ، واستعملت كل واحد منهما مكان الآخر اتساعا ، ولكن بينهما في حكم البلاغة والعلم بتنزيل الكلام فرقا ، فخذه أولا من الاشتقاق فإن السنة من سنا يسنو إذا دار حول البئر والدابة هي السانية فكذلك السنة دورة من دورات الشمس وفد تسمى السنة دارا ، ففي الخبر : إن بين آدم ونوح ألف دار أي ألف سنة هذا أصل الاسم ومن ثم قالوا : أكلتهم السنة فسموا شدة القحط سنة قال الله سبحانه ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين [ الأعراف 13 ]
ومن ثم قيل أسنت القوم إذا أقحطوا ، وكأن وزنه أفعتوا ، لا أفعلوا ، كذلك قال بعضهم وجعل سيبويه التاء بدلا من الواو فهي عنده أفعلوا ، لأن الجدوبة والخصب معتبر بالشتاء والصيف وحساب العجم إنما هو بالسنين الشمسية بها يؤرخون وأصحاب الكهف من أمة عجمية والنصارى يعرفون حديثهم ويؤرخون به فجاء اللفظ في القرآن بذكر السنين الموافقة لحسابهم وتمم الفائدة بقوله وازدادوا تسعا ليوافق حساب العرب ، فإن حسابهم بالشهور القمرية كالمحرم وصفر ونحوهما وانظر بعد هذا إلى قوله تزرعون سبع سنين دأبا [ يوسف 47 ] الآية ولم يقل أعواما ، نفيه شاهد لما تقدم غير أنه قال ثم يأتي من بعد ذلك عام ولم يقل سنة عدولا عن اللفظ المشترك فإن السنة قد يعبر بها عن الشدة والأزمة كما تقدم(1/3244)
فلو قال سنة لذهب الوهم إليها ; لأن العام أقل أياما من السنة وإنما دلت الرؤيا على سبع سنين شداد وإذا انقضى العدد فليس بعد الشدة إلا رخاء وليس في الرؤيا ما يدل على مدة ذلك الرخاء ولا يمكن أن يكون أقل من عام والزيادة على العام مشكوك فيها ، لا تقتضيها الرؤيا ، فحكم بالأقل وترك ما يقع فيه الشك من الزيادة على العام فهاتان فائدتان في اللفظ بالعام في هذا الموطن وأما قوله وبلغ أربعين سنة فإنما ذكر السنين وهي أطول من الأعوام لأنه مخبر عن اكتهال الإنسان وتمام قوته واستوائه فلفظ السنين أولى بهذا الموطن لأنها أكمل من الأعوام
وفائدة أخرى : أنه خبر عن السن والسن معتبر بالسنين لأن أصل السن في الحيوان لا يعتبر إلا بالسنة الشمسية لأن النتاج والحمل يكون بالربيع والصيف حتى قيل ربعي للبكير وصيفي للمؤخر قال الراجز
إن بني صبية صيفيون
أفلح من كان له ربعيون
فاستعمله في الآدميين فلما قيل في الفصيل ونحوه ابن سنة وابن سنتين قيل ذلك في الآدميين وإن كان أصله في الماشية لما قدمنا ،
وأما قوله وفصاله في عامين فلأنه قال سبحانه يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج [ البقرة 189 ] فالرضاع من الأحكام الشرعية وقد قصرنا فيها على الحساب بالأهلة وكذلك قوله يحلونه عاما ويحرمونه عاما ولم يقل سنة لأنه يعني شهر المحرم وربيع إلى آخر العام ولم يكونوا يحسبون بأيلول ولا بتشرين ولا بينير ، وهي الشهور الشمسية(1/3245)
وقوله سبحانه فأماته الله مائة عام إخبار منه لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته وحسابهم بالأعوام والأهلة كما وقت لهم سبحانه وقوله سبحانه في قصة نوح فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما [ العنكبوت 140 ] قيل إنما ذكر أولا السنين لأنه كان في شدائد مدته كلها إلا خمسين عاما منذ جاءه الفرج وأتاه الغوث ، ويجوز أن يكون الله - سبحانه - علم أن عمره كان ألفا ، إلا أن الخمسين منها ، كانت أعواما ، فيكون عمره ألف سنة تنقص منها ما بين السنين الشمسية والقمرية في الخمسين خاصة لأن خمسين عاما بحساب الأهلة أقل من خمسين سنة شمسية بنحو عام ونصف فإن كان الله سبحانه قد علم هذا من عمره فاللفظ موافق لهذا المعنى ، وإلا ففي القول الأول مقنع والله أعلم بما أراد فتأمل هذا ، فإن العلم بتنزيل الكلام ووضع الألفاظ في مواضعها اللائقة بها يفتح لك بابا من العلم بإعجاز القرآن وابن هذا الأصل تعرف المعنى في قوله تعالى : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [ المعارج 4 ] .
وقوله تعالى : وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون [ الحجر : 47 ] وأنه كلام ورد في معرض التكثير والتفخيم لطول ذلك اليوم والسنة أطول من العام كما تقدم فلفظها أليق بهذا المقام . ) انتهى كلام السهيلي
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 10:51 PM
الفرق بين العام والسَّنة (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=30217)
---
د.أبو بكر خليل
03-12-2006, 03:34 PM
على أنه يستدرك على ما قالوه بما ورد في كثير من الأحاديث النبوية من استعمال " السنة " في غير ما ادعوه ، و في كلا الأخبار الشرعية و في الأحكام ،
ومن ذلك ما جاء في " صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ " ، كِتَابُ الشَّهَادَاتِ ، بَابُ بُلُوغِ الصِّبْيَانِ وَشَهَادَتِهِمْ :(1/3246)
2549 حدثنا عبيد الله بن سعيد ، حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثني عبيد الله ، قال : حدثني نافع ، قال : حدثني ابن عمر رضي الله عنهما : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد ، وهو ابن أربع عشرة سنة ، فلم يجزني ثم عرضني يوم الخندق ، وأنا ابن خمس عشرة سنة ، فأجازني " ، قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة ، فحدثته هذا الحديث فقال : " إن هذا لحد بين الصغير والكبير ، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة " *
- و كذا جاء في " صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ " ، كِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ :
3106 حدثنا محمد بن سنان ، حدثنا فليح بن سليمان ، حدثنا هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، واقرءوا إن شئتم وظل ممدود ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب " *
" صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ " ، كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا :
3212 حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عبد الواحد ، حدثنا الأعمش ، حدثنا إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا ذر رضي الله عنه ، قال : قلت يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : " المسجد الحرام " قال : قلت : ثم أي ؟ قال " المسجد الأقصى " قلت : كم كان بينهما ؟ قال : " أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله ، فإن الفضل فيه " *
ففي تفسيره " الجامع لاحكام القرآن " ، قال الإمام القرطبي في تفسير الآية ( 36 ) من سورة التوبة :
_______________________________(1/3247)
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُو?اْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } .
قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }.
فيه ثمان مسائل:
الأُولى ـ قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ } جمع شهر. فإذا قال الرجل لأخيه: لا أُكلمك الشهور؛ وحلف على ذلك فلا يكلمه حولاً؛ قاله بعض العلماء. وقيل: لا يكلمه أبداً. ابن العربيّ: وأرى إن لم تكن له نية أن يقتضي ذلك ثلاثة أشهر؛ لأنه أقلّ الجمع الذي يقتضيه صيغة فُعول في جمع فَعْل. ومعنى { عِندَ اللَّهِ } أي في حكم الله وفيما كتب في اللوح المحفوظ. { اثْنَا عَشَرَ شَهْراً } أعربت «اثنا عشر شهراً» دون نظائرها؛ لأنّ فيها حرف الإعراب ودليله. وقرأ العامة «عَشَر» بفتح العين والشين. وقرأ أبو جعفر «عَشْر» بجزم الشين. { فِي كِتَابِ اللَّهِ } يريد اللوح المحفوظ. وأعاده بعد أن قال «عِنْدَ اللَّهِ» لأن كثيراً من الأشياء يوصف بأنه عند الله، ولا يقال إنه مكتوب في كتاب الله؛ كقوله:
{ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ }
[لقمان: 34.](1/3248)
الثانية ـ قوله تعالى: { يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ } إنما قال «يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» ليبيّن أن قضاءه وقدره كان قبل ذلك، وأنه سبحانه وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على ما رتّبها عليه يوم خلق السموات والأرض، وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة. وهو معنى قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً }. وحكمها باقٍ على ما كانت عليه لم يُزِلها عن ترتيبها تغييرُ المشركين لأسمائها، وتقديمُ المقدّم في الاسم منها. والمقصود من ذلك اتباعُ أمر الله فيها ورفضُ ما كان عليه أهل الجاهلية من تأخير أسماء الشهور وتقديمها، وتعليق الأحكام على الأسماء التي رتّبوها عليه؛ ولذلك قال عليه السلام في خطبته في حَجّة الوداع: " أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " على ما يأتي بيانه. وأن الذي فعل أهل الجاهلية من جعل المحرّم صفراً وصفرٍ محرّماً ليس يتغيّر به ما وصفه الله تعالى. والعامل في «يوم» المصدر الذي هو «في كتاب الله»، وليس يعني به واحد الكُتُب؛ لأن الأعيان لا تعمل في الظروف. والتقدير: فيما كتب الله يوم خلق السموات والأرض. و «عند» متعلق بالمصدر الذي هو العِدّة، وهو العامل فيه. و «في» من قوله: «فِي كِتَابِ اللَّهِ» متعلقة بمحذوف، هو صفة لقوله: «اثْنَا عَشَرَ». والتقدير: اثنا عشر شهراً معدودةً أو مكتوبة في كتاب الله. ولا يجوز أن تتعلق بِعدّة لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إنّ.(1/3249)
الثالثة ـ هذه الآية تدلّ على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقِبط وإن لم تزد على اثني عشر شهراً؛ لأنها مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص، والذي ينقص ليس يتعيّن له شهر، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج.
-
---
د.أبو بكر خليل
03-12-2006, 04:42 PM
سقطت بعض الكلمات و الجمل الرابطة بين بعض أجزاء الكلام ، و لم أتمكن من التعديل لفوات الوقت المسموح به من إدارة الملتقى ،
فمعذر ة
---
لطفي الزغير
03-13-2006, 07:09 PM
قال العسكري في الفروق اللغوية ص131 :
الفرق بين العام والسنة: أن العام جمع أيام والسنة جمع شهور ، ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الزنج قيل عام الزنج ، ولما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج ، ويجوز أن يقال : العام يفيد كونه وقتا لشئ ، والسنة لا تفيد ذلك ، ولهذا يقال : عام الفيل ولا يقال سنة الفيل ، ويقال في التاريخ سنة مائة وسنة خمسين ولا يقال عام مائة وعام خمسين إذ ليس وقتا لشئ مما ذكر من هذا العدد ، ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه ، كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالأبعاض والجمع إحاطة بالأجزاء.
1394 الفرق بين العام والسنة(1): قال ابن الجواليقي(2): ولا يفرق(3) عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى.ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله: عام، وهو غلط، والصواب ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى(4) أنه قال: السنة من أول يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا.وفي التهذيب(5) أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة.وعلى هذا فالعام أخص من السنة.وليس كل سنة عاما.(1/3250)
فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف، ونصف الشتاء.والعام لا يكون إلا صيفا أو شتاء متوالين.انتهى.
ولقد كنت قرأت أن العام يطلق على الخصب والنماء والخير ، والسنة تُطلق على الجدب والشر ، ولهذا تقول العرب أصابتنا سنة ولا تقول أصابنا عام ، وقال تعالى : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ، وقال عن نوح عليه السلام : ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عالماً ، فعبر عن المدة التي لبث فيها نوح في قومه بالسنين ، والفترة التي تلتها بالعام لما فيها من الخير على نوح والدعوة ، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم (( اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف )) .
---
مجدي ابو عيشة
03-13-2006, 09:47 PM
القول بان الف سنة الا خمسين عاما على ما قيل ان السنة للشدة والعام للرخاءأُشكل علي من عدة وجوه :
***** الاول ان هذا التقسيم يلزم ما لا يلزم من تحديد عمر نوح عليه السلام . قال القرطبي رحمه الله تعالى :
وأختلف في مبلغ عمره.
فقيل: مبلغ عمره ما ذكره الله تعالى في كتابه.
قال قتادة: لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلثمائة سنة ودعاهم ثلاثمائة سنة، ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وقال ابن عباس: بعث نوح لاربعين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الغرق ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا.
وعنه أيضا: أنه بعث وهو ابن مئتين وخمسين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين، وعاش بعد الطوفان مائتي سنة.
وقال وهب: عمر نوح ألفا وأربعمائة سنة.
وقال كعب الاحبار: لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان سبعين عاما فكان مبلغ عمره ألف سنة وعشرين عاما.
وقال عون بن شداد: بعث نوح وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان ثلثمائة سنةوخمسين سنة، فكان مبلغ عمره ألف سنة وستمائة سنة وخمسين سنة ونحوه عن الحسن.(1/3251)
قال الحسن: لما أتى ملك الموت نوحا ليقبض روحه قال: يا نوح كم عشت في الدنيا ؟ قال: ثلثمائة قبل أن أبعث، وألف سنة إلا خمسين عاما في قومي، وثلثمائة سنة وخمسين سنة
بعد الطوفان.
قال ملك الموت: فكيف وجدت الدنيا ؟ قال نوح: مثل دار لها بابان دخلت من هذا وخرجت من هذا.
وروى من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما بعث الله نوحا إلي قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتي سنة فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وبقي بعد الطوفان خمسين ومائتي سنة فلما أتاه ملك الموت قال يا نوح يا أكبر الانبياء ويا طويل العمر ويا مجاب الدعوة كيف رأيت الدنيا قال مثل رجل بنى له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من الآخر " وقد قيل: دخل من أحدهما وجلس هنيهة ثم خرج من الباب الآخر.
وقال ابن الوردى: بنى نوح بيتا من قصب، فقيل له: لو بنيت غير هذا، فقال: هذا كثير لمن يموت، وقال أبو المهاجر: لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما في بيت من شعر، فقيل له: يا نبى الله ابن بيتا فقال: أموت اليوم [ أو ] أموت غدا.
وقال وهب بن منبه: مرت بنوح خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت.
وقال مقاتل وجويبر: إن أدم عليه السلام حين كبر ورق عظمه قال يا رب إلى متى أكد وأسعى ؟ قال: يا أدم حتى يولد لك ولد مختون.
فولد له نوح بعد عشرة أبطن، وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاما.
وقال بعضهم: إلا أربعين عاما.
والله أعلم.القرطبي 332 -333/13
وقال ابن الجوزي في زاد المسير :
قوله تعالى : { فلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إِلاَّ خمسينَ عاماً } اختلفوا في عُمُر نوح على خمسة أقوال .
أحدها : بُعث بعد أربعين سنة ، وعاش في قومه ألف سنة إِلا خمسين عاماً يدعوهم ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة ، رواه يوسف بن مهران عن ابن عباس .
والثاني : أنَّه لبث فيهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً ، وعاش بعد ذلك سبعين عاماً ، فكان مبلغ عُمُره ألف سنة وعشرين سنة ، قاله كعب الأحبار .(1/3252)
والثالث : أنهُ بعث وهو ابن خمسين وثلاثمائة ، فلبث فيهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً ، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة ، قاله عون بن أبي شداد .
والرابع : أنَّه لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة ، [ ودعاهم ثلاثمائة سنة ] ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة ، قاله قتادة . وقال وهب ابن منبِّه : بُعث لخمسين سنة .
والخامس : أنَّ هذه الآية بيَّنت مقدار عُمُره كلِّه ، حكاه الماوردي .
فان قيل : ما فائدة قوله { إِلاَّ خمسينَ عاماً } ، فهلاَّ قال : تسعمائة وخمسين!
فالجواب : أنَّ المراد به تكثير العدد ، وذِكْر الألف أفخم في اللفظ ، وأعظم للعدد .
قال الزجاج : تأويل الاستثناء في كلام العرب : التوكيد ، تقول : جاءني إِخوتك إِلا زيداً ، فتؤكِّد أَنَّ الجماعة جاؤوا ، وتنقص زيداً . واستثناء نصف الشيء قبيح جداً لا تتكلَّم به العرب ، وإِنما تتكلَّم بالاستثناء كما تتكلم بالنقصان ، تقول : عندي درهم ينقُص قيراطاً ، فلو قلت : ينقُص نصفه ، كان الأَولى أن تقول : عندي نصف درهم ، ولم يأت الاستثناء في كلام العرب إِلاَّ قليل من كثير .ج5 ص71
وقال الفخر الرازي :
فكل الأقولا على خلاف ذلك . وثبوته بقول امر لا يلزم .(1/3253)
المسألة الثانية : قال بعض العلماء الاستثناء في العدد تكلم بالباقي ، فإذا قال القائل لفلان علي عشرة إلا ثلاثة ، فكأنه قال علي سبعة ، إذا علم هذا فقوله : { أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } كقوله تسعمائة وخمسين سنة ، فما الفائدة في العدول عن هذه العبارة إلى غيرها؟ فنقول قال الزمخشري فيه فائدتان إحداهما : أن الاستثناء يدل على التحقيق وتركه قد يظن به التقريب فإن من قال : عاش فلان ألف سنة يمكن أن يتوهم أن يقول : ألف سنة تقريباً لا تحقيقاً ، فإذا قال إلا شهراً أو إلا سنة يزول ذلك التوهم ويفهم منه التحقيق الثانية : هي أن ذكر لبث نوح عليه السلام في قومه كان لبيان أنه صبر كثيراً فالنبي عليه السلام أولى بالصبر مع قصر مدة دعائه وإذا كان كذلك فذكر العدد الذي في أعلى مراتب الأعداد التي لها اسم مفرد موضوع ، فإن مراتب الأعداء هي الآحاد إلى العشرة والعشرات إلى المائة والمئات إلى الألف ، ثم بعد ذلك يكون التكثير بالتكرير فيقال عشرة آلاف ، ومائة ألف ، وألف ألف .12/135 تفسير الرازي
****الثاني ورود خلاف ذلك في القران : فان كانت سنين تكذيب قوم نوح ذكرت سنين في الاية فان سنين النسيء سميت اعواما:
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَفليس خلاف حال بين عام تحليلهم له ولا عام تحريمهم له انهم كانوا على ضلال كضلال قوم نوح .
وقال تعالى :أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ فليس عامهم هذا مما يقال كما قيل.(1/3254)
وفي قصة يوسف عليه السلام قال تعالى عن قول يوسف:"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ" اما الشداد فقد وصفهم بذلك دون سنين :
" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ" وان كان وصف عام الخير بالعام" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ"
وقد وصف أخبر الله عن مبيت أهل الكهف بالسنين "فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا",وقوله تاعالى "وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا" وبصاحب القرية اعوام "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
وهذا الوصف لا يتناسب مع ما ذكر :(1/3255)
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وكان مبيت موسى عليه السلام سنين زوج فيها وأمن من قومه فهي خير عليه :
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا
فهل يستقيم التفريق بين العام والسنة بتلك الطريقة ؟
---
د.أبو بكر خليل
03-14-2006, 01:43 AM
.................................................. ..................................
ولقد كنت قرأت أن العام يطلق على الخصب والنماء والخير ، والسنة تُطلق على الجدب والشر ، ولهذا تقول العرب أصابتنا سنة ولا تقول أصابنا عام ، وقال تعالى : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ، وقال عن نوح عليه السلام : ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عالماً ، فعبر عن المدة التي لبث فيها نوح في قومه بالسنين ، والفترة التي تلتها بالعام لما فيها من الخير على نوح والدعوة ، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم (( اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف )) .
* * * * *
جاء في " المستدرك على الصحيحين " :(1/3256)
[8592] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي ثنا عبد الله بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن يزيد عن أبي علقمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ولا أعلمه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها .
---
فهد الناصر
03-19-2006, 12:13 AM
ليتكم فصلتم الكلام في المشاركة الأولى ليتضح المقصود أكثر ، فلم يظهر لي المراد من كلام السهيلي ، ثم زاد الأخ مجدي أبو عيشة الموضوع إرباكاً بكثرة اقتباساته ، وصعوبة فهم كلامه . ليت الإخوة المشرفين يحررون مثل هذه المشاركات حتى تكون ذات جدوى . فمجرد القص واللصق لا يوصل المراد في بعض الأحيان ، فليت أبا مجاهد يعيد التحرير للمسألة.
---
د.أبو بكر خليل
03-19-2006, 01:04 AM
خي
ليس قصا و لصقا مجردا - كما يشغب البعض في الرد في ملتقيات أخرى !
و إنما هو نقل عن أحاديث صحاح من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كلامه من أفصح و أحسن الكلام يلغة العرب ، و قد استعمل الكلمتين بمعنى واحد في الإخبار عن الأحكام الشرعية و كذا الأخبار منها ، فكان هذا حجة و أي حجة في أنهما _ أي : السنة و العام - مترادفتان ،
و إن كثر استعمال أحدهما في موضع ما فهذا لا ينفي صحة استعمال اللفظ الآخر فيه ،
ما دام ثبت الترادف .
_ و قد اكتفى - كاتب هذا - بذكر الخبر النبوي بلفظ " السنة " فيما محله الفرح و الفرج ، و هو تجديد ما اندرس من أمر الدين ، فقال عليه الصلاة و السلام : " إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " ،
فاستعملت السنة فيما هو خير و يسر ، و هذا أمر بيّن ، تغني فيه الإشارة عن العبارة
و هو تعقب للقول باستعمالها فيما هو جدب و شر ،
فتأمله بروية ، يتبين لك المراد من غير عناء إن شاء الله
* و إنما يكون " القص و اللصق " إذا كان النقل مجرد رصّ للكلام ،(1/3257)
و هل الاستدلال و الاحتجاج إلا نقل كلام في محل الاستشهاد و موضعه ؟
و قد تكون الإشارة في أحيان كثيرة أبلغ من العبارة ،
فتأمله
---
د.أبو بكر خليل
03-19-2006, 08:11 AM
و جاء في " مختار الصحاح " :
( ع و م :
العَوْمُ السِباحة وبابه قال يُقال العوْم لا يُنسى وسير الإبل والسفينة عوْم أيضا ،
و العَامُ السنة ، و عَاوَمَهُ مُعاوَمَةً كما تقول مُشاهرة....) .
* * *
و عليه ،
ف " السنة " و " العام " : كلمتان مترادفتان في لغة العرب .
---
مجدي ابو عيشة
03-21-2006, 09:24 PM
الأخ فهد وفقه الله الى كل خير
مداخلتي عن الربط في المداخلة الثانية والتي تكلمت عن الفرق بين العام والسنة (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=30217)
وقد وجدت كلاما في الفرق بين السنة والعام في الفروق اللغوية لابو هلال العسكري "1393 الفرق بين العام والسنة: أن العام جمع أيام والسنة جمع شهور ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الرنج قيل عام الرنج ولما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج ويجوز أن يقال العام يفيد كونه وقتا لشئ والسنة لا تفيد ذلك ولهذا يقال عام الفيل ولا يقال سنة الفيل ويقال في التاريخ سنة مائة وسنة خمسين ولا يقال عام مائة وعام خمسين إذ ليس وقتا لشئ مما ذكر من هذا العدد ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالابعاض والجمع إحاطة بالاجزاء.(1/3258)
1394 الفرق بين العام والسنة:قال ابن الجواليقي:ولا يفرق عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى.ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله: عام، وهو غلط، والصواب ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى أنه قال: السنة من أول يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا.وفي التهذيب أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة.وعلى هذا فالعام أخص من السنة.وليس كل سنة عاما.
فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف، ونصف الشتاء.والعام لا يكون إلا صيفا أو شتاء متوالين.انتهى."
أقول: وتظهر فائدة ذلك في اليمين والنذر، فإذا حلف أو نذر أن يصوم عاما لا يدخل بعضه في بعض إنما هو الشتاء والصيف، بخلاف ما لو حلف ونذر سنة."
---
د.أبو بكر خليل
03-23-2006, 12:00 AM
1394 الفرق بين العام والسنة:قال ابن الجواليقي:ولا يفرق عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى............انتهى."
."
----------------------------------------------------------------
- لا أحسب أن صاحب " مختار الصحاح " من " عوام الناس " ، و قد قال فيه :
( و العَامُ : السنة ) .
فهما كلمتان مترادفتان ، و بمعنى واحد ،
كما قال من هو من أهل الاختصاص
---
مجدي ابو عيشة
03-23-2006, 07:06 PM
ولا الجوهري كذلك الذي نقل عنه الرازي ما تفضلت به ولا أظنه قصد أحد منهم , ولكن ما الرد على ما قاله ابن الجواليقي وهو من العلماء الذين لهم قدر معروف في لغة العرب وعلومها؟
---
لؤي الطيبي
03-24-2006, 04:36 PM
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لم ترد لفظة (عام) جمعاً في القرآن الكريم ؟
في حين أن المفردات الزمنية الواردة في الكتاب العزيز جاءت مفردة وجمعاً (مثل : يوم - أيام . شهر - شهور - أشهر . سنة - سنين) .
ودمتم للحقّ أهلاً ..
---
د.أبو بكر خليل
03-25-2006, 12:35 AM(1/3259)
وردت كلمة ( عام ) بصيغة الجمع : ( أعوام ) في الحديث القدسي - أي : من قول الله عزَ و جلَ - الذي أخرجه الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ في " الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ ، كِتَابُ الْحَجِّ ، بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْحَاجِّ كُلَّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ :
( قال أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا خلف بن خليفة ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل قال : إن عبدا أصححت له جسمه ، وأوسعت عليه في المعيشة ، يمضي عليه خمس أعوام لا يفد إلي لمحروم " وقال أبو يعلى ، حدثنا أبو بكر ، بهذا . وقال عبد الرزاق ، أنا سفيان الثوري ، عن العلاء بن مسيب ، به . قلت : اختلف فيه على العلاء ) .
- و القرآن الكريم و الحديث القدسي كلاهما قول الله جلَ ذكره .
---
مجدي ابو عيشة
03-25-2006, 11:52 AM
قال مالك في الموطأ:
"قَالَ مَالِك الْأَمْرُ عِنْدَنَا فِي قَسْمِ الصَّدَقَاتِ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى وَجْهِ الْاجْتِهَادِ مِنْ الْوَالِي فَأَيُّ الْأَصْنَافِ كَانَتْ فِيهِ الْحَاجَةُ وَالْعَدَدُ أُوثِرَ ذَلِكَ الصِّنْفُ بِقَدْرِ مَا يَرَى الْوَالِي وَعَسَى أَنْ يَنْتَقِلَ ذَلِكَ إِلَى الصِّنْفِ الْآخَرِ بَعْدَ عَامٍ أَوْ عَامَيْنِ أَوْ أَعْوَامٍ فَيُؤْثَرُ أَهْلُ الْحَاجَةِ وَالْعَدَدِ حَيْثُمَا كَانَ ذَلِكَ وَعَلَى هَذَا أَدْرَكْتُ مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ مَالِك وَلَيْسَ لِلْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَاتِ فَرِيضَةٌ مُسَمَّاةٌ إِلَّا عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى الْإِمَامُ"
باب أخذ الصدقة ومن يجوز أخذه منها
وفي سنن ابي داود(1/3260)
"بَاب تَفْسِيرِ أَسْنَانِ الْإِبِلِ ""قَالَ أَبُو دَاوُد سَمِعْتُهُ مِنْ الرِّيَاشِيِّ وَأَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرِهِمَا وَمِنْ كِتَابِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ وَمِنْ كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ وَرُبَّمَا ذَكَرَ أَحَدُهُمْ الْكَلِمَةَ قَالُوا يُسَمَّى الْحُوَارُ ثُمَّ الْفَصِيلُ إِذَا فَصَلَ ثُمَّ تَكُونُ بِنْتُ مَخَاضٍ لِسَنَةٍ إِلَى تَمَامِ سَنَتَيْنِ فَإِذَا دَخَلَتْ فِي الثَّالِثَةِ فَهِيَ ابْنَةُ لَبُونٍ فَإِذَا تَمَّتْ لَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ فَهُوَ حِقٌّ وَحِقَّةٌ إِلَى تَمَامِ أَرْبَعِ سِنِينَ لِأَنَّهَا اسْتَحَقَّتْ أَنْ تُرْكَبَ وَيُحْمَلَ عَلَيْهَا الْفَحْلُ وَهِيَ تَلْقَحُ وَلَا يُلْقَحُ الذَّكَرُ حَتَّى يُثَنِّيَ وَيُقَالُ لِلْحِقَّةِ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ لِأَنَّ الْفَحْلَ يَطْرُقُهَا إِلَى تَمَامِ أَرْبَعِ سِنِينَ فَإِذَا طَعَنَتْ فِي الْخَامِسَةِ فَهِيَ جَذَعَةٌ حَتَّى يَتِمَّ لَهَا خَمْسُ سِنِينَ فَإِذَا دَخَلَتْ فِي السَّادِسَةِ وَأَلْقَى ثَنِيَّتَهُ فَهُوَ حِينَئِذٍ ثَنِيٌّ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ سِتًّا فَإِذَا طَعَنَ فِي السَّابِعَةِ سُمِّيَ الذَّكَرُ رَبَاعِيًا وَالْأُنْثَى رَبَاعِيَةً إِلَى تَمَامِ السَّابِعَةِ فَإِذَا دَخَلَ فِي الثَّامِنَةِ وَأَلْقَى السِّنَّ السَّدِيسَ الَّذِي بَعْدَ الرَّبَاعِيَةِ فَهُوَ سَدِيسٌ وَسَدَسٌ إِلَى تَمَامِ الثَّامِنَةِ فَإِذَا دَخَلَ فِي التِّسْعِ وَطَلَعَ نَابُهُ فَهُوَ بَازِلٌ أَيْ بَزَلَ نَابُهُ يَعْنِي طَلَعَ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الْعَاشِرَةِ فَهُوَ حِينَئِذٍ مُخْلِفٌ ثُمَّ لَيْسَ لَهُ اسْمٌ وَلَكِنْ يُقَالُ بَازِلُ عَامٍ وَبَازِلُ عَامَيْنِ وَمُخْلِفُ عَامٍ وَمُخْلِفُ عَامَيْنِ وَمُخْلِفُ ثَلَاثَةِ أَعْوَامٍ إِلَى خَمْسِ سِنِينَ وَالْخَلِفَةُ الْحَامِلُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالْجَذُوعَةُ وَقْتٌ مِنْ الزَّمَنِ لَيْسَ بِسِنٍّ(1/3261)
وَفُصُولُ الْأَسْنَانِ عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ قَالَ أَبُو دَاوُد وَأَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ إِذَا سُهَيْلٌ آخِرَ اللَّيْلِ طَلَعْ
فَابْنُ اللَّبُونِ الْحِقُّ وَالْحِقُّ جَذَعْ
لَمْ يَبْقَ مِنْ أَسْنَانِهَا غَيْرُ الْهُبَعْ
وَالْهُبَعُ الَّذِي يُولَدُ فِي غَيْرِ حِينِهِ"
الحديث المعروف بالحج كل خمسة أعوام لمن استطاع وهو أصح من رواية الاربعة أعوام
عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قال الله : إن عبدا صححت له جسمه ، ووسعت عليه في المعيشة يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم »
قال رؤبة :
أشكو إليك شدة المعيش ... وجهد أعوام نتفن ريشي
ومن اساس البلاغة :
"ومن المجاز: فلان صلب في دينه وصلب. وهو صلب المعاجم. وصليب العود. وقد تصلب لذلك وتشدد له: ومشى في صلابة من الأرض. ويقال للأراضي التي لم تزرع زماناً: إنها لأصلاب منذ أعوام، وقد صلبت منذ أعوام. وعربيٌّ صليب: خالص النسب. قال أميّة:
ويعرفنا ذو رأيها وصليبها"1/264
وفي كتاب العين للخليل بن احمد:
"والحِلْوُ: حَفٌّ صغيرٌ يُنْسَجُ به، وشبّه الشّماخ لسان الحمار به فقال:
قُوَيْرحُ أعوامٍ كأنّ لسانَه ... إذا صاح حِلْوٌ زلّ عن ظَهْر مِنْسَجِ"1/233
وفي جمهرة اللغة :"وأعوام الرَّمادة: أعوام جَدْبٍ تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، سُمّيت بذلك لأنها جعلت الأرض رماداً."1/399
وفي القاموس المحيط :"العَوْمُ السِّباحَةُ، وسَيْرُ الإِبِلِ والسَّفينَة. والعُومَةُ، بالضم دُوَيبَّةٌ ج كصُردٍ. والعامُ السَّنَةُ(1/3262)
ج: أعْوامٌ، وسِنُونَ عُوَّمٌ، كرُكَّعٍ: تَوْكيدٌ، والنهار. وعاومَتِ النَّخْلَةُ: حَمَلَتْ سَنَةً، ولم تَحْمِلَ سنَةً، كعَوَّمَتْ، و فلاناً: عامَلَهُ بالعامِ. والمُعاوَمَةُ المَنْهِيُّ عنها: أن تَبِيعَ زَرْعَ عامِكَ، أو هو أن تَزِيدَ على الدَّيْنِ شيئاً وتُؤَخِّرَهُ. والعامَةُ: هامَةُ الراكِبِ إذا بَدا لَكَ في الصَّحْراءِ، أو لا يُسَمَّى عامَةً حتى يكونَ عليه عِمامَةٌ، وكَوْرُ العِمامَةِ، والطَّوْفُ الذي يُرْكَبُ في الماءِ."3/263(1/3263)
وفي لسان العرب"( عوم ) العامُ الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة والجمع أَعْوامٌ لا يكسَّرُ على غير ذلك وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة قال ابن سيده وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه وكذلك أَعْوامٌعُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ وقيل أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة فواحدها على هذا عائمٌ قال العجاج من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم من الجوهري وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم وإنما هو توكيد قال ابن بري صواب إنشاد هذا الشعر ومَرّ أََعوام وقبله كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ وبعده تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ وعامٌ مُعِيمٌ كأعْوَم عن اللحياني وقالوا ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها قال أَبو محمد الحَذْلمي قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها بازِلِ عامٍ أَو سَديسِ عامِها ابن السكيت يقال لقيته عاماً أَوّلَ ولا تقل عام الأَوّل وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً استأْجره للعامِ عن اللحياني وعامله مُعاوَمَةً أَي للعام وقال اللحياني المُعَاوَمَةُ أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل قال اللحياني والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين قال ويقال هو أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري وحكى الأَزهري عن أَبي عبيد قال أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة وفي الحديث نهى عن بيع النخل مُعاومةً وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين أَو ثلاثاً فما فوق ذلك ويقال عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم تحْمِلْ أُخرى وهي(1/3264)
مُفاعَلة من العام السَّنةِ وكذلك سانََهَتْ حَمَلتْ عاماً وعاماً لا ورَسَمٌ عامِيٌّ أَتى عليه عام قال مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِيُّ ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع قال الأَزهري قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ ومعناه العامَ الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر ثعلب عن ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وقال في موضع آخر هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ وإنما أُنِّث فقيل ذات العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة قال الجوهري وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام كما يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً كثر حَمْله عاماً وقَلَّ آخر وعاوَمتِ النخلةُ حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل آخر وحكى الأَزهري عن النضر عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل عاماً وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام قال الأَزهري وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام قال أَبو وجزة السعدي تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ عَلافِيفُ قد ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما أَي شَحْماً مُعَوِّماً وقول العُجير السَّلولي رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ ومَنْ يَكُن فَتىً عامَ عامَ الماءِ فَهْوَ كَبِيرُ فسره ثعلب فقال العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت ويومَ يومَ تقوم والعَوْمُ السِّباحة يقال العَوْمُ لا يُنْسى وفي الحديث عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم هو السِّباحة وعامَ في الماء عَوْماً سَبَح ورجل عَوَّام ماهر بالسِّباحة وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً قال الراجز وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما قال ابن سيده وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل وفرَس عَوَّامٌ جَواد كما قيل سابح وسَفِينٌ عُوَّمٌ عائمة قال إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ صاحِبْ قَوِّمِ بالدَّوِّ(1/3265)
أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ "12/431
---
(1/3266)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مع أعظم إنسان (رمضانيات 11،12)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات 11،12)
---
د. محمد مشرح
10-28-2004, 01:46 PM
غزوة سفوان11
الزمان : ربيع الأول عام الهجرة الثاني
المكان : سفوان وادٍ بناحية بدر ( وتسمى فزوة بدر الصغرى)
سببها : غارة كرز بن جابر الفهري إلى مراعي المدينة ونهب بعض المواشي .
القائد : الرسول القائد صلى الله عليه وسلم
قوة المسلمين : سبعون رجلا من الصحابة
استخلف على المدينة : زيد بن حارثة رضي الله عنه .
حامل اللواء :علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
نتيجة الغزوة : لم يدرك كرزا فرجع ولم يلق كيدا عليه الصلاة والسلام .
غزوة ذي العشيرة 12
إحدى حبات العقد ،في مسار التحرك العسكري للرسول القائد ، خرج صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى والآخره الكائنين في السنة الثانية من تاريخ مهاجره، واستخلف أبا سلمة بن عبد الأسد على طيبة ، ودفع لواه إلى أسد الله حمزة ، وسار في مائة وخمسين من ذوي الهجرة ،لا يشوب عزمهم في طاعته تقصير ولا فترة ، حيث بلغه أن عير قريش فصلت بأموالها ، وخرجت من مكة إلى الشام محفوظة بالحمس من رجالها، فانتهى إلى ذي العشيرة بناحية ينبع، فوجد العير قد دخلت منهم المنازل والأربع ، وفي هذه الغزاة كنى عليا أبا تراب حين وجده نائما ليس بينه وبين الأرض حجاب...[1]
دروس من الغزوة
ورجع عليه الصلاة والسلام منتصرا لم يلق كيدا ، تاركا وراءه الأخبار المزعجة ، للفئة المتجبرة ، وأضحت تحسب لأخطائها ألف حساب ، ووجدت لوقوفها أم منهج الله تعالى الجواب، فلعلها ومن يقف موقفها يئوب إلى الصواب ، وعلى الله تعالى حسن المئات‘ لنبيه وصحبه الأحباب ،ومن سار على نهجهم إلى يوم الحساب .
--------------------------------------------------------------------------------(1/3267)
[1] - مراجع الغزوة ، ارحيق المختوم ، والمكتفى والاكتفاء وغيرها بتصرف وتشذيب وتنسيق وانتقاءوصياغة .
---
(1/3268)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فضح أحقاد "الباز" وأكاذيبه على أصحاب النبي (2) أشرف عبد المقصود
---
فضح أحقاد "الباز" وأكاذيبه على أصحاب النبي (2) أشرف عبد المقصود
---
أبوأحمدعبدالمقصود
04-13-2007, 06:40 AM
فضح أحقاد "الباز" وأكاذيبه على أصحاب النبي ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود : بتاريخ 11 - 4 - 2007
أبو هريرة حصن من حصون الإسلام .. ونور يضيء الدُّروب .. أبو هريرة أحد الرّواد العظام التي يفخر بها أهل الإسلام .. أبو هريرة أحد المصطفين من جيل الصحابة الأوائل الذين اختصهم الله بحفظ كلام نبيه صلى الله عليه وسلم ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بحفظ الحديث
فلماذا الهجوم على أبي هريرة بالذات يتكرر بين الحين والآخر ؟ العلامة الشيخ أحمد شاكر رحمه الله يلخص لنا الجواب بقوله : (( وقد لهج أعداء السُّنَّة ، أعداء الإسلام في عصرنا وشغفوا بالطعن في أبي هريرة ، وتشكيك الناس في صدقه وروايته ، وما إلى ذلك أرادوا وإنما أرادوا أن يصلوا – زعموا – إلى تشكيك الناس في الإسلام .. ومن عجب أن تجد ما يقول هؤلاء المعاصرون ، يكاد يرجع في أصوله ومعناه إلى ما قال أولئك الأقدمون ! بفرق واحد فقط : أن أولئك الأقدمين ـ زائغين كانوا أو ملحدين ـ كانوا علماء مطلعين ، أكثرهم ممن أضله الله على علم !! أما هؤلاء المعاصرون ، فليس إلا الجهل والجرأة وامتضاغ ألفاظ لا يحسنونها ، يقلدون في الكفار ، ثم يتعالون على كل من حاول وضعهم على الطريق المستقيم ! )) اهـ(1/3269)
ومن هذا الصنف المدعو محمد الباز الذي كتب مقالا رخيصا وضيعا حشاه بالأكاذيب والافتراءات على أبي هريرة ، وحاول من خلاله أن يؤكّد على فكرة أساسية : هو إسقاط أبي هريرة ؛ لأن حياته كانت تدور حول ملء بطنه فقط ، فكيف نأخذ منه الأحاديث ؟! وقد ذكر أنه اعتمد في ذلك على كتاب نشر قديما للمدعو محمود أبو رية ، وقمنا في الحلقة السابقة بالحديث عن أبي رية وكتابه وبينا من أين يستقي هؤلاء أكاذيبهم عن أبي هريرة ووعدنا بأن نفند هذه الأكاذيب واحدة تلو الأخرى ، وها نحن نفي بما وعدنا ، فنقول وباله التوفيق ومنه نستمد الإعانة :
* * * *
الكذبة الأولى : زعمه أن أبا هريرة يستحق الإهانة
يقول المجترئ الجهول : (( هذا جانب فقط من سيرة حياة أبي هريرة الذي انتزع لنفسه دون وجه حق لقب الراوي الأكبر لأحاديث الرسول لا أقصد بالطبع الإساءة إليه فهذه حياته كما تحدث هو نفسه عنها )) اهـ . ويقول بكل بذاءة : (( وقد كان الرسول نفسه يضيق به للدرجة التي أبعده بها عن صحبته ولم يدافع عنه ويقف ضد الذين أهانوه ؛ لأنه يستحق الإهانة ، إننا لاننتقص من قيمة صحابي لأجل أحد ولكننا نفعل ذلك من أجل أن نتقي أحاديثه التي رواها )) اهـ
وللرد على هذه الوقاحة نقول :(1/3270)
1- من الذي يستحق الإهانة ؟ الصحابي الجليل المجاهد أبو هريرة صاحب النبي الكريم الذي كان سببا في نشر أحاديث النبي ووصولها إلينا ؟ أم هذا الصعلوك المهين الذي يبيع الوهم والأكاذيب لقاء دريهمات من "صاحب الدكان" ، ولا هم له ـ في سبيل ذلك ـ إلا تلمس العيب للبرآء وتتبع عورات البيوت ؟ انظر معي أخي القارئ لهذا التناقض والنفسية المريضة في السطر الذي يقول فيه : (( أنه لا ينتقص من قيمته )) يقول بعده مباشرة أنه : (( يستحق الإهانة ) وهذه هي سمة المحتالين في هذا العصر ، فحتى يفلت من عقاب القانون يقول ما يشاء ويفتري ثم يُشْفِع سبَّه وبذاءته بهذه العبارة !! ونسي المسكين أن الله مطلع عليه ، وسيجازيه من جنس عمله وسيفضحه في الدنيا قبل الآخرة ! أمثال هؤلاء يظهرون أمام الناس وكأنهم معارضون للظلم والاستبداد كاشفون للفساد ، وهم الظالمون المستبدون ! ومع من ؟ مع من رضي الله عنهم ورضوا عنه . فكيف يكون حالهم مع من سواهم من جماهير الناس ؟!! نعوذ بالله من انحطاط أخلاقهم وذهاب المروءة عن وجوههم .
وسنرى في نهاية هذا المقال بعد كشف الحقائق من الذي يستحق الإهانة !! .
2- أما كونه الراوي الأكبر لأحاديث الرسول فرغم أنفك ! ومن أنت حتى تعترض ؟ أبو هريرة حافظ الصحابة على الإطلاق . يقول الدكتور مصطفى السباعي : (( ولم يكد يمضي عصر الصحابة وكبار التابعين حتى كانت أحاديث أبي هريرة محل عناية أئمة الحديث ينقدونها فيبينون ما صح منها ، وينفون ما لم يصح ويذكرون ما فيه ضعف أو وهن . واحتلت أحاديث أبي هريرة الصحيحة صدور مدونات السُّنَّة ومسانيدها ، لم يشذ عن ذلك أحد قبل أن يأتي النظام والإسكافي ومن معهما من شيوخ المعتزلة والإسكافي ومن سبقه من شيوخ الشيعة )) اهـ . فهؤلاء أسلاف العاملي الشيعي وأبي رية ، ومن سار في دربهم من أمثال هذا الموتور الجاهل.
ولله در الشاعر وليد الأعظمي حيث يقول في أبي هريرة :(1/3271)
حباك النبي بألطافه * * * * وعشت سعيدًا بقرب النبي
وأنت الوفي لهدي النبي * * * * فلم تتأول ولم تكذب
وعيت الحديث وأديته * * * * صحيح العبارة والمطلب
فلله صدرك من حافظ * * * * فلم يتردد ولم يرتب
وخازن علم كمثل السحاب * * * * يسح على الخلق بالصيب
فماذا يضيرك من حاسد * * * * خبيث اللسان حقود غبي
تستر من ظاهر بالبحوث * * * * وباطنه أسود عقربي
3- أما كذبه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أبعده عن صحبته فسيأتي الرد عليها بعد قليل .
الكذبة الثانية : نفيه لجهاد أبي هريرة في سبيل الله في الغزوات
يقول المتطاول على أسياده : (( إننا نقدس الصحابة الكبار ونضعهم في المكانة اللائقة بهم بسبب سبقهم إلى الإسلام وتقديمهم لتضحيات جليلة من مالهم وحياتهم من أجل رفعة الإسلام . لكن ماذا سنفعل إذا عرفنا أن أبا هريرة لم يشارك في غزوة أو سرية لم يحمل سيفا كي يحارب به أو يدفع عن الإسلام شرا رجل قضى حياته يخدم من حوله مقابل ملء بطنه لم يتعفف ولم يحفظ كرامته فكيف لنا الآن أن نحفظ كرامته ونصر على أن نقدسه ونمنحه ما ليس من حقه )) اهـ .
و يقول أيضا : (( وهو بطبعه الانتهازي يريد الأمر سهلا لأنه ليس من أبطال الحروب ولا عهد له بميادين القتال ولم يخلق إلا ليخدم ويطعم من أجر خدمته للآخرين )) اهـ .
ثم يزعم أنه طلب العطاء من غنائم خيبر وهو لم يشهدها !!
وللرد على هذه الكذبة المخجلة التي تكشف عن مستواه العقلي والخلقي نقول :(1/3272)
1- هل عميت عيناك عما سطرته كتب السُّنَّة والسيرة والمغازي والسير من الصفحات الرائعة لجهاد أبي هريرة مع النبي بجانب الصحابة الكرام . هذا المفضوح يريد أن يسلب عن أبي هريرة كل ما يظهره بمظهر الشرف والبذل في سبيل الله وهنا يفتضح أمرك أيها الكذاب وإلى القارئ الكريم طرفًا من جهاد أبي هريرة ليصفع به هذا المفتري : إن أبا هريرة بسبب تأخر هجرته لم يحضر معارك الإسلام الأولى كبدر وأحد والخندق لكنه حضر جميع المعارك المتأخرة ولم يتخلف عن واحدة منها : فشهد " خيبر وقتال وادي القرى " ، وقد أورد البخاري نصوصا كثيرة في شهوده " خيبر " . وفي ألفاظ الروايات من أقوال أبي هريرة : (( افتتحنا خيبر )) بضمير الجمع (( وخرجنا )) ، (( وشهدنا )) وكلها تدل على حضوره ، وهذا مما يفضح الافتراء بأنه لم يحضر خيبر.
2- كما شهد " غزوة ذات الرقاع " كما في البخاري . وشهد " إجلاء بعض يهود المدينة " كما في صحيح مسلم ، ولعل هذا ويوم خيبر مما هيج عليه "نعال" اليهود وأذنابهم حتى لو تسموا بأسماء المسلمين . وشهد رضوان الله عليه " الفتح الأكبر وحنين والطائف " كما في البخاري . وشهد " غزوة تبوك " كما روى الطحاوي في معاني الآثار بسند صحيح إليه قال : (( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك )) . وشهد " غزوة مؤتة " كما في المستدرك . واشترك في " قمع المرتدين " كما في البخاري والمسند لأحمد . كما شهد " معركة اليرموك " كما في تاريخ دمشق لابن عساكر . وشهد " غزوات أرمينية وجهات جرجان " كما أفاده ابن خلدون وغيره .
ومع هذا كله يريد الظالم البائس أن يَسْلب هذه الفضائل عنه ، هذا إن كان قرأ شيئا من العلم فعلا قبل أن يكتب هذا الهراء والأكاذيب التي كتبها .
الكذبة الثالثة : اتهامه لأبي هريرة بالوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم(1/3273)
يتهم المجترئ أبا هريرة بأنه كان من كبار الوضاعين للأحاديث فيقول : (( أبو هريرة لم يكن من كبار رواة الحديث لكنه كان من كبار واضعيها )) اهـ
ويقول أيضا : (( وكان لنهمه يغشى بيوت الصحابة في كل وقت وكان بعضهم ينزوي منه لكن كل هذا لم ينسه حبه للطعام للدرجة التي دفعته إلى أن يضع أحاديث وينسبها للنبي في فضل الولائم مثل قوله : شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ـ أي بغير دعوة ـ ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم )) اهـ
وهذا كلام بالغ الإسفاف والتدني ، ولا يخرج إلا من جوف من ألف تلك الطباع ، على طريقة من قال : إذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه ، ولتعليم هذا "الصبي" بعض ما ينفعه نقول :(1/3274)
1- هذا الموتور الذي يتهم أبا هريرة بأنه يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من كبار واضعي الأحاديث يتناسى قبح الكذب آنذاك وندرته حتى على البشر العاديين ناهيك عن الأنبياء ، ولعله من كثرة أكاذيبه وعيشه الآن في زمان فشا فيه الكذابون واستمرأ الناس فيه الكذب، وإلا فهل كان هناك من كذاب يستطيع إخفاء نفسه زمن النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يفضحه ويجدد له توبته . تقول عائشة رضي الله عنها : (( ما كان أبغض عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جرَّب منه رسول الله من أحد من شيء وإن قل فيخرج له من نفسه حتى تحدث له توبة )) رواه أحمد والترمذي . فما الكذب بالأمر الهين حتى يستغفل أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه ويحوز منهم التوثيق والمدح لدرجة أن أكثر من أربعين صحابيًا رووا عنه على رأسهم ابن عباس وأبو سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبو أيوب الأنصاري وعبد الله بن الزبير وهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : (( يا أبا هريرة : أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه )) رواه الترمذي . وفي رواية ( وأعلمنا بحديثه ) رواه الحاكم . وهذا حذيفة يقول : قال رجل لابن عمر إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر : أعيذك بالله أن تكون في شك مما يجيء به ، ولكنه اجترأ وجبنا )) رواه الحاكم . ومن يراجع كتاب ( دفاع عن أبي هريرة ) للشيخ عبد المنعم صالح العلي يجد تفصيلا لروايات الصحابة الكبار وأصحابهم والتابعين ورواياتهم عن أبي هريرة بما يؤكد توثيق الأمة كلها لأبي هريرة .(1/3275)
2- أما الحديث الذي زعم الموتور أن أبا هريرة وضعه من أجل حبه للذهاب لطعام الولائم وهو قوله صلى الله عليه وسلم : (( شر الطعام طعام الوليمة .. )) فقد رواه مسلم . ولم ينفرد به أبو هريرة أصلا ، وإنما رواه كذلك ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ، والرواية رواها الطبراني في الكبير والأوسط ولفظها عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجائع )) . وصاحب النفسية المريضة يريد أن يطوع الموضوع للبطن والأكل _ كما هي عادته - فزعم – بدون حياء - أن أبا هريرة وضع الحديث من أجل بطنه فهل ابن عباس أيضا وضع الحديث من أجل بطنه ؟! .
الكذبة الرابعة : استهزاؤه بأبي هريرة ونقله أكاذيب في ذلك
يقول المجترئ بأسلوب رخيص : (( كان فقيرا معدما يخدم الناس بملء بطنه )) اهـ . ويقول أيضا : (( كان أبو هريرة يفضل بطنه على ما عداه )) اهـ . ويقول : (( ولما اتصل أبو هريرة بمعاوية وأصبح من دعاته وأقبل على أطعمته الفاخرة يلتهمها وبخاصة المضيرة التي كانت من أطايب أطعمة العرب الثلاثة المشهورة والتي كان أبو هريرة نهما فيها فأطلقوا عليه اسم شيخ المضيرة واشتهر بذلك في جميع الأزمان حتى جعلها العلماء والأدباء مما يتندرون به عليه في أحاديثهم الخاصة وكتبهم العامة على مدى التاريخ )) اهـ .(1/3276)
ويقول أيضا : (( لكن لا يجب أن نكون ظالمين لأبي هريرة هكذا فنجرده من كل ميزة فهناك ميزة كان يجتهد في إظهارها للناس وهي نهمه الشديد للطعام وحبه له ومن أجل ذلك كان يتكفف الأبواب ويتبع الناس في الطرقات يتسولهم ، وهذا النهم كان له أثر بعيد في حياته . وقد لازمته هذه الصفة طوال عمره حتى جاءت الرواية الصحيحة أنه لما نشب القتال في صفين بين علي رضي الله عنه ومعاوية كان يأكل على مائدة معاوية الفاخرة ويصلي وراء علي وإذا احتدم القتال لزم الجبل ، وعندما سئل كيف يفعل ذلك كان يقول : الصلاة خلف علي أتم وسماط معاوية أدسم ، وترك القتال أسلم )) اهـ .
وللرد على هذه الوقاحة نقول :(1/3277)
1- إن اتهام أبي هريرة بالنهم والحرص على الطعام اتهام لا يقوله إلا موتور حاقد على الإسلام ونبيه وصحابته وفي صَدْره دَغَل ، وقد عمد المغرضون إلى قول أبي هريرة عن نفسه في البخاري : ( وكنت امرءًا مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون ) . فقول أبي هريرة : (( على ملء بطني )) لا يفسر بهذا الخيال المريض ! ولننظر للشرح القويم من العلماء لنرى المقصود : فقد فسرها ابن حجر بقوله ( أي مقتنعا بالقوت ، أي فلم تكن له غيبة عنه ) اهـ . وفسَّرها النووي بقوله : (( أي أُلازمه وأقنع بقوتي ، ولا أجمع مالا لذخيرة ولا غيرها ، ولا أزيد على قوتي ، والمراد من حيث حصول القوت من الوجوه المباحة وليس هو من الخدمة بالأجرة )) . وفسَّرها العيني بقوله : (( أي مقتنعا بالقوت )) اهـ ، أي أنه كان لا يهتم أساسا بالطعام أو جمع المال وكان يأخذ من الطعام القليل الذي يقيته فقط لكي يتفرغ لنقل السنة عن رسول الله . أما المشوهون الحاقدون ففسروها بأنه يصحبه لأجل اللقمة . يقول المعلمي اليماني رحمه الله : (( فأبو هريرة لم يتكلم عن إسلامه ولا هجرته ولا صحبته المشتركة بينه وبين غيره من الصحابة وإنما تكلم عن مزيته وهي لزومه للنبي صلى الله عليه وسلم دونهم ، ولم يعلل هذه المزية بزيادة محبته أو زيادة رغبته في الخير أو العلم أو نحو ذلك مما يجعل له فضيلة على إخوانه ، وإنما عللها على أسلوبه في التواضع بقوله : على ملء بطني ، فإنه جعل المزية لهم عليه بأنهم أقوياء يسعون في معاشهم وهو مسكين ، وهذا والله أدب بالغ تخضع له الأعناق )) أهـ " الأنوار الكاشفة " ص ( 147 ) .(1/3278)
3- أما زعمه نقلا عن العاملي الشيعي وذنبه أبي رية بأن أبا هريرة كان أَكُولا نهما يطعم كل يوم في بيت النبي أو في بيت أحد أصحابه حتى كان بعضهم ينفر منه ! فهذا افتراء عريض وتشويه لأبي هريرة . يقول الدكتور السباعي : (( أما أنه كان أكولا فهذا لم ترد به رواية صحيحة محترمة ، وعلى فرض ورودها فإن ذلك لا يضير أبا هريرة في عدالته وصدقه ومكانته ، وما كانت كثرة الأكل في مذهب من المذاهب ولا في شريعة من الشرائع مسقطة للعدالة داعية للجرح ، وما حمل أبا رية على سلوك هذا المركب الخشن إلا حقده وسوء أدبه مع صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما أنه كان يطعم كل يوم في بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو في بيت أحد أصحابه فهذا هو ما ذكرناه قبلا من أنه لزم النبي صلى الله عليه وسلم على ملء بطنه مقتنعا بأكله في سبيل حفظه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقله لأخباره )) اهـ
4- أما التهكم والتندر الذي ينقله هذا العابث من كتاب أبي رية ، فقد رد عليه السباعي بقوله : (( إنَّ تهكم فتى عابث برجل من حملة العلم أمر يقع في كل زمان ، وقد وقع للعلماء والمصلحين والأنبياء - كما قص الله علينا في كتابه الكريم – فمتى كان مثل هذا التهكم من السفهاء بالأنبياء دليلا على مهانتهم وحقارتهم ؟ وحاشاهم من ذلك )) " السُّنَّة ومكانتها " ص ( 312 ) .
5- وأما القصة المفتراة التي يحكيها الأفاق نقلا عن العاملي الخبيث وأبي رية الحاقد من كون أبي هريرة يأكل على مائدة معاوية ، ويصلي خلف علي !! فهذا من السخف والهذيان الذي لا سند له وإنما هي حكايات السفهاء وهوس "المساطيل" ، فأين الرواية وتوثيقها ؟!!
الكذبة الخامسة : اتهامه لأبي هريرة بالتسول(1/3279)
يقول المجترئ : (( عندما عاد أبو هريرة إلى المدينة كان الظن أن يأخذ سبيلا لرزقه بالتجارة في الأسواق أو الزرع في الأرض كما كان يفعل غيره من الصحابة لكنه اختار أن يعيش على ما تجود به نفوس المحسنين من صدقاتهم عليه اختار أبو هريرة أن يسأل الناس فهذا يعطيه وهذا يمنعه )) اهـ . ويقول أيضا : (( كان أبو هريرة في المدينة كما كان عند أهله في اليمن رجلا بلا شأن يذكر ولا عمل يؤثر عنه اللهم إلا التعرض للناس في الطرقات وعلى باب المسجد يستجديهم بلسانه ويتناول ما تجود به نفوسهم بيده يدفعه هذا وينفر منه ذاك )) اهـ .
انظروا إلى الأسلوب الرخيص الوضيع وقلة الأدب مع أبي هريرة ؟
أبو هريرة يترك بلاد اليمن بلاد الخير والنماء ويسافر لكي يأكل أكلة يسيرة ويتسول !! .(1/3280)
لم يكن أبو هريرة متسولا كما يصفه المفتري بل صبر على الفقر حتى أفضى به إلى الخير الكثير وبارك الله له في ماله ، فكان كثير الشكر لربه ، يذكر دائما أيام الفقر ، ويذكِّر الناس بنعم ربهم ويدعوهم إلى الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه أن يأكل فأبى وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الدنيا وما شبع من خبز الشعير . رواه البخاري . فلو كان أبو هريرة متسولا مستجديا ما كان هذا صنيعه !! فأكثر الأحاديث التي جاءت في ذم التسول والسؤال رواها أبو هريرة . فهو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : (( لَأَنْ يَأْخُذَ أحدكم حَبْلَهُ ثُمَّ يَغْدُوَ إلى الْجَبَلِ فَيَحْتَطِبَ فَيَبِيعَ فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ خَيْرٌ له من أَنْ يَسْأَلَ الناس )) رواه البخاري . وهو الذي روى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( من سَأَلَ الناس أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أو لِيَسْتَكْثِرْ )) رواه مسلم . وروى عنه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الْمِسْكِينُ الذي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةَ وَالْأُكْلَتَانِ وَلَكِنْ الْمِسْكِينُ الذي ليس له غِنًى وَيَسْتَحْيِي أو لَا يَسْأَلُ الناس إِلْحَافًا )) . فماذا يقول العابث الذي يرتزق ويتسول من وراء نشر الأكاذيب والفضائح الملفقة وسباب الناس وشتمهم وتشويه صورتهم والإيغال في أعراضهم !!
بل كان أبو هريرة من الكرماء ، فقد روى أبو داود بسند صحيح عن الطفاوي قال : (( تثويت أبا هريرة بالمدينة ، فلم أر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه )) . وأخرج ابن سعد في الطبقات : (( أن أبا هريرة كان ينزل ذا الحليفة قرب المدينة وله دار بالمدينة تصدق بها على مواليه )) .
الكذبة السادسة : زعمه بان النبي تخلص من صحبته بإرساله للبحرين(1/3281)
يقول المجترئ البذيئ بكل وقاحة : (( هذه الحياة من الانتهازية والتطفل التي كان يعيشها أبو هريرة في المدينة جعلت الجميع يضيقون به حتى الرسول صلى الله عليه وسلم )) ثم أورد رواية أن النبي بعثه مع العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي عامل الفرس على البحرين يدعوه للإسلام وقال للعلاء : استوص به خيرا . واستدل المجترئ بذلك على أن النبي تخلص منه فقال : (( إن الرسول لو كان يعلم في أبي هريرة خيرا وفضلا وأنه أهل لصحبته لأبقاه إلى جواره كسائر أصحابه ولكنه لما علم فيه أنه غير صالح لصحبته أقصاه عنه ولم يرض أن يظل قريبا منه )) اهـ
وهذا الكلام الممجوج يعطي القارئ صورة واضحة لتفكير هذا المتخلف !!ومن أعجب العجب هذا الاستنتاج العبيط : أن النبي صلى الله عليه وسلم يرسله مع العلاء بن الحضرمي لدعوة المنذر بن ساوي للإسلام ويوصيه به ، ويعد الأحمق هذا إبعادا من النبي لأبي هريرة !!
وهذا أسلوب رخيص وطعن في أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، فلم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم هذا الصنيع مع أحد من أصحابه لا مع أبي هريرة ولا مع غيره .
الكذبة السابعة : زعمه بأن عمر ولاه على البحرين ليتخلص من ملاحقته له
يقول المجترئ : (( وقد يرد على الخاطر سؤال فإذا كان عمر بن الخطاب يعرف كل هذه المساوئ في شخصية أبي هريرة فلم ولاه على أمور البحرين والإجابة على ذلك ببساطة أن سنة عمر في استعمال الولاة كانت تقضي بأن لا يستعمل كبار الصحابة حتى لا يدنسهم بالعمل وإنما يستعمل صغارهم فاستعمال أبي هريرة على هذه السُّنَّة لا يكون مستغربا ثم إن عمر لم ينس من تاريخ أبي هريرة في المدينة شيئًا وكيف ينسى ما وقع له نفسه أيام كان أبو هريرة يعيش في الصفة فقد كان يلاحقه في طريقه ويضايقه في سيره فلا يجد سبيلا إلى التخلص منه إلا بأن يدخل داره ويغلق الباب في وجهه وكان لايخفى عليه أن النبي أخرجه من المدينة بعد أن ظهر تطفله الذي أضجر الناس منه )) اهـ(1/3282)
وهذه حقارة منقطعة النظير !! توضح لنا العقلية الفذة التي نتعامل معها !! فبهذا المنطق كل حاكم يريد أن يتخلص من متطفل متسول – حسب زعم الأفاق – يوليه ليتخلص من ملاحقته . هذه أضحوكة !! ، ثم إذا كان أبو هريرة بكل صفات السوء التي تحكيها وغير أمين على شيئ أصلا وكذاب ... إلى آخره ، فكيف يوليه عمر على البحرين أو حتى على عزبة صغيرة في صعيد مصر ؟!! ، وأما زعمه أن سنة عمر أنه كان يولي صغار الصحابة ولا يولي كبار الصحابة حتى لا يدنسهم بالعمل فهذا كذب آخر فقد ولَّى عمر كبار الصحابة : فولَّى زيد بن ثابت على المدينة عند خروجه للحج ولزيارة الشام ، وولَّى أبا عبيدة عامر بن الجراح الشام ، وولَّى عمَّار بن ياسر الكوفة ، وولَّى سعد بن أبي وقاص العراق . فماذا يقول المجتهد الكبير ؟
الكذبة الثامنة : وصفه لأبي هريرة بأنه كان رجلا مهذارا
يقول ثقيل الظل : (( وإلى جوار النهم في الطعام كان أبو هريرة رجلا مزاحا يتودد إلى الناس ويسليهم بكثرة مزاحه وبالإغراب في قوله ليشتد ميلهم إليه ويزداد إقبالهم عليه وهذه السيدة عائشة تقول عنه : لقد كان رجلا مهذارًا )) اهـ(1/3283)
والجواب : الهذر : كما فسره الحاقد أبورية : الكلام الكثير الرديء الساقط . فما نقله عن أم المؤمنين عائشة كذب متعمد واضح لا يستطيع إثباته . كما بين ذلك الدكتور السباعي بقوله : (( إن أحدا لم يصف أبا هريرة بأنه مهذار ونحن نتحداه أن يأتينا برواية صحيحة في هذا الشأن .. وما كان المزاح في دين الله مكروها وإلا كانت الثقالة وغلاظة الحس والروح أمرا محبوبا في الإسلام وحاشا لله ولرسوله أن يستحبا ذلك وقد قال الله لرسوله : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } ، وما كان المزاح خلقا معيبا عند كرام الناس ، وقد كان رسول الله يمازح أصحابه ، وكان الصحابة يمزحون وكان فيهم مشهورون بالمزاح البريء في حدود الشريعة والأخلاق ومنهم أبو هريرة رضي الله عنه . كان في إمارته على المدينة خلفا لمروان يركب الحمار ويقول " خلوا الطريق للأمير ! ".. فما أحلاها من دعابة ! وكان يحمل الحطب على كتفه ويدخل السوق ويقول : " خلو الطريق للأمير ! " فيا لروعة العظمة في تواضعها ! ويالغشاوة أبصار الحاقدين الذين لم يروها ! )) اهـ
الكذبة التاسعة : اتهامه لأبي هريرة بأنه لم يراع الله في حكمه للبحرين
يقول المجترئ متسائلا : (( في البحرين التي حكمها ولم يراع الله في رعاياه بها فكيف نقبل من مثل هذا الرجل حديثا أو رواية واحدة عن الرسول )) اهـ
وللرد على هذه الكذبة باختصار نقول : إذا كان هذا الكلام صحيحا فلماذا طلب منه عمر الولاية مرة ثانية على البحرين .والقصة في ( الأموال لأبي عبيد 269 ) فلو جرَّب منه الخيانة وعدم رعايته الله فيها لتركه بتاتا ولما دعاه ثانية للولاية .
الكذبة العاشرة : زعمه بأن البخاري فيه أحاديث كاذبة وموضوعة ومنسوبة زورًا وبهتانًا للرسول(1/3284)
يقول المجترئ : (( عندما أزحت الستار عن حقيقة الإمام البخاري وما جاء في كتابه الذي يسمى الصحيح بما فيه من أحاديث كاذبة وموضوعة ومنسوبة زورًا وبهتانًا للرسول صلى الله عليه وسلم )) اهـ .
وهذا بيت القصيد . فبعد أن انتهى من أبي هريرة دخل المغرض بوضوح على صحيح البخاري وهنا يتبين لنا الهدف من الحملة على أبي هريرة ، المسألة ليست أبو هريرة أبدا ، أبو هريرة مجرد مدخل فقط وتمهيد ، أما الهدف الخبيث المفضوح فهو إسقاط السُّنَّة .
* * * *
وختاما : أقول أيها السادة الكرام أمامي وأنا أكتب المقال نسخة من طبعة مجلدة فاخرة لكتاب أبي رية في طعنه في السُّنَّة طبعة إيران ط : ثالثة 2004 – 1425 المطبعة : صدر – قم مؤسسة انصاريان للطباعة والنشر . اقتنيتها من إحدى مكتبات الشيعة بمعرض الكتاب بمبلغ زهيد .
وهذا يفسر لك كيف تصل هذه الكتب التي تشكك إلى أمثال الباز . فما تفعله إيران اليوم للتشكيك في السُّنَّة النبوية في بلادنا يتخطى الحدود ، فالكثير من فضائيات الشيعة الآن والتي تمولها إيران – لا أريد أن أسميها – تبث نفس هذه الترهات والأكاذيب التي يرددها الباز لكنهم أكثر وضوحا في الهدف وهو هدم السنة النبوية .
فماذا قدَّم علماء السُّنَّة في مصر والسعودية للتصدي للزحف الشيعي على بلادنا العربية والإسلامية والذي يتوسد بعض "الأحذية" من الجهلة والموتورين ومن انعدمت المروءة في ضمائرهم ؟! والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
أشرف عبد المقصود
Bokhary63@yahoo.com
نقلا عن جريدة المصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=32858
---
(1/3285)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو سبب نزول سورة القلم ؟
---
ما هو سبب نزول سورة القلم ؟
---
رضا التومي
07-05-2006, 12:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الفضلاء :
ما هو سبب نزول سورة القلم ؟ و أتمنى ذكر صحة وضعف ما يُذكر إن كان هناك سبب نزول .
نفع الله بعلمكم .
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 10:14 PM
راجعتُ كتاب (المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة) للدكتور خالد المزيني فلم أجده ذكر في سبب نزول سورة القلم شيئاً ، مما يعني عدم ورود شيء في سبب نزول هذه السورة في هذه الكتب الأمهات .
وراجعتُ كتاب (الاستيعاب في بيان الأسباب) لسليم بن عيد الهلالي ومحمد بن موسى نصر ، 3/452-454 فوجدته قد أورد الآثار الآتية :
1- عن ابن جريج قال : كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : إنه لمجنون به شيطان ، فنزلت : {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} . وحكموا على الأثر بأنه [ضعيف] .
وأوردوا عدة آثار كلها ضعيفة وضعيفة جداً ، إلا أثرين :
- أثر أخرجه البخاري في صحيحه ، وهو عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما :{عتل بعد ذلك زنيم} قال : رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشاة .
- وأثر واحد حكموا عليه بأنه [حسن] وهو عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قوله :{بعد ذلك زنيم} قال : نزل على النبي صلى الله عليه وسلم :{ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم} قال : فلم نعرفه حتى نزل على النبي صلى الله عليه وسلم :{بعد ذلك زنيم} ، قال : فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة.
وكل هذه الآثار التي أوردوها لا تدل على سبب نزول سورة القلم كاملة ، وإنما آيات مفردة في السورة والله أعلم .
---
رضا التومي
07-16-2006, 11:57 PM
جزاك الله خيرًا ياشيخ عبدالرحمن و زادك الله علما نافعا و عملا صالحا .(1/3286)
و جاء في أسباب النزول للواحدي في سورة القلم ما يلي ( اعتمدت على ملفات وورد في جهازي ) :
سورة القلم
بسم الله الرحمن الرحيم. قوله عز وجل (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ). أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر الحمال أخبرنا جرير بن يحيى أخبرنا حسين بن علوان الكوفي أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك ولذلك أنزل الله عز وجل (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ).
قوله عز وجل (وَإِن يَكادُ الَّذينَ كَفَروا) الآية: نزلت حين أراد الكفار أن يعينوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصبوه بالعين فنظر إليه قوم من قريش فقالوا: ما رأينا مثله ولا مثل حججه وكانت العين في بني أسد حتى إن كانت الناقة السمينة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعينها ثم يقول: يا جارية خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر.
وقال الكلبي: كان رجل يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثة ثم يرفع جانب خبائه فتمر به النعم فيقول: ما رعى اليوم إبل ولا غنم أحسن من هذه فما تذهب إلا قريباً حتى يسقط منها طائفة وعدة فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك فعصم الله تعالى نبيه وأنزل هذه الآية.
.
أتمنى ممن لديه علم أن يحكم لنا على ما أورده الواحدي .
نفع الله بالجميع .
---
محمود الشنقيطي
07-17-2006, 10:58 PM
قبل الحكم على ما أورده الواحدي رحمه الله فقد أورد السيوطي رحمه الله الأثرذاته في الدر المنثور وفي لباب النقول أيضاً وذكر أن ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والواحدي رووه عن عائشة رضي الله عنها .
لكن الناظر في طريق الواحدي يجد فيه حسين بن علوان الكلبي يرويه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وهو: ضعيف يضع الحديث.(1/3287)
قال في لسان الميزان:(1244- قال يحي: كذاب , وقال علي : ضعيف جداً , وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث , وقال ابن حاتم: كان يضع الحديث على هشام وغيره وضعاً , لا يحل كَتْبُ حديثه إلا على سبيل التعجب)2/299
قال الخطيب البغدادي رحمه الله بعد أن ساق سنده عن ابن أبي شيبة( قال:قلت ليحي بن معين:إن عندنا قوما يحدثون عن معلى بن هلال وحسين بن علوان فقال:ما ينبغي أن يحدث عن هذين كانا كذابين)8/62
---
رضا التومي
08-04-2006, 01:29 AM
جزاك الله خيرنا شيخنا محمود و زادك علما نافعا و عملا صالحا .
- هل للحديث طرق أخرى غير طريق الواحدي .
- وماذا عن سبب نزول قوله عز وجل (وَإِن يَكادُ الَّذينَ كَفَروا) الآية . والذي ذكره الواحدي .
أسأل الله للجميع الهدى والسداد .
---
د. أنمار
08-04-2006, 01:58 AM
قلت الحديث رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي وآدابه ص75
حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر الجمال حدثنا جرير بن يحيى قال حدثنا حسين بن علوان الكوفي قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك فلذلك أنزل الله عز وجل وإنك لعلى خلق عظيم
وعن أبي الشيخ عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني (274-369هـ) بالإسناد أعلاه رواه أبو نعيم (336-430هـ) في الدلائل ص 181 برقم 119
وأبو الشيخ هو عبدالله بن جعفر بن حيان المذكور في إسناد الواحدي
فاتحد طريق الثلاثة
---
رضا التومي
08-08-2006, 05:33 PM
جزاكم الله خيرًا يا د . أنمار
و زادك علما نافعا و عملا صالحا .
---
(1/3288)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب :توفيق الرحمن لدروس القرآن و في ظلال القرآن
---
طلب :توفيق الرحمن لدروس القرآن و في ظلال القرآن
---
talebo3elm
03-24-2005, 04:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
-أنا بحاجة لكتابي "توفيق الرحمن في دروس القرآن"-فيصل آل مبارك و "في ظلال القرآن"
فأهيب بكل من يستطيع أن يوفرهما لي في مدينة الرياض أن يراسلني , وسوف أشتريهما بسعر مناسب إن شاء الله.
---
عبدالرحمن الشهري
03-24-2005, 02:07 PM
حياكم الله أخي الكريم
الكتابان متوفران في المكتبات في الرشد وغيرها . وفي مكتبات الكتاب المستعمل يوجدان بكثرة . فما عليك إلا أن تتصل هاتفياً بإحدى هذه المكتبات ثم تذهب وتشتريه . أسأل الله لك التوفيق.
ويمكنك الاستعانة بأرقام المكتبات في مشاركة سابقة في الملتقى .
---
talebo3elm
03-24-2005, 07:53 PM
بارك الله فيك أخي عبدالرحمن.
لم أقم بكتابة هذا الموضوع إلا بعد أن سألت في كل مكتبات الرياض التي أعرفها بما في ذلك مكتبات بيع المستعمل, ومع ذلك فالعرض مايزال قائما , فمن يعرف مكتبة لديها هذان الكتابان فليدلني مأجورا.
---
(1/3289)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم التصفيق للرجال والنساء. بحث مدعم بالأدلة وأقوال اهل العلم.
---
حكم التصفيق للرجال والنساء. بحث مدعم بالأدلة وأقوال اهل العلم.
---
ابو حنيفة
06-03-2005, 04:12 PM
حكم التصفيق في الإسلام
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن التصفيق للرجال في المناسبات والاحتفالات؟
فأجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
التصفيق في الحفلات من أعمال الجاهلية ، وأقل ما يُقال فيه الكراهة ، والأظهر في الدليل تحريمه ، لأن المسلمين منهيون عن التشبّه بالكفرة ، وقد قال الله سبحانه في وصف الكفار من أهل مكّة : << وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية>> ، قال العلماء : المكاء الصفير ، والتصدية : التصفيق .
والسنة للمؤمن إذا رأى أو سمع ما يعجبه أو ما ينكره أن يقول : سبحان الله أو يقول الله أكبر ، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة .
ويشرع التصفيق للنساء خاصة ، إذا نابهنّ شيء في الصلاة أو كنّ مع الرجال فسها الإمام في الصلاة فإنه يُشرع لهنّ التنبيه بالتصفيق ، أما الرجال فينبّهونه بالتسبيح كما صحّت بذلك السنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا يُعلم أن التصفيق من الرجال فيه تشبّه بالكفرة والنساء وكل ذلك منهيّ عنه . والله ولي التوفيق .
المصدر: نشرت في فتاوى سماحته ضمن صفحة - أسالوا أهل الذكر - التي تصدر من سماحته بالمجلة العربية شهريا .
السؤال: ما حكم التصفيق في الحفلات أرجو من فضيلة الشيخ إجابة؟
الجواب:(1/3290)
الشيخ: التصفيق في الحفلات ليس من عادة السلف الصالح وإنما كانوا إذا أعجبهم شيء سبحوا أحيانا أو كبروا أحيانا لكنهم لا يكبرون تكبيرا جماعيا ولا يسبحون تسبيحا جماعيا بل كل واحد يكبر لنفسه أو يسبح لنفسه بدون أن يكون هناك رفع صوت بحيث يسمعه من بقربه فالأولى الكف عن هذا أي التصفيق ولكننا لا نقول بأنه حرام لأنه قد شاع بين المسلمين اليوم والناس لا يتخذونه عبادة ولهذا لا يصح الاستدلال علي تحريمه بقوله تعالي عن المشركين (وما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) فإن المشركين يتخذون التصفيق عند البيت عبادة وهؤلاء الذين يصفقون عند سماع ما يعجبهم أو رؤية ما يعجبهم لا يريدون بذلك العبادة وخلاصة القول أن ترك هذا التصفيق أولى وأحسن ولكنه ليس بحرام؟
الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
حكم التصفيق
قال في حاشية البجيرمي: ((والتصفيق مكروه كراهة تنزية)). حاشية البجيرمي 4/434.
وسئل رضي الله عنه عن قول الزركشي إن التصفيق باليد للرجال للهو حرام لما فيه من التشبه بالنساء هل هو مسلم أم لا، وهل الحرمة مقيدة بما إذا قصد التشبه أو يقال ما اختص به النساء يحرم على الرجال فعله، وإن لم يقصد به التشبه بالنساء.
فأجاب: هو مسلم حيث كان للهو، وإن لم يقصد به التشبه بالنساء.
وسئل عن التصفيق خارج الصلاة لغير حاجة هل هو حرام أم لا؟
فأجاب إن قصد الرجل بذلك التشبه بالنساء حرم، وإلا كره. ا هـ. نهاية المحتاج 2/47.
قال ابن حجر: يكره التصفيق خارج الصلاة مطلقا، ولو بضرب بطن على بطن، وبقصد اللعب، ومع بعد إحدى اليدين عن الأخرى. وقال شيخنا الرملي: إنه حرام بقصد اللعب، وكتصفيق فيما ذكر ضرب الصبي على بعضه، أو بنحو قضيب أو ضرب خشب على مثله، حيث حصل به الطرب. حاشية قليوبي 1/216.(1/3291)
وقد حرم بعض العلماء التصفيق لقوله عليه السلام: ((إنما التصفيق للنساء)) ((ولعن عليه السلام المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء))، ومن هاب الإله وأدرك شيئا من تعظيمه لم يتصور منه رقص ولا تصفيق، ولا يصدر التصفيق والرقص إلا من غبي جاهل، ولا يصدران من عاقل فاضل، ويدل على جهالة فاعلهما أن الشريعة لم ترد بهما في كتاب ولا سنة، ولم يفعل ذلك أحد الأنبياء ولا معتبر من أتباع الأنبياء، وإنما يفعل ذلك الجهلة السفهاء الذين التبست عليهم الحقائق بالأهواء، وقد قال تعالى: ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ? وقد مضى السلف وأفاضل الخلف ولم يلابسوا شيئا من ذلك، ومن فعل ذلك أو اعتقد أنه غرض من أغراض نفسه وليس بقربة إلى ربه، فإن كان ممن يقتدى به ويعتقد أنه ما فعل ذلك إلا لكونه قربة فبئس ما صنع لإيهامه أن هذا من الطاعات، وإنما هو من أقبح الرعونات. قواعد الأحكام 2/220-221.
قال في التمهيد: وفيه أن التصفيق لا يجوز في الصلاة لمن نابه شيء فيها ولكن يسبح وهذا ما لا خلاف فيه للرجال وأما النساء فإن العلماء اختلفوا في ذلك فذهب مالك وأصحابه إلى أن التسبيح للرجال والنساء جميعا لقوله صلى الله عليه وسلم ((من نابه شيء في صلاته فليسبح)) ولم يخص رجالا من نساء وتأولوا قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنما التصفيق للنساء)) أي إنما التصفيق من فعل النساء قال ذلك على جهة الذم ثم قال من نابه شيء في صلاته فليسبح وهذا على العموم للرجال والنساء هذه حجة من ذهب هذا المذهب.(1/3292)
وقال آخرون منهم الشافعي والأوزاعي وعبيد الله بن الحسن والحسن بن حي وجماعة من نابه من الرجال شيء في صلاته سبح ومن نابها من النساء شيء في صلاتها صفقت إن شاءت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرق بين حكم النساء والرجال في ذلك فقال التصفيق للنساء ومن نابه شيء في صلاته يعني منكم أيها الرجال فليسبح واحتج بحديث أبي هريرة التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ففرق بين حكم الرجال والنساء وكذلك رواه جماعة في حديث سهل بن سعد هذا قال الأوزاعي: إذا نادته أمه وهو في الصلاة سبح فإن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء سنة. التمهيد لابن عبد البر 21/106.
قال في طرح التثريب: (( ( الحادية عشرة ) أخذ منه بعضهم أنه لا يجوز للرجل التصفيق باليدين مطلقا لا في الصلاة ولا في غيرها لكونه جعل التصفيق للنساء لكنه محمول على حالة الصلاة بدليل تقييده بذلك في رواية المصنف ومسلم وغيرهما كما تقدم.
ومقتضى قاعدة من يأخذ بالمطلق وهم الحنابلة والظاهرية عدم جوازه مطلقا ومتى كان في تصفيق الرجل تشبه بالنساء فيدخل في الأحاديث الواردة في ذم المتشبهين من الرجال بالنساء ولكن ذلك إنما يأتي في ضرب بطن إحدى اليدين على بطن الأخرى ولا يأتي في مطلق التصفيق)). طرح التثريب 2/250
قال الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه الله قوله في الحديث: وليصفق النساء دليل على أن قوله في حديث سهل بن سعد المتفق عليه التصفيق للنساء أنه إذن وإباحة لهن في التصفيق في الصلاة عند نائبة تنوب لا أنه عيب وذم.
قال الشافعي حكم النساء التصفيق وكذا قاله أحمد.
وذهب مالك إلى أن المرأة لا تصفق وأنها تسبح واحتج له الباجي وغيره بقوله صلى الله عليه وسلم من نابه شيء في صلاته فليسبح.
قالوا وهذا عام في الرجال.
قالوا: وقوله التصفيق للنساء هو على طريق الذم والعيب لهن كما يقال كفران العشير من فعل النساء وهذا باطل من ثلاثة أوجه:(1/3293)
أحدها: أن في نفس الحديث تقسيم التنبيه بين الرجال والنساء وإنما ساقه في معرض التقسيم وبيان اختصاص كل نوع بما يصلح له فالمرأة لما كان صوتها عورة منعت من التسبيح وجعل لها التصفيق والرجل لما خالفها في ذلك شرع له التسبيح.
الثاني: أن في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيق للنساء فهذا التقسيم والتنويع صريح في أن حكم كل نوع ما خصه به وخرجه مسلم بهذا اللفظ وقال في آخره في الصلاة
الثالث: أنه أمر به في قوله وليصفق النساء ولو كان قوله التصفيق للنساء على جهة الذم والعيب لم يأذن فيه، والله أعلم )). تهذيب السنن6/155.
قال في إغاثة اللهفان: ((والمقصود أن المصفقين و الصفارين في يراع أو مزمار ونحوه فيهم شبه من هؤلاء ولو أنه مجرد الشبه الظاهر فلهم قسط من الذم بحسب تشبههم بهم، وإن لم يتشبهوا بهم في جميع مكائهم و تصديتهم.
والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر بل أمروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبهوا بالنساء فكيف إذا فعلوه لا لحاجة وقرنوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا)). إغاثة اللهفان 1/245.
الدكتور / خالد بن عبدالله المصلح
حكم التصفيق
السؤال :
ما حكم التصفيق للرجال ؟ و هل هو من قبيل التشبه بالكفار ؟
الجواب :
أقول مستعيناً بالله تعالى :
إن كلَّ مَن حَكم على التصفيق بالكراهة أو التحريم ، عدَّه مِن التشبه بالنساء اللائي أُمرنَ بالتصفيق إن نابهنَّ شيءٌ في الصلاة ، أو مِن التشبه بالمشركين في صلاتهم عند البيت الحرام .
فمن عدَّه تشبهاً بالنساء أثبت كونه من فعل النساء بالسنة ، و استدل على النهي عنه كراهةً أو تحريماً بما جاء في السنة أيضاً من تحريم التشبه بالنساء و لعن فاعليه .(1/3294)
أما كونه من فعل النساء فدليله ما ثبت في الصحيح و غيره عن سهل بن سعد الساعدي ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليُصلح بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر ، فقال : أتصلي للناس فأقيم ؟ قال : نعم ، فصلى أبو بكر ، فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم و الناس في الصلاة ، فتخلص حتى وقف في الصف ، فصفَّق الناس ، و كان أبو بكر لا يلتفت في صلاته ، فلما أكثر الناس التصفيق الْتَفَتَ ، فرأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أمكث مكانك . فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه ، فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف ، و تقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى ، فلما انصرف قال : ( مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ ؟ ) . فقال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمْ التَّصْفِيقَ ؟ مَنْ رَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ ، فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ ، و إِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ )
و ظاهر هذا الحديث قَصرُ التصفيق على النساء ، لاستهلاله بأداة الحصر ( إنَّما ) فيكون معناه : لا تصفيق إلا للنساء . قال الشوكاني [ في نيل الأوطار ] : ( قوله : " إنما التصفيق للنساء " يدل على منع الرجال منه مطلقاً ) .
غير أنَّ ظاهر الحديث لا دليل فيه على أن نهي الرجال عن التصفيق يسوي في الحكم بين كونه داخل الصلاة أو خارجها ، و إن كان ذلك محتملاً ، و القاعدة تقول : إذا وقع الاحتمال بطل الاستدلال .(1/3295)
بل الظاهر أن الترخيص في التصفيق للنساء مقتصر على كونهن في الصلاة إذا نابهن فيها شيء ، أما خارج الصلاة فهن و الرجال في الحكم سواء ، و النهي عن التصفيق خارجها يحتاج إلى دليل خاص ، و الله أعلم .
أما مَن عدَّ التصفيق تشبهاً بالمشركين في صلاتهم عند البيت العتيق فقد استند في حكمه إلى قوله تعالى : ? وَ مَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً و َتَصْدِيَةً? [ الأنفال : 35 ] .
و المشهور عند أهل التفسير أن المراد بالمكاء هو التصفير ، و المراد بالتصدية هو التصفيق ، و أصله في اللغة كما قال الإمام الطبري في تفسيره من مَكَا يَمْكُو مَكْوًا وَمُكَاء , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمَكْو : أَنْ يَجْمَع الرَّجُل يَدَيْهِ ثُمَّ يُدْخِلهُمَا فِي فِيهِ ثُمَّ يَصِيح ، و هذا هو الصفير ، وَ أَمَّا التَّصْدِيَة فَإِنَّهَا التَّصْفِيق ، يُقَال مِنْهُ : صَدَّى يُصَدِّي تَصْدِيَة ، وَ صَفَّقَ وَ صَفَّحَ بِمَعْنىً وَاحِد .
غير أن في النفس شيءٌ من اعتبار مطلق التصفيق تشبهاً بما يفعله المشركون أو كانوا يفعلونه في صلاتهم عند البيت ، لأن التشبه لا بد فيه من النية ، و في الواقع صور من التصفيق تقع من أناسٍ لا عِلمَ لهم أصلاً بأن أهل الجاهلية كانوا يصفقون عند البيت ، فكيف ننسبهم إلى التشبه بالمشركين مع أن ذلك لم يدُر في خَلَدهم قط !!
و عليه فلا بد في هذا المقام من تقرير أن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره ، و حيث إنَّ صُوَرُ التصفيق تختلف باختلاف نية المصفقين و حالهم ، فإن حكمه يختلف من حال إلى حال ، بحسب التفصيل التالي :
أولاً : اتخاذ التصفيق عبادة في ذاته ، أو التصفيق أثناء عبادة مشروعة الأصل ، حرامٌ مطلقاً ، لما فيه من التشبه بالكفار في عبادتهم من جهة ، و لأنه بدعة محدثة من جهة أخرى .(1/3296)
و كثيراً ما يقع التصفيق في مجالس الذكر البدعية على نحو ما يفعله غلاة الصوفية ، و قد ذمَّ العلماء هذا النوع من التصفيق ، و شنعوا على فاعله ، و بالغوا في إنكاره ، سواء كان بباطن الأكف ، أو بظاهرها ، أو بباطنٍ على ظاهرٍ ، أو العكس .
قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله : ( و من هاب الإله و أدرك شيئا من تعظيمه لم يتصور منه رقص و لا تصفيق ، و لا يصدر التصفيق و الرقص إلا من غبي جاهل ، و لا يصدران من عاقل فاضل ، و يدل على جهالة فاعلهما أن الشريعة لم ترد بهما في كتاب و لا سنة ، و لم يفعل ذلك أحد الأنبياء و لا معتبر من أتباع الأنبياء ، و إنما يفعل ذلك الجهلة السفهاء الذين التبست عليهم الحقائق بالأهواء ، و قد قال تعالى : ? وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ? و قد مضى السلف و أفاضل الخلف و لم يلابسوا شيئا من ذلك ، و من فعل ذلك أو اعتقد أنه غرض من أغراض نفسه و ليس بقربة إلى ربه ، فإن كان ممن يقتدى به و يعتقد أنه ما فعل ذلك إلا لكونه قربة فبئس ما صنع لإيهامه أن هذا من الطاعات ، و إنما هو من أقبح الرعونات ) . [ قواعد الأحكام : 2/220 و ما بعدها ] .
ثانياً : تصفيق المرء ابتهاجاً بأمر مباح أو مستحسنٍ ـ عقلاً أو نقلاً ـ بَلَغَهُ ، أو رآه ، أو سمعه . أو تشجيعاً لمن صدر منه ، فهذا أمر لم يقم الدليل على تحريمه ، و لكن الواجب أن يزم بزمام الشريعة ، فلا يسوغ إلا إذا انتظمت فيه ثلاثة شروط :
أولها : أن لا يعتقد فاعله أنه مما يستحب شرعاً ، لأن الاستحباب الشرعي توقيفي لا يقال به إلا بدليل .
و ثانيها : أن لا يضاهي بفعله سنةً كالتكبير أو التسبيح عند استحسان الأمور ، أو نحو ذلك ، لأن مضاهاة المشروع من أمارات البدع المنكرة .
و ثالثها : أن لا يراد بفعله مجاراة الكافرين أو التشبه بهم على سبيل استحسان ما هم عليه أو تفضيله على ما هو معروف عند أهل الإسلام في مثل محله .(1/3297)
فائدة : تكلم بعض أهل العلم في صِيَغ التصفيق ، ففرَّق بين ما كان عبارةً عن ضَرب باطن الكفين ببعضهما ، و بين ما كان عبارةً عن ضرب باطن كفٍّ بظهر الأُخرى .
قال الإمام النووي في المجموع [ 1 / 196 ] : ( و يسنّ لمن نابه شيءٌ في صلاته كتنبيه إمامه لنحو سهوٍ ، و إذنه لداخل استأذن في الدخول عليه ، و إنذاره أعمى مخافة أن يقع في محذورٍ ، أو نحو ذلك ؛ كغافلٍ و غير مُمَيِّز ، و مَن قَصَدَه ظالمٌ أو نحوُ سَبُعٍ ؛ أن يسبح و تصفق المرأة ، و مِثْلها الخنثىِ ، بضرب بطن اليمين على ظهر اليسار ، أو عكسهِ ، أو بضرب ظهر اليمين على بطن اليسارِ ، أو عكسهِ ... و أما الضرب ببطن إحداهما على بطن الأخرى ؛ فقال الرافعي : لا ينبغي فإنه لعبٌ ، و لو فَعَلَتْه على وجه اللعب عالمةً بالتحريم بطلت صلاتها و إن كان قليلاً ؛ فإن اللعب ينافي الصلاة ) .
قلتُ : و لا أعرف دليلاً على هذا التفريق في صفة التصفيق إلا أن يكون خروجاً مِنْ ذَمِّهِ عند من عدَّه لعباً ، و ذلك بالردِّ إلى لغة العرب ، حيث ذهب بعضهم إلى أنَّ ضربَ باطِنِ الكفٍّ بظهر الأخرى يسمَّى تصفيحاً لا تصفيقاً ، فلا يُذمُّ فاعِلُه ، و قد رأيت من المتصوفة في حلب من يفعله و يعدُّه تصفيحاً لا تصفيقاً في مجالس الذكر ، أو حينما يَطرَبُ لنشيدٍ و قصيدٍ و نحوه .
و لهم رواية ( إنما التصفيح للنساء ) في الصحيحن و غيرهما ، بدَل رواية ( التصفيق للنساء ) المتقدمة .
و عند أبي داود ( بإسناد قال عنه الشيخ الألباني : صحيح مقطوع ) : عن عيسى بن أيوب قال : قوله : " التصفيح للنساء " تضربُ بإصبعين من يمينها على كفها اليسرى . ا هـ .(1/3298)
قال الإمام النووي [ في شرح صحيح مسلم : 4 / 146 ] : ( السنة لمن نابه شيءٌ في صلاته ؛ كإعلام من يستأذن عليه ، و تنبيه الإمام و غير ذلك أن يسبح إن كان رجلاً ؛ فيقول : سبحان الله ، و أن تُصفِّق و هو التصْفيح إن كانتْ امرأةً ؛ فتضرب بطن كفها الأيمن على ظهر كفها الأيسر ، و لا تضرب بطن كفٍّ على بطن كفٍّ على وجه اللعب و اللهو ، فإن فعلت هكذا على جهة اللعب بطلت صلاتها لمنافاته الصلاة ) .
و قال الإمام الشوكاني رحمه الله [ في نيل الأوطار ] : ( قوله " فإنما التصفيق للنساء " هو بالقاف . و في رواية لأبي داود " فإنما التصفيح " . قال زين الدين العراقي : و المشهور أن معناهما واحد ، قال عقبة : و التصفيح التصفيق ، و كذا قال أبو علي البغدادي ، و الخطابي ، و الجوهري . قال ابن حزم : لا خلاف في أن التصفيح و التصفيق بمعنى واحد و هو الضرب بإحدى صفحتي اليدين على الأخرى . قال العراقي : و ما ادعاه من نفى الخلاف ليس بجيد بل فيه قولان آخران : إنهما مختلفا المعنى ؛ أحدهما : أن التصفيح الضرب بظاهر إحداهما على الأخرى ، و التصفيق الضرب بباطن إحداهما على الأخرى ، حكاه صاحب الإكمال ، و صاحب المُفهِم . و القول الثاني : أن التصفيح الضرب بإصبَعَين للإنذار والتنبيه ، و بالقاف بالجميع للهو و اللعب
هذا ، و الله أعلم و أحكم ، و ما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت و إليه أنيب
د . أحمد بن عبد الكريم نجيب
---
أبو عمار المليباري
06-21-2005, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك كتاب جيد للشيخ العلامة ناصر الفهد حول مسألة التصفيق فإنه كتاب توسع فيه المؤلف وأطال نفسه في ذكر الأدلة وأقوال العلماء ، اسم الكتاب (التحقيق في مسألة التصفيق) .
---
(1/3299)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما المقصود في دعائنا بـ ( اللهم أحم حوزة الدين ) ؟؟؟؟
---
ما المقصود في دعائنا بـ ( اللهم أحم حوزة الدين ) ؟؟؟؟
---
أبو أسامة الغالبي
11-07-2003, 01:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله
معذرة لأحبتي أهل التفسير فأنا أعلم بأم منتداكم متخصص بتفسير القرآن وعلومه
ولكن حاجتي الملحه جعلتني أعرض هذا السؤال عليكم ..
كثيراً ما نسمع أئمة المساجد يدعون بهذا الدعاء ( اللهم أحم حوزة الدين )
سألني أحد الأخوه ... عن أصل هذا الدعاء ... ثم أليس فيه إلتباس ... بحوزات الشيعة .؟؟؟
في الحقيقة لم أجد جواب كافي ... وذلك لقلة علمي وإطلاعي .... والله المستعان
أرجو من لدية إجابة أن يوافينا بها ... وآمل أن تكون واضحه وشاملة لأني سوف أطبعها
لأعرضها عليه ...
وجزاكم الله خير
---
أبومجاهدالعبيدي
11-07-2003, 06:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا أسامة
حياك الله في ملتقى أهل التفسير
يمكنك الاستفادة من هذا المقال (http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/dec/15/cu5.htm)
ومنه تعلم أن المراد بحماية حوزة الدين : حماية حدوده من الانتهاك والتعدي ، ونواحيه من اعتداء المعتدين .
وأما ربط هذا الدعاء بحوزات الشيعة - وهي مدارسهم العلمية - فلا وجه له ؛ لأن ترك بعض الألفاظ بحجة أنها تستخدم من أهل البدع والضلال غير ممكن ، فهم يستخدمون ألفاظ شرعية لا يمكن تركها لأنها قرآن يتلى .
ومن ذلك : إطلاقهم ( حزب الله ) على أنفسهم ، مع أنهم في الحقيقة حزب الشيطان .(1/3300)
فهل نترك الكلام عن حزب الله الذين أثنى الله عليهم في القرآن بقوله : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة:56) ، وقوله : ( أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(المجادلة: من الآية22) لأن هذا قد يحصل به التباس بحزب الله عند الشيعة ؟
لا شك أن الجواب : لا .
وعليه ؛ فلا مانع من دعاء الداعي بـ : اللهم احم حوزة الدين ، وانصر المسلمين ، وأهلك الشيعة حزب الشياطين .
والله الموفق للصواب .
---
أبو أسامة الغالبي
11-07-2003, 01:14 PM
أخي .. أبا مجاهد .. بارك الله فيك
أشكرك على تجاوبك السريع
أخوك / أبو أسامة
---
(1/3301)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- سنة الدعاء فى الثلث الأخير من الليل
---
برنامج إحياء السنة النبوية- سنة الدعاء فى الثلث الأخير من الليل
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
07-21-2006, 02:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (16) بتاريخ 25/6/1427
سنة دعاء الثلث الأخير من الليل :
قم بالعمل بسنة الدعاء فى الثلث الأخير من الليل
ثم قم بالتصويت :
الحديث:
سنة الدعاء فى الثلث الآخر:
صحيح البخارى – كتاب الجمعة /ترقيم العالمية1077- ترقيم فتح البارى1145- ترقيم د. البغا 1094
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ
شرح الحديث فى فتح البارى(1/3302)
قوله : ( عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة ) في رواية عبد الرزاق عن معمر عن الزهري " أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو عبد الله الأغر صاحب أبي هريرة أن أبا هريرة أخبرهما " . قوله : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) استدل به من أثبت الجهة وقال : هي جهة العلو , وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك . وقد اختلف في معنى النزول على أقوال : فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم . ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتزلة وهو مكابرة , والعجب أنهم أولوا ما في القرآن من نحو ذلك وأنكروا ما في الحديث إما جهلا وإما عنادا , ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف , ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم , ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب , ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من التحريف , ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريبا مستعملا في كلام العرب وبين ما يكون بعيدا مهجورا فأول في بعض وفوض في بعض , وهو منقول عن مالك وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد , قال البيهقي : وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد إلا أن يرد ذلك عن الصادق فيصار إليه , ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم . وسيأتي مزيد بسط في ذلك في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى . وقال ابن العربي : حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث , وعن السلف إمرارها , وعن قوم تأويلها وبه أقول . فأما قوله ينزل فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته , بل ذلك عبارة عن ملكه الذي ينزل بأمره ونهيه , والنزول كما يكون في الأجسام يكون في المعاني , فإن حملته في الحديث على الحسي قتلك صفة الملك(1/3303)
المبعوث بذلك , وإن حملته على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك نزولا عن مرتبة إلى مرتبة , فهي عربية صحيحة انتهى . والحاصل أنه تأوله بوجهين : إما بأن المعنى ينزل أمره أو الملك بأمره , وإما بأنه استعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه . وقد حكى أبو بكر بن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكا , ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد بلفظ " إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل , ثم يأمر مناديا يقول : هل من داع فيستجاب له " الحديث . وفي حديث عثمان بن أبي العاص " ينادي مناد هل من داع يستجاب له " الحديث . قال القرطبي : وبهذا يرتفع الإشكال , ولا يعكر عليه ما في رواية رفاعة الجهني " ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : لا يسأل عن عبادي غيري " لأنه ليس في ذلك ما يدفع التأويل المذكور . وقال البيضاوي : ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه , فالمراد نور رحمته , أي ينتقل من مقتضى صفة الجلال التي تقتضي الغضب والانتقام إلى مقتضى صفة الإكرام التي تقتضي الرأفة والرحمة . قوله : ( حين يبقى ثلث الليل الآخر ) برفع الآخر لأنه صفة الثلث , ولم تختلف الروايات عن الزهري في تعيين الوقت , واختلفت الروايات عن أبي هريرة وغيره , قال الترمذي : رواية أبي هريرة أصح الروايات في ذلك , ويقوي ذلك أن الروايات المخالفة اختلف فيها على رواتها , وسلك بعضهم طريق الجمع وذلك أن الروايات انحصرت في ستة أشياء : أولها هذه , ثانيها إذا مضى الثلث الأول , ثالثها الثلث الأول أو النصف , رابعها النصف , خامسها النصف أو الثلث الأخير , سادسها الإطلاق . فأما الروايات المطلقة فهي محمولة على المقيدة , وأما التي بأو فإن كانت أو للشك فالمجزوم به مقدم على المشكوك فيه , وإن كانت للتردد بين حالين فيجمع(1/3304)
بذلك بين الروايات بأن ذلك يقع بحسب اختلاف الأحوال لكون أوقات الليل تختلف في الزمان وفي الآفاق باختلاف تقدم دخول الليل عند قوم وتأخره عند قوم . وقال بعضهم يحتمل أن يكون النزول يقع في الثلث الأول والقول يقع في النصف وفي الثلث الثاني , وقيل يحمل على أن ذلك يقع في جميع الأوقات التي وردت بها الأخبار , ويحمل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم بأحد الأمور في وقت فأخبر به , ثم أعلم به في وقت آخر فأخبر به , فنقل الصحابة ذلك عنه والله أعلم . قوله : ( من يدعوني إلخ ) لم تختلف الروايات على الزهري في الاقتصار على الثلاثة المذكورة وهي الدعاء والسؤال والاستغفار , والفرق بين الثلاثة أن المطلوب إما لدفع المضار أو جلب المسار , وذلك إما ديني وإما دنيوي , ففي الاستغفار إشارة إلى الأول , والسؤال إشارة إلى الثاني , وفي الدعاء إشارة إلى الثالث . وقال الكرماني : يحتمل أن يقال الدعاء ما لا طلب فيه نحو يا الله , والسؤال الطلب , وأن يقال المقصود واحد وإن اختلف اللفظ انتهى . وزاد سعيد عن أبي هريرة " هل من تائب فأتوب عليه " وزاد أبو جعفر عنه " من ذا الذي يسترزقني فأرزقه , من ذا الذي يستكشف الضر فأكشف عنه " وزاد عطاء مولى أم صبية عنه " ألا سقيم يستشفي فيشفى " ومعانيها داخلة فيما تقدم . وزاد سعيد بن مرجانة عنه " من يقرض غير عديم ولا ظلوم " وفيه تحريض على عمل الطاعة , وإشارة إلى جزيل الثواب عليها . وزاد حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري عند الدارقطني في آخر الحديث " حتى الفجر " وفي رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عند مسلم " حتى ينفجر الفجر " وفي رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة " حتى يطلع الفجر " وكذا اتفق معظم الرواة على ذلك , إلا أن في رواية نافع بن جبير عن أبي هريرة عند النسائي " حتى ترجل الشمس " وهي شاذة . وزاد يونس في روايته عن الزهري في آخره أيضا " ولذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله "(1/3305)
أخرجها الدارقطني أيضا . وله من رواية ابن سمعان عن الزهري ما يشير إلى أن قائل ذلك هو الزهري . وبهذه الزيادة تظهر مناسبة ذكر الصلاة في الترجمة ومناسبة الترجمة التي بعد هذه لهذه . قوله : ( فأستجيب ) بالنصب على جواب الاستفهام وبالرفع على الاستئناف , وكذا قوله ( فأعطيه , واغفر له ) وقد قرئ بهما في قوله تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ) الآية . وليست السين في قوله تعالى " فأستجيب " للطلب بل أستجيب بمعنى أجيب , وفي حديث الباب من الفوائد تفضيل صلاة آخر الليل على أوله , وتفضيل تأخير الوتر لكن ذلك في حق من طمع أن ينتبه , وأن آخر الليل أفضل للدعاء والاستغفار , ويشهد له قوله تعالى ( والمستغفرين بالأسحار ) وأن الدعاء في ذلك الوقت مجاب , ولا يعترض على ذلك بتخلفه عن بعض الداعين لأن سبب التخلف وقوع الخلل في شرط من شروط الدعاء كالاحتراز في المطعم والمشرب والملبس أو لاستعجال الداعي أو بأن يكون الدعاء بإثم أو قطيعة رحم , أو تحصل الإجابة ويتأخر وجود المطلوب لمصلحة العبد أو لأمر يريده الله .
تقرير النشر الأسبوعي لسنة الرسول:
http://islamschool.org/board/viewtopic.php?p=805#805
---
(1/3306)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المخطوطات في لندن
---
المخطوطات في لندن
---
ام جواد المغربي
11-09-2006, 03:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى المتخصصين والأعضاء المكرمين
لدي عدة تساؤلات فهل من مجيب ؟
من أين يمكن الحصول على مخطوطات في مجال التفسير وعلوم القرآن في بريطانيا (( لندن )) أو غيرها ؟؟
وما هي أسماء المخطوطات المتواجدة في هذه البلاد؟ وكيفية الحصول عليها من الجامعات ؟
أرجوا منكم الإفادة ...
ولكم منا جزيل الشكر ....
---
الجكني
11-09-2006, 09:07 PM
أولاً التأكد من وجودها في لندن وذلك بالرجوع لفهرس "المتحف البريطاني0أو بالرجوع للفهرس الشامل لآل البيت 0
---
(1/3307)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأبحاث الصوتية..... (في حِكَايَاتِ أصْوَاتِ النَّاسِ في أقوالِهِمْ وأحْوَالِهِمْ)
---
الأبحاث الصوتية..... (في حِكَايَاتِ أصْوَاتِ النَّاسِ في أقوالِهِمْ وأحْوَالِهِمْ)
---
فرغلي عرباوي
05-27-2004, 02:35 PM
الأبحاث الصوتية..... (في حِكَايَاتِ أصْوَاتِ النَّاسِ في أقوالِهِمْ وأحْوَالِهِمْ)
القَهْقَهَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الضَّاحِكِ: قَهْ قَه
ْ
الصَّهْصَهَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلقَوْم: صَهْ صَهْ وهي كَلِمةُ زَجْرٍ لِلسُّكُوت
ِ
الدَّعْدَعَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الرَّجُلِ للعاثِرِ: دَعْ دَع ، أي انْتَعِش
ْ
البَخْبَخَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ المُسْتَجِيدِ: بَخْ بَخ
ْ
التَّأْخِيخُ حِكَايَة قَوْلِ المُسْتَطِيبِ: أخْ أخ
ْ
الزَّهْزَهَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الْمُرْتَضِي: زَهْ زَه
ْ
النَّحْنَحَةُ والتَّنَحْنُحُ حِكَايَةُ قَوْلِ المُسْتأَذِن: نحْ نَحْ ، عِنْدَ الاسْتِئْذَانِ وغَيْرِه
ِ
العَطْعَطَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ المُجَّانِ إذا قالوا عِنْدَ الغَلَبَةِ: عِيطِ عِيط
ِ
التَّمَطُّقُ حِكَايَةُ صَوْتِ المُتَذَوِّقِ إذا صَوَّتَ باللِّسَانِ وَالغَارِ الأعْلَى
الطَّعْطَعَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ اللاَّطِعِ إذا ألْصَقَ لِسَانَهُ بالحَنَكِ ثُمَّ لَطَعَ مِنْ شَيْءٍ
طَيِّبِ أكَلَه
ُ
الوَحْوَحَةُ حِكَايَةُ صَوْتٍ بِهِ بَحَح
البَرْبَرَةُ حِكَايَةُ أصْوَاتِ الهِنْدِ عِنْدَ الحَرب
ِ
الكَهكَهَةُ حِكَايَةُ تَنَفُّسِ المَقْرُورِ في يَدِه
ِ
الهَجْهَجَةُ حِكَايَةُ زَجْرِ السَّبُعِ والإبِل
ِ
الهَرْهَرَةُ حِكَايَةُ زَجْرِ الغَنَم
ِ
البَسْبَسَةُ حِكَايَةُ زَجْرِ الهِرَّة
ِ
الوَلْوَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ المَرْأةِ وا ويلاه
ُ
النَّبْنَبَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الهَاذِي عِنْدَ البِضَاعِ.
---(1/3308)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كيفية التعرف على منهج الترجيحات
---
سؤال عن كيفية التعرف على منهج الترجيحات
---
أبو أنس الغامدي
07-12-2006, 11:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
لدي بحث بعنوان منهج الترجيحات
ولكن أشكل عليَّ أمر وهو أن بعض المفسرين يذكر مثلا
((قوله تعالى: (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان) أي: لا يسأل سؤال استعلام، وإنما يسأل سؤال تقريع وتوبيخ، ولا يقال لهم: هل فعلتم؟ بل يقال لهم: لم فعلتم؟ وعن بعضهم: أن معناه: لا يسأل بعضهم بعضا. وعن بعضهم: أن الملائكة لا يسألون عن ذنوب بني آدم؛ لأنهم قد رفعوا الصحف، وأدوا الأمانة فيها. والقول الأول هو الصحيح.))( تفسير السمعاني ج5ص331-332)
فيكيف يتم تصنيف هذا الترجيح بمعنى هل يكون من الترجيح بنظائر القرآن أم باللغة أم بغيرها .
مع أن المؤلف رحمه الله لم يذكر الدليل على الترجيح حتى يتم تصنيفه .
وفقكم الله لكل خير.
---
د.خضر
08-23-2006, 01:39 PM
طبعا الترجيح بالقرآن والسياق بدليل آية رقم 78من سورة القصص وما على شاكلتها في القرآن المجيد .
والله الموفق
---
أبو أنس الغامدي
08-31-2006, 11:41 AM
جزاك الله خير
ولكن بعض الآيات ليس لها دلالة في مواطن أخرى
فمثلا
قوله تعالى : ( يوم تبلى السرائر ) أي : تختبر وتمتحن ، وقيل : تظهر ، وهو الأولى .
---
د.خضر
09-02-2006, 10:43 AM
إذا لم تكن دلالة قرآنية في مواطن أخرى فهذا يدل على أن الدلالة في مكمن آخر من مكامن الترجيح كاللغة مثلا ولتنظر مادة " بلي" يتضح لك الأمر . والله الموفق
---
(1/3309)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شهادة شكر وإعجاب وبعض الاقتراحات
---
شهادة شكر وإعجاب وبعض الاقتراحات
---
الفارس
11-20-2003, 03:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد،
أود أن أسجل في أولى مشاركاتي في هذا الملتقى المبارك ، شهادة شكر وإعجاب بهذا الموقع وعلى القائمين عليه ، وأسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم ، وأن ينفعنا جميعا بمحتوى هذا الملتقى .
حقيقة المطلع على ما سطره الأخوة في هذا الموقع من مواضيع ، لا يجد إلا أن يقف احتراما وتقديرا وإعجابا بهؤلاء الأخوة الأفاضل ، وبما خطته أياديهم من مواضيع لو كتبت بماء الذهب لما وفيت حقها .
وعندما تجد أن المشاركين في الملتقى ، من أمثال : فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع ، ذلك الشيخ الرائع في سمته وأدبه وخلقه ، الممتع في أسلوبه وطرحه ، المتجدد في فكره ومنهجه ، وكذا الشيخ الفاضل مساعد الطيار ، والشيخ إبراهيم الدوسري ، والمشائخ أبو مجاهد والبريدي والماجد والشهري ، وغيرهم الكثير ، أقول عندما تجد أن هؤلاء هم من يشارك في هذا الملتقى ، فلا تستغرب مثل هذا الإبداع ، والروعة في الأسلوب والطرح ، والجودة في النقاش والاستدلال والمادة العلمية .
وأود أن أقول إن إنشاء هذا الموقع ، والمشاركة فيه ، تعتبر من الأعمال الجماعية المنظمة ، وهذا ما نطالب به جميعا ، أن تكون أعمالنا وإسهاماتنا منظمة و مرتبة بأطر وضوابط محددة ومعينة ، ولهذا العمل الجماعي أو المؤسساتي المنظم يكون من أنجح و أنضج الأعمال ، ويؤتي ثماره بأسرع وقت ، بخلاف العمل الفردي ، والذي مهما اجتهد صاحبه ، فإن نفعه قليل .(1/3310)
ونعلم جميعا أن هذه الأمة لم تؤت إلا من قبل التشرذم والتفرق وانتهاج النهج الفردي الرديء في كافة مجالاتها ، لذا كان التأخر نتيجة حتمية للأوضاع التي تعيشها .
ونحن نشكر القائمين على هذا الموقع بأن وضعوا اللبنة الأولى في طريق العمل الجماعي.
لذا فإني أقترح على الأخوة الأفاضل أن تكون لدينا أعمال ومشاريع من هذا القبيل ، أعمال جماعية ومنظمة ، تطرح على المشاركين ويشرف عليها من خلال الملتقى ، كأن يطرح ـمثلاـ إنشاء موسوعة تختص بالقرآن وعلومه ـوما أحوجنا لهذه الموسوعةـ ، بجيث يوزع العمل في هذه الموسوعة على الأعضاء كل بحسب تخصصه وما يبرع فيه ، ويكون الإشراف عليها من خلال الملتقى ، ومتى ما تظافرت الجهود وشحذت الهمم لم يكن صعبا أن ترى النور هذه الموسوعة قريبا بإذن الله .
وسوف أوضح هذا المشروع بزيادة تفصيل ، كما أطرح مشاريع أخرى مشابهة بإذن الله في المشاركة القادمة .
---
عبدالرحمن الشهري
11-21-2003, 06:07 PM
الأخ الكريم الفارس وفقه الله
شكر الله لك حسن ظنك بإخوانك ، وتكرمك بالتسجيل والمشاركة. وما ذكرته - وفقك الله - سيكون له أجمل الأثر على معنويات القائمين على هذا الملتقى العلمي المتخصص ، الذي يعتبر نواةً لموقع أشمل وأعمق يتم التخطيط والإعداد له ، ولكن عامل الزمن له اعتباره في مثل هذه المشروعات العلمية ، التي نرجو أن تتكامل بإذن الله بتعاون جميع الأعضاء المنتسبين حالياً ، وتعاون الأعضاء الجدد الذين أرجو أن يلتحقوا بالموقع إذا وجدوا علماً ونفعاً يستحق الانتساب.
وما اقترحته – وفقك الله – في غاية النفاسة ، وأرجو أن يتحقق يوماً ما ، ونحن ننتظر أي اقتراح موفق ووجيه منكم ومن غيركم جزاكم الله خيراً.
---
(1/3311)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > شكر للقائمين على الملتقى
---
شكر للقائمين على الملتقى
---
د.حسن خطاف
04-06-2006, 11:36 PM
شكر
بسم الله الرحمن الرحيم
نشكر ملتقى اهل التفسير بكامل أعضائه ولاسيما القائمين عليه ، على حفاوة الاستقبال الذي أسدوه لدكاترة كلية الشريعة بجامعة دمشق ، كما نشكرهم على الاهتمام بالتفسير الذي لايستغني عنه المسلم ، لأن حقيقة التفسير في واقع الأمر هي محاولة الكشف عن مراد الله تعالى .
وهذه المسألة من اهم ما يحتاج إليها المسلم لأصلاح فكره وسلوكه ، والقرآن في واقع الأمر جاء تركيزا على هذين المحورين
فكل الشكر للقائمين على الملتقى وإنْ شاء الله نكون عند حسن الظن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. حسن الخطاف
---
عبدالرحمن الشهري
04-06-2006, 11:43 PM
حياكم الله يا دكتور حسن ونحن على ثقة أننا سنرى منكم ما يسرنا جميعاً ، وينفعنا بإذن الله ، فبارك الله فيكم وسدد خطاكم .
---
أحمد البريدي
04-07-2006, 12:43 PM
مرحباً بك د. حسن , والجميع ينتظر مشاركاتكم , ونسأل الله كما جمعنا في هذا الملتقى المبارك أن يجمعنا في مستقر رحمته .
---
(1/3312)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بصائر . . بصائر . . بصائر
---
بصائر . . بصائر . . بصائر
---
محمد السيلاوي
12-11-2005, 11:12 AM
بصائر . . بصائر . . بصائر
1- حكى الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (7/7) في ترجمة عبيد الله بن الحسن العنبري ، أحد سادات أهل البصرة ، و فقهائها ، وعلمائها ، و كان قاضيها : قال عبد الرحمن بن مهدي تلميذه : كنا في جنازة فسألته عن مسألة فغلط فيها ، فقلت له : أصلحك الله ، القول فيها كذا و كذا .
فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : " إذاً أرجع و أنا صاغر ، لأن أكون ذنباً في الحق ، أحبُّ إلي من أن أكون رأساً في الباطل "
2- جاء في مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي :
قال أحمد – رضي الله عنه – ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الأمر الذي وقعت فيه – يعني فتنة خلق القرآن – أقوى من كلمة أعرابي كلمني في رحبة طوق – اسم مكان – قال لي : يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدا ، و إن عشت عشت حميدا ، فقوي قلبي .
3- جاء في ترتيب المدارك ( 1/333) في ترجمة بهلول بن راشد القيرواني – رحمه الله – ما نصه :
(( قال أبو عثمان بن الحداد :
بلغني أن بهلولا كان ذات يوم جالساً و عنده صاحبه رباح بن يزيد الزاهد ، إذ أقبل أخ للبهلول في البادية يلهج بخبر المطر و الزرع ، و بهلول يتقلّى و يتلّون اغتماماً لرباح ، لعلمه بكراهيته ذكر الدنيا وأسبابها .
فلما أكثر أخوه من هذا نهض وجعل يقول لبهلول : سقطت من عيني ، تذكر الدنيا في مجلسك ولا تتغير . فقال له البهلول:"إذا لم أسقط من عين الله فلا أبالي من عين من سقطت " )) .
فخرَّ رباح على رأسه يقبله : نعم ياحبيبي يا بهلول لا تبالي من عين من سقطت ، إذا المرء سقط من عين الله .(1/3313)
4- جاء في تاريخ بغداد ( 12/307-310 ) ووفيات الأعيان ( 8/627- 628 ) و أخبار القضاء لوكيع (3/251) في ترجمة عافية بن يزيد الأودي الكوفي القاضي – رحمه الله تعالى – ما نصه :
(( عن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال :
" كنت عند الرشيد يوماً فرُفع إليه في قاضٍ كان قد استقضاه هو ، يقال له عافية ، فكثر عليه فأمر بإحضاره فأُحضر، وكان في مجلسه جمعٌ كثير ، فجعل أمير المؤمنين يخاطبه و يوقفُه على ما رُفع فيه ، فطال المجلس ، ثم إن أمير المؤمنين عطس فشمّتَه مَن كان بالحضرة مَن قَرُبَ منه سواه لم يشمِّته .
فقال له الرشيد : ما بالك لم تشمِّتني كما فعل القوم ؟
فقال له عاقبة: لأنك يا أمير المؤمنين لم تحمد الله عز وجل فلذلك لم أشمِّتك " هذا النبي صلى الله عليه وسلم عطس عنده رجلان فشمَّت أحدهما ولم يشمِّت الآخر .
فقال : يا رسول الله ما بالك شمّتَّ ذاك ولم تشمِّتني ؟
فقال : إن هذا حمد الله تعالى فشمَّتناه ، وأنت لم تحمده فلم أشمِّتك ."
فقال له الرشيد : ارجع إلى عملك ، أنت لم تسامح في عطسة ، تسامح في غيرها ؟ وصرفه منصرفاً جميلاً )) .
5- جاء في كتاب " الكفاية في علم الرواية " للخطيب البغدادي ( ص112 ) ما نصه :
(( عن أحمد بن النضر الهلالي قال : سمعت أبي يقول :
كنت في مجلس سفيان بن عينية فنظر إلى صبي دخل المسجد ، فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه .
فقال سفيان : { كذلك كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عليكم } [النساء : 94] ثم قال : يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين ، طولي خمسة أشبار ، ووجهي كالدينار ، وأنا كشعلة النار ، ثيابي صغار ، وأكمامي قصار ، وذيلي بمقدار ، ونعليَّ كآذان الفار ، أختلف إلى علماء الأمصار ، مثل الزهري وعمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار ، محبرتي كالجوزة ، ومقلمتي كالموزة ، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير.(1/3314)
قال : ثم تبسم ابن عينية وضحك ، قال أحمد : فتبسم أبي وضحك )) .
6- جاء في " قلائد الجواهر " لمحمد بن يحيى التادفي ( ص19 ) ما نصه :
(( عطس الشيخ عبد القادر ـ يعني الجيلاني ـ رحمه الله ، يوم الجمعة في المسجد فشمَّته الناس ، حتى سمع من في الجامع ضجة عظيمة ، وهم يقولون : يرحمك الله ويرحم بك .
وكان الخليفة المستنجد بالله ابن المقتفي لأمر الله في مقصورة الجامع ، فقال : ما هذه الضجة ؟
فقيل له : قد عطس الشيخ عبد القادر!.
فهاله ذلك )) .
7- جاء في كتاب " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " للحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله ( 1/143 ) النص ( 178 ) ما نصه :
(( عن أبي عصمة بن عاصم بن عصام البيهقي قال :
بتُّ ليلة عند أحمد بن حنبل ، فجاء بالماء فوضعه ، فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان فقال : سبحان الله ! رجل يطلب العلم لا يكون له وِرْدٌ من الليل )).
8- جاء في كتاب " وفيات الأعيان " لابن خِلّكان رحمه الله : ( 3/63 ) في ترجمة الصحابي الجليل أبو العباس عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ مانصه :
(( قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
أربعة لا أقدر على مكافئتهم :
رجلٌ بدأني بالسلام .
ورجلٌ وسَّع لي في المجلس .
ورجلٌ اغبرَّتْ قدماه في المشي في حاجتي .
فأمَّا الرابع فما يكافئه عنَّي إلا الله عز وجل .
قيل : ومن هو؟
قال : رجل ٌنزلَ به أمرٌ فبات ليلته يُفكِّر فيمن يقصده ، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي )).
9-جاء في كتاب " عيون الأخبار " لابن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى (2/182 ) ما نصه :
(( عندما كان الحجاج يستعرض جنه ، سمع غلاماً يقرأ :{وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ، وإذا بطشتم بطشتم جبارين ، فاتقوا الله وأطيعون }[الشعراء: 129 – 131]
فنظر أليه ، وقال : أرى لسانا فصيحاً ، تقدَّم ياغُلام .
فتقدَّمَ ، فسأله الحجاج : أتحفظ القرآن يا غلام ؟(1/3315)
قال : ماخفت ضياعه حتى أحفظه ، وقد قال الله تعالى : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } . [ الحجر: 9 ]
قال الحجاج : أجمعت القرآن ؟
قال : ما كان مفرَّقاً حتى أجمعه ، فقد جمعه أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه .
قال الحجاج : ويحك! ماذا أقول ؟
قال : قل هل معك من القرآن شيئ، فبهذا جاء الحديث .
فقال الحجاج : أتلُ شيئاً من القرآن .
فقرأ الغلام : إذاجاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجاً .
قال الحجاج : ويحك يا غلام ، يدخلون في دين الله أفواجاً .
قال الغلام : هذا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما في إمارة الحجاج ، يخرجون من دين الله أفواجاً .
قال : يا غلام ، أنت مقتول ، فبماذا تلقى الله ؟
قال الغلام : ألقاه بعملي ، وتلقاه بدمي .
فعفا عنه )).
10- جاء في ترتيب المدارك للقاضي عياض ( 2/477 ) في ترجمة أسد بن الفرات الإمام العلم أحد أصحاب مالك – رحمه الله تعالى – مانصه :
(( لما خرج أسد سوسة ليتوجه منها إلى صقلية ، خرج معه وجوه أهل العلم يشيعونه ، وأمر زيادة أن لا يبقى أحد من رجاله إلا شيعه ، فلما نظر الناس حوله من كل جهة ، وقد صهلت الخيل وضربت الطبول وخفقت البنود ، قال :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، والله يا معشر المسلمين ما ولي لي أب ، ولا جد ، ولا رأى أحد الناس من سلفي ، مثل هذا ، وما بلغت ما ترون إلا بالأقلام ، فاجتهدوا أنفسكم فيها ، وثابروا على تدوين العلم ، تنالوا به الدنيا والآخرة )) .
بصائر
منتقاه من كتاب "صفحات من حياة السابقين"
للعالم المربي الشيخ إبراهيم العلي _رحمه الله_
---
(1/3316)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف حاللكم يا حفاظ ورمضان على الأبواب ؟
---
كيف حاللكم يا حفاظ ورمضان على الأبواب ؟
---
سلسبيل
08-15-2004, 08:06 PM
كيف حالكم يا حفاظ ورمضان على الأبواب ؟
ياحفاظ كتاب الله رمضان على الأبواب لم يبق إلا شهران ويأتي بإذن الله تعالى هذا الضيف العزيز الذي طال انتظارنا له والأيام تمضي سراعا وكل آت قريب هذا الشهر الذي تزيد به الختمات والمسابقة بالخيرات
شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ... فهل راجعتم حفظكم لتقوموا به عن ظهر غيب ؟ إن لم تكونوا راجعتم الحفظ فالبدار ... البدار فلا زال هناك شهران كاملان يمكنكم أن تثبتوا حفظكم ... فلا يتفلت منكم أو يصعب أثناء التراويح والقيام .... فوالله خير ما يقضي به المسلم عمره مع القرآن متعلما ومعلما وداعيا ومطبقا فإنه الطريق القويم وحبل الله المتين والركن الركين في هذا الزمن الأليم .... وكما قال تعالى ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ...) فمن أراد الختمات ومصاحبة الآيات فليعد العدة وليراجع الحفظ فلعله أنسي منه شيئا وإن كان هذا ديدن الحفاظ في كل وقت ومكان فهم دائموا الحل والترحال من فاتحة الكتاب إلى المعوذات ومن المعوذات إلى فاتحة الكتاب ... وهكذا إلى يحين أجلهم ويجزيهم ربهم برحمته الغرفات ويرتقوا في الدرجات
---
(1/3317)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > حل مشكلة بطء الطباعة
---
حل مشكلة بطء الطباعة
---
سامي عبدالعزيز
05-31-2006, 07:01 AM
الطباعة مشكلة يعاني منها عدد كبير من القراء خاصة من يملكون حاسبات قديمة . والمشكلة مرتبطة إلي حد كبير بموديل الطابعة فكل طابعة لها سرعة قصوي لا يمكن تجاوزها.وعادة ما يزداد سعر الطابعة كلما زادت سرعتها
أما بالنسبة للمشكلة فسنقدم بعض الاقتراحات التي قد تحسن سرعة الطباعة :
* كلما زاد حجم الذاكرة الإلكترونية أدي ذلك إلي زيادة سرعة الطباعة خاصة عند طباعة الصور الكبيرة والصور المركبة .
* حاول قدر الإمكان أن تغلق البرامج المفتوحة أثناء عملية الطباعة . فسماع الخطب علي الحاسب الشخصي أو مشاهدة المرئيات تؤدي إلي زيادة البطء عند الطباعة . ويمكن أيضا أن تحاول إغلاق البرامج التي تعمل أوتوماتيكيا عند تشغيل الحاسب مثل برامج مقاومة الفيروسات .
*قم بتنفيذ برنامج Defragmenter
مرة كل أسبوع .
* اختر الخصائص المناسبة عند الطباعة . فعلي سبيل المثال لو كنت تطبع بعض الصفحات من علي شبكة الإنترنت لكي تقرأها فيما بعد فاختر الطباعة الاقتصادية Low Quality
فهذه الخاصية توفر الحبر وتطبع بسرعة أكبر .
---
(1/3318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "وثيابك فطهر"
---
"وثيابك فطهر"
---
جمال حسني الشرباتي
11-07-2004, 11:56 PM
أود من الأخ المشرف
والمتخصص في علم التفسير
أن يجيب على سؤالي التالي
هل تحتمل آية ((وثيابك فطهر))4 المدثر
أن تفسر --أي طهر نفسك من الشرك؟؟؟
---
أحمد البريدي
11-08-2004, 01:14 AM
الثياب يراد بها إما الثياب الحقيقية وهو المعروف والمعنى القريب فيكون التطهير حسي , وإما يراد بها النفس وهو التطهر من الذنوب والمعاصي , وهو المعنى البعيد , وبكلا القولين قال المفسرون , ولا مانع من حمل الآية على كلا الأمرين إذ لا تعارض بينهما . والله أعلم
---
جمال حسني الشرباتي
11-08-2004, 09:09 PM
اعذرني
أنت قلت أن تفسير (((وثيابك فطهر))
أي طهر أعمالك من المعاصي تفسير بعيد
أفلا يكون القول طهر نفسك من الشرك بعيد جدا
أي إحتماله ضئيل
---
أحمد البريدي
11-08-2004, 10:09 PM
المراد بقولي بعيد معناه أي ليس هو المراد باللفظ ابتداءً , وإنما يؤخذ من السياق والقرائن .
وأحب أن أنبه إلى أمر مهم وهو : أنه لا يؤخذ من الأمر بالتطهرأنه متلبس بضد ذلك , هذا أمر وأما إن كنت تريد أن تصل إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقع منه الشرك فنعم إذ هو معصوم من ذلك .
---
جمال حسني الشرباتي
11-08-2004, 11:54 PM
هذا ما كنت أريده وشكرا
---
د. عماد
11-09-2004, 01:33 AM
إضافة إلى ما ذكره الأخ أحمد البريدي حفظه الله أقول:
الطهارة نوعان: طهارة جسم، وطهارة نفس. وحمل عليهما عامة الآيات. وطهارة الثياب- في استعمال العرب- كناية عن طهارة القلب والخلق والعمل.. إنها طهارة الذات، التي تحتويها الثياب، وكل ما يلم بها أو يمسها.. والطهارة هي الحالة المناسبة للتلقي من الملأ الأعلى. كما أنها ألصق شيء بطبيعة هذه الرسالة.(1/3319)
وهي بعد هذا وذلك ضرورية لملابسة الإنذار والتبليغ، ومزاولة الدعوة في وسط التيارات المختلفة، والأهواء المتنازعة، وما يصاحب ذلك ويلابسه من أدران الشرك وشوائبه. وذلك يحتاج من الداعية إلى الطهارة الكاملة كي يملك استنقاذ الملوثين دون أن يتلوث، وملابسة المدنسين من غير أن يتدنس.
وعلى هذا ورد قوله تعالى:( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) (آل عمران:55). أي: مخرجك من جملتهم، ومنزهك أن تفعل فعلهم.
وقوله تعالى:( لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )(الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.
ولهذا كان من الأولى حمل الآية الكريمة:( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) على طهارة النفس من دنس الشرك والفساد، ومما يستقذر من الأفعال، ويستهجن من العادات؛ ولأن الغالب على من طهَّر باطنه ونقاه، عنيَ بتطهير الظاهر وتنقيته، وأبى إلا اجتناب الخبث، وإيثار الطهر في كل شيء.
والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان طاهرًا في ظاهره وباطنه من قبل النبوة. فقد عافت نفسه بفطرتها السليمة ذلك الانحراف في المعتقدات، وذلك الدنس في الأخلاق والعادات؛ ولكن هذا التوجيه الرباني له:( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) بعد توجيهه بتكبير ربه وحده:( وَرَبِّكَ فَكَبِّرْ )، كان الغرض منه تهيئته عليه الصلاة والسلام؛ لأن يقوم بأعباء الرسالة، وتبعاتها الجسام، دون هوادة، وأن يتحرَّز من ذلك الدنس الذي لوَّث نفوس القوم، وعاداتهم ومعتقداتهم.
ويدل على ما ذكرنا قوله تعالى عقب الآية السابقة:( وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ ). فهي دعوة من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يهجر الأوثان، التي كنَّى عنها بالرجز، مع أنه صلى الله عليه وسلم كان هاجرًا للأوثان قبل أن يبعث نبيًًّا.. والله تعالى أعلم بمراده!
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
---(1/3320)
جمال حسني الشرباتي
11-09-2004, 05:00 AM
دكتور عماد
السلام عليكم
أليس قولك من النوع المغالي في البعد عن التفسير بمقتضيات اللغة وقريب جدا من التفسير الباطني أو الإشاري
أنا متأسف لكن هذا مثال لما قلت أنت ولم أجد غيرك قاله((وقوله تعالى:( لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )(الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك. ))
---
د. عماد
11-09-2004, 08:45 PM
أخي الكريم جمال!
لا داعي لتأسفك، ولا مبرر له؛ لأنك لو اطلعت على ما قيل في تفسير الآية في كتب اللغة والتفسير، لما قلت الذي قلته.. وليتك تعلم أن ما ذكرته من تفسير إنما هو مأخوذ من قول الراغب الأصفهاني، ومن قول ابن كثير، والزمخشري، والسيد قطب، وكلهم من كبار علماء اللغة والتفسير.
ومما جاء في لسان العرب قول ابن منظور: والتطهر: التنزه والكف عن الإثم. ورجل طاهر الثياب. أي: منزه. ومنه قول الله عز وجل في ذكر قوم لوط وقولهم في مؤمني قوم لوط:( إنهم أناس يتطهرون ). أي: يتنزهون عن إتيان الذكور. وقيل: يتنزهون عن أدبار الرجال والنساء. قاله قوم لوط تهكمًا. والتطهر: التنزه عما لا يحل. وهم قوم يتطهرون. أي: يتنزهون من الأدناس.. وفي الحديث:( السواك مطهرة للفم ). ورجل طهر الخلق وطاهره، والأنثى طاهرة، وإنه لطاهر الثياب. أي: ليس بذي دنس في الأخلاق. ويقال: فلان طاهر الثياب: إذا لم يكن دنس الأخلاق. قال امرؤ القيس:
ثياب بني عوف طهارى نقية
وقوله تعالى:( وثيابك فطهر ) معناه: وقلبك فطهر. وعليه قول عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ـــ ليس الكريم على القنا بمحرم(1/3321)
أي: قلبه. وقيل: معنى( وثيابك فطهر ). أي: نفسك. وقيل: معناه لا تكن غادرًا فتدنس ثيابك؛ فإن الغادر دنس الثياب. قال ابن سيده: ويقال للغادر: دنس الثياب- وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما- وقيل: معناه: وثيابك فقصر؛ فإن تقصير الثياب طهر؛ لأن الثوب إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن تصيبه نجاسة، وقصره يبعده من النجاسة. والتوبة التي تكون بإقامة الحد كالرجم وغيره طهور للمذنب. وقيل: معنى قوله: وثيابك فطهر: يقول عملك فأصلح. وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله عز وجل:( وثيابك فطهر ) يقول: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على فجور وكفر، وأنشد قول غيلان:
إني بحمد الله لا ثوب غادر ــــ لبست ولا من خزية أتقنع
ـــــــــــــــــــــــــ
وفي تفسير البيضاوي:( لا يمسه إلا المطهرون ): لا يطلع على اللوح إلا المطهرون من الكدورات الجسمانية، وهم الملائكة. أو لا يمس القرآن إلا المطهرون من الأحداث، فيكون نفيًا بمعنى النهي. أو لا يطلبه إلا المطهرون من الكفر.
فعلى المعنى الأول والثاني تكون( لا ) ناهية؛ كما في قوله تعالى:( لا يحطمنكم سليمان وجنوده ).. وعلى المعنى الثالث تكون( لا ) نافية.
وفي تفسير القرطبي: قال قتادة وغيره:( لا يمسه إلا المطهرون ) من الأحداث والأنجاس. وقال الكلبي: من الشرك. وقال الربيع بن أنس: من الذنوب والخطايا. وقيل: معنى( لا يمسه ): لا يقرؤه إلا المطهرون. إلا الموحدون. قاله محمد بن فضيل. وقال عكرمة: كان ابن عباس ينهى أن يُمَكَّن أحد من اليهود والنصارى من قراءة القرآن.
وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه وبركته إلا المطهرون. أي: المؤمنون بالقرآن. وقال ابن العربي: وهو اختيار البخاري. وقال الحسين بن الفضل: لا يعرف تفسيره وتأويله إلا من طهره الله من الشرك والنفاق.
---
جمال حسني الشرباتي
11-09-2004, 10:04 PM
دكتور عماد
ماذكرته أنت فيه خير كبير(1/3322)
وأنا يا دكتور عماد مطلع والحمد لله على تفاسير كثيرة----ولكن هذه العبارة بالذات لم أطلع عليها((وقوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )(الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك. ))
وأنت يا أخي تشعرني في سياق كلامك أنها لك
فهلا أسندتها لقائلها؟؟
فأنا والله لم أجد بين من فسر الآية تفسيرا قريبا منها
والله أعلم
---
د. عماد
11-09-2004, 11:24 PM
إخي جمال
ارجع إلى ما قاله الراغب الأصفهاني في تفسير الآية، وضم إليه ما نقلته لك عن القرطبي والبيضاوي، لعلك تجد الجواب. فأنا لم آت بشيء من عندي.. أتمنى لك كل خير، وأسأل الله تعالى لنا جميعًا الهداية والتوفيق إلى ما يحب ويرضى. ولك الشكر.
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
---
جمال حسني الشرباتي
11-10-2004, 04:52 AM
أخي دكتور عماد
في جميع مانقله القرطبي أو ماقال به هو لم أجد قولا أبعد من القول الذي نسبته إلى الأصفهاني
هذا القول((((وقوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ )(الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك. ))
فلقد فسرها على أنها إخبار ولا غضاضة في ذلك فالبعض قال أنها إخبار وأن الملائكة هم المطهرون على أساس أن الضمير راحع إلى اللوح المحفوظ
وهو يرجع في تفسيره الضمير إلى المصحف لا إلى اللوح المحفوظ لقوله((طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك. ))ولا مشكلة عندي في ذلك
أما تفسير المس---بأنه بلوغ حقائق المعرفة فهو تفسير أستغربه ولا أميل إليه بعقلي القاصر
فهل أنت ترجحه؟؟
واعذرني أخي فأنت ذو فضل ومثلي لا يناقش مثلك
والسلام
((هل يدلني أحد على تفسير الأصفهاني على الشبكة فأكون له من الشاكرين))
---
د. عماد
11-10-2004, 06:47 PM
أخي جمال(1/3323)
الراغب الصفهاني له كتاب( المفردات في غريب القرآن )، وهو أشهر من علم؛ بل هو علم يعرفه كل من يتعاطى علم التفسير. ولهذا لم أذكر الكتاب، واكتفيت بذكر صاحبه.
وقول الراغب في تفسير الآية هو الآتي:( أي: إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ). هذا نص ما قاله بالحرف.
وما الفرق بين قول الراغب هذا، وبين ما نقله الفرطبي عن االحسين بن الفضل من قوله:( لا يعرف تفسيره، وتأويله إلا من طهره الله من الشرك والنفاق ). وما نقله عن الكلبي من قوله:( لا يمسه إلا المطهرون من الشرك )؟
فهلا بينت لنا الفرق بين هذه الأقوال الثلاثة، جزاك الله خيرًا؟
أما لفظ المس فقد اختلف في معنى( لا يمسه ) هل هو حقيقة في المس بالجارحة، أو هو معنى؟ كما اختلف في ( المطهرون ) من هم؟ وهذه بعض الأقوال التي ذكرها القرطبي مع الأقوال السابقة:
قال محمد بن فضيل وعبدة: معنى( لا يمسه ): لا يقرؤه إلا الموحدون. وقال عكرمة: كان ابن عباس ينهى أن يمكن أحد من اليهود والنصارى من قراءة القرآن.
وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه وبركته إلا المطهرون. أي: المؤمنون بالقرآن. قال ابن العربي: وهو اختيار البخاري.
وقال أبو بكر الوراق: لا يوفق للعمل به إلا السعداء.
وبعد فهذا بعض ما ذكر في تفسير الآية الكريمة.. ولك الحق كله في أن تختار منه ما تشاء، و فقك الله.
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
---
جمال حسني الشرباتي
11-11-2004, 01:10 PM
أشكرك دكتور عماد
لقد أجدت في إجابتك
وأثبت لي أن هناك من صرف المس عن معناه الحقيقي
وأنا شخصيا أميل إلى أن المس هو المس
---
(1/3324)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل كتاب فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور للسندي
---
للتحميل كتاب فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور للسندي
---
مسك
10-26-2004, 01:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعد هذا الكتاب رداً على أحد الفقهاء في مسألة وضع الأيدي في الصلاة وانها تكون على الصدور وذكر الأدلة على أن الأيدي توضع على الصدر في الصلاة لا تحت السرة
لتحميل الكتاب أضغط هنا (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31605)
---
(1/3325)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبحث عن مصادر ومواقع وكتب للرد على الملحدين واللادينيين وكل ما يتعلق بهم
---
أبحث عن مصادر ومواقع وكتب للرد على الملحدين واللادينيين وكل ما يتعلق بهم
---
الجندى
09-02-2004, 08:25 AM
أبحث يا اخوانى عن مصادر ومواقع وكتب للرد على الملحدين واللادينيين وكل ما يتعلق بهم من نشأتهم وافكارهم والتعريف بهم وغيرها .. فهل من احد يعلم كيف اصل الى هذه المصادر ؟؟؟
والله المستعان
---
محمد رشيد
09-06-2004, 06:04 PM
http://www.altwhed.com/vb/
هذا الموقع أنشئ خصيصا لذلك و هو جيد ، و أخوك محمد رشيد عضو عليه
---
الجندى
09-08-2004, 10:52 PM
بارك الله فيك اخى محمد .. انا اعرف المنتدى جيداً فاخوك مشرف فيه .. ومطلبى للمواد فى الاساس لهذا المنتدى وللموقع الملحق به .. ونحن نجمع المواد للموقع والاخوة للمنتدى الان .. فلايزال المنتدى فى طور الانشاء .
وأطمع فى الاخوة هنا لمساعدتى فى المصادر للموقع .. والاخوة للمنتدى وخصوصا لقسم الحوار حول الاسلام .
والله المستعان
---
(1/3326)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تتبعت الآيات التي فيها كلمة ( أصحاب النار ) فوجدتها تعني المخلدين فيها فقط
---
تتبعت الآيات التي فيها كلمة ( أصحاب النار ) فوجدتها تعني المخلدين فيها فقط
---
أخوكم
03-16-2004, 07:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية لفت نظري حديث رواه مسلم وهذا نصه :
( .. وأما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ، ولكن ناسا .... الخ ) رواه مسلم
فكأني لمحتُ إشارة بأن كلمة ( أصحاب النار ) الموجودة بالقرآن ستعني الملازمين لها على الدوام ، _ نسأل الله أن يحرم أجسادنا على النار _
فأخذت المعجم المفهرس لألفاظ القرآن وتتبعت جميع الآيات التي فيها ( أصحاب النار ) فوجدتها تعني المخلدين فيها
فتفضلوا هذه الآيات :
وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {39}
بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {81}
وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {217}
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {257}
البقرة
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {116}
آل عمران
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {10}
النساء(1/3327)
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {86}
المائدة
} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلََئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {36}
الأنعام
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {44} الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ {45}
وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ {50}
الأعراف
يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
التوبة
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ {5}
الرعد
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {51}
الحج
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6}
فاطر
وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ {8}
الزمر
وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ {6}(1/3328)
تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ {42} لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ {43}
غافر
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {19}
الحديد
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {10}
التغابن
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {6} إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ {7} تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8} قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ {9} وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ {10} فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ {11} إ
الملك
والآن مع الآيات التي لم تكن واضحة تماما لي ويحتمل لفظها الكفر وما دونه والآيات التي قد يبنى عليها الكفر إن صحت قاعدة أن جملة ( أصحاب النار ) تعني المخلدين فيها دون غيرهم :
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ {119}
الربا ... وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {275}
} إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ {29}(1/3329)
وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {27}
} أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {14} أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {15} اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ {16} لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {17} يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ {18} اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ {19} إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ {20}
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ {20}
فما رأي إخواني في المنتدى بارك الله فيهم ؟
---
ناصر الماجد
03-21-2004, 06:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وبعد:(1/3330)
أخي الكريم أشكرك على مشاركتك، وأود أن أعلق على الآيات التي ذكرت أنك لم تجزم فيها، فالذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن كل ما ذكرته من آيات لا يخرج عما قررته في أول كلامك غير قوله تعالى في سورة البقرة في شأن الربا(( وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) وقوله تعالى في شأن القتل : (( إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ)) فهاتان الآيتان، لا تندرجان ضمن ما قررته.
أما الآية الأولى فقد وردت في شأن الربا وتحريمه، وفي سياق تقرير حرمته وبيان شبهة المحلين له، ومن المعلوم أن الربا من كبائر الذنوب، وأن مرتكبه والعائد إليه ممن ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب.
وأما الآية الثانية فقد وردت في شأن قتل النفس المعصومة ظلما وبغيا، وهو أيضا من كبائر الذنوب ، ومما تقرر عند أهل السنة والجماعة أن كبائر الذنوب كالربا والقتل مما لا يخلد أصحابها في النار حتى إن دخلوها، إلا أن يقال: إن الآيتين وردتا في المستحل لهذا الفعل، فإن صح هذا ـ وظاهرالآيات على خلافه ـ فلا إشكال بل تعود الآيتان إلى القاعدة الأساس
أما سائر ما ذكرته من آيات فهي واردة في أهل النار المخلدين فيها كما قررت ذلك.
وأود هنا أن أشير إلى فائدة لها تعلق بما ذكرته وهي أن كل خلود في النار جاء مؤكدا بلفظ أبدا فهو يدل على التأبيد أي أن من ذكر فيها هم من أهل النار الذي لا يخرجون منها أبدا كقوله تعالى: إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا )) وإذا استعرضت آيات القرآن الكريم تجد أن هذه القاعدة لا تنخرم بحمد لله، والله أعلم.
---
أحمد البريدي
03-21-2004, 09:57 PM
الله سبحانه وتعالى ذكر التأبيد في ثلاث آيات من القرآن في سورة النساء وفي سورة الأحزاب وفي سورة الجن .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-21-2004, 11:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3331)
تتمة لما ذكره أخي الشيخ ناصر الماجد أقول : إنه لم يرد تقييد الخلود في النار بالتأبيد إلا في ثلاثة مواضع ، وكلها في شأن الكفار :
الأول : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) (النساء:168-169)
الثاني : (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:64-65)
الثالث : ( إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) (الجن:23)
وقد جاء ذكر أصحاب النار والمراد بهم الملائكة في قوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ...)(المدثر: من الآية31) قال ابن كثير في تفسيره : ( يقول تعالى ( وما جعلنا أصحاب النار ) أي خزانها ( إلا ملائكة ) أي زبانية غلاظا شدادا ؛ وذلك رد على مشركي قريش حين ذكروا عدد الخزنة فقال أبو جهل : يا معشر قريش أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم فقال الله تعالى ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) أي شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون ) .
وهذا هو الموضع الوحيد الذي خالف عرف القرآن في إطلاق هذا اللفظ ؛ جاء في كتاب البرهان في علوم القرآن :
( وكل ما فى القرآن من أصحاب النار فهم اهل النار إلا قوله ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة )؛ فإنه يريد خزنتها .) .(1/3332)
وأما آيتا البقرة في وعيد آكلي الربا ، والمائدة في قصة ابني آدم فتحتاج إلى تفصيل أكثر ، وقد علق صاحب المنار على آية البقرة بكلام يفهم منه أنها على ظاهرها ، وأنها تفيد الخلود في النار . وكلامه فيه نظر - مع أن له وجهة نظر لها قيمتها وحظها من النظر - .
ومن أسلم التوجيهات لآية البقرة في شأن الربا ما ذكره البيضاوي بقوله : ( ( ومن عاد ) إلى تحليل الربا إذ الكلام فيه ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) لأنهم كفروا به )
فالضمير في عاد راجع إلى التحليل المذكور في قوله : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا)(البقرة: من الآية275) .
ومن أقوال المفسرين في توجيه الآية قول الشوكاني : ( ( ومن عاد ) إلى أكل الربا والمعاملة به ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) والإشارة إلى من عاد ...
وقيل إن معنى من عاد هو أن يعود إلى القول ( إنما البيع مثل الربا ) وأنه يكفر بذلك فيستحق الخلود وعلى التقدير الأول يكون الخلود مستعارا على معنى المبالغة كما تقول العرب ملك خالد أي طويل البقاء والمصير إلى هذا التأويل واجب للأحاديث المتواترة القاضية بخروج الموحدين من النار ) .
وقال السعدي في توجيهها : ( في هذا أن الربا موجب لدخول النار والخلود فيها وذلك لشناعته ما لم يمنع من الخلود مانع الإيمان .
وهذا من جملة الأحكام التي تتوقف على وجود شرطها وانتفاء موانعها وليس فيها حجة للخوارج كغيرها من آيات الوعيد ؛ فالواجب أن تصدق جميع نصوص الكتاب والسنة فيؤمن العبد بما تواترت به النصوص من خروج من في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من الإيمان من النار ومن استحقاق هذه الموبقات لدخول النار إن لم يتب منها ) .
---
أخوكم
03-24-2004, 02:55 PM
جزاكم الله كل خير على هذه الفوائد المتتالية والمرتبطة بعضها ببعض كارتباط عقد اللؤلؤ(1/3333)
ولعلي أختار عبارة الأخ الفاضل ناصر الماجد لتكون كخلاصة تهمني :
( ..فلا إشكال بل تعود الآيتان إلى القاعدة الأساس ..أما سائر ما ذكرته من آيات فهي واردة في أهل النار المخلدين فيها كما قررت ذلك...وأود هنا أن أشير إلى فائدة لها تعلق بما ذكرته وهي أن كل خلود في النار جاء مؤكدا بلفظ أبدا فهو يدل على التأبيد ..)
وأكرر شكري للأخ ناصر الماجد والأخ أحمد البريدي والأخ أبومجاهدالعبيدي على معلوماتهم القيمة ، وليس هذا بغريب على مشرفين في منتدى علمي
; )
---
(1/3334)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صفوة الأمة بعد الأنبياء 46
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 46
---
د. محمد مشرح
04-02-2006, 11:45 PM
الحلقة السادسة والأربعون
تقديم ما يحب الله ورسوله
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب وقال ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله e التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق به وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله e قال عمر فإنها كانت تزفر [1]لنا القرب يوم أحد[2] فقد نظر إلى أسبقيتها وعملها للإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تميله العاطفة؛ عاطفة القرابة ؛ قربها من النبي صلى الله عليه وسلم كونها ابنة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهما ، و قربها منه كونها زوجته ؛ وهي قاعدة منطلقة من نصوص القرآن بتقديم الأسبق مثل قول الله تعالى { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}[3]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) [4]
وقوله (وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ... ) [5](1/3335)
والحديث ورد ضمن قصة حاطب على النحو التالي : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال أخبرني حسن بن محمد قال أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول بعثني رسول الله e أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله e فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله e فقال رسول الله e يا حاطب ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله e لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم }[6](1/3336)
وهذا مبدأ راسخ في المنهج الإسلامي ، ومستقر في الفطرة ؛ في إعطاء أهل السابقة حقهم .وثمة مبدأ آخر مهم مأخوذ من ميزة البدريين بمراعاة جانب الضعف البشري ؛ فلن يسلم منه أحد ؛ وهذا يقي من تقديس الأشخاص إلى درجة العصمة ، فينتج عنه مزلق خطير ؛ لغرابة خطأ يبدر منه ممن يعتقد عصمته فينسف كل شيء من مزاياه ، وقد أوقع هذا المزلق فئاما من الناس فحرفهم عن النهج القويم وخبطوا خبط عشواء ، وعصفوا بكل ميزة للشخص ؛ بل قد يخرجونه عن دائرة الإسلام ... والموازنة بين إيجابيات المرء وسلبياته قاعدة نيرة في التعامل مع الناس على أساس أنهم غير معصومين ، وأنه يمكن وقوعهم في الخطأ ، الذي ينتج عن فهم خاطئ ، أو ضعف يعتري النفس بسبب من الأسباب ... ومغالبة العاطفة مشقة لا يغالبها كل أحد إلا من أعين من الله تعالى ، ووفق إلى قوة إيمان لا تنهزم أمام العاطفة . فإنها تصبح يسيرة وسهلة بالمجاهدة ، والصبر والمصابرة ،؛ لقد كان أمير المؤمنين أبو حفص من هذا النوع من الناس لا يقدم على مراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مراد أحد .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - تزفر : تخيط . أنظر البخار ري 3/ 1056 .
[2] - البخاري 4/ 1494 . رقم 3843 .
[3] - سورة التوبة
[4] - البخاري 3/ 1343 ، 3470 .
[5] - المرجع السابق 3/ 1095 ، 2845 .
[6] - المرجع نفسه
---
(1/3337)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كتاب الرد على أصناف النصارى لعلي بن ربن الطبري(248هـ)
---
كتاب الرد على أصناف النصارى لعلي بن ربن الطبري(248هـ)
---
سمير القدوري
01-03-2006, 02:41 AM
أما بعد فهذه أوراق من كتاب الرد على أصناف النصارى لعلي بن ربن الطبري المهتدي للإسلام مؤلف كتاب فردوس الحكمة في الطب وكتاب الدين والدولة في إثبات نبوة خير البشر صلى الله عليه وسلم.
وكان الكتاب قد اكتشف سنة 1934 بخزانة شهيد علي بتركيا على يد الراهب بويج وكتب عنه مقالا في مجلة der islam الألمانية. ثم قام كل من كوتشه وخليفة بنشر تلك النسخة المبثورة منه في مجلةmelanges de l'université de st JOSEPH ببيروت سنة 1959م.
وما أنشره هنا من نص قد صححت أغلاط الناسخ الكثيرة التي شابته. ولم يتيسر لي نقل النص المنشور برمته.
وسيرى القارئ النقد الخطير الذي وجهه المؤلف لنص الأمانة التي دون فيه النصارى عقيدة التثليث. وقد ّّّّأثر الكتاب بشكل كبير على الحسن بن أيوب وعلى يحيى وعلى غيره من الكتاب المسلمين.
وإليكم نص الكتاب:
---------.
الرد على أصناف النصارى
لعلي بن ربن الطبري
بسم الله الرحمن الرحيم و ما توفيقي إلا بالله.
قال الفقير إلى الله الراجي عفوه و مغفرته (علي بن ربن المهتدي)(1/3338)
الحمد لله رب العالمين, وصلواته على أنبيائه أجمعين, و آلهم الطيبين الطاهرين, و ذريتهم تترا إلى يوم الدين, وهو حسبي (ونعم الوكيل) أما بعد فإن من شأن كل ذي دين أن يفضل دينه[و لا] يحب دينا غيره. ولا سبيل إلى معرفة الأفضل من الأرذل إلا باختبار, ولا يكون الاختبار إلا بالعقل, و لولا العقل لما عرف أن لنا صانع , وأنه إله واحد فرد صمد قديم أزلي, وأنه غلوب وهوب. و من لم يستعمل العقل جهل, ومن جهل فقد ضل, ومن ضل فقد كفر. ولقد دعاني القديم من ذلك إلى أن ألفت كتابي هذا للتنصل من دين النصرانية, و الإعذار و النصيحة للنصارى كافة, ولئلا يقول قائل منهم أو من غيرهم أني إنما تركت دين النصرانية, الذي كنت عليه من أول عمري إلى أن بلغت من العمر سبعين سنة, ورغبت في دين الإسلام الحنيفي, كي أبيع دنيا بدين أو سرورا بغرور. بل ما توخيت فيما ألفت من كتابي هذا إلا القربى إلى الله عز وجل, و الإعذار و الإنذار إلى كافة النصارى, و رجوت أن يكون ذلك على طريق النصيحة لهم, وإن كنت لا أشك أنهم يردون وجوههم عنه و آذانهم, وينقلبون ولا يقبلون, وأفوز بأجر الناصح (7) المأجور, ويبوء من تأبى وذمني, بإثم المعاتب الموزور, وما ذلك بمانع أهل الشفقة و المحبة من تأدية الحق وإبداء العذر, وأن الرجل ربما دعته الشفقة والرأفة على ولده أن يسقه الأدوية المرة الكريهة المنتنة بل ربما اعتراه في جسده داء فقطع عضوا من أعضائه مخافة أن يسري في جسده كله فيهلكه, وما أيسر هلاك البدن, وهو الغم العاجل, وأما هلاك النفس فهو خسران الأجل كما قال المسيح عليه السلام لتلامذته( لا تخافوا قلة الأبدان بل اتقوا قلة الأنفس المكذبة المضلة)(1/3339)
و ليس قصدي, فيما أتيت به وأثبته في كتابي هذا, رد على المسيح عليه السلام ولا على أهل حقه بل على من خالف المسيح و الأناجيل و حرف الكلمات من صنوف النصارى. و لن يتصفح كتابي هذا مسلم إلا ازداد سرورا بالإسلام, ولن يقرأه نصراني إلا وقع بين أمرين عظيمين. إما مفارقة دينه, ومعاتبة سره, وإما الإعتاب على ما هو عليه, و الشك فيه ما تبقى من عمره لما يتضح عنده من حجة العقل و صحة النقل إن شاء الله تعالى. وأنا ذاكر أولا دين الإسلام, ثم أسأل النصارى عن سبع مسائل سميتها المسكتات العواذل لأنها تسكت المسؤول المنصف و تبكته, و لأن النصارى إن وافقوني عليها خرجوا من دينهم الذي يدينون به, وإن خالفوني خالفوا التوراة والإنجيل. ثم أتبع هذه المسائل مسائل أخر تقوية للسبع الأول, وأذكر بعد ذلك سبعة أوجه من التناقض التي وجدتها في شريعة إيمانهم. ثم أذكر أصناف النصارى وما يلزم كل صنف من الحجة في مذهبه, وأشرح ما معنى الأبوة والبنوة و الحلول, بوجه من البراهين لا مخرج لهم منها ولا محيد عنها, وأفسر بعون الله تعالى الكلمات التي تأولوها بخلاف معانيها(في الإنجيل) , وأذكر التحريف و الفساد الموجود فيها . فأنا أثبت جميع ما احتجوا به من كتبهم بالسريانية بعينها لئلا يشعر شاعر أو يحتج معاند إن شاء الله تعالى.(1/3340)
و الإسلام هو الإيمان بالله الحي الذي لا يموت الواحد الفرد الملك القدوس الجواد العدل, إله إبراهيم و إسماعيل و يعقوب و عيسى’ وسائر النبيين, و إله الخلق أجمعين, الذي لا ابتداء له ولا أنداد ولا أولاد ولا أتراب ولا أنساب , وأنه خالق الأشياء كلها, لا من شيء ولا على حد, ولا مثال بل كيف شاء, وبأنه قال لها كوني فكانت على قدر واحد, وهو القدير الرؤوف الوهوب الذي لا يظلم مثقال ذرة, ولا يشبهه شيء في الأرض ولا في السماء, وهو الغالب الذي لا يغلب, والجواد الذي لا يبخل, و العالم الذي لا يجهل. لا يفوته ظلم ظالم, ولا تخفى عليه خافية, يعلم ما يلج في الأرض, وما يخرج (8) منها وما ينزل من السماء, وما يعرج فيها وكل له قانتون, وأن محمدا صلى الله عليه وسلم نبيه ورسوله, وكذلك موسى, وعيسى صلوات الله عليهم أجمعين, و سائر الأنبياء لا نفرق بين أحد من رسله, و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور. وأن الأبرار لفي نعيم و أن الفجار لفي جحيم. فهذه شريعة أهل الإسلام و دينهم.
[ المسائل السبع المسكتات]:(1/3341)
و أول المسائل المسكتات: أنا نسأل النصارى عن هذا التوحيد الذي شرحته, والإيمان الذي وصفته هل هو حق أم باطل؟ فإن قالوا حق, فالذي هم عليه باطل لأنهم يؤمنون بثلاثة آلهة, بل أربعة, وهم الاب والابن و الروح القدس, و إنسان أزلي وهو يسوع المسيح. و حقيقة ذلك في شريعة إيمانهم التي أنا مفضح لها و مبدي سرها, و أنها تنطق بأن يسوع المسيح مخلوق وليس بخالق كما يقولون, فإن قالوا أن ما شرحت في التوحيد باطل, كفروا بما جاء به موسى و عيسى و سائر الأنبياء عليهم السلام, وكلهم موحد مخلص.قال الله تعالى لموسى عليه السلام في التوراة- وكل النصارى يشهدون بها- (إنني أنا الله" أهيا أسر أهيا" إله إبراهيم و إله إسحاق و إله يعقوب هذا اسمي إلى الأبد, وهذا ذكري إلى دهر الداهرين) و قال في السفر الثاني ( أنا الرب إلاهك فلا تعبد إلاها غيري, ولا تسجد له, ولا تشبه بي شيئا مما في السماء ولا مما في الأرض ول مما تحت الماء ) .(1/3342)
وقد كان يسوع المسيح – صلوات الله عليه- في الأرض, فمن قال إنه الله, فقد عصى الله. و قال لموسى عليه السلام – في تسبيح- له (أنا الله-عز وجل- واعلموا أني أنا وحدي وأني أنا أميت وأحيي وأنا أسقم وأنا أشفي ولا ينجو مني ناج ) . وافتتح متى الإنجيل الأول فقال ( كتاب مولود يسوع المسيح ابن إبراهيم ) وهذا إقرار بأن الله قديم لا يتولد, فإن المتولد محدث, وليس الله محدثا بل هو محدث كل حادث. و قال متى تلميذ المسيح في الفصل الرابع من إنجيله أن ( رجلا قال للمسيح أيها الحبر. فقال المسيح مجيبا له لم سميتني حبرا ليس الحبر إلا اله وحده) وقال يوحنا في الفصل السادس(9) عشر من إنجيله( أن المسيح رفع بصره إلى السماء وتضرع إلى الله وقال إن الحياة الدائمة, يجب للناس أن يعلموا أنك أنت الله الواحد الحق وأنك أنت أرسلت يسوع المسيح ) . فهذا هو التوحيد المحض المصرح, و الاعتراف بأنه مبعوث, وهذا إيمان المسيح وجميع الأنبياء عليهم السلام( لا ما افتراه ضلال النصارى ) اغترارا شديدا و جرأة على الله المجيد. فإن قال قائل منهم "إن المسيح وإن كان وحد واعترف أنه مبعوث كما في الإنجيل فقد اعترف في غير موضع أنه الأزلي الخالق", فقد شنع على المسيح أقبح التشنيع ونسبه إلى التناقض باعترافه مرة بأن الله واحد وأنه مبعوث, وادعاؤه بعد ذلك أنه خالق أزلي. والمسيح برئ من ذلك, ومن نسبه إلى ما يليق بالعقل. لأن الإنجيل نطق أنه قال( إني لم أجئ أعمل لمشيئتي بل لمشيئة من أرسلني) وقال متى تلميذ المسيح في إنجيله(أن الشيطان دعا المسيح أن يسجد له وأراه ممالك الدنيا و زبررجدها وزخرفها ثم قال اسجد لي لأجعل هذا كله لك فقال المسيح عليه السلام إنه مكتوب ألا تعبد إلا الرب إلاهك ولا تسجد لشيء سواه) .(1/3343)
المسألة الثانية من المسكتات: أنا نسألهم عن ما وصف به المسيح نفسه هل يكون محقا في بعض و مبطلا في بعض؟ فإن قالوا "إنه محق في بعض ذلك, ومبطلا في بعضه" كفروا به و كذبوا بأخباره, وإن قالوا إنه محق في جميع ذلك, فقد أقروا بأنه مبعوث, وأنه مربوب, وأن الله واحد فرد كما قدمت وبينت من قوله, وهذا خلاف لما في شريعة إيمانهم التي تقول " إنه إله حق من إله حق" فمن قال في المسيح بمثل ما قال في نفسه فهو المؤمن به, ومن قال فيه بخلاف ما وصف به نفسه فهو المخالف المغرور, لأن المسيح قال عن نفسه[في] ما حكاه عنه يوحنا في آخر إنجيله(ها أنا ذاهب إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) , وقال[متى] في الفصل الرابع من إنجيله أن المسيح قال لتلامذته(من قبلكم وآواكم فقد قبلني , ومن قبلني فإنما يقبل من أرسلني, ومن يقبل نبيا باسم نبي فإنما يفوز بأجر من قبل النبي) وقال يوحنا التلميذ في الفصل الخامس من إنجيله (إنني لم أجئ أعمل لمشيئة نفسي بل لمشيئة(10) من أرسلني, ومشيئته أن لا أضيع شيئا مما وهبه لي) فهذا الإقرار بأنه موهوب مبعوث و ليس بجحود.
الثالثة من المسكتات: أنا نسألهم عن الأزلي الخالق هل يتغير عن حال قدمه و جوهريته و تحاف عليه الأمراض والموت أم لا؟
فإن قالوا إنه يتغير أو يموت, فقد مات إيمانهم, وكان قائل هذا القول كمن شبه الله تعالى بالأنعام, وكمن شبه المسيح بالكلاب والخنازير, وكمن شبه إشعياء النبي بالحمر والبقر في قوله في كتابه( عرف الثور من اقتناه, والحمار مربط ربه, ولم يعرف بنوا إسرائيل قدر ذلك) .(1/3344)
وإن قالوا" إن الأزلي الخالق لا يتغير ولا يموت" خالفوا شريعة إيمانهم, ومن خالفها كان عندهم كافرا بها, فإنها تقول"إن يسوع المسيح خالق غير مخلوق, وأنه إله حق من إله حق من جوهر أبيه, وأنه قتل وصلب و أولم" فإلههم إذا قد تغير ومات, وأنا موضح فساد هذه الشريعة و تناقضها, وأنها [لا] تثبت للحق بل تنتثر انتثارا , وإذا صح فسادها فسد الإيمان, ومن أقام على إيمان فاسد أقام على غرر عظيم.
الرابعة من المسائل المسكتات:(1/3345)
أنا نسألهم عن هذه الشريعة - التي لا اختلاف بين جماهيرهم فيها, ولا يتم لهم قربان إلا بها- هل هي حق من أولها إلى آخرها, أو باطل كلها أو بعضها حق وبعضها باطل؟ فإن قالوا" بعضها حق و بعضها باطل", أبطلوا بعض الإيمان وكفروا به, وفي بطلان بعضه فساد كله, وإن قالوا هي حق من أولها إلى آخرها, فمفتتح[تلك الشريعة] يقول " إنما نؤمن بالله الواحد الاب مالك كل شيء, وصانع كل ما يرى, وما لا يرى", فإن كان ذلك صحيحا فالمسيح إذا مخلوق مبعوث, لأنه لا يخلو أن يكون من الأشياء التي ترى أو من الأشياء التي لا ترى, فمن أيها كان فهو مخلوق, والله خالقه لقول شريعة الإيمان" إن الله خالق من يرى ومن لا يرى", وإن احتج محتج و قال"إن في آخر الشريعة بعينها ما يشهد لهم بأن المسيح هو أيضا إله حق من إله حق, وأنه خالق كل شيء" كان الجواب فيه, إن كان آخر شريعتهم موافقا لأولها فالأمر كما قلناه, وإن كان آخرها مخالفا لأولها فالشريعة إذا فاسدة متناقضة, وإذا فسدت الشريعة فسد الإيمان بها, وضل المؤمنون بها, ولا أعلم من الهثهاث و الهث شيئا أشنع من أمة تقوم بين يدي إلهها فترفع أصواتها فتقول" نؤمن بأنك أنت الله الواحد وأنك خالق كل ما نرى وما لا نرى" ثم يقولون" نعم يا رب و نؤمن بإله آخر هو خالق الأشياء كلها مثلك" ولو خاطب رجل بمثل هذا الخطاب سيدا أو سلطانا لكان ذلك سخفا منه(11) واستخفافا بقدرته فكيف بمن يخاطب بمثل هذا القول الخلاق العليم تعالى الله عن مثل هذا القول.
الخامسة من المسائل المسكتات:(1/3346)
أنا نسألهم عن المسيح هل هو الخالق الأزلي كما في شريعة إيمانهم أم هو إنسان مصطفى كما في شريعة إيماننا أم هو إله و إنسان كما قالت طوائف منهم؟ فإن قالوا هو إنسان مخلوق مبعوث, وافقوا المسلمين في شريعة إيمانهم, وإن قالوا بل هو إله خالق أزلي, خالفوا الإنجيلات و غيرها من الكتب, وكفروا بها. فقد قال متى في الفصل الثامن من إنجيله- يستشهد بنبوءة إشعياء-(بشأن) المسيح –عليه السلام- حين قال عن الله عز وجل (هذا عبدي الذي اصطفيته و حبيبي الذي ارتاحت له نفسي ها أنا ذا واضع روحي عليه و يدعو الأمم إلى الحق) وهذا تصريح بحجة و إشعياء نبي وليس بمتهم, والمحتج بنبوته الإنجيل. فالعبد لا يكون إلاها والإله لا يكون عبدا كما وسمتموه, فتدبروا ذلك أيها النصارى. وقد قال مارقس التلميذ في إنجيله إن المسيح قال وهو على الخشبة(يا إلهي (لم) خذلتني) وذلك آجر كلام تكلم به في الدنيا, وقال متى في الفصل العشرين من إنجيله أن المسيح تناول خبزة فكسرها وناول الحواريين كسرة وقال(هذا لحمي وناولهم كأسا فيها مشروبا وقال هذا دمي) . ومن كان له لحم ودم فهو جسم, وكل جسم له طول وعرض وعمق, وما كان كذلك فهو مذروع موزون, والله جل جلاله لا يذرع ولا يوزن لأن كل مذروع متناه محدود, وكل متناه صائر إلى البلا والفساد, وقال لوقا في الفصل الثالث من إ نجيله يصف المسيح عليه السلام إذ كان صبيا فيقول(إن الصبي كان يتربا في قامته وحكمته ويتزيد عند الله وعند الناس) , وقال في هذا الفصل(إن الصبي كان يتربا ويقوى بروح القدس, ويمتلئ حكمة, وكانت نعمة الله ظاهرة عليه) , ومحال أن يقول الأزلي الخالق إن له إلاها, ويقال فيه إنه إذ كان صبيا كانت نعمة إله أزلي آخر ظاهرة عليه. وقال يوحنا في الفصل الخامس عشر من إنجيله أن المسيح قال لتلامذته(12) (إن كلامي الذي سمعتموه هو كلام من أرسلني)(1/3347)
وقال في هذا الفصل(إن أبي أجل وأعظم مني) , وقال يوحنا في إنجيله عن المسيح(كما أمرني ربي فكذلك أفعل فقوموا نمضي(من هذا المكان) فإني أن الكرم الحق و أبي هو الفلاح) وقال في الفصل الرابع عن المسيح أنه قال(أسأل أبي أن يعطيكم فارقليط آخر) (النور المضيء الذي لا يزل عن الطريق, كيف يقال له كذا يقول وهو يشهد عي وأنتم تشهدون وأنا أنبئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالبيان) وقال لوقا في آخر إنجيله أن المسيح دخل على تلامذته بعد أن قام من بين الموتى وهم مجتمعون في غرفة قد أغلقوا بابها فارتابوا به وارتاعوا منه وظنوا أنه روح من الأرواح قد ولج بابهم( وعلم المسيح وجلهم من ذلك من ذلك فقال لهم جسوني يا هؤلاء واعلموا أن الأرواح لا يكون لها لحم و عظم مثل ما تجدون لي من اللحم والعظم) وقد علمنا أن اللحم والعظم مصنوعان و أن صانعهما ليس بجسم بل هو مبتدع الأجسام, فمن قال إن المسيح مربوب و أنه كان صبيا يذهب طولا وعرضا وأن من كان كذلك فليس بأزلي خالق بل مخلوق فقد وافق المسيح و تلامذته, ومن قال بخلاف ذلك فهو مخالف لهم أجمعين, ونحن الموافقون لله و لمسيحه, وقد يخرج عليهم من هذا القول كبيرة أخرى أزرى وأشنع من الأولى, وهي أن المسيح إن كان أزليا خالقا كما في شريعة إيمانهم لزمهم أن يجعلوا بعض الرب خالقا أزليا وعضا ميتا مخلوقا لأن المسيح مقر بأنه لحم ودم, فاللحم والدم إذا خالقان أزليان, وقد علمنا أنهما يتولدان على الأغذية والأشربة, وتلك الأغذية و الأشربة أجزاء من أجزاء الدنيا فخالق الدنيا كلها جزء من أجزاء الدنيا, وذلك الجزء بعينه هو خالق نفسه أيضا لأنه جزء من الدنيا التي هو خالق كلها, فهذا أشنع ما يكون من البهتان وأبعد ما يكون من المعقول, ومن قبل ذلك ودان به جعل المخلوق خالفا والخالق مخلوقا كما بينا آنفا وذلك أنهم صيروا اللحم و الدم خالقا أزليا والأزلي الخالق لحما ودما, وبهذا تنطق شريعة إيمانهم لقولها إن المسيح خالق(1/3348)
غير مخلوق, ويلزمهم أشنع من هذه, وذلك: إن كان بعض الدنيا هو خالق جميع الدنيا, وبعض الشيء لا يكون موجودا إلا بعد(13) وجود كله وما ليس بموجود, ولا معقول فهو لاشيء, فخالق الدنيا عندهم معدوم غير موجود, ومجهول غير معقول, وإذا كان خالقها غير موجود فهي إذا غير مخلوقة, وأظن أصحاب هذه الشريعة قصدوا إلى هذا المعنى بعينه لا إلى غيره, والمثل في ذلك قول من قال: إن جزءا من أجزاء الإنسان هو خالق الإنسان كله, وقد علمنا أن ذلك اللحم لم يكن قبل الإنسان, وما لم يكن قبل الإنسان فهو لاشيء.
السادسة من المسائل المسكتات:
[أنا] نسألهم عن المسيح هل كان في بلد من البلدان, وفي زمان من الأزمنة أم لا؟. فإن قالوا: إنه لم يكن في بلد ولا [في] زمان, فقد خالفوا الإنجيل, فإن متى التلميذ يقول في أول إنجيله: أن المسيح ولد في بيت لحم المنسوب إلى يهوذا, وأنه ولد في أيام هيرودس الملك , ويقول لوقا في إنجيله أنه وجد في المعلف مقموطا , وقتل في أيام فيلاطوس الملك , ومن كان في زمان من الأزمنة وفي مكان من الأمكنة فالزمان أبدا قبله والأمكنة كانت محيطة به, وما كان كذلك فهو مخلوق, ومتى ثبت أن المسيح مخلوق بطلت شريعة إيمانهم التي تقول: إنه إله حق من إله حق, وأنه خالق كل شيء. لأن الزمان شيء من الأشياء المخلوقة, والزمان قبل يسوع المسيح الذي خلق الأشياء كلها فكيف يجوز أن يكون الزمان قبل خالق الزمان والمكان محيط بمبتدع المكان؟ وهذا من أشنع ما يكون من العائط والبهتان, والمولود الذي ولد في زمان وحصره مكان فهو إنسان ابن إنسان, وعبد ابن أمة, وفي هذا نقض الشريعة, وإبطال الدين(...) وقطعت حججهم ومعاذيرهم فيما اختلقوا.(1/3349)
السابعة من المسائل المسكتات: أني وجدت يوحنا التلميذ يقول في الفصل الخامس من إنجيله( كما كان الاب حياة في جوهره فكذلك أعطى الابن حياة في قوته) . وقال يوحنا التلميذ أيضا في الفصل الخامس من إنجيله:(أن المسيح قال: ( إني لو كنت أنا الشاهد لنفسي على صحة دعواي لكانت باطلا ولكن غيري يشهد لي وأنا أشهد لنفسي و يشهد(14) لي أبي الذي أرسلني)
[ولنص الكتاب بقية ...]
---
(1/3350)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات ؟
---
ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات ؟
---
محمد رشيد
02-21-2006, 05:52 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،،
فأبدأ بتحية طيبة لأعضاء الملتقى عامة ، ثم شيخينا الفاضلين / عبد الرحمن الشهري ، أبي مجاهد العبيدي خاصة .
نعتذر لشيخينا الكريمين عن فترة الانقطاع الطويلة عن الملقتى إلأا أننا متشبثون به بحمد من الله تعالى ونعمة .
وبعد .. فمن خلال خلطتي ولقاءاتي بكثير من الشباب و مد جسور الثقة فيما بيننا للحصول على مكنون معتقدهم في الكثير من مسلمات دينهم .. كنت أقع على أمور لولا تلك الجسور ما كنت لأعلم بها من هؤلاء الشباب الذين يخشون تجاسر من يسمونه ( رجل الدين ) على الحكم بتكفيرهم وإخراجهم من ملة الإسلام بذلك الذي يكنونه في صدورهم .
من خلال ذلك ، كان مما قابلت أن قال لي أحدهم :
" أنا لا أعتقد بهذا الذي يسمى القراءات ، وأرى أن هذا لا يختلف عما عليه كتاب النصارى ، فتعدده يلزم منه تعدد القرآن لا سيما و أنه ليس اختلاف لهجات فقط ، بل اختلاف في نفس التركيب اللفظي "
فكان شروعي في بيان هذا الأمر ببعض المشاريع الصغيرة والتي أستبشر خيرا بثمرتها . بفضل من الله تعالى و منة .
إلا أنه كان مما استوقفني من خلال إعدادي لتلك المشاريع : الأوجه المستفادة من تعدد القراءات .
اي أنني لو اردت تحديد وحصر ( وعنصرة ) ما ينتج عنه تعدد القراءات من فوائد ، فماذا تكون تلك العناصر ؟
وهنا وجدت أنني أمام باب لا مجال لاجتهاد و إعمال فكر فيه ؛ حيث لم أخض هذا العلم ، و لم أحصر تفصيل اختلاف القراءات ، و إن كنت أحصرها في الأوجه السبعة إجمالا .
فما يمكن أن يفيدني به مشايخي الكرام .
وجزاكم الله خيرا
محمد رشيد
---
محمد رشيد
02-22-2006, 04:47 AM(1/3351)
لتوضيح الفائدة المطلوبة :
ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات .
مثلا : التسهيل لنطق بعض الألفاظ على بعض الألسن ــ تعدد المعاني ــ .... إلخ
---
خالدعبدالرحمن
02-22-2006, 11:14 AM
aأعانك الله ووقفك..
و إن كنت اسأل من خلال مقالك عن الذي أوصل هؤلاء الشباب "المسلم " إلى مثل هذه الحالة من رفض القراءات والتشكيك بها؟
ما السبب؟!
ومن يا تُرى المسئول؟!
---
محمد رشيد
02-22-2006, 12:06 PM
نحن المسؤولون أخي الكريم خالد .. تلذذنا بتقوقعنا في يبرجنا العاجي الجميل و أحطنا أنفسناو عثولنا بالكم الهائل من مسائل العلوم التي تحتاج إلأى تدقيقنا و استنباطنا ... التي لو لم نبت فيها بالحكم الفصل و القول المحقق فإن الدين سيهدم و يضيع العلم !! .. إلخ تلك الأوهام التي أحاط بها نفسه جمهور المنتسبين لطلب العلم .. و الحقيقة توضح أنهم جبنوا عن مواجهة هذا الواقع حتى صاروا من أجهل الناس به .
تعالى لأريك بعض الشباب المسلم .. و الذي صارحنا يوما بأنه داخليا غير مقتنع بالقرآن و أنه لا يظهر ذلك خشية من تهمة التكفير .. و حينما نسأله عن سبب عدم قناعته ترى أن السبب هو عدم فهمه لتحول الخطاب ( الالتفات ) و يشعر أن القرآن وضغه رجل و كان يسنى و هو يكتب ، فمرة يتكلم على لسان الله ، ومرة ينقلب كأنه هو المتحدث .. فلا يدري هل المتلكم هو الرسول أم الله أم بعض آخرين !!
هذا واقع نواجهه في مصر
وشاب آخر ـ وأمثاله كثر ـ وقت أن بنينا و بينه جسورا ، صرح بعدم قناعته بالعابادة لأن الله تعلى لا يحتاجها مني ، فكيف يفرض عليّ شيئا لا فائدة منه .
وشاب كذلك يصرح بأنه غير قانع بـ ( الأسلوب الساذج ) في للشرع في الترغيب ، فيقول : و هل أنا أكون حسن الخلق و أصلي و أصوم حتى تكون في النهاية الجائزة أنني أخلد في أكل ووطء . و هل هذا أسلوب ترغيب .. طيب أنا لا أريد وطأ و لا طعاما جيدا . فلتغرني بما هو اقيم . !!!(1/3352)
و نحن كطلبة علم متقنين و لدينا ملكات في ممارسة العلوم .. لو سمعنا مثل هذا لعلنا نطلق الحكم بالكفير ننصرف .
وإنا لله وإنا إليه راجعون
---
الكشاف
02-23-2006, 12:31 AM
الأخ محمد رشيد
هذا الموضوع قد كتب العلماء والباحثون حوله كثيراً ، وهو من أهم موضوعات القراءات ، فليتك تراجعه قبل طرحه بهذه الطريقة التي يغلب عليها العاطفة ، والرغبة في الخير ، دون امتلاك لأدواته المنهجية ، فيما يبدو لي على الأقل.
وهؤلاء الشباب الذين ذكرتهم يعانون غياباً ثقافياً عن تراث المسلمين بجملته ، وليست المشكلة في هذا الغياب ، والانحراف الفكري هي تخلي العلماء عن تعليمهم فقط ، وإنما من أسبابه - ولعله أهمها - الحملة الشرسة الإعلامية التي عصفت بكثير من هؤلاء الشباب ، وغيبتهم عن فهم أبجديات الإسلام ، فضلاً عن فهم مثل هذه المسائل الدقيقة في علم القراءات .
فليتك تتريث في مثل هذه الموضوعات ، وتعود إلى ما كتبه العلماء في مثل هذا الموضوع ، فقد لحظت في كتابتك آثار الاستعجال ، وضعف التصور ، وإلقاء التهم جزافاً.
---
محمد رشيد
02-23-2006, 05:52 PM
أخي الكريم .. لعلك تراجع المشاركات من بدايتها ؛ فسؤالي كان أكاديميا بحتا ، و كانت العاطفة منحصرة في الرد على سؤال أخينا خالد عبد الرحمن .
والمنهجية بارزة في سؤالي عن : حصر أوجه فوائد تعدد القراءات .
ولم أتهم أهل العلم بعدم تناوله ، ففرق بين ذلك و بين سؤالي عما كتب في ذلك . فلا أدري وجه توسعكم .
---
محمد رشيد
02-25-2006, 01:57 AM
نرجو الإفادة ، بارك الله تعالى فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2006, 09:52 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم محمد رشيد ، وفقكم الله دوماً لكل خير .(1/3353)
أما جواب سؤالكم ، فكما هو معلوم لديكم أن علم القراءات يعنى بالأوجه المنقولة في تلاوة الكلمات القرآنية ، وخاصة مواضع الخلاف بين القراء ، وقد تقرر عند العلماء أن تعدد القراءات بمنزلة تعدد الآيات ، وأن القراءات أبعاض القرآن ، ومن هنا تظهر أهمية هذا العلم ، وأهمية الاطلاع على الأوجه المتعددة المنقولة على أنها قرآن نزل من عند الله عز وجل .
فالمفسر إذا اعتمد قراءة واحدة وأعرض عن غيرها ، فكأنما ترك بعض ما أنزل ، وأعرض عن تفسير القرآن بالقرآن الذي هو أول ما ينبغي أن يبدأ به.
والفقيه إن أعرض عن مواضع الخلاف في بعض آيات الأحكام أخطأ السبيل ولم يهتد لوجه الصواب فيها.
والنحوي إن ابتعد عن أهم مصدر لقواعده وهو القرآن وقراءاته الثابتة فقد جانب الصواب وبنى نحوه على أسا غير متين .
والتالي للقرآن إن حرم تعلم بعض القراءات فقد حرم التعبد ببعض ما نزل من عند الله للتعبد . وهكذا .
وأهمية علم القراءات تتداخل مع الحكمة من تعدد الأحرف وتنوع القراءات ، وفيما يلي تلخيص وترتيب لبعض ما ذكره العلماء من ذلك .
أهمية وفوائد تعدد الأحرف والقراءات :
1- التسهيل والتخفيف على الأمة ورفع الحرج عنهم ، وهذه أجل حكم إنزال القرآن على سبعة أحرف ، ولعلها علة ذلك .
2- أنها من أكبر الدلائل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغه القرآن كما أنزل إليه ، فهي مع كثرتها لم تتضاد ولم تتناقض.
3- إن في تعددها كمال الإعجاز مع غاية الاختصار وجمال الإيجاز ، فكل قراءة بالنسبة إلى الأخرى بمنزلة آية مستقلة ، ولا يخفى أن تنوع المعاني تابع لتنوع الألفاظ ، ولو كانت كل قراءة تخالف الأخرى آيةً مستقلةً لكان القرآن أطول مما هو عليه .
4- في القراءات وتعددها تيسير لحفظه ونقله على هذه الأمة ، فإن من يحفظ آيةً واحدةً في كلماتها أوجه متعددة يجد من اليسر والسهولة ما لا يجده لو كان كل وجه في آية مستقلة.(1/3354)
5- كانت القراءات سبباً كبيراً – ولا زالت – لإعظام أجور هذه الأمة (من حيث إنهم يفرغون جهدهم ليبلغوا قصدهم في تتبع معاني ذلك واستنباط الحكم والأحكام من دلالة كل لفظ واستخراج كمين أسراره وخفي إشاراته ، وإنعامهم النظر وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح ، والتفصيل بقدر ما يبلغ غاية علمهم ، ويصل إليه نهاية فهمهم {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى}[آل عمران 195] والأجر على قدر المشقة). [النشر لابن الجزري 1/53]
6- في تعدد القراءات وتنوعها علامة بارزة على فضل هذه الأمة على سائر الأمم ، يتجلى ذلك من خلال عنايتهم الفائقة بهذا الكتاب والتنقيب عنه لفظة لفظة ، وحركة حركة ، ونقلهم ذلك مسنداً .
7- حفظ القراءات لكثير من لغات العرب ولهجاتهم من الضياع والاندثار ؛ لأنها استعملت أفصح ما عندهم ، وبذلك خلدت لغتهم وذكرهم ، وفي ذلك من المنة عليهم ما لا يخفى.
8- جمعت هذه القراءات الأمة الإسلامية على لسان واحدٍ يوحد بيننا جميعاً .
9- تنوع القراءات يفيد أهل العلم أثناء تفسيرهم للقرآن ، وذلك في بيان الأحكام ، والجمع بين حكمين مختلفين ، والدلالة على حكمين شرعيين ، ودفع توهم ما ليس مراداً ، وبيان لفظ مبهم كلفظ العهن ، فقد ورد في قراءة أخرى الصوف.
ومن تدبر وجد أكثر من ذلك إن شاء الله.
وللاستزادة حول هذا الموضوع الهام ، وكما تفضل الأخ كشاف فقد كتب فيه كثيراً :- النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/52-53
- القراءات وأثرها في علوم العربية لمحمد سالم محيسن 1/37-39
- القراءات : أحكامها ومصادرها لشعبان محمد إسماعيل .
- مناهل العرفان للزرقاني 1/139-141
- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري في تفسيره والرد عليه للهرري 130 –131
- وغيرها من المؤلفات في القراءات .
---
الخطيب
03-05-2006, 10:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وركاته(1/3355)
أعتقد أن هذا الكتاب ( المعنى القرآني في ضوء اختلاف القراءات ) يحمل إجابة عن السؤال المطروح
وهذا رابطه
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=876
---
لؤي الطيبي
03-06-2006, 01:19 AM
السلام عليكم
الأخ الكريم محمد رشيد - سدّد الله خطاه ..
أضيف إلى ما ذكره الأخوة الأفاضل ، أغراضاً أربعة أخرى ذكرها فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني - رحمه الله - في كتابه القيّم (قواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله عزّ وجلّ) :
أولاً : التكامل الفكري ، فمن اختلاف القراءات في النصّ الواحد ما الغرض منه تأدية كل قراءة لمعنى لا تؤدّيه القراءة الأخرى ، فتقوم القراءتان أو الأكثر مقام تعدّد الآيات ، وتؤدّي القراءات المختلفات تكاملاً في المعاني المقصودة جميعاً .
ثانياً : التكامل في الأداء البياني ، كأن يراعى في النصّ توجيهه مرّة بأسلوب الحديث عن الغائب ، مثل (وما الله بغافل عما يعملون) ، وتوجيهه مرّة بأسلوب الخطاب الوجاهيّ المباشر ، مثل (وما الله بغافل عما تعملون) . وكأن يراعي في النصّ توجيهه بالبناء للمعلوم مرّة ، مثل (نغفر لكم خطاياكم) ، وتوجيهه مرّة أخرى بالبناء لما لم يُذكر فاعله ، مثل (يُغفَر لكم خطاياكم) و (تُغفر لكم خطاياكم) .
ثالثاً : التنويع في الأداء الفنّي الجمالي ، مع ما قد يتضمّنه من دلالات فكرية وبيانية . مثل جعل فعل الشرط بصيغة الفعل الماضي في قراءة ، وجعله بصيغة الفعل المضارع في قراءة أخرى ، نحو : (ومن تطوّع خيراً) و (ومن يطوّع خيراً) . ففي كل من القراءتين صيغة جمالية قصد التنزيل التنبيه عليها ، واستخدامها باعتبارها عنصراً من عناصر الإعجاز الفنّي .(1/3356)
رابعاً : إثبات وجوه عربية متكافئة ، فيما قسّمه علماء العربية حين أرادوا ضبط هذه اللغة بعد اختلاط الشعوب ، إلى علوم اللغة ، والنحو ، والتصريف ، والبلاغة . وجاء في التنزيل إثبات هذه الوجوه أمثلة يُقاس عليها ، وشاهداً دائماً على أنها من الوجوه الجائزة في العربية ، وأنه يحسن استمرار استعمالها في وجوه الكلام العربي ، مع ما تتضمّنه من تحقيق الأغراض الثلاثة الأول .
وبعد أن بيّن - رحمه الله - هذه الأغراض الأربعة وفوائدها ، قال : وقد تتداخل الأغراض الأربعة أو بعضها في نصّ واحد ، فيكون اختلاف القراءات فيه للتكامل الفكري ، وللتكامل في الأداء البياني ، وللتنويع في الأداء الفنّي الجمالي ، ولإثبات وجوه عربية ماكافئة . وهذه الأغراض الأربعة يمكن اعتبارها إحدى وجوه الإعجاز في القرآن المجيد .
كما أنه أفرد - رحمه الله - في الباب الأخير من كتابه القيّم دراسة تحليلية للقراءات التي تشتمل على غرض أو أكثر من هذه الأغراض في سورة البقرة .
فطالعه .. وفقّك الله وسدّد خطاك ..
---
محمد رشيد
03-08-2006, 01:22 AM
أحمد الله الكريم ، رب العرش العظيم على ما أنعم به عليّ من إفادات مشايخنا الكرام .
أستاذنا الكريم الشهري ، ما ذكرتموه قد أوفى الغرض ، و هو عين المراد
أخانا لؤي الطيبي ، إضافاتك منظورة بعين الاعتبار
أخانا الخطيب ، نشكركم على رابط الكتاب الطيب
ــــــــــــــــــــــــ
حقيقة شيخنا الشهري ، كان يسهل عليّ تتبع أوجه فوائد اختلاف الأوجه السبعة ، إلا أن عدم جمغ علم القراءات لم يؤهلني للحصول على غرضي ، حيث الحصر لهذه الفوائد ، فيمكنني مثلا القول بأن تعدد اللهجات يفيد التيسير ، و لكن لا يمكنني القول دائما بأن تغير مباني الكلمة يفيد تغير معناها وإن كان يفيد التيسير . لكن هل يفيد تغددا في الحكم الشرعي ؟ هذا ما يعجز عنه غير الملم بأوجه القراءات السبع .
سلمت يمينكم و زادكم الله حرصا وعلما
محبكم / محمد رشيد(1/3357)
شبكة الشريعة التخصصية
www.sharee3a.net
---
د. أنمار
03-08-2006, 01:53 PM
ومما يلتمس أيضا ولم يذكر في ثنايا الفوائد أعلاه تصريحا
هو أن كلام الله ليس ككلام البشر، وما سمعنا عن أحد أنه كتب كتابا وقال ممكن أن تقرأه هكذا أو هكذا إلى ثلاثة أوجه مثلا فضلا عن سبعة مع ما فيها من الجمال وحسن الوقع في النفوس
ففضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه
أقصد لابد أن يكون كلام الله مختلفا من وجوه متعددة بل لا حصر لها، لكمال الله وإطلاق قدرته وعظمة صفاته وكلامه
---
محمد رشيد
03-08-2006, 05:22 PM
لمحة جيدة مقبولة أخي الكريم أنمار . يمكن صياغتها كعنصر مستقل
---
(1/3358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يأتي لمسألتي بمظان الجواب .. ؟!
---
من يأتي لمسألتي بمظان الجواب .. ؟!
---
إكرام
11-04-2004, 08:37 PM
السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته وبعد ..
هنا مسألة، وهي أنّ الفاء تفريعية - حسب علمي - إذا ارتبطت بـ ( أمّا ) ..
وفي قوله تعالى في سورة النساء: ( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ) .. 175.
اقتصر في الآية على ذكر المؤمنين، دون أن يذكر الطرف الآخر وهم الكفرة الضالين، فما السبب يا ترى مع أنّ غالب منهج القرآن الكريم هو التفريع ؟
أرجو ممن يجيب أن يذكر لنا مرجعه مشكوراً مأجوراً.. وإن اقتصد فليخبرنا بمظان الجواب وله منا الشكر والدعاء والثناء ..
هذا والسلام .
---
مساعد الطيار
11-06-2004, 04:30 PM
قال الطاهر بن عاشور ( 6 : 62 ، 63 ) :
( واما في قوله ( فأما الذين آمنوا بالله ) يجوز أن يكون للتفصيل : تفصيلاً لما دل عليه ( يا أيها الناس ) من اختلاف الفرق والنزاعات ؛ بين قابل للبرهان والنور ، ومكابر جاحد .
ويكون معادل هذا الشق محذوفًا للتهويل ؛ أي : واما الذين كفروا فلا تسل عنهم .
ويجوز أن تكون ( أما ) لمجرد الشرط دون تفصيل ، وهو شرط لعموم الأحوال ؛ لأن ( أما ) في الشرط بمعنى ( مهما يكن من شيء ) ، وفي هذه الحالة لا تفيد التفصيل ، ولا تطلب معادلاً ) .
---
إكرام
11-07-2004, 02:04 AM
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ..
.
كالغيثِ تأتون ..!
---
(1/3359)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قوله تعالى في سورة المدثر ( في قلوبهم مرض )
---
سؤال عن قوله تعالى في سورة المدثر ( في قلوبهم مرض )
---
سلسبيل
10-21-2006, 01:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة المدثر وهي من السور المكيه
{ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ... } الآية 31.
كيف نرد على من يستدل بهذه الآيه على وجود النفاق في العهد المكي ؟ وعلى أن الآيه قسمت العهد المكي إلى
1. كفار
2.أهل كتاب
3.مؤمنون
4. مرضى قلوب
بحجة ان ( الذين في قلوبهم مرض ) قد عرفتهم الايه التي في سورة البقره
{ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون } الآيات: 8,9,10
وهم المنافقين
كيف نرد على هؤلاء ؟ وهل كلما اطلق وصف مرض القلب عني به النفاق ؟ أم ان اللفظ عام بكل شك وريب
والمنافقين من باب أولى !! ؟
وجزاكم الله كل خير
---
عبدالقادر
10-21-2006, 03:13 PM
السلام عليك أخي
كان ما طرحته سؤال جميل فعلا
قال ابن عادل في اللباب :
قوله تعالى : { وَلِيَقُولَ الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } ، أي : في صدورهم شكٌّ ونفاقٌ من منافقي أهل « المدينة » الذين يجيئون في مستقبل الزمان بعد الهجرة ، وهذا إخبار عما سيكون ، ففيه معجزة { والكافرون } أي : اليهود والنصارى { مَاذَآ أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً } يعني : بعدد خزنةِ جهنَّم ، وهذا قول أكثر المفسرين .(1/3360)
قال الحسن بن الفضل : السورة مكيّة ، ولم يكن ب « مكة » نفاقٌ ، فالمرض في هذه الآية الخلاف ، والمراد بالكافرين : مشركو العرب ، ويجوز أن يُراد بالمرض الشكُّ والارتياب لأن أهل « مكة » كان أكثرهم مشركين ، وبعضهم قاطعين بالكذب
قال البيضاوي في تفسيره:
{ وَلِيَقُولَ الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك أو نفاق ، فيكون إخباراً بمكة عما سيكون في المدينة بعد الهجرة
قال الشوكاني في فتح القدير:
{ وَلِيَقُولَ الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ والكافرون مَاذَا أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً } المراد بالذين في قلوبهم مرض : هم المنافقون؛ والسورة وإن كانت مكية ، ولم يكن إذ ذاك نفاق ، فهو إخبار بما سيكون في المدينة ، أو المراد بالمرض مجرّد حصول الشكّ والريب ، وهو كائن في الكفار . قال الحسين بن الفضل : السورة مكية ، ولم يكن بمكة نفاق ، فالمرض في هذه الآية الخلاف
قال ابن عاشور
والمرض في القلوب : هو سوء النية في القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء هم الذين لم يزالوا في تردد بين أن يسلموا وأن يبقوا على الشرك مثل الأخنس بن شَرِيق والوليد بن المغيرة ، وليس المراد بالذين في قلوبهم مرض المنافقون لأن المنافقين ما ظهروا إلاّ في المدينة بعد الهجرة والآية مكية .
---
سلسبيل
10-23-2006, 02:12 AM
جزاكم الله خيرا
إذا مرض القلب في الآيه إما
بمعناه اللغوي ويقصد به كل مرض في القلب من سوء نيه وشك وريب وغيره
او يقصد به المنافقين الذين سيظهرون في مستقبل الزمان بالمدينه ويكون هذا من الإعجاز
==============
جزاكم الله كل خير ونفع بكم
---
(1/3361)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مسائل في الدعاء الجماعي
---
مسائل في الدعاء الجماعي
---
يحيى الشهري
03-09-2004, 10:24 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد: فالدعاء هو العبادة، صح به الخبر عن سيد البشر (صلى الله عليه وسلم) . أخرجه أبوداود برقم (1479)، والترمذي برقم (2969)، والنسائي في الكبرى برقم (11464)، وابن ماجه برقم (3828) من حديث النعمان بن بشير.
وقد دل القرآن والسنة على فضله وعظيم مكانته، ومما جاءت به الآيات والأخبار في آدابه وضوابطه، النهي عن الاعتداء فيه مطلقًا، فيدخل فيه كل ما جانب الهدي المتبع فيه، وفي آدابه.
قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعًا وخُفية إنه لا يُحب المعتدين) [الأعراف:55]. فبدأت الآية الكريمة بذكر أدبين من آداب الدعاء وهما:
أ ـ (التضرع) وهو: الدعاء بخشوع وتذلل واستكانة.
ب ـ (الخفية) وهي: الدعاء سرًا في النفس، فهو أبعد عن شبهة الرياء، قال تعالى مثتيًا على زكريا ـ عليه السلام : (إذ نادى ربه نداءً خفيًا) [مريم: 3].
ثم عقب بقوله :(إنه لا يُحب المعتدين).. فدل من باب الأولى على أن من خالف هذين الأدبين فقد اعتدى.
قال بعض المفسرين: "أي المعتدين برفع أصواتهم في الدعاء".اهـ.
قال الشيخ بكر أبو زيد: "فهذا يعم النهي عن كل اعتداءٍ ، وتجاوزٍ في الدعاء، ومن مشموله: الابتداع في الدعاء على أي وجه كان في : زمان أو مكان ، أو مقدار، أو أداء". تصحيح الدعاء (ص61).
ومما يدخل في معنى هذه الآية قوله (صلى الله عليه وسلم): "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطَّهور والدعاء". أخرجه أحمد (4/87)، وابن ماجه (2/1271)، وأبو داود (1/169). قال ابن كثير في التفسير (2/222): إسناده حسن لا بأس به.(1/3362)
ومن المعلوم أن الأدب الأول قلما يتحقق إلا في السر، فلذلك أمرنا بالإسرار في الدعاء، ليكون على أكمل صورة، وما كان بحضور جماعة الناس، وجهرًا فهو مخالف للمشروع، إلا ما ثبت الاجتماع له أوالجهر فيه، كدعاء القنوت، والاجتماع على ذكر الله والتلبية في الحج، والاستسقاء.
ومن مظاهر الاعتداء بعض صور الدعاء الجماعي التي لم تكن معروفة فيما سبق.. من ذلك طلب الدعاء من الغير في منتدياتهم العامة، دعاءً مخصوصًا، كقول بعضهم: أطلب منكم الدعاء لأخي بالهداية .. أولأهلي بالشفاء !!.. ونحو ذلك.
ومن هذه الصور ما نراه من بعض الدعاة والوعاظ من مداومتهم على ختم دروسهم ومواعظهم بالدعاء، حتى أصبحت كل ملمة بالأمة ونازلة لها نصيب من هذا الدعاء.
وانصرف الناس عن القنوت وهو السنة في هذا الباب!!.
ولبيان حكم هاتين الصورتين اقتضى الحال أن نذكر الأصل الذي يقوم عليه معرفة البدع في هذا الباب، وهذا أراه يظهر من خلال جانبين:
الجانب الأول: ما يعرف بالسنة التركية، وهو أن يتهيأ فعل عمل ما في زمنه (صلى الله عليه وسلم) ، أوفي زمن أصحابه ثم لا ينقل لنا أنهم عملوه، فترك هذا العمل يكون سنة تأسيًا به (صلى الله عليه وسلم).
وهذا من وجوه التفريق بين السنة والبدعة، ومن استحسن شيئًا من هذا القبيل فهو بهذا يدخل في باب استحسان ما لم يشرع، حتى وإن أورد عليه الأدلة، لأن كل بدعة لا بد لها من دليل يركن إليه أصحابها كما أشار لهذا الشاطبي في (الاعتصام).
ومن أصرح الأدلة على بدعية هذا العمل وما شابهه، قول ابن مسعود المشهور، عندما اتخذ بعض أصحابه مكانًا يجتمعون فيه للذكر فخرج إليهم، فقال: "يا قوم لأنتم أهدى من أصحاب محمد، أو لأنتم على شعبة ضلالة".
فدل على أن كل ما توافرت الدواعي لعمله في زمن السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم، ثم لم يعملوه يدخل في باب البدعة.(1/3363)
الجانب الثاني: إطلاق العبادة المقيدة، أو تقييد العبادة المطلقة، ذلك ينقلها من السنة إلى البدعة.
والدعاء يدخل في باب المطلق والمقيد، فما كان مقيدًا فلا يصح إطلاقه، وما كان مطلقًا فلا يصح تقييده.
فالمقيد كترتيب دعاء معين قبل الصلاة أو بعدها، أو ذكر أدعية دبر الصلاة طرفي النهار، أو نحو ذلك.
أما المطلق فلا يُحد بزمان ولا مكان ولا هيئة ولا كيفية.
قال الشيخ بكر أبو زيد: "في الذكر الجماعي، قاعدة هذه الهيئة التي يُردُّ إليها حكمها هي : أن الذكر الجماعي بصوت واحدٍ سرًا ، أو جهرًا، لترديد ذكر معين وارد، أو غير وارد، سواءً كان من الكل، أو يتلقونه من أحدهم، مع رفع الأيدي ، أو بلا رفع لها، كل هذا وصف يحتاج إلى أصل شرعي يدل عليه من الكتاب والسنة، لأنه داخل في عبادة، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الإحداث والاختراع؛ ولهذا نظرنا في الأدلة في الكتاب والسنة فلم نجد دليلاً يدلُّ على هذه الهيئة المضافة، فتحقق أنه لا أصل له في الشرع المطهر، وما لا أصل له في الشرع فهو بدعة؛ إذاً فيكون الذكر والدعاء الجماعي بدعة، يجب على كل مسلم مقتدٍ برسول الله (صلى الله عليه وسلم) تركها والحذر منها، وأن يلتزم بالمشروع.
وعليه : فالدعاء الجماعي بصوت واحدٍ، سواءً كان دعاءً مطلقًا، أو مرتبًا كأن يكون بعد قراءة القرآن، أو الموعظة، والدرس... كل ذلك بدعة". اهـ. تصحيح الدعاء (ص134).
ومما يدخل في بابنا هذا من صنيع الصحابة: مجلس واحد للأنصار، وهي أول جمعة قبل مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى بهم أسعد بن زرارة، وجلسوا يتذاكرون ما من الله عليهم به من الإسلام، وصلى بهم ركعتين وذبحت لهم شاة فكفتهم. وهذا من بلاغات ابن سيرين. خرجه عبدالرزاق برقم (5144). وهو مرسل صحيح، وله شواهد. انظر الفتح (2: 355).(1/3364)
قال الإمام أحمد: وأي شيءٍ أحسن من أن يجتمع الناس فيصلوا ويذكروا ما أنعم الله عليهم كما قالت الأنصار. رواه الخلال.
ومجلس آخر حضره عمر وهو ما رواه ابن سعد في طبقاته (3: 294) عن أبي سعد مولى أبي أسيد، قال: كان عمر بن الخطاب يعس المسجد بعد العشاء فلا يرى فيه أحدًا إلا أخرجه، إلا رجلا قائمًا يصلي، فمر بنفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيهم أبي بن كعب، فقال: من هؤلاء ؟ قال أبي: نفر من أهلك يا أمير المؤمنين، قال: ما خلفكم بعد الصلاة ؟ قال: جلسنا نذكر الله ، قال: فجلس معهم، ثم قال لأدناهم إليه: خذ، قال: فدعا فاستقراهم رجلاً رجلاً يدعون، حتى انتهى إلي وأنا إلى جنبه، فقال: هات فحُصرت وأخذني من الرعدة أفكل، حتى جعل يجد مس ذلك مني، فقال: ولو أن تقول: اللهم اغفر لنا.. اللهم ارحمنا، قال: ثم أخذ عمر فما كان في القوم أكثر دمعة ولا أشد بكاء منه، ثم قال: إيهًا الآن فتفرقوا.
فأخذنا من هذين النصين جواز الاجتماع على الذكر والدعاء، ومن أثر عمر أخذنا جواز الدعاء الجماعي بدعاء أحد القوم وتأمين غيره على دعائه .. إذا لم يتخذ عادة.
وكأن الإمام أحمد لم يبلغه هذا! .. قال مهنا: سألت أبا عبدالله عن الرجل يجلس إلى القوم فيدعوا هذا ، ويدعو هذا، ويقولون له أدع أنت؟.
فقال: لا أدري ما هذا؟.
وما نراه اليوم من توسع البعض في طلب الدعاء من كل أحد، وخاصة جماعة المسلمين، أو طلاب العلم المجتمعين في حلق لتلاوة كتاب الله، أو تدارس العلم، يدخل في صورة الدعاء الجماعي، وهو غير مشروع في كل موطن بل له آدابه وأماكنه المخصوصة، فلا يعدو المرء ما ورد به الشرع ولا يستحسن .. فإن من وجوه البدعة أن يكون العمل مشروعًا زمانًا أو مكانًا، ثم يعمل في غير زمانه أو مكانه.
كما إن هذه الصورة بذاتها ليس عليها دليل معتبر، وقد ثبت عن السلف إنكارها.(1/3365)
فعن أبي عثمان، قال: كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه: أن ها هنا قومًا يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير، فكتب إليه عمر: أقبل وأقبل بهم معك، فأقبل.
وقال عمر للبواب: أعِدَّ لي سوطًا، فلمَّا دخلوا على عمر، أقبل على أميرهم ضربًا بالسوط. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (26191): بسند لا بأس به.
وذكره ابن وضاح في (البدع المنهي عنها ص 19).. واستدل به الشيخ بكر أبو زيد على بدعية هذا العمل كما في تصحيح الدعاء (ص72).
وعن يونس بن عبيد: أن رجلاً قال للحسن ! ما ترى في مجلسنا هذا؟ قوم من أهل السنة والجماعة لا يطعنون على أحد، نجتمع في بيت هذا يومًا، وفي بيت هذا يومًا، فنقرأ كتاب الله، وندعو لأنفسنا ولعامة المسلمين؟ قال: فنهى الحسن عن ذلك أشد النهي. الاعتصام للشاطبي (2: 200).
وعن أبي العباس الفضل بن مهران (وهو من جملة الأصحاب الناقلين عن أحمد) قال: سألت أحمد، قلت: إن عندنا قومًا يجتمعون فيدعون ويقرؤون القرآن، ويذكرون الله تعالى، فما ترى فيهم ؟ فقال لي أحمد: تقرأ في المصحف، وتذكر الله في نفسك، وتطلب حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقلت: فأخ لي يفعل هذا ! فأنهاه ؟ قال: نعم. قلت: فإن لم يقبل ؟ قال: بلى إن شاء الله تعالى. فإن هذا محدث الاجتماع الذي تصف. المقصد الأرشد (2: 316).
وقد وردت الرواية بألفاظ أصرح من سابقتها.. وفيها جواب إمام الجرح والتعديل في زمانه يحيى بن معين .. إذ قال الفضل : سألت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ، قلت: إن عندنا قومًا يجتمعون فيدعون ويقرؤون القرآن، ويذكرون الله تعالى، فما ترى فيهم ؟ قال : فأما يحيى بن معين ، فقال: يقرأ في المصحف، ويدعو بعد صلاة، ويذكر الله في نفسه. قلت: فأخٌ لي يفعل هذا ؟ قال: انهه، قلت: لا يقبل؟ قال : عظه، قلت: لا يقبل، أهجره؟ قال: نعم.(1/3366)
ثم أتيت أحمد وحكيت له نحو هذا الكلام ، فقال لي أحمد (أيضًا): يقرأ في المصحف، ويذكر الله تعالى في نفسه، ويطلب حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقلت: فأنهاه ؟ قال: نعم. قلت: فإن لم يقبل ؟ قال: بلى إن شاء الله تعالى؛ فإن هذا محدث الاجتماع والذي تصف، قلت: إن لم يفعل أهجره؟ فتبسم وسكت. اهـ. الآداب الشرعية لابن مفلح.
فلم يستثن أحد منهما الدعاء أو غيره مما وصف السائل، مع أن كل عمل قام به هؤلاء له دليله العام الذي يدخل تحته، ومع ذلك لم يُقرا هذا العمل، لما فيه من الخروج على هدي السلف.
ومن تأمل الصورة الثانية من صور الدعاء الجماعي المذكورة سابقًا، وهي الختم بالدعاء في التجمعات العلمية أو الوعظية ونحو ذلك، علم أنها لا تخرج عما وُصف، فهذا من ذاك لا دليل عليه، والله أعلم.
ولا يعني هذا المنع من الدعاء للغير مطلقًا، فإن هذا من المستحبات (طلبه المرء أو لم يطلبه)، لكن الأولى أن يكون ذلك بظهر الغيب، فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أكمل حالات هذه العبادة، بقوله: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل". أخرجه مسلم.
وأولى في إجابة السائل أن يكون ذلك بظهر الغيب لا بحضوره، فهو أكمل لقوله (صلى الله عليه وسلم): "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل".
وإن كان هناك رأي لبعض محققي أهل العلم ينكرون ذلك، ويرون أنه خلاف الأولى، ولهم في ذلك سلف صالح، ولا بأس من التعريج عليه لكونه يوضح بعض ما ذهبنا إليه:
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : "دعاء الغائب للغائب ، أعظم إجابةً من دُعاء الحاضر ؛ لأنه أكمل إخلاصًا وأبعدُ عن الشِّرك، فكيف يشبه دعاء من يدعو لغيره بلا سؤال منه، إلى دعاء من يدعو الله بسؤاله وهو حاضر؟". اهـ. الفتاوى (1: 328 ـ 329).(1/3367)
وقال: "من قال لغيره من الناس : ادع لي ـ أو لنا ـ وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضًا بأمره ، ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير، فهو مقتد بالنبي (صلى الله عليه وسلم) مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح.
وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتَمِّين به في ذلك، بل هذا من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله". اهـ. الفتاوى (1: 193).
فهذا من فقه هذه المسألة .. وقل من يتنبه له.
وقد ذكر في التوسل ثلاث مفاسد لسؤال المخلوقين:
الأولى: مفسدة الافتقار إلى غير الله.
الثانية: مفسدة إيذاء المسئول، وهو نوع من ظلم الخلق، والعبد مأمور بالإحسان إلى عباد الله.
الثالثة: وفيه ذل لغير الله ، وهو ظلم النفس، ومطلوب من العبد أن يكون ذليلاً ومفتقرًا إلى الله.
وقال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في هذه المسألة: "هذا جائز، ولكني لا أجيزه، وأرى أن الإنسان يسأل الله تعالى بنفسه، دون أن يجعل له واسطة بينه وبين الله تعالى، وأن ذلك أقوى في الرجاء وأقرب إلى الخشية، كما أنني أرغب من الإنسان إذا طلب من أخيه الذي ترجى إجابة دعائه أن يدعو له، أن ينوي بذلك الإحسان إليه ـ أي إلى هذا الداعي ـ دون دفع حاجة هذا المدعو؛ لأنه إذا طلبه من أجل حاجته صار كسؤال المال وشبهه المذموم، أما إذا قصد نفع أخيه الداعي بالإحسان إليه ـ والإحسان إلى المسلم يثاب المرء عليه كما هو معروف ـ كان هذا أولى وأحسن والله ولي التوفيق". اهـ. فتاوى ابن عثيمين (1/77).
وقد كره جماعات من السلف طلب الدعاء منهم، لما في ذلك من التزكية لهم، ولاعتبارات أخرى كما سيأتي:(1/3368)
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ : " وكان كثير من السلف يكره أن يطلب منه الدعاء، ويقول لمن يسأله الدعاء: أي شيء أنا؟ وممن روى عنه ذلك: عمر بن الخطاب، وحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنهما ـ وكذلك مالك بن دينار، وكان النخعي يكره أن يُسأل الدعاء، وكتاب رجل إلى أحمد يسأله الدعاء، فقال أحمد: إذا دعونا نحن لهذا فمن يدعو لنا؟!". معجم المناهي (ص87).
وحمل الشاطبي ـ رحمه الله ـ امتناعهم على قدر زائد ليس لذات الدعاء، وهو أن يُعتقد فيه أنه مثل النبي، وأنه وسيلة إلى أن يُعتقد ذلك، أو أن يُعتقد أنه سنة تلزم، أو يجري في الناس مجرى السنن الملتزمة. اهـ. الاعتصام (2: 200).
وللمسألة صلة.. إن شاء الله (تعالى).
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2004, 11:53 AM
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه والتحرير يا أخي الكريم فقد أثرت أمراً كثيراً ما نتعرض له.
فما تقول - وفقك الله - فيمن اعتاد أن يقول لصاحبه عند الفراق : لا تنسنا من صالح دعائك ؟ هل يدخل هذا فيما نهي عنه ؟ مع إنه لا يستحضر سوى نية أن يتحقق له المطلوب بسبب دعوة صادقة بظهر الغيب من هذا الصاحب ، ولم يخطر بباله أن يكون ذلك من الإحسان إلى صاحبه كما استحب ذلك الشيخ ابن عثيمين.
وفقك الله ونفعنا وإياك بالعلم.
---
(1/3369)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الشفاعة !!!
---
سؤال حول الشفاعة !!!
---
نضال دويكات
10-16-2006, 02:40 AM
ورد في النصوص الصحيحة الصريحة التاكيد على الشفاعة يوم القيامة فشفاعة المصطفى عليه السلام لاهل الكبائر من امته وغيرها من الشفاعات الأخرى للشهداء وغيرهم وقد استوقفتني آية في كتاب الله يخاطب الله فيها المؤمنين من عباده وهي قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) فالآية تبين ان لا شفاعة يوم القيامة والخطاب فيها للمؤمنين فهل هي من العام الذي خصص بأحاديث الشفاعة وإن لم تكن كذلك فكيف نوفق بين هذه النصوص
ودمتم لمحبكم سالمين
---
محمود الشنقيطي
10-16-2006, 01:13 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد أشار الإمام الطبري رحمنا الله وإياه إلى جواب هذا الإشكال عند تفسير تلك الآية فقال ما نصه:(1/3370)
(وهذه الآية مخرجها في الشفاعة عام والمراد بها خاص,وإنما معناه: من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة لأهل الكفر بالله,لأن أهل ولاية لله والإيمان يشفع بعضهم لبعض,وقد بينا صحة ذلك بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع... ثم قال رحمه الله عقب ذلك:(وفي قوله تعالى ذكره: {والكافرون هم الظالمون}دلالة واضحة على صحة ما قلناه وأن قوله(ولا خلة ولا شفاعة)إنما هو مراد به أهل الكفر,فلذلك أتبع قوله ذلك (والكافرون هم الظالمون)فدل بذلك على أن معنى ذلك:حرمنا الكفار النصرة من الأخلاء,والشفاعة من الأولياء والأقرباء ولم نكن لهم في فعلنا ذلك لهم بظالمين,إذ كان ذلك جزاء منا لما سلف منهم من الكفر بالله في الدنيا بل الكافرون هم الظالمون أنفسهم بما أتوا من الأفعال التي أوجبوا لها العقوبة من ربهم..
*** فإن قال قائل:
وكيف صرف الوعيد إلى الكفار والآية مبتدأة بذكر الإيمان؟؟
قيل له إن الآية قد تقدمها ذكر صنفين من الناس:
أحدهما أهل كفر,والآخر أهل إيمان وذلك قوله {ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر}ثم عقب الله تعالى ذكره الصنفين بما ذكرهم به فخص أهل الإيمان بما يقربهم إليه من النفقة في طاعته,وفي جهاد أعدائه من أهل الكفر به قبل مجيء اليوم الذي وصف صفته,وأخبر فيه عن حال أعدائه من أهل الكفر به,إذكان قتال أهل الكفر به في معصيته ونفقتُهم في الصد عن سبيله,فقال تعالى ذكره{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا}أنتم{مما رزقناكم}في طاعتي إذ كان أهل الكفر بي ينفقون في معصيتي{من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه}فيدرك أهل الكفر فيه بابتياع ما فرطوا في ابتياعه في دنياهم {ولا خلة }لهم يومئذ تنصرهم مني,ولا شافع لهم يشفع عندي فتنجيهم شفاعته لهم من عقابي,وهذا يومئذ فعل بهم جزاءا لهم على كفرهم,وهم الظالمون أنفسهم دوني,لأني غير ظلام لعبيدي.. )3/3-4(1/3371)
ويقول القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة..)الآية
وقد أجمع المفسرون على أن المراد بقوله(لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة) النفس الكافرة لا كل نفس..)1/419
---
نضال دويكات
10-17-2006, 12:45 AM
بارك الله فيك أخي الكريم
---
(1/3372)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب توثيق بعض التراجم
---
طلب توثيق بعض التراجم
---
bour15
09-21-2004, 10:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من إخواني الطيبين توثيق هذه التراجم من كتبها المشار إليها لأنها ليست متوفرة لدينا ولأني في أمس الحاجة
إليها في بحث رسالة الماجستير:
*الوافي بالوفيات للصفدي *والمعجم في أصحاب أبي علي الصدفي
-ترجمة /أحمد بن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو جعفر
-وترجمة / والده علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو الحسن
****أريد جميع معلومات توثيق الكتاب(الكتاب،المؤلف،المحقق،دار النشر، رقم الطبعة،سنة النشر،رقم الصفحة ضروري جداً)
وجزاكم الله أحسن الجزاء
---
أحمد بن سالم المصري
09-22-2004, 10:11 PM
أخي الفاضل هذه مشاركة بسيطة مني لعلها تفيدك :
1- أحمد بن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو جعفر .
قلت : ترجمه الصفدي في "الوافي بالوفيات" (الجزء 6/الصفحة 192) فقال :
[ أحمد بن أبي الحسن بن الباذش بالباء الموحدة وبعد ألف ذال معجمة وشين معجمة ، الإمام أبو جعفر الأنصاري الغرناطي .
تفنن في العلم ، وكان من الحفاظ الأذكياء ، وتوفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ] . انتهى .
2- والده علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو الحسن .
قلت : ترجمه الصفدي في "الوافي بالوفيات" (الجزء 20/الصفحة 93) فقال :
[ ابن الباذش المغربي : علي بن أحمد بن خلف أبو الحسن بن الباذش بالباء الموحدة وبعد الألف ذال معجمة وشين معجمة الأنصاري الغرناطي النحوي .
كان مقرئاً حاذقًا عارفاً باللغة محدثاً ، له معرفة بالأسماء ، وفيه دين وخير ، سمع الناس منه كثيراً ، وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ] . انتهى .
معلومات عن الكتاب :(1/3373)
اسم الكتاب : الوافي بالوفيات .
اسم المؤلف : صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي .
دار النشر : دار إحياء التراث .
اسم المحقق : أحمد الأرناؤوط ، وتركي مصطفى .
سنة النشر : 1420هـ .
---
(1/3374)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجوكم هل أجد كتاب قواعد الترجيح للحربي على شكل وورد؟
---
أرجوكم هل أجد كتاب قواعد الترجيح للحربي على شكل وورد؟
---
طالِب
05-01-2006, 02:11 PM
من العنوان وضح مطلبي أحبتي لأني بحثت عن الكتاب ولم أجده وللأسف حتى إن دار النشر تذكر وتقول أن الكتاب نفذ وهم بصدد طباعة جديدة
---
طالِب
05-18-2006, 10:31 PM
لا زال الطلب قائما احبتنا وفقكم الله لكل خير
---
أحمد القصير
05-19-2006, 01:17 AM
حمل قواعد الترجيح عند المفسرين - حسين الحربي pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79045&highlight=%DE%E6%C7%DA%CF+%C7%E1%CA%D1%CC%ED%CD)
---
طالِب
05-19-2006, 07:47 PM
أسأل الله العظيم القوي العزيز أن يعزك وينصرك ويوفقك ويرزقك من حيث لا تحتسب وأن يطيل عمرك في طاعته ويرزقك الفردوس الأعلى من الجنة بعد عمر طويل
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
05-23-2006, 07:07 PM
جزاك الله خيرا .
---
(1/3375)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > علم اللغة النفسي
---
علم اللغة النفسي
---
روضة
01-31-2006, 02:12 AM
الأخ عبد الله الشهري،
السلام عليكم،
هل يمكن تزويدي ببعض التفصيلات عن هذا التخصص، إذا تكرمت، وما هي مباحثه؟
وأسماء أبرز الكتب التي عالجت هذا الموضوع.
مع الشكر الجزيل.
---
عبدالله الشهري
02-01-2006, 09:50 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
علم اللغة النفسي أو "اللغويات النفسية" - ترجمة (psycholinguistics) - من العلوم الحديثة نسبياً ، وهو حقل من حقول المعرفة المتفرعة عن علم اللغويات التطبيقية (أو اللسانيات التطبيقية) التي تسعى لدراسة الملكة اللغوية دراسة علمية تجريبية وذلك بمعالجة عدة مسائل منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- طرقة معالجة اللغة في الدماغ : استقبالا وإرسالا وتخزينا.
2- تفسيرأسباب العلل اللغوية : نسيان اللغة ، سبق القلم/اللسان ، تأخر النطق.
3- تفسير عملية اكتساب اللغة عند الإنسان منذ طفولته (اللغة الأم) وتفسير اكتساب اللغات عند تجاوز مرحلة الطفولة وبيان الفرق بينهما من ناحية نفسية وحيوية.
4- مساعدة الراغبين في تعلم اللغات الأجنبية من ناحية تهيئتهم نفسياً للإستبطان اللغة بأقل جهد ممكن نظراً للإرتباط الوثيق جداً بين اللغة والنفس.
5- والأجمل من هذا - في نظري - تقديم تفسيرات علمية جادة للترتيب الذي يحصل بموجبه اكتساب "النحو" فالطفل الانجليزي مثلا وجدوه في الغالب يكتسب بعض اللواحق الصرفية على ترتيب معين لا يحيد عنه ، وهذا له دلالات مهمة في تفسير طبيعة عمل الدماغ وما شابهه.
6-دراسة علل الدماغ بواسطة التأمل في وظائف لغوية معينة.
7- تفسير آلية استبطان واستظهار المفردات اللغوية مابين الجهاز النطقي (الصوتي) ومناطق معينة في الدماغ.
بالإضافة إلى تخصصات أخرى متعددة.(1/3376)
أما بالنسبة للكتب التي عالجت هذا الموضوع فهي كثيرة بالانجليزية ، قليلة بالعربية ، ومع ذلك أمتلك كتابان بالعربية احدهما مترجم والاخر صنفه عالم عربي. وتحرياً للدقة أمهليني بعض الوقت لكتابة تفاصيل هاذين الكتابين. لأني أكتب هذه المشاركة بناء على تنبيه وصلني على البريد وأنا بعيد عن مكتبتي الخاصة. وإن أردت كذلك بعض العناوين الانجليزية النافعة ، فعلت ذلك ، سائلاً الله تعالى أن يفتح علينا جميعاً من بركات كل علم نافع.
---
روضة
02-01-2006, 10:53 AM
جزاكم الله خيراً على الرد، وعلى هذه المعلومات القيمة،
توقعت أن تكون مباحث هذا العلم مثيرة، ولكن ليس إلى هذه الدرجة.
يبدو أن له تعلّقاً بعلوم كثيرة أخرى، فمن يريد دراسته عليه أن يكون متقناً للغة على الأقل، وأن يكون على دراية بعلم التشريح نوعاً ما، وبعلم النفس أيضاً، أليس كذلك؟
أتمنى أن تجدوا الوقت لإفادتنا بشيء عن الكتب العربية التي أُلفت عنه، أو عناوينها على الأقل.
زادكم الله علماً ونفع بكم.
---
عبدالله الشهري
02-01-2006, 05:07 PM
جزاك الله خيرا.
الأول : كتاب "علم اللغة النفسي" ، تأليف: توماس سكوفل ، ترجمة: أ.د. عبدالعزيز العبدان ، مطابع الحميضي ، وهو في مكتبة جرير.
الثاني: كتاب "مشكلات اللغة والتخاطب في ضوء علم اللغة النفسي" ، تأليف: د.نازك إبراهيم ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، وهو في مكتبة العبيكان.
---
(1/3377)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > للعيد فرحة فلاتقتلوها! مقال يستحق القراءة للدكتور عبد الوهاب الطريري
---
للعيد فرحة فلاتقتلوها! مقال يستحق القراءة للدكتور عبد الوهاب الطريري
---
أبو صفوت
11-18-2004, 09:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال جدير بنا قراءته أردت إطلاعكم عليه ولا تنسونا من الدعاء
للعيد فرحة فلاتقتلوها!
د. عبد الوهاب الناصر الطريري
30/9/1424
24/11/2003
للعيد فرحة ، فرحة بفضل الله ورحمته ، وكريم إنعامه ، ووافر عطائه ، فرحة بالهداية يوم ضلت فئام من البشر عن صراط الله المستقيم ، يجمع العيدُ المسلم بإخوانه المسلمين ، فيحس بعمق انتمائه لهذه الأمة ولهذا الدين ، فيفرح بفضل الله الذي هداه يوم ضل غيره "ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم".
أيُّ نعمةٍ أعظم ، وأيّ منٍّ أمنُّ وأفضل من أن الله هدانا للإسلام فلم يجعلنا مشركين نجثو عند أصنام ، ولا يهود نغدو إلى بيعة، ولا نصارى نروح إلى كنيسة ، وإنما اجتبانا على ملة أبينا إبراهيم ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم –"هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين".
وللعيد فرحة ببلوغ شهر رمضان يوم تصرّمت أعمارٌ عن بلوغه ، وفرحٌ بتوفيق الله وعونه على ما يسر من طاعته ، فقد كانت تلك الأيام الغرّ والليالي الزُّهْر متنزل الرحمات والنفحات ، اصطفت فيها جموع المسلمين في سبْحٍ طويل تُقطعُ الليل تسبيحاً وقرآنا ، فكم تلجلجت الدعوات في الحناجر ، وترقرقت الدموع في المحاجر ، وشفت النفوس ورقت حتى كأنما يعرج بها إلى السماء تعيش مع الملائكة ، وتنظر إلى الجنة والنار رأي عين ، في نعمة ونعيم لا يعرف مذاقها إلا من ذاقها . فحُقَّ لتلك النفوس أن تفرح بعدُ بنعمة الله بهذا الفيض الإيماني الغامر .(1/3378)
وللعيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر ، وبلوغ يوم الفطر بعد إتمام شهر الصوم، فلله الحمد على ما وهب وأعطى ، وامتن وأكرم ، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيلفرحوا هو خير مما يجمعون".
فهذا العيد موسم الفضل والرحمة ؛ وبهما يكون الفرح ويظهر السرور ، قال العلماء: "إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين"، وشَرع النبي - صلى الله عليه وسلم- وتقريره إظهار الفرح وإعلان السرور في الأعياد ، قال أنس رضي الله عنه : "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر".
ففيه دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب ، وأن ذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده ؛ إذ في إبدال عيد الجاهلية بالعيدين المذكورين دلالة على أنه يفعل في العيدين المشروعين ما يفعله أهل الجاهلية في أعيادهم من اللعب مما ليس بمحظور ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – إنما خالفهم في تعيين الوقتين" .
ويبين هذا خبر عائشة - رضى الله عنها قالت : "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنّيان بدفّين بغناء بُعاث ، فاضطجع على الفراش ، وتسجّى بثوبه ، وحول وجهه إلى الجدار ، وجاء أبو بكر فانتهرهما ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكشف النبي وجهه ، وأقبل على أبي بكر ، وقال : دعهما ، يا أبا بكر إن لكل قومٍ عيداً وهذا عيدنا".(1/3379)
ومن مشاهد السرور بالعيد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعله الحبشة ، حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب ، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم ، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليهم ، ثم قال لعائشة : "يا حُمَيْراء أتحبين أن تنظري إليهم ، قالت : نعم ، فأقامها - صلى الله عليه وسلم - وراءه خدها على خده يسترها ، وهي تنظر إليهم ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يغريهم ، ويقول : دونكم يا بني أرفدة ، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، إني بعثت بالحنيفية السمحة" .
فهذه مشاهد الفرح بالعيد ومظاهر السرور والبهجة تقام بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقرها ويحتفي بها .(1/3380)
ولكنك تعجب لتجاوز هذا الهدي النبوي المنير عند من يحاولون قتل أفراح العيد، والتضييق على مشاعر الناس، وكان ذلك يصدر في السابق من بعض الزُهّاد والعُبّاد، فروي عن بعضهم أنه رأى قوماً يضحكون في يوم عيد ، فقال : "إن كان هؤلاء تُقُبِّلَ منهم صيامهم فما هو فعل الشاكرين ، وإن كانوا لم يُتَقَبَّلْ منهم فما هذا فعل الخائفين"، وكان بعضهم يظهر عليه الحزن يوم العيد ، فيقال له : إنه يوم فرح وسرور ، فيقول : إنه لا يدري هل قُبِلَ صومه أم لا ؟ (لطائف المعارف 376) ، ولئن صدر هذا من عُبّاد وزُهّاد عن حسن نية ، فإن مثله يصدر اليوم من بعض الغيورين وعن حسن نيةٍ أيضاً ، فيجعلون الأعياد مواسم لفتح الجراحات، والنُّواح على مآسي المسلمين، وتعداد مصائبهم، والتوجع لما يحل بهم، ويذكرونك بأن صلاح الدين لم يبتسم حتى فُتِحتْ بيت المقدس ، وينسون قوله - عز وجل - ممتناً على عباده "وأنه هو أضحك وأبكى"، ويتناسون أن لكل مقام مقالاً، ولكل مناسبة حالاً، وأن مآسي المسلمين ثمار مُرّة لخطايانا وأخطائنا (قل هو من عند أنفسكم)، ولن يكون علاجها بالوجوم والتحازن، ولكن بالرأي السديد والعمل الرشيد، والشجاعة أمام الخطأ، ولو أنا قتلنا كل فرحة، وأطفأنا كل بسمة، ولبسنا الحزن، وتلفّعنا بالغم، وتدرعنا بالهم ما حرّرنا بذلك شبراً، ولا أشبعنا جوْعة، ولا أغثنا لهفة، وإنما وضعنا ضغثاً على إبالة .
وإن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد كان يستعيذ بالله من الهم والحزَن ، يعجبه الفأل، دائم البشر، كثير التبسم .(1/3381)
إننا بحاجة إلى أن نجعل من هذا العيد فرصة لدفق الأمل في قلوبٍ أحبطها اليأس، وأحاط بها القنوط ، وتبدّت مظاهر اليأس في صور شتى ، منها : سرعة تصديق كواذب الأخبار، ورواية أضغاث الأحلام ، وقتل الأوقات في رواية الإشاعات ، والتي هي أمانٍ تروى على شكل أخبار من مصادر موهومة تسمى موثوقة . وهكذا في سلسلة من الإشكالات التي تدل على التخبط بحثاً عن بصيص أمل في ظلمة اليأس .
فيا أمة الإسلام ، أبشروا وأمِّلوا ما يسركم ، فعُمر الإسلام أطول من أعمارنا ، وآفاق الإسلام أوسع من أوطاننا ، وليست المصائب ضربة لازب ، لا تحول ولا تزول، فقد حصر المسلمون في الخندق ، وبعد سُنيّاتٍ فتحوا مكة ، وسقطت بغداد ، ثم بعد نحو قرنين فُتِحت القسطنطينية ، والله – عز وجل - لا يعجل لعجلتنا ، ولا تتحوّل سننه لأهوائنا، فسنن الله لاتحابي أحداً، ولنتذكر في هذا العيد ما أبقى الله لنا من خير، وما تطول به علينا من فضل، قطعت رجل عروة بن الزبير ومات ولده فقال: " اللهم إنك أخذت عضواً وأبقيت أعضاءً، وأخذت ابناً وأبقيت أبناءً فلك الحمد، ونحن نقول: لئن حلت بنا محن فقد أبقى الله لنا منحاً، ولئن أصابتنا نقم فقد أبقى الله لنا نعماً " وإن تعدوا نعم الله لاتحصوها"، ونحن أحوج ما نكون إلى أمل يدفع إلى عمل ، وفأل ينتج إنجازاً ، أما المهموم المحزون فهو غارق في آلامه ، متعثر في أحزانه ، مدفون في هموم يومه ، لا يرجو خيراً ولا يأتي بخير ، والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون .
---
(1/3382)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > عجائب الأرقام كتاب الكتروني رائع
---
عجائب الأرقام كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
10-02-2006, 09:44 PM
عجائب الأرقام كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
عَجَائبُ الأرْقام
معجزات وغرائب
موضوعات جمعتها من أحد المواقع المفيدة
ووضعتها في هذا الكتاب الالكتروني
لتعم الفائدة
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج395 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/b1114d2319.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/0befc8e773.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/fe960ff027.jpg
روابط التنزيل
في ملف رار واحد
www.gr8.cc/2/Agaepalarkam.rar
أو
في ملفين رار يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم يفك الضغط عنهما باستخدام برنامج
WINRAR
الملف الأول
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289609
الملف الثاني
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=289610
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/3383)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا لا يكون لأهل الدراسات القرآنية دور في الأحداث وهم أهل القرآن ؟
---
لماذا لا يكون لأهل الدراسات القرآنية دور في الأحداث وهم أهل القرآن ؟
---
عبدالله بن بلقاسم
06-16-2003, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد
فقد سافرت بذكر المنتدى القوافل، وتغنت بذكره المحافل، وتراجع الحديث عنه قائل وقائل، فانشرحت صدور المحبين، وطابت نفوس الوادين، حين شب عن الطوق، وعجزت عن إدراكه النوق، ولو كان لها من الحطم السوق،
والنفوس التواقة، للخير مشتاقة، فلا ترضيها ما دون، ولو ركبت الشعاب والحزون،
وقد تغيبت عن المنتدى حينا، وأغمضت عنه عينا، وما بي قلة الأشواق، أو نجع الترياق، لكن شغلتني البصلات، عن المسائل المعضلات، والمنتديات النافعات، فأستغفر الله من ذنوب، أوقعتنا في العيوب،
فياليت شعري، ويا وجع صدري، من فوات الفوائد، وضيعة الشرائد،
فها قد قرت عيني بالإياب، وانفهقت نفسي لزوال الحجاب، فعدت للنادي ببضاعة البادي،
ولي بعد اقتراح، عسى الله أن يجعل له في قلوبكم الانشراح،
وهو أنكم تسمعون الحوادث والنوازل، وترون البواقع والقلاقل، وقد أصغى لها كل مسلم ليتا، ورفع ليتا،
وقد مرجت العهود، واختلطت البنود،
وتقاطرت الأنباء بالأدواء، وتصايحت الدهياء بالأنحاء،
فكل يوم من سبأ نبأ، ورحم الأحداث تلقح قبل رضع اللبأ،
وأهل القرآن هم جديل النكبات، وعذيق البليات، تبرأ الجرباء بهنائهم، ويصح السليم بدوائهم،
لكن أهل التفسير القواقل، في غمرة مطارحة المسائل، غفلوا أو تغافلوا، وتغاضوا وتجاهلوا، كأن الأمر لا يعنيهم، والسوق لا يغريهم،
فضربوا عن الأحداث صفحا، وعادت خيولهم على الوقائع رمحا،
فتيميون عند قضاء الأمور، مغيبون في الإيراد والصدور،(1/3384)
فهل كان كذلك الترجمان النبراس، أعنى الفتى ابن عباس، معرضا عن توضيح المعضلات، وتنزيل الأيات على الوقائع والمشكلات، وتنوير الدروب المدلهمات بآيات بينات،
أم تلك طريقة صاحب السواد، الهذلي السجاد العباد، إمام العلم والزهد، ابن ام عبد،
أم ذاك ديدن الأصحاب، من سمعوا التنزيل والكتاب،
وكيف كان الإمام شيخ الإسلام المفسر الفخم الهمام فتى حران ، مفسر القرآن، وفارس الفرسان،
كيف خاض بسلاح الآيات المعامع، وركب بنور التنزيل إلى حاميات المجامع،
فاقتراحي وانشراحي، أن يكون للمنتدى سهم في توضيح معضلات العصر، ونقل عن الأئمة في مشكلات الدهر، أخاصة ما يهم الأمة في مجموعها، ويشغلها في غدوها ورجوعها، من تسلط الأعادي، وتشرذم النوادي، والفتن العوادي،
بتأصيل أصيل، وعلم نزيه جليل،
اتكاء على تفسير الأئمة للآيات، وإعمالا للقرآن في واقع الحياة،
فيا معاشر الأطباء، هاتوا لنا الدواء، وننزل من القران ما هو شفاء
اللهم صل على أبي الزهراء البتول، النبي الرسول ، وعلى آله وأصحابه، ما تضيفت شمس للأفول،
---
أبومجاهدالعبيدي
06-18-2003, 08:14 AM
بسم الله
الأخ الكريم عبدالله بلقاسم حياك الله بعد هذا الغياب الذي فقدناك خلاله .
ثم إن ما افتتحت به مشاركاتك في هذا الملتقى بعد هذا الغياب - وهو هذا الاقتراح الوجيه ، والرأي السديد - يدل على ما وراءه من الحرص على علاج مشاكل أمتنا ، والمساهمة في إصلاح ما وهى من بنيانها ؛ فشكر الله لك هذا الاقتراح ، وهو محل اهتمام المشرفين والأعضاء الكرام .
وأذكر بهذه المناسبة أن العلامة الشنقيطي رحمه الله ذكر أن القرآن الكريم يشتمل على حلول كل المشاكل ، وعلاج كل الأمراض بما يهدي إليه من الطريقة القويمة ، ويدعو إليه من العقائد الصحيحة والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة . ففيه بيان كل ما تحتاجه الأمة ، وتفصيل كل ما فيه صلاحها وقيامها .(1/3385)
ذكر ذلك بتوسع وتفصيل عند كلامه عن قوله تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ...) في سورة الإسراء .
فلعل من كان لديه متسع من الوقت ، وعنده حرص على إفادت إخوانه أن يذكر لنا بعض القواعد والأصول المهمة التي نبه عليها رحمه الله في كتابه الذكور أعلاه .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، ورزقنا حسن الفهم لكتابه الكريم .
وبالمناسبة ، لقد ذكر الدكتور محمد صفاء الحقي اقتراحاً قريباً من اقتراحك أخي عبدالله ؛ فانظره غير مأمور هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=408)
---
عبدالرحمن الشهري
06-19-2003, 02:18 PM
حياكم الله أخي العزيز عبدالله وأشكرك على عودتك
وأما ما أشرت إليه فأتفق معك فيه ، وهناك مشاركات ولكنها ليست بالمستوى المطلوب ، ولكن في هذا الزمن الذي أصبح يتحدث الصحفيون فيه عن الأمور العظيمة ، ويخرج عليك كل يوم من يتسمى بالمحلل الاستراتيجي ، والخبير الاستراتيجي ، والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ، وغيرها من العبارات توارى حامل القرآن - للأسف - خلف الأضواء بحجج كثيرة بعضها مقنع وكثير منها ضعيف. وأرى منهم الآن عودة صادقة لممارسة دروهم الذي يجب أن يقوموا به ولا بد ، وإذا تولى أهل القرآن عن قيادة الناس وتوجيههم ، فسيقوم بالمهمة غيرهم والله المستعان ، ولم يعد هناك قبول للمبررات التي تبرر القعود للعلماء وأهل الخير في هذا الزمن العصيب الصعب.
أشكرك أخي الكريم ، وأرجو أن نرى مشاركات تثلج الصدر ، وجهوداً تفرح المؤمنين بإذن الله ، والطريق طويل ، والمشروع عظيم ، ولا بد من بذل الجهد ، والصبر الطويل، والله يحب الصابرين.
---
ابو عبد الله 1
06-19-2003, 11:24 PM
أثابك الله ياأخي عبدالله
يرفع للتأييد والمشاركة
---
(1/3386)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة نقدية لتأويل معنى " يَسْتَفِزَّهُمْ " في الآية 103 من سورة الإسراء
---
دراسة نقدية لتأويل معنى " يَسْتَفِزَّهُمْ " في الآية 103 من سورة الإسراء
---
عبدالرحيم
12-01-2005, 05:18 PM
مقدمة
حين يستشكل فهم المراد من آية في القرآن الكريم، عند قراءة المسلم لكتاب الله تعالى. فإن أول ما يخطر بباله هو التوجه إلى كتب السادة المفسرين ـ رحمهم الله تعالى ـ .
وغالب كتب السادة المفسرين مبنية على ما قبلها، إما اختصاراً أو شرحاً.. مع فوائد جديدة تحددها نظرة المفسر إلى الغاية من ذلك التفسير، هل هي العناية بالتفسير بالمأثور أو البلاغي أو الفقهي أو الاجتماعي..
وكثيراً ما ينقل المفسر عمن سبقه دون كثير تدبر، ثقةً بمن سبقه، وتقليداً من التلميذ لشيخه علامةً على التقدير والاحترام.
ولما صار القرآن الكريم محل نقدٍ وفحص لغير المؤمنين بإلهية مصدره ـ بل عده كثيرون كأي دراسات أدبية تخضع للنقد، دون وقوف عند قدسية النص [1] ـ وجب على المفسرين التفكير بروية فيما ينقلونه عن السادة العلماء السابقين من تفسيرٍ لآيات القرآن الكريم، خشية تحميل القرآن الكريم أخطاءَ بشر يصيبون ويخطئون.
ومثال ذلك تفسير السادة المفسرين لمعنى الاستفزاز في قوله تعالى في سورة الإسراء: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) ".(1/3387)
حيث ذكر المفسرون أن المقصود بالاستفزاز: الإخراج.
فأصبح تفسير الآية الكريمة: فأراد (فرعون) أن يخرجهم (بني إسرائيل) من الأرض (أرض مصر).
وهذا يخالف إجماع كتب التاريخ والقصص القرآني أن فرعون رفض إخراج بني إسرائيل من مصر، وأن الخروج من مصر كانت غاية أمنيات بني إسرائيل المستعبدين في الأرض. [2]
بل إن القرآن الكريم يقرر أن سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ جعل إخراج بني إسرائيل من مصر من أولويات دعوته.
قال تعالى في سورة الأعراف: " وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(104)حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ(105) ".
فلا يُعقَل أن يُلام فرعون على تنفيذه طلب سيدنا موسى ، وما طلب سيدنا موسى ذلك إلا بوحي من الله تعالى.
لهذا جاءت هذه الدراسة لتزيل شبهة أن يكون ذلك التفسير سبباً في نقد القرآن الكريم، واتهامه بالوقوع في أخطاء تاريخية، متفق على صحتها.
وذلك بيان المعنى الأصح للاستفزاز في الآية الكريمة، انتصاراً للقرآن الكريم، ورداً لما قد يثار حوله من شبهات، بالدليل العلمي المنهجي.
وسيتم ذلك بتتبع وعرض الآيات الكريمة التي ذكرت الكلمات التي اشتقت من الجذر (فزز). ثم استخدام المنهج الإستقرائي؛ لاستقراء ما ورد في كتب المفسرين حول معنى الاستفزاز في الآيات الكريمة. ثم استنباط المعنى الصحيح للاسفزاز. وذلك بما لا يخالف اللغة وسياق الآيات الكريمة، وما قرره الإسلام من عقائد وأحكام.
تمهيد
لعرض صورة واضحة عن الشبهة محل الرد في هذه الدراسة، يجب بيان ما يلي:
أ) ما اشتق من الجذر " فزز " في القرآن الكريم:
تكررت الكلمات المشتقة عن الجذر (فزز) ثلاث مرات في القرآن الكريم، وجميعها في سورة الإسراء:(1/3388)
الآية الأولى: " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) ".
الآية الثانية: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) ".
الآية الثالثة ـ محل هذه الدراسة ـ : " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) ".
والضمير في الآية الأولى يعود على: إبليس، والثانية: على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والثالثة: على فرعون.
ب) عرض معنى " الاستفزاز " في الآيات الثلاث في كتب التفسير:
1. الاستفزاز في الآية الأولى: " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) ".
اتفق المفسرون على أن المقصود بالاستفزاز هنا: " الاستخفاف ". بحسب التفصيل التالي:
ـ ما ورد في تفاسير أهل السنة:
استفزِزْ: استخفهم بذلك [3] ، واستزل واستخف، وأصله القطع. ومنه: تفزز الثوب، إذا انقطع. والمعنى: استزله بقطعك إياه عن الحق. واستفزه الخوف: أي استخفه. وقعد مستوفزاً: أي غير مطمئن. واستفزز أمر تعجيز، أي: أنت لا تقدر على إضلال أحد، وليس لك على أحد سلطان فافعل ما شئت. [4]
وفيه تهديد ووعيد من الله تعالى إلى الشيطان: " استزعج واستخف من استطعت من بني آدم، والمعنى: استخفهم بصوتك داعياً لهم إلى معصية الله ".[5]
فقوله: " واستفزز " أي: استخف من استطعت أن تستفزه منهم، فالمفعول محذوف لدلالة المقام عليه والاستفزاز الاستخفاف ".[6]
ـ ما ورد في تفاسير الشيعة:(1/3389)
واستفزز: أي: اخدع[7] ، واستزِل [8] ، واستخِف [9].
وفي هذه الآية: " الاستفزاز بالصوت: كناية عن استخفافهم بالوسوسة الباطلة " [10].
كل هذا يبيِّن اتفاق العلماء على تفسير الاستفزاز في الآية الأولى بالاستخفاف.
وواضح أن الاستفزاز (الاستخفاف) صادر من إبليس إلى أبناء آدم عليه السلام.. وهو استخفاف ناجح مع أوليائه منهم، وغير ناجح مع عباد الله المخلصين.
فعلاقة الشيطان بأوليائه علاقة استخفاف من سيد لعبيده، فهو لا يحترمهم بل يسوقهم كما تُساق الأنعام.
2. تفسير الآية الثانية: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) ".
ـ ما ورد في تفاسير أهل السنة:
كثير من المفسرين اكتفوا بدلالة: " لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا " على تفسير المراد بالآية دون بيان معنى الاستخفاف فيها. [11]
إلا أن شيخ المفسرين الطبري [12] جعل الاستفزاز في الآية الكريمة مقدمة للإخراج، لا عَين الإخراج. حيث قال: " يقول عز وجل: وإن كاد هؤلاء القوم ليستفزونك من الأرض. يقول: ليستخفونك من الأرض التي أنت بها، ليخرجوك منها ". [13]
ومنهم من جَعَل المقصود: الإزعاج مقدمةً للإخراج: " ليزعجوك بمعاداتهم.. ليخرجوك منها ". [14]
وهناك من حملها على المعنى الظاهر للاستفزاز وهو الاستخفاف: كأن المشركين أرادوا " أن يستخفوه من أرض العرب بتظاهرهم عليه ". [15]
ـ ما ورد في تفاسير الشيعة:
بعض كتب التفسير ذكرت عدة معانٍ لمعنى الاستفزاز دون أن ترجح أحدها، فقد ذكر تفسير التبيان: القتل، الاستخفاف بالانزعاج، الإخراج من جزيرة العرب (لا مكة فقط). [16]
بينما رجح أكثرها تفسير الاستخفاف بالإزعاج. [17](1/3390)
وذكر المفسر الشيعي المعاصر محمد جواد مغنية في تفسيره الكاشف كلاماً جديراً بالتأمل، فهو مفيد هنا: " لما عجز المشركون عن استدراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المساومة، حاولوا أن يستخفوه ويزعجوه بكل وسيلة ليخرجوه من مكة... ولو أن المشركين أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوة وقسراً، بحيث يصبح.. لا يدري أين يتجه، لعجَّل الله في هلاكهم. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة، إنما خرج منها بأمر الله سبحانه وتعالى إلى قوم يفدونه بالأنفس والمال والعيال ". [18]
وبهذا يتضح أن الاستفزاز هو الاستخفاف والإزعاج مقدمةً للإخراج، وليس بمعنى الإخراج.
وأن محاولة الاستفزاز (الاستخفاف) هنا صادرة من كفار مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تنجح؛ فهم كادوا يستفزونه ولكنهم لم يستفزونه.
3. تفسير الآية الثالثة: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) ".
ـ ما ورد من تفسير في كتب السنة: اختلفوا في تفسير ذلك إما بالإخراج أو القتل أو الاستخفاف ثم الإخراج.
أ) الإخراج:
أراد فرعون أن يُخرج موسى عليه السلام وبني إسرائيل من أرض مصر [19] ، ويخليهم عنها. [20]
والاستفزاز: الاستخفاف، وهو كناية عن الإبعاد.[21]
ب) القتل: يعني: إخراجهم عن هذه الحياة الدنيا بالقتل، إن لم يخرجهم من أرض مصر بالإجلاء.
يستفزكم: يستخفهم ويقلعهم إما بقتل أو بإجلاء. [22]
ج) الاستخفاف ثم الإخراج:
فالآية تبين أن فرعون أراد أمرين : " أن يستخف موسى عليه السلام وقومه، وينفيهم من الأرض ـ أرض مصر ـ ". [23]
وجاء في تفسير روح المعاني ذكر المعاني الثلاثة مع ترجيح القتل:
" وأصل الاستفزاز الإزعاج، وكنى به عن إخراجهم. (من الأرض) أي: أرض مصر التي هم فيها، أو من جميع الأرض. ويلزم إخراجهم من ذلك قتلهم واستئصالهم، وهو المراد ". [24]
ـ ما ورد في تفاسير الشيعة(1/3391)
أراد فرعون أن يخرجهم منها. [25]
وقيل: يخرجهم منها بالنفي والقتل والإزعاج كرهاً. [26]
ومنهم من جعل النفي والقتل هو عين الاستخفاف، لا مرحلة سابقة له.
جاء في تفسير مجمع البيان: " يزعج موسى ومن معه من أرض مصر وفلسطين والأردن بالنفي عنها، وقيل: أن يقتلهم ". [27]
ويتضح من سياق الآية الكريمة، أن الاستفزاز صدر عن فرعون إلى سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل، وهذا الاستفزاز لم يتمّ؛ بسبب إغراق الله سبحانه وتعالى لفرعون.. " أَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ ".
ج) تحرير محل النزاع:
يرى أكثر المفسرين ـ رحمهم الله تعالى جميعاً ـ حَمْل الاستفزاز الوارد في الآية الكريمة (103 من سورة الإسراء) على الكناية ـ كناية عن الإخراج، القتل.. ـ.
بينما يرى الباحث أن الحق إبقاء معنى الاستفزاز على معناه الحقيقي: (الاستخفاف)؛ فهو الأصل، وما يوافق القرآن الكريم وسياق الآية الكريمة وما أجمع عليه المؤرخون.[28]
وهذا يوافق اللغة العربية، بحسب ما ورد في كتب الغريب والمعاجم، كما سيتبين قريباً.
معنى الاستفزاز في كتب الغريب واللغة
يستفزهم من الأرض : أي: يزعجهم، وفزني فلان، أي: أزعجني، والفز: ولد البقرة، وسمي بذلك لما تصور فيه من الخفة، كما يسمى عِجلاً لما تصور فيه من العجلة. [29]
لا يَسْتَفِزُّه: أي لا يَسْتَخِفُّه . ورَجُلٌ فَزُّ : أي خفيف. وافْزَزْتُه اذا ازعَجْتَه وافْزَعْتَه. [30]
وجاء في الجامع الصحيح: " بَاب صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ .. وَاسْتَفْزِزْ: اسْتَخِفَّ ". [31](1/3392)
وفي معجم مقاييس اللغة: " (فز) الفاء والزاء: أُصَيلٌ يدلُّ على خفّةٍ وما قاربَهَا. تقول: فَزَّهُ واستفزَّه، إذا استخفَّه. قال الله تعالى: " وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْض " [الإسراء 76]، أي يحملونك على أن تَخِفَّ عنها. وأفزَّه الخوفُ وأفْزَعَه بمعنىً. وقد استفَزَّ فُلاناً جهْلُه. ورجل فَزٌّ: خفيف. ويقولون: فزَّ عن الشيء: عدل. والفَزُّ: ولَد البقرة. ويُمكن أن يسمَّى بذلك لخفَّة جسمِه. قال:
كما استغَاثَ بسيءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ خافَ العُيونَ ولم يُنظُرَ به الحَشكُ [32] ". [33]
وبالعودة إلى أصل معنى (فزّ) يتبين ما أراد فرعون من بني إسرائيل: فقد أراد كل واحد منهم خائفاً فزِعاً كابن الظبي أو البقر الوحشي " الفرير ". [34]
وفز الظبي: فزِع. [35]
وهل هناك أفزع منه ؟!
معنى " الاستخفاف " في القرآن الكريم
في البداية ينبغي الإشارة إلى أن أول ما يقوم به المفسر عند تفسيره ، هو تفسير القرآن بالقرآن. وبما أنه تم ترجيح تفسير (الاستفزاز) بالاستخفاف. وجب بيان معنى الاستخفاف في القرآن الكريم.
وبتتبع الآيات الكريمة التي تتحدث عن الاستخفاف، تبين ورود آيتين كريمتين تذكران معنىً مقارباً لمعنى الاستفزاز (موضع الدراسة)، والآيتان:
1. قال تعالى: " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ " [الروم: 60].
2. قال تعالى: " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ " [الزخرف: 54].
والضمير في الآية الأولى يعود على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والثانية يعود على فرعون.
وهنا ينبغي الإشارة إلى عودة الضمير في الآية الثانية موضع الدراسة ( آية: 76 ) من سورة الإسراء على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والثالثة ( آية: 103) على فرعون.
وقد فسر أكثر العلماء الاستخفاف في الآيتين الكريمتين بـ " الاستفزاز ". [36](1/3393)
ومما ورد في بيان ذلك في كتب اللغة:
لا يستخفنك: لا يستفزنك، ولا يستجهلنك. [37]
واستخفه: استفزه. [38]
وعلى هذا:
فالاستفزاز = الاستخفاف.
والاستخفاف = الاستفزاز.
عند تفسير القرآن بالقرآن، نجد..
ـ في خطاب الله سبحانه وتعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
" وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ". [الإسراء: 76].
" فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ " [الروم: 60].
ـ وفي سياق الحديث عن فرعون، وعلاقته بكل من بني إسرئيل وقومه (المصريين):
بني إسرائيل: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا " [الإسراء: 103].
المصريين: " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ " [الزخرف: 54].
العلاقة بين فرعون وبني إسرئيل قبيل خروجهم من مصر
بعد هذه الجولة في معنى كل من الاستفزاز والاستخفاف في كتب التفسير واللغة، معززاً ذلك بتفسير القرآن للقرآن.. ينبغي لفت الانتباه إلى الأجواء الختامية لقصة سيدنا موسى عليه السلام وقومه مع فرعون.
يبين القرآن الكريم أن فرعون قد خاف أن يؤمن بنو إسرائيل بدعوة سيدنا موسى عليه السلام مما يهدد مركزه الاجتماعي والديني في مصر.
وزاد هذا الخوف بعد أن دخلت الدعوة إلى المصريين أنفسهم، فآمن السحرة [39].. وكذا الرجل المؤمن من آل فرعون [40].
عندها عبَّر الملأ من حول فرعون عن طبيعة الخطر الذي سيلحق به وبهم، فخوفوه من أن دعوة موسى وأخيه هارون عليهما السلام هي دعوة تمكين للمستضعفين، وتحرير للناس من عبادة غير الله تعالى. بينما دعوة فرعون هي دعوة عبودية له، واستخفاف بهم.(1/3394)
فخاطبوهما على مسمع فرعون: " قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ". [يونس: 78] والكبرياء هنا: المُلك والسلطان. [41]
وظلوا يخوفونه من تهديد الدعوة الجديدة على سلطانه، فاستخدم التهديد والوعيد ليستخف ببني إسرائيل " وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ " [الأعراف: 127].
من هنا بدأت مناورات الاستفزاز والحرب النفسية من فرعون وملئه بأتباع الدعوة الجديدة، والتي عبَّر عنها القرآن الكريم: " َمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ " [يونس: 83].
وخوفاً من تأثير استخفاف فرعون ببني إسرائيل ( كما استخفَّ قومَه فأطاعوه) فكان الرأي السديد لسيدنا موسى عليه السلام الهجرة من مصر مع أتباع دعوته، ليجدوا أرضاً (يتمكنوا) فيها؛ ليقيموا فيها شعائر دينهم الحق بلا وجل ولا استخفاف. [42]
لذا خرج بهم سراً في الليل (الإسراء) دون أن يشعر بهم فرعون، " وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ " [الشعراء: 52].
ثم تبين سورة الشعراء مشهد لحوق فرعون وجيشه بهم: " فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ(60)فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61)قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ(63) ".(1/3395)
وعلم فرعون بتلك الهجرة متأخراً، بدليلين:
الأول: أن الجمعين شاهد كل منهما الآخر، وهذا يكون نهاراً.. وبني إسرائيل ساروا ليلاً " أَسْرِ ".
الثاني: أن موسى عليه السلام وقومه وصلوا شاطئ اليم، بعيداً عن العمران.
كل هذا يؤكد أن الإخراج لم يكن عن طيب خاطر من فرعون، وإلا لتركهم يذهبون. بل العكس من ذلك، لحق بهم؛ لأنه أراد إبقاءهم للخدمة والعبودية.
معنى " مِنْ " في الآية الكريمة
قد يتساءل سائل: إن سلَّمنا بأن الاستفزاز بمعنى الاستخفاف، فما معنى حرف الجر " مِنْ " في قوله تعالى: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا " ؟
وجواب ذلك في إنابة بعض حروف الجر عن بعض ، حيث إن بعض حروف الجر، تفيد معانٍ عدة (منها معاني حروفٍ أخرى)، ويُفهَم المعنى من السياق. [43]
مثلاً الباء: تفيد عدة معانٍ:
في: كقوله تعالى: " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ". [آل عمران123].
عن: كقوله تعالى: " الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ". [الفرقان: 59].
على: كقوله تعالى: " مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ". [آل عمران: 75].
مع: كقوله تعالى: " فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ ". [طه: 78].
من: كقوله تعالى: " عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ". [الإنسان: 6].
إلى: كقوله تعالى: " وَقَدْ أَحْسَنَ بِي". [يوسف: 100].
والآن إلى موضع الشاهد هنا:
قوله تعالى: " فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأرْضِ " [الإسراء: 103].
الراجح أن " مِنْ " هنا تفيد معنى الظرفية: (فِيْ)، بدليل أن من معاني (في) : التبعيض أو البيان (مِن).
فمن الممكن أن يدل أحدهما على معنى الآخر... وذلك بحسب الأمثلة التالية:
أولاً: " فِيْ " بمعنى " مِنْ ": [44]
- قوله تعالى: " وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِيْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيْدَاً ". [النحل: 89].(1/3396)
أي: من كل أمة. انظر ما قبلها: " وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ(84) ". والنساء: " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا(41) ".
- وقول امرئ القيس [45]:
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ فِيْكَ بِأَمثَلِ
أراد: منك.
- وقوله:
وَهَل يَعِمَن مَن كانَ أَحدَثُ عَهدِهِ ثَلاثينَ شَهراً في ثَلاثَةِ أَحوالِ
أراد: من ثلاثة أحوال.
ثانياً: " مِنْ " بمعنى " فِيْ " : [46]
- قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ..". [الجمعة: 9].
أي: في يوم الجمعة.
- وقوله تعالى: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ..". [فاطر: 40].
أي: في الأرض.
- ومثله للشاعر الجاهلي: [47]
عَسى سائِلٌ ذُو حاجَةٍ إِن مَنَعتَهُ مِن اليَومِ سُؤلاً أَن يَكون لَهُ غَدُ
أي: في اليوم.
بهذا يتبين أنه يجوز لـ ( مِنْ ) أن تحمل معنى الظرفية ( فِيْ ), بالإضافة إلى ما تتميز به من معان أخرى.
الصواب في تفسير الآية الكريمة
قال تعالى في سورة الإسراء: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) ".(1/3397)
وفرعون حين أراد الاستخفاف ببني إسرائيل لم يشأ أن يستخفهم ليخرجهم، بل ليرهبهم ويسهل انقيادهم له عبيداً أذلاء؛ كما أنه حين استخف بقومه لم يرد إلا ذاك.. لم يُرد إلا أن يستخف بكل من في مصر: المصريين (ونجح في ذلك) وبني إسرائيل.. ولا يُعقَل أن يتمنى خروجهم.
أراد الله جل جلاله للطائفة المؤمنة من بني إسرائيل العلو والتمكين في الأرض، ولا يتحقق ذلك وهم يتعرضون لاستفزاز فرعون وملئه صباح مساء.
والتمكين عكس الاستفزاز والاستخفاف، ويكون جائزة الصبر والتوكل على الله تعالى.
جاء في مدارج السالكين: " فمن وفَّى الصبر حقه، وتيقن أن وعد الله حق، لم يستفزه المبطلون، ولم يستخفه الذين لا يوقنون. ومتى ضعف صبره ويقينه ـ أو كلاهما ـ استفزه هؤلاء واستخفه هؤلاء، فجذبوه إليهم، بحسب ضعف قوة صبره ويقينه. فكلما ضعف ذلك منه، قوي جذبهم له. وكلما قوي صبره ويقينه، قوي انجذابه منهم، وجذبه لهم ". [48]
وهذا الذي تم، التمكين والاستخلاف للطائفة المؤمنة من بني إسرائيل بسبب صبرهم ورفضهم الاستفزاز: " قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ". [الأعراف: 128].
وتمت سنة الله الكونية الثابتة فيهم بسبب عدم خضوهم للاستفزاز: " وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ " [الأعراف: 137].(1/3398)
وبهذا وعد الله جل جلاله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده إن لم يستخفهم مشركو قريش: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا.. ". [الروم: 55].
ثم تمت سنة الله الكونية الثابتة فيهم بسبب عدم خضوعهم للاستفزاز: " وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا " [الأحزاب: 27].
ومن المُلاحَظ أن التمكين والاستخلاف تم بعد الهجرة، سواء في زمن موسى عليه السلام أو محمد صلى الله عليه وسلم.
كما تقرر الآيات الثلاث الكريمة في سورة الإسراء أهمية عزة المؤمن، واستعلائه على الباطل الذي يريد استفزازه وجعله مطية له (جناً كان أم إنساً). وتحقير من رضي لنفسه أن يكون ( فزاً وفريراً ... ) سواء للشيطان الجن أو شياطين الإنس.
وعدم الرضوخ إلى ترهيبه وترغيبه، فما هي إلا (استفزازات) و(استخفافات) لا تليق بالمؤمنين المخلصين، ولهذا حذرهم من أن يكون مصيرهم كمصير قوم فرعون الذي كما قادهم في الدنيا إلى الهلاك، سيقودهم أيضاً في الآخرة إلى العذاب..
" يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ " [هود: 98].
الخلاصة
كانت إرادة فرعون أن يستخدم البطش والتهديد ليستخف بفئتي المجتمع في مصر: المصريين، وبني إسرائيل. لتسهل السطيرة عليهم، وليستتب له الحكم بلا معارضة.(1/3399)
وقد نجح في ذلك مع قومه المصريين، حيث استخفهم فأطاعوه. ولكن الله جل جلاله يريد للطائفة المؤمنة أن تكون عزيزة أبيَّة، لا تخضع للترغيب والترهيب على حساب دينها، ومعيقة لها عن وظيفة تحقيق العبودية لله وحده في الأرض، ولا يتحقق هذا بلا تمكين.
لذا كانت معية الله سبحانه وتعالى للطائفة المؤمنة من بني إسرائيل، حيث بدت السنة الإلهية في نصر وتمكين العباد المؤمنين، حين أراد فرعون الاستخفاف ببني إسرائيل.. ولكن دائرة السَّوء جاءت عليه، وانقلب كيده إلى نحره، حيث غرق في اليم. فانقلب المستخِفُّ مسخفَّاً به.
ذاك هو الحق الذي بينته سورة الإسراء: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا(101)قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا(102)فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104)وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) ".
صدق الله العظيم
الهوامش:
================================================== =
1) قال د. نصر أبو زيد: " القرآن ينتمي إلى ثقافة البشر ". انظر كتابه: مفهوم النص - دراسة في علوم القرآن، ص: 27.
2) انظر: تاريخ الأمم والملوك، الطبري 1/240. والبداية والنهاية، ابن كثير 1/249 . والمنتظم، ابن الجوزي 1/339.
3) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير: 3/50. وتفسير الجلالين، جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي، ص: 373. وزاد المسير، ابن الجوزي: 5/58.(1/3400)
4) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: 10/288.
5) فتح القدير، الشوكاني: 3/241.
6) أضواء البيان، الشنقيطي: 6/498.
7) تفسير القمي: 2/22.
8) التبيان، الخوئي: 6/ 498.
9) جوامع الجامع، الطبرسي: 2/336.
10) الميزان، الطباطبائي: 13/154.
11) انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير: 3/45. وأضواء البيان، الشنقيطي: 3/175. تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص: 464.
12) هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الإمام العلم المجتهد عالم العصر، أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة من أكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال وكان من أفراد الدهر علماً وذكاء وكثرة تصانيف، قل أن ترى العيون مثله. (ت310هـ) انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي: 14/267.
13) جامع البيان، الطبري: 15/132.
14) أنوار التنزيل، البيضاوي: 3/461.
15) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي:10/301.
16) انظر: التبيان، الطوسي: 6/507.
17) انظر: جوامع الجامع، الطبرسي: 2/340. والصافي، الكاشاني: 3/206. والميزان، الطباطبائي: 13/185.
18) الكاشف، محمد جواد مغنية: 5/72.
19) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي:10/338. وانظر: مفاتيح الغيب الرازي: 21/56. وتفسير الجلالين، ص: 337. والوجيز، الواحدي: 2/650. ومدارك التنزيل، النسفي: 1/269. وتيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص: 468.
20) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير: 3/68.
21) التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور: 11/2507.
22) والمحرر الوجيز، ابن عطية: 3/490. وانظر: الكشاف، الزمخشري: 2/271. وفتح القدير، الشوكاني: 3/263.
23) أنوار التنزيل، البيضاوي: 3/470.
24) روح المعاني، الآلوسي: 5/396.
25) تفسير القمي: 2/29. والميزان، الطباطبائي: 13/234.
26) التبيان، الطوسي: 6/529.
27) مجمع البيان، الطبرسي: 3/443.
28) وهو أن فرعون إنما أراد إبقاء بني إسرائيل لاستعبادهم (الاستخفاف بهم)، وأن آخر ما كان يتمناه خروجهم من مصر.
29) المفردات، الراغب الأصفهاني: 2/260.(1/3401)
30) النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير الجزري: 3/443. وقبله في تفسير معنى (حليم): 1/434: " الحَليمُ، هو الذي لا يَسْتَخِفُّه شيء من عِصْيان العباد, ولا يستفِزُّه الغضب عليهم ".
31) الجامع الصحيح، البخاري: 3/1192 (كتاب بدء الأرض). وانظر أيضاً: 4/1742 (كتاب تفسير القرآن ـ باب سورة بني إسرائيل الإسراء).
32) البيت لزهير بن أبي سلمى، انظر: ديوانه، ص: 177. قال ابن دريد، في كتابه: " الاشتقاق "، ص: 168: " الغيطلة: البقرة الوحشية، والفز ولدها ". والسيء: اللبن اليسير الذي يخرج من الضرع قبل الحلب. انظر: لسان العرب، ابن منظور: 1/99 (سيأ). والحشك: ترك اللبن حتى يتجمع. انظر: لسان العرب، ابن منظور: 10/412 (حشك).
ويقصد بالتشبيه في البيت: التشبيه بابن بقرة وحشية يلعق السيء، دون انتظار تجمع اللبن في الضرع؛ خوفاً من عيون الناس.
33) معجم مقاييس اللغة، ابن فارس: 4/343.
34) انظر: لسان العرب، ابن منظور: 5/52 (فرر). ومنه أطلقت العرب على الهروب جُبناً " الفرار ".
35) القاموس المحيط، الفيروزآبادي: 1/669.
36) لبيان معنى الاستخفاف في سورة الروم، انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: 14/49. وفتح القدير، الشوكاني: 4/232. والوجيز، الواحدي: 2/842. وزاد المسير، ابن الجوزي: 6/163. والتبيان، الطوسي: 8/267. ومجمع البيان، الطبرسي: 4/311.
ولبيان معنى الاستخفاف في سورة الزخرف، انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: 16/101. والجلالين، ص:652. وزاد المسير، ابن الجوزي: 7/322. وجوامع الجامع، الطبرسي: 4/515.
37) القاموس المحيط، الفيروز آبادي: 1/1042 (خفف).
38) أساس البلاغة، الزمخشري: 1/445 (خفف). وانظر: لسان العرب، ابن منظور: 9/88 (خفف).
39) انظر: سورة الأعراف، الآيات: 120-126.
40) انظر سورة غافر (المؤمن)، الآيات: 39-45.
41) انظر: جامع البيان، الطبري:11/147.(1/3402)
42) مدح القرآن الكريم هذا العلاج لمن يخشى على دينه من التأثر السلبي لاستفزاز الظالمين، قال تعالى: " وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " [النساء: 100]. بل ذم من لم يستخدم ذلك العلاج، وعدَّه معصية: " الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا " [النساء: 97].
43) من أشهر الكتب التي تناولت ذلك بالتفصيل كتابي: الجني الداني في معاني حروف المعاني للمرادي، ورصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي.
44) انظر: تناوب حروف الجر في لغة القرآن، د. محمد حسن عواد، ص: 35.
45) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، أشهر شعراء العرب على الاطلاق. يماني الاصل، كان أبوه ملك أسد وغطفان. قصد الحارث ابن أبي شمر الغساني (والي بادية الشام) فسيره هذا إلى قيصر الروم في القسطنطينية، فولاه فلسطين، ولقبه فيلارق أي الوالي، فرحل يريدها. فلما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، وما لبث أن توفي؛ ولذلك عُرف بذي القروح، وكذلك: الملك الضليل. انظر: الأعلام، الزركلي: 2/14.
46) انظر: تناوب حروف الجر في لغة القرآن، د. محمد حسن عواد، ص: 28.
47) ورد هذا البيت في قصيدتين: الأولى: لأبي اللحام حُريث بن اللحام التغلبي، ومطلعها:
عمرتُ وأَطولتُ التَّفَكُّرَ خالياً وَساءَلت حَتّى كادَ عُمري يَنفَدُ
والثانية: لعدي بن زيد بن حماد التميمي، ومطلعها:(1/3403)
أَتَعرِفُ رَسمَ الدارِ مِن أُمِّ مَعبَدِ نَعَم وَرَماكَ الشَوقُ قَبلَ التَجَلُّدِ
انظر: موسوعة الشعر العربي، المكتب الثقافي، أبو ظبي، قرص حاسوبي ( Cd ).
48) مدارج السالكين، ابن قيم الجوزية: 3/215 (أول باب التمكُّن).
---
عبدالرحيم
12-04-2005, 07:00 PM
ولما كان الإسلام دعوة عالمية، لابد للدعاة من ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم وذلك للقيام بفريضة التعريف بهذا الدين العظيم.
ولا يجوز أن يتهاون من تصدى للترجمة في البحث عن أقرب الترجمات إلى الصحة من أجل بيان المعنى المراد.
وبما أن الترجمة عمل إنساني يشوبه ما يشوب المترجم مما طبعَ الله الناسَ عليه من خطأ ونقص..
لا ينبغي أبداً الركون إلى تراجم من سبقنا (على شرفها وفضلها وهم مأجورون مشكورون عليها) بل ينبغي مراجعتها مراتٍ ومراتٍ... لألا تكون الترجمة سبباً في الطعن بكتاب الله سبحانه وتعالى.. تنزيهاً له عن رميه بما ليس فيه.
هذا إن كان في وقت الراحة والركون والسكون...
فكيف بنا في هذا الوقت الذي لا تهدأ أمواجه المتلاطمة ورياحه العاصفة.. ولا ترتاح ((الدراسات)) الناقدة لمصدر وتأريخ وموضوعات وأسلوب القرآن الكريم بمختلف جنسيات ولاة أمر معاهد الاستشراق.. وأنواع العملات التي صُرِفت.. وألوان بشرات وعيون الشخوص الذين شمروا عن سواعدهم لذاك..
في تكالب أكلةٍ على قصعتها لم يعرف التاريخ له مثيلاً لأمة من الأمم أو لكتاب من الكتب منذ بدء التاريخ حتى الآن!!
لا يجوز لنا أن نقدم ما يسبب الطعون لكتاب الله جل جلاله هدية مجانية ولقمة سائغة يستقبلها كل أولئك الناس في غفلة منا
إن استمر جهِلنا بها فتلك مصيبة.. وإن علِمنا بها وجبُنا (أو في أحسن الأحوال تجاهلنا) فالمصيبة أعظم.
كل تلك المقدمة لبيان خطورة ما قد تثيره ما سأذكره أدناه، من نماذج لترجمات معتمدة للآية 103 من سورة الإسراء.. من شبهات حول القرآن الكريم(1/3404)
فجميعها قالت إن فرعون أحب، أراد، رغِبَ في.. إخراج بني إسرائيل من مصر، بينما الحق الذي بيَّنه القرآن الكريم وأجمَعَت عليه كل كتب التاريخ وبما يوافق اللغة: أن فرعون أحب، أراد ... الاستخفاف ببني إسرائيل وإبقاءهم عبيداً عنده..
وإليكم نماذج من تلك الترجمات..
الإنجليزية:
he resolved to remove them from the face of the earth: but We did drown him and all who were with him
الفرنسية:
-(Pharaon) voulut donc les expulser du pays. Alors Nous les noyâmes tous lui et ceux qui étaient avec lui
التركية:
Derken, Firavun onlar ülkeden ç karmak istedi. Bu yüzden biz onu ve maiyyetindekilerin hepsini (denizde) boًduk
الألمانية:
Und Pharao wollte die Kinder Israel aus dem Land verscheuchen. Da lieen wir ihn und alle, die mit ihm waren, ertrinken
فهذا رجاء ونداء لكل مؤسسة تُعنى بترجمة القرآن الكريم أن تنظر إلى كتاب الله سبحانه وتعالى بمزيد من العناية.. فلا يؤتيَن كتاب الله من قِبَلها.
كتاب الله المجيد له حق علينا.. ولا يليق بنا التفكير بأنانية ، بمعنى: التفسير لأجل العرب المسلمين، بل ينبغي علينا التفكير الجدي و(الوعي) بأن كل حرف نكتبه (وبخاصة إن تعلّق بالقرآن الكريم) فإن عدداً من مراكز البحث ستتلقف ما يُكتَب.. وتعكف عليه دراسةً وتحليلاً
مرة أخرى أخي الغيور على كتاب الله " فلا يؤتَيَنَّ من قِبَلك ".
---
(1/3405)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المسلمون .. والحب المُدَّعَى للنبي الكريم ...هل أنت منهم؟.. اعرف السبب
---
المسلمون .. والحب المُدَّعَى للنبي الكريم ...هل أنت منهم؟.. اعرف السبب
---
ابو حنيفة
01-24-2006, 11:37 PM
بسم الله والحمد لله وصلى الله على رسول الله
يعلم الجميع ما حدث في الاونة الاخيرة من حدث عظيم وكبير هز قلوب الكثيرين وابكاء المحبين للحبيب محمد صلى الله عليه واله الطيبين.
وقد سرني ما رايت من تفاعل بالغ على جميع الأصعدة الرسمية والشعبية من استنكار وشجب واجتماع للصفوف ووحدة الموقف واستنهاض الهمم وعرض الخطط الرادعة لهذ الحقد الدفين من نشر للبضائع الدنماركية والنرويجية استعدادا لمقاطعتها كنوع من الرد البسيط للعداوة الصريحة لنبينا ولديننا.
لكني تفاجأت أن هذا الرد جاء سريعا وحازما !!! وسبب الدهشة هو ان هؤلاء القوم عداوتهم ظاهرة ومتوقعة منهم وان الاساءة للنبي تعتبر قليلة بالنسبة لماحكاه الله عنهم في قوله تعالى {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران
هل هب المسلمون حبا للنبي عليه الصلاة والسلام ودفاعا عنه وعن كرامته؟؟!!
وهل هذا الدفاع ضد قوم معينين ؟ أم أنه ضد كل من آذى رسول الله وحاول الانتقاص منه؟
لما تأملت مواقف بعض المسلمين وجدت ان العداوة انقلبت من عداوة وتنقص من الكافرين للنبي واله الى عداوة وتنقص من بعض المسلمين لنبيهم واله الطاهرين !!!
واليك الأدلة والبراهين
1/ يقول القاضي أحمد عثمان مطير عضو المحكمة الابتدائية التجارية الثانية وعضو المحكمة الأولى بلواء الحديدة عام (1981) في كتابه الدرة الفريدة، وهو من رؤوس الطريقة القادرية في الحديدة:(1/3406)
((وبمناسبة ذكر القات أنقل ما ذكره الكاتب شيخي العلامة أحمد عبد الباري عاموه –رحمه الله تعالى- قال ما لفظه :
(فائدة) نُقل عن الشيخ الكبير عبد القادر الجنيد أنه نام ذات ليلة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وبين أيديهم شيء من القات ، قال: فناولني النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من القات ففزعت من النوم وأنا قابض على القات في يدي ومعي ندم عظيم لما لم أسأله عن فائدة القات فرجعت إلى منامي فرأيته صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه على ما هم عليه فسألته فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد القادر أنه نزل به جبريل الآن ! يا عبد القادر كل منه فإن آكله لا ينطق إلا بالصواب ..
وكانت الرؤيا في سنة 953هـ قال شيخنا: ورؤيته صلى الله عليه وسلم حق ومن رآه مناماً فكأنما رآه يقظة ) اهـ ..
من كتاب : الدرة الفريدة في تاريخ محافظة الحديدة صفحة (41) طبعة دار المصباح (الحديدة اليمن).
3/وهذا يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ( محمد فيتامين واو حقنا يوم القيامة)
وهذا يقول عن زوج نبي الله وأحب نسائه اليه أن تسميتها بالحميرا لأنها ( حمارة)
واخر يقول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ( أكبر من يعمل عمل قوم لوط ) استغفر الله العظيم مما كتبتُ ولولا التوضيح والبيان لما كتبته والله شاهد علي .
استمع لهذا الرافضي C:\Documents and Settings\Administrator\Desktop
هذا فيض من غيض وتنقص بعض المسلمين لنبيهم ولأزواجه واصحابه رضي الله عنهم اجمعين
فأين أنت يامسلمون وأين الحب المدعى من هؤلاء امسلمييييييييييييييييييين؟؟!!!!!
---
مرهف
01-25-2006, 12:23 AM
الأخ أبا حنيفة حفظه الله :(1/3407)
ما ذكرته من هذه الحادثة إساءة حقاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل واستهتار بعقل المسلمين ولو أردت أن تبحث عن مثل هذه الترهات لجمعت فيها المجلدات ولا أبالغ إن قلت أن أغلبها من الدسيسات وضعها أصحاب الهوى والجهالات ولكن .... هل ترى من الحكمة ذكرها في هذه الحال وفي هذا الوقت... وبدلاً من أن ننشغل بعدونا ننشغل ببعضنا ، وهل إساءة هذه الأفراد من الجهلة كإساءة اليهود والنصارى في إسرائيل وأمريكا والدنمارك وبعض القنوات التنصيرية للإسلام وللنبي عليه الصلاة والسلام.. .
المسلم يتعظ بالحكمة ويتنور بالعلم الشرعي الصحيح عندما يجهل.. وأما أعداؤنا فيسرهم كلامنا على بعضنا ويشجعهم ذلك على عداوتنا والنيل من مبادئنا وشعائرنا .فوجه أخي الحبيب سهامك نحو عدوك واستخدم النصيحة بالعلم لإخوانك وإن جهلوا وانحرفوا .
وقعت رأس الفأس الحديدية في وسط غابة من الأشجار ففزعت الأشجارمنها وأخذوا يتصايحون للإنقاذ تخوفاً من أن تقوم هذه الحديدة فتقطعهم ،فتكلمت شجرة كبيرة حكيمة من بينهم قائلة : لا تخافوا لن تسطيع الفأس بأن تقطعكم مالم تتبرع إحداكن بغصن منها فتنتصب الفأس فيها فتتقوى بها عليكم.
---
(1/3408)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة ؟
---
متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة ؟
---
عمر المقبل
07-07-2003, 01:22 AM
متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة ؟
هذا سؤال يلاحظه الباحث في الحديث والتفسير ،وذلك أن كثيراً من الشراح ومثلهم المفسرين يجعل هذا الجواب (مخرج طوارئ) ،كلما أعياه الجمع أو أشكلت عليه بعض الألفاظ أو سياق القصة لجأ إليه .
وهذا يحدث عند المفسرين في تعدد سبب النزول .
ولعل من أغرب الأمثلة في هذا الموضوع : القول بتعدد قصة المعراج !!! .
ولعلي أشارك في البداية ،راجياً أن يتتابع الإخوة فيها لإثراء هذا الموضوع المهم بمشاركاتهم :
1 ـ قبل اللجوء إلى هذا (المخرج) لا بد من جمع الطرق ،وتحرير المحفوظ من الشاذ ،والمقبول من المردود ،والمعروف من المنكر ،وهذا بجمع الطرق ،والنظر في القرائن التي تحتف بكل قصة .
نعم ! قد يتسامح البعض في إيراد السبب (سبب النزول ) ولو ضعف سنده ،إذا لا كان يخالف سياق الآية ،وهذا قد يكون مقبولاً ،ولكن ما العمل إذا تعددت أسباب النزول لآية واحدة ؟
هذا ما يحتاج إلى جواب ،فهل يشاركني إخوتي في إثراء هذا الموضوع ؟
2 ـ 000000000000000
3 ـ 0000000000000000
---
خالد الباتلي
07-07-2003, 05:36 PM
أخي وصديقي الشيخ / عمر المقبل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
كم سررت حينما رأيت اسمك في هذا الملتقى المتميز ، وحياك الله بين إخوانك مفيدا ومستفيدا ، وأرجو أن تتواصل في المنتدى بحيويتك ونشاطك التي أعرفك بها .
أما ماأثرته من مسألة : ما العمل إذا تعددت أسباب النزول لآية واحدة ؟ ونزولا عند طلبك بالمشاركة ؛ أقول وبالله التوفيق :
يطالع القارئ في كتب التفسير ذكر عدة أسباب مختلفة في نزول الآية الواحدة، وفي مثل هذا لا يخلو أن يكون الأمر كما يلي:(1/3409)
1. إذا تعددت الروايات وكانت صيغها غير صريحة للسببية فلا تعارض بينها ففي هذه الحالة تكون هذه الأقوال تفسيراً للآية وليست لسبب النزول. إلا إذا دلت قرينة على أحد الأسباب فنحمله سبباً للنزول.
2. إذا تعددت روايتان أو أكثر وكانت إحداهما صريحة والأخرى غير صريحة فالمعتمد هو الرواية الصريحة.
مثال ذلك: ما أخرجه ابن جرير( ) عن نافع قال قرأت ذات يوم: ]نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ[ (البقرة:223) فقال ابن عمر: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا، قال: "نزلت في إتيان النساء في أدبارهن". فهذه صيغة غير صريحة السببية.
وأخرج البخاري ومسلم عن جابر قال: "كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من خلفها في قبلها جاء الولد أحولاً فنزلت: ]نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ..[( ).
فنأخذ رواية جابر لكونها نصاً في ذلك. ورواية ابن عمر تحمل على بيان معنى الآية استنباطاً من معناها.
3. إذا تعددت الروايات وكانت جميعها نصاً في السببية وكان إسناد أحدها صحيحاً والآخر غير صحيح فالمعتمد الرواية الصحيحة.
مثال ذلك: ما أخرج البخاري ومسلم( ) وغيرهما عن جندب بن سفيان الهذلي قال: اشتكى النبي r فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل: ]وَالضُّحَى(1)وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى(2)مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى[ (الضحى:1-3).
وأخرج الطبراني( ) عن أم حفص عن أمها وكانت خادم النبي r أن جرواً (كلب صغير) دخل بيت النبي r فدخل تحت السرير فمات تحته فلبث النبي r أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال: يا خولة ما حدث في بيت رسول الله؟ جبريل لا يأتيني، فقلت في نفسي: لو هيئت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي r ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:] وَالضُّحَى..[.(1/3410)
يقول ابن حجر : قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة لكن كونها سبب نزول الآية غريب وفي إسناده من لا يعرف. فالمعتمد ما في الصحيحين. فالراجح هو القول الأول.
4. إذا تعددت الروايات وكانت صيغها صريحة في السببية وإسنادها صحيحاً حاولنا الجمع بينها فتكون الآية قد نزلت بعد السببين أو الأسباب لتقارب الزمن بينها فنعمل إذاً بجمع الروايات لكونها صحيحة.
مثال ذلك: آيات اللعان: ]وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ[ (النور:6).
روى البخاري( ) عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي r بشريك بن سحماء فقال النبي r: "البينة أو حد في ظهرك"، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة فجعل النبي r يقول: "البينة وإلا حد في ظهرك"، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل وأنزل عليه: ]وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ..[ فقرأ حتى بلغ: ]إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ[.
وأخرج الشيخان( ) عن سهل بن سعد قال: جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال: سل رسول الله r عن رجل وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فيقتل به أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله r: "قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله r فلما فرغا قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثاً" الحديث.(1/3411)
وعلق الشيخ الجديع( ) على هذين الحديثين الصحيحين فقال: "فهذا وشبهه ليس من التعارض، إنما هو من نزول الآية أو الآيات لأكثر من سبب، ربما توافق السببان وقتاً فنزلت الآية فيهما، وربما تكرر نزول الآية عند تكرر الوقعة المقتضية لها، ولا يمنع من ذلك كونها موجودة عند رسول الله r، فالنزول الأول تناول الحدث الأول مع الإعلام للنبي r بما تضمنته الآية من عموم الحكم لنظائر تلك الوقعة وأشباهها، والنزول الثاني ليعرف أن الحدث الجديد مراد بتلك الآية على سبيل القطع واليقين، إذ كل آية تنزل لسبب فإن إرادة السبب بها قطعية، بخلاف ما يخضع لتصرفات الحاكم واجتهاده، فإن تنزيله الآية على وقعة أو حدث فإنما يقع على سبيل الظن لا القطع، وهذه فائدة جليلة في مثل هذه الصورة من أسباب النزول".
5. إذا كانت الروايتان صحيحتين وصريحتين في السببية ولم يمكن الجمع بينهما لجأنا إلى أحد أوجه الترجيح بين الروايتين كأن يكون الراوي حاضراً القصة، أو تكون إحدى الروايتين أصح من الأخرى فتقدم الرواية الراجحة إما أن تكون مروية في الصحيحين مثلاً أو سند إحداهما أوثق من الأخرى وأقوى ونحو ذلك.
مثال: أخرج الشيخان( ) عن ابن مسعود قال: كنت أمشي مع النبي r بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لو سألتموه فقالوا حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال: ]قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا[ (الإسراء:85).
وأخرج الترمذي( ) عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت الآية.(1/3412)
إذاً تترجح الرواية الأولى بما يلي: أولاً: أن ابن مسعود حضر القصة خلاف ابن عباس. ثانياً: أن رواية ابن مسعود أصح من رواية ابن عباس لأنها رويت في الصحيحين. ويشكل على رواية ابن مسعود أن سورة الإسراء مكية واليهود كانوا بالمدينة وهذا ما يؤيد رواية ابن عباس.
ولكن يجاب عن هذا إن كون السورة مكية لا يمنع أن تكون آية منها أو آيات نزلت بالمدينة والحديث المذكور يدل على أن آية الروح مدنية وهذا أولى من حمل الآية على تعدد نزولها.
6. إذا لم يمكن الجمع لتباعد الزمن ولم يمكن الترجيح بأن كانت كلها متساوية في الصحة، فيحمل على تعدد النزول فتكون الآية نزلت عدة مرات.
مثاله: ما رواه أبو هريرة أن النبي r وقف على حمزة حين استشهد في أحد وقد مثل به فقال: لأمثلن بسبعين منهم مكانك، فنزل جبريل بخواتيم سورة النحل: ]وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ..[ (النحل:126)( ).
الرواية الثانية: أخرج الترمذي( ) عن أبي بن كعب قال: "لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون ومن المهاجرين ستة، منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل لله: ]وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ..[.
الرواية الأولى تفيد أن الآية نزلت يوم أحد في السنة الثالثة للهجرة والرواية الثانية تفيد أنها نزلت يوم الفتح في السنة الثامنة للهجرة وبينهما حوالي خمس سنوات فيبعد نزول الآيات عقب هاتين الحادثتين لتباعد الزمن. فحينئذ نقول بتعدد نزول هذه الآية مرة يوم أحد ومرة يوم الفتح( ).
[
---
عمر المقبل
07-08-2003, 01:09 AM
أثابك الله أخي الكريم ابا عبدالعزيز ،ما زلت مفيداً كما عرفتك .
لكن مما أشكل المبحث رقم (6) يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل أكثر ،وبالتتبع هل توجد أمثلة كثيرة حتى نحتاج لها .(1/3413)
في تقديري أنه لا بد من وجود قرائن ترجح أحد الحديثين على الآخر ـ حتى ولو كانا في الظاهر نظيفي الإسناد ـ .
بقي أن أقول هذا الرابط فيه ما يفيد حول المثال الذي ذكرتموه في المبحث رقم (4) :
بحث في اعلال ذكر هلال في حديث اللعان لفضيلة الشيخ عادل الزرقي - ملتقى أهل الحديث (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3587&highlight=%DA%C7%CF%E1+%C7%E1%D2%D1%DE%ED) .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-08-2003, 07:46 AM
سبق بحث مسألة لها صلة هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=223
---
عمر المقبل
07-08-2003, 07:49 PM
بارك الله فيك أخي أبا مجاهد ،ونفع بك
---
(1/3414)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مذاكرة ومباحثة حول نص من تفسير ابن أبي حاتم
---
مذاكرة ومباحثة حول نص من تفسير ابن أبي حاتم
---
خالد الباتلي
08-24-2006, 06:15 PM
قال ابن أبي حاتم في مقدمة تفسيره: " سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرا بأصح الأسانيد وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات وتنزيل السور، وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا دون غيره، متقص تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك".
وغرضي من نقل هذا النص أمران:
الأول: ما المراد بما حذفه من التفسير - والتي جعلتها باللون الأزرق -؟.
الثاني: هل يفهم من كلامه معنى آخر لمصطلح (التفسير) وهو قصره على المعنى المباشر دون غيره ولو كان مما يعين على فهم معنى الآية؟
أنتظر فوائدكم، ولي عودة _ إن شاء الله_ لأطرح عليكم ما جال في خاطري..
حفظكم الله..
---
الكشاف
09-04-2006, 09:44 PM
بسم الله
أما حذف الطرق والشواهد فلعلها ظاهرة لفضيلتكم ، وهي من اصطلاحات أهل الحديث ، الطرق المتعددة للخبر الواحد .
وأما الحروف والروايات وتنزيل السور، فلعله يعني أنه أخلى كتابه من مسائل القراءات التي لا علاقة لها بالمعنى ، وكذلك الروايات القرآنية ، وتنزيل السور وهو المكي والمدني وما يتعلق به ، فكأنه أفرده للتفسير المباشر للمعنى . والتأمل في الكتاب يؤكد هذا المقصد . وفي هذا دلالة على وضوح المقصود بالتفسير ومباينته للعلوم الأخرى ذات الصلة بكتاب الله كالقراءات وعلوم القرآن . ولعل فيما جال في خاطركم ما يصحح هذا الفهم أو يصوبه والله أعلم .
---
عمر المقبل
09-05-2006, 06:10 PM
وأنا مع أخي الكشاف ،وأضيف : أن من جملة ما يدخل في قوله (وتنزيل السور) أي أسباب نزولها ـ وهذا أقوله احتمالاً ـ.
والأمر الثاني ـ الذي تفضلت بذكره ـ أنا معك فيما استظهرته.(1/3415)
وإن كنت أرى أن مسح الكتاب مسحاً شاملاً ـ ولو بسرعة ـ يكشف أكثر عن مقصوده هذا ،وتكون النتيجة ـ في الوصول إلى مراده ـ أدق ،والله أعلم.
---
خالد الباتلي
09-06-2006, 01:43 AM
الأخوين الكريمين/ الكشاف والشيخ عمر
أشكركم على مشاركتكم وبعث الموضوع بعد مواته
وأود أن استوضح من الأخ الكشاف عن مراده بـ (الروايات القرآنية)؟
والذي تبادر إلى ذهني أن مراده بالحروف القراءات عن أئمة القراءة، والروايات اختلاف الآخذين عن ذلك الإمام، كما نقول: قراءة عاصم، ورواية حفص عن عاصم، وعلى كل فالأمران (الحروف والروايات) يدوران في فلك القراءات.
وقوله (تنزيل السور) يشير إلى المكي والمدني كما ذكر الكشاف، وقد وجدناه يذكر أسباب النزول.
والذي جال في خاطري أنه يريد بالتفسير قدرا أخص مما نفهمه ونعتمده في معناه، وهو كل ما أفاد في بيان المعنى، ولذلك نجد أحيانا في بعض ما حذفه ما يفيد في بيان المعنى أو تقويته.
تأملوا عبارته مرة أخرى، ثم قوموا ما فهمته.
وجزاكم الله خيرا
---
(1/3416)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مصاحف بجميع الرويات
---
مصاحف بجميع الرويات
---
متعلم
02-12-2004, 06:47 AM
هذا الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث :
ابشر اخواني في ملتقى اهل الحديث بانه قريبا سيصدر مجموعة من المصاحف كل واحد برواية مفردة من الروايات الاربع عشر وهذه المجموعة تحت اشراف شيخنا د الراجي وقد التقيت به وبصاحب دار النشرالاستاذ الاندلسي فاخبراني بقرب انجاز العمل وسيصدر ايضا مسجلا على سيدي واشرطة عادية وللمزيد ينظر موقع الناشر وهوwwwdar-alqueraatde
وهذا رابطه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16690
---
garti
12-28-2005, 07:57 PM
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،(1/3417)
شكرا للأخ متعلم على هذه البشرى الطيبة ، وأريد أن أؤكد خبره بأن هذه الساسلة المباركة من المصاحف قد يسر الله أمرها حيث تم إخراج مصحفين بروايتي البزي وقنبل عن البدر عبد الله بن كثير المكي بواسطة شبل بن عباد من طريقي أبي ربيعة(للبزي) وابن مجاهد(لقنبل) تحت إشراف الشيخ المدقق الدكتورسيدي التهامي الراجي الهاشمي حفظه الله وقد تمت المراجعة والتصحيح من طرف ثلة من علماء القراءات في لجنة المصاحف بالأزهر الشريف وصودق على صحتها ، وقد طبعت هذه المصاحف بالعد المكي (وهي أول مرة يستعمل فيها هذا العد الذي كاد أن ينسى) من طرف مؤسسة دار القراءات بألمانيا والتي يديرها الأخ الفاضل بناصر الأندلسي وفقه الله ووقاه من كل سوء ، والذي سخره الله سبحانه لتحقيق هذه الأمنية الغالية التي يتمناها المسلمون في سائر بقاع الدنيا ، كذلك توجد رواية الراوي السوسي عن البدر ابن العلاء البصري بواسطة اليزيدي من طريق ابن جرير تحت التصحيح النهائي في نسخة تجريبية وهي كذلك بإشراف شيخنا المفضال الدكتور التهامي الراجي الهاشمي باركه الله تعالى وأمده بالصحة والعافية وجزاه الله بأفضل ما جزى به عباده الصالحين .
---
(1/3418)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > **ّ100فائدة من سورة يوسف**فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد**
---
**ّ100فائدة من سورة يوسف**فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد**
---
إمداد
04-01-2005, 10:52 AM
**ّ100فائدة من سورة يوسف**فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد**
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد
هناك عدة أسئلة عن أمور تتعلق بسورة يوسف ، وسنتحدث إن شاء الله في هذا الدرس عن بعض الفوائد المأخوذة من هذه السورة والقصة العظيمة و هذه السورة تحكى قصة نبي كريم من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام .
وفي هذه السورة عبر كثيرة وفوائد ودروس للمؤمنين ، وفيها كذلك أحكام استنبطها العلماء من هذه القصة التى أوحاها الله سبحانه وتعالى إلى نبيه - صلي الله عليه وسلم - وتمتاز هذه القصة بجمال الأسلوب إذ ليس عند النصارى ولا عند اليهود في سوره يوسف مثل هذه التفاصيل أبداً ، وهذه القصة يذكر الله -سبحانه و تعالى - فيها ما حصل لنبيه يوسف عليه السلام . فلنأخذ بعض هذه الفوائد من هذه السورة ..(1/3419)
(الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6))
قال الله سبحانه وتعالى (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7)) و ذكر قبلها انه قد أٌرى نبيه يوسف وهو صغير رؤيا عجيبة ويؤخذ من هذا :
1- تعاهد الأب أبنائه بالتربية ، و يقرب إليه من عنده استعداد للفهم والعلم والفقه و أن يخصَّه بمزيد من العناية ؛ لأنه كلما كان الإقبال أكثر من الشخص ينبغي أن يكون العطاء له أكثر .
2- أن الرؤيا الصالحة من الله وذلك لأن يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته .
3- أن كتم التحدث بالنعمة للمصلحه جائز و لذلك قال (لا تقصص رؤياك على اخوتك) مع إن الرؤيا نعمة هنا ( فيكيدوا لك كيدا ) إذاً لو كتم إنسان نعمة الله عليه و لم يفشها لئلا يتضرر من الحسد فهذا لا بأس به ، وأما التحدث بالنعمة فيكون عند أمْن الحسد فيذكر الإنسان نعمة ربه عليه
4- أن الشيطان يدخل بين الإخوة ، فيوغر صدور بعضهم على بعض مع كونهم أشقاء فيصيرهم أعداء .(1/3420)
5- أن على الأب أن يعدل بين أولاده ما أمكن وانه لو كان أحد الأولاد يستحق مزيد عناية فإن على الأب ألا يظهر ذلك قدر الإمكان حتى لا يوغر صدور الاخرين .
6- أن الله سبحانه و تعالى يجتبى من يشاء من عباده و يصطفى و هذا الاصطفاء من الله عز و جل نعمه ، فأنت مثلاً تأمَّل كيف أن الله سبحانه وتعالى اصطفاك فلم يجعلك جماداً بل جعلك إنساناً ، تأمل كيف اصطفاك الله فلم يجعلك كافراً بل جعلك مسلماً ، تأمل أن الله عز وجل لم يجعلك من أهل الكبائر الفسقه المجرمين من أهل البدعة بل جعلك من أهل السنة ، وإذا لم تكن من أهل الكبائر فتأمل اصطفاء الله ولم يجعلك من أهل الكبائر وجعلك من أهل الاستقامة والطاعة والدين ، وإذا كنت طالب علم فان الله اصطفاك اصطفاء أخر بأن جعلك صاحب علم ، وإذا كنت داعيه فهذا اصطفاء أخر من الله بأن جعلك ليس فقط من أصحاب العلم بل جعلك تدعو إلى هذا العلم ، وهكذا ، فإذا هي اصطفاءات من الله سبحانه و تعالى للعباد .
7- أن البيت الطيب يخرج منه الابن الطيب انظر إلي قوله تعالى (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
((لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ
وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قائل مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)(1/3421)
8- أن الغيرة تدفع أصحابها للضرر والإيذاء فإنه لما غاروا من أخيهم سعوا في إيذاءه .
9- أن هذه الغيرة يمكن أن تؤدى إلي الكيد والقتل و ليس مجرد الإيذاء فان هذه القضية قد أوصلتهم إلى أن يسعوا إلى قتل أخيهم (اقتلوا يوسف)
10- تبييت التوبة قبل الذنب توبة فاسدة ؛ يعنى إذا قال أحد نذنب ثم نتوب فهو مجرد ذنب ثم نستقيم ...... فلنذنب ، هذه توبة فاسدة ، لماذا ؟ قال تعالى (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ) إذاً هم قالوا نذنب ثم نتوب ، هذه توبة فاسدة . وما أدراهم أنهم سيستقيمون على الدين و الصلاح ، فبعض الناس يقول له الشيطان أنت الآن أذنِب ثم تتوب ، فينتكس هذا المسكين و يذهب على وجهه في المعاصي .
((قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15))
11- أن الإنسان إذا ظن سوء بإنسان فلا يصلح أن يلقنه حجة لأنه يستخدمها عليه ولذلك يعقوب لما قال (وأخاف أن يأكله الذئب ) هو لقنهم حجه استعملوها بعد ذلك قالوا حصل ما تكره وتركنا يوسف عند متاعنا وأكله الذئب ، لذا لا ينبغي لإنسان إن شك في شخص أن يلقنه حجة يمكن أن يستخدمها بعد ذلك .(1/3422)
12- أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره فإنه لما كان في البئر (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) ولكن ومتى تحدث هذه التنبئة ؟ بعد حين .
(وجاءوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وجاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) )
.13- أن المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون فهذا تمثيل (قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) .
14- العمل بالقرائن ومشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب الذئاب قميص سليم مغموس بدم فكيف أكله الذئب- ما هذا الذئب الذي له ذوق يأتي للولد ويخلع قميصه ثم يأكله-كيف يأكله الذئب والقميص سليم ما به تمزيق .
15- جواز المسابقة ومشروعيتها ، فالمسابقة تكون على الخيل و السهام …..لا تبقى إلا في نصل أو خف أو حافر أي على الإبل و الخيل و السهام .
هذه الأمور التي تعين على الجهاد تجوز المسابقة فيه بجعل أي مقابل أما إذا كان ليس من الأمور المعينة على الجهاد ونشر الدين فلا يجوز السبق به بجائزة فصار عندنا المسابقات على ثلاث أنواع :
أ-جائز بعوض :(1/3423)
مثل مسابقه سهام الرمي بالبندقية على الخيل ، مسابقه الرمي بالطائرات ، بالدبابات ، بأي وسيله بالرمي لأنه معين على الجهاد يجوز أن يجعل فيه جوائز ، فابن تيميه رحمه الله أدخل فيها المسابقات المعينة على نشر الدين . فلو عملنا مسابقه في حفظ القرءان وحفظ السنة وحفظ العلم يجوز أن تكون بجُعل أي بمقابل بجائزة .
ب- القسم الذي بغير عوض مثل المسابقة على الأقدام و اختلفوا في الغطس قال بعضهم يلحق بالأول لأنه يعين على الجهاد فمسابقة الأقدام تجوز بدون جائزة……. بغير مقابل………. هذا مثال .
ج-المحرم : مثل نقر الديكه ، مناطحة الكباش ، مصارعه الثيران . لا تجوز لا بجائزة و لا بغير جائزه لانه فيها تعذيب للحيوان .
مسألة :
ما حكم الملاكمة ؟ لا تجوز لأن فيها ضرباً على الوجه وأيضا هناك مسابقات أخرى غير جائزة لأن فيها كشف عورات أو فيها قمار وهذا على سبيل المثال .
16- إنباء المشكوك في أمره بذلك لعله يتوب قال ( بل سولت لكم أنفسكم )
17- الصبر الجميل ما هو الفرق بينه وبين الصبر العادي
الصبر الجميل : قال العلماء الذين ليس فيه تشكي ولا جزع يعني يصبر بدون تشكي ولا جزع
(وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22))(1/3424)
18- البشارة بالأمر السار ( قال يا بشرى هذا غلام ) وقد تكون البشارة بالأمر السيئ ( فبشرهم بعذاب أليم ) لكن اكثر ما تستعمل البشارة في الأمر الحسن.
ويجوز إعطاء مقابل لمن بشرك بالخير كما أن كعب (رضى الله عنه) لما جاءه الذي يبشره بتوبة الله عليه خلع له قميصه فأعطاه إياه ، فمن بشرك و قال نجحت ، أو جاءك ولد ، أو بَشَرَكَ بأمر طيب فتكافؤه على البشارة بهدية بأي شيء يُرضيه أو بأي شئ يطيب نفسه جزاء ما أدخل السرور عليك ، فقول العامة ( هات البشارة ) يعنى له وجه .
19-أن الشراء يطلق على البيع و الشراء قال (وشروه بثمن بخس) يعنى باعوه بثمن بخس ، و كلمة شراء في اللغة تطلق على البيع أيضا
20-أن بيع الحر و أكل ثمنه من الكبائر العظيمة و هكذا فعل هؤلاء باعوا حراً وأكلوا ثمنه .
21- مِنَّة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز و ليس أن يكون ذليلا مهاناً ، لذا قال عزيز مصر لامرأته ( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا.....) .
22- أن الشاب إذا نشأ في طاعة الله فان الله يؤتيه علماً و حكمةً . (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24))
23- خطورة الخلوة بالمرأة في البيت(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) فهذه الخلوة المحرمة تؤدى إلى المصائب العظيمة .
24- كيد المرأة بيوسف فإنها استعانت عليه لإيقاعه في الحرام بأمور كثيرة :-(1/3425)
أولاً: راودته هي ، فلم يبدأ الشر منه ولكن بدأ منها ، والمرأة إذا دعت الرجل إلى الحرام غير إذا دعى الرجل المرأة للحرام ، لأنها إذا دعت الرجل إلى الحرام أزالت الحواجز النفسية فالرجل يخشى إذا دعا المرأة إلى الحرام أن ترفض أو تستنجد بأهلها لكن إذا المرأة دعته للحرام…، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ) . لماذا ؟ لأن الحرام صار سهل لأنها هي التي دعته .
ما هي وسائل الجذب ؟
أولا : راودته .
ثانيا : هو في بيتها أي ليس غريباً ، يُشك فيه إذا دخل البيت.
ثالثا : أنها غلقت الأبواب وغاب الرقيب وهذا أدعى للوقوع في الحرام .
رابعا : أنها شجعته على ذلك و قالت هيت لك . تعالى……. هيا .
خامسا : أنه كان شاباً ، وداعي الزنا عند الشباب أكبر .
سادسا : أنها كانت سيدته لها عليه الأمر و النهى و الطاعة .
سابعا : كان عبداً و داعي الزنا عند العبد أكبر من الحر لأن الحر يخشى الفضيحة أما العبد فينظر إليه من مستوى أدنى .
ثامنا : أن الرجل كان غريباً عن البلد ،والغريب لا يخشى الفضيحة مثل بن البلد ويوسف كان غريباً.
تاسعا : أن المرأة كانت جميلة وداعي الزنا بالجميلة أكبر.
عاشرا : أن المرأة كانت ذات سلطان تدافع عنه يعنى عن حبيبها فيكون داعي الزنا أكبر.
حادي عشر : أن زوجها ما عنده غيره فهو بالرغم من علمه بما حصل إلا انه أبقى الحبل على الغارب ، فما اخرج يوسف وفصَلَه عن زوجته و بقى الأمر كما هي عليه فقط يعنى(أعرض عن هذا .......) (استغفري لذنبك .....) .
ثاني عشر : أنها استعانت عليه بكيد النسوة زيادةً للفتنة.
ثالث عشر : أنها هددته بالسجن .
إذاً هناك أسباب كثيرة جداً داعية إلي أنه يزني ومع ذلك صمد فلم يزن و بالتالي فإنه بلغ عند الله شأناً عظيماً .(1/3426)
25- أن الله تعالى يُعِين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبتهم(لولا أن رأى برهان ربه ) فهو إذاً كاد ، لكن أراه الله برهاناً جعله ينصرف ، فالله يعين وليه في اللحظات العصيبة .
ما هو هذا البرهان ؟
قيل : رأى وجه أبيه يعقوب ، وقيل رأى كف يعقوب يمدها ، كذا قيل و لكن ما على ذلك أدله لكن يكفى أن نقول انه برهان من الله ليوسف صرفه عن هذا الحرام .
26- أن الإنسان لولا معونة الله لا يثبت على الحق ، لولا توفيق الله و تسديده لا يثبت على الحق ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)
(وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29))
27- أن شهادة القريب علي قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب (وشهد شاهد من أهلها ) قال ابن عباس : هو رجل كبير ذو لحيه ، وهذا أصح مما قيل انه صغير أنطقه الله ، أما قصه الرضيع فضعيفة في الشاهد هذا والراجح أنه رجل كبير ذو لحيه و فيه العمل بالقرائن كما تقدم . يعنى إذا كان قميصه ممزق من الخلف معناه هي التي تطارده وهو يهرب . لو كان قميصه ممزق من الأمام هو يهجم عليها و هي تدافع عن نفسها .(1/3427)
28- عظم كيد المرأة قال تعالى ( إن كيدكن عظيم ) والذي يتأمل كيف حاكت هذه المرأة المؤامرة و غلقت الأبواب و قالت هيت لك واستعانت بالنسوة . يعنى أن المرأة إذا أرادت أن تكيد كادت ، وهذا شئ خلقه الله واستعظمه .
29- عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقال عليه الصلاة والسلام ( إن يوسف أوتى شطر الحسن ) نصف جمال العالم في يوسف عليه السلام .
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32))
30- سرعة سريان الشائعات بين النساء ( وقال نسوة .....) وكالة الأنباء مجرد ما تتلقى خبر بالذات مثل هذا إلا و هو في البلد منتشر ، دارت الأخبار بسرعة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه .(فلما سمعت بمكرهن ) و هذا كيد النساء تريد أن ترد الآن فجمعتهن وأعددت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن ، هو خادم في البيت يطيع رغماً عنه اخرج عليهن ، خرج عليهن فلما رأينه انشغلن بجماله عن السكاكين التي تعمل في الأيدي ، و قطعن أيدهن وسالت الدماء بدون إحساس وهذا يدل على شده جمال يوسف عليه السلام لدرجه أن ألم تقطيع الأيدي ما عاد يشعرن به أمام رؤية يوسف عليه السلام .(1/3428)
31- أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة و إن هذا استقر عند الناس لذلك النسوة هؤلاء لما راءوا جمال يوسف( قالوا ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم ) فعند الناس مستقر أن الملك جميل الخلقة و الشيطان قبيح جدا .
قيل أن الجاحظ كان جالساً فجاءت امرأة مع صائغ و قالت مثل هذا و أشارت إلي الجاحظ ثم انصرفت ، فالجاحظ استغرب فذهب وتبعه حتى وصل إلي المحل قال ما هذا ؟ قال هذه امرأة جاءتني فقالت اعمل لي حلياً عليه صورة الشيطان فقلتُ لها و ما أدراني ما صورة الشيطان حتى اعملها لك ؟ قالت : ورائي فقادتني إليكَ فقالت مثل هذا .
فاستقر في أذهان الناس إن الشيطان شكله قبيح وان المَلَك شكله جميل ، والله عز و جل قال عن جبريل(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6) أي جمال وقال عن شجره الزقوم (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) (الصافات:65) في القبح.
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35))
32- أن المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة . يصبر على الشدة و يُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)
واستعانة يوسف بالله (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) يعنى الإنسان ضعيف و يوسف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا وإنه يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء .(1/3429)
33- استجابةُ الله لأوليائه والدعاة المخلصين (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) يسمع دعاء عبده (الْعَلِيمُ ) بحال هذا العبد الذي يدعوه.
(وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36))
34- أن سيما الصالحين تُعرَف في وجوههم ، يعنى الآن اثنان في السجن ومعهم يوسف فلماذا لجئا إليه ؟ هل هما يعرفان يوسف من قبل أنه صاحب علم ؟ أو أنه يعبر الأحلام ؟ لا .
فلماذا لجئا إليه (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) يعنى عليك سيما الصلاح و علامات الصالحين – إذاً أهل الصلاح يظهر عليهم و الناس يحبونهم و ينجذبون إليهم – رغم أن أهل البلد من الكفار فساقِ الملك وخبَّاز الملك و الملك كافر و البلدة كافرة و يوسف هو الموحد الوحيد لجئا إليه (إنا نراك من المحسنين ) حالتك وسيرتك وهيئتك و أفعالك ، أنت شخص من المحسنين . كما يقول العامة (من أهل الله ) .(1/3430)
(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) ) .(1/3431)
35- أن الداعية إذا أراد أن يُلَقِنَ أناساً الحق فإنه يجعلهم يثقون به و يطمئنهم بأنهم قد وقعوا على خبير ، قال (لا يأتيكما طعام ..) قبل الجواب لكسب الثقة ، فالداعي يحتاج أولاً إلى كسب ثقة المدعو و هي قضيه مهمة ، فبعض المدعوين قد يلجأ إلى داعية فلابد أن يكون الداعية خبير وعنده ما يعطيه و يثق فيه (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي) وبدأ قضية الدعوة للتوحيد وهي الفائدة التالية .
36- أن الداعي أول ما يبدأ به التوحيد ، فلقد أرسل الرسول - صلي الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن وقال :(إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ)) قال (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ) و قال قبلها (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)(1/3432)
ثم بدأ(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) مع أنهما سألاه عن رؤيا وينتظران الإجابة عن الرؤيا لكن ما كان ليجيب حتى يعلمهم ما هو أهم كما ثبت في الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ يعني ما هو الأهم الآن هل هو معرفة وقت الساعة أم الاستعداد لها ، فصرف السائل عن الأقل أهميه إلى الشيء الأكبر أهميه . فهما سألا عن الرؤيا فجاءتهم الإجابة أولاً بالتوحيد .
37- أن تعبير الرؤيا فتوى (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) ولذلك قال العلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها فبعض الناس عندما تقص عليه رؤيا يقول ( أُجَرِب ) إيش أُجَرِب ؟ إما عندك علم وإما ما في شيء أسمه أُجَرِب (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
ذكر الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله أن الكلام في الرؤى مثل الفتوى والكلام عليه بغير علم يأثم مثل الفتوى بغير علم
منقول من (أهل الحديث)
وللموضوع بقية
---
إمداد
04-23-2005, 02:38 PM
38- جواز اتخاذ الأسباب الجائزة للنجاة قال (اذكرني عند ربك) حتى إذا خرج ذكر القصة للملك والملك ربما يجري تحقيقاً في الموضوع يخرج بسببه يوسف من السجن بريء .(1/3433)
لكن الشيطان يفعل الكيد بأولياء الله فأنسى الرجل هذا بعد ما طلع من السجن ويمكن فرح أن صاحبه قتل وهو نجا فأنسته الفرحة القصة القديمة (وادكر بعد أمه) ادكر هذه أصلها بالذال والتاء (اذتكر) علي وزن افتعل وهما متقاربتان فالتاء ثقيلة بعد الذال فقلبت دال….. والذال والدال ثقيلتان متتاليتان فأدغمت الذال والدال فصارت دال مشددة والتشديد دليل علي وجود إدغام أي أن هناك حرف دخل في حرف .
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) )(1/3434)
39- أن الرؤيا الصحيحة الحق ممكن يراها الكافر لكن نادرا لأن الملك هذا الذي رأى سبع بقرات سمان وسبع سنبلات هذه رؤيا حق تعبيرها فعلاً حصل ودلت على أن هناك سبع سنوات خصب ثم سبع سنوات عجاف وبعد سنه يأتي فيها الفرج فممكن الشخص الكافر يرى رؤيا صحيحه لكن نادراً . إنما أكثر ما يرى الرؤيا الحق الصحيحة المؤمنون .
40- أن الشخص الذي ذهب ليوسف علَّمه يوسف من غير مقابل…. يعني يوسف ما قال أولا أخرجوني وبعدين أخبركم ما هو تأويل الرؤيا .
كان ممكن يقول طلعوني من السجن أتكلم . خلوني في السجن ما أعطيكم …. فبذل يوسف العلم بلا مقابل . لما قال(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ) مباشرةً .
41- أن في هذه الآية من أصول الاقتصاد وحفظ المال ما فيها . لماذا ؟
لأنه قال ذروه في سنبله وإذا فرط الحب معرض للتلف أكثر مما إذا بقي في السنبل لذلك قال (فذروه في سنبله ) لأنه أحفظ 0000
(إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ) إذاً لابد من الاحتياط والأخذ من أيام الرخاء لأيام الشدة فالآن تأكلون قليلاً منه والباقي يُخزَّن (ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) هذه أصول الاقتصاد ، انظر كيف أن النبوة فيها تخطيط للمستقبل ومواجهة الحالات الطارئة فيها السبع سنوات العجاف تأخذ مثلاً من السبع السنوات التي قبلها كيف قضية التخزين و كيف قضية تقسيم الأشياء علي كل سنة . فكل سنة لها نصيب بحيث أن ترحيل الأشياء من سنة إلي سنة لكي يحصل سد الحاجة .(1/3435)
42- كيف عرف يوسف أنه سيأتي عام رقم خمسة عشر رخاء يعني قال(سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
فسرها يوسف سبع سنوات رخاء ثم سبع سنوات شدة ، من أين أتى يوسف بأنه سيأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون يعني عام خمسة عشر هذا رخاء فيه مطر والناس يعصرون الزيتون ويستخرجون الزيت والسمسم إلي أخره…. يعصرون….. يعني من الرخاء ويغاث الناس بالمطر ؟
قيل إن هذا مما فهمه الله ليوسف وعلَّمه إياه لأنه لو كان عام رقم خمسة عشر عام جدب وقحط ما صارت سبع بقرات هزيله وسبع سنبلات يابسات كانت صارت ثمان سنبلات وثمان بقرات هزيله فلما رأى سبعه ثم سبعه معناه أن الذي بعدها ليس جدب وإلا صارت ثمانية فهذا من دقائق الفهم علي أية حال ومما علمه الله ليوسف .(1/3436)
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ (54))(1/3437)
43- أن الداعية إلي الله لا يخرج إلا بعد تبرئة ساحته ليخرج إلي المجتمع نظيفا يعني الآن سمعة يوسف بين الناس ملطخة بالشائعات (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)) أشاعوا عليه التهم الباطلة وقالوا أنه راود امرأة العزيز وكذبوا عليه . فلا بد أول أن تثبت براءة يوسف أمام الناس لابد من تنظيف السجلات الماضية وإعادة الأمر ناصعاً وإحقاق الحق ولذلك لما جاء الملك أُعجب بالتفسير جداً -وهذه فيها مكانةٌ له - أي الملك - لأنه بسبب رؤياه ستكون هناك سياسة لإنقاذ الشعب فلا شك أنه سُر بهذا- فأراد مكافأة يوسف فلما قال أتوني به ما خرج يوسف علي الفور والنبي صلي الله عليه وسلم تواضع جداً لمّا قال ( رحم الله أخي يوسف لو كنت مكانه لأجبت الداعي ) تواضع منه قال هذا .فيوسف عليه السلام عنده نظرة بعيدة ما مهم الآن أن يخرج من السجن فقط ؟ المهم إصلاح الأخطاء الماضية إصلاح المفترى عليه . لا بد أن تعاد الأمور إلي نصابها ويصحح الخطأ ويثبت أنه بريء أمام الناس وأنه مظلوم كل هذه السنوات في السجن مظلوم(قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) هذه العلاقة المشهورة للقصة أن النساء قطعن أيديهن في مجلس ….اشتهرت(1/3438)
(قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ) و اعترفت امرأة العزيز وبالتالي ثبتت براءة يوسف أمام كل الناس ولذلك لما جاء الطلب مرة ثانية زاد منزلة عند الملك ففي المرة الأولي ( قال أتوني به ) وفي الثانية(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) شوف الفائدة لو خرج أول مرة خلاص خذ مائة ألف ومع السلامة لكن لا ؟ الآن أستخلصه لنفسي… الآن هذا يعني سيكون مقربا عنده حظيا ملبي طلباته من المقربين (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ) .
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (57))
44- جواز طلب المنصب إذا كان الشخص أقدر واحد علي القيام به دون أن يضر بنفسه (قال اجعلني علي خزائن الأرض ) وبيَّن قدراته للملك (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
فجواز أن يذكر الإنسان قدراته ليطلب المنصب لمصلحة المجتمع وليس لمصلحته الشخصية جائز، يوسف هل طلب الآن لمصلحته الشخصية ؟ لا ، لكن لأجل مصلحة البلد كلها ثم هو يستثمر المنصب في الدعوة إلي الله ، ليس طلب المنصب لشيء شخصي وإنما لمنفعة دينية ولمنفعة عامة وليست خاصة . ثم أنه ما في واحد أقدر من يوسف علي تولي هذا المنصب .
فيجوز للأقدر أن يتقدم إذا كانت نيته نفع المسلمين .(1/3439)
45- أن الله يُمَّكِن للصالحين إذا حَسُنَت نواياهم . قال تعالى (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ) . لما سُئِل الشافعي أيهما أفضل أيُبتلى أم يُمَّكن ؟
أي السؤال أيهما أفضل للمسلم أيبتلى ويصبر علي الابتلاء وعلي الأذى والاضطهاد و كذا وكذا ويُؤجَر عليه أو الأفضل أن يُمَّكن حتى يستفيد من التمكين في نشر الدين ونشر الدعوة ؟ إيش الأفضل ؟ قال الشافعي عبارة عظيمة ( لا يُمَّكن حتى يبتلى ).
ليس هناك تمكين يأتي هكذا من الهواء والنبي صلي الله عليه وسلم ما مُكِن في المدينة حتى أبتلي في مكة وكذلك الصحابة ويوسف مثال….. متى مُكِن ؟ بعدما أبتلي بالجب وبالسجن وبالذل وبالعبودية.... أولاً رموه في الجب فصبر على كيد أخوته وظلم أولي القربى أشد فظاظة على النفس
ظلمه أقرب الناس له أخوته وكاد يموت ويهلك و بعدين أخذوه وبيع عبدا وعانى ذل العبودية واشتغل خادم ودخل السجن ثم لما صبر علي كل هذه جاء التمكين فما جاء التمكين ليوسف هكذا مباشرة قال الشافعي ( لا يُمَّكن حتى يبتلى ) سنة الله في الدعوات وهكذا حصل لأنبياء الله والأولياء 0 يعني موسى تغلب علي فرعون بعد إيش ؟
ابتلاءات كثيرة(قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الأعراف:129) كلها ابتلاءات وهذا ما حصل بعد ذلك(1/3440)
(الأعراف:137) (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) لكن بعد الابتلاء
والنبي صلي الله عليه وسلم كم أوذي بالحصار والجوع والتعذيب وقتل أصحابه وكان يُضرب الصحابي حتى لا يستطيع أن يستوي قاعدا من الضرب ويُقال له هذا الجُعل إلهك فيقول نعم من التعذيب وهكذا حتى أن الله مكنهم
46- اجتمع ليوسف الثلاث أنواع من الصبر . هم :
الصبر على طاعة الله .
والصبر عن معصية الله .
والصبر على أقدار الله المؤلمة .
وهذا الصبر درجات فالصبر على طاعة الله وعن معصية الله أعلى درجه من الصبر على أقدار الله المؤلمة لماذا ؟
لأن الصبر على أقدار الله المؤلمة مالك فيه حيله إلا الصبر .ماذا تفعل إلا الصبر ؟ لا يمكن .
شيء مقدور وقع وانتهى مالك الآن فيه إلا الصبر . أما الواجب والمحرم فعندك خيار في فعل الواجب أو عدم فعل الواجب…… في ارتكاب المحرم أو عدم ارتكاب المحرم…. فتكون مجاهدة النفس فيه أقوى أما المقدور مالك فيه إلا حبس النفس عن التشكي والصخب والنياحه ونحو ذلك . لكن فعل الواجب وترك المحرم والصبر على فعل الواجب مثل الصبر على صلاه الفجر وهذا مثلا واجب كما الصبر عن الزنا وهو محرم أكمل أجراً ومنزله عن الصبر على أقدار الله المؤلمة….. ولو سألنا سؤالا فقلنا أيهما أكمل…. صبر يوسف على السجن و إلقاء اخوته له في الجب اكمل أم صبره عن الزنا بامرأة العزيز أكمل ؟ بناء على ما تقدم يكون الصبر عن الزنا أكمل وافضل أجرا(1/3441)
فاجتمع ليوسف عليه السلام الثلاث أنواع كلها فإنه صبر على طاعة الله ولا زال على صله بربه وحتى لما تسلم المنصب صبر على طاعة الله ولم يُطغه منصبه فهو يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم تولى فعدل وحكم فكان من المقسطين .
ما هو الفرق بين القاسط والمقسط ؟ القاسط هو الظالم قال تعالى ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجن:15)
أما المقسط قال تعالي ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42) ( إن المقسطين على منابر من نور وما ولوا ) فإذا تولوا ولاية عدلوا فيها وبين أولادهم وزوجاتهم يعدلون .
فيوسف تولى الولاية وصبر وأمره الله بما أمره به وصبر وحصلت له فرصه للوقوع في المحرمات فصبر ولم يقع فيها وتعرض للإيذاء والاضطهاد والأشياء المؤلمة فصبر فكان يوسف عليه السلام قد اكتمل له الصبر من جميع الجهات.
(وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (59) فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ (60) قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62))(1/3442)
47- لو قال قائل كيف عرفهم وهم لم يعرفوه ؟ فالجواب أنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فالصغير يتغير عليك إذا رأيته بعد عشر سنوات لكن أنت لا تتغير كثيرا إذا كنت كبيرا فلو مثلا واحد عمره ثلاثين ثم رأيته عمره أربعين ما يتغير عليك كثيرا لكن إذا رأيته عمره عشره وبعد ذلك رأيته عمره عشرين تغير عليك كثيرا مع إن العشر سنوات هي هي . إذاً هو عرفهم وهم لم يعرفوه لأنه فارقهم وهو صغير وهم كبار فلما رآهم بعد هذه المدة عرفهم
يعني عد كم جلس في قصر العزيز وكم جلس في السجن وكم جلس وزيرا حتى جاءوا إليه بعد سبع سنوات سمان لما بدأت العجاف جاءوا يطلبون المدد إذاً أقل شيء عندك واحد وعشرون سنه تقريباً ……… لبث في السجن بضع سنين وهذه سبع سنوات سمان غير المدة التي قضاها بعد الجب وشروه بثمن بخس وفى قصر العزيز مده فهي قرابة واحد وعشرين سنه تغير يوسف عليهم كثيراً .
ثم هم عددهم معروف وإذا كان بعضهم تغير فبعضهم لم يتغير كثيراً فلما وجد العدد وهم لم يتغيروا كثيرا عليه ولا شك أنه صاحب فراسة أكثر منهم وهو يتوقع أن يأتوا وهم لا يتوقعون إطلاقا أن الذي رموه في الجب هو الآن وزير . فهذه العوامل مجتمعه من أسباب انه عرفهم وهم له منكرون .
48- ذكاء يوسف عندما قال (قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ).(1/3443)
لما جهزهم بجهازهم وأعطاهم من الميره وما يحتاجه المسافر قال ائْتُونِي بأخ لكم من أبيكم….. وقيل إن هذا حصل بأنه استدرجهم ليقصوا عليه قصته يعنى من أين أنتم ؟ ومن أنتم ؟ ومن أهلكم ؟ ومن أبوكم ؟ كم عدد الأولاد ؟ كم عدد أفراد الأسرة ؟ هذا شيء وارد أن يسأل وزير التموين أو الشخص المكلف بتوزيع الحصص أو الميره في السنوات العجاف أن يسأل عن عدد أفراد الأسرة لكي يعطيهم على حسب عدد الأسرة . فلما قالوا باقي واحد في البيت فقال حتى أصدقكم هاتوا هذا الذي تقولون أنه باقي في المرة القادمة حتى تكونوا صادقين في الادعاء وإلا لا أعطيكم شيئا أبدا فأوجد عندهم الحافز بأن يأتوا بأخيهم لأنه اشتاق إليه ويريد أن يراه وعلى أية حال يوسف مؤيد بالوحي فما يفعله من الأمور في عدد منها يحتمل أنه وحي من عند الله أوحى به إليه .
49- إكرامُ الضيف وتزويدٌ المسافر بما يحتاج (أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) وأنه ينبغي على المسلم أن تكون هذه عادته المستمرة .( أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ) لكم ولغيركم .
50- جواز اتخاذ الحيلة المباحة للتوصل للمقصود المباح .
فإنه قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم يعنى الأوعية التي جعلوا فيها الطعام والبضاعة التي وصلوا بها من بلادهم ليشتروا بها الطعام.... اجعلوها في رحالهم وأعيدوها فيها حتى إذا انقلبوا إلي أهلهم وفكوا المتاع عرفوا ذلك بأنهم أخذوا الطعام منا بلا ثمن فيحملهم ذلك زيادة على العودة .فإذا اكتشفوا ذلك سيقولون نسوا أن يأخذوا منا الثمن . الآن لابد أن نرجع ونعيد الثمن إليهم ....يوسف يريدهم أن يرجعوا بأخيه (اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). فتوصل بالحيلة المباحة إلى المقصود المباح .(1/3444)
لأن بعض الناس قد يكون عندهم قصد مباح ويتخذ إليه وسيله محرمه . مثلاً يقول أريد أن آتى بزوجة لابد لي من شهادة زور فيكذب أو يزور لأجل هذا ، وهذا لا يجوز وأخبث الناس من يتوصل إلي الحرام بوسيلة حرام كمن يتوصل إلي الزنا بالتعارف المشبوه أو الكلام مع النساء الأجنبيات وغير ذلك فالوسيلة حرام والقصد حرام وبعض الناس قد يقول أنا أريد أن أتحدث مع النساء لأتوصل إلي زوجه فقد يكون يريد الزواج لكن الوسيلة حرام وإبليس يغويه فيجعل قصده حرام والوسيلة حرام فلابد إذاً إن يكون المقصود حلال والسبيل إليه حلالا.
(فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64))
51- أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فقال (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ) فالمؤمن كيس فطن لذلك يعتبر بما أصابه في الماضي ويمتنع عليه إن يحصل له مثلما حصل له من قبل بفطنته وذكاءه ولا يكون مُغفلاً .
---
إمداد
04-26-2005, 01:34 AM
52- أن التوكل على الله هو السبب في دفع المكروهات . فإن يعقوب لم يقل لن أرسله معكم فقط بل اعتمد على الله (فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فتوكل يعقوب على الله عز وجل .(1/3445)
(وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66))
53- أن الإكرام-إكرام الناس- وسيله إلى جذبهم .
قال الشاعر ( أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم ) لكن هذا البيت فيه أمور خطيرة لأنه قال تستعبد قلوبهم ونحن نؤمن أن العبودية لله . فالإنسان يستميل القلب بالمعروف نعم لكن لا يستعبد لأن العبودية هذه لله فلا يجوز للإنسان إن يستعبد غيره لا بالإحسان ولا غيره .
إذا الإحسان يستميل قلوب الناس ولذلك قالوا (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) هذا الرجل أكرمنا جدا أكرمنا لما قدمنا عليه وهذه بضاعتنا ردت إلينا فأرسل معنا أخانا .
54- أن الإنسان إذا رأى أنه محتاج لفعل أمر لكن فيه نسبه مخاطره مع شخص أخر لأن فيه شئ من عدم الثقة . فإن أخذ الموثق من الله … وأن يقول له عاهدني بالله العظيم أن تفعل كذا ولا تفعل كذا…… أن ذلك مما يقلل نسبه المخاطرة لذلك يعقوب قال( لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ) الموثق الميثاق مثل أن يحلفوا له بالله العظيم أنهم يردون أخاهم ويرجعونه (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ)(1/3446)
55-أن الإنسان إذا غُلِبَ على أمره فهو معذور وهذا من فقه يعقوب حينما قال إلا أن يُحَاط بكم . فهو صح أن يطلب منهم أن يردوا أخاهم لكن فيما يقدرون عليه لكن إذا غُلِبوا ولم يستطيعوا أبداً فهم معذورون (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَاَ) (البقرة:286)
56- أن إعلان التوكل على الله بعد إبرام العقود مما يُزيدها بركه وخيرا وتذكيرا للطرفين بما تعاقدا عليه فماذا قال يعقوب ( قال الله على ما نقول وكيل ) توكلنا على الله وماذا قال موسى للرجل الصالح حينما قال لموسى (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (القصص:27)قال موسى (قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (القصص:28) فهاتان كلمتان من نبيين بعد إبرام العقود…….. إذاً الإنسان إذا أراد إن يُبرم عقداً مهما في العقود فإنه يبين التوكل على الله ليكون هذا واضح بين الطرفين وهذه عبارة أنبياء ينبغي أن يُقتضي بهم فيها إذا أبرمت عقدا أو اتفاق فقل والله على ما نقول وكيل . فكل منهم يعظ نفسه بالله إن الله رقيب مطلع يشاهد ويشهد على هذا العقد وعلى الاتفاق وعلي هذا الميثاق.(1/3447)
(وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67) وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68))
57- أن أخذ الأسباب للوقاية من العين أمر مشروع بدون وسوسه فإن يعقوب قال لأبنائه (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) أولاد يعقوب كان فيهم جمال وهم عدد وذكور وإذا صار الواحد عنده ذكور وعدد وفيهم جمال هذه مجلبه للعين ولذلك يكون عدم ظهورهم كلهم معاً في مكان واحد أحسن .
58- أن الإنسان المسلم عليه أن يدفع الريبة عن نفسه …..يعني إذا كان تصرف معين يجعل الناس يرتابون فيك فلا تفعل……. البلاد من زمان كان لها سور والسور له باب يدخل البلد ناس يخرجون ناس والأبواب تغلق في وقت معين يعنى لو جاءت قافلة بالليل تنام عند الباب لثاني يوم الصبح … فدخول هؤلاء العدد (إحدى عشر) من باب واحد مرة واحدة …دفعة واحدة… ممكن يثير الريبة أن هؤلاء يريدون شراً يريدون أمراً.. عصابة…. ولذلك قال (لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) فليس فقط من أجل قضيه العين وإنما من أجل ألا يثيروا الريبة فيهم… لئلا يظن بهم ظن سوء ….أنهم لصوص ..يريدون أمراً خطير .
لذلك ينبغي على المسلم إذا كان بإمكانه أن يدفع الريبة عن نفسه عليه أن يفعل ذلك ولا يتصرف تصرفا يثير الشبهة فيه .(1/3448)
59- أن اتخاذ الأسباب لا يمنع من وقوع قدر الله . فإن القدر إذا كان سيقع فسيقع لكن العقل والشرع يقتضيان الأخذ بالأسباب لكن لابد أن يعرف الذي يتخذ السبب أن السبب لن يحول بينه وبين وقوع القدر إذا كان الله قد قضى من قبل أن القدر سيقع ولذلك قال يعقوب من فقهه- (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ )- (وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ) ممكن يقع بهم المكروه .
ما هي النسبة الأكبر ؟ أن يقع بك المكروه إذا اتخذت الأسباب لمنعه ؟ أم إذا ما اتخذت الأسباب لمنعه أي النسبتين أكبر ؟ إذا ما اتخذت الأسباب لأن المكروه سيقع بك بنسبه أكبر… ولذلك فإن الأخذ بالأسباب لا ينافى التوكل على الله لكن السبب لا يمنع بالضرورة قدر الله إذا كان الله عز وجل قد قضاه . قيل لابن عباس لما تكلم مره في القضاء والقدر قيل له: هذا الهدهد يري مكان المياه في باطن الأرض فما بال الطفل يصيده ؟ - أي له قدره غريبة علي معرفة مكان الماء وقيل أن سليمان كان يستعين به في الأسفار من أجل معرفة مكان الماء - قال بن عباس: لا يُغنى حذر من قدر ……..إذاً اتخاذ الأسباب الشرعية مطلوب لكن لابد أن تعتقد أن السبب لا يمنع القضاء إذا أراد الله أن يُنزِلَه .(1/3449)
(وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (69) فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) ) .
60- إكرام الأخ أخاه . قيل نزل كل اثنين في غرفه فتبقى واحد وهو أخوهم الصغير لأن عددهم فردى ( إحدى عشر) وقال(قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ) تأكيد.. فعرفه بنفسه…. وأكيد أن هذا الصغير يعرف أن له أخ أسمه يوسف ربما كان يعرف أيضا القصة (إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فلعله طلب منه أن يُخفى أمره . الشاهد أنه أواه إليه وأكرمه وكيف لا يكون الإكرام وقد فرقت السنون بينهم في هذه المدة الطويلة .
61- أن يوسف عليه السلام أراد أن يأخذ أخاه بالحيلة الشرعية ولا يريد أن يأخذ أخاه على حسب دين الملك الجاهلي وإنما على حسب شريعة يعقوب 00 في شريعة يعقوب كان السارق يؤخذ عبداً عند المسروق منه 00 فأراد ذلك بحيله فماذا فعل ؟ لما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه - (بعض المغفلين قرأ جعل السقاية في رجل أخيه ) - ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون فاقبلوا عليهم ماذا تفقدون ؟ قالوا نفقد صواع الملك .(1/3450)
62- أن الجعاله مشروعه وهى أن تقول من وجد ضالتي فله ألف ريال مثلا هذا جُعل تجعل مبلغ مقطوع لمن فعل لك شيء معين…. هذه غير الاجاره فالاجاره العمل فيها معلوم والجعاله العمل فيها غير معلوم . ففي الاجاره لا تقول من وجد بعيري ..لأن وجدان البعير ممكن يأخذ ساعة ممكن يأخذ سنه وأنت تبحث عن بعير الرجل . لكن لا يجوز أن يكون الجعل مجهولا ( من وجد محفظتي فله ما فيها ) يمكن يطلع فيها ريال ويمكن يكون فيها ألف
إذاً لابد من عقد الجعاله أن يكون الجعل معلوم ولو كان العمل مجهول . قالوا (وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ) وحمل البعير معلوم أنه يحمل خمسين كيلو مثلاً من الطعام أو القمح .
63- ( وأنا به زعيم ) جواز عقد الكفالة . يعنى كفيل بحِمْل البعير فهذان عقدان بكلمتين من القرآن فهذا من بلاغه القرآن في كلمات بسيطة جدا مشروعيه عقد الجعاله والكفالة ثم بعد ذلك استدرجهم يوسف عليه السلام (فَمَا جَزَآؤُهُ) أنتم احكموا (قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ) الذي يوجد في رحله هو نفسه جزاؤه أي يُؤخذ عندنا عبداً .
(فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ (77))(1/3451)
64- أن الإنسان إذا أراد أمرا فعليه أن يهيئ له الأسباب لئلا ينكشف فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه لأنه لو بدأ بوعاء أخيه ووجده صارت مكشوفة لكنه بدأ بأوعيتهم ثم استخرجها من وعاء أخيه وهذا يدل على إحكام الخطة فان الله تعالى لما أراد أن يأخذ أخاه عنده هيئ الله له كل هذا وجعل الأمر يسير حتى يخرج أخوه يوسف وهم لا يشكون في الأمر وأن أخاهم سارق وأخذ أخاهم بشريعة يعقوب ولم يؤخذ بدين الملك .
65- وجوب التحاكم إلي شريعة الله وعدم جواز التحاكم إلي القوانين الجاهلية والأنظمة الخبيثة وإنما إلي شرع الله عز وجل وكتابه وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) ولكن بشرع الله .
(قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذاً لَّظَالِمُونَ (79))
66- أن كتاب الله يجب أن يؤخذ ويُعمل به بما أراده عز وجل والمقصود من الآية يُعمل به(1/3452)
أما ما ليس مقصودا منها فلا يُعمل به وهذا مبنى على قصه في هذه الآية (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً) حصُلت لأبى على بن عقيل وهو واحد من أهل العلم الكبار الذين لهم منزله كبيره بين الناس حصل أن له ولد يهيئه ويعلمه ويحبه جدا والناس يحبون الشيخ ويعرفون منزله ولده…. فمات الولد …… فالناس اكتئبوا وأصابهم الهم والغم والحزن بموت هذا الغلام لأنهم يحبون أباه ويعلمون كيف يحب هذا الأب أبنه فجاءوا إليه يعزونه وجاءوا إليه عند المقبرة ولما أنزلت الجنازة في القبر قام واحد من العامة فصرخ وقال (قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ) يعني بالعزيز الله عز وجل لأن العزيز اسم من أسمائه …إن له شيخا كبيراً يعني هذا الولد له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه…… فضج الناس لذلك كثيرا انفعلوا وصرخوا وبكوا بكاء شديداً فنهاهم الشيخ وقال : يا أيها الناس إن القرآن لم ينزل ليثير الحزن لكن نزل ليعالج الحزن
أي القرآن نزل للحزين يسليه … مكروب القرآن يفك كربه.
إذاً بعض الناس يستعملون الآيات في غير ما أنزلت من أجله فالفائدة هنا أن الآيات ينبغي أن تستعمل فيما أنزلت من أجله وليس فيما لم تنزل لأجله.(1/3453)
67- بدعه ما يفعله بعض الناس من استعمال الآيات في غير مواضعها إذا رأى موسى جاء قال( جئت على قدر يا موسى ) وإذا أكل قال( آتنا غدائنا ) الشاهد من الكلام أن بعض الناس يستعملون القرآن في غير ما أنزل من أجله …. وهناك فرق بين الاقتباس الصحيح وبين ما سبق فمثلا يقول البعض كثرت الفتن وصار الناس في أمر مريج واختلطت عليهم الأمور فهذا اقتباس وهو صحيح …وهذا غير العبث بالآيات كما قال محمد عبده زميل جمال الدين الأفغاني وعنده انحرافات كثيرة وجمال الدين كان أسوء منه بكثير وهذا محمد عبده كان يتناقش مع واحد نصراني وكان يقول النصراني كيف تقولون أن القرآن فيه كل شئ فقال محمد عبده نعم فقال النصراني أين شراب الكوكا في القران فقال ( وتركوك قائما) فهذا عبث . هذه أصلا معروفه فعل وفاعل ومفعول به .
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81))
68- استعظام شأن العهد واستشعار المسئولية والعمل لتحقيق ما أخذ على الإنسان من الموثق الغليظ .
فإن هؤلاء لما استيئسوا منه خلصوا نجيا – وبعض الناس فهموا فهما خطأ وقالوا هربوا وهذا خطأ – إنما يعنى المساره فيما بينهم والتشاور بكلام خاص بينهم ماذا نفعل ؟(1/3454)
(قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ ) وقال لا ابرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي بأن أخذ أخي أو تنتهي هذه المشكلة وفعلا وقف أخوه يوسف هذا الموقف الشديد في هذه الكربة . وهذا يختلف تماما عن حالهم لما تحايلوا وأخذوه وألقوه في غيابات الجب . فتغير حال أخوة يوسف وتابوا إلي الله بعد ذلك ويعنى في الحقيقة هم بدؤوا القصة مجرمين أخذوا أخاهم ووضعوه بالبئر لكن بعد ذلك تابوا إلي الله ولعلهم حصل لهم تغير على مراحل هذه كانت مرحله من المراحل .
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) )
69- أن الإنسان يؤيد كلامه بالشواهد إذا احتمل التكذيب أي إذا كان كلامك محتمل أن يكذبه الشخص الأخر برهن له بالشواهد فقالوا اسأل القرية التي كنا فيها وإنا لصادقون . لأنه مادام الشك في كلامهم فليؤخذ الخبر من مصادر أخرى خذ من مصادر أخرى لكي تتأكد من كلامنا .
70- أن الصبر الجميل عاقبته حميدة والفرق بينه وبين الصبر العادي . الصبر الجميل الذي لا يبوح فيه صاحبه بالشكوى بل يفوض أمره لله .
71- حسن الظن بالله عز وجل وهذا من مقتضيات التوحيد وعكسه من قادح التوحيد(1/3455)
يعقوب كم سنه الآن بعيد عن ولده اكثر من عشرين سنه تقريبا ومع ذلك قال عسى الله أن يأتينى بهم جميعا ما قال عسى أن يأتينى بالولد هذا الصغير الآن هو يعرف أنه حي لكن أسير في مصر عند الملك ...... لكن هو يقول على هذا وعلى الأول وما عنده يقين أن يوسف مات إلى الآن وما يدرى أين يوسف لكن لازال ظنه بالله قويا (عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً)
72- أن البكاء لا ينافى الصبر (وَقَالَ يَا أسفي عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ) فمن البكاء والدمع انقلب سواد عينيه بياضا من كثره البكاء . ما هو الفرق بين البكاء والنياحه ؟ وهل يجوز لمن مات له ميت أن يبكى عليه ؟
نعم يجوز والدمعه التي نزلت من النبي صلي الله عليه وسلم كانت رحمه وشفقة على الولد التي تفيض روحه في حجر النبي صلى الله عليه وسلم, والنياحه ليست بكاء إنما هي صراخ ، زعيق ، اعتراض على القضاء والقدر . البكاء ممكن يكون رحمه شفقة ، وغلبة نفس ، أما النياحه تسخط على القضاء والقدر وفيها شق الجيوب يمكن أن تشق الفستان أو الجيوب ممكن تحلق شعرها ممكن تلطم خديها أو يلطم وجهه هذه نياحه ( ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود) والنائحة عقوبتها شديدة يوم القيامة لها سربال من قطران ودرع من جرب أي ثوب من نحاس مذاب ودرع من جرب ..إلا أن تتوب إلي الله لأن النياحه من الكبائر .
(قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87))(1/3456)
73- أن الإنسان المسلم يشكو إلي الله ولا يشكو أمره إلي الناس والشكوى للمخلوق هي شكوى الرحيم إلي الذي لا يرحم .
74- الفرق بين التحسس والتجسس…. أن التجسس فيه الاطلاع على العورات والاستماع إلي حديث من لا يريدك أن تستمع إلي حديثه أما التحسس فهو تفقد الأخبار …..جمع المعلومات بدون أن تسمع لحديث قوم لا يريدون أن تستمع لحديثهم ولا النظر من ثقب الباب أو اطلاع على عورات القوم والتجسس فيه الاطلاع على عورات القوم والاستماع إلي الحديث خفيه وهذا حرام أما أن تسأل وتقول هل رأيت فلان ذهب من هنا ؟ هل مر بك فلان ؟ تجد مجلس عام تسمع الكلام
ربما فيه معلومة تفيدك في البحث عن المفقود إذا التجسس في الشر والتحسس في الخير التجسس وسائله محرمه والتحسس وسائله مباحة فقد تسأل حلاق أو واحد في الطريق فتجمع معلومات للوصول إلي شيء مباح .
75- تحريم اليأس من رحمه الله وأنه مناف للتوحيد وأن القنوط من رحمه الله مناف للتوحيد فهو أمر محرم ولا يجوز .
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)) .(1/3457)
76- أن الله عز وجل يؤيد المظلوم ولو بعد حين ويجعله في منزله عالية إذا صبر وأتقى فكان أخوه يوسف الذين كادوا له جاءوا إليه اليوم متسولين شحاذين يقولون مسنا وأهلنا الضر تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين . أذلهم الله له هؤلاء الذين ظلموه أتي بهم الله أذلاء صاغرين يقولون تصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين - أن الإنسان إذا رأى قريبه في ذل فإنه لا يزيد همه وذله بل يرق لحاله ويوقف المأساة ، فيوسف ما كان يريد أن يتشفى ، لو كان يريد أن يتشفى كان تركهم يسألون زيادة ويتذللون ويردهم مره ثانيه وثالثه ويعذبهم ، لكن لما رأى الحال وصل بهم إلي هذا رق بهم وأوقف الأمر وكشف الحقيقة (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ) كشف الموضوع فالإنسان لا يتمتع بمآسي الآخرين ، فإن بعض الناس عندهم هذا الأمر… يمعن ويتمتع بالمآسي ويوسف عليه السلام لا يمكن أن يفعل ذلك .
78- أن الإنسان لا يقول هذا المنصب بذكائي وصلت إليه وهذه المكانة بقدراتي الجبارة .
أنظر يوسف قال (قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا) اعتراف لله بالمنة ..فالإنسان مهما وصل لا يغتر بما وصل إليه من مرتبه أو مرحلة ويردها إلي الله (قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا) اعتراف لله بالمنة .
79- الجمع بين التقوى والصبر وأن الله يعقب العواقب الحميدة لمن يتقى ويصبر .
80- أن المسلم يراعى مشاعر إخوانه فيوسف قال ( لا تثريب عليكم اليوم) .
81- العفو عند المقدرة .
82- الدعاء لمن أخطأ عليك بالمغفرة ( يغفر الله لكم ) فإذا واحد ظلمك قلت يغفر الله لك ....نعم فلك أجر عظيم .(1/3458)
(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94) قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (96) قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)) .
83- معجزات الأنبياء .
فإن القميص لما ألقى على وجه يعقوب رجع بصيرا مع أن لو أب أعمى أتيت له بقميص ولده لا يحدث هذا فالله عز وجل يخرق العادة بمعجزات الأنبياء كما حصل في هذه المعجزة المشتركة ليوسف ويعقوب عليهما السلام بإلقاء القميص على وجه يعقوب فيرتد بصيرا .
84- أن الأشياء المعنوية يحس بها الإنسان يعنى عندما يقول (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) هل يوسف ريحه يوجد في مصر إلى فلسطين؟ لكن هناك قوه خفيه الله أودعها في نفوس الناس يمكن أن تكون معجزه ليعقوب عليه السلام أن شم رائحة ولده عبر هذه المسافة الطويلة جدا .
85- استحباب البشارة وأن البشير يسبق الناس الى المُبَشر ( فلما أن جاء البشير) هذا أول واحد السابق الذي يسبق بالخبر السار يسمى بشير ، واستحباب البشارة واستحباب المكافأة على البشارة كما ورد في السنة .
86- طلب الاستغفار من الأب عند عقوقه ، فإنهم عقوا أباهم فما هى الكفارة إذا واحد عق أباه أو أمه ؟ . أن يقول يا أبى استغفر لى هذا من كفارات العقوق لأن هؤلاء قالوا ( يا أبانا استغفر لنا )
87- اعترافهم بالخطأ بقولهم (إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ) .(1/3459)
88- التماس أوقات الإجابة في الدعاء لأن يعقوب ما دعا مباشرة بل أخره…. قال بعض المفسرين أخر الدعاء إلى السحر ، يعني سوف استغفر، ولم يُعجِل بالدعاء لعظيم جريمتهم وأراد أن يخلص لله الدعاء ويتحرى ساعة الإجابة شفقة على أولاده لعل الله أن يتجاوز عنهم .
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100))
89- إكرام الأبوين وبرهما .
لأنه أوى إليه أبويه وضمهما إلي مسكنه الخاص والباقي أنزلهم في غرف الضيوف . مثل أن يكون لك غرفة خاصة مهيئة مزينه فإذا جاء والدك أو والدتك تؤويهم في نفس المكان الذي أنت فيه ؟ أم في غرفة الضيف ؟
غرفة الضيف يمكن أن تكون لأي أحد لكن إذا أنزلتهم في مكانك الخاص فهذا زيادة إكرام وهذا ما يليق بالوالدين ….. والبر بهما .
90- طمأنة الخائف (ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) آمنين لا خوف عليكم .
مثل ما قال الرجل الصالح في قصة موسى (قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25) لأن هذا ما يحتاج إليه الشخص الخائف .
91- (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فيها مزيد إكرام كما تقدم .(1/3460)
92- ( وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً ) كان هذا جائز في شريعتهم ولا يجوز في شرعنا لحديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةً تَنْبَجِسُ بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحَسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ ) فإن شرع من كان قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ أو ينهي عنه.
ذكر بن كثير(2/644) في تفسير هذه الآية "وخروا له سجداً" { أي سجد له أبواه وإخوته الباقون. وكانوا أحد عشر رجلاً وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام, فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصاً بجناب الرب سبحانه وتعالى هذا مضمون قول قتادة وغيره. وفي الحديث أن معاذاً قدم الشام فوجدهم يسجدون لأساقفتهم فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما هذا يا معاذ ؟" فقال إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله فقال: "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها". وفي حديث آخر: أن سلمان لقي النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وكان سلمان حديث عهد بالإسلام فسجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا تسجد لي يا سلمان واسجد للحي الذي لا يموت" والغرض أن هذا كان جائزاً في شريعتهم ولهذا خروا له سجداً. }
93- أن تأويل الرؤيا ممكن أن يقع بعد سنين طويلة . أي أن الإنسان يرى رؤيا اليوم يتحقق تأويلها بعد عشرين سنه …ثلاثين سنه وأنه لا يشترط أن يرى الواحد الرؤيا اليوم…….. غدا يقع تأويلها؟ لا.(1/3461)
يمكن أن يكون هناك فارق كبير بين وقوع الرؤيا حقيقة وانطباق الرؤيا علي الواقع وبين الرؤيا نفسها .
94- الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم جرحها وإيذاءها فإن يوسف قال (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) ما قال بعد ما ظلمني أخوتي ما قال بعد ما القوني في الجب….. يعنى وضع اللوم على الشيطان بدلا من أن يضعه على أخوته وهذا من مكارم الأخلاق ومما يليق بالأنبياء ……هذه أخلاق الأنبياء .
95- الاعتراف لله بالنعم في جميع الأحوال التي يتقلب فيها الإنسان .
(أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ) أي منه من الله على أن جمع شمل العائلة مره أخرى وإخراجي من الجب نعمه…. وإخراجي من السجن نعمه… ولم شمل العائلة نعمه .
96- قال يوسف :(أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ) ولم يقل الجب فلماذا؟
طبعا يلاحظ أن يوسف هنا قال (أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) ولم يقل الجب مراعاة لإخوانه لأنهم هم الذين القوه في الجب فأعرض عن ذكره بالمرة …. فأنت إذا ظلمك أحد أقربائك مثلا فلا تقل الحمد لله انتهينا من المشاكل التي عملها فلان بل اعرض عن هذا واضرب عنه صفحا ولا تذكره وهذا من مكارم الأخلاق . وهذا خلق الأنبياء(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90)
97- أن الله لطيف وأنه يلطف بعباده وكم لطف بيوسف فلم يجعله يموت في الجب ولا يجعله يبقى في السجن ولم يبقى فقيرا ولم يبقى مظلوما و إنما لطف به وجمعه بأهله بعد سنين
98- قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا…فسبحان من جمع هذه الأسرة بعد هذه الفترة الطويلة .(1/3462)
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)) .
99- أن الإنسان المسلم إذا اكتملت له نعم الله فإنه يسأل الله الوفاة على الإسلام وبقى أن يهتم جدا بالخاتمة وهى الوفاة على الإسلام . لذلك لما رأى يوسف كل ما يريد يتحقق ... العزة في الدنيا تحققت والملك صار إليه والمكانة والغنى واجتماع الأهل ومجيء الأبوين .... تحقق كل ما يريد ماذا قال ؟ (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ) هذه منه (وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) وحصل كل ما يريد أيش الدعاء ؟
(تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) فإذا نلت كل ما تتمنى في الدنيا بقى شيء مهم وهى أن تخرج منها على ما يرضى الله( تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) الصالحين فيهم الأنبياء الذين مضوا قبله فهم الرفيق الأعلى ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) ولذلك النبي صلي الله عليه وسلم لما نزل به الموت خير…. يبقى في الدنيا أو يلتحق بالرفيق الأعلى قال بل الرفيق الأعلى ورحل . من هم الرفيق الأعلى ؟ هؤلاء النبيون والصديقون والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . وهو الأعلى لأنه عند الله(وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) (الحديد:19) .(1/3463)
100- ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)هذه الآية وكل من الآيتين (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)) & (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7))
دلت بمجموعها علي أن المراد من القصة هو الوقوف علي العبر والعظات التي فيها وأنها ما كانت قصة مفتراه ولكنها تصديق لما جاء من قبل لأهل الكتاب وتفصيل للشرائع وهداية للخلق من الغواية والضلال ورحمة للمؤمنين……… وعلية فلن ينتفع بهذه الآيات إلا أولوا الألباب أي أصحاب العقول الزكيه الطاهرة وهكذا سائر القصص في القرآن.
---
(1/3464)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كشف الستارة عن صلاة الإستخارة
---
كشف الستارة عن صلاة الإستخارة
---
أبو مهند النجدي
10-07-2006, 02:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (14)
كشف الستارة
عن صلاة الإستخارة
بقلم : أبي عمرو عبدالله بن محمد الحمادي
---
(1/3465)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب مساعدة الإخوة الأفاضل
---
طلب مساعدة الإخوة الأفاضل
---
وائل بشير
02-21-2007, 03:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الرحمة صادق الوعد الأمين وبعد إخوتي الأفاضل في هذا الملتقى الطيب المبارك : أخوكم وائل بشير في حاجة إلى نسخة إلكترونية من الكتابين التاليين :
1- إعجاز القرآن الكريم - دكتور فضل حسن عباس .
2- التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق - دكتور صلاح الخالدي .
حيث إنني أستاذ كفيف لا أستطيع قراءة الكتب المطبوعة وأحتاج إلى هذين الكتابين بالتحديد لأنني أدرسهما في الجامعة وقد بحثت في المكتبات الإلكترونية على الإنترنت فلم أجد ، أنا أعتمد في قراءتي - بعد ربي سبحانه وتعالى - على الحاسوب حيث أستخدم برنامجاً قارئاً مساعداً ، فأرجو من الله أن أجد لديكم ضالتي وأصل عندكم إلى حاجتي وبارك الله فيكم أجمعين .
أخوكم : وائل بشير - أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الدعوة - غزة - فلسطين .
---
جمال أبو حسان
02-22-2007, 09:31 AM
الكتابان ليس لهما وجود بين كتب المكتبة الالكترونية فيما اعلم
وطلب الاخ الكريم يستدعي نظرا جديا جديدا في الطلب من اصحاب المكتبات الناشرين المخلصين تزويد هذا الملتقى المميز بنسخ الكترونية من الكتب التي تطبع ورقيا في مكتباتهم تلبية لحاجة الاخوة المبصرين فكم كان منهم مبرزين
فهل يتولى المشرفون الافاضل تنمية هذا الاقتراح ؟
---
عدنان البحيصي
02-26-2007, 01:13 PM
أستاذي الكريم وائل بشير
سأعمل جاهداً أن أحصل لك الكتابين إن شاء الله
بارك الله فيك
---
(1/3466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأسباب الصوتية لاختيار المفردة القرآنية
---
الأسباب الصوتية لاختيار المفردة القرآنية
---
د. أبو عائشة
08-10-2004, 04:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسباب الصوتية لاختيار المفردة القرآنية
ملاحظة : قد ترد في البحث مصطلحات صوتيه لا يقال بأنها موجودة في القرآن ، وإنما ذكرت للإيضاح فقط ، كما وأفاد البحث من بعض الكتب والتفاسير التي لا يعني أخذ نصٍ يستلزمه البحث قناعة كاتبه بهذه الكتب وجميع ما ورد فيها ؛ لذا وجب التنبيه ، مؤمناً بكتاب الله على مراد الله الذي فهمه سلف الأمة عرفته أم لم أعرفه ..
** ** **
انماز القرآن ببنائه الصوتي الذي لا يقترب منه في خصائصه بناء أبداً ، ولعل الأساس في بناء القرآن الصوتي(1/3467)
أنه غير قائم على نظام ( الحركة والسكون ) في قالبٍ جاهزٍ كما هو معروف في الشعر ( عمودياً وحرَاً ) ، الأمر الذي لا يستلزم فرض قالب صوتي قد لا يكون موافقاً للموقف الذي يُصوّر ، أو الصورة التي تُرسم والذي يهمني هنا : أن القرآن لما كان منمازاً عن الشعر وقوانينه فأنه لم يقع أسير التوحد الشكلي في اختيار المفردة التي تنهي عبارته والتي تفرض نفسها - أي القافية - تفرض نفسها شكلاً لازماً في نهاية كل عبارة في الشعر مما يعني : أن الاختيار مشروط أساساً كصيغةٍ تشكيليةٍ تحقق تنغيماً معيناً كثيراً ما يكون على حساب الأداء الدلالي للمفردة في الحد الأدنى من السلبية ؛ إذ قد يتحكم هذا الاختيار المشروط بالفكرة أو الصورة كلياً مما سيعني في كل الأحوال قصوراً في الإيصال والتصوير لما يراد الإخبار عنه أو تصويره وعلى الرغم من هذا كله فإن القرآن ما كان تاركاً أسلوباً مثل هذا - التأثير الصوتي - دون الإفادة التامة من خصائصه التأثيرية والجمالية ؛ لذلك نجد أنّ الفاصلة تتكرر غالباً وعلى امتداد السورة ، ولا تخرج عن التوحد الصوتي أو الشكلي إلا في مواضع قليلة لأن القرآن لم يشترط لنفسه شروطاً في التعبير قد تكون حائلاً بينه وبين الدقة في الدلالة والمعنى ؛ لذلك ظهرت المفردة القرآنية مستعملةً في نمطية غريبة ما اعتادتها الأذن العربية لذلك رأيتني مضطراً لتعريف المفردة القرآنية بأنها :
الشكل الدلالي الوحيد الصالح - بأفضل أداءٍ صوتي ممكن - للتعبير عن كلّ أغراض السياق .(1/3468)
لذلك فقد عنيَ ( القرآن بالجرس والإيقاع عنايته بالمعنى وهو لذلك يتخير الألفاظ تخيراً يقوم على أساس من تحقيق الموسيقى المتسقة مع جو الآية وجو السياق بل جو السورة كلها في كثير من الأحيان وبخاصة تلك السور القصار التي حَفِلَ بها العهد المكي ... لتأكيدها أصول العقيدة : من الإيمان بالله وتوحيده و .... ) (1) هذه السور التي ما أن سَمع بعضها الوليد بن المغيرة حتى قال قولته المشهورة : إن له حلاوة وإن عليه لطلاوة ...(2) فما هي الطلاوة التي فيه إذا كانت حلاوته معانيه ودلالاته إنها نابعة من الألفاظ ( من حيث هي أصوات أثرٌ موسيقي خاص يوحي إلى السمع بتأثيرات مستقلة تمام الاستقلال عن تأثيرات المعنى وعن مجرد كون اللفظ رقيقاً وغيررقيق ، ونرى الشعراء في العادة يتجنبون طائفة من الألفاظ التي لا يستطيعون أن يستسيغوها) (3) ، وقد أشار الدكتور إبراهيم أنيس إلى هذا النوع من الدلالة التي تستمد من طبيعة الأصوات والتي يُسميها علم اللغة الحديث (الدلالة الصوتية) أو (رمزية الألفاظ) كما سماها (جسبرسن) (4) لأن لكل كلمة ذائقة سمعية - تكتسبها من استقلالها بحروف معينة - قد تختلف عمّا سواها من الكلمات التي تؤدي نفس المعنى مما يجعل الكلمة المختارة مؤثرة أكثر من الأخرى - وإن اتحدت معها بالمعنى - بما تضفيه الدلالة الصوتية التي تتجلى بكلمات مختارة (5) لأجل هذا كله كان للمحدثين اهتمام كبير بهذا الجانب كما سيأتي الأمر الذي جعلهم ينتقدون طريقة من سبق في دراستها في كلامهم عن الإيقاع الناشئ من تخير الألفاظ ونظمها .. فمع أن(1/3469)
هذه الظاهرة - كما قيل - واضحة جدَّ الوضوح في القرآن وعميقة كل العمق في بنائه الفني إلا أن حديثهم عنها لم يتجاوز ذلك الإيقاع الظاهري ولم يرتق إلى إدراك التعدد في الأساليب الموسيقية وتناسق ذلك كله مع الجو الذي تطلق فيه هذه الموسيقى ووظيفتها التي تؤديها في كل سياق (6) فهذه الألفاظ ( ينظر فيها تارة من حيث هي أبنية صوتية مادتها الحروف وصورتها الحركات والسكنات من غير نظر إلى دلالتها ... وتارة من حيث هي أداة لتصوير المعاني ونقلها من نفس المتكلم إلى نفس المخاطب بها .... ولا شك أنها هي أعظم الناحيتين أثراً في الإعجاز اللغوي الذي نحن بصدده إذ اللغات تتفاضل من حيث هي بيان أكثر من تفاضلها من حيث هي أجراس وأنغام )(7) وكل هذا ليس إلا صورة أخرى لما قاله الرافعي حين جعل الكلمة ثلاثة أصوات هي : صوت النفس والذي عرّفه بأنه : الصوت الموسيقي الذي يتكون من تأليف حروف الكلمة واجتماعها ومخارجها وحركاتها ومدّاتها وغناتها ... وصوت العقل وهو الصوت المعنوي الذي يختص بمعنى الكلمة (دلالتها) ومخاطبتها للعقل وصوت الحس : الذي هو اجتماع إيقاع حروف الكلمة وروعة معانيها ، أو هو اجتماع صوت النفس وصوت العقل وعلى مقدار ما يكون في الكلام البليغ من هذا الصوت يكون فيه من روح البلاغة وصوت الحس هذا هو روح الإعجاز في القرآن الكريم (8) وبسببٍ من هذا كله جاءت الدعوة إلى دراسة جرس الألفاظ من أوائل الموضوعات التي نادى لها الشيخ أمين الخولي لبعث الحياة في البحث البلاغي (9) بعد أن ( دارت هذه اللغة على ألسنة أعجمية لم يكن لها عهد بحروفها وبمخارج ألفاظها فتقعر الناطقون بها وجرى اللحن في كيانها ... ومن هنا صرّح العاجزون عن ضبط جرسها بإعلاء شأن المعنى .... ولا عبرة بالألفاظ ما دام الغاية هي إفهام السامع حاجة المتحدث ) (10).(1/3470)
لذلك كان أول ما ينبغي أن يذكر بداية أنه لا يصح عند دراسة ما تحققه البنى التعبيرية من قيم أدائية (جمالية أو صوتية) أن تعزل عمّا تحققه البنى نفسها على مستوى الأداء الدلالي ، ذلك أن الاستخدام الصوتي في القرآن لا يُعارض الجانب الدلالي إطلاقاً إن لم يكن مُبّرزاً له في الأعم الأغلب ، وليس قولي هذا إلا متنفساً للولوج إلى التأكيد على أن الاختيار - وأقول الاختيار المنحصر هنا إلى حدٍّ كبيرٍ في اختيار المفردة - إنما يكون دلالياً عن طريق التوظيف الصوتي للمفردة ، وليس لمسعى جمالي يحقق إثراءً لنغمية النص القائمة على نوعٍ من التوازن الصوتي ، وإن لم يفتقر لهذا منضافاً إلى التواشج التام مع الأداء التعبيري وبكل بُناه من (مفردة ، وجملة ، ونص) النص الذي يمتاز بالإضافة إلى الموافقة التامة من أصواته لمعانيه الخاصة بالوحدة الصوتية القائمة على التوافق أو التقابل الصوتي كما سيبحث .
1- تُختَار المفردة لكونها معبرة عن مدلولها بجرسها من خلال :
أ ) بنية المفردة : قد تختار المفردة القرآنية لبنيتها الصرفية ، فقد اقترنت بعض الأوزان الصرفية بدلالاتٍ خاصة من ( ذلك أنك تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي للتكرير نحو الزعزعة والقلقلة والصلصلة ... ووجدتُ أيضاً ( الفعلى ) في المصادر والصفات إنما تأتي للسرعة نحو : البشَكى والجَمَزَى والولقى .... فجعلوا المثال المكرر للمعنى المكرر - أعني باب القلقة - والمثال الذي توالت حركاته للأفعال التي توالت الحركات فيها ) (( 11)) والتي ( تتميز عن الثلاثي الأصلي بزيادة مقطع يضخم حجم الفعل ليقوي طاقة التعبير بحكاية أصوات الشيء أو تصوير حركته أو نوره أو أثره في النفس بالأصوات فهو بذلك متميز بإيقاعٍ ذاتي ) ((12)) وهذا ما سُمِّي بـ ( التنسيق المتصل في التكرير المعجل ورُمِزَ له بالآتي : أ + ب / أ + ب (( 13 )) .(1/3471)
قال تعالى : ( في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه )( الحاقة : 32 ) وإنما سميت هكذا لتكرر حلقاتها وتتابعها ( تسلسل الشيء اضطرب كأنه تُصور منه تسلسل متردد ، فردد لفظه تنبيهاً على تردد معناه ومنه السلسلة ... وماءٌ سلسل متردد في قعره حتى صفا ... ) (( 14)) قال تعالى : (عيناً فيها تسمى سلسبيلا )( الإنسان : 18 ) ، قال تعالى :( ريحٍ صرصرٍ عاتية )( الحاقة : 6 ) جاء في تهذيب اللغة معزواً إلى الخليل أصرَ الجندب صريراً وصر الباب يصرّ وكل صوت شبه ذلك فهو صرير إذا امتد فكان فيه تخفيف وترجيع في إعادة ضوعفَ لقولك صرصر الأخطب صرصرة ) (( 15)) وجاء في الخصائص : ( قال الخليل كأنهم توهموا في صوت الجندب استطالة ومدَاً ، فقالوا صرّ وتوهموا في صوت البازي تقطيعاً فقالوا : صرصر ) (( 16 )) ، قال تعالى : ( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس )( الناس 3 - 5 ) ، فـ ( لما كانت الوسوسة كلاماً يكرره الموسوس ويؤكده عند من يلقيه كرروا لفظها بأزاء تكرير معناها فقالوا : ( وسوس وسوسة ) فراعوا تكرير اللفظ ليفهم منه تكرير مسماه … وقد عُلم بهذا أن من جعل هذا الرباعي بمعنى الثلاثي المضاعف لم يُصب لأنّ الثلاثي لا يدل على تكرار بخلاف الرباعي المكرر … فتأمله فأنه مطابق للقاعدة العربية في الحذو بالألفاظ حذو المعاني .. )(17) .(1/3472)
وبهذا يُرى التوظيف الدقيق للصوت في خدمة المعنى بالإضافة إلى ما يحققه من جمالٍ صوتي ، وقد تنبه الرافعي إلى هذا الجمال الذي تحققه البنية القرآنية ذاكراً أن ما يوجد في القرآن من كلماتٍ طويلة تتسم بأنها من الألفاظ المركبة التي ترجع عند تجريدها من المزيدات إلى الأصول الثلاثية أو الرباعية ولم ترد في القرآن لفظة خماسية الأصول لأنه مما لا وجه للعذوبة فيه إلا ما كان من اسم عُرِّبَ ولم يكن في الأصل عربياً : كإبراهيم وإسماعيل ... ولا يجيء به مع ذلك إلا أن يتخلله المدّ فتخرج الكلمة وكأنها كلمتان (( 18 )) .
ب ) صفات حروفها : تكاد تطرد أراء الباحثين على أن من الألفاظ ما هو مصور لمعناه بجرس حروفه ولعل أهم ما يتبادر إلى الذهن كمؤثر صوتي هو اختلاف المفردات بصوتٍ واحد يكون مهموساً في أحدهما مجهوراً في أخرى لذلك نرى القرآن يعدل عن إحداهما إلى الأخرى بحسب حاجة السياق أو الصورة التي تُرسم كما في استخدامه تعالى لكلمة ( نضخ ) بدلاً من ( نضح ) وكلاهما كان يعني خروج الماء فقال تعالى : ( فيهما عينان نضاختان ) ( الرحمن : 66 ) فـ ( النضخ والنضح واحد إلا أن الأول أكثر وهذه من فوائد الإبدال الصوتي في العربية ومثل هذا الهدير والهديل ) (( 19 )) ولفظة ( تنضخ ) التي تعبر عن فوران السائل في قوة وعنف ، إذا قورنت بنظيرتها ( تنضح ) التي تدلّ على تسرب السائل في تؤدة وبطء ، فسوف يتبين لنا أن صوت الخاء في الأولى له دخل في دلالتها (( 20 )) ؛ لأن الأصوات الفخمة القوية تواتي المواقف القوية (( 21 )) وهذا الأسلوب كثير في كلام العرب إذ يتغير المعنى بتغير صوتٍ من أصوات لفظه كما ذكر ابن جني في التفرقة بين ( خضم ) و ( قضم ) إذ يستخدم الصوت الأقوى غالباً للدلالة على المعنى الأقوى (( 22 )) .(1/3473)
على أن بنت الشاطيء لم تكد تهتم بمثل هذه الفروق حيث نفت أن يكون معنى ( القد ) في مثل قوله تعالى : (... كنا طرائق قِددا )( الجن : 11 ) مخصوصاً بالقطع طولاً وهو ما قاله الراغب في المفردات (( 23 )) قائلة : ولم أرَ لهذا التخصيص وجهاً (( 24 )) ، ويبدو أنها ، رحمها الله ، لم تطّلع على ما كتبه ( أبن جني ) في الخصائص عن هذا حيث وجهه صوتياً في تعليل الفرق بين ( قط ) و ( قد ) فقال : ( قط الشيء ) إذا قطعه عرضاً و ( قده ) إذا قطعه طولاً ، وذلك لأن منقطع الطاء أقصر مدة من منقطع الدال وكذلك قالوا : ( مدّ الحبل ) و ( مت إليه بقرابةٍ ) فجعلوا الدال لأنها مجهورة لما فيه علاج وجعلوا التاء - لأنها مهموسة - لما لا علاج فيه ) جرياً منهم في جعل ( الصوت الأقوى للفعل الأقوى والصوت الأضعف للفعل الأضعف ) (( 25 )) ، بل إنّ القيمة الصوتية للحرف لا تتحدد في جرسه فقط بل حتى باقترانه مع الأصوات المجاورة في اللفظة كما في قوله تعالى : ( القارعة ما القارعة .. )( القارعة : 1 - 2 ) فهذه اللفظة المعبرة عن الشدة والقوة إنما تمّ لها ذلك من طبيعة أصواتها فـ ( العين لا تأتلف مع الهاء إلا إذا كانتا مفصولتين مثل هرع وهلع وهطع أو تقدمت العين على الهاء (( 26 )) كما في الآية الكريمة فلو لم تتقدم العين على الهاء لم تأتلفا ) (( 27 )) وذلك لثقلهما معاً مما يناسب سياق السورة الدّال على القوة والشدة .(1/3474)
وفي القرآن ( كلمات شديدة الإيحاء قوية البعث لما تتضمنه من المعاني وهناك عدد كبير من ألفاظ تصور بحروفها .... ) (( 28 )) قال تعالى: ( يومَ يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش )( القارعة : 5 - 7 ) فالفراش هو الجراد الذي ينفرش ويركب بعضه بعضاً فإذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة (( 29 )) بل يتطاير من كل جانب (( 30 ))( فهو مبثوث وقد انتهت كلمة الفراش وكلمة المنفوش بالشين كما انتهت كلمة المبثوث بالثاء ، والشين والثاء (( 31 )) من حروف التفشي والانتشار )(( 32 )) ولطالما تلمس( صاحب الظلال ) هذا الأمر وقد كان ( أفضل من فصل ما بين جرس اللفظ وظله والذي كثيراً ما تصوّر أنه واحد لأن الجرس خاص بالصوت والموسيقى أما الظلّ فهو استدعاء صورة المدلول الحسي ) (( 33 )) من ذلك ما اشتقه القرآن ليوم القيامة من أوصاف ( الصاخة ) و ( الطامة ) فالصّاخّة لفظة تكاد تخرق صِماخ الأذن في ثقلها وعنف جرسها ... وضع هذه الألفاظ بجوار ذلك اللفظ المشرق الرشيق ( تنفس ) في قوله تعالى : ( والصبح إذا تنفس )( التكوير : 18 ) تجد الإعجاز في اختيار الألفاظ لمواضعها ونهوض هذه الألفاظ برسم الصور على اختلافها (( 34 )) فهي ملائمة تماماً لرقة الصبح ويبدو ذلك في همس التاء والسين وذلاقة النون والفاء فاللفظة موحية بدلالتها وجرسها وظلها على هذه اليقظة التي شملت الطبيعة .. (( 35 )) ، وقد فُرِّق ما بين (…تفسحوا فافسحوا يفسح الله لكم ) و ( وإذا قيل انشزوا فانشزوا ..)( المجادلة : 11 ) وإنما اختيرت لفظة ( انشزوا ) وجرسها الذي يدل على حركة القيام لأن الزاي أقوى من السين والشين أقوى من الفاء .. (( 36 )) وقديماً لاحظ ابن جني أن اختلاف الحرف الواحد في اللفظتين أو الحرفين ... يؤدي إلى اختلاف دقيق في المعنى المراد من اللفظ وإن دقة المعنى تتفق مع جرس الحرف المختار ، فكأن هناك اختياراً مقصوداً للصوت ليؤدي المعنى المغاير لما(1/3475)
يؤديه الصوت الأخر (( 37 )) واعتبر أن فيه وجهاً للحكمة المعجزة للدلالة على قوة الصنع (( 38 )) .
جـ ) حال الحروف : قد تكون المفردة ثقيلة من حيث بنيتها أو طبيعة أصواتها في غير سياقها غير أن علاقتها مع ما قبلها أو بعدها تجعل المفردة هي الأنسب في الاختيار داخل سياقها من ذلك قوله تعالى : ( تلك إذن قسمةٌ ضيزى ) ( النجم : 22 ) وقد تعجب الرافعي من نظم هذه الكلمة الغريبة وأئتلافه على ما قبلها إذ هي مقطعان أحدهما مدٌّ ثقيل والآخر مدٌّ خفيف وقد جاءت عقب غنتين في ( إذن ) و ( قسمة ) وإحداهما خفيفة حادة والأخرى ثقيلة متفشية فكأنها بذلك ليست إلا مجاورة صوتيةً لتقطيعٍ موسيقي (( 39 )) فأية لفظة أخرى لها عين مفهومها في اللغة مثل ظالمة أو جائرة لا توفي المعنى المراد إيفاء تلك اللفظة القرآنية … من ثقل حرف الضاد المستعلي المفخم وإيحاء المدين المتقابلين إلى أسفل وإلى أعلى أعني الياء والألف (( 40 )) والذي رأى الرافعي في جرسهما ما يشبه حال المتهكم المستغرب حين يميل يده ورأسه (( 41 )) على أن هذا لا يعني أن كلمة
( الأخرى ) و ( إذن ) في الآية زائدتان لمجرد الجرس النغمي فهما ضروريتان في السياق لنكت معنوية خاصة وتلك ميزة فنية أخرى أن تأتي اللفظة لتؤدي معنى في السياق وتؤدي تناسباً في الإيقاع دون أن يطغى هذا على ذاك أو يخضع النظم للضرورات (( 42 )).(1/3476)
ومن مناسبة الحرف لحال السياق قوله تعالى : ( لئن لم ينتهِ لنسفعاً بالناصية )( العلق : 15 ) هكذا ( لنسفعنْ ) بذلك اللفظ الشديد المصور بجرسه لمعناه وإنه لأوقع من مرادفه لنأخذنَّه بشده (( 43)) فإذا كان السياق يُراد به الشدة والغلظة والتهديد فَلِمَ لم يشدد النون في ( لنسفعنْ ) مع أن العرب إنما يزيدون في الصوت لزيادة المعنى ((44)) والجواب عن ذلك يبدو في قراءة الآية مرتلةً حيث يُلاحظ ما حققه السكون من اختزال زمني في قراءة الآية لا يتحقق فيها لو شدد بل لولّد إيقاعاً بطيئاً لا يتناسب مع هذا التهديد المقتضي للسرعة فناسب جرس الآية دلالتها ليكون الجرس عامل تهديدٍ يأخذ على الكافر فرصة النظر والتفكير ولعل في هذا سبب آخر للعدول عن ( لنأخذنّه ) بالإضافة إلى اختلاف الدلالة بينهما ، وهذا ما استشعره سيد قطب كما يبدو في قوله عن ( ولنسفعن بالناصية ) : ( صورة حسية للأخذ الشديد السريع )((45)) فالأصوات ( تابعة للمعاني فمتى قويت قويت ومتى ضعفت ضعفت ويكفيك من ذلك قولهم قَطَعَ وقطّع وكَسَرَ وكَسَّر زادوا في الصوت لزيادة المعنى واقتصدوا فيه لاقتصادهم فيه ) ((46 )) .
أما بالنسبة لحركة الحرف في البنية فقد راعت العرب القدر اليسير من الأصوات على رأي ابن جني(1/3477)
فلو تأملنا لفظتي ( سُعُر ونُذُر ) في قوله تعالى : ( ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنُذر ) ( القمر : 36 ) وقوله تعالى : ( إن المجرمين في ضلالٍ وسُعُر )( القمر : 47 ) حيث عُدّت مثل هذه اللفظة ثقيلة مستكرهة (( 48 )) ، على أن الحركة وإن كانت ثقيلة في نفسها لسببٍ من أسباب الثقل إلا إنها متى ما استعملت في القرآن رأيت لها شأناً عجيباً فلفظة النذر السابقة جمع ( نذير ) الضمة ثقيلة فيها لتواليها على النون والذال معاً فضلاً عن جسأة هذا الحرف ونبوه في اللسان وخاصة إذا جاء فاصلة للكلام كما يقول الرافعي ويضيف لكنه جاء في القرآن على عكس ذلك فتأمل مواضع القلقلة في دال ( لقد ) وفي الطاء من ( بطشتنا ) وهذه الفتحات فيما وراء الطاء إلى واو ( تماروا ) مع الفصل بالمدَّ كأنها تثقيل لخفة التتابع في الفتحات إذا هي جرت على اللسان ليكون ثقل الضمة عليه مستحقاً بعد ... ثم ردد نظرك في الراء من ( تماروا ) فأنها ما جاءت إلا مساندةً لراء ( النذر ) حتى إذا انتهى اللسان إلى هذه انتهى إليها من مثلها فلا تجف عليه ولا تغلظ ولا تنبو فيه ويكمل الرافعي ثم أعجب لهذه الغنة التي سبقت الطاء في نون ( أنذرهم ) وفي ميمها والغنة الأخرى التي سبقت الذال في ( النذر )((49 )) على أنه يجب إلا يُفهم من هذه النظرة الثاقبة للأستاذ الرافعي أن قوة هذا الاستخدام الصوتي للفظة قد اختفت وإنما سوّغت بحيث لا تظهر جسأة في الكلام ولا ثقلاً في السمع لأن الشيء يُقاس بما حوله ، وفرق بين اختفاء ثقل الشيء وبين التهيئة له لأن سياق سورة القمر يتطلب مثل هذا الاستخدام ( والحقيقة أن الخروج على القاعدة في سياق النظم لا ينقص من قيمة القاعدة لأن القاعدة تُعنى بالغالب في بناء اللغة ، أما الشذوذ عنها فهو في حالة ثانية وهي حالة انتقال الألفاظ إلى الاستعمال التطبيقي في التعبير الأدبي أي وضع اللقطة ضمن سياق فني يخضع اللقطة إلى الكثير من المؤثرات التي منها(1/3478)
المؤثرات الذوقية والنفسية ) ((50)) .
فالقرآن يضع حاجة السياق بالدرجة الأساس مستفيداً من كل ما تتيحه اللغة من وسائل تعبيرية قد لا يتخذ معيار ( الأفصح ) شرطاً في الاختيار ومن الظواهر الصوتية التي تُوظَف في التعبير القرآني مستفيدةً من كل إمكانات اللغة وشكلياتها ظاهرة الإدغام والتي جيء بها بصورةٍ أعطت للنص القرآني خصوصيةً في الاستعمال ففي ( يشاقّ ) يكون الإدغام وهو لغة تميم ((51)) طالما ذُكِرَ الله تعالى وحده فإذا ذُكِرَ معه الرسول صلى الله عليه وسلم فُكَّ الإدغام وهو لغة الحجاز ((52)) قال تعالى : ( ذلك بأنهم شاقّوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ) ( الأنفال : 13 ) وقال تعالى :
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )( النساء : 115 ) وقال تعالى :
( ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقِّ الله فإن الله شديد العقاب ) ( الحشر : 4 ) ... وقد نبّه الدكتور فاضل السامرائي لهذا غير أنه أبعد في تعليل هذا الاستخدام حيث قال ( ولعله وَحد الحرفين وأدغمهما في حرف واحد لأنه ذكر الله وحده وفكهما وأظهرهما لأنه ذكر الله والرسول فكانا اثنين )(( 53)) ، وليس هذا موضع تفصيل توجيهه .(1/3479)
ولربما جاء الرسم المصحفي ( العثماني ) بما يخالف القياس المتبع كما في قوله تعالى : ( إنا اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيرا )( الإنسان : 4 ) فالرسم العثماني لكلمة ( سلاسلا ) ورسمها بالألف من غير تنوين وكان من حقها أن تكتب من غير ألف ولا يَصحُّ في تعليل ذلك أن الكتابة العربية لم تكن قد استوفت شكلها النهائي يوم أن كُتب المصحف العثماني ذلك لأن ألفاظاً وردت في القرآن الكريم على صيغة ( فعائل ) أو ( مفاعل ) ولم تكتب بالألف مثل قوله تعالى :( كنّا طرائقَ قِددا ) ( الجن : 11 ) ... فلو كان ذلك عن نقصٍ في رسم الكتابة لأخذت أمثال هذه الصيغ شكلاً واحداً لكونها ممنوعة من الصرف فما الحكمة من هذا الرسم بهذه الصورة ؟ إن الألف الزائدة قد زيدت عن قصدٍ ولحكمةٍ تُراد لها وهي أن هذه الألف تشير إلى معنى مضمر في كلمة ( سلاسلا ) وأنها سلاسل طويلة جاوزت في طولها الحد المعروف للسلاسل التي يقيد بها الحيوان أو الإنسان ((54)) ، قال تعالى : ( في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه )( الحاقة : 32 ) ذلك أن الألف تحتمل مدَّ الصوت بها وامتداده وإطالته كما طالت تلك السلاسل طولاً غريباً ((55)) .و من ذلك قوله تعالى : (ممّا خطيئتهم أغرقوا فادخلوا ناراً )( نوح : 25 ) فـ ( ما ) التي عدّها النحاة في مثل هذا زائدة ((56)) أصلية مؤدية لاستكمال المعنى المراد غير أنهم لم يلحظوا ذلك من جهة الجرس وإنما لحظوه من جهة الوضع اللغوي فقط إذ كان لهذا المد الموحي جرسه بالتفخيم دلالة على عظم الخطيئات التي أغرقت قوم نوحٍ عليه السلام ((57)).(1/3480)
د) لظل المفردة : لا بد من الفصل ما بين جرس اللفظة وظلها والذي كثيراً ما تُصورّ أنه واحدٌ لأن الجرس خاص بالصوت والموسيقى أما الظل فهو استدعاء صورة المدلول الحسي ((58)) إلا أن الأسلوب القرآني كثيراً ما كان يقرن جرس المفردة بظلها قال تعالى : ( قلوبٌ يومئذٍ واجفة )( النازعات : 8 ) أي خائفة((59)) فلماذا عَدَلَ القرآن عن خائفة إلى واجفة ؟ ولعل في فهم السياق ما يعطي إجابة وافية عن هذا السؤال فالآيات السابقة ( يوم تتبعها الرادفة … )( النازعات : 6 – 7 ) عبّرت عن سرعة الوقوع والتتابع فلو قيل ( خائفة ) بدلاً من ( واجفة ) لما ناسبت من الناحية الصوتية معاني سابقاتها ولما اتسقت معها ، ذلك أن صوت المدّ فيها ما كان مناسباً هنا سرعة السياق * لذلك تمّ العدول عن تسمية القيامة بما فيه مدّ من الأسماء ويتأكد لنا من خلال بقية الأسماء التي غالباً ما جاء فيها المد مثل الحآقّة والصآخّة والطآمّة على أن هذا الملحظ الصوتي ليس منعزلاً عن ملحظٍ إيحائي من ظل المفردة لأن ( وجف ) في هذا السياق أكثر دلالةً وإيحاء من (خاف) فبالإضافة إلى معنا الخوف فإنها تدل على(1/3481)
( السرعة والاضطراب ) فـ ( الوجيف سرعة السير وأوجفتُ البعيرَ أسرعته قال تعالى : ( فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ )( الحشر : 6 ) قال تعالى : ( قلوبٌ يومئذٍ واجفة ) أي مضطربة )(( وبهذا تكون ( واجفة ) أولى في الاستخدام ، فاللفظ المستخدم إذا كان له معنى عام ومعنى خاص كان الأولى حمله على العام لتضمنه الخاص (( 60)) فإذا كان هذا في تفسير النص فهو أولى بالاستخدام أصلاً إذا كان يحقق غاية السياق . ومن ذلك تعبير القرآن حين يصوّر هدوء الليل وسكونه بالعسعسة تارة وبالسجو أخرى وبالسريان ثالثة مُزاوجاً في تصوير الحركة المتخلية لامتداد الليل بهدوء ما بين الدلالة الوضعية للألفاظ وبين إيحائها الموسيقي في السمع فيقول الله تعالى : ( والليل إذا عسعس )( التكوير : 17 ) وقال تعالى : ( والليل إذا سجى )( الضحى : 2 ) وقال تعالى : ( والليل إذا يسر)( الفجر : 4 ) وهو إيحاء عجيب لا يوجد في العبارة المؤدية للمعنى( أقبل بظلامه )((61 )) وقد جعل الرافعي من صوت الحس الذي هو اجتماع جرس المفردة (صوت النفس) وظلها ( صوت العقل ) معياراً للبلاغة فعلى مقدار ما يكون في الكلام البليغ من هذا الصوت يكون فيه من روح البلاغة وهو روح الإعجاز في القرآن الكريم ((62)) لذلك أصبح الليل جرساً وظلاً إيحائياً مفهوماً للنعمة والجمال والطمأنينة على الرغم من ارتباطه في شعر غير واحدٍ من شعراء قبل الإسلام بالهموم والآلام النفسية المبرحة كما هو عند امريء القيس ((63)) وبهذا يتكون لدينا ما يشبه الاستخدام الصوتي المخصوص بسياقٍ معين فمن ذاك التفريق القرآني بين ( الصبح ، والفجر ) حيث يُلاحظ أنّ كل استخدام لمفردة الصبح واشتقاقاتها لا يخرج عن سياق العذاب والإهلاك قال تعالى :(ولقد صبحهم بكرةً عذاب مستقر)( القمر : 38 ) وقال تعالى :( ... وهم نائمون فأصبحت كالصريم )( القلم : 20 ) و (إنّ موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب)( هود : 81 )(64) وعلى العكس من(1/3482)
لفظة ( الفجر ) التي ما استخدمت إلا في سياقٍ خالٍ من العذاب إن لم يكن أقرب إلى الرقة قال تعالى :(والفجر وليالٍ عشر والشفع والوتر ... هل في ذلك قسمٌ لذي حجر)( الفجر : 1 - 6 ) وقال تعالى :(سلامٌ هي حتى مطلع الفجر)( القدر : 5 ) ... أو في سياقاتٍ تتعلق بالأحكام يستثنى من هذا قوله تعالى :( فالق الإصباح ... )( الإنعام : 96 ) وإنما جيء به للحاجة إلى جمعٍ ولا جمع للفجر لمناسبة ( الإصباح للإنفلاق ) من حيث الجرس ، والسر في هذا الاستخدام الخاص السابق مراعاة جرس كل من اللفظتين للسياق الذي استخدم فيه لأن ( الصاد ) صوت قوي لاجتماع الصفير والإطباق والاستعلاء (مفخم)(65) والباء صوت مجهور شديد متقلقل انفجاري (66) فناسب لفظهما (الصبح) معرض الإهلاك والعذاب ، وسيختلف السياق تماماً فيما لو استبدلت إحداهما بالأخرى .غير أن التعبير القرآني خالف هذا الاستخدام في قوله تعالى ( والصبح إذا تنفس )( التكوير : 18 ) فعدل في هذا الموضع عن استخدام ( الفجر ) لتحقيق التناسق الصوتي في نظم السياق الذي جاءت فيه هذه الآية ( فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس ... )( التكوير 15 - 18 ) فالألفاظ المختارة كلها تحتوي صوت ( السين ) الصفيري فجيء بالصاد الصفيري ليناسب التكرار فلو كان الاختيار واقعاً على ( الفجر ) لأصبح الجرس متعثراً فيه نبوة يوجدها صوت ( الجيم ) الذي سيكون ثقيلاً جداً في مثل هذا السياق لذلك أرى ضرورة لدراسة التناسق الصوتي كسببٍ لاختيار المفردة مما يحقق للسياق إيقاعاً داخلياً قائماً على التكرار الصوتي الذي يحققه الاختيار الدقيق للمفردة دون الإخلال بقيمته الدلالية كما سيأتي .
ومن أسباب الاختيار الصوتي في القرآن اختيار ألفاظ معينة ذات جرسٍ خاص لإشاعة جرسٍ واحد في السياق وبما يتلائم مع دلالته العامة أو بما يساعد على تثبيت أطر الصورة المرسومة ويحقق ظلالها المعنوية ، وقد ذهب(1/3483)
بعض دارسي الصوت إلى أنه لا يتم تذوق الهندسة الإيقاعية الحقة إلا إذا حصلنا على تلاؤمٍ بين المكونات الثلاثة التي تشكل الرؤوس الثلاثة للمثلث الآتي :
معانٍ
أصوات..................... مشاعر
واعتماداً على هذه الترسيمة ( المقفلة إلى حدٍ ما ) يمكن القول إنّ الأصوات في نظام اللغة الفنولوجي لا قيمة رمزية لها بينما هي تثير بعض مشاعر القارئ المستمع في كلامٍ محددٍ بالاتفاق مع المعنى (( 67)) .
قال تعالى :(فلا أقسم بالخنس الجوارِ الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس) (التكوير : 15 - 18 ) وقد اختيرت مفردات الآية مشتركة بدلالة المعنى والصوت اللذان يشكلان عنصراً واحداً في صرف مشاعر وذهن القاريء أو المستمع في اتجاه واحد وهو الغاية التعبيرية التي يحتاجها السياق أو البنية العامة فمدار الدلالة المعجمية لمفردات الآية تدور حول الخفاء والمخافتة فالخنس في أغلب معانيها تدلّ على السر والاختفاء والحبس والتأخر وهي هنا بمعنى اختفاء هذه الكواكب (( 68 ))والكنس التي تستر كما تكنس الظباء في المغار (( 69)) وعسعس الليل اعتكرت ظلماؤه وهو من الأضداد أي أقبل وأدبر وذلك في مبدأه ومنتهاه فالعسعسة رقة الظلام وذلك في طرفي الليل وهو الخفيف من كل شيء ((70)) وقد شكلت هذه المفردات المختارة لهذا ( هندسة ) صوتية قائمة في بنائها على التكرر المقصود والمنتظم لصوت السين وعلى الشكل الآتي :
( سِ سِ سْ سْ سَ سَ ) والذي ناغم بجرسه صور وإيحاء الألفاظ التي شكلته بهذه الصورة وقد نبه ابن جني كثيراً إلى معنى المخافتة والخفاء الذي يحققه صوت السين كما في مقارنته بين ( صعد وسعد ) قائلاً :(1/3484)
( جعلوا الصاد لأنها أقوى - لما فيه أثر مشاهد يُرى وهو الصعود في الجبل والحائط ونحو ذلك وجعلوا السين - لضعفها - لما لا يظهر ولا يُشاهد حساً ... فجعلوا الصاد لقوتها مع ما يشاهد من الأفعال المعالجة المتجشمة وجعلوا السين لضعفها فيما تعرفه النفس وإن لم ترَهُ العين والدلالة اللفظية أقوى من الدلالة المعنوية ) وكذلك قال في تفريقه بين القسم والقصم (( 71 )) ومن كلام ابن جني هذا نفهم دقة ما أشار إليه ابن القيم رحمه الله حين فرّق بين سورة ( الفلق ) و ( الناس ) فـ ( سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شرٌ ( من خارج ) وسورة الناس تضمنت الاستفادة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر ( من داخل ) )(( 72 )) لذلك تكرر صوت السين في الاختيار في سورة الناس دون الفلق قال تعالى : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس آله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس )( سورة الناس ) لنجد بهذا نكتةً أخرى من نكت ذكر وتكرار مفردة الناس مع أن السياق يقتضي أن يكون الإضمار أولى هنا من الإظهار ليكون تكرار هذا الصوت مؤكداً لصورة الخفاء التي عليها السورة وكذلك الوسوسة التي هي صوت الحلي والهمس الخفيُّ وكذلك يُقال ( لهمس الصائد )((73)) وأصلها الصوت الذي لا يحسُّ أو الإلقاء الخفيُّ في النفس إما بصوتٍ خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه وإما بغير صوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد … وأما الخناس فهو من خنس يخنس إذا توارى واختفى …((74)) وبهذا ندرك تكرار السين أيضاً في قوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلَمُ ما توسوسُ به نفسه … )( ق : 16 ) حيث تكرر صوت السين أربع مرات وهو ما لم يتكرر في الخمسة عشر آية السابقة غير سبع مرات فقط ، كل ذلك لما يمتاز به السين من صفاتٍ فهو(1/3485)
( مصمت ، رخو ، مهموس ، منفتح : مستفل ، مرقق ، غير مطبق )((75)) وهكذا استعملته العرب حين عبّروا عن المخافتة والخفاء يقول طرفة ((76)) :
وصادِقتا سَمْعِ التوجسِ للسُّرى * لهجسٍ خفيٍّ أو لصوتٍ مُنَدِدِ
فا ( التوجس : التسمّع بحذرٍ والهجس الصوت الخفيّ وقوله للسرى أي في السرى أوعند السرى ويقال سرى وأسرى إذا سار بالليل )((77)) فلولا المخافتة ما تكرر خمس مراتٍ في البيت وهو لم يتكرر في أي بيتٍ من معلقة امريء القيس أكثر من ثلاث مرات فقط . وعلى الرغم من عدم وجود دراسات واضحة عند المفسرين المحدثين للإيقاع والهندسة الصوتية فأنني لا أرى ضرراً في تأكيد قضية الاهتمام باختيار المفردة لصنع تشكيلات صوتية ، هذا الاختيار الذي بدا واضحاً جداً في مفردات سورة النازعات قال تعالى : (... فالمدبراتِ أمراً يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوبٌ يومئذٍ واجفة ... )(النازعات 5 ـ 8 ) حيث ستشكل هذه المفردات المختارة التشكيلة الآتية :
را را تَرْ جُ فُرْ را ج فَهْ هَرْ را د فَهْ وا ج فَهْ ،
وبهذا تتشكل كل بنية على انفراد بالشكل الآتي :
رَا ــــ رَا ــــ رَا ــــ رَا ــــ وَا
تَرْ ــــ فُرْ ــــ هُرْ ــــ
جُ ــــ جِ ــــ دِ ــــ جِ
فَهْ ــــ فَهْ ــــ فَهْ
فأيُّ تناغمٍ أبدع أو أروع من هذا وسآتي بعد قليلٍ إلى دلالة تكرار صوت الراء لأنصرف هنا إلى بيان الدقة التي ما بعدها دقة في الراء الذي استخدم ساكناٌ مع التاء والفاء والهاء ( تَرْ و فَرْ و هَرْ ) والتي لن يشكل اختلافها فارقاً صوتياً لأنها قد اتفقت في أهم صفاتها الصوتية فكلها :
مهموسة ، مرققة ، صامتة ، مستفلة ، احتكاكية ، منفتحة ... ((78)) .
لذلك لن يشكل استبدالها بعضها ببعض فارقاً صوتياً يذكر وكذلك الأمر في استبدال الجيم بالدال
( جِ - جِ - دِ - جِ ) لأنهما يشتركان في كونهما :
شديدين ، مجهورين ، صامتين ، منفتحين ، مستفلين ، مرققين ((79)) .(1/3486)
مما يعني قصدية كاملة في الاختيار والعدول على حدٍ سواء ، وإذا كان أمرؤ القيس أو الأعشى أو البحتري ... قد نجحوا في مثل هكذا استخدام للمفردات وبما يحقق ذلك الجرس المتفق مع الدلالة إلى حدٍ كبيرٍ إلا أن أبياتهم التي اعتمدت التكرار الصرف أصبحت أسيرة الثقل والمعاضلة التي يحققها ثقل التكرار الحرفي كما هو معروف
(( 80)) إلا أن الأسلوب القرآني كان يكرر الصوت بتشكيلات متجددة ينبع أحدها من الآخر وبما لا يلفت الانتباه إلى تكرار معين وإن كان يحقق نغمية التكرار وبشكلها الأجمل . على أن ما ذكر ليس الشكل الوحيد الذي تخيرت لأجله مفردات السورة ففي بداية السورة تكررت المفردات بصورتها الاشتقاقية التي تبقي الجرس الصوتي واحداً دون أن يتكرر التشكيل الصوتي العام للمفردة فلا تتكرر إلا الأصول الصوتية للمفردة مما يبعد ثقل المعاضلة عنها ( والناشطات نشطاً والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً )( النازعات : 2 - 4 ) مما حقق ثنائيات لفظية قائمة على التكرار الصوتي ناسبت تماماً الدلالة على البعث بعد الموت والحياة المتكررة يوم القيامة وليأتي بعد هذا اختيار مفردات تحقق التكرار الصوتي الدّال على نفس المدلول للتكرار الأول وإن كان ضمن اختيارات جديدة وبشكل آخر حيث كثر اختيار المفردات التي تحوي تكراراً صوتياً مثل ( تتبعها ، أئنا ، لمردودون أئذا ) ولتكتمل الصورة كثر اختيار المفردات التي تحوي صوت الراء في بنيتها الصوتية حيث يُلاحظ غلبة هذه المفردات التي بلغت ( أربعة عشر مفردة ) من بين ( أربعين مفردة فقط ) ذلك أن الراء هو صوت العربية الوحيد الدّال بجرسه على التكرار ((81)) المناسب الوحيد بجرسه لهذا السياق ونحن إزاء المختارات ذات الجرس المتكرر ( الراء ) أمام تشكيلين هما :
را - را - را - را - وا
تَرْ - فَرْ - هَرْ(1/3487)
غير أنهما وليس كما رسمت - تشكيلان مختلطان في لفظتي ( الرّاجفة والرّادفة ) فكل منهما عبارة عن حرفين الأول ساكن والثاني متحرك ، ونستطيع أن ندرك أهمية السكون في الراء من خلال معرفتنا بأن صفة التكرار تكون في درجتها الأعلى عند سكون الراء ((82)) الأمر الذي جعل ابن جنّي يعدُّ الراء الساكن مساوياً بقيمته الصوتية لأصوات العربية المتحركة الأخرى ((83)) ؛ لذلك قيل : ( إنّ في القرآن إيقاعاً موسيقياً متعدد الأنواع يتناسق مع الجو ويؤدي وظيفة أساسية في البيان )((84)) ؛ لذا فإن قاريء القرآن يشعر شعوراً طبيعياً يدفعه إلى ترتيله ترتيلاً صوتياً له نغماته في كل كلمة من كلماته بل في تتابع حروفه ((85)) .
** ** **
*الحواشي :
1) الجرس والإيقاع 335 .
2) ينظر : تفسير الرازي 30 / 202 .
3) التوجيه الأدبي 138 .
4) دلالة الألفاظ 68 ، 70 .
5) الصورة الفنية في المثل القرآني 238 .
6) ينظر : التصوير الفني 73 .
7) النبأ العظيم 106 .
8) تاريخ آداب العرب 2 / 220 – 222 .
9) ينظر : فن القول 217 .
10) المذاهب النقدية 28 ، وينظر : جرس الألفاظ 121 .
11) الخصائص 2 / 153 ، وينظر : بدائع الفوائد 1 / 108 .
12) الجامع في فقه اللغة 2 / 426 – 446 ، وينظر اللغة الشعرية 197 ، والتركيب الصوتي 117 .
13) ينظر : دليل الدراسات الأسلوبية 91 – 92 .
14) المفردات 346 – 347 ، وتفسير مفردات ألفاظ القرآن 431 – 432 .
15) تهذيب اللغة 12 / 106 .
16) الخصائص 2 / 152 .
17) تفسير المعوذتين 63 ، وبدائع الفوائد 2 / 251 .
18) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 229 .
19) من بديع لغة التنزيل 287 ، وينظر : الكشاف 4 / 451 .
20) ينظر : دلالة الألفاظ 46 .
21) ينظر : بحوث لسانية 13 .
22) ينظر : الخصائص 2 / 157 – 158 ، وعلل هذا الاختيار بأنه كان ( حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الألفاظ ) 2 / 158 .
23) ينظر : المفردات 594 .(1/3488)
24) ينظر : الإعجاز البياني – الهامش – 346 .
25) الخصائص 1 / 65 – 66 ، وينظر : جرس الألفاظ 293 .
26) عبقري من البصرة 143 .
27) دور الصوت في إعجاز القرآن 143 – 144 .
28) من بلاغة القرآن 69 .
29) مجمع البيان 30 / 219 .
30) ينظر : تفسير من نسمات القرآن 654 .
31) ينظر : الرعاية 110 ، علم التجويد 63 ، والدراسات الصوتية 319 .
32) دور الصوت في إعجاز القرآن 144 .
33) البيان في إعجاز القرآن 195 .
34) ينظر : التصوير الفني 78 – 79 .
35) ينظر : الجرس والإيقاع 335 – 336 ، والطبيعة في القرآن 466 .
36) ينظر : في ظلال القرآن 8 / 21 .
37) الدراسات اللهجية 277 .
38) ينظر التمام 131 ، والدراسات اللهجية 277 .
39) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 230 .
40) ينظر : الجرس والإيقاع 346 .
41) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 261 ، ومن بلاغة القرآن 261 ، والجرس والإيقاع 346 .
42) ينظر : البيان في إعجاز القرآن 197 ، والتصوير الفني 87 ، والنبؤة والإعجاز 68 – 69 .
43) التصوير الفني 20 .
44) ينظر : المحتسب 2 / 210 .
45) التصوير الفني 21 .
46) المحتسب 2 / 210 .
47) ينظر : المثل السائر 1 / 268 ، وتاريخ آداب العرب 2 / 227 .
48) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 227 – 228 .
49) جرس الألفاظ 161 .
50) ينظر : المحتسب 1 / 148 ، والبحر المحيط 2 / 354 .
51) ينظر : البحر المحيط 2 / 344 .
52) التعبير القرآني 19 .
53) ينظر : التفسير القرآني للقرآن 8 / 1355 .
54) ينظر : التفسير القرآني 8 / 1356 .
55) ينظر : شرح ابن عقيل 369 .
56) ينظر : الجرس والإيقاع 340 – 341 .
57) ينظر : التصوير الفني 78 – 79 ، والبيان في إعجاز القرآن 195 .
58) تفسير من نسمات القرآن 631 .
59) وبقدر ما تكثر الصوامت تزداد الحركة السريعة وبقدر ما تكثر المصوتات تخفّ هذه السرعة ويحلّ محلها الجمود والثبات ، ينظر : الصورة الشعرية في الكتابة .(1/3489)
60) المفردات 807 ، تفسير مفردات القرآن 909 .
61) ينظر : مقدمة في أصول التفسير 45 ، وتفسير ابن كثير 1 / 5 .
62) ينظر : الجرس والإيقاع 336 – 337 ، وفي ظلال القرآن 30 / 66 .
63) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 221 .
64) ينظر : الجرس والإيقاع 337 ، ينظر : وصف الليل في معلقة أمريء القيس ، الديوان 18 – 19 .
65) وينظر بقية المواضع في المعجم المفهرس 399 .
66) ينظر : الدراسات الصوتية 329 .
67) ينظر : المصدر السابق 340 .
68) ينظر : دليل الدراسات الأسلوبية 110 .
69) ينظر : الفروق بين الحروف 804 ، وكتاب الأفعال 1 / 279 ، وشرح الفصيح 136 .
70) ينظر : معاني القرآن 3 / 242 والكشاف 4 / 224 .
71) ينظر : كتاب الأفعال 2 / 404 ، ومختصر العين 1 / 74 ، وتفسير مفردات ألفاظ القرآن 587 .
72) الخصائص 2 / 163 .
73) بدائع الفوائد 2 / 250 .
74) ينظر : المفردات 819 ، وتفسير مفردات ألفاظ القرآن 927 .
75) ينظر : عدة المسلمين 284 – 285 .
76) ينظر : جدول صفات الأصوات الصحيحة في ظاهرة التنافر في اللغة العربية 29 .
77) ديوان طرفة 23 .
78) شرح المعلقات العشر 72 .
79) ينظر في ذلك : ظاهرة التنافر في اللغة العربية 29 .
80) ينظر : المصدر السابق .
81) المعاضلة : عثار الجرس نتيجة تكرار بعض الحروف لتقارب مخارجها مما يحدث ثقلاً في النطق ينظر : سر الفصاحة 91 .
82) ينظر : علم الأصوات العام 128 .
83) ينظر : الكتاب 4 / 136 .
84) ينظر : المحتسب .
85) التصوير الفني في القرآن 101 – 102 .
86) ينظر : دراسة أدبية لنصوص من القرآن 152 .
---
عبدالرحمن الشهري
08-11-2004, 07:00 AM
بحث متين جزاك الله خيراً . وهناك بعض الاستفسارات حول بعض النقاط التي وردت في ثنايا البحث لعلي أطرحها لاحقاً وفقك الله.
---
أبو طارق
08-14-2006, 03:16 PM
هل يجوز إطلاق ألفاظ مثل الجرس والإيقاع والموسيقى على الآيات القرآنية ؟
أرجو التوضيح
---
أبو ذر الفاضلي(1/3490)
08-22-2006, 06:42 AM
موضوع قيم ، بوركت
---
(1/3491)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عقلانية رأس الفتيكان وسماحته.. قراءة في التاريخ والجذور
---
عقلانية رأس الفتيكان وسماحته.. قراءة في التاريخ والجذور
---
مرهف
09-25-2006, 06:05 PM
عقلانية رأس الفتيكان وسماحته... قراءة في الجذور والتاريخ!!!
لم تكن تصريحات رئيس الفتكان الصليبية تفاجئني، وشعرت عندما سمعت بها كأني أسمع صوت ترجيع بقرة أكلت طعاماً يابساً من القرن الرابع عشر الميلادي، ثم علك في القرن التاسع عشر الميلادي ثم أرجع إلى الفم ليعاد هضمه في القرن الواحد والعشرين الميلادي، ولكن نظراً لمرور القرون عليه يبس فحصل منه صوت الهضم المزعج للآمنين.
الغريب الذي أدهشني هو أن رأس النصارى يتكلم عن العقل والسماحة والأمن، ولا يستحي من تاريخ قومه الدموي وتاريخ دينه المحرف، فكم من جريمة ارتكبت بمباركة "الرب" بزعمهم، منها ما كان ضد بعضهم، وكانه بمزاعمه هذه يريد التستر على هذا التاريخ الأسود، وإسقاط عيوبه ونقصه على غيره في تصريحات استباقية.
فهل ينسى المسيحيون ما قام به الكاثوليك في عهد الإمبراطور دقلديانوس، الذي تولى الحكم عام 248م, ففي عهده تم تعذيب الأرثوذكس في مصر، حيث ألقوا في النار وهم أحياء، كما تم رمي جثثهم للغربان لتأكلها, وقد قدر عدد الذين قتلوا في عهده بحوالي مليون مسيحي, كما تم فرض الضرائب الباهظة عليهم, مما جعل الكنيسة القبطية في مصر تعتبر ذلك العهد عهد الشهداء وبه أرخوا التقويم القبطي تذكيرا بالتطرف المسيحي (1) .
أين النصارى من مذبحة باريس بتاريخ 24-8-1572م، والتي قام بها الكاثوليك ضد البروتستانت، وذهب ضحيتها عشرات الألوف حتى امتلأت شوارع باريس بالدماء.(1/3492)
ودعونا من جرائم الصليبية ضد بعضهم، ولنتكلم بعناوين عن أهم جرائمهم وإرهابهم ضد المسلمين، فهل ينسى النصارى أن محكمة الكنيسة عام 1052م هددت بطرد المسلمين من أشبيلية إذا لم يقبلوا بالديانة المسيحية، ومن خالف ذلك يقتل.
وهل يذكرون أنواع التعذيب والقتل الذي كان يمارس على المسلمين بقرار محاكم التفتيش التي أنشأت عام 1481م، وخلال أعوام قتل أكثر من 340 ألف، وهناك ألوف تم حرقهم وهم أحياء من أجل تنصيرهم وإبادتهم وممارسة التطهير العرقي (2).
يقول وليم جايس: (إن العالم لم يعرف الاضطهاد الديني قبل ظهور الأديان الموحدة, لقد كانت المسيحية في الواقع أول مذهب ديني في العالم يدعو للتعصب وإفناء الخصوم).
ثم ما تزال رائحة دماء المسلمين تفوح من الحروب الضليبية، عبر التاريخ إلى الآن، وهي أول وأكبر جريمة إرهابية عبر التاريخ الإنساني، فبالسلاح الأبيض قتل في يوم واحد عشرات الآلاف من النساء والأطفال والرجال والعلماء، وسالت الدماء وارتفع مستواها كأنك تخوض نهراً طافياً.
وعندما تهيأ جيش الغزو الإيطالي الصليبي لغزو ليبيا، كان شعاره الصليب، وكان بابا الفاتكان بلباسه الكهنوتي يقف بإجلال أمام الجيش، ثم يقبل الصليب ويبدأ الجنود بالإنشاد، قائلين: أماه لا تحزني .... أماه لا تقلقي .... أنا ذاهب إلى طرابلس .... فرحا مسرورا .... لأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة ....ولأحارب الديانة الإسلامية .... سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.(1/3493)
وذكرت منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية حرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك وكوسوفو، حيث ذكرت تلك التقارير: اغتصاب أكثر من 50 ألف مسلمة، تم زرع نطف الكلاب في أرحام المسلمات. تدمير 614 مسجدا بالكامل. تدمير 534 مسجد تدميرا جزئيت. تدمير مئات المدارس الإسلامية. ولا يمكن نسيان المجازر الجماعية مثل سربنيتشا وغيرها، والتي تمت تحت مرأى ومسمع هيئة الأمم المتحدة وقواتها ومنظمات حقوق الإنسان وكذلك المسلمين.
ثم نأتي على الحروب التي قام بها النصارى في أندنوسيا التي لم يرحموا فيها طفلاً رضيعاً وأماً ضعيفة وعجوزاً جائعاً أو طالباً في مدرسته، فكثير من المسلمين يجهلون هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية التي حصلت وخاصة منها ما بين عام 1998 وعام 2000، بسبب التعتيم الإعلامي ومساندة الدول الكبرى للنصارى، ولكن الحقائق لا بد أن تظهر، فقد أحرقت مدارس دينية تعلم القرآن والفقه واللغة العربية، وأبيد طلابها وأساتذتها عن بكرة أبيهم، وقطعت رؤوسهم ووضعت فوق رماح طويلة ورقص النصارى بها، أما بعض الأساتذة المدرسين فقد نشروا بالمنشار ما بين أقدامهم إلى رؤوسهم ، ومنهم من مثل به وبقرت بطنه وأخرج قلبه وكبده بالأيدي وأكل، نعم ولك أن لا تصدق ولكن عندما تظهر الحقيقة في المستقبل ستصدق.
ثم حرب بوش الصغير الصليبية في القرن الواحد والعشرين، وأنتم تعلمون ما يحصل للمسلمين مما لا حاجة لشرحه.
فقد عرضت القناة الأولى الألمانية تقريرا في برنامجها الأسبوعي بانوراما بتاريخ 24-6-2004، والذي أعده جون جوتس وفولكر شتاينيهوف, عن دور بعض الطوائف التنصيرية في العراق، جاء فيه: سيكون العراق مركز الانطلاق للحرب المقدسة.(1/3494)
نقلت وكالة الأسو شيتد برس يوم 12-4-2004 من خطبة لقسيس في الجيش الأمريكي، ألقاها في يوم الفصح في مدينة الفلوجة العراقية: نحن لسنا في مهمة سهلة، لقد أخبرنا الرب بأنه معنا على طول الطريق, ولسنا خائفين من الموت، لأن السيد المسيح سيعطينا حياة أبدية. هذه جوانب من تاريخ الصليبية السمحة والمسالمة التي يتكلم عنها رأس الفتيكان، الذي يدين العنف باسم الدين!!! .
أما عن عقلانيته وبالأخص عقلانية عقيدته، فهذا المضحك، يقول أن إرادة الله في عقيدة المسلمين لاتوافق العقل، إذن فحاكموا هذا النص الإنجيلي للعقل مع المقارنة، ففي (مرقس10:27) : (الله قادر على كل شيء فيما عدا ما يناقض جلاله وكماله) ثم يقول: ( لأن كل شيء مستطاع عند الله) وفي (سفر القضاة1: 19) قال: (وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ولكن لم يطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد) والمعنى أن الله في معية يهوذا انتصر على الأعداء فوق الجبال ولكنهما لم يستطيعا الانتصار على الأعداء بالوادي لمجرد أن الأعداء بالوادي كانوا يمتلكون مركبات حديد.
واقرأ هذا النص الذي يوضح مكانة المرأة في الإنجيل وحاكمه للعقل أيضاً، ففي (اللاويين12: 1ـ 5) : (وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما في طمثها ثم تقيم ستة وستين يوماً في دم تطهيرها). فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي حمانا من هكذا جهالات فأين المرأة عندنا منهم.
واقرأ محاكماً العقل دون أن تضحك ما في (رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 1 ـ 2) : (ثم وقفت على رمل البحر فرأيت وحشاً طالعاً من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى قرونه عشرة تيجان كقوائم دب وفمه كفم أسد وأعطاه التنين قدرته وعرشه وسلطاناً عظيماً) ، ولكن إياك أن تظن بأنك تقرأ قصة خيالية صينية أو من قصص سندباد، بل أنت تقرأ الكتاب المقدس الذي كون عقل رأس الفتيكان وحاشيته.(1/3495)
أما احترامهم للأنبياء فاقرأ إلى دينهم الذي يؤسس ثقافتهم وتكون أخلاقياتهم، ففي (سفر الملوك الأول 1:1 ـ 3 ) قال: (وشاخ الملك داوود... وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ، فقال له عبيده : ليفتشوا لسيدنا الملك عن فتاة عذراء، فلتقف أمام الملك، ولتكن له حاضنة، ولتضطجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك، ففتشوا عن فتاة جميلة في جميع تخوم إسرائيل فوجدوا أبشيج الشونمية فجاؤا بها إلى الملك.. ) والتتمة يستحي المرء من ذكرها، ولا تنسوا أيضاً ما كتب في (سفر التكوين19: 33) عن قول الإنجيل في ابنتي لوط عليه السلام: ( فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها.. )، نسأل الله العفو والعافية؛ ولذلك فإن زنا المحارم في أوربا وأمريكا له أصله عندهم، فلا غرابة من الشذوذ الجنسي عند أساقفتهم وبطاركتهم التي ملأت آذاننا نتناً حتى قام رأس الفتكان السابق يوحنا بالاعتذار رسمياً عن جرائم تلامذته الجنسية في استراليا؛ وهذه الثقافة هي التي يصدرونها للعالم المتخلف بزعمهم لأنها ثقافة البلاد الحرة والعقلانية، والبلاد المحبة للسلام.
وإذا كان وصفهم لأنبيائهم هكذا فلا غرابة في تهجمهم على خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم وصحبهم!!.(1/3496)
ولعلكم قرأتم بعض ما كتبه المستشرقون والعلمانيون عن قتل المرتد في الإسلام واعتبارهم لها جريمة مخالفة لحرية العقيدة والتعبير عن الرأي، مع أن قتل المرتد له شروط وأحكام مضبوطة، ولكن ما رأيكم بحرية العقيدة والرأي في التوراة وهي العهد القديم عند النصارى، ففي (سفر التثنية 13: 6 ـ 11) يقول: (وإذا أغواك سراً أخوك ابن أمك، أو ابنك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلاً نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من أقصى الأرض إلى أقصاها فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق له ولا تستره، بل قتلاً تقتله حتى يموت لأنه التمس أن يطوحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية)، نعم يقتله قتلاً بدون استتابة ولا تحرٍّ ولا رحمة ولا مناقشة.
وأما قوانينهم الحضارية والديمقراطية: فقد جاء في القوانين المجرية :
مادة 46، كل من رأى مسلما يصوم أو يأكل على غير الطريقة المسيحية أو تمنع عن أكل لحم الخنزير أو يغتسل قبل الصلاة أو يؤدي شعائر دينية, وأبلغ السلطات بذلك، يعطى له جزء من أملاك هذا المسلم مكافأة له.
مادة 47، على كل قرية مسلمة أن تشيد كنيسة وأن تؤدي لها الضرائب المقررة، وبعد الانتهاء من تشييد الكنيسة يجب أن يرحل نصف مسلمي القرية، وبذلك يعيش النصف الآخر معنا كشركاء في العقيدة, على أن يؤدوا الصلاة في كنيسة يسوع المسيح الرب بطريقة لا تترك شبهة في اعتقادهم.
مادة 48، لا يسمح للمسلم أن يزوج ابنته رجلا من عشيرته، وإنما يتحتم أن يزوجها رجلا من الجماعة المسيحية.
مادة 49، إذا زار شخص ما مسلما، أو إذا دعا مسلم شخصا لزيارته فيجب أن يأكل الضيف والمضيف معا لحم خنزير
هذه بعض النصوص المؤسسة لعقلانية رأس الفتيكان وأعقل رجال القوم، وفي الإنجيل الكثير مما تدمى له القلوب ويعرق له الجبين من الخزايا والخرافات.(3)(1/3497)
ولكن عدت لأقول: إن رأس الفتيكان وحاشيته ليس غريباً عليهم القيام بهذه الإسقاطات على غيرهم، ومهاجمتهم الإسلام، فمواقف رأس الفتيكان قديمة من الإسلام، ولكن يتضح موقف الفاتيكان ورأسه من القضايا الاسلامية بجلاء من خلال الاجتماع السري الذي عُقد في مدينة كاستيل جوندولوفو الإيطالية بحضور البابا في سبتمبر من عام 2005م، وحضره الأسقف جوزيف فيسيو من فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي نقل عنه أن البابا تحدث في الاجتماع المغلق عن الإسلام.
ذكر فيسيو " إن البابا أعرب عن رأيه في الإسلام بخلاف كل الأديان الأخرى بقوله أنه لا يمكن إصلاحه، وهو لن يتوافق أبداً مع الديمقراطية، لأن حدوث ذلك يقتضي إعادة تفسير جذرية للإسلام، وهذا مستحيل بسبب طبيعة القرآن نفسه وعلاقة المسلمين به".
وعندما ناقشه أحد الأساقفة أن ذلك ما يزال ممكناً، اعترض البابا بوضوح كما ينقل عنه الأسقف جوزيف فيسيو قائلاً إن البابا علق على ذلك بهدوء ووضوح قائلاً "هناك مشكلة أساسية في هذا الرأي".
كما ذكر الباحث سمير خليل سمير الذي حضر أيضاً الاجتماع السري "إن البابا يرى إمكانية تغير الإسلام ، في حالة واحدة وهي إعادة تفسير القرآن بشكل جذري وكامل، وإعادة النظر بالكامل في مبدأ عصمة الوحي ".
قال أحد الصحفيين في منتصف هذا العام بعدما سأل رأس الفتكان بشكل مباشر ومفاجئ " هل إن كان الإسلام دين سلام.." ، رفض البابا أن يصف الإسلام بدين السلام ، قائلاً: "إنني لا أرغب في استخدام الكلمات الكبيرة لوصف أمور عامة.. إن الإسلام بالتأكيد يحتوي على عناصر يمكن أن تميل إلى السلام، ولكنه أيضاً يتكون من عناصر أخرى.. ولابد لنا أن نختار دائماً أفضل العناصر" (4).
واليوم يخرج علينا بكلمات تهاجم الإسلام والمسلمين ،ويدعي في بيانه أنه يحترم بعمق المسلمين ويأمل أن يفهم المسلمون المعنى الحقيقي لكلماته، لأن ما يقوله فوق الفهم.(1/3498)
وعلى كل حال فإني أرى أن يعرض رأس الفتكان وحاشيته على مصحة نفسية ليخرج من عقده المركبة كالشعور بالذنب والتبرير والإسقاط والسادية ... لعله يشفى، نسأل الله العافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(1) ـ ينظر دراسة للباحث الدكتور نبيل لوقا بباوي تحت عنوان "انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء"
(2) ـ ينظر للاستزادة كتاب دمروا الإسلام أبيدوا أهله جلال العالم، وكتاب: التسامح في الإسلام للدكتور شوقي أبو خليل
(3) ـ انظر القانون الدستوري لستيغا نودي فريس الصفحات: 135،148،157
(4) ـ المصدر: وكالة الأخبار الإسلامية / نبأ / : 16 سبتمير, 2006 ،تحت عنوان:البابا...ومرور عام علي الاجتماع السري في إيطاليا
---
أحمد البريدي
09-25-2006, 11:36 PM
شكر الله لك أخي مرهف , وجزاك الله خيراً .
---
مرهف
10-03-2006, 05:28 PM
أشكر لك أخي د أحمد على مرورة بالموضوع وأسأل الله أن يثيبك وأضيف هنا هذا المقال من موقع قناة الجزيرة لمزيد من الفائدة كما هو:
النص الذي أثار الاحتجاج الإسلامي الواسع على محاضرة البابا بنديكت السادس عشر (الثلاثاء 12 سبتمبر/ أيلول 2006) هو نص مقتبس من كتاب بعنوان "ستة وعشرون حوارا مع فارسي".
كاتب هذا العمل هو الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني بالايلوغوس الذي ولد عام 1350 وتوفي عام 1427، وهي فترة بالغة الاضطراب في تاريخ بيزنطة وعاصمتها القسطنطينية، لا سيما من جهة علاقة البيزنطيين بالقوة العثمانية الإسلامية الصاعدة.
ولكنها أيضا كانت فترة بالغة التعقيد، رسم ملامحها التداخل الكبير بين البزنطيين والعثمانيين، الذي انتهى بسقوط القسطنطينية وإعلان شهادة وفاة الإمبراطورية.(1/3499)
وإن قبلنا التاريخ المتفق عليه لولادة وانطلاق الدولة العثمانية عام 1298، فإن مانويل الثاني كان شاهدا على القرن الأول من تاريخ السلطنة التي ستصبح مصدر القلق الرئيس لأوروبا طيلة عدة قرون تالية.
"
إن قبلنا التاريخ المتفق عليه لولادة وانطلاق الدولة العثمانية في 1298، فإن مانويل الثاني كان شاهدا على القرن الأول من تاريخ السلطنة التي ستصبح مصدر القلق الرئيس لأوروبا طوال عدة قرون تالية
"
في 1373، تمرد أندرونيكس الرابع الشقيق الأكبر لمانويل على والدهما الإمبراطور يوحنا الخامس. بعد هزيمة أندرونيكس، سارع الإمبراطور الوالد إلى إعلان ابنه الأصغر مانويل وليا للعهد والذي أصبح بالتالي (وعلى الطريقة البيزنطية المتأخرة) إمبراطورا مشاركا.
بعد ثلاث سنوات، ثار الابن المتمرد من جديد ونجح في السيطرة على القسطنطينية والعرش. ولم يستطع يوحنا الخامس ومانويل الثاني استعادة العاصمة والعرش إلا بمساعدة عثمانية حاسمة.
في 1390، قاد يوحنا السابع ابن أندرونيكس ثورة أخرى ضد جده وعمه، واستطاع بدوره طردهما من القسطنطينية والجلوس على العرش.
وفي هذه المرة أيضا لم يتمكن الإمبراطور وولي عهده من استعادة العاصمة والعرش إلا بدعم عثماني عسكري. في مقابل هذا الدعم، كان على الإمبراطور يوحنا الخامس توقيع معاهدة تحالف مع العثمانيين تتضمن تقديم العون لهم عند الحاجة.
ولضمان المعاهدة واتباعا لتقاليد العصور الوسطى، أرسل مانويل الثاني للعيش في معية السلطان العثماني بايزيد الأول في العاصمة العثمانية الأولى بورصة، بمعنى أن مانويل الثاني أصبح رهينة لدى العثمانيين، لتوكيد حسن النية في العلاقة بين الإمبراطورية البيزنطية والدولة العثمانية.
لم تطل فترة بقاء مانويل الثاني في بورصة أكثر من عام، إذ ما أن تناهى إلى سمعه في 1391 أن والده توفي حتى سارع إلى الهرب من بورصة والعودة إلى القسطنطينية بصفته الخليفة الشرعي للإمبراطور الراحل.(1/3500)
وقد استمر جلوس مانويل الثاني على عرش الإمبراطورية إلى 1425، أي حتى قبل سنتين من وفاته. والمؤكد أن ابنه وولي عهده، يوحنا السابع، أصبح له دور كبير في الشأن البيزنطي خلال السنوات الأخيرة من ولاية والده.
وربما كانت سياسات يوحنا السابع هي التي رفعت مستوى التوتر مع السلاطين العثمانيين في النصف الأول من القرن الخامس عشر، وفتحت بالتالي الطريق لحملة محمد الفاتح الحاسمة على القسطنطينية في 1453.
بالنظر إلى الدور الذي تعهده العثمانيون في حماية مانويل الثاني ووالده في مناسبتين متتاليتين، كان المتوقع أن يشعر مانويل الثاني بالامتنان للسلطنة العثمانية.
ولكن الأمر لم يكن بتلك البساطة. فقد ولدت الدولة العثمانية في منطقة الثغور الإسلامية، وسط جموع المرابطين والأخائيين وفي محيط من الروح الصوفية الجهادية.
وقد أولى قادة الدولة دائما أهمية خاصة للغزو والتوسع، لاسيما بعد أن نجحت القوة العثمانية في توحيد الإمارات التركية– السلجوقية المتنازعة في الأناضول وعبور البوسفور إلى الجانب الأوروبي غير المسلم.
ورغم أن الإمبراطورية البيزنطية كانت قد تقلصت إلى حد كبير، فمنذ نهاية القرن الرابع عشر شهدت القسطنطينية جدلا كبيرا بين من رأوا في العثمانيين حليفا ومن رأوا فيهم خطرا داهما على ما تبقى من بيزنطة وما تمثله من الميراث المسيحي.
"
ينبغي أن يقرأ كتاب مانويل باعتباره نصا تاريخيا أيدولوجيا استهدف تقديم صورة بشعة عن الإسلام والمسلمين في نهايات القرن الرابع عشر واستنهاض المسيحيين (الأرثوذكس المنقسمين على أنفسهم، والكاثوليك المتقاعسين) لمواجهة التوسع العثماني
"
في 1396، استولى العثمانيون على ثيسالي، ربما لضرورات إستراتيجية يتطلبها تأمين وجودهم في البلقان. وربما كان هذا التطور هو ما حسم موقف مانويل الثاني من العثمانيين.(1/3501)
فقد بادر الإمبراطور البيزنطي مباشرة بعد سقوط ثيسالي إلى الانطلاق في رحلة طويلة، زار خلالها روما وميلان ولندن، وأقام في باريس عامين كاملين.
كان هدف مانويل الثاني هو استنهاض الأوروبيين الكاثوليك لنجدة بيزنطة والتصدي للخطر العثماني. المعروف بالطبع أن الكنيسة البيزنطية كانت تنظر إلى الكنيسة الكاثوليكية نظرة استعلاء (على الأقل)، ولكن سياسة اللجوء لأوروبا الكاثوليكية لمواجهة التوسع الإسلامي لم تكن جديدة.
فالحملات الصليبية التي استمرت أكثر من 100 عام منذ نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، انطلقت أصلا بعد هزيمة البيزنطيين الكبرى أمام السلاجقة في معركة ملاذكرد في 1071، المعركة التي فتحت آسيا الصغرى للاستيطان الإسلامي للمرة الأولى منذ موجة الفتوحات الإسلامية الأولى.
استقبل مانويل الثاني استقبالا جيدا في مختلف المدن الأوروبية التي زارها، إلا أن الممالك الأوروبية الكاثوليكية لم تكن في وضع يسمح لها بتعهد حملة جديدة باتجاه الشرق.
وتدلل الرحلة نفسها على أن مانويل الثاني (الذي ما كان له أن يصل إلى العرش دون العون العثماني) بات يرى العثمانيين من زاوية الخطر.
نحن لا نعرف الكثير عن الأشهر التي قضاها مانويل الثاني في مدينة بورصة، وليس ثمة ما يوضح هوية الشخص "الفارسي" الذي يدعي مانويل في كتابه أنه خاض حوارات معه.
وينبغي أن يقرأ كتاب مانويل باعتباره نصا تاريخيا– أيديولوجيا استهدف تقديم صورة بشعة للإسلام والمسلمين في نهايات القرن الرابع عشر واستنهاض المسيحيين (الأرثوذكس، المنقسمين على أنفسهم، والكاثوليك، المتقاعسين) لمواجهة التوسع العثماني.
أنهى مانويل الثاني العامين الأخيرين من حياته، بعد اعتزال الحكم، في دير للرهبان، ولكن ليس هناك من دليل على أنه كان يعرف الإسلام حقا.(1/3502)
ففي القرن الرابع عشر، كانت الثقافة الإسلامية وصلت ذروة نضجها، واتضحت في صورة بالغة الثراء من المذاهب العقلية والتقليدية والنصية، من الفلسفة والتصوف، ومن الشرائع والقوانين.
ولم يكن الفضاء العثماني وريثا للسلاجقة وحسب، ولكنه كان أيضا على اتصال وثيق بجواره المملوكي حيث تبلورت نهضة إسلامية فكرية هائلة.
ولكن هدف مانويل في لحظة اليأس والشعور المتعاظم بالخطر لم يكن المعرفة بل التحريض. وهذا ما ينبغي أن يطرح التساؤل حول دوافع البابا بنديكت السادس عشر في اقتباس نص مانويل الثاني.
باعتباره جوزيف راتسينغر، عمل البابا الحالي قبل التحاقه بالفاتيكان أستاذا جامعيا. هذا إذن رجل دين بخلفية أكاديمية طويلة، يعرف دلالات الاقتباس الأكاديمي.
"
إن لم يكن البابا يسعى إلى استدعاء وتوكيد رؤية مانويل الثاني للإسلام فقد كان عليه أن يورد النص المقتبس في سياق التحليل النقدي. ولكنه لم يفعل بل قام بعكس ذلك تماما إذ إنه أورد النص في سياق شجب سطحي ومتسرع لعلاقة المسلمين بالعقل والإرادة الإلهية
"
إن لم يكن البابا يسعى إلى استدعاء وتوكيد رؤية مانويل الثاني للإسلام فقد كان عليه أن يورد النص المقتبس في سياق التحليل النقدي. ولكنه لم يفعل، بل قام بعكس ذلك تماما، إذ إنه أورد النص في سياق شجب سطحي ومتسرع لعلاقة المسلمين بالعقل والإرادة الإلهية.
ويدرك البابا بنديكت السادس عشر على الأرجح أن مانويل الثاني كان يكتب في سياق تاريخي معين من التدافع والصراع، وأن كتابه لا يمكن أن يعتبر وثيقة لمعرفة الإسلام والميراث الإسلامي. بل أكثر من ذلك، فإن الأعمال الألمانية (لغة البابا الأم) الاستشراقية تعتبر من أفضل الأعمال الأوروبية الحديثة في دراسة الإسلام، ودراسة العقائد الإسلامية على وجه الخصوص.(1/3503)
وقد وضعت هذه الأعمال من قبل زملاء لجوزيف راتسينغر الأكاديمي، وفي جامعات عمل بها شخصيا أو في جامعات قريبة منها. الخشية أن يكون بنديكت السادس عشر يدرك هذا كله، وأنه قصد توجيه الإهانة للإسلام والمسلمين عن سابق تصميم وتصور.
سواء قبل تنصيبه البابوي، عندما كان مسؤولا عن مجمع العقيدة في الفاتيكان، أو بعد أن أصبح رأس الكنيسة الكاثوليكية، عبر الكاردينال راتسينغر/ البابا بنديكت السادس عشر عن آراء معادية للإسلام.
وباعتباره حارس العقيدة، أشرف الكاردينال راتسينغر خلال الفترة الأخيرة من حياة البابا السابق يوحنا بولس الثاني على صياغة المبدأ العقدي القائل بأن الطريق الوحيد الصحيح إلى الله هو الطريق المسيحي، في وقت كان الفاتيكان يؤكد على سعيه إلى حوار إنساني بين الأديان والثقافات.
وقد صرح البابا بنديكت السادس عشر في مناسبتين على الأقل بمعارضته دخول تركيا، بصفتها دولة إسلامية، الاتحاد الأوروبي.
كما أعرب عن قلقه لارتفاع عدد أبناء الجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية وعزوف الشعوب الأوروبية الملحوظ عن الالتزام بالدين المسيحي.
ثم جاءت ملاحظاته الأخيرة، التي اقتبس بعضها من سياق صراع وتدافع بين أتباع الديانتين، لتضيف مزيدا من الأدلة إلى حالة القلق، وربما الخوف، البابوي من الإسلام والمسلمين.
كتب ونشر الكثير خلال السنوات القليلة الماضية حول الدور الذي لعبه البابا السابق يوحنا بولس الثاني في السنوات الأخيرة من الحرب الباردة. كان يوحنا بولس الثاني من أصل بولندي، وقد تعهد دورا رئيسيا وواضحا في التصدي الفكري والثقافي والديني للشيوعية.
ولم يكن غريبا، بالنظر إلى الدعم البابوي الهائل لنقابة التضامن البولندية الحرة المعادية للنظام الشيوعي، أن تكون بولندا بداية التشقق الأوروبي في جسم الكتلة الشيوعية والستار الحديدي.
"(1/3504)
بدلا من أن يكون البابا ضميرا للمعذبين والمعتدى عليهم، وصوتا للحوار والتقارب، يتحول بنديكت السادس عشر إلى صوت لإثارة الجدل حول الإسلام والمسلمين وموقعهم في العالم المعاصر
"
ولا تخلو الدراسات المكرسة لسيرة يوحنا بولس الثاني من تفسير مؤامراتي يعزو انتخابه لكرسي البابوية إلى إرادة أميركية في وقت كانت واشنطن تبحث فيه عن وسيلة لتنشيط دور الفاتيكان في الصراع ضد الاتحاد السوفياتي.
وربما لا يحتاج الأمر اللجوء إلى القراءة المؤامراتية لندرك أن يوحنا بولس الثاني استجاب لمتطلبات مرحلة كانت تستدعي نضال الكنيسة ضد خصم شيوعي كبير، وأنه كان مهيأ لمثل ذلك الدور.
القلق الذي ينبغي أن ينتاب أهل الحكمة وقادة الرأي العام المسلمين أن يكون بنديكت السادس عشر بات يرى لنفسه دورا في الحرب ضد الإرهاب، التي تأخذ في شكل متزايد الحرب ضد الإسلام، شبيها بالدور الذي تعهده سلفه ضد الشيوعية.
بدلا من أن يكون ضميرا للمعذبين والمعتدى عليهم، وصوتا للحوار والتقارب، يتحول بنديكت السادس عشر إلى صوت لإثارة الجدل حول الإسلام والمسلمين وموقعهم في العالم المعاصر.
إن كان هذا هو الدور الذي يراه البابا لنفسه، فربما كانت ملاحظاته الأخيرة بداية وليست نهاية طريق شائك وطويل. ما يحتاج البابا ربما لرؤيته، أكثر من أي شيء آخر، أن ثمة فرقا شاسعا بين الطغيان السلطوي الشيوعي ومئات الملايين من المسلمين المتمسكين بدينهم، والذين يعيشون ظلما وعدوانا هائلا على بلادهم وحياتهم ومقدراتهم
---
(1/3505)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا
---
ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا
---
عبدالرحمن السديس
01-27-2004, 10:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله ، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه قصة أعجبتني ذكرها الخطيب البغدادي رحمه الله قال ـ تاريخ بغداد 11/407 ـ :
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال حدثنا الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس بالري أخبرنا عبد الله بن محمد الإيجي حدثنا محمد بن الحسن الأزدي أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال:
ورد علينا عامل من أهل الكوفة لم أر في عمال السلطان بالبصرة أبرع منه ، فدخلت مسلما عليه ، فقال لي: يا سجستاني من علماؤكم بالبصرة ؟
قلت: الزيادي أعلمنا بعلم الأصمعي ،
والمازني أعلمنا بالنحو ،
وهلال الراي أفقهنا ،
والشاذكوني من أعلمنا بالحديث ،
وأنا رحمك الله أنسب إلى علم القرآن ،
وابن الكلبي من أكتبنا للشروط ،
قال: فقال لكاتبه: إذا كان غد فاجمعهم إلي ،
قال: فجمعنا ، فقال: أيكم المازني ؟ قال أبو عثمان: هأنذا يرحمك الله ، قال: هل يجزئ في كفارة الظهار عتق عبد أعور ؟
فقال المازني: لست صاحب فقه رحمك الله أنا صاحب عربية ،
فقال يا زيادي: كيف يكتب بين رجل وامرأة خالعها على الثلث من صداقها؟
قال: ليس هذا من علمي هذا من علم هلال الرأي،
قال يا هلال: كم أسند ابن عون عن الحسن ؟
قال: ليس هذا من علمي هذا من علم الشاذكوني ،
قال: يا شاذكوني من قرأ (يثنوني صدورهم) ؟
قال: ليس هذا من علمي هذا من علم أبي حاتم ،
قال يا أبا حاتم: كيف تكتب كتابا إلى أمير المؤمنين تصف فيه خصاصة أهل البصرة ، وما أصابهم في الثمرة ، وتسأله لهم النظر والنظرة ؟(1/3506)
قال: لست رحمك الله صاحب بلاغة ، وكتابه أنا صاحب قرآن ،
فقال:
ما أقبح الرجل يتعاطى العلم خمسين سنة لا يعرف إلا فنا واحدا حتى إذا سئل عن غيره لم يجل فيه ، ولم يمر
ولكن عالمنا بالكوفة الكسائي لو سئل عن كل هذا لأجاب.
وذكره ابن الجوزي في كتاب الأذكياء ص89 .
فليكن لنا معشر الأحبة عبرة من هذه القصة ، ولا يعمد أحدنا إلى فن واحد يفني فيه كل وقته ، أو معظمه ، وهو بعد ذلك لن يحيط به ! بل قد لا يحسنه !
فما أجمل بطالب العلم أن يكون ملما ، ومطلعا على أكثر الفنون كـ : القرآن وعلومه ، والحديث وعلومه ، والعقيدة ، والفقه وأصوله وقواعده ، والعربية بفنونها المختلفة ، والتاريخ وأخبار وسير الأوائل ، والسلوك والزهد والآداب ....
ولا يعني هذا نبذ التخصص لا بل كما قيل :
خذ علماً مِنْ كلِ علم ** ومن علمٍ كل علمِ
وهذه المشكلة كما ترى قديمة جدا ، وانظر ما قال ابن الجوزي ـ التحقيق في أحاديث الخلاف 1/22 ـ :
قال : ..كان السبب في إثارة العزم لتصنيف هذا الكتاب أن جماعة من إخواني و مشايخي في الفقه كانوا يسألوني في زمن الصبا جمع أحاديث التعليق وبيان ما صح منها و ما طعن فيه و كنت أتوانى عن هذا لشيئين أحدهما اشتغالي بالطلب ، والثاني : ظني أن ما في التعاليق في ذلك يكفي فلما نظرت في التعاليق رأيت بضاعة أكثر الفقهاء في الحديث مزجاة يعول أكثرهم على أحاديث لا تصح ويعرض عن الصحاح ويقلد بعضهم بعضا فيما ينقل ثم قد انقسم المتأخرون ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قوم غلب عليهم الكسل ورأوا أن في البحث تعبا و كلفة فتعجلوا الراحة واقتنعوا بما سطره غيرهم
والقسم الثاني: قوم لم يهتدوا إلى أمكنة الحديث وعلموا أنه لا بد من سؤال من يعلم هذا فاستنكفوا عن ذلك(1/3507)
والقسم الثالث: قوم مقصودهم التوسع في الكلام طلبا للتقدم والرئاسة واشتغالهم بالجدل والقياس ولا التفات لهم إلى الحديث لا إلى تصحيحه ولا إلى الطعن فيه وليس هذا شأن من استظهر لدينه وطلب الوثيقة من أمره ولقد رأيت بعض الأكابر من الفقهاء ويقول في تصنيفه عن ألفاظ قد أخرجت في الصحاح لا يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذه الألفاظ ويرد الحديث الصحيح ويقول هذا لا يعرف و إنما هو لا يعرفه ثم رأيته قد استدل بحديث زعم أن البخاري أخرجه وليس كذلك ثم نقله عنه مصنف آخر كما قال تقليدا له ثم استدل في مسألة فقال دليلنا ما روى بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا و رأيت جمهور مشايخنا يقولون في تصانيفهم دليلنا ما روى أبو بكر الخلال بإسناده عن رسول الله و دليلنا ما روى أبو بكر عبد العزيز بإسناده و دليلنا ما روى ابن بطة بإسناده و جمهور تلك الأحاديث في الصحاح وفي المسند وفي السنن غير أن السبب في اقتناعهم بهذا التكاسل عن البحث و العجب ممن ليس له شغل سوى مسائل الخلاف ثم قد اقتصر منها في المناظرة على خمسين مسألة وجمهور هذه الخمسين لا يستدل فيها بحديث فما قدر الباقي حتى يتكاسل عن المبالغة في معرفته فصل و ألوم عندي ممن قد لمته من الفقهاء جماعة من كبار المحدثين عرفوا صحيح النقل وسقيمه وصنفوا في ذلك فإذا جاء حديث ضعيف يخالف مذهبهم بينوا وجه الطعن فيه وإن كان موافقا لمذهبهم سكتوا عن الطعن فيه وهذا ينبيء عن قلة دين وغلبة هوى .اهـ.
وانظر: ما كتبه العلامة حَمْدُ بنُ سليمان الخطابي في مقدمة كتابه معالم السنن .
والكلام يطول ، ويتشعب وفي المذكور إشارة فيها غنية للبيب ،
ولابن الجوزي ـ على ما أذكر ـ كلام حسن في صيد الخاطر ، ولا أدري أين ذهب كتابي حين كتبتُ هذه السطور...
وقد جمع كثير من أهل العلم بين معظم العلوم ، وتبحروا فيها ، ولم يقتصروا على فن واحد فهل لنا أن نقتدي بهم ؟(1/3508)
أرجو من الله التيسير ، والتوفيق .
وصلى الله على نبينا وخليلنا محمد وآله وسلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
01-28-2004, 10:47 AM
شكر الله لك أخي عبدالرحمن على هذه المشاركة القيمة
وتعليقاً عليها أقول : ليكن منهج المتعلم والقارئ حول هذه القضية :
نوع قراءاتك في مختلف فروع العلم والمعرفة لتلم بأساسيات كل علم والأمور الهامة فيه ، ولكي لا تكره علما لأنك تجهله ، والإنسان عدو ما جهل كما قال الشاعر:
تفنن و خذ من كل علم ، فإنما * * * يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل * * * به ، ولعلم أنت تتقنه سلم
ثم ركز على تخصص معين تميل أليه أكثر لتتزود منه بعلم أكبر،فتكون ثقافتك أوسع بالاطلاع على مختلف العلوم ويكون تخصصك في علم بعينه أكثر من غيره سبيلا إلى الإحاطة بمعظم جوانب هذا العلم دون أن تترك مطالعاتك للعلوم الأخرى و الأخذ من كل منها بطرف.
---
عبدالرحمن السديس
01-28-2004, 01:55 PM
جزاك الله خيرا على هذا التعليق ، ونفع به ....
والقصة مذكورة في المنتظم لابن الجوزي 9/172
ووفيات الأعلام لابن خلكان 2/432
---
الموحد 2
01-28-2004, 03:02 PM
جزاكم الله خيراً ، وبارك الله فيكم .
---
عبدالرحمن السديس
01-29-2004, 08:17 PM
وجدت كتابي وهذا ما أردت نقله عن ابن الجوزي رحمه الله _ صيد الخاطر 159_ :
فصل التخطيط لتحصيل العلوم النافعة
رأيت الشره في تحصيل الأشياء يفوت الشره عليه مقصوده .
وقد رأينا من كان شرهاً في جمع المال فحصل له الكثير منه وهو مع ذلك حريص على الازدياد .(1/3509)
ولو فهم علم أن المراد من المال إنفاقه في العمر فإذا أنفق العمر في تحصيله فات المقصودان وكم رأينا من جمع المال ولم يتمتع به فأبقاه لغيره وأفنى نفسه كما قال الشاعر : كدودة القز ما تبنيه يهدمها وغيرها بالذي تبنيه ينتفع وكذلك رأينا خلقاً يحرصون على جمع الكتب فينفقون أعمارهم في كتابتها وكدأب أهل الحديث ينفقون الأعمار في النسخ والسماع إلى آخر العمر ثم ينقسمون .
فمنهم من يتشاغل بالحديث وعلمه وتصحيحه ولعله لا يفهم جواب حادثة ولعل عنده للحديث - أسلم سالما الله - مائة طريق .
وقد حكي لي عن بعض أصحاب الحديث أنه سمع جزء بن عرفة عن مائة شيخ وكان عنده سبعون نسخة .
ومنهم من يجمع الكتب ويسمعها ولا يدري ما فيها من صحة حديثها ولا من فهم معناها فتراه يقول الكتاب الفلاني سماعي وعندي له نسخة والكتاب الفلاني والفلاني فلا يعرف علم ما عنده من حيث فهم صحيحه من سقيمه .
وقد صده اشتغاله بذلك عن المهم من العلم فهم كما قال الحطيئة : زوامل للأخبار لا علم عندها بمثقلها إلاّ كعلم الأباعر لعمرك ما يدري البعير إذا غدا بأوساقه أوراح في الغرائر ثم ترى منهم من يتصدر بإتقانه للرواية وحدها فيمد يده إلى ما ليس من شغله فإن أفتى أخطأ وإن تكلم في الأصول خلط .
ولولا أني لا أحب ذكر الناس لذكرت من أخبار كبار علمائهم وما خلطوا ما يعتبر به ولكنه لا يخفى على المحقق حالهم .
فإن قال قائل : أليس في الحديث منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا .
قلت : أما العالم فلا أقول له اشبع من العلم والا اقتصر على بعضه .
بل أقول له : قدم المهم فإن العاقل من قدر عمره وعمل بمقتضاه وإن كان لا سبيل إلى العلم بمقدار العمر غير أنه يبني على الأغلب .
فإن وصل فقد أعد لكل مرحلة زاداً وإن مات قبل الوصول فنيته تسلك به .(1/3510)
فإذا علم العاقل أن العمر قصير وأن العلم كثير فقبيح بالعاقل الطالب لكماله الفضائل أن يتشاغل مثلاً بسماع الحديث ونسخه ليحصل كل طريق وكل رواية وكل غريب .
وهذا لا يفرغ من مقصوده منه في خمسين سنة خصوصاً إن تشاغل بالنسخ .
ثم لا يحفظ القرآن .
أو يتشاغل بعلوم القرآن ولا يعرف الحديث .
فإن قال قائل : فدبر لي ما تختار لنفسك .
فأقول : ذو الهمة لا يخفي من زمان الصبا .
كما قل سفيان بن عيينة : قال لي أبي - وقد بغت خمس عشرة سنة - إنه قد انقضت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله فجعلت وصية أبي قبلة أميل إليها ولا أميل عنها .
كما قال سفيان بن عيينة : قال لي أبي - وقد بلغت خمس عشرة سنة - إنه قد انقضت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله فجعلت وصية أبي قبلة أميل إليها ولا أميل عنها .
ثم قبل شروعي في الجواب أقول : ينبغي لمن له أنفة أن يأنف من التقصير الممكن دفعه عن النفس .
فلو كانت النبوة مثلاً تأتي بكسب لم يجز له أن يقنع بالولاية .
أو تصور أن يكون مثلاً خليفة لم يحسن به أن يقتنع بإمارة .
ولو صح له أن يكون ملكاً لم يرض أن يكون بشراً .
والمقصود أن ينتهي بالنفس إلى كمالها الممكن لها في العلم والعمل .
وقد علم قصر العمر وكثرة العلم فيبتدىء بالقرآن وحفظه وينظر في تفسيره نظراً متوسطاً لا يخفى عليه بذلك منه شيء .
وإن صح له قراءة القراءات السبعة وأشياء من النحو وكتب اللغة وابتدأ بأصول الحديث من حيث النقل كالصحاح والمسانيد والسنن ومن حيث عليم الحديث كمعرفة الضعفاء والأسماء فلينظر في أصول ذلك .
وقد رتبت العلماء من ذلك ما يستغني به الطالب عن التعب .
ولينظر في التواريخ ليعرف ما لا يستغني عنه كنسب الرسول صلى الله عليه وسلم وأقاربه وأزواجه وما جرى له .(1/3511)
ثم ليقبل على الفقه فلينظر في المذهب والخلاف وليكن اعتماده على مسائل الخلاف فلينظر في المسألة وما تحتوي عليه فيطلبه من مظانه كتفسير آية وحديث وكلمة لغة .
ويتشاغل بأصول الفقه وبالفرائض وليعلم أن الفقه عليه مدار العلوم .
ويكفيه من النظر في الأصول ما يستدل به على وجود الصانع فإذا أثبته بالدليل وعرف ما يجوز عليه مما لا يجوز وأثبت إرسال الرسل وعلم وجوب القبول منهم فقد احتوى على المقصود من علم الأصول .
فإن اتسع الزمان للتزيد من العلم فليكن من الفقه فإنه الأنفع .
ومهما فسح له في المهل فأمكنه تصنيف في علم فإنه يخلف بذلك خلفه خلفاً صالحاً .
ثم يعلم أن الدنيا معبرة فيلتفت إلى فهم معاملة الله عز وجل فإن مجموع ما حصله من العلم يدله عليه .
فإذا تعرض لتحقيق معرفته ووقف على باب معاملته فقل أن يقف صادقاً إلا ويجذب إلى مقام الولاية .
ومن أريد وفق .
وإن الله عز وجل أقواماً يتولى تربيتهم ويبعث إليهم في زمن الطفولية مؤدباً ويسمى العقل .
ومقوماً ويقال له الفهم ويتولى تأديبهم وتثقيفهم ويهيء لهم أسباب القرب منه .
فإن لاح قاطع قطعهم عنه حماهم منه وإن تعرضت بهم فتنة دفعها عنهم .
فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم ونعوذ به من خذلان لا ينفع معه اجتهاد .
---
سفير الإفادة
01-30-2004, 01:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3512)
ولعبقري الدنيا الإمام ابن حزم الظاهري كلام نفيس في هذه المسألة يكتب بماء الذهب قال-عليه الرحمة والغفران:(من اقتصر على علم واحد لم يطالع غيره أوشك أن يكون ضحكة وكان ما خفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه أكثر مما أدرك منه لتعلق العلوم بعضها ببعض كما ذكرنا وأ نها درج بعضها إلى بعض كما وصفنا ومن طلب الاحتواء على كل علم أ وشك أن ينقطع وينحسر ولا يحصل على شئ وكان كالمحضر إلى غير غاية إ ذ العمر يقصر عن ذلك وليأ خذ من كل علم بنصيب ومقدار ذلك معرفته بأغراض ذلك العلم فقط ثم يأ خذ مما به ضرورة إلى ما لابد منه كما وصفنا ثم يعتمد العلم الذي يسبق فيه بطبعه وبقلبه وبحيلته فيستكثر منه ما أمكنه فربما كان ذلك منه في علمين أ و ثلاثة أو أكثر على قدر زكاء فهمه وقوة طبعه وحضور خاطره وإكبابه على الطلب وكل ذلك بتيسير الله تعالى فلو بإرادة المرء كان لكان ُمنى كل أحد أن يكون أ فضل الناس والفهم والعناية مقسومان كقسمة المال والحال
{وا لحظ مقسوم فأ جمل في الطلب} اهـ
قال سفير الإفادة:في هذه النص النفيس فوائد يعرفها الحاذق فلا نطيل القول باستخراجها.
قال سفير الإفادة:ويتأكد ذلك(أي النظر في فن غير الفن المتخصص فيه )إذا كان الفن المتخصص فيه له تعلق بفن آ خر قال الإمام ابن الجزري:(ولاشك عند كل ذي لب أن من تكلم في علم ـ ولوكان إماماً فيه ـ وكان العلم يتعلق به علم آ خر وهو غير متقن لما يتعلق به داخله الو هم والغلط عند حا جته إليه)اهـ(1/3513)
قال سفير الإفادة: وقد سطر ظاهري نجد العلامة / أبو عبد الرحمن ابن عقيل تجربة له في إحدى كتاباته عن هذه المسألة فقال بعد كلام له سبق:( بل جربت أن تحقيق الموسوعيين أصلب وأمهر من تحقيق المتخصصين في الأمور النظرية بالذات لأ ن من أ نفق عمره مثلا في أ صول الفقه دارسا ومدرسا كالضفدعة في البركة يحسب أ ن الحقيقة هي مابين أسوارها الأربعة وكثيرا ما تخمل موهبة المتخصصين لإلفهم العادة والتكرار وتخلف عنصر الاشتياق وعشق العمل
أما الموسوعي إذا تطرق إلى التخصص في مسأ لة جزئية فإ نه يحمل نظرية شمولية ووسائل متعددة مع عنصر الاشتياق والعشق الذي د لف به إلى التخصص )اهـ
---
عبدالرحمن السديس
01-30-2004, 02:15 PM
جزاك الله خيرا أخي سفير الإفادة ...وليتك تتحفنا بذكر المصدر لما نقلت ...
---
سفير الإفادة
02-06-2004, 10:21 PM
قال سفير الإفادة: في تعقيبي ثلاث نصوص؛ أولها لابن حزم، وثانيها:لابن الجزري، وثالثها: لابن عقيل
أما النص الأول:فمصدره رسالة لطيفة لأبي محمد سماها (مراتب العلوم ) ص: 77-78
قال سفير الإفادة:وهو مطبوع ضمن رسائل ابن حزم الأندلسي (ج:4) بتحقيق الدكتور النابه /إحسان عباس
وأما النص الثاني: فمرجعه مصنف جليل لأبي الخير موسوم بـ:(منجد المقرئين ومرشد الطالبين)ص:46
قال سفير الإفادة:وهو مطبوع أيضاً بعناية /علي بن محمد العمران.
والنص الأخير:اقتبسته من مقولة لأبي عبد الرحمن بعنوان: (الموسوعية وتصنيف العلوم )ضمن كتابه الأدبي الماتع( هكذا علمني ورد زورث) ص:59
---
أبومجاهدالعبيدي
02-13-2004, 01:15 PM
في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح :
فَصْلٌ ( فِي فَضْلِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَفِقْهِهِ وَكَرَاهَةِ طَلَبِ الْغَرِيبِ وَالضَّعِيفِ مِنْهُ ) .
ذكر فيه كلاماً جيداً له صلة بالموضوع ، وفيه نقلٌ عن الجوزي ، ومنه :(1/3514)
( وَقَدْ أَوْغَلَ خَلْقٌ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ فِي كِتَابَةِ طُرُقِ الْمَنْقُولَات , فَشَغَلَهُمْ عَنْ مَعْرِفَةِ الْوَاجِبَاتِ , حَتَّى إنَّ أَحَدَهُمْ يُسْأَلُ عَنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ فَلَا يَدْرِي , لَا بَلْ قَدْ أَثَّرَ هَذَا فِي الْقُدَمَاءِ , ثُمَّ رَوَى بِإِسْنَادِهِ أَنَّ امْرَأَةً وَقَفَتْ عَلَى مَجْلِسٍ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ فِي جَمَاعَةٍ يَتَذَاكَرُونَ الْحَدِيثَ , فَسَأَلَتْهُمْ عَنْ الْحَائِضِ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى وَكَانَتْ غَاسِلَةً , فَلَمْ يُجِبْهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ , وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إلَى بَعْضٍ , فَأَقْبَلَ أَبُو ثَوْرٍ فَقَالُوا لَهَا : عَلَيْك بِالْمُقْبِلِ , فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : نَعَمْ تُغَسِّلُ الْمَيِّتَ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها { أَمَا إنَّ حَيْضَتَك لَيْسَتْ فِي يَدِك } وَلِقَوْلِهَا { : كُنْت أَفْرُقُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَاءِ وَأَنَا حَائِضٌ } قَالَ أَبُو ثَوْرٍ : فَإِذَا فَرَقَتْ رَأْسَ الْحَيِّ فَالْمَيِّتُ بِهِ أَوْلَى , قَالُوا : نَعَمْ رَوَاهُ فُلَانٌ وَحَدَّثَنَا بِهِ فُلَانٌ وَنَعْرِفُهُ مِنْ طَرِيقِ كَذَا , وَخَاضُوا فِي الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ : فَأَيْنَ كُنْتُمْ إلَى الْآنَ .[ الله أعلم بصحة هذه القصة ، ولعل بعض إخواننا يتحفنا بحكم عليها إن تيسر ] ....
ثُمَّ رَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ قَالَ : كُتِبَ إلَى أَبِي ثَوْرٍ لَمْ يَزَلْ هَذَا الْأَمْرُ فِي أَصْحَابِك حَتَّى شَغَلَهُمْ عَنْهُ إحْصَاءُ عَدَدِ رُوَاةِ { مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا } فَغَلَبَهُمْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي ( صَيْدِ الْخَاطِرِ ) : فَهُوَ كَمَا قَالَ الْحُطَيْئَةُ :(1/3515)
زَوَامِلُ لِلْأَخْبَارِ لَا عِلْمَ عِنْدَهَا **** بِمُتْقَنِهَا إلَّا كَعِلْمِ الْأَبَاعِرِ
لَعَمْرُك مَا يَدْرِي الْبَعِيرُ إذَا غَدَا **** بِأَوْسَاقِهِ أَوْ رَاحَ مَا فِي الْغَرَائِرِ
ثُمَّ ذَكَرَ الْعُلُومَ وَقَالَ : إنَّ الْفِقْهَ عَلَيْهِ مَدَارُ الْعُلُومِ , فَإِنْ اتَّسَعَ الزَّمَانُ لِلتَّزَيُّدِ مِنْ الْعِلْمِ فَلْيَكُنْ مِنْ الْفِقْهِ ؛ فَإِنَّهُ الْأَنْفَعُ . وَقَالَ فِيهِ : وَلَقَدْ أَدْرَكْنَا فِي زَمَانِنَا مَنْ قَرَأَ مِنْ اللُّغَةِ أَحْمَالًا فَحَضَرَ بَعْضُ الْمُتَفَقِّهَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفِ : { لَوْ طَعَنْت فِي فَخِذِهَا أَجْزَأَك } فَقَالَ : هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ , فَقَالَ لَهُ الصَّبِيُّ : أَلَيْسَ هَذَا فِي ذَكَاةِ غَيْرِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ ؟ فَفَكَّرَ الشَّيْخُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : صَدَقْت .
وَأَدْرَكْنَا مَنْ قَرَأَ الْحَدِيثَ سِتِّينَ سَنَةً فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ ؟ وَأَدْرَكْنَا مَنْ بَرَعَ فِي عُلُومِ الْفِقْهِ فَكَانَ إذَا سُئِلَ عَنْ حَدِيثٍ لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ ؟ وَأَدْرَكْنَا مَنْ بَرَعَ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَوْمًا : إنِّي أَدْرَكْتُ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ فَأَضَفْت إلَيْهَا أُخْرَى فَمَا تَقُولُ ؟ فَسَبَّهُ وَلَامَهُ عَلَى تَخَلُّفِهِ وَلَمْ يَدْرِ مَا الْجَوَابُ .
وَأَدْرَكْنَا مَنْ بَرَعَ فِي عُلُومِ الْقِرَاءَاتِ فَكَانَ إذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ يَقُولُ : عَلَيْك بِفُلَانٍ .(1/3516)
هَذِهِ كُلُّهَا مِحَنٌ قَبِيحَةٌ , فَلَمَّا رَأَيْت فِي الصِّبَا أَنَّ كُلَّ مَنْ بَرَعَ مِنْ أُولَئِكَ فِي فَنِّهِ مَا اسْتَقْصَى , وَإِنَّمَا عَوَّقَتْهُ فُضُولُهُ عَنْ الْمُهِمِّ , وَمَا بَلَغَ الْغَايَةَ رَأَيْت أَنَّ أَخْذَ الْمُهِمِّ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ هُوَ الْمُهِمُّ , فَإِنَّهُ مِنْ أَقْبَحِ الْأَشْيَاءِ أَنْ يَطْلُبَ الْمُحَدِّثُ عُلُوَّ الْإِسْنَادِ وَحُسْنَ التَّصَانِيفِ , فَيَقْرَأَ الْمُصَنَّفَاتِ الْكِبَارِ وَيَطْلُبَ الْأَسَانِيدَ الْعَوَالِيَ وَيَكْتُبَ , فَيَذْهَبَ الْعُمْرُ وَيَرْجِعَ كَمَا كَانَ , لَيْسَ عِنْدَهُ إلَّا أَجْزَاءٌ مُصَحَّحَةٌ لَا يَدْرِي مَا فِيهَا وَقَدْ سَهِرَ وَتَعِبَ .
وَإِذَا سَاءَلْته عَنْ عِلْمِهِ **** قَالَ عِلْمِي يَا خَلِيلِي فِي سَفَطْ
فِي كَرَارِيسَ جِيَادٍ أُحْكِمَتْ*** وَبِخَطٍّ أَيِّ خَطٍّ أَيِّ خَطْ
وَإِذَا سَاءَلْته عَنْ مُشْكِلٍ ****حَكَّ لَحْيَيْهِ جَمِيعًا وَامْتَخَطْ
وَيَتَفَقَّهُ صَبِيٌّ صَغِيرٌ فَيُفْتِي فِي مَسْأَلَةٍ عَجَزَ ذَلِكَ الشَّيْخُ عَنْهَا , وَإِنَّمَا أَشْرَحُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ لِلتَّعْلِيمِ , انْتَهَى كَلَامُهُ . ....
وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ النَّحْوِيُّ الْمُتَأَخِّرُ الْمَشْهُورُ فِي أَثْنَاءِ كَلَامٍ لَهُ : وَأَمَّا إنَّ كان صَاحِبَ تَصَانيفٍ وَيَنْظُرُ فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ , فَهَذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يَبْلُغَ الْإِمَامَةَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا , وَقَدْ قَالَ الْعُقَلَاءُ : ازْدِحَامُ الْعُلُومِ مُضِلَّةٌ لِلْمَفْهُومِ , وَلِذَلِكَ تَجِدُ مَنْ بَلَغَ الْإِمَامَةَ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي عِلْمٍ مِنْ الْعُلُومِ لَا يَكَادُ يَشْتَغِلُ بِغَيْرِهِ , وَلَا يُنْسَبُ إلَى غَيْرِهِ وَقَدْ نَظَمْتُ أَبْيَاتًا فِي شَأْنِ مَنْ يَنْهَزُ بِنَفْسِهِ . وَيَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْ الصُّحُفِ بِفَهْمِهِ :(1/3517)
يَظُنُّ الْغَمْرُ أَنَّ الْكُتْبَ تَهْدِي **** أَخَا فَهْمٍ لِإِدْرَاكِ الْعُلُومِ
وَمَا يَدْرِي الْجَهُولُ بِأَنَّ فِيهَا**** غَوَامِضَ حَيَّرَتْ عَقْلَ الْفَهِيمِ
إذَا رُمْت الْعُلُومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ ****ضَلَلْت عَنْ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ
وَتَلْتَبِسُ الْعُلُومُ عَلَيْك حَتَّى ****تَصِيرَ أَضَلَّ مِنْ توِمَا الْحَكِيمِ
أَشَرْت إلَى قَوْلِ بَعْضِهِمْ :
قَالَ حِمَارُ الْحَكِيمِ تومَا ****لَوْ أَنْصَفُونِي لَكُنْت أَرْكَبُ
لِأَنَّنِي جَاهِلٌ بَسِيطٌ **** وَصَاحِبِي جَاهِلٌ مُرَكَّبُ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ :
إذَا لَمْ تَكُنْ حَافِظًا وَاعِيًا**** فَجَمْعُك لِلْكُتْبِ لَا يَنْفَعُ
وَتَحْضُرُ بِالْجَهْلِ فِي مَوْضِعٍ**** وَعِلْمُك فِي الْكُتْبِ مُسْتَوْدَعُ
وَمَنْ كَانَ فِي عُمُرِهِ هَكَذَا**** يَكُنْ دَهْرَهُ الْقَهْقَرَى يَرْجِعُ
وَمِنْ الْمَشْهُورِ :
فَدَعْ عَنْك الْكِتَابَةَ لَسْتَ مِنْهَا**** وَلَوْ سَوَّدْت وَجْهَك بِالْمِدَادِ
ومثله :
وَلِلْعُلُومِ رِجَالٌ يُعْرَفُونَ بِهَا**** وَلِلدَّوَاوِينِ كُتَّابٌ وَحُسَّابُ .)
انتهى مختصراً
تذييل : العلوم المهمة التي لا يسع أحد من المسلمين الجهل بمهماتها هي : علم العقيدة وعلم الفقه ، وكلما توسع طالب العلم في هذين العلمين أكثر كان ذلك أفضل .
أما العلوم الشرعية الأخرى : فالتخصص مطلوب لاتقانها ، وهو من فروض الكفايات ، وأما أن يطالب الجميع بالتوسع فيها ، فهذا ما لا سبيل إليه إلا في النادر . والله أعلم .
---
أبو بيان
02-26-2004, 10:47 AM
قال الإمام ابن قتيبة (ت:376):
وأما طعنهم عليهم - أي: أهل الحديث - بقلة المعرفة لما يحملون, وكثرة اللحن والتصحيف, فإن الناس لا يتساوون جميعاً في المعرفة والفضل, وليس صنف من الناس إلا وله حشوٌ وشوب.(1/3518)
فأين هذا العائب لهم عن الزهري, أعلم الناس بكل فن, وحماد بن سلمة, ومالك بن أنس , وابن عون, وأيوب, ويونس بن عبيد, وسليمان التيمي, وسفيان الثوري, ويحيى بن سعيد , وابن جريج, والأوزاعي, وشعبة , وعبد الله بن المبارك, وأمثال هؤلاء المتقنين؟,
على أن المنفرد بفن من الفنون لا يعاب بالزلل في غيره,
وليس على المحدث عيب أن يزل في الإعراب, ولا على الفقيه أن يزل في الشعر,
وإنما يجب على كل ذي علم أن يتقن فنه؛ إذا احتاج إليه الناس فيه, وانعقدت له الرئاسة به.
وقد يجتمع للواحد علوم كثيرة, والله يؤتي فضله من يشاء,
وقد قيل لأبي حنيفة - وكان في الفتيا ولطف النظر واحد زمانه -: ما تقول في رجل تناول صخرة, فضرب بها رأس رجل فقتله , أتُقيدَه به؟
فقال: لا ولو رماه بأبا قبيس.
... ولا أعلم أحداً من أهل العلم والأدب إلا وقد اُسقط في علمه, كالأصمعي, وأبي زيد, وأبي عبيدة , وسيبويه, والأخفش, والكسائي, والفراء, وأبي عمرو الشيباني, وكالأئمة في قراءة القرآن, والأئمة من المفسرين.
وقد أخذ الناس على الشعراء في الجاهلية والإسلام الخطأ في المعاني وفي الإعراب, وهم أهل اللغة وبهم يقع الاحتجاج.
فهل أهل الحديث في سقطهم إلا كصنف من الناس. ا.هـ
> تأيل مختلف الحديث (ص:75- 76).
وأرجوا قراءة باقي كلامه فإنه نفيس.
---
عبدالرحمن السديس
07-30-2004, 10:15 PM
هنا جواب عن قصة يحيى .. وأبي ثور :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4311&highlight=%D0%ED%E1+%D8%C8%DE%C7%CA
---
علي جاسم
03-07-2005, 04:47 PM(1/3519)
الأخ الفاضل عبد الرحمن سديس .. جزاكم الله خيرا ولا شك أن ما تبتغيه وما قصدته هو منهج المسلم الصحيح فالمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم " كيس فطن " والإحاطة بالعلوم من شروط الكياسة والفطنة التي نأمل أن يتصف بها المسلمون اليوم .. ولكن هذا المقصد الذي ترومونه والغاية التي تنشدونها تصح إن غضضنا الطرف عن ما يسمى ( روح العصر ) وهذا أمر لعمر الله لا أحسبه هينا حتى يكون نسبة مهملة لا تؤخذ بالحسبان ..ولا أخاله يكون يوما كذلك .. فتوجه الأمة اليوم ليس هو في ذاك الزمان وطلب العلم اليوم -بل الاستغراق في طلبه- ليس كذاك أيضا والغاية التي تحرك الأمة اليوم غيرها بالأمس..بل وحتى موقع عدو الأمة من الأمة غيره بالأمس ناهيك عن الضغط الذي يرزح المسلم تحته اليوم في ضل مجتمعات تكالبت عليها الأمم والحضارات من حيث ندري ولا ندري ( بغثها..و..وغثها ) وبما حملت واحتملت فأنشبت أظفارها في جسد الأمة ولا زالت مثخنة بالجراح ..كل هذا وذاك قد يقصر بالمسلم عن الغاية التي قصدتموها..على أنها غاية أيما غاية لو وجد لذلك سبيلا .. وبرأيي – وأرجو أن أكون خاطئا - لأن نقنع بمسلم وحتى بعشرة يتقنون علما واحدا على أصوله خير لنا من أن نقحم مائة فيما قد تقصر هممهم عن بلوغه وبالتالي يضيع تخصيص العلم عندنا كما تضيع الطاقات التي قد بددناها بتلك العلوم عن غير طائل .. والمسألة كما أسلفت أخي الفاضل تتعلق بروح العصر التي تنبض في فكر الأمة وضميرها ..ولو تأملنا معا حال الأمة اليوم لأدركت -على الأقل- أن في كلامي شيئا من الصواب ..من حيث أن الصواب كل الصواب فيما قلتم وفيما أردتم ..فجزاك الله خيرا
---
(1/3520)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (المستنير في القراءات العشر) لأحمد بن علي البغدادي (ت496هـ) محققاً
---
صدر حديثاً (المستنير في القراءات العشر) لأحمد بن علي البغدادي (ت496هـ) محققاً
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2006, 07:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت أخيراً عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي الطبعةُ الأولى (1426هـ) من كتاب (المستنير في القراءات العشر) للعلامة أبي طاهر أحمد بن علي بن عبيدالله بن عمر بن سوار البغدادي (ت496هـ) بتحقيق ودراسة الدكتور عمار أمين الددو . ويحمل هذا الكتاب رقم (6) ضمن سلسلة الدراسات القرآنية التي تصدرها دار البحوث بدبي .
http://www.tafsir.net/images/mostaneer.jpg
وهذا الكتاب يعد حصيلة حياة مؤلفه العلمية جمعاً وإقراءاً ، وذخيرة من ذخائر هذا الفن ، وأصلاً من أصوله ، قال مؤلفه :(فأحببت أن أجمع كتاباً أذكر فيه ما قرأت به على شيوخي الذين أدركتهم ، من القراءات تلاوة دون ما سمعت ... وكل حرف قرأ به أحد الأئمة العشرة ، على ما أداه إلى خلفنا سلفنا ، المتصلة أسانيد قراءتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم). فهي أعم من أن تكون متواترة أو مشهورة ، واتسعت طرقه حتى بلغت خمساً وثمانين ومائة رواية وطريقاً.
وقد تميزت هذه الطبعة بدراسة علمية مفصلة ، وتحقيق على أربع نسخ مخطوطة ، مع توثيق القراءات وضبطها على وفق قراءة القارئ خاصة في باب الفرش ، ومراعاة الرسم العثماني وضبط الأسانيد بما يوضحها ويقرب متابعتها.
وأصل تحقيق هذا الكتاب رسالة دكتوراه تقدم بها المحقق لقسم اللغة العربية بجامعة بغداد ، بإشراف الأستاذ الدكتور حاتم بن صالح الضامن .
والكتاب يقع في مجلدين من القطع العادي ، الأول عدد صفحاته 573 صفحة ، والثاني عدد صفحاته 767 .(1/3521)
والكتاب سار فيه مؤلفه على نهج كتب الرواية في القراءات لا الدراية ، ولذا خلا الكتاب من التوجيه والاحتجاج ، وهو يروي الأحاديث والآثار بالأسانيد المتصلة ، وهذا الكتاب من مصادر العلماء الذين الفوا بعده في القراءات والتراجم ، وقد جعله ابن الجزري من مصادره المعتمدة في النشر فلا تكاد تخلو ورقة من ذكره ، وهو مرجع من مراجعه في غاية النهاية أيضاً ورمز له بحرف (س) ، وبعض التراجم قد انفرد بها . ولذلك فهو من أهم كتب القراءات ، ونشره هذه النشرة العلمية المحققة أمنية لطلاب العلم تحققت والحمد لله ، فجزى الله محققه وناشره خير الجزاء.
حرر في 2/4/1427هـ .
---
الميموني
05-02-2006, 05:55 AM
كتاب ابن سوار البغدادي كتابٌ مهم ، وهو من أصول كتاب النشر.
و هو محقق أيضا رسالة علمية في إحدى الجامعات السعودية
و قد أخبرني الدكتور عمار محققه منذ قرابة سنتين أنه ينتظر صدوره و ها قد صدر
فنبارك لمحققه د/ عمار
والحمد لله على طبع الكتاب
---
الراية
05-02-2006, 12:53 PM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2006, 04:19 PM
بعث لي أخي الكريم المحقق الدكتور عمار الددو رسالة شكر للإشارة إلى صدور الكتاب ، قال فيها :
أخي الكريم المفضال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
شكراً لكم على كريم تفضلكم بالتعريف بكتاب المستنير ، وأفيد فضيلتكم بأنني قد أنجزت تحقيق :
1- الخلاف بين يحيي بن آدم والعليمي الأنصاري عن أبي بكر شعبة، تأليف هبة الله بن طاوس ، عن نسخة بخط المولف , ونشرتها في مجلة الأحمدية العدد الخامس عشر.
2- مفردة الحسن البصري ، لأبي علي الأهوازي ، سوف تنشر قريباً إن شاء الله في السعودية .
3- مفردة ابن محيصن ، للأهوازي ، نشرتها في مجلة الأحمدية العدد 22 .
انتهت الرسالة .(1/3522)
ونحن نشكر الأخ الكريم الدكتور عمار الددو وفقه الله على هذه الجهود العلمية في خدمة الدراسات القرآنية وعلم القراءات على وجه الخصوص . كما نرحب بانضمام الدكتور عمار الددو إلى أسرة ملتقى أهل التفسير راجين له التوفيق والسداد دوماً .
---
موراني
05-31-2006, 06:39 PM
لقد طلبت هذا الكتاب القيم عقب التعريف به في هذا المنتدى
وتلقيته قبل أسبوعين تقريبا
وللدكتور عمار الددو شكري الجزيل على ما قام به من الجهود لاخراج هذا الكتاب
---
الجكني
06-01-2006, 02:57 PM
مبروك للدكتور عمار هذا الإنجاز العلمي ،وإن كنت أرغب من المشرف على الملتقى أن يشير إلى أنى كنت قبل شهر تقريباً أشرت إلى صدور هذا الكتاب ومحققه ووجوده فى معرض الكتاب الذى أقيم فى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة0
وأقول مخاطباً لدكتور عمارإن أذن لي :إن من أهم الأسباب عند أهل القراءات التي جعلت للمستنير مكانة هى "أنه أصل من أصول النشر " ولم أجد جنابكم الموقر أعطى لهذه النقطة مزيد اهتمام ،حيث ما كتبتم إلاسطرين ونصف،علمأ بأن "المستنير "هو ثانى كتاب من حيث الكثرة فى الروايات والطرق فى كتاب "النشر "حيث إنه أخذ منه (115)طريقاً، وقد بينت فى تحقيقي لكتاب النشر كل ذلك ،ولو أردتم طباعة الكتاب مرة أخرى فلا مانع لدي من إرسال التفاصيل
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2006, 03:03 PM
صدق أخي الدكتور السالم الشنقيطي ، فقد سبق أن أشار إلى صدور الكتاب محققاً من قبل في أثناء سؤال عن كتاب الكامل للهذلي . ومشاركته على هذا الرابط هنا (http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=22202&postcount=19) .
---
الجكني
06-01-2006, 03:25 PM
جزاك الله عني كل خير وزادك علمأ وتواضعاً للحق وبالحق ونفع بك.
---
(1/3523)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فن الاحتباك
---
فن الاحتباك
---
الحكيمة
06-01-2006, 01:30 PM
بسم الله وكفى ، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى:
أعضاء هذا الملتقى المبارك : ماذا تعرفون عن فن الاحتباك ومَن من المفسرين من أكثر من ذكره في تفسيره ؟
---
أبو عبد المعز
06-01-2006, 02:40 PM
الاحتباك باب من البديع مبني على مبدأ الحذف والاختصار....
وصورته الشكلية كالتالي:
لنفرض متوالية مكونة من أربعة عناصر نرمز لها بالأرقام:
1-2-3-4
نقسم الرباعي إلى ثنائيتين.
1-2
3-4
أفقيا توجد علاقة تقابل فردي –زوجي.
عموديا توجد علاقة تشابه فردي- فردي(3.1)......زوجي- زوجي.(2-4)
يحصل الاحتباك بحذف عنصرين على المحور الوتري..(1.4) أو(2.3)
فلا يبقى إلا عنصران: 2 و3.(أو1و4)
لكننا بواسطة المذكورين نستحضر ذهنيا المحذوفين:
ف2 المذكورة تدل على مقابلها المحذوف1.
و3 المذكورة تشير إلى مقابلها المحذوف 4.
وهذه صورة حقيقية:
قوله تعالى : ادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء.
ذهب أبو حيان وآخرون إلى أن تخرج بيضاء جواب لأمر مقدر وليس للأمر المذكور أي ادخل يدك......فيكون التقدير العام:
1-أدخل (يدك في جيبك).........2-تدخل .
3-أخرجها.............4-تخرج (بيضاء من غير سوء. )
لكن الآية اقتصرت على 1و4أي فيها احتباك
ادخل يدك في جيبك....تخرج بيضاء من غير سوء.
فدل فعل الأمر المذكور(أدخل) على جوابه المحذوف.. (تدخل)
ودل جواب الأمر المذكور (تخرج بيضاء)على فعله المحذوف. (أخرجها).
والله أعلم.
من المفسرين الذين اعتنوا بهذا الوجه البديعي الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير والألوسي في روح المعاني.
---
عرفات محمد
06-02-2006, 01:04 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وبعد..(1/3524)
فقد وفقنى الله لكتابة بحث بعنوان ( بلاغة الاحتباك في القرآن الكريم) وقد تم تحكيمه وأجيز ولله الحمد في ترقيتى إلى درجة أستاذ مشارك بكلية القرآن الكريم جامعة الأزهر، ولو كنت أعرف طريقة إرساله إلى المنتدى لفعلت ، وإلى ان يتيسر لى معرفة الطريقة أقول الآن: إن أكثر من تكلم في الاحتباك واعتنى به الإمام البقاعى في كتابه: (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) وقد ذكر السيوطى في الإتقان ان البقاعى قد أفرده بالتصنيف. وسوف أوافيكم ببحثى عما قريب إن شاء الله.
---
علال بوربيق
06-02-2006, 10:56 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله
الاحتباك فن عزيز من فنون البلاغة ، وسر لطيف من أسرار هذه اللغة ، وهو من ألطف أنواع البديع، وأبدعها. وقلَّ من تنبَّه له، أو نبَّه عليه، من أهل فنِّ البلاغة- كما قال السيوطي في (الإتقان). وقد ذكره الزركشي في(البرهان) ، ولم يسمِّه هذا الاسم، بل سماه:(الحذف المقابلي) ، وقد أكثر منه برهان الدين البقاعي في تفسيره العجيب نظم الدرر وقال عنه : وهو فن عزيز نفيس وقد جمعت فيه كتاباً حسناً ذكرت فيه تعريفه ومأخذه من اللغة وما حضرني من أمثلته من الكتاب العزيز وكلام الفقهاء وسميته " الإدراك لفن الاحتباك ". نظم الدرر(1/31)
وقد ذكر البقاعي كتابه هذا في فهرسته الذي جمع فيه مؤلفاته برقم (41) وقام بجمعه الدكتور: محمد أجمل أيوب الإصلاحي
تعريفه : - قال الجرجاني:
الاحتباك : هو أن يجتمع في الكلام متقابلان، ويحذف من كل واحد منهما مقابله، لدلالة الآخر عليه كقوله: علفتها تبنا وماء باردا
أي علفتها تبناً، وسقيتها ماءً بارداً.(1/3525)
- ونقل الزركشي عن الأندلسي قوله في شرح(البديعية):” من أنواع البديع:(الاحتباك) ؛ وهو نوع عزيز وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول " قال البقاعي : وهو أن يؤتى بكلامين يحذف من كل منهما شيء إيجازاً، يدل ما ذكر من كل على ما حذف من الآخر، وبعبارة أخرى: هو أن يحذف من كل جملة شيء إيجازاً ويذكر في الجملة الأخرى ما يدل عليه " نظم الدرر(2/18).
وذكر في تفسيره ما يقارب من (250) آية تصلح أن تكون مثالا لهذا الفن البديع، وأوضح الآيات رأيتها تقرب فهم هذا الفن قوله تعالى : "وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ " قال رحمه الله: " وقد علم بهذا أن الآية من الاحتباك حذف من الأول مثل الداعي لدلالة الناعق عليه ومن الثاني المنعوق به لدلالة المدعوين عليه " نظم الدرر (1/148)
وقوله تعالى : " قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ".قال رحمه الله : " قد كان لكم آية " أي عظيمة بدلالة تذكير كان " في فئتين" تثنية فئة ـ للطائفة التي يفيء إليها ـ أي يرجع ـ من يستعظم شيئاً، استناداً إليها حماية بها لقوتها ومنعتها " التقتا "أي في بدر " فئة " أي منهما مؤمنة، لما يرشد إليه قوله: " تقاتل في سبيل الله " أي الملك الأعلى لتكون كلمة الله هي العليا، ومن كان كذلك لم يكن قطعاً إلا مؤمناً "وأخرى " أي منهما "كافرة " أي تقاتل في سبيل الشيطان، فالآية كما ترى من وادي الاحتباك " نظم الدرر (2/18)(1/3526)
ومن مارس الحواشي والمتون أدرك أن الفقهاء يستعملونه كثيرا كما ذكر البقاعي رحمه الله، وبما أن البقاعي شافعي المذهب فلا شك أنه أكثر من ذكر الأمثلة الفقهية في كتابه " الإدراك لفن الاحتباك " فو أسفاه على ضياع هذا الكتاب ، واقتداء به رحمه الله سنذكر مثالا فقهيا ولكنه على مذهب مالك جاء في مواهب الجليل للحطاب : " والتحريم بعقده ووطئه "
ش : هو كقول ابن الحاجب في موانع الزوجية : وكل نكاح اختلف فيه اعتبر عقده ووطؤه ما لم يكن بنص , أو سنة ففي عقده قولان . قال في التوضيح : معنى كلامه أن كل نكاح اختلف العلماء في صحته وفساده والمذهب قائل بالفساد ; فإنه يعتبر عقده فيما يعتبر فيه العقد ووطؤه فيما يعتبر فيه الوطء فيحرم بالعقد على أمهاتها وتحرم بالوطء على آبائه وأبنائه وتحرم عليه البنت بالدخول بالأم فيه وقوله : ما لم يكن بنص , أو سنة يعني أنه اعتبر العقد والوطء إلا أن يكون الفساد بنص كتاب الله , أو سنته فحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول ففي عقده قولان , ويعتبر وطؤه بالاتفاق وقال في المقدمات : والمشهور أن الحرمة تقع بكل نكاح لم يتفق على تحريمه ونفى غيره الخلاف ورأى أن المذهب كله على التحريم فإن قلت : كيف يكون فيه نص كتاب الله , أو سنته ويختلف فيه ؟ " ثم قال رحمه الله: فقوله : فحذف من الأول إلخ هو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع وهو أن يحذف من أحد شقي الكلام نظير ما أثبته في الثاني ومن الثاني نظير ما أثبته في الأول ومنه قوله تعالى " ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع " أي ومثل الأنبياء والذين كفروا كمثل الذي ينعق وينعق به وجعل منه السيوطي قوله تعالى" لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " على أن المراد بالزمهرير البرد أي لا يرون فيها شمسا ولا قمرا ولا حرا ولا زمهريرا ومنه قوله تعالى" وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء" التقدير تدخل غير(1/3527)
بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء وذكر أنه لم يقف عليه في شيء من كتب البديع إلا أنه خطر له في الآية المذكورة أعني قوله " لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا " وهذا النوع لطيف وإنه لا يعرف في أنواع البديع ما يدخل تحته , ثم ذكر ذلك لصاحبه برهان الدين البقاعي فأفاده أن بعض شيوخه أفاد أن هذا النوع يسمى الاحتباك , ثم وقف عليه في شرح بديعية ابن جابر لصاحبه أحمد بن يوسف الأندلس قال ومن ألطفه قوله تعالى" خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " أي صالحا بسيئ وآخر سيئا بصالح ومأخذه من الحبك الذي معناه الشد والإحكام وتحسين آثار الصنعة وبيانه أن مواضع الحذف أشبهت الفرج بين الخيوط فلما أدركها الناقد البصير فوضع المحذوف مواضعه كان حابكا له مانعا من خلل يطرقه فسد بتقديره ما يحصل به الخلل وقد ذكره الخلوي في بديعيته والله أعلم .
وللأستاذة البتول وهي إحدى رواد هذا الملتقى المبارك بحث عن البقاعي لعلها تبرز لنا أهمية فن الاحتباك في ادراك المناسبات
---
عدنان الاسعد
07-01-2006, 08:14 PM
اني اخوك في الله
عدنان الاسعد
اكملت بحمد الله وشكره بحثي للماجستير عن الاحتباك في القران الكريم دراسة بلاغية
واذا اردت اي مساعدة فان مستعد لارسال البحث برا او عن طريق البريد الالكتروني
واذا اردت البحث ارجو اعلامي وبريدي هو adnanasaad@yahoo.com
ومن الله التوفيق
عدنان الاسعد
المدرس المساعد في جامعة الموصل
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته
---
علال بوربيق
07-01-2006, 10:08 PM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله :
بارك الله فيك أخي أسعد، وجزاك ربي أفضل الجزاء وأوفره ، على ما أنتجت قريحتك وخطت أناملك .
فما زلتم يا أهل العراق محل القدوة ، كان شيخي الدكتور سامي الكناني -حفظه الله - وهو عراقي يقول:" إن الكتاب يُكتب في مصر ، ويُطبع في لبنان ، ويُقرأ في العراق "
أنظر بريدك الخاص
---
(1/3528)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الكلمات القرءانية التي رسمت ألفها بسنة الياء
---
الكلمات القرءانية التي رسمت ألفها بسنة الياء
---
أيمن صالح شعبان
08-01-2006, 06:50 PM
الكلمات القرءانية التي رسمت ألفاها بسنة الياء وضبطت برسم الألف الصغيرة عوضا في طباعات المصاحف تجدونها على هذا الرابط :
يمكنكم البحث عن هذه الكلمات بالكتابة الإملائية دون تشكيل (http://www.furqan.ws/11.html)
---
(1/3529)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {9}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {9}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
08-30-2004, 12:15 AM
(((الموازين والحساب )))
قال الله عزوجل ((ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا ’تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين )) {الانبياء آية:47ْ}
ومعنى الآية اي نضع ميزان الحق والعدل ,وبه نحاسب العباد ونزن اعمالهم ونحاسبهم على مثقال حبة من خردل (لصغرها )وكفى بنا حاسبين اي:الايكفي ان نحاسبهم على مقدار مثقال حبة من خردل ؟؟؟
بلى يارب ..!!ويؤكد الله عزوجل موضوع الحساب والسؤال فيقول:((فوربك لنسألنهم أجمعين*عن ما كانوا يعملون)) {الحجر آية:92}
اخرج الترمذي والطبراني والبزار باسناد صحيح من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى ’يسأل عن اربع خصال.عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيم ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به ))
{واخرجه الترمذي والدارمي عن ابي برزه}
قال الله عزوجل ((ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن)) {النساء آية:125}
فلا يقبل الله العمل الا ما كان خالصا لوجهه ,على متابعة امره وما عدا ذلك فهو مردود...........
قال الفضيل بن عياض:(العمل الحسن هو اخلصه واصوبه,قالوا يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟؟؟
قال:ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل,وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا)...............
يقول الله عزوجل ((فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون*فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون*ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون*تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون*)) {المؤمنون آية:101-104}(1/3530)
ان الله عزوجل ’يسقط الاسباب يوم القيامة ..فلا انساب ولا احساب ,بل سيكون نسب العبد ما عمله في الدنيا ..
وهناك نسب المفلحين ونسب الخاسرين اما نسب المفلحين فهو قول الله عزوجل ((فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون)) واما نسب الخاسرين فهو قوله عزوجل ((ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون))
فطاعة الله عزوجل هي النسب الذي ’يفتخر به,وعصيانه هي الخسارة التي ما بعدها خسارة ....
يقول الله عزوجل:((يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودُ لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذِركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد*)) {آل عمران آية:30}
أي يوم القيامة يحضر العبد جميع أعماله من خير وشر,كما قال الله عزوجل ((’ينبَأ الانسان بما قدَم وأخر*)) {القيامة آية:13}
فما رأى من أعماله حسنا سره ذلك وافرحه وما رأى من قبيح اعماله سائه,وغصَه, وود لو انه تبرأمنه,وان يكون بينهما امد بعيد ,كما يقول لشيطانه الذي كان مقرونا به في الدنيا ((يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين)) {الزخرف آية:28}
تفسير ابن كثير((والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون*ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون*)) {الاعراف آية:8-9}
موقف رهيب ايها الانسان....هيء نفسك لهذا اليوم وكن على استعداد للقاء الله عزوجل لان مصيرك يتوقف على ما قدمت وما اخرت من عمل ,واني لاسال الله ربي ان يفرغ علينا صبرا ويتوفنا مسلمين..!!!
عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ليس احد ’يحاسب يوم القيامة الا هلك))
فقلت يارسول الله.. اليس قد قال الله تعالى :((فاما من اوتي كتابه بيمينه*فسوف يحاسب حسابا يسيرا*))
{الانشقاق آية:7-8}
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم((انما ذلك العرض وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة الا عذِب))
{رواه البخاري}(1/3531)
يقول تعالى ((يوم يفرُالمرء من اخيه*وأمِه وأبيه*وصاحبته وبنيه*لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه))
{عبس آية:34-37}
في هذه الاماكن ينسى الانسان كل اهليه واصحابه ويقول:يانفسي,وأن بعض الظالمين يتمنى لو يفتديه اقرب الاقرباء..يقول الله عزوجل :((ولا يسال حميم حميما*يبصرونهم يود ُالمجرم لو يفتدي من عذاب يومئذببنيه*وصاحبته واخيه*وفصيلته التي تؤويه*ومن في الارض جميعا ثم ينجيه*))
{المعارج آية:10-14}
المجرم يبقى مجرما...إنه يريد ان يفتديه احد ابنائه او صاحبته او اخيه او فصيلته او من في الارض جميعا لينجو بنفسه فقط...اما الباقون فلا ضير إن ذهبوا الى جهنم جميعا فداء له ...يريد ولكن هيهات لما يريد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبع(((الشهادات)))
---
(1/3532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ملاحظات على تحقيق"الاكتفاء "لأبي الطاهر
---
ملاحظات على تحقيق"الاكتفاء "لأبي الطاهر
---
الجكني
08-12-2006, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب هذا المقال هو :"الاكتفاء في القراءات السبع المشهورة "للإمام أبي الطاهر إسماعيل بن خلف ،(ت:455)صاحب كتاب " العنوان "الذي هو من أصول "النشر " 0
هذا الكتاب القيّم هو من "الدرر" نظراً لمكانة مؤلفه وشيوخه 0ومع هذه المكانة إلا أنه ظل "مخطوطاً " حتى سنة(1423) حيث امتدت إليه يد إحدى الباحثات وتقدمت به للجامعة الأمريكية المفتوحة لشهادة"الدكتوراه" وانتهت منه سنة(1425) وأخذت عليه الشهادة المذكورة بمرتبة الشرف الأولى 0وكان كاتب هذه الحروف أحد أعضاء لجنة المناقشة التي تمت صباح يوم 16/12/1425في مبني الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة 0
ثم وجدته قبل أيام من الآن مطبوعاً بتحقيق د/ حاتم صالح الضامن ،في طبعته الأولى سنة(1426) عن طريق :دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع 0
وفرحت كثيراً ؛ليس لنفسي وإنما لأهل القراءات حيث إنهم أصبح بإمكانهم الحصول على هذا السفر القيّم في القراءات 0
ثم ماذا؟
بدأت أقرأ في الكتاب ،مع أني قد قرأته قبل ذلك كاملاً بسبب المناقشة المذكورة وقلت لعلي أجد فائدة ؛خاصة وأن "محققه " أعرفه من خلال تراثه وتحقيقاته التي لا يشك فيها ولا يقلل من مقدارها ومكانتها إلا "حاسد " أو "جاهل " وأعوذ بالله أن أكون واحداً منهما 0
ثم ماذا ؟
أخذت أسجل بعض ما رأيته جديراً بالذكر،وهو كالتالي :
1- لم ألاحظ أي شيء له علاقة ب "التحقيق " قام به الدكتور الفاضل ،غير إخراج "النص " سليما ً" مصححاً " وهذا فيه وقفة بعد قليل 0
2-اكتفى المحقق بالتوثيق عند أول كل باب بذكر مرجعين أو ثلاثة من كتب القراءات كالتيسير والعنوان والتذكرة 0
فهل هذا يسمى "تحقيقاً "؟(1/3533)
هناك مسائل وقف فيها العلماء مع صاحب الكتاب لم أر "المحقق " الفاضل تعرض إليها أو أشار إليها ،وهو معذور في ذلك لأنه – حسب علمي القاصر – ليس من أهل هذا الفن أصلاً ،وجزاه الله خيراً على خدمته لكتاب "تكاسل عنه أهله" 0والإعتراف بالفضل لأهله من شيم الكرام 0الذين أرجو من الله أن أكون منهم 0وقبل أن أذكر تلك المسائل أقول :
أول ما يلاحظ هنا هو :
1- أن الكتاب حقق "على نسخة فريدة " لكن عند "المحقق الفاضل " سقطت منها ورقتان ،استدرك ما فيهما وأكمله من كتاب "العنوان لنفس المؤلف0
2- أن "المحقق" عندما ذكر "نماذج " من المخطوط ،ذكر نفس الأوراق التي ذكرتها المحققة الفاضلة فماذا يعنى هذا ؟؟
إن "المحقق " أكاد أجزم بأنه "اعتمد اعتماداً كلياً على رسالة الباحثة المذكورة ولا أقول اعتمد عليها في التعليقات ،لا ،بل إعتمد عليها في "نص الكتاب " بدليل :
1- بداية الأسطر ونهايتها في غالب الكتابين واحدة ،وقد عددت ذلك فتجاوز (100) سطر ثم توقفت للكسل ،وباستطاعة من عنده نسخة من الرسالة الوقوف على ذلك ،فهل يعقل هذا ؟ أهو من باب "وضع الحافر على الحافر " أم ماذا؟
وحتى لا أكون مجازفاً :في الأسطر التي لا تتفق نهاياتها يكون الخلاف في كلمة أو كلمتين فقط ،وعند التدقيق رأيت أن السبب هو الاختلاف في (حجم ) الأقواس وذكر السور في المتن ،أما الأسطر التي ليس فيها هذا فهي متفقة بداياتها ونهاياتها ولا أتهم المحقق ولا غيره بشيء إنما أقول ما لاحظته 0
2-التزم "المحقق " الفاضل باستدراك ما سقط من النسخة الخطية أن يذكره من كتاب "العنوان " ويجعله بين قوسين ويشير إلى ذلك ،ولكن في ص 24س1جاء في الكتاب :" شيخنا على أبي " وكلمة "أبي " سقطت منه ،وقد قام الباحثان بوضعها بين قوسين ،والمحققة الفاضلة أشارت إلى عدم وجود الكلمة في الأصل ، أما المحقق الفاضل فلم يعلق بشيء مع أنه كثيراً ما تدخل في النص 0(1/3534)
3- هناك سطر كامل ليس في الأصل ،كتبته المحققة في الحاشية وأشارت إلى أنه سقط من الأصل ، لكن المحقق كتبه في المتن ووضعه بين قوسين ،وهو نفس ألفاظ المحققة إلا أنه بدل كلمة "سكون " ب "إسكان " انظر ص:79
4- وقع في نفس ما وقعت فيه من عدم الاستدراك على المؤلف في المسائل التي لابد منها ،وهذا كما في سورة "العلق " حيث جاء في "الاكتفاء " ما نصه :"أن رأه استغنى " بغير ألف بعد الهمزة في وزن (رعه)0انتهى ،ويلاحظ أن الإمام لم يذكر صاحب القراءة ،وهو قنبل ، وفات المحققين الفاضلين الاستدراك هذا 0
بقي أن أقول : جاء في ص 31 س16"انفرد عاصم " وهو خطأ من ناسخ النسخة المحققة وليس من ناسخ المخطوط الأصلي بدليل وجوده فيها 0والصواب "حفص " بدل عاصم 0
هذه ملاحظات كتبتها على عجل ولعلي أعود إليها لاحقاً إن شاء الله 0
أما الأستاذ الدكتور حاتم حفظه الله فأقول له : جزاك الله خيراً على ما قدمت لأهل القراءات فعرفناك من خلال "تهذيب " الداني ،والآن من "اكتفاء " أبي الطاهر ،فنسأل الله أن يجعل ذلك كله في ميزان حسناتك ويصرف عنا وعنك كل مكروه 0
وأخيراً :مهما قدمت من ملاحظات :فيبقى الدكتور حاتم هو الشيخ ويبقى كاتب هذه الحروف هو التلميذ،وهذا والله حقيقة لا مجازاً ولا تواضعاً كذاباً 0
---
السائح
08-13-2006, 01:45 AM
خاصة وأن "محققه " أعرفه من خلال تراثه وتحقيقاته التي لا يشك فيها ولا يقلل من مقدارها ومكانتها إلا "حاسد " أو "جاهل "
جزاك الله خيرا على تنبيهاتك وفوائدك.
لاشك أن للأستاذ حاتم فضلا وسابقة، لكن قد أخذ عليه بعض الأفاضل أمورا من جنس ما أخذتَه عليه، وقد شرح ذلك الأستاذ هلال بن ناجي في كتاب نشرته دار الغرب الإسلامي.
وحبذا لو أفدتني باسم الدار الناشرة لكتاب التهذيب للداني.
---
الجكني
08-13-2006, 04:13 AM
وجزاك ربي خيراً أخي السائح 0
أما الدار فهي نفس الدار : دار نينوى للدراسات والنشروالتوزيع "- دمشق
---
السائح(1/3535)
08-13-2006, 01:16 PM
بارك الله فيك وأحسن جزاءك أخي الجكني.
---
(1/3536)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب أسباب النزول
---
كتب أسباب النزول
---
أبو عمر القحطاني
07-11-2005, 03:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الى المشايخ الأفاضل في هذا المنتدى الحافل:
ما هي أفضل كتب أسباب النزول؟ وقد سمعت أن للحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى، كتابا نفيسا في هذا المجال، فهل طبع؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-11-2005, 04:39 PM
كتاب ابن حجر : العجاب في بيان الأسباب طبع طبعتين ، أفضلهما بتحقيق الدكتور عبدالحكيم الأنيس في مجلدين كبار ، غير أنه ناقص ؛ لا يوجد منه إلا إلى سورة النساء .
وقد ذكرت بعض كتب أسباب النزول هنا :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
---
أيمن صالح شعبان
07-12-2005, 04:42 PM
ومن أفضل المؤلفات في هذا الشأن (صحيح أسباب النزول) للعلامة مقبل بن هادي رحمه الله، وهنا في القاهرة طبعة (لأسباب نزول القرآن) للواحدي النيسابوري مذيل عليها كل ما فات المؤلف على موضوع كتابه وبلغت الاستدراكات نحو من مئة استدراكا كلها أحاديث مرفوعة صحيحة، ولعل كتاب السيوطي الموسوم بـ (لباب النقول) يعد من أوسع الكتب والمؤلفات التي تغطي هذا الجانب لكنه يحتاج إلى تحقيق جيد والله أعلم.
---
الراية
03-23-2006, 11:30 AM
أسباب نزول القرآن ، للواحدي ، تحقيق جديد
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4101&highlight=%C7%E1%E4%D2%E6%E1
المحرر في أسباب نزول القرآن
من خلال الكتب التسعة
دراسة الأسباب روايةً ودرايةً
تأليف
د . خالد بن سليمان المزيني
صدر في مجلدين (الطبعة الأولى - محرم 1427هـ).
دار ابن الجوزي
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4896&highlight=%C7%E1%E4%D2%E6%E1
الاستيعاب في بيان الأسباب : أول موسوعة علمية حديثية محققة في أسباب نزول آي القرآن الكريم(1/3537)
تأليف : سليم بن عيد بن محمد بن حسين الهلالي - محمد بن موسى آل نصر
الناشر : دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع - الدمام - السعودية
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2005
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 3
السعر : 90.0 ريال سعودي ($24.00)
نبذة عن الكتاب :
المؤلفات في بيان أسباب نزول آيات القرآن كثيرة ؛ أوسعها كتاب أمير المؤمنين في الحديث في وقته الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني "العجاب في بيان الأسباب" وهو على سعته وشموله لم يتمه رحمه الله ، وسكت عن أحاديث كثيرة ؛ فلم يبين عللها ، وأدخل في الأسباب ما ليس منها .
ولذلك قام المؤلفان بجمع هذه المعلمة القرآنية الحديثة من بطون كتب التفسير المسندة والصحاح والسنن والمعاجم والأجزاء والمسانيد والفوائد والمشيخات وغيرها من كتب السنة النبوية المسندة ، مع بيان الصحيح من الضعيف في نقدهما وفي ضوء قواعد علم الحديث والمصطلح التي حبرها الأئمة الأقدمون .
رتبت الأحاديث المبينة لأسباب النزول حسب ترتيب الآيات في المصحف.
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/moh-2400-k.jpg
موقع ثمرات المطابع
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=10137
---
الراية
03-23-2006, 11:40 AM
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/nas-902-b.jpg
صحيح أسباب النزول
تأليف : إبراهيم محمد العلي
تقديم : د.صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر : دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 2003
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 328
السعر : 25.0 ريال سعودي ($6.67)
نبذة عن الكتاب :
هذه محاولة جادة لاستخراج الروايات الصحيحة في أسباب النزول من المصادر الأصلية ، مع تمييز الصحيح منها والضعيف ، ومن ثم أخذ الصحيح وتصنيفه إلى شقين :
الأول : " للروايات الصحيحة الصريحة في كونها سبباً ،(1/3538)
والثانية:" في تفسير الصحابة مما عُد من قبيل أسباب النزول " ، وقد جاءت الدراسة في فصلين :
الفصل الأول : " أسباب النزول الصحيحة " وخصصه للروايات الصحيحة التي تصلح أن تكون أسباباً لنزول الآيات الواردة فيها ،
وقد بلغت هذه الروايات : ثلاثمائة وأربعاً وعشرين رواية .
الفصل الثاني : جعل عنوانه "تفسير الصحابة الذي عده بعض أهل العلم من أسباب النزول وليس كذلك " وقد بلغت الروايات مائة وستاً وأربعين رواية .
وقد قام المؤلف – وفقه الله – بتخريج هذه الروايات تخريجاً مختصراً ، مبيناً فيه صحة هذه الروايات التي ساقها في كتابة .
التقويم :
هذه الدراسة عبارة عن مشروع اتفق عليه المؤلف مع الدكتور صلاح الخالدي ويهدف هذا المشروع إلى تنقيح وتحرير القول في أسباب النزول ، وإبعاد ما لم يصح من الروايات ، وفصل أسباب النزول عن غيرها من الروايات الصحيحة التفسيرية ، ونقد تلك الروايات ، نقداً علمياً ، ودراستها دراسة تفسيرية تحليلية واتفقا أن سيتم ذلك على مرحلتين :
الأولى :
دراسة حديثية إسنادية ، ميدانها النظر في الروايات المختلفة وتميز صحيحها من ضعيفها بعد جمع ما أمكن فيها ، ويقوم بهذه المرحلة الشيخ إبراهيم العلي ، وتتمثل هذه المرحلة في هذه الدراسة التي بين أيدينا .
والمرحلة الثانية :
دراسة تحليلية تفسيرية ، ويقوم بها الدكتور صلاح الخالدي وهي مرحلة ثانية ، يضع فيها الدارس أمامه الروايات الصحيحة حديثياً ، وينظر فيها نظر "دراية" وتحليل :
هل تصلح أن تكون سبب نزول للآية أم لا تصلح ؟
وهل الحادثة التي تشير لها الآية وقعت قبل نزولها بفترة طويلة ، أم بفترة قصيرة ، أم نزلت بعدها ؟
وإن لم تصلح سبباً للنزول فهل هي من باب تفسير الصحابي للآية أم لا .(1/3539)
ثم ينظر في تلك الروايات نظرة أخرى تفسيرية ، يفسر فيها الآية على ضوء تلك الرواية ، ويبين انطباق كلمات الآية على أحداث تلك الرواية ، ويصور لنا واقع حياة الصحابة من خلال الحادثة والآية ، وكيفية معالجة الآية لحياة الصحابة ،ونجاحها في حل مشكلاتهم ، وأثرها فيهم .
هذه الدراسة التحليلية الموضوعية التفسيرية ضرورية لأنها هي النتيجة التي لابد أن توصل إليها معرفة أسباب النزول ،و الغاية التي لابد من تحقيقها بعد الإطلاع على أسباب النزول ، والتي يستفيد منها الباحثون والدارسون المطلعون على أسباب النزول .
وهذا العمل كما ترى جهد جماعي متميز إن خرج بصورته النهائية ، والمكتبة التفسيرية محتاجه إليه .
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5640
---
(1/3540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 [5] 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
---
مناهج المفسرين في كتب التفسير... (2 ردود)
الناسخ والمنسوخ , مع فضيلة الشيخ : محمد الشايع (6 ردود)
التوجيه النحوي للوقف اللازم في القرآن الكريم من خلال مصحف المدينة النبوية (0 ردود)
بشرى : إصدار مصحف ( بانعمة) للمعاقين بإشراف الشيخ الدكتور / يوسف الحوشان وفقه الله . (18 ردود)
بحث حول القول في القرآن بغير علم (أرجو المساعده) (3 ردود)
سؤال عن قراءة (هل) الاستفهامية في بعض المواضع في القرآن ؟ (0 ردود)
تفسير عكرمة مولى ابن عباس (6 ردود)
بحث حول (وقف التجاذب (المعانقة) في القرآن الكريم للدكتور عبدالعزيز الحربي (16 ردود)
ما السر في ذلك؟ (1 ردود)
خاطرة أطرحها على شيخنا المشرف الفاضل واهل الإختصاص... (9 ردود)
هل يصح اطلاق لفظ نبوءات على الاخبار المستقبلية في القرآن ؟ (0 ردود)
رضي الله عنك يا شيخ المسلمين... (1 ردود)
البدار البدار يا علماء الاسلام (1 ردود)
سبحان الله : آخر آية وقف عليها الشيخ / الشنقيطي رحمه الله في تفسيره . (8 ردود)
السور المكية .. كيف نربطها بالواقع ؟! (4 ردود)
التفرد الإعرابى للفظ الجلالة "الله" (0 ردود)
قرآنية البسملة في أوائل السور (4 ردود)
أليس للتاريخ حصة (0 ردود)
سؤال عن الأحاديث التي تثبت صفتي السمع والبصر لله سبحانه وتعالى ؟ (3 ردود)
الدراسات القرآنية الحديثة... إلى أين تتجه ؟ (1 ردود)
حول تفسير آيات الأحكام (1 ردود)
ما المقصود بالكمال قي قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم"؟ (5 ردود)
ما الفرق بين علم التجويد وعلم الأصوات ؟ (5 ردود)
المؤتمر الأول لجمعية المحافظة على القرآن الكريم (الأردن) تحت عنوان "نحو جيل قرآني" (1 ردود)
س:من أعلم الناس؟؟!! (2 ردود)(1/3541)
نملة سليمان عليه السلام (0 ردود)
صدر حديثاً (فضائل القرآن) للحافظ أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (350-432هـ) (2 ردود)
صدر حديثاً (اليسير في اختصار تفسير ابن كثير) بإشراف الشيخ صالح بن حميد (14 ردود)
شيوخنا وطلاب العلم هل تدلوني على كيفية التمثيل للنظائر القرآنية وظاهرالقرآن؟ (8 ردود)
ما الفرق بين التأمل ....و....الأستنباط (7 ردود)
جريدة الشرق الأوسط ومخالفة صريح القرآن (2 ردود)
ما رأيكم في طبعة قباوة لتفسير الجلالين؟ (0 ردود)
س:كيف أحصل على العلم النافع ؟؟ (2 ردود)
ما الفرق بين الفقراء والمساكين (7 ردود)
صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري (0 ردود)
جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن وجهودها في خدمة القرآن وعلومه (1 ردود)
إرشادات مهمة لعضو الملتقى الجديد .. تفضل بالدخول (1 ردود)
نفح العبير في دروس شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز في التفسير (3 ردود)
مناقشات للأستاذ الدكتور مساعد الطيار في كتابه ( مقالات في أصول التفسير) (3 ردود)
سؤال عن كتب تحدثت عن التفسير اللغوي للقرآن الكريم (3 ردود)
جامع التفاسير (12 ردود)
ما رأيكم بهذا التناول والتطبيق لهذه الآيات ؟؟ (1 ردود)
هل هناك إسرائيليات في كتاب ( اللباب في علوم الكتاب ) ؟؟؟؟؟ (3 ردود)
سؤال عن تحزيب القرآن وفوائده (3 ردود)
(الجواب المستقيم في نزول القرآن الكريم ) لا بن إبراهيم رحمه الله ( سؤال ) (2 ردود)
{ لا أقسم } أقسم هو أم غير قسم ؟؟؟ (7 ردود)
تفسير الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ عبد العزيز القارئ (8 ردود)
الآية 25 البقرة (0 ردود)
سؤال حول الفعل (مدّ) و(مدد) في آيتين (1 ردود)
سؤال حول آيات في سورة الهمزة (0 ردود)
سؤال عن الفرق بين قواعد الاستباط من القرآن والسنة ؟ (4 ردود)
لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله تعالى :( ومن أوفى بما عاهد عليه الله) (4 ردود)(1/3542)
ما المراد من عبارة اعجاز القرآن الكريم ؟ (1 ردود)
أين جواب ( فلما ) (0 ردود)
ما الأوجه الجائزة في إعراب (لا إله إلا الله) ؟ (2 ردود)
سفينة نوح: الكثير من العبر (2 ردود)
سؤال:عن ترتيب الآيات خلال السور>>> (2 ردود)
حيهلا بمشاركاتكم مع هذين الشيخين الفاضلين (4 ردود)
الجزء الثاني من علم الوقف والابتداء (5 ردود)
التحقيق في الوقت الذي يتبرأ فيه إبراهيم الخليل من أبيه آزر (5 ردود)
للأهمية سؤال: هل يصح أن يكون هذا عنوان لرسالة ماجستير؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (11 ردود)
آية وحديث (4) - هل أسلم شيطان الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟ (1 ردود)
تفسير الزمخشري (8 ردود)
أرشدوني إلى تأملات في سورة الزمر (0 ردود)
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه (4 ردود)
سؤال عن {وثيابك فطهر}>>>> (4 ردود)
استفسار حول سجود التلاوة (1 ردود)
سؤال عن ابن عقيل رحمه الله (2 ردود)
وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (1 ردود)
خمسة وخميسة (1 ردود)
استفسار عن كتاب (جامع لطائف التفسير) لعبدالرحمن القماش (1 ردود)
آية وحديث (3) هل التصاوير والتماثيل محرّمة؟ (0 ردود)
صدر حديثاً (شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية) للدكتور مساعد الطيار:الطبعة الثانية (9 ردود)
هل هناك حلقات لتحفيظ القرآن الكريم على الشبكة العنكوبوتية؟ (2 ردود)
تَهنئةُ أعضاء مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه 1427هـ (16 ردود)
إذا فقد أحدنا شيئا فهل إذا يئس أن يجده صار يائسا من روح الله وصار من الكافرين؟ (7 ردود)
تعقيبا على التوسل: هل كل أدعية الرسل مجابة؟ (0 ردود)
وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1 ردود)
فائدة في قوله تعالى ( وماأكرهتنا عليه من السحر ) (0 ردود)
حديث واحد يرد على من يستدل بآية (واستغفر لهم الرسول)على طلب الدعاء من النبي بعد موته (3 ردود)(1/3543)
دعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية للجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه (7/3/1427هـ) (1 ردود)
كلفت بموضوع حول : علاقة أسباب النزول بعلم التاريخ فهل من مفيد في الموضوع جزاكم الله؟ (7 ردود)
ارجو الإفادة عن كتاب : إرشاد الرحمن للأجهوري ؟؟ (0 ردود)
بمناسبة برنامج : مبادئ العلوم ، هل هناك فرق بين علم التجويد وعلم الوقف والابتدا ؟؟ (1 ردود)
سؤال : مالحكمة من عدم ذكرآمنوا قبل كلمة معه في قوله : ( محمد رسول الله والذين معه)؟ (5 ردود)
لطيفة--صاحب المحرر الوجيز يتعقب الجرجاني (6 ردود)
السؤال في التعبير البلاغي في القرآن (2 ردود)
علم الوقف والابتداء مع فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار( 1 ) (2 ردود)
{ و الله غالب على أمره } : قيل : " و الله غالب على أمر نفسه " . [ كيف ؟ ] (24 ردود)
الاشتقاق الكبير والدراسات القرآنية (3 ردود)
سؤال حول آية! (5 ردود)
....وقد عمت البلوى في سوء فهم مصطلح "منهج" (0 ردود)
سؤال عن الفرق بين التعبير بـ (أَنْزَل) و (نَزَّلَ) ؟ (8 ردود)
"وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ" (0 ردود)
فائدة في القراءات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (15 ردود)
ماهية التفسير الموضوعي وكيفية البحث فيه (4 ردود)
التفسير الموضوعي بين الأمس واليوم (2 ردود)
ماهي التسمية الصحيحة بدلاً من التفسير العقلي ؟ (3 ردود)
دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لأحد أعضاء الملتقى (25 ردود)
سلسلة (وقفات إيمانيه مع آيات قرآنية) (20 ردود)
أين أجد كلام السيوطي : بأن القرآن وافق عمر في عشرين مسألة ؟؟ (4 ردود)
سؤال عن تفسير الخطابي (4 ردود)
المواعيد الجديدة لبرنامج ( مبادئ العلوم ) (4 ردود)
"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ" (7 ردود)
أدعية القرآن الكريم بالصوت (0 ردود)
المعارضون للإعجاز العلمي في القرآن والسنة (6 ردود)(1/3544)
سؤال عن مقررات الماجستير (القرآن وعلومه) بجامعة أم القرى. (3 ردود)
اسئلة للمتخصص بعلم التفسير،وله دعوة بالفردوس :) (10 ردود)
أبحث عن تعريف متقدم لعلم التفسير . (5 ردود)
هل هذا التوجيه صحيح ، (فادخلوا أبواب جهنم) حُذف منها ( من ) (23 ردود)
تنويه , وملاحظة , واستشارة من أخيكم معمر العمري (8 ردود)
تفسير خَلَفِ بن أَحْمد مَلِكِ سِجستان(ت399هـ): تَجرِبةٌ قَديِمَةٌ للتفسير الموسوعيِّ (3 ردود)
سؤال ووقفه (5 ردود)
هل يمكن أن نناقش "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ " (1 ردود)
ذكر كلمة الملك في سورة يوسف (9 ردود)
ما رأي الاخوة بهذا التوجيه ؟ (2 ردود)
كيف نوفق بين هاتين الآيتين؟؟؟ (4 ردود)
فالجَوَابُ عَلَيْهِ مِنْ وُجُوهٍٍ .... (4 ردود)
المؤلفات في مناهج العلماء في ((التفسير)) وَ((علوم القران)) (1 ردود)
رسالة الماجستير والدكتوراة للدكتور:عبد السلام المجيدي (2 ردود)
علوم القرآن عند شيخ الإسلام بن تيمية - جمعاً ودراسة-رسالة ماجستير (3 ردود)
التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله (14 ردود)
طريفة تفسير و..........تفسير طريفة. (6 ردود)
ماهي الكتب التي تعارض علم المناسبات في القران ؟ (2 ردود)
التعاون بين الدراسات العليا ومنتجي البرامج الإلكترونية (3 ردود)
أبحث ـ خاصة المالكية منهم ـ حول قرآءة القرآن جماعة (60 ردود)
ما القول الراجح في المدد في الآية الكريمة هل هو في أحد أو في بدر (3 ردود)
نادرة عجيبة ذكرها الزمخشري عن شخص استهزأ بالقرآن ! (3 ردود)
لماذا الإلتزام براويين عن كل قارئ (0 ردود)
الخرَّاصون و الحبك في القرءان (1 ردود)
"ارجوا الرد عاجلا" ماهي أصغر حاشية مطبوعة للبيضاوي والجلالين..؟ (3 ردود)
سؤال حول المصحف المزعوم المنسوب لفاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها. (15 ردود)
هل تحتمل هذه الآية ... هذا المعنى ؟ (9 ردود)
العلمانية وثقافة السلام (0 ردود)(1/3545)
الإحتباك في القران الكريم – دراسة بلاغية – (3 ردود)
أفيدونا في قول المفسرين :..قال عطاء ...قال مسروق ...قال مجاهد (5 ردود)
( فأنزل الله سكينته عليه ) لأبي بكر ، لا للنبي صلى الله عليه وسلم ! ( شارك ) (6 ردود)
أريد تقريرًا عن كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني (3 ردود)
دلوني على مكتبة تبيع المصحف المكتوب بطريقة برايل (2 ردود)
شمولية القرآن الكريم (4 ردود)
ما معنى قول ابن عباس لأبي الأسود الدؤلي:(واستعن بسورة يوسف) ؟ (13 ردود)
لطيفة---أبو حيّان يتعقب الزمخشري (4 ردود)
سؤال حول الاستفهام في القرآن الكريم ؟! (7 ردود)
عرض كتاب (رياض القرآن - تفسير في النظم القرآني ...) تأليف أ.د.سمير شريف استيتيَّة (6 ردود)
هل ورد هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه؟؟؟ (9 ردود)
هل للشيخ علي الحذيفي و الشيخ إبراهيم الأخضر وقت يجلسون فيه للإقراء ؟ (0 ردود)
ما حكم حضور الحفلات للقراء؟ (0 ردود)
ما هي أفضل طبعة لكتاب الوافي في شرح الشاطبية؟ (5 ردود)
من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته ؟ (47 ردود)
ما توجيه ( ولما ) ، ( فلما ) في سورة يوسف .. (1 ردود)
لقط الجوهر من سورة الكوثر (0 ردود)
لمحة بلاغية (4 ردود)
باحث سعودي : أول نسخة مطبوعة من القرآن في إيطاليا (4 ردود)
صدر حديثا (المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة ) (8 ردود)
لا إعجاز للقرآن إلا بالبلاغة (6 ردود)
سؤال عن اللف والنشر (2 ردود)
كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين ؟ (17 ردود)
بيعٌ رابح (0 ردود)
دلوني على شيخ أقرأ عليه القرآن و يجيزني (3 ردود)
تفسير ابن شاهين (2 ردود)
تفسير آية الكرسي د.خالد السبت ( شريط مفرغ ) (0 ردود)
الفرق بين السنة والعام (15 ردود)
سؤالان أرجو الإجابة عليهما؟ (4 ردود)
الجانب البلاغي في التفسير (12 ردود)
سؤال حول قوله تعالى ( سنفرغ لكم ايها الثقلان) (2 ردود)(1/3546)
المتحف في معنى السبعة أحرف (20 ردود)
آية وحديث (2) - الدعاء بسني يوسف - للحوار (1 ردود)
استفسارعن موضوع ( أثر علوم الحديث في التفسير) (0 ردود)
آية وحديث (1) - للحوار , التعديل , او الالغاء (10 ردود)
من عنده علم بكتاب (أنوار الفجر في مجالس الذكر) في التفسير لأبي بكر بن العربي (17 ردود)
يونس ، هود ، و يوسف: الثلاثية القرآنية و اشياء اخرى.. (0 ردود)
لقاء جديد مع شيخنا د. مساعد الطيار (7 ردود)
سؤال عن مراجع لدراسة موضوع (أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم) (3 ردود)
سورة الكوثر (5 ردود)
جلاء الأبصار في مناقشة رأي الدكتور الطيار ( في التفسير الموضوعي ) (47 ردود)
سؤال حول الآية رقم 73 من سورة المائدة ؟ (8 ردود)
انا جديد بينكم فألتمس اجابتكم (1 ردود)
عندي سؤال ومحتاج الاجابة بسرعة (7 ردود)
سؤال هل آيات القران تتفاضل ؟ (5 ردود)
* الإيحاء الصوتي في تعبير القرآن للدكتور قاصد ياسر الزيدي (1 ردود)
الأصول العامّة لتحليل النص القرآني (1 ردود)
سأختبر للقبول في قسم القراءات للماجستير . فماذا أقرأ ؟! (1 ردود)
الفرق بين قولي الله تعالى: يحرفون الكلم عن مواضعه، و : يحرفون الكلم من بعد مواضعه؟ (5 ردود)
سؤال للشيخ الدكتور : مساعد الطيار حفظه الله عن كتب غريب القرآن (1 ردود)
ما مدلول الروح والنفس في القرأن؟ (8 ردود)
عداس ..! (0 ردود)
من ليس عليها عدة هل يستطيع زوجها أرجاعها (3 ردود)
سؤال عن مدرسة ابن عباس في التفسير وتلاميذه ؟ (5 ردود)
أسئلة في سورة التوبة. (3 ردود)
اسقاط معاصر على آية" لا تكن كصاحب الحوت.." (1 ردود)
ما هو جواب الشرط في هذه الآية (9 ردود)
الاية الاولى : اقرأ.... (3 ردود)
جمع (تفسير الإمام الشافعي) في رسالة علمية لأول مرة . (17 ردود)
صدر حديثاً لأول مرة كتاب (أحكام القرآن) للإمام ابن الفَرَسِ الغرناطي (ت597هـ) (3 ردود)
كتب الرسم (4 ردود)
مركز العناية بالمصاحف المستعملة . (1 ردود)(1/3547)
هل يوجد شرح لتفسير ابن كثير ؟ (9 ردود)
تعليل كثرة ورود الجملة الاسمية ومركباتها في سورة الأنفال ؟ (8 ردود)
أسئلة متعلقة بتعلم التفسير (1 ردود)
سؤال عن مخطوطة (درج الدرر في تفسير الآي والسور) للإمام عبد القاهر الجرجاني (8 ردود)
سؤال لطلبة العلم حول القلقلة؟ (0 ردود)
" لا تكن كصاحب الحوت " : رحلة الخروج من بطن الحوت (60 ردود)
(وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (4 ردود)
ما الفرق بين القرآن والمصحف ؟ (7 ردود)
من أحسن ما قيل في ( قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ ) (0 ردود)
بحوث عن تفسير المحرر الوجيز لابن عطية (2 ردود)
تعليقات لغوية على مقتطفات علمية من أجوبة الدكتور غانم قدوري الحمد (6 ردود)
ما هي أوجه الاستفادة من تعدد القراءات ؟ (12 ردود)
لقاء د : مساعد بن سليمان الطيار على قناة المجد العلمية (7 ردود)
تطور البحث العلمي في العصر الحديث من خلال الرسائل الجامعية[الدراسات القرآنية نموذجاً] (1 ردود)
علام يعود لفظ ذلك في الآية القرآنية { ومن يفعل ذلك يلق أثاماً } (4 ردود)
مخطوط ( تفسير ينبوع الحياة ) ؟ أفيدونا مشكورين (3 ردود)
الدراسة الدلالية السياقية (7 ردود)
طلب من أعضاء هذا المنتدى (1 ردود)
كلمات نفيسة لابن عطية توضح كيفية الاستفادة من الإسرائيليات ؟ (2 ردود)
كتاب (الموضِّح في التفسير) المطبوع المنسوب للحدادي ليس له ! (5 ردود)
هل صحيح أن تكرير الراء صفة ذُكرت لتجتنب ؟ (4 ردود)
دعوة للتصويت: شاهد نماذج للقراءات المتواترة (23 ردود)
سؤال للشيخ : عبدالرحمن الشهري ، كيف تستخدم معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف ؟؟؟ (4 ردود)
هل علم واضع لعلم التجويد ؟ (5 ردود)
دعوة للمشاركة في الملتقى الثالث لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم (0 ردود)
أخبار مؤتمر (التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم) الذي عقد في بيروت. (5 ردود)(1/3548)
تفسير سهل التستري . (3 ردود)
سؤال عن تفسير الشعراوي رحمه الله (5 ردود)
من حكايا الناس في كتب التفسير وعلوم القرآن / بين القصة والعبرة (1 ردود)
أريد أوجه القراءة في قوله تعالى .............. (0 ردود)
النكتة العلمية التي لم يذكرها ابن عاشور إلا في آخر تفسيره ! (4 ردود)
مؤلف كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) والرأي الفطير ! (2 ردود)
سؤال عن طبعات تفسير الجلالين ؟ (7 ردود)
الألفاظ التي اقترنت بمصطلح (الجاهلية ) في القرآن الكريم، ودلالة الاقتران (5 ردود)
ما قولكم في كلام ابن كثير رحمه الله (5 ردود)
هل من تعريف بكتاب المكتفى (32 ردود)
من تأويل : { وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً } (2 ردود)
شرح مقدمة تفسير التسهيل لابن جزي الكلبي للدكتور مساعد الطيار : دورة علمية (2 ردود)
ما تفسيرقوله:(قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي ...الآية) وقوله :(ما نفدت كلمات الله) (4 ردود)
علم اللغة النفسي ولغة القرآن...وقفات وتأملات (10 ردود)
الفقه المكي في سورة يس (2 ردود)
صدر حديثاً (الوقف والابتداء وصلتهما بالمعنى في القرآن الكريم) رسالة ماجستير (2 ردود)
أرجو الرد في أسرع وقت " اعجاز القرآن في المقاطعة (9 ردود)
إلى السادة العلماء وأهل الإختصاص....بارك الله فيهم (2 ردود)
من المقصود بـ((أبو الشيخ ))الذي ينقل عنه الشوكاني في فتح القدير ؟؟ (4 ردود)
ذكر القاسمي كلاما لابن القيم في نفي الخلاف في كون إبليس من الجن أو الملائكة فمن يدلني (1 ردود)
ما معنى قوله تعالى أو لامستم النساء وما هو الراجح في معنى اللمس هنا (6 ردود)
البرهان الجلي في ترجيح القراءات عند الطبري (3 ردود)
كيف نجمع بين الآيتين؟ (6 ردود)
دعوة للباحثين: مؤتمر بالكويت وآخر بماليزيا (0 ردود)
سؤال يحتاج إلى جواب؟؟؟؟ (2 ردود)
التوجيه البلاغي عند المفسرين (7 ردود)(1/3549)
دفع الشبهه للذين قالوا النصارى للذين آمنوا أقربهم مودة (2 ردود)
تساؤل..4 (3 ردود)
(1/3550)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > أين أجد رابطا لتحميل kaspersky internet security6.0 ؟
---
أين أجد رابطا لتحميل kaspersky internet security6.0 ؟
---
ابن رشد
07-21-2006, 11:44 AM
هناك إصدار لبرنامج الكاسبرسكي المشهور ، و الجديد فيه احتواؤه على مقاومة الفيروسات و الهاكرز و غيرهما في برنامج واحد ، هو :
kaspersky internet security6.0
- هل أجد رابطا لتحميله مع activation code ؟
- و هل هناك ما هو أفضل منه ؟
و لكم كثير الشكر
---
سامي عبدالعزيز
07-21-2006, 03:43 PM
لا أعتقد أن البرنامج يحتوي على مضاد فيروسات في نفس الوقت والله أعلم
وبالنسبة للبرنامج تفضل : http://www.kaspersky.com/trials?chapter=186685226
وهذا الكراك :
http://www.sendspace.com/file/0p30yt
أو http://www7.spread-it.com/dl.php?id=48fa18fc36ab1ad480ac972308acc1b9239e1346
وهنا شرح البرنامج : http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=334952&highlight=kaspersky+internet+security
وهذا شرح آخر : http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=315863&highlight=kaspersky+internet+security
وكان بإمكانك أن تكتب بمحرك بحث منتدى (المشاغب) اسم البرنامج
http://www.absba.org/vb/search.php
وستظهر لك نتائج وتتفحصها
---
ابن رشد
07-21-2006, 04:13 PM
أشكركم أخي الأستاذ سامي على هذه المعلومات و على هذا الجهد الجيد في الملتقى التقني هنا
أكرمكم الله و زادكم خيرا و نفعا
---
(1/3551)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ركن الاستنباط ، وذكر فوائد الآيات
---
ركن الاستنباط ، وذكر فوائد الآيات
---
أبومجاهدالعبيدي
05-21-2003, 06:21 PM
بسم الله
يسرني أن أطرح على إخواني الكرام أعضاء هذا الملتقى هذه الفكرة حتى نتشاور في الطريقة المناسبة لعرضها ، وهي فكرة استخراج الفوائد ، واستنباط الأحكام من الآيات الكريمة ؛ لأن الاستفادة من القرآن الكريم بهذه الطريقة يحصل بها علم كثير كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه : أحكام من القرآن الكريم .
ولا شك أن استنباط الفوائد من الآيات له شروط وضوابط ، ولعل الشيخ الكريم مساعد الطيار يذكرها لنا في بداية هذا المشروع الذي نرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يتفاعلوا معه ، ويشاركوا فيه بجدية ، حتى تعم الفائدة ، وتجتمع الاستنباطات والفوائد والأحكام في ركن واحد حتى يسهل الرجوع إليها ‘ والاستفادة منها .
ولنبدأ مستعينين بالله تعالى ، بعد معرفة آرائكم حول هذه الفكرة ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
---
السلطان
05-23-2003, 12:40 AM
أخي الكريم أبا مجاهد أشد عضدك وأساندك في هذه الفكرة الجميلة وهذا الاقتراح البديع ولعلي أضع تصوراً عما يمكن الكلام فيه في هذا الموضوع القيم :
يمكن جعل الكلام في موضوع الاستنباطات القرآنية فيما يلي :
1- تعريف الاستنباطات القرآنية .
2- تأصيل هذه الاستنباطات من حيث الشروط والطرق وغير ذلك .
3- بيان عناية العلماء والمفسرين خاصة بهذه الاستنباطات وذكر أشهر الكتب في ذلك .
4- ذكر الأمثلة مع التحليل والتدقيق .
والله يرعاكم ويوفقكم لكل خير ...
---
مساعد الطيار
05-24-2003, 05:53 AM
الأخ الفاضل أبو مجاهد العَبيدي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :(1/3552)
فاستجابة لطلبك المشاركة ؛ أتقدم بهذه المشاركة ، وهي جزء من أفكار كنت قد دوَّنتها في كتابي ( مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر ) ، وإني لأرجو أن ينفع الله بها قائلها وقارئها وسامعها .
أقول :
إن موضوع الاستنباط من القرآن من الموضوعات المهمة التي يحسن بالمتخصصين العناية بها ، وقد قُدِّمت في كلية أصول الدين رسالة في هذا الموضوع ، قدمها الأخ الفاضل فهد الوهبي ، وهي بإشراف الأستاذ الكبير الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع ـ حفظه الله ـ ، وإني إذ أقدِّم هذا الموضوع ، فإني سأقسم الحديث فيه إلى وحدات ، فأبد أولاً بمفهوم التفسير ؛ لأنه الأساس الذي يبنى عليه الاستنباط والفوائد المرتبة على الآيات ، ثُمَّ أتابع ما بعده من الموضوعات .
أولاً : مفهوم التفسير :
التفسير : بيان معاني القرآن الكريم .
وما كان فيه بيان للمعنى ، فهو من التفسير ، وما لم يكن فيه بيان للمعنى فهو خارج عن حدِّ التفسير .
ويدخل في التفسير أي معلومة يكون فيها بيان للمعنى ، سواءً أكانت سبب نزول ، أو غريب لفظة ، أو قصة لا يتبين معنى الآية إلا بها ، أو أثر نبوي في تفسير آية ، أو آية مفسرة لآية ، أو غير ذلك مما لا يفهم المعنى إلا به .
أما إذا فُهِمَ المعنى وبان بأحد هذه الأمور أو ببعضها معنى ، فإنا ما بعده من المعلومات لا يكون من صلب التفسير ، وإن كان له علاقة بالآية من جهة أخرى ، فهو يكون من علوم الآية ، كما أن تفسير الآية من عومها .
والذي قد يُلبِسَ على هذا صنيع بعض العلماء المتأخرين الذين أدخلوا في كتبهم ما ليس من التفسير ، وحشوها بكثير مما عرفوه من معارف ففي علومٍ شتَّى ، فالفقيه ينحو بكتابه نحو علم الفقه ـ كالقرطبي ـ والبلاغي ينحو بكتابه نحو علم البلاغة ـ كالزمخشري ـ والنحوي ينحو بكتابه نحو علم النحو ـ كأبي حيان ـ والمتفنن في بعض العلوم يحشوا كتابه بما لديه من معلومات هذه العلوم ـ كالرازي ـ ... الخ .(1/3553)
وهؤلاء قد رسموا لأنفسهم هذا المنهج في كتبهم ، ولا يعني هذا أن كل ما قالوه فإنه من علم التفسير ، لذا لا يصحُّ الاحتجاج بمناهجهم في التأليف على تحرير المراد بالتفسير ؛ لأنهم ـ بلا خلاف ـ قد توسعوا في عرض المعلومات ، وزادوا عن حدِّ التفسير ، واستدرك بعضهم على بعض في إدخال هذه المعلومات في كتبهم التي هي في التفسير ، بل قد يقع بعضهم فيما استدركه على الآخرين ، فيذكر ما يزيد عن حدَّ التفسير .
وإذا رجعت إلى ما رُوي عن السلف الكرام ( الصحابة والتابعين وأتباعهم ) واستقرأته ، فإنك ستجده في أغلبه يُعنى ببيان المعاني المرادة بالتنْزيل ، ولا تجد كثرة الاستطرادات التي ظهرت عند المتأخرين من علماء التفسير .
وهذا أصل تنطلق منه لتحديد مفهوم التفسير ، فضلاً عن الأصل اللغوي للكلمة ، وهو مأخوذ من مادة ( فسر ) التي تدل على كشف وإيضاح وبيان .
ثانيًا : الاستنباط :
الاستنباط استخراج ما كان خفيًّا ، ليظهر للعيان ، ومنه استنباط الماء ؛ أي : إخراجه من باطن الأرض .
والاستنباط خلاف التفسير ، وبينهما مغايرة ظاهرة ، لكن قد تخفى هذه المغاير بسبب وجود الاستنباطات في كتب المفسرين ، وبسبب قرب بعض الاستنباطات من الذهن ، فيحسبها الناظر لها من التفسير ، والحقيقة أنها مما يأتي بعد التفسير ، فالتفسير شيء ، والاستنباط شيء آخر .
وقد أشار السيوطي ( ت : 911 ) إلى هذا في مؤلفه الممتع النفيس ( الإكليل في استنباط التنْزيل( 1 : 282 ) تحقيق : د/ عامر العربي ) ، فقال : » ... فعزمت على وضع كتاب في ذلك ، مهذب المقاصد ، محرر المسالك ، أُوِرد فيه كل ما يستنبط منه ، أو استدل عليه به على مسألة فقهية أو أصلية أو اعتقادية ، وبعضًا مما سوى ذلك ، مقرونًا بتفسير الآية حيث توقف فهم الاستنباط عليه ، معزوًّا إلى قائله من الصحابة والتابعين ، مخرجًا منن كتاب ناقله من الأئمة المعتبرين ... « .(1/3554)
فتراه هنا فرَّق بين الاستنباط والتفسير ، وجعل الاستنباط قد يتوقف على التفسير ، وهذا صحيح ؛ لأنَّ الاستنباط قد يكون من نصٍّ ظاهرٍ يغني تنْزيله عن تأويله ، وقد يكون من نصٍّ يحتاج إلى تفسير ، فلا يكون الاستنباط إلا بعد فهم المعنى .
ولا أحسب أن من تأمل الفرق بين التفسير والاستنباط يخفى عليه ما بينهما من التغاير في المادة العلمية ، لكن لا يُفهم هنا أن الاستنباط غير مراد في كتب التفسير ؛ كلاَّ ، لكن الأمر هنا بيان مصطلحات ، وذكر فروق بين متشابهات .
ثالثًا : صور الاستنباط :
سبقت الإشارة إلى أنَّ الاستنباط قد يكون من ظاهر تُغني تلاوته عن تفسيره لأنه لا حاجة له إلى أن يُفسَّر لظهوره ووضوحه ، وأنَّه قد يكون الاستنباط من كلام يحتاج إلى تفسير ، ثمَّ يأتي الاستنباط بعد ذلك .
وفي كلا الأمرين ، فإنَّ أول ما يُنظر فيه في الأمر المستنبَطِ ، والفائدة المعلَّقة بالآية ؛ ينظر في صحة الفائدة أو الأمر المستنبط في ذاته ، هل هو صحيح معتبر في الشرع ، أو لا ؟
فإذا كان المعنى المستنبط صحيحًا في ذاته ، لا يخالف الشريعة ، فإنه ينظر بعدَ ذلك إلى صحة ارتباطه بالآية ، وصحة دلالتها عليه ، إذ ليس كل استنباط مذكور ولا فوائد مرتبة على الآيات يكون صحيحًا من جهة دلالة الآية عليه .
أما ما يكون الاستنباط فيه بعد فهم المعنى ( أي : التفسير ) فإنه يزيد أمرًا ، وهو صحةُ التفسير ؛ لأنَّ التفسير إذا كان خطأً أو باطلاً ، فإن ما يُستنبط منه ، وما يرتب عليه من الفوائد سيكون خطأً محضًا ، أو باطلاً صرفًا ، على حسب التفسير المذكور .
ويمكن القول إن ضوابط الاستنباط الصحيح :
1 ـ أن يكون المعنى المستنَبطِ صحيحًا في ذاته ، فلا يخالف أمرًا مقررًا في الشريعة ؛ لأنه سيعتبر مردودًا .(1/3555)
2 ـ أن تكون الدلالة عليه صحيحة معتبرة ، سواءً أكانت الدلالة على الوجه المستنبط ظاهرة ، أم كانت خفية ، ويدخل فيها أي نوع من أنواع الدلالات المعروفة عند الأصوليين ؛ كدلالة الاقتضاء والإشارة والإيماء وغيرها من الدلالات التي تستخدم في الاستنباط .
3 ـ أن يكون التفسير المستنبط منه صحيحًا ، فإن كان ضعيفًا أو باطلاً ، فإن نتيجة الاستنباط ستنعكس عليه ، وما بُني على باطل ، فهو باطل .
رابعًا : أمثلة من الاستنباطات من كتاب ( الإكليل في استنباط التنْزيل ، للسيوطي )
1 ـ ذكر السيوطي ( 1 : 295 ) عن الكرماني في قوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً) ( البقرة : 22 ) ، قال : » واستدل أكثر المفسرين بالآية على أن شكل الأرض بسيطة ، وليس بكروي « . ( ينظر : غرائب التفسير وعجائب التأويل ( 1 : 125 ) ) .
وهذا الاستنباط فيه نظر ؛ لأنَّ المعلومة المستنبطة بذاتها فيها خطأ ، مع التحفظ أيضًا على قوله : » أكثر المفسرين « .
2 ـ قوله تعالى : (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ) ( البقرة : 49 ) ، قال السيوطي ( 1 : 302 ) : » في العجائب للكرماني ( 1 : 303 ) : استدلَّ بها بعض من يقول بالتناسخ ، وقال : إن القوم كانوا هم بأعيانهم ، فلما تطاولت مدة التلاشي والبِلَى نسوا ، فذُكِّرُوا .
قال ] أي : الكرماني [ : وهذا محال ، وجهل بكلام العرب ، فإن العرب تخاطب بمثل هذا ، وتعني الجدَّ الأعلى ، والأب الأبعد « .
وهذا الاستنباط خطأ محض ؛ لأن المعلومة المستنبطة باطلة بذاتها ، فالقول بالتناسخ باطل بذاته ، وربطه بالقرآن باطل أيضًا .
3 ـ قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعا) ( البقرة : 29 ) ، قال السيوطي ( 1 : 296 ) : » استدل به على أن الأصل في الأشياء الإباحة ، إلا ما ورد الشرع بتحريمه « .(1/3556)
4 ـ قوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) ] النجم : 23 [ ، قال السيوطي ( ت : 911 ) : » استدل به على أن اللغات توقيفية ، ووجْهُه : أن الله تعالى ذمَّهم على تسمية بعض الأشياء بما سموها به ، ولولا أن تسمية غيرها من الله توقيف ؛ لما صحَّ هذا الذمُّ ؛ لكون الكلِّ اصطلاحًا منهم « . ( 3 : 1220 )
وهذا الاستدلال ضعيف ، وقد نبَّه المحقق الدكتور عامر العربي على هذا الضعف ، فقال : » لأن الذم غير منصب على مجرد التسمية ، وإنما على تسمية الأصنام آلهة ، ونفهم من هذا أن التسمية إذا خلت مما يتعارض مع الشرع تكون جائزة « .
وفي هذا المثال تجد أن المسألة المستدل لها ، وهي ( توقيف اللغات ) مختلف فيها ، وهذه من صور الاستنباطات التي يقع التنازع في صحة أصلها ، وهي راجعة إلى الاجتهاد ، وليست كما في سابقاتها مما دلَّ الشرع على بطلانه ، والله أعلم .
5 ـ قوله تعالى : (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) ] الحشر : 2 [ ، قال السيوطي ( ت : 911 ) : » استدل به على حجية القياس ، وأنه فرض كفاية على المجتهدين ؛ لأن الاعتبار قياس الشيء بالشيء « . ( 3 : 1241 ) .
6 ـ قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) ] الحشر : 10 [ ، قال السيوطي : » قال مالك : من كان له في أحد من الصحابة قول سَيِّئٌ أو بغض ، فلا حظَّ له في الفيء « . ( 3 : 1243 ) .(1/3557)
7 ـ قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ] الجمعة : 9 [ ، قال السيوطي : » أبح الانتشار عقب الصلاة ، فيستفاد منه تقديم الخطبة عليها « . ( 3 : 1251 ) .
8 ـ قوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) ] التحريم : 3 [ ، قال السيوطي : » فيها : أنه لا بأس بإسرار الحديث إلى من يركن إليه من زوجة أو صديق .
وأنه يلزمه كتمه .
وفيها حسن العشرة مع الزوجات .
والتلطف في العتب .
والإعراض عن استقصاء الذنب « . ( 3 : 1269 ) .
9 ـ قوله تعالى : (وامرأته حمالة الحطب)، قال السيوطي : » واستدل به الشافعي على صحة أنكحة الكفار « ( 3 : 1353 ) .
10 ـ قوله تعالى : (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالجُنُودِ قَالِ إنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيسَ مِنِّي وَمَنْ لم يَطْعَمْهُ فَإنِّهُ مِنِّي إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إلاَّ قَلِيلاً . .) ] البقرة : 249 [، قال بعضهم : » هذه الآية مثل ضربَه الله للدُّنيا ، فشبَّهها الله بالنهرِ ، والشَّاربِ منه بالمائلِ إليها المستكثرِ منها ، والتَّاركِ لشربِهِ بالمنحرفِ عنها والزاهدِ فيها ، والمغترفِ بيدِه بالآخذِ منها قدرَ الحاجةِ ، وأحوالٌ الثَّلاثةِ عندَ اللهِ مختلفةٌ « تفسير القرطبي 1 : 251 .
قال القُرْطُبِيُّ ( ت : 671 ) : » ما أحسن هذا الكلام لولا ما فيه من التَّحريفِ في التَّأويلِ ، والخروجِ عن الظَّاهرِ ، ولكن معناه صحيحٌ في غير هذا « .(1/3558)
وهذا من النوع الذي تكون الفائدة المستنبطة صحيحة في ذاتها ، لكن حملها على معنى الآية غير صحيح .
وهذا غيض من فيض من الاستدلالات والاستنباطات والفوائد المعتبرات ، وإنما ذكرته تذكرة ومثالاً يُحتذى ، وأسأل الله لي ولكم التوفيق .
محبكم أبو عبد الملك ،،،،
---
خالد الباتلي
05-25-2003, 11:23 PM
أخي أبا مجاهد
السلام عليكم وبعد
هل مرادك نقل دقائق الاستنباطات من كلام السابقين - متقدمين أو متأخرين - وجمعها في مكان واحد ، أم تريد من الأعضاء ذكر استنباطاتهم هم التي يفتح الله بها على من شاء من عباده .
وكلا الأمرين مفيد
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2003, 11:30 PM
الأمر كما قلت أخي خالد : كلا الأمرين مفيد
نريد ذكر الاستنباطات المقتبسة من كلام العلماء ، مع الحرص على بيان المرجع ما أمكن .
ولا نرد ما يفتح الله به على أحد من الفوائد والاستنباطات ، مع الحرص على بيان مأخذها من الآية .
والفوائد المستنبطة من القرآن بحر لا ساحل الله ، وكل يأخذ منه حسب ما عنده من عدة ، و( قد علم كل أناس مشربهم ).
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 10:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فهنا استنباط لطيف ، من قوله تعالى :(فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) التوبة 122
وهي أن القوة والعلم أمران متلازمان ، وأن السيف والرمح والقرطاس والقلم باب واحد - كما عبر المتنبي في أبياته الشهيرة ، وأن المعرفة قوة كما في المثل.
ووجه الاستنباط هنا :
- أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية ذكر الخروج في طلب العلم بلفظ (النفر) ، وكلمة النفر في هذه السورة تكررت لبيان الخروج للجهاد، كما في قوله :(انفروا خفافاً وثقالاً) ، وقوله :(إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً) ، وقوله :(مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله...).(1/3559)
والنفر في اللغة - كما يقول الأصفهاني : الانزعاج عن الشيء وإلى الشيء. المفردات 817
- أن هذه الآية الحاثة على الخروج في طلب العلم جاءت بين الآيات الحاثة على الخروج للجهاد.
فدل ذلك على أن طلب العلم جهاد ، وأن حماية الفكر والحضارة والعلوم الإسلامية ، هو ذاته حماية الأرض والعرض وتراب الأوطان الإسلامية من كيد الأعداء المتربصين. وتأملوا ماذا صنعت أمريكا بالعراق الآن بعدما احتلته ، وكيف ركزت التدمير على المؤسسات العلمية والعلماء العراقيين ، لأنهم طليعة الجيوش ، وعقوله المفكرة.
وفي هذا تثبيت للعلماء وطلاب العلم في أماكنهم ، وحث لهم على الجد والإخلاص فيما فرغوا أنفسهم لخدمة الأمة فيه ، فكلٌ على ثغر. والتولي يوم الزحف من الكبائر!
وقد استنبط العلماء من هذه الآية فوائد أخرى مثل :
- أن الجهاد في سبيل الله فرض كفاية ، وأن التفقه في الدين وتعليم الجهال كذلك كما ذكر السيوطي في الإكليل ، وذلك مأخوذ من قوله :(وما كان المؤمنون لينفروا كافة).
- مشروعية الرحلة في طلب العلم.
- استدل بها قوم قبول خبر الواحد ، لأن الطائفة نفر يسير ، بل قال مجاهد : إنها تطلق على الواحد.
-استدل بها قوم على جواز التقليد في الفقه للعامي.
الاكليل للسيوطي 2/837-838
---
عبدالرحمن الشهري
05-29-2003, 10:18 PM
هناك كتاب لم نشر إليه وهو من أنفع الكتب التي عنيت بالاستنباط من الآيات القرآنية ، ولا أظن الأخ الكريم فهد الوهبي إلا قد اتخذه مرجعاً اساسياً في بحثه لموضوع الاستنباط ، وهو كتاب :
الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية.
لنجم الدين أبي الربيع سليمان بن عبدالقوي الطوفي رحمه الله.
وقد طبع في ثلاثة مجلدات بدار الفاروق الحديثة للطباعة والنشر.
وفقكم الله.
---
عبدالرحمن السديس
05-30-2003, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3560)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
في قوله تعالى في آية (34) سورة النمل {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}
في الآية قبول الحق حتى من الكافر.
وهي مأخوذة من تصديق الله لقولها بقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) على رأي ابن عباس، و الزجاج أنه ليس من تمام كلامها. تفسير الطبري 11/155 وزاد المسير 6/70 .
في قوله تعالى في آية (28) سورة الأعراف {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
صدقهم الله في الأولى وهي ( وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا ) لما كانت حقا، وأكذبهم في الأخرى بقوله عز وجل (قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء).
---
عبدالرحمن السديس
05-30-2003, 10:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقال الله تعالى{لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ..} (108) سورة التوبة.
وقال عز وجل {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ ..} (37) سورة النور.
وقال سبحانه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ..} (23) سورة الأحزاب.
استنبط بعض الناس من هذه الآيات أن الرجولة صفة حميدة يوصف بها من كان ذو دين، وخلق، ومرؤة، من الذكور، ومن كان سافلا، أو ناقص المرؤة، أو الدين؛ قالوا: لا تقل رجلا بل هو ذكر!(1/3561)
وهذا الاستنباط مع شهرته، وتلقي كثير من الناس له إلا أنه استنباط باطل!
وهذا الدليل: قال الرب تبارك وتعالى {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} (48) سورة الأعراف.
فسماهم رجالا وهم في النار.
وقال تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (81) سورة الأعراف.
وقال عز وجل:{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء} (55) سورة النمل.
وقال تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} (29) سورة العنكبوت.
فسماهم رجالا وهم يُفعل بهم ما يفعل.
وقال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (6) سورة الجن.
فسمى كفرة الإنس، والجن رجالا.
وفي لسان العرب 11/265: الرجل: معروف: الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة .
---
عبد الله
05-31-2003, 09:48 PM
قوله تعالى : (( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ! الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى .. )) [ الليل : 17- 21 ] نزلت في أبي بكر رضي الله عنه بإجماع المفسرين ، والأتقى : أفعل تفضيل مقرون بأل العهدية فيختص بمن نزل فيه ، وقد استدل بها الفخر الرازي ، مع قوله تعالى : (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .. )) [ الحجرات : 13 ] على أن أبا بكر أفضل الخلق بعد رسول الله r . انظر : التفسير الكبير للرازي 31 / 204 .
---
أحمد البريدي
06-01-2003, 09:48 PM
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره :
قوله تعالى: { فما أصبرهم على النار }؛ «ما» تعجبية مبتدأ؛ وجملة { أصبرهم } خبرها؛ والمعنى: شيء عظيم أصبرهم؛ أو ما أعظم صبرهم على النار؛ وهذا التعجب يتوجه عليه سؤالان:(1/3562)
السؤال الأول: أهو تعجب من الله أم تعجيب منه؛ بمعنى: أيرشدنا إلى أن نتعجب ــــ وليس هو موصوفاً بالعجب؛ أو أنه من الله ــــ؟
السؤال الثاني: أن قوله: { فما أصبرهم } يقتضي أنهم يصبرون، ويتحملون مع أنهم لا يتحملون، ولا يطيقون؛ ولهذا يقولون لخزنة جهنم: {ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب} [غافر: 49] ؛ وينادون: {يا مالك ليقض علينا ربك} [الزخرف: 77] أي ليهلكنا؛ ومن قال هكذا فليس بصابر؟
والجواب عن السؤال الأول: ــــ وهو أهو تعجب، أو تعجيب ــــ: فقد اختلف فيه المفسرون؛ فمنهم من رأى أنه تعجب من الله عز وجل؛ لأنه المتكلم به هو الله؛ والكلام ينسب إلى من تكلم به؛ ولا مانع من ذلك لا عقلاً، ولا سمعاً ــــ أي لا مانع يمنع من أن الله سبحانه وتعالى يعجب؛ وقد ثبت لله العجب بالكتاب، والسنة؛ فقال الله تعالى في القرآن: {بل عجبتُ ويسخرون} [الصافات: 12] بضم التاء؛ وهذه القراءة سبعية ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ والتاء فاعل يعود على الله سبحانه وتعالى المتكلم؛ وأما السنة ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِه»(2)؛ وعلى هذا فالعجب لله ثابت بالكتاب، والسنة؛ فلا مانع من أن الله يعجب من صبرهم؛ فإذا قال قائل: العجب يدل على أن المتعجب مباغَت بما تعجب منه؛ وهذا يستلزم أن لا يكون عالماً بالأمر من قبل ــــ وهو محال على الله ــــ؟
فالجواب: أن سبب العجب لا يختص بما ذكر؛ بل ربما يكون سببه الإنكار على الفاعل، حيث خرج عن نظائره، كما تقول: «عجبت من قوم جحدوا بآيات الله مع بيانها، وظهورها»؛ وهو بهذا المعنى قريب من معنى التوبيخ، واللوم؛ ومن المفسرين من قال: إن المراد بالعجب: التعجيب؛ كأنه قال: اعجب أيها المخاطب من صبرهم على النار؛ وهذا وإن كان له وجه لكنه خلاف ظاهر الآية.(1/3563)
وأما الجواب عن السؤال الثاني:- وهو كيف يتعجب من صبرهم مع أنهم لم يصبروا على النار – فقال أهل العلم: إنهم لما صبروا على ما كان سبباً لها من كتمان العلم صاروا كأنهم صبروا عليها، مثلما يقال للرجل الذي يفعل أشياء ينتقد فيها: ما أصبرك على لوم الناس لك مع أنه ربما لم يلوموه أصلاً؛ لكن فعل ما يقتضي اللوم؛ يصير معنى: { ما أصبرهم على النار } أنهم لما كانوا يفعلون هذه الأفعال الموجبة للنار صاروا كأنهم يصبرون على النار؛ لأن الجزاء من جنس العمل، كما تفيده الآيات الكثيرة، فيعبر بالعمل عن الجزاء؛ لأنه سببه المترتب عليه؛ و{ النار } هي الدار التي أعدها الله سبحانه وتعالى للكافرين والظالمين؛ لكن الظلم إن كان ظلم الكفر فهم مخلدون فيها؛ وإن كان ظلماً دون الكفر فإنهم مستحقون للعذاب بحسب حالهم .
وذكر من فوائدها : إثبات العجب لله سبحانه وتعالى؛ لقوله تعالى: { فما أصبرهم على النار } ــــ على أحد الاحتمالين ــــ؛ وهو من الصفات الفعلية؛ لأنه يتعلق بمشيئته؛ وكل صفة من صفات الله تتعلق بمشيئته فهي من الصفات الفعلية.
فإذا قال قائل: ما دليلكم على أن العجب يتعلق بمشيئته؟
فالجواب: أن له سبباً؛ وكل ما له سبب فإنه متعلق بالمشيئة؛ لأن وقوع السبب بمشيئة الله؛ فيكون ما يتفرع عنه كذلك بمشيئة الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-08-2003, 12:58 AM
بسم الله
هذه بعض الاستنباطات من آيات القرآن الحكيم :
- يؤخذ من خبر أصحاب القرية التي كانت خاضرة البحر التي وردت في سورة الأعراف = أن الداعية الذي يريد الإصلاح لا يكتفي بإقامة الحجة على المدعويين فقط ؛ بل إن السعي لإصلاح المجتمع وتغيير المنكر يستهدف مصلحتين : أولاهما : مصلحة الداعي نفسه ، وهي الإعذار إلى الله تعالى من خلال القيام بمسؤليته الشرعية في النصح والإبلاغ .(1/3564)
والثانية : مصلحة للمدعو ، وهي الرجوع عن الباطل إلى الحق . وقد جمع الصالحون من أهل القرية هذين المعنيين في ردهم على الذين أرادوا تثبيط هممهم ، فقالوا : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) .
ومن هنا يتبين لنا قصور الذين يكتفون في الإصلاح والنصيحة بهدف واحد وهو : الإعذار إلى الله تعالى ، ولا يحرصون على بذل الوسع في تحقيق الأمر الثاني ، وهو الحرص على رجوع العاصي إلى الحق .
فقد يكون هناك من يقع في المنكر ، ويأتي إليه أحدنا وينصحه ويدعوه إلى الخير ، ويكتفي بذلك ؛ لأن هدفه إبراء الذمة والإعذار إلى الله تعالى . وهذا لا يكفي . فكل واحد يمكنه أن يقوم بهذا الإعذار بأي وسيلة . ولكن العبرة بالحرص على هداية الناس ببذل الوسائل الممكنة والمناسبة لتحقيق هذا الهدف . [ مقتبسة من مقال في مجلة المنار الجديد العدد22 ص 27 لمحمد بن المختار الشنقيطي . ]
- ومن لطائف الاستنباطات ودقيقها ما أورده السهيلي في كتاب الإعلام بما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم بقوله : ( في قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام ( وناديناه من جانب الطور الأيمن ) وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : ( وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر ) والمكان المشار إليه واحد = قال ملخصه : ( ووجه الفرق بين الخطابين أن الأيمن مشتق من اليمن ، وهو البركة ؛ فلما حكاه عن موسى في سياق الإثبات أتى بلفظه ، ولما خاطب محمداً صلى الله عليه وسلم في سياق النفي عدل إلى لفظ الغربي لئلا يخاطبه فيسلب عنه لفظاً مشتقاً من اليمن ،رفقاً بهما في الخطاب ، وإكراماً لهما .) هذا حاصل ما ذكره وهو أصل عظيم في الأدب في الخطاب . انظر البرهان للزركشي 4/55 بتحقيق المرعشلي .
---
فهد الوهبي
06-08-2003, 06:04 AM
الأخ الشيخ أبو مجاهد العبيدي .. رعاه الله.. الحقيقة ما طرحتَه هنا موضوع قيم وجميل ( علماً بأن شهادتي في هذا الموضوع مجروحة ) ..(1/3565)
وأشكر فضيلة الدكتور المحرر الشيخ مساعد الطيار على مشاركته في هذا الموضع ..
ومن باب الإضافة : فسوف أضيف قاعدة في معرفة الصحيح والباطل من الاستنباطات : وهو ما استطعت المشاركة به إذ أنني متوقف في المشاركة في هذا الموضوع حتى يبلغ الكتاب أجله .
قاعدة مختصرة في معرفة صحة الاستنباط من بطلانه :
وصحة الاستنباط متوقفة على أمرين:
الأول: صحة دلالة الآية على هذا المعنى المُسْتَنْبَط.
الثاني: صحة المعنى المستَنْبَط في ذاته. ويكون ذلك عند ثبوت صحة الدلالة بعدم وجود دليل آخر يدل على عدم صحتها( ).
فالأول يعرف به صحة ارتباط هذا المعنى بالآية، فإن صح هذا الارتباط( ) نُظر بعد ذلك في المعنى المستنبط هل هو صحيح في العلم الذي استنبط فيه إذ قد تدل الآية على حكم يدل على بطلانه أدلة أخرى.
وعند تأمل حالات الصحة وعدمها يتبين أن الحالات أربع:
الأولى: صحة الدلالة والمعنى المستنبط.
الثانية: بطلانهما.
الثالثة: صحة الدلالة وبطلان المستنبط.
الرابعة: بطلان الدلالة وصحة المستنبط.
ولا يحكم على الاستنباط بأنه صحيح إلا في الحالة الأولى، أما في الثانية والثالثة فظاهر، وأما في الرابعة فلأن المقصود هو الحكم على صحة استنباط هذا المعنى من هذه الآية، وليس المقصود الحكم على صحة المعنى فقط، ولو لم نقيد الأمر بذلك لكان كل معنى صحيح يصح استنباطه من كل نصٍّ قرآني ولو لم يدل عليه ولا يقول بهذا أحد. كما أننا حين نحكم ببطلان هذا الاستنباط من هذه الآية فلا يعني ذلك دائماً عدم صحة المعنى المستنبط لكننا نفي دلالة الآية عليه. ومثال ذلك حتى يتضح الأمر :
استنبط السبكي من قوله تعالى: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) [ الفرقان: ] مسألة أصولية وهي أن الكف عن الفعل فعلٌ. قال:" فإن الأخذ التناول والمهجور المتروك، فصار المعنى تناولوه متروكاً. أي: فعلوا تركه"( ).(1/3566)
فهذا الاستنباط عند تأمله نجد أنه لا دلالة في الآية عليه مع صحته في ذاته قال الشيخ الأمين: " استنباط السبكي من هذه الآية أن الكف فعل وتفسيره لها بما يدل على ذلك، لم يظهر لي كل الظهور"( ).
لكنه مع ذلك أثبت صحة هذا المعنى المستنبط فقال: " ولكن هذا المعنى الذي زعم أن هذه الآية الكريمة دلت عليه، وهو كون الكف فلاً دلت عليه آيتان كريمتان من سورة المائدة، دلالة واضحة لا لبس فيها، ولا نزاع ... أما الأولى منهما فهي قوله تعالى: ( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) فترك الربانيين والأحبار نهيهم عن قول الإثم وأكل السحت سماه الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة صنعاً في قوله: ( لبئس ما كانوا يصنعون). أي: وهو تركهم النهي المذكور، والصنع أخص من مطلق الفعل، فصراحة دلالة هذه الآية الكريمة على أن الترك فعلٌ في غاية الوضوح كما ترى.
وأما الآية الثانية: فهي قوله تعالى: ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) فقد سمى جل وعلا في هذه الآية الكريمة تركهم التناهي عن المنكر فعلاً، وأنشأ له الذم بلفظة بئس التي هي فعل جامد لإنشاء الذم في قوله: (لبئس ما كانوا يفعلون) أي: وهو تركهم التناهي، عن كل منكر فعلوه، وصراحة دلالة هذه الآية أيضاً على ما ذكروه واضحة كما ترى"( ).
ومن هذا المثال يتبين أن استنباط السبكي من آية الفرقان استنباط غير صحيح لعدم دلالة الآية عليه وأما استنباط ذات المعنى من الآيتين من سورة المائدة فاستنباط صحيح لدلالة الآية عليه دلالة صحيحة.
والله أعلم.
---
أبومجاهدالعبيدي
06-08-2003, 06:35 AM
من نفائس النقول حول موضوع الاستنباط ما أورده الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العُجاب : إعلام الموقعين [2/397-400 بتحقيق مشهور آل سلمان ] حيث قال :(1/3567)
( والمقصود أن الواجب فيما علق عليه الشارع الأحكام من الألفاظ والمعاني أن لا يتجاوز بألفاظها ومعانيها، ولا يقصر بها، ويعطي اللفظ حقه والمعنى حقه، وقد مدح الله تعالى أهل الاستنباط في كتابه وأخبر أنهم أهل العلم، ومعلوم أن الاستنباط إنما هو استنباط المعاني والعلل ونسبة بعضها إلى بعض، فيعتبر ما يصح منها بصحة مثله ومشبهه ونظيره، ويلغى ما لا يصح، هذا الذي يعقله الناس من الاستنباط، قال الجوهري: الاستنباط كالاستخراج، ومعلوم أن ذلك قدر زائد على مجرد فهم اللفظ، فإن ذلك ليس طريقة الاستنباط، إذ موضوعات الألفاظ لا تنال بالاستنباط، وإنما تنال به العلل والمعاني والأشباه والنظائر ومقاصد المتكلم، والله سبحانه ذم من سمع ظاهراً مجرداً فأذاعه وأفشاه، وحمد من استنبط من أولي العلم حقيقته ومعناه.
ويوضحه أن الاستنباط استخراج الأمر الذي من شأنه أن يخفي على غير مستنبطه، ومنه استنباط الماء من أرض البئر والعين، ومن هذا قول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه.
ومعلوم أن هذا الفهم قدر زائد على معرفة موضوع اللفظ وعمومه أو خصوصه، فإن هذا قدر مشترك بين سائر من يعرف لغة العرب، وإنما هذا فهم لوازم المعنى ونظائره ومراد المتكلم بكلامه ومعرفة حدود كلامه، بحيث لا يدخل فيها غير المراد، ولا يخرج منها شيء من المراد.(1/3568)
وأنت إذا تأملت قوله تعالى: " إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون " وجدت الآية من أظهر الأدلة على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن هذا القرآن جاء من عند الله، وأن الذي جاء به روح مطهر، فما للأرواح الخبيثة عليه سبيل، ووجدت الآية أخت قوله: " وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون " ووجدتها دالة بأحسن الدلالة على أنه لا يمس المصحف إلا طاهر، ووجدتها دالة أيضاً بألطف الدلالة على أنه لا يجد حلاوته وطعمه إلا من آمن به وعمل به، كما فهمه البخاري من الآية فقال في صحيحه في باب: " قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ". "لا يمسه" لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا المؤمن لقوله تعالى: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً" وتجد تحته أيضاً أنه لا ينال معانيه ويفهمه كما ينبغي إلا القلوب الطاهرة، وأن القلوب النجسة ممنوعة من فهمه مصروفة عنه، فتأمل هذا النسب القريب وعقد هذه الأخوة بين هذه المعاني وبين المعنى الظاهر من الآية واستنباط هذه المعاني كلها من الآية بأحسن وجه وأبينه.
فهذا من الفهم الذي أشار إليه علي رضي الله عنه.
وتأمل قوله تعالى لنبيه: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم" كيف يفهم منه أنه إذا كان وجود بدنه وذاته فيهم دفع عنهم العذاب وهم أعداؤه، فكيف وجود سره والإيمان به ومحبته ووجود ما جاء به إذا كان في قوم أو كان في شخص؟ أفليس دفعه العذاب عنهم بطريق الأولى والأحرى؟.(1/3569)
وتأمل قوله تعالى: " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ". كيف تجد تحته بألطف دلالة وأدقها وأحسنها أنه من اجتنب الشرك جميعه كفرت عنه كبائره، وأن نسبه الكبائر إلى الشرك كنسبة الصغائر إلى الكبائر فإذا وقعت الصغائر مكفرة باجتناب الكبائر فالكبائر تقع مكفرة باجتناب الشرك، وتجد الحديث الصحيح كأنه مشتق من هذا المعنى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: "ابن آدم إنك لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لقيتك بقرابها مغفرةً" وقوله: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه" بل محو التوحيد الذي هو توحيد الكبائر أعظم من محو اجتناب الكبائر للصغائر.
وتأمل قوله تعالى:" وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون " كيف: نبههم بالسفر الحسي على السفر إليه؟ وجمع له بين السفرين كما جمع لهم الزادين في قوله: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" فجمع لهم بين زاد سفرهم وزاد معادهم؟ وكما جمع بين اللباسين في قوله: " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون " فذكر سبحانه زينة ظواهرهم وبواطنهم ونبههم بالحسي على المعنوي، وفهم هذا القدر زائد على فهم مجرد اللفظ ووضعه في أصل اللسان، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.) انتهى .
وهنا سؤال : ما قولكم في الاستناط الذي استنبطه ابن القيم من آية النساء : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) وهل هو صحيح على اطلاقه ، خاصة أن ابن القيم أكد ذلك المعنى المستنبط بعدة قرائن ؟!
أرجو من الإخوة إبداء الرأي حول هذا الاستنباط ؛ فقد أشكل عليّ .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-22-2003, 05:50 AM(1/3570)
ومن استباطات ابن القيم رحمه الله :
( وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) فإذا كان رفع أصواتهم فوق صوته سبباً لحبوط أعمالهم ؛ فكيف تقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم وسياساتهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعها عليه ؟ أليس هذا أولى أن يكون محبطاً لأعمالهم ؟. ) انتهى من إعلام الموقعين 2/94 بتحقيق مشهور آل سلمان . ) .
ومنها : أن شهادة الابن على أبيه مقبولة والعكس كذلك مع انتفاء التهمة ، قال رحمه الله :، وقد دل عليه القرآن في قوله تعالى: (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله، ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين).
وقد قال قبل ذلك بقليل : ( والصحيح أنه تقبل شهادة الابن لأبيه والأب لابنه فيما لا تهمة فيه، ونص عليه أحمد،...)
وقال بعد ذلك : ( ( (فشهادة الولد لوالده وعكسه بحيث لا تهمة هناك أولى بالقبول، وهذا هو القول الذي ندين الله به، وبالله التوفيق.) انظر المرجع السابق 2/226-227
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2003, 05:17 AM
فائدة عجيبة نفيسة
ذكر الزمخشري بعد تفسيره لقوله تعالى :( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [المائدة : 4] هذه الفائدة
قال : والمكلب: مؤدب الجوارح ومضريها بالصيد لصاحبها، ورائضها لذلك بما علم من الحيل وطرق التأديب والتثقيف، واشتقاقه من الكلب، لأن التأديب أكثر ما يكون في الكلاب فاشتق من لفظه لكثرته من جنسه. أو لأن السبع يسمى كلبا....
وانتصاب {مكلبين} على الحال من علمتم.
فإن قلت: ما فائدة هذه الحال وقد استغنى عنها بعلمتم؟(1/3571)
قلت: فائدتها أن يكون من يعلم الجوارح نحريراً في علمه مدربا فيه، موصوفا بالتكليب. و{تعلمونهن} حال ثانية أو استئناف.
وفيه فائدة جليلة، وهي أن على كل آخذٍ علماً أن لا يأخذه إلا من أقتل أهله علماً ، وأنحرهم دراية ، وأغوصهم على لطائفه وحقائقه، وإن احتاج إلى أن يضرب إليه أكباد الإبل، فكم من آخذ عن غير متقن قد ضيع أيامه ، وعض عند لقاء النحارير أنامله ) انتهى
وقد استنبط السعدي رحمه الله من هذه الآية عشر فوائد ؛ فقال :
( دلت هذه الآية على أمور:
أحدها: لطف الله بعباده ورحمته لهم، حيث وسع عليهم طرق الحلال، وأباح لهم ما لم يذكوه مما صادته الجوارح، والمراد بالجوارح: الكلاب، والفهود، والصقر، ونحو ذلك، مما يصيد بنابه أو بمخلبه.
الثاني: أنه يشترط أن تكون معلمة، بما يعد في العرف تعليما، بأن يسترسل إذا أرسل، وينزجر إذا زجر، وإذا أمسك لم يأكل، ولهذا قال: تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ أي: أمسكن من الصيد لأجلكم.
وما أكل منه الجارح فإنه لا يعلم أنه أمسكه على صاحبه، ولعله أن يكون أمسكه على نفسه.
الثالث: اشتراط أن يجرحه الكلب أو الطير ونحوهما، لقوله: مِنَ الْجَوَارِحِ مع ما تقدم من تحريم المنخنقة. فلو خنقه الكلب أو غيره، أو قتله بثقله لم يبح [هذا بناء على أن الجوارح اللاتي يجرحن الصيد بأنيابها أو مخالبها، والمشهور أن الجوارح بمعنى الكواسب أي: المحصلات للصيد والمدركات لها فلا يكون فيها على هذا دلالة - والله أعلم-]
الرابع: جواز اقتناء كلب الصيد، كما ورد في الحديث الصحيح، مع أن اقتناء الكلب محرم، لأن من لازم إباحة صيده وتعليمه جواز اقتنائه.
الخامس: طهارة ما أصابه فم الكلب من الصيد، لأن الله أباحه ولم يذكر له غسلا فدل على طهارته.
السادس: فيه فضيلة العلم، وأن الجارح المعلم -بسبب العلم- يباح صيده، والجاهل بالتعليم لا يباح صيده.(1/3572)
السابع: أن الاشتغال بتعليم الكلب أو الطير أو نحوهما، ليس مذموما، وليس من العبث والباطل. بل هو أمر مقصود، لأنه وسيلة لحل صيده والانتفاع به.
الثامن: فيه حجة لمن أباح بيع كلب الصيد، قال: لأنه قد لا يحصل له إلا بذلك.
التاسع: فيه اشتراط التسمية عند إرسال الجارح، وأنه إن لم يسم الله متعمدا، لم يبح ما قتل الجارح.
العاشر: أنه يجوز أكل ما صاده الجارح، سواء قتله الجارح أم لا. وأنه إن أدركه صاحبه، وفيه حياة مستقرة فإنه لا يباح إلا بها. ) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2003, 12:07 AM
بسم الله
ومن الاستنباطات اللطيفة التي لها صلة بالمعنى الذي استنبطه الزمخشري من آية المائدة - كما في المشاركة السابقة - ما استنبطه السعدي رحمه الله من قوله تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) النساء : 83
حيث قال ما ملخصه : · وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك ، ويجعل إلى أهله ولا يتقدم بين أيديهم ؛ فإنه أقرب إلى الصواب ، وأحرى للسلامة من الخطأ . انتهى من تفسير السعدي بتصرف .
ومن جميل ما قاله المفسرون عن هذه الآية ما ذكره الرازي في تفسيره لها بقوله :(1/3573)
دلت هذه الآية على أن القياس حجة في الشرع، وذلك لأن قوله: {الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } صفة لأولي الأمر، وقد أوجب الله تعالى على الذين يجيئهم أمر من الأمن أو الخوف أن يرجعوا في معرفته إليهم، ولا يخلو إما أن يرجعوا اليهم في معرفة هذه الوقائع مع حصول النص فيها، أولا مع حصول النص فيها، والأول باطل، لأن على هذا التقدير لا يبقى الاستنباط لأن من روى النص في واقعة لا يقال: إنه استنبط الحكم، فثبت أن الله أمر المكلف برد الواقعة إلى من يستنبط الحكم فيها، ولولا أن الاستنباط حجة لما أمر المكلف بذلك، فثبت أن الاستنباط حجة، والقياس إما استنباط أو داخل فيه، فوجب أن يكون حجة.
إذا ثبت هذا فنقول: الآية دالة على أمور:
أحدها: أن في أحكام الحوادث ما لا يعرف بالنص بل بالاستنباط.
وثانيها: أن الاستنباط حجة:
وثالثها: أن العامي يجب عليه تقليد العلماء في أحكام الحوادث.
ورابعها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مكلفا باستنباط الأحكام لأنه تعالى أمر بالرد إلى الرسول وإلى أولي الأمر. انتهى كلام الرازي من تفسيره الكبير
وقد ذكر البغوي قريباً من هذا المعنى المستنبط ، حيث قال في تفسيره معالم التنزيل : وفي الآية دليل على جواز القياس، فإن من العلم ما يُدرك بالتلاوة والرواية وهو النّص، ومنه ما يدرك بالاستنباط و(هو) القياس على المعاني المودعة في النصوص. انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
07-21-2003, 07:41 AM
بسم الله(1/3574)
قال تعالى في سورة البقرة : ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ . فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [36-39 ] .
هل الأمر بالهبوط في الآية رقم 38 تكرار للأمر به في الآية 36 ؟
خلاف بين المفسرين ليس هذا محل بسطه ، وإنما أردت هنا أن أذكر استنباطا رائعاً للطاهر ابن عاشور من تكرار هذا الأمر ، فقال رحمه الله :
وفيه إشارة أخرى وهي أن العفو يكون من التائب في الزواجر والعقوبات. وأما تحقيق آثار المخالفة وهو العقوبة التأديبية فإن العفوعنها فساد في العالم لأن الفاعل للمخالفة إذا لم ير أثر فعله لم يتأدب في المستقبل فالتسامح معه في ذلك تفويت لمقتضى الحكمة، فإن الصبي إذا لوث موضعاً وغضب عليه مربيه ثم تاب فعفا عنه فالعفو يتعلق بالعقاب وأما تكليفه بأن يزيل بيده التلويث الذي لوث به الموضع فذلك لا يحسن التسامح فيه ولذا لما تاب الله على آدم رضي عنه ولم يؤاخذه بعقوبة ولا بزاجر في الدنيا ولكنه لم يصفح عنه في تحقق أثر مخالفته وهو الهبوط من الجنة ليرى أثر حرصه وسوء ظنه، هكذا ينبغي أن يكون التوجيه إذا كان المراد من {اهبطوا} الثاني حكاية أمر ثان بالهبوط خوطب به آدم.
ومعنى كلامه هذا أن الله سبحانه لما أخبر أنه تاب على آدم بعد أن عصى ةأمر بالهبوط مع زوجه عقوبة على معصيته ، كرر الله الأمر بالهبوط حتى لا يُتوهم أن آدم بعد توبة الله عليه قد سلم من أثر معصيته .
---(1/3575)
أبومجاهدالعبيدي
08-04-2003, 07:27 AM
ومن جميل الاستباطات ما ذكره الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة ، حيث استنبط من قوله تعالى : ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) أنه لا يمكن العيش إلا في الأرض لبني آدم لهذه الآية ، ولقوله تعالى : ( فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ) [الأعراف : 25 ] .
قال الشيخ رحمه الله : وبناء على ذلك نعلم أن محاولة الكفار أن يعيشوا في غير الأرض إما في بعض الكواكب أو في بعض المراكب محاولة يائسة ؛ لأنه لا بد أن يكون مستقرهم الأرض . انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
09-29-2003, 09:30 AM
ومن الاستنباطات المفيدة لطالب العلم ما ذكره السعدي رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى :( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) بقوله :
ويؤخذ من هذه الآية الكريمة، الأدب في تلقي العلم، وأن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنى ويصبر حتى يفرغ المملي والمعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض، فإذا فرغ منه سأل إن كان عنده سؤال، ولا يبادر بالسؤال وقطع كلام ملقي العلم، فإنه سبب للحرمان، وكذلك المسئول، ينبغي له أن يستملي سؤال السائل، ويعرف المقصود منه قبل الجواب، فإن ذلك سبب لإصابة الصواب.
---
عبد الحكيم
09-29-2003, 09:47 PM
جزاكم الله خيرا,هذا الموضوع هو سبب اشتراكي في هذا اللتقي الطيب و لكن افيدونا بمزيد من الكتب التى اعتنت بهذه الاستنباطات غير الاكليل[
---
أبو محمد أشرف
09-30-2003, 03:43 AM
استنباط حسن من الإمام مالك رحمه الله !
قال الله نعالى :
(( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) الحشر : 10(1/3576)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة : أن الرافضي الذي يسبُّ الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب ؛ لعدم اتصافه بما مَدَحَ الله به هؤلاء في قولهم : " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "
وقال ابن أبي حاتم حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عن عائشة أنها قالت أمروا أن يستغفروا لهم فسبوهم ثم قرأت هذه الآية والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان الآية .. " إلخ
---
أبومجاهدالعبيدي
09-30-2003, 07:21 AM
قال تعالى: { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }[المائدة :105] قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
(وإنما يتم الاهتداء إذا أطيع الله وأدي الواجب من الأمر والنهي وغيرهما، ولكن في الآية فوائد عظيمة:
أحدها: أن لا يخافَ المؤمنُ من الكفار والمنافقين، فإنهم لن يضروه إذا كان مهتدياً.
الثاني: أن لا يحزنَ عليهم ولا يجزعَ عليهم، فإن معاصيَهم لا تضره إذا اهتدى، والحزنُ على ما لا يضر عبث، وهذان المعنيان مذكوران في قوله: { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ }.
الثالث: أن لا يركن إليهم، ولا يمد عينه إلى ما أوتوه من السلطان والمال والشهوات، كقوله: { لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ }، فنهاه عن الحزن عليهم والرغبة فيما عندهم في آية، ونهاه عن الحزن عليهم والرهبة منهم في آية، فإن الإنسان قد يتألمُ عليهم ومنهم، إما راغباً وإما راهباً.(1/3577)
الرابع: أن لا يعتدي على أهل المعاصي بزيادة على المشروع في بغضهم أو ذمهم، أو نهيهم أو هجرهم، أو عقوبتهم، بل يقال لمن اعتدى عليهم: عليك نفسك لا يضرُّك من ضل إذا اهتديت، كما قال: { وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ } الآية، وقال: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ }، وقال:{ فَإِنِ انْتهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ }، فإن كثيراً من الآمرين الناهين قد يعتدون حدود الله إما بجهل وإما بظلم، وهذا باب يجب التثبت فيه، وسواء في ذلك الإنكارُ على الكفار والمنافقين الفاسقين والعاصين.
الخامس: أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع، من العلم والرفق، والصبر، وحسن القصد، وسلوك السبيل القصد، فإن ذلك داخلٌ في قوله: { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ }، وفي قوله: { إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }.
فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيها المعنى الآخر، وهو:
( السادس ): إقبال المرء على مصلحة نفسه علماً وعملاً، وإعراضه عما لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ولا سيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه، ولاسيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة.
وكذلك العمل فصاحبه إما معتدٍ ظالمٌ، وإما سفيهٌ عابثٌ، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ويكون من باب الظلم والعدوان.(1/3578)
فتأملُ الآية في هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء، وأنت إذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الأمة: علماؤها وعبادها وأمراؤها ورؤساؤها وجدت أكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل أو بغير تأويل، كما بغت الجهمية على المستنة في محنة الصفات والقرآن، محنة أحمد وغيره، وكما بغت الرافضة على المستنة مرات متعددة، وكما بغت الناصبة على علي وأهل بيته، وكما قد تبغي المشبهة على المنزهة، وكما يبغي بعض المستنة إما على بعضهم وإما على نوع من المبتدعة بزيادة على ما أمر الله به، وهو الإسراف المذكور في قولهم: { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا }.
وإزاء هذا العدوان تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق، أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر في هذه الأمور كلها، فما أحسن ما قال بعض السلف: ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين لا يبالي بأيهما ظفر: غلوٍّ أو تقصيرٍّ .
فالمعين على الإثم والعدوان بإزائه تاركُ الإعانة على البر والتقوى، وفاعل المأمور به وزيادةٍ منهيٍّ عنها بإزائه تاركُ المنهي عنه وبعضِ المأمور به، والله يهدينا الصراط المستقيم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
انظر مجموع الفتاوي14/480-483
---
أبومجاهدالعبيدي
10-02-2003, 04:34 PM
ومن جميل الاستنباطات ما قاله الإمام البيهقي في كتابه الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد :(1/3579)
( وقد دل كتاب الله عز وجل على إمامة أبي بكر ومن بعده من الخلفاء ، وقال الله عز وجل : ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ?(النور: من الآية55) وقال : ? الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ? (الحج: من الآية41)
فلما وجدت هذه الصفة من الاستخلاف والتمكين في أمر أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي = دل على أن خلافتهم حق .)
ثم ذكر كلاماً نفيساً يدل على قدرة فائقة على الاستنباط من القرآن بجمع الآيات التي ترتبط ببعضها ، فقال :(1/3580)
(ودل أيضاً على إمامة الصديق قول الله عز وجل في سورة براءة للقاعدين عن نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم والمتخلفين عن الخروج معه في غزوة الحديبية : ? فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً ?(التوبة: من الآية83) وقال في سورة أخرى : ? سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ? (الفتح: من الآية15) يعني قوله : ? فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً ? ثم قال : ? كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً ?(الفتح: من الآية15) وقال : ? قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا ? يعني تطيعوا الداعي لكم إلى قتالهم : ? يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا ? يعني تعرضوا عن إجابة الداعي لكم إلى قتالهم :? كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً ? (الفتح:16)
والداعي لهم إلى ذلك غير النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله له : ? فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً ?(التوبة: من الآية83) وقال في سورة الفتح : ? يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ? فمنعهم الخروج مع نبيه صلى الله عليه وسلم ، وجعل خروجهم معه تبديلاً لكلامه ، فوجب بذلك أن الداعي الذي يدعوهم إلى القتال داع يدعوهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم .
وقد قال مجاهد في قوله : ? أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ? هم فارس والروم ، وكذلك قال الحسن البصري ، وقال عطاء : هم فارس .(1/3581)
وفي رواية علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : فارس ، وفي رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : هم بنو حنيفة يوم اليمامة .
فإن كانوا أهل اليمامة فقد قوتلوا في أيام أبي بكر الصديق ، وهو الداعي إلى قتال مسيلمة وبني حنيفة من أهل اليمامة .
وإن كانوا أهل فارس فقد قوتلوا في أيام عمر ، وهو الداعي إلى قتال كسرى وأهل فارس .
وإن كانوا أهل فارس والروم ...وقد قوتلوا في أيام أبي بكر ، ثم تم قتالهم وتنحيتهم عن الشام في أيام عمر مع قتال فارس ؛ فوجب بذلك إمامة أبي بكر وعمر ، وفي وجوب إمامة أحدهما وجوب إمامة الآخر .
وقد احتج بما ذكرنا من الآيات علي بن إسماعيل رحمه الله ، وغيره من علمائنا في إثبات إمامة الصديق رضي الله عنه .)
وهذا كلام يستحق التأمل ؛ فقل أن تجده في كتاب .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-10-2003, 09:02 PM
ومن الاستنباطات السعدية اللطيفة ، استنباطه رحمه الله قاعدة إذا تزاحمت المصالح, قدم أهمها من قوله تعالى في سورة البقرة : ( وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) حيث قال :
.
ويستدل بهذه الآية على القاعدة المشهورة, أنه " إذا تزاحمت المصالح, قدم أهمها "فهنا تتميم اليمين مصلحة, وامتثال أوامر الله في هذه الأشياء, مصلحة أكبر من ذلك, فقدمت لذلك.
من تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-02-2003, 11:46 PM
بسم الله
قول الله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
قال الشنقيطي في أضواء البيان :
( يؤخذ من هذه الآية الكريمة صحة إمامة أبي بكر الصدّيق رضي اللَّه عنه ؛ لأنَّه داخل فيمن أمرنا اللَّه في السبع المثاني والقرءان العظيم ــ أعني الفاتحة ــ بأن نسأله أن يهدينا صراطهم . فدلّ ذلك على أن صراطهم هو الصراط المستقيم .(1/3582)
وذلك في قوله : {اهْدِنَا لصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ } وقد بيّن الذين أنعم عليهم فعد منهم الصديقين . وقد بيّن صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر رضي الله عنه من الصديقين ، فاتضح أنه داخل في الذين أنعم اللَّه عليهم، الذين أمرنا اللَّه أن نسأله الهداية إلى صراطهم فلم يبق لبس في أن أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه على الصراط المستقيم ، وأن إمامته حق .) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
11-26-2003, 09:53 PM
قوله تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (التوبة:91)
دلت هذه الآية الكريمة على أن هناك طائفة من المسلمين الصادقين قد عذرهم الله ، ورفع عنهم الحرج إذا تخلفوا عن الجهاد في سبيله ؛ لأنهم أهل أعذار ، ولكنه شرط رفع الحرج عنهم بشرط مهم وهو قوله : ( إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ) وكانوا من المحسنين .
قال ابن كثير رحمه الله : (( فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم ،ولم يرجفوا بالناس ،ولم يثبطوهم وهم محسنون في حالهم ،ولهذا قال : ] ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم [ ...)) .
و قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية : (( وإن كان العبد عاجزاً عن معرفة بعض ذلك أو العمل به فلا ينهى عما عجز عنه مما جاء به الرسول r ،بل حسبه أن يسقط عنه اللوم لعجزه ، ولكن عليه أن يفرح بقيام غيره به ويرضى بذلك ويود أن يكون قائماً به )) .(1/3583)
قلت : وفي هذا تنبيه للذين لم يستطيعوا القيام بالجهاد في سبيل الله ، وهم صادقون في حبه والشوق إليه ، ولكن حال بينهم وبينه العذر وعدم الاستطاعة = فعليهم أن لا يكونوا من المثبطين لإخوانهم المجاهدين ، المقللين من شأن جهادهم ، بل يجب عليهم أن يكونوا ناصحين لهم ، محسنين إليهم بالقول والفعل والمال . والله أعلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-05-2003, 09:05 PM
قال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره لسورة هود :
( قوله تعالى: {وَياقَوْمِ لا? أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ}. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة عن نبيه نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: أنه أخبر قومه أنه لا يسألهم مالاً في مقابلة ما جاءهم به من الوحي والهدى، بل يبذل لهم ذلك الخير العظيم مجاناً من غير أخذ أجرة في مقابله.
وبين في آيات كثيرة: أن ذلك هو شأن الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، كقوله في سبأ عن نبينا صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ}.
وقوله فيه أيضاً في آخر سورة ص?: {قُلْ مَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}.
وقوله في الطور والقلم {أَمْ تَسْألُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ}.
وقوله في الفرقان {قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً}.
وقوله في الأنعام: {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}.
وقوله عن هود في سورة هود: {ياقَوْمِ لا? أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الَّذِى فَطَرَنِى?}.
وقوله في الشعراء عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَمَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}.(1/3584)
وقوله تعالى عن رسل القرية المذكورة في يس {اتَّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَاتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْألُكُمْ أَجْراً}.
وقد بينا وجه الجمع بين هذه الآيات المذكورة وبين قوله تعالى: {قُل لاَّ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى} في كتابنا «دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب» في سورة سبأ في الكلام على قوله تعالى {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ}.
ويؤخذ من هذه الآيات الكريمة: أن الواجب على أتباع الرسل من العلماء وغيرهم أن يبذلوا ما عندهم من العلم مجاناً من غير أخذ عوض على ذلك، وأنه لا ينبغي أخذ الأجرة على تعليم كتاب الله تعالى، ولا على تعليم العقائد والحلال والحرام.
ويعتضد ذلك بأحاديث تدل على نحوه، فمن ذلك ما رواه ابن ماجه والبيهقي والروياني في مسنده عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: علمت رجلاً القرآن، فأهدى لي قوساً، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن أخذتها أخذت قوساً من نار» فرددتها.
قال البيهقي وابن عبد البر في هذا الحديث: هو منقطع، أي بين عطية الكلاعي وأبي بن كعب، وكذلك قال المزي.
وتعقبه ابن حجر بأن عطية ولد في زمن النَّبي صلى الله عليه وسلم.
وأعله ابن القطان بأن راويه عن عطية المذكور هو عبد الرحمن بن سَلْم وهو مجهول.
وقال فيه ابن حجر في التقريب. شامي مجهول.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: وله طرق عن أبي. قال ابن القطان: لا يثبت منها شيء قال الحافظ وفيما قاله نظر.(1/3585)
وذكر المزي في الأطراف له طرقاً منها: أن الذي أقرأه أبي هو الطفيل بن عمرو، ويشهد له ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن الطفيل بن عمرو الدوسي قال. أقرأني أبي بن كعب القرآن فأهديت له قوساً فغدا إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم وقد تقلدها فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «تقلدها من جهنم» الحديث. وقال الشوكاني أيضاً: وفي الباب عن معاذ عند الحاكم والبزار بنحو حديث أبي. وعن أبي الدرداء عند الدارمي بإسناد على شرط مسلم بنحوه أيضاً.
ومن ذلك ما رواه أبو داود وابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال. علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن، فأهدى إلى رجل منهم قوساً فقلت ليست بمال أرمي بها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه، فأتيته فقلت. يا رسول الله، أهدى إلي رجل قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن وليست بمال أرمى عليها في سبيل الله؟ فقال: «إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها» وفي إسناده المغيرة بن زياد الموصلي قال الشوكاني: وثقه وكيع ويحيى بن معين وتكلم فيه جماعة.
وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث، حدث بأحاديث مناكير، وكل حديث رفعه فهو منكر. وقال أبو زرعة الرازي. لا يحتج بحديثه اهـ. وقال فيه ابن حجر في التقريب. المغيرة بن زياد البجلي أبو هشام أو هاشم الموصلي صدوق له أوهام. وهذا الحديث رواه أبو داود من طريق أخرى ليس فيها المغيرة المذكور. حدثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد قالا: ثنا بقية حدثني بشر بن عبد الله بن بشار قال عمرو: وحدثني عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت نحو هذا الخبر، والأول أتم، فقلت: ما ترى فيها يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها» اهـ منه بلفظه. وفي سند هذه الرواية بقية بن الوليد وقد تكلم فيه جماعة، ووثقه آخرون إذا روي عن الثقات، وهو من رجال مسلم. وأخرج له البخاري تعليقاً.(1/3586)
وقال فيه ابن حجر في التقريب: صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، والظاهر أن أعدل الأقوال فيه أنه إن صرح بالسماع عن الثقات فلا بأس به، مع أن حديثه هذا معتضد بما تقدم وبما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرؤوا القرآن واسألوا الله به، فإن من بعدكم قوماً يقرؤون القرآن يسألون به الناس» قال الترمذي في هذا الحديث: ليس إسناده بذلك.
ومنها ما رواه أبو داود في سننه: حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد عن حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي: فقال: «اقرؤوا فكل حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه» حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو وابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن وفاء بن شريح الصدفي، عن سهل بن سعد الساعدي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نفتري فقال: «الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر وفيكم الأبيض وفيكم الأسود، اقرؤوا قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقوم السهم يتعجل أجره ولا يتأجله» اهـ.
ومنها ما رواه الإمام أحمد، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به». قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار في هذا الحديث: قال في مجمع الزوائد رجال أحمد ثقات.(1/3587)
ومنها ما أخرجه الأثرم في سننه عن أُبي رضي الله عنه قال: كنت أختلف إلى رجل مسن قد أصابته علة، قد احتبس في بيته أقرئه القرآن، فيؤتي بطعام لا آكل مثله بالمدينة، فحاك في نفسي شيء فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله فكل منه، وإن كان يتحفك به فلا تأكله» ا هـ بواسطة نقل ابن قدامة في المغني والشوكاني في نيل الأوطار.
فهذه الأدلة ونحوها تدل على أن تعليم القرآن والمسائل الدينية لا يجوز أخذ الأجرة عليه.
وممن قال بهذا: الإمام أحمد في إحدى الروايتين، وأبو حنيفة والضحاك بن قيس وعطاء.
وكره الزهري وإسحاق تعليم القرآن بأجر.
وقال عبد الله بن شقيق: هذه الرغف التي يأخذها المعلمون من السحت.
وممن كره أجرة التعليم مع الشرط: الحسن وابن سيرين، وطاوس، والشعبي، والنخعي. قاله في المغني. وقال: إن ظاهر كلام الإمام أحمد جواز أخذ العلم ما أعطيه من غير شرط.
وذهب أكثر أهل العلم إلى جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن، وهو مذهب مالك، والشافعي.
وممن رخص في أجور المعلمين: أبو قلابة، وأبو ثور، وابن المنذر.
ونقل أبو طالب عن أحمد أنه قال: التعليم أحب إلي من أن يتوكل لهؤلاء السلاطين، ومن أن يتوكل لرجل من عامة الناس في ضيعة، ومن أن يستدين ويتجر لعله لا يقدر على الوفاء فيلقى الله تعالى بأمانات الناس، التعليم أحب إلي.
وهذا يدل على أن منعه منه في موضع منعه للكراهة لا للتحريم. قاله ابن قدامة في المغني.
واحتج أهل هذا القول بأدلة منها ما رواه الشيخان وغيرهما من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن النَّبي صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله، إني قد وهبت نفسي لك، فقامت قياماً طويلاً، فقام رجل فقال: يا رسول الله، زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة؟ فقال صلى الله عليه وسلم «هل عندك من شيء تصدقها إياه؟» فقال. ما عندي إلا إزاري. فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:(1/3588)
«إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك»، فالتمس شيئاً فقال: ما أجد شيئاً، فقال: «التمس ولا خاتماً من حديد» فالتمس فلم يجد شيئاً، فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم: «هل معك من القرآن شيء؟» قال نعم، سورة كذا وكذا يسميها، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «قد زوجتكها بما معك من القرآن» وفي رواية «قد ملكتكها بما معك من القرآن» فقالوا: هذا الرجل أباح له النَّبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل تعليمه بعض القرآن لهذه المرأة عوضاً عن صداقها. وهو صريح في أن العوض على تعليم القرآن جائز. وما رد به بعض العلماء الاستدلال بهذا الحديث من أنه صلى الله عليه وسلم زوجه إياها بغير صداق إكراماً له لحفظه ذلك المقدار من القرآن، ولم يجعل التعليم صداقاً لها ـ مردود بما ثبت في بعض الروايات في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: «انطلق فقد زوجتكها فعلمها من القرآن» وفي رواية لأبي داود «علمها عشرين آية وهي امرأتك».
واحتجوا أيضاً بعموم قوله صلى الله عليه وسلم الثابت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس: «إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله» قالوا: الحديث وإن كان وارداً في الجعل على الرقيا بكتاب الله فالعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب. واحتمال الفرق بين الجعل على الرقية وبين الأجرة على التعليم ظاهر.)
ثم ختم رحمه الله بقوله :
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ: الذي يظهر لي والله تعالى أعلم، أن الإنسان إذا لم تدعه الحاجة الضرورية فالأولى له ألا يأخذ عوضاً على تعليم القرآن، والعقائد، والحلال والحرام للأدلة الماضية. وإن دعته الحاجة أخذ بقدر الضرورة من بيت مال المسلمين. لأن الظاهر أن المأخوذ من بيت المال من قبيل الإعانة على القيام بالتعليم لا من قبيل الأجرة.
والأولى لمن أغناه الله أن يتعفف عن أخذ شيء في مقابل التعليم للقرآن والعقائد والحلال والحرام. والعلم عند الله تعالى
انتهى كلامه بنصه .
---
أبومجاهدالعبيدي(1/3589)
12-11-2003, 12:15 AM
قال تعالى : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (غافر:2- 3 )
علق ابن القيم على هاتين الآيتين بكلام نفيس ، اشتمل على عشر فوائد مستنبطة منهما فقال :
( تأمل كيف وقع الوصف بشديد العقاب بين صفتي رحمة قبله وصفة رحمة بعده . فقبله " غافر الذنب وقابل التوب " وبعده " ذي الطول " [ غافر : 3 ] ، ففي هذا تصديق الحديث الصحيح وشاهد له وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب كتاباً فهو موضوع عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي "، وفي لفظ : " سبقت غضبي " ، وقد سبقت صفتا الرحمة هنا وغلبت .
وتأمل كيف افتتح الآية بقوله : " تنزيل الكتاب " [ غافر : 2 ] والتنزيل يستلزم علو المنزل من عنده لا تعقل العرب من لغتها - بل ولا غيرها من الأمم السليمة الفطرة - إلا ذلك .
وقد أخبر أن تنزيل الكتاب منه . فهذا يدل على شيئين : أحدهما : علوه تعالى على خلقه . والثاني : أنه هو المتكلم بالكتاب المنزل من عنده لا غيره . فإنه أخبر أنه منه . وهذا يقتضي أن يكون منه قولاً كما أنه منه تنزيلاً فإن غيره - لو كان هو ا لمتكلم به - لكان الكتاب من ذلك الغير فإن الكلام ، إنما يضاف إلى المتكلم به . ومثل هذا : " ولكن حق القول مني " [ السجدة : 13 ] ، ومثله : " قل نزله روح القدس من ربك " [ النحل : 102 ] ، ومثله : " تنزيل من حكيم حميد " [ فصلت : 42 ] فاستمسك بحرف من في هذه المواضع فإنه يقطع حجج شعب المعتزلة والجهمية .
وتأمل كيف قال " تنزيل من " ولم يقل تنزيله فتضمنت الآية إثبات علوه وكلامه وثبوت الرسالة .(1/3590)
ثم قال : " العزيز العليم " فتضمن هذان الإسمان صفتي القدرة والعلم وخلق أعمال العباد وحدوث كل ما سوى الله لأن القدرة هي قدرة الله كما قال أحمد بن حنبل فتضمنمت إثبات القدر ، ولأن عزته تمنع أن يكون في ملكه ما لا يشاؤه ، أو أن يشاء ما لا يكون فكان عزته تبطل ذلك ، وكذلك كمال قدرته توجب أن يكون خالق كل شيء . وذلك ينفي أن يكون في العالم شيء قديم لا يتعلق به خلقه ، لأن كمال قدرته وعزته يبطل ذلك .
ثم قال : ( غافر الذنب وقابل التوب ) والذنب مخالفة شرعه وأمره ، فتضمن هذان الإسمان إثبات شرعه وإحسانه وفضله .
ثم قال : ( شديد العقاب ) وهذا جزاؤه للمذنبين ، وذو الطول جزاؤه للمحسنين فتضمنت الثواب والعقاب ،
ثم قال : " لا إله إلا هو إليه المصير " فتضمن ذلك التوحيد والمعاد .
فتضمنت الآيتان إثبات صفة العلو والكلام والقدرة والعلم والقدر وحدوث العالم والثواب والعقاب والتوحيد والمعاد . وتنزيل الكتاب منه على لسان رسوله يتضمن الرسالة والنبوة .
فهذه عشرة قواعد الإسلام والإيمان تجلي على سمعك في هذه الآية العظيمة ، [ ولكن خود تزف إلى ضرير مقعد ]
فهل خطر ببالك قط أن هذه الآية تتضمن هذه العلوم والمعارف مع كثرة قراءتك لها ، وسماعك إياها ؟!!. وهكذا سائر آيات القرآن ، فما أشدها من حسرة وأعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم ، ثم يخرج من الدنيا ، وما فهم حقائق القرآن ، ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه . فالله المستعان .)
تنبيه : قوله بين المعكوفين :[ ولكن خود تزف إلى ضرير مقعد ] يعني نساء جميلات غاية الجمال تزف إلى رجل ضرير مقعد ، فهذه الدرر إذا زفت إلى جاهل لا يعرف قدرها بمنزلة من زف خوداً وهي المرأة البيضاء الناعمة إلى ضرير مقعد أو زف أجمل النساء التي هي كالشمس الى عنين عاجز.
---
الباحث7
12-11-2003, 02:50 PM(1/3591)
قال الله تعالى : {مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاواتِ وَالاٌّرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً } .
قال الشنقيطي في أضواء البيان بعد تفسيره لهذه الآية :
(وفي هذه الآية الكريمة التنبيه على أن الضالين المضلين لا تنبغي الاستعانة بهم، والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب.
والمعنى المذكور أشير له في مواضع أخر؛ كقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَىَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ} والظهير: المعين. والمضلون: الذين يضلون أتباعهم عن طريق الحق. )
---
أبومجاهدالعبيدي
12-30-2003, 06:42 PM
استنباط من قوله : (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم : الفوائد فصلاً عظيم النفع بين فيه أن ترك الأمر أخطر وأعظم قبحاً من ارتكاب النهي من وجوه كثيرة .
وقد قرر هذا من وجوه كثيرة ، ومن الوجوه التي ذكرها : (( الوجه الثاني والعشرون ) أن فعل المأمور يقتضي ترك المنهي عنه إذا فعل على وجهه من الإخلاص والمتابعة والنصح لله فيه ، قال تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ومجرد ترك المنهي لا يقتضي فعل المأمور ولا يستلزمه .)
ثم رأيت الزركشي قد ذكر فائدة في كتاب البحر المحيط تؤكد ما قرره ابن القيم ، واستدل بالآية ، ولكن بطريقة أخرى فقال : ( قيل : ترك الواجب في الشريعة بل وفي العقل أعظم من فعل الحرام لوجوه . الأول : أن أداء الواجب مقصود لنفسه , وترك المحرم مقصود لغيره , ولهذا قال تعالى { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر } فبين أن ما في الصلاة من ذكر الله أكبر مما فيها من النهي عن الفحشاء . ....) .
وبذلك تكون الآية قد دلت على هذه المسألة من جهتين :
الأولى : ذكرها ابن القيم ، وهي ظاهرة .
الثانية : ذكرها الزركشي . وهي من لطيف استنباطاته رحمه الله .(1/3592)
ومما يستدل به أيضاً لهذه المسألة قوله U : (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (الأنعام:160)
قال ابن القيم رحمه الله في بيان ذلك : (( الوجه الخامس عشر ) : أن الله سبحانه جعل جزاء المأمورات عشرة أمثال فعلها وجزاء المنهيات مثل واحد . وهذا يدل على أن فعل ما أمر به أحب إليه من ترك ما نهى عنه . ولو كان الأمر بالعكس لكانت السيئة بعشرة . والحسنة بواحدة أو تساويا .) .
ومن دلائل هذه المسألة أيضاً من القرآن ما جاء في قصة آدم وإبليس ، قال سهل بن عبد الله : ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي ، لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه ، وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه .اهـ وهو أول الوجوه التي ذكرها ابن القيم في كلامه عن هذه المسألة .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-30-2003, 06:45 PM
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 8/ ...: (وفي قوله : { فَمِنْ نَفْسِكَ } [ النساء : 79 ] من الفوائد : ان العبد لا يطمئن الى نفسه، فان الشر لا يجيء الا منها، ولا يشتغل بملام الناس وذمهم، ولكن يرجع الى الذنوب فيتوب منها، ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله، ويسال الله ان يعينه على طاعته، فبذلك يحصل له الخير ويدفع عنه الشر؛ ولهذا كان انفع/ الدعاء واعظمه واحكمه دعاء الفاتحة : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } [ الفاتحة : 6، 7 ] .(1/3593)
فانه اذا هداه هذا الصراط، اعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الاخرة، والذنوب من لوازم النفس، وهو محتاج الى الهدى كل لحظة، وهو الى الهدى احوج منه الى الاكل والشرب، ويدخل في ذلك من انواع الحاجات ما لا يمكن احصاؤه؛ ولهذا امر به في كل صلاة لفرط الحاجة اليه، وانما يعرف بعض قدره من اعتبر احوال نفسه ونفوس الانس والجن المامورين بهذا الدعاء، وراى ما فيها من الجهل والظلم الذي يقتضى شقاءها في الدنيا، والاخرة، فيعلم ان الله تعالى بفضله ورحمته جعل هذا الدعاء من اعظم الاسباب المقتضية للخير المانعة من الشر . )
---
أبومجاهدالعبيدي
01-04-2004, 01:59 PM
( ومن فوائد ابن العربي رحمه الله تعالى أنه قال: كنت بمجلس الوزير العادل أبي منصور ابن جهير على رتبة بيناها في كتاب الرحلة، للترغيب في الملة فقرأ القارئ تحيتهم يوم يلقونه سلام [الأحزاب: 44] وكنت في الصف الثاني من الحلقة بظهر أبي الوفاء علي بن عقيل إمام الحنبلية بمدينة السلام، وكان معتزلي الأصول، فلما سمعت الآية قلت لصاحب لي كان يجلس على يساري: هذه الآية دليل على رؤية الله في الآخرة: فإن العرب لا تقول: لقيت فلانا إلا إذا رأته، فصرف وجهه أبو الوفاء مسرعاً إلينا، وقال ينتصر لمذهب الاعتزال في أن الله تعالى لا يرى في الآخرة: فقد قال الله تعالى: فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه [التوبة: 77] وعندك أن المنافقين لا يرون الله تعالى في الآخرة، وقد شرحنا وجه الآية في المشكلين، وتقدير الآية: فأعقبهم هو نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه، فيحتمل ضمير يلقونه أن يعود إلى ضمير الفاعل في (أعقبهم) المقدر بقولنا هو، ويحتمل أن يعود إلى النفاق مجازاً على تقدير الجزاء، انتهى.(1/3594)
ومنها ما نقله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا يقل أحدكم انصرفنا من الصلاة فإن قوماً قيل فيهم ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم [التوبة: 127] وقد أنبأنا محمد بن عبد الملك القيسي الواعظ، أنبأنا أبو الفضل الجوهري سماعاً منه: كنا في جنازة فقال المنذر بها: انصرفوا رحمكم الله تعالى، فقال: لا يقل أحدكم انصرفوا فإن الله تعالى قال في قوم ذمهم: ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم [التوبة: 127] ولكن قولوا: انقلبوا رحمكم الله، فإن الله تعالى قال في قوم مدحهم: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء [آل عمران: 174] انتهى.
ومنها، وقد ذكر الخلاف في شاهد يوسف، ما صورته: فإذا قلنا إنه القميص، فكان يصح من جهة اللغة أن يخبر عن حاله بتقدم مقاله، فإن لسان الحال أبلغ من لسان المقال في بعض الأمور، وقد تضيف العرب الكلام إلى الجمادات بما تخبر عنه بما عليها من الصفات، ومن أحلاه قول بعضهم: قال الحائط للوتد: لم تشقني؟ قال: سل من يدقني، ما يتركني ورائي، هذا الذي ورائي، لكن قوله تعالى بعد ذلك: من أهلها [يوسف: 26] في صفة الشاهد يبطل أن يكون القميص، وأما من قال إنه ابن عمها أو رجل من أصحاب العزيز فإنه يحتمل، لكن قوله: من أهلها [يوسف: 26] يعطي اختصاصها من جهة القرابة، انتهى.
ومنها قوله: إنه كان بمدينة السلام إمام من الصوفية وأي إمام، يعرف بابن عطاء، فتكلم يوماً على يوسف وأخباره، حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه، فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال: يا شيخ، يا سيدنا، فإذن يوسف هم وما تم، فقال: نعم، لأن العناية من ثم، فانظروا إلى حلاوة العالم والمتعلم وفطنة العامي في سؤاله، والعالم في اختصاره واستيفائه، ولذا قال علماؤنا الصوفية: إن فائدة قوله تعالى: ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما [يوسف: 22] إن الله تعالى أعطاه العلم والحكمة أيام غلبة الشهوة لتكون له سبباً للعصمة. انتهى. )
منقول من(1/3595)
هنا (http://www.muslimphilosophy.com/ip/abubkaribnalarabi-bio.htm)
---
عمر المقبل
01-05-2004, 01:10 AM
وما دمت ـ أبا مجاهد ـ ذكرت ابن عقيل في مداخلتك الأخيرة ، فهذا رابط للطيفة من لطائف ابن عقيل في الاستنباط ، لعلها تخفف وطأ هذه القصة على نفوسنا ، فوالله ما نحب لابن عقيل هذا المسلك في تحريف الصفات ، عفا الله عن الجميع :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1254
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2004, 10:59 PM
يرفع لطلب المشاركة ، وخاصة من الإخوة الذين انضموا إلى الملتقى قريباً .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-19-2005, 06:25 AM
{ لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } (المائدة:63)
قال ابن جرير في تفسيره لهذه الآية : ( وكان العلماء يقولون: ما في القرآن آية أشدّ توبيخا للعلماء من هذه الآية ولا أخوف عليهم منها.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الله بن داود، قال: ثنا سلمة بن نُبَيط، عن الضحاك بن مزاحم في قوله: لَوْلا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ والأحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ قال: ما في القرآن آية أخوف عندي منها أنّا لا ننهى.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابو عطية، قال: ثنا قيس، عن العلاء بن المسيب، عن خالد بن دينار، عن ابن عباس، قال: ما في القرآن آية أشدّ توبيخا من هذه الآية ...)
---
عبدالرحمن السديس
07-26-2005, 04:44 PM
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى : ( وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ ) أي : إذا أعطوا الناس حقهم ، الذي للناس عليهم بكيل أو وزن ، ( يُخْسِرُونَ ) أي : ينقصونهم ذلك، إما بمكيال وميزان ناقصين، أو بعدم ملء المكيال والميزان، أو نحو ذلك. فهذا سرقة لأموال الناس ، وعدم إنصاف لهم منهم.(1/3596)
وإذا كان هذا الوعيد على الذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان، فالذي يأخذ أموالهم قهرًا أو سرقة ، أولى بهذا الوعيد من المطففين.
ودلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات، بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ماله من الحجج، فيجب عليه أيضًا أن يبين ما لخصمه من الحجج التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه، وتواضعه من كبره، وعقله من سفهه، نسأل الله التوفيق لكل خير.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-27-2005, 05:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد الشنقيطي في تفسيره لقول الله تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ...)(النحل: من الآية72) مسألة ، فقال :
( مسألة(1/3597)
اختلف العلماء في جواز المناكحة بين بني آدم والجن. فمنعها جماعة من أهل العلم، وأباحها بعضهم ....) وذكر بعض أقوال العلماء في ذلك ، ثم قال : ( قال مقيده عفا الله عنه: لا أعلم في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم نصاً يدل على جواز مناكحة الإنس الجن، بل الذي يستروح من ظواهر الآيات عدم جوازه. فقوله في هذه الآية الكريمة: ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ). ممتناً على بني آدم بأن أزواجهم من نوعهم وجنسهم ـ يفهم منه أنه ما جعل لهم أزواجاً تباينهم كمباينة الإنس للجن، وهو ظاهر. ويؤيده قوله تعالى: ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُو?اْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) ؛ فقوله : ( أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) في معرض الامتنان ـ يدل على أنه ما خلق لهم أزواجاً من غير أنفسهم. ويؤيد ذلك ما تقرر في الأصول من «أن النكرة في سياق الامتنان تعم» فقوله: ( جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) جمع منكر في سياق الامتنان فهو يعم، وإذا عم دل ذلك على حصر الأزواج المخلوقة لنا فيما هو من أنفسنا، أي من نوعنا وشكلنا...
ويستأنس لهذا بقوله: ( وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) فإنه يدل في الجملة على أن تركهم ما خلق الله لهم من أزواجهم، وتعديه إلى غيره يستوجب الملام، وإن كان أصل التوبيخ والتقريع على فاحشة اللواط. لأن أول الكلام ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ ) فإنه وبخهم على أمرين: أحدهما ـ إتيان الذكور. والثاني ـ ترك ما خلق لهم ربهم من أزواجهم.(1/3598)
وقد دلت الآيات المتقدمة على أن ما خلق لهم من أزواجهم، هو الكائن من أنفسهم. أي من نوعهم وشكلهم. كقوله: ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ، وقوله : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) ، فيفيد أنه لم يجعل لهم أزواجاً من غير أنفسهم. والعلم عند الله تعالى. )
---
أبومجاهدالعبيدي
06-17-2006, 06:07 AM
قال الله تعالى : ? وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ?
قال القرطبي رحمه الله : مسألة: في الآية دليل على منع الاستهزاء بدين الله ودين المسلمين ومن يجب تعظيمه، وأن ذلك جهل وصاحبه مستحق للوعيد.
وليس المزاح من الاستهزاء بسبيل،
ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح والائمة بعده.
قال ابن خويز منداد: وقد بلغنا أن رجلا تقدم إلى عبيدالله بن الحسن وهو قاضي الكوفة فمازحه عبيد الله فقال: جبتك هذه من صوف نعجة أو صوف كبش ؟ فقال له: لا تجهل أيها القاضي ! فقال له عبيدالله: وأين وجدت المزاج جهلا ! فتلا عليه هذه الآية، فأعرض عنه عبيد الله، لانه رأه جاهلا لا يعرف المزح من الاستهزاء، وليس أحدهما من الآخر بسبيل.
---
علال بوربيق
06-17-2006, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ومن المعاني الدقيقة التي ذكرها البقاعي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: " وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ "(1/3599)
قال رحمه الله : "أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ " معنى دقيق في تبكيتهم وأمر جليل من تعنيفهم وذلك أنه ليس المراد من { أول } ظاهر معناه المتبادر إلى الذهن فإن العرب كثيراً ما تطلق الأول ولا تريد حقيقته بل المبالغة في السبق، كما قال مقيس بن صبابة وقد قتل شخصاً من الصحابة رضوان الله عليهم كان قتل أخاه خطأ ورجع إلى مكة مرتداً.
حللت به وتري وأدركت ثؤرتي **** وكنت إلى الأوثان أول راجع
هذا في جانب الإثبات، فإذا نفيت ناهياً فقلت: لا تكن أول فاعل لكذا، فمعناه إنك إن فعلت ذلك لم تكن صفتك إلا كذلك، فهو خارج مخرج المبالغة في الذم بما هو صفة المنهي فلا مفهوم له، وعبر به تنبيهاً على أنهم لما تركوا اتباع هذا الكتاب كانوا لما عندهم من العلم بصحته في غاية اللجاجة فكان عملهم في كفرهم وإن تأخر عمل من يسابق شخصاً إلى شيء، أو يكون المعنى أنهم لم يمنعهم من الإيمان به جهل بالنظر ولا عدم إطلاع على ما أتى به أنبياؤهم من البشر بل مجرد الحسد للعرب أن يكون منهم نبي المستلزم لحسد هذا النبي بعينه، لأن الحكم على الأعم يستلزم الحكم على الأخص بما هو من أفراد الأعم. فصارت رتبة كفرهم قبل رتبة كفر العرب الجاهلين به أو الحاسدين له صلى الله عليه وسلم بخصوصه لا لعموم العرب، فكان أهل الكتاب أول كافر به لا يمكن أن يقع كفرهم إلا على هذا الوجه الذي هو أقبح الوجوه، فالمعنى لا تكفروا به، فإنه إن وقع منكم كفر به كان أول كفر، لأن رتبته أول رتب الكفر الواقع ممن سواكم فكنتم أول كافر فوقعتم في أقبح وجوه الكفر، ولذا أفرد ولم يقل: كافرين - والله أعلم." نظم الدرر(1/47)
---
(1/3600)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إساءة جديدة للرسول صلى الله عليه وسلم [ نطلب الفزعة ] تكفوووون
---
إساءة جديدة للرسول صلى الله عليه وسلم [ نطلب الفزعة ] تكفوووون
---
حامد بن يحيى
05-23-2006, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تقوم الآن صحيفة استرالية باستفتاء لنشر صور مسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة و السلام ..
وهذا هو الرابط :
http://news.ninemsn.com.au/vote.aspx?qid=2106
اختاروا no
*** علماً بأن الشركة تطلب مليون توقيع حتى توقف نشر الصور ***
و أرجوا من الجميع نشر هذا الخبر بـ :
الايميل أو في منتديات أخرى أو عن طريق رسائل الجوال ..
وأسأل الله العلي القدير ان يوفقنا جميعاً لما فيه الخير و الصلاح
---
سيف الدين
05-23-2006, 10:07 PM
بارك الله في غيرتك ايها الاخ الكريم, وقاتل الله أعداء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ....
ولكن !!!!!!!!!!!!
1- ألا تعتقد ان مليون زائر للموقع هو دعاية أكثر من جيدة لهذه الشركة؟؟؟
2- اذا دخلنا في مسابقة الجري هذه خلف الشركات التي تحذو حذو هذه الشركة, فأين سينتهي بنا المطاف وكيف؟؟
3- اعتقد ان افضل وسيلة للمواجهة هو خطة على المدى الطويل, وليس الخطط القصيرة النفس .. يمكنك ان ترى الان ان الدول التي قاطعت المنتجات الدانماركية قد عادت الى عهدها الاول ...
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 12:33 AM
أتفق مع كلام الأخ سيف الدين فيما ذكر .
---
حامد بن يحيى
05-24-2006, 03:42 AM
شكرا على هذا التنبيه
و أنا لا أستغرب مسألة الدعاية هذه لأني أذكر أن هذا الاستفتاء سبق وأن عرض ودهشت لرئيته ثانية ولكن لم يخطر ببالي أن يكون من وراءه مثل هذا الهدف فعليهم من الله ما يستحقون.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
---
مصطفى علي
05-24-2006, 09:15 AM
بقدر انكماش الحق يتمدد الباطل(1/3601)
نحن نعلم أن الكثير منا انكمش على نفسه مما وجد من كثرة الاختلافات أو الردوع الأمنية التي تختلف مع البعض في أمور كثيرة .
إلا أن لي تصور في قضية تمدد الغزو الثقافي والتنصير وهجوم النصارى وتهكماتهم ، ألا وهو : انكماشنا هو السبب .
لذلك أفضل ما أتصوره في ذلك هو العودة إلى ضرب بنيتهم التحتية العلمية أو المناظرتية ، بأن نأتي قواعدهم من البنيان .
وابدأ بحكاية أرجو عدم السآمة :
منذ 11 سنة افتتحت مكتبة دينية وبها كتب لغوية قوية ، وفي أيامها الأولى كنت جالساً بمفردي ليلاً في حدود العاشرة مساءً .
دخل على شاب في حدود 22 سنة حليق . وجال في المكتبة وطلب مني ورقة لتسجيل أسماء بعض الكتب اللغوية . فأعطيته كراساً ليكتب ما شاء فجاء لكتابة أول كتاب اختاره ولعله مجمل اللغة فلم يكتب القلم . (( وكثير من المتدينين لا يحب أن يكتب في الأوراق لفظ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) )) .
فحاول مرة أخرى فلم يكتب القلم إلى الثالثة فكررت طلبي وكتب بسم الله الرحمن الرحيم فكتب القلم .
وأثناء كتابته وجدت على يديه اليمنى صليباً موشوماً ، إذاً هو نصراني . فقلت في نفسي : سبحان الله . وأحس أنني أحسست بديانته .(1/3602)
فقال : إحنا بندرس في الدير اللغة العربية ، فقلت له : خير . فوقف يتحادث معي وقد استغربت الأمر جداً فنصارى بلدي يكرهونني جداً فيما يبطن ولا يجرأ أحد على محادثتي بهذا الشكل ، فأخذت أفكر في نفسي هو من بعثه لي . المهم هو يتحدث عن الثقافة وأحس بأنني مثقف فقال لي : ما دمت مثقفاً فما رأيك في تعلم اللغة القبطية ؟ فيه وذكر اسماً لمعلم لها لا أذكره يعلم القبطية في وقت خيالي ؟ فقلت في نفسي : إيه حكايتك معي . معذرة أنا معروف بالقوة وأنني شيخ سني له مهابة وعلم وهذا الشاب كأنه هو الذي يدعونني ، فتكلمت معه بأنني أرغب في جماع العلم كله ولكن هناك مهم وأهم ولن يستطيع إنسان جمع كل العلم فلابد من تنسيق ، وجعلته يتكلم وكأنني شجعته على الكلام معي . فجعل يتكلم ويكلم وأنه مبشر ويعمل في التبشير ، ويتكلم عن الاختلاف بين المسلمين والنصارى فتكلمت معه وبينت له كأنه الخلاصة .
أن القضية الأساسية لا تكون في التشريعات ، بل لا بد أن تكون في العقائد .
فإذا ثبتت صحة العقيدة فالأمر من الرب لا بد أن يسمع ويطاع ، مثلاً : لا تتزوج أكثر من واحدة فيكون امتثالنا سمعنا وأطعنا .
يجوز لك التعدد . فيكون امتثالنا سمعنا وأطعنا .
فالشرعة والمنهاج يسمع لها ويطاع بعد صحة العقيدة .
وأن عقيدة الإسلام تختلف عن عقيدة النصارى في أمور جوهرية منها .
حقيقة الرب ، وأنه لم يلد ولم يولد .
وأنتم تقولون أنه المسيح عيسى ابن مريم وأن المسيح ابنه وأن....
فلو استطعت أن تثبت عقيدة النصارى فسينهار الإسلام وتنهار معه كل تشريعاته ، وكذلك لو أبطلنا لكم عقيدة أن المسيح هو الله ، وبنوته لله فستنهار عقيدتكم فلا بد أن تخرج منها بتشريعاتها .
فقال : كلام سليم ، وأنا أعتز بأن إلهي ومخلصي يسوع .
فقلت له : سؤال بسيط هل تؤمنون بنبي الله موسى ونبي الله إبراهيم فقال : نعم .(1/3603)
فقلت له : هل ذات عيسى المخلوق هي ذات الرب الذي أرسل موسى . فانكمش الأسد المغوار الذي كان يحادثني كأنه الغازي إلى أنه يريد الانصراف لأن الوقت قد تأخر وحاول أن ينصرف بلباقة فقلت له : أنت تنصرف الآن ولم تكمل النقاش والنقاش وقف عند سؤال لي وأنت لم تجاوب ، ولا بد من الإجابة . وعموماً هذا هاتفي إذا أردت أن تكمل النقاش وهذه مكتبتي وهذا داري ، فطبعاً ولى مدبراً ولم يعقب . ومنذ ذلك الحين رأيته مرتين فكان يسلم مجلاً وينصرف بأدب .
فذلك العازي كأنه أسد لا يتصور صدر من أمامه فهجم ، ولما لم يجد أن له طاقة وأن ما في جعبته هو الخواء انصرف .
وجاءني نصراني آخر أعرفه من خمسة وعشرين سنة وكان أحد المسلمين يبحث عن صحيح مسلم فهو قال له سآتيك به من عن الشيخ مصطفى ، فقال له المسلم مداعبة سيعطيكه أنت يا نصراني .
المهم الرجل جاء وطبعاً في مصر تتكلم صحف مثل روز اليوسف عن الأحاديث وتحاول التشكييك .
فحادثني قائلاً : كيف تأخذون بالحديث وهو عن فلان عن فلان .......... .
فتكلمت معه وأخرجت له مخطوطات وبعضاً من كتب التراجم وأن هذا له علم لصحة الحديث و.......
وأثبت له توثيق السنة . وأن هذا مخطوط يذكر حديثاً في البخاري وهو مغربي وهذا كتاب شامي يذكر حديثاً في البخاري ونفس اللفظ فعلاً تجده في البخاري مع استحالت أن تتوافق كل المخطوطات المتناثرة غرباً وشرقاً على محاولة الكذب ، وتوافق نسخ الكتاب على الروايات و ....
فقال : ليتني ما سألتك .
إذن هو لم يسأل لذات السؤال وإنما للتشكيك .(1/3604)
فقلت له : أنت سألت عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجبتك وقد صدقت . فتعال آخذك لنص كتابكم الذي تسمونه مقدساً هل هو نص ما قاله نبي الله عيسى ، فأقدم مخطوط لكم للكتاب المقدس عندكم هو ترجمة وليست باللغة التي تكلم به نبي الله عيسى ، فهو لغته الأرامية أو العبرية ، والترجمة باليونانية أو القبطية ( أنا حالياً تخونني الذاكرة لتسمية اللغة ولكن من أراد فليرجع إلى كتب اللواء العملاق أحمد عبد الوهاب القبطية اليونانية الأرامية العبرية ) .
فلم يستطع الكلام فأخذته للحوار حول وحدانية الله وأنه لا يمكن أن يكون هو المسيح عيسى ابن مريم . فأقر وقال الواحد دماغه هتنفجر . فقلت له : إذاً (( لا إله إلا الله )) . فصمت .
وقلت : انتفى عندك الآن إثبات أن عيسى عليه السلام رباً فما منزلته إذاً .
الإسلام يقول أنه رسول الله وكلمته ...... فهل أفضل من تلك منزلة ؟!
غادر البيت بصحيح مسلم .
وأتى به بعد فترة هارباً من دخول بيتي ومن الخارج أراد أن ينصرف فأدخلته وقلت له أريدك . ودخل فقلت : المرة الأولى أقررت في نفسك أنه لا إله إلا الله ، وها أنا اليوم أكلمك عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ودخلت معه في إعجاز القرآن واستحالة أن يقوله بشر ، وبما صحت عندكم نبوة موسى و دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..... .
فانصرف منكمشاً ذليلاً آخذاً بعض الكتب .
فها هو المتهكم في البداية يطأطأ الرأس في النهاية .
فلو أتيناهم من القواعد لخر عليهم سقف مكرهم .
فلنحاول أن تكون لنا ولو شهرياً ثلاث دعوات على البالتوك لمناقشتهم وغزوهم ، فهم خواء .
فلو تصورنا ثلاث محاولات من مئة عضو بثلاث مئة دعوة عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده .
---
الهداية
05-24-2006, 07:24 PM
Should an Australian newspaper publish the Prophet Mohammad cartoon?
Yes
23074
No
601220
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
05-26-2006, 04:09 AM
Yes
23603(1/3605)
No
623777
---
أبو ياسر
05-27-2006, 03:16 AM
شكر الله سعيك وحرصك على الدين والغيرة عليه .
ولكن أخي أتسائل إلى متى ونحن يطالب منا توقيعات وغيرها أهو استهزاء بنبينا الكريم أم سخرية بنا .
هذا ابتلاء كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام عاش هذا بنفسه فكيف بنا وهو راحل عنا ، أنا لا أقول هذا تبلدا للإحسان والله المستعان ووالله إنه يُدمع العين ويُحزن القلب ، فهذا أمر يحسن فيه الجدية والحكمة ومشاورة العلماء والدعاء ...
سهام الليل لا تخطئ ولا كن ... لها أمد وللأمد إنقضاء
لا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .
---
(1/3606)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني
---
انتهاك المقدس وتمييع الإعجاز القرآني
---
أحمد الطعان
05-31-2006, 07:40 PM
انتهاك المقدس
وتمييع مفهوم الإعجاز القرآني
تمهيد :إن الخطاب العلماني يدرك جيداً أن الأمة الإسلامية والعربية تنتمي إلى حضارة المقدس والإيمان بالمطلق ، وأن أي محاولة للتجديد أو للنهوض محكوم عليها بالفشل إذا لم تنطلق من خلال هذين المحورين : الإيمان ، والمقدس ، إلا أن الصراع كان قد احتدم طوال القرنين الماضيين في بلادنا بين العلمانية الغازية التي تنتمي إلى حضارة المدنس والنسبية والمادية وبين حضارتنا وثقافتنا المتشبثة بمقدساتها ومرتكزاتها ، ولأن الخطاب العلماني العربي قد تشبع بالحضارة المادية الغازية وشربها حتى الثمالة وهو في ذات الوقت يرغب أن يمسك بزمام المبادرة النهضوية أسوة بالنهضويين الغربيين ولكن هنا واجهته حضارة قدسية متقاطعة جداً مع المادية النسبية والعدمية ، ولذلك فقد وقع في مأزق التصادم بين الانتماء الفكري والثقافي من جهة والانتماء الوطني والقومي من جهة أخرى .(1/3607)
ولكي يتخلص الخطاب العلماني من هذا المأزق لجأ إلى محاولة التوفيق بين الثقافة التي استلبته ، وبين الحضارة التي أنجبته ، وكانت مقدسات هذه الحضارة وعلى رأسها القرآن الكريم هي محور دراساته في العقود المنصرمة ، إلا أن الخطاب العلماني العربي بسبب ضعفه في المواد التأسيسية الأصولية والتراثية اللازمة لقراءة القرآن ، وانبتات الصلة بينه وبين مكونات حضارته ، وفي ذات الوقت ثراؤه بمكتسبات العلوم الحداثية والتفكيكية والألسنية فقد جاءت قراءاته للقرآن أقرب إلى التلفيق والتزوير منها إلى التوفيق والتنوير ، والسبب هو أن الخلفية المادية الكامنة وراء القراءات العلمانية المختلفة للقرآن كانت غير متوائمة مع المادة المقروءة ، في حين ظلت الأصول القريبة والملائمة للمادة المقروءة متهمة في بنية الخطاب العلماني بتكريس التخلف واللاوعي ، ويُنظر إليها بتوجس وحذر وربما بازدراء .
ومن هنا هدف هذا البحث إلى الكشف عن الانعكاسات التي أنتجتها القراءات المعاصرة للقرآن الكريم طبقاً للمناهج الحديثة من ماركسية وفرويدية وبنيوية وتفكيكية وهرمنيوطيقية ومن أبرز هذه الانعكاسات أن القرآن الكريم لم يعد يحتوي على مضمون محدد يمكن تطبيقه والالتزام به ، وإنما أصبح لكل إنسان الحق في أن يفهم ما يريد ، لكن بشرط أن لا يفهم منه ما كان السلف والصحابة يفهمون ، لأنه عند ذلك سيُصنَّف مع الرجعيين والظلاميين .(1/3608)
له أن يفهم أن الماركسية هي الإسلام ، وأن ماركس أفضل من طبق الإسلام ( ) وأن داروين أفضل من فهم القرآن ( ) وأن فرويد رسول اللاوعي ( ) . وأن دي سوسير وغادمير ، وهيدغر ودريدا هم المدخل الأساسي لتفسير القرآن ( ) ، أما الشافعي فقد كان مُحتالاً ( ) والغزالي كان منافقاً ( ) والطبري كان تقليدياً ، وجميعهم كانوا أرثوذكسيين منخرطين في تيار الإسلام السلطوي ( ) . وما داموا كذلك فإن الفهم المستقر للقرآن وعقائده وشعائره وعباداته ليس هو كما كرَّسه هؤلاء ، وإنما يجب أن يُعاد النظر فيه على ضوء مكتسبات العلوم العصرية ، وعلى ضوء ما وصلت إليه الحداثة ، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بزحزحة الثوابت ، وتقويض المقدس ، وأنسنة الإلهي ، ومركسة المثالي ، وتورخة المتعالي ، ونسبنة المطلق .
وقد اعتمدت في هذا البحث على المصادر الأساسية والمباشرة للخطاب العلماني وحرصت على أن أترك النصوص هي التي تتكلم ، وأن يكون منهجي هو المنهج الوصفي الكشفي التركيبي الاستنتاجي حتى لا أُتهم بالتجني والتحامل .
وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين ، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة ، ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً في متن الدراسة ، وأحلت إليها في الهوامش ، ولذلك أيضاً كنت أنتقل من نص إلى نص دون اعتبار لقائله ما دام يتكامل مع غيره في داخل السياج الأيديولوجي العلماني .(1/3609)
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية ، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع ، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها ، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً ، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية الغربية في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية .
وثمة ملاحظة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي أن البحث سلك المنهج الوصفي التركيبي والكشفي الاستنتاجي ولم يكن الهدف هو النقد والتحليل والمناقشة إلا في حالات عارضة ، وقد يبدو ذلك للوهلة الأولى قصوراً في البحث ، ولكن الانتباه إلى الهدف المتوخى من هذه الدراسة قد يبدد هذا التصور ، ذلك أن الخطاب العلماني يدرس القرآن الكريم وهو يستظهر الإيمان به كمقدس موحى به ، ولكن التنقيب والاستقصاء يكشف أن المستبَطن الذي يتفلت منه في مواطن مختلفة يناقض ما هو مُعلَن عنه نظرياً ، وقد كانت هذه مهمة البحث بالدرجة الأولى كشف التناقض وفضح المستور وهو ما يتنكر له الخطاب العلماني إذا ما جوبه به ويعتبره اتهاماً وبحثاً عن النوايا وتفتيشاً عن الضمائر ، ومن ثم فلم يأخذ البحث على عاتقه مناقشة المقولات العلمانية في هذه الدراسة لأنها قصدت أهدافاً أخرى . باختصار الباحث يريد أن يقول للناس : انظروا ماذا يقول العلمانيون عن القرآن الكريم ، وكيف يتعاملون معه ، وهم في نفس الوقت يدعون أنهم ينتمون إليه !! .
المبحث الأول
زحزحة الثوابت ونفي المقدس
أولاً – زحزحة الثوابت :(1/3610)
لا مجال في الخطاب العلماني للحديث عن الثوابت واليقينيات ، فلا بد - بنظره - لتحقيق التقدم والنهضة من خلخلة القناعات وزحزحة المعتقدات ( ) ، واختراق الممنوعات السائدة ، وانتهاك المحرمات والتمرد على الرقابة الاجتماعية ( ) .
ولابد من اختراق أسوار اللامفكر فيه ، والمسكوت عنه ( ) ، وتحريك العقول إلى المناطق المحرمة ( ) ، والخروج من الأصولية العقائدية الدوغمائية ( ) والإطار اللاهوتي للفكر الإسلامي ( ) ، وتفكيك الأنظمة والقراءات اللاهوتية والدوغمائية ( ) . والتحرر من التفكير الدوغمائي المجرد وثنائيات الإيمان والضلال ، والعقل والإيمان ، والوحي والحقيقة ( ) . وإعادة النظر في كل المسلمات التراثية والعقائد الدينية التي يتلقاها المسلم منذ الطفولة( ) ، وتجنُّب الإجابات الجاهزة ، وتحرير المعرفة من الدائرة الأرثوذكسية المغلقة التي تمارس نوعاً من الاستلاب على مريديها ( ) .
إن الأجوبة القديمة رسخت وسادت بقوة الشيوع وحماية السلطان ( ) ولم تعد نافعة ، ولا بد من إجابات مختلفة تماماً ومنفتحة تماماً ( ) ، لأن الثوابت والمسلمات والمقدسات تتغير على الدوام مع تقدم العقل البشري ( ) .
والثبات على المنهج الأصولي الدوغمائي هو مصيتنا ( ) ، فلا بد من تفكيك القباب المقدسة قداسات زيوف والتي تختم على العقل العربي ( ) ، وبدون الإفراج عن الأسئلة المحرمة والمكبوتة ، وإطلاق الزفرات المضمَرة المقهورة سيظل التخلف مسيطراً ( ) .(1/3611)
إن كل ذلك سوف يُطهِّر الدين من كل الشوائب الثيولوجية العالقة ويجعل العقل في علاقة مباشرة مع الدين دون فرضيات يقينية أو مسلمات عقائدية ، إن التوتر المعروف بين التراث الديني والفكر الفلسفي مرغوب فيه ، ولا بد أن يبلغ درجة قصوى حتى يتمكن العقل من تفكيك الميتافيزيقا الإسلامية ، ليتخلص من كل مظاهر الاستلاب الذي يمارسه الوعي الديني على الوعي البشري . قد يُفضي ذلك إلى نوع من العدمية تضمحل فيها الثوابت المتعارفة والقديمة ، ويعيش المجتمع حالة من الضياع ، ولكن كل ذلك مؤقت لأن التفكيك لابد أن يعقبه تركيب ( ) .
ولذلك لا مانع من انتهاك القيم السائدة والخروج عليها من أجل تقدم المعرفة ( ) ، وذلك بهدم الأسوار والحصون التي شيدها الفكر المستقيل والمنغلق على ذاته بسياج دوغمائي مجمَّد( ) وذلك كما فعل المفكرون الأحرار الذين رفضوا الدين جملة وتفصيلاً ، ومع ذلك فهم لم يخرجوا عن الإسلام وإنما عن فهم ضيق قسري شكلاني سطحي للإسلام ( ) .
ولن يتم ذلك إلا بتطبيق منهجية النقد التاريخي على التراث العربي والإسلامي، لا بد أن تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه أوربا ، ولا بد أن تَهزَّ المسلمين ، ولا بد أن يدفعوا الثمن ( ) . فلا بد لنا من إزالة كثير من العقبات الكأداء التي تصرفنا عن سبيل الرشاد سبيل الحداثة ( ) ، ولن ينفعنا تحفظَّنا أو توهُّم مقاومة هذا التيار الحداثي انطلاقاً من مقولات مهترئة ، وثوابت لا يصدقها العقل ، وإن مالت إليها عاطفتنا الدينية ( ) .(1/3612)
والسبيل إلى هذا الأمل هو التخلص من سلطة النصوص المغلقة ، والتحرر من قال الله وقال الرسول ( ) ، والتحرر من سلطة السلف ، والإجماع ، والقياس ، لأن هذه السلطات تلغي العقل وتجعله لا يفكر إلا انطلاقاً من أصل أو انتهاء إليه أو بتوجيه منه ( ) . كذلك فإن اللغة والشريعة والعقيدة عناصر تتكون منها المرجعية التراثية ولا سبيل إلى تجديد العقل إلا بالتحرر من سلطاتها ( )، وذلك بإزاحة القداسة عن منظومة الشافعي الأصولية والتخلص من التعلق الحرفي بالنصوص ، والإعراض عن النظرة الفقهية للدين ، وتكريس المسؤولية الفردية ( ) .
إن كل ما قرأناه آنفاً من قرارات اتخذها الخطاب العلماني قائمة كما هو واضح على رفض للإسلام جملة وتفصيلاً بزعم أن هذا الإسلام من الثوابت التي تحول بين الفكر والإبداع ، ولابد لكي يتحقق الإبداع من إطلاق حرية الإنسان ، وهي نتيجة لازمة لهذه المطالب القائمة على الزحزحة والزعزعة والرفض ، وقد عبر عن هذه النتيجة أدونيس بصراحة عندما اعتبر الرؤية الإسلامية هي السبب في الاتباعية وضمور الإبداع ( ) لأنها تكرس المحرم ، فلذلك لابد من الثورة على هذا المحرم والتأسيس للشهوانية والإباحية ، لابد من الثورة على التقاليد الاجتماعية الدينية والعودة إلى البداية حيث لا خجل ولا عار حيث "" اللاخطيئة فاللذة هي القيمة "" ( ). وحيث الإلحاد الذي يُمثل خروجاً عن النسق الديني للمجتمع ولذلك فهو "" نهاية الوعي وبداية لموت الله [ سبحانه ] أي بداية العدمية التي هي نفسها بداية لتجاوز العدمية "" ( ) . إن هذا هو الوعي الجديد هو الذي يقوِّض الوعي القديم ، ويتساوى مع الوعي الذي خلقته الحركة القرمطية على مستوى التاريخ ( ) .
وهكذا تلتقي العلمانية مع الغنوصية والباطنية في بداية الطريق ونهايته .(1/3613)
والسؤال : هل نحن بحاجة إلى أن نناقش هذا العبث ؟ والإجابة : إذا كان العبث بممتلكات الناس وأموالهم ، والاعتداء على أرواحهم ، وأعراضهم يحتاج إلى عقوبات رادعة ، ومؤاخذات زاجرة ، فإن العبث بعقولهم والاعتداء على معتقداتهم ومقدساتهم يستلزم بلوغ الغاية في ذلك .
ثانياً – نفي المقدس :
الخطاب العلماني - كما رأينا - يرفض أن تكون هناك محرمات " تابو " أو مقدسات لأن المقدس أو المحرم أولاً يحاصر العقل ويحول بينه وبين الانطلاق ، ويسبب له عملية كبت حيث نجد "" وجداننا لا يقترب من الله والسلطة والجنس مع أننا نفكر فيها ليل نهار ، ونعيشها بوجداننا من أجل الإشباع وتعويضاً عن الحرمان "" ( ) . وثانياً هو الذي يولد التعصب و" الدوجماطيقية " ( ) فالعنف مرتبط بالتقديس والعكس صحيح ، لأن الحقيقة مقدسة وتستحق أن يُسفَك من أجلها الدم ( ) ، وهذا ما حصل في الميثولوجيا الإسلامية ( ) . لذلك فالدوجماطيقية - أي توهُّم امتلاك الحقيقة المطلقة - ( )
مضادة للتنوير ( ) لأنها تعني التعصب بلا حدود ( ) .
فما العمل للقضاء على التعصب ؟ يتم ذلك ببيان أنه نظام " دوجماطيقي " مغلق وكاذب ، بيد أن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل في أغلب الأحوال ، لأنها لا تكشف عن الخلفية الحقيقية للتعصب ، فالخلفية الحقيقية هي القوى اللامعقولة الخفية وأعني بها " التابو " أو الممنوع " المحرم " غير القابل للنقد ، والمتجذِّر في اللاوعي الجمعي ( ) .(1/3614)
ولذلك يمكن اعتبار التنوير أعظم ثورة في تاريخ البشرية لأنها تربي البشرية على اجتثاث هذه الجريمة ( ) . إن التربية التنويرية هي التي يجب أن تعم بيوتنا ومدارسنا وعقولنا لكي تُنتِج الشعب الشجاع القادر على تجاوز الحدود التي يفرضها المقدس ونبذ الخوف منه ( ) ، لأن المقدس لم يكن إلا فزَّاعة سلطوية " أيديولوجية " ( ) كان النبي [ - صلى الله عليه وسلم - ] يستخدمها لإضفاء المشروعية على تصرفاته لأنه لا بد من مركز تأسيس مقدس ( ) ، حتى أُضفيَت القداسة على كل شيء ، وعلى كل ما يُربط بالقرآن الكريم ( ) ، ثم أصبح التاريخ الإسلامي وكأنه تاريخ للقداسة ( ) .
ما هو المطلوب إذن ؟
يحلم الخطاب العلماني بجمهور مستعد لتلقي البحوث الأكثر انقلابية وتفكيكية لكل الدلالات والعقائد واليقينيات الراسخة ( )، ويحلم بانزياح هذه الأنظمة الكبرى المتمثلة في الأديان من دائرة التقديس والغيب باتجاه الركائز والدعامات التي لا زال العلم الحديث يواصل اكتشافها ( ). ويأمل أن نصل ذات يوم إلى المستوى الذي بلغة أبو العلاء المعري حين قال :
ولا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطَّروه
وكان الناس في عيش رغيد فجاؤوا بالمحال فكدَّروه ( ) .
فالخطاب العلماني يعتبر مقولة المعري السابقة نهاية التنوير ونحن لم نبلغها بعد : "" لأن مقولات التنوير والتحديث والعلمانية لم تؤت ثمارها ، بل هي فقدت مصداقيتها وغدت مجرد أسماء يتعلق بها الدعاة المحدَثون كما يتعلق المؤمن باسم ربه "" ( ) . وهكذا – بنظر الخطاب العلماني – أصبح تعلُّق المؤمن باسم ربه فاقداً لمصداقيته ، فاقداً لثماره كما حصل مع مشاريعه التنويرية !! .(1/3615)
ولذلك يريد الخطاب العلماني في المرحلة الأولى أن يزحزح القداسة ويحولها من الغيب إلى المادة ، حيث تصبح العلمانية ومبادئها هي المقدسات فالديمقراطية والشعب ، والحرية والمادة ، هي مفردات المقدس العلماني الجديد الذي يتجلى بأشكال مختلفة ، والعلمانيون هم اللاهوتيون الجدد ، وكتاباتهم هي الكتابات المقدسة التي يجب أن تحل محل الكتب السماوية أما في المراحل المتقدمة من العلمانية فإن المطلوب هو انتزاع القداسة عن العالم والإنسان والنظر إلى كل الظواهر نظرة مادية صرفة لا علاقة لها بما وراء الطبيعة "" وإذا ما تم ذلك فإن العالم " الإنسان والطبيعة " يمكن أن يصبح مادة استعمالية يمكن توظيفها والتحكم فيها وترشيدها وتسويتها وحوسلتها... ونزع القداسة يؤدي إلى ظهور نزعة إمبريالية لدى الإنسان فهو ينظر إلى العالم باعتباره مادة نافعة له يمكنه توظيفها لحسابه "" ( ) .
ولكن هل يمكن للإنسان أن يتخلص من المقدس في هذه المرحلة كما يتصور الخطاب العلماني ؟ يعترف الخطاب العلماني بأن المقدس نمط لوجود الإنسان ، بل إنه شكل أو بعد من أبعاد الدنيوي ، فالإنسان يعيد إنتاج المقدس بأشكال جديدة وهو يمارس دنيويته ( ) لذا لا يمكن التخلص من المقدس "" لأن البحث عن المقدس أساسي بالنسبة للإنسان إذ يبدو أن الإنسان لا يمكنه أن يواجه عالماً من الصيرورة الكاملة ، والحياد الكامل لا مركز له ولا معنى ولا أسرار فيه ، ولذا فهو دائم البحث عن مركز ومعنى ، يحاول دائماً أن يستعيد القداسة لعالمه ، وهذا يعود إلى أن الإنسان ليس مجرد إنسان طبيعي " مادي " مجموعة من العناصر البيولوجية ، وإنما يوجد داخله ما يميزه عن الطبيعة / المادة "" ( ) .
المبحث الثاني
انتهاك قداسة القرآن
أولاً – الأنسنة ونزع القداسة :(1/3616)
القرآن الكريم - بنظر الخطاب العلماني – "" أنطولوجيا " متعالية ، راسخة ( ) ، "" فالخطاب القرآني يعلن الحقيقة المطلقة عن العالم والمخلوقات والتاريخ بكل الهيبة والسيادة الخاصة بمؤلفه الله الواحد الأحد المهيمن الجبار "" ( ) . و"" لقد رسخ القرآن مراتبية هرمية أو طبقية أنطولوجية ذات مستويين : الأول والأعلى هو مستوى المطلق التنزيهي المتعالي ، والمستوى الثاني هو مستوى التجسيد التاريخي والعمل التاريخي المحسوس "" أي العمل النبوي ( ) .
إن القرآن يقوم بعملية "" خلع التعالي على أحداث تاريخية واقعية حصلت في زمن النبي [ - صلى الله عليه وسلم - ] ولكنها حُوِّرت من قبل الخطاب القرآني لكي تتخذ دلالة كونية تتجاوز خصوصيتها المحلية ، وتتخذ صفة الكونية ، وتصبح وكأنه لا علاقة لها بحدث محدد وقع في التاريخ المحسوس "" ( ) . وهكذا فالقرآن عن طريق العمليات الأسلوبية والبلاغية التي يتبعها "" يمحو المعالم المحسوسة والإشارات التاريخية الدقيقة عن طريق أسلوب التسامي والتصعيد ، أي تصعيد هذه الأحداث بالذات ، وإسباغ الروحانية الدينية والكونية على مفردات ذات مضمون اجتماعي وسياسي وقانوني في الأصل ... وهكذا ينجح [ القرآن ] في محو كل التفاصيل والدقائق التاريخية للحدث ، ويصبح خطاباً كونياً موجهاً للبشر في كل زمان ومكان ، وهكذا يفقد صفته التاريخية فيبدو وكأنه خارج التاريخ أو يعلو عليه "" ( ) .(1/3617)
هذه المحاولات من القرآن هي – بنظر الخطاب العلماني - محاولات أيديولوجية أي أن القرآن يفعل ذلك ويتعالى بالتاريخ لمقاصد وأغراض دنيوية ، ومن مهام أركون والمثقف العربي عموماً "" الخروج من السياج الدوغمائي المغلق الذي تم ترسيخه وتشغيله وإعادة إنتاجه من قِبل المؤسسات الدينية على مدى قرون طوال ، وهذا السياج تمثل في الأصل أول ما تمثل " بالدائرة الأيديولوجية " التي افتتحها القرآن وعمل النبي[ - صلى الله عليه وسلم - ] ثم وُسِّعت وُضخِّمت فيما بعد من قِبَل العلماء والفقهاء "" ( ) .
وهكذا يريد أركون أن يقف في وجه القرآن ويتصدى له ، فالقرآن يُرسِّخ الأدلجة والأسطرة والتقديس "" لأن النصوص جميعاً سواء في ممارسة الحجب والمخاتلة والألاعيب والمراوغة "" ( ) وأركون يريد "" تشكيل معرفة معادية للخداع والأسطرة والأدلجة والتقديس "" ( )
فالقرآن "" يغطي على تاريخانيته ببراعة عن طريق ربط نفسه باستمرار بالتعالي الذي يتجاوز التاريخ الأرضي كلياً أو يعلو عليه "" ( ) وأركون يريد أن يكون أكثر براعة من القرآن فيكشف عن هذه التاريخية القرآنية ، وهذا يعني أن التقديس للقرآن كان بسب هذه البراعة القرآنية في التغطية على أرضيته . ولكنه يرى في مكان آخر أن "" التقديس للكتب المقدسة خُلع عليها وأُسدل بواسطة عدد من الشعائر والطقوس والتلاعبات الفكرية الاستدلالية ، ومناهج التفسير المتعلقة بكثير من الظروف المحسوسة المعروفة أو تمكن معرفتها وأقصد بها الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية ... وهذا التقديس الذي خُلع وأُسدل قد توضحت أسبابه وبُرهن عليها فيما يخص التوراة والإنجيل ، ولكنها لم تحصل حتى الآن فيما يخص القرآن . لماذا ؟ بسبب الظروف السياسية والثقافية والتربوية للمجتمعات السائدة "" ( ) .(1/3618)
فقداسة القرآن هنا ليست أصلية وإنما دخيلة ، وليست جوهرية وإنما سطحية ، وليست حقيقية وإنما مصطنعة حصلت لأسباب سياسية وثقافية وتلاعبات فكرية ، وأن هذه التلاعبات قد كشفها النقد وتبين زيفها فيما يخص التوراة والإنجيل ، أما بالنسبة للقرآن فإن هذا لم يحصل بعد فلا يزال كتاباً مقدساً يحتوي على مساحة كبيرة من اللامفكر فيه ، ويأمل أركون أن يتحقق ذلك، فالهدف الأساسي الذي يسعى إليه هو الكشف عن تاريخية القرآن فإذا كان القرآن "" يغطي على تاريخانيته ببراعة "" فإن أركون يريد أن يكون أكثر براعة .
إن القرآن – بنظر الخطاب العلماني لأنه متعالي لا تاريخي – فهو يسيطر على عواطف الناس وعقولهم ، ويزيح الموضوعية مقدماً ، ويطالب بالتسليم المطلق ، ويختار قراءه منذ البداية ( ) ، ويستولي على مشاعر القارئ والسامع بحيث يحاصره في سلفوية ماضوية ، فيفصل الواقع عن الإنسان ، ويصبح المثال بدل الواقع ، ويتغلب التأثر بالعاطفة على الفهم والعقل ( ).(1/3619)
ولذلك فالخطاب القرآني كخطاب المسيح الناصري خطاب سلطوي محكوم بهدفين : تدمير الخطابات السابقة ، وترسيخ الخطاب الجديد ( ) ، ولأن القرآن الكريم كذلك وهو ما لا يريده الخطاب العلماني فإن الهدف الأساسي هو ألَّا نقف عند هذه القداسة القرآنية كما يفعل المحافظون ( ) ، وألَّا ننطلق من هذه الأرضية للنص الديني لأنها "" أرضية خطرة زلقة على كل حال ، فللنص حدود تحده ، ليس على مستوى اللغة فحسب وإنما على مستوى لحظة حضوره على الساحة أو زمن إنتاجه إن جاز التعبير "" ( ) ، ولأننا "" إذا استمررنا في النظر إلى القرآن كنص ديني متعال -أي يحتوي على الحقيقة التي تجعل حضور الله دائماً - فإننا عندئذ لا نستطيع أن نتجنب مشاكل التفكير الثيولوجي ، والبحث الثيولوجي "" ( ) . لأن القداسة تجعل الأدوات البشرية قاصرة أمامها ، بحيث لا يمكنها أن تطال هيمنة النص ، ويصبح ذلك حاجزاً أمام الفهم لأن أدوات التعامل ستظل بشرية أرضية وإن ادعت التعالي ( ) .(1/3620)
ومن هنا يريد الخطاب العلماني نزع هالة القداسة عن الوحي بتعرية آليات الأسطرة والتعالي والتقديس التي يمارسها الخطاب القرآني ( ) ، وذلك بأن ننظر إلى القرآن ليس على أنه كلامٌ آتٍ من فوق ، وإنما على أنه حدث واقعي تماماً كوقائع الفيزياء والبيولوجيا ( ) ، أو أن ندرسه بوصفه نصاً فقط ونصاً لغوياً دون أي اعتبار لبعده الإلهي لأن الإيمان بوجود ميتافيزيقي سابق على النص يعكِّر كون النص منتَجاً ثقافياً ، ويعكر الفهم العلمي له ( ) . ولأن النصوص الدينية ليست مفارقة لبنية الثقافة التي تشكلت فيها ، والمصدر الإلهي لها لا يلغي كونها نصوصاً لغوية مرتبطة بزمان ومكان ، ولا يهمنا هذا المصدر الإلهي ، وكل حديث فيه يجرنا إلى دائرة الخرافة والأسطورة ( ) . والتركيز على ألوهية مصدر النص - بنظر الخطاب العلماني - ليس له مبررٌ إلا سيطرة قوى التخلف والرجعية على واقع المجتمعات الإسلامية ، وهي قوى تقف ضد تحرير العقل ( ) .
ومن هنا يمتدح الخطاب العلماني أركون لأنه "" حررنا من الهيبة الساحقة للنص ...هذه الهيبة التي تحجب عنا حقيقة ماديته اللغوية "" ( ) ، وهو ما يعلنه أركون حين يقول : "" عملي يقوم على إخضاع القرآن لمحك النقد التاريخي المقارن "" ( ) ، وحين يُحدد مسعاه من نقده بأنه "" فرض قراءة تاريخية للنص القرآني "" ( ) حيث يُخضِع أركون القرآن الكريم لمطرقته النقدية بعين حفرية تفكيكية كاشفاً عن تاريخيته الأكثر مادية ودنيوية ، والأكثر يومية واعتيادية والأكثر شيوعاً بل والأكثر ابتذالاً ( ) .(1/3621)
ولهذا الغرض كان التركيز إما على المدخل الأدبي اللغوي واعتباره المنهج الوحيد لفهم النص القرآني ( ) ، وإما على المدخل الهرمينوطيقي أو اللساني حيث الألسنية فائدتها - كما يقرر الخطاب العلماني - أنها تزحزح كثيراً من قداسة النص وهيبته المفروضة علينا ، فالألسنية تحيِّد الأحكام اللاهوتية الثقيلة التي تحيط بالنص عبر القرون ( ) ، وتُبيِّن أن النصوص الإلهية كغيرها من النصوص اللغوية خاضعة للمشروطيات البشرية ( ) .
هكذا تكلم العلمانيون ..
وهذا هو رأيهم في القرآن بشكل عام وهم يوظفون لإزاحة قداسة القرآن الكريم مناهج مختلفة ماركسية وإنسية وهرمينوطيقية دون اعتبار لقداسته ودون اعتبار لكونه كلام الله عز وجل والفقرات التالية تزيد ما نقوله وضوحاً .
ثانياً - نقد القرآن :هل يُنقد القرآن ؟ ذلك هو السؤال المرعب بنظر أركون وعلي حرب ؟ ( ) .
وإذا كان أركون قد أجاب بأنه "" من المستحيل عملياً في اللحظة الراهنة فتح مناقشة نقدية تاريخية أو حتى مناقشة تأويلية بخصوص القرآن "" ( ) ، إلا أنه عملياً قد تجاوز كل حدود النقد إلى الكثير من الافتراء وإساءة الأدب ، فقد قرأنا له قبل قليل "" عملي يقوم على إخضاع القرآن لمحك النقد التاريخي المقارن "" ( ) . بل إنه يقرر أن النظر إلى القرآن الكريم نظرة نقدية تاريخية إنتربولوجية يزعزع جميع الأبنية التقديسية والتنزيهية التي بناها العقل اللاهوتي التقليدي ( ) ).
والخطاب العلماني عموماً يكرر كثيراً الدعوة إلى نقد القرآن وإخضاعه للتحليل والتفكيك ( ) ، ويرى أن نقد القرآن من المناطق المحرمة في فكرنا ( ) ، مع أن هذا النقد ضروري ولا بد منه لكي يحافظ الإنسان على تماسكه المنهجي أو العقلي ( ) . وقد تطور الأوربيون لأنهم أخضعوا نصوصهم المقدسة للنقد ( ) .
تلك هي إجابة الخطاب العلماني فماذا يجيب الإسلاميون عن هذا السؤال ؟(1/3622)
لقد أجاب القرآن الكريم عن هذا السؤال فطلب من القارئ أن يتدبر { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً } ( ) وذكر القرآن كل الانتقادات التي وُجِّهت إليه دون أن يخشى شيئاً منها ، وهي لا تزال تُتلى إلى اليوم فقالوا عنه بأنه سحر، أو شعر ، أو كهانة ، أو افتراء أو أساطير ، أو أضغاث أحلام ، إلى آخر ذلك . وتعلم المسلمون من ذلك فكانوا من أشد الأمم نقداً لكتابهم ، فما من مفسر إلا ويقارن بين الآيات ، ويفترض الاعتراضات والإشكالات ، ويضع نفسه على أنه خصم للقرآن ، والرازي أبرز دليل على ذلك في تفسيره مفاتيح الغيب وفي كل كتبه ، والزمخشري كذلك ، والباقلاني وغيرهم .
لكن النقد في المفهوم العلماني حتى يكون نقداً يجب أن يخرج بنتائج مناقضة للقرآن ومضادة لتعاليمه ، فكل نقد يرسخ المعاني القرآنية ويؤكدها هو نقد تقليدي أيديولوجي تبجيلي ، أما النقد الذي يرفض بعض العقائد القرآنية أو يسخر منها أو يستهزئ بالقرآن الكريم فهو الذي يسمى نقداً تنويرياً .
ولابد من القول هنا : إن عملية الحياد أو الموضوعية غير ممكنة لأن الحياد والموضوعية تابعان للاعتقاد والاعتقاد انفعال وليس فعلاً – ولا يخلو الإنسان من اعتقادٍ ما أياً كان هذا الاعتقاد - فلا يمكن لإنسان مسلم أن ينقد القرآن ويخرج بنتائج تعارض تعاليمه الأساسية الواضحة المجمَع عليها ، يمكنه أن يخرج بنتائج جديدة فيما هو خاضع للاجتهاد ، أو أن يُحسن تنزيل الآيات على الوقائع والمستجدات الطارئة ، أما من يقول إنه مسلم ثم ينسف كل تعاليم القرآن بانتقاداته أو يحرفها أو يناقضها فهو إما متشكك أو منخلع من ربقة الإسلام ويُظهر الإسلام نفاقاً .(1/3623)
إن المسلمين على مر التاريخ يرحبون بانتقادات الخصوم الذين لا يؤمنون بالقرآن ولا يدينون بالإسلام ، والمؤلفات التي كتبت في الرد عليهم كثيرة جداً وتحتوي على كل ما تعلق به أولئك الخصوم ، بل إن المسلمين يعرضون شبهات الخصوم أفضل من عرضهم هم أنفسهم لها ، أفليس هذا هو منهج النقد ؟ ولكن ما دام المسلم مسلماً يعتقد أن كتاب الله { لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } ( ) فلا بد له من بيان تهافت الانتقادات وبطلانها ، أما أن يجمع الإنسان بين الإسلام من جهة ، والاعتقاد باحتواء الإسلام على أباطيل أو تناقضات من جهة أخرى فإن هذا لا يجتمع إلا في أشخاص المنافقين والزنادقة .
إن النقد في المفهوم العلماني هو النقد بمفهوم الحداثة وما بعد الحداثة ، والذي لا يعتد بقائل النص بل ولا يعتد بالنص أصلاً ، وإنما يعتد بقدرة القائل على التحريف والتقويل ، مع ضرورة استبعاد " الماورائيات " فالنقد الحداثي أصلاً مرتبط بالفلسفات المادية والإلحادية ويقوم على اعتقاد وليس كما يزعم أصحابه ينطلق من حياد ، لأن الزندقة والإلحاد نوع من الاعتقاد السلبي هذا الاعتقاد السلبي له دوره الخطير في توجيه عملية النقد ( ) .
ومن هنا فإن النقد في الخطاب العلماني يجب أن يقوم على الهدم والتشكيك والنقض والتفكيك لأن خلفيته الفلسفية تقوم على هذه الأسس ، وكل نقد ينطلق فيه الباحث من إيمان واعتقاد إيجابي ، ويخرج بنتائج متلائمة مع هذا الإيمان ومتساوقه معه فإنه بنظر الخطاب العلماني يعتبر نقداً تقليدياً وهكذا ينظر الخطاب العلماني إلى الكتابات الإسلامية :(1/3624)
- فكتاب مالك بن نبي " الظاهرة القرآنية "" كتاب سطحي جداً "" ( ) . وكتاب موريس بوكاي " التوراة والإنجيل والقرآن والعلم " "" كتاب تبجيلي هزيل جداً "" ( ) . ومثله كتاب روجيه جارودي " وعود الإسلام " "" كتاب هزيل أيضاً " ( ) . هذه الكتابات التبجيلية بنظره تلقى رواجاً واسعاً لدى الجمهور ( ) .
أما عن كتابات أنور الجندي فإن "" الأسلوب العلمي [ الأركوني طبعاً ] يحتقر هذا النوع من الكتابة "" ( ) . ويصف نصاً ينقله لأنور الجندي بأنه يفيض بالأحكام التعميمية المزعجة ، والتبسيطات السطحية الرديئة ، والتعبيرات الهائجة ، والأوامر الاعتباطية ، والهواجس العصابية التي تُغذِّي الوعي الخاطئ للخطاب الإسلامي ( ) ، مع أن الجندي كان يعدد بعض مبادئ الإسلام وتعاليمه وقيمه بهدوء ، ولم أجد فيه شيئاً من الأوصاف الأركونية الفاشية السابقة ( ) .
بل إن كتاب شحرور " الكتاب والقرآن . قراءة معاصرة " وكتاب الصادق بلعيد " القرآن والتشريع " يعتبران بنظر أركون "" مثالان للنقد الذي يعطينا صورة عن التراجع الفكري الذي حصل للفكر الإسلامي طيلة الخمسين عاماً الماضية "" ( ) .
لماذا ؟! وقد قام الرجلان بما تتطلبه الحداثة الأركونية ، ونسفا كل أحكام القرآن وتعاليمه ؟!(1/3625)
لعل السبب في ذلك أن الرجلين قد ابتدآ دراساتهما بعد الإيمان بالمفهوم التقليدي للوحي ، يعني أنهما لم يُشكِّكا في حقيقة الوحي كما هو معروف في الفكر الإسلامي ، إن الوحي في كتابات هؤلاء "" لم يتعرض للمساءلة ، ولم يصبح إشكالياً ، وإنما تم تثبيته مرة أخرى بالنسبة للمسلمين اللذين قد يتعرض إيمانهم للاهتزاز أو الزعزعة تحت تأثير الفكر العلمي الحديث "" ( ) . في حين يريد أركون "" نقد أكثر جذرية ، وهو نقد يرتكز على القضايا الأساسية التي أحاول أنا شخصياً إدخالها وإعادة تنشيطها وبعثها بصفتها مساهمة في إنجاز المهام الخصوصية لما أدعوه بالعقل الاستطلاعي المستقبلي المنبثق حديثاً "" ( ) .
وهكذا تبدو العجرفة العلمانية في شكل فاشية تنفي وتقصي كل الآخرين لتثبت ذاتها في القمة والهرم ، هذا عندما تكون في إطار تنافسي مع أجزائها ، أما عندما تكون في إطار تنافسي مع الإسلاميين فإنها لا تحرم مشايعيها من بعض الإطراء والثناء ، عند ذلك توصف مؤلفات الإسلاميين بأنها "" الأدبيات التراثية للإسلام النضالي الوعظي الدوغمائي ذي الأهداف الشعبية أو حتى الشعوبية الديماغوجية "" ( ) . أما ما يكتبه هو وشيعته العلمانية فإنها "" الكتب العلمية التي تقدم صورة تاريخية أو واقعية موضوعية عن الإسلام ، أقصد بذلك الكتب الجادة التي تعطي الأولوية للتحليل التفكيكي والإيضاحي والنقدي عن كل أنظمة العقائد واللاعقائد " وعن كل التركيبات اللا هوتية "" ( ) .(1/3626)
يجب أن تنطلق الدراسة النقدية للقرآن – إذن - من الخلفية الفلسفية التي يتبناها الخطاب العلماني ، وأن تتجنب الوقوع في أسر التبريرات والتأويلات ذات الطابع الدفاعي أو السجالي ، وأي قراءة "" تستبعد السياق التاريخي الشامل لنزول الآيات وما يتضمنه من سياقات جزئية ستفضي بالضرورة إلى الانخراط في التعامل مع افتراضات تحددها أساساً أيديولوجية الباحث "" ( ) . وأي دراسة لا تلتزم بالمنهج اللغوي – البوزيدي - "" الوحيد "" ستكون دراسة منخرطة في شبكة الإجابات الجاهزة ، ودوامه التشويش الأيديولوجي ( ) ، وترتدي ثياب التراث في أشد اتجاهاته تخلفاً ورجعية ( ) . ولذلك يكون منهج التحليل اللغوي هو المنهج الوحيد الإنساني الممكن لفهم الرسالة ، ومن ثم لفهم الإسلام ( ) .
وهكذا يحسم الخطاب العلماني موقفه مستخدماً كل أشكال المصادرة والنفي والإقصاء والفاشية هذه الأوصاف التي لا يكف عن وصم الآخرين بها .
المبحث الثالث
القرآن الكريم تحت مطرقة النقد العبثي العلماني
ينطلق الخطاب العلماني في تعامله مع القرآن الكريم من خلال عدة أسس مرت معنا جميعها متفرقة في ثنايا البحث ونلخصها بالمحاور التالية :
1 - الأنسنة : فالنص القرآني بنظر هذا الخطاب قد تأنسن منذ أن تلفظ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحول منذ تلك اللحظة من كتاب تنزيل إلى كتاب تأويل ، والمصدر الإلهي للنصوص لا يخرجها عن كونها نصوصاً بشرية لأنها تأنسنت والنص الخام المقدس لا وجود له لأن الكلام الإلهي المقدس لا يعنينا إلا منذ اللحظة التي تموضع فيها بشرياً ( ) . ومن هنا يقول "" إننا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية "" ( ) .
2 - المركسة : فالنص "" منتَج ثقافي "" و ""يعيد إنتاج الثقافة "" ( ) . ويستمد خصائصه من حقائق بشرية دنيوية اجتماعية ، ثقافية ، لغوية ( ) .(1/3627)
3 - النسبية : حيث يصبح النص قابلاً لكل الأفهام ، وليس له معنى محدداً ، وإنما يقول كل شيء ولا يقول شيئاً ( ) .
من خلال هذه الخلفية الفلسفية ينطلق الخطاب العلماني يقرأ القرآن الكريم ويطمئننا بأننا يجب أن لا نخشى تطبيق العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة وخصوصاً علم الأديان المقارن على النص القرآني ( ) ""ومهمة الباحث المسلم أن يمضي في سعيه لأنه لا يخشى على القرآن ، ويثق ثقة مطلقة بأنه كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
... ومن هنا لا خشية من أن نطرح القرآن للمناهج الحديثة في الدراسة ... فهي تمكننا من اكتشاف مستويات عميقة في القرآن لم يستطع العلماء اكتشافها "" ( ) . لأن النص يتحدد من خلال سياقه بوصفه خطاباً ، وكونه خطاباً إلهياً لا يعني عدم قابليته للتحليل والنقد ، لأنه تجسد في اللغة الإنسانية ( ) "" وهو كغيره من النصوص البشرية معرض لأن يموت إذا لم يجد قراءً "" ( ) . فالقرآن نزل للبشر ، وبلغة البشر ، فيجب أن يفهمه البشر على ضوء قواعدهم اللغوية والنحوية ، لماذا يتضايق الناس من ذلك ؟! ( ) .
وإذا تعاملنا مع كتاب الله بهذا المنهج – منهج التحليل اللغوي المعاصر – فإننا قد نستخلص ما يتنافى وعقيدتنا فهل نتجاهل ذلك وندفن رؤوسنا في الرمال ؟! وهل نخشى على كتاب الله ؟!( ).
بالطبع نحن لا نخشى على كتاب الله عز وجل ، ولا نخشى من العبث به لأنه محفوظ من العبث وإنما نخشى من العبث بالعقول ، وتزوير الحقائق ، وترويج الأكاذيب .
من خلال الأسس السابقة يفسح الخطاب العلماني المجال لنفسه لكي يصف القرآن الكريم بكل الأوصاف المنحطة ، ويتجرأ على اقتحام قداسته ، وتجاوز هيمنته وسماويته وتجلى ذلك فيما يلي :
أولاً - أدلجة القرآن :(1/3628)
كما رأينا طرفاً من ذلك في الفقرة السابقة فالقرآن له دوافع خفية دنيوية أهمها تكريس السلطة النبوية ، وإضفاء المشروعية على أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإكراه الناس على الخضوع والطاعة ، وهو ما يعنيه أركون حين يقول بأن القرآن افتتح الدائرة الأيديولوجية – كما سبق - وهو بنظره موقف الباحث الذي يجب أن يحاكم النص القرآني من خلال الوقائع والأحداث التي جرت وليس من خلال المقاصد والنيات ( ) .
أما المؤمنون فيرون أن القرآن في نزوله عند الأحداث " أسباب النزول " ومتابعته لحركة المجتمع يقصد التثبيت لفؤاد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يقرر القرآن بصراحة ، والمؤمنون آمنوا بما صرح به القرآن ، أما العلمانيون فقد ذهبوا يفترضون الافتراضات ، فالسؤال من هو الذي يبحث عن النوايا والمقاصد ؟ ( ) .
من هذا القبيل ما سقناه في مكان سابق عن القمني حين يعتبر القرآن لا يعتد بالحقيقة وإنما باللحظة الراهنة ، فيتقرب إلى اليهود ويجاملهم حين يكون المسلمون بحاجة إليهم ، ثم يهاجمهم ويُنكِّل بهم حين يقوى المسلمون ويستغنون عنهم وقد بينا هناك كذب القمني وافتراءه من خلال تاريخ نزول الآيات ( ) .
وهو موقف ينتهي منه الخطاب العلماني إلى وصف القرآن الكريم بالتناقض في الموقف من اليهود ، وفي الجبر والاختيار ، والموقف من المشركين ، والهداية والضلال ، ويسوق الآيات الكثيرة مستدلاً لهذا التناقض ، ويعلل ذلك بأنه إما موقف " أيديولوجي " من القرآن يراعي الأحوال السياسية والتاريخية والظروف الطارئة للدولة الناشئة ، وإما أن السبب هو في جمع القرآن، حيث جمع الصحابة الآيات المنسوخة إلى جوار الآيات الناسخة ( ). هذا الكلام الآنف الذكر في أساسه لجولد زيهر( ) أخذه عنه سيد القمني ثم تناقله عن القمني كلٌّ من طيب تيزيني ( ) ورشيد الخيون ( )وغيرهم ( ) .(1/3629)
إنها المنهجية الماركسية التي تقرر أنه ما "" إن تنتصر الثورة الاجتماعية وتتولى الطبقات الصاعدة السلطة السياسية حتى تطرح هذه الطبقة إيديولوجيتها وتبني دولتها وتقيم المؤسسات اللازمة للحفاظ على هيمنتها الطبقية "" ( ) . وهو ما يستدل الخطاب العلماني عليه بموقف القرآن من الشعر حيث يعتبره موقفاً أيديولوجياً ، فالقرآن ينفي عن نفسه الشعر "" لأسباب ترتبط بتصور العربي لماهية الشعر من حيث المصدر والوظيفة ، وبالمثل أراد أن يدفع عن محمد صفة الشاعرية ، لأن وظيفة الشاعر في ذلك المجتمع وظيفة مغايرة للوظيفة التي نسبها النص لمحمد "" - صلى الله عليه وسلم - ( ) .
وهكذا يُطبِّق الخطاب العلماني المقولة الماركسية على القرآن من خلال وسمه بالأيديولوجيا حيث أحدث انقلاباً في الوعي الاجتماعي العربي ، ويصبح القرآن مشروعاً أيديولوجياً يخدم طبقته الصاعدة ( ) .
هذا الموقف نفسه الذي تعنيه إحدى الباحثات حين تقرر أن "" النص يعفو متى وجب ، ويأمر بالقتل متى استقام له الأمر ، فاكتسب بذلك دلالة جديدة تجمع بين المتناقضات عسى أن تؤلف بين الجموع المتنافرة "" ( ) .
ومن ذلك ما يوحي به خليل عبد الكريم إلى قارئه( ) حين يتجنب دائماً أن يشير إلى نزول القرآن ، ويربط نزوله دائماً بإرادة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغبته في حل الأزمات وهذه بعض كلماته في ذلك :
"" ولكن كما رأينا فيما سلف عندما تتأزم المشكلات ، ويقع كبراء الصحابة في ورطة يسعفهم محمد [- صلى الله عليه وسلم - ] بالحل بأن يتلو عليهم آيات من القرآن تأتي بالفرج بعد الشدة "" ( ) .
ويقول أيضاً : "" وتَوصَّل محمد [ - صلى الله عليه وسلم - ] إلى حل لظاهرة الزنا ، وهو أن يتلو عليهم قرآناً يحرم الزنا "" ( ) . محمد [ - صلى الله عليه وسلم - ] يحل لعمر الورطة التي وقع فيها بأن يتلو آية قرآنية ( ) .
كان فصل الخطاب يأتي عن طريق آيات يقرؤها محمد[ - صلى الله عليه وسلم - ] .(1/3630)
في سبيل علاج جريمة الزنا قرأ محمد[ - صلى الله عليه وسلم - ] قرآنا حمل العقاب الصارم . ولم يكتف محمد [ - صلى الله عليه وسلم - ] بقراءة آيات من القرآن ( ) .
وعن أحاديثه[ - صلى الله عليه وسلم - ] يقول الأفاك : ""وكان استعمال محمد [ - صلى الله عليه وسلم - ] لأحاديثه هو كسلاح يفل به شوكة العلاقات الجوانح "" ( ) .
هذا لون من ألوان الزندقة التي يتفنن في التعبير عنها بعض العلمانيين أمثال خليل عبد الكريم والقمني وغيرهم .
ثانياً – تمييع التفرد القرآني :
1- دمجه في إطار النصوص المحرفة والمزورة :
يريد الخطاب العلماني أن يطمس المصطلح القرآني في وسط ركام هائل من المصطلحات الجديدة التبشيرية أو الحداثية أو الأدبية ، وذلك لكي يشتِّت خصوصية المصطلح القرآني ، ويدمجه في إطار تداولي وضعي مادي إنسي بشري ، فبالإضافة إلى وصف القرآن بأنه نص أو خطاب هكذا بدون أي إضافة ( ) يوصف القرآن أحياناً ببعض الأوصاف المستوردة من اللاهوت المسيحي مثل وصف القرآن بأنه الكتاب المقدس أو النص المقدس ، أو التبشير القرآني ، التبشيرية القرآنية أو الخطاب التبشيري ( ) أو " سفر الخروج القرآني " ( )
ويُصنَّف القرآن أحياناً تحت مصطلح الخطاب النبوي ويُقصد به القرآن والسنة وذلك لدمج القرآن مع السنة وزحزحة تفرده ( ) ، وأحياناً يُراد بهذا المصطلح - الخطاب النبوي- القرآن والتوراة والإنجيل ( ) ويُعتبر القرآن على ذلك نسخة منقَّحة من بعض الحشو الذي كان في التوراة والإنجيل ( ) .
ويُصنَّف الإسلام تحت اسم " مجتمعات الكتاب أو أديان الوحي " أو " التراثات المقدسة " ( ) شاملاً بذلك اليهودية والنصرانية والإسلام ( ) ، والمساجد تسمى كنائس ، والعلماء لاهوتيون أو أرثوذكسيون ( ) .(1/3631)
والفائدة من هذا الدمج للقرآن والإسلام عموماً مع المسيحية أو اليهودية وإسقاط المصطلحات التبشيرية على القرآن ليس إلا لتمييع التفرد القرآني والإسلامي ، وخلطه مع أنماط محرَّفة أو مزوَّرة أو مهجورة ، كما انه يخفف من وطأة النقد عندما توضع هذه الأديان جميعاً في سلة واحدة ومن ضمنها الإسلام ليناله ما نال الأديان الأخرى من دراسات نقدية أجهضتها وأفقدتها مصداقيتها التاريخية "" لقد فعل ذلك [ أركون ] لكي يبرهن على إمكانية الخروج من أسر السياج الدوغمائي المغلق ، وذلك عن طريق إجراء زحزحات منهجية وإبستمولوجية على الفكر الديني التوحيدي "" ( ) .
2- دمجه في إطار النصوص الإنسية البشرية :هذه المصطلحات التبشيرية تتوازى أيضاً ولنفس الغرض مع مصطلحات أخرى أدبية وفلسفية تطلق على القرآن الكريم من أجل زحزحة المفاهيم الإسلامية المقدسة واستبدالها بمفاهيم جديدة تقبل النقد والتحوير والإسقاط فيسمى القرآن " اللوغوس القرآني " ( ) أو يوصف القرآن الكريم بأنه رواية أو مجموعة روايات ( ) أو حكايات ( ) أو ملاحم دراماتيكية ( ) منفتحة على العجيب المدهش الساحر الخارق الخلاب ( ) .
هذه الروايات القرآنية والتي يفضل القرآن أن يسميها قصصاً بدلاً من أساطير ( ) أُلِّفت لأغراض تبجيلية وجدالية ( ) ، ونتج عن ذلك أنواع من "" الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية أحدثتها الرواية القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس "" ( ) . فالقرآن إذن – بنظره - يزوِّر التاريخ الحقيقي ، لأن التاريخ المحسوس لا يمدنا بوثائق عن بعض الأقوام مثل ثمود وعاد ( ).(1/3632)
أما حدث جمع القرآن فيسمى " واقعة المَصْحَفَة " ( ) . والمصحف يسمى " المدونة القرآنية " ( ) ، أو " المدونة النصية القرآنية " أو " المدونة الرسمية " أو " النص الرسمي القانوني " ( ) . أما الآيات القرآنية فتسمى مقاطع ، والآية أو السورة أحياناً تسمى مقطع ( ) . أو تسمى " وحدات نصية "، والآية " وحدة نصية "( ) ، أو تسمى الآية " المنطوقة اللغوية " ( ) ، أو تسمى الآية علامة والآيات علامات ( ) .
ويوضح هاشم صالح لماذا تُستخدم هذه المصطلحات الألسنية الجديدة في وصف القرآن بدلاً من الأسماء والأوصاف والمصطلحات التي يعرفها المسلمون حين يقول : "" نلاحظ أن أركون يستخدم مصطلحات ألسنية محضة للتحدث عن القرآن فهو يقول المنطوقة أو العبارة اللغوية بدلاً من الآية القرآنية ، ويقول المدوَّنة النصية بدلاً من القرآن ... وسبب ذلك أنه يريد تحييد الشحنات اللاهوتية التي سرعان ما تستحوذ على وعينا عندما نتحدث عن القرآن ، فالقداسة اللاهوتية أو الهيبة اللاهوتية العظمى التي تحيط بالقرآن منذ قرون تمنعنا من أن نراه كما هو : أي كنص لغوي مؤلف من كلمات وحروف وتركيبات لغوية ونحوية بلاغية ... بمعنى آخر : إن المادية اللغوية للقرآن اختفت تماماً أو غابت عن أنظارنا بسبب الهيبة العظيمة التي تحيط به، وميزة القراءة الألسنية هي أنها تحيِّد الهيبة ولو للحظة من أجل فهم التركيبة النصية أو اللغوية للقرآن ، وتزداد هذه الهيبة في ما يخص سورة الفاتحة لأنها مستخدَمة يومياً في الشعائر والطقوس أي في الصلاة أساساً ، وبالتالي فإن نزع الهيبة عنها ورؤيتها في ماديتها اللغوية أمر بالغ الصعوبة "" ( ) .(1/3633)
إن هذا الكلام فيه كثير من الخلط والتزوير لأن المسلمين عبر تاريخهم درسوا القرآن الكريم بمختلف الوسائل اللغوية نحواً وبلاغة ونظماً ، وهناك تفاسير تعتمد المنهج اللغوي كأساس، وأخرى تركز على الجانب البلاغي والفني ، وثالثة تهتم بالجانب الكلامي أو الفلسفي ، ورابعة تعتني بالمباحث الفقهية والأصولية ، ولم تحل قداسة القرآن دون ذلك ، لأن كل أشكال الدراسة والتفسير للقرآن التي تبحث عن الحق تدخل في إطار التدبر لآيات الله ، والتفكر بمعانيها وهو ما يحث القرآن الكريم عليه .
3 – تمييع مفهوم الإعجاز :إن المراد لدى الخطاب العلماني ليس هو التمكن من دراسة القرآن وفهمه وإنما زعزعة الاعتقاد الراسخ في قلوب المؤمنين بكونه كلاماً متعالياً مقدساً مهيمناً حاكماً ، لأن هذا الاعتقاد يحول دون تمرير الخطاب العلماني لمراداته المناهضة للنص القرآني والمصادمة له . إن زعزعة القداسة تتيح لهؤلاء الناس أن يحيِّدوا قائل النص ومنزله ، وغض النظر عن أي تميُّز أو تفرُّد يمكن أن يحتفظ به القرآن الكريم زيادة على النصوص البشرية ، ومن هنا يصبح القرآن الكريم نصاً مثله مثل بقية النصوص ، ولكن لكي يطيِّب الخطاب العلماني خواطر المؤمنين يُقال عنه بأنه نص بامتياز ( ) أو أدب عظيم ( ) . ومعنى كونه نص بامتياز يعني أنه "" نص مفتوح واحتمال لا يتوقف عن التأويل "" ( ) ، أي أنه يستجيب لكل ما يريده منه الناس دون تردد "" ولا يمكن لأي تفسير أو تأويل أن يغلقه أو يستنفده بشكل نهائي أو أرثوذكسي "" ( ) . إنه نص كغيره من النصوص الثرية الراقية ( ) ، مثله مثل النص الفلسفي ( ) أو النص الماركسي يقبل تعدد الأفهام والقراءات ( ) .
وإعجازه كإعجاز أي نص آخر لأن "" كل نص ذاتي خصوصاً هو باعتبار ما ، وبلحظة ما ، نص إعجازي فهو من حيث ذاتيته متفرد وذو خصوصية تمنعه من أن يتماثل مع سواه من النصوص ، محققاً بذلك ما ندعو هنا ببعض التحفظ الاصطلاحي الأصالة "" ( ) .(1/3634)
فالإعجاز القرآني بهذا المنظور ليس متفرداً لأنه لا يختلف عن بقية الآثار والتحف الفنية الراقية من حيث أنها لا يمكن الإتيان بمثلها إلا عن طريق المحاكاة ، والمحاكاة دائماً انحطاط عن الأصل ( ) "" القرآن إذن عمل أدبي أصيل ليس تقليداً ، ولا يمكن تقليد مثله... والعمل الأدبي لا ينقسم إلى أجزاء بل هو كلٌّ واحد . ليس العمل الأدبي كماً بل هو كيف ، ولا يمكن لأحد أخذ جزء منه وتذوقه تذوقاً أدبياً دون كله "" ( ) . وهو ما يعني أن القرآن ليس معجزاً بنظمه وبلاغته وبيانه ومعانيه ، إذ هو لا يختلف عن بقية النصوص في ذلك بدليل أن العرب لم يكونوا قادرين على استيعاب المغايرة بين القرآن وغيره ، وكانوا يريدون جره إلى نصوصهم كالشعر والكهانة والسجع وغير ذلك ( ) .
وهنا يتنكر الخطاب العلماني لحقيقة أن المشركين عندما وصفوا القرآن بأنه شعر أو سحر أو كهانة أو غير ذلك إنما كانوا يعبرون عن اضطرابهم الشديد وحيرتهم في وصف القرآن الكريم ، إن هذا التردد في موقف المشركين والحيرة ليدل على هول الصدمة التي أحدثها القرآن في عقولهم وقلوبهم ، فكانوا يتنقلون من قالة إلى قالة لوضوح الافتراء ، وسطوع الكذب ، فتكذيبهم للقرآن لم يكن عن قناعة ، ووصفهم للقرآن بما وصفوه ليس لعدم قدرتهم على إدراك إعجاز القرآن وتفرده ، وإنما هو لون من الجحود والمكابرة يراد منها المحافظة على المصالح والامتيازات .
هذا بالإضافة إلى تنكر الخطاب العلماني للروايات التي تبين أن المشركين كانوا يعترفون فيما بينهم بأن القرآن ليس من كلام البشر ، ومن ذلك قول الوليد بن المغيرة "" إن أعلاه لمغدق، وإن أسفله لمثمر ، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه وما هو من كلام البشر "".(1/3635)
ولكن في ضوء الجذور التي يستند عليها الخطاب العلماني فإن الموقف من الإعجاز ليس مستغرباً فهو جزء من الموقف الإنسي والماركسي الذي يتشبث دائماً بالتفسير المحسوس والوضعي ، ويطمس كل الأبعاد الغيبية والإلهية في القرآن الكريم .
إن تمييع مفهوم الإعجاز يستند على القول بأن القرآن الكريم ليس وحياً من الله عز وجل بلفظه ومعناه وإنما المعنى فقط من الله ، أما الألفاظ فهي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والمستند في ذلك إما قول شاذ أورده السيوطي ( ) كما يحاول نصر حامد أبو زيد وغيره ( ) . وإما استغلال أحاديث الأحرف السبعة للقول بأن القراءة كانت متاحة للجميع بأي الألفاظ ما دامت تؤدي المعنى كما يزعم العشماوي ( ) .
ولأن السيوطي أورد هذا القول في كتابه الإتقان فقد اعتُبر القدماء يقبلون أن يكون القرآن نزل بالمعاني فقط ، ولذلك فهم أوسع أفقاً من المعاصرين ، لأن القول بأن القرآن صاغه النبي - صلى الله عليه وسلم - بألفاظه هو الأولى في المعقولية الحديثة ، أما التصور السني المخالف فقد أفقد النبي[ - صلى الله عليه وسلم - ] إرادته وملكاته ( ) .
ونتساءل هنا : إذا كانت لغة النبي - صلى الله عليه وسلم - بناءً على ما يقرر الخطاب العلماني نفسه لا بد أن تحمل آثار البيئة ومعطياتها فكيف يمكن والحالة هذه أن يصل المعنى الإلهي سليماً ؟ إنه سيكون مجرد خواطر يعبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مشاعره وأحاسيسه . وإذا كان المعنى إلهياً فكيف يكون القرآن تاريخياً ؟ لأنه في هذه الحالة سيكون مهيمناً على التاريخ بكل أبعاده ؟ وإذا كان القرآن لا بد أن يستجيب لكل ما تتطلبه المعقولية الحديثة أو الضمير الحديث فما الحاجة إليه ؟ فليعد الإنسان مباشرة إلى ضميره ليعالج واقعه بما ينسجم معه وليترك القرآن فلن يضيف شيئاً سوى مشقة البحث المعروفة نتيجته سلفاً ( ) .(1/3636)
هكذا يريد الخطاب العلماني أن يرسِّخ بشرية القرآن بكافة الوسائل ، وأن يقوِّض قداسته من كل الجهات ، فالألفاظ ما دامت تؤدي نفس المعنى فهي جائزة ، والمعاني لا نهائية ، وغير محددة ، ولا يمكن لأحد أن يحدد معنى القرآن ، وبذلك يصبح نزول القرآن وعدمه سواء ، وهي النتيجة التي يناضل الخطاب العلماني للوصول إليها .
هذه الرؤية الإنسية التي يؤسس لها الخطاب العلماني هي التي تدفعه إلى أشكال كثيرة من قلة الحياء ، وانعدام الأدب مع كتاب الله عز وجل ، ونحن بالطبع نخاطبهم من خلال ما يصرحون به وهو كونهم مسلمين ، لأنهم عندما لا يكونوا مسلمين فلا معنى لوصفهم بقلة الحياء وقلة الأدب مع القرآن الكريم ، ولكن هؤلاء المسلمين يُوصف القرآن الكريم على ألسنتهم بأنه "" يدعو إلى النفور بعرضه غير المنظم ووفرة إيحاءاته الأسطورية ومجموعة كاملة من الرموز التي لم تعد تجد ألبتة دعائم ملموسة في تفكيرنا ومحيطنا "" ( ) . وأما الآيات القرآنية فهي – بنظر الخطاب العلماني - مجرد نصوص متبعثرة متفككة ( ) كما يقرر الغربيون ( ) ، وسورة الكهف مجرد تجاور بين عبارات لغوية ومعنوية متبعثرة ( ) تذهب وتعود للتحدث عن موضوعات عامة لا يمل القرآن من تكرارها ( ) ، وهي مثال "" للتداخليه النصانية "" ( ) التي تؤكد على اللاترتيب واللاعقلاني في آيات القرآن "" إن النص يدهش عقولنا بلا ترتيبه "" ( ) .(1/3637)
هذه التداخلية النصانية أو " التناص " المطعمة بالمادية الجدلية هي التي تجعل نصر حامد أبو زيد يحاول جاهداً أن يشد النص القرآني إلى الواقع والثقافة اللذين كانا سائدين في الجزيرة العربية ، فيبحث عن أصول ثقافية واقعية للقرآن الكريم في الشعر والسجع ، وذلك لكي يؤكد مقولة رولان بارت : "" النص نسيج من الاقتباسات تنحدر من منابع ثقافية متعددة "" ( ) أي أن النص القرآني بنظر أبو زيد امتداد لأشلاء من نصوص سابقة ، أسهمت جميعها في تشكيله وإنتاجه ، أليس هو القائل : إن "" النص منتَج ثقافي "" ( )والقائل : "" لا يمكن في حالة النص القرآني مثلاً تجاهل الحنيفية بوصفها وعياً مضاداً للوعي الديني الوثني الذي كان سائداً ومسيطراً، ومعنى ذلك أن النص يمثل في جزءٍ منه جزءاً من بنية الثقافة ""( ) .
وكما قال رولان بارت "" كل نص هو تناص ، والنصوص الأخرى تتراءى فيه بمستويات متفاوتة وبأشكال ليست عصية على الفهم بطريقة أو بأخرى إذ نتعرف فيها نصوص الثقافة السالفة والحالية ، فكل نص ليس إلا نسيجاً من استشهادات سابقة "" ( ) يقرر أبو زيد فيما يخص القرآن الكريم : "" والحقيقة أن النص القرآني منظومة من مجموعة من النصوص التي لا يمكن فهم أي منها إلا من خلال سياقه الخاص ، أي بوصفه نصاً ، وإذا كان النص القرآني يتشابه في تركيبته مع النص الشعري كما هو واضح من المعلقات الجاهلية مثلاً ، فإن الفارق بين القرآن وبين المعلقة من هذه الزاوية المحددة يتمثل في المدى الزمني الذي استغرقه تكوُّن النص القرآني ... هذه التعددية النصية في بنية النص القرآني تُعد في جانب منها نتيجة للسياق الثقافي المنتِج للنص "" ( ). وبذلك يصبح النص القرآني لوحة تتمازج فيها ألوان مختلفة من النصوص ويشكل القرآن في هذه اللوحة طفرة جدلية متطورة "" فالقافية في الشعر صارت الفاصلة في القرآن ،والآية بدل من البيت ، والسورة بدل من القصيدة "" ( ) .(1/3638)
وبذلك يكون القرآن الكريم قد فقد جوهره الإيماني ليغدو نصاً ثقافياً بشرياً خاضعاً لقانون الصيرورة الذي تحركه الحكة الجدلية الماركسية ، وتؤسسه النظريات الحداثية ، وتحتمه المرجعيات العلمانية . وبذلك يتبوأ الخطاب العلماني مراكز السلطة العلمية ، والصدارة المعرفية التي طالما حلم بها ، بدلاً من المرجعيات الأصولية القديمة .
الخاتمة : والآن في نهاية هذا البحث يمكننا أن نوجز النتائج في العناصر الآتية :
• في الإسلام توجد ثوابت ويقينيات وقطعيات ، بينما في الخطاب الععلماني لا يمكن أن تتحقق النهضة إلا على أساس النسبية المطلقة .
• وفي الإسلام قيم ثابتة ، وعقائد راسخة لا يمكن أن تكون موضع جدل ، بينما في الخطاب العلماني لا بد من انتهاك القيم السائدة والتمرد على العقائد المستقرة من أجل تقدم المعرفة .
• وفي الإسلام يعتبر النص والوحي هو المرجع والمآل والموجه لحركة الحضارة والتاريخ ، بينما في الخطاب العلماني لا بد من التحرر من سلطة النصوص والسلف ، والتحرر من قال الله وقال الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] .
• وفي الإسلام حلال وحرام وجائز وممنوع ومقدس ومدنس ، بينما يرفض الخطاب العلماني أن يكون هناك محرمات أو مقدسات ، لأن ذلك يحاصر العقل ويحول بينه وبين الانطلاق والإبداع ويسبب له عملية كبت .(1/3639)
• والقرآن الكريم بنظر الخطاب العلماني يتحدث من قمة التعالي والرسوخ والهيبة ، وذلك لكي يخلع الكونية على الأحداث الجزئية ، ويفقد صفته التاريخية فيبدو وكأنه خارج التاريخ ، وبذلك يغطي القرآن على تاريخانيته ببراعة أيديولوجية عن طريق ربط نفسه باستمرار بالتعالي الذي يتجاوز التاريخ الأرضي ، ومهمة الخطاب العلماني هي نزع هالة القداسة عن الوحي ، وتعرية الآليات الأيديولوجية التي يمارسها القرآن الكريم ، وذلك بأن يُنظَر إليه ليس على أنه كلام آتٍ من فوق ، وإنما على أنه حدث واقعي ، وأن ندرسه بوصفه نصاً فقط ، دون أي اعتبار لبعده الإلهي ، لأن ذلك يعكر الفهم العلمي له ، كذلك لا بد من تجاوز عقبة الخوف من نقد القرآن والرهبة من إخضاعه للتحليل وذلك لكي نحافظ على تماسكنا المنهجي بنظر الخطاب العلماني .
• ولكن النقد العلماني للقرآن الكريم يسلك المنهج الأحادي التفكيكي أو اللغوي وكل دراسة لا تلتزم بهذا المنهج – الوحيد – ستكون منخرطة في شبكة الإجابات الجاهزة ، ودوامة التشويش الأيديولوجي ، وترتدي ثياب التراث في أشد اتجاهاته تخلفاً ورجعية .(1/3640)
• ولا بد – بنظر الخطاب العلماني- أن تمر الدراسات القرآنية عبر البوابة الفلسفية الغربية الإنسية والماركسية والنسبوية والهرمينوطيقية حيث عندئذ سيصبح النص قابلاً لكل الأفهام ، ويغدو خطاباً بشرياً مُدمَجاً في دوامة النصوص المختلفة دون أي تميز أو تفرد ، وذلك من أجل زعزعة الاعتقاد الراسخ في قلوب المؤمنين بكونه كلاماً متعالياً مقدساً معجزاً فهو نص كبقية النصوص ولكنه نص بامتياز ، وإعجازه كإعجاز أي نص آخر ولا يختلف عن بقية الآثار والتحف الفنية الراقية ، وبذلك يتبعثر تفرد القرآن الكريم في وسط الركام الإنسي ، وتتقوض قداسته بين المناهج العبثية والعدمية . وحيئذ يمكن للخطاب العلماني أن يتقدم خطوة أخرى باتجاه كسر القداسة فيتجرأ على وصف القرآن الكريم بأنه يدعو إلى النفور بعرضه غير المنظم ، وإيحاءاته وأساطيره .
• وأخيراً : لا بد من التذكير أننا لا يجب أن نغفل عن التحالف المتجدد والمستمر بين الإمبريالية الأمريكية والأوربية من جهة والعلمانية العربية من جهة أخرى في المعركة مع المصحف الشريف ، وآخر جولات هذه المعركة كانت امتداداً لانتهاك القداسة القرآنية على المستوى الفكري والمعرفي التنظيري حيث دفع الجنون الصليبي بالمعركة إلى المستوى السلوكي التطبيقي وقد تمثل ذلك في جولتين أخيرتين هما :
- الحملة الأمريكية المسعورة لنشر ما أسموه [ فرقان الحق ] وواجبنا نحن أن نكشف الزيف ليأخذ الكتاب المذكور اسمه الحقيقي وهو [ بهتان الحق ] وهذا برأيي لون من حرب المصطلحات يقتضي منا أن نواجه المصطلحات المغرضة المزيفة بمصطلحات توازيها قوة ومتانة في فضح الزور وتعرية الباطل .(1/3641)
- والجولة الثانية تمثلت في الجنون الإعلامي الأمريكي والأوربي في ممارسة ونشر وترويج حملة تدنيس المصحف الشريف في سجون العراق وأفغانستان والسجون الإسرائيلية أيضاً ، وكل ذلك يسير وفق خطة مدروسة ومبرمجة وهي محاولة نزع القداسة عن القرآن الكريم وانتهاك حرمته ، وبالتالي حفز المسلمين على التمرد على مشاعر الرهبة والخوف والإجلال لهذا القرآن ، ومن ثم هجر إرشاداته وتعاليمه وهدايته لأنها هي الحاجز المتين ، والسياج الحصين الذي يحول دون تسلل العولمة الغربية إلى الفضاء الإسلامي . والله أعلم .
[ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ] سورة التوبة آية : 32
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
______________________________________
د. أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني : Ahmad_altan@maktoob.com
---
أحمد الطعان
05-31-2006, 08:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام أرجو المعذرة لعدم وضع الهوامش ...
لأنني استأنت دار النشر التي ستطبع البحث بنشر بعض المباحث في المواقع الإلكترونية فأذنوا لي بذلك بشرط عدم وضع مصادر البحث ... وجزاهم الله خيراً أن أذنوا لي بهذا الحد من النشر ..
حيث الأصل عدم السماح بذلك ...
والسلام عليكم ورحمة الله
---
أحمد البريدي
05-31-2006, 11:43 PM
شكر الله لك أبا أسيد هذا الطرح العميق , وجعله في موازين حسناتك , ولقد أحسنت صنعاً وفقك الله بطرح الموضوع هنا , فلا تعارض والحمد لله , وليت بقية إخواننا يصنعون كما صنعت .
---
الجندى
06-02-2006, 01:35 AM
جزاك الله خيراً
---
د.علي أسعد
06-11-2006, 03:55 AM(1/3642)
الأخ الدكتور أحمد جزاكم الله خيرا على بحثكم القيم وبارك بكم واسمح لي أن أبدي ملاحظة لعلي أكون مخطئا في إيرادها وهي أني لا أتفق معكم في زج الجميع في منظومة فلسفية واحدة وهو ماصرحتم به بقولكم ( وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين ، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة) لأنك في بحثك ذكرت آراء مختلفة هي في الحقيقة تستند إلى منظومات فلسفية تختلف في ما بينها ، وبالتالي هي قد لا تنتهي إلى جذور واحدة ولا تستند على أسس متقاربة ، وذلك لأن الجذور والأسس مختلفة عن الغاية المشتركة بين الجميع ، فضلا عن جعلكم الجميع في ميزان واحد، والهدف من دراستك هو التوصيف بالدرجة الأولى ، لذلك أرى أنه لو كان هذا التوصيف منصبا على هذه المنظومات بشكل مستقل لكان أسلم وأدعى لمناقشتها ، فما يمكن أن يكون ردا لبعضها لا يمكن أن يكون ردا لغيرها فضلا عن أن ما يكون لبعضها من توصيفات ونتائج لا يكون لغيرها أيضا. والله تعالى أعلم .
---
أحمد الطعان
06-14-2006, 10:58 PM
الأخ الفاضل د. علي أسعد
بارك الله فيك وجزاك خيراً على اهتمامك بما كتبتُ في الوقت الذي تجاهله بقية الإخوة فلم أجد إلا تعقيباً من الأخ الفاضل د. أحمد البريدي ...
ولكن فيما يتعلق بنقدك قالحقيقة ظننت أني أجبت عن ذلك في المقدمة ولعلك قرأتها متعجلاً .. فقد قلتُ :(1/3643)
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية ، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع ، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها ، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً ، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية الغربية في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية .
وثمة ملاحظة أخرى لا بد من الإشارة إليها وهي أن البحث سلك المنهج الوصفي التركيبي والكشفي الاستنتاجي ولم يكن الهدف هو النقد والتحليل والمناقشة إلا في حالات عارضة ، وقد يبدو ذلك للوهلة الأولى قصوراً في البحث ، ولكن الانتباه إلى الهدف المتوخى من هذه الدراسة قد يبدد هذا التصور ، ذلك أن الخطاب العلماني يدرس القرآن الكريم وهو يستظهر الإيمان به كمقدس موحى به ، ولكن التنقيب والاستقصاء يكشف أن المستبَطن الذي يتفلت منه في مواطن مختلفة يناقض ما هو مُعلَن عنه نظرياً ، وقد كانت هذه مهمة البحث بالدرجة الأولى كشف التناقض وفضح المستور وهو ما يتنكر له الخطاب العلماني إذا ما جوبه به ويعتبره اتهاماً وبحثاً عن النوايا وتفتيشاً عن الضمائر ، ومن ثم فلم يأخذ البحث على عاتقه مناقشة المقولات العلمانية في هذه الدراسة لأنها قصدت أهدافاً أخرى . باختصار الباحث يريد أن يقول للناس : انظروا ماذا يقول العلمانيون عن القرآن الكريم ، وكيف يتعاملون معه ، وهم في نفس الوقت يدعون أنهم ينتمون إليه !! .
ولعل النصوص التي يحتوي عليها البحث تؤكد ذلك فهي جميعاً تنهج نهج الهدم والتهشيم ..
---
(1/3644)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء حين الإستيقاظ أثناء النوم
---
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء حين الإستيقاظ أثناء النوم
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-13-2006, 11:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع ( 24) بتاريخ 22/8/1427- الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
قم بالعمل بسنة "الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم "ثم قم بالتصويت
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته )) [ رواه البخاري: 1154].
برنامج إحياء السنة النبوية
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:13 PM
ابدعت في موضوعك ونبهتنا على شئ غفل الكثير عنه
..
جزاك الله كل خير وجعله الله في ميزان اعمالك
---
(1/3645)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من هو هذا الأزهري (رحمه الله)
---
من هو هذا الأزهري (رحمه الله)
---
محمود الشنقيطي
06-19-2006, 06:15 PM
الشيخ (محمد محمد بن أحمد بن عبد القادر بن عبد العزيز الأزهري) له مخطوطان في التفسيرأحدهما بعنوان(مسلسل عاشوراء) يقع في 7 لوحات والثاني (تفسير سورة القدر) ويقع في 8 لوحات... وهما موجودان بنسخ أصلية بمكتبة الحرم النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام..
فهل من مخبر بما يعرفه من خبر هذا الشيخ رحمه الله؟؟؟
---
محمود الشنقيطي
07-27-2006, 04:14 PM
هل من مجيب؟؟؟
---
الجكني
07-27-2006, 05:19 PM
هو من مشايخ الأزهر المالكيين ،توفي سنة (1232)له عدة رسائل تجدها في "ملتقى أهل الحديث " وكلها منقولة من مخطوطات الأزهرية 0
---
محمود الشنقيطي
07-27-2006, 06:20 PM
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم وبارك في علمكم ,ولكن هل له ترجمة في أي كتاب من كتب التراجم؟؟
---
الجكني
07-28-2006, 12:40 AM
له ترجمة في "هدية العارفين " هذا نصها :محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن عبد العزيز الأزهري المالكي المغربي السنباوي ثم المصري المشهور بالأمير الكبير ،ولد سنة 1154وتوفي بمصر سنة 1232من تصانيفه : إتحاف الأنس في الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس ،والإكليل على مختصر الشيخ خليل ،تفسير سورة القدر، ثمر التمام في شرح آداب الفهم والإفهام ،حاشية على الأزهرية في النحو، حاشية على شرح الشذور لابن هشام ، حسن الذكرى في شأن الإسرا،وهو حاشية على الإبتهاج للغيطي ،رفع التلبيس مما يسأل به ابن خميس ، ضوء الشموع ، المجموع ، كفاية المريد وغنية الطالب للتوحيد ، المجموع في فقه المالكية،مطلع النيرين فيما يتعلق بالقدرتين 0(1/638)(1/3646)
وله ترجمة أخرى في "معجم المطبوعات " أذكر ما لم يذكر سابقاٌ :"ارتحل مع والديه إلى القاهرة وهو ابن تسع سنين ،وكان قد ختم القرآن على الشيخ المنير على طريقة الشاطبية والدرة وحبب إليه العلم ،تصدر لإلقاء الدروس في حياة شيوخه ، اشتهر فضله وشاع ذكره في الآفاق خصوصاً بلاد المغرب تأتيه الصلات من سلطان المغرب كل عام 0(1/473) هذا ما وجدت عنه 0
---
محمود الشنقيطي
07-28-2006, 10:28 AM
عظم الله لكم الأجروالمثوبة على ما تفضلتم به وتكرمتم ,ونفعنا بعلمكم وجزاكم عنا بتحقيق رجاء الدارين والحماية من مكارههما ومخاوفهما إن ربي قريب مجيب الدعاء....آمين
---
(1/3647)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله: في ضوء القران والسنة
---
حول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله: في ضوء القران والسنة
---
أبو صلاح الدين
08-15-2005, 06:02 PM
تعد مسألة(الحكم بغير ما أنزل الله) من كبرى مفردات الفكر التكفيري، وأخطرها على الإطلاق، إذ إنَّ أصحابه يطلقون إزاءها القول بالتكفير ولا يفصلون، ويوالون عليها ويعادون. فبات لزاماً أن يكتب في هذه المسألة في ضوء الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة؛ لتهتك تلك الغشاوات التي حجبت عقول شباب الأمة عن التصور الصحيح لهذه المسألة وإنزالها منزلتها من الدين والعقيدة ".. فكان بحثي هذا.
فهل صحيح أن من يقول بالتفصيل في مسألة القوانين الوضعية يعد من المرجئة ؟ أم أن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة الذي تقتضيه أصولهم البينة النيرة.. ؟
وهل هناك نصوص عن أئمة الإسلام مثل ابن راهويه وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن حزم تدل على كفر من حكم بالقوانين الوضعية دون تفصيل ؟ وما حقيقة الإجماعات التي يحكيها مخالفونا عن هؤلاء الأئمة ؟ ومتى يُكفّر الحاكم بغير ما أنزل الله ؟ وما معنى مصطلحات مثل التبديل والالتزام.. ؟
أسئلة كثيرة ومهمة, تحتاج إلى إجابة شافية قاطعة مُؤَصِلة.. تستأصل شأفة الخلاف بعيدا عن التعصب وضيق الأفق واتباع المتشابهات وترك المحكمات.
وللإجابة على هذه الأسئلة نستعين بالله ونتوكل عليه, ونقول كما قال موسى عليه السلام: "رب اشرح لي صدري, ويسر لي أمري, واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي". ونقول: "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إنك أنت الوهاب".
وانظر بحثي كاملا بكل أجزائه (حول مسألة الحكم بغير ما أنزل الله: في ضوء القران والسنة) في الملتفى المفتوح, حيث سأضعه هناك قريبا إن شاء الله.
وسوف أضع هنا ما يتناسب مع هذا القسم من الملتقى.(1/3648)
ولنبدأ بعون الله:
1- نظرات تأصيلية حول آيات الحكم بغير ما أنزل الله
" لكي يستقيم للمخالف استدلاله بآية المائدة (44){ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} على ما أقام له كتابه من كفر جميع من لم يحكم بما أنزل الله دون تفصيل.. اللهم إلا من حكم منهم في واقعة معينة من غير استحلال. وذهب ينكر كينونة الشمس في رابعة النهار, فادعى أن اليهود (لم يكونوا مستحلين) !! "
أقول ردا على ذلك: الإشكالات والتردد في قضية التكفير وفي تفسير آيات الحكم بغير ما أنزل الله عند كثير من الباحثين- مثل: أن حكم الآية خاص بأهل الكتاب، ولا يتعدى إلى المسلمين. أو أن حكمها عام يدخل فيه الجميع.. إلخ- يقطعه ما سوف سأقوله الآن بإذن الله:
(((هناك فرق كبير جدا وواضح وضوح الشمس في كبد السماء بين دلالة السبب والسياق والقرائن على تخصيص العام وعلى مراد المتكلم, وبين مجرد ورود العام على سبب, فإنه لا يقتضي التخصيص))).
تأمل أخي هذه العبارة جيدا - وقد نبه إلى هذه القاعدة الإمام ابن دقيق العيد (نيل الأوطار 4: 305-307), وعنه العلامة القرضاوي (فقه الصيام ص44)- فهي مهمة جدا وخطيرة, تفصل النزاع في الكثير والكثير من القضايا. مثلا قضية الصوم في السفر وحديثها الشهير (ليس من البر الصيام في السفر).., هذا الحديث ليس على عمومه وإطلاقه هكذا, بل اقرأ –لزاما, وقبل أن تكمل تعليقي هذا- سبب ورود الحديث, ثم طبق عليه هذه القاعدة. ثم طبق ذلك على آيات الحكم بغير ما أنزل الله ...
فقد روى مسلم عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم قالوا نعم.. الحديث.(1/3649)
فتأمل قولهم((نعم)), فقد جعلوه ديناً كباقي الشرائع المنصوص عليها في كتابهم، وبهذا النص تفهم معنى التبديل الذي أراده العلماء ويَظهَرُ لك أنّ المقصود بـ(الكافرون) في آية المائدة هو المبدل للشرع.. " فإن حكم إنسان بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر ، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين". [ وانظر لزاما(الباب الثاني- الفصل الرابع من هذا البحث؛ لتعلم المقصود بمصطلح التبديل عند العلماء) ].
قال الإمام الحافظ إسماعيل بن إسحاق القاضي المتوفى سنة (282هـ) في آيات الحكم بغير ما أنزل الله –فيما نقله عنه أبو رائد المالكي في مقاله: الحكم بغير ما أنزل الله.. مسألة العصر- : " فمن فعل مثل ما فعلوا (أي اليهود) واقترح حكماً يخالف به حكم الله وجعله ديناً يعمل به فقد لزمه مثل ما لزمهم من الوعيد المذكور حاكماً كان أو غيره ".
إليك -ثانية- نص الحديث من صحيح مسلم كاملا فاصلا قاطعا: جعلت تعليقاتي على متن الحديث بين أقواس هكذا (( )) :
( 1700 ) قال مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة . كلاهما عن أبي معاوية . قال يحيى : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عبدالله بن مرة، عن البراء بن عازب . قال :(1/3650)
مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما (( أي مسود الوجه، من الحممة، الفحمة ) ) مجلودا . فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقا " هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " قالوا : نعم(( تنبه أخي القارئ إلى هذه الكلمة جيدا)) . فدعا رجلا من علمائهم . فقال " أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ " قال : لا . ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك . نجده الرجم . ولكنه كثر في أشرافنا . فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه . وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد . قلنا : تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع . فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم(( أي أنهم بدلوا التوراة وحرفوها وغيروا الأحكام الموجودة فيها بتبديلها, فحذفوا حكم الله من التوراة, ووضعوا مكانه ما شرعوا هم بأهوائهم..,فتأمل)) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه " . فأمر به فرجم . فأنزل الله عز وجل : { يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر . إلى قوله : إن أوتيتم هذا فخذوه } [ 5 /المائدة /41 ] يقول(( أي العالم اليهودي الذي سبق ذكره في أول الحديث)) : ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه . وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا (( كلمة "فاحذروا" واضحة كل الوضوح لكل ذي عينين في أنهم يسخطون على حكم الله ويأنفون منه, بل يفضلون حكم أهوائهم على حكم الله, وهذا هو الكفر بعينه كما يقول أهل السنة والجماعة )). فأنزل الله تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [ المائدة /44 ] . ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون [ المائدة /45 ] . ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون [ المائدة /47 ] . في الكفار كلها .
رواه مسلم وأبو داود وأحمد والبيهقي وغيرهم. وهو حديث صحيح جدا صححه مسلم والوادعي(الصحيح المسند ص95), وهو كما قالا(1/3651)
فتأمل –أخي القارئ- جيدا في الحديث, وما علقتُ عليه.
وتأمل ما جاء في الحديث " فأنزل الله تعالى(( فكان إنزال الله لهذه الآيات مترتبا على ما فعلته اليهود, فدلالة السبب والسياق والقرائن التي وردت في سبب النزول قاطعة كل القطع في أن الآية وردت في من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً ومبدلا )): ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ".
وبهذا يتضح أنهم لم يستحلوا ما وضعوه بقولهم (( نعم)) فحسب, بل إنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد-كما يقول العنبري- من الاستحلال.. إلى الرضا والتسليم والإقرار بأن هذا هو حكم التوراة .
وبهذا قال أئمة الإسلام: الطبري, والجصاص, وابن كثير, وغيرهم ممن سترى أقوالهم في الفصل الثاني من هذا الباب.
وبهذا تعلم بطلان كلام من يحتج بهذه الآية على كفر من حكم بالقوانين الوضعية من غير التفصيل الذي ذكرناه في الباب الأول: فصل(قبل أن نبدأ).
هداني الله وإياك إلى ما فيه الصواب. والحمد لله أولا واخرا.
2- حول قول الله عز وجل "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون", وأقوال العلماء فيها.
إن قول الحق تبارك وتعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" فيه عمومان اثنان –كما أشار إلى ذلك فضيلة الشيخ بندر العتيبي- :
الأول منهما: (من) التي تشمل -بعمومها- كل حاكمٍ بغير ما أنزل الله، فلا تقتصر على القاضي أو ولي الأمر الأكبر أو نائبه فقط؛ بل يدخل في هذا العموم كلُّ أحدٍ حكم بغير ما أنزل الله حتى الأب بين أولاده. لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وكل من حكم بين اثنين فهو قاض سواء كان صاحب حرب أو متولي ديوان أو منتصبا للاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى الذي يحكم بين الصبيان في الخطوط فإن الصحابة كانوا يعدونه من الحكام) مجموع الفتاوى 18/170 , فكل من انتصب للقضاء بين الناس فهو حاكم ولا يشترط أن يكون في دار قضاء ، فتأمل هذا المعني جيدا.(1/3652)
لذلك هذه الآيات تعم الإمام الأكبر، وتعم القاضي، والمحتسب، والمعلم، والعامل، والزوجة… وهكذا، وأيضاً هي تعم جميع أحكام الله تعالى، فكل حكم أنزله الله تعالى في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الفرائض والواجبات أو الحدود..؛ مما علم في الدين بالضرورة، أو ما ثبت من الشرع، وبان بياناً واضحاً لا إشكال فيه ولا شبهة، صغيراً كان أو كبيراً داخل في هذه الآية. فأكل الربا، و الزنا، و شرب الخمر، ووطأ الحائض حال حيضها. لذلك لما فهم السلف رضي الله عنهم ذلك على هذا الوجه جعلوا الكفر في الآية كفر دون كفر, كما أنهم لا يمكن بحال من الأحوال أن يستدلوا بهذه الآية على تكفير حكام المسلمين الكفر الأكبر بدون تفصيل ؛ لأنهم لو فعلوا ذلك للزمهم أن يكفروا كل صاحب كبيرة ، حيث إن من زنا فقد حكم بغير ما أنزل الله ، ومن شرب الخمر متعمداً فقد حكم بغير ما أنزل الله …وهكذا . ولذلك فالأصل في الآية هو كفر دون كفر إلا أن هناك صورة تلحق صاحبها بالكفر الأكبر؛ ما إذا حكم الشخص بغير ما أنزل الله مستحلاً لذلك أو جاحداً به أو مكذباً له أو معانداً أو شاكاً أو غير ذلك من أسباب الكفر, وتحققت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه.(1/3653)
ولسنا نقول هذا تهويناً من شأن الحكم بما أنزل الله, بل نحن نعلم يقيناً أن الحاكمين والمحكومين والمتحاكمين إلى القانون اللعين الذي هو بئس القرين قد أتوا شيئاً إداً؛ تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا, وأن هذا الفعل أشد عند الله من القتل والزنى والسرقة وشرب الخمر والربا وجميع الموبقات والمهلكات عدا الشرك بالله. ونحن لا نكتب ما نكتب إلا ردّاً لغلو الغالين، وتكفير المكفرين؛ الذين فتحوا الباب مشرعاً –بأفعالهم وأقوالهم – لكل أعداء الدين ومناوئيه ؛ ليصفوا الإسلام بالتطرف، والمسلمين بالإرهاب.. من غير تمييز، وبلا تفصيل.., فكانوا – بسوء صنيعهم – سداً منيعاً في وجه الدعوة الحقة للإسلام الحق، وسبباً كبيراً للضغط على المسلمين واستنزاف مقدراتهم، وشل قواهم, فالله يصلحهم ، ويسدد دربهم.
فلا يهولنك أخي المسلم ما تسمعه من إطلاق لفظ مرجئ على من قال ذلك ؛ فهو قول السلف قاطبة, وقد ذكر العلامة أبو الفضل السكسكي الحنبلي رحمه الله تعالى:"أن طائفة المنصورية – وهم مبتدعة ضلال – نبزوا أهل السنة بالإرجاء، لكونهم لا يكفرون تارك الصلاة إذا لم يجحدها !! زاعمين أن هذا يؤدي إلى أن الإيمان عندهم قول بلا عمل". (البرهان في عقائد أهل الإيمان ص69)
والثاني من العمومين: أن (ما) التي تشمل – بعمومها أيضاً- كل حكمٍ لله تعالى، فلا تقتصر فقط على الأمور القضائية ولا الخصومات.(1/3654)
فإن نظرتَ لهذا التقرير المأخوذ من عمومِيْ الآية علمتَ أن هذا يشمل كلّ عاصٍ لله تعالى بأيّ معصيةٍ دقّت أو جلّت, استمر عليها طيلة حياته أو لم يستمر, جعلها مبدأ له طيلة حياته(مع اعترافه بحرمة ما يفعله) أو لم يجعلها؛ فالزاني –مثلاً- حقيقة أمره أنه قد حكّم هواه بدلاً من أن ُيحكِّم ما أنزل الله في شأن نفسه، وكذلك الحالق لحيته والجائر بين أولاده والكاذب متعمدا وشارب الخمر.. فإنهم قد حكّموا الهوى بدلاً من تحكيم شرع الله تعالى في شأن اللحية والعدل في التعامل مع الأولاد واجتناب الزنا والخمر والكذب.
ولأجل هذه اللوازم الفاسدة التي مآلها التكفير بالذنب جاءت نصوصُ العلماء حاسمةً للمسألة مبيِّنةً للفهم الصحيح للآية من أنها ليست على ظاهرها هذا. فلقد فسر السلف رضي الله عنهم قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " بأنه كفر دون كفر أو كفر لا يخرج من الملة. فالمعنى الصواب والصحيح للآية أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً أو مبدلاً فقد كفر. فالكفر المذكور في الآية المعنيون به هم اليهود ومن فعل فعلهم. ويدخل في معنى "الجحودِ والتبديلِ" "الاستخفافَ بأحكام الشريعة والاستهزاءَ بها, أو تفضيلَ غيرها عليها, أو اعتقادَ عدم وجوب العمل بها, أو اعتقادَ جواز الحكم بالقوانين الوضعية المخالفة للشريعة ".
ولا يلزم من ذلك-كما هو واضح بين لكل منصف باحث عن الحق والحقيقة, مفارق لربقة الهوى والتعصب- أنه لا يكفر إلا بالجحود. وقول المرجئة-هداهم الله- يحصر الكفر في الجحود.
وإليك كلام الأئمة, وأعلام الأمة.. كاملا بنصه وحروفه, ليكون هذا الكتاب الذي بين يديك جامعا مستغنيا عن غيره, ولتعلم تواتر ما ذكرت لك في تفسير الآية في أمتنا الإسلامية:(1/3655)
1- قال الإمام ابن القيم في كتاب الصلاة ص55: " فصل: الكفر نوعان: كفر عمل، وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود: أن يكفر بما علم أن الرسول(ص) جاء به من عند الله جحوداً وعناداً من أسماء الرب، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه. وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه.
وأما كفر العمل: فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده.. فالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي وسبه.. يضاد الإيمان. وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعاً، ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه: فالحاكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد. ومن الممتنع أن يسمى الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ويسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الصلاة كافراً ولا يطلق عليهما اسم كافر، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه، وإذا نفى عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل، وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد، وكذلك قوله: [ لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض] فهذا كفر عمل، وكذلك قوله : [ من أتى كاهناً فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد] وقوله: [ إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما]، وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمناً بما عمل به وكافراً بما وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم { ترك العمل به، فقال تعالى : من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون، ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم، أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة(1/3656)
يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما (البقرة: 84). } تعملون
فأخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضاً ولا يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم. ثم أخبر أنهم عصوا أمره وقبل فريق منهم فريقاً وأخرجوهم من ديارهم. فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب، ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه. فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي، والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي، وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح: [سباب المسلم فسوق وقتاله كفر], ففرق بين قتاله وسبابه، وجعل أحدهما فسوقاً لا يكفر به والآخر كفراً، ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية، كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان.
وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله وبالإسلام والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم. فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين: فريقاً أخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على أصحابها بالخلود في النار، وفريقاً جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان. فهؤلاء غلوا، وهؤلاء جفوا. وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل. فها هنا كفر دون كفر، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق، وظلم دون ظلم. قال سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله تعالى { من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } المائدة:44) ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه.(1/3657)
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: هو بهم كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقال في رواية أخرى عنه: كفر لا ينقل عن الملة
وقال طاووس: ليس بكفر ينقل عن الملة. وقال وكيع عن سفيان عن بن جريج عن عطاء: كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق.
وهذا الذي قاله عطاء بين في القرآن لمن فهمه، فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزله كافراً. وسمى جاحد ما أنزله على رسوله كافراً. وليس الكافران على حد سواء ".
2- سأل إسماعيل بن سعد الإمام أحمد بن حنبل: (ومن لم يحكم بما أنزل الله ..) ما هذا الكفر ؟
قال: " كفر لا يخرج من الملة ". انظر مسائل ابن هانئ (2/192). وقال ابن هانئ في سؤالاته(2042): "وسألته عن حديث طاووس عن قوله: كفر لا ينقل عن الملة ؟ قال أبو عبد الله: إنما هذا في هذه الآية: ?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? ".
وانظر مرويات الإمام أحمد فى التفسير2/45, ومسائل أحمد برواية أبي داود(209) -وقد طبع طبعتان الأولى بتحقيق الشيخ محمد رشيد رضا وتصحيح الأستاذ محمد بهجت البيطار طبع في مصر. والثانية بتحقيق طارق بن عوض الله مكتبة ابن تيمية ط1, 1420هـ - . وهو ما أكده الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(7/ 522): " وقال ابن عباس وغير واحد من السلف... كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم. وقد ذكر ذلك أحمد والبخاري وغيرهما".
وذكر شيخ الإسلام بن تيمية في "مجموع الفتاوى" (7/254)، وتلميذه ابن القيم في "حكم تارك الصلاة" ( ص59-60): أن الإمام أحمد –رحمه الله- سئل عن الكفر المذكور في آية الحكم؛ فقال: "كفر لا ينقل عن الملة؛ مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه".
3- البخاري(انظر السطور السابقة).(1/3658)
4- يقول الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم في الإيمان(ص89: 90): " وأما الفرقان الشاهد عليه في التنزيل: فقول الله عز وجل: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" وقال ابن عباس: (ليس بكفر ينقل من الملة) وقال عطاء بن أبي رباح: (كفر دون كفر). فقد تبين لنا إذا كان ليس بناقل عن ملة الإسلام أن الدين باق على حاله وإن خالطه ذنوب فلا معنى له إلا أخلاق الكافر وسنتهم؛ لأن من سنن الكافر الحكم بغير ما أنزل الله. ألا تسمع قوله: " أفحكم الجاهلية يبغون ". وتأوليه عند أهل التفسير: أن من حكم بغير ما أنزل الله وهو على ملة الإسلام كان بذلك الحكم كأهل الجاهلية, إنما هو أن أهل الجاهلية كذلك كانوا يحكمون".
5- يقول ابن جرير الطبري في "جامع البيان" (6/166) : "وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟! قيل : إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس".
6- يقول أبو عبد الله ابن بطة العكبري "الإبانة" (2/723): "باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج به من الملّة"، وذكر ضمن هذا الباب(2/ 733-737): الحكم بغير ما أنزل الله، وأورد آثار الصحابة والتابعين على أنه كفر أصغر غير ناقل من الملة".(1/3659)
7- يقول الإمام محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/520): ولنا في هذا قدوة بمن روى عنهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين؛ إذ جعلوا للكفر فروعاً- دون أصله- لا تنقل صاحبه عن ملة الإسلام، كما ثبتوا للإيمان من جهة العمل فرعاً للأصل، لا ينقل تركه عن ملة الإسلامة، من ذلك قول ابن عباس-أي كفردون كفر- في قوله تعالى: ?وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون?.
وقال(2/523) معقباً على أثر عطاء- أي كفر دون كفر، وظلم دون ظلم, وفسق دون فسق- : وقد صدق عطاء؛ قد يسمى الكافر ظالماً، ويسمى العاصي من المسلمين ظالماً، فظلم ينقل عن ملة الإسلام وظلم لا ينقل".
8- يقول ابن الجوزي في " زاد المسير" (2/366): وفصل الخطاب: أن من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً له، وهو يعلم أن الله أنزله؛ كما فعلت اليهود؛ فهو كافر، ومن لم يحكم به ميلاً إلى الهوى من غير جحود؛ فهو ظالم فاسق، وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس؛ أنه قال: من جحد ما أنزل الله؛ فقد كفر، ومن أقر به؛ ولم يحكم به؛ فهو ظالم فاسق".
9- يقول ابن العربي "أحكام القرآن" (2/624): " وهذا يختلف: إن حكم بما عنده على أنه من عند الله، فهو تبديل له يوجب الكفر، وإن حكم به هوى ومعصية فهو ذنب تدركه المغفرة على أصل أهل السنة في الغفران للمذنبين". (انظر لزاما معنى التبديل في العنصر الرابع من هذا البحث)
10- يقول الإمام القرطبي-وهو شيخ القرطبي صاحب التفسير الشهير- في المفهم شرح صحيح مسلم(5/117): "وقوله ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? يحتج بظاهره من يكفر بالذنوب، وهم الخوارج!، ولا حجة لهم فيه؛ لأن هذه الآيات نزلت في اليهود المحرفين كلام الله تعالى، كما جاء في الحديث، وهم كفار، فيشاركهم في حكمها من يشاركهم في سبب النزول.(1/3660)
وقال أيضا في المفهم(5/117-118): "ومقصود هذا البحث، أنَّ هذه الآيات – آيات المائدة – المراد بها: أهل الكفر والعناد، وأنها وإن كانت ألفاظها عامة، فقد خرج منها المسلمون؛ لأنَّ ترك العمل بالحكم مع الإيمان بأصله هو دون الشرك، وقد قال تعالى: { إن الله لا يَغْفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } النساء:48. وترك الحكم بذلك ليس بشرك بالاتفاق، فيجوز أن يغفر، والكفر لا يغفر، فلا يكون ترك العمل بالحكم كفراً".
11- قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن(6/190): " قوله تعالى: فأوْلئك هم الكافرون, والظالمون, والفاسقون. نزلت كلها في الكفار, ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث البراء(فذكره بطوله). فأما المسلم فلا يكفر وإن ارتكب كبيرة. وقيل: فيه إضمار, أي: ومن لم يحكم بما أنزل الله ردا للقرآن وجحدا لقول الرسول(ص)فهو كافر. قاله ابن عباس ومجاهد ".
12- قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى(3/267) في تفسير قوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " (المائدة 44): " أي هو المستحل للحكم بغير ما أنزل الله " أ.هـ
وقال أيضا(7/312): (وإن كان من قول السلف أن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق، فكذلك في قولهم أنه يكون فيه إيمان وكفر؛ ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قالوا : كفر لا ينقل عن الملة. وقد اتبعهم على ذلك أحمد وغيره من أئمة السنة .اهـ
وقال أيضا في منهاج السنة(5/130) : " فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك، بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً، والحكم بما أنزل الله واجب ".(1/3661)
13- يقول ابن كثير "تفسير القرآن العظيم" (2/61): ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? لأنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً.
14- يقول البقاعي " نظم الدرر" (2/ 460): (ولما نهى عن الأمرين وكان ترك الحكم بالكتاب إما لاستهانة أو خوف أو رجاء أو شهوة رتب ختام الآيات على الكفر والظلم والفسق. قال ابن عباس: (من جحد حكم الله كفر ومن لم يحكم به وهو مقر فهو ظالم فاسق).
15- يقول الشاطبي "الموافقات" (4/39): "هذه الآية والآيتان بعدها نزلت في الكفار، ومن غيّر حكم الله من اليهود، وليس في أهل الإسلام منها شيء؛ لأن المسلم –وإن ارتكب كبيرة- لا يقال له: كافر".
16- يقول ابن حجر العسقلاني "فتح الباري" (13/120): "إن الآيات، وإن كان سببها أهل الكتاب، لكن عمومها يتناول غيرهم، لكن لما تقرر من قواعد الشريعة: أن مرتكب المعصية لا يسمى: كافراً، ولا يسمى – أيضاً – ظالماً؛ لأن الظلم قد فُسر بالشرك، فبقيت الصفة الثالثة" ؛ يعني الفسق.
17- يقول الخازن في تفسيره(1/ 310): " قال جماعة من المفسرين: إن الآيات الثلاث نزلت في الكفار ومن غيّر حكم الله من اليهود؛ لأن المسلم وإن ارتكب كبيرة لا يقال إنه كافر. وهذا قول ابن عباس وقتادة والضحاك. ويدل على صحة هذا القول ما روي عن البراء بن عازب).
18- يقول الجصاص في أحكام القرآن (2/439): "المراد: جحود حكم الله، أو الحكم بغيره مع الإخبار بأنه حكم الله. فهذا كفر يخرج عن الملة، وفاعله مرتد إن كان قبل ذلك مسلماً. وعلى هذا تأوله من قال: إنما نزلت في بني إسرائيل، وزجرت فينا. يعنون أن من جحد حكم الله، أو حكم بغير حكم الله, ثم قال: إن هذا حكم الله؛ فهو كافر، كما كفرت بنو إسرائيل حين فعلوا ذلك ".(1/3662)
19- يقول أبو المظفر السمعاني في تفسيره ( 2/42 ) : " واعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية ، ويقولون: " من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، وأهل السنة قالوا لا يكفر بترك الحكم".
20- يقول ابن عبد البر كما في التمهيد (5/74) في صدد الكلام على الكبائر: "وأجمع العلماء على أن الجور في الحكم من الكبائر لمن تعمد ذلك عالماً به رويت في ذلك آثار شديدة عن السلف وقال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) و (الظالمون) و (الفاسقون) نزلت في أهل الكتاب. قال حذيفة وابن عباس: وهي عامة فينا. قالوا ليس بكفر ينقل عن الملة إذا فعل ذلك رجل من أهل هذه الأمة حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر".
21- يقول الإمام ابن حزم في الفصل في الملل والنحل(2/227): "وكل معتقد أو قائل أو عامل فهو حاكم في ذلك الشيء، وإن خالفه بعمله معانداً للحق معتقداً بخلاف ما عمل به – قلت: أي الذي لم يجحد بقلبه وإنما عمل بما يضاد الحق وهو يعتقد أن الحق بخلاف ما عمل - فهو مؤمن فاسق، وإن خالفه معانداً بقوله أو قلبه فهو كافر مشرك".
22- تأمل ما رواه الخطيب -رحمه الله- في (تاريخ بغداد 10/183، ترجمة الخليفة المأمون، ترجمة رقم5330):
"أخبرنا أبو محمد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، أخبرنا أبو بكر بن دريد، أخبرنا الحسن بن خضر قال: سمعت ابن أبي دؤاد يقول: أُدخل رجلٌ من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على خلافنا؟ قال: آيةٌ في كتاب الله تعالى. قال: وما هي؟ قال: قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فقال له المأمون: ألكَ عِلمٌ بأنها مُنزَلة؟ قال: نعم، قال: وما دليلك؟ قال: إجماع الأمة، قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل فارضَ بإجماعهم في التأويل، قال: صدقتَ، السلام عليك يا أمير المؤمنين."(1/3663)
أقول: قد استجاب هذا (الخارجي) ورجع إلى الحق .. فهلا رجع إلى الحق – أيضاً – أولئك الحدثاء المحدثون، المتأثرون بالخوارج المبهورون بآرائهم السالكون نهجهم, الناسجون على منوالهم..!! هذا ما نرجوه ونأمله من الله جل وعلا, قال تعالى( فَإِن لّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنّمَا يَتّبِعُونَ أَهْوَآءهُمْ وَمَنْ أَضَلّ مِمّنْ اتّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ اللّهِ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) القصص 50
وقال تعالى:( إِنّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوَاْ إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور51
23- قال الإمام أبو السعود في تفسيره إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الحكيم (3/42): "?وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ? كائناً من كان، دون المخاطبين خاصة؛ فإنهم مندرجون فيه اندراجاً أولياً. أي: من لم يحكم بذلك مستهيناً به منكِراً، كما يقتضيه ما فعلوه من تحريف آيات الله تعالى اقتضاءً بيّناً ? فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ? لاستهانتهم به".
24- يقول علامة الشام جمال الدين القاسمي في محاسن التأويل(6/ 1998): " كفر الحاكم بغير ما أنزل الله بقيد الاستهانة والجحود له, وهو الذي نحاه كثيرون وأثروه عن عكرمة وابن عباس).
وهناك نقول أخرى كثيرة انظرها في البحث هناك في الملتفى المفتوح بإذن الله.
3- توحيد الربوبية والألوهية ومدى علاقته بالحكم بغير ما أنزل الله(1/3664)
" لقد وقفت على رسالة في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله تناقض فيها صاحبها وأتى بما لم يأت به من سبقه من الغرائب، وقد قرر في رسالته أن هنالك فرقاً بين من حكم بغير ما أنزل الله دون أن يشرع قانوناً لذلك وبين من وضع قانوناً. فالأول لا يكفر وأما الثاني فهو وكل من حكَّم قانونه أو عمل به كافر خارج من الملة مادام أنه قد علم بمخالفته لحكم الله –وقد رددتُ على ذلك في كلامي تحت عنوان: قبل أن نبدأ-.
ودليله على ذلك: أن التشريع حق لله وحده وأن من شرَّع فإنه يلزمه أمران : رفض شريعة الله إذ لو لم يرفضها لما استبدل بها غيرها والثاني أنه تعدى على حق من حقوق الله وأن ذلك ينافي التوحيد, وأن الله سبحانه قد اختص بأشياء منها العبادة ، ومنها الخلق والرزق التدبير، ومنها الحكم والتشريع أيضاً ... إلى أن قال: فمن صرف شيئاً اختص اللّه به لغيره فقد أشرك شركاً أكبر كالذي يعبد غير الله، أو يدعي علم الغيب من دون الله، أو يشرع من دون الله، وهذه قاعدة مطردة لا استثناء فيها ".
أقول ردا عليه: هذه مجازفة ، "فالعزُّ والعظمة والكبرياء من أوصاف الله تعالى الخاصة به التي لا تنبغي لغيره" فيما يقول القرطبي في "المفهم", كما في حديث أبي سعيد وأبي هريرة ، قالا : قال رسول الله(ص): "العزُّ إزارهُ ، والكبرياءُ رداؤه ، فمن ينازعني عذبته" .
وقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله(ص) يقول: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبَّة، أو ليخلقوا شعيرة" .
قال القرطبي في المفهم(5/432): "وقد دل هذا الحديث على أن الذم والوعيد إنما علَّق من حيث تشبهوا بالله تعالى في خلقه، وتعاطوا مشاركته فيما انفرد الله تعالى به من الخلق والاختراع".(1/3665)
ومما يؤكد أن المصورين ينازعون الله ما انفرد به، حديث عائشة قالت: "دخل علَّي رسول الله(ص) وقد سترتُ سهوةً لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه هتكه وتلوَّن وجههُ, وقال: "يا عائشة، أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يُضَاهُون بخلق الله" .
ومع أن المصورين ينازعون الله ما انفرد به، فإن أهل السُّنَّة لم يكفروا منهم إلاَّ من استحل أو قصد العبادة والمضاهاة، أما من لم يستحل، ولم يقصد العبادة والمضاهاة، فليس بكافر.
وأهل السنة كافة لا يكفرون من يستعظم نفسه ويحتقر غيره، وكذلك الخلق والتصوير من خصائصه سبحانه، فنحت التماثيل فيه مضاهاة لخلق الله تعالى, ولم يكفر أهل السنة منهم إلا من استحل ذلك أو قصد العبادة والمضاهاة. وصفوةُ القول أنَّ ثمة أوصافاً إلهية انفردَ اللهُ لها دون خلقهِ ، كالكبرياء والعظمة والخلق والتصوير ، وأهل السُّنَّة لم يكفروا المنازع له فيها بإطلاق ، وإنما سلكوا منهج التفصيل ، فكذلك التشريع والحكم إذا لم يكن عن استحلال فليس بكفر ، وفاعله فاسق صاحب ذنب كبير ، ولا يكفر كسائر الكبائر غير المكفرة –كما يقول الدكتور الفاضل خالد العنبري في هزيمة الفكر التكفيري ص25- .(1/3666)
والذي ينبغي التنبيه عليه أن الشرك هنا في توحيد الربوبية بمعنى إعطاء حق التشريع - أي تشريع - لغير الله, وليس بالضرورة أن يكون صاحبه مشركاً شركاً أكبر لأن الشرك في الربوبية منه ما هو شرك أكبر ومنه ما هو شرك أصغر وضابط ذلك في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ما ذكرناه آنفاً وعليه إجماع الأمة أن الأمر يرجع إلى الجحود والاستحلال. ولا يقال أن من اتبع حكم القانونيين وهو يعلم أنه على ذنب أنه قد أعطى المخلوق حق التشريع من دون الله لأن هذا الأمر يتعلق بالاعتقاد كما قررنا وهو بهذه العقيدة الباطلة كافر ولو كان في مسألة يوافق حكمها حكم الله. أما بدون هذه العقيدة كأن يفعل ذلك إتباعاً للهوى أو تحقيقاً لمصلحة دنيوية فليس عندنا ما نكفره به.
أما ما يتعلق بالشرك في توحيد الألوهية فلا شك أنه لا يكون إلا شركاً أكبر لكن هل يقال لمن حكم بغير ما أنزل الله أنه صرف العبادة لغير الله، ليس الأمر كذلك لأنه في حقيقة الأمر خالف حكم الله ولم يصرف شيئاً من العبادة لغير الله, وإلا لزمك التكفير بالذنوب والمعاصي ولو كانت من الصغائر, وهذا باطل عاطل.
وقرر المخالفون أن تحكيم القوانين وجعلها نظاماً عاماً قرينة على الاستحلال القلبي –ويحتجون بكلام(يأتي في الفصل الرابع) مبتور للعلامة ابن عثيمين-.
أقول ردا عليهم: الذي عليه الأئمة قديماً وحديثاً أن كل ذنب دون الكفر (ومنه بالطبع- عند كل من أنصف- تحكيم القوانين وجعلها نظاماً عاماً) لا يعد قرينة على الاستحلال القلبي، فإن المعاصي التي دون الكفر بوجه عام إما أن يستحلها صاحبها عملياً أو قلبياً فبالأول يكون فاسقاً وبالثاني يكون كافراً ومن قال غير هذا فعليه البيان.(1/3667)
تنبيه: "ولا يفوتني التأكيد على أمر مهم, وهو أن الكتاب ليس قُرباناً لحكام المسلمين !! ولست أبتغي به مرضاتهم !! فو الذي نفسي بيده ليس هذا مقصدي؛ بل إنني أرمي لما هو أسمى من ذلك؛ ألا وهو نصرة المعتقد الحقّ؛ معتقدِ أهل السنة والجماعة في تلك المسائل، والتي أساء لها البعض بإيراداتهم وشبهاتهم. ومعاذ الله أن أكون قد كتبتُ ما كتبتُ محاباةً أو مجاملةً أو استماتةً في الدفاع عن الحكام ! بل الباعث على تأليف هذا الكتاب هو حمايةُ: أصولِ أهل السنة والجماعة من هجمات المُغرضين, وعُقولِ المسلمينَ من الفكر الضالّ بجميع صوره". اهـ من كلمة لفضيلة الشيخ الفاضل بندر بن نايف بن نصهات العتيبي.
---
أبو صلاح الدين
08-15-2005, 06:30 PM
هذا هو رابط البحث في الملتقى المفتوح, فأرجو تحميله:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=14301#post14301
---
أبو صلاح الدين
09-22-2005, 03:26 PM
أين التنفاعل..!!
---
(1/3668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > " والخلف بنخلقكم وقع "
---
" والخلف بنخلقكم وقع "
---
شريف بن أحمد مجدي
03-22-2007, 10:27 PM
منقوووووووووووووول
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
فقد كثر الكلام في هذا الوقت في مسألة " ألم نخلقكم " وما يجوز فيها وما لا يجوز ، ووقعت في يدي رسالة لأحد طلبة العلم يمنع فيها أحد الوجهين، وأورد بعض أقوال أهل العلم بالمنع من وجه الإدغام الناقص لحفص ، فأردت أن أجمع الأدلة والأقوال ، ونحاول أن نصل لصحة القول من عدمه بإذن الله .
لا شك أن القضية خلافية ، والخلاف عند المتقدمين علي مرحلتين : ................
وبقية البحث علي هذا الرابط
http://www.alquraat.201mb.com/vb/showthread.php?p=182#post182
والسلام عليكم
---
(1/3669)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لقاء مع الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله
---
لقاء مع الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
08-12-2005, 02:51 PM
أجرت مجلة الفرقان التي تصدرها جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن لقاء علمياً مع الدكتور صلاح الخالدي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين / جامعة البلقاء التطبيقية وذلك في العدد الثالث والأربعين (رجب 1426هـ) وهذا هو نص اللقاء.
حاوره: زهير ريالات
الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي.. اسم عرفه طلبة العلم ومحبو القرآن وتفسيره، وتابعوا بشغف دروسه ومحاضراته في المساجد، وفي جامعة البلقاء التطبيقية والجامعة الأردنية وكلية العلوم الإسلامية وجمعيات تحفيظ القرآن، وقرأوا كتبه التي وصل عددها إلى نيف وأربعين كتاباً.
وقد قُدّرَ لي أن أتتلمذ على يديه، فرأيت عالماً عاملاً بكتاب الله، تالياً له، صافي المنهج في الولاء والبراء، موالياً لأولياء الله، معادياً لأعدائه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم، قوَّالاً بالحق، أخَّاذاً من الكتاب والسنة، ذاق نعمة الحياة في ظلال القرآن، فسخر وقته وقلمه في تعريف الناس بها.
وانطلاقاً من رسالة المجلة في تعريف قرائها بعلماء القرآن، الذين هم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، كان لقاؤنا مع شيخنا أبي أسامة في بيته في منطقة صويلح بعمان، لنغترف شيئاً من بحر علمه، ونقتبس شعاعاً من نور كلامه، وكان هذا الحوار..
** ** **
الفرقان: بداية -فضيلة الدكتور- نرجو منكم التكرم وإعطاءنا تعريفاً موجزاً بكم: نشأتكم، وحياتكم العلمية، ومسيرتكم مع كتاب الله عز وجل.
د. صلاح: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:(1/3670)
فقد ولدت في مدينة جنين في (1/12/1947م) الموافق (18/محرم/1367هـ)، ودرست في جنين في المدارس الحكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجهت إلى الدراسة الشرعية، فانتقلت إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، ودرست فيها سنتين: الثالث الإعدادي والأول الثانوي، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر. وقد يسر الله لي الحصول على هذه البعثة.
سافرت إلى القاهرة سنة 1965م، وهناك أخذت الثانوية الأزهرية، ثم دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها سنة 1970م، وعدت إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م. ومن أبرز مشايخي في هذه المرحلة الشيخ موسى السيد رحمه الله –أحد علماء فلسطين-، وقد كان عالماً عاملاً ربانيّاً وخرج من العلماء الكثير. أما مصر فقد سافرت إليها في عز المحنة، وكان هناك حرب على العلماء وكثير منهم في السجون، ومنهم في تلك الفترة الشيخ محمد الغزالي وسيد سابق وعبدالحليم محمود، حيث كان لهؤلاء جهود دعوية في تلك الفترة خاصة الشيخ محمد الغزالي وكنا نحضر محاضراته في مختلف مناطق القاهرة.
ثم سجلت لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكانت الرسالة التي قدمتها بعنوان: (سيد قطب والتصوير الفني في القرآن) وجاءت في قسمين: القسم الأول عن حياة سيد قطب، والثاني عن التصوير الفني في القرآن. وتمت المناقشة سنة 1980م، وتألفت اللجنة من الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات مشرفاً والأستاذ محمد قطب مناقشاً والشيخ محمد الراوي -العالم المصري المعروف- مناقشاً.
وكانت قاعة المناقشة ممتلئة بالحضور، وجاء عدد كبير منهم جاء ليسمع كلام الأستاذ محمد قطب، الذي أخجلني وهو يثني على الرسالة والجهد المبذول فيها، حتى إنه قال: لو تقدم الطالب بالقسم الأول من الرسالة فقط لاستحق الماجستير عن جدارة! وهذا من فضل الله عليِّ، وأسأله القبول سبحانه.(1/3671)
ثم حصلت على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها، وكانت الرسالة بعنوان: (في ظلال القرآن – دراسة وتقويم) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، وناقشني عالمان مشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف-.
الفرقان: كم مرة قرأت (الظلال) خلال إعدادك لرسالتي الماجستير والدكتوراه؟
د. صلاح: خلال فترة الماجستير قرأته مرتين، وفي الدكتوراه خمس مرات، فمجموع قراءاتي للظلال من أجل الشهادة الأكاديمية سبع مرات، وكانت قراءة حرفية كاملة والحمد لله.
أما العلماء الذين درَّسوني أو التقيت بهم في السعودية، فأذكر منهم الشيخ عبدالله الغديان -عضو هيئة كبار العلماء- الذي درّسنا علوم القرآن، ودرّسنا التفسير الدكتور مصطفى مسلم -وهو من العلماء السوريين المعروفين-، وغيرهم. وقابلت أيضاً عدداً من كبار العلماء منهم: السيد أحمد صقر، والأديب السعودي المعروف أحمد عبدالغفور العطار، وقابلت محمد قطب في مكة لإعداد المادة حول سيد وحياته.
هذا بالنسبة لدراستي وطلبي للعلم، أما الوظائف التي عملت بها، فبعد تخرجي من الأزهر عينت بوظيفة واعظ بوزارة الأوقاف في الأردن، وكان تعييني في مدينة الطفيلة. وفي عام 1974م انتقلت إلى مدينة السلط حيث عملت مراقباً للتوجيه الإسلامي (مساعد مدير أوقاف). وفي سنة 1980م -وبعد حصولي على الماجستير- عُيِّنت في كلية العلوم الإسلامية في عمان، وبقيت فيها حتى عام 1991م، وكنت عميداً لها في آخر سنتين، بعدها أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين / جامعة البلقاء التطبيقية، وما زلت أعمل فيها إلى الآن. وخلال هذه الفترة من عام 1981م – 1994م عملت خطيباً وإماماً في مسجد عبدالرحمن بن عوف في منطقة صويلح بعمان.
الفرقان: عدد مؤلفاتك وأقربها إلى قلبك ؟(1/3672)
د. صلاح: أحمده سبحانه أن منَّ عليَّ بالكتابة والتأليف. عدد المطبوع من مؤلفاتي بلغ (44) كتاباً، أولها طبع سنة 1981م بعنوان (سيد قطب الشهيد الحي). أما أقربها إلى قلبي فكما يقولون: (كلهم أولادي)، لكن هناك سلسلة قرآنية سمَّيتها: (من كنوز القرآن) خرج منها عشر حلقات منها: مفاتيح للتعامل مع القرآن، في ظلال الإيمان، الشخصية اليهودية من خلال القرآن، لطائف قرآنية.. إلخ.
الفرقان: إذا ذكر اسمكم -فضيلة الشيخ- فوراً نذكر الأستاذ سيد قطب. ما العلاقة التي تربطك به رحمه الله، وما هو أول كتاب قرأته له؟
د. صلاح: هي علاقة محبة وتلمذة، أما صلة شخصية فلم يكن بيني وبين الأستاذ سيد قطب صلة شخصية، لم ألتق معه لأني عندما سافرت إلى مصر، كان سفري في شهر (9) سنة 1965م، وكان سيد قد اعتقل في شهر (7) من السنة نفسها، وبعدها أعدم، فلم ألتق معه لقاء شخصيّاً إنما تتلمذت على كتبه، قرأتها كلها. لما سافرت للقاهرة كان قد وقع في محنة فزاد إعجابي بالرجل، فأقبلت على كتبه، رغم أنها كانت ممنوعة وغير متوفرة في المكتبات، لكن كنا نحصل عليها عن طريق بعض الزملاء والمعارف وبطرق خاصة.
أما أول كتاب قرأته لسيد فله قصة.. كنت في المدرسة أحب القراءة والمطالعة، وكنت أتردد على مكتبة المدرسة، فاستهواني اسم كتاب بعنوان: (مشاهد القيامة في القرآن) ومؤلفه سيد قطب، قبل ذلك لم أكن قد سمعت عنه، فأعجبني اسمه (سيد) و (قطب)، وعنوان الكتاب أعجبني، فاستعرت الكتاب من المكتبة وأخذته إلى البيت وقرأته، وأعترف أنني لم أفهم معظم ما فيه إلا أنها كانت أول مرة أسمع فيها عن سيد وأقرأ له.
الفرقان: استشهد سيد قطب أثناء إقامتكم في القاهرة. كيف كان شعوركم يوم بلغكم نبأ استشهاده رحمه الله؟(1/3673)
د. صلاح: حقيقة حزّ في نفوس الجميع استشهاد سيد، كان استشهاده في (29/8/1966م) فتألمنا جميعاً، وأذكر منظراً لا أنساه، فقبل استشهاده كنا في كافتيريا المدينة الجامعية في الأزهر، وفيها تلفاز، وكنا نجلس نستمع لنشرة أخبار الساعة الثامنة مساءً، وفي النشرة عرضوا صورة سيد قطب عندما خرج من السجن لتنفيذ حكم الإعدام عليه، فسلَّم على جميع الضباط والجنود الموجودين وصافحهم واحداً واحداً، ولما وقف على باب السجن، صافح الواقفين، وكانت سيارة السجن تنتظره، فركب السيارة والتفت للخلف وحياهم جميعاً، وابتسم ابتسامته الكبيرة التي انتشرت بعد ذلك في الصحف.. كان منظراً مؤثراًً، وهذا ردّ على من يقول: إن سيداً كان رجلاً مكتئباً وسوداويّاً.. بالعكس كان وجهه مشرقاً في الصورة، وكان يسلم على أعدائه الذين حاربوه وعذّبوه، ومع ذلك كان يسعهم بقلبه الكبير.
وأذكر أنني في يوم استشهاده كنت في البيت ولم أخرج.. كان من الصعب أن يخفي أحدنا حزنه وألمه على ما جرى، لكن رجال البوليس المصري آنذاك كانوا يحاسبون الناس على عواطفهم، ففي اليوم التالي لاستشهاده، رأيناهم يعتقلون أي رجل ملتزم تبدو عليه مظاهر الحزن لما حدث! وهذه قمة السوء؛ أن تحارب الناس على عواطفهم.
الفرقان: جهودكم الدعوية -سواء بالكلمة أو بالقلم أو بالقدوة الحسنة- متعددة، فطلبة العلم يرون ما تقومون به من محاضرات ودروس ودورات، ومصنفاتكم بلغت (44) كتاباً -كما ذكرتم- كيف تجدون الوقت الكافي لهذا؟ وهل لكم برنامج يومي محدد؟ وإذا كان كذلك حبذا لو أخبرتنا بتفاصيل هذا البرنامج.(1/3674)
د. صلاح: أسأل الله القبول، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى، حقيقة الوقت يذهب بسرعة ولكن ينبغي على الإنسان أن يحسن استغلاله ويحسن تنظيمه، والبركة تأتي من الله تعالى، ذكرت في أحد كتبي -وهو (الخطة البراقة لذي النفس التواقة)- كيف ينظم المسلم وقته ويستفيد منه فائدة جيدة، حقيقة أنا عندي حرص والحمد لله على الوقت، وينبغي على أحدنا أن يستعين بالله سبحانه، ويحرص على أن لا يضيع شيئاً من وقته فيما لا فائدة فيه، يتقلل من الأمور الاجتماعية والمظاهر التي ليس لها داع مثل الزيارات غير المناسبة، وما يتبقى من الوقت يغتنمه بالاشتغال بالأعمال العلمية، ولابد للإنسان أن يجمع بين الكتابة والدعوة، بمعنى أن يخصص جزءاً من وقته للكتابة والتأليف، ويخصص جزءاً آخر لتعليم الناس وإرشادهم عن طريق الدورس والمحاضرات وغير ذلك، لأن المغالاة في الكتابة فقط وترك الناس بدون دعوة غير مناسب، وأيضاً الانشغال بالدروس فقط دون كتابة لمن عنده القدرة عليها أيضاً غير مناسب، فالحل هو الموازنة بين الكتابة والدعوة ليكون الإنسان رجل علم في جانب، ورجل دعوة في الجانب الآخر.(1/3675)
أما بالنسبة لبرنامجي اليومي فأحب أن أقول –بداية-: إنه ثبت من خلال التجربة أن أفضل شيء استغلال وقت ما بعد الفجر، لأن بعض الناس يضيع هذا الوقت في النوم بسبب السهر إلى وقت متأخر من الليل، برنامجي يبدأ بعد الفجر مباشرة، أستيقظ على الأذان الأول، أصلي الفجر في المسجد والحمد لله، وعندي برنامج تفسير القرآن في المسجد -مسجد عبدالرحمن بن عوف- الحمد لله عندي كل يوم درس تفسير حوالي 7-8 دقائق، أتناول فيه تفسير آية بشكل مختصر، بدأت بهذا الدرس قبل (16) سنة بتفسير سورة الفاتحة، وأوشكت الآن على إكمال تفسير القرآن كله، حيث وصلت إلى سورة الغاشية، لم أتوقف عن هذا الدرس إلا إذا كنت مسافراً أو مريضاً، ولعل هذا أول مرة يحصل في الأردن أن يكمل تفسير القرآن كله في مسجد واحد، وهذا بفضل الله سبحانه، الشاهد أنه بعد الفجر لا أنام، واستغل هذا الوقت الثمين المبارك، وقت صفاء الذهن، وأنجز فيه أعمالاً جيدة، ثم استغل الفترة من الشروق حتى الظهر بالكتابة والتأليف، ثم أذهب إلى الجامعة وغالباً تكون محاضراتي بين الظهر والعصر، أما فترة ما بعد العصر فتكون للدروس العامة للناس، أما في الليل فأنا لست ليليّاً وأحرص على النوم مبكراً، حتى إني في ليالي الصيف أنام بعد العشاء مباشرة.
الفرقان: صدر لكم كتابان في إعجاز القرآن: (البيان في إعجاز القرآن) و (إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني). ما الإضافة العلمية التي نجدها في الكتاب الثاني؟(1/3676)
د. صلاح: الكتاب الأول (البيان) كتاب أكاديمي أعد لطلاب كليات المجتمع بغرض التقدم للامتحان الشامل، وقد ألفته سنة 1989م عندما كنت مدرساً لمادة إعجاز القرآن في كلية العلوم الإسلامية، إذن فالكتاب أعد وفق مخطط خاص ولهدف معين. بعد ذلك عندما أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين دعت الحاجة لتأليف كتاب بمستوى آخر ولهدف آخر، يليق بمستوى الدراسة الجامعية، وهو يختلف عن الكتاب الأول في المنهاج والخطة، الأول كان كتاباً تاريخيّاً إلى حد ما؛ تناولت فيه (الإعجاز القرآني ومسيرته التاريخية)، أما الكتاب الثاني فيركز على التحليلات القرآنية عن المباحث المختلفة، وهو يقوم على ثلاثة فصول: الفصل الأول مقدمات دراسة الإعجاز، الفصل الثاني -وهو صلب الكتاب- وسميته (الإعجاز البياني في القرآن)، تناولت فيه عشرين مبحثاً من الموضوعات القرآنية: الحذف والذكر، التقديم والتأخير، التعريف والتنكير، الترادف، الزيادة. الفصل الثالث يبحث في الأدلة على أن القرآن كلام الله تعالى (دلائل مصدره الرباني)، فالكتاب الثاني أشمل في الحقيقة وأكثر فائدة، وفيه تحليلات قرآنية أجود.
الفرقان: من يقرأ الكتابين يلاحظ أنه في الكتاب الأول تكلمتَ عن القضايا العلمية والأخبار الغيبية الموجودة في القرآن وغيرها على أنها من وجوه الإعجاز، أما في الكتاب الثاني فقد اعتبرتها فقط دلائل على ربانية مصدر القرآن. لماذا؟
د. صلاح: في الكتاب الأول ذكرتُ أنها من وجوه الإعجاز، وبينت في المقدمة أن هذا من باب التنازل؛ لأن الكتاب هدفه أكاديمي -كما ذكرنا- وأني لا أرى ذلك، أما الكتاب الثاني فقد كتبته ليكون دراسة منهجية أشمل، ولذلك ذكرت فيه رأيي بدقة وبحرية؛ وهو أن هذه لا أعتبرها من وجوه الإعجاز وإنما هي أدلة على أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى.(1/3677)
الفرقان: ذكرتم في كتابكم الأول (البيان) (ص 65) أن "التحدي بالإتيان بمثل القرآن مستمر، فحيثما يوجد كافر يطعن في مصدر القرآن، فيوجه له التحدي لمعارضته" أقول: لما كان العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم يمتلكون ناصية اللغة كان التحدي بالإتيان بمثله في الفصاحة والبلاغة، ولكن لمَّا ضعفت الملكة البيانية بعد ذلك، فهل يعقل أن يتحدى الناس جميعاً بالبيان وحده؟! لماذا لا نقول بتعدد وجوه التحدي بتعدد وجوه الإعجاز التي ذكرها بعض العلماء؟(1/3678)
د. صلاح: هذا يقودنا إلى وجوب الفصل بين المصطلحات ومعرفة ما هو المطلوب في موضوع الإعجاز والتحدي. نحن متفقون على أن الإعجاز قائم على التحدي، ولا إعجاز إلا بعد التحدي، أيضاً عندما تتحدى طرفاً آخر أنت تطلب منه الإتيان بشيء، إذن هي مراحل ثلاث مترابطة وخطوات ثلاث متدرجة: معاجزة -أولاً-، ثم عَجْز -ثانياً-، ثم إعجاز -ثالثاً-، المشكلة أن بعض من يتكلم في الإعجاز لا يحسن التفريق بين هذه الأمور، ولا يقف أمام قوله تعالى: (فأتوا بسورة من مثله) (البقرة: 23) (فأتوا) الأمر لمن؟ وما هو الهدف؟ وما المراد بالمثلية في الآية؟ في سورة هود يقول الله تعالى: (فأتوا بعشر سور مثله مفتريات) (هود: 13). و(مفتريات) معناها: مكذوبات. لماذا أتى بكلمة (مفتريات) صفة لعشر سور؟! هذا يقودنا إلى أن نذكر الخطوات الثلاث: أولاً المعاجزة.. المعاجزة تعني أن هناك معركة بين القرآن وخصومه، لما سمع الكفار القرآن قالوا: هذا ليس كلام الله بل هو من تأليف محمد r. كانت دعوى النبي أن القرآن كلام الله. لكنهم كذَّبوه في دعواه، ثم ارتقوا خطوة أعلى في التكذيب فقالوا: (لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين)، فزعموا القدرة على الإتيان بمثله، لما ادعوا القدرة على الإتيان بمثله ناسب أن يتحداهم الله فوراً فقال: (فأتوا بسورة من مثله). فالمعاجزة تعني أن القرآن أراد إعجاز المشركين وتعجيزهم، وهم أرادوا تعجيزه. نتيجة المعاجزة هي أن الكفار لم يستطيعوا الإتيان بمثله؛ فصاروا عاجزين أمام القرآن، والقرآن صار معجزاً.(1/3679)
الآن عندما نقول لم لا نوسع موضوع التحدي ونتحدى العالم بالموضوعات الأخرى في القرآن؟! حقيقة هذا كلام خطير جدّاً. أنا أرى أن المثلية المطلوبة في قوله تعالى: (فأتوا بسورة من مثله) هي المثلية البيانية. من لا يعرف العربية لا أتحداه، ولكن أخاطبه بالأدلة الأخرى التي سميناها (دلائل مصدره الرباني). أقول له: أنا عندي في القرآن علم، لكن لا أقول له: هات علماً مثل القرآن.. العلم هذا سبق علوم الناس، وهذا دليل على أنه كلام الله، لكن لا أقول هات علماً مثله، أخشى لو قلت له ذلك أن يأتي بعلم مثله، وينجح في التحدي؛ وبالتالي يصبح عندي مشكلة كبيرة، فإذا هو أصر على موضوع التحدي -هذا الذي لا يتكلم العربية- أقول له: تعال أعطيك دورة لغة عربية. وعندما تتقن العربية كأي عربي أقول لك: (فأتوا بسورة من مثله) وعندها سوف يعجز.
إذن لا إعجاز إلا بعد العجز، ولا عجز إلا بعد التحدي، وعندما تتحدى أنت تطلب شيئاً محدداً، ولكن الذين يتكلمون في الإعجاز العلمي والغيبي وغيره غير منتبهين لهذه النقطة.
الفرقان: هل الخلاف حول هذا المصطلح (الإعجاز العلمي) يمنع من استخدام (الحقائق العلمية الموجودة في القرآن) في الدعوة ؟(1/3680)
د. صلاح: بل يجب، الخلاف فقط في تسميتها (إعجازاً)، عصرنا هذا عصر التكنولوجيا والعلم والاختراعات، يجب على كل من تكلم في القرآن أن يكون عنده ثقافة علمية واسعة في مختلف التخصصات، حتى عندما يتكلم في تفسير آية يجب أن يقدم للناس مضامينها العلمية المعاصرة، ويجب أن نخاطب الآخرين بعلومهم، فلابد من تأليف كتب عديدة في الحقائق العلمية في القرآن وتترجم للغات المختلفة. ونخاطب الغربيين ونقول لهم أنتم في القرن الحادي والعشرين اكتشفتم هذه المعلومات العلمية بعد تجربة قرون عديدة، وبعد معامل ومختبرات وتجارب، قرآننا ذكر هذا قبل (15) قرناً، وقد نزل على إنسان عربي أمي ليس عنده علم بهذه الأمور. فلو كان من تأليفه لما عرف ذلك، فدل هذا على أنه كلام الله، إذن عدم القول بالإعجاز العلمي لا يعني إلغاء الحقائق العلمية في القرآن. بل يجب تعلمها وتقديمها للناس باعتبارها أدلة على أن القرآن كلام الله.
الفرقان: عرفكم طلابكم بأنكم من العلماء الموسوعيين، فرغم بروزكم في علم التفسير إلا أن علو كعبكم في صنوف العلم المختلفة أمر ظاهر، وهذا لا نجده عند كثير من العلماء، فلماذا أصبحنا -في هذه الأيام - لا نجد عالماً موسوعي الثقافة إلا ما ندر؟(1/3681)
أولاً سامحك الله، أنا لا أدّعي أنني موسوعي ولا غير موسوعي. لكن أقول حقيقة يجب على كل من يتعامل مع القرآن أن يتصف بالاطلاع والثقافة العلمية، يعني لابد أن يأخذ من كل حقل علمي بقبس، هو لن يكون متخصصاً في كل العلوم؛ فهذا يحتاج إلى وقت وجهد وملكة وغير ذلك، لكن الذي يتعامل مع القرآن ويقدمه للناس كتابة ودروساً.. إلخ ، لابد أن يكون عنده اطلاعات مختلفة، لأن القرآن -أخي الكريم- ميادينه مختلفة، موضوعاته مختلفة، القرآن ليس مجرد كتاب أدب أو فقه أو إعجاز.. القرآن كتاب موسوعي، وليس هناك حقل من حقول المعرفة إلا تكلم فيه القرآن، فحتى يحسن أحدنا فهم الآيات لابد أن يكون عنده ثقافة واطلاع على هذه الموضوعات، أما إذا اكتفى في تفسير القرآن بذكر ما قاله السابقون، ففي هذه الحالة لا يكون قد أتى بجديد؛ لأن ما قاله السابقون موجود في تفاسيرهم.
أنا من دعاة توسيع مفهوم النص القرآني ومضمونه ليستوعب الثقافات المعاصرة، وتقديمه للمعاصرين حتى يزدادوا إعجاباً بكلام الله سبحانه، فلابد أن يكون عنده اطلاع في ذلك. وكما تفضلت نحن مصابون بمرض التخصص العلمي. وياللأسف بعض الأساتذة في الجامعات لا يجيد حتى تخصصه، هذه عبارة عن ضحالة علمية، فلا بد للعالم المسلم أن يكون عنده ثقافة موسعة؛ أن يتكلم في التاريخ وفي الفقه وفي اللغة وفي العقيدة وفي السياسة والاقتصاد والاجتماع وغير ذلك، أينما يتكلم يبدع ويجيد، لأن القرآن علمه هذا، أما من عنده ضحالة في الفكر فهؤلاء لا يستطيعون فهم كلام الله حقّاً.
الفرقان: نظام التدريس في كليات الشريعة هل له أثر؟(1/3682)
كليات الشريعة وبرامجها وأنظمتها وخططها لها أثر مباشر من زاويتين: زاوية المنهاج نفسه (المادة ووحداتها الدراسية)، وزاوية المدرس نفسه. فالخطط الدراسية في كليات الشريعة بعد سلسلة التقليص والاختصار التي تقوم بها الجامعات أصبحت عبارة عن قشور بدون لباب، وخاصة الآن مع الضغوط الأمريكية لمراجعة المناهج وتنظيفها من (التطرف) و (الإرهاب) والجهاد وغيره، فالآن هذه الخطط الدراسية أصبحت ممسوخة! والله المستعان، وأصبح طالب العلم لا يستفيد منها شيئاً.
الأمر الثاني الأساتذة في الجامعات -إلا من رحم الله- أصبحوا عبيداً لما يسمى وحدات المادة، المدرس حريص على أن لا يخرج من المنهاج بكلمة واحدة في القاعة، أما أن ينصح الطلاب والطالبات ويرشدهم ويتكلم معهم عن أحداث الساعة فنراه يخشى رهباً ورغباً أن يتكلم في هذه الموضوعات، وأن يوسع آفاق الطلاب؛ فيخرج الطالب ليس عنده شيء.
الفرقان: ما هي كتب التفسير التي تنصح بقراءتها ؟
د. صلاح: التفاسير كثيرة ولكن هناك شيء اسمه أمهات كتب التفسير، أن أنصح بالبدء بقراءة الأمهات. وأول هذه التفاسير تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب، هذا الكتاب لا أعتقد أن مسلماً معاصراً يستغني عنه.. سيد رحمه الله ربط الناس بالقرآن، وقدم للناس روح القرآن، فلن تفهم طبيعة القرآن حتى تقرأ الظلال.
الفرقان: ما الميزة التي يتميز بها الظلال عن باقي كتب التفسير؟(1/3683)
سيد قطب كان عنده مبدأ: ما قاله الناس لا يعيد قوله، إنما كان يضيف إلى ما قاله الناس. فسيد في (تفسيره) لم يقف أمام تحليلات القرآن البيانية واللغوية وغيرها فهذا موجود في التفاسير السابقة، إنما أضاف معاني جديدة غير موجودة في التفاسير السابقة، فلهذا (الظلال) لا يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره، (الظلال) هدفه بيان روح القرآن، كيفية الحياة مع القرآن، كيف يدخل المؤمن عالم القرآن، ويخرج منه صاحب رسالة، يحمل رسالة القرآن ويواجه أعداء الله، هذه المعاني ركز سيد عليها، سيد علمنا كيف نواجه الحرب التي شنها الأعداء على القرآن. السابقون لم يتكلموا فيها لأنهم كانوا يكتبون لأناس كانوا يعيشون مع القرآن، فكانوا يقدمون للناس ثقافة تفسيرية. سيد لم يقدم ثقافة تفسيرية، سيد قدم للناس منهجاً تربويّاً حركيّاً مع القرآن، سيد أراد تخريج الشخصية الإسلامية القرآنية، عندما تقرأ (الظلال) تصاغ صياغة قرآنية من جديد؛ فتخرج من الظلال وأنت جاهز لكي تستوعب العلم القرآني بشكل دقيق. بعدها اذهب إلى باقي كتب التفسير، وابدأ من جديد ادرس دراسة ثقافية تفسيرية؛ فعندها تجمع ما بين التربية والحركة في (الظلال)، والعلم التفسيري في التفاسير الأخرى.
ويعجبني كلام الدكتور أحمد حسن فرحات عندما كان يقول: (الظلال) كتب الله له القبول لأنه كتب مرتين: مرة بمداد العالم، ومرة بدم الشهيد. فكان العلم نوراً، والشهادة نوراً، و(الظلال) نور على نور.(1/3684)
نقول بعد (الظلال) لابد من قراءة تفسير ابن كثير؛ فتفسيره كان مرجعاً أساسيّاً لسيد وهو يكتب (الظلال)، كان معه في الزنزانة أثناء كتابته له، فالنقص المأثوري في (الظلال) يستدرك من تفسير ابن كثير، فهما مكملان لبعضهما. وأنصح غير المتخصصين بقراءة أحد مختصرات ابن كثير حتى لا يضيع نفسه مع الروايات المتعدد والأسانيد المختلفة الموجودة في (ابن كثير). بعد ابن كثير هناك من الأمهات تفسير الطبري، وهو مؤسس علم التفسير، وبعده أنصح بقراءة تفسير بياني وليكن الكشاف للزمخشري على صعوبته. أما التفسير الكلامي العقلي (أو ما يسمى بالتفسير بالرأي المحمود) فلا أجد خيراً من تفسير الرازي (مفاتيح الغيب). وأيضاً أنصح بتفسير الإمام القرطبي (الجامع لأحكام القرآن). ولابد أن يدرك القارئ إعراب القرآن؛ فننصحه بقراءة كتاب (الجدول في إعراب القرآن) لمحمود صافي رحمه الله. فمن قرأ هذه الكتب يصبح عنده ملكة تفسيرية، ثم فيما بعد يزود مكتبته بالتفاسير الأخرى.
الفرقان: هل تنوون إكمال مشروعكم المبارك الذي يهدف إلى تهذيب كتب التفسير وتنقيحها وترتيبها؟
د. صلاح: الحمد لله، أخرجت تهذيب تفسير الطبري في سبع مجلدات، وأنجزت تهذيب تفسير ابن كثير وصُفَّ كاملاً قبل خمس سنوات، لكن حتى الآن لم تتيسر طباعته لأسباب مادية، ويقع في حوالي (3500) صفحة، والأحاديث مخرجة، وقد اشتمل على (3000) حديث مرفوع صحيح، والآن ننتظر من يموله من أهل الخير حتى ينشر إن شاء الله. وكنت أنوي تهذيب تفسير الرازي، وشرح وتوضيح (الكشاف) للزمخشري وقطعت فيه مرحلة، لكني عدلت عن هذا المشروع، لأن التهذيب يأخذ من الإنسان جهداً مضاعفاً، عندما يهذب تفسيراً يمكن أن ينتج مكانه عدة دراسات في نفس الفترة الزمنية، ولذلك عدلت عن التهذيب إلى دراسات أخرى.
الفرقان: ما هي مشروعاتكم العلمية في الوقت الحاضر، وهل هناك جديد -كما عودتمونا دائماً -؟(1/3685)
أنا هذه الأيام أقوم بعمل جبهة مع أعداء القرآن، وأنوي إخراج كتابين ضمن سلسلة بعنوان (الانتصار للقرآن). الكتاب الأول رددت فيه على القسيس الأمريكي اليهودي (أنيس شروش) الذي ألف كتاباً سماه (الفرقان الحق)، فأنجزت كتاباً في الرد عليه سميته ( تهافت فرقان متنبئ الأمريكان أمام حقائق القرآن). ويقع في (650) صفحة. و سيكون في السوق في أقرب وقت إن شاء الله، كنت أسجل العبارة التي ذكرها (شروش) وأنقضها وأبين من أي موضع من القرآن أخذها، فمشيت معه خطوة خطوة.
أيضاً هناك كتاب أخر لقسيس مصري اسمه عبدالله الفادي وكتابه بعنوان (هل القرآن معصوم ؟!) يدعى فيه عدم عصمة القرآن، وأنه بحث في القرآن بموضوعية وحياد فوجد (250) خطأ، ما بين خطأ لغوي وفكري واجتماعي وسياسي وعقيدي وعلمي وغير ذلك، فأنا الآن متفرغ للرد على هذا الكتاب وسأسمّيه (بيان خطأ من خَطَّأَ القرآن).وسيكون في الحلقة الثانية من هذه السلسلة.
الفرقان: هل من نصيحة توجهونها لطلبة العلم الشرعي وخاصة طلبة التفسير وعلوم القرآن؟
د. صلاح: نصيحة نقولها لطلبة العلم أنه لابد أن يعيشوا مع القرآن، وأن يحسنوا فهم القرآن، وأن يكونوا نموذجاً عمليّاً لكتاب الله، نريد أن يحملوا مهمة القرآن، أن يكونوا أصحاب مهمة ورسالة قرآنية، وأن يواجهوا أعداء القرآن. نقول لهم: أنتم تعرفون أن القرآن تشنّ عليه حرب مختلفة الجوانب، ولابد أن ترفعوا أنتم لواء القرآن، هذا يتطلب من الشباب أصحاب العلم أن يهتموا بالدراسة والتحصيل، وأن لا يضيعوا أوقاتهم أبداً، ويستثمروا كل ساعة من أوقاتهم حتى يُكَوِّنوا ثقافة موسوعية يستطيعون بها تقديم القرآن للناس، ثم نقول لهم عيشوا مع القرآن وموتوا معه حتى يكرمكم الله بفضل كلامه سبحانه وتعالى.(1/3686)
الفرقان: لا يسعنا في نهاية هذا اللقاء إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل لفضيلتكم على هذه الكنوز التي أتحفتنا بها، ونسأله سبحانه أن يجزيكم خير الجزاء، وأن ينفع بعلمكم إنه سميع مجيب.
---
أبو حسن الشامي
08-20-2005, 02:41 PM
بارك الله بكم شيخنا الشهري على نقل هذه المقابلة ونسأل الله أن يوفق الشيخ الخالدي في مشاريعه التي لم تتم بعد ...
---
(1/3687)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - المبحث الاول: الرسل بين بشريتهم والوحي
---
السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - المبحث الاول: الرسل بين بشريتهم والوحي
---
سيف الدين
04-26-2006, 09:27 PM
- آدم عليه السلام:
قال الله عن آدم عليه السلام: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (33) سورة آل عمران}... ويخبرنا الله عن آدم عليه السلام انه خلقه من طين وعلمه الاسماء كلها ثم امر الله الملائكة ان تسجد له فسجدوا اجمعين؛ وجاهر ابليس بالعداء لهذا المخلوق الجديد واعلن بين يدي الله عز وجل انه سيناصبه العداء الى يوم القيامة... ثم يبدأ تكليف آدم وزوجه حيث يؤمر ان يدخل الجنة ويأكل منها رغدا حيث شاء هو وزوجه على الا يقرب الشجرة ا لمحرمة...
السياق القرآني يواكب آدم في الجنة ويواكب الصراع الاول بين بني البشر وابليس ...
ان القرآن يقرّر ان آدم عليه السلام كان يتصرّف من منطلق بشري فيما عرضه لنا من قصته ...
1- فآدم عليه السلام عرضة لوساوس الشيطان كغيره من البشر: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ } (120) سورة طه
2- كما ان في آدم عليه السلام, كما في غيره من البشر, نوازع الملك والخلود:{ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى} (120) سورة طه
3- كما ان في آدم السلام القابلية للدخول في عالم الوهم :{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ } (22) سورة الأعراف} ....(1/3688)
كل هذا السياق المتكرّر هنا وهناك في القرآن الكريم يؤكّد على ان آدم عليه السلام كان بشرا كغيره من البشر, لذا جعله الله عبرة لجميع البشرية بقوله: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف.. وحين اخرجه الله من الجنة هو وزوجه جعل الخطاب للبشرية جميعا كما جاء في سورة البقرة : {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة
ان تصرفات آدم عليه السلام لم تكن مسرحية اريد بها تعليم البشرية... كما ان تصرفاته لم تكن موحى بها ... ان النصوص واضحة وصريحة في ان الله تعالى عاتب آدم عليه السلام على ما فعله {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (22) سورة الأعراف
ان الوحي الصريح لآدم عليه السلام جاء في قوله تعالى:
1- {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} (35) سورة البقرة
2- {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طه(1/3689)
أمّا تصرّف آدم عليه السلام تجاه الشجرة فان ذلك كان بمحض ارادته, وليس بوحي من الله عزّ وجلّ
نختم هذا المحور بالتبريرات والاسقاطات العجيبة الغريبة على القصة ...
اولها ان اصطفاء آدم للنبوة كان بعد المعصية وليس قبلها !!!!
ونقول: { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } (148) سورة الأنعام ... هل هناك ما يصرح بأن اصطفاء آدم كان حقا بعد المعصية؟؟!!
ثانيا, ان الله قد عصم آدم بعد هذه المعصية ... ان القول بان الله قد عصم آدم بعد ذلك يترتب عليه استنتاجات خطيرة:
1- ان النبوة لا تستطيع ان تصمد امام وساوس الشيطان الا بقوة الهية, فما بالك بالناس؟ هل سيستطيع الناس ان يفعلوا ما عجز الانبياء عن فعله؟
2- ان الانبياء لا يمكن ان يكونوا قدوة للناس في السلوك البشري لأنهم حين يدخلون حيز النبوة فانهم يدخلون في تغيير لبنية سلوكهم.
3- لقد اعلن ابليس انه سيدخل في صراع مع بني البشر جميعا بغية الخروج بهم عن امر الله, فهل النبوة هي استثناء الانبياء من هذا الصراع لأنهم لا يمكنهم بأي حال من الاحوال ان يصمدوا امام وساوس الشيطان؟؟
4- كيف يستطيع الانبياء ان يقدموا نموذجا للناس في الصراع مع ابليس ووساوس النفس اذا كانوا هم انفسهم خارج دائرة الصراع؟
5- ثم الا ترانا نغفل المغزى المهم من قصة آدم حين نناقشها على اساس مفهوم العصمة؟؟ الا ترانا نسير بعيدا عن النص القرآني حيث ان القرآن يكرر ما فعله آدم ويضعه في اطار العبرة للبشرية جميعا ثم يأتي قوم بعد ذلك للنهي عن الخوض فيما فعله آدم لأن ذلك كان قبل النبوة والعصمة؟؟(1/3690)
ان دائرة النبوة ليس هو العصمة وانما هي الدائرة الانسانية – بما تملكه من مشترك مع التركيبة البشرية جميعا - مضافا اليها الوحي الالهي ... ان الذين اقحموا العصمة في موضوع النبوة انما فعلوا ذلك بحسن نية ارادوا منها المحافظة على الرسالة الالهية غير ممسوسة بالهوى البشري ... لكن ذلك لا يعفيهم من النتائج السيئة والخطيرة التي ترتبت على ذلك...
---
علال بوربيق
04-26-2006, 10:48 PM
موضوع جيد من أخ طيب، ولكن لابد من التنبيه على أمورقد تنفع الباحث في هذا الموضوع :
1- جمع الآيات التي تحدثت عن قصة آدم ، ومحاولة الربط بينها ربطا ينفي وجود تلك الاختلافات الظاهرة لنا.
2- عدم التسرع في استخلاص النتائج ، لاسيما وأن بحثك هذا كما ذكرت سابقا لايزال غضا طريا
3- مسألة العصمة من المسائل الواجب علينا مناقشتها ، ولكن بدقة وتريث حتى لا يساء فهمك، وقد قالوا قديما " والحق قد يعتريه سوء تعبير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال يحي بن أبي كثير : " لا ينال العلم براحة البدن "
رواه مسلم
---
سيف الدين
04-27-2006, 08:28 AM
الأخ علال أكرمك الله وجزاك خيرا
ملاحظاتك قيّمة جدا وأودّ ان اعقّب بالتالي:
1- إني اقوم بجمع الايات وما أمكن من احاديث, غير اني ارتأيت الاّ أضمّنها البحث حتى لا يملّ القارىء ونفسح المجال امام مناقشة النقاط المهمة في الموضوع .. ثم ان اضطر الامر اثناء المناقشات عدنا الى الايات حسب ما تقتضيه الحاجة
2- أصدقك القول ان هذا البحث هو ثمرة سنين من القراءات والتأملات في السنة النبوية .. فهناك من وقف من السنة موقف الانكار لكل ما حملت, ومنهم من وقف موقف المؤيّد المثبت لغثّ الروايات وسمينها .. وقد خرجت منها بما خرجت .. الا انني اعتقد جازما ان رأي الواحد لا يأتي بثماره ..
3- ان العصمة موضوع مهم جدا ولا غنى عن ذكره, وسأقوم بإذن الله بإضافته الى محاور البحث
---
سيف الدين
04-27-2006, 08:36 AM(1/3691)
- نوح عليه السلام:
قال تعالى لنوح عليه السلام قبيل اغراق قومه: {وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ} (37) سورة هود} غير ان عاطفة الابّوة تتحرك في نفس نوح عليه السلام وهو يرى ابنه يلتقمه الطوفان, فيتوجه الى ربه بالدعاء: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} (45) {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (46) {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} (47) سورة هود
جاء في زبدة التفاسير: ثم لما علم نوح بأن سؤاله لم يطابق مرضاة الله , وأن دعاءه ناشئ عن وهم كان يتوهمه , بادر إلى الاعتراف بالخطأ , وطلب المغفرة والرحمة
وهنا نعود الى التساؤل: هل كان نوح يقوم بافعاله كلها تبعا لوحي يوحى اليه؟ هل أوحي اليه ان يدعو الله بأن ينجي ابنه ثم يعاتبه الله على ذلك؟؟ من الواضح جدا ان نوح عليه السلام كان يتصرف بطبيعته البشرية.. ولا ريب ان دعاءه لربه مبعثه عاطفة الابوّة التي جعلها الله في قلوب البشر...(1/3692)
وقد حاول البعض الادعاء بأن ابن نوح لم يكن ابنه حقيقة, وعدّدوا احتمالات بأن يكون ربيبا وغير ذلك ... وكل هذه الافتراضات تحتاج الى دليل وسند فلا داعي للخوض فيها ... وان كان السياق يتكلم هنا عن صراع الحق والباطل فحسبنا ان نجعل كل العلاقات تدور في هذا الاطار وان ابن نوح كان ابنه حقيقة وان قول الله له: {انه ليس من اهلك} اي في حسابات الايمان بالله ... وان قول الله له: {انه عمل غير صالح} هو موجّه الى نوح عليه السلام ... ويتناسب هذا مع الاستغفار الذي قام به نوح عقب هذا الكلام.
---
سيف الدين
04-29-2006, 11:07 PM
نقف مع يعقوب عليه السلام وهو يكفكف دمعه على يوسف عليه السلام الذي تآمر عليه اخوته, فألقوه في غيابت الجب... يشتمّ يعقوب عليه السلام رائحة المؤامرة فيقول لأبنائه: { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (18) سورة يوسف ويمضي السياق القرآني يخبرنا ما يحدث ليوسف عليه السلام, ثم يعود بنا الى يعقوب عليه السلام, فاذا به قد ابيضت عيناه حزنا وبكاء على يوسف, واخذ منه الحزن بصره {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (86) سورة يوسف(1/3693)
ان القرآن يسوق بنا مع يعقوب مشاعر الابوّة التي فقدت احد أبنائها وأعقب ذلك فقدان آخر... ان هذه المشاعر تتدفق بشكل انسيابي عفوي ... اننا لا نكاد نرى مع يعقوب الا صورة انسانية بعيدة عن اي تدخل للوحي فيما يجيش بها صدرها من مشاعر الحزن والاسى واللوعة ... فمن كان يرى غير ذلك فليستفت عيني يعقوب عليه السلام !..... فان كان الحزن قد اخذ ببصر يعقوب عليه السلام, فليتدبر معنى صبر يعقوب بصبر...
---
سيف الدين
05-01-2006, 09:45 PM
- يوسف عليه السلام:
{قال رب السجن احب اليّ ممّا يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم} (يوسف 33-34)(1/3694)
ان في دعاء يوسف هنا عليه السلام اقرار بالضعف البشري الذي قد يعتريه كما يعتري غيره من البشر, واقرار بثقل ضغط نوازع نفسه امام الضغط الاجتماعي, لذا يتوجّه بالدعاء الى الله ... ان عرض القرآن لنفسية يوسف عليه السلام على هذا المستوى هو تأكيد على بشرية يوسف عليه السلام من داخلها, هذه النفس التي تحاكي نفوس الناس جميعا, غير ان يوسف عليه السلام, واستشعارا بهذا الضعف, يخطو امام الناس جميعا خطوة الى الامام, بالتوجه الى الله بأن يعينه على هذه الضغوط ... وهذه الخطوة هي خطوة الاسوة الحسنة وهي خطوة النبوة ... ان نبوة يوسف عليه السلام لا تكمن في عصمة الله له, ولا تكمن في مغايرة تركييته البشرية, ولا تكمن في ان نوازع نفسه كانت ملغية لحساب ملك كريم من الله يوجهها او يلجمها... ان نبوة يوسف تمثلت في انه دخل دائرة فتحت امامه المستغلق من الطرق وجعلت كل الفتن والمغريات في متناول يده ... ثم ان القرآن يعرض ما يعتري نفس يوسف من صراع داخلي امام هذه الفتن ... الى هنا تتقاطع نفس يوسف مع نفوس كثير من البشر ... النفس البشرية التي تقيم في لحظة من اللحظات حساب الربح والخسارة ... غير ان نفس يوسف عليه السلام تأبى الا ان تقيم حسابات الربح والخسارة بناء على القرب من الله تعالى ... وهذا هو معنى النبوة ومعنى الاسوة الحسنة ... النبوة التي تؤثر السجن تقربا الى الله ....(1/3695)
اما قضية ان يكون الله قد عصمه او لم يعصمه, فأعتقد انه لا يجب طرح القضية على هذا المستوى ... والسبب في ذلك بسيط وهو التساؤل التالي: ان احجام يوسف عن الاستجابة للضغوط والمغريات الاجتماعية, هل هو احجام فريد لا يتكرر ابدا مع اناس صالحين ليسوا بأنبياء؟ ربما هناك الكثير من قصص الصحابة التي تعرضهم في مواقف بطولية فريدة يرفضون فيها الكثير من المغريات حبا لله ولرسوله ... أفيستحيل على يوسف ان يقدم على ذلك وهو نبي الا بعصمة وتدخل الهي مباشر؟ لماذا نصرّ على ان النبي, بشكل عام, هو اضعف بكثير من كثير من الناس العاديين سواء على مستوى الفطنة او على مستوى الاحجام عن المعصية؟
ان اغرب ما تستدعيه العصمة في الاذهان هو ان النبي انسان ضعيف على مستوى الصراع النفسي او على مستوى الحراك الاجتماعي ... فهناك خوف دائم ان يخسر النبي معركته امام وساوس نفسه, او ان يخسرها امام الضغوط الاجتماعية, لذا تأتي العصمة لكي تخرج النبي من دائرة الصراع النفسي ... ولن نعجب بعد ذلك ممن ذهب الى ان شيطان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد اسلم!!!
---
(1/3696)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات في بعض الآيات
---
تأملات في بعض الآيات
---
عدنان البحيصي
05-30-2006, 04:55 AM
[line]قال الله تعالى:" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"(35)من سورة النور
معاني الكلمات: مشكاة: الثقب في الحائط من غير نافذة
دري: متلألأ وقاد صافي لامع
لا شرقية ولا غربية: لا تصيبها الشمس إلا في حالة الشروق، ولا غربية لا تصيبها إلا في حالة الغروب(1)
المعنى الإجمالي: قوله تعالى : { الله نور السموات والأرض } يخبر تعالى أنه لولاه لما كان في الكون نور ولا هداية في السموات ولا في الأرض فهو تعالى منورهما فكتابه نور ورسوله نور أي يهتدي بهما في ظلمات الحياة كما يهتدي بالنور الحسي والله ذاته نور وحجابه نور فكل نور حسي أو معنوي الله خالقه وموهبه وهادٍ إليه .
وقوله تعالى: { مثل نوره كمشكاة } أي كوة في جدار { فيها مصباح المصباح في زجاجة } من بلور، { والزجاجة } في صفائها وصقالتها مشرقة(1/3697)
{ كأنها كوكب دري } والكوكب الدري هو المضيء المشرق كأنه درة بيضاء صافية، وقوله: { يوقد من شجرة مباركة } أي وزيت المصباح من شجرة مباركة وهي الزيتونة والزيتونة لا شرقية ولا غربية في موقعها من البستان لا ترى الشمس إلا في الصباح، ولا غربية لا ترى الشمس إلا في المساء بل هي وسط البستان تصيبها الشمس في كامل النهار فلذا كان زيتها في غاية الجودة يكاد يشتعل لصفائه، ولو لم تمسه نار، وقوله تعالى:{نور على نور } أي نور النار على نور الزيت وقوله تعالى : { يهدي الله لنوره من يشاء } يخبر تعالى أنه يهدي لنوره الذي هو الإيمان والإسلام والإحسان من يشاء من عباده ممن علم أنهم يرغبون في الهداية ويطلبونها ويكملون ويسعدون عليها .
وقوله: { ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم } يخبر تعالى: أنه يضرب الأمثال للناس كهذا المثل الذي ضربه للإيمان وقلب عبده المؤمن وأنه عليم بالعباد وأحوال القلوب، ومن هو أهل لهداية ومن ليس لها بأهل، إذ هو بكل شيء عليم.
البلاغة : تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البلاغة والبديع نوجزها فيما يلي :
1. التشبيه التمثيلي ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح .... ) شبه نور الله الذي وضعه في قلب عبده المؤمن بالمصباح الوهاج في كوة داحل زجاجة تشبه الكوكب الدري صفاءً وحسناً ، وسمي تمثيلياً لأن وجه الشبه منتزع من متعدد وهو من روائع التشبيه.(1/3698)
الإعجاز العلمي : قام العالم أديسون مخترع المصباح الكهربائي، بأكثر من آلف تجربة قبل أن ينجح في اكتشافه، الذي لم يتكلل بالنجاح إلا بعد أن هداه الله إلى وضع زجاجة حول المصباح، لتغطي السلك المتوهج، وتزيد من شدة الإضاءة، ويصبح المصباح قابلاً للإستخدام من قبل الناس، ولو كان هذا العالم يعلم ما في القرآن الكريم من آيات معجزات، لعلم أن مصباحه بحاجة إلى أن يغطى بزجاجة، كي ينجح ويضئ لمدة طويلة كما يجب، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: "الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري"
ما ترشد إليه الآية الكريمة :
1. أن نور الله جل جلاله هو مصدر الهداية للناس، وأن أحداً من أعداء الله لن يستطيع إطفاء ذلك النور.
2. أن الزيتون شجرة مباركة، فيها غذاء ودواء وسراج.
3. أن الهداية بيد الله يهدي من يشاء.
4. أن الله تعالى عليم بكل شيء ، وعلمه ببواطن الأمور كظواهرها ، فالسر عنده إعلان.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) البحر المديد، ابن عجيبة الجزء 4 ص 244 ، طبعة المكتبة الشاملة
[line]
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) من سورة الزمر
معاني الكلمات : نفس واحدة : آدم عليه السلام
زوجها : حواء
ظلمات ثلاث : البطن والرحم والمشيمة(1/3699)
المعنى الإجمالي : { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } أي: خلقكم مع اختلاف أجناسكم وأصنافكم وألسنتكم وألوانكم من نفس واحدة، وهو آدم عليه السلام { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } ، وهي حواء، عليهما السلام، كقوله: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً } [النساء:1] .
وقوله: { وَأَنزلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } أي: وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية، أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام: { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ } [الأنعام:143] ، { وَمِنَ الإبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ } [الأنعام:144] .
وقوله: { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ } أي: قدركم في بطون أمهاتكم { خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ } أي: يكون أحدكم أولا نطفة، ثم يكون علقة، ثم يكون مضغة، ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا، وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر، { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون:14] .
وقوله: { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ } يعني: ظلمة الرحم، وظلمة المشيمة -التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد -وظلمة البطن. كذا قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وأبو مالك، والضحاك، وقتادة، والسدي، وابن زيد
الإعجاز العلمي :(1/3700)
قام فريق الأبحاث الذي كان يجري تجاربه على إنتاج ما يسمى بأطفال الأنابيب، بعدة تجارب فاشلة في البداية، واستمر فشلهم لفترة طويلة، قبل أن يهتدي أحدثهم ويطلب منهم إجراء التجارب في جو مظلم ظلمة تامة، فقد كانت نتائج التجارب السابقة تنتج أطفالاً مشوهين، ولما اخذوا برأيه واجروا تجاربهم في جو مظلم تماماً، تكللت تجاربهم بالنجاح. ولو كانوا يعلمون شيئا من القرآن الكريم لاهتدوا إلى قوله تعلى، ووفروا على أنفسهم التجارب الكثيرة الفاشلة، لأن الله تعالى يقول: "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون"
والظلمات الثلاث التي تحدث عنها القرآن هي: ظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين وهي
(غشاء الأمنيون، والغشاء المشيمي، والغشاء الساقط).ظلمة الرحم الذي تستقر به تلك الأغشية.ظلمة البطن الذي تستقر فيه الرحم.
ما ترشد إليه الآية الكريمة :
1. أن الله تعالى له الملك ولا يكونه في ملك إلا ما يشاء.
2. أن الله تعالى يمتن على عباده بأن رزقهم من الأنعام ثمانية أزواج، لذا وجب على العباد شكر هذه النعمة.
[line]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) من سورة فاطر
معاني الكلمات :
جدد : جمع جدة أي طريقة ظاهرة من قولهم طريق مجدود أي مسلوك مقطوع(1).
غرابيب : حالك اللون(1/3701)
المعنى الإجمالي: يقول تعالى منبها على كمال قدرته في خلقه الأشياء المتنوعة المختلفة من الشيء الواحد، وهو الماء الذي ينزله من السماء، يخرج به ثمرات مختلفا ألوانها، من أصفر وأحمر وأخضر وأبيض، إلى غير ذلك من ألوان الثمار، كما هو المشاهد من تنوع ألوانها وطعومها وروائحها، كما قال تعالى في الآية الأخرى: { وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
البلاغة:
1. الإستفهام التقريري في قوله تعالى : (ألم تر أن الله أنزل من السماء .........).
2. التضاد في قوله تعالى "جدد بيض " وقوله تعالى " غرابيب سود"
ما ترشد إليه الآية الكريمة :
1. ضرورة التفكر في خلق الله جل جلاله
2. أن الله تعالى أنعم على الناس بالغيث والثمرات المختلفة والجبال الملونة، فوجب على كل عبد أن يشكره.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) غريب القرآن للأصفهاني ، الجزء الأول ص 89، طبعة المكتبة الشاملة
[line]
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) من سورة الممتحنة .
معاني الكلمات:
أولياء تلقون إليهم بالمودة: أي لا تتخذوهم أنصاراً توادونهم .(1/3702)
وقد كفروا بما جاءكم من الحق : أي الإِسلام عقيدة وشريعة .
يخرجون الرسول وإياكم: أي بالتضييق عليكم حتى خرجتم فارين بدينكم(1) .
المعنى الإجمالي : نهي للمسلمين ان يتخذوا من أعداء الدين أولياء، إن كان المسلمون قد اخلصوا نياتهم في جهادهم وهجرتهم، وقد أخرجو المسلمين من ديارهم وكذلك رسول الله صلى عليه وسلم ، فمثل هؤلاء لا ينبغي للمسلم أن يتخذهم أنصاراً، ومن يفعل ذلك فقد حاد عن سواء السبيل سبيل المؤمنين
سبب نزول الآية :
وقد أجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ، وقصة الرسالة مع الظعينة لأهل مكة قبل الفتح بإخبارهم بتجهز المسلمين إليهم مما يؤيد المراد بالعدو هنا(2)
البلاغة:
1. التضاد في قوله تعالى أخفيتم وأعلنتم
2. استخدام الفعل يخرجون للدلالة على استمرار إيذاء الكفار للمسلمين.
ما ترشد إليه الآية الكريمة:
1. وجوب ترسخ عقيدة الولاء للمسلمين و البراء من الكافرين في قلوب المؤمنين.
2. أن الحق والباطل في حالة تدافع مستمر ، وعداء مستحكم، فعلى المسلم ان يعد العدة لمواجهة الباطل.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أيسر التفاسير للجزائري ، ج 4 ص 241، طبعة المكتبة الشاملة
(2) الشنقيطي الجزء 8 ص 217، طبعة المكتبة الشاملة
[line]
---
عدنان البحيصي
06-04-2006, 09:14 PM
هل أكمل هذه التأملات؟
شكراً لكم
---
أحمد البريدي
09-28-2006, 02:16 PM
نعم أكمل وفقك الله , خاصة في هذا الشهر الكريم .
---
عدنان البحيصي
10-01-2006, 01:58 PM
نعم أكمل وفقك الله , خاصة في هذا الشهر الكريم .
بارك الله فيك أخي أحمد وشكر الله جهدك
---
سامي السلفي
11-15-2006, 02:36 AM
أسأل الله ان ينور قلبك ووجهك وصراطك وقبرك
---
عدنان البحيصي
11-15-2006, 08:02 PM
أسأل الله ان ينور قلبك ووجهك وصراطك وقبرك
بارك ا لله فيك أخي الحبيب سامي
ولك من الدعاء مثله وأزود
شكراً لك(1/3703)
---
(1/3704)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 13
---
مدارسة في تفسير القرطبي 13
---
محمد العبدالهادي
09-18-2003, 09:10 AM
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى : " قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا .." مانصه [ وزعم الخليل وسيبويه أن لا تضمر في القسم ؛ لأنه ليس فيه إشكال ؛ ولو كان واجبا لكان باللام والنون ؛ وإنما قالوا له ذلك لأنهم علموا باليقين انه يداوم على ذلك ] (9/250) طبعة دار الكتب المصرية .
سؤالي هو : ما معنى قوله : ولو كان واجبا ..... ؟؟؟ وجزاكم الله خيرا
---
أبومجاهدالعبيدي
09-23-2003, 01:26 PM
بسم الله
جواباً لما سألت عنه اخي وفقك الله أقول :
أولاً : أكثر ما في القرطبي من مسائل النحو منقولة من كتاب إعراب القرآن لأبي جعفرالنحاس
ثانياً : العبارة التي أوردتها فيها تصحيف ، والصواب كما في إعراب القرآن للنحاس هكذا : ( ولو كان موجباً لكان باللام والنون ...).
ثالثاً : إذا اتضح هذا زال الإشكال ، وصار معنى الكلام : ولو كان القسم موجباً لكان باللام والنون ، أي : تالله لتفتأن... ، فلما لم يكن كذلك دل على أن القسم منفي [عكس الموجب] ، وأن لا محذوفة .
قال أبو حيان : ( وجواب القسم تفتؤ ، حذفت منه لا لأن حذفها جائز، والمعنى: لا تزال )البحر المحيط
قال السمين الحلبي في الدر المصون : ( ( تفتأ ) هذا جواب القسم في قوله : ( تالله ) ، وهو على حذف لا ، أي : لا تفتأ ، ويدل على حذفها أنه لو كان مثبتاً لا قترن بلام الابتداء ونون التوكيد معاً عند البصريين ، أو إحداهما عند الكوفيين ... إلخ كلامه .
فقوله : مثبتاً يفسر موجباً في كلام النحاس الذي نقله عنه القرطبي وتصحف في الطبعات المتداوله ، مع أنه قد ورد بلفظ : موجباً في بعض نسخ الكتاب .
والله أعلم .
---
محمد العبدالهادي
09-28-2003, 01:27 PM(1/3705)
أشكرك أخي على هذه الفائدة وجزاك الله خيرا ولكني لا أملك حاليا كتاب النحاس ولا الدر المصون وأعتذر عن تأخري في الرد لظروف فنية في جهازي .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-02-2006, 11:28 PM
وإياك أخي محمد عبدالهادي
وقد فقدناك منذ مدة ؛ فعسى المانع خيراً.
---
(1/3706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > القرآن
---
القرآن
---
خالد الشبل
10-10-2003, 06:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله
في موقع فلاشيات القرآن كاملاً بصوت الشيخ المنشاوي ، عليه رحمة الله.
ميزة التكرير
من هنا (http://www.flashyat.com/quran/quran.htm)
---
(1/3707)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مع أعظم إنسان (رمضانيات28)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات28)
---
د. محمد مشرح
11-11-2004, 02:08 PM
الحلقة 28
37- الرسول يرمي المشركين بالحصباء
قال ابن اسحاق ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل قريشا بها ، ثم قال شاهت الوجوه ،ثم نفحهم بها وأمر أصحابه فقال شدوا فكانت الهزيمة فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش وأسر من أسر من أشرافهم؛ فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوشح السيف في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش الذي فيه رسول الله في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ يخافون عليه كرة العدو ، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر لي في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم قال أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك أحب إلي من استبقاء الرجال .
38- نهى النبي عن قتل البعض وسببه(1/3708)
قال ابن اسحاق وحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومئذ إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا [...] ولا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ، ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها . قال فقال أبو حذيفة أنقتل آباءنا واخواننا وعشيرتنا ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمنه السيف قال ابن هشام ويقال لألجمنه السيف قال فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي حفص أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال عمر يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق فكان أبو حذيفة يقول ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا إلا أن تكفرها عني الشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا ، قال ابن إسحاق وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لأنه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وكان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم وبني المطلب فلقيه المجذر بن زياد البلوي حليف الأنصار ثم من بني سالم بن عوف فقال المجذر لأبي البختري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن قتلك ومع أبي البختري زميل له قد حج معه من مكة وهو جنادة بن مليحة بنت زهير بن الحارث بن أسد وجنادة رجل من بني ليث واسم أبي البختري العاص قال وزميلي فقال له المجذر لا والله ما نحن بتاركي زميلك ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك فقال لا والله إذن لأموتن أنا وهو جميعا لا تتحدث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة فقال ابو البختري حين نازله المجذر وأبي إلا القتال يرتجز لن يسلم(1/3709)
ابن حرة زميله حتى يموت أو يرى سبيله . فاقتتلا فقتله المجذر بن زياد وقال المجذر بن زياد في قتله ابا البختري إما جهلت أو نسيت نسبي فأثبت النسبة أني من بلي الطاعنين برماح اليزني والضاربين الكبش حتى ينحني بشر بيتم من أبوه البختري أو بشون بمثلها من بني أنا الذي يقال أصلي من بلى أطعن بالصعدة حتى تنثني وأعبط القرن بغضب مشرفي أرزم للموت كإرزام المري فلا ترى مجذرا يفري فري قال ابن هشام المري عن غير ابن اسحاق والمري الناقة التي يستنزل لبنها على عسر قال ابن اسحاق ثم إن المجذر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فآتيك به فأبى إلا أن يقاتلني فقاتله فقتلته قال ابن هشام أبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد .
39- مقتل أمية بن خلف(1/3710)
قال ابن إسحاق حدثني يحيى بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال ابن إسحاق وحدثينه أيضا عن عبد الله بن أبي بكر وغيرهما عن عبد الرحمن بن عوف قال كان أمية بن خلف لي صديقا بمكة وكان اسمي عبد عمرو فتسميت حين أسلمت عبدا لرحمن ونحن بمكة فكان يلقاني إذ نحن بمكة فيقول يا عبد عمرو أرغبت عن اسم سماكه أبواك فأقول نعم فيقول فإني لا اعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به أما انت فلا تجيبني باسمك الأول وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف قال فكان إذا دعاني يا عبد عمرو لم أجبه قال فقلت له يا ابا علي أجعل ما شئت قال فأنت عبد الإله قال فقلت نعم قال فكنت إذا مررت به قال فأنت عبد الإله قال فقلت نعم قال فكنت إذا مررت به قال يا عبد الإله فأجيبه فأتحدث معه حتى إذا كان يوم بدر مررت به وهو واقف مع أبنه علي ابن أمية آخذ بيده ومعي أدراع قد استلبتها فأنا أحملها فلما رآني قال لي يا عبد عمرو فلم أجبه فقال يا عبد الإله فقلت نعم هل لك فيّ فأنا خير لك من هذه الأدراع التي معك قال قلت نعم ها الله ذا قال فطرحت الأدراع من يدي واخذت يده ويد ابنه وهو يقول ما رأيت كاليوم قط أما لكم حاجة في اللبن قال ثم خرجت أمشي بهما قال ابن هشام يريد باللبن أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن قال ابن اسحاق حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد ابن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف قال قال لي أمية بن خلف وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره قال قلت ذاك حمزة بن عبد المطلب قال ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل قال عبد الرحمن فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على ترك الإسلام فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد فيقول بلال أحد أحد قال فلما رآه قال رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا(1/3711)
قال قلت أي بلال أبأسيري ؟ قال لا نجوت إن نجا قال قلت أتسمع يابن السوداء ؟ قال لا نجوت إن نجا قال ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا قال قلت أي بلال أبأسيري ؟ قال لا نجوت إن نجا قال قلت أتسع يا بن السوداء ؟ قال لا نجوت إن نجا قال ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا قال فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة وأنا أذب عنه قال فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط قال فقلت انج بنفسك ولا نجاء بك فوالله ما اغني عنك شيئا قال فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما قال فكان عبد الرحمن يقول يرحم الله بلالا ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري .
30- الملائكة تشهد وقعة بدر
قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله ابن أبي بكر أنه حدّث عن ابن عباس قال حدثني رجل من بني غفار قال أقبلت أنا وابن عم لي حتى أصعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة فننهب مع من ينهب قال فبينا نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل فسمعت قائلا يقول أقدم حيزوم فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت .
قال ابن اسحاق وحدثني عبدالله بن ابي بكر عن بعض بني ساعدة عن أبي أسيد مالك بن ربيعة وكان شهد بدرا قال بعد أن ذهب بصره لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك فيه ولا أتمارى .
قال ابن اسحاق وحدثني أبي اسحاق بن يسار عن رجال من بني مازن بن النجار عن أبي داود المازني وكان شهد بدرا قال إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قد قتله غيري .(1/3712)
قال ابن اسحاق وحدثني من لا أتهم عن مقسم مولى عبد الله ابن الحارث عن عبد الله بن عباس قال كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا قد أرسلوها على ظهورهم ويوم حنين عمائم حمرا .
قال ابن هشام وحدثني بعض أهل العلم أن علي بن أبي طالب قال العمائم تيجان العرب وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضا وقد أرخوها على ظهورهم إلا جبريل فإنه كانت عليه عمامة صفراء .
قال ابن إسحاق وحدثني من لا أتهم عن مقسم عن ابن عباس قال ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى بدر من الأيام وكانوا يكونون فيما سواه من الأيام عددا ومددا لا يضربون .
[دروس من المقاطع السابقة ]
[ لو لم يكن الرسول القائد صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي من السماء ويؤمن إيمانا مشاهدا لا لبس فيه لن يجازف بنفسه وبفئة قليلة من أصحابه ويلاقي جيشا ضخما معدا للقتال يفوقه في العدة والعدد ، إن هذا من مثبتات الإيمان عند المؤمن بأن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق ... إن هذا الجانب من الجوانب التي ينبغي التركيز عليها كثيرا في ميادين التربية المختلفة ،فإن الأمة الإسلامية تعيش فترة صعبة تحتاج معها إلى إيمان كالجبال الرواسي ...]
* السيرة النبوية لابن هشام. بتصرف يسير .
---
(1/3713)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الفرق بين علم التجويد وعلم الأصوات ؟
---
ما الفرق بين علم التجويد وعلم الأصوات ؟
---
حمدي باه
04-17-2006, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
أعزائي أهل التفسير أهل الله وخاصته : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طلب مني مشرفي أن أعرف كلا من علم التجويد وعلم الأصوات وأذكر الفرق بينهما وذلك من خلا ل بحثي الذي هو بعنوان : ( الوصف الصوتي بين علمي التجويد والأصوات )
وقد استطعت أن أقدم التعريفا لكل من المصطلحين إلا أني لم أجد كتابا من الكتب التي اطلعت عليها خلال البحث يتطرق إلي التفريق بين المصطلحين مما جعلني ألجأ إليكم أنتم أهل الخير حتى تساعدوني بآرائكم واقتراحاتكم
في الفرق بين هذين العلمين ( علم التجويد وعلم الأصوات ) وجزاكم الله خيرا على مساعدتي وكان عونا لكم
أخوكم حمدي باه
---
أحمد البريدي
04-19-2006, 05:25 AM
لعلك تجد بغيتك في كتب د. غانم قدوري , وكتاباته , وراجع هذه الروابط :
لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3507&highlight=%DE%CF%E6%D1%ED)
عرض كتاب (علم التجويد - دراسة صوتية ميسرة) للدكتور غانم قدوري الحمد (http://http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3574&highlight=%DB%C7%E4%E3+%DE%CF%E6%D1%ED)
---
غانم قدوري الحمد
04-22-2006, 06:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين علم الأصوات وعلم التجويد(1/3714)
إن تدريس هذين العلمين في الجامعات العربية في زماننا يترك انطباعاً بأنهما علمان مختلفان ، فعلم الأصوات اللغوية يُدَرَّسُ في أقسام اللغة العربية في كليات الآداب والتربية ، وكذلك في أقسام اللغات الأجنبية ، بوصفه من علوم اللغة ، بينما يُدَرَّسُ علم التجويد في أقسام العلوم الإسلامية ، بوصفة من علوم القرآن ، وهناك شبه جفوة بين القائمين على تدريس هذين العلمين ، في المناهج والوسائل ، بسبب عوامل تاريخية أدت إلى هذه الحالة.
لكن هذه الصورة لا تعبر عن الحقيقة العلمية لهما ، ولا تعكس الأصول المشتركة التي تربطهما ، ولإيضاح العلاقة بين العلمين وبيان مدى اتفاقهما واختلافهما ينبغي التعريف بالعلمين ، وتاريخ كل منهما ، والموضوعات التي يتناولانها ، بقدر ما تسمح به هذه العجالة .
أما علم التجويد : فإنه ظهر علماً مستقلاً في تراثنا العربي الإسلامي في القرن الخامس الهجري ، حين تمكن علماء قراءة القرآن من استخلاص المباحث الصوتية من كتب علماء العربية ووضعها في إطار علم جديد ، أُطْلِقَ عليه هذا الاسم منذ ظهور المؤلفات الأولى فيه ، مثل كتاب ( الرعاية لتجويد القراءة ) لمكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437هـ ، وكتاب ( التحديد في الإتقان والتجويد ) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444هـ .
وتتابع التأليف في هذا العلم في الحقب اللاحقة لظهور مؤلفاته الأولى ، ولم ينقطع التأليف فيه حتى وقتنا الحاضر ، وقد تنوعت مناهج التأليف فيه وأساليبه بين النظم والنثر ، والإيجاز والتفصيل ، والابتكار والتقليد ، وكانت السمة الغالبة على تلك المؤلفات المحافظة على صورته الأولى ، مع إضافات متميزة لبعض علماء التجويد في بعض العصور ، لكن ذلك لم يغير من صورته التي استقر عليها .(1/3715)
أما علم الأصوات : فيُعَدُّ من العلوم اللغوية الحديثة في العربية ، وظهرت بوادر التأليف فيه في العربية على يد المستشرقين في النصف الأول من القرن العشرين ، لكن أول مؤلف كُتِبَ فيه بالعربية في العصر الحديث هو كتاب " الأصوات اللغوية " للدكتور إبراهيم أنيس ، الذي صدرت طبعته الأولى في القاهرة سنة (1947) ، وتوالت المؤلفات فيه وتكاثرت بعد ذلك ، وغلب على تلك المؤلفات الاعتماد على الدراسات الصوتية الغربية ، وترجمة نتائج تلك الدراسات إلى العربية ، مع الإشارة إلى جهود علماء العربية مثل الخليل وسيبويه وابن جني في ميدان دراسة الأصوات ، لكن جهود علماء التجويد على ضخامتها لم تحظ بالعناية منهم ، بل إنها تكاد تكون مجهولة في الكتابات الصوتية العربية الحديثة والمعاصرة .
وتقدمت دراسة الأصوات اللغوية في العقود الأخيرة لدى الغربيين ، واستفادت كثيراً من مختبرات الصوت والأجهزة الحديثة التي تستعمل في دراسة الصوت وتحليله ، وتنوعت مناهج تلك الدراسة ووسائلها وموضوعاتها ، وتمخض عن ذلك ثلاثة فروع لعلم الأصوات ، هي :
(1) علم الأصوات النطقي ، ويعنى بعملية إنتاج الصوت اللغوي .
(2) علم الصوت الفيزياوي ، ويعني بطبيعة الصوت الإنساني ، وكيفية انتقاله من مصدر التصويت إلى أذن السامع .
(3) علم الأصوات السمعي ، ويعنى بكيفية إدراك الإنسان للصوت اللغوي.
وانعكست آثار ذلك التقدم في دراسة الأصوات اللغوية على كتابات الأصواتيين العرب ، وظهر عدد من المؤلفات التي تستند إلى ما تحقق من تقدم في مجال دراسة الأصوات ، لكن دراسة علم التجويد ومؤلفاته في العصر الحديث ظلت في معزل عن ذلك كله ، ومن هنا صار يُنظر إلى العلمين كأنهما مختلفان موضوعاً ومنهجاً ، لكنهما في الحقيقة من وادٍ واحد ، ويؤولان إلى أصل واحد ، ولعل في النظر في تاريخ العلمين وطبيعة كل منهما والموضوعات التي يتناولانها ما يؤكد ذلك ، وهذه نظرة سريعة في تلك الجوانب :(1/3716)
(1) النشأة : إن "علم التجويد" أقدم نشأة من (علم الأصوات) بما يقرب من عشرة قرون ، فالمؤلفات الجامعة في علم التجويد ظهرت في منتصف القرن الخامس الهجري ، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سبق الغربيين إلى تأسيس علم الأصوات الحديث منذ القرن السابع عشر أو القرن الثامن عشر ، فإن علم التجويد يظل أقدم نشأة منه بستة قرون أو سبعة قرون .
(2) التسمية : إن مصطلح " علم التجويد " استعمل للدلالة على المباحث الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم ، وكانت تلك المباحث مختلطة بالمباحث النحوية والصرفية لدى علماء اللغة العربية ، ولم يفردوها بمصطلح خاص أو علم مستقل ، وقد حاول ابن جني ذلك في كتابه ( سر صناعة الإعراب ) حين عبَّر عن موضوع الكتاب بـ ( علم الأصوات والحروف ) ، لكن من جاء بعده من علماء العربية لم يوفقوا في استثمار تلك اللمحة من ابن جني والبناء عليها ، حتى تمكن علماء قراءة القرآن بعده من استخلاص المباحث الصوتية من كتب علماء العربية ، وأفردوها في كتب خاصة ، واختاروا لها تسمية جديدة ، كانت في أول الأمر تتكون من عنصرين : الأول المخارج والصفات ، والثاني التجويد والإتقان ، فسمَّى مكي بن أبي طالب كتابه " الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة بعلم مراتب الحروف ومخارجها وصفاتها وألقابها " ، لكن معاصره أبا عمرو الداني سمى كتابه " التحديد في الإتقان والتجويد " ، ثم غلبت كلمة التجويد في عناوين الكتب التي ألفها العلماء في العلم من بعدهما .
أما مصطلح " علم الأصوات اللغوية " فإنه مصطلح جديد ، استعمله المتخصصون بعلم اللغة العربية في العصر الحديث ، وجاء ترجمة للمصطلح الغربي الدال على هذا العلم ، ودرسوا تحته مباحث صوتية قديمة سبق إلى دراستها علماء العربية والتجويد ، ومباحث صوتية جديدة نقلوها من الدرس الصوتي الغربي ، على نحو ما يتبين في الفقرة الآتية .(1/3717)
(3) الموضوعات : تتلخص موضوعات علم التجويد في ثلاثة أمور ، هي :
أ: معرفة مخارج الحروف .
ب: معرفة صفات الحروف .
ج: معرفة الأحكام الناشئة عن التركيب ، مثل الإدغام والإخفاء ، والترقيق و التفخيم ، والمد والقصر ، وغيرها من الموضوعات الصوتية المتعلقة بقراءة القرآن الكريم .
وتعد هذه الموضوعات من أهم موضوعات علم الأصوات اللغوية المعاصر ، لكن هذا العلم يدرس اليوم إلى جانب ذلك موضوعات أخرى بعضها يتعلق بعلم الأصوات النطقي ، مثل آلية إنتاج الصوت اللغوي ، والمقطع الصوتي ، والنبر والتنغيم ، وبعضها يتعلق بعلم الصوت الفيزياوي وعلم الصوت السمعي ، وبعض هذه الموضوعات الصوتية الحديثة مما يحتاج إليه دارس علم التجويد ، لو أتيح له الاطلاع عليها .
(4) المصطلحات : يستخدم علم أصوات العربية المعاصر معظم المصطلحات الصوتية التي استخدمها علماء العربية والتجويد ،وقد فضَّل بعض الدارسين مصطلحات عربية جديدة جاءت ترجمة للمصطلحات الصوتية الغربية ، ففي الوقت الذي استخدم فيه معظم المحدثين مصطلح المجهور والمهموس ، فإن بعضهم آثر مصطلح الانفجاري والاحتكاكي بدلاً من الشديد والرخو ، ولا يزال موضوع المصطلح الصوتي عند المحدثين من الموضوعات التي يكثر فيها الاختلاف والاضطراب ، لاسيما في التعبير عن المفاهيم الصوتية الحديثة ، وبعض ذلك راجع إلى عدم اطلاع الأصواتيين العرب المحدثين على كثير من التراث الصوتي عند علماء التجويد .(1/3718)
(5) وسائل الدراسة : اعتمد علماء العربية الأوائل وعلماء التجويد على الملاحظة الذاتية والتجربة الشخصية في دراسة الأصوات ، ولا تزال هذه الوسيلة من الوسائل المهمة في الدرس الصوتي الحديث ، لكن التقدم العلمي قد وضع في أيدي علماء الصوت وسائل جديدة تعتمد على الأجهزة الحديثة ، وتمكنوا من خلالها من إحراز تقدم هائل في فهم الصوت اللغوي والكشف عن أسراره ، ولا يستغني المشتغلون بعلم التجويد وتعليم قراءة القرآن من الاستفادة من هذه الوسائل الحديثة ، إذا ما توفرت المستلزمات الضرورية لذلك .
ويبدو من خلال هذا العرض الموجز أن أصل العلمين واحد ، وأن الموضوعات التي يدرسانها واحدة ، سوى أن علم التجويد يركز على المباحث الصوتية التطبيقية المتعلقة بقراءة القرآن ، وأن علم الأصوات يعنى بكل المباحث المتصلة بأصوات اللغة ، وأحسب أن ما يبدو من اختلاف بين العلمين في بعض الموضوعات والمصطلحات والوسائل إنما هو خلاف شكلي سوف يتلاشى في المستقبل القريب ، إن شاء الله تعالى ، بسبب زوال الموانع بين المشتغلين في ميدان التجويد والمشتغلين بعلم الصوت الحديث ، وحرص الكثير منهم على خدمة القرآن الكريم بأحدث ما وصل إليه العلم ، مع عدم التفريط بثوابت القراءة القرآنية ، هذا والله تعالى أعلم.
---
عبدالرحمن الشهري
04-22-2006, 06:39 AM
الحمد لله رب العالمين .
شكر الله للأستاذ الدكتور غانم الحمد هذا الجواب العلمي المفصَّل ، فهو أجدر من يجيب على هذا السؤال ، فجزاه الله خيراً على تفضله بذلك ، ومثل هذه الأجوبة الموفقة من الدكتور غانم مثال يحتذى في الأجوبة العلمية المفصلة في هذا الملتقى ، فليتنا نقتدي به في هذا الجواب ، حتى يكون للجواب قيمته العلمية ، وقبوله لدى السائل والمحاور .(1/3719)
وأرجو من الأخ السائل حمدي باه أن ينسب هذا الجواب المفصل للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ، وينسبه لملتقى أهل التفسير أيضاً ، فهو مرجع علمي معتمد ولله الحمد .
---
حمدي باه
04-23-2006, 01:05 AM
الحمد لله الذي جمعني بأهل الخير والمشورة- (وأمرهم شورى بينهم) _ أسأله أن يجمعني بهم في فصيح جناته مع زمرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أعزائي أعضاء منتدى ملتقى أهل التفسير أهل الله وخاصته
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد/
أتقدم بشكري وامتناني للأستاذ الجليل الشيخ غانم القدوري الحمد على اهتمامه باستفساري أشكره شكرا جزيلا فجزاه الله خيرا أطال الله في عمره ونفعنا بما عنده من علوم ومعارف جليلة قيمة في مجال كتاب الله .
كما أشكر المشرف العام عبد الرحمن وأعده أنى سأحيل هذه المعلومات إلى الشيخ وعن طريق ملتقى أهل التفسير كما أني سأقوم بنشر الموقع بين طلاب الجامعة الإسلامية بالنيجر ليستفيدوا من المنتدى كما استفدت أنا كما أشعر سماحتكم – عبد الرحمن أني قد ذكرت المنتدى في مراجعي كثيرا مثلا عندما كتبت عن نشأة علم التجويد فقد أخذت كثيرا من كلام الشيخ الفرغلى حين تحدث عن نشأة علم التجويد وحال مصنفاته القديمة وهو _ الفرغلى – بدره نقل _كما يذكر _ عن الشيخ غانم لكني أحلت المقالة المنقولة إلى الفرغلى لأني ماكنت عضوا في الملتنقى ولم أطلع على نص ماكتبه الشيخ غانم
وبعد الشكر والتقدير أعدكم أني إنشاء الله سأقوم بشر هذه المعلومات في جميع أقسام المنتدى حتى تعم الفائدة كما سأنشر بحثي بعد طباعته في هذا الملتقى لأنني نقلت كثيرا من مقالات أصحاب الفضيلة في هذا المنتدى
وأخيرا أشكر الجميع على مساعدتي وأسأل الله أن يجمعنا جميعا في فصيح جناته كما جمعنا هنا في هذا الملتقى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطالب حمدي باه
الجامعة الإسلامية بالنيجر
السنة الرابعة: قسم اللغة العربي
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2006, 08:05 AM(1/3720)
الأخ الكريم حمدي باه وفقه الله ورعاه
شكراً جزيلاً لأدبك الجم ، وحرصك على توثيق العلم ، ونسبته لأهله ، وهذا إن شاء الله مما يبارك الله به لك في علمك . كما أشكرك على نشر الملتقى بين زملائك لينتفعوا بما فيه من العلم الذي نرجو أن يكون نافعاً لهم .
ملحوظة لغوية :
فصيح جناته -الصواب أن تكتب بالسين هكذا : فسيح جناته .
---
(1/3721)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حرمة المسلم على المسلم كتاب الكتروني رائع
---
حرمة المسلم على المسلم كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
11-23-2006, 07:11 AM
حرمة المسلم على المسلم كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
حُرْمَة المُسْلم عَلى المُسْلم
الدكتور. ماهر ياسين الفحل
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 504 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/69758106ff.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/7ae99373a5.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/11062/a11f9a7397.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Hormatolmoslem.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=295275
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
ماهر الفحل
11-24-2006, 09:18 PM
ما شاء الله لاقوة إلا بالله(1/3722)
أشكر الأخوة الذين قاموا بهذا البرنامج الرائع ، وأسأل الله أن يجعلها لهم في ميزان الحسنات ، في يوم تعز فيه الحسنات في يوم الحسرات ، وأن يجعلها لعم من الباقيات الصالحات ، وأن يبيض الله وجوههم يوم يلقونه يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور يوم تبلى السرائر وتنكشف الضمائر يوم الحاقة والطامة والقارعة والزلزلة والصاخة يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وبنيه لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .
وقد دخل السرور على قلبي لما رأيت هذا العمل المبارك في هذا الموقع المبارك ، فأشكر جميع الأخوة الذين أسهموا في ذلك سواء من بعيد أو قريب ، ولا أملك لهم شيئاً يوازي فضلهم إلا الدعاء لهم بالعافية والعمر المديد والعطاء الدائم في الخير ، وأن يكمل الله لهم طريق الوصول إلى مرضاته ، وأن يجزل الله لهم المثوبة .
---
عادل محمد
11-25-2006, 12:30 PM
ما شاء الله لاقوة إلا بالله(1/3723)
أشكر الأخوة الذين قاموا بهذا البرنامج الرائع ، وأسأل الله أن يجعلها لهم في ميزان الحسنات ، في يوم تعز فيه الحسنات في يوم الحسرات ، وأن يجعلها لعم من الباقيات الصالحات ، وأن يبيض الله وجوههم يوم يلقونه يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور يوم تبلى السرائر وتنكشف الضمائر يوم الحاقة والطامة والقارعة والزلزلة والصاخة يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وبنيه لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .
وقد دخل السرور على قلبي لما رأيت هذا العمل المبارك في هذا الموقع المبارك ، فأشكر جميع الأخوة الذين أسهموا في ذلك سواء من بعيد أو قريب ، ولا أملك لهم شيئاً يوازي فضلهم إلا الدعاء لهم بالعافية والعمر المديد والعطاء الدائم في الخير ، وأن يكمل الله لهم طريق الوصول إلى مرضاته ، وأن يجزل الله لهم المثوبة .
بارك الله فيكم ونفع بكم وجعل لكم من دعائكم الطيب يصيبا أكثر الله تعالى من أمثالكم
أخوكم عادل محمد
---
ماهر الفحل
11-25-2006, 06:52 PM
إنَّ مما يلحق العالم بعد موته ، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب ، هي استمرار لحياته ومضاعفة لحسناته ، وهي داخلة ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )) .(1/3724)
والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة ؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته ، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية ، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء ، واستمرار أجره .
ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته ، ينتفعون بعلمه في حياته وينقولونه إلى الأجيال ، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله .
وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء ، وتأليف كتب نافعة محررة ؛ فيحصل له النفع الكبير ، والخير الوافر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
---
عادل محمد
11-26-2006, 11:44 PM
إنَّ مما يلحق العالم بعد موته ، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب ، هي استمرار لحياته ومضاعفة لحسناته ، وهي داخلة ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )) .
والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة ؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته ، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية ، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء ، واستمرار أجره .
ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته ، ينتفعون بعلمه في حياته وينقولونه إلى الأجيال ، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله .
وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء ، وتأليف كتب نافعة محررة ؛ فيحصل له النفع الكبير ، والخير الوافر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وزادك علما ونفع بكم وجزاكم الله عن المسلمين خيرا
---
أبو محمد نائل
11-27-2006, 01:37 AM
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات .
---
(1/3725)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {14}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {14}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-10-2004, 01:36 PM
(((جسر جهنم)))
قال الضحاك عن مزاحم الهلالي التابعي:ان جهنم تزفر زفرة لايبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا خر ساجدا يقول رب نفسي نفسي . {رواه هناد بن السري 1/176}
وقال عبيد الله بن جعفر ابو بكر الفقيه التابعي:إن جهنم لتزفر زقرة تنشق منها قلوب الظلمة ثم تزفر اخرى فيطيرون في الارض حتى يقعوا فيها على رؤوسهم. {رواه ابن ابي عاصم في كتاب الزهد 1/398}
فالامم جاثية من الخوف من عذاب الله ,والملائكة تسحب جهنم ثم توضع في الجب اي الوادي المعد لجهنم ثم يضرب الصراط فوق ظهراني جهنم بقوله تعالى:((كن فيكون))......
((فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور ))).{آل عمران آية:185}
والسير مستمر على الصراط الى ان يصل المؤمنون الى قنطرة .عن ابي سعيد الخدري, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا ’هذِبوا و’نقوا أذن لهم في دخول الجنة,فو الذي نفس محمد بيده لاحدهم اهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا )) {رواه البخاري واحمد}
فمن رحمة الله تعالى انه عزوجل ’ينقي ويهذِب المؤمنين فيما بينهم حتى اذا دخلوا الجنة لا يحمل اخ لاخيه ضغينة او كراهية وبهذا يقول تعالى ((ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ))
{الحجر آية:47}(1/3726)
من خلال هذه الآيات والاحاديث يتبين لنا ان المؤمنين سيقفون في قنطرة وهي اشبه ما تكون [بدار استراحة]الغرض من الوقوف بها هو التهذيب والتنقية ورفع الشوائب الانسانية التي كانت في نفس المؤمن في الحياة الدنيا وذلك استعدادا لدخول الجنة واستعدادا لحياة الخلود الابدية ......
عن سعيد بن انس عن انس بن مالك رضي الله عنه قال:((بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه .فقال عمر ما اضحكك يارسول الله بأبي انت وامي؟قال رجلان من امتي جثيا بين يدي رب العزَة تعالى فقال احدهما يارب خذ لي بمظلمتي من أخي..فقال إعط أخاك مظلمته,قال يارب لم يبق من حسناتي شيء .قال يارب فليحمل عني اوزاري . وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس فيه أن يحمل من اوزارهم .قال فيقول الله عزوجل للطالب ارفع رأسك وانظر الى الجنان ,فرفع رأسه فقال يارب ارى مداين من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ . لاي نبي هذا لاي شهيد هذا ؟ قال لمن اعطاني الثمن ,قال يارب ومن يملك ذلك ؟ قال انت تملكه . قال فبماذا يارب ؟ قال بعفوك عن أخيك . قال يارب قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فأدخله الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فأن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة )) {رواه البزار وابو يعلى والحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد .وضعَفه البخاري وابن حبان }
نعود الى الآية من سورة الحديد ((فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ))(1/3727)
اليوم لاوجود لفدية من المال يفتدي الكافر نفسه بها . ومن أين له يوم القيامة مالا حتى يفتدي نفسه به ..؟ والآية هنا لاتشير الى الكافر وحسب , وانما تشير ايضا الى المسلم العاصي فقوله تعالى ((لايؤخذ منكم فدية )) تعني المسلمين الظالمين والعصاة وقوله تعالى ((ولا من الذين كفروا )) اي الكافرين .......اذن الصنفان مأواهم النار وبئس المصير يقول الله تعالى ((إن الذين كفروا وماتوا وهم كفَار لن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين)) {آل عمران آية:91}
المستحيل واضح في هذه الآية الكريمة ,فمستحيل ان نملا الارض ذهبا ..لان الذهب جزء يسير خلقه الله تعالى في هذه الارض , فمن اين لنا الذهب ملء الارض ...؟ ومع كل هذا لو جاز وملانا الارض ذهبا لنفتدي به انفسنا من عذاب الله لما قبل الله تعالى هذه الفدية...لكن العمل الصالح وهو الكنز الحقيقي الذي يريده الله تعالى منا في هذه الدنيا ..إنه عزوجل يقبل الصالحات ,وانها اكبر ثمنا عند الله من الذهب او المجوهرات الدنيوية...!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:((إن نبي الله كان يقول ’يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له ارايت لو كان لك ملء الارض ذهبا أكنت تفتدي به ؟ فيقول نعم فيقال له قد كنت سالت ماهو أيسر من ذلك ))
{رواه البخاري ومسلم واحمد}
والايسر من الذهب هو الايمان والعمل الصالح . فالايمان يساوي اكثر من ثقل الارض ذهبا ..............
يتبع (((دعوت لاتستجاب )))
__________________________________________________ __
ارى الناس قد ذهبوا الى من عنده الذهب
ومن لا عنده ذهب عنه الناس قد ذهبوا
---
د. هشام عزمي
09-10-2004, 04:28 PM
بارك الله فيك و لكن ...
ألم يكن من الإفضل أن تضع كل هذه المداخلات في موضوع واحد تفاديًا للتشتت و التبعثر و حفاظًا على التسلسل و ترتيب المعاني و الأفكار أثناء القراءة ؟؟!!!!
---(1/3728)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
---
الصفحات : 1 2 [3] 4 5
---
من لي بمنظومة ترتيب السور (4 ردود)
منهج المدرسة الظاهرية في تفسير النصوص الدينية (دراسة في تراث ابن حزم) (0 ردود)
تفسير السراج المنير للخطيب الشربيني للتحميل (1 ردود)
التجويد و الترتيل و الفرش من لسان حفص و ورش (2 ردود)
الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة (0 ردود)
قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للتحميل (0 ردود)
ما هو رقم هاتف هذه المكتبة ؟ عاجل !!! (0 ردود)
أرجوا إعادة تحميل كتاب بدائع البرهان في شرح عمدة العرفان (5 ردود)
الآن : كتاب ( الروضة الندية شرح متن الجزرية ) (2 ردود)
المتحف في معنى السبعة أحرف للتحميل (0 ردود)
بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للتحميل (0 ردود)
البحث عن مخطوط لمكي (1 ردود)
شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام..د.سلمان العودة (0 ردود)
سؤال عن كتاب " التمهيد في التجويد " للحافظ أبي العلاء الهمذاني العطار (7 ردود)
صناعة الفتوى وفقه الأقليات......... للعلامة عبدالله بن بيه (1 ردود)
مشروع نشر رسائل الدكتوراه في الدراسات القرآنية الحائزة على امتياز (0 ردود)
حمل كتاب العجاب قي بيان الأسباب لابن حجروغيره من كتب التفسير وعلوم القرآن (1 ردود)
استفسار عن مخطوطة الكامل في القراءات الخمسين للهذلي (28 ردود)
نوارة للكتب النادرة والمخطوطات تدعوكم لزيارتنا (6 ردود)
هل تفسير العز بن عبد السلام الكبير مطبوعٌ ؟ و لو بعض أجزائه (3 ردود)
موقع خير من آلاف الكتب - نحن بحاجة مثله كثيرا (0 ردود)
الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة - أنجدوني إخواني (6 ردود)
التسجيل الكامل للأرجوزة المنبهة للإمام أبوعمرو الدانى (7 ردود)
هام جدا و عاجل (1 ردود)
تفسير محمد علي بن محمد بن علان الصديقي ( ت 1057 ) (0 ردود)(1/3729)
سؤال عن فهارس مؤسسة أهل البيت (5 ردود)
من هو السلفاني ؟ (0 ردود)
من هو إبن الصائغ المذكور ؟ (5 ردود)
ساعدوني يا أهل العراق خصوصا و العرب عموما (5 ردود)
لله الحمد - الآن : كتاب (حلية الحفاظ شرح منظومة الدمياطي في متشابه الآى والألفاظ) (0 ردود)
أوراق دعوية للطباعة والتوزيع (0 ردود)
العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير - لأول مرة pdf (1 ردود)
شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (0 ردود)
كتاب فضائل الخلفاء الراشدين للأصبهاني للتحميل (0 ردود)
قالب البحوث والرسائل الإصدار 5 (5 ردود)
كتاب : المسند الجامع للكتب التسعة للتحميل (0 ردود)
استفسار عااااجل عن رسالة (2 ردود)
أين أجد كتاب جامع البيان للداني , طبعة أنقرة؟؟ (6 ردود)
سؤال :ما هي أفضل طبعة لتفسير ابن كثير-رحمه الله (4 ردود)
سؤال (2 ردود)
مقدمة التسهيل؟هل حُققت؟ (2 ردود)
أين أجد كتاب: حديث الأحرف السبعة للدكتور عبدالعزيز القاري؟ (3 ردود)
للتحميل تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن للشيخ السعدي رحمه الله (2 ردود)
طلب: بحوث في التفسير ؟ (4 ردود)
حمّل ( تفسير الخازن ) لباب التأويل في معاني التنزيل (0 ردود)
أريد كتاب ( الفتوحات الإلهية ) (2 ردود)
حول الجلالين (9 ردود)
هل طبع كتاب الفوز الكبير في علوم التفسير للدهلوي ؟ (3 ردود)
صفوة الأمة 44 (0 ردود)
كتاب الضوء اللامع للسخاوي للتحميل (1 ردود)
ممكن كتاب "لباب التأويل في معاني التنزيل" للخازن (2 ردود)
لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم (1 ردود)
مخطوط الجواهر الغوالي العظام في وقف حمزة وهشام للمقرئ محمد المنير السمانودي (3 ردود)
تنبيه (0 ردود)
فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها للتحميل (2 ردود)
سؤال عن تصفح الكتب في مكتبة الملك فهد - أو غيرها - على الإنترنت ؟ (10 ردود)
للتحميل نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف (0 ردود)(1/3730)
رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر (1 ردود)
قصة الحج (0 ردود)
من لنا بكتاب: "أليس الصبح بقريب" للشيخ ابن عاشور؟ (7 ردود)
ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير المرتضى اليماني هل هو موجود ؟ (4 ردود)
طلبات المخطوطات في الدراسات القرآنية (58 ردود)
مختارات 104(الأدب صورة العقل) (0 ردود)
كتاب البرهان في أصول الفقه للجويني " ملفات ورد " (0 ردود)
بحوث ندوة العناية بالقرآن الكريم وعلومه (0 ردود)
أوراق الملتقى الأول لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم (0 ردود)
أوراق الملتقى الثاني لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم (0 ردود)
أوراق ندوة: ترجمة معاني القرآن الكريم .. تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل (1 ردود)
سليمان عليه السلام وملكة سبأ (6 ردود)
كتاب حوادث الدهور في مدى الأيام و الشهور للتحميل (0 ردود)
سؤال عاجل عن ابن زنجلة وكتابه (0 ردود)
صفوة الأمة -بعد الأنبياء -41 (0 ردود)
كتاب الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي للتحميل (0 ردود)
للتحميل كتاب الأصول في النحو لـ أبو بكر محمد بن السراج النحوي (1 ردود)
للتحميل كتاب اللباب علل البناء والإعراب للعكبري (0 ردود)
أين أجد هذه الرسالة : توجيه النظر إلى معاني الحروف المقطعة في أوائل السور للشيخ حامد (2 ردود)
أين يوجد هذا الكتاب : الإسرائيليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة والمصادر العبرية (1 ردود)
لماذا لا يكون في الملتقى منتدى للمخطوطات ؟ (11 ردود)
كتاب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ المزي (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 40 (0 ردود)
كنت قبورياً لعبد المنعم الجداوي قصة هدايته للتوحيد (1 ردود)
الشرح المرئي لمتن الشاطبية (6 ردود)
المصفى من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للتحميل (0 ردود)
كتاب الفرقان في بيان منزلة القرآن للتحميل (1 ردود)
استفسار حول الاعجاز في السنة (0 ردود)
صفوة الأمة ... 39 (0 ردود)(1/3731)
حمل تفسير مقاتل على ملف ورد (1 ردود)
كتاب الصناعتين للعسكري (0 ردود)
مختارات 102 (1 ردود)
كتاب تهذيب الآثار للإمام ابن جرير الطبري للتحميل (2 ردود)
تفسير ابن أبي زمنين ( تفسير القرآن العزيز ) للتحميل (1 ردود)
:::: للتحميل كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :::: (0 ردود)
هنا متن مختصر الخرقي (وورد) للتحميل (0 ردود)
البحث عن ترجمة الشيخ محمد علي الضباع (0 ردود)
الوجيز في تجويد الكتاب العزيز للتحميل (0 ردود)
كتاب المصاحف لابن ابي داود للتحميل (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 37 (0 ردود)
ساعدوني في العثور على هذه الحاشية التفسيرية وفقكم الله تعالى (11 ردود)
رابط فيه روابط (0 ردود)
تفسير العز بن عبدالسلام للتحميل " ملف ورد " (0 ردود)
هل يلبي أحد الإخوة وله الدعاء؟ حول تفسير أبي الشيخ (1 ردود)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (0 ردود)
تفسير الطبري بتحقيق العلامة أحمد شاكر للتحميل (0 ردود)
بحث بعنوان " الفوائد البدعية في فضل الصحابة وذم الشيعة " للتحميل (3 ردود)
(كتاب التذكرة في النحو لإبن هشام الأنصاري) (6 ردود)
تفسير أبي بكر الجزائري (أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير) للتحميل (2 ردود)
كتاب التوحيد للشيخ الفوزان (0 ردود)
كتب عن التوسل (4 ردود)
صدر حديثاً ( جمهرة مقالات أحمد شاكر ) (2 ردود)
كتاب " الجامع لمفردات الأدوية والأغذية " لابن البيطار للتحميل (0 ردود)
الذخيرة في الفقه المالكي للامام القرافي " ملفات ورد " (0 ردود)
تفسير سعيد بن منصور (0 ردود)
الموسوعة الإسلامية المعاصرة (3 ردود)
سؤال عن موقع " جامع الحديث " (8 ردود)
تفسير الإمام النيسابوري "غرائب القرآن ورغائب الفرقان " (0 ردود)
تفسير السمين الحلبي (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون) (0 ردود)
الفروع في الفقه الحنبلي " للتحميل " (0 ردود)
مقامات رمضانية 14-15 (0 ردود)(1/3732)
برنامج الجنى الداني من دوحة الألباني " للتحميل " (1 ردود)
" توجيه مشكل القراءات العشرية " ......... (3 ردود)
نظم الدرر في تناسق الآي والسور للبقاعي " ملفات ورد " (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 35 (0 ردود)
تفسير البحر المديد لـ ابن عجينه على ملفات ورد (2 ردود)
مختارات 100( تربويات ) (0 ردود)
تفسير الإمام ابن أبي العز جمعاً ودراسة للتحميل (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 34 (0 ردود)
أسعفوني في توثيق بعض مخطوطاتي (0 ردود)
فنون ( فن الدعاء 234) +مقامات رمضانية 9-10 (0 ردود)
الجواب الصحيح عن أحكام صلاة التراويح (1 ردود)
بلاغة الإشارة بين النظرية والتطبيق (0 ردود)
كتب متعلقة بشهر رمضان المبارك للعلامة محمد العثيمين رحمه الله (1 ردود)
مكتبة رمضانية عامرة لاتفوتك (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 33 (0 ردود)
فنون (فن الدعاء 233) (0 ردود)
فنون (فن الدعاء 232) (0 ردود)
بحث : الرد على دعوى تحقيق القرآن واحتمال الزيادة والنقصان واختلاف الترتيب (0 ردود)
كتاب المنثور في القواعد الفقهية للزركشي للتحميل (1 ردود)
كتاب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية للمناوي (0 ردود)
مقامات رمضانية 6 (0 ردود)
صفوة المة بعد الأنبياء 32 (0 ردود)
مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير( جمع ودراسة ) للتحميل (0 ردود)
كتاب أَخْبَارُ القُضَاةِ لـ وَكِيع على ملفات ورد (1 ردود)
مقامات رمضانية 4 (0 ردود)
:: اول الغيث قطره - ماهى الكتب التى ترغبون فى الحصول عليها ك pdf لنشتريها لكم :: (8 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 31 (0 ردود)
جداول تحريرات طرق رواية شعبة عن عاصم من طريق طيبة النشر (1 ردود)
مقامات رمضانية 3 (0 ردود)
مختارات 98 (0 ردود)
للتحميل كتاب الغريب المُصنّف في اللغة لأبي عبيد القاسم بن سلام (0 ردود)
كتاب العباب الزاخر واللباب الفاخر في اللغة للتحميل (0 ردود)(1/3733)
حمل كتاب "رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة" - شعبان محمد إسماعيل pdf (0 ردود)
حمل كتاب "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" - د. محمد ابو شهبه pdf (0 ردود)
كتاب معجم ما استعجم على ملفات ورد (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 30 (0 ردود)
كتاب " تهذيب اللغة " للأزهري كاملاً للتحميل لأول مرة على ملفات ورد (0 ردود)
هل تريد دراسة الفقه بأسلوب سهل واضح تفضل (1 ردود)
سؤال لمن درس بجامعة أم القرى (6 ردود)
جامع الكتب والابحاث فى الرد على الالحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة (10 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء تتمة 28و29 (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 28 تتمة (0 ردود)
الوقف والابتداء للغزال (0 ردود)
برنامج الدرر السنية الإصدار الثالث (0 ردود)
حمل كتاب "الاسرائيليات فى التفسير و الحديث" للشيخ محمد حسين الذهبى pdf (0 ردود)
حمل كتاب / البلاغة العالية في آية المداينة للدكتور / سعيد جمعة (0 ردود)
حمل كتب تتعلق بالقرآن وعلومه (0 ردود)
حمل المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ حكمي (1 ردود)
كتاب مواقف المرابطين في دفع بغي السلاطين للتحميل (0 ردود)
تفسير الخازن (1 ردود)
كتاب القناعة لابن السني للتحميل ( وورد ) (0 ردود)
جديد : الجامع للأصول والقواعد ( الشيخ ناصر الفهد ) (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 27 (0 ردود)
كتاب ( القول الفصل في قضية الهم بين يوسف وإمرأة العزيز) (0 ردود)
سؤال عن تفسير نظم الدرر إلكترونيا (0 ردود)
بحث بعنوان : دخول الشهر القمري بين رؤية الهلال والحساب الفلكي (2 ردود)
ما قيمة التفسير المظفري العلمية ؟ (2 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 26 (0 ردود)
تفسير المهايمي اين اجده (2 ردود)
أرجو إفادتي عن أفضل الطبعات لهذه الكتب (9 ردود)
أريد مساعدة من الجميع لمعرفة هذا الكتاب (2 ردود)(1/3734)
( نصيحة إمام السنة لإصلاح واقع الأمة ) ..رسالة مهمة جدا تنشر لأول مرّة .. لا تفوتكم (2 ردود)
أرجو مساعدتي في خطة بحث بعنوان قبس إيماني من وصايا لقمان (1 ردود)
يرجى إجابة هذا السؤال (2 ردود)
بشرى لمن يبحث عن تفسير الشيخ "فيصل بن مبارك" (5 ردود)
من يدلني على هذا المتن جزاه الله خيرا؟ (2 ردود)
كيف نحتلف........... للعلامة عبدالله بن بيه (2 ردود)
القراءة الصوتية لمنظومة الزمزمي في التفسير (0 ردود)
كتاب المصون في الأدب للتحميل (0 ردود)
من يدلني على هذا المتن؟ (3 ردود)
المكتبات الإسلامية التي تقدم كتبا مجانية (1 ردود)
الطباعة السريعة (1 ردود)
حمل برنامج القول الأصدق (1 ردود)
المكتبة الشاملة مع تعليمات إستعمالها التي تحتوي على كل ما يحتاجه طالب العلم. لا تفوتك (5 ردود)
للتحميل كتاب أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطي (1 ردود)
شرح ديوان المتنبي للواحدي على ملف وورد للتحميل (3 ردود)
سنن سعيد بن منصور للتحميل لأول مرة على ملفات ورد (1 ردود)
الشاطبية وشرحها الصوتي (2 ردود)
السر المصون في رواية قالون (0 ردود)
كتاب اللامات في اللغة للزجاجي للتحميل (0 ردود)
ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين للتحميل (0 ردود)
من يدلني على هذا الكتاب وجزاه الله خيرا (2 ردود)
كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار للتحميل (1 ردود)
حمل زاد المعاد في هدي خير العباد - ملفات وورد (0 ردود)
كتاب منازل الحروف للرماني للتحميل (0 ردود)
حمل كتاب الحدود في علم النحو للرماني (0 ردود)
حمل كتاب الجمل في اللغة (0 ردود)
حمل جامع الأحاديث القدسية ( الضعيفة ) (1 ردود)
حمل كتاب اللمع في اللغة لابن جني (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 23 (0 ردود)
شرح الاربعين النووية للشيخ بن عثيمين رحمه الله (1 ردود)
المنظومة الأصبهانية للإمام المتولي (0 ردود)
بشرى : هدية من منتدى أهل التفسير منظومة الحائية لأبي داود في.. (1 ردود)(1/3735)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 22 (0 ردود)
النظم الجامع لقراءة الإمام نافع (0 ردود)
مختارات 83 فقه التغيير (0 ردود)
طلب مساعدة عاجلة (2 ردود)
كتاب " زهر الآداب وثمار الألباب للحصري " للتحميل (0 ردود)
صفوة الأمة -بعد الأنبياء - 20 (0 ردود)
كتاب المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده لأول مرة على ملفات ورد (0 ردود)
صفوة الأمة -بعد الأنبياء -19 (0 ردود)
مختارارت(81) هموم دعوية (1 ردود)
كتاب نزهة المجالس ومنتخب النفائس للتحميل (0 ردود)
صفوة الأمة بعد نبيها 18 (0 ردود)
المفصل في شرح آية إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 17 (0 ردود)
للتحميل : قطف الثمر بشيء من سيرة أمير المؤمنين عمر (0 ردود)
موسوعة مؤلفات تراجم وفضائل الصحابة رضوان الله عليهم (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء16 (0 ردود)
كتاب الديباج المذهب ( طبقات المالكية ) للتحميل (0 ردود)
كتاب المختصر في أصول الحديث للجرجاني (1 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 15 (0 ردود)
الوقف في ديار الغرب........جديد العلامة بن بيه (1 ردود)
نهج الرشاد محققاً (0 ردود)
برنامج القرآن الكريم مع التفسير " للتحميل" (0 ردود)
برنامج السر المصون بعد إضافة القراءة الصوتية (2 ردود)
هداية الجيل لقراءة التنزيل (1 ردود)
متشابه القرآن للكسائي (1 ردود)
تحميل مجلة البيان (0 ردود)
جامع المقدمات العلمية لِمُهِمِّ المصنفات والكتب الشرعية ( للتحميل ) (0 ردود)
برنامج فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 12 (0 ردود)
موسوعة برامج مؤلفات العلماء الألكترونية (1 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء 10، 11 (0 ردود)
صفوة الأمة بعد الأنبياء (0 ردود)
مع صفوة الأمة بعد نبيها (0 ردود)
أضواء على الدراسات اللغوية المعاصرة (0 ردود)
من هو مؤلف كتاب دقائق التفسير ؟ (3 ردود)
مع صفوة الأمة بعد نبها (0 ردود)(1/3736)
برنامج كتب الشيخ الألباني رحمه الله (1 ردود)
كتاب " مِشْكَاةُ الْمَصَابِيحِ " لأول مرة على ملفات ورد للتحميل بتحقيق الشيخ الألباني (1 ردود)
حمل برنامج فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (2 ردود)
(1/3737)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ابكِ مثل النساء!
---
ابكِ مثل النساء!
---
hedaya
01-09-2006, 08:13 AM
ابكِ مثل النساء!
في 2 يناير 1492 م سقطت مدينة "غرناطة" آخر مدن الأندلس المسلمة، ورفع العلم الصليبي على قصر الحمراء فيها! "غرناطة" كما يقول زوارها مدينة تنطق العربية والإسلامية في كل بقعة من بقاعها، تقع على هضاب حمراء راسخة في تضرعها الى خالقها، ومعترفة بهذا التراث الاسلامي الذي شيدها وبناها.
وقصر الحمراء درة "غرناطة" وعنوانها وشعارها التاريخي الأول ، يكاد يكون هو المعلم العربي الأبرز في الأندلس يطل على المدينة الحديثة من هضاب عالية تشكل جزءا منها، أو على الأصح هي في موقع القلب من المدينة ... والقصر ولا شك شاهد معجز على عظمة المسلمين ورقيهم الحضاري ونهضتهم العمرانية والهندسية والفنية وقتذاك.
وكأني أنظر إلى القصر من بعيد يبكي مكان الدموع دمًا أحمرًا على ماضٍ تليد، حكم فعدل وشيد وبني، يبكي أمة كان لها في هذا المكان وجودٌ أنهته الفتن والمؤمرات وحب الملك والسلطان واستعانة الأخ على أخيه بالعدو، وصارت طوائف تقاتل بعضها بعضا ويحقد بعضها على بعض وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: "ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى ان تفتح الدنيا عليكم فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم"، تنافسوا الدنيا ونسوا صيانة الدين والملك فاهلكتهم وجعلتهم أثر بعد عين وأصبحت حضارتهم مزارا للسياح يقال لهذه الآثار: "كان ها هنا عربٌ"!
ومما يزهدني في أرض أندلسا ،،، ألقاب معتمدٍ فيها ومعتضدِ
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها ،،، كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسدِ(1/3738)
ويؤلمني المشهد الأخير حين سار السلطان المنكسر أبو عبدالله الصغير مع نفر من أتباعه الى خارج غرناطة ينتظر الفاتحين الجدد ليسلم المدينة اليهم اينهى آخر عهد للمسلمين بالأندلس وحين سلمها القى على المدينة آخر نظرة وداع عليها فهاجت نفسه وخرجت العبرات من عينية وبكى!
فتراه أمه في هذه الحالة وتقول له: "إبكِ مثل النساء ملكًا مضاعًا لم تحافظ عليه مثل الرجال"، وصدقت فالملك لا يحفظه إلا الرجال والدين لا يحفظه إلا الرجال، ولا أعني بذلك الجنس فرب أمرأة بألف من الذكران، والعرض لا يحفظه إلا الرجال، والمجد لا يحفظه إلا الرجال، والحرية لا يطلبها إلا الرجال، أما أشباه الرجال فليس هذا ميدانهم ولا بضاعتهم، إنما مكانهم في الخلف مع القاعدين؛ {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم، وقيل اقعدوا مع القاعدين}
Hedaya
---
(1/3739)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أبحث عن " مورد الظمآن في رسم القرآن "
---
أبحث عن " مورد الظمآن في رسم القرآن "
---
المؤمن
06-21-2006, 12:36 AM
إخواني ومشايخي في ملتقى أهل التفسيرمن يتحفنا بالمنظومات في رسم القرآن والموجودة على " النت " خاصة منظومة الخرازوالمسماة بـ " مورد الظمآن في رسم القرآن "
وجزاكم الله خيرا
---
خادمة القرآن
06-26-2006, 10:05 PM
أرجو من مشايخنا الفضلاء أمدادنا بمنظومة الخراز المسماة بمورد الظمآن في رسم أحرف القرآن ، أو يخبرونا أين نجدها ، فعلى علمي أن هذه المنظومة طبعت في سلطنة بروناي دار السلام في جامعة بروناي وهي بتحقيق الشيخ الدكتور / أشرف محمد فؤاد طلعت . وهي طبعة رائعة ومتميزة . كما وأن الشيخ ألحقها ب ( متن الذيل في الضبط ) للخراز . وتليها منظومة ( الإعلان ،بتكميل مورد الظمآن ) للإمام عبد الواحد بن أحمد بن علي عاشر(ت 1040 هـ) .
ولكن عندي المشكلة أنني لم أجدها في أي مكتبة من مكاتب الرياض ولا أعرف كيف السبيل للحصول عليها فأرجو إفادتنا نفع الله بكم .
---
الجكني
06-27-2006, 04:03 AM
أما طبعة د/ أشرف فعندي نسخة مهداة منه جزاه الله خيراً وبإمكاني تصويرها لمن أراد وإرسالها بالبريد داخل السعودية 0
---
خادمة القرآن
06-28-2006, 12:29 AM
هذا عنوان بريدي الإلكتروني فضيلة الدكتور أرجو إرسال صورة من المنظومة لي :
Na1ahmad@hotmail.com
أو البريد العادي :ص ب 86893 الرياض الرمز البريدي :11632
وإذا كانت صورة النسخة ملونة أفإني على استعداد لدفع تكاليف التصوير . وجزاكم الله الفردوس الأعلى فضيلة الدكتور ولا حرمكم الله الأجر .
---
(1/3740)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( غريب القرآن ) , مع د.عبدالرحمن الشهري , المشرف العام
---
( غريب القرآن ) , مع د.عبدالرحمن الشهري , المشرف العام
---
معمر العمري
04-26-2006, 11:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأكارم , حديثنا في الحلقة القادمة والتي تليها سيكون عن ( غريب القرآن ) مع فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري , المشرف العام على شبكة التفسير والدراسات القرآنية , وقد اشتملت الحلقتان على العديد من المسائل العلمية التي لابد لطالب العلم أن يدركها , وقد تم عرض الموضوع نظريا مدعما بكثير من الشواهد والتطبيقات . وذكرأهم المؤلفات ومناهجها , وأمور أخرى أتركها لمتابعتكم
الحلقة الأولى : ستبث الثلاثاء 4/ 4 / 1427هـ .
والحلقة الثانية : ستبث الثلاثاء 11/4/1427هـ.
---
فهد الناصر
04-30-2006, 04:18 PM
جزاك الله خيراً يا أستاذ معمر على التنبيه . سنحرص على المتابعة إن شاء الله بعد غدٍ . ودعواتنا بالتوفيق للدكتور الفاضل عبدالرحمن زاده الله توفيقاً. ونشكر قناة المجد على استضافته مرة أخرى ، فقد فاتتنا الحلقة التي قدمها عن التجويد ، وسمعنا عنها خيراً من الزملاء الذين شاهدوها .
الأحد 2/4/1427هـ
---
(1/3741)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حسبنا الله ونعم الوكيل
---
حسبنا الله ونعم الوكيل
---
عابر سبيل
11-13-2003, 11:13 PM
أحبتي الكرام
عندما ذكرت لكم تلك الهجمة الشرسة الحاقدة على القرآن الكريم قلت إن إخوة لنا كراما سوف يقفون بالمرصاد في وجه هؤلاء الأوغاد الذين فاق فجورهم كل حد وظننت أنكم ستهبون للدفاع وأنكم لن تتوانوا لحظة في سبيل ذلك ومرت أيام ولم نقرأ لأيّ منكم حرفا في مواجهة هجمة إلحادية نصرانية وبينما لا يوجد في الساحة إلا نفر قليل من جند الحق أكثرهم غير مؤهل للرد يتعالى شأن الحاقدين وبعضهم يصفق لبعضهم ونعيش نحن معهم لا أنيس لنا إلا الله نقاوم قدر الإمكان لكن الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه ويد واحدة لا تصفق ولا أكتمكم سرا بأنني قد اضطررت للتسجيل بعدة اسماء لأسُدَّ فراغ الوجود الإسلامي ولأوهم الحاقدين بأن جند الإسلام باق وأن المسلمين لن يدعوهم يهاجمون دينهم دون رد ويعلم الله الذي لا إله إلا هو بأنني إذ أكتب إليكم هذا الكلام أعتصر دما لما يحدث وبكل صراحة أنتم قد خيبتم آمالي كنت أظنكم ستكونون لإخوانكم عضدا وعن دينكم ذوَّدا فلم تفعلوا ورغم هذا سأزيدكم ألما بالتأكيد على الأمانة المنوطة بأعناقكم وسأحاججكم أمام الله بأنكم قد عرفتم أن كتاب ربكم يهان فلم تهبوا لنجدته يا أهل تفسير القرآن
واليوم جاء خنزير جديد يعارض القرآن استهزاء بما أسماه سورة الشجرة وقبلها قدم بمقدمة طويلة يحاول فيها إثبات ضعف القراءات القرآنية وأن فيها أخطاء
فلعلكم أن تراجعوا أنفسكم بعد قراءة هذا الكلام وتعيدوا ترتيب الأولويات(1/3742)
* وأكرر ليس الحل في حجب الموقع بل إن في الإبقاء عليه والرد بالحجة القوية هو السلاح الأقوى وهذا الكلام أقوله عن تجربة فكم من مساجلات خضناها فوفقنا الله عز وجل فيها لكن كما قلت لكم: الأمر أكبر من أن يتصدى له واحد فلو كان الخطب واحدا لهان لكنه ثان وثالث ورابع............
* خذوا هذا الرابط الذي يستعرض فيه الملحد عضلاته ويقول متحديا: هلموا إليّ
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?fid=5&tid=15931&sid=
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
عابر سبيل وليتني أعبره
---
أبومجاهدالعبيدي
11-14-2003, 03:57 AM
أخي الكريم عابر سبيل زادك الله حرصاً على الخير وتوفيقاً
لا يهولنك الأمر ، ولا تجزع ، ولا تتقطع حسرات ، فإن أهل الضلال أحقر وأذل من أن تهلك نفسك من أجلهم...فلا تغرنك أباطيلهم .
( فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين )
( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ...)
يا أخي الكريم لقد تصفحت الموقع الذي أشرت إليه ، فرأيته سخيفاً هزيلاً ضعيفاً لا يستحق إضاعة الوقت في تصفحه .. ولك أن تخالفني في الرأي لأني لم أطل النظر فيه ..
ولو أننا اشتغلنا بالدود على تفاهات أهل الباطل وشبهاتهم لتركنا ما أمرنا الله به من قول الحق والدعوة إلى الخير ..
والله عز وجل أمرنا بقول الحق ، وبيانه للناس ، والدعوة إلى الخير مع يقيننا بأن الله ناصر دينه ، ومظهر كلمته ولو كره الكافرون .
وإذا عرف الحق فليس بعده إلا الضلال
( الحق من ربك فلا تكن من الممترين )
هذه وجهة نظري ، وقد كنت ذكرت في مناسبة سابقة شيئاً من هذا ، وهذا جزء من وقال سابق :
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان ؟ ! .
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا ، بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها ، ونشراً لها ، واهتماماً بها .(1/3743)
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها ، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة ، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه .
وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه ، وعن سماعها ، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/138-148 ، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه . ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510-516 ] .
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل ، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين .
بل إقامة الحجة على أهل الباطل مِمَّا أوجبه الله عزوجل على أهل العلم ، وإيضاح الحق لهم عند الحاجة أمرٌ متعين ، ولايجوز لمن كان عنده علم أن يكتمه إذا وجدت الحاجة إليه .
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى :(الحق من ربك فلا تكن من الممترين )[آل عمران : 60] : ( وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة ، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق ، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل ، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا ، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون ، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه ، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه . ) انتهى كلامه رحمه الله .(1/3744)
انظرهنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=370)
---
عابر سبيل
11-14-2003, 10:56 AM
الأخ أبا مجاهد العبيدي ، جميع الأخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي يا أخي أن أناقشك رأيك الذي ذهبت إليه لكن على شرط العفو والمعذرة إن تجاوزت معك بدافع الحب في الله
تقول يا أخي
لا يهولنك الأمر ، ولا تجزع ، ولا تتقطع حسرات ، فإن أهل الضلال أحقر وأذل من أن تهلك نفسك من أجلهم...فلا تغرنك أباطيلهم
ــــــــــــــــــــــــــــ
فإذا لم أتقطع حسرات على امتهان أغلى شيء في حياتي فمتى ؟
إنها غضبة لله !!!!!!!!!
نعم أهل الضلال هم أحقر من أن نعيرهم اهتماما لكن من الذي يقول ذلك ؟
إنه من تشرب الإسلام وملكه قلبا وعقلا وروحا فمن لمسكين جرته أقداره إلى موقع كهذا لا يرى فيه إلا لونا واحدا هو لون الإلحاد ومحاربة الدين والاستهزاء بالقرآن
وتقول:
يا أخي الكريم لقد تصفحت الموقع الذي أشرت إليه ، فرأيته سخيفاً هزيلاً ضعيفاً لا يستحق إضاعة الوقت في تصفحه
ــــــــــــــــــــ
وأقول لك: يا أخي ، بل إن الموقع مليء بالسموم الفتاكة والشبهات المحبوكة إنهم يا أخي لا يلعبون يقرأون في كتبنا لكن بعين السخط ويستخرجون منها ما يطعنوننا به وأنت على ذُكْر بأن في كتبنا الكثير من الروايات الواهية والضعيفة والمشكلة التي تحتاج إلى تدخل العلماء للكشف عنها وإخالك قد تقول لي: هناك الكثير من المواقع الإسلامية التي تحارب ذلك وأقول لك: هذا صحيح وجزى الله القائمين عليها كل خير لكن أفضل للجرح أن يكوى في مكانه كي لا يشتد نزفه
وتقول:
ولو أننا اشتغلنا بالدود على تفاهات أهل الباطل وشبهاتهم لتركنا ما أمرنا الله به من قول الحق والدعوة إلى الخير ..
ــــــــــــــــــــــ(1/3745)
وأقول لك يا أخي وهل الرد على أهل الباطل إلا من قول الحق والدعوة إلى الخير ؟ وهل الدين أمر بالمعروف فقط أم نهي عن المنكر أيضا ؟ بل إن في ترتيب الأولويات النهي عن المنكر يتقدم الأمر بالمعروف فالتخلية مقدمة على التحلية وسد الذرائع مقدم على جلب المصالح
وتقول:
والله عز وجل أمرنا بقول الحق ، وبيانه للناس ، والدعوة إلى الخير مع يقيننا بأن الله ناصر دينه ، ومظهر كلمته ولو كره الكافرون
ـــــــــــــــــــــــ
وهل رد الشبهات إلا من قول الحق وبيانه للناس .......؟
نعم يا عزيزي الله عز وجل ناصر دينه هذا لا شك فيه لكن أين واجبنا نحن المسلمين هل نصم آذاننا ونجلس متفرجين على من يلوكنا بألسنته ونعتذر بأن الله ناصر دينه فنكون كمن ينام في بيته ولا يعمل ويحتج بقوله تعالى: { وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } غافلا أو متغافلا عن قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }
والحق يا أخي أنني لست بخائف على الإسلام ولا على القرآن ولكنني خائف على المسلمين علمائهم وعوامهم أخشى على علمائهم من التقصير في حق دينهم بعدم الدفاع عنه وترك الساحة مفتوحة لترهات كل مشكك
وأخشى على عوامهم أن ينخدعوا للمبطلين وكلامهم المعسول الذي يحمل في باطنه قيحا وصديدا بل سما فتاكا
وتقول:
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان ؟ ! .
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا.
ــــــــــــــ
يا أخي الكريم هل في الذود عن الدين والرد على الأباطيل ضياع للأوقات ؟(1/3746)
يا أخي الحبيب القرآن الكريم هو أول من قام بدفع الباطل ورد شبه المعتدين في منهج جدلي عظيم جدير بأن نقف أمامه متعلمين منه وعرفنا من خلال مفسري القرآن الكريم مصطلحات جدلية كـ (الإسجال ، الانتقال ، التسليم ، القول بالموجب ، السبر والتقسيم ، المناقضة ، مجاراة الخصم ، إلجام الخصم بالحجة ، القياس الإضماري ، قياس التمثيل ، قياس الخلف ، قياس الشبه ، قياس العلة ، المذهب الكلامي )
ثم لماذا لم ينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وغيره عن الدفاع عنه بالشعر أمام هجاء الحاقدين له صلى الله عليه وسلم ولماذا لم يقل له: إن الاشتغال بذلك مضيعة للوقت ؟
وما أشبه الليلة بالبارحة الحاقدون همو همو لكن من للمسلمين بحسان ؟
وتقول:
بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها ، ونشراً لها ، واهتماماً بها
ــــــــــــــ
يا أخي الحبيب نحن في وضع مختلف تماما عما تحكيه نحن لا نعرض الشبه فالشبه معروضة وتدخل بيوت المسلمين شئنا أو أبينا فما الحل معها ؟
نحن لا نقول بعرضها ولكن نقول ببترها في محلها بالحجة القاطعة والبرهان المبين زليس في ذلك مضيعة للوقت بل هو عمل عظيم نبتغي به الأجر العظيم من ربنا جل وعلا .
وتقول:
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها ، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة ، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه .
ــــــــــــــــــــــ
يا أخي الكريم بارك الله فيك أنت هنا تلقنني الحجة فالشبه موجودة بحججها لكن لا يوجد من يقاومها فمن لمن لا " لا علم عنده ولا بصيرة " ؟
وتقول:(1/3747)
وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه ، وعن سماعها ، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/138-148 ، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه . ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510-516 ] .
ــــــــــــــــــــــ
كلام طيب لكنه لا ينطبق على حالتنا هذه ففرق بين المطالبة بعرضها وبين المطالبة بالرد عليها حالة كونها معروضة
وتقول:
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل ، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين
ــــــــــــــــــ
إذن فأنت هنا تلتقي معي ونحن لا نريد إلا ذاك
وتقول:
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى :(الحق من ربك فلا تكن من الممترين )[آل عمران : 60] : ( وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة ، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق ، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل ، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا ، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون ، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه ، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه . ) انتهى كلامه رحمه الله .
ــــــــــــــــــــ(1/3748)
كلام طيب لكن حتى ينجلي النور لابد من أن ينمحي الظلام ثم قل لي يا أخي كيف يبين المسلم الحق بأدلته إن لم يكر على الباطل وأدلته ؟ والله عز وجل يقول: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
أخي الحبيب نحن الآن في عالم جديد إن لم نتسلح فيه بسلاح الحجة والقوة فسنفقد كثيرا مما بناه من قبلنا وإن لم نعرف كيف يدبر الآخرون لنا وماذا يكيدون لديننا فسنجد أنفسنا في عالم خاص بنا لا ندري بما يدور من حولنا وسنفاجأ بعدونا وقد دخل علينا دورنا ونغص علينا حياتنا بكفره وإلحاده فنندم ولات ساعة مندم
أخي الحبيب أرجو أن تسامحني إن كنت قد تجاوزت معك لكن حبي لك ولجميع المسلمين في الله وحبي لديني هو الذي دفعني إلى الإسراف في القول
{ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
{ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
---
أبومجاهدالعبيدي
11-15-2003, 02:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الغيور على دينه عابر سبيل حفظك الله ورعاك
تحية طيبة مني إليك ، وأشكرك على ما أبديته من اهتمام بما ذكرته في ردي السابق
وأقول : نعم الحق معك ، ونحن لا بد أن نجتهد في رد ما يثيره أعداء الدين من طعون وشبه
ولكن : كان قصدي من مشاركتي السابقة التخفيف عليك ، وبيان أن هذا الأمر في الحقيقة ينبغي أن يكون بقدر مدروس ومعتدل .
ولذلك ؛ أقول لك يا أخي الكريم : الأعداء لا يمكن أن يتوقفوا عن الطعن في هذا الدين ، والقدح في أصوله ، وبث السموم بين أهله ليشككوهم فيما يعتقدونه ، فهل يمكن أن نرد على جميع ما يطرحونه في الساحة .(1/3749)
إن طريقة القرآن في عرض أقوال خصومه والطاعنين فيه تحتاج إلى تأمل وتدبر ؛ لتعرف على الطريقة الصحيحة السليمة في هذا الباب .
وقد تأملت بعض الآيات على وجه السرعة ، فرأيت أن من منهج القرآن في ذلك : إهمال الرد عليهم وتركه بلا جواب ؛ لأنه قد لا يستحق ذلك الرد لتهافته وبطلانه .
وأحيانأ : يرده رداً سريعاً بالحكم بأنه قول باطل ساقط ، وأن الحق خلافه
واقرأ معي بتأمل هذه الآيات في سورة الفرقان :( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا 4 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 5 قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 6 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا 7 أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا 8 )
واقرأ سورة آل عمران ، ففيها أمثلة كثيرة تحتاج إلى تدبر وتأمل .
وبهذه المناسبة فإني أقترح أن يبحث هذا الموضوع بحثاً تفصيلياً موسعاً ليستفاد منه في هذا المجال ، ويكون عنون البحث : منهج القرآن في إيراد أقوال خصومه والرد عليها
أو قريباً من ذلك .
أما أصل الرد على أهل الباطل فقد ذكر ابن القيم رحمه الله أنه حق من حقوق الله على عباده فقال في مقدمة كتابه : هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى :
(ومن بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان.(1/3750)
وكان انتهى إلينا مائل أوردها بعض الكفار الملحدين على بعض المسلمين فلم يصادف عنده ما يشفيه ، ولا وقع دواؤه على الداء الذي فيه، وظن المسلم انه باجابته القاصة اصاب، فقال : هذا هو الجواب! فقال الكافر: صدق أصحابنا في قولهم: ان دين الاسلام انما قام بالسيف لا بالكتاب.
فتفرقا وهذا ضارب وهذا مضروب، وضاعت لحجة بين الطالب والمطلوب، فشمر المجيب عن ساعد العزم، ونهض على ساق الجد وقام لله قيام مستعين به مفوض إليه متكل عليه في موافقة مرضاته، ولم يقل مقالة العجزة الجهال: إن الكفار إنما يعاملون بالجلاد دون الجدال، وهذا فرار من الزحف، وإخلاد إلى العجز والضعف.
وقد أمر الله بمجادلة الكفار بعد دعوتهم إقامة للحجة وإزاحة للعذر " ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ".
والسيف إنما جاء منفذا للحجة مقوما للمعاند، وحدا للجاحد، قال تعالى: " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ".
فدين الإسلام قام بالكتاب الهادي ونفذه السيف.
فما هو الا الوحي او حد مرهف يقيم ضباه اخدعي كل مائل
فهذا شفاء الداء من كل عاقل وهذا دواء الداء من كل جاهل
وإلى الله الرغبة في التوفيق، فانه الفاتح من الخير أبوابه والميسر له أسبابه. وسميته هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.) انتهى
وأخيراً : أشكرك أخي عابر سبيل على أدبك ولطفك في الرد والمناقشة .
---
(1/3751)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المجلة الأحمدية بدبي والدكتور طه الخطيب..!!
---
المجلة الأحمدية بدبي والدكتور طه الخطيب..!!
---
محمود الشنقيطي
02-20-2007, 07:29 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه والتابعين ومن استن بسنته وهداه..
وبعد:
أعزائي الكرام بودي أن أستفيد بمعرفة خبر هذه المجلة العلمية, ومعرفة هل هي شهرية أم تصدر في فترات زمنية أخرى, وهل تصل لمراكز البحوث بالملكة العربية السعودية كمكتبة الملك فهد ومركز الملك فيصل أو مكتبات الجامعات بانتظام؟؟
كما أود التعرف على الدكتور طه الخطيب (إن كان اسمه صحيحاً) هكذا , ومؤلفاته في الدراسات القرآنية, حيث سمعت أنه حقق ألفية غريب القرآن للعراقي في إحدى جامعات السودان, وللجميع جزيل الشكر وعظيم الامتنان..
---
زكرياء توناني
02-21-2007, 01:10 AM
لقد رأيت عددا واحدا من هذه المجلة ، وقد كانت مناسبة رؤيتي لهذا العدد هو أن أستاذنا الدكتور عزيز عدمان نشر فيها دراسة عن الإمام الشاطبي .........
سأسأل عنها الأستاذ المذكور وأجيبك إن شاء الله .
---
عبدالرحمن الشهري
02-21-2007, 10:27 AM
هذه المجلة قيمة وقد كانت تصل للرياض قديماً وتوقفت عن الدخول للسعودية منذ العدد الثالث عشر تقريباً لأسباب نسيتها ، فعهدي بها قديم . وأعدادها من الأول حتى الثالث عشر عندي وهي مجلة قيمة ، وقد تعاقب على رئاسة تحريرها عدد من الفضلاء آخرهم الدكتور عبدالحكيم الأنيس وفقه الله وله بحث قيم عن المناسبات بين الآيات ونشأة العناية بها في القرآن الكريم . وقد حاولت الحصول على بقية الأعداد ولم أوفق بعدُ .
أما الدكتور فله بحث أذكر أنني رأيته منشوراً في هذه المجلة .
---
مروان الظفيري
02-21-2007, 10:40 AM
دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث(1/3752)
أنشئت دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي – رسمياً بموجب القانون رقم (4) لسنة 1996م , ومن أهم أهدافها:
1. إبراز محاسن الإسلام ،وأنه دين الإنسانية الصالح لكل زمان ومكان.
2. إحياء التراث الإسلامي،جمعا وتحقيقا ودراسة مما يلبي حاجة المسلمين إلى تبصيرهم بدينهم وحل مشاكلهم.
3. ترجمة الأعمال العلمية التي تخدم قضايا المسلمين.
قسم المجلة:
المجلة الأحمدية:
تقوم الدار بإصدار مجلة علمية دورية محكمة تعنى بالدراسات الإسلامية وإحياء التراث, يشرف عليها, ويرأس تحريرها الأستاذ الدكتور أحمد محمد نور سيف مدير عام الدار.
دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث
ص.ب: 25171- دبي دولة الإمارات العربية المتحدة
هاتف: 3456808 4 00971 الفاكس: 3453299 4 00971
البريد الإلكتروني للدار: irhdubai@bhothdxb.org.ae
البريد الإلكتروني لمجلة الأحمدية: ahmadiah@bhothdxb.org.ae
موقع دار البحوث على الإنترنت : http://www.bhothdxb.org.ae
وسمعت في دبيّ ــ بأخرة ــ أنها توقفت عن الصدور نهائيا
بسبب ضغوط سياسيةخارجيةعليها ، وعلى كل ما يمت للإسلام والعروبة ، بأيّ صلة
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....
---
د.خضر
03-06-2007, 03:20 PM
آخر عهدي بها أنها تصل القاهرة حتى معرض القاهرة الدولي الأخير .
---
جمال أبو حسان
03-08-2007, 11:50 AM
نعم لقد توقفت فاذرفوا عليها الدموع كما ذرفناها على (مجلة الامة )القديمة
---
أحمد الطعان
03-08-2007, 12:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سأقول شيئاً يتعلق بدار البحوث قد لا يكون هذا محله لكني لم أجد مجالاً لقوله إلا هنا :
لقد أراد أستاذنا الدكتور نور الدين عتر أن يطبع رسالتي الدكتوراه عندهم منذ ثلاث سنوات وله علاقة مع مدير الدار الدكتور أحمد نور سيف فرحبوا بذلك ...(1/3753)
وبدأت الاتصالات بيني وبينهم وكلما أتصل بهم يقولون لي بأن البحث في التحكيم ومضت سنة ونصف والبحث في التحكيم تكلفت خلالها مبالغ كثيرة نتيجة اتصالي بهم .... وأخيراً فوجئت برسالة تصلني يعتذرون فيها عن نشر البحث واتصلت بهم أستفسر عن السبب فقال لي المدير العلمي بأن إمكانات الدار محدودة ..
وأرسلت لهم رسالة أطلب فيها تقارير المحكمين لأستفيد منها فقد ظننت أنهم أدباً لا يريدون مصارحتي بأن تقارير المحكمين سلبية ... واعتذروا عن ذلك ... وأنا أتحداهم أن يطلعوني على تقارير المحكمين . بل وأدعوهم إلى عرضها هنا على الموقع ... هذا إن كانت هناك تقارير لمحكمين !!
أما الوقت الذي ضاع في الانتظار فلا يهمهم أبداً ...
هذا حال محاسن الإسلام التي يحاولون إظهارها ...
وأنا لا أظن أن هناك ضغوطاً سياسية لتوقف المجلة لأن المجلة لا صلة لها بالسياسة وموضوعاتها تراثية
القضية في العقلية المشيخية التنافسية ... وسوء الإدارة والمتابعةوالتنظيم والله أعلم .
---
أبو فاطمة الأزهري
03-08-2007, 12:39 PM
آخر عهدي بها أنها تصل القاهرة حتى معرض القاهرة الدولي الأخير .
نعم رأيتها في المعرض ولكن قالوا لي إنها للعرض فقط .
---
منصور مهران
03-29-2007, 02:54 AM
نعم كانت تصدر ثلاث مرات في السنة ،
وآخر الأعداد هو الثاني والعشرون ،
ولدي أعدادها حتى السادس عشر .
---
(1/3754)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير سورة الكهف
---
تفسير سورة الكهف
---
خالد بن عبد الله بن ناصر
02-08-2004, 12:37 AM
تفسير سورة الكهف
فضائل سورة الكهف
السلام عليكم ورحمة الله ،،احرصوا اخوتي على قراءة سورة الكهف في هذا اليوم الفضيل يوم الجمعة فهو اليوم الذي خلق الله فيه آدم وكرمه وامر الملائكة با لسجود له .
نعم أن يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس
ان فضل قراءة هذه السورة في هذا اليوم كبير فهي كفارة لما بين الجمعة والجمعة فهي نورا بين الجمعتين . يقول الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم: "من قراء سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور مابين الجمعتين"
ومن فضل سورة الكهف ان حفظ اول عشر آيات أو آخر عشر آيات تحمينا من فتنة المسيح الدجال يقول الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم: "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال" "من قرأ الكهف كما انزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه الى مكة ومن قراء عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ومن توضأ ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر الى يوم القيامة " هيا اخوتي فلتداوموا على قراءة سورة الكهف في هذا اليوم فهي لن تاخذ اكثر من 50دقيقه من وقتكم ترضون الله بها وتحصنون انفسكم .
..................................
سورة الكهف - سورة 18 - عدد آياتها 110
...........................................
أسباب النزول
---
(1/3755)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقدمة في آيات الأحكام
---
مقدمة في آيات الأحكام
---
أبو خالد، وليد العُمري
05-06-2003, 12:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة ولسلام على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه أجمعين. أما بعد:
فشكر الله تعالى لكل من كانت له يدٌ بيضاء في قيام هذا الملتقى ، ونسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ، ويقينا شر أنفسنا.
وقد أحببت أن أبدأ المشاركة في هذا الملتقى المبارك ؛ استجابة لرغبة شيخنا ، وأستاذنا الدكتور مساعد بن سليمان الطيار - حفظه الله تعالى- بإطلالة على آيات الأحكام ، والتعريف بأشهر كتبها ، ومناهج المصنفين في ذلك.
فأولاً: نعرج على معنى آيات الأحكام.
آيات الأحكام: هي الآيات التي تُعنى ببيان الأحكام الشرعية والدلالة عليها - سواء كانت الأحكام اعتقادية، أو عملية فرعية، أو سلوكية وأخلاقية(1) - إلاّ أن العلماء تعارفوا على إطلاق أحكام القُرْآن؛ على أحكام القرآن العملية ، الفرعية ، المعروفة بالفقهية.
والمراد بآيات الأحكام - عند الإطلاق -:"هي الآيات التي تُبيّن الأحكام الفقهية وتدل عليها نصاً، أو استنباطاً "(2).
وتفاسير آيات الأحكام، أو التَفْسِيْر الفقهي: " هو التَفْسِيْر الذي يُعنى ببيان الأحكام الفقهية، والتنبيه عليها، سواء بالاقتصار عليها، أو العناية الخاصة بها "(3).
ثانياً: عدد آيات الأحكام
اختلف أهل العلم - رحمهم الله - في كون آيات القُرْآن الدالة على الأحكام الفقهية محدودة، محصورة أم لا ؟ على قولين:
القول الأول: أن آيات الأحكام محدودة، محصورة بعدد معين(4) ثم اختلف هؤلاء في عددها:
- فقيل هي خمسمائة آية.
- وقيل: بل مائتا آية فقط.
- وقيل: هي مائة وخمسون آية فقط؛ "ولعل مرادهم المصرّح به ؛ فإن آيات القصص، والأمثال وغيرها يُستنبط منها كثير من الأحكام"(5).(1/3756)
القول الثاني: أن آيات الأحكام غير محدودة العدد، فكل آية في القُرْآن قد يُستنبط منها حكمٌ معينٌ (6)، وَمَرَدُ ذلك إلى ما يفتحه الله على العَالِمِ من معاني القُرْآن ودلالاته ، وما يتميز به العالم من صفاء الروح ، وقوة الاستنباط ، وجودة الذهن وسيلانه(7).
قال نجم الدِّيْن الطُوفي: "والصحيح أن هذا التقدير غيرُ معتبر، وأن مقدار أدلة الأحكام في ذلك غير منحصر؛ فإن أحكام الشرع كما تُستنبط من الأوامر، والنواهي؛ كذلك تُستنبط من الأقاصيص، والمواعظ، ونحوها، فقلَّ آية في القُرْآن الكريم، إلاّ ويُستنبط منها شيء من الأحكام، وإذا أردتَ تحقيق هذا ؛ فانظر إلى كتاب أدلة الأحكام(8) للشيخ عِز الدِّيْن بن عبد السلام،وكأن هؤلاء- الذين حصروها في خمس مائة آية - إنما نظروا إلى ما قُصد منه بيان الحكم دون ما اسْتُفِيد منه، ولم يُقصد به بيانها "(9).
وقال القرافي:"فلا تكاد تجد آية إلاّ وفيها حكم،وحصرها في خمسمائة آية بعيد"(10).
وهذا هو الرَّاجح - والله أعلم- لأن أحكام القُرْآن في كتاب الله على قسمين(11):
- أولهما: ما صُرَّح به في الأحكام، وهو كثير كقوله تعالى:{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْصِّيَامُ } إلى قوله: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الْشَهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة/183] وعامة أحكام القُرْآن العظيم من هذا النوع، ومثال ذلك: غالب أحكام سورة البقرة، والنساء، والمائدة.
- وثانيهما: ما يؤخذ بطريق الاستنباط، والتأمل، وهو على قسمين أيضاً:(1/3757)
· أحدهما:ما يُسْتَنْبَطُ من الآية مباشرة، بدون ضَمِّ آية أخرى لها؛ وذلك نحو استنباط تحريم الاستمناء من قوله تعالى: { وَالَّذِيْنَ هُم لفُرُوجِهِم حافِظون إلاّ على أزواجِهِم أو ما مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإنَهُمْ غَيْرُ مَلُوْمِيْنَ فَمَنْ أبْتَغَي وَرَاءَ ذَ لِكَ فَاؤلَئِكَ هُمُ الْعَادُوْنَ } [ المؤمنون /5-7 ]، وكاستنباط صحة صوم من أصبح جُنباً، من قوله تعالى: { فالآن بَاشِرُوْهُنَّ وَابْتَغُوْا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوْا وَاشْرَبُوْا حَتَى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } [ البقرة: 187 ].
والقسم الثاني:ما يُسْتَنْبَطُ بِضَمِّ الآية إلى غيرها، سواء لآية أخرى،أو لحديث نبوي، ومنه استنباط علي بن أبي طالب (12)، وابن عباس (13)، أن أقل الحمل ستة أشهر؛ من قوله تعالى: { وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُوْنَ شَهْرَاً } [ الأحقاف / 15 ] مع قوله تعالى: { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ }،ومنه استنباط أن التطهر المراد بقوله تعالى { فَإِذَا تَطّهَرْنَ } [ البقرة /222 ]؛ وقوله: { وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبَاً فَاطَّهَرُوْا } [ المائدة: 6 ] هو الاغتسال المذكور في قوله تعالى:{ وَلاَ جُنُبَاً إِلاَّ عَابِرِيْ سَبِيْلٍ حَتَّى تَغتَسِلُوْا } [ النساء: 43 ]؛ وبناءً على هذا؛ فإن آيات الأحكام أكثر من أن تُحْصَر بعدد معين، وهذا ضَرْبٌ مِنْ إعجاز القُرْآن الكريم، والله اعلم.
ثالثاً: نشأة تَفْسِيْر آيات الأحكام (14):(1/3758)
نشأ التَفْسِيْرُ الفقهي في مرحلة متقدمة جداً؛ إذ إنه جزء من التَفْسِيْرِ النبوي في الجملة، فقد كان من جملة الآيات التي تنزل على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- آيات الأحكام الفرعية، والمصطلح على تسميتها"الفقهية"، فكان -صلى الله عليه وآله وسلم- يفَسَّرَها لأصحابه بقوله، وعمله؛ فَيُبَيِّنُ مُجّمَلَها، ويُقيِّد مُطْلَقها، ويخصص عامّها؛ ومن الأمثلة على ذلك؛ أنه كان يصلي بصحابته، ويقول لهم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) ، ويحج بهم، ويقول: (( خذوا عني مناسككم )) وهذا تَفْسِيْر لآيات الصلاة، والحج في القُرْآن الكريم، وكذا الزكاة، أمر الله بها أمراً مُجْمَلاً { وَآتُوْا الْزَكَاةَ } [ البقرة/110]، { وآتوا حَقهُ يَوْمَ حَصَادِهِ } [ الأنعام/141]،{ أَنْفِقُوْا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ }[البقرة/267] فبيَّن لهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ما تجب فيه الزكاة، ومقاديرها، وأوقاتها،وهكذا في جميع التشريعات.
وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- يهتمون بسؤاله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن هذا النوع من الآيات؛ قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : (( سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الكلالة ؟
فقال: تكفيك آية الصيف )) (16).
ثم إنَّ الصحابة بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بدأوا يجتهدوا في دلالات أخرى من آيات الأحكام، لم يسألوا عنها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وليس بين أيديهم فيها عِلْماً؛ فهذا أبو بكر -رضي الله عنه- يقول: (( إني قد رأيت في الكلالة رأياً؛ فإن كان صواباً؛ فمن الله وحده لا شريك له، وإن يك خطأ ؛ فمنّي، ومن الشيطان، والله بريء منه، إن الكلالة ما خلا الولد، والوالد )) (16).(1/3759)
فهذا أبو بكر يَعْمَد إلى قوله تعالى:{ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُوْرَثُ كَلاَلَةً } [ النساء/12 ] فيجتهد في تَفْسِيْرها، وتأويلها، ولعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اجتهاد في فهم قوله تعالى: { فَمَنْ تمتعَ بالعُمْرَةِ إِلَى الْحَجَّ } [البقرة/196] فقد كان ينهى عن المتعة ! وهي في كتاب الله، اجتهاداً منه -رضي الله عنه-، وخالفه فيه كبار الصحابة علي، وابن مسعود، وأبى موسى، وعبد الله ابن عُمر -رضي الله عنهم جميعا-.
وبرز من الصحابة في هذا الباب عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله ابن عباس، وأثّر كلٌ منهم في تلاميذه، فظهر اهتمام المدرسة الكوفية - تلاميذ ابن مسعود - والمدرسة المدنية - تلاميذ ابن عمر - والمدرسة المكية - تلاميذ ابن عباس - في تَفْسِيْر القُرْآن الكريم، وخاصة آيات الأحكام(17).
واستمر اهتمام الصحابة وتلاميذهم من التابعين بتَفْسِيْر آيات الأحكام لا يتعدى المُدارسة، والإفتاء حتى جاء الإمام مقاتل بن سليمان الخرساني ( ت / 150هـ )؛ فألف أول كتاب خاص في تَفْسِيْر آيات أحكام القُرْآن، وكان تَفْسِيْراً بالمأثور، في الدرجة الأولى، مع إعمال مقاتل للرأي أحياناً أخرى(18).
ومن الأئمة المجتهدين الذين ألّفوا في هذا الباب: الإمام يحيى بن زكريا بن سليمان القرشي الكوفي، إمام مجتهد ( ت / 203هـ ) (19).
ثم بدأ بعض أئمة المذاهب المعروفة، وتلاميذهم في التأليف في هذا الباب، وممن نُقل عنه التأليف في هذا الباب:
الإمام أبو عبد الله، محمد بن إدريس الشافعي ( ت / 204 ) هـ؛ فقد ألّف كتاباً في أحكام القُرْآن (20).
الإمام أبو جعفر الطحاوي(ت/321)، وهو ينسج على طريقة المُحَدِّثين عموماً؛ بغض النظر عن طريقته في الترجيح، وسيأتي التعريف بكتابه - بحول الله تعالى-.(1/3760)
واشتهر التأليف بعد ذلك؛ إلا أن طابع التأليف أخذ في الاختلاف من جهة القصد، والمنهج ! فالقصد؛ نصرة المذهب الذي ينتمي له المؤلف، ومن جهة المنهج ؛ فالبناء على أصول إمام المذهب، وقواعده؛ فهذا الإمام الجَصَّاص في كتابه المعروف أحكام القُرْآن لا يألوا جُهداً في نُصْرَةِ مَذْهَبِ الإمام أبي حنيفة، النعمان بن ثابت - رحمه الله -(ت/150)، ولو بالتأويلات البعيدة، والتكلف المتعسف ! ثم هو تطبيق للقواعد، والأصول التي يقوم عليها مذهب الحنفيَّة.
وهذا الإمام إلْكِيَا الهَرَّاسي يصرح في مقدمته، بأن القصد من التأليف "شرح ما انتزعه الشافعي، من أخذ الدلائل في غموض المسائل، وضممتُ إليه ما نسجته عن منواله، واحتذيت على مثاله"(21) فقد أشار للأمرين ؛ فالقصد: شرح استدلالات الشافعي - رحمه الله-والمنهج:جمع استدلالات الشافعي، وضم مسائل آخر منسوجة على منواله في التأصيل، والاستدلال.
ولا يُعاب على إلكيا الهَرَّاسي أن يؤلّف في استدلالات الإمام الشافعي، وينسج على منواله، فهذا أقل ما ينبغي تجاه أراء الأئمة الكبار، واجتهاداتهم ؛ ليقتدي الخلف؛ بالسلف في طريقة الفقه، والتفقه؛ ولكن الذي يُعاب هو التقليد المحض، والتعصب الأعمى، وعدم رؤية الحق إلاّ من جهة واحدة، مع القدرة على البحث، والاستدلال.
وقد استمر التأليف في إطار المذاهب؛ لكن المؤلفين قد اختلفت مناهجهم في البسط، والإيجاز، والتجرد، والانحياز؛ فمنهم من اقتصر على قول واحد في التَفْسِيْر والاستنباط، ومنهم من توسع في ذكر أقوال الأئمة، والاهتمام باختلاف الآراء والاجتهادات، ومنهم من تجرد في الاستدلال، والتدليل، وبحث عن الرَّاجح من الأقوال، دون التفات للمذاهب، أو التعويل عليها، ومنهم من ظل حبيس أقوال شيوخه، فلم يتكلم في مسائل العلم إلا من خلالها، وهذا من عجيب خلق الله، أعني التفاوت في العقول، والأفهام، بين الأنام، والله المستعان لاربّ سِواه.
ـــــــــــــ
الهوامش(1/3761)
-وتقسيم الأحكام الشرعية إلى أصول، وفروع؛ يُقصد به أمران؛ أحدهما مقبول، ولا ضير فيه، والآخر مردود، ولا عبرة به، ولا بقائله.
* أما التقسيم المقبول؛ فهو التقسيم باعتبار الغلبة، أو للتوضيح، والتبيين؛ فيقال: هذه مسائل أصول، وتلك مسائل فروع؛ ويلاحظ أن التقسيم غير دقيق تماماً، ولا منضبط؛ لأن المسائل الإعتقادية لابد أن ينبني عليها عمل، وهي تمثل السلوك، والأخلاق الإسلامية بمعناها الشامل، كما أن المسائل العلمية الفقهية، الفرعية، لابد أن تصدر عن اعتقاد، ونيّة، ثم أن هناك مسائل تعد من الأصول؛ وهي مما يعذر المسلم بجهلها، بل وقد لا يجب تعلمها؛ كبعض التفصيلات في مسائل الاعتقاد، وهناك مسائل تُعَدُّ من الفروع؛ وهي مما يُعلم من الدِّيْن بالضرورة؛ بل وهي من الواجبات المتحتمات على كل مسلم؛ كفعل الفرائض من الصلاة، والصيام، والزكاة..... وجملة القول؛ أن هذا التقسيم بهذا الاعتبار تقسيم اصطلاحي، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا خَلا من مفسدة، ولا مفسدة فيه هنا، والله أعلم.
* والقسم الثاني؛ وهو التقسيم المردود؛ فهو أن يراد بهذا التقسيم، تهوين شأن مسائل الفروع، أو ترتيب مسائل التكفير، والتبديع على هذا التقسيم؛ ؛ فيقال من أخطأ في مسائل الأصول؛ فهو كافر، أو مبتدع، دون مسائل الفروع!! فهذا خطأ من قائله، وهذا النوع الذي اشتد نكير شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عليه، وعلى من قال به ! ينظر الثبات والشمول(ص/61)، التفريق بين الأصول والفروع، للشثري(1/196) فما بعدها، منهج القُرْآن في تقرير الأحكام (ص/74 -132).
2- ينظر تفاسير آيات الأحكام ومناهجها، للدكتور/ علي بن سليمان العبيد (1/25) -رسالة جامعية-، وآيات الأحكام في المغني، للدكتور/ فهد العندس (1/22) - رسالة جامعية-.
3 - المرجعان السابقان.
4 -وممن قال بهذا القول الغزالي في المستصفى (4/6)، والرازي في المحصول (2/3/33)، والمارودي في أدب القاضي (1/282).(1/3762)
5 -البرهان للزركشي(2/3-4).
6- وهو قول أكثر العلماء، وممن رَجَّحَهُ العِزّ بن عبد السلام، والقَرَافي، والطُوْفِي، والزَرْكَشِي، وابن جُزَي، والسيوطي، وابن النجار، والشوكاني، والشنقيطي. انظر شرح التنقيح (ص/437)، شرح مختصر الروضة (3/415 )، البرهان في علوم القُرْآن ( 2 / 4 - 6 )، والإتقان (2/ 185)، شرح الكوكب المنير (4/ 460)، تقريب الوصول ( ص / 431 )، إرشاد الفحول (2/814 )ط/ صبحي حلاق، نثر الورود ( 2 /145).
7 - ينظر التقرير والتحبير (3/390).
8 -هو كتاب (( الإمام في بيان أدلة الأحكام )) للإمام الحافظ عز الدِّيْن بن عبد السلام السُلمي (ت/660 ) كتاب عظيم لا يستغني عنه الفقيه، ولا المتفقه، حُقق الكتاب في رسالة علمية؛ بجامعة أم القرى، وطبعه محققه /د. رضوان مختار بن غربية عن دار البشائر الإسلامية - بيروت - 1407 هـ.
9 - شرح مختصر الروضة (3/415).
10 -شرح التنقيح (ص/476).
11 -انظر البرهان للزركشي( 2/5-7).
12 - روى البيهقي في سننه الكبرى، باب ما جاء في أقل الحمل (يرقم/15326و15327)، (( أن عمر t أُتِىَ بامرأة قد ولدت لستة أشهر؛ فَهَمَّ بِرَجْمِهَا ؛ فبلغ ذلك علياً t فقال: (( ليس عليها رجم ؛ فبلغ ذلك عمر t فأرسل إليه، فسأله؛ فقال: ) والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة }وقال:{ وحمله وفصاله ثلاثون شهراً} فستة أشهر حمله؛ حولين تمام؛ لا حَدَّ عليها، أو قال: لا رجم عليها، قال: فَخَلَّى عنها ثم ولدت )).
13 - روى البيهقي في سننه الكبرى، باب ما جاء في أقل الحمل (برقم/15325): عن عكرمة، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه كان يقول: (( إذا ولدت المرأة لتسعة أشهر كفاها من الرضاع أحد وعشرين شهراً، وإذا وضعت لسبعة أشهر كفاها من الرضاع ثلاثة وعشرين شهراً، وإذا وضعت ستة أشهر كفاها من الرضاع أربعة وعشرين شهراً؛ كما قال الله عز وجل – يعني قوله:) وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ( )).(1/3763)
14- يُنظر التَفْسِيْر والمفَسَّرَون للذهبي ( 1 /156)، تفاسير آيات الأحكام ومناهجها للعبيد ( 1 / 26 ) فما بعدها. آيات الأحكام في المغني ( رسالة جامعية ) للفاضل ( 1 / 10 ) فما بعدها، وللعندس ( 1 / 23 ) فما بعدها.
15-أخرجه البخاري في الأذان، باب الأذان للمسافر... (رقم/605).
16-رواه أحمد في المسند (رقم/262) من حديث عمر بن الخطَّاب.
17 -انظر تَفْسِيْر التابعين، للخضيري(2/665).
18- انظر تَفْسِيْر الخمسمائة آية في القُرْآن... لمقاتل بن سليمان ( ص / 66 - 68 ) -رسالة جامعية -
19 - ذكره ابن النديم في الفهرست ( ص / 57 )، والداودي في طبقات المفَسَّرَين ( 2 / 362 ).
20 - انظر البرهان للزركشي (2/ 3)، أحكام القُرْآن للبيهقي (1/20)، وقد نقل عنه الجَصَّاص في أحكام القُرْآن (3/351).
21- انظر أحكام القُرْآن له (1/2) وقد أشار البيهقي - رحمه الله - في مقدمة كتابه ( أحكام القُرْآن ) لمثل هذا، غير أن المنهج العام للكتابين يختلف ؛ فهذا -أي البيهقي - قَصَر التأليف على جمع متفرق للإمام الشافعي في هذا الباب، ولم يزد في كتابه عن استدلال الشافعي شيئاً ؛ بينما إلكيا الهَرَّاسي ؛ فتأليفه منفرد في أحكام القُرْآن.
---
عبدالرحمن الشهري
05-06-2003, 12:33 PM
أشكر أخي الكريم أبا خالد على هذه المشاركة المتميزة ، وأرحب به وبمشاركاته باستمرار في ملتقى أهل التفسير ، الذي أرجو أن يصبح الملتقى المفضل للمتخصصين بإذن الله بجهودكم جميعاً.
أخي أبا خالد ! لقد ظللت أترقب هذه المشاركة منذ قمتم بالتسجيل ، حيث أخبرني أخي الشيخ أحمد البريدي بمعرفته بكم ثم جاءت مشاركة محبرة محررة ، فكأني بك ممن يحبون الحولي المحكك كما يقول النقاد.
وفقك الله لما يحب ويرضى ، وأرجو أن تشفعها بأختها قريباً.
---
أبو بيان
05-07-2003, 07:18 AM
حياك الله أبا خالد
ويقع التساؤل كثيراً عن سبب قلة تآليف الحنابلة في هذا الباب ؟(1/3764)
وكيف يمكننا الوقوف على آراء الحنابلة وجهودهم في ذلك , من خلال تجربتكم ؟
وفقكم الله لكل خير .
---
مساعد الطيار
05-07-2003, 02:24 PM
الأخ الفاضل أبو خالد
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته ، أما بعد :
فأشكر لك استجابتك السريعة والرائعة التي دبَّجتها بهذا المقال النافع .
وأرجو أن تتواصل مع الملتقى بمقالات لاحقة .
ولن نعدم من الاستفادة منك فيما يرد الملتقى من أسئلة تحتاج إلى الإجابة .
ولي طلب أرجو أن تنظر فيه إن كان ممكنًا ، وهو كتابة ٌ موجزة عن كيفية مناقشة المستشرقين الذين تعرضوا لعلوم القرآن بالنقد والتزييف ، ليكون مقدمة لفتح هذا الباب في هذا الملتقى .
إذ من الملاحظ ان بعض الدراسات التي ناقشت المستشرقين تتعامل معهم على أنهم يؤمنون بالرسالة الخاتمة .
أرجو أن لا يكون طلبي مكلفًا عليكم ، وإنما طلبته منكم لما أعلم من قراءتكم حول هذا الموضوع .
وإني إذ أطلب هذا منكم فإنما هو من باب الحرص على إثراء هذا الملتقى بالمقالات العلمية النافعة .
ولكم من الله الثواب والجزاء الأوفى .
---
أبو خالد، وليد العُمري
05-10-2003, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فشكر الله تعالى لكم أيها الإخوة الفضلاء إحسان الظن بأخيكم!! وأسأله تعالى أن يجمعنا على خير في الدنيا، والآخرة.
شيخنا الدكتور/ أبا عبد الملك- وفقه الله - سأجتهد - بحول الله تعالى - في المشاركة في الموضوع الذي ذكرته، وآمل أن أوفق فيه للصواب، لكن لعلي أتأخر كعادتي!.
وشكر الله لأخي الشيخ عبد الرحمن الشهري هذا التشجيع، فلك ولأخي الشيخ أحمد البريدي وافر السلام.
أخي الفاضل: أبا بيان وفقه الله
لا أعرف تماماً سبباً لقلة التصنيف عند الحنابلة في هذا الباب، ولا شك أن كتابتهم مقارنة بكتاباتهم الأخرى، وكتابات غيرهم في هذا الباب قليلة.(1/3765)
ولو جُمعت جهود محقيقيهم في هذا الباب؛ لعُد نافعاً في بابه، وقد كتب نخبة من طلبة العلم المشايخ في قسم التفسير بجامعة الإمام خمس أطروحات لمرحلة الدكتوراه في آيات الأحكام في المغني للإمام أبي محمد ابن قدامة المقدسي، إلا إنه في نفسي من كتابتهم، ومنهجهم حسكة(*)!!
حيث انطلقوا إلى كل آية يستشهد بها أبو محمد على مسالة فقهية؛ فيجعلونها رأساً لمسألة فقهية يقومون بدراستها دراسة موازنة بأقوال الفقهاء، ومفسري آيات الأحكام على المذاهب الثلاثة الأخرى، فكانت كتاباتهم غير كاشفة لاستنباطات أبي محمد في التفسير من جهة، وتكراراً لتحرير مسائل فقهية مبثوثة، وعروفة من جهة أخرى.
ولو اهتم أحدهم بجمع استنباطات أبي محمد التفسيرية من آيات الأحكام؛ لكان نافعاً، وأقل كلفة في الوقت، والجهد، والمال.
- كيف يمكننا إثراء المكتبة التفسيرية في آيات الأحكام خاصة عند الحنابلة ؟؟؟
يظهر لي والعلم عند الله تعالى أنه بإمكاننا أن نفعل ذلك متى التزمنا بأمرين:
أولهما: حسن الانتقاء، بمعنى أنه ليس كل من كتب وصنف يملك حساً تفسيريًا يصلح للجمع، والإبراز.
الثاني: ضبط المنهج المتبع في الدراسة والبحث، فيحصر البحث في الاستنباطات التفسيرية التي يوضح مأخذ الحكم من الآية دون العمومات المتبعة عادة في الاستشهاد المجرد.
ـــــــــــــــ
(*) الحَسَكُ: جمع حَسَكةٍ وهي شوكة صلبة خشنة تَعْلَقُ بأَصواف الغنم، قال َبو عبيد:"في قلبه عليك حَسِيكة -وحَسِيفة وسَخيمةٌ بمعنى واحد"، ولست استعملها هنا بمعنى الحقد، والسخيمة.
---
أبو بيان
05-10-2003, 10:37 PM
والحقيقة أني توقعت ذكراً لأبي يعلى , وكذلك الموجود من روايات الإمام أحمد في كتب المفسرين الحنابلة تحت آيات الأحكام , لكن تأصيلكم أغناني عن ذلك , بارك الله فيكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-26-2003, 12:12 AM
تعليقاً على ما أورده الشيخ العُمري حول جمع أقوال ابن قدمة في التفسير من كتابه المغني أقول :(1/3766)
لقد سجلت مجموعة رسائل دكتوراه في هذا الموضوع في قسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض ، وقد انتهت ونوقشت ، وطبعت الرسالة الأولى منها .
---
(1/3767)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جواب للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -
---
جواب للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -
---
المزمل
08-22-2004, 01:59 PM
السؤال: جزاكم الله خير كتب التفسير تحدثت فضيلة الشيخ عن تأويل بعض هذه الصفات طالب العلم الذي يريد أن يقرأ التفسير بماذا ترشدونه يا شيخ ؟
الشيخ: أرشده إلى أن يتجنب جميع الكتب التي فيها التحريف ثم إذا ترعرع فيما بعد وأحب أن يطلع ويرى ما أبتلي به بعض الناس من التحريف فلا حرج أما في بداية الأمر . . .
فأخشى عليه الضلال إذا طالع الكتب التي فيها التحريف كتحريف استوى بمعنى استولى وجاء ربك بمعنى جاء أمر ربك وبل يداه مبسوطتان أي نعمتاه وما أشبه ذلك من التحريف الباطل هذا لا يمكن أن يقرأه المبتدئ لأنه يضل ويهلك ونحن نؤمن بأن الله يجيء نفسه لأن الله أضاف الفعل إلى نفسه جاء ربك وأنه استوى على عرشه حقا وبأن له يدين حقيقتين قال الله عز وجل (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) فالأمر واضح ولله الحمد الأمر مثل الشمس في رابعة النهار لكني أقول من لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
منقول من موقع الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله -
[www.binothaimeen.com ]
---
(1/3768)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أي التفاسير يكثر كتابها من النقل عن التفاسير الاخرى
---
أي التفاسير يكثر كتابها من النقل عن التفاسير الاخرى
---
نضال دويكات
08-30-2006, 11:44 PM
كثيرا هي الايات التي يريد القارئ التوقف عند تفسيرها ليعلم المراد منها وخلال البحث في مكتبة التفسير الزاخرة بالكتب والمؤلفين تجد ان الكثير من هذه التفاسير يسرد كتابها نفس الاقوال الموجودة في التفاسير الاخرى وهذا ملاحظ في كتب التفسير القديمة والحديثة على حد سواء فهل تعتبر هذه مشكلة عند المفسرين وهل هي عملية نقل اكثر من تفسير
وهنا اود ان يشاركنا الاخوة اصحاب الخبرة في كتب التفسير في بيان امهات الكتب في التفسير والتفاسير الاخرى التي اعتمد كتابها على الكثير من النقل على حساب الابداع وبارك الله فيكم
---
مساعد الطيار
09-02-2006, 09:49 AM
الأخ نضال
لا أظنه يخفى عليكم أن النقل سمة عامة في العلوم ، وليست مختصة بالتفسير ، فكتب الفقه وأصول الفقه والأدب وغيرها تعتمد هذا الأسلوب .
لكن بعض الناقلين لهم تحريرات ، وهؤلاء يحسن معرفتهم للاستفادة منهم ، ومن هؤلاء :
1 ـ الطبري في تفسيره ( جامع البيان ) .
2 ـ الزمخشري في كتابه ( الكشاف ) فيما يرتبط ببلاغة القرآن .
3 ـ ابن عطية في تفسيره ( المحرر الوجيز ) .
4 ـ ابن العربي في كتابه ( أحكام القرآن ) .
5 ـ القرطبي في كتابه ( الجامع لأحكام القرآن ) .
6 ـ أبو حيان في كتابه ( البحر المحيط ) .
7 ـ السمين الحلبي في كتابه ( الدر المصون ) .
8 ـ ابن كثير في كتابه ( تفسير القرآن العظيم ) .
9 ـ البقاعي في كتابه ( نظم الدرر ) .
10 ـ الألوسي في كتابه ( روح المعاني ) .
11 ـ الطاهر بن عاشور في كتابه ( التحرير والتنوير ) .
12 ـ الشنقيطي في كتابه ( أضواء البيان ) .(1/3769)
فمثل هؤلاء يتميزون بالنقد والترجيح بين الأقوال ، أو الإبداع في بعض الجوانب المتعلقة بالتفسير ؛ كالبلاغة ، والنحو ، وغيرها .
وهناك مفسرون اعتمدوا مبدأ النقل أوالانتخاب من الأقوال ، أو غلب عليهم النقل ، مثل :
1 ـ مقاتل بن سليمان في تفسيره .
2 ـ ابن أبي حاتم في تفسيره .
3 ـ الثعلبي في كتابه ( الكشف والبيان ) .
4 ـ المارودي في كتابه ( النكت والعيون ) . ( يلاحظ ان له زيادة محتملات يصدرها بقوله : ويحتمل ) .
5 ـ ابن الجوزي في كتابه ( زاد المسير ) .
6 ـ صديق خان في كتابه ( فتح البيان ) .
وليست هذه القائمة مستقرئة لجميع التفاسير ، وإنما ذكرت لك بعضها .
---
د. أنمار
09-02-2006, 01:23 PM
بل وبعض التفاسير إنما بنى أصحابها كتبهم على النقل المجرد، كحاشية الجمل على الجلالين مثلا.
والتفسير بالمأثور كالدر إنما هدفه الجمع من الكتب الأخرى المسندة فهذه ميزة عظيمة ...
---
(1/3770)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير
---
منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير
---
ناصر الصائغ
06-21-2003, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن للتفسير ومعرفة المراد من كلام العلي الكبير عدة طرق ، ويأتي تفسير القرآن بالسنة النبوية في الدرجة الثانية منها بعد تفسير القرآن بالقرآن .
ولأهمية هذه المرحلة أقف معك ايها القارىء الكريم مع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير .
وقبل ذكر ذلك أشير باختصار إلى مسألة مهمة وسؤال يكثر وروده وهو ( ما مقدار مافسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن ) وفي المسألة قولان لأهل العلم :
القول الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر جميع آي القرآن ـ جمله ومعانيه ـ مستدلين بقوله تعالى ( لتبين للناس ما نزل إليهم ) وجه الدلالة أن الآية أوضحت أن من مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم البيان ، والبيان يشمل البيان اللفظي(بتلاوة القرآن ) والبيان التفسيري والإيضاحي لمعاني القرآن .
ولأن الله أمر بتدبر القرآن ولا يمكن فهمه وتدبره إلا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم .
ولأن الصحابة استشرحوا كتاب الله على النبي صلى الله عليه وسلم ولا بد أنه بين لهم تفسيره .
القول الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر جميع آي القرآن ، وذلك لأن من الآيات ما استأثر الله بعلمه ومنها ما لا يعذر أحد بجهله ومنها ما تعرفه العرب بمقتضى لغتهم . وإنما اقتصر تفسير النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين من أنواع التفسير هما بيان المجمل وإيضاح المشكل .(1/3771)
وهذا القول قاله الأكثرون وهو الذي يتفق مع الأدلة والواقع ، إذ لو فسر النبي جميع آي القرآن آية بآية لنقل إلينا ، وأيضا لم يكن لابن عباس مزية بدعوة النبي صلى اله عليه وسلم بان يعلمه التأويل ، وغير ذلك من الأدلة . ليس المجال هنا لبسطها .
وأعود لما ابتدأته فأقول من مهج النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن :
1) تفسير القرآن بالقرآن فعندما نزل قوله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) وأشكل ذلك على الصحابة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) .
3) أن يذكر التفسير ثم يذكر الآية المفسَّرة . كقوله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة شجرة يسير الراكب تحتها مائة عام اقرأوا إن شئتم ( وظل ممدود ) وكقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب الله عبدا نادى يا جبريل إني أحببت فلانا فأحبه قال فينادي ...فذلك قوله تعالى ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
3) أن يذكر الآية المفسَّرة ثم يذكر تفسيرها ومثاله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وهو على المنبر ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) فقال ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي .
4) ومن المثال السابق نستفيد تكرار التفسير ليفهم عنه .
5) بيان القصص الواردة في القرآن كما في قصة موسى والخضر فلا يمكن فهم القصة بدون ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .
( يتبع بمشيئة الله )
---
ناصر الصائغ
06-22-2003, 09:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن منهجه صلى الله عليه وسلم في التفسير :(1/3772)
6) التشويق والترغيب في التفسير فقد أخرج أحمد والبخاري والدارمي وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي فدعاني النبي فلم أجبه فقال ألم يقل الله ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ) ( الأنفال الآية 24 ) ثم قال لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يارسول الله إنك قلت لأعلمنك سورة في القرآن قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
وأخرج أبو عبيد وأحمد والدارمي والترمذي وصححه النسائي وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو ذر الهروي في فضائل القرآن والبيهقي في سننه عن أبي هريرة إن رسول الله وخرج على أبي بن كعب فقال ياأبي - وهو يصلي - فالتفت أبي فلم يجبه
فصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله فقال السلام عليك يارسول الله فقال رسول الله مامنعك أن تجبني إذ دعوتك فقال يارسول الله إني كنت في الصلاة قال أفلم تجد فيما أوحى الله إلي أن ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ( الأنفال الآية 24 ) قال بلى
ولا أعود إن شاء قال أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله كيف تقرأ في الصلاة فقرأ بأم الكتاب فقال رسول الله والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها السبع من المثاني
أو قال السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته ( الدر المنثور ج:1 ص:13 )
7) التفسير بطريق السؤال كما في تفسيره صلى الله على وسلم للغيبة حيث قال : ( أتدرون ما الغيبة ..)(1/3773)
ففي صحيح مسلم ( رقم 2589)عن أبي هريرة أن رسول الله قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته
وكما في تفسيره لقوله تعالى (والسشمس تجري لمستقر لها ) فقد أخرج البخاري في صحيحه (رقم 4524) عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
8) استخدامه في تفسيره صلى الله عليه وسلم الوسائل التعليمية والأمثلة كثيرة منها ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ) فقد أخرج البخاري ( في صحيحه رقم 6054 و 6055 ) عن عبد الله رضي الله عنه قال خط النبي خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وأن أخطأه هذا نهشه هذا
وعن أنس قال خط النبي خطوطا فقال هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب .
ومنها ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى ( ويلههم الأمل )
فقد أخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال خط رسول الله خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله(1/3774)
وأخرج أحمد وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كنا جلوسا عند النبي فخط خطا هكذا أمامه فقال هذا سبيل الله وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذا سبيل الشيطان
ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الآية (الدر المنثور ج:3 ص:385 )
9) استخدامه عليه الصلاةوالسلام للتشبيهات البلاغية والتي تقرب معنى الآية لذهن القارىء .
ومن ذلك بيانه صلى الله عليه وسلم لـ( سدرة المنتهى ) فقد أخرج البخاري في صحيحه (رقم 3674) من حديث مالك بن صعصعة قصة المعراج وفيه ( ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى ) .
10) تفسير ما يشكل على الصحابة فهمه ومن ذلك ما أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدار قطني في الأفراد وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه قال إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح إن الشرك لظلم عظيم لقمان الآية 13 إنما هو الشرك ( الدر المنثور ج:3 ص:308 ).
11) أن يذكر في كلامه ما يصلح أن يكون تفسيرا للآية(1/3775)
ومثاله قوله تعالى ( وجيء يومئذ بجهنم ) "قال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه 2842 حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن العلاء بن خالد الكاهلي عن شقيق عن عبد الله هو بن مسعود قال قال رسول الله يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها وهكذا رواه الترمذي 2573 عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن عمر بن حفص به ورواه أيضا 2573 عن عبد بن حميد عن أبي عامر عن سفيان الثوري عن العلاء بن خالد عن شقيق بن سلمة وهو أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قوله ولم يرفعه وكذا رواه بن جرير عن الحسن بن عرفة عن مروان بن معاوية الفزاري عن العلاء بن خالد عن شقيق عن عبد الله قوله "
(تفسير ابن كثير ج:4 ص:511)
12) عدم الإطناب في تفسير الآيات والخروج إلى ما لافائدة منه بل كان تفسيره مقتصرا كما سبق بيانه على إيضاحه للمشكل وبيانه للمجمل .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-15-2004, 07:30 PM
سؤال : هل يسلم ما ذكره الشيخ ناصر الصائغ بقوله : فإن للتفسير ومعرفة المراد من كلام العلي الكبير عدة طرق ، ويأتي تفسير القرآن بالسنة النبوية في الدرجة الثانية منها بعد تفسير القرآن بالقرآن .؟
الذي يظهر لي أن لا يتصور التفضيل بين تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسيره بالسنة ، وهما في درجة واحدة .
وللألباني رحمه الله كلام جيد حول هذه المسألة ، قال :
( ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير، أنه يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، وأكرر مؤكدا: يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة ثانياً.(1/3776)
هذا خطأ شائع مع الأسف الشديد لأن السنة كما عرفتم تبين القرآن تفصل مجمله وتخصص عامه وتقيد مطلقه إلى غير ذلك من البيانات التي لا مجال للمسلم أن يستغني عن شئ منها إطلاقأ، ولذلك فلا يجوز تفسير القرآن بالقرآن فقط وإنما يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة معاً. فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث السابق: ( ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).
لذلك يجب على كل مفسر يريد أن يفسر آية من القرآن، وبخاصة إذا كانت هذه الآية تتعلق بالعقيدة، أو بالأحكام، أو بالأخلاق والسلوك ، فلا بد له من أن يجمع بين القرآن والسنة.
لماذا؟ لأنه قد تكون أية في القرآن بحاجة إلى بيان من رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وإتماماً لهذا الموضوع لابد من التذكير بحديث معروف عند طلاب العلم ، وبخاصة الذين درس عليهم علم أصول الفقه، حيث يذكر هناك في مناسبة التحدث عن القياس وعن الإجتهاد- يذكر هناك- حديث مروي في بعض " السنن " عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أرسله إلى اليمن ( بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال : فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو. قال – في الحديث-: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم.(1/3777)
فيجب أن نعلم أن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده عند علماء الحديث تنصيصا وتفريعا، وأعني بالتنصيص: أن كثيرا من علماء الحديث قد نصوا على ضعف إسناد هذا الحديث، كالإمام البخاري إمام المحدثين وغيره، وقد جاوز عددهم العشرة من أئمة الحديث قديما وحديثا، من أقدمهم الإمام البخاري فيما أذكر، ومن آخرهم الإمام ابن حجر العسقلاني، وما بينهما أئمة آخرون، كنت ذكرت أقوالهم في كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة " فمن أراد البسط والتفصيل رجع إليه ، الشاهد أن هذا الحديث لا يصح بتنصيص الأئمة على ذلك، وأيضا كما تدل على ذلك قواعدهم، حيث أن هذا الحديث مداره على رجل معروف بالجهالة، أي: ليس معروفا بالرواية، فضلا عن أن يكون معروفا بالصدق، فضلا عن أن يكون معروفا بالحفظ، كل ذلك مجهول عنه، فكان مجهول العين، كما نص على جهالته الإمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي في كتابه العظيم المعروف " بميزان الاعتدال في نقد الرجال "
فهذا الحديث إذا عرفتم أنه ضعيف عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعاً كما ذكرنا، فيجب بهذه المناسبة أن نذكر لكم أنه منكر أيضاً من حيث متنه، وذلك يفهم من بياني السابق، لكن الأمر أوضح في هذا الحديث بطلاناً مما سبق بيانه، من وجوب الرجوع إلى السنة مع القرآن الكريم معاً.
ذلك لأنه صنف السنة بعد القرآن، وبعد السنة الرأي، فنزل منزلة السنة إلى القرآن، ومنزلة الرأي إلى السنة.
فمتى يرجع الباحث أو الفقيه إلى الرأي؟
إذا لم يجد السنة.
ومتى يرجع إلى السنة؟
إذا لم يجد القرآن.
هذا لا يستقيم إسلامياُ أبداً، ولا أحد من أئمة الحديث والفقه يجري على هذا التصنيف الذي تضمنه هذا الحديث. "بم تحكم؟ قال: بكتاب الله فان لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله.
وينبغي أن نقرب نكارة متن هذا الحديث ببعض الأمثلة ولو كان مثالاً واحداً حتى لا نطيل.) إلخ كلامه(1/3778)
ينظر هنا : كيف يجب أن نفسر القرآن (http://www.assiraj.bizland.com/library/quran_tafseer.htm)
---
(1/3779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ابن قاسم
---
تفسير ابن قاسم
---
سلطان الدين
08-05-2004, 05:14 AM
وقفت على تفسير لابن قاسم أحمد بن عبدالرحمن القاسم.
وقد قدم له الشيخ صالح الفوزان
ومنهجه في تفسيره أن يفسر القرآن بالقرآن والمأثور من الحديث وتفسير الصحابة والتابعين بإسلوب عصري.
والسؤال:
هل في هذا التفسير ميزة جديدة أو إضافة للمكتبة التفسيرية ؟
وهل تنصحوني باقتنائه ؟
---
سلطان الدين
08-09-2004, 01:24 PM
إيش الركود العجيب في هذا الملتقى...
موضوع يمكث أسبوع ولا مجيب مع وفرة المشايخ الفضلاء والباحثين والمهتمين بالكتب.
---
أبو محمد التميمي
08-10-2004, 12:02 PM
أحسن الظن الناس في الإجازة مشغولون
---
أبو محمد التميمي
08-10-2004, 12:04 PM
كاتب الرسالة الأصلية : سلطان الدين
والسؤال:
هل في هذا التفسير ميزة جديدة أو إضافة للمكتبة التفسيرية ؟
وهل تنصحوني باقتنائه ؟
ليس هناك كتاب شرعي لا يستفاد منه!!!!!
---
أبوحفص الحنبلي النجدي
08-10-2004, 11:53 PM
أذا قدم له الإمام / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان فلا تتراجع في اقتنائه
---
(1/3780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل: إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين درويش
---
للتحميل: إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحي الدين درويش
---
أحمد الأشتر
04-12-2007, 11:22 PM
يمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط :
http://www.archive.org/details/i3rabQnDr
---
(1/3781)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لماذا ضمة الهاء في قوله تعالى { بما عاهد عليهُ الله } ؟
---
لماذا ضمة الهاء في قوله تعالى { بما عاهد عليهُ الله } ؟
---
عبدالمنعم
02-04-2005, 05:27 PM
قال تعالى في سورة الفتح اية 10 ( فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيوتيه أجراً عظيما )
فقد قرأت في كتاب( الكشف عن وجوه القراءآت السبع وعللها وحججها ) لأبي محمد القيسي
حيث قال : ( قوله : ( عليهُ اللهَ ) قرأه حفص بضم الهاء , أتى على الأصل بصلة الهاء بواو , ثم حذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها , فقيت الضمة , وقرأ الباقون بالكسر ,لأنهم أبدلوا من ضمة الهاء كسرة للياء التي قبلها , لأن الكسرة بالياء أشبه , وهي أخف بعد الياء , فانقلبت الواو ياء , وحذفت لسكونها وسكون اللام بعدها , وقد تقدمت العلة في هذا الباب بأشبع من هذا )
# ارجعني المحقق الى سورة الإسراء الفقرة 34 . ولكن لم أجد هذا الرقم حيث ان اخر رقم هو 30
فهل من مزيد كلام حول سبب الضم ؟
************************************
@ عذراً فأنا طويلب علم
---
فهد الناصر
02-04-2005, 07:10 PM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=84&highlight=%DA%C7%E5%CF+%DA%E1%ED%E5+%C7%E1%E1%E5
---
(1/3782)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة اختلاف السلف في تفسير القرآن الكريم :
---
حقيقة اختلاف السلف في تفسير القرآن الكريم :
---
أحمد بزوي الضاوي
08-02-2006, 05:23 PM
بين أهل السنة ـ خاصة منهم ابن تيمية في رسالته " مقدمة في أصول التفسير " والزركشي في كتابه " البرهان في علوم القرآن " والسيوطي في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " ـ أن السلف لم يختلفوا في تفسير القرآن الكريم، بل قد يكون ذلك ممتنعا في حقهم لأنهم كانوا معتصمين بالكتاب والسنة. ولما قرروا هذا الأصل راحوا يوضحون أن اختلافهم في تفسير آية من آيات الذكر الحكيم ليس اختلافا تضاد بل هو اختلاف تنوع، وفي ذلك يقول الزركشي : " يكثر في معنى الآية أقوالهم واختلافهم، ويحكيه المصنفون للتفسير بعبارات متبانية الألفاظ، ويظن من لا فهم عنده أن في ذلك اختلافا فيحكيه أقوالا وليس كذلك، بل يكون كل واحد منهم ذكر معنى ظهر من الآية، وإنما اقتصر عليه لأنه أظهر عند ذلك القائل، أو لكونه أليق بحال السائل، وقد يكون أحدهم يخبر عن الشيء بلازمه ونظيره، والآخر بمقصوده وثمرته، والكل يؤول إلى معنى واحد غالبا، والمراد الجميع فليتفطن لذلك، ولا يفهم نم اختلاف العبارات اختلاف المرادات ".
إلا أن ابن تيمية في رسالته يعترف أن هناك اختلافا محققا بين السلف في التفسير خاصة فيما يتعلق بالأحكام . ولكنه يرى أن اختلافهم قليل جدا وهذا يعود ـ في نظره ـ إلى شرف عصرهم . وهو في ذلك يتأول حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " . وهو يقول في ذلك : " كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا، وهو إن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة فهو قليل إلى من بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الإجتماع والإئتلاف والعلم والبيان فيه أكثر" .(1/3783)
وبعد أن بين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن اختلاف السلف في التفسير قليل وغلطهم يسير بالمقارنة مع اختلاف وغلط من جاء بعدهم، وأرجع ذلك إلى عتصامهم بالكتاب والسنة، ونقاء سريرتهم، وصلاحهم وتقواهم، مما عبر عنه بصلاح عصرهم، انتقل إلى بيان أن اختلافهم
في التفسير هو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وأرجع ذلك لأمور نجملها فيما يلي :
1- تعبيرهم عن المراد بألفاظ بين المترادفة والمتباينة، وإن كان في كل منها إضافة دلالية ليست في الأخرى ولكنها تؤول إلى عين الشيء، من ذلك أسماء الله الحسنى، وأسماء الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأسماء القرآن فهي كلها تدل على مسمى واحد. وإن كان بينها فروق دلالية واضحة، لكنها لا ترقى إلى أن تجعلها ألفاظا متباينة. وبعد هذا الطرح النظري يضرب لذلك مثلا عمليا فيقول: " مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم، فقال بعضهم : هو القرآن - أي اتباعه... وقال بعضهم هو الإسلام . فهذان القولان متفقان لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن، ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر، كما أن لفظ " صراط " يشعر بوصف ثالث. وكذلك قول من قال: هو السنة والجماعة، وقول من قال : هو طريق العبودية، وقول من قال : هو طاعة الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمثال ذلك، فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة لكن وصفها كل بصفة من صفاتها" .
2- أن يكون اللفظ عاما فيذكرون بعض أنواعه على سبيل التمثيل لا على سبيل المطابقة : " الصنف الثاني أن يذكر كل منهم الاسم العام ببعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه، مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى لفظ " الخبز " فأرى رغيفا، وقيل له : هذا، فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى الرغيف وحده.(1/3784)
مثال ذلك ما نقل في قوله : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات }. فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للحرمات. والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات. والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات. فالمقتصدون أصحاب اليمين والسابقون أولئك المقربون.
ثم إن كلا منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات، كقول القائل : السابق الذي يصلي في أول الوقت. والمقتصد الذي يصلي في أثنائه. والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار، أو يقول : السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة، فإنه ذكر المحسن بالصدقة، والظالم بأكل الربا والعادل بالبيع ...".
وهذا ليس اختلافا حقيقيا بل هو من قبيل ذكر أنواع متعددة لجنس واحد .
3- ما يكون من قبيل المشترك اللفظي، أو ما كان متواطئا في الأصل وأريد به أحد النوعين، وما كان ذلك شأنه فقد تحمل عليه أقوال السلف كلها، وقد تحمل : " ومن الأقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة، فإن الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر وإما معدوم، وقل أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه، بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من أسباب إعجاز القرآن، فإذا قال القائل:{ يوم تمور السماء مورا }: إن المور هو الحركة كان تقريبا، إذ المور حركة خفيفة سريعة، وكذلك إذا قال : الوحي الإعلام، أو قيل : أوحينا إليك انزلنا إليك، أو قيل : { وقضينا إلى بني إسرائيل } أي أعلنا وأمثال ذلك، فهذا كله تقريب لا تحقيق" .(1/3785)
4- معرفة أسباب النزول: فقد يذكر كل واحد من السلف سببا لنزول الآية أو السورة غير ما يذكره الآخر، وكلاهما صادق فيما أخبر به، إذ قد تكون نزلت عقب تلك الأحداث كلها فاعتقد كل واحد منهم أنها نزلت في حادثة معينة، أو قد تكون نزلت مرتين أو أكثر لأسباب مختلفة : " ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، وإذ ذكر أحدهم لها سببا نزلت لأجله، وذكر الآخر سببا فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب، أوتكون نزلت مرتين، مرة لهذا السبب، ومرة لهذا السبب".
أما بالنسبة لاختلاف السلف في الأحكام فقد بين ـ أي ابن تيمية ـ أن اختلافهم ذلك لم يكن عن قصد ولا عن تعنت وحب ظهور، ولا عن إعراض عن كتاب الله وسنة نبيه، بل هو راجع إلى أمور خارجة عن إرادتهم، ولا دخل لهم فيها إطلاقا، وقد يمكن رد اختلاف السلف في الأحكام إلى أربعة أسباب:
أ- خفاء الدليل .
ب- عدم سماع الدليل .
ح- الغلط في فهم النص .
د- اعتقاد معارض راجح .
وقد عبر ابن تيمية عن ذلك بقوله : " والاختلاف قد يكون لخفاء الدليل، أو الذهول عنه، وقد يكون لعدم سماعه، وقد يكون الغلط في فهم النص، وقد يكون اعتقاد معارض راجح" .
وأما السيوطي فقد تحدث في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" عن أوجه اختلاف السلف في التفسير وأوضح أنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد ، واستشهد بكثير من الأمثلة الدالة على ذلك مما يجعلنا في غنى عن سردها هاهنا.
---
ناصر الصائغ
08-07-2006, 03:01 PM
ذكر ابن جزي رحمه الله في مقدمة تفسيره التسهيل 12 سببا من أسباب اختلاف المفسرين
وتطرق شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمتة إلى شيء من ذلك .وكذا السيوطي في الإتقان والزركشي في البرهان .
وللشيخ سعود بن عبدالله الفنيسان وفقه الله رسالة علمية نال بها درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره .(1/3786)
وللدكتور الشايع وفقه الله بحث مطبوع بعنوان أسباب اختلاف المفسرين
---
أحمد بزوي الضاوي
09-18-2006, 02:50 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لفضيلتكم الإشارات و الإضافات القيمة و المفيدة ، و إلى مزيد من التواصل الفعال خدمة لهذا العلم الشريف .
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
بنت السنة الطاهرة
09-18-2006, 08:32 PM
جهد تشكر عليه...
---
أحمد بزوي الضاوي
09-18-2006, 10:48 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وبعد ، فإني أحمد الله إليكم على كل حال . إن هو إلا جهد المقل .
مع الشكر و التقدير لفضيلتكم .
و نسأل الله التوفيق و السداد و حسن الخاتمة .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
الإسلام ديني
09-19-2006, 12:10 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال صغير و خفيف
لكنه ذو فائدة عظيمة
بارك الله فيك يا أخي الحبيب
/////////////////////////////////////////////////
---
أحمد بزوي الضاوي
09-19-2006, 09:51 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لكم تعليقكم اللطيف .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
(1/3787)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل أحكام القرآن للكيا الهراسي الشافعي لأول مرة
---
للتحميل أحكام القرآن للكيا الهراسي الشافعي لأول مرة
---
مسك
03-24-2006, 01:38 PM
اسم الكتاب : أحكام القرآن
اسم المؤلف : الإمام أبي الحسن علي بن محمد المعروف بـ الكيا الهراسى الشافعي
نبذة عن الكتاب :
أتى فيه المؤلف على جملة ما يحتاج إليه من أحكام الفقه التي اشتمل القرآن عليها, وأوضح مقصودنه من اختلاف العلماء, وبيان أقرب الأقوال إلى معاني القرآن, وحذف الحشو المستغنى عنه.
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=2354)
ولتحميل نسخة من الكتاب للشاملة 2 افتح الرابط التالي
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=44774
---
(1/3788)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل اليهود والنصارى في ظلال القرآن
---
حمل اليهود والنصارى في ظلال القرآن
---
abohamzahashhame
06-23-2004, 06:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا كتب جمعته من تفسير في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب رحمه الله فيه شرح لكل الآيات المتعلقة باليهود والنصارى
عسى أن ينفعكم الله به
أخوكم أبو حمزة الشامي
6 جمادى الأولى 1425 ه
---
(1/3789)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مقامات رمضانية 14-15
---
مقامات رمضانية 14-15
---
د. محمد مشرح
11-02-2005, 03:42 AM
مقامات رمضانية 14-15
المقامة الرابعة عشرة
يا كريم ،،، اقبلنا وجميع المسلمين المقصرين فيمن قبلتهم في هذا الشهر الكريم ، واغفر لنا فيمن غفرت لهم . فلا تردنا وقد طرقنا بابك ، وقصدنا جنابك ، فنحن نشهدك بأننا نحبك ، ونحب رسلك وكتبك وأولياءك ، والفضل في كل ذلك لك وحدك .
اجعل خير أعمالنا خواتمها ، وخير أيامنا يوم نلقاك .
واجعلنا بعد رمضان أحسن حالا ، من قبل رمضان ، يا صاحب الكرم والجود والإحسان .
المقامة الخامسة عشرة
يا رب تقبل صيامنا ، وأكرمنا بعد صيامنا بعيدنا ، وبعد عيدنا ؛ بأن تصلح أحوالنا ، وتؤلف بين قلوبنا ، وتعيننا على قضاء حوائجنا ، وتنصرنا على أنفسنا وعلى من عادانا ، وبغى علينا .
فأمة نبيك عائدة إليك ، ينقصهم توفيقك لهم بأن يعرفوا – حق المعرفة – حقك ، وحق رسولك ، وحق كتابك ؛ لتغير من حالهم ، وتنصرهم ، وتنقذ الجميع بفضلك ثم بهم .
---
(1/3790)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مبارك--غدا السبت العيد
---
مبارك--غدا السبت العيد
---
جمال حسني الشرباتي
11-12-2004, 08:23 PM
مبارك
غدا العيد
كل عام وأنتم بخير
____________
---
فيصل القلاف
11-12-2004, 09:53 PM
وأنت بخير أستاذنا الفاضل
والله أسأل لي ولك وللأمة جميعاً أن يتقبل صالح الأعمال
---
جمال حسني الشرباتي
11-13-2004, 01:37 PM
على فكرة أخ فيصل
أنا أصوم مع أول من صام وأفطر مع أول من أفطر على أساس أن المسلمين أمة واحدة
---
فيصل القلاف
11-13-2004, 05:46 PM
بارك الله فيك أخي على حرصك، والمسألة خلافية كما هو معلوم، فيها أقوال كثيرة، لكن المهم فيها أن لا يظهر المسلم مخالفة للجماعة التي هو فيها، إذ الخلاف شر، فإن صام في فطرهم صام سراً، وإن أفطر في صيامهم أفطر سراً.
أما الأقوال فأقواها قولان: القول باختلاف المطالع واتفاقها، والقول بأن المسلمين تلزمهم رؤيا أيهم.
والقولان لهما حظ من النظر والله أعلم. وقد رجح فضيلة العلامة ابن عثيمين رحمه الله القول الأول وهو اختيار شيخ الإسلام، ورجح العلامة الألباني رحمه الله القول الثاني، وهو المشهور من مذهب الحنابلة.
ولعل أدلة الكتاب والسنة محتملة للقولين على حد سواء، والله أعلم. لكن الذي يرجح القول الأول أنه اختيار ابن عباس رضي الله عنهما، بل قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.(1/3791)
كما روى أبو داود في قصة له أن رجلاً أخبر ابن عباس رضي الله عنهما أن أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه قد صام رمضان يوم جمعة، وكان ابن عباس رضي الله عنهما وأهل مكة صاموا يوم سبت، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ( لا نزال نصوم حتى نتم ثلاثين [ أي واحداً وثلاثين عند أهل الشام ] أو نرى الهلال ) فقال له الرجل: ( أفلا تكتفي برؤية معاوية رضي الله عنه وصيامه )؟! قال: ( لا. هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ). وصحح هذا الأثر العلامة الألباني رحمه الله.
ثم يؤيد هذا القول كذلك القياس، إذ المسلمون يختلفون في مواعيد إفطارهم وإمساكهم اليومية، ولم نلزم أحداً أن يفطر لغروب الشمس عند غيره، وهكذا، فيقاس عليه مواعيد إمساكهم وإفطارهم الشهرية، والله أعلم.
وقد استفاض في ذكر الأقوال والرد عليها، والاستدلال للراجح بما يشفي الغليل فضيلة الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه الممتنع على زاد المستقنع.
والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
---
(1/3792)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفاعليات التجريبية لخط مصحف ويب
---
الفاعليات التجريبية لخط مصحف ويب
---
أيمن صالح شعبان
08-01-2006, 09:21 PM
فواتح السور والكلمات التي زيد فيها الألف وفارقت القياس
تجدونها على هذا الرابط
http://www.furqan.ws/1.html
---
الجندى
08-01-2006, 11:55 PM
..........
---
(1/3793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حالات الضعف البشري التي اعترت الأنبياء ـ المذكورة في القرآن ـ وحاجة الدعاة لتأملها
---
حالات الضعف البشري التي اعترت الأنبياء ـ المذكورة في القرآن ـ وحاجة الدعاة لتأملها
---
عمر المقبل
02-24-2007, 02:30 PM
فلا شك أن الأنبياء بشر من البشر ، ونصوص الكتاب في هذا أشهر من أن تذكر أو تسرد ،ولكنني أذكر بآية واحدة فقط ،وهي قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ... الآية [الفرقان/20]).
إذا تقرر هذا ،فإن القرآن حافل بذكر جملةٍ من الأحوال التي تعتري ما يعتري البشر من جراء التغيرات والأحداث التي تقع لهم في دعوتهم لأقوامهم ، كالحزن ،وشدة الهم ،وبعض حالات اليأس ، ... الخ .
وإن الانطلاق من القرآن الكريم في دراسة هذه الأحوال ،وتأمل أسبابها ،وكيف عالجها القرآن = لمن أعظم ما يعين الدعاة إلى الله في طريق دعوتهم المليء بالمشاق والمصاعب.
وقد كنت جمعت عدداً لا بأس به من هذه الأحوال ، سأذكرها تباعاً ، فاتحاً باب الاستفادة من تأملات إخواني في هذا الملتقى المبارك ، على غرار ما سبق في موضوع : مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1172).
وليعلم أن المراد تسطيره هنا هو أي حالة تعتري نبياً من الأنبياء ،ولا يلزم الاتفاق فيها ،بل إن حصل اتفاق ، فتذكر هنا ،ويمكن أن تنقل هناك إلى الموضوع المنوه عنه ـ إن لم تذكر ـ .
وباسم الله نبدأ :
1 ـ حالة الهمّ ،وضيق الصدر (الخوف) من عدم الاستجابة :(1/3794)
قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم : (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود/12]).
وقال سبحانه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [الحجر/97]).
وقال جل جلاله عن نبيه وكليمه موسى : (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ [الشعراء/12، 13]).
أما كيف عالج القرآن هذه الحالة ،فبأمرين ـ فيما ظهر لي ـ :
1 ـ التأكيد على أن مسألة الهداية أمرٌ رباني ، ليس لأحد مدخل فيها.
قال تعالى : (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) [الأنعام/35]).
2 ـ معالجة ذلك بكثرة الذكر والتشبيح ،والاستمرار في العبادة : قال سبحانه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)).
وقد جاء الإلماح إلى هذا المعنى في كلام موسى عليه الصلاة والسلام ـ في معرض سؤاله ربه أن يجعل له وزيراً من أهله ـ : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) [طه/33-35]).
فجعل من مبررات استوزار هارون : الإعانة على الذكر الذي هو من أهم أسباب زوال ضيق الصدر والهم .
يتبع ـ إن شاء الله ـ منتظراً فوائد الإخوة أثابهم الله .
---
عمر المقبل
03-02-2007, 10:14 PM(1/3795)
أود أن أنبه إخواني الأفاضل إلى أنني لا أتقصد استيعاب الآيات في علاج الحالة الواحدة ،بل أذكر ما يشير ،ومن شاء أن يضيف فسأكون شاكراً.
الحال الثانية :
الخوف من تكذيب الناس أو الشخص الذين أرسل إليهم ذلك النبي ،ومن ذلك ما ذكره الله تعالى عن نبيه موسى عليه الصلاة والسلام : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) [الشعراء/12-15]).
وقال سبحانه : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ [القصص/33، 34]).
ومن طرق علاج هذا الخوف :
1 ـ التطمين الإلهي بالمعية الخاصة ،التي تنفي كل خوف ،وتزيل كل قلق ، قال سبحانه : (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) [الشعراء/15]) .
2 ـ المعين من البشر .
3 ـ قوة الحجة ،والقدرة على دحض الشبه التي قد يوردها الخصم ،ودليل هاتين النقطتين :
(قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ، وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ، فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ [القصص/35])
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية :
(إنى أخاف أن يكذبون) إذا لم يكن لي وزير ولا معين، لانهم لا يكادون يفقهون عني، ف (قال) الله عزوجل له (سنشد عضدك بأخيك) أي نقويك به، وهذا تمثيل، لان قوة اليد بالعضد ،... ويقال في دعاء الخير: شد الله عضدك ،وفي ضده: فت الله في عضدك.
(ونجعل لكما سلطانا) أي حجه وبرهانا) انتهى .
---
د.عبدالرحمن الصالح
03-03-2007, 05:43 AM
موضوع رائع ...جزاك الله خيرا
---
عمر المقبل
03-09-2007, 11:21 PM(1/3796)
أشكر لكم د.عبدالرحمن الصالح هذا التشجيع ، فقد بدا لي ـ مع مرور الأيام وقلة المتصفحين لهذا الموضوع ـ أنني أخطأت الطريق ،أو لم يكن الاختيار موفقاً.
ومن حالات الضعف البشري التي اعترت الأنبياء :
ما وقع لنبي الله يوسف من محاولة الإيقاع به في شباك فتنة النساء ،وأيّاً ما كان الكلام في تفسير العلماء للهمّ ،فإن الكيد حاصل ،والرغبة من قبل امرأة العزيز موجود بالنص (ولقد همّت به) ،ولقوله في الآية الأخرى : (فصرف عنه كيدهن).
أما كيف عولج هذا من قبل هذا النبي الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ؟
فهو في : ]قوله سبحانه : ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) [يوسف/33، 34])
ويبدو من هذا النص القرآني علاجان :
1 ـ اختيار العقوبة الدنوية ـ وإن كانت صعبة ـ على الوقوع في المعصية .
2 ـ اللجأ ،بل الفزع والفرار إلى الله تعالى ـ ونعم المولى ربنا ونعم النصير ـ.
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في معرض حديثه عن فوائد قصة يوسف :
ومنها: أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية، فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين - إما فعل معصية، وإما عقوبة دنيوية - أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة، ولهذا من علامات الإيمان، أن يكره العبد أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار.
ومنها : أنه ينبغي للعبد أن يلتجئ إلى الله، ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية، ويتبرأ من حوله وقوته، لقول يوسف عليه السلام: { وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ }.(1/3797)
ومنها: أن العلم والعقل يدعوان صاحبهما إلى الخير، وينهيانه عن الشر، وأن الجهل يدعو صاحبه إلى موافقة هوى النفس، وإن كان معصية ضارا لصاحبه).
---
عمر المقبل
03-09-2007, 11:39 PM
وتعقيباً على الحالة الأخيرة التي ابتلي بها يوسف عليه الصلاة والسلام ،أذكر نفسي وإخوتي ،فأقول :
قد لا يبتلى أحدنا بالصورة التي ابتلي بها يوسف ، لكنه قد يبتلى بصور أخرى من صور الفتنة ،خصوصاً في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن ،وتنوعت أسبابها ،وازداد دعاة الرذيلة ،وكثرت القنوات التي تروج لفتنة النساء ،وأما شبكة الإنترنت فأمرها أشهر من أن يذكر ـ نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ـ.
وههنا يحتاج العبد إلى أمرين :
1 ـ أن يربي نفسه ،ويجاهدها على عبادة المراقبة ،وأن يتذكر أن مرارة المجاهدة ستضمحل في حلاوة لذة الانتصار على النفس ،وحلاوة الإيمان التي يقذفها الله في قلب العبد بسبب صبره على المعصية في موطن لا يراه فيه إلا الله ،مع قدرته ،وتمكنه من تلك المعصية .
ويعجبني هنا كلام قرأته لابن الجوزي في "صيده" الثمين ،حيث يقول :
(إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ،فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم.
ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الأراييح ـ جمع رائحة ـ بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى.
ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره.
ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق.(1/3798)
فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب.
فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه.
وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه.
ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيش الدنيا والآخرة وكأنه قيل له: إبق بما آثرت فيبقى أبداً في التخبيط ، فانظروا إخواني إلى المعاصي أثرت وعثرت..
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر.
فتلمحوا ما سطوته، واعرفوا ما ذكرته. ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم، فإن الأعمال بالنية، والجزاء على مقدار الإخلاص.
ويقول ـ أيضاً ـ رحمه الله :
(والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك.
ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته.
فتدبرت السبب فوجدته السرير، كما روي عن أنس بن مالك أنه لم يكن له كبير عمل من صلاة وصوم، وإنما كانت له سريرة.
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه.
فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر).
2 ـ كثرة اللجأ إلى الله ،وشدة الفزع ، خاصة عند اقتراب أسباب الوقوع في فتنة النظر ،أو ما فوقها .
ولا أتألى على ربي ،ولكن من باب إحسان الظن به سبحانه ،والله ما سأله أحدٌ صادقاً ،ولا فزع إليه أحد متذلالاً إلا أجابه !
أي ضرورة أعظم من ضرورة العبد لحفظ دينه ،والقيام بعبوديته حال السر ؟!
لئن كان المشركون يجابون حينما يدعون مضطرون من أجل سلامة أبدانهم ، أفتظن أن الله يخيب عبداً دعاه لسلامة دينه وعرضه ؟! اللهم لا !!
أقول هذا وأنا ـ والله ـ من المخلطين ،ولكن ليس من شرط الواعظ أن يكون قائماً بكل ما يقول ،ولا سالماً من أي معصية :(1/3799)
ولو لم يقم في الناس من هو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمدِ ؟
والله سبحانه المسؤول أن يشملنا بعفوه العظيم ،وستره الجميل ،وأن يرزقا خشيته في الغيب والشهادة ،وأستغفر الله من الجرأة مع التقصير.
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2007, 01:26 AM
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع البديع ، وقولكم :(فقد بدا لي ـ مع مرور الأيام وقلة المتصفحين لهذا الموضوع ـ أنني أخطأت الطريق ،أو لم يكن الاختيار موفقاً) ليس صحيحاً ، بل هو اختيار موفق جداً.
إلا أن هذا الموضوع من الموضوعات الدقيقة التي تحتاج إلى تأمل ، وجمع للآيات حتى لا يقع المشارك في الوهم والخطأ .
وقد ظهر لي بادي الرأي من الحالات التي يمكن إدراجها تحت هذا الوصف :
الحالة الثالثة :
حالة الشفقة والرحمة في غير موضعها ، مما يدل على الجانب البشري في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأنه قد يغلب في بعض الأحيان والمواقف .
وذلك كحال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما استبقى أسرى بدر شفقة عليهم ، وأخذاً بجانب الرحمة .
فعاتبه الله بقوله :( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)) .(1/3800)
ويدخل تحت هذا صنيع نوح عليه الصلاة والسلام في سؤاله نجاة ابنه المخالف له في الدين ، في قوله :وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ {45}قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {46} قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ {47
فهذا جانب الأبوة والبشرية غلب عليه عليه الصلاة والسلام .
الحالة الرابعة :
الغضب الذي يعتري بعض الأنبياء .
كما في قوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام :(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي
مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
وقوله :(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)
والموضوع من أطرف الموضوعات ، والتأمل فيه باب من تدبر القرآن العظيم أجزل الله لك الثواب يا أبا عبدالله .
---
عمر المقبل
03-22-2007, 03:13 PM
بوركت أبا عبدالله ..
ومما يدخل تحت عارض الغضب ، قصة يونس عليه الصلاة والسلام .
ولي عودة ـ إن شاء الله ـ .
---
أبو المنذر المنياوي
03-22-2007, 04:10 PM
الشيخ الفاضل عمر المقبل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/3801)
هذه أول مرة يقع فيها بصري على هذا الموضوع ، فأردت أن أسجل وجهة نظري فيه من باب أن المسلم مرآة أخيه ، ومن باب التناصح والنقاش العلمي .
أود بداية التنبيه إلى خطورة تجميع هذا الموضوع ، وأن الهدف المنشود من وراء ذلك قد يستغنى عنه بغيره .
وأخوف ما أخاف أن يتوسع في الأمر فيجتمع عندنا ما قد يظن به أنه من زلات الأنبياء .
وثانيا : موضوع عصمة الأنبياء أرى أنه كان من المناسب مناقشته في بداية طرح هذا الموضوع كتوطئة له ، وعلى القول بوقوع الخطأ من الأنبياء فهم لهم خاصية لا يشاركهم فيها أحد من البشر ، وهي أنهم لا يقرون على باطل ، بل يلهمون التوبة ، ويعودون بعد التوبة لمنزلة أعلى مما كانوا عليه قبل التوبة .
والسؤال الذي يطرح نفسه إن كان هذا حالهم ، وهو التوبة ، فما حكم ذكر المعاصي التي تابوا منها ؟ حتى وإن كان على سبيل العظة والتذكير .
وأخير ا : شيخنا الفاضل أرى من باب التذكير أن أذكركم بأنه لا يستلزم من ذكر المعصية للنبي أن يكون قد فعلها ، والمثال على ذلك قوله تعالى : ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) فهذا لا يستلزم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك بل هو من المحال لأن أحد والديه أو كلاهما لم يبلغ عنده الكبر كما هو معلوم ، وإنما الغرض هنا خطاب الأمة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم .
هذا الجواب عندي من ناحية الإجمال دون الدخول في تفاصيل الأمثلة المذكورة ، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي علمكم .
---
عمر المقبل
03-23-2007, 03:09 PM
أخي أبا المنذر حياك الله ..
أولاً :
أما موضوع العصمة ،فقد تحدث عنه بعض الأعضاء في هذا الموقع في عدة موضوعات ، منها هذا الرابطان :(1/3802)
الرابط الأول . (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5441&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
الرابط الثاني . (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4498&highlight=%DA%D5%E3%C9+%C7%E1%C3%E4%C8%ED%C7%C1)
ثانياً :
مع شكري لغيرتك ، لكنني أرى أن تخوفك في غير محله ،فإننا ـ وفقك الله ـ لم نجمع هذه المواقف (التي سميتها أنت زلات ) من التوراة أو الإنجيل ، أو من أخبار بني إسرائيل ، بل من القرآن الكريم ، الذي أنزله الحكيم الحميد ،الذي يغار على رسله وأنبيائه أكثر مما نغار نحن .
ثالثاً :
هذا ملتقى علمي ،ولا يدخله العامة الذين قد يخشى عليهم ما تتوقعه ،فما افترضته غير وارد .
ولو فرضنا أننا لم نعرضه ، فماذا نصنع بأسئلة الناس حينما تمر بهم تلك الأحوال التي سجلها القرآن ؟! وقد يبحث الواحد فلا يجد في كلام المفسرين ما يشفي الغليل ؟!
أليس من الأجدى والأولى أن تطرح في مثل هذا الملتقى لنتناقش فيها ونتدارس على طريقة أهل العلم ؟!
رابعاً :
أما الاستدلال بآية الإسراء ، فلا يستقيم ـ وإن قال به بعض المفسرين ـ لأن الخطاب هنا لعموم الناس ،وليس للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أبويه قد ماتا قبل أن يميز ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ.
خامساً :
أنت ترى أن هذه المواقف تذكر ،ويذكر معها علاج القرآن لها ، فلم تذكر هكذا غُفْلاً من التعليق ، بل مع البيان والإيضاح ـ قدر الطاقة ـ لتتم الفائدة .
والله الموفق والهادي لا إله إلا هو سبحانه وبحمده.
---
أبو المنذر المنياوي
03-23-2007, 08:05 PM
الشيخ الفاضل عمر المقبل :
جزاكم الله خيرا على سعة صدرك 0.
وفقنا الله وإياكم لما فيه صلاح أمر الأولى والآخرة .
---
(1/3803)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول معنى قوله جل وعلا : ولا تجد أكثرهم ( شاكرين ) !؟
---
حول معنى قوله جل وعلا : ولا تجد أكثرهم ( شاكرين ) !؟
---
الموحد 2
12-29-2005, 01:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأفاضل ..
قال تعالى في سورة الأعراف 17 : (( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين )) .
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله تعالى - عند تفسير قوله جل وعلا (( ولا تجد أكثرهم شاكرين )) : (( أي وعند أن أفعل ذلك لا تجد أكثرهم شاكرين ؛ لتأثير وسوستي فيهم وإغوائي لهم ، وهذا قاله على الظنّ ، ومنه قوله تعالى : " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " ، وقيل : إنه سمع ذلك من الملائكة فقاله ، وعبر بالشكر عن الطاعة ، أو هو على حقيقته وأنهم لم يشكروا الله بسبب الإغواء )) [ 2 / 237 ـ 238 ط : دار الكتاب العربي ] .
لم أفهم معنى وتفسير ( الشكر ) في هذه الآية الكريمة ؟
وما هي مناسبة المجيء بـ( الشكر ) بعد هذا السياق ؟
وماذا يريد إبليس من قوله ( شاكرين ) بعد أن ذكر طرق إتيانه بني آدم ؟
ولمن يتوجه الشكر في الآية ؟ إذا كان لإبليس فما معناه ؟ وإذا كان لله جل وعلا فما معناه ؟
فمثلاً ..
لو قال : ولا تجد أكثرهم تائبين .. أو ولا تجد أكثرهم يحذرون .. أو ولا تجد أكثرهم يتقون ؟
أليس هذا هو الأقرب في الظاهر للسياق ؟
بمعنى أن إبليس يقول : سآتيك يا ابن آدم من بين يديك ومن خلفك ، وعن يمينك وعن شمالك ... ثم أنت يا ابن آدم مع إخباري لكَ بهذه الطرق التي سأدخل عليك منها لا تتقيني ولا تحذرني ولا تخافني !! << فهل هذا المعنى لشاكرين صحيح ؟
وهذا معنى آخر نأخذه من ظاهر الآية ..(1/3804)
هل يصح أن نقول بأن ( الشكر لله تعالى ، والحمد لله تعالى ) أثناء الدعاء ، بل وكل أحوال المؤمن هو سبب لقمع إبليس ولرد كيده وإبطال وسوسته على الإنسان ؟
بدليل قوله بعد أن ذكر الطرق التي يدخل منها على ابن آدم ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) ؟ لأنه لا يستقيم أن يشكر الناس إبليس على هذه الوسوسة والمكر ، وعلامَ يشكروه !!
أي أنَّ إبليس لا يطيق ولا يستطيع أن يوسوس ويغوي ويأتي ذلك الإنسان الشاكر لله تعالى ، الحامد لله تعالى ..
فلو أنَّك يا ابن آدم شكرت الله تعالى وحمدت الله تعالى وأثنيت على الله تعالى ومجَّدتَ الله تعالى في حال دعائك وسائر أحوالك ... لكفاك هذا الشكر وهذا الحمد وهذا الثناء وهذا التمجيد وسوستي وإغوائي !! << هل هذا المعنى لشاكرين صحيح ؟
فيكون هذا التفسير على نسق قصة إبليس مع أبي هريرة - رضي الله عنه - لمَّا أن علمه أن يقرأ آية الكرسي فإنه لن يأتيه بعد ذلك ؟
ثمَّ أليس يؤيد هذا التفسير قوله تعالى : (( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )) .. أي : منفعة هذا الشكر تعود على العبد ، وأعظم منفعه أنه يقيه كيد ووسوسة إبليس ؟
أمَّا الذي لا يشكر ولا يحمد الله تعالى فإنه سبحانه غني عن شكره وحمده لأنه محمود بفعاله هو تعالى وليس في حاجة لحمد عبده !
لكن لو أنَّ العبد حمد الله وشكره وأثنى عليه ومجَّده لأفاده هذا الحمد وهذا الشكر ومن فوائده أنه يقيه كيد ووسوسة إبليس كما قال ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) !؟
ثمَّ يا إخواني ..
ألا يؤكد هذا الفهم - إن كان صحيحاً وسليماً - أنَّ مقام الحمد والشكر لله جل وعلا هو من أعلى مقامات العارفين الموحدين ، وإبليس لا يستطيع الوصول إلى هؤلاء .
أتمنى ..
من الإخوة تسديد الكلام ، وأن يوضحون لي تفسير هذه الآية ..
فقد قرأتُ أكثر من تفسير ، ورجعتُ إلى منزلة الشكر في تهذيب مدارج السالكين ..
ولم يظهر لي المعنى ... والله يرعاكم .
---
عمار(1/3805)
12-29-2005, 04:58 AM
أخي الكريم الموحّد :
قلتَ : "قال العلامة الشوكاني - رحمه الله تعالى - عند تفسير قوله جل وعلا (( ولا تجد أكثرهم شاكرين )) : (( أي وعند أن أفعل ذلك لا تجد أكثرهم شاكرين ؛ لتأثير وسوستي فيهم وإغوائي لهم ، وهذا قاله على الظنّ ، ومنه قوله تعالى : " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه " ، وقيل : إنه سمع ذلك من الملائكة فقاله ، وعبر بالشكر عن الطاعة ، أو هو على حقيقته وأنهم لم يشكروا الله بسبب الإغواء )) [ 2 / 237 ـ 238 ط : دار الكتاب العربي ]"
والمعنى :
أي أن أكثر النّاس لن يكونوا شاكرين لله عزّ وجل بسبب وسوسة إبليس وإضلاله لهم .
ولتوضيح المعنى أكثر : (يعني : النتيجة المترتبة عن إغواء إبليس = هي قلة الشاكرين لله عز وجل ) وليس المعنى أنهم يشكرون إبليس على إغوائه لهم!
وقال - رحمه الله - بأن القرآن قد عبّر بالشكر عن الطاعة ، أو أنه الشكر على حقيقته.
وذكر الإمام الطبري - رحمه الله- في تفسيره :
قال : حدثني به المثني ، قال: حدثنا عبد الله بن صالح ، قال: حدثنا ثني معاوية ، عن عليّ بن
أبي طلحة ، عن ابن عبّاس. قوله (ولا تجد أكثرهم شاكرين) يقول : موحّدين.
وقال القرطبي - رحمه الله - :
(ولا تجد أكثرهم شاكرين) أي : موحّدين طائعين مظهرين الشّكر.
والله أعلم.
---
القوي الأمين
12-30-2005, 03:16 PM
أخي العزيز
إن معنى الشكر ليس مجرد الحمد و الثناء
بل الشكر يتضمن جميع العبادات و الأعمال الصالحة
يتضح ذلك من قوله تعالى : { اعملوا ءال داود شكرا }
فالشكر يكون بالعمل الصالح و العبادة كما أمر الله تعالى آل داود
لأن العبادة ما هي إلا شكر لله على نعمه التي أنعم بها على خلقه
لذا كان إبليس مهتما بألا يكون أكثر الناس شاكرين لله ... أي عابدين له
---
(1/3806)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من منا يفعل مثل العلامة الطوفي ـ رحمه الله ـ ؟!
---
من منا يفعل مثل العلامة الطوفي ـ رحمه الله ـ ؟!
---
عبدالرحمن السديس
08-26-2006, 07:25 PM
الحمد لله وحده ، وصلى الله على من لا نبي بعده محمد وآله وسلم تسليما . أما بعد:
فهذا موقف بديع أعجبني قرأته في شرح مختصر الروضة للعلامة أبي الربيع الطوفي ـ رحمه الله ـ 1/109 قال :
ولقد طالما نظرت في كتب الفضلاء ، فإذا رأيت فائدة مستغربة ، أو حل أمر مشكل ، أقرأ لمصنف الكتاب شيئا من القرآن ، وأجعل له ثوابه على مذهبنا في ذلك ، وإن كان المصنف ممن لا يعتقد وصوله . اهـ
ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذا الخلق العظيم من شكر من نتعلم منه ، ونستفيد من كتبه .
ليس المطلوب أن نفعل هذه الصورة التي اختارها الطوفي جوازها ؛ بل المطلوب هو شكره عليها ، ودعاء الله له ، فـ{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} .
لكن المؤسف أنك ترى من طلبة العلم اليوم ـ خصوصا ممن اتخذ صناعة التحقيق له حِرفة ـ يتكئ على عمل غيره ممن سبقه من المحققين والعلماء ، ويستفيد منهم أعظم استفادة ، لكنّ جزاءهم عنده = ليس الدعاء والثناء ، بل إبراز ما قد يظهر لهم من وهم ، وتعظيم ونشر ما قد يقع له من غلط ، واتخاذه سلما يصعد به على أكتافهم ، ثم لم يكفه هذا حتى زين له قرينه حسن عمله ، وسماه له : غيرة على كتب التراث ، أو نصحا للأمة ! (1)
فجمع بين نكران الجميل ، وتتبع عورة أخيه المسلم ، ثم أخرجها بصورة عمل صالح ، ونسي أو تناسى أن الله { يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ } وهو له بالمرصاد ، { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} .
-----------------
(1) ولا يفهم من هذا السكوت عن الأغلاط مطلقا ، لا ؛ بل البيان مطلوب لكن على وجه النصيحة .
---
أبو مالك العوضي(1/3807)
08-27-2006, 08:51 PM
جزاك الله خيرا أيها الشيخ الفاضل؛ فما أعظمَ فوائدَك!
وهذه سنة حسنة لأهل العلم رحمهم الله تعالى؛ كما كان الإمام أحمد يدعو لخمسة منهم الشافعي رحمه الله!
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني لأنني رأيت كلام رجل عاقل فصيح ناصح فإني لأكثر الدعاء له.
---
عبدالرحمن السديس
08-29-2006, 04:06 AM
بارك الله فيكم أخي الشيخ المبارك فقد جملت ما كُتب بما ذكرت نفع الله بكم ، وأسأل الله أن يهدينا وإخواننا بهداه ويجنبنا طرق الغواية .
---
خادمة القرآن
08-30-2006, 04:23 AM
نفع الله بكم وبما أفدتم ، وجعل الله ذلك في موازيم حسناتكم .
لكن : ألا يعتبر السكوت على أخطاء بعض المحققين الذين تكثر أخطاءهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويتمادون في سرعة التحقيق والتخريج ليكون لهم السبق في إخراج الكتب ؛ من خيانة العلم وأهله ؟! إذ لابد عليهم من توضيح الخطأ والمزلق الذي وقع فيه المحقق وهذا من الغيرة على التراث وحفظ العلم من أن يدخل فيه ماليس منه ،
ولا أظن أن في هذا المنتدى من يسعى لتخطئة الناس ليشتهر بل هو من نصيحة المسلمين ، لأننا مع الأسف الشديد نجد كثير من الأقوال التي تخالف ما تعلمناه ولكن نحتاج إلى أهل التخصص في كل فن لكي يفرزوا لنا ما كان صحيحا محضا وما كان فيه مأخذ على المحقق . ولا ندعي العصمة لكل أحد .
ولكن هذا لا يمنع أن ندعو لهم كما أفدتم لما أتحفونا به من علم جم وتحقيق كتب كانت مندثرة ولو عملوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه ) لكان أولى .وأظن أن هذا الحديث هو الذي دفع أهل الغيرة على العلم لتصحيح بعض الملاحظات.
---
عبدالرحمن السديس
08-30-2006, 01:34 PM
بارك الله فيكم سبق القول:
ولا يفهم من هذا السكوت عن الأغلاط مطلقا ، لا ؛ بل البيان مطلوب لكن على وجه النصيحة .(1/3808)
والكلام ليس مخصصا لأهل المنتدى بل هو عام لكل من يقرأ ، وهو منشور في عدد من المواقع.
---
(1/3809)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل ثمانية كتب في ناسخ القرآن ومنسوخه
---
حمل ثمانية كتب في ناسخ القرآن ومنسوخه
---
مسك
01-29-2005, 06:09 PM
حمل ثمانية كتب في ناسخ القرآن ومنسوخه
1- كتاب المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزي
2- الناسخ والمنسوخ للنحاس
3- الناسخ والمنسوخ لابن حزم الأندلسي
4- الناسخ والمنسوخ للمقري
5- الناسخ والمنسوخ لـ قتادة بن دعامة السدوسي
6- قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن لمرعي بن يوسف الكرمي
7- ناسخ القرآن العزيز لابن البارزي
8- نواسخ القرآن لابن الجوزي
أضغط هنا للتحميل (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32811)
---
(1/3810)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ضيف جديد
---
ضيف جديد
---
أبو عمر السمرقندي
07-26-2004, 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ضيف جديد بملتقاكم .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاستفادة والإفادة .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-26-2004, 04:58 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بك في روضة من رياض العلم ، وبستان من بساتين المعرفة ، وملتقى من ملتقيات أهل الفضل
ونحن في انتظار مشاركاتك الجادة - إن شاء الله - .
---
أويس القرني
07-27-2004, 12:48 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالشيخ ( أبو عمر السمرقندي ) وإن كنت جديدا في هذا الملتقى فأنت في غيره معروفة جهودكم وفقكم الله لكل خير ونفع بكم ( ومرحبا ألف )
---
المحرر
08-01-2004, 05:32 AM
حياك الله يا شيخ ( أبو عمر )
وأطلب منك طلباً خاصاً :
لا تنس ملتقى أهل الحديث !
---
(1/3811)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال حول جمع لفظ ( السماوات ) في آية ( كانتا رتقا ففتقناهما )
---
إشكال حول جمع لفظ ( السماوات ) في آية ( كانتا رتقا ففتقناهما )
---
أخوكم
03-07-2004, 07:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورة الأنبياء عند الآية رقم 30 قال الله عز وجل :
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
للعلماء في هذه الآية عدة أقوال من أهمها _ في نظري القاصر _ قولان مشهوران :
1- فالسماوات والأرض كانتا رتقا أي ملتصقتا ففتقهما أي فصلهما عن بعضهما
فهذا القول _ بغض النظر عن الدخول في فرضية صحته _ من الصعب حمل المعنى الأول لسياق الآية والسورة عليه .
وإلا أصبح سياق الآية والسورة والموضوع كالتالي :
يا من كفرتم بالله بما أنكم ترون السماوات والأرض كانتا رتقا ففقناهما فيدلكم هذا على قدرة الله وعلى البعث ... الخ !!!
فالسياق بهذا الشكل فيه ما فيه من الضعف الذي لا يخفى ، إذ كيف يتم الاستدلال بشيء غائب على شيء غائب ؟!!!
والصحيح أن يستدل بشيء حاضر على شيء غائب
ولذا كان القول الثاني المشهور هو الأقوى اطلاقا وعليه الكثير من أهل العلم والتفسير
وهو أليق وألصق بالسياق
وهو كالتالي :
2- أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
كانت السماء رتقا لا تمطر والأرض رتقا لا تنبت ، ففتق الله السماء فأمطرت وفتق الأرض فأنبتت ..
فبهذا المعنى يتم الاستدلال بشكل عقلي صحيح لأنه استدلال بشيء حاضر على شيء غائب .. بمعنى :(1/3812)
يا من كفرتم كما ترون أمامكم كيف ينزل الماء من السماء فينبت به نبات الأرض فاعلموا أن الله قادر وسيخرجكم من قبوركم كما يخرج النبات
وهذا التفسير للآية له شواهد لا تحصى كثرة في القرآن مثل :
- كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
- وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ {9} وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ {10} رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ
- ... الخ
هذا فضلا عن شواهد في نفس الآية تشهد لذلك التفسير بالصحة مثل قوله سبحانه في نفس تلك الآية " وجعلنا من الماء كل شيء حي " ... الخ
ولكن
هناك إيراد قوي على هذا التفسير لتلك الآية حيث قالوا :
إن كان المعنى ما ذكرتم وأن السماء كانتا رتق ففتقها بالمطر فلماذا قال السماوات ولم يقل السماء ... فالمطر لا يأتي من السماوات كما هو مشاهد بل يأتي من سماء الدنيا
فمن ضمن من رد على إيرادهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي _ رحمه الله _ في كتابه أضواء البيان بقوله :
إنما أطلق عليه لفظ الجمع لأن كل قطعة منها سماء كما يقال ثوب أخلاق وبرمة أعشار
وإشكالي الآن كالتالي :
فضلا على أني لم أستوعب كلام الشيخ الشنقيطي بشكل كامل ، ولكن كأني ألمح فيه ضعفا لن يشفي ما في نفسي
ولا أدري ألديكم إجابة شافية كافية مانعة جامعة على إشكالي السابق أم لا ؟
بارك الله فيكم
---
د. هشام عزمي
03-08-2004, 03:58 PM
بسم الله ....
هذا هو رأيي الشخصي و لا أفرضه على أحد فكل يؤخذ من قوله و يرد إلا المعصوم المصطفى.(1/3813)
أنا أميل للتفسير الأول لقوله (رتقا) مفرد و (فتقناهما) مثنى و ليس جمعا و هذا يعطي الإنطباع بفتق شيئين و ليس أشياء كالسموات (جمع) و الأرض. عموما هذا تفسير "انطباعي" و ربما كانت هناك وجوه في اللغة أجهلها لا تسوغ هذا التفسير.
يقول د. جاري ميللر - داعية و مهتدي كندي - أن قوله "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا" قمة في الإعجاز لأن الذين حصلوا على جائزة نوبل لإيجادهم الدليل العلمي على نظرية الإنفجار العظيم لنشأة الكون كانوا اثنين من الكفار .... فالكفار شهود على إعجاز القرآن و قد ردد الشيخ الشعراوي - رحمه الله - كلاما قريبا من هذا في كتابه (معجزة القرآن).
و هذا لا يعني أني أرفض التفسير الآخر فهو - حسب علمي - منقول عن السلف و هم على العين و الرأس.
---
أخوكم
03-18-2004, 06:05 PM
السلام عليكم
الأخ المبارك د. هشام عزمي
جزاك الله كل خير على مشاركتك الطيبة
وبالنسبة للتفسير الآخر فليس السلف فقط الذين قالوا به ولكن القرآن يشهد له كثيرا
وبقي اشكال الجمع في كلمة ( السماوات )
ومرة أخرى اقول : جزاك الله كل خير
وما زلتُ أطمع في مزيد من التوضيح والمدارسة
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2004, 10:48 PM
وما المانع من حمل الآية على المعنيين كليهما ؟
وقد ذكر ابن عاشور ما يحتمله لفظا الرتق والفتق من المعاني ، ثم قال :
( والظاهر أن الآية تشمل جميع ما تحقق فيه معاني الرتق والفتق ؛ إذ لا مانع من اعتبار معنى عام يجمعها جميعاً فتكون الآية قد اشتملت على عبرة تعم كل الناس ، وعلى عبرة خاصة بأهل النظر والعلم ؛ فتكون من معجزات القرآن العلمية .) التحرير والتنوير 17/56
---
محمد إسماعيل
03-31-2004, 05:19 AM
يسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل أبا مجاهد!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00 وبعد0(1/3814)
أرجو أن تتطلع على مقالنا( من أسرار الإعجاز في القرآن- فتق الأرض بعد رتقها )، ثم انتظر مقالنا الآخر الذي سيتبعه إن شاء الله عن سر الإعجاز في جمع السموات والأرض في القرآن0 فلربما تكون فيهما الإجابة الشافية عن هاتين المسألتين0 وتقبل مع الإخوة المشاركين خالص شكري وتقديري0
أخوكم
محمد إسماعيل عتوك
---
أخوكم
04-01-2004, 12:15 PM
الأخ الفاضل أبومجاهدالعبيدي سدده الله على الخير دوما
الذي يجعلني أتردد في الأخذ بذلك المعنى هو ما ذكرته في نفس موضوعي الأول ، ولكن لا مانع من إعادته مع بعض التصرف لعل المعنى يفهم :
فالآية تخاطب الكفار فكان معناها :
... يا من كفرتم بالله بما أنكم "ترون" السماوات والأرض كانتا رتقا ففقناهما فيدلكم هذا على قدرة الله وعلى البعث ... الخ !!!
فلو حملنا الآية على الإنفجار الكوني الذي حصل لصار استدلالا بشيء غائب على شيء غائب
وهذا لا يستقيم عقلا
فهذا شيء لم يره الكفار وخاصة الذين كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزلت عليهم تلك الآية تخاطبهم
ولذا كان الصحيح عقلا أن يُستدل بشيء حاضر "يرونه " ويحسونه ويلامسونه ويعايشونه
كالماء الذي أحيا به الله النبات وكل شيء
على شيء غائب كالبعث ونحوه
فالمعنى الثاني كما تلاحظون هو الذي يليق بسياق الآية والسورة بل والقرآن كله
أتمنى أن يكون فُهم مقصدي
وما زلت أنتظر من بركات علمكم بارك الله فيكم
---
أبومجاهدالعبيدي
04-01-2004, 01:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم : أخوكم
قصدك واضح من البداية
والمعنى الذي ذكرت أنه يناسب من خوطب بها ابتداءً هو الأقرب إلى فهمهم فتحمل الآية عليه
وهذا لا يمنع أن تحمل الآية على المعنى الآخر إذ لا تعارض بينهما ، ولا يلزم أن أن يكون المخاطبون عالمين بجميع معاني الآية ، والقرآن كتاب نزل ليخاطب الناس أجمعين بعد نزوله .
---
محمد إسماعيل
04-01-2004, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم ( أخوكم )0(1/3815)
أرجو منك يا أخي أن تعود ثانية إلى مقال ( من أسرار الإعجاز في القرآن- سر فتق السموات والأرض )، وأن تتأمل جيدًأ قول الزمخشري في هذه المسألة، ثم تتامل جيدًا ما نقله الأخ الدكتور: هشام عزمه في رده عن ( جاري ميللر )0 وأرجو أن تلاحظ الفرق بين لفظ السموات بالجمع، ولفظ السماء بالمفرد، في الدلالة0 وهذا ما ذكرته في مقالي الثاني0 فهل قرأته؟
وأحب أن تعلم يا أخي أن الذين كفروا هم عرب أقحاح، يفهمون جيدًا ما يريده الله تعالى من خطابه لهم أكثر ما نفهمه نحن من خطاب الله تعالى لنا في عصر العلم0
وإلى الأخ الكريم ( أبو مجاهد ) أتوجه بالقول:
الآية الكريمة المذكورة لا ينبغي أن تحمل إلا على معنى واحد؛ وهو المعنى الذي أيده العلم الحديث00 أما الآيات كريمة التي استشهد بها الأخ ( أخوكم ) على صحة المعنى الذي ذكره فلا يجوز الاستشهاد بها على ذلك؛ لأنها تتحدث عن شيء، والآية الكريمة التي هي مدار البحث تتحدث عن شيء آخر00 ولو جوزنا ذلك لوجب أن يقال: أولو ير الذين كفروا أن السماء والأرض كانتا رتقًا، بإفراد لفظ السموات؛ كما قال تعالى في الآية الأخرى:{ونزلنا من السماء ماء00}0 ثم إن المطر لا ينزل من السموات كلها؛ وإنما ينزل من سماء واحدة، هي السماء الدنيا0
هذا ما أحببت أن أنبه إليه00 وتقبلوا جزيل شكري وتقديري
أخوكم
محمد إسماعيل عتوك
---
خالدعبدالرحمن
04-02-2004, 09:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أنا مع سؤال أخي الأول : كيف تشهد الغائب على غائب ؟
ومن هو الذي تستشهده؟؟
انه الكافر الذي يقول (لا) ، ولو من باب الجحود !فيبطل استشهادك بكلمة !! ذلك ان كنت تبني على شهادته لقولك !
وليس الكافر هو عربي قريش فقط ، فهذا القرآن ليس لقريش فقط!!
ولكن ....(1/3816)
هل من الممكن ان نقرأ هذه الآية ، كما نقرأ : (و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا لغافلين )
فالكافر (الغافل): لا يتذكر ما قرره الله حقيقة باشهاد الناس جميعا ، واقرارهم ...وبالتالي هل لنا أن نقرأ هذا الاشهاد على حدث الفتق بانه كان في ذات الوقت ، فشهده الجميع ؟
والله أعلم .
---
محمد إسماعيل
04-02-2004, 03:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميمًا فقطع أمعاءهم } [محمد:15]
جاء في لسان العرب لابن منظور:” قال عمر بن أبي خليفة: سمعت مُقاتِلا صاحب التفسير، يسأل أبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز وجل{ مثل الجنة }: ما مثلها؟ فقال:{ فيها أنهار من ماء غير آسن00}0 قال: ما مثلها؟ فسكت أبو عمرو0 قال: فسألت يونس عنها، فقال: مثلها: صفتها “0
وعقَّب ابن منظور على جواب أبي عمرو لمقاتل فقال:” وأما جواب أبي عمرو لمقاتل حين سأله: ما مثلها؟ فقال: فيها أنهار من ماء غير آسن، ثم تكريره السؤال: ما مثلها؟ وسكوت أبي عمرو عنه، فإن أبا عمرو أجابه جوابًا مقنعًا، ولمَّا رأى نَبْوَة فهْم مُقاتِل، سكت عنه، لِمَا وقف عليه من غلظ فهْمه“0
**************
وبعد00 أتوجه بالخطاب إلى الأخ أبي مجاهد- لعله يسمعني هذه المرة- فأقول:
قال الله تعالى:{ ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه }[ البقرة:273 ]0
وقال جل جلاله:{ ألم تر أن الله يسجد له من في السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس }[ الحج:18 ]
وقال سبحانه:{ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل }0(1/3817)
فهذا خطاب من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولكل إنسان، يراد به التقرير، ومثله في القرآن كثير00فهل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أحد من الناس ما قرَّره الله تعالى به، في هذه الآيات، ونحوها ؟
وقال الله تعالى:{ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}[فصلت:13]0
وقال سبحانه في شجرة الزقوم:{ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين }[ الصافات: 64- 65 ]0
فهل استدل سبحانه في هاتين الآيتين على غائب بمشاهد محسوس؟ فإن كان كذلك، فأرجو من الأخ ( أخوكم )، والأخ خالد عبد الرحمن الإجابة عن ذلك0
وأتوجه أخيرًا إلى الأخ خالد لأقول له: أنا لم أقل إن القرآن نزل على قريش فقط؛ وإنما قلت: إن الذين كفروا هم عرب أقحاح، يفهمون المراد من خطاب الله تعالى لهم أكثر مما نفهمه نحن في هذا العصر00 وإذا كانوا قد وصفوا أنفسهم بأنهم كانوا غافلين، فهذا لا يعني أنهم لا يفهمون00 إنهم كانوا يعرفون الحق، ولكنهم يكابرون00 والسلام على من اتبع الهدى!
محمد إسماعيل عتوك
---
أخوكم
04-02-2004, 06:10 PM
الأخ الفاضل أبومجاهدالعبيدي اللهم وفقه لكل خير
نعم يا أخي أنا معك في أن الكثير من الآيات من الممكن حملها على كل زمان ومكان وكان أفضل الأقوال فيها هو قول الجمع مثل قوله سبحانه ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه )
فيمكن حملها على الزمان الأول بحمل الآية على الأصابع المعهودة الظاهرة
ويمكن حملها على الزمان الآخر بحمل الآية على " البصمة " التي تم اكتشاف أن لكل إنسان بصمة خاصة به
أما هذه الآية التي معنا فالأمر فيها قد يختلف
فجمع لفظ " السماوات " يجعل هناك صعوبة على حملها على الزمان الأول فالمطر لا ينزل إلا من السماء الدنيا
ومن جهة أخرى فكون الآية تخاطب الكفار بشيء يعرفونه ليكون مقدمة لإثبات شيء ينكرونه(1/3818)
يجعل فيه صعوبة على حملها على الزمان الآخر _ زماننا _ من الانفجار الكوني فهم لا يعرفونه حتى يكون مقدمة لاثبات أمر ينكرونه ...
وتقبل من أخيك كل محبة
=====
الأخ الفاضل محمد إسماعيل عتوك حفظه الله ورعاه وبارك في علمه وعمله
طلبتَ منا أن نقرأ ردك ثم الرد التي ستتبعه إن شاء الله
ولذا فأنا أحد من ينتظره إن شاء الله
ولذا لم أحب أن أستعجل بالرد عليك فربما كان في ردك الموعود مزيد علم
فإن وضعته في أي مكان بالمنتدى فضع لنا رابطه هنا بارك الله فيك
فإن كان الإشكال ما زال قائما
سنكمل هذا المدارسة
والتي نسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم
لا دخل للرياء والجدل العقيم والمعكرات فيها من شيء
وتقبل من أخيك كل محبة
---
محمد إسماعيل
04-02-2004, 06:39 PM
الأخ الكريم (أخوكم )!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
إن كنت تقصد بسؤالك المقال الثاني الذي وعدت به، فإنه موجود في الملتقى العلمي بعنوان ( من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر مجيء لفظ السماء مجموعًا ومفردًا، خلافًًا للفظ الأرض )0
وأحب أن تعلم أخيرًا بأن ( الرتق ) في اللغة هو: الضمُّ والالتحام، خِلقة كان أم صنعة، وأن ( الفتق ) لغة هو الفصل بين المتصلين، وهو ضد ( الرتق )0 ولا يكون ( الرتق، والفتق ) إلا بين الشيئين، ومثالهما الآية المذكورة0 ومن الرتق قالوا: الرتقاء؛ وهي الجارية المنضمَّة الشفرتين00 فهل تريد بعد هذا كله مزيدًا من الأدلة؟!!!
أخوكم
محمد إسماعيل عتوك
---
أخوكم
04-02-2004, 09:33 PM
أخي الفاضل محمد إسماعيل عتوك
هل خالفتك في معنى كلمة الرتق والفتق ؟
!
---
خالدعبدالرحمن
04-06-2004, 08:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي سألتني أن أرد على ما سقته من آيات (ألم تر...) ونسيت يا أخي أن المخاطب هو النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من ورائه ..وهم الذين من أول صفاتهم الايمان بالغيب ..(1/3819)
فان قال الله سبحانه خبرا أو قاله نبيه صلى الله عليه وسلم كان عندنا بحكم الثابت ثبوت المشاهد .
ثم سقت آيات النذير ، وهذا وعيد بما قد يعلمه قارئ التاريخ ، وقد لا يلزمني ان توعدتك بشيء أن تصدقه ...فأنا أتوعدك لأنك لم تصدق أصلا !!
وكل هذا يختلف عن اقامة حجة بسؤال الكافر (الذي قال لا منذ البداية لوجود الله وحكمه ) ويقول من باب أولى لحدث لم يشهده ؟ فلم يوجه الله السؤال له ؟؟
والله أعلم
---
داود عيسى
04-07-2004, 01:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحييك أخي أخوكم على هذا الموضوع وأسأل الله أن يجزيكم خيرا على هذا النقاش .
كاتب الرسالة الأصلية : خالدعبدالرحمن
هل من الممكن ان نقرأ هذه الآية ، كما نقرأ : (و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا لغافلين )
فالكافر (الغافل): لا يتذكر ما قرره الله حقيقة باشهاد الناس جميعا ، واقرارهم ...وبالتالي هل لنا أن نقرأ هذا الاشهاد على حدث الفتق بانه كان في ذات الوقت ، فشهده الجميع ؟
والله أعلم .
بارك الله فيك أخي خالدعبدالرحمن وأنتظر معك ردا على ما كتبته.
---
أخوكم
04-18-2004, 09:59 PM
الحمد الله الذي لا إله غيره وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
اللهم نسألك من الخير كله ونعوذ بك من الشر كله
أولا :
سأبدأ بنقاط الاتفاق ...
فهناك آيات كثيرة ذكر الله فيها أنه على كل شيء قدير
فيدخل تحت ذلك قدرته سبحانه على فتق السماوات عن الأرض _نظرية الانفجار _
وفي المقابل هناك آيات كثيرة استدل بها اللهُ من نزول المطر ثم خروج نبات الأرض على خروج الناس من قبورهم للحساب يوم القيامة
فهذا ما يتعلق بنقطة الاتفاق
ثانيا :
مسألة الجمع بين القولين التي ذكرها الفاضل كثير الفضائل أبو مجاهد حفظه الله(1/3820)
إن من تتبع "كل" المسائل التي فيها قولين وكان الجمع بينهما هو الأفضل سيلاحظ شيئا مهما فيها وهو :
1- إمكانية الأخذ بالقول الأول "منفردا"
2- إمكانية الأخذ بالقول الثاني "منفردا"
3- لذا كان الجمع بينهما من باب أولى وأحسن وأكمل ...
أما في مثل مسألتنا هذه
فالقول الأول طرأ عليه ما يمنعنا من الأخذ به
وكذلك القول الثاني وجدنا ما يمنع الأخذ به
فكان الجمع بينهما ممتنع من باب أولى
لذا لا تقاس مسألتنا هذه على بقية المسائل التي يمكن الجمع بين قوليها
ثالثا :
نقطة الخلاف هي مدى إمكانية استيفاء شروط دخول القول الأول أو الثاني في آية سورة الأنبياء دخولا تاما بدون موانع
وهذه النقطة مهما كبرت فيعد الخلاف فيها جائزا إن شاء الله
رابعا :
آية الرتق والفتق التي بين أيدينا الآن فيها قولان
فالقول الأول رغم أن آيات القرآن تشهد له كثيرا _ وخير ما يفسر به القرآن هو القرآن _ ولكننا وجدنا ما يعكر الأخذ به وهو الجمع في لفظ السماوات وليس السماء !!
ومن أجل ذلك نصبتُ سؤالي
وما زلتُ أنتظر من يفتح الله عليه في هذا الباب ...
وكم كنتُ أتمنى وما زلتُ أتمنى أن لا يخرج الموضوع عن هذا الأمر
خامسا :
القول الثاني وجدنا فيه أيضا ما يعكر الأخذ به ، وهو كيف يُستدل بغائب على غائب ؟؟
إن الاستدلال بشيء غائب على شيء غائب
أو بمعنى آخر الاستدلال بشيء غير مقر به على شيء غير مقر به
أو بمعنى آخر الاستدلال بشيء غير محسوس على شيء غير محسوس
أو بمعنى آخر الاستدلال بشيء غير ثابت على شيء غير ثابت
أو بأي معنى آخر ...
إن تلك المقولة تتنزه العقول عن قبولها ... فكيف ننسبها إلى من خلق العقول ؟
هل يدخل هذا ضمن حسن الظن بالله ؟
أم يدخل ضمن سوء الظن بالله ، فنحتاج إلى أن نسبحه عن ذلك القول ؟
إن القرآن كما عهدها المسلمون قاطبة يخاطب الكفرة خطابا عقليا بأشياء يثبتونها
ثم ينتقل معهم إلى لازم تلك الثوابت مما لا يثبتونه(1/3821)
ولذا كثيرا ما كان يختم الله آيات المناقشة مع الكفرة بقوله سبحانه :
أفلا تعقلون ... أفلا تتفكرون ... الخ
فالآيات لا تكاد تحصر التي تساق للاستدلال بحاضر على غائب
أو بشيء مُقر به على شيء غير مقر به
أو بشيء محسوس على أمر غير محسوس
أو بأي مترادف كان .... الخ
فهي قاعدة شرعية قبل أن تكون عقلية
فينبغي أن نجعلها هي المحكم التي نقيس عليها مسألتنا هذه
أما ما عداها فلا يمكن أن نصنفه إلا في المتشابه
مثل آية أخذ الميثاق على بني آدم " وغيرها"_ مما قد يخطر ببالنا فيما بعد _
هذا إذا سلمنا أن تلك الآية تعارض ما أثبته الله من محكمات الاستدلال بثابت على غير ثابت ، وإلا فإن للعلماء في آية أخذ الميثاق أقوال كثيرة ومن ضمنها قول السعدي رحمه الله فمن شاء أن يراجعه في تفسيره فليراجعه عند الآية رقم 172 من سورة الأعراف
إذن فآية "مثل" هذه فيها ما فيها من الاختلاف و"التشابه" من الصعب أن نجعلها تؤيد مقولة خاطئة وندع الآيات المحكمات التي تخالف تلك المقولة الخاطئة
هذا ما يتعلق بآية الميثاق
أما الاستدلال بالآيات التالية :
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه
ألم تر أن الله يسجد له من في السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل
....
فمجرد إيرادها كافٍ لسقوط دلالتها على إثبات مقولة خاطئة ، بله عن الجواب عليها
فلئن سلمنا أنها جاءت في معرض إلزامٍ بثابت
فظاهر الآيات جلي بأنها فقط للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل مؤمن بالقرآن لأنهم لم يعودوا بحاجة إلى استدلال عقلي إذ يكفيهم أنها آية ليقروا بما جاء فيها
فالقرآن عند المسلمين هو أمر مقر به
حاضر
محسوس
ثابت
وكل ما ورد فيه حُق للمسلم أن يستدل به على أخيه المسلم المؤمن به
أما من جعل مثل تلك الآيات للكفار فقد أولها عن ظاهرها وبالتالي سيحتاج إلى دليل ذلك التأويل
أما قوله سبحانه(1/3822)
فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود
فلقد سمع القوم بالصيحة وتناقلها الناس
حتى صارت
محسوسا
وحاضرا أمامهم
وشيئا "مقرا به" بينهم
بأن هناك صيحة حصلت وريحا دمرت ومساكن أمطرت وأخرى خلت
بل وكانوا كما الله عنهم " يمشون في مساكنهم "
فلذا جاء التهديد بمثلها لكفار قريش
فكان ذلك استدلال شيء حاضر على شيء غائب
ولم تدل الآية البتة على صحة الاستدلال بغائب على غائب
أما آية "إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين"
فإن بشاعة الشياطين _ كما قال غير واحد من أهل العلم_ صارت شيئا حاضرا محسوسا مقرا به في نفوس العرب
فحُق أن لنا أن نستدل بذلك الحاضر على شيء غائب
ولأن الشيء بالشيء يذكر ، فكذا الحال بالنسبة للملائكة
وهو عين ما أخبر عنه ابن القيم رحمه الله من أن النفوس قد "فطرت" على جمال الملائكة وبشاعة الشياطين
ولذا قالت نسوة يوسف لما رأينه ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم
فأناس مثل هؤلاء قد أقروا بجمال الملائكة وبشاعة الشياطين فلا داعي أن نثبت لهم شيئا هم مقرين هم به أصلا !!
وإنما نلزمهم بذلك الإقرار "الحاضر" على شيء غائب " غير مقر به "
إخواني وأهل مودتي : قوموا لله ومثنى وفرادى ثم تفكروا ألا يكون من التنفير عن ديننا وقرآننا أن نقول للكفرة إن ديننا يجيز الاستدلال بشيء غير مُقر به على شيء غير مقر به ؟!!
إن أقل ما نعمله أمام آيات "نفهم" منها أنها تؤيد قولا خاطئا أن نصنفها ضمن الآيات المتشابهة
ولا نملك عندها إلا أن نقول آمنا بالأدلة وخطَّأنا الاستدلال
كما يفعل الراسخون في العلم عندما يصادفون آيات متشابهة تتعارض مع المحكمات اللواتي هن أم الكتاب
لنسكت مثلهم ولنقل الله أعلم بتأويل تلك الآيات المتشابهة
أما أسوأ المراحل فهي أن نأخذ بالمتشابه ونترك المحكم مما سيضطرنا بطريقة غير مباشرة أن نضرب القرآن بعضه ببعض(1/3823)
أما المرحلة الحسنى فهي بأن يمن الله علينا فنعرف تأويل تلك الآيات المتشابهة فنضمها للمحكم ليصبح القرآن كله محكما
فالخلاصة :
أن كل المسلمين قد عهدوا القرآن يستدل بشيء مقر به على شيء غير مقر به فلا ينبغي العدول عن هذا الأمر البتة
حتى وإن استحضرنا ألف آية "يُفهم" منها خلاف ذلك
فكلها متشابهات
سواء عُرف تأويلها أم لم يُعرف
والمحكمات ستكفي المؤمن وتغنيه
هذا ما عندي
فما كان فيه من صواب فمن الله
ومن كان فيه من خطأ فأبرأ إلى الله منه
وأستغفره سبحانه
فهو أرحم أعلم وأجل وأحكم وأخبر
---
أبو تيمية
04-19-2004, 07:27 PM
أرى و الله أعلم أنه لا إشكال إن شاء الله ، إذا علمنا أن الرؤية في قوله تعالى ( أو لم ير ) هي بمعنى العلم ، فجملة ( أن السموات ..) سدت مسد مفعولي الرؤية ، و لهذا كانت الرؤية هنا بمعنى العلم كما قرره غير واحد من المفسرين .
و المعنى ألم يروا بقلوبهم و بصائرهم ، أو( أو لم يعلموا )، و الرؤية العلمية كثيرة في القرآن ...
فليست الرؤية بمعنى الشهود و المعاينة ..
و قول أخينا ( أخوكم ) عن القول الأول : إن فيه الاستدلال بشيء غائب على شيء غائب ، فيه بعض نظر ، من حيث إن حقيقة ما ذكر في الآية هو الاستدلال بشيء واقع قد تم و حصل ، لتقرير شيء مجحود لديهم ...
فأولا : العلم بحصول الرتق و الفتق بالمعنى الأول ، لا يلزم أن يكون حاصلا للكفار وقتئذ ، و يكفي حصول المعنى الثاني المدرك بالرؤية البصرية ..
فالخطاب عام شامل لمن كان كافرا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لمن بعدهم إلى أن تقوم الساعة ، فالقرآن كتاب للجيل الأول و للأجيال التي بعده ، و ظاهرة تنوع المعنى من اللفظ الواحد هي من إعجاز هذا الكتاب ، و الأصل حمل القرآن على جميع تلك المعاني ما دام اللفظ و السياق يحتملها ، دون معارضة ، و هي طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .(1/3824)
كذلك يقال : إن المعنى الأول مدرك منه القسم الثاني المضموم إلى ما قبله بالعطف عليه في قوله ( و جعلنا من الماء كل شيء حي ) فكثير من معنى الآية كان واقعا ملموسا محسوسا لديهم ، فلا إشكال إن كان المستدل به مجموع المعنيين !
و قد أقسم الله في جملة ما أقسم به بالبيت المعمور و العلم به ليس عاما ، إنما يحصل لطائفة منهم ، و هو المؤمنون بالشرائع ، أقسم به على شيء لم يقع بعد ، هم يجحدونه ، لكن المقسم به جاء ضمن جملة من المقسمات ، و كذلك قسمه بالبحر المسجور في قول من فسره بأن ذلك حاصل يوم القيامة حيث تسجر البحار ، كما في قوله تعالى ( إذا البحار سجرت ).
و إن كان المترجح لدي رأيا آخر اخترته في رسالة أفردتها للآية .
كذلك في قوله في سورة الأحقاف ( أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير )
فليس كل الكفار مؤمنين بما ذكر ، فالدهريون و الملاحدة لا يؤمنون بذلك ، و كذلك اليهود المفترون على الله ، يقولن بالإعياء و التعب ، فالمراد بعض الكفار لا جميعهم ، و هم من يصلح إيراد هذه الملازمة عليهم .
كذلك في التي سبق ، فبعض الكفار يلزمهم المعنى الأول ، و ليس عندنا دليل ينفي علم أهل الكتاب و غيرهم و إيمانهم بظاهرة الفتق و الرتق بالمعنى الأول ، و بعض آخر يلزمهم المعنى الثاني الذي يظهر للناس جميعا .
كما أنبه إلى أن الرؤية العلمية تحصل بالتدبر ، فالملازمة حاصلة لمن تدبر وعلم ، أما من لم يعلم فلا يتوجه إليه الخطاب .
و الله أعلم .
---
(1/3825)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعلم أصول قراءة إمام أهل البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
---
تعلم أصول قراءة إمام أهل البصرة، مع تمييز رواييه بطريقة ميسرة جدا
---
د. أنمار
05-27-2004, 08:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام أبي عمرو البصري نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الرائع: "الإضاءة في بيان أصول القراءة"، يشرح ذلك من طريق العشر الصغرى
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة ، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [ ] من زياداتي ، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
وقد قمت بتمييز الخلاف بين الروايتين بتلوين ما انفرد به الدوري باللون الأخضر ، والسوسي بالأصفر كما تراه هنا، ليسهل استحضار أصول كل رواية على حدة. أما ما اشتركا فيه فهو منسوب للإمام أبي عمرو فهو على حاله في باقي الشرح.
========================
أصول قراءة أبي عمرو البصري
هو الإمام أبي عمرو زبان بن العلاء المازني البصري أول قارئي البصرة
وله راويان:
أحدهما، أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري
وثانيهما، أبو شعيب صالح بن زياد السوسي.(1/3826)
رويا عنه القراءة بواسطة أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي. والدوري مقدم في الأداء. والخلاف بينهما يسير، واعلم أنهما متى اتفقا على كلمة الخلاف عزوت إلى أبي عمرو ومتى اختلفا اقتصرت على ذكر المخالف فقط
وعلى ذلك قلت:
[باب الاستعاذة والبسملة ]
زاد أبو عمرو بين السورتين السكت والوصل بلا بسملة
واختار بعض أهل الأداء لمن يسكت بين السورتين البسملة في الأربع الزهر، ولمن يصل بينهما السكت فيهن ومعلوم أنه لا سكت ولا وصل لأحد بين الناس والفاتحة ولا بسملة لأحد بين الأنفال وبراءة
[باب الإدغام الكبير]
وروى السوسي وحده على المشهور إدغام الأول في الثاني من كل حرفين متماثلين متحركين التقيا في الخط:
1 - من كلمتين بشرط أن لا يكون أولهما تاء متكلم أو مخاطب أو تاء خطاب أو منونا أو مشددا أو مسبوقا بحرف خفي وإلا وجب الإظهار.
واختلف عنه في يبتغ غير، ويخل لكم، وإن يك كاذبا. وصححوا عنه فيهن الوجهين.
واختلف عنه أيضا في آل لوط، وواو هو المضموم هاء نحو: هو والذين. والعمل على الإدغام فيهما.
2 - وإذا التقيا، من كلمة أدغم الأول في الثاني، في: مناسككم بالبقرة، وما سلككم بالمدثر، فقط دون غيرهما.
3 - وإذا التقى في الخط أيضا حرفان متحركان متقاربان، فإن كانا من كلمة أدغم الأول في الثاني إذا كان الأول قافا والثاني كافا، بشرط :
أ-أن يكون ما قبل القاف متحركا
ب-وأن يكون بعد الكاف ميم جمع
نحو: يرزقكم. فإن فقد أحد هذين الشرطين كما في: ما خلقكم، ونرزقك، فلا بد من إظهاره.
واختلف أهل الأداء عنه في طلقكن، وصحح المحقق فيه الوجهين.
4 - وإن كانا من كلمتين، أدغم الأول في الثاني على التفصيل الآتي، بشرط أن لا يكون أول الحرفين
( منونا، نحو: نذير لكم.
( أو مشددا، نحو: أشد ذكرا.
( أو تاء مخاطب، نحو كنت ثاويا.
( أو مجزوما، نحو: يؤت سعة.
والواقع من المتقاربين من كلمتين في القرآن ستة عشر حرفا جمعها الشاطبي في أوائل كلم قوله:(1/3827)
شفَا لَمْ تُضِقْ نَفْسًا بِهَا رُمْ دَوَاضنٍ ***ثَوَى كانَ ذَا حُسْنٍ سَأى مِنْهُ قَدْ جَلاَ
فالحاء تدغم في العين في زحزح عن النار فقط
والقاف تدغم في الكاف والكاف تدغم في القاف إذا تحرك ما قبلهما، نحو: لك قال، ينفق كيف.
فإن سكن ما قبلهما أظهرتا، نحو: وفوق كل، وتركوك قائما.
والجيم تدغم في التاء في ذي المعارج تعرج، وفي الشين من أخرج شطأه
والشين تدغم في السين في ذي العرش سبيلا فقط
والضاد تدغم في الشين من لبعض شأنهم لا غير
والسين تدغم في الزاي في النفوس زوجت فقط، وفي الشين في الرأس شيبا فقط، لكن بخلف عنه فيه.
والدال تدغم في عشرة أحرف مجموعة في أوائل قول الإمام الشاطبي:
--- تُرْبُ سَهْلٍ ذَكَا شَذاً***ضَفَا ثُمَّ زُهْدٌ صِدْقُهُ ظَاهِرٌ جلاَ
نحو: المساجد تلك، الأصفاد سرابيلهم، القلائد ذلك، وشهد شاهد، من بعد ضراء، يريد ثواب، يكاد زيتها، نفقد صواع، من بعد ظلمه، داود جالوت.
إلا أن تكون الدال مفتوحة بعد ساكن فإنها لا تدغم إلا في التاء. نحو: بعد توكيدها.
والتاء تدغم في عشرة الدال وفي الطاء. نحو: بالبينات ثم، ورثة جنة، الآخرة ذلك، الآخرة زينا، الصالحات سندخلهم، بأربعة شهداء، والصافات صفا، العاديات ضبحا، الصلاة طرفي، الملائكة ظالمي. لكن اختلف عنه في الزكاة ثم، والتوارة ثم، وآت ذا القربي معا، ولتأت طائفة، وكذا اختلف عنه في جئت شيئا فريا بمريم، وصحح المحقق الوجهين في جميع ذلك.
والتاء تدغم في الخمسة الأول من عشرة الدال المذكورة. نحو: حيث تؤمرون، وورث سليمان، الحرث ذلك، حيث شئتما، حديث ضيف.
والذال تدغم في الصاد والسين. نحو: فاتخذ سبيله، ما اتخذ صاحبة.
والراء تدغم في اللام، واللام تدغم في الراء. نحو: أطهر لكم، رسل ربك.
إلا إذا انفتحا بعد ساكن فإنهما لا تدغمان إلا لام قال. نحو: قال ربك، قال رجلان.
والنون تدغم في اللام والراء. نحو: تأذن ربك، نؤمن لك.(1/3828)
إلا إذا سكن ما قبلها فإنها لا تدغم إلا من لفظ نحن. نحو: وما نحن لك.
والميم تسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها فتخفى بغنة. نحو: أعلم بكم.
والباء تدغم في الميم من: يعذب من يشاء فقط.
تنبيه:
تجوز الإشارة بالروم والإشمام إلى حركة الحرف المدغم إذا كان مضموما وبالروم فقط إذا كان مكسورا وترك الإشارة هو الأصل، وكل من قال بالإشارة استثنى الباء عند مثلها وعند الميم، والميم عند مثلها وعند الباء، وزاد بعضهم الفاء عن الفاء.
ولا تمتنع الإمالة حالة الإدغام. نحو: من النار ربنا، النهار لآيات.
وإذا كان قبل الحرف المدغم حرف مد ولين أو لين فقط ففيه المد والتوسط والقصر.
وإذا كان قبله ساكن صحيح ففيه الإدغام المحض، وذهب بعضهم إلى اختلاسه، وهو عبارة عن الروم المذكور آنفا. اهـ
وأدغم أبو عمرو بيت طائفة، في النساء.
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
--
[باب هاء الكناية]
قرأ يؤده إليك، نؤته منها ونوله ونصله ويتقه بإسكان الهاء.
وأرجه، في الأعراف والشعراء، بضم الهاء وقصرها مع زيادة همزة ساكنة قبلها.
وفيه مهانا بقصرها
وما أنسانيهِ بالكهف ، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
واختلف عنه أيضا في يرضه لكم بالزمر فأسكنها السوسي، ورواها الدوري بالإسكان والإشباع.
وسكن السوسي هاء ومن يأته مؤمنا بـ طه.
[باب المد]
وقرأ أبو عمرو بقصر المنفصل وتوسط المتصل، وزاد من رواية الدوري توسطهما ، وجاء عنه أيضا قصر المنفصل مع مد المتصل ثلاثا من الروايتين، ومدهما معا ثلاثا من رواية الدوري ، والعمل على الأولين.
[باب الهمزات]
[الهمزتان من كلمة]
وقرأ:
بتسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع اجتمعتا في كلمة. نحو: ءأنذرتهم، أءنا، أءلقي. وزاد في أئمة إبدال الثانية ياء مكسورة.
وقرأ أيضا بإدخال ألف الفصل بين الهمزتين في كل ذلك إلا في أئمة، وإلا إذا كانت ثانيتهما مضمومة في وجه.
وقرأ ءآلهتنا بتسهيل الثانية بلا فصل.
وقرأ(1/3829)
أءنكم لتأتون بالأعراف والعنكبوت وأءن لنا بالأعراف بالاستفهام مع التسهيل والفصل، وءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء بالاستفهام مع التسهيل من غير فصل وءالسحر بيونس بالاستفهام مع الإبدال والتسهيل كآلذكرين.
[الهمزتان من كلمتين]
وقرأ بإسقاط الهمزة الأولى وقيل الثانية من كل همزتي قطع التقتا من كلمتين واتفقتا في الشكل. نحو: جاء أمرنا، من السماء إن، أولياء أولئك.
ويجوز له في حرف المد الواقع قبل الهمز الساقط القصر والمد عند قصر المنفصل، والمد فقط عند مده، فإن اختلف الهمزتان في الشكل بأن فتحت الأولى وضمت الثانية أو كسرت، نحو: السفهاء ألا، فله إبدال الثانية واوا خالصة.
وإن كسرت الأولى وفتحت الثانية، نحو: من خطبة النساء أو، فله إبدال الثانية ياء خالصة.
واختلف عنه في المكسورة بعد الضم، نحو: يشاء إلى، بين تسهيلها بين بين، وإبدالها واوا خالصة.
ومحل التسهيل أو الإبدال في ذلك كله الوصل فقط، فإن وقفت على الأولى وابتدأت بالثانية فلابد من التحقيق.
[الهمزة الساكنة]
وروى السوسي إبدال كل همزة ساكنة حرف مد من جنس حركة سابقها مطلقا، نحو: يؤتي، مؤمنين، يقول ائذن لي، حيث شئتما، الذي اؤتمن، فأتوهن، وأمر، الهدى ائتنا.
إلا:
1- ما سكن للجزم، وهو ستة ألفاظ: ننسأها بالبقرة، وتسؤهم بآل عمران والتوبة، وتسؤكم بالمائدة، ويشأ من إن يشأ بالنساء والأنعام وإبراهيم وفاطر والشورى وموضعي الإسراء، ومن يشأ معا بالإنعام، فإن يشأ بشورى، ونشأ بالنون في الشعراء وسبأ ويس ويهيئ بالكهف، وينبأ بالنجم.
2- أو [ما سكن لـ] البناء، وهو في: أنبئهم بالبقرة، ونبئنا بيوسف، ونبئ بالحجر، ونبئهم بها والقمر، وأرجئه بالأعراف والشعراء، وهيئ بالكهف، واقرأ بالإسراء والعلق.
3 - وإلا ما يثقل بالإبدال، وهو في: تؤوي بالأحزاب، وتؤويه بالمعارج
4 – أو يلتبس بغير المقصود، وهو في: مؤصدة بالبلد والهمزة
5 – وإلا بارئكم معا بالبقرة.(1/3830)
ووافقه الدوري في يأجوج ومأجوج في الكهف والأنبياء.
[تنبيه]
وقرأ:
ها أنتم معا بآل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة.
ويجوز له في الألف قبلها القصر عند قصر المنفصل ومده، والمد فقط عند مده.
وقرأ اللائ في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بحذف الياء بعد الهمزة.
واختلف عنه في الهمزة بين تسهيلها وإبدالها ياء ساكنة مع المد، وعلى الثاني يجوز له في اللائ يئسن في الطلاق الإظهار مع سكتة يسيرة بين الياءين والإدغام. ويجوز لمن سهله وصلا الوقف بالإبدال مع السكون وبالتسهيل مع الروم.
وقرأ بادئ بهود بهمزة مكان الياء.
ويضاهون في التوبة بضم الهاء من غير همز
ومرجؤن في التوبة وترجئ في الأحزاب بهمزة مضمومة بعد الجيم.
ولا يألتكم في الحجرات بهمزة ساكنة بعد الياء، وأبدلها السوسي ألفا على قاعدته.
[باب النقل]
وقرأ عادا الأولى في النجم بنقل حركة الهمزة المضمومة إلى اللام وإدغام تنوين عادا فيها وصلا، فإن وقف على عادا وابتدأ بالأولى جاز له النقل مع إثبات همزة الوصل وعدمها وتركه.
[باب السكت]
--
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف. ومرقدنا هذا، بيس. ومن راق، بالقيامة. وبل ران، في التطفيف)، بترك السكت مع إدغام نون "من" و"لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم :
ذال إذ، ودال قد، وتاء التأنيث، في حروفهن
ولام هل في التاء من قوله تعالى: هل ترى في الملك والحاقة
والباء المجزومة في الفاء، نحو: أو يغلب فسوف
والذال في التاء، من: عذت وفنبذتها واتخذتم وأخذتم كيف أتيا.
والثاء في التاء، من: أورثتموها ولبثت كيف جاء.
والدال في الذال، من: كهيعص ذكر
وفي الثاء، في: ومن يرد ثواب موضعي آل عمران
والباء في الميم، من: ويعذب من يشاء آخر البقرة
وكذا الراء المجزومة في اللام، نحو: واصبر لحكم ربك إلا أنه اختلف عن الدوري عنه فيه.(1/3831)
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وأمال كل ألف رسمت في المصحف ياء وكان قبلها راء، نحو: اشترى وبشرى وأسرى والنصارى.
لكنه اختلف عنه في يا بشراي بيوسف بين الفتح والإمالة والتقليل، وصحح المحقق فيه الثلاثة.
واختلف عنه أيضا في تترا بالمؤمنين بين الفتح والإمالة، ورجح المحقق فيه الفتح وعليه عملنا.
وأمال أيضا كل ألف بعدها راء متطرفة مكسورة، نحو: الدار، والغار، لكنه استثنى من ذلك الجار وجبارين وأنصاري، ففتحهن.
وأمال أيضا كل ألف وقعت بين راءين ثانيتهما متطرفة مجرورة نحو: كتاب الأبرار.
وقلل كل ألف تأنيث مقصورة وذلك في فعلى كيف جاءت نحو: طوبى وتقوى وسيماهم، وعد منها موسى وعيسى ويحيى،
لكنه أمال من ذلك ما كان رائيا كما تقدم.
وقلل أيضا ألفات فواصل السور الإحدى عشرة وهي طه والنجم وسأل والقيامة والنازعات وعبس وسبح والشمس والليل والضحى والعلق.
إلا الألفات المبدلة من التنوين، نحو: همسا وأمتا، وما لا يقبل الإمالة بحال، وإلا ما كان رائيا ففيه الإمالة على ما مر.
وأمال التوارة حيث وقع. والكافرين وكافرين حيث وقعا بالياء جرا أو نصبا. وهذه أعمى أول موضعي الإسراء وهمز رأى الفعل الماضي حيث وقع قبل محرك، نحو رأى كوكبا، رآك الذين، رآه مستقرا
وما ذكره في الحرز من الخلاف في رائه للسوسي ينبغي تركه، وكذا ما ذكره له من الخلف في همز ونأى بالإسراء وفصلت.
وإذا وقفت على رءا الذي بعد ساكن فأمل همزه كالذي قبل المحرك.
وأمال الراء من الر أول يونس وأخواتها، والمر أول الرعد والهاء من فاتحة مريم
وقلل الحاء من حم في السبع.
وما ذكره في الحرز من الخلف عن السوسي في يا من فاتحة مريم ينبغي تركه كما نبه عليه في النشر.
وأمال الناس المجرور حيث وقع وليس فيه عن السوسي سوى الفتح من هذه الطرق على ما نبه عليه السخاوي وغيره من محققي أئمتنا
وقلل الدوري يا ويلتى ويا أسفى ويا حسرتى وأنى الإستفهامية.
تنبيه:(1/3832)
كل ما أميل أو قلل وصلا فالوقف عليه كذلك،
وتقدم أن الإدغام لا يمنع الإمالة.
وإذا وقع بعد الألف الممالة ساكن أو تنوين وسقطت الألف لأجله امتنعت الإمالة بنوعيها، فإذا زال ذلك المانع بالوقف عادت.
واختلف عن السوسي في ذوات الراء الواقعة قبل الساكن، نحو: القرى التي، نرى الله، بين الفتح والإمالة
كما اختلف عنه في اللام من اسم الله بعد الراء الممالة بين التفخيم والترقيق، ولذا جاز في: نرى الله، وفسيرى الله، ثلاثة أوجه الفتح مع التفخيم، والإمالة مع الوجهين
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف بالهاء على كل هاء تأنيث رسمت تاء مجرورة وتقدم بيانها في رواية حفص.
وكذا على كلمت بالأنعام، ومن ثمرات بفصلت.
ووقف على الياء من كأين حيث وقع
وعلى الكاف من ويكأن الله وويكأنه بالقصص.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ :
بفتح الياء ، من:(1/3833)
إني أعلم، موضعان بالبقرة وموضع بيوسف/ وإني أخلق، بآل عمران/ وإني أخاف، بالمائدة والأنعام والأعراف والأنفال ويونس وثلاثة بهود وفي مريم وموضعان بالشعراء وفي القصص والزمر وثلاثة بغافر وفي الأحقاف والحشر/ ولي أن، بالمائدة ويونس/ وإني أراك، بالأنعام/ وبعدي أعجلتم، بالأعراف/ وإني أرى، في الأنفال ويوسف والصافات/ وأني أراكم، وأني أعظك، وأني أعوذ، وشقاقي أن، وضيفي أليس، خمستهن بهود/ وإني أعوذ، بمريم، وأحدهما إني والآخر أني/ وأراني أعصر، وأراني أحمل، وربي أحسن، وأبي أو يحكم، ويأذن لي أبي، سبعتهن بيوسف/ وإني أنا، بيوسف والقصص والحجر وطه/ وإنني أنا، بـ طه/ وأني أنا، بالحجر/ وإني أسكنت، بإبراهيم/ وعبادي أني، بالحجر/ وربي أعلم، بالكهف والشعراء وموضعان بالقصص/ وبربي أحدا، موضعان بالكهف/ وربي أن، بالكهف والقصص/ وإني آنست، بـ طه والنمل والقصص/ وإني آمنت، بـ يس/ وإني أذبحك، بالصافات/ وإني أحببت، بـ ص/ وإني آتيكم، بالدخان/ وإني أعلنت، بنوح/ وربي أمدا، بالجن/ وربي أكرمن، وربي أهانن، كلاهما بالفجر/ واجعل لي آية، بآل عمران ومريم/ ودوني أولياء، بالكهف/ ويسر لي أمري، بـ طه/ وعندي أولم، بالقصص/ ولكني أراكم، بهود والأحقاف/ وتحتي أفلا، بالزخرف/ وأرهطي أعز، بهود/ وما لي أدعوكم، بغافر/ ولعلي أرجع، بيوسف/ ولعلي أبلغ، بغافر/ وتوفيقي إلا، بهود/ وحزني إلى الله، بيوسف/ ومني إلا، بالبقرة/ ومني إنك، بآل عمران/ وربي إلى، بالأنعام/ ونفسي إن، وربي إني تركت، ونفسي إن النفس، وربي إن ربي، وربي إنه هو، وربي إذ أخرجني، خمستهن بيوسف/ وربي إذا لأمسكتم، بالإسراء/ وربي إنه كان، بمريم/ ولذكري إن، وعيني إذ، وبرأسي إن، ثلاثتهن بـ طه/ ومنهم إني إله، بالأنبياء/ وعدو لي إلا، ولأبي إنه، كلاهما بالشعراء/ وإلى ربي إنه، بالعنكبوت/ وربي إنه سميع، بسبأ/ وإني إذا، بـ يس/ وبعدي إنك، بـ ص/ وأمري إلي الله، بغافر/ وإلى ربي إن لي، بفصلت/(1/3834)
وآبائي إبراهيم، بيوسف/ ودعائي إلا، بنوح/
وكل ذلك قبل همزة القطع.
وفتح الياء من: عهدي الظالمين،
وسكنها من: يا عبادي الذين، معا،
وفتحها من: إني اصطفيت، وأخي اشدد، ولنفسي اذهب، وذكري اذهبا، وقومي اتخذوا، وليتني اتخذت، وبعدي اسمه،
وسبعتها قبل همز الوصل.
وسكن الياء من:
بيتي بالبقرة والحج ونوح، ووجهي بآل عمران والأنعام، ومعي في مواضعها التسعة، ولي فيما عدا يس،
وقرأ:
يا عبادي لا خوف، بإثبات ياء ساكنة في الحالين، وكلهن قبل غير الهمز.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ بإثبات الياء الزائدة لفظا المحذوفة خطا في ثلاثة وثلاثين موضعا:
الداع ودعان واتقون بالبقرة، ومن اتبعن وخافون بآل عمران، واخشون ولا بالمائدة، وقد هدان بالأنعام، وكيدون بالأعراف، وتسألن وتخزون ويوم يأت بهود، وتؤتون بيوسف، وأشركتمون ودعاء بإبراهيم، وأخرتن والمهتد بالإسراء، والمهتد وأن يهدين وإن ترن وأن يؤتين ونبغ وأن تعلمن بالكهف، وألا تتبعن بـ طه، والباء بالحج، وأتمدونن بالنمل، وكالجواب بسبأ، واتبعون أهدكم بغافر، والجوار بشورى، واتبعون هذا بالزخرف، والمناد بـ ق، وإلى الداع والداع إلى بالقمر، ويسر بالفجر.
واختلف عنه في أكرمن وأهانن بها،
وروى السوسي بخلف عنه فبشر عباد بالزمر، بإثبات ياء مفتوحة وصلا ساكنة وقفا.
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
اهـ
يقول أنمار:
ويليه الإمام يعقوب الحضرمي أحد القراء الثلاثة المتممين للعشر إن شاء الله تعالى
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد أصول قراء الكوفة وقواعد القراءات بعمومها.
كما أذكر الإخوة بالإشارة لأي خطأ يرونه ليتم تصحيح ما يمكن قبل إنزاله كاملا خدمة لكتاب الله عز وجل
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
المعتز بالإسلام
05-27-2004, 12:02 PM
جزاك الله خيرًا(1/3835)
وفي الحروف التي تدغم فيها الثاء وضع أن التي تدغم هي التاء فلتصحح .
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2004, 04:47 PM
شكر الله لكم يا دكتور أنمار هذا المشروع العلمي الرائد ، وأرجو أن ينتفع به عدد كبير منا بإذن الله.
---
د. أنمار
05-27-2004, 07:21 PM
آمين،
=====
وشكرا لك أخي المعتز، وتم تعديلها في الأصل، وفي انتظار غيرها من الملاحظات على ما سبق إن تيسرت لكم الفرصة.
---
(1/3836)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السحر في القرآن الكريم
---
السحر في القرآن الكريم
---
طارق مصطفى حميدة
08-31-2004, 05:30 PM
السحر في القرآن
* طارق حميدة
لعل أول ما يلاحظه قارئ القرآن الكريم، هو ذلك الارتباط الوثيق بين السحر والفرعون، بل واجتماعهما معاً في حرب الدين، وهو ما يؤكده السحرة أنفسهم عندما واجهوا فرعون بالقول إنه قد ( أكرههم) على السحر منذ زمن بعيد سابق ليوم المبارزة مع موسىعليه السلام : ( إنا آمنا بربنا ليغفر خطاينا وما أكرهتنا عليه من السحر.)إذ يبدو أن الفرعون كان ينتقي الفتيان الأذكياء ويأخذهم من أهاليهم ويدفعهم إلى من يعلمهم السحر... ثم يفرقهم في المدائن ليقوموا بما "يلزم" لتثبيت حكمه...
وقد لاحظنا كيف أشار الملأ على فرعون أن يبعث في " المدائن " حاشرين ليأتوه بكل سحار عليم...
وكذلك فقد رأينا في الحديث الصحيح الذي يروي قصة أصحاب الأخدود، التلازم الوثيق بين السحر والملك، وكيف أن الملك حين احتاج إلى ساحر فانه ينتقي من رعيته من يشاء ليعلمه المهنة، يقول عليه السلام : ( كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إليَ غلاما اعلمه السحر).
وإذا استعرضنا أنشطة وأعمال السحرة في تثبيت حكم الفرعون وحرب الدين فسنلاحظ الأمور الآتية:
أولاً : الإلهاء والتخدير :
ذلك أن حكم الفرعون يتسبب في ظلم الناس وهضم حقوقهم وانتهاك كرامتهم... ومهمة السحرة أن يشغلوا الناس عن التفكير في واقعهم الأليم، ويجعلوهم يعيشون في غيبوبة تنسيهم ألامهم وتقعدهم عن العمل للتغيير، بما يقومون به من أعمال عجيبة وحركات غريبة.
ثانياً : الخداع وقلب الحقائق :(1/3837)
إن السحرة في الواقع لا يغيرون حقائق الأشياء، وإنما هم يخيلون للناس أنها تغيرت، وهو ما عبر عن القرآن الكريم في قوله تعالى : ( فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى)، وقوله أيضا ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس).
إن اقرب تشبيه لدور السحرة في واقعنا المعاصر، هو ما تقوم به الكثير من وسائل الإعلام في قلب الحقائق وتزييفيها، وإظهار الحق باطلاً والباطل حقاً، والهزائم انتصارات، والظلم عدلاً، والاستعمار تحريراً، والدين تطرفاًَ وإرهاباً، والمجون فناً، والإلحاد فكراً.
ثالثاً : تخويف الجماهير :
إن حبل الكذب قصير، ومهما نشط السحرة القدماء أو المعاصرون، في تزييف الحقائق، فإن الواقع أنصع حجة وأقوى بياناً، وإن عمق الجراحات، البدنية والنفسية والاقتصادية والسياسية، لأقوى من كل عمليات التخدير والإشغال والإلهاء.
ولذلك يقرر الفراعنة أن من لم يقنعه الزيف، ولم تسكته جرعات المورفين، يحتاج إلى الإرهاب والتخويف كيلا تسول له نفسه القيام بأي عمل ضدهم... ويتحدث القرآن الكريم أن السحرة قاموا بإرهاب وتخويف الحاضرين حيث يقول تعالى : ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم ) أي استدعوا مشاعر الرهبة والخوف عندهم، حتى إن موسى عليه السلام قد تأثر- هو الآخر- بهذا المشهد : ( فأوجس في نفسه خيفة موسى)
رابعاً : تفتيت الأسرة :
جاء في سورة البقرة أن السحرة يتعلمون ( ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) و الحقيقة أن ذكر هذا الأمر، دون سواه، يبرز خطورته الشديدة، حتى لكأنه ينبه إلى أن باقي الأمور التي يتعلمها السحرة بالمقارنة مع التفريق بين المرء وزوجه لا شيء.
وقد جاء في الحديث الشريف أن إبليس يبعث سراياه من الشياطين ليضلوا بني آدم، ثم يعودون إليه ليفتخروا أمامه كل بما صنع، فلا يرى لأحدهم إنجازاً - على الرغم من كبر إفسادهم وإجرامهم - حتى يأتيه من يقول إنه فرق بين زوجين، فيقول له : ( نعم أنت، ويدنيه ) !!.(1/3838)
وإذا ما جرى التفريق بين الزوجين فقد تفتت الأسرة، وما دامت الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع فان تفككها يعني بالضرورة تفكك هذا المجتمع وتفتته... وهذا ما يسعى إليه الفرعون الذي يريد المجتمع مفتتاً ليسهل عليه قياده، وشعار الفراعنة، أجنبيهم ووطنيهم - هو ( فرق تسد ). وقد حكى القرآن عن فرعون أنه ( علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً)
وما تقوم به الكثير من المؤسسات والدوائر في أيامنا هذه لتفتيت الأسرة أوضح من أن يشار إليه.
خامساً : الإخراج من الأرض :
مما يستدعي الدهشة ويسترعي الانتباه تكرير السحرة وآل فرعون الاتهام لموسى وأخيه، عليهما السلام، بأنهما يريدان : إخراجهم من الأرض بسحرهما ( إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما)، ( أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى).
فمن جهة يتبين القلق الشديد الذي يساور الفراعنة من أن الدعوة جاءت لتزلزل أركانهم وتقلب سلطانهم وتجعل الأرض تميد من تحتهم. ومن جهة أخرى فإنها تعكس ما يقوم به الفراعنة والسحرة من أعمال ومكائد ثم هم يلصقونها بموسى وهارون _عليهما السلام _ إنهم يتهموهما بالجريمة التي هم أنفسهم - الفراعنة والسحرة - متلبسون بها. وذلك كما يقول المثل العربي : رمتني بدائها وانسلت.
إن الفراعنة سواء كانوا محليين أو أجانب يقومون بسياسات تستهدف تفريغ الأرض من ساكنيها... أو تفريغها من أصحاب الفكر والعلم فيما يسمى بتهجير الأدمغة، كيلا يبقى في البلاد عقول تفكر بتغيير الواقع السيئ، ولا شباب لديهم الهمة والعزيمة للتحرك في مواجهته.
---
(1/3839)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الإمام المقرئ محمد بن الجزري (ت833هـ) لم يشرح ألفية ابن مالك في النحو .
---
الإمام المقرئ محمد بن الجزري (ت833هـ) لم يشرح ألفية ابن مالك في النحو .
---
الجكني
06-24-2006, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،الذي علم الإنسان ما لم يعلم ،والصلاة على النبي العربي المرسل للناس كافة ،أما بعد :
فلا يخفي أن المؤلفات والكتب هي حق من حقوق مؤلفيها وتعريف بهم ،وإن من حق المسلم على المسلم أن يرد إليه حقه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، ومن أحق الحقوق إرجاع المؤلفات المنسوبة لغير أصحابها إلى أصحابها متى قام الدليل القطعي على ذلك .
ولا يخفى على من له اطلاع بالتراث نسبة بعض المؤلفات إلى غير مؤلفيها ، لأسباب كثيرة ليس ذا محل الكلام عنها.
وإن من هذه المصنفات التي نسبت إلى غير صاحبها كتاباً في النحو عنوانه "كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة " ومعلوم أن الخلاصة هي النظم المشهور ب "ألفية ابن مالك " وقد نسب هذا الكتاب للإمام الحافظ إمام القراء والقراءات :ابن الجزري (ت 833)رحمه الله تعالى .
ولما كنت في أثناء إعداد رسالة الدكتوراة بعنوان :
" منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول "
في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض كان من المسائل التي استوقفتني – وما أكثرها – نسبة هذا الكتاب إلى ابن الجزري ،فدرست القضية وبحثتها – قدر الجهد والفهم – وخرجت بنتيجة يشرفني أن أعرضها على الباحثين في هذا الملتقي ليصوبوا ويكملوا ما فيه من نقص ،أو ليعترضوا إن أرادوا لكن بدليل علمي مقبول 0
فكنت مما كتبت ذلك الزمن ،ولم أغير فيه حرفاً إلا هذه الديباجة:
«1» كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة:(1/3840)
وهو شرح على "ألفية" ابن مالك في النحو، وقد نسبه إليه بعض الباحثين المعاصرين الذين كتبوا عن المؤلّف([1]) أو تولّوا تحقيق بعض كتبه([2])، معتمدين في ذلك على مَن تولّى تحقيق هذا الكتاب ونشره.
وعند الرجوع إلى هذا الكتاب وقراءته اتضح للبحث أن في نسبته إلى المؤلّف نظراً يذكر في النقاط الآتية:
1- أنّ أوائل المترجمين والمعاصرين له، ابن حجر والبقاعي والسخاوي حتى ابنتُه سلمى وهي التي كتبت ترجمته وألحقتها بغاية النهاية – وغيرَهم، كلَّهم لم يذكروا له هذا الكتاب، فلو كان له لجعلوه مقدَّماً في الذكر على كتاب "الجوهرة" في النحو له، نظراً لأهمية "الألفية" ومكانتها عند النحويين.
2- أن هذا الكتاب طبع على نسخة فريدة، وليس على ورقة غلافها ولا على بدايتها أو نهايتها ما يثبت أنها للمؤلّف.
قال محقّقه: عثرت على هذه المخطوطة بدار الكتب (990) نحو، والكتاب نسخة فريدة... وقد حاولت العثور على نسخة أخرى لأقابلها، ولكن لم يتيسر لي ذلك على الرغم من اطّلاعي على فهارس المكتبات، قال: ويقول مَن عثرت عنده هذه النسخة: كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة للإمام العلامة، البحر الفهامة، شيخ الإسلام الخطيب الجزري طيّب الله ثراه... اهـ([3])
وجاء في بداية الكتاب: قال الشيخ الإمام الأجل العالم العلامة شيخ الإسلام بركة الأنام شمس الدين الخطيب الجزري رحمه الله ورضي عنه: الحمد لله...([4])
وجاء في نهايته: هذا آخر "الألفية" المسمّاة بالخلاصة وشرحها رحم الله مصنّفها وشارحها، والمشتغل فيها، وناسخها وجميع المسلمين..اهـ ثم ذكر الناسخ اسمه ومذهبه وقال: وكان الفراغ منها في الغرّ الأخير من شعبان المبارك ثمان وعشرين وسبعمائة.اهـ([5])(1/3841)
فليس في كل ذلك ما يدل على أنها لابن الجزري المقرئ صاحبنا، بل لو تفطن المحقق قليلاً في وصف "الخطيب " لتنبّه على أن هذا الوصف لم يطلقه –حسب علمي – أحد على المؤلّف، ولَوجَد مندوحة عن جعله مؤلّفاً لهذا الكتاب، بل ولَمَا تخطَّى الأمانة العلمية عند ما جعل عنوان الكتاب المطبوع: (كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة) لشمس الدين أبي الخير محمد بن الخطيب المعروف بابن الجزري المولود سنة751 هـ المتوفى سنة 833هـ.
فجَعْلُه ابنَ الجزريَّ المقرئَ هو مؤلّف هذا الكتاب عملٌ لا أساس علميّ له، ولا دليل عليه، فكان الأَوْلى الوقوف عند هذا، والتريّث حتى يجد ما يستدل عليه.
ولكن: ربما يعذر المحقّق في استعجاله هذا بسبب التشابه في لقب ونسبة الرجلين وهو (شمس الدين) و(الجزري).([6]) وما أكثر شموس الدّين الجزريِّين، وفات المحقّق أنَّ:
تقارب الألقاب لا يوجب اتفاق الأسماء والأنساب.([7])
- جاء في الكتاب: قال الشيخ الإمام العلاّمة تقي الدين النّصيبيّ قدّس الله روحه عند قراءتي عليه "ألفية" ابن معطي على شرحها قال ابن السرّاج: ومن اللفظ ما ليس باسم ولا فعل ولا حرف.... اهـ كلامه.([8])
ولا يُعرف للمؤلّف شيخ يدعى (تقي الدين النَّصيبيّ) ولو وجد لذُكِر، أو لذكره المؤلّف؛ خاصة وأنه قرأ عليه "ألفيةً" هي من أوّل ما ألِّف في النحو نظماً، إن لم تكن أوّلَه([9])، وقد سبق أن المؤلف أخذ هذه "الألفية" لابن معطي عن الرعيني.([10])
وسيأتي في آخر المبحث الكلام عن هذا الشيخ.
وباستقراء هذا الكتاب، سجّل البحث بعض ملاحظات قد تشير إلى أن كتاب "كاشف الخصاصة" ليس لصاحبنا، وذلك لمخالفتها ما هو مشهور في منهجه في القراءات، وذلك كالتالي:
أ- تضعيفه وتقليله لبعض القراءات الصحيحة، كما في قوله: قد تضاف (لدن) إلى ياء المتكلّم فتلحق نون الوقاية وتدغم، وقد خَفّفها بعض القرّاء فقال: (لدني) وهو قليل.اهـ([11])(1/3842)
ويلاحظ هنا – إضافة إلى تقليله- عدم ذكره صاحب القراءة، أو الإشارة إلى مكانتها مع أنها سبعية.
ب- لم يبيّن موقفه من قراءة ابن عامر )وكذلك زيّن…( بل اكتفى بقوله: ولا يختاره أكثر النحويين، وقد اختار هو-ابن مالك-الفصل بين المضاف والمضاف إليه.اهـ([12]) مع أنه في "النشر" أطال الكلام في الدّفاع عنها.([13])
ج- عند مسألة العطف على الضمير قال: إذا عطفت على ضمير مخفوض فلا تعطف عليه إلا بإعادة الخافض، وهذا مذهب أكثر النحويين إلا يونس والفرّاء، واختار المصنّف - ابن مالك- جواز العطف من غير إعادة الجار متمسكاً بقراءة حمزة. اهـ ([14])
فيلاحظ أنه لم يبدِ رأيه ومذهبه في المسألة، مع أنها من المسائل المهمّة التي أنكرها بعض النحويين وادّعوا أنها لحن في كلام العرب.([15])
د- عند الكلام على المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، وتعداد اللغات التي في نحو (يا غلامي) قال: وفيه وجه آخر وهو حذف الياء، ومعاملة المنادى المضاف معاملة ما لم يضف؛ فيُبنى على الضمّ...ومنه قراءة بعضهم، )قال ربُّ السجن( أي: يا ربّ. اهـ([16])
وهكذا استشهد صاحب هذا الكتاب بهذا المثال ولم يبيّن صاحب القراءة، وقطعاً هي ليست قراءة سبعية ولا عشرية، بل هي شاذة، وهناك قراءة صحيحة متواترة كان الأَوْلى الاستشهاد بها على هذه القضية وهي قوله تعالى )قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ(([17]) على قراءة أبي جعفر، وقد وجّهها المؤلّف في "النشر" كما هنا.([18])
هـ- عند الكلام على (عوامل الجزم) قال: وقَلَّ دخول اللام في أمر المخاطب الفاعل والمتكلم، ودخولها في أمر المخاطب قراءة من قرأ )فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا(([19]).
ولم يبيّن صاحب القراءة وهو رويس، مع أنه أيضاً في "النشر" حكم على أنها لغة، وصحّت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يخالف منهجه هنا وادّعاء أنه (قَلَّ)([20])(1/3843)
هذه بعض النقاط التي رأى (البحث) أنها تخالف المعهود من منهج ابن الجزري المقرئ عموماً في القراءات ونظرته إلى توجيهها، يستأنس بها على إثبات أن شرح الألفية المسمّى (كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة) ليس لابن الجزري المقرئ صاحبنا، بل هو لشخص آخر غيره.
إذن: من هو مؤلّف هذا الكتاب؟
الجواب:
إن إثبات نسبة هذا الكتاب إلى مؤلّفه الحقيقيّ أمر ذو صعوبة، وذلك لعدم، أو قلَّة المصادر التي تعين على هذا بدقة، حيث لم يجد (البحث) من صرّح باسم هذا الكتاب أو اسم مؤلّفه غير ما ذكره محقّق الكتاب، وكاتبُ ترجمة المؤلّف الذي نقل عن بروكلمان([21]) أنه ذكره وسمّاه: "كشف الخصاصة".
وبعد البحث وجدتُ شخصاً قد يكون هو صاحب كتاب "كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة" المنسوب للمؤلّف، وهذا الرجل هو: محمد بن يوسف بن عبد الله الجزري، شمس الدين، ولد سنة 630 هـ، الخطيب، وكان خطيباً لجامع طولون، انتصب للإقراء، شرح "ألفية" ابن مالك، و"المنهاج" وغيرها، وكانت وفاته سنة 711هـ([22])
والذي جعل البحث يميل إلى أن هذا الرجل هو مؤلّف هذا الكتاب الأسباب الآتية:
أ – تصريح بعضهم أن له شرحاً على الألفية.
ب- شهرته ب "الخطيب الجزري".
ج- تصريحه بأنه قرأ على الشيخ تقيّ الدين النصيبيّ، وبالرجوع إلى كتب التراجم وُجِد أن النصيبي هذا قد يكون:
أحمد بن المبارك بن نوفل، أبو العباس، الخُرْفي([23]) إمام، مجوّد، نحويّ، ذو فنون، رحل إلى الموصل بعد الستمائة، ثم انتقل إلى (الجزيرة) فانتفع به أهلها، وألّف في الأحكام، وشَرَح مقصورة ابن دريد، توفي سنة 664 هـ.([24])
وبالنظر إلى سنة ولادة الخطيب الجزري، وسنة وفاة النصيبي يتضح احتمال التلمذة عليه.
هذا ما استطاع البحث الوصول إليه في هذه القضية، ولعلّ الأيام والأبحاث تساعد على الوصول إلى تأكيد ذلك أو نفيه. والله أعلم.
--الحواشي ---
([1]) منهم د/محمد مطيع في بحثه: 31-32(1/3844)
([2]) مطبوع بتحقيق د/مصطفى أحمد النماس سنة 1403 هـ
([3]) انظر: كاشف الخصاصة: "ق": "ن" من مقدمة التحقيق.
([4]) كاشف الخصاصة: 3
([5]) انظر: كاشف الخصاصة: 423، ويلاحظ هنا أن المحقق علّق على هذا التاريخ في الحاشية بقوله: هكذا ورد بالمخطوطة ثمان وعشرين وتسعمائة. اهـ بتقديم التاء من العدد (900) وفي مقدمة التحقيق ذكر أنها (928) فالله أعلم أي التاريخين هو الصحيح والدقيق.
([6]) وقد تعدّى الأمانة العلمية أيضاً الدكتور محمد مطيع الحافظ حينما ذكر أن حاجي خليفة قال: وممن شرح الألفية الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الجزري. اهـ ص 32/أ، فاختصر كلام حاجي خليفة اختصاراَ مخلاًّ حرَّف مراده منه، ذلك لأن حاجي خليفة لا يقصد بأي حال ابن الجزري صاحبنا، بدليل أنه حدّد عام وفاة شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري المذكور عنده وهو سنة 711هـ وعبارته: وممّن شرح الألفية شمس الدين محمد بن محمد الجزري المتوفي سنة 711 هـ فعدم ذكر وفاة الشخص المراد عند حاجي خليفة تدليس ظاهر، والله أعلم. انظر: كشف الظنون:1/152
([7]) هذه العبارة للمؤلّف، ذكرها في غايته: 1/13
([8]) كاشف الخصاصة: 284
([9]) انظر: مقدمة تحقيق كتاب: الفصول الخمسون: 29-33 ففيها تأريخ لأوائل المنظومات النحوية.
([10]) انظر: ف:
([11]) انظر: كاشف الخصاصة: 31
([12]) انظر: كاشف الخصاصة: 184
([13]) انظر: النشر: 2/263-265
([14]) كاشف الخصاصة: 245
([15]) انظر ف:50
([16]) انظر: كاشف الخصاصة: 263
([17]) من الآية (112) الأنبياء
([18]) انظر: النشر: 2/325
([19]) من الآية ( 58) يونس، وانظر: كاشف الخصاصة: 316
([20]) انظر: النشر: 2/285
([21]) انظر: بحث د/مطيع: 32
([22]) انظر ترجمته في: الدرر الكامنة:5/67، وذكر في1/226و228وصفه بـ(الخطيب) وأنه خطيب جامع طولون.(1/3845)
([23]) بضم الخاء المعجمة وتسكين الراء، بعدها فاء، نسبة إلى خُرْفة من أعمال (نصيبين) وتحرفت النسبة في كشف الظنون: 2/1807 إلى (الحوفي) بالحاء المهملة والواو بعدها.
([24]) انظر ترجمته في: غاية النهاية:1/99، المعرفة:3/1346، طبقات السبكي:5/13، بغية الوعاة:1/355-390
---
طه محمد عبدالرحمن
06-24-2006, 03:51 AM
بارك الله فيكم شيخنا الكريم .
و ليتكم تتحفونا بمعجم كتب بن الجزرى المطبوع منها و المخطوط و المفقود و ان كان لديكم ترجمة مفصلة عن الامام فأضيفوها هنا بارك الله فيكم .
---
الجكني
06-24-2006, 05:48 AM
وبارك الله فيكم أخي طه :
الحقيقة يا أخي لاأعتقد أن هناك زيادة على ما كتبه د/ مطيع الحافظ ،فقدأتعب من جاء بعده ،ولهذا لم أقم بعمل معجم لكتب ابن الجزري وإنما اكتفيت بذكر ما فات الدكتور الفاضل ذكره ،وهي كتب قد لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة،لاقتناعي بأن الباحثين بعضهم يكمل بعضاً لا أن أحدهم صورة مكررة ممن سبقه 0
وأما بخصوص الترجمة فهي عندي مختصرة إلا في مسائل قليلة رأيت بعض من ترجم للإمام لم يوفها حقها ، ولا أستطيع إنزالها الآن حيث إنها ضمن الكتاب وهو الآن في المراحل الأخيرة من الطباعة في مطبعة "مجمع الملك فهد يرحمه الله لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة 0
والله من وراء القصد0
---
الجكني
06-25-2006, 02:28 AM
أعتذر للدكتورمحمد مطيع الحافظ من كلمتي في الحاشية رقم (6) " وقد تعدي الأمانة العلمية " فو الله لم أنتبه إليها إلا الآن ،وهذا الكلام كنت كتبته قبل أكثر من (ست سنوات ) في سن (طيش الشباب ) الذي تنسيه نشوة وفرحة العثور على خطأ أو وهم أو سهو لباحث قبله ؛تنسيه أن "الفضل للمتقدم " ولولا السابق - بعد الله عز وجل - لما كان للاحق ذكر ولا فضل ،وياليت من يقوم على هذا الملتقى بحذفها ووضع بدلها كلمة"وقد ذكر " أو ما شابهها 0
والله من وراء القصد0
---
عبدالرحمن الشهري
06-25-2006, 02:29 AM(1/3846)
أحسن الله إليكم يا دكتور على هذه الفوائد القيمة ، وقد كنت فرحاً بكتاب (كاشف الخصاصة) وإن كنت لم أقرأه بعدُ لضيق الوقت ، وكان سبب فرحي به أن مؤلفه ابن الجزري صاحب النشر . فالآنَ تحققتُ من عدم نسبته إليه بإفادتكم بارك الله فيكم . ولا شك أن قيمة بعض الكتب - في نظري - تستمد من مؤلفها ، فبعض المؤلفين اشتري له كل كتاب ولو لم يكن من اهتماماتي العلمية لحبي وثقتي في علم المؤلف كابن تيمية وابن مالك وابن الجزري وغيرهم .
شكر الله لكم يا دكتور ، ونفعنا الله بعلمكم ، وزادكم من فضله .
---
الجكني
06-25-2006, 02:35 AM
ولكم المثل يا دكتور ،فلولا توفيق الله تعالى ثم تشجيعكم الملموس لي ولكل الباحثين في هذا الملتقي لما كتبنا ما كتبنا ،وأدعو الله تعالى أن يجعل ذلك في حسنات الجميع 0
---
منصور مهران
06-25-2006, 02:43 PM
جاء في تعليق أحد الفضلاء هنا عبارة ( وليتكم تتحفونا بمعجم كتب بن الجزري ....) ، وأقول : لي وقفة إزاء القول المنقول هنا فقد جاء فيه ما يجب تقويمه ليستقيم الكلام ؛ أولا : في لفظ ( تتحفونا ) وهو فعل من الأفعال الخمسة ورفعه بثبوت النون ، وهو هنا لم يتقدمه ناصب ولا جازم ولذلك فهو مرفوع وصحة كتابته هكذا ( تتحفوننا ) . ثانيا : كلمة (بن) هنا لم تقع بين علمين الثاني منهما أب للأول فيجب إثبات ألف (ابن) لذلك ، ويكون صواب القول : ( وليتكم تتحفوننا بمعجم كتب ابن الجزري ) ، وبالله التوفيق .
---
د. أنمار
06-27-2006, 02:36 AM
الأمر أهون من وجوب تقويمه فإمكان قبول قوله (تتحفونا) يصح إن شددت النون فتكون من باب الإدغام الذي هو من لغة العرب ولغة القرآن.
وفي سورة الزمر (أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) وقراءة الجمهور بنون مشددة من باب الإدغام الكبير في كلمة واحدة وقرأها ابن عامر بنونين. ولأبي عمرو توسع في هذا الباب له فيه سلف من أرباب اللغة، أما هو فناقل بأسانيده المتواترة.
---
منصور مهران(1/3847)
06-27-2006, 11:46 AM
ما تفضل الدكتور أنمار ببيانه غير خافٍ ، وتعليقي كان على قول غير مشكول ، ويجيء كثيرا في كلام الإخوان ولقد سمعته وسمعه آخرون من خطباء في المساجد واللقاءات العلمية ؛ مما جعلني أعده خطأ وأنبه عليه ، ولا بأس أن يكون التعليل الذي أبانه أخي الكريم لشيء نتداول استعماله وتخفى علته ، فإذا جاء الاستعمال خطأ فتلمُّس التعليل عندئذ في غير محله ، وبالله التوفيق .
---
منصور مهران
06-28-2006, 01:03 PM
الإدغام الذي قرئ به ( أتحاجونّي ) و ( تأمرونّي ) وقع في نونين ؛ الأولى نون الرفع ، والثانية نون الوقاية ، وهذه الصورة وحدها هي المسموعة - فيما أعلم - ولم أجد بين يديّ ما يكون دليلا مسموعا على جوازه في نون الرفع و(نا) الذي هو ضمير المتكلمين . إلا ما حكوه من حذف نون الوقاية قبل (نا) في الشعر خاصة ، كقول الشاعر : كل له نية في بغض صاحبه = بنعمة الله نقليكم وتقلونا والأصل : تقلوننا . فإن كان لدى أحد من الإخوان أهل هذا الملتقى معرفة بهذا الموضوع فليتفضل ببيانه وله منا الشكر والتقدير ، وبالله التوفيق .
---
(1/3848)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حمل كتبًا تساعدك في فهم فن التحقيق...
---
حمل كتبًا تساعدك في فهم فن التحقيق...
---
أبو محمد الظاهرى
12-08-2006, 12:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل كتب تساعدك في فهم فن التحقيق...
الكتاب الأول :
تحقيق النصوص و نشرها ... نسخة مصورة pdf
تأليف عبد السلام هارون
الناشر مكتبه الخانجى
رقم الطبعة 7
تاريخ الطبعة 1998
حمل من الرابط http://www.aldahereyah.net/books/ope...at=29&book=257
الكتاب الثاني:
عنوان الكتاب: تحقيق التراث العربى منهجه و تطوره ...نسخة مصورة pdf
تأليف : عبد المجيد دياب
الناشر : دار المعارف
رقم الطبعة : 2
تاريخ الطبعة: 1993
حمل من الرابط
http://www.aldahereyah.net/books/ope...at=29&book=258
---
نورة
12-08-2006, 12:54 PM
أثابك الله خيراً
---
أبو محمد الظاهرى
12-10-2006, 09:29 PM
ولكم مثله فضيلة الأستاذة
---
د.عبدالرحمن الصالح
12-11-2006, 06:42 AM
جزاك الله خيرا
---
البتول
12-11-2006, 10:22 AM
موقع جديد للكتب بصيغة pdf
وهوhttp://www.almaknaz.com/index.php
فيه كتب منوعة من بينها كتب منهجية البحث العلمي .
---
أبو محمد الظاهرى
12-11-2006, 07:46 PM
جزاكم الله خيرا
---
معروفي
01-23-2007, 06:55 AM
أشكر الأخت البتول على إحالتها النافعة لموقع تحميل الكتب .
---
(1/3849)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فوائد وحكم من أقوال بعض السلف
---
فوائد وحكم من أقوال بعض السلف
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-03-2006, 07:06 AM
فوائد وحكم من أقوال بعض السلف
---
(1/3850)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من نقل من تفسير بقي بن مخلد؟
---
من نقل من تفسير بقي بن مخلد؟
---
مساعد الطيار
08-24-2006, 03:00 PM
متابعة لموضوع مدح ابن حزم لتفسير بقي بن مخلد ( انظر هذا الرابط : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6044&highlight=%C8%DE%ED+%E3%CE%E1%CF )
، بدا لي أن أتتبع عبر ( المكتبة الشاملة ) من استفاد من تفسير بقي بن مخلد ، فإنه مع هذا الإطراء لتفسيره يندر النقل عنه ، وقد وجدت هذه النقول الآتية :
قال ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري 5 : 121 :
( وقد روى: أن خديجة قالت للنبى - صلى الله عليه وسلم - حين أبطأ عنه الوحى: إن ربك قد قلاك، فنزلت: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 1، 5]، فأعطاه الله ألف قصر فى الجنة من لؤلؤ ترابها المسك فى كل قصر ما ينبغى له. ذكره بقى بن مخلد فى التفسير) .
قال ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري : ( 17 : 41 ) :
( ووجدت هذا الذى فسره قتادة روى عن النبى عليه السلام ذكر بقى بن مخلد فى التفسير عن سعيد، عن قتادة، عن أنس « أن النبى عليه السلام بينا هو جالس مع أصحابه، إذ أتى يهودى فسلم عليهم فردوا عليه، فقال عليه السلام: هل تدرون ما قال؟ قالوا: سلم يا رسول الله. قال: سام عليكم، أى تسأمون دينكم » ) .
قال ابن حجر في الإصابة ( 2 : 86 ) :(1/3851)
خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث ذكرها بقي بن مخلد في تفسير آل عمران في قوله تعالى: " يخرج الحي من الميت " . آل عمران 27. وذكره بسنده عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فرأى عندها امرأة تصلي في المسجد وكانت متعبدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة من هذه؟ " قالت إحدى خالاتك. قال: " إن خالاتي بهذه البلاد الغرائب فأي خالاتي هذه؟ " . قالت: هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث قال: " سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت " .
إن صح هذا الحديث فإنما كانت خالته لأن الأسود ابن عبد يغوث بن وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم فخالدة بنت الأسود بنت بن خال بن عبد مناف بن زهرة والد خالدة هذه هو ابن أخي آمنة بنت وهب النبي صلى الله عليه وسلم فهي من خالاته ولم أعرف من ذكرها غير بقي بن مخلد ) .
فهل يمكن من خلال متابعة نقول العلماء أن نعرف آخر من نقل من تفسير بقي بن مخلد ، لعل الله أن ييسر الوصول إلى مخطوطات هذا التفسير الذي لقي مثل هذا الثناء ، ومؤلفه ممن لا يخفى فضله على طالب علم ، وهو من العلماء الذين يحسن بطالب العلم قراءة تراجمهم ؛ لما فيها من الفوائد في العلم والتزكية .
---
العبادي
08-24-2006, 06:08 PM
نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي أن "مسند بقي بن مخلد" موجود في مكتبة برلين بألمانيا، وكان الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله يقول عن هذه المكتبة إنها مسيلة للّعاب.
ويجزم بعض الإخوة أنه يوجد على الأقل قطعة من هذا المسند في المغرب، والكتب المبتورة وغير المعنونة في خزانات المغرب كثيرة جدا، ويصعب حصرها، وللأسف الدولة لا تقوم بشيء من هذا، وما زال متأخري المغاربة ينقلون من مسند بقي بن مخلد، وقد تفرد الأندلسيون بروايته.
فهل يمكن أن يقود هذا للوصول إلى مخطوط التفسير لهذا الإمام الجهبذ؟
---
موراني
08-25-2006, 04:21 PM
العبادي المحترم(1/3852)
في هذه القائمة المسماة بمسيلة للّعاب نظر . لقد جرى الحديث حولها من قبل في هذا الملتقى . لو كانت التحف التى ذكرها الشيخ حماد الأنصاري موجودة لكان لي شخصيا علم بها . وبعد مراسلات كثيرة مع عديد من المكتبات وبعد البحث عن هذه المجموعة بحثا طويلا تبين لنا أنّ هذه القائمة ليست الا بمثابة الأساطير الكثيرة الشائعة ,ولم تزل شائعة حتى اليوم , لا يعلم مصدرها الا الله ...
كما أنّ الكلام حول وجود قطعة من المسند في برلين غير صحيح .
ودام الجميع بخير
موراني
---
موراني
08-25-2006, 06:41 PM
تلقيت اجابة من الزملاء في أسبانيا تفيد أن المخطوط لتفسير بقي بن مخلد غير معروف لديهم
وأشاروا الى الكتاب التالي:
مدرسة التفسير للمسيني ( أو الماسني ؟؟ كتب الاسم بحروف لاتنية وأنا لا أعرف هذا المؤلف) ص 83 الى 85
---
مساعد الطيار
08-25-2006, 09:35 PM
كتاب مدرسة التفسير في الأندلس ، تأليف مصطفى إبراهيم المشيني . وليس فيه جديد من جهة تفسير بقي بن مخلد ، فقد نقل قول ابن حزم الموجود في نفح الطيب .
وقد وقفت على هذا النص في كتاب سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ، للعصامي
( المكتبة الشاملة ) :
قال الإمام أبو القاسم السهيلي: ذكر ابن مخلد في تفسيره: أن إبليس - لعنه الله تعالى - رن أربع رنات: حين لعن، وحين أهبط، وحين ولد النبي صلى الله عليه وسلم وحين أنزلت فاتحة الكتاب.
ولعله بقي بن مخلد ؛ إذ السهيلي أندلسي ، ويقرب أن يكون اطلع على تفسير بقي(1/3853)
وهناك ابن مخلد آخر ، وهو شجاع بن مخلد ( ت : 235 ) له تفسير ، وقد نقل منه ابن كثير، فقد ورد في تفسسير آية الكرسي قوله : وقال شجاع بن مخلد في تفسيره: أخبرنا أبو عاصم عن سفيان عن عمار الدُّهْني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ } قال: "كرسيه موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل".
وتفسير شجاع بن مخلد كتاب ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 9 : 251 ) .
كما وقفت في كتاب تفسير مبهمات القرآن الموسوم بصلة الجمع وعائد التذييل لموصول كتابي الإعلام والتكميل لأبي عبد الله محمد بن علي البلنسي ( ت : 782 ) على هذا النص المتعلق بأسماء أصنام قوم نوح ، قال : ( ... ورى بقي بن مخلد أإن هذه الأسماء المذكورة في السورة كانوا أبناء آدم لصلبه ، وأن يغوث كان أكبرهم ، والله أعلم ) ( 2 : 651 ـ 652 ) .
ولعل هذا النقل من كتاب التفسير لبقي بن مخلد .
---
د. أنمار
08-25-2006, 10:00 PM
العبادي المحترم
كما أنّ الكلام حول وجود قطعة من المسند في برلين غير صحيح .
موراني
إنما قال قطعة من المسند في المغرب
---
موراني
08-25-2006, 11:50 PM
نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي أن "مسند بقي بن مخلد" موجود في مكتبة برلين بألمانيا
مرة أخرى: هذا الكلام غير صحيح
أما الكلام حول ما في مكتبات المغرب فهو أيضا موضوع الشك في الغالب حسب تجربتي.
مساعد الطيار المحترم , لكم الشكر على هذه المعلومات . لا علم لي بهذا الكتاب , لقد نقلت اليكم ما تلقيته اليوم من اسبانيا فحسب .
---
العبادي
08-26-2006, 03:00 PM
الأستاذ موراني:
أنت نفيت ما أثبته غيرك، والمثبت مقدم على النافي، فيبقى الاحتمال قائما.(1/3854)
وليس هذا هو المقصد من الموضوع الذي طرحه فضيلة الشيخ مساعد، فنبقى في حدود ما أراد، وهو البحث عن الروايات التي تثبت آخر من نقل من هذا التفسير القيّم، لعل الله أن ييسر الوصول إلى مخطوطاته.
---
موراني
08-26-2006, 04:53 PM
العبادي الفاضل
ما ذكر المباركفوري لا يتمشى مع الواقع ومن هنا كلامه موضوع النفي . ليس هناك مخطوط من الكتاب المذكور في برلين , هذا هو الواقع والاحتمال لا يبقى قائما فيما يتعلق بمكتبة برلين .
---
جمال أبو حسان
08-27-2006, 11:09 AM
صاحب كتاب مدرسة الاندلس في التفسير اسمه الاستاذ الدكتور مصطفى ابراهيم المشني بحذف الياء الاولى التي ذكرها شيخنا الطيار طارت فضائله عبر الافاق
---
خالد الباتلي
09-15-2006, 05:23 PM
أود أن أشير هنا إلى فائدتين:
1. كلام ابن حزم في تفسير بقي الذي أشار إليه الشيخ مساعد يظهر عليه مسحة المبالغة، وقد تعقب الحافظ ابن كثير عبارة ابن حزم تلك، فقال في (البداية والنهاية) 14/685: "وفيما زعم ابن حزم نظر" .
2.قد اختصر هذا التفسير الحافظُ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حسن الكلاعي القرطبي، كما أفاد ذلك الذهبي .
والسلام عليكم،،،
---
(1/3855)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من مخططات الحداثيين نحو القرآن الكريم
---
من مخططات الحداثيين نحو القرآن الكريم
---
الخطيب
03-23-2004, 07:12 AM
الحداثيون والقرآن الكريم
عبثا يحاول الحداثيون التشكيك في النص القرآني من جهة مصدره وتاريخه ومراحل تدوينه معتمدين على قلة الوعي لدى كثيرين في عالمنا العربي والإسلامي بمخططات الحداثة والحداثيين التي توقن بأنه لن يكون لها وجود في كيانات مجتمعاتنا إلا بالقضاء على أقوى عامل مؤثر في تكوين ثقافتنا وهو القرآن الكريم وبالطبع فإن العمل على الوصول إلى هذه الغاية قد اتخذ أشكالا وصورا لم يكن منها بد لإحداث خلخلة في يقين المؤمنين بهذا الكتاب الخالد ولم تكن هذه الصور بعيدة عن المناهج الغربية التي تعامل بها الغربيون مع الكتاب المقدس حيث وصلوا من خلال تطبيقهم لها إلى نتائج باهرة قطعت بأن هذا الكتاب لم يكتب في عهد أنبيائه وبأنه قد تأثر بثقافات عصر كتابته ولقد فرحوا بالوصول إلى هذه النتائج في إثر إخضاع هذا الكتاب المقدس لمنهج النقد الأعلى وأيضا منهج النقد الأدنى(1/3856)
هنا ظن بعض الغربيين ومن تأثروا بهم من أبناء جلدتنا ممن اتشحوا بوشاح العلمانية أو التنوير والحداثة ظنوا أن بإمكانهم الوصول إلى نفس النتائج مع القرآن الكريم وهو الأمر الذي أعلن فشله كثير من الغربيين ومنهم المستشرق الإنجليزي آربرى وكذلك المستشرق السويدي" تور أندريه" مؤلف كتاب " محمد : حياته وعقيدته "وغيرهما ومع هؤلاء كامل الحق لأن القرآن الكريم قد ثبت يقينا وبطرق التواتر المفيدة للعلم الضروري ثبت توثيق هذا الكتاب وحفظه صدرا وتدوينه كتابة في عهد صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك منذ عهد بعيد منا فألف وأربعمائة سنة في عمر الزمن شيء يسير بالإضافة إلى هذه الخصوصية التي لم تتوفر لأي نص آخر على الإطلاق من التداول الشفهي لهذا الكتاب الخالد من لدن عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى عصرنا الحاضر طبقة عن طبقة وجمعا عن جمع تحيل العادة تواطؤهم على الكذب
والله إن العجب لا ينقضي من أمر هذا الكتاب الخالد فعندما قرأت هذه المقالة نزلت بعدها لأداء صلاة المغرب بمسجد الحي الذي أقطنه فوجدت خلايا نحل من الصغار الذين ينتظرون شيخهم الذي يتلقون عنه كتاب ربهم فرأت عيني الدليل الواضح على عظمة هذا الكتاب ووقفت على أحد أسرار خلوده وبقائه واستحضر ذهني منظرا آخر لجموع المصلين الذين يتسابقون إلى إسعاف الإمام الذي يؤمهم في الصلاة حين ينسى كلمة أو يخطئ في حركة الإعراب إسعافه بما يرده إلى صوابه ولست أغفل في هذا المقام أولئك الأكارم من أكفاء البصر الذين يحفظون القرآن عن ظهر قلب وهم لا يحصون عددا وأكثرهم يحفظه بقراءاته المتواترة ولربما قادته مهارته وفضوله المعرفي إلى الوقوف على الشواذ أيضا
إن مسألة الاستيثاق من النص القرآني قد تجاوزت هذا الحد الذي يلمح إليه البعض من الرجوع إلى رواية هنا أو هناك لم يفهم مقصودها هذا أو ذاك أو لم يستوثقوا منها وهي في ميزان النقد أوهى من بيت العنكبوت(1/3857)
ففي رأيي بني قومي أن واقعنا مع القرآن هو خير رد على كل تهمة توجه إلى القرآن من جهة استيثاقه فلسنا في حاجة إلى إشغال أذهاننا وإضاعة أوقاتنا في سبيل تقرير أن النهار موجود حيث الشمس واضحة في كبد السماء
وكيف يصح في الأذهان شيء ****إذا احتاج النهار إلى دليل
---
(1/3858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عاجل
---
عاجل
---
راكان
06-27-2004, 01:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام انتشر هذا النص في الاونه الاخيره في كثير من المنتديات والرسائل البريديه واريد التثبت من حقيقته واصله واريد تفسيره ان كان دعاء بدعه ........... وإليكم النص
فضل هذا الدعاء : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليّ جبرائيل وأنا أصلي خلف المقام فلما فرغت من الصلاة دعوت الله تعالى وقلت حبيبي علمني لأمتي شيئا إذا خرجت من الدنيا عنهم يدعون الله تعالى فيغفر لهم ، فقال جبريل ومن أمتك يشهدون لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ويصومون أيام الثلاثه البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر ثم يدعون الله بهذا الدعاء فإنه مكتوب حول العرش وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد وملك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين وهذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها ومن قرأ من أمتك هذا الدعاء يأمن عذاب القبر ويكون من أمينا يوم الفزع الأكبر ومن موت الفجّار وغناه عن خلقه ويرزقه من حيث لا يحتسب وأنت شفيعه يوم القيامة يامحمد . من صام ((13و14و15)) من كل شهر ودعا بهذا الدعاء عند إفطاره أكرمه الله تعالى بعد كرمه وفرجا بعد فرجه وما مهموم أو مغموم أو محزون أو مديون وذو حاجة إلا فرّج الله همّه وغمّه وقضى دينه وحاجته يا محمد ما من عبد من أمتك يدعو بهذا
ملاحظة
: على من يقرأ هذا الدعاء أن يكون على طهارة ووضوء تامين ..
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3859)
صلى الله على محمد وآله الطاهرين سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المؤمن المهيمن سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المصور الرحيم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت السميع العليم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيّوم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت البصير الصادق سبحانك أنت الله لا إله الله إلا أنت الواسع اللطيف سبحانك أنت الله لاإله إلا أنت العليّ الكبير سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المجيد الحميد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشكور الحليم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الأول والآخر سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الغفور الغفار سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المبين المنير سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الكريم المنعم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الرب الحافظ سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت القريب المجيب سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشهيد المتعال سبحانك
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
وشكر الله لكم حسن تجاوبكم معي
دمتم في رعايه الله
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 02:17 PM
في رأيي القاصر:
هذا الكلام الذي نقلته يظهر عليه علامات الوضع ، لركاكة لفظه ، وهو أشبه ما يكون بالتعليمات التي تكتب على أكياس الشاهي الأخضر.
ولعل الإخوة الكرام أهل العناية بالحديث أن يتكرموا بالتعليق عليه من الناحية الحديثية إن كان يوجد في كتب الموضوعات ، وإن كنت أشك في أنه من الموضوعات القديمة ، فلفظه يدل على أنه من الموضوعات المعاصرة . وتأمل هذه المقاطع :
(وقلت حبيبي علمني لأمتي شيئا إذا خرجت من الدنيا عنهم ) .
(فإنه مكتوب حول العرش وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد وملك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين). وغيرها .(1/3860)
ولا تنس في الختام ملاحظة :(على من يقرأ هذا الدعاء أن يكون على طهارة ووضوء تامين .. ).
---
(1/3861)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الخلق فى ستة ايام
---
الخلق فى ستة ايام
---
الجندى
09-10-2004, 10:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال احد الاشخاص عن خلق الله للارض فى ستة أيام الاتى :
===============
خلق الله ربنا، السماوات والارض في ستة أيام، وتلك الستة الايام لم تنتهي بعد، أي أن الخلق لا يزال مستمرا، والحكمة من هذا هو أن نرى آيات الله ربنا وسنته في الخلق، لمن أراد أن يهتدي. ولو شاء الله ربنا لقال لها كن فتكون. ولكن رحمة وفضلا منه، فلا حجة لمن ضل من الملحدين وقال هكذا وجدنا أنفسنا وهكذا وجدنا الكون، وهنا تكون الحجة فيما نراه من آيات وسنن في الخلق مستمرة.ويجب علينا أن نمضي في البحث عن بداية الخلق أيضا وهو من العلم الذي أنزله الله ربنا ، واذن به.
===============
المشكلة لدى ان الله تعالى قال في ستة أيام ثم استوى على العرش وثم هنا للتعقيب والتراخى فيفهم من كلامه ان الله لم يستوى على العرش بعد .
فلو قلنا ان الخلق تم فى ستة ايام وانتهى فماذا عن الخلق الذى يتم الان ؟
فى انتظار ردودكم
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-11-2004, 05:58 PM
قوله تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف : 54 )
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ...... الآية
خلق فعل ماضي يعني أن الخلق قد حصل
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى : فعل ماضي يعني أن الله قد استوى على العرش
وقد ورد رد استواء الله على عرشه في سبعة مواضع من القرآن الكريم(1/3862)
1- (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (الأعراف : 54 )
2- (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) (يونس : 3 )
3- (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (الرعد : 2 )
4- (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه : 5 )
5- (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) (الفرقان : 59 )
6- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ) (السجدة : 4 )
7- (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد : 4 )
وخلق
استواء(1/3863)
كلاهما فعلين ماضيين يعن أن الخلق والاستواء قد حصل ولا يجادل في ذلك الإ جاهل أو مكابر
وأما كون خلق الله مستمر فلا تعارض بينه وبين خلق السموات والأرض في الزمن الماضي لأنه من كمال تدبير خلق الله أن يخلق ما يشاء جل وعلا متى ما شاء وقد كتب مقادير كل شيء قبل خلق السموات والأرض
ولآيات الدله على أن الله يخلق ما يشاء متى ما شاء كثيرة جدا منها
(أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُوراً) (الإسراء : 99 )
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (النور : 45 )
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (القصص : 68 )
(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (يس : 81 )
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) (الشورى : 49 )
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فاطر : 1 )
ومن لم يعتقد أن الله استوى على العرش فهو مكذب للقرآن لأن الله قال (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه : 5 ) والمكذب للقرآن كافر بالله جل وعلا .
---(1/3864)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حول تعددالسبب و النازل واحد ، و هل لذلك مثال واقع
---
حول تعددالسبب و النازل واحد ، و هل لذلك مثال واقع
---
محمد رشيد
11-17-2003, 02:44 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ، فقد ذكر الزرقاني في ( مناهل العرفان ) في مبحث أسباب النزول ، مسألة حول ما لو تعدد السبب المصرّح بسببيته ـ أي تعدد المروي في السبب كما أفهم من كلامه ـ و كان النازل واحدا ، فذكر أن لذلك أربع حالات :
* الأولى / أن تكون إحدى الروايتين ضعيفة فتطرح و يعمل بالصحيحة .
* الثانية / أن تكونا صحيحتين و إحداهما مرجح ، فيعمل بالمرجح .
* الثالثة / أن تكونا صحيحتين وليس لإحداهما مرجح ، و لكن يمكن الأخذ بهما معا ، فنقول بأن كل منهما سبب للنزول ، فنأخذ بهما معا .
* الرابع / أن تكونا صحيحتين و ليس لإحداهما مرجح ، ولا يمكن الأخذ بهما معا ، و في هذه الحالة نقول بتعدد النزول بتعدد الأسباب .
السؤال : ما توجيهكم لهذا التقسيم ، و هل يمكن القول بتعدد النزول و النازل واحدا ، فنقول بأن الآية نزلت مرة في كذا ، ثم نزلت مرة أخرى في كذا ؟ و هل ثم أمثلة على ذلك ؟ أم أن هذا التقسيم نظري عقلي يدور بحثه في حدود الجواز العقلي و لم يعتضد بالواقع ؟
السلام عليكم
---
مساعد الطيار
11-17-2003, 02:53 PM
أخي الكريم محمد يوسف
لقد أمطرتنا بأسئلتك ، والوقت في هذه العشر ضيق ـ كما قال أخي أبو مجاهد العبيدي ـ لكن أذكر لك ما لاحظته على الزرقاني في بعض مباحث علوم القرآن أنه يتجه إلى الأسلوب العقلي في السبر والتقسيم ، لذا تراه لا يذكر أمثلةً لما يقول ، بل هي مجرد افتراضات عقلية بحتة .(1/3865)
ومسائل علوم القرآن يُنطلق بها من الأمثلة ، وهي التي تشكِّل المسائل ، وليس العكس كما هو حاصل في بعض مسائل علوم القرآن التي تجدها عند المصنفين في هذا العلم ، والموضوع له باب آخر لعل الله ييسر طرحه .
أما تعدد السبب والنازل واحد ، فلك أن ترجع إلى آية ( نساؤكم حرث لكم ) فقد صح في سبب نزولها أثران عن جابر وابن عباس ، والله الموفق .
---
عبد الله
11-18-2003, 02:17 AM
أخي الكريم
هذا التقسيم عقلي وواقعي ، وقد ذكر السيوطي والزرقاني والشيخ مناع القطان وغيرهم ممن كتب في مباحث علوم القرآن ( أسباب النزول ) أمثلة لذلك .
أما قضية تكرار نزول الآية ففيها بحث طرح على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=223
عبد الله إبراهيم
---
محمد الأمين
11-24-2003, 05:48 PM
كاتب الرسالة الأصلية : مساعد الطيار
فلك أن ترجع إلى آية ( ونساؤكم حرث لكم ) فقد صح في سبب نزولها أثران عن جابر وابن عباس ، والله الموفق .
الدكتور مساعد لعل هذه زلة قلم منكم، فإن الأثران الصحيحان هما عن ابن عمر وعن جابر.
---
عبد الله
11-24-2003, 10:16 PM
نعم أخي محمد
الأثران عن جابر وابن عمر رضي الله عنهم ، كما ذكرت .
كما اني لا أرى التمثيل بآية ( نساؤكم حرث لكم ) - بدون واو - موافقاً للحالة التي ذكرت ، وإنما ينطبق هذا المثال على ورود صيغتين للسبب إحداهما صريحة والأخرى غير صريحة فتقدم الصريحة وهي رواية جابر رضي الله عنه .
والأوْلى التمثيل لما تعدد سببه والنازل واحد بخواتيم سورة النحل ، أو ( ويسألونك عن الروح ) ...
لكن ألا ترى يا أخي أن الشيخ مساعد كانت إجابته سريعة جداً ، و عذره في ذلك القيام بحق العشر الأواخر - تقبل الله منا ومنكم - وهذا ما اعتذر به للأخ محمد يوسف ، ولعله في وقت لاحق يتطرق لهذه المسألة - كما وعد - .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى - واقبلوا تطفلي .
عبد الله إبراهيم
---
محمد الأمين(1/3866)
11-25-2003, 06:41 AM
الأخ عبد الله
الروايتين كلاهما صريحتين جداً، ولا مانع من تعدد الأسباب
أخرج البخاري عن جابر - رضي الله عنه - قال: «كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول. فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم».
أخرج البخاري (كما في الفتح 8\190) وإسحاق ابن راهُوْيَه في مسنده وتفسيره وابن جرير الطبري في تفسيره (2\391) عن نافع قال: قرأت ذات يوم {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}. قال: ابن عمر أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا. قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن.
وأخرج النسائي وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (ثقة) عن أبي بكر بن أبي أويس (عبد الحميد بن عبد الله، ثقة) عن سليمان بن بلال (ثقة) عن زيد بن أسلم (ثقة) عن ابن عمر - رضي الله عنه -: أن رجلاً أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجداً شديداً، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}.
وأخرج الدارقطني ودعلج كلاهما في غرائب مالك من طريق أبي مصعب واسحق بن محمد القروي كلاهما عن نافع عن ابن عمر أنه قال: «يا نافع أمسك على المصحف». فقرأ حتى بلغ {نساؤكم حرث لكم...} الآية. فقال: «يا نافع أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟». قلت: «لا». قال: «نزلت في رجل من الأنصار، أصاب امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله الآية». قال الدارقطني: «هذا ثابت عن مالك». وقال ابن عبد البر: «الرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة».
على أن الجمع بين الروايتين ممكن، فإن جابراً كان يتحدث عما كان يقوله اليهود، وابن عمر يتحدث عن حادثةٍ معينة حدثت لرجل من الأنصار، لم يسمِّه طبعاً للسبب الواضح. وإلا فإن إصراره على هذا التفسير وكثرة تحديثه للمقربين منه بذلك، هو دليل تيقنه مما يعرف، والمثبت مقدَّمٌ على النافي.
---
محمد رشيد
11-27-2003, 01:23 PM(1/3867)
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله تعالى فيكم مشايخي الكرام
و أسأل الله تعالى أن تكونوا من الذين غفر لهم في شهر رمضان،،،
و أعتذر عن طرح الأسئلة بهذا الكم ، و لكن في الحقيقة أصبح دخولي على الشبكة قليلا جدا لظروف خاصة ، وأنا أقوم بعملية تجميع لكل ما يشكل أثناء دراستي ، فأطرحه بعد ذلك فقد يكون كثيرا نوعا ما ، و أنا كنت أنتظر الإجابة بعد رمضان ، ولم أتوقع أن يرد أحد في العشر الأواخر و لكن وضعت الأسئلة لتكون أول الاهتمام بعد عود النشاط بعد العيد ، فجزاكم الله تعالى خير الجزاء على اهتمامكم ، و أكرر اعتذاري لمشايخي الكرام ،،،،، وهذه ستكون طريقتي في طرح الأسئلة ، و إن شاء الله تعالى لن تكون كثيرة لأني خصصت يوم الجمعة فقط من برنامجي ليكون في علوم القرآن ، و في دخول الشبكة ،،، والله تعالى المستعان ،،،،،،،
**********************
بارك الله تعالى فيكم على إفادتكم شيخنا الطيار
و أنت أخي عبدالله ،، جزاك الله خيرا ، و الأمر واضح
**********************
و جزاك الله تعالى خير الجزاء على تنبيهكم شيخ محمد الأمين
---
عبد الله
11-27-2003, 07:23 PM
الأخ الفاضل محمد الأمين – أمّنه الله
رواية ابن عمر التي فيها : ( نزلت في إتيان النساء في أدبارهن )
ورواية جابر التي فيها : ( فنزلت : } نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ { )
رواية جابر صريحة في السببية ، ورواية ابن عمر محتملة للسببية ولغيرها .
قال ابن تيمية رحمه الله : " قولهم : نزلت هذه الآية في كذا ، يراد به تارة أنه سبب النزول ، ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية ، وإن لم يكن السبب ، كما تقول : عني بهذه الآية كذا ... " (1).
فالمعول عليه في بيان السبب هو رواية جابر ، لأنها صريحة في الدلالة على السبب ، وأما رواية ابن عمر فتحمل على أنها تفسير وبيان لحكم إتيان النساء في أدبارهن وهو التحريم استنباطاً منه (2).(1/3868)
قال الحافظ ابن حجر : ... وإذا تعارض المجمل والمفسر قدّم المفسر ، وحديث جابر مفسر فهو أولى أن يعمل به من حديث ابن عمر (3).
والله ولي التوفيق
ـــــــــــــــــــــ
(1) مجموعة فتاوى ابن تيمية ( مقدمة التفسير ) 13 / 339 ـ 340 . وانظر : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1 /100 .
(2) الإتقان للسيوطي 1 / 102 .
(3) فتح الباري 8 / 192.
---
محمد الأمين
11-28-2003, 05:59 AM
الأخ عبد الله
أخرج النسائي وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (ثقة) عن أبي بكر بن أبي أويس (عبد الحميد بن عبد الله، ثقة) عن سليمان بن بلال (ثقة) عن زيد بن أسلم (ثقة) عن ابن عمر - رضي الله عنه -: أن رجلاً أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجداً شديداً، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}.
لاحظ: ذكر القصة ثم قال: فأنزل الله {نساؤكم ...}.
فرواية ابن عمر صريحة في السببية مثلها مثل رواية جابر.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-28-2003, 06:21 AM
بسم الله
أنبه الإخوة الكرام طلبة العلم إلى أن تقسيم صيغ سبب النزول إلى صريحة وغير صريحة إنما هو اصطلاح متأخر .
ولذلك نجد أن السلف يذكرون صيغاً صريحة لسبب نزول آية مع أن الآية لم تنزل لذلك السبب ، وإنما نزلت فيه .
والمثال الذي ذكره الأخ محمد الأمين يدل على ذلك ، ففي رواية : اللفظ صريح في السببية ، وفي أخرى : ليس كذلك ؛ مما يدل على أنهم لا يلتزمون ما ألزمهم به المتأخرون .
وهناك أمثلة أخرى تدل على ذلك ، وأذكر أنالشيخ مساعد الطياروفقه الله له اهتمام بذلك ، ومنه أفدت هذه المشاركة ، فلعله يبينها بتفصيل أكثر .
---
محمد رشيد
11-28-2003, 09:38 PM
و هذا التقسيم المتأخر ـ شيخنا العبيدي ـ هل كان له واقع عملي ؟
لأنه لا يخفى عدم التعارض بين كونه تقسيم اصطلح عليه المتأخرون و بين كونه مما جرى العمل عليه عند المتقدمين(1/3869)
بل كثيرا ما يكون الغرض من اصطلاح المتأخرين ، هو سبك و ضبط عمل المتقدمين
فأظن ـ و الله أعلم ـ أن المتقدمين يفرقون عند التعارض بين من يقول ( نزلت في كذا ) و بين من يقول ( سبب نزولها كذا ) و أما عمل المتأخرين فهو فقط حصر لعملهم في صورة قاعدة أو اصطلاح
إلا أن يكون المقصود من الاصطلاح هو ذات العمل ـ فالله أعلم ـ
و إن شاء الله يوضح لنا شيخنا الطيار
---
مساعد الطيار
11-29-2003, 03:42 PM
الإخوة الكرام
أشكركم على مشاركتكم ومتابعتكم ، وكم يُفرِح المرء مثل هذه المشاركة العلمية المفيدة البعيدة عن الجدل العقيم ، والكلام الذي لا خير فيه , أدخل معكم في تصحيحين :
الأول : الآية (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة : 223) بدون واو ، وقد عدلتها في المشاركة السابقة .(1/3870)
الثاني : الذي أقصده بأثر ابن عباس ما رواه أبو داود من استدراكه على أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر ، ولست أقصد أثر ابن عمر ، وأثر ابن عباس رواه أبو داود ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ حدثني محمد يعني بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس قال إن بن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني حتى شري أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل : (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد )) سنن أبي داود ج: 2 ص: 249
وأما ما يتعلق بصيغ النُّزول ، فلعلي أطرحها مرة أخرى ، ولكم من الله الجزاء الأوفى .
---
عبد الله
11-29-2003, 04:09 PM
تقدم الكلام عن رواية ابن عمر وجابر رضي الله عنهم ، أما رواية ابن عمر الأخرى الصريحة ، والتي أخرجها النسائي ، فإن رواية جابر تقدم عليها ، لقوتها فهي من رواية البخاري ، وقد رجح السيوطي رواية ابن مسعود في نزول آية } وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ { [ الإسراء : 85 ] التي في الصحيحين – والتي تفيد نزولها بالمدينة ، على رواية ابن عباس التي صححها الترمذي والتي تفيد أنها نزلت بمكة ، وذلك لأن رواية ابن مسعود من رواية الصحيحين ، ورواية ابن عباس من رواية الترمذي ، ولأن ابن مسعود كان حاضراً نزول الآية .(1/3871)
ويبقى كلام اليهود في هذه القضية ، هو المؤثر الأول في أذهان من جاورهم من العرب ( أهل المدينة ) بأن من أتى امرأته في قبلها من دبرها جاء الولد أحول ، حتى أصبح معتقداً – أو قريباً من ذلك - وهذا كان سبب الإنكار من تلك الأنصارية التي تزوجها أحد المهاجرين ، وراح يفعل بها ما اعتادوه من إتيان النساء في البيئة القرشية حتى شري أمرهما وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله الآية رداً على اليهود وإرشاداً للمؤمنين .
انظر أصل الرواية عند أبي داود في كتاب النكاح 2164.
أما تصرف الرواي في عبارة سبب النزول فيحصل ، وتكمن المشكلة فيما لو استبدل الراوي مثلاً كلمة ( تلا ) بكلمة ( نزل ) أو ( أنزل ) ، فيُدخل في أسباب النزول ما ليس منها . وعندئذ يحتاج الباحث إلى التنقيب عن الروايات الأخرى والتدقيق في صيغها .
عبد الله إبراهيم .
---
محمد الأمين
11-29-2003, 06:40 PM(1/3872)
أخرج ابن جرير الطبري وأبو داود (2\249) والطبراني (11\77) والحاكم (2\213) والبيهقي في سننه (7\195)، كلهم من طريق محمد بن إسحاق (مدلّس حسن الحديث) عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن ابن عمر –والله يغفر له– أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار، وهم أهل وثن مع هذا الحي من اليهود، وهم أهل كتاب كانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم. فكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف وذلك استر ما تكون المرأة. فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم. وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحاً (أي ينزعون عنهن الثياب) ويتلذذون منهن مقبلات مدبرات ومستلقيات. فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم (أي من المهاجرين، بعكس قصة ابن عمر) امرأة من الأنصار. فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليه. وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف واحد فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني. فسرى أمرهما فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}. يقول: مقبلات ومدبرات بعد أن يكون في الفرج، وإنما كانت من قبل دبرها في قبلها. زاد الطبراني قال ابن عباس: «قال ابن عمر: في دبرها. فأوهم ابن عمر، والله يغفر له. وإنما كان الحديث على هذا».
أقول: هذا إسنادٌ ضعيفٌ –ليس بالحسن– بسبب عنعنة محمد بن إسحاق. وما زعمه البيهقي من أن عبد الرحمن بن محمد المحاربي رواه عن ابن إسحاق بالتحديث فلا يصح. فإن المحاربي هذا مدلّسٌ وقد عنعن. وقد رواه الطبراني عنه بالعنعنة أيضاً عن ابن إسحاق وليس بالتحديث! أما المتن الذي أخرجه الحاكم (2\307) فليس فيه ذكر ابن عمر أصلاً. ولذلك ذكر البيهقي الإسناد ولم يذكر المتن، لأنه يعلم أنه حجة عليه وليس له.(1/3873)
وقد روى أبو يعلى وابن مردويه في تفسيره، وابن جرير الطبري (2\395) والطحاوي (3\40) من طرق، عن هشام بن سعد (حسن الحديث)، عن زيد بن أسلم (ثقة)، عن عطاء بن يسار (ثقة)، عن أبي سعيد الخدري: «أن رجلا أصاب امرأة في دبرها، فأنكر الناس ذلك عليه، وقالوا: أثفرها. فأنزل الله عز وجل {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}». مع اختلاف يسيرٍ في اللفظ دون المعنى.
أقول: هذا حديث حسن من رواية هشام بن سعد، وهو أحسن حالاً من محمد بن إسحاق صاحب الحديث الذي وهّم به ابن عباس ابن عمر. ونحن لا نحتج أصلاً بالحديث الحسن ولا بالضعيف، فلا نقبل لا هذا ولا ذاك. ولكن من كان يقبل بالحديث الحسن فيلزمه الاحتجاج بهذا الحديث من بابٍ أولى من الحديث الأول، لأنه ليس فيه مدلّس كما حال الأول. قال ابن حجر: «وهذا السبب في نزول هذه الآية مشهور. وكأن حديث أبي سعيد لم يبلغ ابن عباس، وبلغه حديث ابن عمر فوهَّمّه فيه».
وهذا التوهيم يُشَكُّ في صدوره من ابن عباس. إذ هو يعلم أنه ليس من حقه النفي ما لم يعلم يقيناً بالواقعة، والأمر مشكوك فيه بالنسبة لابن عباس لصغر سنه. فقد مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عباس عمره ثلاث عشرة سنوات كما في الإصابة (4\141)، فكان عمره أصغر عند نزول الآية. وهذا عمرٌ لا يساعد على حضور الواقعة، فلا بد من وجود واسطة لشهود الحدث وهو لم يذكر تلك الواسطة. لكن معنى الآية في اللغة يشهد لابن عباس - رضي الله عنه -.
---
(1/3874)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لأول مرة على الانترنت : كتاب "صراع مع الملاحدة حتى العظم" عبد الرحمن حسن حبنكة
---
لأول مرة على الانترنت : كتاب "صراع مع الملاحدة حتى العظم" عبد الرحمن حسن حبنكة
---
الجندى
05-02-2006, 08:38 AM
كتاب "صراع مع الملاحدة حتى العظم" للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميدانى ، وهو يطرح على الانترنت لأول مرة
رابط التحميل :
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.p...1&postcount=15
وهذا رابط للاطلاع على مقتطفات من الكتاب :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5210
---
(1/3875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > عمل نسخة احتياطية لقاعدة بيانات و ملفات الملتقى.
---
عمل نسخة احتياطية لقاعدة بيانات و ملفات الملتقى.
---
ناصر
08-13-2006, 03:25 PM
الرجاء قراءة هذه (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78894) أولا, ثم مشاهدة كيفية تطبيق ذلك هنا (http://sibername.com/support/tutorials/cpanel_x2/cpanel_xv2_backup.htm).
و السلام عليكم.
---
(1/3876)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الى كل من يجلس أمام الكمبيوتر كثيرا
---
الى كل من يجلس أمام الكمبيوتر كثيرا
---
سامي عبدالعزيز
04-30-2006, 08:00 PM
1-الإكثار من شرب السوائل حتى الليترين يوميا.
2-عدم الجلوس في غرفة مليئة بالغبار والدخان.
3-لا تقترب كثيرآ من الشاشة المونيتور(يجب أن تكون الشاشة بعيدة عن العين بمالا يقل عن 60 سم)
4-إجلس بوضعية لا تجهد العين (حيث يكون راسك أعلى من مستوى شاشة الكمبيوتر).
5-أعط لنفسك إستراحة لمدة 10 دقائق كل ساعة وأنظر إلى النافذة أو الكنب أو الثلاجة أو أي شيء آخر مريح بعيد عن الوان الكمبيوتر الحادة أو الصاخبة.
6-يساعد الغمز عدة مرات في الساعة عضلات الجفون على الاسترخاء.
7-تأكد من أن الإنارة في الغرفة كافية.
8-عدم التحديق لفترة طويلة دون تغميض(يجب أن يكون مرة كل خمس ثوان).
9-تأكد من نظافة الشاشة دائمآ.
---
(1/3877)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > للأخوات : دورة في متن ثلاثة الأصول
---
للأخوات : دورة في متن ثلاثة الأصول
---
أم اليمان
01-16-2007, 05:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه , حمداً كثيرًا طيبًا مباركًا فيه, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
أما بعد،
فإنه يسر ملتقى طالبات العلم أن يقيم دورة في
" شرح متن ثلاثة الأصول "
وذلك تحت إشراف ومتابعة فضيلة الشيخ / سليمان بن محمد اللهيميد - حفظه الله -
حيث سيكون ولله الحمد بإمكان الطالبة الاستماع لشرح الشيخ - حفظه الله - مباشرة، وذلك عن طريق القاعة الصوتية التابعة للملتقى ، وسؤال فضيلته عما تحتاجه من أسئلة حول هذا المتن.
موعد دروس الدورة :
يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت مكة،
بحيث يكون يوم الاثنين بتاريخ 26/ ذي الحجة/1427هـ الموافق: 15/ 1/ 2007م هو بداية شرح المتن
بإذن الله تعالى
~ للاشتراك في الدورة والتسجيل الرجاء الضغط هنا (http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=1818) ~
http://www.t-elm.net/moltaqa/images/adv/dawraa.gif
(http://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=1818)
همسة :
أخيتي الحبيبة .. شدِّي الوثاق .. وضعي يدكِ في أيدينا .. فقد انتفض القلب وحنَّ للتفقّه بدين الله تعالى .. قد تاق لأنوار العلم تضيء له الطريق .. قد حمحمت خيول الهمّة .. وسمعت لصهيلها أصداء..
يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به بَدَلا = فقَدْ ظَفَرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ
وقَدِّسِ العِلمَ واعْرِفْ قَدْرَ حُرْمَتِهِ = فِي القَوْلِ والفِعْلِ والآدابَ فَالْتَزِمِ(1/3878)
واجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَهُ = لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ
والنِّيَّةَ اجْعَلْ لِوَجْهِ اللهِ خالصَةً = إنَّ البِناءَ بدونِ الأصْلِ لَمْ يَقُمِ
نسأل الله أن يوفقنا وأن يرزقنا وإياكن العلم النافع والعمل الصالح
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
(1/3879)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إن بعض الظن إثم
---
إن بعض الظن إثم
---
أبو عاتكة
06-11-2004, 05:11 AM
أشكل علي أيها الفضلاء في قوله تعالى{... إن بعض الظن إثم....} كون الظن متعلق بشيء ذهني أو قلبي - حسب تصوري للظن - ومن المعلوم أن المسلم ليس مؤاخذ مالم يعمل أو يتحدث
---
أبو عاتكة
06-19-2004, 09:04 AM
هل من مجيب ؟
---
سليمان داود
06-19-2004, 01:40 PM
إن بعض الظن إثم
نعم يا أخي فليس كل الظن إثم بل بعضه؟؟؟؟
وهذا ماتعنيه الآية الكريمة؟؟؟
وسأورد لك بعض الظن الذي ورد في القرآن وليس عليه إثم
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ(24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ(25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ(26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ(27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ(28)
سورة القيامة
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا(12)سورة الجن
وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ(48) فصلت
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ .(24)ص
وهناك الكثير من الآيات أيضا
وكذلك هناك أمثله لسوء الظن وأيضا كثيرة منها مثلا
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ(39) القصص(1/3880)
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا(6 ) الفتح
بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا(12)الفتح
إذا الشواهد كثيرة على كلتا الحالتين
ومعنى بعض لا تعني كل ؟؟؟؟والظن الذي يعاقب عليه الله هو ظن السوء بالله؟؟
أما أن تفكر بذنب ---تهم به—ولاتقوم به فلا يؤاخذنا الله عليه
وهو يختلف عن الظن الذي ورد في الآية الكريمة إن بعض الظن إثم
أما الوسوسة وما تحدث فيها النفس فقد تحدث عنها الباري بقوله في سورة البقرة :
لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(البقرة284)
عند نزول هذه الآية خاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله
لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ماكتسبت
فنسخت الآية السابقة
هذا والله أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
06-24-2004, 05:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في شرح النووي على صحيح مسلم : ( قوله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والظن ; فإن الظن أكذب الحديث )(1/3881)
المراد النهي عن ظن السوء . قال الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس ; فإن ذلك لا يملك . ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه , ويستقر في قلبه , دون ما يعرض في القلب , ولا يستقر ; فإن هذا لا يكلف به كما سبق في حديث " تجاوز الله تعالى عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم أو تعمد " وسبق تأويله على الخواطر التي لا تستقر - ونقل القاضي عن سفيان أنه قال : الظن الذي يأثم به هو ما ظنه وتكلم به , فإن لم يتكلم لم يأثم . قال : وقال بعضهم : يحتمل أن المراد الحكم في الشرع بظن مجرد من غير بناء على أصل ولا نظر واستدلال , وهذا ضعيف أو باطل , والصواب الأول .)
وقال في موضع آخر من نفس المرجع : ( وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به ) وفي الحديث الآخر : ( إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوا عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة , وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا ) وفي الحديث الآخر : ( في الحسنة إلى سبعمائة ضعف ) وفي الآخر : ( في السيئة إنما تركها من جراي ) فقال الإمام المازري رحمه الله : مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب أن من عزم على المعصية بقلبه , ووطن نفسه عليها , أثم في اعتقاده وعزمه , ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية , وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار , ويسمى هذا هما ويفرق بين الهم والعزم .(1/3882)
هذا مذهب القاضي أبي بكر , وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث . قال القاضي عياض - رحمه الله - : عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب , لكنهم قالوا : إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة . لكن نفس الإصرار والعزم معصية فتكتب معصية فإذا عملها كتبت معصية ثانية , فإن تركها خشية لله تعالى كتبت حسنة كما في الحديث : " إنما تركها من جراي " فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه حسنة . فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها , ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم .
وذكر بعض المتكلمين خلافا فيما إذا تركها لغير خوف الله تعالى , بل لخوف الناس . هل تكتب حسنة ؟ قال : لا لأنه إنما حمله على تركها الحياء . وهذا ضعيف لا وجه له . هذا آخر كلام القاضي وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه , وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ومن ذلك قوله تعالى : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم } الآية وقوله تعالى : { اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم } والآيات في هذا كثيرة . وقد تظاهرت نصوص الشرع وإجماع العلماء على تحريم الحسد واحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم وغير ذلك من أعمال القلوب وعزمها والله أعلم .)
وقال ابن حجر في الفتح :
( قوله : ( إياكم والظن )
قال الخطابي وغيره ليس المراد ترك العمل بالظن الذي تناط به الأحكام غالبا , بل المراد ترك تحقيق الظن الذي يضر بالمظنون به , وكذا ما يقع في القلب بغير دليل , وذلك أن أوائل الظنون إنما هي خواطر لا يمكن دفعها , وما لا يقدر عليه لا يكلف به , ويؤيده حديث " تجاوز الله للأمة عما حدثت به أنفسها " وقد تقدم شرحه .(1/3883)
وقال القرطبي : المراد بالظن هنا التهمة التي لا سبب لها كمن يتهم رجلا بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها , ولذلك عطف عليه قوله " ولا تجسسوا " وذلك أن الشخص يقع له خاطر التهمة فيريد أن يتحقق فيتجسس ويبحث ويستمع , فنهى عن ذلك , وهذا الحديث يوافق قوله تعالى ( اجتنبوا كثيرا من الظن , إن بعض الظن إثم , ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ) فدل سياق الآية على الأمر بصون عرض المسلم غاية الصيانة لتقدم النهي عن الخوض فيه بالظن , فإن قال الظان أبحث لأتحقق , قيل له ( ولا تجسسوا ) فإن قال تحققت من غير تجسس قيل له ( ولا يغتب بعضكم بعضا )
وقال عياض : استدل بالحديث قوم على منع العمل في الأحكام بالاجتهاد والرأي , وحمله المحققون على ظن مجرد عن الدليل ليس مبنيا على أصل ولا تحقيق نظر .
وقال النووي : ليس المراد في الحديث بالظن ما يتعلق بالاجتهاد الذي يتعلق بالأحكام أصلا , بل الاستدلال به لذلك ضعيف أو باطل . وتعقب بأن ضعفه ظاهر وأما بطلانه فلا , فإن اللفظ صالح لذلك , ولا سيما إن حمل على ما ذكره القاضي عياض وقد قربه في " المفهم " وقال : الظن الشرعي الذي هو تغليب أحد الجانبين أو هو بمعنى اليقين ليس مرادا من الحديث ولا من الآية . فلا يلتفت لمن استدل بذلك على إنكار الظن الشرعي .
.....
وأما وصف الظن بكونه أكذب الحديث , مع أن تعمد الكذب الذي لا يستند إلى ظن أصلا أشد من الأمر الذي يستند إلى الظن , فللإشارة إلى أن الظن المنهي عنه هو الذي لا يستند إلى شيء يجوز الاعتماد عليه فيعتمد عليه ويجعل أصلا ويجزم به , فيكون الجازم به كاذبا ; وإنما صار أشد من الكاذب ; لأن الكذب في أصله مستقبح مستغنى عن ذمه , بخلاف هذا فإن صاحبه بزعمه مستند إلى شيء فوصف بكونه أشد الكذب مبالغة في ذمه والتنفير منه , وإشارة إلى أن الاغترار به أكثر من الكذب المحض لخفائه غالبا ووضوح الكذب المحض .
قوله : ( فإن الظن أكذب الحديث )(1/3884)
قد استشكل تسمية الظن حديثا , وأجيب بأن المراد عدم مطابقة الواقع سواء كان قولا أو فعلا , ويحتمل أن يكون المراد ما ينشأ عن الظن فوصف الظن به مجازا .)انتهى كلام ابن حجر باختصار .
ولعل في هذه النقول ما يزيل الإشكال .
---
أبو عاتكة
06-24-2004, 02:19 PM
نعم زال الإشكال . جزاكم الله خيرا
---
(1/3885)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحببت أيها الأخوة أن استفسر
---
أحببت أيها الأخوة أن استفسر
---
احمد بن عبدالرحمن
03-02-2007, 04:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أحببت أيها الأخوة أن استفسر عن المراد بقولنا وجوه الترجيح ، هل هي بنفس معنى قواعد الترجيح أم تحمل معنى آخر...
واذا كانت تحمل معنى آخر، فما المراد بها؟
جزاكم الله خيرا
---
د.خضر
03-03-2007, 11:29 AM
قلت: ثمت فرق بين وجوه الترجيح وقواعد الترجيح من حيث أن قواعد الترجيح قواعد كلية ولكل قاعدة وجوهها ، وخذ
مثالا على ذلك:
الترجيح بالقرآن أو الترجيح بالسنة أو الترجيح بالإجماع أو ... هذه قواعد أصيله في الترجيح و لكل قاعدة وجوهها
المتفرعة عنها وعناصرها، فالترجيح بقاعدة القرآن التي تنتظم: أسباب النزول، والنظائر القرآنية ...........ووجه ذلك
الآيات القرآنية .
والترجيح بالسنة قاعدة ، يتفرع عنها فروع : الترجيح بالسنة القولية المفسِّرة أوالسنة العملية .... ووجه ذلك : الأحاديث
الصحيحة الصالحة كدليل على القاعدة وما تفرَّع عنها. وللعلماء أقوال متعددة في ذلك بحسب تحليل كلمة قاعدة ووجه
وفي ذلك مؤلفات يرجع إليها والله أعلم.
---
احمد بن عبدالرحمن
03-04-2007, 12:52 PM
جزاك الله خيرا يادكتور خضر
الحقيقة ماقصدت بسؤالي تحديدا هو مايتعلق بترجيحات بعض المفسرين فإننا نراه يستخدم في ترجيحه قواعد ترجيحيه يصرح به أحيانا ا وأحيانا تفهم من سياق كلامه في تفسيره...
سؤالي هل لنا أن نطلق على هذه القواعد الترجيحيه للمفسر أنها قواعد ترجيح فنقول عند التحدث عنها: قواعد الترجيح عند المفسر فلان هي كذا وكذا أم أننا نقول وجوه الترجيح عند المفسر فلان هي كذا وكذا
وأحسن الله أليك
---
إبراهيم الحميضي
03-04-2007, 07:23 PM(1/3886)
قواعد الترجيح ووجوهه ليس بينها فرق واضح عند التأمل , فالمراد بها الضوابط التي يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال , وهي أدلة الترجيح وأسبابه ,. وانظر في معنى قواعد ووجوه الترجيح : مقدمة تفسير ابن جزي 1/12 , وقواعد الترجيح عند المفسرين ص39 .
---
د.خضر
03-06-2007, 02:56 PM
تقول ياأخي الحبيب :
هل لنا أن نقول : قواعد الترجيح عند المفسر فلان كذا وكذا ؟
قلت: نعم لك أن تقول ذلك وهو صواب إن شاء الله تعالى.
---
(1/3887)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استفسار عن المكتبة الشاملة
---
استفسار عن المكتبة الشاملة
---
ابن الجزيرة
09-16-2006, 09:40 AM
عندي نسخة من المكتبة الشاملة التي خدمتنا كثيراً في البحث نسأل الله أن يجزي كل من بذل جهداً فيها خير الجزاء فلهم معروف علينا لكن السؤال هو : هل خرج نسخة أخرى غير الثانية ؟
حيث ينقصها بعض الأمور كبيانات بطاقات الكتب.
---
جمال أبو حسان
09-16-2006, 02:46 PM
الاصدار الجديد في ثلاثة سيديهات وفيه الخدمة المقصودة
---
ابن الجزيرة
09-17-2006, 11:55 AM
شكراً لتجاوبك د . جمال ، وكيف يمكن الحصول على هذه السيديهات .
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:08 PM
شكراً لتجاوبك د . جمال ، وكيف يمكن الحصول على هذه السيديهات .
كيف يمكن الحصول عليها جزاكم الله خيرا...
---
جمال أبو حسان
09-18-2006, 12:03 PM
هي عندنا في الاردن تباع بسهولة ويسر واما عندكم فلا ادري كيف يتم الامر
---
(1/3888)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > غانم قدوري الحمد ودراساته التجديدية في علم التجويد
---
غانم قدوري الحمد ودراساته التجديدية في علم التجويد
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2003, 02:53 PM
درجنا منذ بدأنا في تعلم التجويد على النظر في الكتب المختصرة اختصاراً شديداً أمثال (البرهان في تجويد القرآن) لمحمد الصادق قمحاوي ، وظل هذا الكتاب الصغير مرجعاً للطلاب حتى نهاية المرحلة الجامعية ولا يزال ؛ مما جعل الطلاب لا يعرفون تاريخ علم التجويد ، ولا كيف نشأ كعلم مستقلٍ خادمٍ للقرآن الكريم ، ولا الطريقة الصحيحة في تعلم التجويد ، وما هي الموضوعات التي يحسن بالمعلم أن يبدأ بها ونحو ذلك . ومضت على ذلك سنون ، لانكاد نعرف مؤلفاً في التجويد غير هذه الكتب المتأخرة ، وقليل من كتب ابن الجزري رحمه الله.
وفي السنوات الأخيرة أخذ الدكتور غانم قدوري الحمد البغدادي على عاتقه إخراج كنوز علم التجويد ، وتحقيقها ، ودراسة تاريخ هذا العلم في بحوث متفرقة بعضها كتاب قائم برأسه ، وبعضها بحوث متفرقة في مجلات علمية ، جمعت بعد ذلك في كتاب ، فجدد هذا العلم للدارسين ، ووضح معالم نشأة هذا العلم بدراسة متأنية صابرة جادة. أتت بجديد ، وأماطت اللثام عن كثير من المؤلفات القيمة التي ظلت حبيسة في خزائن المخطوطات دهراً كريتاً.
والدكتور غانم من القلائل الذين آخذ نفسي ، وأنصح إخواني بقراءة كتبهم وبحوثهم وتحقيقاتهم لما فيها من الجدة والعمق العلمي.
مؤلفات الدكتور غانم الحمد :
رسم المصحف- دراسة لغوية تاريخية وقد طبع هذا الكتاب عام 1402هـ ونشرته اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري ببغداد العراق.(1/3889)
وهذا الكتاب يعد أنفس دراسة كتبت في بابه ، حيث يقع هذا الكتاب في ما يزيد على ثمانمائة صفحة. تعرض فيه لكل ما يتعلق برسم المصحف من مسائل ، وقد استوعب الدراسات السابقة وأفاد منها إفادة جيدة ، وكل من أتى بعده وقرأ كتابه فهو يدور في فلكه. وهذا الكتاب كان في أصله أطروحة نال بها درجة الماجستير في اللغة العربية من قسم اللغة العربية بكلية دار العلوم بالقاهرة ، وقد أشرف عليه الدكتور عبدالصبور شاهين حفظه الله.
الدراسات الصوتية عند علماء التجويد وقد طبع هذا الكتاب عام 1406هـ ببغداد ، وهو رسالة دكتوراه تقدم بها لكلية الآداب بجامعة بغداد ، وحصل عليها عام 1405هـ وهو من أعمق الدراسات في هذا الباب وله حديث قادم إن شاء الله في ملتقى أهل التفسير.
أبحاث في علم التجويد وهو عبارة عن عدد من البحوث القيمة التي نشرها الدكتور غانم في مجلات علمية قديماً ، ثم قام بجمعها بعد ذلك في هذا الكتاب وهذه الأبحاث قيمة ولعله يكون لهذا الملتقى دور في إبراز هذه البحوث.
محاضرات في علوم القرآن وقد صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى سنة 1401هـ ببغداد ، ثم طبعته دار عمار بعمان الأردن ، عام 1423هـ. وهذا الكتاب في أصله محاضرات ألقيت على طلبة كلية الشريعة. وهو يقول إنه ألفه لغير المتخصصين ، وقد حرص فيه على سهولة العبارة ، ووضوح التعبير ، مع عدم التفريط بمتطلبات البحث العلمي الجاد ، من الاعتماد على المصادر الأصلية ، والمنهجية الموضوعية التي تقرر الحقائق من خلال الأدلة والنصوص الموثقة.
وأعتبر هذا الكتاب من أفضل ما قرأت في كتب علوم القرآن على كثرتها ، لتوثيقه ، وجديته ، وترتيبه المنطقي البديع حيث قسم الكتاب إلى أربعة أقسام هي :
الأول : نزول القرآن الكريم.
الثاني : تدوين القرآن الكريم.
الثالث : قراءة القرآن الكريم.
الرابع: تفسير القرآن الكريم.(1/3890)
تحقيق كتاب (الجامع لما يحتاج إليه من رسم المصحف) لابن وثيق الأندلسي المتوفى سنة 654هـ . وقد طبع بمطبعة العاني ببغداد ، ونشرته دار الأنبار عام 1408هـ ، وقد جمع كتاب ابن وثيق خلاصة عدد من موضوعات تاريخ القرآن ، كل موضوع كتبت فيه كتب مستقلة ، مثل علم رسم المصحف، وعلم النقط أو الضبط ، وعلم العدد.
دراسة وتحقيق كتاب (التحديد في الإتقان والتجويد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني الأندلسي رحمه الله المتوفى سنة 444هـ. وقد طبع هذا الكتاب عام 1421هـ بدار عمار بالأردن. وهذا الكتاب من الكتب الرائدة في علم التجويد ، وهو (يقدم مثالاً للدرس الصوتي العربي القديم لم يألفه المشتغلون اليوم بعلم التجويد ، ولم يطلع عليه دارسوا الأصوات العربية من قبل ، وسوف يكون هذا الكتاب نافعاً لكلا الفريقين ، فالمشتغلون بعلم التجويد يجدون فيه ما يسعفهم في تيسير تعليم النطق العربي الفصيح ، ودارسو الأصوات العربية يجدون فيه مباحث جديدة في دراسة الأصوات العربية). والمادة التي تضمنها هذا الكتاب مادة ممتازة وأصيلة غطت دراسة الأصوات العربية دراسةً علمية تشمل : مخارج الأصوات وصفاتها – والأحكام الناشئة عن التركيب – والتأكيد على رياضة الللسان بذلك.
وخذ هذا المثال على براعة الداني وريادته للعلماء في كتابه هذا ، فقد قال في كتابه هذا مشيراً إلى ضرورة المران على التجويد والحرص على التدريب المستمر عليه وإلا فإنه سينسى :(وليس بين التجويد وتركه ، إلا رياضة من تدبره بفكه). فقد نقل ابن الجزري هذا النص عن الداني في كتابيه (التمهيد) و(النشر). بل وضمنه منظومته في التجويد الشهيرة بالمقدمة، حيث قال مشيراً إلى علم التجويد:
وَلَيسَ بَينهُ وبَيْنَ تَركهِ ** إِلاَّ رِيَاضةُ امرئٍ بِفَكِّهِ
والنصوص التي نقلها العلماء عن هذا الكتاب كثيرة جداً.(1/3891)
تحقيق كتاب (الموضح في التجويد) لعبدالوهاب بن محمد القرطبي المتوفى سنة 461هـ رحمه الله. وقد كان هذا الكتاب النفيس مجهولاً تماماً عند معظم العلماء السابقين والمعاصرين ، وهذا الكتاب (قد تضمن دراسة عميقة شاملة لأصوات اللغة العربية ، وفق منهج واضح محدد ، وهو أمر لم يتحقق في كتاب سابق أو لاحق ، قديم أو حديث ، بالصورة التي تحقق بها في هذا الكتاب).
تحقيق (رسالتين في تجويد القرآن)لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي . وهو كتاب صغير الحجم ، طبعته دار عمار بالأردن عام 1421هـ . وهاتان الرسالتان للسعيدي رحمه الله هما (كتاب التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي) وهو رسالة تحدث فيها السعيدي عن اللحن ، وقسمه إلى جلي وخفي ، وعن تجويد ألفاظ سورة الفاتحة ، وعن نطق الواو والياء ، منفردين أو مجتمعين ، ثم تحدث عن قريب من عشرين صورة نطقية ينبغي لقارئ القرآن أن يتحفظ عند النطق بها ، خشية الوقوع في اللحن في قراءة القرآن الكريم.
والرسالة الثانية هي (كتاب اختلاف القراء في اللام والنون) وقد عالج فيها السعيدي قضيتين :
الأولى : تفخيم اللام وترقيقها في العربية.
والثانية : حكم النون الساكنة قبل سائر حروف المعجم.
وا لرسالة تتحدث عن اللام والنون وهما (من الأصوات التي شغلت حيزاً في الدراسات الصوتية العربية ، عند علماء العربية وعلماء التجويد ، وكان أبو الحسن السعيدي قد أفرد أحكام نطق اللام والنون برسالة مستقلة ، بين فيها مذاهب العرب ، وقرأء القرآن في تقطهمت ، مع التعليل الصوتي لتلك المذاهب).
والسعيدي توفي في حدود الأربعمائة هجرية.
وقد سبق أن نشر هذا الرسالة في مجلة الحكمة العدد الثامن من ص 241 - 253 ،
وأرجو أن أكون بهذا العرض السريع لكتب الدكتور غانم قدوري الحمد قد حركت النفوس لقراءة كتب هذا المحقق ، ومراجعة مناهج التجويد بناء على ما حققه وكتبه هذا الرجل في كتبه وتحقيقاته البديعة.(1/3892)
وأرجو بإذن الله أن نتناول في المستقبل بعضاً من أهم بحوثه للمدارسة والمناقشة في ملتقى أهل التفسير.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وأرجو من الأعضاء إضافة ما لديهم من معلومات حول هذا الموضوع
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2003, 10:38 AM
إضافة لما سبق من جهود للدكتور غانم الحمد وقعت على بعض الكتب التي حققها ، والبحوث التي نشرها في مجلة الحكمة فأحببت الإشارة إليها هنا ليعم النفع.
فمن الكتاب التي وجدتها له - وكنت قد أعرضت عن شراءه لوجود تحقيق آخر لغيره لهذا الكتاب - كتاب :
1- التمهيد في علم التجويد : للإمام شمس الدين أبي الخير محمد بن الجزري رحمه الله المتوفى سنة 833هـ .
وهذا الكتاب قد حققه الدكتور علي البواب عام 1405 ، وطبعته مكتبة المعارف.
وكان قد حققه الدكتور غانم قدوري الحمد عام 1403هـ ، ولم أطلع عليه إلا في طبعته الأولى لمؤسسة الرسالة عام 1421هـ.
والذي يبدو لي أن أحداً من المحققين الكريمين لم يطلع على تحقيق الآخر ، وقد دفعهما إلى تحقيقه هدف واحد ، هو خدمة علم التجويد والأصوات ، والأهمية التي يتميز بها الكتاب.
وقد اعتمدا على نسخ مخطوطة مشتركة ، واختلف كل منهما عن الآخر في مخطوطة. ولكنهما اتفقا في النسخ المعتمدة في التحقيق ، بالإضافة إلى النسخة المطبوعة (قبل خمسة وسبعين عاماً) كما يقول غانم الحمد ، و(قبل ثمانين عاماً) كما يقول الدكتور علي البواب. مما يدل على سبق الدكتور غانم وفقه الله.
وتحقيق الدكتور غانم الحمد للكتاب أقرب إلى روح التجويد وعلم الصوتيات ، لما لبعض ملاحظاته وإشاراته من النفع والفائدة. مع اشتراكه مع الدكتور البواب في ملء الحواشي بفروق النسخ وقد أجادا في ذلك جزاهما الله خيراً. والكتاب من الشهرة بمكان عند علماء الفن ، فلا داعي للإطالة بالحديث عنه.
- ومن البحوث المنشورة للدكتور غانم الحمد والتي اطلعت عليها :
- بحث بعنوان كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان لابن الأنباري:(1/3893)
وقد نشره في مجلة الحكمة في عددها التاسع من ص 223- ص 240 ، وقد بسط البحث في هذا الموضوع في أربعة مباحث :
الأول : المقصود بمصحف عثمان.
الثاني : قصة مخالفة مصحف عثمان.
الثالث : جهود ابن الأنباري في علوم القرآن ، مع اعتناء خاص بكتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان).
الرابع : نصوص من كتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان) عرض وتحليل.
والبحث ممتع ، والعودة إليه نافعة إن شاء الله ، وبحسبي هنا الإشارة.
وهناك بحوث أخرى له في مجلة الحكمة سأتحدث عنها لا حقاً إن شاء الله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، ويسعدني مشاركة الزملاء وفقهم الله.
---
أبو بيان
05-08-2003, 12:54 AM
* مما وقفت عليه من مؤلفاته وتحقيقاته - حفظه الله - :
- بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء وإيضاح الأدوات التي بني عليها الإقراء –لابن البنا- , مجلة معهد المخطوطات العربية - تابع لجامعة الدول العربية - الكويت مجلد 31 .
- التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي - لأبي الحسين علي بن جعفر الرازي السعيدي - , مجلة المجمع العلمي العراقي
مج36 ج2 , بغداد .
- الكتابة العربية , الحكمة , عدد 10 . ( تأليف ) .
- الخط العربي , الحكمة , 12 . ( تأليف ) .
- مناهج العلماء في دراسة إعجاز القرآن , الحكمة , 18 . ( تأليف ) .
- كتاب اختلاف القراء في اللام والنون / للسعيدي , الحكمة , 8 .
- كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان / لابن الأنباري , الحكمة , 9 .
وأكثرها ذكره الأخ الفاضل عبد الرحمن في مقاله , ولكنها هنا في مواضعها الأولى من المجلات العلمية , وبعض المقالات خرج بعد ذلك في كتاب .
وأعتذر لأخي عبد الرحمن - حفظه الله - على هذا التطفل , ولكن هذه المواضع كانت مجموعة عندي وبين يدي فآثرت ذكرها جملة واحدة , وإن لم يكن فيها مزيد على ما ذكرتم .
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2003, 05:45 PM
ومن تحقيقات الدكتور غانم وفقه الله :
1- كتاب الخط(1/3894)
من تأليف أبي القاسم عبدالرحمن بن إسحاق الزجاجي المتوفى سنة 311هـ .
وقد طبع هذا الكتاب في دار عمار بالأردن عام 1421هـ .
موضوع الكتاب :
اشتهر قول الزجاجي رحمه الله في كتابه النحوي الشهير (الجمل) عند حديثه عن الأفعال المهموزة:(وقد ذكرت عامتها في كتاب الهجاء).
ولم يشر أحد من المتقدمين ممن ترجم للزجاجي إلى أنه ألف كتاباً في الهجاء. غير أن المحقق ترجح لديه أن المقصود بكتاب الهجاء ، هو كتاب (الخط) هذا. وفسر اختلاف العنوان باحتمال تغيير النساخ للعنوان ، أو أن كلمة الهجاء في عصر الزجاجي كانت تستعمل في مرادفة لكلمة الخط. ثم رجح المحقق الاحتمال الثاني.
وقد حققه على نسخة واحدة واضحة في غالبها.
والكتاب يعرض قواعد الإملاء العربي في عصر الزجاجي (أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين) ، وكثير من تلك القواعد استقر على ما ذكره المؤلف ، وغيره من العلماء المتقدمين ، لكن بعض تلك القواعد قد تطور خلال القرون ، فحاول المحقق أن يشير في الحواشي إلى ذلك ، مستنداً إلى ما كتبه العلامة عبدالسلام هارون في كتاب الإملاء.
والكتاب صغير الحجم ، عدد صفحاته مع المقدمات والفهارس 70 صفحة.
*******
2- بيان العيوب التي يجب أن يجتنبها القراء.
تأليف أبي علي الحسن بن أحمد بن البناء. المولود ببغداد سنة 396هـ والمتوفى سنة 471هـ.
وقد نشر هذا الكتاب القيم أولاً في مجلة معهد المخطوطات العربية سنة 1407هـ في المجلد الحادي والثلاثين ، الجزء الأول من ص 7-58 . ثم طبع طبعة مستقلة في دار عمار بالأردن سنة 1421هـ مع زيادات كثيرة على نشرته الأولى ، ولا سيما ما يتعلق بترجمة المصنف.
موضوع الكتاب:(1/3895)
يتناول هذا الكتاب موضوع عيوب النطق ، أو أمراض الكلام. وهو لا يقتصر على بيان الانحرافات النطقية في الأصوات ، والعجز عن أدائها ، وبيان كيفية علاجها ، بل يتجاوز ذلك إلى معالجة موضوعات أخرى تتعلق بكيفيات الأداء ، كالحدر والترتيل ، والمخافتة ورفع الصوت ، وبيان العادات الذميمة المتعلقة بالهيئات والجوارح ، مع توضيح معايب النطق الخاصة ببعض الأصوات مما لا يدخل في باب أمراض الكلام بقدر ما يتعلق بمراعاة القارئ لمخارج الحروف وصفاتها وأحكامها عند ائتلافها.
وكتاب (بيان العيوب) هذا من الكتب النادرة في العربية التي عالجت هذا الموضوع ، حتى إنه كان يظن أن اللغة العربية لم تعرف مثل هذا النوع من الدراسة ، وأنه لم يوضع كتاب يعالج هذا الموضوع فيها إلا في العصر الحديث ، بعد الاتصال بالدراسات الحديثة عند الغربيين ، وقد عبر عن هذا الموقف الدكتور مصطفى فهمي ، مؤلف كتاب (أمراض الكلام). حيث زعم أن المكتبة العربية تخلو تماماً من مؤلف يسد هذا النقص الحاد!!
مع العلم أن كتاب ابن البناء هذا ليس هو الكتاب الوحيد الذي عالج هذه القضية في التاريخ الإسلامي.
********
3- كتاب الجمع والتوجيه لما انفرد بقراءته يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري المتوفى سنة 205هـ
تأليف / أبي الحسن شريح بن محمد الرعيني الإشبيلي الأندلسي المتوفى سنة 539هـ.
وهذا الكتاب نشره الحمد أول مرة في مجلة المورد العراقية ، المجلد السابع عشر ، العدد الرابع سنة 1409هـ.
ثم نشر مستقلاً في دار عمار بالأردن عام 1420هـ.
موضوع الكتاب :
يندرج كتاب (الجمع والتوجيه) للرعيني تحت كتب توجيه وتعليل القراءات ، فهو يبحث في توجيه وتعليل القراءات التي انفرد بها يعقوب الحضرمي ، ولم يقرأ بها واحد من القراء السبعة المشهورين.
ويغلب على الكتاب طابع الدراسة اللغوية والنحوية ، فاللغة والنحو ومذاهب العرب فيهما هما أهم وسائل العلماء في الاحتجاج للقراءات القرآنية.(1/3896)
وقد درس المحقق منهج المؤلف في الكتاب وعرف به وبيعقوب تعريفاً جيداً.
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2003, 05:49 PM
ومن دراسات الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله.
- مناهج العلماء في دراسة إعجاز القرآن - عرض ومناقشة
وهو بحث تقدم به الدكتور غانم قدوري الحمد للمؤتمر الأول للإعجاز القرآني بمدينة السلام بغداد ، في رمضان عام 1410هـ .
وقد نشر البحث بعد ذلك مستقلاً ، ونشر كذلك ضمن كتاب الإعجاز القرآني الذي طبعته وزارة الأوقاف العراقية.
---
ناصر بن عبدالله الدرعاني
10-26-2003, 11:19 PM
وكتاب
البيان في عدّ آي القرءان للداني
نشر عام 1414 بمركز المخطوطات والتراث والوثائق الكويتي في 372 صحيفة ..
---
عبدالرحمن الشهري
10-16-2004, 02:54 AM
ومن بحوث الدكتور غانم الحمد النافعة كذلك :
- بحث ماتع بعنوان :(موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة) . وقد نشر هذا البحث في مجلة المورد العراقية - المجلد الخامس عشر - العدد الرابع 1407هـ - 1986م. وقد وازن فيه بين رسم المصحف العثماني والنقوش العربية الجاهلية والإسلامية وخلص إلى أن رسم المصحف العثماني ما هو إلا الرسم الإملائي للعصر الذي كتب فيه وأن ما في الرسم العثماني من ظواهر الحذف والزيادة ونحوها كانت في إملاء العصر بنقوشه وكتاباته. ثم بقي رسم المصحف على حاله ، في حين تطورت الكتابة الاملائية حتى اليوم.
- ومن تحقيقاته كذلك ، تحقيق كتاب (البديع في معرفة ما رسم في مصحف عثمان ) لابن معاذ الجهني. وذلك في العدد نفسه من مجلة المورد العراقية. وقد قام بتحقيق هذا الكتاب تحقيقاً آخر الدكتور سعود الفنيسان حفظه الله.
وللعلم فهذا العدد من مجلة المورد قد خصص للبحوث والدراسات المتعلقة بالخط العربي وتطوره وجمالياته ، وهو عدد نفيس في بابه بلغ عدد صفحاته 443 صفحة ، فما أحراه بالقراءة والاقتناء !
---
إياد السامرائي
04-09-2005, 03:12 PM(1/3897)
إلى السادة المشرفين والمتصفحين لموقع ملتقى أهل التفسير : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
فلقد اطلعت على نشاطاتكم في هذا الملتقى ، وأعجبني كثيراً ما تقدموه في هذا الملتقى من معلومات خدمة لأهل القرآن ، وبما أني من المعنيين بالقرآن وعلومه أحببت أن تكون لي مشاركة في هذا المجال ولا سيما في الموضوع الذي خصصه الأخ عبد الرحمن الشهري ، للحديث عن جهود الدكتور غانم قدوري الحمد في علم التجويد ، فكما يقال: ( أهل مكة أدرى بشعابها )
فلقد عرفت الدكتور غانم منذ أكثر من سبع سنوات وهو يلقي علينا محاضراته في علوم القرآن ، فاستمال قلوبنا بغزارة علمه وحسن خلقه وحرصه على العلم والتعلم ودرسه الشيق الذي يتميز بجدة معلوماته وآرائه القيمة .
واستمرت الإفادة من علمه في السنوات اللاحقة وهو يدرسنا علم التجويد ، ومن ثم بتدريسنا مادة الأصوات اللغوية في مرحلة الماجستير ، ولازمته واستفدتُ من علمه الكثير ، ولم تنقطع علاقتي به حتى بعد استكمال الدراسة ، فكانت مؤلفاته وتحقيقاته الرصينة تصطف في أدراج مكتبتي ، رفيقي الدائم وأنا أعد لكتابة بحث أو إعداد محاضرة القيها على طلبتي .
لهذا وعرفاناً مني بالجميل أذكر ما فاتكم من مؤلفات وبحوث لم تنشروها في ملتقاكم المبارك هذا ، وأعدكم في القريب بإصدار مؤلف جمعت فيه جملة طيبة من أعلام اللغة والنحو العربي ، تحدثتُ فيه عن حياتهم ومؤلفاتهم وجهودهم في علم العربية ، ومن ضمنهم شيخنا وأستاذنا الدكتور غانم قدوري الحمد .
هذا ولكم الشكر والامتنان .
ما فاتكم من مؤلفات الدكتور :
1- علم التجويد : دراسة صوتية ميسرة ، عدد الصفحات ( 184 ) بغداد 1988م .
2- علم الكتابة العربية ، عدد الصفحات ( 240 ) مخطوط 1992م.
3- الدر المرصوف في وصف مخارج الحروف للموصلي [ تحقيق ] ، عدد الصفحات ( 25 ) بغداد 1986م ، ثم نشر في مجلة الحكمة في لندن العدد الخامس والعشرون .(1/3898)
4- أخلاق حملة القرآن للآجري [ تحقيق ] ،عدد الصفحات ( 132 ) بغداد 1989م.
5- فهرست تصانيف الإمام أبي عمرو الداني ، عدد الصفحات (41 ) الكويت 1990م.
6- التمهيد في معرفة التجويد للعطار ، عدد الصفحات (360 ) دار عمَّار 2000م.
7- أوراق غير منشورة من كتاب المحكم دراسة وتحقيق ، عدد الصفحات ( 62 ) بغداد 1978م.
8- المصوِّتات عند علماء العربية ،عدد الصفحات ( 65 ) بغداد 1979م.
9- علم التجويد نشأته ومعالمه الأولى ، عدد الصفحات ( 60 ) بغداد 1980م.
10- ظاهرة الإعراب في ضوء رسم المصحف ، عدد الصفحات ( 60 ) بغداد 1981م.
11- دراسة في مؤلف التفسير المسمى المباني لنظم المعاني ، عدد الصفحات (23 ) بغداد 1984م.
12- أبو عبيد حياته وجهوده في دراسة القراءات ، عدد الصفحات ( 62 ) بغداد 1986م.
13- اللحن الخفي في الدرس الصوتي العربي ، عدد الصفحات ( 20 ) تكريت 1994م.
14- تكوُّن العربية الفصحى ، عدد الصفحات ( 82 ) عمَّان 1995م.
15- النحو قبل أبي الأسود الدؤلي ، عدد الصفحات (21 ) الحكمة لندن العدد الحادي عشر.
16- أصل القراءات القرآنية بين حقائق التاريخ ودعاوى المبطلين ، عدد الصفحات (20 ) الحكمة لندن العدد عشرون.
17- المدخل إلى علم أصوات العربية ، عدد الصفحات ( 344 ) بغداد 2002م.
إياد سالم صالح السامرائي
مدرس في كلية التربية ـ سامراء / قسم علوم القرآن .
Iyadsalim75@yahoo.com
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2005, 11:39 PM
مرحباً بالأستاذ الكريم إياد السامرائي في ملتقى أهل التفسير ، وشكر الله لكم هذه الإضافة النافعة حول الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ومؤلفاته وبحوثه ، ونرجو أن نرى مؤلفكم حول ترجمته مع بقية إخوانه من العلماء المعاصرين. وفقكم الله وسدد خطاكم.
---
إياد السامرائي
04-10-2005, 10:29 AM(1/3899)
الأخ الأستاذ عبد الرحمن الشهري ، أشكر اهتمامكم الرائع واعدكم في القريب ان شاء الله اني سوف ارسل لكم نبذة عن حياة الشيخ الدكتور غانم ، وذلك في بحث أعده للطباعة ونشره في مجلة الأحمدية عن حياة الدكتور غانم وجهوده في علوم القرآن والتجويد ..... هذا ولكم فائق الشكر والامتنان
---
الإنصاف
04-23-2005, 06:01 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أمابعد :
فاشكر جميع الإخوة على هذه المداخلات المباركة في موضوع الدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله وبارك في علمه وأخص بالذكر الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري وفقه الله
فلقد شدني كثيرا الحديث عن هذا الجندي المجهول ، بل هذا العالم المبارك المتخصص الذي نذر علمه لخدمة كتاب الله عز وجل، وكنت حريصا على أن أشارك بمعلومه تفيد إخواني في هذا الملتقى المبارك ، ولكن الإخوة ذكروا ماهو موجود عندي وأكثر من مؤلفاته المباركة .
وأنا أبحث بين أدراج مكتبتي وجدت كتاب ( جهد المقل ) لمحمد بن أبي بكر المرعشي المعروف ( بساجقلي زاده ) ظننته بادئ الأمر أنه من تحقيق الدكتورغانم ، ولكنه كان من تحقيق الدكتور ( سالم قدوري الحمد ) أخو الدكتور غانم ، ولقد ذكر في المقدمة أنه أستفاد من أخيه كثيرا
وأشكر الإخوة القائمين على هذا الملتقى المبارك والحمد لله رب العلمين .
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2005, 03:01 PM
الأربعاء 26 رجب 1426هـ .
http://www.tafsir.net/images/ghanemabhath.jpg
كما صدر للدكتور غانم قدوري الحمد كتاب ( أبحاث في العربية الفصحى) ويشتمل على عدد من البحوث المنشورة في مجلات علمية متفرقة قدم العهد بها ، فخشي عليها المؤلف من الإهمال لتفرقها ، ورغب في إفادة الباحثين بجمعها في كتاب واحد تسهل الاستفادة منه والإحالة عليه. وهذا الكتاب يشتمل على البحوث الآتية:
- تعريف اللغة والأقوال فيها.
- النحو العربي قبل أبي الأسود الدؤلي .(1/3900)
- نشأة النحو العربي في الدراسات القديمة والمعاصرة.
- النشاط اللغوي قبل أبي الأسود الدؤلي.
- نشأة النحو العربي ودور أبي الأسود الدؤلي فيها – نظرة جديدة.
- تكون العربية الفصحى .
- ظاهرة الإعراب في ضوء رسم المصحف.
- حاضر العربية ومستقبلها.
- مناهج التأليف النحوي.
- علم الصرف بين المعيارية والوصفية.
- اشتقاق الوصف في العربية : دراسة صرفية في العلاقة بين اسم الفاعل والصفة المشبهة.
ومعظم هذه الأبحاث أشار إليها أخي العزيز إياد السامرائي في مشاركته رقم (11) ، جمعها الدكتور غانم في هذا الكتاب .
ويقع الكتاب في 330 صفحة من القطع العادي ، وقد صدر عن دار عمار بالأردن في طبعته الأولى عام 1426هـ.
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2005, 03:10 PM
http://www.tafsir.net/images/Ganemmdkhal.jpg
كما صدر أيضاً له الطبعة الثانية لكتابه ( المدخل إلى علم أصوات العربية) وقد سبق أن طبع في بغداد كما أشار أخي إياد السامرائي. وهي الطبعة الأولى لدار عمار بالأردن ، وتاريخها 1425هـ.
وقد ذكر في مقدمة كتاب هذا (أن هناك حاجة إلى إعادة كتابة علم أصوات العربية بالاستناد إلى المادة العلمية التي كتبها علماء السلف - رحمهم الله تعالى - من علماء العربية وعلماء التجويد ، وجاء هذا الكتاب لتحقيق ذلك الهدف ، مستفيداً من أمهات كتب التراث ، ومعتمداً على ما كتب في علم الأصوات اللغوية المعاصرة بالعربية أو ترجم إليها من اللغات الأخرى).
وقد اتبع في تأليفه لهذا الكتاب خطة علمية جيدة تستند على ثلاثة أسس:
الأول : اعتماد عبارات السلف ومصطلحاتهم الصوتية ، ما دامت وافية بالغرض.
الثاني : الاستفادة من حقائق علم الأصوات المعاصر .
الثالث : تناول موضوعات علم الأصوات الأساسية التي تهم دارس اللغة العربية بشكل مباشر.
---
سمر الأرناؤوط
08-31-2006, 09:56 PM(1/3901)
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل عبد الرحمن الشهري على هذه المشاركة القيمة وعلى هذا التعريف بهذا العالم الجليل الذي طالما سمعنا اسمه دون أن نعرف تفاصيل عن علمه الغزير.
لدي سؤال وهو هل كتب الدكتور متوفرة في السعودية وفي أية مكتبة إذا أمكن؟ وهل الكتب موجودة على شبكة الانترنت حسب علمكم؟ وفقكم الله تعالى لكل خير وجزاكم الفردوس الأعلى
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2006, 01:34 PM
وجزاك خيراً أختي الكريمة .
كتب الدكتور غانم قدوري الحمد متوفرة في مكتبات السعودية بشكل متفرق ، فيوجد بعض
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2006, 01:35 PM
وجزاك خيرا أختي الكريمة .
كتب الدكتور متوفرة في مكتبات السعودية في الرياض خاصة في الرشد والعبيكان والتدمرية وغيرها بشكل متفرق . وأما في الدمام فربما توجد في مكتبة المتنبي .
وهي متوفرة أيضاً أو بعضها على مكتبة النيل والفرات على شبكة الانترنت .
---
سمر الأرناؤوط
09-02-2006, 09:23 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك عني خير الجزاء سأبحث عن الكتب في المكتبات التي أشرت لها بإذن الله تعالى. وأتمنى أن تكمل ما لديك عن هذا العالم الفاضل حتى نتعرف عليه وعلى علمه أكثر.
---
د. أنمار
09-03-2006, 02:43 AM
وإليكم رابط مؤتمر "التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم" الذي شارك فيه الدكتور غانم
http://www.almultaka.net/moutamarat.php?subaction=showfull&id=1140302360&archive=&start_from=&ucat=9&
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 07:23 AM
بارك الله فيكم .
هذه المقالة كنت كتبتها أول ما بدأنا في الملتقى قبل أكثر من ثلاث سنوات ، واليوم أصبح الدكتور غانم قدوري الحمد أحد الأعضاء البارزين في ملتقى أهل التفسير ، وله مشاركات عديدة فيه وفقه الله في الملتقى يمكن الرجوع إليها .
كما أجرت الشبكة لقاء علمياً ماتعاً مع فضيلته سيطبع قريباً في دار عمار بالأردن ، ويمكن الاطلاع عليه على هذا الرابط ..(1/3902)
لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد (http://www.tafsir.net/ghanemmeeting.htm)
---
الإنصاف
09-04-2006, 07:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومعذرة على الإنقطاع في المشاركة أم التصفح فهو مستمر بين الفينة والأخرى .
أضيف كتاب ( الألفات ومعرفة أصولها ) لأبي عمرو الداني ت 444هـ
تحقيق العلامة غانم قدوري الحمد
طبع ضمن مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية في عددها الأول ربيع الآخر 1427هـ
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2007, 12:10 AM
ومن الإصدارات الأخيرة للأستاذ الدكتور غانم الحمد ...
(الأجوبة العلمية على أسئلة ملتقى أهل التفسير)
http://www.tafsir.net/images/answirghanem.jpg (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7258)
وصدر له أيضاً مؤخراً كتاب (ظواهر لغوية في القراءات القرآنية) .
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/645edd655da3ce.jpg
---
(1/3903)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ( المقولات التي أبطلها القرآن ومنهجه في إبطالها ) دعوة لحضور مناقشة الدكتوراه ..
---
( المقولات التي أبطلها القرآن ومنهجه في إبطالها ) دعوة لحضور مناقشة الدكتوراه ..
---
أبو بيان
12-02-2005, 11:16 PM
ستتم إن شاء الله تعالى مناقشة رسالة الدكتوراه للشيخ الكريم/ وليد بن محنوس العُمري, في جامعة أم القرى, بقاعة حسن آل الشيخ, بمبنى كلية الدعوة وأصول الدين, بالعزيزية, يوم الأربعاء 5/11/1426هـ, الساعة التاسعة صباحاً.
وعنوان الرسالة:
( المقولات التي أبطلها القرآن ومنهجه في إبطالها )
وهي رسالة نفيسة أعرفها عن قرب, وموضوعها قيم, وأحث إخواني على حضورها والاستفادة من مناقشتها.
ومؤلفها الشيخ وليد من أعضاء الملتقى الأوائل, وهو من أقدر الناس على الكتابة في مثل هذه الموضوعات التأصيلية الدقيقة, وما شهدنا إلا بما علمنا.
وفقك الله يا شيخ وليد ونفع بك.
---
خالد الشبل
12-03-2005, 07:33 AM
أسأل الله أن يوفقه ويلهمه البيان.
---
أحمد البريدي
12-03-2005, 03:52 PM
أبارك لأخي الشيخ الدكتور وليد مقدماً , واسأل الله تعالى أن ينفع برسالته .
---
عبدالرحمن الشهري
12-03-2005, 08:46 PM
أسأل الله التوفيق والسداد للشيخ وليد العُمري ، وأن يبارك له في هذه الشهادة ، وينفعه بها . وننتظر عودته للمشاركة في الملتقى إن شاء الله بعد المناقشة .
---
(1/3904)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل أُوافَق على هذا الرأي ؟
---
هل أُوافَق على هذا الرأي ؟
---
الحارث
06-03-2003, 01:29 AM
إذا قلت أنه : لا أحد من الصحابة من قريش يجهل معنى لفظة في القرآن ؛ لأن القرآن نزل بلغة قريش , كما قال عثمان رضي الله عنه للنفر الثلاثة عند كتابتهم للقرآن .
و جميع الروايات الواردة عن عمر وابن عباس والتي فيها سؤالهم عن بعض الكلمات القرآنية ( كالتخوف و فاطر وغيرها ) ضعيفة من ناحية الإسناد .
ويدل على ذلك أنه لم يسأل أحد من الصحابة رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم عن لفظة من القرآن .
هل يصح أن أقول بعد ذلك أن :
[ الصحابة من قريش يختلف تفسيرهم عن غيرهم من الصحابة , ويقدم على غيرهم بهذا الاعتبار ] .
وفقكم الله تعالى لكل خير .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-03-2003, 06:17 AM
بسم الله
يا أخي الحارث وفقني الله وإياك
لقد أوردت سؤالاً مبنياً على ثلاث مقدمات ذكرتها ؛ فأثبت لنا أولاً صحة هذه المقدمات الثلاث حتى نستطيع الجواب .
وثانياً - هل ذكر أحد ممن سلف من العلماء ما ذكرته من مقدمات ؟
وأما النتيجة - وهي تقديم تفسير الصحابة من قريش على تفسير غيرهم - فيمكن القول بها من غير المقدمات التي أشرت إليها .
أرجو منك أخي أن تفيدنا بما يشفي ويكفي حول هذه المقدمات الخطيرة الشأن .
---
الحارث
06-04-2003, 06:47 AM
أنا لا أقرر هذه النتيجة , وإنما أوردت هذه الأقوال كمقدمات لها ؛ بغية أن أجد جواباً شافياً عنها من أهل العلم والبحث في هذا الماتقى .
وحيث قد ذكر أخي محمد وفقه الله أن النتيجة يمكن القول بها من دون المقدمات فهذا أيضاً من غرضي , فكيف نثبته ونتوصل إليه ؟
---
فهد الوهبي
06-04-2003, 03:11 PM
أخي الكريم الحارث لي رأي أرجو أن يجد قبولاً:
وهو أرجو منك أن تقوم بما يلي حتى يتضح الإشكال:(1/3905)
1- ذكر الروايات التي فيها تعارض مع النتيجة التي ذكرت. وذكر كلام العلماء عليها تصحيحاً وتضعيفاً.
2- الرجوع لكلام من كتب في تفاسير الصحابة رضي الله عنهم في كتب علوم القرآن والاطلاع على ما كتب .
3- التدليل على مسألة عدم سؤال أحد من الصحابة عن معنى لفظة أو نقل قول لعالم محرر في المسألة.
4- النظر في الموضوع من حيث الواقع من هم الصحابة الذين يقع بينهم التعارض في التفسير من قريش ومن غيرهم وهل القرشيون من الصحابة متفقون في التفسير أم أن الخلاف موجود بينهم.
5- هل تختلف لغة قريش عن غيرها من لغات الصحابة غير القرشيين اختلافاً كبيراً بحيث قد يجهل غير القرشي ألفاظاً من القرآن . مع ملاحظة أن الصحابة بعد الإسلام قد عايشوا القرشيين وعرفوا لغتهم .
أسأل الله لك التوفيق والسداد .
أخوك
---
الحارث
06-05-2003, 10:32 AM
الأخ الفاضل الوهبي وفقه الله
اقتراحك المبارك عناصر مفصلة ومبينة لأصل المسألة , كما أن فيه إشارات تقريبية مفيدة في حل المسألة , وكل ذلك مني على بال .
وأنا أكتفي بأن تكون مشاركتي فتح لباب النظر والتفكير والبحث في مسائل مهمة لأهل الشأن , وفي طرحي لهذا الموضوع بين أهله سؤال لأهل الذكر كما أمر الله تعالى .
وأنا بدوري أحيل طلبك إلى أهل الفن في الملتقى , وبانتظار ما ننتفع به إن شاء الله .
---
الحارث
06-07-2003, 05:38 PM
هل من جواب يا أهل الذكر ؟
---
(1/3906)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختيارات الإمام السيوطي من خلال كتابه ( الإتقان )
---
اختيارات الإمام السيوطي من خلال كتابه ( الإتقان )
---
محمد رشيد
07-23-2004, 09:44 AM
1 ـ اختار السيوطي رأي الشافعي في لفظ ( القرآن ) أنه اسم علم غير مشتق خاص بكلام الله فهو غير مهموز ،و أنه لم يؤخذ من قراءة و لكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة و الإنجيل . 1 / 67 ـ 68
&&&&&&&&&&&&&&&&
2 ـ اختار السيوطي أن ترتيب سور القرآن توقيفي إلا الترتيب الواقع بيت براءة و الأنفال
&&&&&&&&&&&&&&&&
3 ـ يقول السيوطي :
[ فائدة ] للمفصل طوال و أوساط و قصار ، قال ابن معن : فطواله إلى عم و أوساطه منها إلى الضحى و منها إلى آخر القرآن قصاره ، هذا أقرب ما قيل فيه . 1 / 85
&&&&&&&&&&&&&&&&
4 ـ اختار السيوطي تبعا للزمخشري أن الكتب السالفة كانت مسورة ، فقال : هو الصحيح أو الصواب . 1 / 88
---
(1/3907)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير - لأول مرة pdf
---
العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير - لأول مرة pdf
---
طويلب علم صغير
02-08-2006, 07:30 PM
اسم الكتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير
المؤلف : تفريغ لأشرطة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي - صاحب أضواء البيان
اعتنى به : خالد بن عثمان السبت
الطبعة : الأولى 1424 هـ
عدد الأجزاء : 5 أجزاء
المجلد الأول 463 صفحة الحجم 9.9 ميجا
المجلد الثاني 491 صفحة الحجم 11.1 ميجا
المجلد الثالث 490 صفحة الحجم 11.65 ميجا
المجلد الرابع 474 صفحة الحجم 11.9 ميجا
المجلد الخامس 604 صفحة الحجم 12.5 ميجا
مفهرس : نعم
جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم شريف مراد
التحميل من موقع مكتبة المسجد النبوي:
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?p=1425
---
الماوردي
02-19-2006, 07:12 PM
بارك الله فيك يا أخي الكريم طويلب علم
---
(1/3908)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يمكن أن نناقش "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ "
---
هل يمكن أن نناقش "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ "
---
جمال حسني الشرباتي
03-26-2006, 07:04 AM
السلام عليكم
واضح لي أنّ المفسر بن عاشور لا يعتبر أنّ قوله تعالى(إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (27)/الأعراف قد سيق لبيان خاصية من خواص الشيطان وقبيله من حيث تمكنهم من رؤيتنا
قال رحمه الله
((وجملة: { إنه يراكم هو وقبيله } واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.
فليس المقصود من قوله: { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس وهي المسمّاة بالمجرّدات في اصطلاح الحكماء ويسمّيها علماؤنا الأرواح السفليّة إذ ليس من أغراض القرآن التّصدّي لتعليم مثل هذا إلاّ ما له أثر في التّزكية النّفسية والموعظة.(1/3909)
والضّمير الذي اتّصلت به (إنّ) عائد إلى الشّيطان وعُطف: { وقبيله } على الضّمير المستتر في قوله: { يراكم } ولذلك فصل بالضّمير المنفصل. وذُكر القبيل، وهو بمعنى القبيلة، للدّلالة على أنّ له أنصاراً ينصرونه على حين غفلة من النّاس، وفي هذا المعنى تقريب حال عداوةِ الشّياطين بما يعهده العرب من شدّة أخذِ العدوّ عدوّه على غرّة من المأخوذ، تقول العرب: أتَاهم العَدوّ وهم غَارّون.
وتأكيد الخبر بحرف التّوكيد لتنزيل المخاطبين في إعراضهم عن الحذر من الشّيطان وفتنته منزلة من يتردّدون في أنّ الشيطان يراهم وفي أنّهم لا يرونه.))
وواضح من قوله أنّه فهم تعبير" يراكم هو وقبيله" على أنّه كناية عن شدة كيدهم وتمكّنهم من الإيقاع في بني آدم
وها هو قوله مرة أخرى
(فليس المقصود من قوله: { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس )
فالآية عنده لا تعني أنّهم يروننا حقيقة
ترى
هل فهمت توجيهه للآية فهما صحيحا؟؟
وإن كنت كذلك--فهل رأيه مرجوح؟؟
بالإنتظار
---
البحر الرائق
03-26-2006, 11:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3910)
الأخ الفاضل /جمالالسلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، وجزاك الله خير الجزاء ,أما بالنسبة لقول الله تعالى ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) وتفسير الطاهر بن عاشور لها فمن المعلوم أن اللفظ يطلق ويراد به المعنى الحقيقى الظاهر إلا إذا وردت قرينة تصرفه عن هذا المعنى الحقيقى إلى المعنى المجازى أو غير ذلك , و القرينة قد تكون لفظية أو سياقية أو حالية , وهو ما نفتقده هنا , و ليت الامام ابن عاشور قد دلل على صحة قوله بأن المراد ليس الرؤية بل هو كناية عن العداوة وقوة الكيد , ونحن نتساءل ما الذى يمنع أن تكون الرؤية هنا حقيقية ؟ وإلى أن يظهر لنا أجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نحمل اللفظ على معناه اللغوى الحقيقى . ثم لنا أن نتساءل هل ورد فى نصوص من نصوص الشرع ( قرآن وسنة )ما يفيد بعدم رؤية الجن و الشياطين للإنسان ؟مع العلم بأن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعمر لوسلكت فجا وسلك الشيطان فجا لسلك الشيطان فجا غير فجك يا عمر ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم , وهذا الحديث يقتضى الرؤية وإلا فكيف يوسوس الشيطان للإنس و هو لا يراه ؟
و أمام هذه التساؤلات و عدم ورود إجابة عليها من الطاهر بن عاشور فلا مندوحة أمامنا من أن نحمل اللفظ على المعنى الحقيقى المراد , خاصة مع كون الطاهر بن عاشور قد أورد هذا التفسير على أنه اجتهاد شخصى منه فلم يدلل على صحته بقرآن و لا سنة ولا بقول من أقوال السلف ولم ينسبه لأحد من العلماء , وهذا لايقلل من شأنه , فهو مجتهد فى ذلك , وله اجر الاجتهاد .(1/3911)
أضف غلى ذلك التدقيق اللغوى للأية فالآية وردت مؤكدة ب(إن), و الضمير المنفصل هو فلم يقل انه يراكم وقبيله ولكن قال انه يراكم هو و قبيله , و ورد الفعل يرى بصورة المضارع الدال على التجدد و الاستمرار, و انظر حفظك الله إلى تتمة الآية ( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) من حيث لا ترونهم , وعدم رؤية الانس للجن ظاهرة معروفة , و هنا نتساءل لماذا نؤول الرؤية الاولى على انها كناية ثم نحمل الرؤية الثانية على المعنى اللغوى الحقيقى ؟ وما القرينة التى تحملنا على ذلك ؟
هذا و ما كان من صواب فمن الله وحده و ما كان من خطأ او سهو أو نسيان أو ذلل فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه براء .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس لغة عربية
---
(1/3912)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 3
---
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 3
---
أحمد بزوي الضاوي
10-10-2006, 10:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
ابن بري التازي صاحب " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع " .
هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين أبو الحسن الشهير بابن بري الرباطي التازي نسبة إلى رباط تازة التسولي الأصل والنجار من فخد من بربر تازة يقال لهم "بنو لنت".
انتقل أهله إلى مدينة تازة، وكان مولده بها في حدود الستين وستمائة، "ونشأ بتازة ب"زقاق الزفانين" منها، واجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة وعدولها، وانتقل إلى فاس كاتبا سنة 724هـ".
كان ابن بري عالما مشاركا، له إلمام واسع بالعلوم الإسلامية، له أرجوزة مهمة في القراءات القرآنية " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " التى احتفى بها العلماء كثيرا و ألفوا عليها شروحا متعددة وصلت إلى ثلاثين شرحا. و له شرح على كتاب التهذيبفي اختصار المدونة لأبي سعيد البراذعي . وله كذلك شرح على وثائق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الغرناطي . كما شرح قصيدة في الفرائض نظمها أبو علي الحسن بن عطية الونشريسي . كما شرح عروض ابن السقاط . واختصر شرح الإيضاح في النحو لابن أبي الربيع الإشبيلي السبتي .
من شيوخه :
1- والده محمد بن علي بن بري التازي .
2- أبو جعفر الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ ) .
3- أبو الحسن بن سليمان القرطبي ( ت 730 هـ ) .
4- أبو الربيع بن حمدون الشريسي ( ت 709 هـ ) .
5- مالك بن الرحمن أبو الحكم المالقي المشهور بابن المرحل ( ت 699 هـ ) .(1/3913)
توفي ابن بري ـ رحمه الله ـ سنة 730 هـ .
وتجدون رفقته أرحوزة : " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " لابن بري التازي ـ رحمه الله ـ .
نسألكم الدعاء عن ظهر الغيب .
http://www13.rapidupload.com/d.php?file=dl&filepath=7223
وتفضلوا بقول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د. أنمار
10-10-2006, 01:28 PM
سعادة الدكتور أحمد الضاوي حفظه الله
أبحث عن ترجمة لأحد علماء القراءات اسمه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جماعة التنوخي المهدوي
لم أهتد لترجمته بعد ولم أقف عليها لا عند الذهبي ولا ابن الجزري
---
أحمد بزوي الضاوي
10-11-2006, 10:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم على أن يسر اللقاء بكم عبر هذا الموقع المتميز . وإني قد راجعت ما بحوزتي من قواعد بيانات تخص تراجم القراء فلم أجد العلم الذي تريدون ترجمته . مع أمل أن يسفر البحث مستقبلا على نتائج إيجابية .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
10-13-2006, 01:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني بحثت في ما لدي من قواعد بينات خاصة بقراء الغرب الإسلامي ، و في تراجم القراء عموما لكنني لم أفلح في العثور على ترجمة العلم الذي تطلبونه . مما يجعلني أتساءل عن السبب في عدم الترجمة له من قبل الكتب التي عنيت بالترجمة للقراء . ومن ثم فإني أسألكم عن الطريقة التي عرفتم به هذا العلم لعلها تساعدنا في إيجاد ترجمته . كما أسألكم عن الاسم الكامل : هل هو صحيح ؟(1/3914)
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د. أنمار
10-13-2006, 04:21 AM
سعادة الفاضل الدكتور أحمد الضاوي
كنت وضعت رابطا لكتاب قيم يتشابه في بعض فصوله مع ما تهتم بنشره
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6601
وفي الجزء الثاني ذكر المؤلف أصحاب ابي الحسن القيجاطي
وفي رقم 9 ذكر
محمد بن أحمد بن فتوح بن شقرال اللخمي يعرف بالطرسوني ويكنى أبا عبد الله:
ذكره في الإحاطة وقال:" أخذ القراءات عن الشيخ الأستاذ أبي الحسن بن أبي العيش وبه تفقه ببلده المرية وقرأ على الأستاذ أبي جعفر بن الزبير والخطيب أبي جعفر بن الزيات والراوية أبي الحسن بن مسمغور والولي أبي عبد الله الطنجاني وصهره الخطيب أبي تمام غالب بن حسين بن سيد بونة والخطيب أبي الحسن القيجاطي والخطيب المحدث أبي عبد الله بن رشيد, توفي عام 730" (1).
وذكر في درة الحجال روايته عن الأستاذ أبي الحسن علي بن عمر القيجاطي والشيوخ المذكورين معه, وزاد أخذه بتونس عن الأستاذ المقرىء المتفنن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبدالكريم بن جماعة التنوخي المهدوي ومن رواياته عنه كتابه المسمى "تحصيل الكفاية, من الإختلاف الواقع بين "التيسير" و"التبصرة" و"الكافي" و"الهداية", وهو كتاب نبيل قال: " ورحل إلى تونس ثم عاد منها فتوفي ببونة من بلاد العناب أو بأحوازها في حدود أخريات سنة 729 " (2).
==========================
1 - الإحاطة لأبن الخطيب 3/23-25.
2 - درة الحجال 2/75-76 ترجمة 518.
اهـ
=============================
فلا ابن شقرال ولا ابن جماعة لأي منهما ترجمة في طبقات الذهبي أو ابن الجزري
ومؤلف جليل يمتدح وكتابه من قبل العلماء فيما له صلة وثيقة بعلم القراءات ثم لا يعطى حقه من التعريف يدعو للعجب.
وهو يعكس نقصان ما يصل للشرق عن علماء تلك البلاد.(1/3915)
عموما فإني لم أبحث بعد في الإحاطة ودرة الحجال إن كانت له ترجمة فيهما. والكتابان في طريقهما إلي إن شاء الله تعالى. ودرة الحجال من الكتب التي طبعت قبل 20 سنة ونفذت نسخه من الأسواق لدينا في الحجاز.
---
أحمد بزوي الضاوي
10-13-2006, 12:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد ، فإني أشكر لكم اهتمامكم بالتراث المغربي في مجال الدراسات القرآنية . و الكتاب الذي نوهتم به هو للأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو ـ حفظه الله ـ ، وهو عبارة عن أطروحة دكتوراه قضى في إعداده أخونا الفاضل السنوات ذوات العدد تحت إشراف شيخنا الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ . يقع الكتاب في سبعة أجزاء لكن موقع وزارة الأوقاف المغربية لا يمكن إلا من تنزيل خمسة أجزاء ، و لعل القائمين على الموقع سيبادرون إلى تنزيل الجزئين المتبقيين . والكتاب كما أشرتم موسوعة في القراءات القرآنية بالغرب الإسلامي .
أما عن علمنا فإني سأعمل وسعي للوصول إلى ترجمته ، وسأوافيكم بها فور الوصول ـ إن شاء الله تعالى ـ .
وسلام الله عليكم و على أهل الحجاز وزواره ورحمته وبركاته.
---
د. أنمار
10-13-2006, 01:41 PM
والكتابان في طريقهما إلي إن شاء الله تعالى. ودرة الحجال من الكتب التي طبعت قبل 20 سنة ونفذت نسخه من الأسواق لدينا في الحجاز.
تصويب:
نفدت بالدال المهملة.
وجزاكم الله خيرا على ما تبذلونه في خدمة القرآن وعلومه.
---
د. أنمار
10-20-2006, 12:01 AM
راجعت اليوم درة الحجال طبعة دار الكتب العلمية
ولم أجد فيها ترجمة منفصلة لمحمد بن أحمد بن عبد الكريم وليس فيه أكثر من النص المنقول أعلاه بأنه (الأستاذ المقرئ المتفنن)(1/3916)
وفي الطبعة بعض الاختلاف عما هو أعلاه فالمترجم الآخذ عن التنوخي اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن فرج بن شقر اللخمي المعروف بالطرسوني ووفاته سنة 929
وعند الدكتور عبدالهادي (ابن فتوح بن شقرال) ووفاته أواخر سنة 729 هـ
ولا أدري إن كان الاختلاف سببه طوام طبعات دار الكتب العلمية ؟
---
أحمد بزوي الضاوي
10-27-2006, 01:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لكم اهتمامكم . لقد بحثت عن هذا العلم في ما لدي من قواعد بيانات خاصة بالقراء بالغرب الإسلامي ، فضلا عن البحث في كتب التراجم الخاصة بالمنطقة ، فلم أفلح في الترجمة له .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
---
أحمد بزوي الضاوي
10-31-2006, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ـ البقرة:32 ـ
فهرس الدرر اللوامع :
1- بيان فضل علم القرآن .
2- سند ابن بري في القراءات .
3- باب التعوذ .
4-باب البسملة .
5- باب ميم الجمع .
6- باب هاء ضمير الواحد .
7- باب المد و القصر .
8- باب التسهيل و الهمز .
9- باب الإبدال .
10-باب نقل الحركة .
11- باب الإظهار و الإدغام .
12- باب الإمالة .
13- باب الترقيق و التفخيم .
14- باب الإضافة .
15- باب فرش الحروف .
16- باب مخارج الحرؤوف و صفاتها .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
د. أنمار
11-02-2006, 01:20 AM
جزيت خيرا على المحاولة.
وهاكم فائدة، فإني وجدت كتاب الإحاطة على الشبكة بالكامل على الرابط،
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=201&CID=1(1/3917)
وهو كتب مثير للاهتمام.
والنص أعلاه موجود في آخر الصفحة على الرابط
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=201&CID=47
وبقيته في التي تليها
---
أحمد بزوي الضاوي
11-02-2006, 04:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لكم اهتمامكم وتواصلكم ، وجزاكم الله خيرا على هديتكم ، وجعلها صدقة جارية ، فالدال على الخير كفاعله .
دامت لكم المسرات بما يسره الله على أيديكم من بركات العلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
11-15-2006, 12:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد فقد يسر الله كتابة الدرر بصيغة وورد ، فنقدمها لرواد الموقع ، لما في ذلك من أهمية يعرفها الباحثون وطلبة العلم . وأملي أن يكون نشرنا للدرر بصيغتي ( pdf - word ) سبيلا إلى الوفاء بحق ابن بري رحمه الله تعالى ، ومساهمة في نشر هذا المتن القرائي المهم .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-21-2007, 04:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .(1/3918)
أما بعد ، يتصل سند ابن بري بالداني ( ت 444 هـ ) من طريق شيخه أبي الربيع بن حمدون الشريشي المتوفى بتازة من بلاد المغرب الأقصى سنة 709 هـ ، عن أبي بكر بن فلحون السكسكي ، عن أبي مصعب اللخمي ، عن أبي منصور مظفر اللخمي ، عن السرقسطي ، عن الحسن بن سعيد ، عن أبي داود سليمان بن نجاح ، عن أبي عمرو الداني . وسند الداني إلى نافع مذكور في أكثر كتبه ، يصل به إلى الرسول ـ صلى اله عليه وسلم ـ " القراء والقراءات بالمغرب : سعيد أعراب ـ رحمه الله ـ ص 25 .
---
أحمد بزوي الضاوي
01-27-2007, 03:32 PM
تداول العلماء و طلاب العلم منظومة الدرر اللوامع في حياة ابن بري ، وأخذوها عنه ، ومن تلاميذه البارزين : أبو مهدي عيسى بن عبد الله الترجالي ، ولي قضاء تازا ، وكان من شيوخها المرموقين ، ويقال إنه هو الذي أوعز إلى السلطان في أن ينقل الشيخ أبا الحسن إلى فاس ، ويجعله كاتبا في ديوانه ، وأستاذا لولي عهده ، ورأى أنه ليس من اللياقة أن يتولى هو قضاء تازا وشيخه ابن بري ـ وهو من هو ـ في سماط عدولها ، وذلك من برور التلاميذ بأشياخهم ، و لا يعرف الفضل لأهله إلا ذووه .
ويذكر الآبلي شيخ ابن خلدون ـ أنه مر بتازا فنزل ضيفا عند أبي الحسن بن بري ـ ومعه تلميذه الترجالي ، قال فبتنا نتجاذب أطراف الحديث ، ونتذاكر شؤون الأدب ، وقد سألتهم عن معنى قول أبي العلاء المعري :
أقول لعبد الله لما سقاؤنا *** ونحن ـ بوادي عبد شمس ـ و هاشم ؟
ويحتفظ لنا الشيخ الحصار بإجازة منظومة ابن بري ، بعث بها إلى تلميذه العالم الأديب أبي عمرو بن أحمد الميموني الفشتالي ، مع نسخة من الدرر بخط يده أضاف إليها طررا و تعاليق تشرح مضامينها ، وقد كتب عنها الفشتالي يقول :
أكملته عرضا على منشيه *** وأجازني فيما سواه وفيه
وأباح لي عنه الحديث بكل ما *** من بعد تصحيح لما أرويه .
عن كتاب القراء و القراءات بالمغرب ، لسعيد أعراب ، ، ص 28 .
---(1/3919)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تجليات الله تعالى في كتابه (1)
---
تجليات الله تعالى في كتابه (1)
---
أحمد القصير
08-02-2003, 10:41 PM
تتجلى صفات الله تعالى في كتابه كله ، لكنها في بعض السور تكون أخص وأقوى ، ومن تلك الصفات :
صفة الغضب لله تعالى
هذه الصفة برزت بشكل قوي ومخيف في سورة التوبة ، حتى يكاد القلب يطير فرقاً حينما يقرأ في هذه السورة ، بدأت السورة بالحديث عن المشركين وما كان من معاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، وهي تتحدث بأسلوب هادي ، ثم ينتقل السياق بعد ذلك للتعليق على أحداث غزوة تبوك ، والتي حصل فيها ما حصل من تخلف بعض المؤمنين ، ومكر المنافقين وما فعلوه من أفاعيل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ، ومن هنا يبدأ الأسلوب بالتغير ويزداد حدة أكثر فأكثر ، فلا تكاد تمر آية إلا وفيها من سياط الغضب ما فيها ، وهكذا آية آية حتى يبلغ الغضب أوجه ، حينها لا أخال مؤمناً يقرأ فيها إلا وقلبه يرتجف خوفاً وفرقاً ، ثم تبدأ الآيات بعد ذلك تخف تدريجيا لتغلب صفة رحمته سبحانه صفة غضبه .
إن المؤمن حينما يقرأ هذه السورة بتدبر وتأمل لا بد وأن تترك فيه أثراً ، ذلكم هو الخوف من الله تعالى ، وتجنب بطشه وأليم عقابه ، وهذه السورة لما نزلت خاف الصحابة رضوان الله عليهم أيما خوف ، لأنها الفاضحة التي لم تترك صفة ذميمة من صفات المنافقين إلا وكشفتها وأظهرت عوارها ، وهاك بعضاً من تجليات هذه الصفة في بعض آي هذه السورة :(1/3920)
انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(41)لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمْ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(42)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ(49)
وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(61)يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ(62)أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ(63)(1/3921)
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(79)اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(80)فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ(81)فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(82)
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2003, 03:18 PM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه اللفتات الكريمة ، والنظرات الدقيقة للآيات القرآنية ، وكم نحن بحاجة إلى الوقوف مع كلام الله سبحانه وتعالى مثل هذه الوقفات التربوية. أسأل الله لك التوفيق والسداد أبا خالد ، وأرجو منك المواصلة على هذا النسق المبارك كلما سنحت لكم فرصة.
---
نسر الاسلام
08-14-2003, 04:38 PM
نعوذ بالله من سخطه وغضبه ونساله ان يرضى عنا وان يحسن نزلنا وان يجعلنا من المؤمنين
جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات والتي فيها من المعلومات المفيدة الكثير
ونحن بانتظار المزيد من هذا اخي في الله
---
(1/3922)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد شرح لتفسير ابن كثير ؟
---
هل يوجد شرح لتفسير ابن كثير ؟
---
نائلة بنت الإسلام
02-25-2006, 02:07 PM
إلى كل من في الموقع من مشرفين وأعضاء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يسرني أن أنهل من علمكم جزاكم الله خير لكن في الحقيقة لي وقت ليس بالبسيط أبحث فيه عن شرح لتفسير ابن كثير رحمه الله جزء عم لكن للأسف لم أجد إذ أنني مدرسة لإحدى الحلقات من السنة الماضية ولقد وجدت متعة كبيرة في هذا التفسير لكن للأسف يحتاج إلى شرح .فأرجو المساعدة في إيجاده لي بأسرع وقت بارك الله فيكم،وجزاكم الله عني كل خير.
---
عبدالرحمن الشهري
02-26-2006, 11:36 PM
لا أعرف شرحاً مطبوعاً لتفسير ابن كثير ، ربما هناك أشرطة سمعية لشرح بعض مواضعه ، لكن يمكنك الاستعانة بتفاسير أخرى في هذا الجانب . وأنصحك بكتاب الدكتور مساعد الطيار (تفسير جزء عم) وهو في مجلد واحد ، وعرضه بأسلوب سهل ميسر ، مع حواشٍ فيها تفصيلان نافعة لمن أراد التوسع. وهو من منشورات دار ابن الجوزي . وهناك تفاسير أخرى لجزء عم مثل (المعين على فهم الجزء الأربعين) للدكتور زيد عمر عبدالله .من منشورات المنتدى الإسلامي .
---
روضة
02-27-2006, 12:53 AM
إضافة لما تفضل به فضيلة الدكتور عبد الرحمن، هناك (تفسير جزء عم) للإمام محمد عبده.
---
أيمن صالح شعبان
02-27-2006, 09:57 AM
السلام عليكم وهناك تفسير لفضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى مستمد من تفسيره يمكن تنزله من رابط http://www.ibnothaimeen.com
---
عبدالرحيم
02-27-2006, 12:46 PM
للعلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله تعالى ـ شرح تفسير ابن كثير
---
مساعد الطيار
02-27-2006, 01:04 PM
الأخ عبد الرحيم(1/3923)
هذه المعلوم التي ذكرتموها غريبة جدًّا ، والمعروف أنه اختصر تفسيرابن كثير ، وسماه ( عمدة التفسير ) ، فياليتك تتحقق منها .
---
عبدالرحيم
02-27-2006, 04:51 PM
جزاك الله خيرا أستاذي
فقد وقع سبق قلم
أنا قصدت التقريب والتهذيب سواء كان بمعنى الاختصار أم الشرح
وأحيانا يكون التهذيب أكبر من الأصل
كما في تهذيب الكمال للمزي
أما عنوان كتابه
عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير
انظر مثلا
جاء في تفسير القرآن العظيم لابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" [آل عمران: 133] ـ قال: " النهار إذا تغشَّى وجه العالم من هذا الجانب، فإن الليل يكون من الجانب الآخر ".
قال العلامة أحمد شاكر في تفسيره: " عمدة التفسير " 3/39 معلِّقاً: " هذا أحد الدلائل على أن كروية الأرض كانت معروفة عند علماء الإسلام، قبل أن تخطر ببال الإفرنج ومن يشايعهم. ليخزي الله المستهترين بالطعن في علوم الإسلام وعلمائه، جهلاً منه وتقليدًا ".
نصيحة للأخت..
أرجو التعود والمران على فهم كلام ابن كثير، وخاصة للطلبة (دراسة نصية). فقد يأتي وقت يحتاج فيه كلام أحمد شاكر لمن يشرحه!!
---
منصور مهران
02-28-2006, 01:01 PM(1/3924)
كان الشيخ أحمد محمد شاكر - رحمه الله - يختصر تفسير ابن كثير أثناء متابعة القراءة التي تبثها الإذاعة المصرية ، وكان المتبع في برنامج الإذاعة أن تكون القراءة نصف ساعة يوميا بين الثامنة والثامنة والنصف مساءً ولكل قارئ يوم محدد ولكن القراءة من جميع القراء حسب ترتيب المصحف ، فكان الشيخ إذا سمع الآية المتلوة خط بقلمه على ما أراد اختصاره في نسخة من تفسير ابن كثير كان قد أعدها لذلك ، هكذا سمعته من أخيه الأستاذ محمود محمد شاكر - رحمه الله - ولما كان الشيخ أحمد شاكر عضوا في لجنة إصدار(ذخائرالعرب) و سلسلة (تراث الإسلام) في دار المعارف بمصر ؛ فقد عرض فكرة اختصار تفسير ابن كثير على اللجنة لتكون بذلك قدمت للعالم الإسلامي تفسيرا مبسوطا هو تفسير الطبري ، وتفسيرا موجزا هو مختصر تفسير ابن كثير ، فأصدر من هذا المختصر خمسة أجزاء لطيفة الحجم وعلق عليها تعليقات ذات أهمية بالغة لقراء تفسير ابن كثير بلا إسهاب ومع ذلك فهي محدودة فبعضها لتخريج أحاديث وبعضها للربط بتفسير الطبري وبعضها لمسألة فقهية وغير ذلك مما لا يوصف بأنه ( شرح ) ، وانتهى الجزء الخامس وقوفا عند تفسير قوله تبارك وتعالى : (إذ تستغيثون ربكم ) الآية التاسعة من سورة الأنفال يفتتح بها الجزء السادس ، ولكن توفاه الله قبل أن يتم عمله في التعليق على باقي التفسير وإن كانت نسخته التي تحمل خطوط الضرب على ما يُحْذف ، و رسوم الأقواس التي تضم النصوص المنتقاة التي أرادها للمختصر ؛ قلت : هذه النسخة كانت بحيازة أسرة االشيخ وليس معها أي تعليق سوى كلمات معدودات هنا وهناك مما يرد على خاطره أثناء سماع القراءة ويرجئ التحقق منه والتعليق عليه إلى وقت آخر ، وكان أخوه الشيخ محمود - رحمهما الله جميعا - يعرف هذه النسخة جيدا ويظن ظنا ليس بالراجح أن الشيخ أحمد أتم الاختصارتهيئة في نسخته و لكنه لم يعلق عليه لأنه كان إذا انتهى من الجزء دفع به إلى المطبعة ليشرع في(1/3925)
إعداد الجزء الذي يليه وهكذا ، وكان يباشر تصحيح تجارب الطباعة في مراحلها الأخيرة ويجعل تصحيحاته على طرة أوراق التجارب بخط دقيق جدا يكتبها بخط التعليق (الفارسي) ويستخدم في كتابتها أحيانا اللون الأحمر وهو الغالب وأحيانا اللون الأخضر . وخلاصة القول أنه لا يمكن وصف عمل الشيخ بأنه شرح لتفسير ابن كثير كما أنه لم يؤلف شرحا لهذا التفسير بكل تأكيد ، فلعل من نسب شرحا إلى الشيخ وقع في وهم ، وقد آن أوان تصحيحه . هذا ، وبعد وفاة الشيخ أحمد شاكر بنحو خمس وأربعين سنة أطلت على القراء طبعة تحمل وصف الاختصار الكامل كما سطره الشيخ أحمد شاكر بقلمه ، وصدرت في ثلاث مجلدات ، وإنك لتلحظ ما ذكرته آنفا بوضوح إذا وازنت بين ما أصدره الشيخ في حياته وما أبقاه مسودا في نسخته - رحم الله آباءنا ومشايخنا وإخواننا الذين سبقونا بالإيمان وألحقنا بهم على الإيمان والإسلام آمين - هذا ، ولقد رأيت في كتاب (جامع الشروح والحواشي) ج1 ص616 أن هناك حاشية على تفسير ابن كثير تسمى (العلم الغزير في تفسير ابن كثير) انظر بياناتها هنالك ، وفي الفهرس الشامل 859 - كما أشار إليه المؤلف / عبد الله محمد الحبشي - . وبالله التوفيق .
---
عبدالرحيم
02-28-2006, 02:09 PM
جزاكم الله خيرا
عبد الله محمد الحبشي
هل هو ذاته الهرري صاحب جمعية المشاريع ؟
---
منصور مهران
03-01-2006, 01:24 AM
بل هو اليمني ألف وحقق نحو مائة كتاب أجلها ( معجم الموضوعات المطروقة ) في مجلدين ، وكتاب (جامع الشروح والحواشي ) الذي أشرت إليه في تعليقي السابق يقع في ثلاثة أجزاء ومطبوع في المجمع الثقافي بأبو ظبي سنة 2004 م .
---
(1/3926)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قولي لهم(في حملة الحجاب)
---
قولي لهم(في حملة الحجاب)
---
zahya
09-24-2004, 01:26 AM
أختي الفاضلة في كلِّ مكان ارفعي رأسك عالياً وقولي لهم
أنا مسلمة
قولي لهم بتفاخُرٍ
وتمرُّدٍ
و تكبُّرٍ
لاتَرسموا وتُخَطِّطُوْا
لن تَنْجَحُوْا
لاتفرحواوتُعَرْبدُوْا
لنْ تُفْلِحُوا
سَأظلُّ رُغْمَ حُشُودِكُمْ
وجُيُوْشِكُمْ
وولاتِكُمْ
حُضْنَ الحِجَابِ عفيفة ً
ونقيَّة ً
وكأنني قَدْ قُمْتُ أنوِيْ للصَّلاة ْ
قولي لهم
وبصوتِكِ المَسْلُوْلِ بالإيمَانْ
أنا لنْ أُخَالِفَ آية َ التَّشريْع ِفي القُرْآنْ
أنا لَنْ أطَأطِئَ هَامَتِي
لحُثَالَة ٍخَرَجَتْ مِنِِْ الإنْصَات ِ
للرَّحْمَن ِ
فاشْتَدَّت ْ بها هِمَمُ الرُّماة ْ
قولِيْ حِجَابيْ آية ٌ قدسيَّة ٌ
و شرائع ٌ دينيَّة ٌ
فوقَ الكَلام ِ
وفوقَ أسْلحَةِ الدَّمَارْ
فوق الرُّموزِ
وفوقَ ما يبغي الصِّغارْ
ستظلُّ في دين ِ العزيز ِ وجَاهِهِ
رُغمَ العِدَى
طوْقَ النَّجاة ْ
قُوْليْ حِجَابيْ عِزَّة ٌ
وكَرَامة ٌ
لمْ يحْظَهَاإلا القليلُ من الأنامْ
إلا الأحبَّة ُ والكرامْ
إلا الأوائلُ بالشَّممْ
إلا الرُّعَاة ُمن الأمَمْ
إلا الأبَاة ْ
قُولِيْ أنا بالسَّترِ أحْمِلُ رَاية َ الإيمَان ِ
والإخْلاص ِ
أحضنُها
وأحرسُها
وأوْصِلُها أماناتٍ
إلى الأجيالِ ِ
ما عِشْتُ الحَيَاة ْ
قوليْ لهمْ
أنا بالحِجَابِ عَزِيْزَة ٌ
أنا بالشُّمُوْخِ جَدِيْرَة ٌ
أنا بالوقارِ أبيَّة ٌ
أنا فِيْ الطَّريقِ عفيفة ٌ
وحَييَّة ٌ
وكأنَّني مازلتُ في قلبِ الصَّلاة ْ
هَذِيْ أنَا خيرُالنِّساء ِ
وخيرُ من عاشتْ بأكنافِ الحياءْ
هذي أنا رمزُ الطّهارة والنَّقاءْ
أنا لنْ أفارقَ نخْوَتِيْ
أنا لن أصَعِّرَ وجنَتِيْ
منْ أجلِّ عشَّاق الفناءْ
أنا للشَّآمةِ راية ٌ
أنابالصُمودِ عريقة ٌ
ماكنتُ مثْلَ نِعَاجِهمْ
عبداًلأهْوَاءِ الأنَا(1/3927)
أنا لنْ أُذ ِلَّ عشيرَتِيْ
فليَعْلَم ِْالجبناءُ مَنْ تلْكَ الفتَاة ْ
شعر
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم 0000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن
---
الازهري المصري
09-24-2004, 06:25 AM
بارك الله فيكِ اختاه وايتاذنك في نقله الى موضوع :الحملة الاولى لمواجهة التبرج
---
zahya
09-24-2004, 01:37 PM
وبارك الله فيك أخي الفاضل
لك ذلك فهي في سبيل الله
أختك
بنت البحر
---
(1/3928)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عبر وفوائد من قصة عجيبة وقعت لإمام مسجد
---
عبر وفوائد من قصة عجيبة وقعت لإمام مسجد
---
عبدالرحمن السديس
11-24-2005, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وبارك على المبعوث رحمة للعالمين .. أما بعد :
فإن القصَصَ لها تأثير كبير في نفس سامعها ، ولذا قال الله تعالى { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
وقال تعالى : {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ }
وقال تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } .
ففي القصة عبرة ، وعظة ، ومتعة ، ولذا أصبحت القصة فنا من فنون الأدب ..
ذكر الحافظ ابن كثير البداية والنهاية ج: 11/89 ، في ترجمة الخليفة العباسي المعتضد
قصة عجيبة هذا نصها :
ذكر القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال: كان لي على بعض الأمراء مال كثير فماطلني ومنعني حقي ، وجعل كلما جئت أطالبه حجبني عنه ، ويأمر غلمانه يؤذونني ؛ فاشتكيت عليه إلى الوزير ؛ فلم يفد ذلك شيئا ، وإلى أولياء الأمر من الدولة = فلم يقطعوا منه شيئا ، وما زاده ذلك إلا منعا وجحودا .
فأيست من المال الذي عليه ، ودخلني هَمٌ من جهته ، فبينما أنا كذلك ، وأنا حائر إلى من أشتكي إذ قال لي رجل: ألا تأتي فلانا الخياط إمام مسجد هناك ؟
فقلت: وما عسى أن يصنع خياط مع هذا الظالم ،وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه ؟
فقال لي: هو أقطع ، وأخوف عنده من جميع من اشتكيت إليه ؛ فاذهب إليه لعلك أن تجد عنده فرجا.
قال : فقصدته غير محتفل في أمره ، فذكرت له حاجتي ، ومالي ، وما لقيت من هذا الظالم.(1/3929)
فقام معي فحين عاينه الأمير قام إليه وأكرمه واحترمه ، وبادر إلى قضاء حقي الذي عليه فأعطانيه كاملا من غير أن يكون منه إلى الأمير كبير أمر ! غير أنه قال له: ادفع إلى هذا الرجل حقه و إلا أذّنت ؛ فتغير لون الأمير ، ودفع إلى حقي .
قال التاجر: فعجبت من ذلك الخياط مع رثاثة حاله وضعف بنيته كيف أنطاع ذلك الأمير له ،
ثم إني عرضت عليه شيئا من المال ، فلم يقبل مني شيئا ، وقال: لو أردت هذا لكان لي من الأموال ما لا يحصى فسألته عن خبره ؟ وذكرت له تعجبي منه ، وألححت عليه ،
فقال: إن سبب ذلك أنه كان عندنا في جوارنا أمير تركي من أعالي الدولة وهو شاب حسن فمر به ذات يوم امرأة حسناء قد خرجت من الحمام ، وعليها ثياب مترفة ذات قيمة ، فقام إليها وهو سكران ، فتعلق بها يريدها على نفسها ليدخلها منزله ، وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها : يا مسلمين أنا امرأة ذات زوج ، وهذا الرجل يريدني على نفسي ، ويدخلني منزله ، وقد حلف زوجي بالطلاق أن لا أبيت في غير منزله ، ومتى بت ها هنا طلقت منه ، ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام ولا تغسله المدامع !(1/3930)
قال الخياط: فقمت إليه فأنكرت عليه ، وأردت خلاص المرأة من يديه فضربني بدبوس في يده ؛ فشج رأسي ، وغلب المرأة على نفسها ، وأدخلها منزله قهرا ، فرجعت أنا فغسلت الدم عنى ، وعصبت رأسي وصليت بالناس العشاء ، ثم قلت للجماعة: إن هذا قد فعل ما قد علمتم ، فقوموا معي إليه لننكر عليه ، ونخلص المرأة منه ، فقام الناس معي ، فهجمنا عليه داره ، فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي والدبابيس يضربون الناس ، وقصدني هو من بينهم ، فضربني ضربا شديدا مبرحا ، حتى أدماني وأخرجنا من منزله ، ونحن في غاية الإهانة فرجعت إلى منزلي ، وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع ، وكثرة الدماء ، فنمت على فراشي ، فلم يأخذني نوم ، وتحيرت ماذا أصنع حتى أنقذ المرأة من يده في الليل ؛ لترجع فتبيت في منزلها حتى لا يقع .. الطلاق!
فألهمت أن أؤذن الصبح في أثناء الليل لكي يظن أن الصبح قد طلع فيخرجها من منزله فتذهب إلى منزل زوجها فصعدت المنارة ، وجعلت أنظر إلى باب داره ، وأنا أتكلم على عادتي قبل الأذان ، هل أرى المرأة قد خرجت ، ثم أذنت فلم تخرج ، ثم صممت على أنه إن لم تخرج أقمت الصلاة حتى يتحقق الصباح ؛
فبينا أنا أنظر هل تخرج المرأة أم لا ؟
إذ امتلأت الطريق فرسانا ورجالة وهم يقولون: أين الذي أذن هذه الساعة ؟!
فقلت: ها أنا ذا ، وأنا أريد أن يعينوني عليه فقال : انزل فنزلت ، فقال : أجب أمير المؤمنين فأخذوني ، وذهبوا بي لا أملك من نفسي شيئا حتى أدخلوني عليه ، فلما رأيته جالسا في مقام الخلافة ارتعدت من الخوف ، وفزعت فزعا شديدا فقال: ادن ، فدنوت فقال لي: ليسكن روعك ، وليهدأ قلبك ، وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي .
فقال: أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
فقال: ما حملك على أن أذنت هذه الساعة ، وقد بقي من الليل أكثر مما مضى منه ؛ فتغر بذلك الصائم والمسافر والمصلي وغيرهم ؟!(1/3931)
فقلت: يؤمنني أمير المؤمنين حتى أقص عليه خبري؟
فقال: أنت آمن. فذكرت له القصة قال: فغضب غضبا شديدا ، وأمر بإحضار ذلك الأمير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا !
فأحضرا سريعا فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات ، ومعهن ثقة من جهته أيضا ، وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها والإحسان إليها ، فإنها مكرهة ومعذورة ،
ثم أقبل على ذلك الشاب الأمير فقال: له كم لك من الرزق؟ وكم عندك من المال؟ وكم عندك من الجوار والزوجات؟
فذكر له شيئا كثيرا.
فقال: له ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك؟! حتى انتهكت حرمة الله ، وتعديت حدوده ، وتجرأت على السلطان ، وما كفاك ذلك أيضا ، حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ، ونهاك عن المنكر ؛ فضربته وأهنته وأدميته ، فلم يكن له جواب ؛ فأمر به فجعل في رجله قيد ، وفي عنقه غل ثم أمر به فأدخل في جوالق [وعاء] ثم أمر به ، فضرب بالدبابيس ضربا شديدا حتى خفت ! ثم أمر به فألقي في دجلة ! فكان ذلك آخر العهد به !
ثم أمر بدرا صاحب الشرطة أن يحتاط على ما في داره من الحواصل والأموال التي كان يتناولها من بيت المال ،
ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط: كلما رأيت منكرا صغيرا كان أو كبيرا ولو على هذا ! ـ وأشار إلى صاحب الشرطة ـ ؛ فأعلمني ، فإن اتفق اجتماعك بي ، و إلا فعلى ما بيني وبينك الأذان ؛ فأذن في أي وقت كان ، أو في مثل وقتك هذا .
قال: فلهذا لا آمر أحدا من هؤلاء الدولة بشيء إلا امتثلوه ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خوفا من المعتضد ، وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن !. اهـ .
هذا القصة العجيبة الغريبة ، وإن لم يتحقق ثبوتها إلا أن فيها عبرا كثير منها :
* الحذر من معاملة الكبراء ، والظلمة ، ومَن لا يستطيع المرء إخراج حقه منهم .(1/3932)
* خبث هذا الأمير ، وبخله ، فبدلا من أن يعطيه حقه ، ويشكره فعل ما فعل من أذيته ، والتهرب منه ، وهذا ـ مع الأسف ـ انتشر الآن ، فقل من يفي من غير مماطلة مما سبب قلة المعروف بين الناس .
* قول الرجل فأيست من المال .. الخ
غلط فعلى المسلم أن لا ييأس من رحمة الله ، وعليه أن يلح في الدعاء ، ويكثر الالتجاء إلى الله حتى يرفع عنه البلاء قال تعالى : { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } (87) سورة يوسف .
* يؤخذ من رفض إمام المسجد (الخياط) أخذ المال الذي عرض عليه التاجر..
عِظَمُ شأن هذا الرجل ، وزهده في الدنيا ، وتعففه عن المال ، وابتغاؤه ثواب الله بهذا الجاه الذي حصل له من الله .
* في القصة : ( فمرت به امرأة حسناء )
يؤخذ منه أن خروج المرأة غير متحجبة بالحجاب الشرعي ، وظهور شيء من محاسنها يغري بها أهل الفساد ، والمجون ويُعرضها للفتن ، وهذا مشاهد ، فيندر أن يتعرض الفساق للمرأة المحتشمة .
* في القصة ( عليها ثياب مترفة ذات قيمة )
أن خروج المرأة بالثياب الرفيعة ، وإظهارها زينتها في الملبس = سبب للافتتان بها .
فانظروا إلى بعض ما يلبس النساء اليوم من العباء المخصر والمزركش ..
هل هذا ستر ؟ أليس القصد من هذا اللباس ستر المفاتن فما باله أصبح الفاتن !
* أن خروج المرأة لوحدها يعرضها للمخاطر خصوصا إن كانت شابة ذات هيئة ، ويلاحظ أنه لا يكفي أن تخرج معها امرأة مثلها ، أو صبي ؛ لأنهم لا يغنون عن أنفسهم شيئا ، فعن غيرهم أولى ، وهذا مع الأسف منتشر في الأسواق ، والمستشفيات ، وغيرها ..
* أن الخمر أم الخبائث ، فهذا الرجل لما سكر تعدى الحرمات جهارا ، ولم يراع أحدا ولم يخش عاقبة فعله ؛ لأنه لا عقل له .
* لما تعلق هذا الرجل بالمرأة قالت : يا مسلمين .. الخ(1/3933)
انظروا في الشدة نادت المسلمين ؛ لينقذوها ، وينصروها ، وقد كانت قبل قليل سببا لفتنتهم بها ، بل ربما لو نُصحت لردت بقبيح من القول ـ كما تفعله بعضهن ـ ، وفي الشدة لا ينفعها إلا الناصح .
* قول المرأة حلف زوجي بالطلاق .. الخ
عجيب أمر هذا الزوج يتركها تخرج ، وحدها متبرجة بكامل الزينة ، ثم يحلف عليها بالطلاق ! غلط على غلط ، والحلف بالطلاق منكر ، وقد انتشر عند بعض الناس لأتفه الأسباب وقد قال الله تعالى : ( ولا تتخذوا آيات الله هزواً ) .
وأمثال هذا الزوج اليوم كثير مما ضعفت أو ماتت غيرتهم فلا دين ولا مروءة .
* قالت المرأة : (ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام ولا تغسله المدامع .. الخ ).
هذا حق حمانا الله وإياكم ، فلم يعرض الإنسان نفسه ، وأهله للفتن والشر ، ويعتاد السلامة ، فإنه إذا وقع المكروه ـ نسأل الله السلامة ـ لا ينفع الندم .
* وجوب إنكار المنكر بحسب الاستطاعة كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ".
وعليه فلا ينتقل من مرتبة الإنكار باليد إلى اللسان مع القدرة ، فإن فعل فهو مقصر ، وهكذا من مرتبة اللسان إلى القلب مثل الأب في بيت أهله ..
* قول إمام المسجد (الخياط) : (ثم صليت بالناس العشاء ثم قلت للجماعة .. الخ .)
يستفاد منه أن الإنسان إذا لم يستطيع أن يمنع المنكر بنفسه ينتقل إلا من يعينه على إزالته ، و يجوز أن يستعدي عليه من له قدرة على التغيير ، ولا يسكت ، ويقول: أديت الذي عليّ .
* قوله ( فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم )
عجيب هذا الرجل يهان مرتين ، ويضرب ، وتخرج منه الدماء ، ومع ذلك لم ييأس ؛ لأن باله مشغول بتغيير المنكر ، فمن منا إذا رأى منكراً اهتم له مثل هذا ؟! الله المستعان .
* قوله : (فألهمت أن أؤذن الصبح ... )(1/3934)
على الإنسان أن يفعل وسعه لرفع الظلم ، ودفع المنكر ، ويجتهد في ذلك .
وأن الإنسان إذا عمل ما يستطيع فقد أعذر عند الله ، ولا يؤاخذ بذنب غيره ، وإنما المشكلة السكوت على المنكر .
* حكمة الخليفة في ملاطفته للرجل حتى يذهب عنه الخوف .. فعل هذا ليعرف الباعث له على هذا الفعل ، وهذا مهم في حل المشكلة ، ولم يدفعه للجلادين ، والمحققين ليخرجوا منه الاعتراف بالقوة .
* من حكمة الخليفة أنه بين لإمام المسجد (الخياط) ما يترتب على آذانه الفجر قبل نصف الليل فقال : فتغر الصائم ، والمسافر ، والمصلي .. الخ .
فلم يكتف هو بمعرفة الخطأ ، ثم المحاسبة عليه ، بل أعلمه وجه غلطه ، وما ترتب على فعله من أضرار ..
وهكذا ينبغي للآباء ، والمربين إذا شاهدوا خطأ أن يبينوا للمخطئ وجه الخطأ = حتى يتركه عن اقتناع ، و إلا سيعود إليه إن غِبت عنه ، ويتركه فقط من أجلك .
* حكمة الخليفة عندما قال إمام المسجد (الخياط) يؤمنني أمير المؤمنين : فقال مباشرة أنت آمن ..
* قوة الخليفة وعدله وانتصاره لمحارم الله عندما غضب وأمر أن يحضروا مباشرة ..
* حكمة الخليفة عندما بعث بالمرأة مباشرة مع نساء ، ورجل ثقات من عنده ، وأمْرِهِ زوجها بالصفح عنها ؛ لأنها مكرهة .
* حكمة الخليفة في مخاطبة الأمير الفاسق ، وتقريره بنعم الله عليه من الأموال ، والجوار ، والنساء ؛ فكفر بنعمة الله ، وتعدى محارم الله ، وحدوده ، وتجرأ على السلطان عندما تعرض للمرأة في الشارع أمام الناس من غير خوف ، ولا حياء ، وتجرأ على من أمره بالمعروف ، ونهاه عن المنكر .. فقد جمع بين أنوع من القبائح ، ولذا لم يكن منه جواب ، فكان لا بد من عقوبة قاسية تناسب من بلغ هذه المرتبة من الفساد والجرأة .
* إيقاع العقوبة الشديدة والتنكيل برؤوس الفساد سبب في إقلاع بقية الناس ، فلما عاقب الخليفة هذا الأمير بهذه العقوبة انزجر بقية الأمراء ، ولذا لم يحتج الرجل أن يؤذن أبدا !(1/3935)
* تمكين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومساندتهم = سبب في زوال كثير من المنكرات ، وسلامة سفينة المجتمع من الغرق . قال تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2005, 02:41 PM
أحسن الله إليك وزادك فقهاً وعلماً. فقد أحسنت وأجملت ، ونعمَ ما قلتَ !
---
محمد أحمد فاضل
11-30-2005, 03:08 AM
جزاك الله كل الخير ونفعنا والمسلمين بهذه القصة.
---
عبدالرحمن السديس
12-02-2005, 11:55 PM
أحسن الله إليكم
---
(1/3936)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا صحيح ؟ ومن هو القاشاني الذي يكثر القاسمي النقل عنه ؟
---
هل هذا صحيح ؟ ومن هو القاشاني الذي يكثر القاسمي النقل عنه ؟
---
أبو صفوت
12-30-2003, 02:45 PM
السلام عليكم
قال القاسمي في تفسير قوله تعالى ( لا أقسم بيوم القيامة) إلى قوله ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ) وحذف جواب القسم لدلالة قوله ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ) عليه وهو لتبعثن .قال القاشاني : المراد بالقيامة هنا الصغرى لهذه الدلالة بعينها . فهل تفسير القاشاني للقيامة بالصغرى صحيح وحتى لوحملناها كما قال على البعث فإن البعث لا يكون إلا عند القيامة الكبرى
فهل أصاب القاشاني وأخطأت أنا في الفهم أرجو من مشايخنا التوضيح
---
أبو صفوت
12-31-2003, 10:25 PM
للرفع
---
أبو صفوت
01-03-2004, 08:31 AM
هل من مجيب
---
(1/3937)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > «(والتفّتِ الساقُ بالساقِ)»
---
«(والتفّتِ الساقُ بالساقِ)»
---
خالد الشبل
09-16-2006, 12:54 PM
ما معنى الآية؟ ومتى يكون هذا؟
ادعُ لأخيك خالد
---
روضة
09-16-2006, 02:12 PM
جاءت هذه الآية الكريمة في سياق آيات تصور مشهد الاحتضار وانتزاع الروح من الجسد، وما يساور الإنسان في تلك اللحظة من خلجات ومشاعر مليئة بالخوف من الفراق، والرغبة في التخلص من الشدة التي تحيط بالمحتضر بأي وسيلة، ، فجاء قوله تعالى: { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } يصف حالة الكرب التي تلف المحتضر، والهول الذي يداهمه، وكلمة الساق استخدمت عند العرب بمعنى الشدة، فالعرب تقول: قامت الحرب على ساقها، أي: اشتدت، ولهذا شواهد كثيرة، ذكرها د. أحمد نوفل في بحث كتبه في قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق).
ونجد قولاً آخر لبعض المفسرين يحمل معنى الساق على العضو المعروف، والمعنى أن ساقا الميت تلتفا عند الموت، أو تلتفا في الكفن.
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:13 PM
قوله تعالى: «و ظن أنه الفراق» أي و علم الإنسان المحتضر من مشاهدة هذه الأحوال أنه مفارقته للعاجلة التي كان يحبها و يؤثرها على الآخرة.
قوله تعالى: «و التفت الساق بالساق» ظاهره أن المراد به التفاف ساق المحتضر بساقه ببطلان الحياة السارية في أطراف البدن عند بلوغ الروح التراقي.
و قيل: المراد به التفاف شدة أمر الآخرة بأمر الدنيا، و قيل: التفاف حال الموت بحال الحياة، و قيل: التفاف ساق الدنيا و هي شدة كرب الموت بساق الآخرة و هي شدة هول المطلع.
و لا دليل من جهة اللفظ على شيء من هذه المعاني نعم من الممكن أن يقال: إن المراد بالتفاف الساق بالساق غشيان الشدائد و تعاقبها عليه واحدة بعد أخرى من حينه ذلك إلى يوم القيامة فينطبق على كل من المعاني.(1/3938)
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين ...
---
العتيق
09-29-2006, 12:49 AM
ذكر الطبري رحمه الله تحت هذه الآية ستة أقوال , يمكن إرجاعها إلى قولين أساسين هما :
1 ـ التفت شدة أمر الدنيا بشدة أمر الآخرة . روي ذلك عن ابن عباس , ومجاهد , والحسن , والربيع , وقتادة , والضحاك , وإسماعيل بن أبي خالد , وابن زيد ( وله كلام لعلي أفرده بالحديث لنفاسته وجماله ) .
2 ـ التف أمرٌ بأمرٍ . قاله أبو عيسى .
3 ـ التف بلاءٌ ببلاءٍ . قاله مجاهد .
وهذه الأقوال ترجع إلى القول الأول , وإن اختلفت العبارة. والمراد بالساق على ذلك هو المعنى المجازي , وشواهده في اللغة معروفة . وهو اختيار الطبري , وأبي جعفر النحاس كما نقله عنه القرطبي رحمهم الله .
4 ـ التفت ساقا الميت إذا لفتا في الكفن . قاله الحسن .
5 ـ التفاف ساقي الميت عند الموت . قاله الشعبي , وأبو مالك , وقتادة .
6 ـ يبسهما عند الموت . قاله أبو مالك .
وهذه الأقوال الثلاثة ترجع إلى معنى واحد ، وهو أن المراد بالساق في الآية هو العضو المعروف . ويكون المراد بالتفاف الساقين موتهما , وضم إحداهما إلى الأخرى في الكفن ؛ خشية يبسهما .
وهذا التعدد في الأقوال هو من قبيل اختلاف التنوع الذي يرجع فيه إلى أكثر من معنى , وسببه الاختلاف في حمل اللفظ على الحقيقة أو المجاز . لذا فلعل الأقرب ـ والله أعلم ـ أنه يمكن حمل اللفظ على المعنيين كليهما ؛ إذ لا تعارض بينها , وهو اختيار ابن عاشور رحمه الله .
---
خالد الشبل
10-04-2006, 11:55 AM
جاءت هذه الآية الكريمة في سياق آيات تصور مشهد الاحتضار وانتزاع الروح من الجسد ... فجاء قوله تعالى: { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } يصف حالة الكرب التي تلف المحتضر، والهول الذي يداهمه، وكلمة الساق استخدمت عند العرب بمعنى الشدة...(1/3939)
ونجد قولاً آخر لبعض المفسرين يحمل معنى الساق على العضو المعروف، والمعنى أن ساقا الميت تلتفا عند الموت، أو تلتفا في الكفن.
بارك الله فيك، أختي روضة
على القول الأول بأن هذا في حالة الاحتضار، وهو المتبادر إلى الذهن، لأن الله - تعالى - قال: ( كلا إذا بلغت التراقي. وقيل من راق. وظن أنه الفراق ) فهل تلتف الساقان في ذلك الموقف؟ أما في في الكفن فليس في حالة الاحتضار.
---
(1/3940)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحاديث نسخ التلاوة رواية ودراية .
---
أحاديث نسخ التلاوة رواية ودراية .
---
لطفي الزغير
01-29-2006, 07:15 PM
هذا ملخص سريع لبحثي الموسوم ب(( أحاديث نسخ التلاوة رواية ودراية )) .
القسم الأول : أحاديث نسخ التلاوة رواية .
أولاً : بيان حال أحاديث نسخ التلاوة، وهذا يسلزم الكلام على أحاديث نسخ التلاوة جملة، ثم الكلام على كل حديث على الإفراد .
1 ) رويت الأحاديث التي فيها ذكر لنسخ التلاوة أو الكلام على آية نُسخت من قبل عدد كبير من الصحابة وصل إلى اثنين وعشرين صحابياً وهم ( عمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وسهل بن حنيف ،وزيد بن ثابت ، وعبادة بن الصامت ، وعائشة ، والعجماء خالة سهل بن حنيف ، وعمرو بن العاص ، وأبي واقد اللثي ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي موسى الأشعري ، وأبي هريرة ، وزيد بن أرقم ، وابن مسعود ، وبريدة ،وابن الزبير ، وأبي أمامة ، وأبي سعيد الخدري ، وسمرة بن جندب ، وجابر بن عبد الله ، وكعب بن عياض ).
2 ) حديث الشيخ والشيخة بكافة ألفاظه رواه كا من : ( عمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وسهل بن حنيف ،وزيد بن ثابت ، وعبادة بن الصامت ، وعائشة ، والعجماء خالة سهل بن حنيف ، وعمرو بن العاص )
3 ) حديث لو كان لابن آدم واديان من رواهما كل من : أنس ، وابن الزبر ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وبريدة ، وأبي سعيد ، وسمرة ، وعائشة ، وجابر ، وأبي أمامة ، وكعب بن عياض ) .
يتبين مما سبق أن أحاديث نسخ التلاوة وصلت إلى حد التواتر جملة ، بل ووصل حديثان على الإفراد منها إلى درجة التواتر ، ولهذا حكم العلاوة الوزبيدي في نظم المتناثر بتواتر حديث (( لو كان لابن آدم واديان من ذهب ... )) .(1/3941)
ثانياً وردت ألفاظ عن عدد من الصحابة تصب في هذا الاتجاه كقولهم ، نسخت أو رفعت ، كانت مما يقرأ من القرآن ، وهذه الألفاظ وردت عن عدد من الصحابة وصل إلى حد التواتر ، مما يفيدنا حضور هذا المعنى في أذهان الصحابة رضوان الله عليهم .
ثالثاً : إن هذه الأحاديث قد اشتملت عليها أمَّات كتب كالصحيحين ، والسنن والمسانيد ، ورواية أصحاب الكتب لهذه الأحاديث يفيد ارتضاؤهم لها وبخاصة صاحبي الصحيح الذين اشترطا الصحة ، ثم ما اشترطه سواهما من أنهما لم يرويا إلا مقبولاً أو معمولاً به .
وهذا كله يبين أن أهل الحديث ارتضوا هذه الأحاديث ورووها بكثرة وصلت إلى التواتر ، فما على من ينكر هذا إلا أن يقرع الحجة بالحجة ويثبت عدم التواتر بالدليل لا بالصياح والعويل ، والكلام العاري عن المنهج والدليل .
يتبع القسم الثاني أحاديث نسخ التلاوة دراية .... إن شاء الله تعالى .
---
سيف الدين
02-01-2006, 11:14 PM
الاخ لطفي حفظك الله تعالى
1- أرجو منك ان تذكر من قال بتواتر الاحاديث التي ذهبت اليها من علماء الحديث وممن هم حجة في الحديث
2- بعض كتب الاصول كالابهاج والمحصول لم تذهب الى ان حديث الشيخ والشيخة هو آية اصلا .. فهل كفرا بهذا الانكار؟
وأسأل الله الهداية ..
---
سيف الدين
02-02-2006, 08:34 PM
الاخ الدكتور لطفي
لم أتمعن في ما كتبته في ركن آخر من المنتدى .. لذا أرجو قبول اعتذاري عن طرح ما سألت .. أرى ربما يجب تأجيل الاسئلة حتى تنشر بحثك .. وجزاك الله كل خير ..
---
لطفي الزغير
02-03-2006, 09:00 PM(1/3942)
الأخ الكريم سيف الدين وفقه الله تعالى وكذا جميع الأخوة الذين يقرأون هذا الملخص المقتضب ، إن هذا الملخص هو في الأصل بحثٌ من ثلاثة مباحث ، أولها أحاديث النسخ رواية ، وثانيها أحاديث نسخ التلاوة دراية ، وثالثها في الرد على الشبهات وما يرد على هذا الموضوع ، ولسوف يكون التلخيص شديداً للمبحثين الأول والثاني ، أما فيما يتعلق بالرد على الشبهات وما يُثار حول نسخ التلاوة فلعلي أتناوله بتفصيل أكثر لكن باختصار لبعض الشبهات التي تناولتها في بحثي ، وفي المبحث الثالث إجابة عن بعض ما سألتم والله يحفظكم .
---
لطفي الزغير
02-17-2006, 02:41 PM
القسم الثاني : أحاديث نسخ التلاوة دراية
ملحوظة : القسم في هذا الملخص يُعادل المبحث ، في أصل البحث الذي أشرت إليه .
تناولت في هذا القسم ثلاثة أمور :(1/3943)
أولاً : إمكان نسخ التلاوة عقلاً ، وذلك من خلال التقسيم المنطقي للنسخ أولاً ، إذ إن الكاتبين في هذا الموضوع من أصوليين وعلماء قرآن قد ذكروا هذا التقسيم على سبيل الافتراض أولاً لأن العقل والمنطق لا يرفضه ، فالنسخ متعلق بالنص ، والنص له جانبان حكم ورواية ، فالنسخ قد يكون على أحدهما أو عليهما معاً ، فقد يكون نسخ للحكم ، أو نسخ للتلاوة ، أو للحكم والتلاوة معاً ، وقد ساق علماء الأصول والقرآن الأمثلة والأدلة على هذه الأقسام جميعاً ، بتفاوت في الكثرة والقلة بالترتيب الموجود ، فأكثر الأقسام عليه أدلة وأمثلة هو الأول ، ويليه نسخ التلاوة فقد ذكر عليه العلماء عدد من الأدلة ، ولم ينكره قديماً إلا قلة من الطوائف الأخرى ، والأمثلة التي ذكروها من الكثرة بمكان بحيث يطمئن الإنسان إلى وقوع هذا النوع من النسخ ، وليس من العقل والحكمة إنكار هذا والحكم على كل الأدلة التي استدل بها المثبتون بالإعدام ونفيها ، لا سيما وقد قدمت في القسم الأول تواتر أحاديث نسخ التلاوة ، ومن هنا تأتي فائدة التواتر لا لإثبات قرآنية هذه النصوص ، بل لتدعيم حجة من يقول بهذا النوع من النسخ كما سأبين ذلك في القسم الثالث إن شاء الله تعالى .
وقبل أن أنهي كلامي المختصر على هذه الجزئية أسوق كلاماً لأحد العلماء الذين ارتضوا العقل منهجاً وأخذوا بأحكامه في إثبات حصول نسخ التلاوة عقلاً ، ذلكم العلامة هو ابن عقيل الحنبلي ، فابن عقيل وإن كان حنبلياً في الفروع إلا أنه كان معتزلياً في الأصول وفي كلامه واستدلاله ردٌ على بعض علماء طائفته الذين أنكروا نسخ التلاوة ، وفي هذا الصدد يقول ( الواضح في أصول الفقه : 1/245) : والنسخ على ثلاثة أضرب : نسخ الحكم دون الرسم ، ونسخ الرسم دون الحكم ، ونسخ الرسم والحكم معاً .(1/3944)
فالأول : الوصية للوالدين والأقربين ، والاعتداد والتربص بعد وفاة الزوج حولاً ، وهما جميعاً يتليان في كتاب الله تعالى ، فنُسخت الوصية بآية المواريث ، ونُسخ الحول بالأربعة أشهر وعشراً .
والثاني : آية الرجم ، منسوخة الرسم من كتاب الله تعالى ،وهمَّ عمر بكتبها في حاشية المصحف ، وخاف أن الناس َ أن ينسبوا إليه الزيادة في المصحف ، وهي : ( لا ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم ، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم ) ، وهي ثابتة الحكم ، وهذا تعليق للحكم على الغالب ، وأن الشيخين يكونان محصنين ، وليس بتعليق على حقيقة السن ؛ لأن الشيخ والعجوز إذا لم يكونا تواطآ في نكاح صحيح جُلدا ، لكن هذا مما ذُكر فيه السن إحالة على غالب الحال معهما .
وكذلك ذكر التتابع في كفارة اليمين في قراءة ابن مسعود : (( ثلاثة أيام متتابعات )) نُسخ الرسم ، والحكم وهو التتابع باقٍ عندنا .
الثالث : مثل ما رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( كان فيما أنزل الله : عشر رضعات معلومات ، فنسخن بخمس معدودات ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مما يُقرأ من القرآن ، فكانت العشر منسوخة الرسم إذ لم نقف لها على رسم ، ومنسوخة الحكم إذ لم يبق بالعشر عبرة ، ولا تعلق التحريم عليها.(1/3945)
ثم ذكر رحمه الله تعالى إنكار بعض الأصولين فقال : 1/249 : وأنكر هذا قوم من الأصوليين ، ولا وجه للإنكار إذا صحت الرواية بذلك ؛ لأنَّه إن كان القول بالأصلح ، فقد يكون الأصلح رفعها ، كما كان في الوقت الذي تليت ونزلت الأصلح نزولها وتلاوتها ، وإن كان القول بمطلق المشيئة ، فيرفع الله ما يشاء كما ينزِّل وقد أعلم نبينا ليلة القدر ، ثم أنساه ورفعها ، يعني رفع علم النبي صلى الله عليه وسلم بها ، بدليل أنه قال فاطلبوها ، ولو كان الرفع لعينها لما أمر بطلبها ، وكذلك رفع علمنا بالسورة والآية ، لا أنَّه أعدما وأزال ذاتها ، وما خلا إنزالها من فائدة وهي الإيمان بها حيث كانت متلوة ، والتسليم لحكم الله حيث رُفعت ، وفي رفعها بعد الإنزال نوع بلوى ، قال الله سبخانه : ( وإذا بدَّ لتا آيةً مكان آيةٍ والله أعلمُ بما يُنَزِّل قالوا إنَّما أنت مُفترٍ بل أكثرهم لا يعلمون ) فيكون رفع ما أنزله ونسخ ما أحكمه زيادة في إيمان المؤمن بتسليمه لله ، وفتنة للذين في قلوبهم مرض .(1/3946)
ونظير هذا ما ذكره الطوسي في العدة في الأصول : 2/36 : فصل : في ذكر جواز نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ التلاوة دون الحكم جميع ما ذكرناه جائز دخول النسخ فيه لأن التلاوة إذا كانت عبادة والحكم عبادة أخرى جاز وقوع النسخ في أحديهما مع بقاء الآخر كما يصح ذلك في كل عبادتين ، وإذا ثبت ذلك جاز نسخ التلاوة دون الحكم والحكم دون التلاوة ، فإن قيل : كيف يجوز نسخ الحكم مع بقاء التلاوة وهل ذلك إلا نقض لكون التلاوة دلالة على الحكم لأنها إذا كانت دلالة على الحكم فينبغي أن يكون دلالة ما دامت ثابتة والا كان نقضا على ما بيناه ؟ قيل له : ليس ذلك نقضاً لكونها دلالة لأنها إنما تدل على الحكم ما دام الحكم مصلحة ،وأما إذا تغير حال الحكم وخرج من كونه مصلحة إلى غيره لم يكن التلاوة دلالة عليه وليس لهم أن يقولوا لا فائدة في بقاء التلاوة إذا ارتفع الحكم ، وذلك أنه لا يمتنع أن يتعلق المصلحة بنفس التلاوة وإن لم يقتض الحكم وإذا لم يمتنع ذلك جاز بقائها مع ارتفاع الحكم وليس لهم أن يقولوا إن هذا المذهب يؤدى إلى أنه يجوز أن يفعل جنس الكلام بمجرد المصلحة دون الإفادة وذلك مما تأبونه لأنا إنما نمنع في الموضع الذي أشاروا إليه إذا خلا الكلام من فائدة أصلاً وليس كبقاء التلاوة مع ارتفاع الكلام لأنها إفادة في الابتداء تعلق الحكم بها و قصد بها ذلك ، وإنما تغيرت المصلحة في المستقبل في الحكم فنسخ وبقى التلاوة لما فيها من المصلحة وذلك يخالف ما سأل السائل عنه ، وأما نسخ التلاوة مع بقاء الحكم فلا شبهة فيه ، لما قلناه من جواز تعلق المصلحة بالحكم دون التلاوة ، وليس لهم أن يقولوا إن الحكم قد ثبت بها فلا يجوز مع زوال التلاوة بقائه ، وذلك أن التلاوة دلالة على الحكم فليس في عدم الدلالة عدم المدلول عليه .(1/3947)
وبهذا يتبين أن إمكانية نسخ التلاوة عقلاً واقعة فعلاً ، والعقل لا يأباها ، ولقد تعمدت النقل عن عالمين من علماء الطوائف التي تميل إلى الإنكار أكثر ، وهم المعتزلة وورثتهم العقلانيون المحدثون ، والرافضة ، إذ استشهدت بنقل لابن عقيل ، وآخر للطوسي ، بل إن الطوسي يرى أن إثبات نسخ الحكم مع بقاء التلاوة أشد ، وتوسع في إثبات إمكانية ذلك ، وبناء على ذلك فنسخ التلاوة مع بقاء الحكم من باب تحصيل الحاصل كما تقدَّم عنه .(1/3948)
ثانياً : يمكن الاستئناس بمدى استشهاد العلماء بهذا النوع من النسخ وذكرهم له في مصنفاتهم ، وقد كفاني الدكتور أحمد نوفل في بحثه ( نسخ التلاوة بين النفي والإثبات) الذي الذي طبع في كتاب ( دراسات إسلامية وعربية ) ص 166 – 167 ، باستيعاب من ذكر هذا النوع ، وذكر العلماء له هو ارتضاء له ، وإلا فإن كل من نقل شيئاً من العلماء ولم يتبعه النقد فهو راضٍ عنه ، وإن قال قائل :ما هذا إلا متابعة من اللاحق للسابق فنقول :إنا بهذا ننفي عن هؤلاء العلماء الذين نعيش على نتاجهم صفة العلمية والتفكير والنقد ، وهذا ينزع الثقة من مؤلفاتهم وكتاباتهم ، وهنا أسجل نقدي لقول د . أحمد نوفل قبل أن أسرد بعض المصنفات التي ساقها وهي قوله ( ص165 ) : ومما يساعد على رواج هذه الروايات وجعلها مقبولة ومسنودة أنَّ المفسرين أو جلهم لم يُفسروا الآية الكريمة ( ما ننسخ من آية أو ننسسها ) إلا بما يوافق هذه الروايات ، فمعظمهم قائل إنَّ الإنساء أو النسيان إنما هو محو من الحافظة ، ومسخها من القلوب ومن صفحات العقول ، والنسخ نسخ حكم ، أو نسخ تلاوة وحكم . فكأن كل ما ذهب إله هؤلاء العلماء الأفذاذ لم يرض فضيلة الدكتور ، بل كأنه يراهم جميعاً مرددين لقول واحد كالببغاوات دون فقهٍ لما ينقلون ، وهذا إجحاف كبير بحق هؤلاء العلماء إذ إن ذكر واحد منهم قولاً فإنه يتبناه بعد دراسة وتمحيص لهذا القول ، وإن كان يعتقد خلافه فإنه يتعرض لهذا القول للنقض والنقد ، وما من عالم من هؤلاء العلماء إلا مارس ما أقول ف كتابه الذي نقل منه الدكتور الفاضل ، ولو أردت الاستدلال على ذلك لكثرت النقول وخرجت عن موضوع البحث .(1/3949)
و عند التدقيق في هذه القائمة نجدها لم تقتصر على علماء فن واحد فنجد العلماء من كل الفنون تقريباً ؛ علماء الأصول ، والفقه ، والقرآن ، والحديث ..... ، ثم إن لا نجد علماء طائفة واحدة قالوا بهذا النوع من النسخ ، فهناك أهل السنة وهم السواد الأعظم ، وهناك علماء المعتزلة ، وعلماء الشيعة ، والإباضية وغيرهم .
وهذا ذكر لأبرز من يمكن أن نذكره في هذه العجالة ممن قال بنسخ التلاوة : فمن المفسرين غالبيتهم العظمى بغض النظر عن الطائفة أو الانتماء ، ومنهم على سبيل المثال : ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن كثير ، ، والنسفي ، والبغوي ، وابن عطية ، والقرطبي ، والطوسي ، والطبرسي ، واطفيش في تيسير التفسير ، والزمخشري وووووو ... ومن علماء علوم القرآن الذين ذكروا ذلك : الزركشي في البرهان ، والسيوطي في الإتقان ،والزرقاني في المناهل ،... ومَنّ كَتَبّ في الناسخ والمنسوخ كالنحاس ، وابن حزم ، وابن سلامة البغدادي ، وابن الجوزي ، وغير هؤلاء كثير ، ومن الأصوليين كثير أيضاً : منهم الرازي في المحصول ، والغزالي في النخول ، والأصول للسرخسي ، وابن حزم ، والآمدي ، ومن المحدثين شُرَّاح الحديث الذين تعرضوا لشرح أحاديث نسخ التلاوة ومنهم على سبيل المثال : ابن حجر ،
وهذه القائمة سرد لنماذج ممن قالوا بهذا النوع من النسخ من علماء الفنون المختلفة ،لأبين أن منسوخ التلاوة جائز عقلاً ، ولو قلنا خلاف ذلك فإنَّا نتهم كل هؤلاء العلماء بمجافاة آرائهم لأحكام العقل وهذا ما لا يقول به عاقل .(1/3950)
ثالثاً : الاستدلال على نسخ التلاوة من خلال أقوال العلماء وتوجيهاتهم لقوله تعالى : ) ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها( وقوله تعالى : ) وإذا بدَّ لتا آيةً مكان آيةٍ والله أعلمُ بما يُنَزِّل قالوا إنَّما أنت مُفترٍ بل أكثرهم لا يعلمون ( ففيما يتعلق بالآية الأولى : قال الطبري 1/476 : اختلفت القراءة في قوله ذلك فقرأها قراء أهل المدينة والكوفة أو ننسها ولقراءة من قرأ ذلك وجهان من التأويل أحدهما أن يكون تأويله ما ننسخ يا محمد من آية فنغير حكمها أو ننسها وقد ذكر أنها في مصحف عبد الله ما ننسك من آية أو ننسخها نجيء بمثلها فذلك تأويل النسيان وبهذا التأويل قال جماعة من أهل التأويل ، ذكر من قال ذلك حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد عن قتادة قوله ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها كان ينسخ الآية بالآية بعدها ويقرأ نبي الله الآية أو أكثر من ذلك ثم تنسى وترفع حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله ما ننسخ من آية أو ننسها قال كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه ما شاء وينسخ ما شاء حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان عبيد بن عمير يقول ننسها نرفعها من عندكم حدثنا سوار بن عبد الله قال ثنا خالد بن الحرث قال ثنا عوف عن الحسن أنه قال في قوله أو ننسها قال إن نبيكم أقرىء قرآنا ثم نسيه وكذلك كان سعد بن أبي وقاص يتأول الآية إلا أنه كان يقروها أو تنسها بمعنى الخطاب لرسول الله كأنه عني أو تنسها أنت يا محمد ذكر الأخبار بذلك حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ثنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن القاسم قال سمعت سعد بن أبي وقاص يقول ما ننسخ من آية أو ننسها قلت له فإن سعيد بن المسيب يقرؤها أو ننسها قال فقال سعد إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب قال الله سنقرئك فلا تنسى واذكر ربك إذا نسيت(1/3951)
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا هشيم قال ثنا يعلى بن عطاء قال ثنا القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي قال سمعت ابن أبي وقاص يذكر نحوه حدثنا محمد بن المثنى وآدم العسقلاني قالا جميعا عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت القاسم بن ربيعة الثقفي يقول قلت لسعد بن أبي وقاص إني سمعت ابن المسيب يقرأ ما ننسخ من آيةوفي 1/477 : أو ننسها فقال سعد إن الله لم ينزل القرآن على المسيب ولا على ابنه إنما هي ما ننسخ من آية أو تنسها يا محمد ثم قرأ سنقرئك فلا تنسى واذكر ربك إذا نسيت حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله ما ننسخ من آية أو ننسها يقول ننسها نرفعها وكان الله تبارك وتعالى أنزل أمورا من القرآن ثم رفعها والوجه الآخر منهما أن يكون بمعنى الترك من قول الله جل تعالى .
ويحسن هنا أن أذكر أيضاً آراء علماء المعتزلة في تفسير هذه الآية ، قال الزمخشري ( الكشاف : 1/87 ) : ونسخ الآية إزالتها بإبدال أخرى مكانها ، وإنساخها الأمر بنسخها ، وهو أن يأمر جبريل عله السلام بأن يجعلها منسوخة بالإعلام بنسخها ، ونسؤها تأخيرها وإذهابها لا إلى بدل ، وإنساؤها أن يذهب بحفظها عن القلوب . والمعنى : أن كل آية يُذهب بها على ما توجبه المصلحة ، من إزالة لفظها وحكمها معاً ، أو من إزالة أحدهما إلى بدل أو غير بدل ( نأت بخير منها ) .(1/3952)
قال الطوسي في التبيان : 1/294 : واختلفوا في كيفية النسخ على أربعة أوجه: قال قوم: يجوز نسخ الحكم والتلاوة من غير إفراد واحد منهما عن الآخر. - وقال آخرون: يجوز نسخ الحكم دون التلاوة. - وقال آخرون: يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ، كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله. - وقالت فرقة رابعة: يجوز نسخ التلاوة وحدها، والحكم وحده، ونسخهما معا - وهو الصحيح - وقد دللنا على ذلك، وأفسدنا سائر الأقسام في العدة في أصول الفقه. وذلك أن سبيل النسخ سبيل سائر ما تعبد الله تعالى به، وشرعه على حسب ما يعلم من المصلحة فيه فإذا زال الوقت الذي تكون المصلحة مقرونة به، زال بزواله. وذلك مشروط بما في المعلوم من المصلحة به، وهذا القدر كاف في إبطال قول من أبى النسخ - جملة - واستيفاؤه في الموضع الذي ذكرناه.
وقال الطبرسي ( مجمع البيان : 1/338) :والنسخ في القرآن على ضروب منها: أن يرفع حكم الآية وتلاوتها، كما روي عن أبي بكر أنه قال: كنا نقرأ (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم). ومنها: أن تثبت الآية في الخط، ويرفع حكمها كقوله (وإن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم) الآية. فهذه ثابتة اللفظ في الخط، مرتفعة الحكم. ومنها ما يرتفع اللفظ، ويثبت الحكم، كآية الرجم، فقد قيل: إنها كانت منزلة، فرفع لفظها. وقد جاءت أخبار كثيرة بأن أشياء كانت في القرآن، فنسخ تلاوتها. فمنها ما روي عن أبي موسى، أنهم كانوا يقرأون: " لو أن لابن آدم واديين من مال، لابتغى إليهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب " ثم رفع. وعن انس أن السبعين من الأنصار الذين قتلوا ببئر معونة، قرأنا فيهم كتابا. " بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا، وأرضانا) ثم إن ذلك رفع.(1/3953)
على كل حال لو أردنا استيعاب أقوال العلماء في تفسير هذه الآية فإن ذلك يطول ، لكننا نقول باطمئنان إن جمهور علماء التفسير ، بل الجمهرة الغالبة منهم يرون أن هذه الآية يُفهم منها النص على منسوخ التلاوة ، فإذا ما أضفنا إليها قوله تعالى : ) وإذا بدَّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلمُ بما يُنَزِّل قالوا إنَّما أنت مُفترٍ بل أكثرهم لا يعلمون ( ، وأقوال المفسرين فيها لا يختلف عن خلاصة أقوالهم في تفسير آية ما ننسخ ، قال الطبري في تقسيره : 14/176 ): وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ) وإذا بدلنا آية مكان آية ( قال أهل التأويل ، ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء وحدثني المثنى قال : ثنا أبو حذيفة قال : ثنا شبل وحدثني المثنى قال : أخبرنا إسحاق قال : ثنا عبد الله عن ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : وإذا بدلنا آية مكان آية :رفعناها فأنزل غيرها ، حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : وإذا بدلنا آية مكان آية، قال : نسخناها بدلناها : رفعناها وأثبتنا غيرها ، حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله : وإذا بدلنا آية مكان آية هو كقوله ما ننسخ من آية أو ننسها ، حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : وإذا بدلنا آية مكان آية، قالوا : إنما أنت مفتر ،تأتي بشيء وتنقضه فتأتي بغيره قال : وهذا التبديل ناسخ ، ولا نبدل آية مكان آية إلا بنسخ .
ولا أريد أن أسترسل كثيراً في تفسير هذه الآية فهي برأيي أظهر في الدلالة على نسخ التلاوة من الآية الأولى .(1/3954)
ويمكن أخيراً أن ننظر في تفسير قوله تعالى : ) يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ( . إذ قال القرطبي عند تفسيره لهذه الآية ( الجامع لأحكام القرآن : 9/331 ) : وقال قتادة وابن زيد وسعيد بن جبير يمحو الله ما يشاء من الفرائض والنوافل فينسخه ويبدله ويثبت مايشاء فلا ينسخه وجملة محمود والمنسوخ عنده في أم الكتاب ونحوه ذكره النحاس والمهدوي عن ابن عباس قال النحاس وحدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يمحو الله مايشاء يقول يبدل الله من القرآن مايشاء فينسخه ويثبت مايشاء فلا يبدله وعنده أم الكتاب يقول جملة ذلك عنده في أم الكتاب محمود والمنسوخ ، وكذا ذكر الطبري في تفسيره 13/169 ، وتابعهما على هذا عدد من المفسرين .
إذاً فإمكان وقوع النسخ عقلاً كما بينت، وذكر العلماء من كافة الطوائف والتخصصات لهذا النوع من النسخ واستدلالهم على وقوعه ، ثم ما قاله المفسرون في تفسير قوله تعالى : ) ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها( وقوله تعالى : )وإذا بدَّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلمُ بما يُنَزِّل قالوا إنَّما أنت مُفترٍ بل أكثرهم لا يعلمون ( وقوله تعالى : ) يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ( . دليل على أن هذا النوع من النسخ واقع دراية ، بعدما استشهدت على ذلك رواية ، فإذا انضافت الرواية إلى الدراية أفادت يقيناً عند من يُقدر العلم والاستدلال ، ومن ينكر الأدلة ويتشبث بالأوهام فنسأل الله له العودة والإياب .
والمقصود التركيز على معنى الإنساء الوارد في هذه الآية إذ إنه من أقوى الأدلة على هذا النوع من النسخ ، ولسوف آخذ عينة من أقوال علماء الشأن في كل مرحلة زمنية ، وما هي توجيهاتهم لهذا ، وحرصت على أن لا يكون عملي انتقائياً فسأذكر الموافق والمخالف .
يتبع القسم الثالث والأخير الرد على الشبهات إن شاء الله تعالى .....
---
جمال أبو حسان(1/3955)
02-19-2006, 11:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله
ارجو من الاخ الكريم الدكتور لطفي ان يرسل البحوث المتعلقة بنسخ التلاوة كاملة الى عنواني البريدي المرفق فان هذا الموضوع مما شغلني امره زمنا طويلا ولم اجد الى الان من يشفي غلتي في البحث والملخص الذي ذكره لا يكفيني وهذا رجاء
---
لطفي الزغير
02-19-2006, 07:08 PM
سأرسل لك أخي الكريم إن شاء الله تعالى ، وإن لم يتم هذا قريباً ففي أول زيارة لي لجامعة الزرقاء في الصيف إن شاء الله تعالى .
---
(1/3956)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤالي عن الطريقة الصحيحة لتحقيق مخطوط التفسير ؟
---
سؤالي عن الطريقة الصحيحة لتحقيق مخطوط التفسير ؟
---
فاختة
04-26-2006, 12:00 AM
سؤالي عن الطريقة الصحيحة لتحقيق مخطوط التفسير ـ ياحبذا لو كان في نقاط من واقع الخبرة والتجربة .
---
عبدالرحمن الشهري
05-22-2006, 07:56 AM
يرفع للجواب من الإخوة الفضلاء الذين اشتغلوا بتحقيق كتب التفسير جزاهم الله خيراً. كل يشير إلى تجربته الشخصية واقتراحاته التي ظهرت له بعد الانتهاء من التحقيق .
---
فاختة
06-02-2006, 10:13 PM
رفع
لازلت انتظر افادتكم
وجزاكم الله خيرا
---
مصطفى علي
06-02-2006, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل
آسف أن أضع بين أيديكم هذه الخطوات :
1- نظرة عامة للمخطوطة من حيث معرفة عدد أوراقها ، وطبيعة خطها ، وطريقة عمل مصنفها فيها من حيث خطة عمله هو فيها ، وكيفية حديثه في كتابه ، يذكر الآية أو عدة آيات ثم يسوق أحاديث ، ثم يسوق أقوال مأثورة تفسيرية ، يذكر أقوال وآراء مختلفة ، يفند تلك الآراء ، يرجح قولاً ....
2- النظر هل هذه هي النسخة الوحيدة ، أم هناك أكثر من نسخة ، ومحاولة الحصول على أكثر من نسخة .
3- نسخ المخطوطة ( وفي حالة أكثر من مخطوطة نسخ أجودهم خطاً ) لتكون هي الأصل الذي أضيف إليه الزيادات أو أحدد عليها النقص .
4- تأجيل الكلمات التي يصعب قراءتها ، مع تحديد مكانها في نسخة المخطوطة حتى يتثنى الرجوع إليها مرة أخرى . ( مع العلم كلما يعيش الباحث مع المخطوطة كلما يستطيع فك إعجامها ، فبعض الحروف لا يستطيع الباحث معرفتها ، وبعد قليل يجد كلمات لا يمكن أن تكون إلا كذا فمنها يعرف رسم الناسخ لذلك الحرف فيرجع إلى الكلمات التي لم يستطع قراءتها فيجدها سهلة .
5- مقابلة المنسوخ مرة ثانية مع صديق أو غيره ، مع المخطوطة .(1/3957)
6- في حالة أكثر من مخطوط يرمز لكل مخطوط برمز ، ثم يقابل النسخ بعضها مع البعض ، كل ذلك مع صديق أو غيره حتى يتثنى له تحقيق النص ، فيثبت الزيادة للنسخة الفلانية ، والتصحيف لهذه والتحريف لتلك .
7- تحديد تلك الزيادات والنواقص واختلاف الكلمات بعضها مع البعض ، ثم النظر إلى تلك الكلمات هل هي في الحديث ، أو أقوال مأثورة تفسيرية ، أو آراء فقهية أو ... .
فإن كانت في الحديث فتخريج الحديث سيرجح تصويب نسخة المخطوطة أ من ك من ي .
كذلك البحث عن القول المأثور في كتب التفاسير الأخرى المطبوعة ، فمثلاً سينقل الطبري قول مجاهد في تفسيره للآية ، فعند بحثي عن تلك الكلمة سيكون نقل الطبري لهذا القول بمثابة مخطوطة أخرى توثق النسخ التي أمامي من نسخة التفسير التي أحققها . وإذا كانت الكلمة المبحوث عنها من الآراء الفقهية فالبحث عن تلك الكلمة في موضوعها الفقهي سيدل عليها بإذن الله تعالى . كذلك لما حدثت طفرة البرامج مثل الألفية وغيرها ، وكذا الكتب الالكترونية فممكن أبحث بجزء من الجملة التي أريد تحقيق كلمة منها لأقف على بقية الجملة فيكون بذلك كما سبقنا كأن عندنا نسخة أخرى من المخطوط . فنكون بذلك قابلنا النسخ وإثباتنا الاختلافات والزيادات وتوثيق ذلك .
8- تحديد الكلمات التي يرجى توضيح معناها . وشرح غريبها .
9- تخريج الأحاديث ( كل على حسب مقامه ، إما تخريج سريع ، أربع أو خمسة مواضع ، أو أشمل من ذلك .
10- تحقيق الأحاديث لمن مكنه الله تعالى من ذلك ، فإن لم يكن كذلك فحبذا لو ذكر حكمها عند أحد الأعلام الذين اشتهروا بذلك .
11- التفاسير تشمل آراء تفسيرية ، فلا بد معها النظر إلى كتب التفاسير الأخرى ليقف هل صاحب هذا التفسير وافق أو خالف المشهورين من المفسرين ، واحتجاجهم . وطبعاً حبذا الفصل والتصويب من الباحث إن كانت له قدرة على ذلك .(1/3958)
12- كذلك فإن التفاسير تتعرض إلى الآراء الفقهية فكذلك حبذا الحديث في ذلك الشأن من ترجيح ومرجوح يقف عليه المحقق .
13- وضع فهرساً للكتاب ( أطراف أحاديث ، وآثار )
14- وضع معجماً للكتب الفقهية الموجودة بذلك التفسير ، بمعنى الأماكن التي تكلم فيها المفسر عن الصلاة ، والأخرى التي تكلم فيها عن الصيام ، الحج الزكاة ، الأدب ...... .
ثم وضع معجماً لذلك بأن يكون المعجم الموضوعي لذلك التفسير .
15- كتابة تلك الخطة التي سار عليها المحقق لتعريف القارئ بذلك .
هذه الخطوات أظنها الكافية لمخطوطة التفسير .
وعفواً أن أكون قلتُ بغير علم . واسأل الله المغفرة والسماح .
---
أبو حذيفة
06-02-2006, 11:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يمنك أن نلخص طريقة التحقيق في النقاط التالية
1 – نسخ المخطوط .
2 – المقابلة بين النسخ إن كان للمخطوط أكثر من نسخة .
3 – البدء بعد ذلك بالتحقيق ، ويمكن أن تثبت الفروق بين النسخ أثناء عملية التحقيق .
4 – لا بد في التحقيق من الأمور التالية :
- تخريج الآيات الكريمة بذكر السورة ورقم الآية .
- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة ، فإن كان الحديث في الصحيحين أو في أحددهما اكتفي بالعزو وبيان الجزء والصفحة والباب والكتاب ورقم الحديث ، وإن كان الحديث في غيرهما يخرج وينقل حكم العلماء عليه .
يعرف بالأعلام الوارد ذكرهم تعريفاً موجزا.
تخرج الآثار ، والأبيات الشعرية ، ويبين الغريب ، ويعرف بالمواضع الوارد ذكرها ،وتوثق الأقوال التفسيرية وغيرها ، ويعلق على ما يحتاج إلى بيان .
5 تعمل الفهارس التي تساعد على الوصول للمعلومة ، كفهرس الآيات الكريمة ، وفهرس الأحاديث الشريفة ، وفهرس الآثار ، وفهرس الأعلام ، وفهرس الأبيات الشعرية ، وفهرس الموضوعات.
هذه بعض النقاط الواجب توفرها في التحقيق ، وكل مخطوط قد يحتاج فيه مالا يحتاج في غيره
---
مصطفى علي
06-03-2006, 12:07 AM(1/3959)
جزاكم الله خيراً على لباقتكم الموقرة ، ونفع بكم
وخلي بالك أنا تأسفت من قبل أن أتكلم
---
منصور مهران
06-03-2006, 09:00 AM
بالقراءة المتكررة المتأنية تظهر أسماء : أعلام أو كتب ، يتضح منها المادة التي استقى منها المؤلف عند التأليف ، فإن كان لهؤلاء الأعلام مؤلفات - مطبوعة أو مخطوطة - فليرجع إليها المحقق لتوثيق الأقوال المنقولة ، وكذلك الحال للكتب الواردة في المخطوط ، فلا بد من التعرف عليها وتحديد ( نقاط ) الاتفاق أوالاختلاف بين الأصل المأخوذ منه والفرع المأخوذ . ويجب أن يتأمل المحقق كذلك في كتب التفسير اللاحقة فلعل أحد المتأخرين تأثر بالمؤلف ونقل عنه فتتم المقابلة ، وكم من النصوص المحققة وجد فيه محققوها خللا أو نقصا أو خطأ واستدركوا بالتكميل والتصحيح من مؤلفات سابقة أو لاحقة كالشروح أو المختصرات أو الحواشي ، وكانت هذه الطريقة بمثابة نسخ أخرى نظروا فيها للتدقيق والتصحيح ؛ لمزيد من الاطمئنان . وبالله التوفيق .
---
مصطفى علي
06-08-2006, 12:15 PM
ويجب أن يتأمل المحقق كذلك في كتب التفسير اللاحقة فلعل أحد المتأخرين تأثر بالمؤلف ونقل عنه فتتم المقابلة ، وكم من النصوص المحققة وجد فيه محققوها خللا أو نقصا أو خطأ واستدركوا بالتكميل والتصحيح من مؤلفات سابقة أو لاحقة كالشروح أو المختصرات أو الحواشي ، وكانت هذه الطريقة بمثابة نسخ أخرى نظروا فيها للتدقيق والتصحيح ؛ لمزيد من الاطمئنان . وبالله التوفيق .
جزاكم الله خيراً جزئية جميلة جداً نسأل الله أن يسبغ عليك نعمه وعلمه . آمين
---
(1/3960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قاعدة لا تجدها في غير هذا الكتاب !! فما تعليقكم ؟
---
قاعدة لا تجدها في غير هذا الكتاب !! فما تعليقكم ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-22-2004, 07:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال عبدالله بن الصديق الغماري في كتابه : بدع التفاسير – في سياق كلام له :
( ولهذه المناسبة ننبه إلى قاعدة هامة ،غفل عنها المفسرون قاطبة فيما أعلم ، إذ لم أجد منهم من فطن لها ، أو نبه إليها .
وبسبب غفلتهم عنها وقع كثير منهم في تفسيرات مخطئة ، مثل التفسيرين المذكورين ؛ لجنوحهم إلى المجاز أو الاستعارة أو الكناية في معظم الآيات التي يفسرونها ، غير مفرقين بين موضوعاتها ، مع أن الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي لا تتكلم العربية ، مثل قوم نوح وإبراهيم وبني إسرائيل ، وحكاية ما حصل بين رسلهم وبينهم من مجادلات ، وما توجه إليه من خطابات تكليفية وغيرها لا يجوز حملها على المجاز ..، بل يجب حملها على الحقيقة ؛ لأنها مجزوم بإرادتها رغم اختلاف اللغات ، ورغم تباين التقاليد والعادات .....
والمعروف على وجه العموم : أن اللغة العربية انفردت من بين اللغات بما فيها من كثرة التجوز والاتساع ، حتى ادعى ابن جني أن أغلب اللغة مجاز ، وذلك لسيلان أذهان العرب وسلامة فطرتهم ، وسرعة لمحتهم للمعاني التي يصوغونها في قالب تشبيه أو مجاز أو كناية .
وهم أنفسهم ما توصلوا إلى هذا الرقي اللغوي حتى تهذبت طباعهم ، ورق إحساسهم ، واكتسبوا برحلاتهم إلى الشام واليمن والبحرين وأطراف الجزيرة العربية معارف وحضارات نقلوها إلى لغتهم ، وأضافوها إلى كلامهم .(1/3961)
وتعريبهم لكلمات فارسية ورومية وحبشية ونبطية شاهد صدق على ذلك ؛ ولهذا لا تجد في لغة العرب القدماء - وهم العرب العاربة ، وهي البائدة – ما تجده في لغة العرب المستعربة من الثروة اللسانية التي بلغت ذروتها زمن البعثة المحمدية ، بحيث يكاد يجزم الباحث في لغاتهم أن العرب جنسان مختلفان .
وإذا كان الفرق بين متقدمي العرب ومتأخريهم بهذه المنزلة من البعد ، فالفرق بينهم وبين من لا يتكلم بلغتهم أشد بعداً ، وأبعد منزلة .
إذن ؛ فمن الخطأ البين حمل ما يحكيه القرآن من كلام الاسرائيليين وغيرهم على مذاهب العرب في التجوز والاتساع ، لما قررناه وأوضحناه .
فشد يدك على هذه القاعدة التي لا تجدها في غير هذا الكتاب . ) انتهى باختصار ص72-73 .
ظني أن هذا الكلام فيه نظر . فما تعليق المشايخ الكرام ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2004, 11:26 PM
ويبقى السؤال قائماً ....
هل من تعليق حول هذه القاعدة التي ادعى صاحبها بأنك لن تظفر بها في غير كتابه ؟
وهل هي فعلاً تستحق هذه الحفاوة ؟
أم ماذا ؟ ......
---
معاذ الرفاعي
05-24-2004, 10:54 AM
ربما كانت القاعدة التي نقلت عن المصنف تفرد بها دون غيره ، لكن تفرده لايعني خطأ من سواه ممن لم يأت على ذكرها أو لم يعتمدها في تفسيره ، فالاحتمال الآخر هو عدم صحة القاعدة نفسها موضوع البحث.
الإشكالية التي تثيرها القاعدة المنقولة عن المصنف أن ما يحكيه القرآن الكريم عن الأمم الأخرى التي لا تتكلم العربية منقول بلغة القرآن وهي اللغة العربية ، في الوقت الذي تفترض القاعدة حرفية النقل وهذا لا يتأتى إلا بنقل النص بلغته الأصلية ، وهذا ما لم يحصل في سرد القرآن الكريم لقصص الأمم السابقة ، هذه الإشكالية ترد على ترجمة نصوص القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى ، ولما كانت الترجمة الحرفية غير ممكنة أجاز العلماء ترجمة معاني القرآن الكريم.
---
(1/3962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار عن تفسير ابن المنذر
---
استفسار عن تفسير ابن المنذر
---
أم صهيب
05-17-2003, 01:15 AM
بسم الله الرحمن اللرحيم
االمشايخ الأفاضل : أود الإجابة على هذا السؤال _ حفظكم الله _
قال السيوطي في الإكليل في استنباط التنزيل (1/ 424 ) عند قوله تعالى :( ولاتتخذوا آيات الله هزوا )(فيه وقوع طلاق الهازل وعتقه ونكاحه وجميع تصرفاته ؛ لأن سبب نزول الآية ذلك كما أخرجه ابن المنذر وغيره) .
السؤال : اطلعت على تفسير القران لابن المنذر الذي صدر حديثاً ولم أجد الآية المطلوبة (231 )من سورة البقرة فهل ماخرج كامل أم لا ؟ وهل هناك كتب لابن المنذر يحتمل أن يوجد فيها سبب النزول الذي أشار إليه السيوطي رحم الله الجميع أرجو أن لايتأخر الرد جزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2003, 11:28 AM
كتاب تفسير القرآن لابن المنذر النيسابوري الذي حققه الدكتور سعد بن محمد السعد هو قطعة صغيرة من التفسير تبدأ من الآية 272 من سورة البقرة (ليس عليك هداهم...) ، وتنتهي عند الآية 92 من سورة النساء(وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطئاً..). وقد بين المحقق ذلك في مقدمته ص 29
وأشار المحقق إلى أنه استعان في التحقيق بمنتخب كان قد انتخبه أحد نساخ تفسير ابن أبي حاتم على هامش تفسير ابن أبي حاتم المخطوط من تفسير ابن المنذر ، وأثبت الزيادات بين معقوفين [] في المتن.
ولا يزال التفسير كاملاً في عداد المفقودات إلى اليوم حسب علمي. والآية التي سألت عنها ليست ضمن المطبوع بطبيعة الحال.(1/3963)
وابن المنذر لم ينفرد بإخراج سبب نزول الآية ، بل أخرجه غيره كما صرح بذلك السيوطي هنا وكما ذكر الشوكاني في فتح القدير عند تفسير الآية. ويراجع تفسير الطبري الجزء الخامس بتحقيق محمود شاكر ص 13 الأثر رقم 4923 و 4924 وكلام أحمد شاكر على هذين الأثرين.
وربما يكون لدى المحقق بعض التفاصيل ، ويمكن مراسلته على فاكس 012253981
---
(1/3964)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم
---
حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم
---
alheewar
09-09-2006, 07:58 AM
http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/Show_archiv.php?id=40حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :-
فأهلا ومرحبا مجدداَ بأحبتي وإخواني الكرام الذين غبت عنهم رغما عني للوعكة صحية ألمت بي وأسأل الله عزوجل أن يتمم علينا الشفاء كما اسأله سبحانه لكم جميعا بالصحة والعافية .
وكنت قد وعدتكم في لقائنا الماضي بالحديث عن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم وأول ما يشغلنا في هذه القضية هو بيان حقيقة الإعجاز في القرآن وهي قضية جدا خطيرة وما أكثر الحديث عنها ما بين كتب مطبوعة وشرائط مسموعة وأحاديث مرئية وسأحاول بإذن الله تعالى أن أعرض القضية بشكل وأسلوب سهل وبسيط .
وتكمن الخطورة في هذه القضية في تلك المؤامرات الخبيثة التي يديرها أعداء الأمة الإسلامية التي تستهدف إبعاد المسلمين عن دينهم ( عقيدة وشريعة ) خاصة وأن علماء الإسلام قد فتحوا مجالا جديداَ بكتاباتهم عن الإعجاز العلمي للقرآن أمام التبشير بالقرآن بين هؤلاء المادين الذين يتمسحون بالعلم ويدعون أنه لا يتفق مع الإيمان فها هو ذا القرآن يدعو إلى العلم ، ويعالج خصائصه منهجاَ وموضوعاَ ، ولا تصادم بين القرآن والعلم وكما بينا ذلك في لقاء الماضي .(1/3965)
وقد بما كثر المطاعن في إعجاز القرآن الكريم فقد كتب ( ابن الرواندى ) الملحد كتابا خطيراَ بعنوان "الدامغ" طعن فيه على نظم القرآن وما يحتويه من معان ، كما طعن النظام المعتزلي في الإعجاز الذاتي للقرآن الكريم وادعى أن إعجازه كان بالصرفة وهي أن العرب كان بمقدورهم أن يؤلفوا مثل القرآن لكن الله صرفهم عن ذلك وهذا كذب وافتراء صارخ وأنى يكون هذا وقد تحداهم بصريح العبارة وأقواها فقال سبحانه (( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )) .
وقال تعالى (( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات)) ، وقال تعالى (( قل فأتوا بسورة من مثله )) ، وأخيراً بالنداء القوى للتحدي أعلن قوله (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً )) .
إذن أين الصرفة في كل هذا التحدي الصريح ؟!فهم لا يقصدوا بكلامهم هذا صفة وحال رجل ألقى بابنه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ؟! وحاشاه سبحانه أن يتحدى بقرآنه العزيز من يجهل البلاغة والبيان .
والعرب أنفسهم بتاريخهم المجيد نقلت إلينا الآثار والمدونات والمصنفات في هذا الأمر تحديهم للقرآن ومحاولة الإتيان بمثله وأشعارهم تشهد بذلك ناهيك عن شهادة الوليد بن المغيرة – وهو الفصيح البليغ الشاعر للقرآن بأنه يعلو ولا يعلى عليه وما هو بقول بشر .
لهذا كله كان لزاماً علينا أن نشمر عن سواعدنا ونمسك بأقلامنا لندلي بدلونا في هذه القضية الهامة ، وهي حقيقة الإعجاز فماذا نقصد بحقيقة الإعجاز ؟
إننا نقصد بهذه الحقيقة بيان هل الإعجاز في القرآن يتعلق ببيانه وبلاغته فحسب أم يتعلق بتأثيره على قلوب سامعيهم أم يتعلق بوفائه بحاجة البشر جميعا أم يتعلق بموسيقاه أم يتعلق بتشريعاته الفريدة ام يتعلق بأخباره عن الغيب ام يتعلق بقضاياه العلمية التي سبقت كل تطور علمي وتكنولوجي ام بكل ما سبق ام ماذا تحديداً ؟!(1/3966)
إن جل العلماء ذهبوا إلى أن إعجاز القرآن يكمن بيانه وفصاحته وأنه ما نزل إلا على قوم قد برعوا في هذا الأمر وتحداهم فيه وربما يكون هذا الرأي هو الأرجح عند الكثيرين من العلماء لكن أهل هذا العصر الذي نعيش فيه جاءوا وقد ضاعت منهم العربية الفصحى بل وأهملوها حتى أصبحنا نلوك بألسنتنا لهجات الغرب ولغاته وأصبح مقياس تقدمنا وتحضرنا هو كم من لغات العرب نعرف ونتقن ؟! .
جاءوا يقولون كيف يصلح القرآن لهذا الزمان الذي ازدهرت فيه العلوم وتطورت فيه شتى الفنون كالطب والهندسة والفلك وأسرار البيولوجيا والذرة ؟ إننا في إثناء حاجة ماسة إلى تفسير عصري للقرآن يواكب هذه التطورات المذهلة في شتى الفنون وبما أن الساحة العلمية تكاد تكون شبه خالية من هذه التفاسير الحديثة والثقافات المتحضرة إذا فالقرآن لا يصلح لهذا العصر وبالتالي ليس أهلاً للتحدي والإعجاز كما يدعي البعض أنه صالح لكل زمان ومكان ومعجزة في كل وقت وحين ، هذه وجهة نظر (التقدميين) على حد زعمهم أنهم كذالك .
وكنا قد أزلنا اللثام عن هذه النظرة المغرضة وأبطلناها بقوة وبحجة وبرهان وبينا في لقائنا الماضي أن القرآن والعلم لا يتناقضان أبداً بل يتحدان بل القرآن يدعوا للعلم والعلم يوصل إلى الإيمان بالقرآن والتصديق بكل ما جاء به .
وكأن هؤلاء التقدميين يقصدون أن إعجاز القرآن وتحديه كان في الماضي فقط لقوم اندثرت أخبارهم ومحيت آثارهم وما عاد منهم إلا النذر اليسير ومما لاشك فيه أن التحدي بالقرآن الكريم إنما كان لكل إنسان على هذه الارض عربيا كان أو أعجميا وذلك لعموم قوله تعالى (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً )) .
وقد يقول قائل كيف يتحدى القرآن أجناساً لا تتحدث العربية ولا تعرف عنها شيئا؟(1/3967)
وقد أجاب بعض العلماء على هذا الاعتراض بجواب ضعيف مضمونه أن وجوه الإعجاز في القرآن كثيرة وإن كان هؤلاء جاهلين باللغة العربية فهم عاجزون عن باقي الوجوه مثل الإخبار بالمغيبات أو وفاؤه بحاجات البشر أو الإعجاز العلمي أو غير ذلك مما ذكرنا من الوجوه سابقاً .
ووجه الضعف في هذا الجواب هو أننا لو سلمنا بصحة ذلك فنكون قد أسقطنا الإعجاز البياني للقرآني كوجه من وجوه التحدي وهذا مرفوض قولا واحداَ .
والجواب الصحيح هو أن القرآن الكريم إذا كان قد تحدى العرب وهم أهل البلاغة والفصاحة والبيان وقد عجزوا عن الإتيان بمثله فإن غيرهم من أهل الأجناس الأخرى ومن أتوا بعد العصر الأول أشد عجزاً .
وفي هذا أرد على أولئك الذين ينقصون من قدر الإعجاز البياني في العصر الحديث بحجة أن أذواق الناس قد ضعفت عن تذوق بلاغة القرآن الكريم يقول الإمام أبو الحسن الأشعري فيما ينقله عنه السيوطي في معترك الاقرآن ( والذي نقوله إن الأعجمي لا يمكنه أن يعلم إعجازه إلا استدلالاً ، وكذلك من ليس ببليغ – فأما البليغ الذي أحاط بمذاهب العرب وغرائب الصنعة فإنه يعلم من نفسه ضرورة عجزه وعجز غيره عن الإتيان بمثله )
ومن هنا نستطيع القول بأن الإعجاز البياني للقرآن الكريم ملازم له في كل وقت وحين منذ أن نزل به الوحي الأمين على قلب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، هذا من جهة الإعجاز البياني .
أما بقية وجوه الإعجاز فحقيقة الإعجاز فيها أن كل وجه منها على حده يتعلق بالنص القرآني كنص إلهي بقطع النظر عن العصر الذي يستقى من القرآن مآربه ومشاربه ، وأقصد بذلك تفصيلاً أن تأثيره على القلوب مثلاً-كوجه إعجازي ملازم للقرآن على الدوام مهما اختلفت العصور ومهما اختلفت ظروف الناس وأحوالهم وطبائعهم فتأثيره على القلوب ثابت لا يتغير .(1/3968)
واما وفاؤه بحاجات البشر فهذا باتفاق أهل العلم أن القرآن لم يترك شيئا من أمر دين الناس ودنياهم من مصلحة وخير لهم إلا وحد تهم عنه إجمالا أو تفصيلا وإما تصريحاً أو تلميحاً وإذا كان الناس لا يدركون ذلك فالعيب فينا نحن الناس وليس في القرآن قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء )
وكذلك الأمر في موسيقاه وهذا الأمر لا يدرك الإعجاز فيه إلا أرباب الصنعة كما هو الحال في الإعجاز البياني وعجز المختصين عن الإتيان بمثله خير برهان على عجز غير المختصين من باب الأولى .
أما الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم فهذا يشعر به ويلمسه أهل التشريع من البشر في كل عصر ومصر .
وقد يقول قال : كيف نثبت الإعجاز التشريعي للقرآن وقد نزل على قوم لاعلاقة لهم بالتشريع ونحوه ؟
ونجيب على ذلك بأنه لا يلزم من عدم إدراك الشيء والإحساس به عدم وجوده فقديما كان الناس لا يدركون ولا يشعرون بالجاذبية الأرضية بينما هي الحقيقة موجودة كانت وما زالت وستظل .
إذا فالقرآن يتحدى العرب ببيانه وكانوا أهل بيان .
وتحدي أهل هذا الزمان بسبقه العلمي وهم أهل علم وتقدم حضاري ،
وتحدى أهل التشريع في كل زمان وكانوا ومازالوا موجودين في عصور وأمصار مختلفة .
إذن نخلص من هذا كله أن حقيقة الأعجاز في القرآن هي ان تحدى القرآن للثقلين جميعا لا يقتصر على عصر بعينه ولا مصر مجدد وإنها إعجازه لازم له بلزوم وجوده على مدار العصور والدهور وفي كل محلة ومصر كل على حسب ظروفه واحواله وثقافته وفكره وتقدمه وحضارته .
هذا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. حامد محمد عثمان
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بجامعة الطائف
http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/Show_archiv.php?id=40
---
أحمد البريدي
09-27-2006, 10:33 PM
شكر الله للكاتب , والناقل .
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
09-28-2006, 08:58 AM(1/3969)
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك أخى " alheewar "
وأوجه الإعجاز القرآنى عديدة
منها
الإعجاز اللغوى
الإعجاز الغيبى - الإخبارى-
الإعجاز التشريعي
الإعجاز النفسي - التأثيرى
الإعجاز العلمى
الإعجاز العددى
ويمكنك الإطلاع على أنواعها هنا:
http://esmallah.org/sub/search/mgaz3ddy/0.html
فقط الإعجاز اللغوى هو الأوفر حظا ، والأكثر فهما والأكثر أنصارا ، لطول عهد الناس به
بينما بقية الإعجازات فهى حديثة العهد ما زالتى فى طور التكوين،
وستظل أنواع الإعجاز العلمى تظهر بمرور الوقت لتؤكد على أنه وحى من عند الله
والسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته
---
المعظم لربه
09-28-2006, 04:22 PM
هذه واحدة...
والثانية الطامة..
من مِن الصحابة -بعد النبي طبعا- تلفظ بما يسمى "الإعجاز"؟؟
على الاعتبار الحق, أنهم أعلم لسانا وقرآنا.. ولم "يصفوه" بهذه الوصفة المحدثة!.
أم ترانا نصبح متى نشاء أعلم منهم, ومتى نشاء هم أعلم؟؟
بل أقول: يسعنا ما وسع أبا بكر وعمر والمهديين..... ولا نستعمل البتة هذه اللفظة العاجزة المساة "الإعجاز", ولو قالت بها الأمة البعدية كلها!.
وكما اعتدنا.. فهم أعلم وأسلم!.
---
أحمد البريدي
09-28-2006, 09:15 PM
أخي الكريم المعظم ربه :
نعم هذا المصطلح لم يستعمل في القرآن ولا في السنة , وإنما المستعمل فيهما مصطلح الآية , ومصطلح الإعجاز جاء متأخراً واشتهر , فما المانع من استعماله , خاصة إذا عرف المراد منه .
---
(1/3970)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " مشروع : سلسلة التعريف بكتب التخصص "
---
" مشروع : سلسلة التعريف بكتب التخصص "
---
أحمد البريدي
03-27-2004, 10:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذه دعوة لكم جميعاً لتقريب هذا العلم لطالبيه من خلال التعريف بكتبه المطبوعة فكثير منكم سبق وأن قرأ كتاباً , أو أكثر , وله عناية خاصة به , فلذا آمل التعريف بها بذكر ما يلي :
1 - اسم الكتاب واسم مؤلفه والمحقق إن وجد .
2 – موضوع الكتاب .
3 – منهج المؤلف في كتابه وهذا يتأتى بإحدى الطرق التالية :
- مقدمة المؤلف ؛ فإن غالب المؤلفين يفصحون عن منهجهم في مقدمات كتبهم ,واقرأ مقدمة ابن كثير في تفسيره , ثم اقرأ في التفسير ترى أنه سار على ما قرره في الجملة .
-مقدمة محقق الكتاب إن كان الكتاب محققاً ؛ إذ هو أخبر به من غيره .
-قراءة الكتاب قراءة فاحصة .
والغرض هنا التقريب , وإلا لو اجتمعت هذه الأمور الثلاثة لكان أجود , لكني أخشى إن اشترطنا ذلك بقيت الفكرة في الأذهان ولم نرها على الواقع ,ولذا فيكتفى بأحد هذه الأمور الثلاثة , والنقاش مفتوح فيما بعد لمن أراد أن يضيف أو يستدرك , وهذه ميزة الملتقيات .
وعندما يجتمع عددُ جيد سيقوم المشرفون بتصنيف هذه المعلومات ومن ثم وضعها في ملف مستقل في مكتبة الشبكة على شكل حلقات متتابعة ان شاء الله تعالى .
---
(1/3971)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عرض إلكتروني رائع لنصرة حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
---
عرض إلكتروني رائع لنصرة حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
---
ضياء الإسلام
03-31-2006, 07:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواد هذا المنتدى المبارك من خدام دين الله ....هذا عرض إلكتروني رائع ومختصر لسيرة خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن ينفعنا وإياكم به وأن يجعله في ميزان حسناتنا وأن يسقينا من يد حبيبنا شربة لا نظمأ بعدها أبدا
ما رأيكم.........
---
(1/3972)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (الوقف والابتداء وصلتهما بالمعنى في القرآن الكريم) رسالة ماجستير
---
صدر حديثاً (الوقف والابتداء وصلتهما بالمعنى في القرآن الكريم) رسالة ماجستير
---
عبدالرحمن الشهري
02-08-2006, 11:16 PM
صدر عن دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ، الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
الوقف والابتداء وصلتهما بالمعنى في القرآن الكريم
تأليف
الدكتورعبدالكريم إبراهيم عوض صالح
http://www.tafsir.net/images/wagf.jpg
ويقع الكتاب في 398 صفحة من القطع العادي ، وهو في أصله رسالة ماجستير ، ويشتمل على تمهيد ، وعشرة فصول ، وخاتمة .
التمهيد ، يشتمل على عدد من الموضوعات ، منها :
- الوقف والابتداء وأهميتهما في تلاوة القرآن الكريم.
- تعريف الوقف والابتداء ومتعلقاته .
- أشهر الأئمة الذين ألفوا في هذا الفن.
- تحقيق حول الوقف على رؤوس الآي.
وغيرها من الموضوعات التمهيدية للبحث .
الفصل الأول : الوقف اللازم وأثره على المعنى في القرآن الكريم .
الفصل الثاني : الوقف التام وأثره على المعنى في القرآن الكريم .
الفصل الثالث : الوقف الكافي وأثره على المعنى في القرآن الكريم .
الفصل الرابع : الوقف الحسن وأثره على المعنى في القرآن الكريم .
الفصل الخامس : الوقف الجائز وأثره على المعنى في القرآن الكريم .
الفصل السادس : وقف المعانقة وأثره على المعنى في القرآن الكريم.
الفصل السابع : الوقف على المستثنى منه وبعض أسماء الإشارة ووقف البيان وأثر ذلك على المعنى.
الفصل الثامن : الوقف على بعض الحروف والابتدءا بها وأثر ذلك على المعنى .
الفصل التاسع : القراءات وأثرها على الوقوف القرآنية .
الفصل العاشر : الوقف والابتداء التعسفي وأثرهما على المعنى .
الخاتمة .
---
الميموني
02-09-2006, 05:36 PM
جزاكم الله خيرا
---(1/3973)
عرفات محمد
02-15-2006, 12:40 AM
مؤلف الكتاب أخونا الدكتور عبد الكريم صالح، وهو من القلائل المتخصصين في القراءات علما ورواية، فهو خريج معهد القراءات، وهذه رسالته للماجستير، وقريبا إن شاء الله تخرج رسالته للدكتوراه،وهى في توجيه القراءات الواردة في تفسير النسفي،
---
(1/3974)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > استفسار عاجل يأهل القراءات
---
استفسار عاجل يأهل القراءات
---
محبة الكتاب والسنة
07-25-2006, 09:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد السلام والتحية لجميع المشايخ الفضلاء في هذا المنتدى المبارك أود أن استفسر عن مخطوط((الدر النضيد في شرح القصيد))للإمام الغساني أين مكان وجوده ؟ وهل توجد منه نسخ ؟وهل سبق أن حقق في رسالة علمية أو تجاريا أم لا؟
وأرجو من مشايخي الفضلاء أبو الجود والسالم الشنقيطي أن يرشدوني إلى مخطوطات في القراءات بحاجة إلى الدراسة التحقيق وعن أماكن وجودها نفع الله بكم الأمة ولكم مني خالص الدعوات.
---
الجكني
07-26-2006, 08:55 PM
الأخت محبة الكتاب والسنة: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
في الحقيقة لا أعرف شيئاً عن هذا المخطوط ولا الإمام المذكور ،ولو تفيدينا بمعلومات أكثر نستطيع المساعدة بشكل أحسن 0
أختي ذكر زميلنا الشيخ د/ أيمن سويد في مقدمة تحقيقه لشرح الشاطبية للسمين الحلبي(ص57) كتاب :"العقد النضيد في شرح القصيد " لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الغساني الأندلسي (من أهل القرن العاشر ) وذكر أنه موجود في فهارس مكتبة الجامع الكبير في صنعاء 0
هذا ما عرفته ،والعلم عند الله ،ونحن في الخدمة قدر ما نستطيع 0
---
محبة الكتاب والسنة
07-27-2006, 01:45 AM
أشكرك حفظك الله على المروروأنا وجدت العنوان هكذا في إدارة المخطوطات في الكويت بنفس اسم المؤلف وربما يكون قد التبس اليهم الأسم .(1/3975)
كما أود أن أستفسر من فضيلتيكم عن مخطوط ((المفيد في القراءات الثمان))لابي عبدالله الحضرمي اليمني ت560__ومخطوط ((كتاب الجامع اللأداء _روضة الحفاظ))وهي من الكتب التى اعتمد عليها الإمام ابن الجزري في النشر هل سبق أن حققا وهل لديكم علم عن مكان وجود المفيد في القراءات الثمان حفظكم الله ورعاكم ولكم مني جزيل الشكر.
---
الجكني
07-27-2006, 02:02 AM
أختي محبة الكتاب والسنة أحبنا الله وإياها :
أما مخطوط "المفيد " للحضرمي فمنه نسخة خطية في الجامع الكبير في صنعاء0
وأما "الجامع للأداء روضة الحفاظ " فهو المشهور بين القراء ب "روضة المعدل " وهذا الكتاب سجل رسالة للماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينة فبل (13)سنة وانتهى منه محققه وهو الشيخ عاصم قاريء -من المشاركين في هذا الملتقي ، الذي أخبرني أنه سجل ثانية في جامعة أم القرى لباحث آخر وانتهى منه أيضاً 0
فالخلاصة : الكتاب حقق مرتين لكن لم أره مطبوعاً 0
---
الجكني
07-27-2006, 02:19 AM
الأخت محبة الكتاب والسنة : لو تكرمت الإفادة عن مصدر المعلومة التي ذكرتيهاوهي سنة وفاة أبي عبد الله صاحب " المفيد " وشكراً0
---
الجنيدالله
07-27-2006, 03:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما الدر النضيد في شرح القصيد وفي بعض النسخ العقد النضيد لمحمد بن أحمد الغساني فتوجد منه نسخ في الفاتيكان والجامع الكبير بصنعاء وبرنستون في امريكا ومجموعة منجانا ببرمنجهام .
ولم يحقق فيما أعلم .
أما الروضة للمعدل فحققتها كرسالة جامعية وستطبع قريبا بإذن الله ، وحققها كذلك الدكتور عبدالحكيم حسين عبدالرحمن كرسالة جامعية وبالتحديد لا أذكر بأي جامعة وإن كنت قد أخبرت الدكتور السالم أنها بأم القرى .
أما المفيد للحضرمي فحقق كذلك بالسودان كرسالة جامعية
---
محبة الكتاب والسنة
07-29-2006, 08:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:(1/3976)
معذرة على التأخيرأما مصدري ياشيخي الفاضل فهو ماكتبه الأخ ابراهيم الجوريشي في منتدى البحوث والدراسات القرآنية بعنوان((كتب القراءات التى اعتمدها ابن الجزري في كتابه النشر))لأبي الجنان ابراهيم النابلسي نفعنا الله بعلمكم ونسأل الله أن نكون في زمرتكم.
---
الجكني
07-29-2006, 08:57 PM
شكراً لك أختي ،وجعلني الله وإياك والمسلمين في زمرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم0
---
(1/3977)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > محاضرات متميزة قادمة للشيخ الطريفي
---
محاضرات متميزة قادمة للشيخ الطريفي
---
أبو عبدالله المحتسب
02-28-2006, 11:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرنا دعوتكم لحضور سلسلة المحاضرات الثامنة(8) التي ستقام في جامع الأميرة نوره بنت عبدالله بن عبدالعزيز بحي النخيل شمال الرياض في كل ثلاثاء من شهر صفر
لعام 1427هـ والتي سيلقيها
فضيلة الشيخ
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
على النحو الأتي/
1-حكم الغناء في الإسلام. يوم الثلاثاء7/2/1427هـ
2-المعتزلة في القديم والحديث. يوم الثلاثاء 14/2/1427هـ
3-أسانيد التفسير. يوم الثلاثاء 21/2/1427هـ
4-تفسير قوله تعالى(غير المغضوب عليهم ولا الضالين) يوم الثلاثاء 28/2/1427هـ
*جميع المحاضرات بعد صلاة العشاء.
*وللأخوات مكان.
*تنقل المحاضرات عبر موقع البث الإسلامي.
فنهيب بالإخوة الكرام حضور هذه المحاضرات المتميزة والتي سيلقيها هذا الشيخ المحدث المفضال.
وأهيب بالإخوة نشر هذا الإعلان في المنتديات الأخرى لا حرمهم الله الأجر.
---
الكشاف
03-01-2006, 12:00 AM
جزاكم الله خيراً. ونرجو له التوفيق .
سؤال بيني وبينك : ما أدراك أنها محاضرات متميزة وهي لم تقم بعد ؟ لعله من التفاؤل إن شاء الله.
---
أبو عبدالله المحتسب
03-02-2006, 01:43 AM
أخي الكشاف :
هي متميزة في عناوينها ،واختيارها في هذا الوقت، ومتميزة لأن الشيخ المحدث الطريفي هو الذي سيلقيها فحتما ستكون متميزة !!!
أثابك الله
---
أبو عبدالله المحتسب
03-06-2006, 05:52 PM
سوف تبدأ السلسلة غدا بإذن الله
---
أبو عبدالله المحتسب
03-21-2006, 02:06 PM
عشاء اليوم الثلاثاء 21/2
المحاضرة الثالثة بعنوان/
أسانيد التفسير
للشيخ عبدالعزيز الطَّريفي
في جامع الأميرة نوره بنت عبدالله بحي النخيل شمال مستشفى دله.
---(1/3978)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم الكلام وأهل الكلام
---
علم الكلام وأهل الكلام
---
محمد بن إبراهيم الحمد
08-27-2006, 07:46 PM
يرد في كتب العقائد، وغيرها كثيراً مصطلح علم الكلام، وأهل الكلام والمتكلمين، وما جرى مجرى ذلك.
وفيما يلي نبذة عن تعريف علم الكلام، وسبب تسميته بذلك، وأهل الكلام، وأشهر المتكلمين
أولاً: تعريف علم الكلام: عرف علم الكلام بعدة تعريفات منها:
1- قال أبو حيان التوحيدي -رحمه الله-: (وأما علم الكلام فإنه من باب الاعتبار في أصول الدين يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح، والإحالة والتصحيح، والإيجاب والتجويز، والاقتدار والتعجيز، والتعديل والتجوير، والتوحيد والتكفير.
والاعتبارُ فيه ينقسم بين دقيق يتفرد العقل به، وجليل يُفْزَع إلى كتاب الله -تعالى- فيه).[1]
2- وعرفه ابن خلدون -رحمه الله- بقوله: (علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية)[2].
3- وعرفه الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- بقوله: (هو ما أحدثه المتكلمون في أصول الدين من إثبات العقائد بالطرق التي ابتكروها، وأعرضوا بها عما جاء بالكتاب والسنة)[3].
ثانياً: سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم: أما سبب تسميته بهذا الاسم فذلك مما تضاربت به الأقوال، ومما قيل في ذلك ما يلي:
1- أن عنوان مباحث المتكلمين في العقائد كان: (الكلام في كذا وكذا...).
2- لأنه يورث قدرةً على الكلام في تحقيق الشرعيات، وإلزام الخصوم؛ فهو كالمنطق للفلسفةِ؛ والمنطقُ مرادفٌ للكلام.
3- لأن هذا العلم لا يتحقق إلا بالمباحثة، وإدارة الكلام من الجانبين على حين أن غيره من العلوم قد يتحقق بالتأمل، ومطالعة الكتب.
4- لأنه أكثر العلم خلافاً، ونزاعاً؛ فيشتد افتقاره إلى الكلام مع المخالفين، والرد عليهم.(1/3979)
5- لأنه؛ لقوة أدلته صار كأنه هو الكلام دون ما عداه من الكلام.
6- أنه؛ نظراً لقيامه على الأدلة القطعية المؤيد أكثرها بالأدلة السمعية كان أكثر العلوم تأثيراً بالقلب؛ فسمي الكلام بذلك مشتقاً من الكَلْم وهو الجرح.
7- أنه سمي بذلك؛ لأن أول خلاف وقع في الدين كان في كلام الله -عز وجل- أمخلوق هو أم غير مخلوق؟ فتكلَّم الناس فيه؛ فسمي هذا النوع من العلم كلاماً، واختص به.
8- لأن هذا العلم كلام صِرْفٌ، وليس تحته عمل[4].
ثالثاً: أهل الكلام: أهل الكلام هم الذين يخوضون في مسائل أصول الدين كالوحدانية، والمعاد، وإثبات النبوات، والوعد، والوعيد، والإيجاب على الله -عز وجل-* والتجويز وهو قولهم: لو عذبنا الله على ما خلقه فينا لكان جائزاً،وإنما يعذبنا على ما نخلقه نحن.
وأنه يجوز على الله تعذيب ملائكته وأنبيائه، وأهل طاعته، وإكرام إبليس وجنوده، وجعلهم فوق أوليائه في النعيم المقيم.
ولا ريب أن هذا قولٌ باطل صار عن نفي الحكمة والتعليل؛ ذلك أن حكمة الله -عز وجل- تأبى ذلك قال -تبارك وتعالى-: [أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ].
ويخوضون - كذلك - في القدر ويقولون بنفيه ويسمون ذلك عدلاً، ويبحثون كذلك في التوحيد، ويعنون به نفي الصفات عن الله -عز وجل- إلى غير ذلك ممن يخوض به أهل الكلام.
رابعاً: أشهر المتكلمين: المتكلمون كثير، وليسوا على درجةٍ واحدة، ويدخل في مفهوم المتكلمين كثير من الطوائف كالجهمية أتباع الجهم بن صفوان، والمعتزلة أتباع عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وغيرهم.
ــــــــــــــــ
[1] رسالة أبي حيان في العلوم ص 21
[2] تاريخ ابن خلدون ص 350
[3] فتح رب البرية ص 76
[4] انظر العقائد النسفية للنسفي ص 6، وتاريخ ابن خلدون ص 350-375، والمعتزلة لزهدي جارالله ص 346.
---
عبدالله العلي
08-28-2006, 11:19 PM(1/3980)
وللاستزادة يمكن مراجعة رسالة الشيخ سليمان الغصن منهج المتكلمين ، وهي رسالة نفيسة
---
الطبيب
08-29-2006, 12:57 AM
علم الكلام ... كلام بلا علم
ودمتم ،،،
---
الجكني
08-29-2006, 06:38 PM
هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره ،لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام هو أصلاً لمخاطبة المسلمين ،وهذا ليس دقيقاً ،إذ هو في الأصل لمخاطبةالعقلانيين من غير المسلمين ولهذا لم يخض فيه إلا الخاصة وفي المجالس الخاصة ،أماالآن فأصبح كل من قرأ ورقة أو ورقتين من كتاب يظن أنه (فهم ) و(عرف ) و (علم ) علم الكلام ،وذلك دونه بحار ومفاوز 0
---
عبدالرحمن السديس
08-30-2006, 03:50 AM
هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره ،
وهل أنت ممن خاض بحاره ؟ وتبين لك غير ما عرف منه أئمة أهل السنة الذين بالغوا في ذمه ؟
لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام هو أصلاً لمخاطبة المسلمين ،وهذا ليس دقيقاً ،إذ هو في الأصل لمخاطبةالعقلانيين من غير المسلمين
لكنهم استخدموه في أثبات العقائد ونفي الصفات ... وهذا ظاهر في كتبهم وما نقل عنهم .
ولهذا لم يخض فيه إلا الخاصة وفي المجالس الخاصة ،
هل الكتب من المجالس الخاصة ؟
أماالآن فأصبح كل من قرأ ورقة أو ورقتين من كتاب يظن أنه (فهم ) و(عرف ) و (علم ) علم الكلام ،وذلك دونه بحار ومفاوز 0
!!!!
---
الجكني
08-30-2006, 12:02 PM
أما سؤالك :"هل أنت ممن خاض بحاره؟" فجوابه :بل بالكاد وقفت على ساحله ،يا أخي قد درست بعض أصول هذا العلم على شيخ هو من أهله وعرفت منه -العلم-ما يؤكد لي أن هذه المقولة (غير دقيقة )وهذا يكفي 0(1/3981)
أما قولك :"وتبين لك غير ما عرف منه أئمة أهل السنة الذين بالغوا في ذمه ؟" فجوابه :قولك (أئمة أهل السنة ) يفهم منه الإطلاق ،أي أن (كل ) علماء أهل السنة ذموه ، فإذا كان هذا قصدك فأنت مطالب بإثبات هذا الادعاء ،حيث إن المخالف لك يقول إن بعض (أئمة أهل السنة ) لم يذموه ،وهو ما يشهد له الواقع 0
وأما قولك "لكنهم استخدموه 00"ليس في محل النزاع ،الكلام في (الأصل ) وليس في ما استعمل فيه بعد ذلك 0
وأما سؤالك الثالث :"هل الكتب من المجالس الخاصة ؟"فالجواب :كتب (العقائد) هي في الأساس نتيجة المناظرات والجدل في المجالس الخاصة التي كان يعقدها السلاطين والوزراء لكبار العلماء بعيداً عن (العامة ) 0
وأما (تعجبك ) من الكلام الأخير فأقول فيه :"عجبك عجب "
ومع هذا :لايظن أني أقول (علم الكلام ) كله محمود أو مذموم ،فهذا حكم جائر مبني على (خلل ) في (التصور ) للمسألة 0والله أعلم
---
عبدالرحمن السديس
08-30-2006, 01:04 PM
هذا تجني على هذا العلم الذي لا يعلم مقداره إلا من خاض بحره ،
بل بالكاد وقفت على ساحله
قولك (أئمة أهل السنة ) يفهم منه الإطلاق
أئمة أهل السنة الذين ...
لكن المشكلة هي أننا نظن أن علم الكلام من أين لك هذا الظن ؟ ثم ليست هذه المشكلة بل المشكلة أنهم استخدموه 00
كتب (العقائد) هي في الأساس نتيجة المناظرات والجدل
الإطلاق = دعوى تحتاج إلى إثبات .
وأما (تعجبك ) من الكلام الأخير فأقول فيه :"عجبك عجب " صدقت ؛ لأنك لا تشعر بما في كلامك من العجب .
ولا يعني هذا أني أقول (علم الكلام )محمود كله أو مذموم كله ، فهذا حكم مبني على ضيق في تصور المسألة
سبق أن قلت عن نفسك بل بالكاد وقفت على ساحله
وممن ذمه بإطلاق جمع تجاوزوا الساحل الذي وقفت عليه ، وبعضهم خاض بحره الخضم ثم حكموا بخلاف رأيك .
---
أحمد الطعان
08-30-2006, 03:40 PM
دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ...(1/3982)
تجنبوا الانتصارات النفسية ...
والسلام
---
الجكني
08-30-2006, 04:36 PM
قولك "وممن ذمه " وقولك "وبعضهم خاض" موافقة على أنه ليس كل (أئمة السنة )ذموه ،فكن أنت مع (ممن ) واترك غيرك مع (بعضهم ) وكما قال د/أحمد :"يعذر بعضنا بعضاً ولا تصور المسألة على أن الخلاف بين (أهل السنة ) وغيرهم 0هذا ما عندي والله أعلم0
---
عبدالرحمن السديس
08-30-2006, 06:55 PM
قولك "وممن ذمه " وقولك "وبعضهم خاض" موافقة على أنه ليس كل (أئمة السنة )ذموه ،فكن أنت مع (ممن ) واترك غيرك مع (بعضهم )
وفقكم الله
مرادي من التبعيض هو :
أن جمعا من أئمة أهل السنة لم يحفظ له كلام في ( علم الكلام ) ، لا أنهم مدحوه .
والعذر قائم ، ولم يخطر في بالي أن الدكتور السالم ـ حفظه الله ـ يكتب هنا لانتصارات نفسية أو ... بل يكتب ما يرى أنه الحق .
وأرجو أن أكون كذلك .
وليت الدكتور أحمد ـ حفظه الله ـ إذ لاح له غير ذلك أو شعر به...
جعل هذا النصح والتوجيه سرا = فهو أجدى وأدعى للقبول .
والسلام عليكم .
---
عبدالرحمن السديس
08-30-2006, 08:45 PM
فائدة
من أراد الوقوف على كلام أئمة السلف في ذم هذا العلم فلينظر :
الغنية عن الكلام وأهله للخطابي .
مختصر الحجة على تارك المحجة لأبي الفتح نصر المقدسي .
ذم الكلام للهروي .
تحريم النظر في كتب الكلام لابن قدامة .
أحاديث في ذم الكلام وأهله للمقري .
صون المنطق والكلام للسيوطي .
قصد السبيل إلى ذم الكلام والتأويل لصديق خان القنوجي .
وكلها مطبوعة عدا الأول ، ومختصره ضمن ( صون المنطق ) للسيوطي ، ونقل منه الإمام ابن تيمية مواطن كثيرة في درء تعارض العقل والنقل.
وهناك كلام كثير متفرق لأئمة السلف في كتب العقائد المسندة وغير المسندة .
ولعل بعض هذه الكتب موجود في الشبكة .
---
الجكني
08-30-2006, 09:38 PM
أخي الشيخ عبد الرحمن حفظه الله تعالى وسلمني وإياه من كل سوء ،وخاصة سوء الظن :(1/3983)
والله الذي لا إله غيره ما كتبت حرفاً (لانتصارات نفسية ) كما ظن فضيلتكم ،وإنما كتبت ما أراه حقاً بيني وبين الله تعالى ،إذ القول "مطلقاً " بذم الكلام لم أر القول به إجماعاً ،بل هناك من كبار العلماء من استعمله لمجادلة المعاندين من المسلمين وغير المسلمين ،وأكبر دليل على ذلك هو ما سطره شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى وغيرها من كتبه 0
وعندي أن السبب من ذم بعض العلماء لعلم الكلام هو "شدة "ورعهم وخوفهم على الأمة ،وهذا شيء محمود ،ولكنه لا يعتبر حكماً شرعياً يأثم من خالفه أو من عارضه 0وعلم الكلام قد لا أحتاجه أنا ولا أنت في هذه البلاد بحمد الله تعالى ولكن يحتاج إليه للدفاع عن الإسلام ورد شبه المنكرين في أماكن أخرى وأزمنة أخرى 0
وخلاصة القول :علم الكلام منه ما هو محمود وهو ما لم يخالف أصلاً شرعياً ،ومذموم وهو عكسه ،أما القول مطلقاً بأنه (كلام بلا علم )فيكفي في بيان بطلانه التناقض فيه ،حيث أثبت أنه علم ثم نفاه عنه وهل هذه المصنفات التي ترد على (المخالفين والمخطئين) كلها (لا علم فيها ؟؟؟؟ إذن : فيلزم أن كتب شيخ الاسلام (جلها ) التي في (العقائد ) سواء بين المسلمين أنفسهم أو بينهم وبين أهل الملل الأخرى كلها هباء ،وهذا ما لا يقوله أحد حسب علمي 0
رحم الله من قال :"كلامي صواب يحتمل الخطأ ،وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب "
---
الجكني
08-30-2006, 09:43 PM
وأما قولكم حفظكم الله :"جمعاً من أهل السنة لم يحفظ لهم كلام في علم الكلام لا أنهم مدحوه " هذا (تحكم من فضيلتكم يعترض عليه بالعكس وهو أن يقال :"لم يحفظ عنهم كلام (لا أنهم ذموه ) 0
والله أعلم 0
---
عبدالرحمن السديس
08-30-2006, 11:48 PM
سلمني وإياه من كل سوء ،وخاصة سوء الظن :
والله الذي لا إله غيره ما كتبت حرفاً (لانتصارات نفسية ) كما ظن فضيلتكم ،وإنما كتبت ما أراه حقاً بيني وبين الله تعالى
أخي الدكتور السالم وفقه الله(1/3984)
عفى الله عني وعنك ، وهل وجدتَ في كلامي غير ذلك ؟
أنا لما رأيت كلام الدكتور أحمد : تجنبوا الانتصارات النفسية ...
قلت عنكم وعني حتى لا يساء بنا الظن :
والعذر قائم ، ولم يخطر في بالي أن الدكتور السالم ـ حفظه الله ـ يكتب هنا لانتصارات نفسية أو ...
بل يكتب ما يرى أنه الحق. وأرجو أن أكون كذلك .
(تحكم من فضيلتكم يعترض عليه بالعكس وهو أن يقال :"لم يحفظ عنهم كلام (لا أنهم ذموه ) 0
بارك الله فيكم
وأنا لم أثبت لهم قولا بمدح ولا ذم بل تركته ، وإنما ذكرته في مقابل قولكم :
وقولك "وبعضهم خاض" موافقة على أنه ليس كل (أئمة السنة ) ذموه ، فكن أنت مع (ممن ) واترك غيرك مع (بعضهم )
---
الجكني
08-31-2006, 01:44 AM
أخي الدكتور عبد الرحمن حفظه الله :أعتذر إن كنت أسأتُ فهم كلامكم وحمّلته ما لا تريده ،وقبول العذر ممن اعتذر هو من شيم الكرام ،وأحسبكم كذلك 0
---
عبدالرحمن السديس
08-31-2006, 03:32 AM
( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
ومعذرة إن كنت أسأت أو تجاوزت في حقكم .
وأسأل أن يبصرنا بالحق ويهدينا للعمل به .
* تنبيه: لستُ بدكتور .
---
(1/3985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > التربية الاجتماعية في الإسلام ..
---
التربية الاجتماعية في الإسلام ..
---
tafza
04-05-2005, 08:31 PM
منقول ...... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التربية الاجتماعية في الإسلام;
رعاية الإسلام للروابط الاجتماعية ;
نظرة الإسلام إلى المجتمع الإنساني
سورة الحجرات(49)
بسم الله الرحمن الرحيم ;
قال الله تعالى: {ياأيُّها النَّاسُ إنَّا خَلَقْناكُمْ من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شُعُوباً وقبائِلَ لِتَعارَفُوا إنَّ أكرمكُمْ عندَ الله أتقاكُمْ إنَّ الله عليمٌ خبير(13)}
ـ إن مسؤولية بناء المجتمع الإسلامي العالمي تقع على عاتق الرجل والمرأة على السواء.
ـ خلق الله تعالى آدم وحواء وجعل من ذريَّتهما الشعوب والقبائل والأجناس والألوان، فالناس كلُّهم إخوة، لذلك فلابدَّ لجسور التوادد والتواصل من أن تبقى قائمة بينهم، فلا تفاضل بين لون وآخر، أو عرق وآخر، بل مساواة بين الجميع أمام الله تعالى؛ الَّذي يُكرَمُ الناس لديه على درجة تقواهم، فمن نال شرف التَّقوى حصل على وسام مرضاة الله، والله أعلم بأعمال مخلوقاته خبير بنواياهم.
في رحاب الآيات:(1/3986)
في ثنايا الآية الكريمة معنى الخطاب الإلهي الموجَّه للبشر جميعاً: يا أيُّها الناس! نحن خلقناكم بقدرتنا من أصل واحد، وأوجدناكم من أب وأم، فلا تفاخر بالأجداد والآباء، ولا اعتداد بالحسب والنسب، كلُّكم لآدم وآدم من تراب. وجعلناكم شعوباً شتَّى، وقبائل متعددة ليحصل بينكم التعارف والتآلف، ويتلاشى التناحر والتخالف. أمَّا اختلاف الألسنة والألوان، وتباين الطباع والأخلاق، وتفاوت المواهب والاستعدادات، فإنما هو تنوُّع لا يقتضي النزاع والشقاق، بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكاليف، والعمل على نهوض المجتمع الإنساني وتحقيق الخلافة في الأرض. لذلك لا يكون التفاضل بين الناس بالأحساب والأنساب، بل بالتَّقوى والعمل الجادِّ المخلص، فمن أراد شرفاً في الدنيا، ومنزلة في الآخرة فليتَّق الله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «من سرَّهُ أن يكون أكرم الناس فليتَّقِ الله» (رواه الترمذي وقال حسن صحيح). والتَّقوى معناها مراعاة حدود الله تعالى أمراً ونهياً، والاتِّصاف بما يرضيه عنَّا. وقد رفع الإسلام لواء التَّقوى لينقذ البشرية من عواقب العصبية للجنس، أو للقبيلة، أو للأسرة، بشتَّى الأسماء، وهي في حقيقتها عصبيَّة جاهلية، والإسلام منها براء، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنها: «دعوها فإنها نتنة» (رواه أبو داود)، وقال صلى الله عليه وسلم : «إن الله أذهب نخوة الجاهلية وتكبُّرها بآبائها، كلُّكم لآدم وحواء، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، فإذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه» (أخرجه البيهقي)، وأخرج الترمذي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من اتقى الله أهاب الله منه كلَّ شيء، ومن لم يتَّق الله أهابه الله من كلِّ شيء».(1/3987)
وهذه هي القاعدة الَّتي يقوم عليها المجتمع الإسلامي؛ المجتمع الإنساني العالمي الَّذي تحاول البشرية في خيالها المحلِّق أن تحقِّق لوناً من ألوانه ولكنَّها أخفقت، لأنها لا تسلك الطريق الوحيد الموصل إليه، وهو الطريق إلى الله تعالى. لذلك نجد أن الله جلَّ وعلا يخاطب رسوله الكريم بتلك العبارة الشاملة، الَّتي تتَّسع لتشمل سائر الأجناس والمذاهب والَّتي تنفي التحيُّز أو التعصُّب: {قُلْ أعوذُ بربِّ النَّاس * مَلِكِ النَّاس * إله النَّاس} (114 الناس آية 1ـ3). فالله هو ربُّ الناس جميعاً، والربُّ هو المربِّي والموجِّه والراعي والحامي، وهو ملك الناس جميعاً، والملك هو المالك الحاكم المتصرِّف، وهو إله الناس جميعاً، والإله هو مَنْ وَلِه الكلُّ به ولهجوا باسمه، ونادوا من أعماق قلوبهم أن الحمد لله ربِّ العالمين.
ومن هنا نرى أن الإسلام بعد أن وضع القواعد السليمة لبناء النفس المؤمنة، سعى لإشباع نوازع النفس البشرية التوَّاقة إلى الفوز والتفوُّق على الآخرين، فبيَّن أن سبيل التنافس والتسابق ينحصر في المكرمات الَّتي تكسب رضا الله، كما قال تعالى: {…وفي ذلك فليتنافسِ المُتَنافسون} (83 المطففين آية 26) أي في الأسباب الموصلة إلى ذلك النعيم ليَكُنِ التنافس والتسابق، وما أكثر هذه الأسباب كالاستزادة من التخلُّق بالأخلاق الفاضلة قولاً وعملاً، والإكثار من البذل والتضحية والفداء، والإقبال على العلم والتعلُّم بنَهم.
وهكذا يأخذ كلُّ مؤمن مكانه في فردوس النعيم حسب جِدِّه وجهده، ولذا كانت الجنَّة درجات، وكانت علِّيون الدرجة العليا الَّتي ينالها أولو الألباب، وهم الصفوة من خواص المحبِّين لحضرة الله، والعاملين الملتزمين بشرعه الخالد الحنيف.
سورة النساء (4)(1/3988)
{ياأيُّها النَّاسُ اتَّقوا ربَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ من نفسٍ واحدةٍ وخَلَقَ منها زوجَهَا وبثَّ منهما رِجالاً كثيراً ونساءً واتَّقوا الله الَّذي تَسَاءَلُونَ به والأرحامَ إنَّ الله كان عليكُمْ رقيباً(1)}
ومضات:
ـ إن الناس كلَّهم عائلة واحدة، مهما تعدَّدت أجناسهم وتلوَّنت بشرتهم، فأبوهم جميعاً آدم وأمُّهم حواء.
ـ إن قضية خلق هذا الكمِّ الهائل من الناس من نفس واحدة، منذ سيِّدنا آدم وإلى يوم القيامة، لهي معجزة وآية رائعة تدلُّ على عظمة الله تعالى، وتدفع إلى إجلاله والخشية منه.
ـ بمقدار ما نخشع لعظمة الله، علينا أن نصل أرحامنا ونقوِّي أواصر المحبَّة معهم، وندعمهم بالعطاء المادي والروحي لتزهر شجرة العلاقات الإنسانية بورد الرحمة والتراحم.
في رحاب الآيات:(1/3989)
لقد افتتح الله تعالى سورة النساء بخطابه للناس جميعاً، داعياً إيَّاهم إلى عبادته وحده، ومنبِّهاً لهم إلى قدرته الَّتي خلقهم بها من نفس واحدة؛ وهي نفس آدم عليه السلام والَّتي خلق منها زوجها وهي حوَّاء، فالأصل البشري واحد والنماذج لا حصر لها. وإن إلقاء نظرة على التنوُّع في خصائص الأفراد، على هذا المدى الواسع الَّذي لا يمكن أن يتماثل فيه فردان تمام التماثل على توالي العصور، لتدلُّ على دقَّة إبداع اليد المدبِّرة عن علم وحكمة، وتجعل العين والقلب يجولان في ذلك المتحف الحي، فيتمليان النماذج الَّتي لا تنفد. ومهما تشعَّب الناس بعد ذلك إلى أمم وبلدان وأجناس فإنما تشعُّبهم هذا ما هو إلا كتشعُّب العائلة الواحدة، والإخوة من أب واحد وأم واحدة، وحريٌّ بهذا التوحُّد في منشئهم وأصلهم أن يؤدِّي إلى تعاونهم وتعارفهم وتلاقيهم على الخير، والَّذي يرتكز على المبدأ الإنساني؛ وأن يصلوا أرحامهم ليكونوا أتقياء حقاً، وليظفروا بمرضاة الله، فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: أمَّا ترضَيْن أني أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك».
وقد تَرفعُ ظروف الحياة أفراداً وتخفض آخرين، وقد تغني فئات، وتفقر فئات، وقد يؤدي تباعد البلدان واختلاف المناخ إلى تنوُّع ألوان البشر وتمايز العادات والأفكار، وكلُّ ذلك بإذن الله وإرادته، لكن الكلَّ عند الله سواء في آدميتهم وإنسانيتهم، وهم سواء أمام القانون الإلهي وفي كيان المجتمع الإنساني الواحد، يتأثَّر مجموعهم بفردهم وفردهم بمجموعهم، وليس لأحدهم فضلٌ على الآخر إلا بالتَّقوى.(1/3990)
إن التفكُّر في أصل الإنسان وتكوُّن الأجناس البشرية، يستوجب العمل على تمتين العلاقات الأسرية والاجتماعية والأممية، ليستمر التعاون والنماء بين جميع أبناء العالم كأفراد لأسرة واحدة. وهكذا يؤكِّد الإسلام على الوحدة الإنسانية بين الناس، بوصفهم إخوة ينحدرون من أصل واحد.
وهنا يجدر بنا أن نلاحظ كثرة خطاب القرآن للناس بهذه الألفاظ الَّتي تشعرهم بوحدة أصلهم الإنساني: (ياأيُّها الناس .. يابني آدم..) فالتشريع القرآني يسمو بالناس إلى أفق ترقى معه كرامة الإنسانية جمعاء، بصرف النظر عن أديانهم وأعراقهم وألوانهم فيقول: {ولقد كرَّمْنَا بني آدمَ..} (17 الإسراء آية 70) وتلك الكرامة تضمن للناس جميعاً حقهم في الحياة، والفكر والعقيدة والتعلُّم والعيش الكريم، ويرقى إلى ذروة السمُوِّ الإنساني حين يجعل أساس الثواب والعقاب للناس مرتكزاً على نواياهم وأعمالهم لا على ظواهرهم، قال صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم).(1/3991)
وقد كرَّر الله تعالى الأمر بالتَّقوى في أوَّل الآية وفي آخرها، ليشير إلى عظيم حقِّه على عباده، كما قرن تعالى بين التَّقوى وصلة الرحم ليدلَّ على أهمِّية هذه الرابطة الوثيقة؛ فعلى الإنسان أن يرعى رابطة الإيمان بالله، وروابط القرابة وصلة الرحم، ولو أدرك الناس هذا لعاشوا في سعادة وأمن، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الرحم معلَّقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» (متفق عليه). وصلة الرحم تنبثق من الأسرة الواحدة، وتمتدُّ لتشمل أفراد المجتمع بكامله، ولا تستقيم أمور الأسرة الَّتي هي الخلية الأولى في بناء المجتمع، إلا إذا تراحم أفرادها، وتوثَّقت عرى المحبَّة فيما بينهم. ولن تستطيع الأسرة أن تحيا بمعزل عن الآخرين، لأن أعباء الحياة كثيرة، ولابدَّ من التعاون بين الأفراد، ومن باب أولى التعاون بين الأهل، إذ الأقارب للإنسان كالرِّداء الواقي الَّذي يحميه من حرِّ الصيف وقرِّ الشتاء، وهم كالمحارة الَّتي تنغلق على اللؤلؤة لتحميها من عوادي الزمن، فإذا ما تخلَّى الإنسان عن قرابته فكأنما انسلخ عن جلده، أو ترك أعضاءه هملاً مشاعاً تعبث بها الخطوب وصروف الأيام!.
ولا يمكن أن تقوم علاقة وطيدة بين الأفراد وذويهم، إلا على أسس المحبَّة والرحمة، والتسامح والإيثار وبذل الخير، ومدِّ يد المساعدة، ونفي التشاحن والبغضاء والأنانية الَّتي تعمل كالمعول في هدم الروابط الاجتماعية. وقد حثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الرحمة في قوله: «الراحمون يرحمهم الله تعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شحنة من الرحمن من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله تعالى» (أخرجه أبو داود والترمذي).(1/3992)
وتتَّسع دائرة الرحمة لتشمل الناس جميعاً، فالناس كما علمنا إخوة، وما أجدر الإخوة أن يتراحموا، فيعطي الغني الفقير، ويصفح المحسن عن المسيء، ويرحم الكبير الصغير، ويعين القوي الضعيف. بمثل هذه الأخلاق ساد المسلمون الأوائل، وأرسَوْا دعائم حضارة رائعة، أضاءت ظلمات الجهل الَّذي تَمَلَّكَ الإنسانَ ردحاً طويلاً من الزمن. والله تعالى حفيظ مطَّلع على جميع أحوالنا، فلا مفرَّ من الرقابة الإلهية الَّتي ترصد كلَّ حركة وكلَّ سكنة، وتعلم ما أسررنا وما أعلنَّا، فلا يغيب عن علم الله شيء في الأرض ولا في السماء، ولابدَّ أن يجازي من يفرِّط في تعاليم الله، جزاءً شديداً عادلاً، ويكافئ الساجدين له المستسلمين لعظمته المحافظين على تطبيق شرعه.
فالعاقل هو من يقدِّر حساباته بدقَّة ويعمل لآخرته كما يعمل لدنياه، وتكون دنياه مزرعة يحصد إنتاجها يوم الحساب، فقد روى أبو يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أَتْبَعَ نفسَهُ هواها وتمنَّى على الله» (رواه الترمذي).
ولا تقف الرحمة الإلهية عند حدود الإنسان بل تتعدَّاه إلى الحيوان، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثمَّ خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلبُ من العطش مثلَ الَّذي كان قد بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفَّه ماءً ثمَّ أمسكه بفيه، حتى رَقِيَ فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له. قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كلِّ كبد رطبة أجر» (متفق عليه).
---
(1/3993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية نُسخت بالسنة ، وخصصت السنةَ - مثال عزيز قل من نبّه عليه
---
آية نُسخت بالسنة ، وخصصت السنةَ - مثال عزيز قل من نبّه عليه
---
أبومجاهدالعبيدي
10-08-2005, 11:29 PM
جاء في كتاب طرح التثريب للعراقي 7/266-277 : في شرحه لحديث أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم { يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد }:
( - قوله { ويضع الجزية } قال النووي الصواب في معناه أنه لا يقبلها , ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام , ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل هكذا قاله الخطابي , وغيره من العلماء , وحكى القاضي عياض عن بعض العلماء معنى هذا ثم قال : وقد يكون فيض المال [ هنا ] من وضع الجزية , وهو ضربها على جميع الكفرة فإنه لا يقاتله أحد , وتضع الحرب أوزارها , وانقياد جميع الناس له إما بالإسلام , وإما بالقائد فيضع عليه الجزية , ويضربها هذا كلام القاضي قال النووي , وليس بمقبول , والصواب ما قدمناه , وهو أنه لا يقبل إلا الإسلام .
{ السادسة } إن قلت : كيف يضع السيد عيسى عليه السلام الجزية مع أن حكم الشرع وجوب قبولها من أهل الكتاب قال الله تعالى { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } فكيف يحكم بغير هذه الشريعة , وهو خلاف ما قررتم من أنه لا يحكم إلا بهذه الشريعة ؟(1/3994)
( قلت ) : قال النووي : جوابه أن هذا الحكم ليس مستمرا إلى يوم القيامة بل هو مقيد بما قبل نزول عيسى عليه السلام , وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة بنسخه , وليس عيسى صلى الله عليه وسلم هو الناسخ بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو المبين للنسخ فإن عيسى يحكم بشريعتنا فدل على أن الامتناع من قبول الجزية في ذلك الوقت هو شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انتهى .
{ السابعة } فإن قلت : ما المعنى في تغيير حكم الشرع عند نزول عيسى عليه السلام في قبول الجزية ؟
( قلت ) قال ابن بطال إنما قبلناها نحن لحاجتنا إلى المال , وليس يحتاج عيسى عند خروجه إلى مال لأنه يفيض في أيامه حتى لا يقبله أحد فلا يقبل إلا الإيمان بالله وحده انتهى .
( قلت ) ويظهر لي أن قبول الجزية من اليهود والنصارى لشبهة ما بأيديهم من التوراة والإنجيل وتعلقهم بزعمهم بشرع قديم ، فإذا نزل عيسى زالت تلك الشبهة لحصول معاينته فصاروا كعبدة الأوثان في انقطاع شبهتهم وانكشاف أمرهم فعوملوا معاملتهم في أنه لا يقبل منهم إلا الإسلام , والحكم يزول بزوال علته , وهذا معنى حسن مناسب لم أر من تعرض له , وهو أولى مما ذكره ابن بطال , والله أعلم .) انتهى كلام العراقي
قال أبو مجاهد : وهذه الآية أيضاً ؛ فيها تخصيص القرآن للسنة :
وبيان ذلك ما ذكره الزركشي في البحر المحيط 4/502 بقوله في مبحث التخصيص – تخصيص المقطوع للمظنون : (وكذا قوله : { أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله } فإنه خص منه أهل الذمة بقوله تعالى : { حتى يعطوا الجزية عن يد } )
ونبه على ذلك أيضاً العراقي في طرح التثريب 7/183 بقوله في شرحه لهذا الحديث :
( المقاتلة إلى غاية الإسلام يستثنى منه أهل الكتاب فإنهم يقاتلون إلى إحدى غايتين إما الإسلام أو بذل الجزية قال الله تعالى { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } .)
---
أبو عبد الله القلموني(1/3995)
10-10-2005, 05:31 PM
بارك الله فيكم على هذه الفائدة العزيزة
---
أبو صلاح الدين
10-10-2005, 05:42 PM
بارك الله فيكم.. فائدة جليلة رائعة قل من ينتبه إليها.
جعلكم الله ذخرا للإسلام والمسلمين, وزادكم بسطة في العلم والجسم.
وجمعني الله وإياك على خير ((إن شاء الله)) بمصر أو بالمملكة.
---
جمال أبو حسان
10-11-2005, 01:13 PM
الذي اراه ان قول الامام النووي رحمه الله بحاجة الى اعادة نظر والحديث لا يدل على ان هذه الاية منسوخة به بل هو اخبار عما يقع في المستقبل لا ان الحديث قد نسخ الاية ولعلي ان انسا الله تعالى في الاجل وبارك في الصحة والوقت ان اقفي على هذا الكلام بما يزيده بيانا
---
أبو صلاح الدين
10-11-2005, 04:27 PM
هو إخبار بنسخ حكمها مستقبلا.
ونحن في انتظار دررك شيخنا د. جمال.
---
حارث الهمام
10-12-2005, 12:54 AM
لعل المسألة تحتاج مزيد تأمل وتحرير.
---
(1/3996)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > (( طلب )) كتاب الألغاز النحوية
---
(( طلب )) كتاب الألغاز النحوية
---
أبو طارق
08-10-2006, 07:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأكارم بحثت في الشبكة عن كتاب الألغاز النحوية لابن هشام فلم أجده , فهل أجده على الشبكة حفظكم الله ؟
سلمكم الله وعافاكم
---
مصطفى علي
08-11-2006, 09:15 AM
ادخل هذا الرابط
www.library.idsc.gov.eg/search/arabic/authors.asp?id=20174 - 29k
كما أدلك على طريقة عامة لمثل هذا ، وهو أن تدخل جوجل وتبحث عن ما شئت فأنا لم أفعل أكثر من أن نسخت اسم الكتاب من مشاركتك مع اسم المؤلف ودخلت بحث جوجل فخرجت إليّ ما يلي :
نتائج البحث - كتب لابن هشام ، جمال ...اضغط للتفاصيل, ألغاز ابن هشام ( بهامش ... اضغط للتفاصيل, الألغاز النحوية ( بهامش7010 ) (1) ...
www.library.idsc.gov.eg/search/arabic/authors.asp?id=20174 - 29k - نسخة مخبأة - صفحات شبيهة
New Page 1الألغاز النحوية. عنوان الكتاب : ... للمحقق بمصادر دراسة الإمام ابن هشام ، وبيئته وحياته ...
furat.com/book_details.cgi?bookid=5365 - 14k - نتيجة إضافية - نسخة مخبأة - صفحات شبيهة
وطبع في دار الكتاب العربي بيروت
1-الألغاز النحوية ،ابن هشام . تحقيق: موفق فوزي الجبر . دار الكتاب العربي بيروت . ط 1 . 1997 .
ويباع عند دار مدار الوطن
www.madar-alwatan.com/daliel.asp?way=&ts=3&bname=&wname=&page=71 - 136k
---
أبو طارق
08-12-2006, 10:57 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً
---
(1/3997)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > استفسار عن مصطلح جديد في التجويد؛
---
استفسار عن مصطلح جديد في التجويد؛
---
أبو محمود 8
05-24-2006, 06:38 PM
أخوتي الكرام أرجو البحث في هذا المصطلح والذي هو بعنوان ( النبر ) في القرآن مثل الوقف علي المشدد نحو قوله تعالي : ( .... أن يغل ... ) وهو مصطلح ذكره الدكتور أيمن سويد في برنامج كيف نقرأ القرآن ؟ فالرجاء من كان عنده علم به فليدلني عليه ، جزاكم الله خيرا .
---
القعقاع محمد
07-11-2006, 01:00 PM
أخي الكريم
إليك هذا الكلام الرائع عن موضوع "النبر" نقلته من موقع الدكتور يحيى الغوثاني، أسأل الله تعالى أن ينفعك به:
النبر في القرآن الكريم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
لاشك ان القرآن معجز في كل شئ من حيث ألفاظه ونظمه وبلاغته ، فالعلماء جميعا ينهلون من القرآن ، والكل يأخذ من القرآن ولم ينته عجائبه وحير البلغاء في دقة ألفاظه وتنوعه قال د/ فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني):" ولا شك أن كل كل مفردة وضعت وضعا فنيا مقصودا في مكانها المناسب ، وأن الحذف من المفردة مقصود كما أن الذكر مقصود ،وأن الإبدال مقصود ،وكما أن الأصل مقود ، وكل تغيير في المفردة أو إقرار علي الأصل مقصود له غرضه ".صـ6 ، هذا من جهة البلاغة ،ولكننا سنتحدث عن أسلوب جديد في قراءة القرآن وهو طريقة إلقاء الكلمة ـ بعيدا عن علم التجويد المدود وغيرها ـ حسب ما تقتضيه المعاني ، والذي يشرع في تعلم علم التجويد له أربع مراحل:(1/3998)
أولها : مرحلة الشكل(أي التشكيل) كيف يتعلم طرقة نطق الفتحة والضمة والكسرة،والذي يعبر هذه المرحلة يدخل بعدها مرحلة المخارج كيف ينطق الحرف وكيف يفخم ويرقق الحروف بحسب أحوالها ومن عبر تلك المرحلة دخل في الثالثة وهي المرحلة الحسابية حيث يتعلم مقادير المد الطبيعي ومقادير المنفصل والمتصل واللازم وحركتي الغنة وهكذا عن طريق العد أو بسط الأصبع وغيره حتي يتقنها سليقة وطبيعة دون عناء ، ومن انتهي من هذه المرحلة ــ ولا شك أنه سيكون مجيدا في القراءة ــ يدخل في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المهرة المتقنين وهي النبر،قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)" فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين ، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعني الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر، وكذا لو قرأ " فَسَقي لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقي "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" وكذا لو نطق " وسعي لها " وكأنها من من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير ، وكذا " فهدي " ليست من الفهد وإنما من الهدي ، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر علي الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرا مثل قوله تعالي:" :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعني من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلي ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب ،وكذا قوله تعالي :" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا(1/3999)
غير مراد في الآية .
فينبغي للقارئ أن ينتبه لمثل هذا ،ولنذهب سويا لكي نتعرف علي النبر..قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض " وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق ،والنبر :إظهار الهمزة مثل:دارأ في داري" والذي نحن بصدده: :" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت وهذا الشئ قديم وهو تميز المعني بطريقة الأداء فقد ذكر د/ جبل ود/ غانم قدوري ما قاله النسفي في سورة يوسف وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ :" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي(المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف"{ فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ } قيل : حلفوا بالله رب محمد عليه السلام { قَالَ } بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب { الله على مَا نَقُولُ } من طلب الموثق وإعطائه { وَكِيلٌ } رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز ، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله ." ا.هـ فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق(1/4000)
بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط ،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ...) .انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري . ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء ، وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)" { وَإِذَا كَالُوهُمْ } يعني : إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل { أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } يعني : ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني : كالوا ثم قال : هم وكذلك وزنوا ثم قال : هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي : كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587(1/4001)
ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ(هم)علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل ،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم)في حالة تنغيم (هم)مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم)في (هم يخسرون)مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا،وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص)وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر..تحقيقات في التلقي د/جبل وقال الزمخشري:" { والذين يَجْتَنِبُونَ } عطف على الذين آمنوا ، وكذلك ما بعده . ومعنى { كبائر الإثم } الكبائر من هذا الجنس . وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه : كبير الإثم هو الشرك { هُمْ يَغْفِرُونَ } أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب ، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس ، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ ، وإسناد { يَغْفِرُونَ } إليه لهذه الفائدة ، ومثله : { هُمْ يَنتَصِرُونَ } [ الشورى : 39 ] .يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم)المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق(1/4002)
ولابد أن نعرف ليس الأمر مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعني ،اما مالا يؤثر في معني نحو النبر في (يعظكم ـ يعدُكم) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلي اختلاس حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة ، وكما يفعله البعض في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي(أفلا) ويظن أنه يفرق بينهما ، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي وردت مختلسة ، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ علي (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام ،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا خطأ مما لاشك فيه ـ كما بينا ـ .
والسؤال :ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟؟؟
قال د/ جبل :" 1. التركيب المكون من ثلاثة مقاطع ..مثل فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) تنبر القاف ، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين ، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا)تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
ونري أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها....
زيادة توضيح:(1/4003)
إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل) وكذا الأفعال المضارعة مثل ( يقول ) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل( أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل(فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلي نبر لأن نطقها متميز المكونات .
2. حروف عطف أحادية تليها حروف جر أحادية داخلة علي ضمائر مثل ( ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ فبما ) والنبر فيها يكون علي حرف الجرـ أي علي المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره مفيدا حتي لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ )وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن والمهم أنه لا ينبغي أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معني الكلام أو يساعد علي إبرازه بأن ينبه إلي ان المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلي أن المقطع بداية بشبه الجملة لجملة مستقلة .
3.النبر في الحرف المقطعة .(1/4004)
أولا إن +ما ،أن +ما) التراكيب المكونة من أن المشددة مكسورة الهمزة او مفتوحتها +"ما " موصولة أو غير موصولة ،والقاعدة التي أطمئن إليها في هذه التراكيب هي نبر (ما)التي ليست اسم موصول سواء رسمت متصلة بما قبلها أو رسمت منفصلة عنه :أ ـ ما تنبر فيه(ما) بعد (إنّ) (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِين) الأنعام 134(َ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) النحل 95( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ) طه 69 (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) المرسلات. وقدر رسمت "ما" في هذه المواضع متصلة بأن عدا موضع الأنعام ،، وباقي ما جاء في القرىن وهو 141 مرة ـ حسب ما في معجم حروف المعاني ـ فغن ما فيه كافة فلا تنبر... فالذي ينبر من (إنّ + ما) هو خمة مواضع فقط
ثانيا: ( أنّ + ما) لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ..(178) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ...(41) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ... (19) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ... (62) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ...(30) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ... (27) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ...ر (43) ( وقد رسمت آيتا الحج ولقمان 30 مفصولتين)(1/4005)
وأما قوله تعالي:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ...(49) و" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) فالراجح ان "ما" فيهما كافة فلا تنبر وقد رسمتا بالاتصال .
الخلاصة : أن الذي ينبر من (أن + ما) هو ثماني آياتٍ الأولي وما عداهما ـ اثنان المائدة 49،92 وأحد عشر موضعا آخر( الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 50 ـ ص24 ، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20 )= لانبر فيه
ثالثا: (كل + ما) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالي :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... (34)" وما عدا هذا الموضع لا ينبر مثل : ...كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا ... (91) "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... (44) والمواضع الثلاثة رسمت في المصحف بقطعى "كل" عن "ما " ثم إن المواضع الباقية في القرآن وعددها سبعة عشر لا تنبر فيها "ما" فالنبر في هذا التركيب في آية واحدة (إبراهيم 34)
رابعا بئس +ما)هنا عدة آيات "ما" فيها واضحة الموصولية هي قوله تعالي: "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" "قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
Øوَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْØ وقد رسمت الأوليان باتصال "ما" .
وعدة آيات أخري "ما" راجحة الموصولية هي : وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ...(80)"قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ...(150) المائدة. فهذه كلها تنبر (وقد رسمت هذه المجموعة بانفصال "ما")(1/4006)
قوله تعالي:" بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي " ف"ما" نكرة موصوفة فلا تنبر وقد رسمت متصلة .
فالخلاصة: أن كل( بئس+ما) تنبر ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "
4.(أين +ما) ورد هذا (التركيب" ثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ...(37)الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)الشعراء "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)غافر وهذه الثلاثة رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ...(115) "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ ...(148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112)آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ... (78)النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ... (76)النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31)مريم ُ
"مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ...(7)المجادلة قال د/غانم قدوري :"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات : فما جاء من أسمائه تعالي وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب .
وما جاء من الأومر والنواهي فبالطاعة والرغبة .
وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة.انتهي خلاصة العجالة صـ213..) الدراسات الصوتية 480
وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع .(1/4007)
هذا ما من الله به علينا ،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة .آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
---
خادمة القرآن
07-12-2006, 12:38 AM
ما كان يسأل عنه الأخ أبو محمود بخصوص النبر :
وهو كما سماه مصطلح جديد في علم التجويد وهو كذلك إلا أنه جديد في مسماه قديم في تطبيقه وآليته .
تحدث د / أيمن رشدي سويد عن النبر في القرآن الكريم ولكنه لم يطرق جميع أبوابه بل ذكر نبذة بسيطة عنه ووضع ست حالات للنبر وهي :
1) الوقف على الحرف المشدد نحو كلمة ( وبثّ ) ( مستقرٌّ ) ( من المسّ ) لاشعار السامع أن الحرف الموقوف عليه في الوصل عبارة عن حرفان ، ويستثنى من هذا الوقف على النون والميم المشددتين نحو ( اليمّ ) و ( الجنّ ) لأن الغنة تغني عن النبر وكذلك الوقف على حرف القلقلة المشدد نحو ( وتبّ ) ( الحقّ )
2) عند النطق بالواو او الياء المشددتين سواء كانت في وسط الكلمة أو آخرها نحو ( قوّة ) ( سيّارة ) ( الحيُّ ) ( النبيّ ) ( عدوّ ) والحكمة من النبر في هذا الموطن لكي لا يصبح الحرف المشدد كأنه واو أو ياء مدية .
3) عند الإنتقال من المد اللزم إلى الحرف المشدد بعده نحو ( الحآقّة ) ( الصآخّة ) ويستثنى من ذلك إذا كان بعد حرف المد اللازم نون او ميم مشددتين نحو ( جآنّ ) و(الطآمّة ) ويدخل معها المد اللازم الحرفي نحو ( الم ) ( طسم ) .
أما حرف القلقلة المشدد الموقوف عليه بعد مد لازم نحو ( دوآبّ ) ففيه نبر لاقفال المد .
4) عند الوقف على همزة مسبوقة بحرف مد أو لين ؛ حتى لا يُذهب المد بالهمز ، أمثلة المد :( السَّمَاء ) ،( وجيء ) ،( سُوء ) ، واللين نحو : ( شَيْء ) ( السَّوْء ) .
5) عند التقاء حرف ساكن بحرف ساكن عارض لأجل الوقف نحو ( الفصْلْ ) ( الهزْلْ ) ( الفجْرْ ) لكي لا تمال حرة الساكن الأول إلى كسر أو فتح ولا يضيع الساكن الثاني عند الوقف .(1/4008)
6) إذا التقى ساكنان في كلمتين والأول منهما حرف مد واشتبه لفظ المفرد بالمثنى .
حيث يسقط حرف المد وهو ألف التثنية للتخلص من التقاء الساكنين فيلتبس لفظ المفرد بالمثنى وذلك في ثلاث أمثلة في القرآن الكريم ولم يأت غيرهم نحو :
( واستبقا الباب ) سورة يوسف آية 25 .
( وقالا الحمد لله ) سورة النمل آية 15 .
( ذا قا الشجرة ) سورة الأعراف آية 22 .
وعلة النبر حتى لا يتوهم السامع ان الفاعل واحد . ولا رابع لهم في القرآن الكريم . أما كلمة ( دعوا الله ربهما ) سورة الأعراف آية 189 . فلا نبر فيها لعدم التباسها بلفظ المفرد .
وهناك مواطن أخرى للنبر لم يذكرها الشيخ أيمن حفظه الله ، نذكرها تباعا إن شاء الله تعالى ؛ وللحديث بقية
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
---
العبادي
07-12-2006, 10:34 AM
هذا الموضوع تمت مناقشته على هذا الرابط:
انقر هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1018)
فالرجاء من الإخوة الأفاضل عدم التكرار في نقل النصوص، وأن تكون المشاركات مجموعة في مكان واحد لتعم الفائدة
---
القعقاع محمد
01-02-2007, 12:32 PM
صدقت يا أخي العبادي
وبارك الله فيك
---
(1/4009)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من مصنف كتاب درة التنزيل وغرة التأويل؟
---
من مصنف كتاب درة التنزيل وغرة التأويل؟
---
السائح
07-12-2006, 11:29 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد، فقد وقع خلاف في تعيين مصنف كتاب " درة التنزيل وغرة التأويل "، فجزم غير واحد أنه منحول منسوب خطأ إلى الخطيب الإسكافي.
وقد رأيت من الباحثين من أحال على مقال كتبه الأستاذ عمر السريسي رجح فيه أنه من تأليف الراغب الأصبهاني، ونشر ذلك في المجلة العربية للعلوم الإسلامية: ع32، مج2 ص316-320، وتكلم على ذلك بتفصيل في مجلة مجمع اللغة العربية الأردني: العدد المزدوج (3-4) صفر - جمادى الأولى، عام 1399 تحت عنوان: تحقيق نسبة كتاب درة التنزيل وغرة التأويل.
وقد وافقه الأستاذ أحمد حسن فرحات على عدم صحة نسبة الكتاب إلى الخطيب الإسكافي، لكنه رأى أنه من تأليف قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني، وأسهب في بيان ذلك في بحث بعنوان: كتاب درة التنزيل وغرة التأويل لا تصح نسبته إلى الراغب الأصبهاني، نشره في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر عن مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت: س6، ع:5، جمادى الأولى 1410 ص23-80.
فمن يحتسب الأجر عند الله، فينقل إلى إخوانه ما حوته هذه المقالات، ويفيدنا بالبحوث التي دارت حول كتاب درة التنزيل وغرة التأويل وعقيدة الخطيب الإسكافي.
والله يجزيكم خير الجزاء ويبارك في سعيكم.
---
منصور مهران
07-13-2006, 12:44 AM
كتاب ( درة التنزيل وغرة التأويل ) طبع محققا في عمل علمي قام به الدكتور محمد مصطفى آيدين ، سنة 1422 هج = 2001 م ، في ثلاثة أجزاء ، من إصدارات جامعة أم القرى .
http://www.tafsir.net/images/dorrah.jpg
وفي ص 94 وما بعدها من مقدمة المحقق جاء مبحث تحقيق النسبة في سبع حيثيات :(1/4010)
1- ورود اسم الخطيب الإسكافي صريحا على ورقة العنوان في ثلاث نسخ مخطوطة .
2- ما ذكره راوي الكتاب من النسبة إلى الإسكافي .
3- عدم شك المتقدمين الذين نقلوا شيئا من مادة الكتاب في نسبته إلى الإسكافي ؛ منهم : محمود بن حمزة الكرماني المتوفى سنة 505 هج ، صاحب كتابي ( غرائب التفسير وعجائب التأويل ) و ( البرهان في متشابه القرآن ) .
4-إجماع كتب التراجم على إيراد هذا الكتاب في مؤلفات الإسكافي .
5- اتفاق كتب التراجم على لقب ( الخطيب ) الإسكافي .
6- تصريح ابن الزبير الغرناطي باسم كتاب ( درة التنزيل وغرة التأويل في مقدمة كتابه : ( ملاك التأويل ). ولكنه لم يذكر اسم مؤلفه .
7- وجود التشابه بين هذا الكتاب والكتاب الآخر ( المجالس ) المقطوع بنسبته إلى الإسكافي .
ثم ناقش المحقق آراء الذين نفوا نسبة الكتاب عن الإسكافي ، ليخرج بتأكيد نسبة الكتاب إلى الإسكافي .
ولكن يظل قول الآخرين في الحسبان حتى يأتينا اليقين بالنسبة التي لا جدال فيها ، ولقد استخرجت المقالات التي أشار إليها أخي الأستاذ السائح ، ولعلي أحسن تلخيصها وعرضها في وقت لاحق إن شاء الله .
---
السائح
07-13-2006, 01:55 AM
جزى الله الأستاذ الكريم منصورًا خيرًا وبارك في سعيه.
وأنا بالأشواق إلى ما تلخصه من هاتيك المقالات.
وقد اطلعت على موقع مجمع اللغة الأردني، ولم أجد فيه إلا فهارس وكشافات أعداد المجلة.
وقد بحثت فوجدت ملخصا لمقال الأستاذ أحمد حسن فرحات، وهاهو ذا بين أيديكم؛ للاطلاع عليه وإبداء ملحوظاتكم.
كتاب درة التنزيل وغرة التأويل لا تصح نسبته إلى الراغب الأصفهاني
وجود اسم الراغب الأصفهاني على بعض نسخ كتاب درة التنزيل وغرة التأويل كان من قبيل الالتباس الذي يحدث عادة عند النساخ ، نتيجة التشابه والاشتراك في أسماء المؤلفين وأسماء مؤلفاتهم ، ومن ثم فلا يصلح دليلاً على نسبة الكتاب إلى الراغب .(1/4011)
وما ذكره الأخ الساريسي من أن كتاب درة التنزيل وغرة التأويل هو نفس الكتاب الذي وعد به الراغب في مقدمة كتابه المفردات بعنوان تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وهم كبير وقع فيه الأخ الباحث ، لم يصمد أمام النقد العلمي .
وما ذكر من وجود كتاب للراغب باسم جامع التفسير أو الجامع في التفسير لا يستند إلى أدلة حقيقية ، بل إن ما وجد من تفسير الراغب في معظم نسخه الخطية يحمل عنوان تفسير القرآن العظيم ، ومعلوم أن بعض المصادر تشير إلى أن الراغب لم يتم تفسيره ، ومن ثم فلا تصح تلك الإحالة عليه ، والتي وردت في سورة الكافرون من كتاب درة التنزيل ؛ لأنها مما لم يصل إليها الراغب في تفسيره .
وما ذكره الأخ الباحث من أن نفَس الراغب في كتاب درة التنزيل واضح فلا أساس له من الصحة ، وإنما هو وهم آخر وقع فيه الباحث ، نظراً لتغاير أسلوب الراغب مع أسلوب صاحب كتاب درة التنزيل .
وإن ما ذكره الأخ الباحث من أمور لافتة للانتباه تتعارض مع ما عرف من طريقة الراغب وأسلوبه ، فقد كان جديراً أن يحمله على إعادة النظر في نسبة الكتاب إلى الراغب ، وأن يهديه إلى المؤلف الحقيقي ، ولكنه آثر أن يؤولها ، ليحملها على ما اندفع إليه من حب نسبة الكتاب إلى الراغب ، فأضاع على نفسه فرصة ثمينة .
كما بين أن هذه النسبة لا تصح إلى الخطيب الإسكافي ، ولا إلى الفخر الرازي ، ولا إلى ابن فورك .(1/4012)
وعنوان جامع التفسير أو الجامع في التفسير الوارد في سورة الكافرون من كتاب درة التنزيل هو النقطة الثابتة في البحث ، والتي ينبغي الانطلاق منها ، وهذا العنوان لا ينطبق إلا على كتاب واحد يعود إلى مؤلف واحد ، هو أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصفهاني الملقب قوام السنة والمتوفى سنة 535 هـ ، والمقابلة بين ما جاء في مقدمة درة التنزيل وما عرف من ترجمة أبي القاسم إسماعيل تشير إلى التوافق في ما ورد فيهما ، كما أن التشابه بين مقدمة درة التنزيل ومقدمات ما وصلنا من كتب أبي القاسم إسماعيل يدل على تشابه في الأسلوب .
وهذا كله يرشح نسبة كتاب درة التنزيل إلى أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصفهاني !
وسبب نسبة الكتاب في بعض النسخ الخطبة إلى الراغب إنما يعود للاشتراك بينه وبين المؤلف الحقيقي في معظم الاسم والكنية : فالراغب هو : أبو القاسم الحسين بن المفضل الأصفهاني ، والمؤلف الحقيقي ! هو : أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن المفضل !الأصفهاني ، فهما يختلفان بالاسم الأول ، ويتفقان ببقية الاسم والكنية .
---------------------
من أنعم النظر في هذا التلخيص بدا له ضعف ما اعتمده الأستاذ، ولم أره عرّج على اعتقاد أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، ولا ريب أن بروز الاعتقاد من نقط الارتكاز التي كان يُرجى من الأستاذ أن يُوليها اهتمامًا، والله أعلم.
وفي تلخيص المقال بعض الهنات، ولست أدري هل أثبت الأستاذ في أصل مقاله اسم جدّ أبي القاسم الأصبهاني: (المفضل)؛ فإن كان قد فعل، فهو غلط بيّن ينبغي أن ينأى عنه الباحث الجادّ المدقق، خاصة أن ذلك كان عند المقابلة بين ابنَي (المفضل)، وصرح أن الرجلين يتفقان في بقية الاسم (يعني: النسية إلى الأب أو الجد).
والله أعلم.
---
منصور مهران
07-13-2006, 10:13 AM
جاءت المقالة في العدد المزدوج 3 - 4 ص 97 من مجلة مجمع اللغة العربية الأردني .(1/4013)
وفيها نفى الدكتور الساريسي نسبة الكتاب إلى الإسكافي اعتمادا على :
1 - ورود نسبة صريحة إلى الراغب على نسخ مخطوطة ، هي نسخة مكتبة أسعد أفندي بإستانبول رقم 176 ، ونسخة خسرو باشا باستانبول رقم 25 ، ونسخة راغب باشا باستانبول رقم 180 ، ونسخة السلطان أحمد الثالث / طوب قبوسراي ، بإستانبول رقم 1748 / أ / 850 ، ونسخة أخرى رقم 1749 / أ / 1830 ، ونسخة المتحف البريطاني رقم 5784 ورقم 234 : المصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة رقم 7 تفسير .
2 - ما ورد في مقدمة المفردات من نية الراغب أن يتبع المفردات ( بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد ...) وأنه بذلك رسم خطة الكتاب التي تتفق وخطة الدرة مما يؤكد أنهما خرجا من معين واحد .
3 - أن في كتاب الدرة إشارة إلى كتاب آخر للمؤلف اسمه ( جامع التفسير ) ، وليس في مؤلفات الإسكافي كتاب يحمل هذا الاسم . بل هو معدود من مؤلفات الراغب وهو مخطوط وموجود في مكتبة اياصوفيا .
4 - و جاء في إحدى المخطوطات وهي التي تحمل رقم 1749 / ر / 183 قول راوي الكتاب إبراهيم بن علي بن محمد المعروف بالأردستاني : ( هذه المسائل ....أملاها أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب في القلعة الفخرية ) وكلمة أملاها قد تعني أنه أملاها من إنشائه كما تعني أنه أجيز بإملائها من قِبَل مبدعها ومنشئها وتبقى تساؤلات عن صعوبة قبول خبر الإملاء هذا عن طريق الذاكرة والارتجال . ثم إن انفراد الأردستاني بالرواية يثير عجبا ، وتقرب من خبر الآحاد في الحديث ، ولعله كان أقرب إلى الروح العلمية لو أن غيره حضر الإملاء والرواية وشهد بذلك .
5 - مقدمتا المفردات والدرة تتلاقى فيهما بعض الكلمات وبعض التراكيب ، ثم تفترقان ليأخذ كل كتاب ما يناسبه من القول والبيان .(1/4014)
6 - كل ما أورده الناقد قال إنه : ( دلائل على الشك في نسبة كتاب درة التأويل .. الذي صنفه الراغب الأصفهاني لمصنف آخر هو ... الإسكافي . كل هذه الدلائل لا تتأيد إلا بحجة أخرى قد تزنها جميعا ، وهي تلك التي تأتي من مادة الكتاب ونسيجه الأساسي ) .
وعقد الموازنة بين النسخ المخطوطة والنسخ المطبوعة قبل صدور الطبعة المحققة .
قلت : ولو أن الناقد شاهد الطبعة المحققة التي صدرت بعد المقالة بنحو عشرين عاما لتغيرت نظرته إلى الموضوع بمرة . هذا وبالله التوفيق .
---
السائح
07-13-2006, 12:01 PM
جزاك الله خيرا على إفادتك ومبادرتك إلى نفع إخوانك وتلاميذك.
نشره في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر عن مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت: س6، ع:5
الصحيح أن المقال في العدد 15، كما في موقع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، ومنه نقلتُ ملخَّص المقال.
النسية
الصواب: النسبة.
---
الجكني
07-13-2006, 02:14 PM
لي ملاحظة على ما كتبه أخي منصور مهران حول تاريخ وفاة الكرماني من أنها سنة(505) وهذا قول المترجمين له ،وإن كان بعضهم يقول إنها بعد الخمسمائة بدون تحديد ، لكن الذي رجحه محقق "غرائب التفسير وعجائب التأويل " د/شمران العجلي هو أنه توفي بعد سنة (531) وهي السنة التي فرغ فيها من تأليف كتابه كما هو موجود في خاتمة إحدى النسخ المعتمدة عنده 0والله أعلم 0
---
منصور مهران
07-13-2006, 03:04 PM
أشكر لأخي الدكتور السالم الجكني - سلمت يمينه - ما أفادنيه من علمه ونبل أخلاقه ، ولقد راجعت نفسي وتثبت من صحة قوله و جمال توجيهه ، والله يرعاكم .
---
الجكني
07-13-2006, 03:54 PM
والشكر لك موصول أخي منصور ،ونحن في هذا الملتقي يكمل بعضناً بعضاً 0
---
(1/4015)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > "و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس؟؟
---
"و إن منكم إلا واردها"أى ليس كل الناس؟؟
---
شهاب ثاقب
08-29-2005, 04:02 PM
السلام عليكم و رحمة الله
"و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا"مريم :71 هل يمكن أن تكون "من"تبعيضية فلا تشمل الآية كل الناس؟ أى:منكم يردها و ليس كلكم؟؟ و هل لى سلف فى هذا؟
جزاكم الله خيرا
---
(1/4016)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > النفيس لابن الجوزي
---
النفيس لابن الجوزي
---
خلود
04-12-2005, 06:47 PM
ذكر السيوطي - رحمه الله- في مقدمة "الإتقان" من جملة الكتب التي نظرها ، ولخص منها كتابه ذلك: كتاب "النفيس" لابن الجوزي - رحمه الله- فما هو موضوعه؟
وهل الكتاب مفقود؟
---
خلود
04-13-2005, 08:56 PM
ولا زال السؤال ينتظر جواباً.بارك الله في الجميع
---
مروان الحسني
11-12-2005, 10:01 PM
كتاب النفيس , و يسمى أيضا ( الوعظ النفيس ) لإبن الجوزي , هو كتاب في الوعظ , و الكتاب مفقود حسب فهارس الكتب المتداولة و الله تعالى المستعان .
---
(1/4017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ندوة علمية عن (الفتنة في نصوص الكتاب والسنة) بجامعة أم القرى يوم الثلاثاء 5 -2-1426
---
ندوة علمية عن (الفتنة في نصوص الكتاب والسنة) بجامعة أم القرى يوم الثلاثاء 5 -2-1426
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2005, 04:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيمتنظم جامعة أم القرى برنامجاً علمياً بعنوان :(العصمة من الفتن) تعقد ندواته أيام الثلاثاوات من كل أسبوع ابتداء من يوم الثلاثاء القادم الموافق 5 صفر 1426 هـ وتنتهي يوم الثلاثاء الموافق 10 ربيع الأول 1426هـ .
وستكون أولى الندوات التي تعقد في هذا البرنامج بعنوان :
الفتنة في نصوص الكتاب والسنة
(معانيها ، وضوابطها ، وأنواعها)
وسيشارك فيها كل من :
- الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار . عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرياض .
- الأستاذ الدكتور أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي الأستاذ بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى .
ويدير الندوة الدكتور سعود بن عبدالعزيز العريفي عضوهيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
وستعقد هذه الندوة بعد صلاة العشاء من يوم الثلاثاء 5 – 2- 1426هـ في قاعة الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله بمقر الجامعة بحي العزيزية بمكة المكرمة.
---
(1/4018)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > نظرات في : "غاية النهاية في طبقات القراء"
---
نظرات في : "غاية النهاية في طبقات القراء"
---
الجكني
08-21-2006, 11:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على طالب علم القراءات مكانة كتاب "غاية النهاية في طبقات القراء " للإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى ،وهذه المكانة لم تأت من كونه كتاب "تراجم " فحسب ،بل لكونه كتاب قراءات "دراية" إذ فيه كثير من التحقيقات العلمية التي لا توجد في غيره لا من كتب القراءات ولا من كتب التراجم ،ولكن كما هو معلوم :إن الله سبحانه وتعالى لم يكتب الكمال إلا لكتابه الكريم ،جاء "غاية النهاية " كغيره من كتب البشر ،فيه بعض مواضع وقع فيها "سهو " أو "غفلة " أو "خطأ " من المؤلف رحمه الله تعالى ،بل فيه أعلام صرح هو نفسه أنه لم يعرف أصحابها ،ولما كان هذا الكتاب هو من أنفس الكتب عندي وأهمها فقد أوليته كثيراً من العناية والاهتمام فأخذت أسجل على حواشيه ما أرى أنه يتم المعلومة التي يريدها مؤلفه ،وذلك من إكمال النقص وهو الموجود في المطبوع بكثرة بين قوسين ومكتوب عليه هكذا (بياض) حتى أننا رأينا بعض الباحثين ممن يرجع إلى هذا الكتاب وينقل منه حرفياً يقوم بنقل هذه العبارة (بياض) ؟؟؟
هذا ،وقد اجتمعت عندي بحمد الله تعالى مادة لا بأس بها ؛إما توضيح لوهم ،وإما تصحيح لخطأ ،وإما تنبيه على سهو ،وإما معرفة لمجهول – وهذا نادر – وإما إكمال لنقص ،ولولا أني سمعت وتأكد لي أن هذا الكتاب سجل بين طالبين رسالة علمية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة لقدمت كثيراً من هذه الفوائد في هذا الملتقى العلمي ،ولكن تمشياً مع ما قيل " ما لا يدرك كله لا يترك جله" ،سأحاول من وقت لآخر تقديم ما أرى أنه أكثر أهمية عند الباحثين والقراء ،وهو ما سأبدأ به الآن ،فأقول وبالله تعالى التوفيق :(1/4019)
1- ذكر ابن الجزري رحمه الله في (1/391) في ترجمة الشيخ "عبد الظاهر بن نشوان الحميري" عند ذكر شيوخه ما يلي :
"ويقع في أجايزنا (والنجيب بن بشارة) 0ثم قال :"وما أدري من هو ابن بشارة " انتهى 0
وذكر في (2/344) ما يلي :
"النجيب بن بشارة ،كذا وقع في أجايزنا عن أبي القلال أنه قرأ على الشريف الخطيب وعبد الظاهر بن نشوان قرأ عليه (ولا أعرفه) انتهى كلامه رحمه الله 0
وبعد البحث تم بحمد الله تعالى معرفة هذا العلم العالم ،فقد ترجم له الإمام زكي الدين المنذري(581-656) في كتابه القيّم "التكملة لوفيات النقلة "ترجمة لا بأس بها حيث قال رحمه الله(2/366)في الترجمة رقم (1464):"وفي مستهل جمادى الأولى توفي الشيخ الأجل نجيب بن بشارة بن محرز بن رحمة السعدي الفاضلي الشافعي المقرئ بالقاهرة ،سمع من الشريف الخطيب أبي الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي وغيره ،وحدّث ،سمعتُ منه،وكان شيخاً حسناً علّم ولد القاضي الفاضل ثم علّم ولد الوزير الصاحب0انتهى0
قلت :هذه الترجمة مذكورة ضمن الذين كانت وفاتهم سنة(613)وقد ذكر محقق الكتاب أن للشيخ نجيب ترجمة في :الذهبي :تاريخ الإسلام :ق:206(باريس1582)
وإلى اللقاء في فائدة أخرى إن شاء الله تعالى 0
---
طه محمد عبدالرحمن
08-23-2006, 03:15 AM
جزاك الله خيرا .
ليتك تتحفنا بدراسة وافية عن المؤلف نفسه الإمام بن الجزرى رحمه الله كما صنع الدكتور الدوسرى مع الإمام المتولى فإنى رأيت لك موضوعا تذكر فيه انك قمت بدراسة وافية عن الامام قدمتها بين يدى كتاب النشر ( ابواب الأصول ) فلا أدرى هل بإمكانك ان تتحفنا بها هنا او هل طبعت هذه الترجمة منفردة ؟ ليتك تزودنا بمعلومات أكثر بارك الله فيك .
---
الجكني
08-23-2006, 02:49 PM(1/4020)
وجزاك الله خيراً أخي طه ،نعم ،أكرمني الله تعالى بدراسة منهج ابن الجزري في النشر وتحقيقه كاملاً على نسخ لم تتوفر للشيخ دهمان ولا للشيخ الضباع رحمهما الله تعالى ،لكن -معذرة- لا أستطيع إنزالها في أي ملتقى نظراً لكونها الآن أصبحت ملكاً لمجمع المللك فهد لطباعة المصحف الشريف حيث إنه سيتولى طبعه وحسب آخر المعلومات عندي أنه دفع به إلى المطبعة ،فالمسألة مسألة وقت إن شاء الله 0
---
طه محمد عبدالرحمن
08-24-2006, 01:53 AM
بارك الله فيك شيخنا الحبيب و ليتك تخبرنا عندما يصدر الكتاب و أماكن تواجده جزاك الله خيرا .
---
الجكني
08-24-2006, 12:43 PM
أبشر يا أخي وبكل سرور إن شاء الله تعالى
---
أبو الجود
08-31-2006, 07:18 PM
أخي زدنا بارك الله في علمك فالغاية كتاب مهم لم يجد من يعتني به
---
الجكني
09-29-2006, 12:42 AM
مسألة أخرى :
ذكر المؤلف رحمه الله في ترجمة سعيد بن محمد (1/307-308) أنه قرأ على أبي عمرو الداني ،وأنه - سعيد-توفي سنة(580) 0وهذا معناه أنه عاش بعد شيخه الداني (136)سنة تقريباً ،وهذا ليس بمعهود 0
والصواب -والله أعلم أنه -سعيد - توفي سنة :"ثمان أو تسع وخمسمائة :508أو 509" كما جاء فى :الصلة:1/219
وهنا يجدر تنبيه المهتمين بغاية النهاية أن هذا الكتاب "الصلة " من المصادر المهمة التي يعتمد عليها ابن الجزري في كتابه ،وأنه أيضاً -الصلة - يضم تراجم كثيرة منقولة من كتاب الداني ،فكثيراً ما تراه يقول :"ذكره أبو عمرو 0
وبمناسبة هذا الشهر الكريم أقدم مسألة أخرى أيضاً وهي :
ذكر المؤلف رحمه الله في ترجمة "الطيب بن إسماعيل (1/343-344) :" وفي تجريد ابن الفحام أسند رواية أبي حمدون عن الفارسي عن الحسين الفحام عن بكار عن أبي حمدون فوهم ،قال :وصوابه بكار عن الحسن بن الحسين الصواف عن أبي حمدون "انتهى(1/4021)
وهذا الاستدراك صحيح بالنسبة للمؤلف لأن النسخة التي كانت عنده فيها هذا الوهم ،وقد وقعت لي أثناء تحقيقي للنشر نسخة من التجريد مصورة من الجامعة الإسلامية ليس فيها هذا الوهم ،بل فيها الصواب الذي ذكره المؤلف ،وهذا يفيدنا فائدة مهمة وهي أن بعض ما يحكم عليه ابن الجزري ب"الوهم " أو غيره ،قد يكون مصدره اختلاف النسخ 0والله أعلم ،وإلى مسألة أخرى إن شاء الله 0
---
منصور مهران
09-29-2006, 01:01 PM
جاءة ترجمة : نجيب بن بشارة بن محرز بن رحمة ، أبي محمد السعدي الفاضلي المصري الشافعي المقرئ : في تاريخ الإسلام بتحقيق د . بشار عواد معروف - ج 13 ص 390 ، قال :
علّم وَلَدَ القاضي الفاضل ، ثم علم ولد الصاحب ابن شُكْر ، وكان شيخا حسنا .
سمع كتاب ( العنوان ) من الشريف أبي الفتوح الخطيب .
روى عنه الزكي المنذري ، وابنه إبراهيم بن نجيب ، وجماعة .
وتوفي في مستهل جمادى الأولى . اه
قلت : يعني من سنة 613 هج كما قال المنذري . وبالله التوفيق .
---
أبو الجود
09-29-2006, 02:50 PM
جزاك الله خيرا ولاعدمنا فوائدكم أخي الجكني
---
نورة
09-30-2006, 12:26 AM
جزاك الله خيرا شيخنا الجكني
على هذه الفوائد المهمة
وننتظر منك أن تبشرنا بطباعة كتابك المذكور آنفا
فنحن بصدد دراسة عن منهج ابن الجزري في طيبته
مع تحقيق أحد شروح الطيبة
---
الجكني
09-30-2006, 12:56 AM
وجزاك الله خيراً أختي "الأستاذة " وأما بخصوص الكتاب فآخر ما وصلني عنه أنه في المراحل الأخيرة من "البروفة " في مطبعة "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف "بالمدينة المنورة " عجَل الله خروجه0
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2006, 01:06 AM
جزاك الله خيراً وزادك من فضله .(1/4022)
كتاب غاية النهاية لابن الجزري هو بالمنزلة التي أشرتم إليها وفقكم الله ، وفيه فوائد ونفائس وتحقيقات في جانب الدراية ندر من يتنبه لها إلا الحذاق من أمثالكم ، وقد قرأته كاملاً ولله الحمد مع معرفة القراء الكبار للذهبي ، وكنت أشرتُ إشارة لطبعات كتاب الذهبي في موضوع
عرض لنشرات كتاب (معرفة القراء الكبار) للإمام الذهبي (ت748هـ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6118)
وهو مثل الغاية مليء بالفوائد العلمية في القراءات والتراجم ، إلا أن ابن الجزري أجمع وأكثر عناية بشيوخ القراءات وتراجمهم .
ومن الغريب بقاء هذا الكتاب منذ أخرجه المستشرق برجشتراسر دون تحقيق مع توافر المخطوطات ، وكثرة الباحثين . وقد كنت أشرتُ في موضوعي عن كتاب الذهبي إلى أن كتاب غاية النهاية لابن الجزري يحقق الآن من قبل الدكتور عماد الددو
11- غاية النهاية في طبقات القراء . وهو مطبوع طبعة قديمة للمستشرق برجشتراسر ، وهو في أمس الحاجة إلى إعادة تحقيقه ، وقد حدثني أخي الكريم الدكتور محمد بن فوزان العمر أن الدكتور عماد بن أمين الددو يقوم الآن بتحقيقه على خمس نسخ خطية ، نسأل الله أن يعينه على إكمال تحقيقه ونشره ، فهو من أهم كتب تراجم القراء وأوسعها . .
وأرجو أن نرى الكتاب محققاً على أكمل وجه في وقت قريب بإذن الله .
---
الجكني
10-22-2006, 01:57 AM
جزاك الله خيراً أخي د/عبد الرحمن ،ويسرني إضافة هذه المعلومة حيث إن "غاية النهاية " سجل رسالة علمية في جامعة أم القرى بين اثنين من الطلاب ،لكن لا أتذكر هل للماجستير أم للدكتوراه، ومن المعلومات القديمة أن نفس الكتاب هو ضمن المشاريع التي ستحقق في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة ،سمعت ذلك مشافهة من أمينه العام قبل سنتين تقريباً0
---
د. أنمار
10-22-2006, 05:28 AM(1/4023)
ولو يتفرغ أحد الباحثين فيجمع مستدركا موسعا على غاية النهاية، فمثلا وقفت مؤخرا على عدة استدراكات مهمة في كتب مثل درة الحجال والإحاطة في أخبار غرناطة
فهل وقفتم على مثل هذا العمل؟.
---
الجكني
10-23-2006, 02:04 AM
إذا كان السؤال عن "مؤلف" في الاستدراكات فلم أقف على ذلك ،وللعبد الضعيف بعض المسائل نحو "تتميم" و"تصحيح" وغير ذلك 0
---
فهد الرومي
10-23-2006, 07:51 PM
أخي الدكتور السالم استدراكاتك قيمة كعادتك وانت اهل لذلك فهلا أوردت الاستدراكات كاملة لتعم الفائدة بارك الله فيك ونفع بك وبعلمك
---
العنزي
10-27-2006, 08:12 AM
بارك الله في علمك شيخنا الجكني فدائما ماتأتي بالفوائد والنوادر والنفائس
---
د. أنمار
11-13-2006, 12:06 PM
الفقير إلى الله تعالى يضيف استدراكا هاما على ما سطره الإمام ابن الجزري في كتاب غاية النهاية من كلام ابن الجزري في الكتاب نفسه:
قال في ترجمة مسلمة بن عبد الله بن محارب 2/298 :
مسلمة بن عبد الله بن محارب أبو عبد الله الفهري البصري النحوي، له اختيار في القراءة لا أعلم على من قرأ ، قرأ عليه شهاب بن شرنفة (ت180 هـ تقريبا ) ، قال محمد بن سلام ( أي الجمحي في طبقات فحول الشعراء):
كان مسلمة بن عبد الله مع ابن أبي إسحاق ( صرح بأنه عبد الله بن أبي إسحق ولد حوالي سنة 39 إلى 117 أو 128 هـ خال مسلمة قيل إنه عاش 88 سنة كابنه وحفيده الذي هو يعقوب القارئ ت 117 - 205 هـ) وأبي عمرو بن العلاء (ت 154 هـ وصرح بأنه عمر بعد ابن أبي إسحق) ،
وقال ابن مجاهد كان من العلماء بالعربية وكان يقرأ بالإدغام الكبير كأبي عمرو وروى حروفاً لم يدغمها أبو عمرو.
اهـ
وما بين الأقواس من زياداتي.
وترجمة مسلمة يكاد لا يخلو منها كتاب في تراجم النحاة.
كنور القبس للمرزباني
وبغية الوعاة ج2/ص287
وطبقات فحول الشعراء للجمحي لابن سلام ص14
وتاريخ علماء النحويين لأبي المحاسن التنوخي
=============================(1/4024)
قال ابن الجزري كما هو أعلاه لا أعلم على من قرأ
وأهمية معرفة شيوخه تكمن بسبب ما قال عنه ابن مجاهد أنه أيضا من أصحاب الإدغام الكبير كأبي عمرو بل يكاد لا ينسب لغيره البتة. ومسلمة هذا يدغم كأبي عمرو بل زاد عليه حروفا
وقد ذكر أبو عمرو الداني في كتابه الإدغام الكبير هذه العبارة أيضا.
وكان حماد بن الزبرقان ويونس بن بكير يفضلانه هكذا في معظم المراجع التي سبقت على إطلاقها وكذا في لسان الميزان ج6/ص34
وأصل العبارة عند ابن سلام الجمحي كما يلي نصها:
وكان عيسى بن عمر أخذ عن ابن أبي إسحاق، وأخذ يونس عن أبي عمرو بن العلاء، وكان معهما مسلمة بن عبد الله بن سعد بن محارب الفهري، وكان ابن أبي إسحاق خاله، وكان حماد بن الزبرقان ويونس يفضلانه
طبقات فحول الشعراء ص 14
وظاهر العبارة أن التفضيل على ابن أبي إسحاق وأبي عمرو بن العلاء وهذا يدل على علو كعبه ومنزلته بين العلماء والقراء
وتذكر أن يونس أخذ عن أبي عمرو
وبعد الفحص والتنقيب ظهر لي أن إسناده في القراءة عال ومختلف عن إسناد أبي عمرو فهو قرأ على أبي الأسود الدؤلي (التابعي المخضرم ت 69 هـ) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ذكر ذلك ابن الجزري نفسه في ترجمة يعقوب الحضرمي 2/ 386 وهذا نصه:
قال يعقوب قرأت على سلام في سنة ونصف وقرأت على شهاب بن شرنفة المجاشعي في خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب المحاربي في تسعة أيام وقرأ مسلمة على أبي الأسود الدؤلي على علي رضي الله عنه
اهـ
ومسلمة هو ابن عبد الله بن محارب
ولا يلتبس عليك بمسلمة بن محارب بن دثار السدوسي الكوفي فهو شيخ مباشر ليعقوب كما في ترجمتهما كما أنه ليس محاربيا بل سدوسيا و"المُحَارِبي" منسوب إلى: مُحارب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنَانَة، بطن من قريش، اهـ من عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب الحازمي
ومسلمة بن عبد الله فهري كما صرح بذلك ابن الجزري والتنوخي(1/4025)
ومما سبق يغلب على الظن أنه ولد قبل سنة 55 لأخذه عن أبي الأسود الذي مات سنة 69 هـ ثم عاش إلى بعد 140 هـ
فقد ذكر ابن الأثير في كامله أن مسلمة كان مؤدبا لجعفر بن أبي جعفر المنصور (ولد في عهد الأمويين ونهايتهم سنة 132 مع العلم أن أباه ولد سنة 95 هـ ومات جعفر ابن أبي حعفر سنة 150 هـ)
والآخذ عنه شهاب بن شرنفة
قال ابن الجزري توفي بعد المائة والستين فيما أحسب
وقال الصفدي في الوافي في حدود 180
فليبحث أيهما أرجح لكن عبارة الصفدي أدق بينما عبارة ابن الجزري فيها تخمين.
ملاحظة
وبناء عليه يترجح لي سبق قلم الحافظ الذهبي في معرفة القراء وتاريخ الإسلام بجعله مسلمة بن عبد الله المحاربي تلميذا لشهاب بن شرنفة
وصوابه العكس
ذكر ذلك في ترجمة شهاب ج 1 ص 274
ولم يفرد لمسلمة ترجمة
ولم يتابعه على هذا الخطأ ابن الجزري في طبقاته
والله أعلم
---
الجكني
11-13-2006, 02:07 PM
حفظك الله يا شيخنا 0
---
السائح
01-10-2007, 11:59 PM
ولو يتفرغ أحد الباحثين فيجمع مستدركا موسعا على غاية النهاية، فمثلا وقفت مؤخرا على عدة استدراكات مهمة في كتب مثل درة الحجال والإحاطة في أخبار غرناطة
فهل وقفتم على مثل هذا العمل؟.
وفقكم الله وبارك فيكم.
للشيخ المقرئ المتقن عبد الله بن صالح العبيد ذيل على غاية النهاية، لم يُطبع بعدُ، ذكره في كتابه الممتع " الإمتاع بذكر بعض كتب السماع " ص48.
يسّر الله نشره ونفع به.
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2007, 08:49 AM
ومن الكتب التي تتبعت تراجم القراء بعد ابن الجزري ما ذكرته في موضوع طبعات كتاب الذهبي
12- الدُّرُّ المدني في طبقات القراء بعد ابن الجزري ، للشيخ المقرئ محمد طاهر الرحيمي أحد علماء المدينة المنورة المقيمين بها ، وهو يشتمل على طبقات القراء بعد ابن الجزري رحمه الله . وقد زاد عدد تراجِمه – كما بلغني - على ثلاثة آلا ف ترجمة. ولعله يرى النور قريباً.
---
أبو بيان
01-15-2007, 10:12 PM(1/4026)
ومن الكتب التي ترجمت للقراء بعد ابن الجزري:
- مِنَّةُ الرحمن في تراجم أهل القرآن, قاموس تراجم لقراء القرآن الكريم ومقرئيه في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين, للدكتور / إبراهيم محمد الجرمي, طبع مكتبة الكوثر, الرياض, الطبعة الأولى 1426.
والكتاب مفيد جامع شامل, ويبدو ظاهراً الاستعجال في إخراجه؛ لكثرة الأخطاء الطباعية, وعدم ذكر مراجع التراجم في موضعها, وعدم ترقيم التراجم, ولم يسم - في مصادر الكتاب - المراجع المخطوطة والإجازات والمقابلات والمراسلات ونحو ذلك مما يصح به التوثيق في هذه التراجم, وإنما ذكر أهم المصادر المطبوعة وعددها (24) كتاباً فقط.
------------------------------------------
بعد هذا التعقيب وجدت عرضاً لهذا الكتاب للشيخ عبد الرحمن الشهري في هذا الموضوع http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6018, فحمدت الله تعالى واستغفرته؛ حمدته على توافق الملاحظات على الكتاب, واستغفرته تعالى من الاستعجال, والحمد لله على كل حال.
---
الجكني
03-21-2007, 07:23 AM
"نظرة " اليوم هي في مسألة طريفة في هذا الكتاب وهي :
"رواية " الشيخ ابن الجزري عن "ابنه " رحمهما الله تعالى :
جاء في ترجمة :أحمد بن يوسف البانياسي :ابو العباس صاحبنا 00000(أخبرني )ابني أبو الفتح أنه توفي في فتنة تيمورلنك سنة (803) رحمه الله 0انتهى (1/152)
---
(1/4027)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في إدغام كبير لرويس
---
إشكال في إدغام كبير لرويس
---
أبوعبدالله الشافعي
09-18-2004, 06:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام
قال الشيخ القاضي رحمه الله في البدورالزاهرة عند إدغام قوله تعالى (فلا أنساب بينهم ) في سورة المؤمنون إدغاما كبيرا للسوسي ولرويس قال أن رويس له المد المشبع فقط ثم ذكر ذلك مرة أخرى في شرحه على الدرة المسمى الإيضاح وذكر العلة في ذلك فقال لأنه ملحق بالمد اللازم ثم تابعه على ذلك الشيخ محمود الحصري في رسالته نور القلوب في قراءة يعقوب وتابعه أيضا الشيخ نبهان مصري في رسالته في الثلاثة القراء المتممين للعشرة
وقد تم البحث في كثير من كتب الأئمة المتقدمين فلم نجد نص في ذلك
والسؤال
هل ذكر أحد من الأئمة المتقدمين ذلك ؟ وهل يأخذ الإدغام الكبير لرويس في قوله تعالى ( الكتاب بالحق ) وقوله
( الكتاب بأيديهم ) نفس الحكم ؟ وإن كان هناك تفريق فما العلة في ذلك ؟ ثم ما السبب في التفريق بين أوجه السوسي ووجه رويس في الإدغام في قوله تعالى ( فلا أنساب بينهم ) ؟؟ ؟؟
وجزاكم الله خيرا
---
أبوعبدالله الشافعي
09-22-2004, 06:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله
لعل أحد المشايخ الفضلاء يجيب علينا
---
أبوعبدالله الشافعي
09-26-2004, 07:01 AM
للرفع
---
(1/4028)